منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   (رواية) أتحبني بعد الذي كان (https://www.liilas.com/vb3/t193880.html)

أضئت القمر 04-03-14 12:58 PM

أتحبني بعد الذي كان
 
الـعــــــودة ..
أشرقت شمس النهار بعد غياب دام أيام طوال فأدفئت بنورها وأشعتها المتسللة من بين الغيوم سماء المدينة فأصبح كل شيء جميل ذلك الصباح .

" انظري يا أمي إلى هذا "

نظرت الأم إلى ما يشير ابنها الصغير فرأته يشير إلى أوراق شجر ساقطة على الأرض وعليها قطرات من الماء

" ماذا "

عندها اقترب الطفل من الأوراق ورفع إحداها لوالدته وقال "أمي أليست هذه هي قطرات الندى ذاتها التي حدثتني عنها ليلة أمس "

ابتسمت والدته وقالت " نعم يا وليد هذه هي ذاتها "

نظرت رهف لابنها بنظرات كلها حب وإعجاب فهي ترى فيه مستقبلها وماضيها وحاضرها فهو الشيء الوحيد الذي بقي لها من ماضيها الجميل , بالرغم من أسئلت ابنها الكثيرة والتي تمل وتتعب من إجابتها أحياناً إلا أنها تقوم بإجابته لتصمت فضوله أو ستضطر إلى إجابة أسئلة غيرها جميعها تدور حول الموضوع ذاته , لكن المشكلة أنها ما أن تنتهي من جواب سؤاله ذاك حتى ينهال عليها بأسئلة أخرى , إنها لا تتذكر كمية الكتب التي قرأتها قبل أن تنجبه لكنها لا تتعدى العشرين لكنها منذ إنجابها لوليد أصبحت تقوم بشراء الكثير من الكتب والتي تتحدث جميعها عن كيفية التعامل مع الأطفال وكيفية تربيتهم بالطريقة الصحيحة , فاليوم في الخارج أصبح الآباء والأمهات يأخذون دروس تعليمية عن كيفية تربية أطفالهم والاعتناء بهم , أما هنا فلا أحد يهتم بهذي الامور كل ما يحدث هو زواج امرأة ورجل قد لا تكون لديهم أية خلفية عن تربية طفل لكنهما ينجبان الأطفال ويقومان بتربية أطفالهم تربية عشوائية على حسب أهوائهم بلا أسس مطبقة ومجربة من قبل لهذا تجد الانحراف والنفسيات المعقدة والانحلال الفكري والأخلاقي .

وبينما رهف شاردة الذهن رن هاتفها المحمول الذي تسبب في فزعها , فتحته لترى من المتصل فرأت اسم صديقتها سمية والتي بنفس الوقت شريكتها في العمل ...

" ألو "

" رهف أين أنت الآن "

" لما "

" لما ؟؟! رهف هل نسيت أن لدينا اجتماع "

" لا لم أنسى "

" رهف أتعلمين كم الوقت "

" نعم "
" إنها السابعه يا رهف "

فإذا بسمية تسمع صوت وليد عندها صرخت بعصبية " رهف هل يعقل انك لم توصلي وليد "

" لا ليس بعد , اسمعي يا سمية أنا الآن أقود السيارة لهذا سأغلق الخط , مع السلامة "

أغلقت رهف الخط مع صديقتها وهي منزعجة فهي اليوم حقاً متأخرة بالرغم من خروجها هي وابنها مبكراً من المنزل.
................

" مع السلامة أمي "

" مع السلامة حبيبي "

راقبت رهف ابنها وهو يدخل إلى المدرسة بعينين شاردتين فكل شي في وليد يذكرها بوالده ذك الشخص الذي أصبح طيف من الماضي ذاك الشخص الذي اختفى فجأه وغابت أخباره عن الجميع فلم يعد يعرف أحد عنه شي . أحيانا تشعر أنه كان مجرد خيال أو حلم جميل لكنها أضاعته من يديها.

****************************

" صباح الخير سيد زين "

فتح زين عينيه بكسل ثم نظر إلى مصدر الصوت فرأى رجل يلبس ثياب عسكرية ينظر إليه من الأعلى , عقد زين حاجبيه ثم تنحنح وقال: " صباح الخير ... هل هنالك مشكلة ما ؟!! "

ابتسم العسكري وقال: " أنا هنا لأستقبلك ,, أنت لا تعرف كم أحبك وأشجعك ولم أصدق عندما قالوا لي أنني سأرافقك لقد سعدت بذالك حقاً "

ثم ضحك وضرب كفه على جبينه وقال: " يا إلهي لقد نسيت أن أقول لك أنا المقدم رياض نجم "

ابتسم زين ابتسامة صغيرة ثم قال: بينما كان يصافح المقدم " سعدت بمعرفتك أيها المقدم "

ثم نهض زين من مقعده بالطائرة وأخذ أشيائه , لكن المقدم قام بأخذها منه على الفور وأعطاها للحمال حتى يذهب بها إلى السيارة التي تنتظرهم بالخارج ثم التفت إلى النجم وهو يكاد أن يهبط درج الطائرة وقال " معجبوك منذ الأمس منتظرون بالخارج لقد سببوا لنا إزعاجاً ....... الكل بانتظارك "

فابتسم زين للمقدم ابتسامة صغيرة تظهر إرهاقه أكثر من إصغائه لما يدور حوله من حوار , واصل زين هبوطه على درج الطائرة وهو يحلم بحمام ساخن وسرير دافئ حتى ينام إلى الغد دون أن يزعجه أحد , دخل إلى المطار من البوابة الخاصة بالمشاهير ومن ثم عبر من بين حاجز مكون من رجال الشرطة عندها رأى ما كان يخبره المقدم به , وهو عن معجبيه الذين كانوا بالمئات والشرطة محاطة بهم من كل اتجاه وصوب , توقف نجم كرة القدم لينظر إلى هؤلاء المعجبين فعاد به الزمن إلى عشرة سنوات مضت , عندما كان في هذه المكان لكن الفرق أنه كان حينها شخص لا يملك شيئاً , وليس لديه أحداً هنا يودعه كما هو اليوم ليس هنالك أحداً يستقبله , منذ أن وقع العقد قبل ستة أشهر وهو يشعر بالانزعاج والإرهاق فالذكريات التي خزنها بعيداً عن عقله وقرر محوها , أصبحت تهاجمه الآن و بعنف حتى في أحلامه فقد ظن منذ أمد أن كل شيء قد محي من عقله حتى المشاعر , لكن يبدوا أن ألم الندبة التي أصابت قلبه منذ أمد مازالت تؤلمه من حيناً إلى حين .

نظر زين إلى التذكرة التي بين يديه الآن إنها تذكرة عودة فابتسما ساخراً من القدر , فعندما سافر من سنوات مضت لم يكن يملك سوى تذكرة ذهاب فقط , فقد قرر آنذاك أن ربما هذه فرصته لأن يكّون ذاته فعاهد نفسه بأن لا يعود إلى هنا إلا إن أصبح ذي شأن لكنه مع الوقت نسي أمر العودة حتى أتى هذا العقد وأعاده رغماً عنه .

عاد زين إلى أرض الواقع فرأى الجميع ينظرون إليه ووميض الكاميرات من كل مكان يلمع وصراخ المعجبين منعه من سماع أي شيء بل إنه زاد من ألم رأسه لكنه بالرغم من ذالك كان يبتسم بوجه الجميع وكان يتوقف لبضع دقائق ليوقع تذكارات لبعض المعجبين الذين استطاعوا الوصول إليه بشق الأنفس ,حتى وصل إلى السيارة أخيراً التي كانت بانتظاره والتي كان بجوارها أيضاً رجال امن يحيطونها فركب هو في الخلف بينما ركب المقدم في الأمام .

أرجع الرجل رأسه إلى الخلف بينما كان المقدم يعطي أوامره للسائق ورجال الامن الذين بالخارج حتى خرجوا من المطار إلى الشارع , لكن ما أن هدأ الإزعاج بالخارج قليلاً وأخذ السائق يقود جيداً بدون ازدحام وإزعاج من المقدم , التفت هذا الأخير إلى زين الذي بالخلف وأخذ يتحدث إليه ويلقي عليه الأسئلة وبعض تعليقاته عن بعض مبارياته , فهمس زين راجياً ربه أن يجعل المقدم يصمت ولو قليلاً , فقد كان متعباً جداً وبالكاد يستطيع أن يفتح عينيه فكيف بعقله , وهذا الرجل وحديثه يتعبه أكثر فهو يناقشه بشدة وليس ذالك فقط بل يحاول أن يقنعه بصواب رأيه , واستمر المقدم على ذالك حتى وصلوا إلى الفندق فهمس زين لنفسه " يا الهي ,أخيراً سأرتاح "

لكن ما أن فتح باب السيارة وهم زين بالهبوط حتى قال المقدم بعد أن التفت له " الأستاذ محمد رشدي بانتظارك في القاعة الكبيرة ومعه بعض الصحفيين "

زين " ماذا "

ثم همس زين لنفسه " لا يعقل ذالك إني متعب جداً "

عقد زين حاجبيه غاضباً , لكنه لم يرد أن يفتعل شجار منذ البداية مع المسئولين الذين سيتعامل معهم حالياً فتمالك أعصابه بالقوة وقال " حسناً , شكراً لك أيها المقدم رياض "

ثم خطى إلى الأمام لكن المقدم أوقفه مرة أخرى , مقدماً له بطاقة بها رقمه الخاص ورقم مكتبه ثم قال " إن أردت أي خدمة تستطيع أن تتصل بي "

فابتسم زين له ثم أكمل سيره إلى داخل الفندق بعد أن أخذ البطاقة ووضعها في جيبه دون اهتمام , وصل لبهو كبير بعد أن استقبله أشخاص لا يعرفهم طلبوا منه أن يرتاح قليلاً , وسألوه إن كان يريد شيئاً فأجابهم إن كأس من عصير البرتقال كافي بأن يريحه , ثم خلا بنفسه متأمل البهو من حوله فوجده يتصف بالفخامة والراحة في آنٍ واحد فالأراك كانت من النوع الفخم والمريح جداً حتى أن النوم داعب عينيه بينما كان جالس على أحدها , أما المضيفين فكانوا في كل مكان بسبب ازدحام البهو وكثرة المتواجدين فيه , لقد شاهد الكثير من الفنادق لكنه لم يولها اهتماماً كثيراً لكن هذا الفندق ليس كالبقية ليس لأنه أفخم أو أنه لم يرى مثله , فقد سافر و رأى مثله من قبل , لكن أن يعيش في مثل هذا الفندق في بلده ترك في نفسه شعوراً غريب.

فقبل عشرة سنوات كان فقيراً ويأساً من كل شيء وكان وقتها من المستحيل أن يتخيل العيش في مثل هذا الفندق ولكن منذ فترة أصبح هنالك سؤال يراودوه وهو هل كان سيصل إلى ما وصل إليه اليوم إن بقى هنا؟؟

وهل كان سيسكن في فندق مثل هذا لو ظل هنا ؟؟

إنه يؤمن بأن الأرزاق بيد الله لكنه يعلم أن الله يحب العبد الذي يسعى فيساعده ويعطيه أكثر أما من يضع يده على خده ينتظر الرزق فلن يعطى شيئاً , عند تأمل مسيرته التي قطعها والتي أوصلته لأن يعيش في مثل هذا المكان عادات تساؤلاته وهي لو أنه عاد بالزمن ورفض فكرة الهجرة عن بلده وبقى فهل كان سيصل إلى ما وصل إليه اليوم عندها, فخرجت منه ضحكةً ساخرة تخفي ألماً عميقاً عندما همس لنفسه " مستحيل , مستحيل "

عندها سمع أحدهم يتحدث معه من الخلف فاستدار إلى مصدر الصوت فوجد رجل شاب يصغره , مبتسماً له ويضع بطاقة على صدره فيها اسمه وعمله ويبدوا أنه السكرتير الخاص بالمدير محمد رشدي

" السيد محمد رشدي ينتظرك في القاعة معتذراً أنه لم يعلمك عن ذالك سابقاً "

ابتسم زين رغماً عنه ثم قال وهو ينهي عصيره الذي جلبوه له" أتمنى فقط ألا يعاد هذا الخطأ مرة أخرى "

قال الشاب متحرجاً " إن شاء الله لن تعاد مرة أخرى , هل تفضلت معي الآن يا سيد زين "

لحق زين بالشاب إلى القاعة وقام بالمقابلة ثم صعد إلى غرفته بعد أن اعتذر عن عدم قدرته لتناول الغداء مع الجميع بسبب إرهاقه , فقد قضى يوم أمس بكامله في المطار منتظراً لطائرته التي تأخرت بسبب حالة الجو السيئة ثم قضى ليلة أمس ونصف اليوم على متن الطائرة ولا يعتقد أن بقدرته أن يتحمل أكثر فقد بلغ من الإرهاق مبلغاً كبيراً , وما أن وصل إلى غرفته حتى سارع بتبديل ثيابه ثم الذهاب مباشرة للسرير فوجده مريحاً جداً لدرجة أنه نام ما أن وضع رأسه على الوسادة حتى أنه لم يغلق الستائر ...


**************************

أضئت القمر 04-03-14 01:05 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
أرض الوطن ..

وصلت رهف إلى العمل لتجد جميع الموظفين مجتمعين في بهو الشركة يتحدثون بصوت عالي بينما كانوا يتابعون التلفاز لم تعرف سبب النقاش هذه المرة لكنه في العادة غير مهم فالرجال يتهمون النساء بالثرثرة لكن ما أن تفتح معهم موضوع للنقاش حتى يثرثرون أضعاف ثرثرة النساء وقد تصل مناقشاتهم للمشاجرة بالأيدي , عندها همست لنفسها " الأفضل لي أن أذهب لمكتبي"

لكن سماعها لصوت ما جعلها تلتفت وبحده إلى مصدر الصوت فرأت أن مصدره التلفاز وما أن وقع نظرها على الشاشة حتى رأت شخصاً ظنت أنها لن تراه أبداً فقد فقدت الأمل في إيجاده حتى ظنت أنه ربما لم يعد له وجود بالأرض لكن أن تراه في التلفاز كان أمراً مستحيل تصوره عندها همست

" إنه هو وجهه شعره ابتسامته عينيه إنه هو "

اجتازت المقهى دون أن تشعر أو تعي ذالك لتقرأ ما كتب عنه في الشريط الذي يظهر تحت صورته فقرأته بصوت منخفض
" اللاعب النجم زين الدين أنور يعود إلى أرض الوطن بعد غياب عشرة سنوات عنه "

نظر إليها الجميع باندهاش بينما كانت هي تتابع اللقاء الصحفي

المراسل " زين الدين أنور ما شعورك بعد عودتك لأرض الوطن بعد غياب دام سنوات طويلة لأسباب ليست معروفه "

ابتسم زين وهو يقول " سعيد بالطبع "

مراسل أخر " كيف كان الاستقبال في المطار "

ابتسم زين " كان جميلاً جداً , وغير متوقع , فأن تعلم أن هنالك من يحبك وينتظرك ويشجعك إنه لأمر رائع "

مراسلة " هل عدت لتستقر نهائياً "

زين " لم أفكر في الأمر بعد لكنني تركت أصدقاء لا أمانع في العودة إليهم مرة أخرى "

المراسل " ألا تفكر أن تستقر عاطفياُ ,, هذا السؤال وجهه معجبوك لمجلتنا عندما وضعنا خبر قدومك "

ضحك ثم قال " لم أفكر في الأمر بعد "

فضحك الجميع ..

فسأله مراسل أخر " بقائك هنا على حسب الوقت المذكور بعقدك هي سنتين فهل تفكر في تمديده لأكثر من ذالك "

صمت قليلاً ثم قال " لا أعلم فأنا لم أفكر في الأمر بعد "

مراسلة " هل سميت بزين الدين تيمناً بزين الدين زيدان ؟ "

ابتسم زين " بالطبع فوالدي يعشق النجم الكبير زيزو "

فضحك الجميع ثم علق أحدهم " أنت الآن زيزو 2 "

زين " أتمنى أن أستحق حمل هذا اللقب "

شعرت رهف فجأة بألم يجتاح جسدها كله وبأن قدميها لم تعدا قادرتين على حملها,فرؤية هذا الشخص الذي ظلت سنوات تبحث عنه في كل مكان وأي مكان لكنه اختفى فجأة دون كلمة كانت مستعدة طيلة تلك السنوات أن تطلب منه الغفران عن كل شيء ليعود فقط لها , لكن الآن وبعد مضي عشرة سنوات يظهر فجأة كنجم كرة قدم من كان يتصور ذالك , إنه لم يهتم طيلة تلك السنوات بمقدار قلقنا فقد بحث عنه الجميع فلم تترك عائلته مستشفى أو مركز شرطة لم تسأل به , لكنهم بالرغم من ذالك لم يجدوا له أي أثر حتى استسلم الجميع لكنهم كانوا يعتقدون بأن والدي وعائلتي لهم يداً في اختفائه المفاجئ هذا , لكن بظهوره هكذا أكد للجميع براءة والدي وعائلتي من إخفائه , لقد قضيت السنوات الأخيرة خائفة من عدم رؤيته مرة أخرى كان ذلك كافين لأن يؤرقني وينسيني النوم بل كان ينتهي بي الأمر أحياناً إلى البكاء في صمت بسبب عدم مقدرتي على البوح بمشاعري وخوفاً من أن تعلم عائلتي ذلك فما مررت به لا أريد أن أمر به مرة أخرى , هاهو اليوم يثبت لنا جميعاً بقائه حياً يرزق بل وبأحسن حال , لقد عاد بعد غياباً طويل وكأن شيئاً لم يكن فهل يعقل أنه سعيد كتلك الابتسامة التي تعلو وجه هل يعقل أنه ترك الماضي وواصل حياته كأن شيئاً لم يكن أم أن تلك الابتسامة ليست سوى قناع نضعه لنري الجميع ما نريدهم أن يروه ليس إلا..

أخذت رهف تراقب اللاعب النجم زين الدين وهو يجلس على المنصة يبتسم ويضحك ويجيب عن أسئلة معجبينه حائرة من أمرها فهي فرحة لما حققه فقد مر بأوقات صعبة بسببها لكنها في ذات الوقت شعرت بانقباض في قلبها فعودته لن تكون خيراً أبداً ما الذي أعاده بعد هذه السنوات الطويلة وقد غابت عن الجميع أخباره حتى أقرب الأقربين له.

تركت رهف المقهى وعيون الجميع تتابعها فقد تغيرت ملامحها الهادئة و اللطيفة إلى الحزن والانزعاج وعندما دخلت مكتبها شعرت بمشاعرها تتخبط بين الحزن والانزعاج والخوف والترقب أرادت للحظة أن تبكي فرحاً وحزناً لكنها في النهاية جلست على كرسيها فلم تعد قادرة على الوقوف من شدة الصدمة تاركة دموعها الحارة تحرق وجنتيها بسخونتها.

***************************

أضئت القمر 04-03-14 09:14 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
المــــاضي ..
مضى الأسبوع الأول على زين مزعجاً كئيباً فالذكريات تهاجمه وتنغص عليه في الصباح وتستفرد به في الليل وخاصة في أحلامه , لقد اعتاد منذ سنوات تناول نصف حبة منوم عندما يرفض عقله الانصياع لأوامره والنوم لكنه أصبح حالياً يأخذ حبة كاملة حتى ينام , فعقله قام بالتمرد عليه ويصر على إيقاظ قلبه و ما نام من مشاعر وذكريات داخله كل ليلة .
................
وقف زين في الشرفة وفي يده كوب من القهوة يرتشفه بملل بينما عينيه تجولان أسطح المدينة القابعة أمامه , بينما عقله يعود به لأيام طفولته التي عاشها بين أزقه هذه المدينة الشامخة أمامه .
في يوم من أيام العطلة الصيفية خرج من منزله لينتظر أصدقائه كي يذهبوا جميعاً للعب الكرة لكنه لم يجد أحداً من أصدقائه بالخارج فجلس أمام منزله منزعجاً , عندها شد انتباهه فتاة تصغره تلعب بجوار منزله كان هو وأصدقائه من مزعجي الفتيات لكن هذه الفتاة لم تكن تشبه أي فتاة تسكن بحارته, فثيابها جميلة جداً ويبدوا أنها غالية الثمن كذلك يبدوا على الفتاة الدلال ولا يوجد مثلها في مثل هذه الحي الفقير ,كانت تمسك بغصن تكتب به على الأرض الأحرف الأبجدية بينما في يدها الأخرى كيس مليء بأنواع كثيرة من الحلويات التي أثارت شهيته , عندها نظر زين حوله لعله يلمح أحد أصدقائه فيؤنس بالبقاء معه بدلاً من مراقبة هذه الفتاة ,لكنه لم يرى أحدهم وقتها عاد رغماً عنه يراقب ما تفعله الفتاة الصغيرة فقد كان الوقت حينها بعد الظهيرة وكان الجميع في منازلهم يشاهدون التلفاز لكن زين لا يحب يشاهد التلفاز كثيراً بل كان يفضل البقاء خارجاً ليراقب المارة فذالك كان يسليه أكثر حينها ومازال ذالك يسليه حتى الآن فمراقبة المارة ينسيك التفكير قليلاً ,بعد فترة ليست بالقصيرة تنبهت له الفتاة الصغيرة فقد ابتسمت له برقة لكنه لم يبادلها الابتسام بل نظر إلى اتجاه أخر عندها عادت مرة أخرى للعبها منزعجة من تجاهله لها لكنه عاد مرة أخرى يراقبها لا يدري ما الذي جعله يفعل ذالك فلم تكن هذه من عادته فقد كان يقضي أيامه في الشجار مع الفتيات طيلة الوقت وبينما كان زين جالساً لا يفعل شيئاً سوى مراقبة تلك الفتاة الصغيرة أفزعه أحد أصدقائه بينما أخذ الجميع بالضحك عندها قال لهم " لما تأخرتم لقد انتظرتكم طويلاً "
فأجابه أحدهم " لما ألم تشاهد الحلقة الأخيرة "
أجابهم زين " لا لم أشاهدها , لكن ما رأيكم بالذهاب لنلعب الكرة مع أبناء الحارة المجاور"
وافق الجميع على الذهاب عندها طلبت منهم الانتظار حتى أجلب الكرة من المنزل وحقاً أسرعت بالدخول وجلبت الكرة وبينما كنت أغلق باب منزلي رأيتهم قد تجمعوا حول الفتاة الصغيرة بعد أن أسقطوها أرضاً وأخذوا منها كيس الحلوى الخاص بها وتقاسموه بينما ظلت هي تبكي طالبة منهم أن يعيدوه لها عندها صرخت بأصدقائي غاضب
" ما الذي تفعلونه لما أخذتم حلوياتها ثم لماذا تصرخون بها مثل المجرمين إنكم تخيفونها"
نظر الجميع إلي وعلامات التعجب ظاهرة على وجوههم عندها قالوا " هل هي قريبتك "
" لا "
" إذن لماذا أنت غاضب نحن كنا سنتقاسم ما أخذناه معك "
" كيف نتقاسمه وهو ليس لنا "
" لكن هذه فتاة ولقد قلت لنا ذلك "
تذكر زين أنه هو من نص قانون قطاع الطرق هذا حتى يزعج بنات الحارة ليتركن المكان ليلعب به الفتيان وحقاً انقطعت عنه الفتيات , لكنه فكر بحجة سريعة فقال " لكن هذه الصغيرة ثم أنها ليست من فتيات الحارة "
ثم تقدم وأخذ كيس الحلوى من صديقه وأعطاه للفتاة الصغير التي كانت تنظف ملابسها من الأوساخ التي علقت به بعد أن سقطت عندها نظر أصدقاء زين له بانزعاج فقال أحد الفتيان " أنا لن أصادق محب الفتيات هذا"
فوافق الجميع على أن زين محب للفتيات بالرغم محاولة زين نفي هذه الجريمة الشنعاء لكنه لم يفلح في تبرئة نفسه من هذه التهمة النكراء عندها قام بالشجار معهم حتى أتى أخ زين (سامر) وصرخ في الجميع فتفرقوا تاركين زين ثائراً أمام أخاه الذي وصل للتو من عمله الذي يعمل به في فصل الصيف حتى يجمع بعض المال ليساعده في إتمام دراسته عندها سأله أخاه سامر باهتمام " ماذا هنالك , لما يتشاجرون معك أليسوا هؤلاء أصدقائك "
" لا لم يعدوا أصدقائي ولم أعد أريد أن أراهم بعد اليوم "
" لما "
" هكذا "
" أنت حر لكن لا تدعهم يضربونك مرة أخرى "
ثم تركه داخلاً إلى المنزل عندها اقتربت الفتاة الصغيرة وقدمت لزين حلوى بينما كان زين ينظر إلى الأرض ويفكر فيما قاله أصدقائه فهل يعقل أنه محب للفتيات وعندما رأى الفتاة الصغيرة تقدم له الحلوى صرخ بوجهها " كل ذلك بسببك "
" هم من بدأو المشاجرة وأخذوا كيس الحلوى الخاص بي"
لكنني استدرت وجلست أمام منزلي متجاهلا إياها عندها ظلت تنظر إلي بحزن شديد ثم قالت " هل أنت صديق أولئك الفتيان الأشرار "
" هم ليسوا أشراراً "
" لكنهم سرقوا حلوياتي وقاموا بضربك إنهم أشرار ,, لكنك لست بشرير مثلهم"
ثم قامت بإعطائي كيس الحلوى الخاص بها " خذه كله لك , فأنا لا أريده "
نظرت إليها قليلاً غير مصدق عرضها هذا إن كانت تريد إرضائي فهذا كان كافياً لأن أرضى سريعاً فكرت آنذاك بأنني لم أملك يوماً حلويات بهذا القدر ومن هذه النوعية الغالية الثمن قلت لها وأنا متردد لكنني لم أرد أن تعاقب هذه الفتاة الصغيرة " ألن تعاقبين "
هزت الفتاة الصغيرة رأسها نفياً فأخذته وأنا سعيد كنت أفكر وقتها أنني أستطيع أن أتقاسمه أنا وأخوتي فجأة سمعنا كلانا صوت فاستدرت لأرى امرأة تقترب منا بنظرات متعالية وغاضبة وما أن وصلت إلينا حتى وجهت حديثها للفتاة الصغيرة " رهف حبيبتي ماذا قلت لك في المنزل أنني لا أريدك أن تلعبين في مثل هذا المكان انظري الآن كيف اتسخت ثيابك ويديكِ "
رهف " أمي هذا ليس من اللعب هنالك أطفال قاموا بضربي وأخذوا الحلوى الذي اشتريته لي "
سألت الأم غاضبة " أينهم هل تعرفينهم "
رهف " لا "
فجأة لاحظت الأم أن هنالك فتى غريب مع ابنتها لا تعرف ابن من هو عندها نظرت إليه من رأسه نزولاً إلى قدميه كانت ملابسه متسخة من لعبه منذ الصباح حتى المساء دون انقطاع فهذه الأيام كانت أيام إجازة وهذا هو الوقت المتاح للأطفال باللعب طيلة اليوم وكان شعره قد تغير لونه من كثرة الغبار عندها لاحظت شيئاً أخر كيس الحلوى الخاص بابنتها فسألت " رهف حبيبتي أليس هذا كيسك "
رهف " نعم يا أمي إنه هو "
عندها أمسكت الأم بيد زين وجرته إليها رغم اتساخه" إذن أنت من فعل بابنتي هذا بل وأخذت حلوياتها أيها اللص "
زين " أنا لست بلص ثم أنا لست من قام بفعل ذلك "
صرخت الأم " كف عن الكذب "
وشدت إذنه عندها صرخ زين وهو يقسم انه يقول الحقيقة عندها قامت رهف بسحب يد والدتها بينما كانت تصرخ
" ليس هو يا أمي ليس هو اتركيه "
قالت الأم وهي مازالت ممسكة أذن زين " هل هذه الحقيقة يا رهف أم أنه أخافك بشيء ما "
رهف " إنها الحقيقة يا أمي إنه صديقي لقد أعطيته الحلوى لأنه أنقذني من أولئك الفتيان الأشرار "
تركت الأم أذن زين عندها قام هذا الأخير برمي كيس الحلو و داسه ثم قال قبل أن يذهب" أنا لست بلص أتفهمين ذلك ؟ إن رأيت أبنتك هذه بالجوار سأضربها فلا تأتي إلى هنا مرة أخرى "
ثم عدت إلى منزلي وأخذت ابكي على سطح منزلنا كان ذالك مكاني المفضل وقتها تساءلت هل كل الوالدات هكذا شريرات ؟؟ فأنا لدي أمي أيضاً لكنني لم أعرفها يوماً ويبدوا من حديث سامر عنها أنها لم تحبنا يوماً , لكنني آنذاك تمنيت لو أنه لدي أم مثل بقيت الأطفال لكنت بثثت لها شكواي فتقوم حينها بالشجار مع تلك المرأة كأمهات الفتيان الآخرين .
***************************
كم أنتِ جميلة ..
مرت أيام كنت قد نسيت كل ما حدث حتى أتى يوما كنت ألعب مع الفتيان بكرات زجاجية كانت تلك طريقة لكسب المال وكثيراً ما استخدمتها حتى عندما كنت في المدرسة المتوسطة , وذات مرة رآنا أحد أساتذتنا نلعب برهان فأمسكنا جميعنا وقام بضربنا بعصاه خمسة ضربات في كل كف وقد كانت من القوة حتى أنني مازلت أذكر ألمها حتى الآن كان وقتها لغة الآباء والأساتذة العصا فهذه كانت أداتهم للتوجيه فبالعصا لا تفكر أن تعيد خطأك مرة أخرى وحتى لا تسول لك نفسك مرة أخرى بأن تقوم بذلك ثم قام بإعطائنا محاضرة عن الكسب الحرام وأن هذه من أنواع القمار وأنه محرم شرعاً وغير قانوني لكن عندما تكن طفلاً تكن بسيطاً في أفكارك لكن هذه لم تكن محسوبة عند معلمنا هذا فقد قام بضربنا ونحن أطفال لا نعلم ما هو الحرام عن الحلال ,لنعد إلى حيث ما كنا أخذت أكسب جولة تلو الأخرى وبينما كنت أجمع مال أخر جولة شعرت بشيء يظهر ثم يختفي من خلف أحد البيوت القريبة لم أستطيع أن أميز ما هو فشعرت بتوجس حينها فالقصص التي كانوا يخبروننا عن الجن والعفاريت أو عن الناس الذين يأخذونك ليبيعونك أو ليقتلونك ثم يبيعون أعضائك, كان هذا كافياً لإخافة أي شخص فكيف بطفل في الحادية عشرة من عمره انتهينا من اللعب فقال أحد الفتيان " ما رأيكم نذهب لنشتري شيئاً لنأكله "
فتسابقنا جميعنا لنرى من سيصل أولاً وبينما كنت أجري لا أدري لما التفت ربما هو الفضول فقط عندها لمحت شيئاً أسود ينظر إلينا عندها توقفت قدمي عن الحركة فزعاً فقد صدق حدسي أن هنالك شيئاً ما لكن ذلك الشيء اختفى ما أن توقفت عندها شعرت بالفزع أكثر لكنني قررت أن أكون شجاعاً وأرى ما هو وحقاً اقتربت من المكان بهدوء وفجأة ظهر شيئاً أسود كدت أهرب من الفزع لكن قدمي تجمدتا ولم أعد قادراً على الهرب , لكن الشيء الأسود الذي ظهر لي لم يكن سوى رهف الفتاة الصغيرة عندها صرخت بها فقد أخافتني
" لماذا أنتِ هنا ولما تختبئين "
ففزعت هي الأخرى وقالت وهي تحاول تقاوم سقوط دموعها " أنت قلت لو أنك تراني مرة أخرى ستضربني وأنا أريد أن أذهب لمنزل ابنة عم أمي من هذا الطريق لأن الطريق الأخر فيه كلاب مخيفة "
قلت لها غاضباً " نعم لقد قلت ذالك وكنت أعنيه "
عندها نظرت إلي بحزن ثم قالت " لكنني لا أستطيع أن أذهب من هنالك , فهنالك كلاب مخيفة وقطط في كل مكان "
صرخ زين " وما شأني أنا "
وعندما لم يتلقى منها جواب صرخ زين " يا الهي,ألا تسمعين إن من الأفضل لكِ أن تذهبِ قبل أن أغير رأي هيا أذهبي"
عندها عادت رهف من الطريق الذي أتت منه محنية الرأس حزينة تتساقط دموعها في صمت ,مازلت أذكر كم كانت ذالك اليوم بالرغم تساقط دموعها كانت جميلة جداً ..
****************************

أضئت القمر 05-03-14 10:42 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
صيف .. ولعب ,, وحــب ..

مرت أيام العطلة الصيفية بسرعة كانت جميلة فمنذ أن نستيقظ حتى ننطلق إلى اللعب لا يوقفنا شيء سوى غروب الشمس , في أحد الأيام وبينما كنا نلعب أتى فارس والدماء مغطاة وجهه ورأسه بالكامل وما أن رأت والدته ذلك حتى أقامت مشكلة وأخذت حقه من الفتى الذي ضرب ابنها وانتهى الموضوع هكذا , لكن بعد عدة أيام مر هذا الفتى بحارتنا مع بعض أصدقائه وأخذوا يسخرون من فارس وكم هو جبان عندها سألت فارس

" من هؤلاء "

فارس " إنهم الفتيان الذين ضربوني , إنهم من الحارة المجاورة "

لقد كان في ذالك الوقت أبناء الحارة الواحدة لا بأس إن تشاجروا معاً لكن أن يأتي شخص أخر ويقوم بضربه عندها يجب أن نرد كرامتنا التي هدرت وبما أنني كنت زعيم المشاكل أمرتهم بأن نذهب لنضرب أولئك الفتيان وحقاً قمنا بملاحقتهم حتى وصلنا لحارتهم وقمنا بضربهم وعند عودتنا من المشاجرة التي انتهت بصراخ الأمهات وبعض الفتيان الأكبر سناً فضلنا الهرب فقد كنا نحن المنتصرون آنذاك وبينما نحن عائدون رأيت رهف الصغيرة ممسكة بيد فتاة أكبر منها قليلاً لكنها لا تلبس ثياب غالية الثمن مثلها وبيديهما حلويات وكانتا تضحكان وكانت رهف جميلة جداً ذالك اليوم يبدوا أنني كنت دائما أراها جميلة جداً فقد كانت مرتدية فستاناً أخضراً أما شعرها الأسود فقد كان معقوصاً من أعلى رأسها حتى نهايته وفي أخره كانت هنالك شريطة خضراء كانت جميلة هي الأخرى, عندها رأتني هي أيضاً فتلاشت ابتسامتها وخفضت رأسها وقد غمر وجهها الحزن فجأة ,لكنني لم أعيرها انتباهاً آنذاك بل واصلت طريقي دون أن ألتفت إليها أدنى التفاتة وهكذا كانت تسير معظم لقاءاتنا فقد كنت طفل شرس الطباع بينما كانت هي طفلة لطيفة ورقيقة .لكنني تغيرت قليلاً بعد أن أحببتها لقد اجتاحني حبها منذ الصغر وكبر معي إنني أجد أنه من المحزن أن أعرف بأن هذا القلب الخائن مازال يكن لها شيئاً من المشاعر فقد تخلت عني عند حاجتي لها , لنعد إلى اليوم التي تحولت مشاعري من غضب تجاه هذه الطفلة إلى مشاعر حب عارم كان ذلك عندما كنت أسير بجوار حارة أولئك الفتيان الذين تشاجرت معهم سابقاً كنت خائفاً أن يتم الغدر بي هنالك فكنت أسير وألتفت إلى كل اتجاه وصوب وبينما أنا أسير وأتلفت يمنة ويسرى رأيت شيء أوقفني كان ذالك رهف ليس إلا فقد كانت جالست على الأرض تبكي وقد كانت حالتها يرثى لها فقد جرحت ركبتها واتسخت ثيابها عندها ودون تفكيراً أسرعت إليها وجلست بجوارها فنظرت إلي دون أن تقول شيء بل زاد تساقط دموعها عندها سألت و أنا أشعر بالشفقة عليها

" من الذي فعل بك ذلك "

فقالت لي من بين دموعها "إنه حمزة وأصدقائه لقد دفعوني فسقطت على الأرض وجرحت في ركبتي ويدي واتسخت ثيابي وأخذوا حلوياتي "

نظرت إليها ثم قلت "حسناً انهضي حتى أنظف لك ثيابك قبل أن تتسخ أكثر "

وحقاً نهضت وأخذت تمسح دموعها بقفا كفيها وتبعد شعرها عن وجهها بينما كنت أنفض الغبار والتراب عن ثيابها خوفاً عليها من والدتها ثم قلت لها

" تعالي معي "

فقالت وهي تنظر إلي " إلى أين , فأمي قالت لي ألا أذهب مع أحداً غريب إلى أي مكان "

فقلت لها " إن المكان ليس ببعيد إنه قريباً من هنا فلا تقلقين سنعود بسرعة "

عندها وافقت وهي مترددة فهي خائفة من عقاب والدتها إن علمت بذالك , لكنها ذهبت بالرغم من ذالك لم يكن المكان سوى الدكان الكبير الذي بحارتنا , اشتريت منه بعض الحلويات وضمادات للجروح لم اشتريها يوماً لنفسي فقد كنت معتاد أن أجرح بينما ألعب لكنني لم أضع أي ضمادة على أي جرح فقد كنت أغسله بالماء والصابون ثم أعود وأوصل اللعب بالرغم من الألم الذي كنت أنساه معظم الوقت فمن يعتاد على الألأم الكبيرة لا تعد تضره هذه الجروح السطحية , أعطيت رهف الحلوى وتركتها تأكلها بينما كنت أضع الضمادات على يدها وركبتها قلت لها بعد أن انتهيت

" لقد تمزق جزء من فستانك , هل ستعاقبك والدتك "

هزت رأسها إيجاباً فانزعجت من أجلها عندها قالت " أمي تكره هذه الحارات وتقول أنها مكب قمامة لكن والدي يقول أنه يفضل أن أختلط بأقربائنا لأنهم ناس لطيفين فهم يحبوننا "

قلت لها وأنا منزعج " وهل نحن مكب قمامة "

نظرت رهف إلي ثم قالت مدافعة " أنا لا أرى أنك مكب قمامة "

" أذن ماذا أنا "

ابتسمت وقالت " أنت صديقي"

ثم قامت بإعطائي بعض الحلوى التي في يدها فأخذتها دون تردد فقد كانت من نوعي المفضل وبينما كنا نتناول الحلوى أمام الدكان وقفت رهف وقالت

" هل أعدتني إلى المنزل فأنا خائفة أن يضربونني مرة أخرى"

فوقفت أنا أيضاً وسرت معها حتى وصلنا إلى منزلي فالتفت إليها وقلت

" تستطيعين الآن أن تعبرين من هنا ولن يوقفك أحداً وإن قام أحدهم بإزعاجك ليس عليكِ سوى أن تقومِ بالطرق على هذا الباب أفهمتِ "

ابتسمت رهف " نعم "

"جيد , أذن هيا بنا الآن لأوصلك للمنزل "

سرت معها حتى وصلنا لمنزل أقاربها ولم أتركها حتى تأكدت أنها دخلت عدت بعدها إلى المنزل , لكن منذ ذالك الوقت ومشاجراتي ازدادت مع حمزة وأصدقائه ومع بعض فتيان حارتي كله من أجل رهف وحدها فقد أصبحت تتردد على حارتنا كثيراً وكان الجميع يحاولون إغاظتي بإزعاجها فقد كنت كالحارس الشخصي لها , فكنت أتشاجر مع أي أحد يزعجها أو يؤذيها عندها أصبح الجميع يسخرون مني وقاموا بتلقيبنا " الوحش والجميلة " فأنا بشكلي الفقير والمشرد كالوحش بينما هي كالأميرة الجميلة وكان ذالك يغظني في بداية الأمر لكن مع مرور الأيام أحببت اللقب مهما كان لكنه كان يرمز لحبنا وقتها لم أكن أفكر في الفارق الاجتماعي كثيراً كنت أضن أن الحب أقوى من أي شيء , أصبح جميع أصدقائي يترقبون ما سيحدث مع الوحش والجميلة فما أن تمر حتى أرى الجميع يحدقون بنا لعلها تفلت منا نظرة أو التفاتة أو ابتسامة لكننا لم نكن نظهر حبنا أمام أحد فتعود مراقبتهم عليهم بالخيبة بينما نضحك نحن بداخلنا عليهم فقد كنا نحب مراقبتهم لنا بهذه الطريقة فقد كان الأمر كاللعبة بالنسبة لنا جميعاً فكنا نرتقب من سيسقط أولاً , وأذكر مرة كان يوم عيد الفطر وكنا جميعنا عدنا من مسجد المدينة الكبير بعد أن أدينا صلاة العيد وكنت مع أصدقائي عندها مرت رهف من خلفي فرأيت الجميع ينظرون ويهمسون لي حتى استدر ,وعندما استدرت رأيتها تسير لكنها لم تنظر إلى مكاني أبداً فاستدرت لأصدقائي ونهرتهم عن إحراجهم لي بهذه الطريقة فإذا بهم يسألونني
" أمازلتما تحبان بعضكما "

فقلت لهم منزعجاً من فضولهم " وهل سمعتموني يوماً أقول أننا نحب بعض "

رأيت ابتساماتهم تطوف على وجههم فقلت مستاء أكثر " ماذا "

فقال أحدهم " وهل يجب أن تنطق بها حتى نعلم إن كنت تحبها أم لا , ثم ألست أنت من كنت كالحارس الشخصي لها وكنت تتشاجر مع أي شخص يزعجها أو يتشاجر معها أياً كان "

فقلت مغتاظاً " هذا عندما كنا أطفالاً "

فقال أخر له " أطفالاً , أتذكرون عندما قال كل واحداً من سيتزوج إن كبرنا عندها قال فراس أنه سيتزوج رهف من قام بالشجار معه وأبرحه ضرباً , أيها الطفل "

وضلوا يتمازحون ويسخرون من إنكاره للأمر حتى ابتسم زين محرجاً وهو يقول " لا يفوت عليكم شيئاً "
عندها انفجر أصدقائه ضاحكين..

*****************************
سأصمد ,, لأجلك ..

مازلت أذكر لقائي برهف كل مرة تعود من السفر فما أن تراني حتى تجري إلي لتعطيني كيس ملئ بالحلويات وهدية تكون قد اشترتها لي من الخارج وغالباً تكون بسيطة لكنني كنت اعتبرها كنوزي الصغيرة والتي كانت تعزيني كلما افترقت عنها لوقتاً طويل أما الآن لا أعرف هل مازالت موجودة أم أن أبي تخلص منها بعد هجرتي للخارج , وهنا تعود بي ذاكرتي إلى ظهر ذالك اليوم الذي كنت قد قمت بالاستحمام وبارتداء ملابس نظيفة وهذه لم تكن من عاداتي فقد كنت أحتاج لأن يقوم والدي أو سامر بشدي لأن أستحم وتغيير ثيابي أما في الليل فكنت أمنع من دخول الغرفة إن لم أغير ثيابي المتسخة كان أخي سامر شاب نظيف بالرغم من فقرنا إلا أنني لم أراه يوماً متسخ الثياب وأحمد كذالك لكن ليس مثل سامر وبينما كنت أتأكد من مظهري رأيت الباب يفتح ليدخل منه أحمد وسامر عندها أخذ سامر يحدق بي ثم بأحمد ثم سأل أحمد ساخراً
" هل ما أراه صحيحاً أم أنني أصبت بضربة شمس "

فكبت أحمد ضحكه مراعاة لمشاعري وقال ناهراً " سامر "

نظرت إليهما مستاءً ثم قلت " ألم تقولا أنه من المفروض بفتى في الثالثة عشر أن يكون نظيفاً "

عندها قال سامر " نعم إن ذالك من المفترض لكننا الآن في الظهيرة وأخاف عليك من أعين الناس "

عندها صرخت " سامر كف عن ذلك وإلا أقسم بأنني .. "

قال سامر متحدياً " ماذا ألن تعيدها مرة أخرى "

عندها تدخل أحمد صارخاً بينما كان يجاهد نفسه عن الضحك " سامر حقاً كف ذلك "

توقف سامر للحظات عن الضحك ثم انفجر مرة أخرى وهو يقول " لا أستطيع حقاً لا أستطيع "

عندها شاركه أحمد هو أيضاً الضحك عندها قمت بالخروج غاضباً بينما قاما كلاهما باللحاق بي وعندما خرجت من المنزل رأيت رهف تجري باتجاهي باسمة يلحق بها أخاها رشدي الذي قابلته من قبل وقد سخر من مظهري المتسخ وكنت قد علمت صباح اليوم من سلمى صديقة رهف أنها ستأتي لزيارتها اليوم لهذا قمت بالاستحمام لكن لم أكن أعرف أنها ستأتي هي وأخاها الذي كرهته من الوهلة الأولى لنظراته التي تشبه والدته في التكبر الغطرسة ومازلت إلى الآن أكرهه فبسببه خسرت رهف إلى الأبد وخسرت جميع من عرفته حتى عائلتي أثقلت عليهم كثيراً حتى تركتهم في الأخير مهاجراً دون كلمة , من الأفضل أن نعد إلى ذالك اليوم فالذكريات أصبحت شيئاً مؤلماً بالرغم من أنها هي الشيء الوحيدة الذي بقي لي الآن فلم يعد لدي شيئاً هام في الحياة ,, أين وصلنا آه صحيح قمت بإلقاء تحية باردة على رشدي فرد علي بتحية أكثر برودة وغطرسة بعد أن جال بعينيه على ملابسي البالية بالرغم من نظافتها وابتسم بسخرية معبراً عن ما في نفسه عندها فضلت التحدث مع رهف متجاهلاً أخاها الذي يقف بجوارنا , فسمعت فجأة ضحكات أخوتي من خلفي فاستدرت لأنظر إليهما ففهمت من نظراتهم أنهم عرفوا الآن ما استجد في الأمر وكيف تغيرت الأمور بين ليلة وضحاها أو بالأصح في ظهيرة دون سابق إنذار , أخذا كلاً من أخوي ينظران إلينا ويضحكان فأحرجت من ذلك لكنني تجاهلتهما في الأخير وأكملت حديثي مع رهف التي كانت تخبرني بحماسها المعتاد عن ما رأته وما حدث معهم من مواقف بينما أخاها رشدي يستعجلها في المغادرة كنت بالرغم من كل شيء أستمتع بالوقوف معها هنالك لأسمع أشياء قد لا أراها ولن أسمع عنها سوى من هذه الطفلة فلم يكن لدينا التطور التكنولوجي الذي وصل إليه العالم الآن وكنت أحياناً أظن أن ما تقوله إنه من ضرب الخيال وفجأة صرخ رشدي وشد رهف من يدها يجرها خلفه حتى تسير فلوحت بيدها مبتعدة عنه وما أن ابتعد كلاً من رهف ورشدي حتى قالت رهف " رشدي لما فعلت ذالك لم أنهي كلامي بعد "

صرخ رشدي " لقد قلت لكِ ألف مرة ألا تتحدثين مع الفتيان وخاصة أمثال هذا الفتى الذي يدعى زين "

"ما شأنك أنت مع من أتحدث سأخبر أبي أنك كنت وقح جداً مع زين حتى إنك لم تحييه جيداً "

" اسمعي يا رهف هذه أخر مرة تأتين إلى هنا وسأخبر أمي عن هذا "

" رشدي أنت وفضولي وأنا سآتي إلى هنا كلما شئت "

عادت رهف من حيث أتت مارة بزين الذي كان مندهشاً من عودتها باكية لكنها لم تستدر إليه بل واصلت سيرها حتى وصلت لسيارتهم التي تنتظرهم خارج الحارة لضيق الشوارع وما أن ركبت السيارة حتى ركب أخاها وطلب من السائق أن يعيدهم للمنزل فهو يعلم كم أخته عنيدة ولن تعيد النظر في بقائهم .
كانت رهف وهي صغيرة كثيرة المشاجرة مع أخيها بسبب تعلقها الغريب بزين لكن مع الوقت أصبحت أكثر نضجاً وأكثر قدرة على أخفاء ما تكنه لزين من مشاعر ...
.....................
نظر زين حوله بينما يرتشف قهوته وفكر لو أن لديه القدرة على العودة إلى ذلك الوقت لكان تجنب كثير من المشاجرات التي كانت تقوم بينه وبين رشدي والذي كان يفتعلها هذا الأخير لكنها كانت تقع على زين الملامة وكثرة تلك المشاكل عندما عمل زين كموظف في شركة والد رشدي بينما كان يدرس في الصباح فكان يتحين رشدي وقتها الفرصة ليذله وليريه كيف أن الفارق الاجتماعي بينهما كبير وكان يغيظه هو وأصدقائه إن رأوه في أي مكان وقد أخبره ذات مرة أن مكب القمامة المتحرك هذا لن يكون زوج أخته يوماً من الأيام عندها عرف زين إن كل ما يفعله رشدي هو إبعاده عن رهف كان ذالك كفيلاً لأن يضع زين أعصابه في الثلاجة وأن يغلق أذنيه عن ما يقوله رشدي مهما أحتد به الأمر وكان ذلك يزيد من غيظ رشدي فيغير أسلوبه في كل مرة حتى يجعل زين يفقد أعصابه وليري أبيه أن الثقة التي يضعها في هذا الشاب ليست في محلها فقد وظفه والده لأن أخاه أحمد مهندس كفؤ في الشركة ولأجله تم توظيف أخاه الأصغر ولمعرفة والد رهف به منذ الصغر وهو معجب بذكاء زين وثقته في نفسه وأنه سينجح مثل أخوته وحقاً ها هو اليوم حقق ما كان يصبو له وهي الثروة والنجاح رغم أن هذه الطريق ليست هي ما كان خطط لها بل هي من أتته بدون تخطيط ..
*******************************

أضئت القمر 05-03-14 11:16 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
أطرقي بابي ..

مرة الأيام وأصبحت لا أرى رهف في العادة فعملي في شركة والدها وحضوري المحاضرات في الصباح لم يساعدنا في الالتقاء ولو بالصدفة هي أيضاً أصبحت زياراتها لسلمى صديقتها قليلة بسبب استعدادها لامتحانات الثانوية العامة ,ابتسم زين فجأة بينما كان يرتشف رشفة أخرى من فنجانه فقد تذكر موقف حدث منذ وقت طويل فبينما كانت رهف تسير متوجهة لمنزل صديقتها سلمى وكان قد مضى علينا الكثير من الوقت لم أراها فيه , فجأة وبينما رهف تسير سمعت نباح كلب وصراخ قادماً من خلفها فاستدارت لترى ماذا هنالك فوجدت كلب ضخم يعدوا باتجاهها وخلفه مجموعة فتيان يلاحقونه بالعصي والحجارة ويصرخون عندها أخذت تصرخ وتجري هي الأخرى إلى أقرب باب منزل حتى تختبئ فيه بسبب ضيق الشارع , وعندما وصلت لأحد الأبواب أخذت رهف تطرق الباب بكل قوة أتتها ذالك الوقت وما أن فتح الباب حتى دفعت الذي أمامها وأغلقت الباب خلفها واستندت عليه فجسدها كله كان يرتجف من شدة الفزع, لكنه هدئ أخيراً بعدما سمع أن الأصوات بدأت تتلاشى وتبتعد عندها استطاعت رهف في تلك اللحظة فقط أن تلتقط أنفاسها وأن تهدئ قليلاً لكنها فجأة دار شريط الأحداث بسرعة أمام عينيها فتذكرت أنها كانت تجري و أنها توقفت أمام أحد المنازل ثم أخذت تطرق بكل قوتها حتى فتح الباب ثم دخلت بعد أن دفعت الشخص الذي فتح لها الباب دون أن ترى من الذي فتح لها الباب كل ما فعلته هو دفع أحدهم ليبتعد عن طريقها ثم أغلقت الباب خلفها , وبنما كانت رهف غارقة في أفكارها شعرت بأن أحدهم يقف خلفها يراقبها فصوت نفسه كان قوى وذالك يدل على قربه عندها تحسست مقبض الباب بيد مرتجفة , فقد فكرة أن أفضل طريقة للخروج من هنا هو أن تجري بسرعة بعد أن تفتح الباب , لكن قبل أن تنفذ خطتها سمعت صوت وضحكت شخص تعرفه جيداً وهو يقول

" من أطلق الكلاب خلفك "

كانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير فقد كان أخر شيء تريد هو أن تبدوا كالغبية أمام زين فهمست لنفسها بيأس لما يا الهي من بين جميع الأبواب كان باب منزل زين الأقرب , لكنها استدارت ببطء إليه بينما فتحت بيدها الأخرى الباب وهي تقول

" كان هنالك فتيان يجرون وراء كلب , وبدا لي أنه مسعور لهذا خفت ولم أعرف ماذا أفعل ,فأخذت أطرق على أحد الأبواب لم أكن أعلم حينها أن هذا منزلك و .."

انقطع ما كانت تريد أن تقوله عندما تلاقت عينيها بعيني زين الضاحكتان ,,

عندها قال مبتسماً " لا بأس "

ربما أراد أن يستظرف لكن هذا لم يكن الوقت المناسب أرادت أن تضربه بحق على رأسه عندها قالت وهي منزعجة بينما كانت تخرج

" ماذا قلت ؟؟! اسمع كان هنالك كلب " ثم صمتت لتسدد له نظرة غاضبة من استخفافه بها ثم قالت

" أنا آسفة على إزعاجك "

قال زين بينما كان يمسك نفسه عن الضحك " لا بأس فأنتِ لم تزعجينني إطلاقاً ثم أنا أصدقك ,, لكن يبدوا لي أن عرضي الذي عرضته عليكِ مازال ساري مفعوله "

نظرة رهف إلي وقد عقدة حاجبيها علامة على عدم فهمها

فقلت " لقد أخبرتك منذ زمناً بأن تطرقين باب منزلي في حال أن أزعجك أحدهم "

قالت رهف غاضبة " لقد قلت لك أنني طرقت بابك دون أن أعي أنه باب منزلك فقد كان هو الأقرب "

ابتسم زين ثم قال " أتمنى أن تطلق عليكِ كل كلاب المدينة حتى تطرقين باب منزلي دائماً .. بالخطأ "

ثم ابتسم لها ,, عندها سددت رهف إليه نظرة لو كان الإنسان يقتل بالنظرات لكان زين قتل وقتها , تمنت رهف لحظتها لو أنها تستطع أن تضربه حتى تحطم أسنانه تماماً فهو يعتقد أنها فعلت ذالك متعمدة رغم إنكارها ذالك يا لغروره .. عندها ابتسم زين فعيني رهف فضحتا ما كانت تضمره من شر له فهو يقرأها ككتاب مفتوح أمامه إنها صافية وبرئيه جداً , خرجت رهف من منزله وهي تشعر بالغيظ منه لكن ما أن ابتعدت حتى تذكرت ما قاله

" أتمنى أن تطلق عليكِ كل كلاب المدينة حتى تطرقين باب منزلي دائماً "

فابتسمت وهمست لنفسها " هل يدعوا علي .. ! "

ثم واصلت سيرها وهي تشعر بسعادة تغمر قلبها الصغير بهذه الكلمات البسيطة لكن بالرغم من بساطتها إلا أن معناها كان كبيراً بالنسبة لها ...

لم نتواعد أنا ورهف يوماً لكن حبي لها كان ينمو يومياً أما اليوم الذي أصادفها فيه كنت أشعر بأن الله أهداني هدية لعملاً صالح قمت به ,لكن رهف كانت تتجاهلني تماماً بعد أن قلت لها ذالك ظننت في بادئ الأمر أنها غيرت رأيها بي فقد كنت أظل أراقبها لعلها تنظر إلي بطرف عينها كما كانت تفعل لكنها لم تعد تعيرني أي اهتمام حتى يرتد بصري إلي خائباً فأظل أياماً تلاحقني الظنون والشكوك ويجافني النوم خوفاً من أن رهف قد غيرت رأيها بي فأظل كالمجنون أتخيل ماذا سيحدث لي لو أنها غيرت رأيها بي بالتأكيد سأموت وفكرت مرات عدة أن أصارحها بحبي لها لكني ترددت فلم أملك يوماً الجرأة على البوح بمشاعري لأياً كان ومهما كانت مشاعري مكتظة بالآلام والحزن ما كنت قادرا بالبوح عنها فقد أعتدت على الكتمان , فكيف سأبوح لحبيبة قلبي بما أكنه له إن ذالك من المستحيلات لا أستطيع فعل ذالك, فأظل هكذا كالمجنون أتخبط في أفكاري ومشاعري حتى أراها تمر أمامي فأنسى كل شيء , و كل مخططاتي تنهار أمام قوة عينيها فهما يهجمان بقوة على قلباً ضعيف مصاب بسهم الحب فأي تكافئ هذا , وذات مرة رفعت عيني مرة أخرى لأتأكد بأنها لم تعد تعيرني اهتمام ولم تعد تكن لي أية مشاعر عندها وجدتها تختلس النظرات بابتسامة ماكرة لما فعلته بي فقد جعلتني كالمجنون تطوف أفكاري أياماً وليالي حولها فقط وكانت ابتسامتها تلك لا تكاد ترى وعندما رأتني أنني كشفتها ارتبكت قليلاً ثم تجاهلتني مرة أخرى وأكملت طريقها لكن ذالك كان كافياً ليؤكد لي أن ما أشعر به هي أيضاً تشعر به , لكن النساء أمهر أو بالأصح أمكر من الرجال في إخفاء و إظهار مشاعرهن فهن ماكرات يستطعن أن يخدعن أقوى وأدهى الرجال بسهولة وذالك لبساطة تفكير الرجال وهمهم في عضلاتهم. كنت كمن سيفقد عقله في كل مرة تمر أمامي ولا تنظر إلي , كنت أشعر كطفل اليتيم عندما تغيب عني فلا أعد أشعر أن للكون أهمية من دونها ..


***********************************
بحر ,, ودموع ..

بعد ذالك بوقت ليس بالقصير قررت أنا وزملائي في العمل أن نذهب إلى البحر لنصطاد بعض السمك ونشويه وقررنا أن يكون ذالك في يوم الخميس حتى يتاح للجميع الذهاب .

أتى يوم الخميس سريعاً فذهبت أنا وأخوي منذ الصباح وصلنا إلى البحر بعد ساعة فقمنا بتقسيم الأعمال بين المجموعة منذ البداية حتى يجد الجميع وقتاً للسباحة واللعب فكان على أنا واثنان من زملائي أن ننظف السمك بما أننا لا نستطيع أن نصطاد وثلاثة آخرون يصطادون أما البقية فنصفهم يشوي والنصف الأخر ينصب الخيام عمل الجميع بجد واستمتاع فكانت رحلة في غاية الجمال فقد قضينا اليوم الأول في مصارعة الأمواج واصطياد السمك ولعب الكرة على الشاطئ أما اليوم الثاني فقد كان البحر هادئاً فاستمتعنا بالسباحة منذ الصباح حتى أتى وقت الغداء فتجمع الجميع وجلسنا نأكل ما تم شويه بشراهة ليس لحلو مذاقه فقط لكن لشدة جوعنا أيضاً فمنذ الصباح ونحن في البحر وعندما انتهى الجميع من الأكل لم يكن بمقدورنا أن نعاود السباحة فقد كنا مرهقين فأخذ الجميع يتحدثون في شتى المواضيع ويضحكون على النكات التي أخذ يلقيها بعض من الزملاء والذين كانوا متمرسين في إلقائها عندها داعب النوم عيني ففكرت أن من الأفضل أن أخذ قيلولة لبعض الوقت وما أن هممت بالوقوف حتى سمعت اثنان يتحدثان معاً يجلسان بعيدين قليلاً عنا لم يكونا يشاركان البقية الضحك فلديهما أشياء أخرى يتحدثون بها ربما كان تقدم سنهما سبباً لذالك سمعت أحدهما يقول

" أتعرف أن المهندس كريم تقدم لخطبة ابنة صاحب الشركة "

رد عليه الرجل الأخر " إنه شاب جيد ,, ومن عائلة غنية "

وإلى هنا توقف عقلي عن العمل وفقدت حاسة السمع وقتها أيضاً فلم أسمع بعدها شيء أخر , فقد شعرت وقتها وكأن شيئاً قوياً ضرب معدتي فوضعت يدي على معدتي من شدة الألم الذي راودني وقتها لكن الألم سريعاً ما انتقل إلى صدري فشعرت فجأة بشيء يغلى بداخلي وكأن هنالك ناراً قوية تجتاحني حتى أنني شعرت بارتفاع درجة حرارتي وبأن الجو أصبح خانقاً جداً فسرت خطوة وشعرت بدوار كدوار البحر وبأنني قد أتقيأ في أي لحظة كل ما أكلته , عندها أمسكني سامر من كتفي فتلاقت أعيننا فرأى ما لم أبوح به فقال في فزع

" زين ماذا بك ..... زين هل تسمعني "

لم أجيبه فما عدت أسمع أو أعي شيئاً آنذاك فقد كنت في ذالك الوقت غارقاً في تفكيري الذي كان يمد بي ويجزر فقد تساءلت حينها هل يعقل أن هذه هي النهاية بيني وبين رهف هل قدري أن أعمل في شركة والدها كموظف صغير لا يذكر بينما يقدر لها أن تتزوج بمهندس لديه القدرة بأن يبقيها في المستوى الرفاهية الذي اعتادت العيش فيه إن من الجنون أن أتوقع أن ترفضه ربما الآن قد حان الوقت لأن تفكر أن حبي لها ليس سوى حب طفولي ليس إلا وأنه قد حان الوقت لأن تنضج وتفكر في مستقبلها بجدية وأنه من الأفضل لها أن تقبل بالشخص الذي تقدم لخطبتها بسعادة فليست كل الفتيات محظوظات مثلها , كانت هذه الأفكار كافية لتجعلني أجن فسرت وأنا أشعر بدوار شديد كدت أسقط بسببه فشعرت بيدي أخي سامر مرة أخرى وهو يمسك بي حتى لا أقع وهو يقول فزعاً

" زين "

لكنني دفعت يد أخي بعيداً وأخذت أنظر حولي كالمجنون وأخطو خطوات متعثرة إلى الأمام فلم أعد أعرف ماذا أفعل فقد كانت أفكاري ومشاعري تتخبط بي حتى كدت أسقط , عندها شعرت بنظرات الجميع المندهشة لتصرفي الغريب هذا , لكنني لم أعير للأمر أهمية فقد سرت إلى مكان بعيداً عنهم حتى لا أسمع صوت أحداً فيه وأخذت أنظر للبحر لكنني في الحقيقة كنت أنظر للاشيء , فقد كانت مشاعري ثائرة ومتخبطة بداخلي وليس ذلك فقط بل تكالبت علي الظنون والشكوك حتى أوشكت على الإغماء فحاولت أن أتنفس بقوة لكنني شعرت بالهواء وكأنه عدم من الوجود حاولت أكثر لكن لم يدخل لرئتي شيئاً ,حينها شعرت بأحدهم يمسكني من كتفي فإذا به أخي أحمد وما أن رأى حالي هذا حتى سائلني مذعوراً فقد كنت كمن يختنق

" زين ماذا بك "

قلت بصوت مخنوق ودموع محبوسة تكاد تفيض فتفضح أمري " أكاد أختنق يا أحمد "

" تعال معي سأذهب بك لأقرب مستشفى "

" لا فقط اتركني وحدي"

" ماذا تقصد بأن أتركك وحدك , هيا تعال لقد قلت سأآخذك لأقرب مستشفى , هيا "

عندها صرخت " لقد قلت لك اتركني لما لا تفهم "

ثم استدرت سريعاً لكن دموعي كانت قد فضحت أمري ظل أخي واقفاً لا يعرف ماذا حدث لي وما الذي غير حالي في لحظات وما هذه الدموع التي فاضت وما سرها عندها سمعته يهمس لي وقد اقترب أكثر مني

" ماذا بك يا زين هل هنالك شيئاً تخفيه ولما أنت .."

" اتركني "

" أتركك!؟ "

" أحمد أرجوك أتركني "

" سأتركك الآن فقط لكن لدي حديثاً معك لاحقاً "

شعرت وقتها بالغباء لقد مررت بأشياء كثيرة لكنني لم أري أحداً دموعي حتى أخوي الذين اعتنيا بي بعد انفصال والديّ لقد تزوجت والدتي وتركت البلد ورزقت بأطفال سوانا , ووالدي أيضاً تزوج لكنه لم يرزق بأي طفل سوانا لكنه كان يقوم بالاعتناء بزوجته وبنفسه أكثر منا , لهذا كان على أخوي أن يعتنيا بي كوني أخيهم الأصغر الذي لم أكن أبلغ الأربعة أعوام عندما تركتنا والدتنا لقد كانا لي الأم والأب فلم أشعر باليتم يوماً وهما بجانبي.

..................................

لكن اليوم فأنا أشعر باليتم الحقيقي فليس لدي أحد أصبحت كطائر خرج من سربه فعاش وحيداً , لقد مضيت عشرة أعوام على تركِ البلد دون علم أحد لكن لم يكن بيدي خيار أخر.

هل يعقل إن عدت لهم اليوم أن يقبلا بمسامحتي وكأن شيئاً لم يكن أم أنهما سيتخليان عني كما تخليت عنهما ؟؟

كيف لي أن أشرح لهما حقيقة ما حدث وهل سيصدقانني إن أخبرتهما بالحقيقة ؟؟

كيف للسنين أن تمضي سريعاً هكذا دون أشعر ؟؟

كيف لي أن أقابلهما الآن ؟؟

وما عذري الذي سيقبلانه لاختفائي المفاجئ وانقطاع أخباري عنهم ومن ثم ظهوري المفاجئ ؟؟

مرت أسئلة كثيرة في عقلي لم أجد لها أجوبة , فأنا متأكد أن أخوي الآن غاضبان ونادمان على الاعتناء بشخص مثلي أناني وغير مبالي لا يفكر سوى في نفسه , يحبطني و يزعجني أن يفكروا بي بهذه الطريقة , لأن الحقيقة ليست كذلك أبداً بل إنهم لا يعلمون عنها شيئاً , في الوقع أنا هو من تخلى عن كل شيء لأجلهما فقط .


**********************************
مال,, وشهرة ..

مضى على حالي ذاك أيام وأسابيع لا يعلم أحد ما علتي حتى أتى يوماً واجتمعا أخوي وقررا أن يسائلانني وأنه يجب أن أجيبهما رغماً عني وعندما رأيت أنهما جادان في ذالك وأنهما لن يتركانني حتى أجيبهما فضلت أن أجيب.

أحمد " ألن تقول ما علتك "

زين " ما الذي سيتغير إن قلت ذالك فليس بمقدور أحداً أن يساعدني "

أحمد " لهذه الدرجة علتك صعبة الحل"

زين " نعم "

أحمد " أذن أخبرنا ما هي وستجد حلها لدينا إن شاء الله "

زين ...

سامر " ألن تتكلم ,,, "

زين ...

سامر " هل يعقل أن الموضوع متعلق بفتاة ما !! "

نظر زين إليهما ثم هز رأسه ببطء بما يعني " نعم " ثم خفض عينيه ,,

أحمد " من هذه الفتاة التي فعلت بك كله هذا "
زين ..

سامر " هل يعقل أن تكون رهف ؟! "

نظر زين لكليهما لكنه لم يجب أيضاً ..

أحمد " هل هنالك فتاة غيرها "

زين ..

سامر " لا يعقل أن يكون هنالك سوى فتاة واحدة ستفعل بأخي هكذا وهي رهف , أنا متأكد من ذالك لكنني أريد أن أعرف ما قصة تغير حالك هذه , فأنت معجب بها منذ صغرك لكن ما الذي استجد في الموضوع ,, هل يعقل أنكما تتقابلان من ورائنا "

تغيرت ملامح زين من الحزينة والصامتة إلى غضب واستياء من تفكير أخيه بهم هكذا " لا تقل هذا عن رهف فهي ليست من هذا النوع من الفتيات "

عندها نظر كلاً من أحمد وسامر لبعضهما وابتسما فقد أوقعاه وجعلاه يتحدث أخيراً ,,

سامر " أذن من أي نوع هي,هل يعقل أنها من نوع حوريات البحر التي تفقد البحارة عقولهم في ظلام الليل الدامس فيرمون أنفسهم عن ظهر السفن وهم يبتسمون "

نظر زين إليه ثم قال " إن كنتما ستسخران مني منذ البداية لن أقول شيئاً "

سامر " وهل قلت شيئاً حتى نسخر منك فنحن منذ الصباح نحاول أن نجرجرك في الكلام لكن لا فائدة ترجى منك فأنت مثل الصندوق الأسود لا نستطيع أن نعرف ماذا به "

أحمد " سامر هلا صمت ليتحدث زين ويخبرنا ما الموضوع "

نظر زين إلى كليهما ثم قال بعد أن تغيرت ملامحه إلى حزناً شديداً " لقد سمعت بأن رهف ستتزوج بمهندس يعمل في الشركة "

تبادل كلاً من سامر وأحمد نظرات كلها دهشة وتفهم عندها قال أحمد " ألهذا أنت منزعج؟ "

زين " وهل تظن أن ما أمر به شيئاً هيناً إنني أشعر بأنني أكاد أموت كلما فكرة في الأمر وأنني اختنق و .. , أعرف أنه لأمراً مضحك لكن هذه هي الحقيقة "

سامر " لم يقل أحد أنه أمر مضحك ونحن نعلم كم هو مؤلم وقع الخبر عليك لكنك لن تموت سوى من بقائك بين هذه الجدران الأربعة دون أن تفعل شيئاً مفيداً لتحل الأمر "

قال أحمد بعد أن رأى استياء زين مما قاله أخاه سامر , فسامر رجل عقلاني لا يهتم بالمشاعر كثيراً
" أأنت متأكد يا زين مما قولته "

زين " بالطبع "

أحمد " غريب فقد أخبرني صديقي أن رهف رفضته "

نظر كلاً من زين و سامر إلى أحمد فإذا سامر يقول وقد سعد بالخبر أكثر من زين " ماذا تقصد يا أحمد هل الشخص الذي تقدم لخطبة رهف هو صديقك؟ "

هز أحمد رأسه مبتسما ,,

ثم أكمل سامر " وبأن رهف رفضته؟ "

ودون أن ينتظر أي جواب وجه حديثه لزين هذه المرة " هذه هي فرصتك يا زين ألم أقل لك أن لا تحبس نفسك بين أربعة جدران ها هي الفرصة تأتيك فأولاً لديك الفرصة الآن لأن تتقدم بخطبتها ثانياً لقد تأكدت الآن بأن الفتاة لا تفكر في سواك"

لكن الحزن ظل مخيماً على زين عندها دهش كلاً من احمد وسامر فقال سامر بانزعاج " والآن ماذا؟ "

زين " مازال هنالك الفارق الاجتماعي الذي بيننا أم أنكما نسيتما ابنة من هي, إن هي رفضت ذالك المهندس سيرفضني والديها وإن وافقت هي "

قال سامر بصوت منخفض " أذن لما أحببت فتاة تعلم أنك لن تصل إليها "

زاد هذا من حزن زين فقال بصوت منخفض ومحطم " الأمر لم يكن بيدي "

عندما رأى أحمد أخويه بهذه الحالة قال" اسمع يا زين لدي من المال ما يكفي لأن أفتح لك منزل فراتبي جيد لكن كل ما أريده منك أن تنتهي من دراستك سريعاً "

فقال سامر بسعادة من وجد الحل " أنا أيضاً سأعطيك ما لدي وهكذا ستكون قادر على الزواج برهف "

نظر زين لكليهما " لكن هذا مالكما الخاص بزواجكما , ثم أنتما تكبرانني ,, هل جننتما متى ستجمعان مثله وتكونا قادرين على الزواج أنتما أيضاً "

ابتسم أحمد " أستطيع أن أتقدم بطلب دين من الشركه ثم أنت ستكون زوج ابنة المدير وسيكون الأمر سهل عليك "

ابتسم سامر أيضاً " أتعرف من كثرة مراقبة الجثث وتشريحها فقدت طعم الحياة , إن الحياة في نظري أصبحت قصيرة وبلا معنى فلم أعد أهتم بالحياة يا ولدي"

عندها ضحكنا ثلاثتنا بسعادة فقد كنت آنذاك سعيداً بأن لدي أخوين مثلهما يحبانني ويضحيان من أجلي كان ذالك الشعور دافئ , فأنا لم أحظى بدفء أو حنان الأم أو الأب لكن أخوي عوضاني عن ذالك فقد كانا هبة من الله لم أحافظ عليهما وها أنا اليوم لدي المال والشهرة لكن ليس لدي أحد , فعندما بدأت طريقي هذه صبوة للمال والشهرة و لم أعي في ذالك الوقت أنني كنت أفقد الأشخاص الذين أحبوني بصدق وبدون مقابل , والآن هاأنا وحيداً في فندق لا يقيم فيه سوى كبار الشخصيات لغلى ثمنه لكنني لا أشعر بدفء فيه ..


أضئت القمر 05-03-14 11:23 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
أثق فيك ...

وضع زين كأس القهوة على الطاولة وتمدد على السرير واضعاً يده على عينيه , فهو يشعر بالنعاس يداعب عينيه بالرغم من أن الوقت مازال عصراً , لكن بسبب لياليه المزعجة وما يلاقيه من أرق أصبح يشعر مؤخراً بإرهاق وتعب طيلة النهار , أغمض عينيه فإذا بالنوم يغلبه بينما كان يتذكر ذالك اليوم الذي طلب والد رهف حضوره للمكتب ليخبره على موافقته على زاوجه من ابنته , بالرغم من نصح جميع أفراد عائلته له بأن يتراجع عن قراره فالفارق بينهما كبير وليست في قدرته أن يقدم لها نصف ما تملكه وأن هذا الزواج لن يكتب له عمراً طويل , وعندما لم يستمع لأحد ابتعد الجميع عن طريقه ما عدا أخويه فقد كانا يعلمان مقدار حبه لرهف لهذا وقفا معه للنهاية التي فرقة بينهم دون تذمر أما الآخرين فقد أخذوا يراقبون ما يحدث له من الظل وعندما مر بما مر سمع همساتهم حوله فهنالك من كان يقول
" ألم ننصحك "

" لما أنت عنيد هكذا ,, أنظر ماذا حدث للجميع بسببك "

" ألا ترى أين هم وأين أنت ,, أم أنك أعمى "
.........................

دخل زين مكتب والد رهف بعد أن طرق الباب فرحب به الرجل وطلب منه الجلوس ونهض عن كرسيه خلف المكتب وجلس أمامه فقال له

" أتعرف منذ أن رأيتك أول مرة أعجبت بك وبجراءتك وثقتك الكبيرة بنفسك فأنت لم تخجل مثل بقية الأولاد عندما مددت يدي لأسلم عليك بالرغم من صغر سنك بل تقدمت ومددت كفك المتسخة بثقة , لهذا يجب أن تعلم إنني لم أوافق على هذا الزواج إلا من أجل ابنتي و لمعرفتي الجيدة باجتهادك ومواظبتك في العمل والدراسة وهذا ما شهد لك به زملائك , واثبات على ذالك أخويك فأحدهما مهندس يعمل هنا والأخر طبيب ولا أعتقد أن هنالك أكثر من هذا إثبات بأنك ستوفق في ارتقاء المراتب العالية فقد علمت أنهما من اهتما بك منذ الصغر وهما من يقوما على تشجيعك ,و لا أعتقد أنك ستخيب ثقتهما بك لذا أريد منك أن تثبت لي وللجميع في المستقبل أنك جدير بهذه الثقة "

ثم ابتسم له ووضع يده على كتف زين وقال بصوت أكثر جدية وقد انمحت تلك الابتسامة " رهف هي أغلى شيء بحياتي لهذا اعتني بها جيداً وعاملها كأميرة فنحن نعاملها كذالك وأي مساعدة تريدها ومهما كانت تعال إلي دون تردد فأنا أصبحت في مقام والدك الآن , أليس كذالك "

ثم ابتسم له مرة أخرى وظل كذلك طيلة الوقت حتى انصرفت , سعدت ذالك اليوم كثيراً بسبب حديثه عن الثقة التي وضعها فيّ لأسعد ابنته الغالية فقد أحببته منذ صغري ومنذ أول لحظة رأيته فيها بل كان مثلي الأعلى وقدوتي في الشهامة والوفاء لأقاربه بالرغم الفارق الاجتماعي بينهم ومساعدته لكل من يطلبها لقد كان مكان استحسان الجميع فكان يكفل الأرامل والأيتام والمحتاجين , لم يكن يشبه زوجته وابنه في شيء قط و عندما كبرت تعرفت عليه أكثر فوجدته رجلاً متواضع كريم الأخلاق أيضاً ,و كانت رهف تشبهه كثيراً في هذا بعكس والدتها وأخيها فهما شخصين مختلفين عن رهف ووالدها تماماً , فهما متغطرسين جداً ومتعالين يظنان أن المال كل شيء بل إنه أيضاً يعطيهما حق استصغار الناس والدهس عليهم ولقد كانا السبب في انتهاء علاقتي برهف فقد كانا منذ البداية معارضين على إتمام هذا الزواج فكانا يفتعلان لي المشاكل ولم أستطيع أن أتحمل جورهم وتحرشهم بي أكثر من ذلك .

أما الآن أصبحت راغباً برؤيتهما لعلي حينها أشعر بطعم السعادة الحقيقة التي أفقداني إياها والتي من أجلها هاجرت وتركت الجميع ورائي .. لكن إلى هنا انقطعت أفكار زين فقد غلبه النعاس فنام ...

******************************

تفاحة فواحة 05-03-14 11:51 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
السلام عليكم
حياك الله اختي هل القصة قصيره او روايه قصيره

أضئت القمر 06-03-14 11:21 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
وعليكم السلام والرحمه
بصراحه هي رواية لكن بما إن هذه أول مره أكتب في منتدى حبيت أخليها قصه قصيرة عشان أعرف رأي القراء لكن الغريب إني لما بدأت أحولها من روايه لقصه قصيره ماقدرت لأني حبيتها بشكل روايه و عشان أوفي الشخصيات والأحداث حقهم

فعذرا هي روايه وليست قصه قصير...

تفاحة فواحة 06-03-14 11:32 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
وعليكم السلام والرحمة
اذن مكانها صحيح وراح اصحح العنوان
حياك الله اختي واتمنى ان تصل روايتك للروايات المكتمله
http://www.liilas.com/vb3/t178243.html

أضئت القمر 06-03-14 11:35 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
أحبك جداً و جداً...

وافق والد رهف على زواجي بابنته بعد تردد لم يدم طويلاً فهو لم يعتد أن يرفض لابنته طلباً , بالرغم من رفض ومعارضة زوجته وابنه رشدي على هذا الزواج , وعملا المستحيل حتى يمنعوا هذا الزواج لكنه تم في النهاية رغماً عنهما وذلك إرضاء لرهف , فقد تشاجرت كثيراً مع والدتها بالرغم من أن هذه ليست من عادتها , لكنها خافت أن يرضخ والدها لأمها وأخاها رشدي فيمنعها من الزواج بي, فكانت تمضي معظم ليليها باكية خائفة من الغد وما يحمل لها من خبر , حتى أخبرها والدها بعد أن رأى حالتها وكيف تغيرت من فتاة مبتهجة إلى كئيبة حتى أن الابتسامة تاهت عن وجهها , بأنه موافق على زواجنا عندها رأى شبح ابتسامة طلت بخجل على وجه ابنته التي لم تكن بلغت الثامنة عشرة عاماً سوى منذ عدت أشهر , حينها تأكد أن ذالك أفضل شيء يفعله لها فإبعادها ومنعها من الزواج بي سيؤذيها بالتأكيد وهذا الشيء الذي لا يريد أن يحدث لها .

مل زين من أفكاره التي أصبحت تدور في الماضي فقط فقام بتشغيل التلفاز على أحد المحطات فإذ بهم يبثون أغنية جديدة لأحد الفنانين ..

تم النصيب ودام الفرح عنا ليالي
وأحلى عروس بها الدنيا صارت حلالي
..... ....

صرتي بداري ودار الهنا
وان صابك ضنا حدك لا تخافي
غير كلمة حبيتك انا
يطلع ع شفافي مش رح
وتضلي بحضني الدافي
...... ....

وبينما الأغنية تصدح في المكان شرد زين مرة أخرى وعاد إلى الماضي الذي أصبح يلازمه وكأنه مرض خبيث أكتشفه مؤخراً فقد ظل صامتاً لسنوات حتى ظهر الآن وبقوة ..

أعادت هذه الأغنية زين إلى أول أيام زواجه فهمس لنفسه " كم كانت تلك الأيام جميلة "

فقد أصبحت رهف أخيراً زوجتي وأحد ممتلكاتي , نعم كنت أظنها وقتها أنها شيء خاص بي شيء أستطيع تملكه كنت أظن حينها أن الحب مجرد تملك, لم أكن أعلم أننا نظل شخصان مختلفان رغم إتحاد قلبينا, كنت آنذاك مستعد لأن أعمل أي شيء لأسعدها فقط .

كان زواجنا في الصيف وهو نفس الفصل الذي تقابلنا به لأول مرة عندما كنا طفلين , نجحت رهف وحصلت على مجموع عالي وكنت سعيداً وفخوراً بها وكأنني أنا من حصل على ذالك , احتجت ذالك الصيف أن أضاعف عملي فقد أردت أن أقدم لها شيئاً مميزاً , شيئاً يشبه ما قدم لها أفراد عائلتها من هدايا غالية الثمن , فقد شعرت وقتها بالضيق والانزعاج لعدم مقدرتي شراء مثل هذه الأشياء لها , لكنني في نهاية الشهر اشتريت لها ساعة بها فصين ألماس وكان عليها عرض فساعدني ذلك على شرائها , لكن ما أن رأتها رهف وبختني على صرفي مرتب شهراً كاملاً على شيئاً لديها الكثير منه وليس ضروري في نظرها, فانزعجت منها فهي لا تعرف كم قضيت من ساعات أتنقل بين عملي وبين السوق أبحث لها عن هدية تليق بها وبما لدي من مال , لكن ذالك لم يكن سبباً يقنعها لإضاعة المال فمنذ أن تزوجتها وهي من تهتم بمسألة المال فقد قررت منذ البداية أنها هي من ستتولى كامل التصرف بالمال , فأصبحت تأخذ كل ما أحصل عليه من مال في بداية كل شهر ثم تبدأ في تقسيمه على الفواتير وعلى الحاجات التي نحتاجها أما الباقي فتخبئه , وكانت تمنعني من تبذير المال ولو من أجلها كنت أحب أن أقدم لها كل ما أستطيع لكنها كانت تمنعني , وأخبرتني أن وجودها معي كافي لإسعادها وأن المال لم يعنها يوماً وأنه ليس مهم بالنسبة لها بقدري أنا .

لا أذكر أنها تذمرت يوماً من أي شيء يمر بنا بل كانت هي من تساندني وتساعدني في اتخاذ قراراتي وتشجعني على كل شيء , وكانت تخبرني باستمرار عن ثقتها بي ومقدار حبها لي , كانت كل أيامي معها سعادة في سعادة لا أذكر أننا بتنا ليلة متخاصمين, فقد كانت هي من تبدأ الخلاف وهي من تنهيه كانت عنيدة ولم يكن من السهل تغيير رأيها مهما كان , وكان ذالك يغيظني جداً لكنها كانت تحتوي غضبي وتنسيني إياه فأنساه أنا أيضاً إن ابتسمت لي , وكانت تفعل ذالك كلما أغضبتني فهي قد تعود تتحدث معي مع ابتسامة وكأن شيئاً لم يكن , وقد تضع لنا الطعام متجاهلة ما حدث وكنت أفعل مثلها أيضاً فمن أنا لأعكر ابتسامتها الجميلة فيكفيني أنا أراها مبتسمة لأنسى كل شيء .

مر الصيف بسرعة وحان وقت التسجيل في الجامعة عندها طلبت رهف مني أن أرافقها فالمكان سيكون مكتظاً بالطلاب وهي لا تعرف ماذا تفعل , ذهبت معها فإذا بها تتوجه إلى قسم الهندسة لتسجل فيه , فشعرت وقتها بالغيرة تعتمل بداخلي لأن ذالك ذكرني بالمهندس الذي أرادها خطبتها , ولأن أكثر المهندسين وسماء وأذكياء ومن عائلات راقية أو ميسورة الحال فانزعجت لهذه الفكرة , عندها فكرت أن أقترح عليها أن تتخصص في قسم تصميم الأزياء أو المجوهرات أو الفنون فهي ماهرة في الرسم أين كان فوافقت بعد تفكير دام دقيقتين لكنها ترددت فجأة فسألتني قبل أن نخطو

" هل تعتقد أننا على صواب ألا نستشير والدي "

كنت أريد أن أقول لها شيئاً لكنني امتنعت فقد فكرة حينها أن أفضل طريقة أن أبتعد عن طريقها لأوهمها أن ما اختارته هو بمليء إرادتها بينما كنت أراقبها ..

فقلت " لا مانع لدي أن نستشير والدك "

لكنها أجابت " أنا أعرف ما يريد والدي وهو أن أصبح مهندسة , لكنني أريد أعرف ما تراه أنت يا زين مناسباً لي "

فأجبتها وأنا أراقبها بعين خفية " لقد قلت لك أنني لن أقف في طريقك مهما كان اختيارك "

صمتت قليلاً مفكرة .....

ثم قالت " أنا لم أفكر في التصميم أو الرسم بجدية من قبل ,, لكنه يعجبني فما رأيك أنت "

" لا رأي لي بعد رأيك فهذا مستقبلك يا رهف "

فابتسمت لي وأمسكت يدي وتوجهنا لقسم التصميم وكان المكان مكتظ بالطالبات أكثر من الطلاب عندها شعرت بسعادة
تغمرني , فتحت الجامعات أبوابها لطلابها فكنت أوصل رهف لجامعتها بالرغم أنني كنت أتأخر على محاضراتي وكنت أعاقب أحياناً , حتى أن أحد أساتذتي والذي لم يعتد على إهمالي طلب محادثتي بعد الانتهاء من المحاضرة وحقاً ذهبت وقابلته , فإذا به يسأل عن أحوالي فأخبرته بأنها جيدة فإذا به يصرخ بي ويقول

" لقد أخبرتني ذات مرة أنك تنوي أخذ أعلى العلامات حتى تستطيع أن تبعث للخارج ما الذي استجد الآن "

فأجبته بابتسامة " لقد تزوجت "

فإذا به يصرخ ساخراً " تزوجت أهذا عذر "

فانزعجت منه وهمست لنفسي وما شأنه هو في ما أعمله أو لا أعمله فقال لي بصوت أخفض وقد لاحظ انزعاجي

" اسمع يا زين أنا أرى فيك الذكاء والنباهة وأنا عندما أقول أن شخصاً ما سينجح في حياته يصدق ما أتوقعه له من نجاح وأنا لست مضطراً لنصحك وإرشادك أتفهم يا زين"

لكنني لم أجيبه فقد كنت محرجاً عندها أكمل حديثه بعد أن رأى فيّ التأثر بحديثه " لقد قضيت أربعين عاماً من عمري وأنا أعلم الطلبة ولست بأول شخص أرى فيه هذه الصفات لهذا أريد منك الاجتهاد من اليوم وسأساعدك في الحصول على البعثة لكنني أريد منك الاجتهاد , أتفهم ذالك يا زين "

هززت رأسي وأنا حائراً لم أحب صراخه بي وكأنني طفلاً , لكن اهتمامه بي جعلني أخجل من تصرفاتي الطفولية لهذا كنت أحاول أن أتقدم في جميع صفوفي وساعدتني على ذالك رهف فقد أخبرتها ما أخبرني به أستاذي فقالت لي هي الأخرى

" أنا أؤمن بك أيضاً "

كنت أحاول أن أنهي محاضراتي سريعاً عند الظهيرة حتى لا أتأخر على رهف فكنا نذهب ونعود معاً وكنا نسير على الأقدام مسافات طويلة ممسكين الأيادي حتى نوفر قليلاً من المال , وعندما كنت أذهب لاصطحابها أجدها تنتظرني باسمة أمام بوابة الجامعة تحمل دفاترها وأوراقها كطفلة جميلة فأبادلها الابتسام , وكنت ما أن أراها حتى أنسى الدنيا وما فيها فقد كانت بالنسبة لي ست النساء وكنت أهمس في أذنها عندما نكون راكبين الباص شعر لنزار القباني’ ست النساء ’ فالمسافة من منزلنا للجامعة كانت طويلة قليلاً وكانت تطلب مني أن أسمعها أشعاراً حفظتها و التي كانت هي عزائي قبل زواجنا وكانت تسعد هي بسماعها ولا أتذكر الآن الكثير منها لأنني نسيتها منذ زمناً بعيد فقد أغلقت أبواب قلبي ولم تدخله له امرأة بعدها ليس وفاءً لها بل لأنني أصبت بندبة كبيرة في قلبي أخاف أن تكون التالية قاضية , أغمض زين عينيه وهو يردد قصيدته المفضلة محاولاً أن يتذكرها جيداً ..

أحبك جداً

أحبك جداً

وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل

وأعرف أنك ست النساء

وليس لدي بديـل

وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى

ومات الكلام الجميل

...

لست النساء ماذا نقول

أحبك جدا ...

أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى

وأنت بمنفى

وبيني وبينك

ريحٌ

وغيمٌ

وبرقٌ

ورعدٌ

وثلجٌ ونـار

وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ

وأعرف أن الوصول إليك

انتحـار

ويسعدني

أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية

ولو خيروني

لكررت حبك للمرة الثانية

......

يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر

أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر

أحبك جداً

وأعرف أني أسافر في بحر عينيك

دون يقين

وأترك عقلي ورائي وأركض

أركض

أركض خلف جنونـي

...

أيا امرأة تمسك القلب بين يديها

سألتك بالله لا تتركيني

لا تتركيني

فماذا أكون أنا إذا لم تكوني

أحبك جداً و جداً و جداً

..... .....

ثم توقف فهو لم يعد يستطع أن يكمل أكثر من هذا فقد شعر بأنه عاد إلى الماضي البعيد , الماضي الذي ظن أنه قد نساه فما الذي ذكره الآن بهذا القصيدة ومشاعره التي نامت منذ سنوات ..

فقد أشعرته هذه القصيدة للحظات بالشوق لأن يضع فمه بالقرب من أذن حبيبته رهف ليسمعها إياها مرة أخرى , وليخبرها أنها مازالت ست النساء بالنسبة له بالرغم من مرور السنين عليهما أغمض زين عينيه ونام وهو يشعر بالتكدر من أفكاره وذكرياته التي أرهقت يومه ...

******************************

استيقظ زين مبتسماً حتى أنه لم ينهض عن السرير سريعاً كعادته لينفض عنه الكسل بل ظل ممداً يعيد حلمه الجميل فقد عاد في نومه إلى ذالك الوقت الذي كان يسرع في إنهاء محاضراته ليسرع إلى الذهاب إلى رهف فيجدها تنتظره عند البوابة كعادتها باسمة له لم تعاتبه يوماً إن تأخر أو تنزعج بل كانت تشتري له عصيراً بارداً وتقول له

" يبدوا أنك نسيت أن تشرب بينما كنت تسرع إلي "

بالرغم من إنكاري إلا أنها تكشفني أو ربما كان حبي لها واضحاً عليّ وكنت ما أن أصل حتى أقوم بأخذ ما بيدها من كراريس فقد كانت ثقيلة عليها حمل الكثير من الكراريس أو ربما كان تأنيب ضميري هو السبب فلو أنه لدي مال , عندها ما كنت تركتها تنتظرني طيلة هذا الوقت أمام البوابة حتى نعود سوياً , لكنها كانت ترد على مبادرتي هذه بابتسامة رقيقة و كان ما يميز رهف ابتسامتها تلك التي لا تفارقها أبداً إذ نظرت إلي أو تحدثت معي , وكانت أفضل من تصغي إلي فقد كنت من قبل لا أتحدث كثيراً أما منذ أن تزوجتها حتى أصبحت لا أغلق فمي سوى لتناول الطعام أما هي فكانت معظم الوقت تصغي إلي فقط كانت تتركني أخبرها بكل ما يدور برأسي وبما أحلم بتحقيقه وبما أحب ولا أحب وكانت تشاركني قليلاً لكن دون أن تقاطعني كنت أحب أن أبقى معها طيلة الوقت لم أكن أمل من رفقتها كانت ملاكي الجميل في حياة الفقر والبؤس تلك كنت آنذاك لا أشعر سوى بالسعادة فمعها أشعر بالأمل بغد أفضل , لم يخطر ببالي وقتها أن الأمر كله و منذ البداية فاشل وأنه لن يطول بنا الأمر حتى نفترق ربما لصغر سني وهيامي بحب رهف جعلني أظن أن قصتنا لن تكون مثل قصص "الفقير والغنية " التي نسمعها في العادة وعن فشل هذه العلاقة بسبب الفروق الاجتماعي التي تقف عائقاً بينهما , كنت آنذاك أظن أن باستطاعتي أن أجعل ذالك ممكناً لكن في النهاية حدث المتوقع حدوثه , فقد انفصلنا أنا ورهف ومنذ ذالك الوقت لم أسمح لنفسي بالتفكير بها خوفاً من أن أجن , لكنني ومنذ أن وطأة قدمي أرض الوطن وهي لا تفارق خيالي , لقد كانت هي وعائلتها السبب الرئيسي في اختفائي طيلة هذه السنوات وعملي الجاد والمتواصل , وها أنا وصلت أخيراً لما صبوة إليه فقد وضعت هدفاً أمام عيني وهو أنني لن أعود إلا إن جمعت مالاً يساوي ما لدى عائلتها , والحمد لله قد جمعت الكثير من المال والشهرة أتمنى حقاً أن أقابلها الآن فأنا أريد أن أرى ما حققته في عينها ...

نهض زين متوجهاً إلى الحمام ليغسل وجهه وعندما نظر إلى نفسه في المرآة همس ..

ما زلت يا مسافرة

مازلت بعد السنة العاشرة

مزروعة

كالرمح في الخاصرة

******************************

انتهينا ...

لم يستمر زواجنا سوى بضعة أشهر فقط بسبب عدم مقدرتي على تحمل المزيد من الإهانات التي كان يلقيها أخ رهف ووالدتها بوجهي , وأحياناً كانوا يوجهونها إلي من تحت الطاولة وبالكلام الغير مباشر أمامها وأمام والدها أشعروني بالنقص وبالفارق الذي كان يقف حاجزاً بيني وبينهم , لكن رهف لم تلتفت لتلك الإهانات بل كانت تتجاهلها وكنت أفعل ذالك أنا أيضاً إرضاءً لها فإذا هي لا تريد أن تثير المشاكل فلن أكون أبداً أنا مثيرها , لكن عدم نقاشنا في الموضوع كان يزيد من حنقي دون أن أشعر فقد أصبحت أتكدر إن أتت بسيرة عائلتها ولم أكن أشاركها الحديث عنهم فتصمت هي متفهمة الأمر لقد كنا صغيرين على المرور بمشاكل مثل هذه , أذكر أخر لقاء بيننا كان عندما طلبت مني أن أشارك عائلتها الغداء ذات يوم فقد دعانا والدها لتناول الغداء في منزلهم , فذهبت رغماً عني إرضاءً لها ولوالدها كنت مستعداً لأن أتحمل من أجلها الكثير حتى أراها مبتسمة على الدوم , فقد كانت ومازالت هي الشخص الوحيد الذي أفكر به في اليوم ألف مرة فكيف يمكن لي أن أعكر صفوها بإثارة مشكلة مثل عدم ذهابنا لزيارة عائلتها المحترمة.

وصلنا لمنزل والدها وكان منزل عائلتها عبارة عن طابقين به غرف كثيرة وبه مسبحين وحديقة تلتف حوله ومواقف للسيارات كبير أمام المنزل كان منزل يعبر عن غنى أصحابه , وصلنا للمنزل فتركتني رهف أنتظر الجميع في الصالون بينما تذهب هي لتلقي التحية على والدتها , عندها وصل أخيها من الخارج وبينما كان يسير صاعداً إلى غرفته وهو يلعب بمفاتيح سيارته , تمنيت وأنا أجلس بالخلف في مكاناً بعيد عن مرمى عينه أن يواصل سيره وألا يلتفت إلى الخلف , لكنه وكأن به مجسات يشعر بما حوله فقد توقف واستدار للخلف وعندها وجدني اجلس في أحد أركان الصالون , فنظر إلي بتغطرس وهو يسير نحوي حتى وصل إلى الكرسي الذي أمامي وجلس عليه رافعاً رأسه ينظر إلي نظرة تعالي واستصغار ثم قال بسخرية

" غريبة والله الدنيا, هنالك مثل يقول اللبيب بالإشارة يفهم و ال..تعرف بقية المثل أليس كذالك يا زين فأنت ذكي جداً"

قال زين وهو يحاول أن يمسك أعصابه " ماذا تقصد يا رشدي "

صدرت ضحكت استعلاء من رشدي ثم قال " أعني أنني لا أصدق أن هنالك أشخاص في هذه الدنيا مهما تحاول أن تفهمهم عن عدم رغبتك في رؤيتهم بمنزلك أو في أي مكاناً أخر , تجدهم طيلة الوقت أمامك كالغراء "

وقف زين وهو غاضب من إهانة رشدي له ثم قال " أنت تعرف أنني لست هنا لزيارتك لكنني زوج أختك ووالدك هو من دعاني ومن احترامي لوالدك قمت بتلبية دعوته هذا كل ما في الأمر "

قال رشدي بسخرية " احتراماً لوالدي أم من أجل مال والدي ونفوذه , أتعرف لقد اخترت أسرع طريقة للوصول لقلب والدي , إنني أحيك على ذالك "

صرخ زين " رشدي "

قال رشدي وهو يزيد ابتساماً بينما زين يفقد أعصابه " ماذا هل تريد أن تنكر هذه الحقيقة , أتعني أن زواجك من أختي الكريمة حباً فيها وليس في مالها ومال والدها لهذا أنا أسميك بالذكي فقد لعبة لعبتك صح , لكن يجب أن تعرف بأن لعبتك ستكشف في أسرع وقت وبأنك لن تفوز في الأخر بأي شيء لهذا أنا لدي لك اقتراح يرضي الطرفين "

ووقف رشدي واقترب من زين بينما هذا الأخير يغلي من رأسه حتى أخمص قدميه غضباً قال رشدي " ما رأيك بأن تطلق رهف وسأعطيك مقابل طلاقها المبلغ الذي تريده "

ثم قدم له شيك وهو يقول " خذ وأكتب المبلغ الذي تريده وأرجو ألا تمثل دور الحبيب طويلاً على أختي خذ هذا الشيك واغرب عن حياتنا فقد رأينا ما يكفي عن حقيقتك "

زين" حقيقتي "

رشدي " نعم حقيقتك أم تظن أنك استطعت أن تخدعني أنا وأمي فنحن لسنا بأغبياء مثل والدي ورهف , ما رأيك أن تكتب الرقم الذي تريده وأن تختفي عن حياتنا للأبد "

زين " رشدي أنا لا أسمح لك بإهانتي أكثر من هذا "

قال رشدي ساخراً " أهنتك , حقاً !!أتعرف أنك تضحكني أتقصد بهذا أن من هم أمثالك يهانون ولديهم مشاعر وكرامة "

عندها لا أعرف كيف أمسكت به وكيف أخذت أضربه وألكمه بكل قوة محاولاً أن أمحو ابتسامته الساخرة عن وجهه بينما أخذ هو يحاول أن يفلت من بين يدي ليهرب,لكن غضبي زاد من قوتي بالرغم أنه لم يكن هنالك فارق كبير بين جسمينا, لكن رشدي لم يستطع أن يفلت من قبضتي وبينما كنت ألكمه وأضربه وأتفوه بكلمات لليوم لا أذكر ما كانت,سمعت صراخ لم أميز وقتها ما مصدره لكنني شعرت فجأة بأن هنالك من يضربني على ظهري من الخلف ويحاول دفعي عن رشدي , وعندما استدرت وجدت أنها والدة رهف كانت تقف خلفي وتقوم بضربي بكل قوة أؤتيت بينما كانت تصرخ بي بأن أترك ابنها , لكن ذالك زاد من حنقي فأخذت ألكمه أكثر في كل مكان تصل إليه يدي من جسده الممدد تحت ثقلي , شعرت وقتها بأني جننت وأنني خرجت عن نفسي للحظات , بينما كان هو يرفع يده ليحمي وجهه و يمنعني من الوصول إليه وظللت هكذا حتى تعبت يدي وتعب هو أيضاً عن إبعادي عنه فارتخت قبضتي قليلاً وارتخى جسده تحتي عندها نهضت عنه وأنا متعب , لكن ذالك كان رداً كافياً له على جميع إهاناته التي وجهها إلي هو ووالدته, كانت والدته قد أبلغت الشرطة بتهجمي على ابنها وطلبت منهم القدوم لأخذي قبل أن أقضي عليه , ترنحت في وقفتي بينما نظري مسدد للشخص الممدد على الأرض ينزف دم من كل مكان , ويعتصر ألماً بين أحضان والدته وكان هذا كافياً ليرضيني وفجأة لم يعد يتحرك عندها عرفت إما أنه مات أو أغمى عليه من شدة الضرب , لكنني لم أهتم أبداً فقد نلت منه ومن والدته ما يكفيني عمراً كاملاً , نزعت عيني عنهما وهممت بالذهاب لكنني عندها رأيت رهف تجري مارة بجواري بعد أن دفعتني عن طريقها , لتجلس بجوار والدتها لتضم أخاه هي الأخرى فأخذتا تقلبانه يمنة ويسرة ليريا هل هو حي بعد أم أنه قد فارق الحياة عندها قلت وأنا أرى دموعهن واسمع صراخهن

" المرة القادمة سيكون موته حتماً على يدي "

فصرخت والدته وهي تبكي " أيها الحقير سأجعلك تتعفن في السجن , أقسم لك أن يحدث ذالك , أخرج من منزلي "

بينما نهضت رهف والدموع تتساقط منها لتصفعني بكل قوة أوتيت حتى شعرت بأنها حطمتني ليس لقوة الصفعة لكن لكون رهف هي من وجهتها لي ثم قالت باكية

" أنا أكرهك لا أريد أن أرك مرة أخرى أنت مجرد مجرم أنت شخص همجي ستأتي الشرطة في غضون دقائق وسنتأكد من تعفنك في السجن فلا تحاول أن تهرب أو أن تختفي"

كان هذا كافي لأعرف أن ما كان بيني وبين رهف قد تحطم إلى الأبد لقد وصل رشدي ووالدته إلى ما كانوا يصبون إليه منذ البداية , وحتى إن صدقتني رهف فيما لو أخبرتها بأنهم هم من أوصلوني إلى هذا الجنون فهي لن تسامحني بما فعلته بأخيها , والدها أيضاً لن يسامحني فهو ابنه الوحيد ورؤيته له بهذه الحالة ستكفي لأن يجعلني أتعفن حقاً في السجن فالابن غالي مهما كان سيئاً ...

أخذت للسجن وبقية فيه عدت أيام فوالد رهف لم يرضى أن يتنازل عن القضية , وكانت الغرامة كبيرة فلم يستطع أخوتي أن يدفعونها بسرعة , عندها وصلت قضيتي للمحكمة وبينما كنت بالسجن أتى محامي والد رهف , وساومني على أن أطلق رهف وأختفي عن حياتهم فما فعلته بابنه تعبر عن أنني لست سوى مجرم وأنني أستحق أن أتعفن في السجن , فضلت أن أتعفن في السجن على تطليق رهف لكن ما أن علما أخوي حتى اشتد بهما الغضب والانزعاج فأخبراني

" ما الفائدة من بقائك في حياة امرأة بالرغم من رفضها إياك , ألا تملك كرامة يا زين "

لكنني كنت اتمنى أن تعود المياه لمجاريها بعد أن أقوم بشرح موقفي لها وعن الحقيقة كاملة , لكن الآن وبعد هذه السنوات أعلم بأن ما بيننا صعب أن يصلح مرة أخرى , فقد حطمت رهف كل الجسور التي كان يمكن العبور عليها للتواصل بيننا هي من اختارت أن تنهي زواجنا بهذه الطريقة , بقيت في السجن وحكم علي بالسجن بسبب ما أصاب رشدي من نزيف داخلي وارتجاج بسيط , لكن الحمد لله في النهاية وبعد جلسة استئناف استطعت أن أخرج فقد كان لدي محامي ذكي جداً وكثير الحيل , خرجت بشعور سيء يصاحبني شعور بأنني أصبحت أحد أولئك المجرمين لكنني واسيت نفسي بالقول لها

" المهم أنني خرجت , وسأحاول أن أصلح ما كسر بيني وبين رهف "

لكنني فوجئت بأن رهف سافرت مع أخيها ووالدتها ولقد منعت من الجامعة لسنة كاملة قابلة للتمديد أكثر بسبب سجلي القانوني الذي لطخ بدم أحد أبناء المسئولين في البلد , وطردت بالطبع من الشركة حتى أنني منعت من الدخول للشركة فقد حاولت عدت مرة أن أصل لوالد رهف كنت مستعد لأن أعتذر عن كل شيء لكنني لم أفلح في مقابلته , عندها أخبراني أخوي أن أتخلى عنها فهم من عالم ونحن من عالم وأنها لو مازالت تريدني لما سافرت وتركتني هكذا دون كلمة واحدة , عندها تمنيت لو أنني أستطيع أن أصل لذالك العالم فأنا أريد أن أرى ما هي الحقوق التي تعطى للأشخاص الذين يعيشون في ذالك العالم ولما هم من يسيرون شئون حياتنا رغماً عنا , شعرت حينها بأن عالمي بدء ينهار من حولي فقد أصبح يخنقني فشعرت بأن الهواء بدء ينقص ويكاد يعدم لهذا اخترت هذا الطريق بالرغم من صعوبته لكن رأيت أن هذه أفضل شيء أعمله للجميع فما ذنبهم ليختنقوا معي.

******************************

وداعاً سأرحل ...

خرجت من السجن لأبقى مسجوناً في المنزل فلا عمل يلهيني ولا دراسة تسليني أصبحت شخص عاطل وعالة على عائلتي , كنت أمضي أيامي وليالي تلك في التفكير فقط ولم يطول الوقت حتى انضم إلي أحمد فقد تم طرده من عمله هو أيضاً , ثم انضم لنا سامر أيضاً فقد رسب سامر في أحد مواده الذي يدرسها بسبب دكتوره الذي أخبره بوقاحة

" اسمع يا سامر أنت تعرف أنني الوحيد الذي أدرس هذه المادة لهذا انزع من رأسك فكرة نجاحك منها ما دام السيد جمال منزعجاً منك "

ردد سامر باستنكار " السيد جمال "

" نعم السيد جمال رجل الأعمال الكبير أم أنك لا تعرفه "

" بلى للآسف أعرفه "

" لقد أوصاني عليك وأخبرني أنك ستفهم الرسالة وحتى ذالك الوقت أنصحك بعدم أخذ المادة لأنك تعرف النتيجة مسبقاً"

" لكنني سأتأخر في المقرر "

.....

زين " فماذا أجاب "

هز سامر كتفيه بعدم اهتمام " لا شيء "

لقد طال عقاب والد رهف جميع أفراد عائلتي فقد عرف أين يضرب ضربته حقاً , لقد ظهر وجهه الحقيقي أخيراً الذي كان يخبئه خلف قناع الطيبة والتواضع ..

.......................

لم يتوقف أحمد بعد طرده عن الذهاب إلى كل شركة لعله يجد هنالك فرصة عمل له في إحداها , لكنه بالرغم من ذهابه إلى كل شركة لم تقبله إحداها حتى أخبره أحدهم ذات مرة

" إن من الأفضل لك ألا تتعب نفسك أكثر ,, لقد تم التبليغ عنك في الكثير من الشركات بمنعك من العمل ,,, لهذا إن من الأفضل لك ألا تتعب نفسك أكثر بالبحث ,, أنت تعرف أن الجميع يريدون أن تسيير مصالحهم "

عاد أحمد ذلك اليوم محطم المعنويات يشعر بأن جميع الأبواب أغلقت بوجهه , فجلس هو الأخر في غرفتنا التي احتوتنا طويلاً فيها يخبرنا بما حدث له عندها نهضت منزعجاً وأنا أتساءل بصوت عالي

" ماذا يعتقد أنه يفعل بنا ,, هل يظن بأن بهذه الطريقة يستطيع أن يجعلني أترك البلد وأهج ؟؟ أم أنه يظن بأن هذا الطرق الملتوية التي يتعامل بها معنا يستطيع أن يضغط عليّ لأطلق ابنته ؟؟ يجب أن يعلم أنه في كلا الحالتين لن ينال مني شيئاً وحتى لو قتلني فلن أفعل ما يريده "

عندها قال سامر محذراً زين عن تماديه في تحدي الرجل " اهدأ يا زين ,, ودعنا نأخذ الأمور بروية أكثر فيبدوا أن السيد جمال قد كشر عن أنيابه أخيراً , فحذارِ يا زين من تماديك أكثر في إغضابه فالمدينة كلها بيده ونحن لا قدرة لنا عليه يا أخي "

عندها قال زين في يأس " إذن ما العمل "

فصمت الجميع كلاً منهم يفكر في حل لهذه المعضلة ..

...........................

بعد عدة أيام استطاع زين الوصول أخيراً لوالد رهف , بينما كان هذا الأخير يكاد يهم بالصعود لسيارته عندها صرخ زين

" انتظر "

استدار والد رهف وألقى نظرة على زين من خلف نظارته الشمسية نظرة كانت كلها استياء واندهاش من جرأته على الوقوف أمامه مرة أخرى وبهذه الوقاحة وبينما كان والد رهف ينظر إلى زين قال هذا الأخير

" ها أنا أمامك أفعل بي ما شئت لكن أخوتي لا "

لكن والد رهف لم يجيبه بل استدار وأكمل صعود لسيارته عندها صرخ زين مرة أخرى " ماذا تريد مني وسأفعله دون تردد لكن أخبرني , أخبرني فقط "

عندها نظر والد رهف إليه من خلال النافذة المفتوحة نظرة غامضة طويلة , فكان يبدوا أنه أخذ يقلب في عقله ما قاله زين للتو , فقد سائله بعد صمت طويل حتى أن زين أعتقد وقتها أنه لن يجيبه لكنه تحدث أخيراً سائلاً إياه

" هل أنت حقاً مستعد لأن تفعل ما أطلبه منك ؟؟ "

رد زين بلهفة وكأنه وجد الحل أخيراً بالرغم من أنه كان يعلم أن ما سيطلبه سيكون مستحيلاً عليه فعله " بالطبع أنا مستعد "

" اترك البلد "

عندها شعر زين بأن هنالك قنبلة فجرت بوجهه للتو فقد قال والد رهف ذلك بكل بساطة , فردد زين كالأبله

" اترك البلد "

السيد جمال " نعم اترك البلد ,, وأتمنى أن يكون تركك للبلد نهائياً فلدي أعمال سواك أريد أن أتفرغ لها مستقبلاً , فما جلبته لنا من متاعب تكفينا عمراً لهذا إن أردت أن تعيش أنت وعائلتك بسلام اترك البلد ولا تعود إليه "

كاد زين أن يفقد أعصابه للحظات , وهو يتساءل ما الحق الذي أعطى رجل مثله حتى يأمره بمغادرة بلده بهذه البساطة, فإما أن ينفذ ذلك أو لن تنعم عائلته بسلام مرة أخرى .

.............................

مرت الأيام وأصبحت أكثر اسوداداً في عيني وأنا أتساءل من أين لي بمال لأشتري فيزا ؟؟ وأين سأذهب فليس لدي أحداً بالخارج ؟؟ حتى أنني لم أخبر أخوتي فما لديهم من هموم تكفيهم , وبينما كنت سائراً ذات مرة في الحارة سمعت فيها من يتكلم عن شخص يبع فيزا لمن يريدون العمل بالخارج , عندها شعرت وقتها بأن مهما أظلمت الدنيا لابد أن يكون هنالك بصيص من الأمل , لكن ذلك البصيص قتل في مهده فالمبلغ المطلوب لم يكن بالقليل فمن أين لي هذا المبلغ الكبير حتى أسافر , عندها خطرت ببالي فكرة ترددت وقتها في تنفيذها لكنني كنت مجبراً فقد أغلقت جميع السبل أمامي , وكانت هذه الفكرة هي أن أذهب لوالد رهف وأخبره إن أراد مني أن اترك البلد فليشتري لي فيزا حتى أستطيع العمل بالخارج فأنا لا أملك المبلغ المطلوب , في بادئ الأمر ذهل والد رهف من هذا الطلب الغريب لكنني أخبرته

" إنه ليس بالشيء الكثير مقابل تركِ للبلد "

عندها وافق والد رهف على القيام بذلك كارهاً , فاشترى لي الفيزا مؤكداً علي أنه لو عدت أو رآني مرة أخرى هنا إنه سيتأكد من تعفني هذه المرة في السجن .

خرج زين ذلك اليوم وهو يرى وجه أخر للرجل الذي أعتقد أنه قدوه منذ أمداً فقد ظهرت حقيقته أخيراً , أخذ زين الفيزا والتأشيرة وجمع بعض حاجياته وأخبر الجميع أنه سيذهب ليبقى لدى أحد أصدقائه الذين يعيشون في المدينة المجاورة لهم فقد وجد له أحدهم عملاً هنالك عندها استبشروا جميعاً بالأمر فقد ظنوا أنها بادرة أمل.

سافر زين بعد تلك المقابلة بيومين وقد أخبر الجميع بأنه سيزورهم عندما تستقر به الحال فلم يعطهم رقم هاتف أو عنوان قد يصلون له إن أرادوه وعندما استنكر أخوته ذلك , أجابهم أنه لم يعد طفلاً فلما القلق وأنه هو من سيقوم بالاتصال بهم فلا حاجة لكل هذا , انزعج أخوته من تصرفه هذا لكنهم تركوه يفعل ما يريد فقد مر بالكثير مؤخراً فلم يحبوا أن يضغطوا عليه أكثر .
سافر زين وانقطعت أخباره عن الجميع فدب في جميع أفراد عائلته القلق لاختفائه المفاجئ , فأخذوا بالبحث عنه بسؤال جميع أصدقائه لكنهم تفاجئوا بأنه لا يوجد أين منهم يسكن خارج المدينة , وأنه ليس هنالك أي خيط قد يصلهم إليه ففكروا بأن والد زوجته بالتأكيد له يداً فيما حدث لكن الغريب في الأمر أن زين كان قد جهز حقيبة سفر أي أنه لم يخطف أو يزج في سجناً ما لقد سافر بالتأكيد لكنهم بالرغم من ذلك بحثوا عنه في السجون في المستشفيات في أي مكان ورد في بالهم لقد جربوا جميع الاحتمالات لكن بلا جدوا , لقد استغرق بحثهم هذا سنة كاملة دون توقف لكن دون جدوا فلم يستطيعوا أن يصلوا لشيء عندها توقفوا عن البحث وواصلوا حياتهم بأسئلة معلقة في أذهانهم وهي ما الذي حدث لزين ؟؟ ما تلك الحقيبة التي جهزها ؟؟

ما تلك الأكاذيب حول عمله التي أخبرهم عنها ؟؟

هل هو ميت أم حي وإن كان حياً أين هو ولما اختفى هكذا فجأة ؟؟

ظل والد زين وأحمد يبحثان حتى توقفان بعد أن يأسا , أما سامر فقد أخبرهم أن زين ابن أمه وأنه تركهم بمليء إرادته في أشد وقت هم في حاجة له تركهم هكذا بكل بساطة تركهم وهاجر .

في البداية صرخ والدهم وقال له أن أخاه زين ليس يشبهها في شيئاً لكن مع مرور الأيام أثبت غيابه أنه كذالك فهو ابنها في نظر سامر , أما أحمد ووالده فاليأس أحياناً يجعل الشكوك والظنون تراودهم لكنهما سرعان ما ينكران ذلك دوماً فمن المستحيل أن يتحول شخص مثل زين بين ليلة وضحاها إلى شخص أناني وغير مبالي هكذا..

****************************

أضئت القمر 06-03-14 12:07 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
مسافر بلا عنوان ...

وصلت الطائر التي كانت تحمل زين بعد أن حلقت عشرة ساعات في الجو بعد هبوطها الأخير في أحد المطارات , هبط زين من الطائرة حزيناً مستاءً فهو منذ الأمس وهو هائماً على وجهه متنقلاً بين مطارات عدة كطائر غريب مهاجر بين الأراضي فليست هذه الأرض أرضه وليست هذه السماء سمائه وليس هؤلاء القوم قومه , بالرغم من مشاعره التي كانت تتخبط بداخله كان مبهوراً بما حوله من ضخامة المطارات ومن التطور الذي يعيش فيه الغرب وكأنهم في عالم أخر عن العالم الذي يعرفه .أكمل زين أوراقه وخرج إلى خارج المطار فرأى الشمس مختبئة خلف غيوم كثيفة وبالكاد تصل بعض أشعتها لكنها لم تكن تكفي لتدفئ المكان.

هبت ريح مفاجأة فسرت قشعريرة في جميع أوصال زين من البرودة التي فاجأته فاشتدت قبضته العارية على حقيبته لعله يستمد بعض الدفء منها بينما أخذ يبحث بعينيه عن سيارة أجرة وما هي سوى لحظات حتى رأى إحداها تقف أمامه فابتسم لنفسه وهمس

" لو أنني تمنيت مليوناً "

صعد زين السيارة وأعطى السائق ورقة كتب فيها عنوان المحطة التي سيستقل منها قطاراً يأخذوه إلى مدينة أخرى ومن هنالك سيستقل سيارة أجرى تأخذه إلى المكان الذي سيعمل فيه , هز السائق رأسه فقد عرف المكان الذي يريد زين قصده فأخذه إلى هنالك مباشرة وعندما وصل زين إلى المحطة أعطى الرجل الأجرة , وقام بشراء تذكرة لركوب القطار القادم والذي لم يبقى لوصوله سوى ساعتين .

جلس زين منتظراً على أحد كراسي المحطة يراقب الازدحام الذي تضج به المحطة فهنالك قطارات كثيرة وأناس كثر , عددهم يصل أضعاف عدد القطارات وبينما كان يراقب زين ما حوله داعبت أنفه رائحة زكية , فنهض بعد أن عد ما لديه من مال فوجده قليل لا يكفي لشراء وجبة طعام من المكان الذي تنتشر منه الرائحة الزكية فسعر ما يقدمونه ضعف ما لديه فاشترى له شيئاً بسيطاً يسد جوعه.

مل زين من انتظار القطار وداعب النعاس عينيه لكنه قاومه خوفاً من أن تغفو عينه فيفوته القطار فلم يبقى سوى القليل لقدومه , كان زين يقاوم ذلك بجهد كبير فقد كان متعب ومرهق من تنقله بين المطارات دون نوم وبقائه لساعات طويلة في الطائرة حتى تصلبت قدماه وظهره لجلوسه الطويل , وبينما كان زين يحارب النعاس وصل القطار ففرح كثيراً ووقف ينتظر وقوفه فأخيراً سيرتاح وينام ولو لساعة لكنه ما أن خطى إلى الأمام حتى صدمه شيئاً ما من خلفه ومن جانبه فأسقطه أرضاً , تلفت زين حوله ليرى ما حدث فإذا به يرى حقيبته وهي تبتعد ظل للحظة يراقب الحقيبة تبتعد هكذا حتى اختفت , أما اللحظة التي تلتها كان زين فيها يدفع الناس من حوله ومن أمامه يحاول أن يبعدهم عن طريقه لعله يلحق باللصين , لكنه لم يستطع ذلك فالجميع كانوا إما يغادرون القطار أو يستقلونه فاشتد الزحام فمنع ذلك زين من رؤية اللصان , توقف زين فجأة ينظر حوله لعله يرى أحدهما لكنه لم يوفق بذلك أيضاً فهو لم يرى وجههما حتى , أخذ زين يتلفت حوله كالمجنون لعله يلمح شيئاً منهما لعلهما لم يغادرا المكان بسبب الازدحام , لكنه لم يوفق بذلك أيضاً عندها اسند زين جبهته على أحد أركان المحطة الباردة يحاول أن يداري دموعه التي تكاد تطفر فتفضحه , فقد ضاع كل شيء في غمضة عين فتذكرة القطار و جوازه وفيزته وأوراق عمله والعنوان الذي يجب أن يقصده وماله القليل وملابسه كل ذلك ضاع ضاع.

أخذت أسئلة تضرب في رأسه كالمطرقة أين يذهب الآن ؟؟

فلا قدرة له على العودة هكذا .

كيف سيبقى هنا دون جواز وفيزا ؟؟

أين سيذهب أين ؟؟

إنه لا يعلم مكاناً واحداً يتوجه إليه والمصيبة الأكبر ليس لديه أي مال كيف سيتصرف الآن ؟؟

لم يشعر زين في حياته كلها بحاجته لأخويه كما شعر ذلك اليوم فقد كان منذ صغره يعتمد على نفسه في أشياءً كثيرة لكن ذلك اليوم كان صعباً جداً عليه ومازال يشعر بمرارة ذاكراه لليوم .

.............................

خرج زين من المحطة وأخذ يهيم في الشوارع لا يعرف أين يذهب ,, لا يعرف ما العمل الآن ,, فترك لساقاه الحرية لتسيران به إلى أي مكان حتى تعبتا من طول السير بلا هدف , فجلس تحت شجرة كبيرة لا أوراق لها مثله كانت تقف هنالك عارية في قارعة الطريق لا يلتفت أحداً لها , أخذ زين من موقعه ذاك يراقب الناس من حوله كانوا يسيرون في كل اتجاه لكنهم كانوا مثل الآلات لا ينظرون سوى أمامهم فقط وكأن بلوغهم لمنازلهم بما أن الوقت كان مساءً هو غاية هدفهم, كانت جميع الوجوه متجهمة جميع الأجساد ملتفة بأثقل الملابس لكنها مثل الوجوه متجهمة كلاً يشد على معطفه محافظاً على الدفء لذاته , حتى مشاعرهم كانت كوجوههم أيضاً شاحبة لا توجد فيها أية حرارة مما زاد ذلك من شعور زين بالغربة والوحدة شعر زين وقتها كأنه بوسط كهفاً موحش وبارد فسرت في جسده قشعريرة اهتزت جميع أطرافه لها, عندها وضع زين رأسه بين ركبتيه محبطاً يأساً فترك الدمع الذي كان يداريه في مقلتيه يسيل على وجنتيه فيحرقهما بحرارته , كان يشعر وقتها أنه كطفل ضاع عن أبويه ولا يعرف طريق العودة .

........................

ظل زين يتنقل طيلة اشهر من شارع إلى شارع ومن زقاق إلى زقاق كان كمن يحاول أن يستكشف عن الكهف الموحش الذي يعيش فيه , فعرف كثير من الشوارع والأحياء الفقيرة التي أخذ يتنقل بينها لعله يجد فيها مكاناً يستدفئ فيه , لكن لسوء حظه أصبح الطقس أسوء منذِ قبل و المأوى الوحيد الذي وجده بعد بحثه هو الشارع فازدادت معاناته وشقاءه وتنقلاته بسبب سوء الطقس , فتكالب عليه البرد بلا رحمه فكان ينخر في جسده كل ليلة حتى أتت ليلة كان البرد ليس كالسابق فقد أشتد وأصبح أكثر برودة منذ قبل حتى شعر زين أنه قد يتجمد في أية لحظة.

فإذا بالسماء تزيد من معاناته وشقاءه أكثر بإثلاجها تلك الليلة كانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها زين ثلج حقيقي غير ذلك الذي يراه على التلفاز , كان مثل القطن أبيض ورقيق فكان ما أن يلمس الأرض حتى يذوب لكن زين بالرغم من جمال الثلج ولونه الرائع إلا أنه يكرهه ويكره مرآه حتى يومه هذا فهو يذكره بشقائه ذاك وكيف طفرت منه دموعه تلك الليلة متمنياً أن تنتهي حياته فذلك أفضل له بكثير من هذا العذاب .

رفع زين نظره إلى السماء ليرى الثلج يتساقط عليه بكثافة فكانت مشاعره مختلطة ومتخبطة بداخله مابين الضحك والبكاء , فكان يضحكه أن منظره وهو يصارع الثلج كبائعة الكبريت التي كانت تحاول أن تستدفئ بجلوسها جانب أحد النوافذ التي كانت بها مدفئة لكنها ماتت في النهاية ولم تدفئ وهذه هي حالته منذ أشهر , أم الأمر الذي كان يبكيه هو معاناته التي ازدادت من تلك اللحظة أضعاف ما عايشه في الأيام السابقة . عندها شعر زين بدموعه تطفر بحرارة في ظلام تلك الليلة الموحشة وقد ازداد التفاف جسده بعضه ببعض لعله يجد الدفء ولو قليلاً .

تساءل زين بعد أن وضع رأسه بين ركبتيه ليقي نفسه من البرد قليلاً ,,

ما الذي فعلته يا الهي لأستحق هذا ؟؟

ألا يكفيني التشرد والبرد الذي يلتف بي منذ وصولي إلى هنا أكان ينقصني الثلج يا الهي ؟؟

أستغفرك ربي وأتوب إليك ..

لكن يا الهي إن كان هذا عقاباً لشيء فعلته فسامحني واغفري لي خطاياي !!

أما إن كان ابتلاء فالمؤمن يبتلا ليقاس صبره وإيمانه وأنا خائفاً يا الهي من ضعفي البشري أن يغلب عليّ , فسامحني ياالهي على تقصيري في عبادتك وحسن الظن بك ويأسي من رحمتك ,,

لكنني يا الهي لست بالنبي أيوب وليست لدي قدرة تحمله على ابتلائك يا الهي ,, فارحمني يا أرحم الرحمين ,,

يا الهي إنني مشرد فقير لا مأوى لي ولا عزوة , هائماً على وجهي يأساً من الحياة لا أقول ذلك لأبلغك شيئاً تجهله أستغفرك

ربي , لكنني أسألك رحمتك التي وسعة كل شيء أن ترحمني وترحم حالتي وترأف بي فما عادت لدي طاقة أكثر يا الهي ..

ظل زين يناجي ربه ويطلب المغفرة منه حتى غفت عينه دون أن يشعر وقد كان نسي البرد وما حوله .

......................................

استيقظ زين من نومه بسبب الجوع والبرد اللذان أخذا يقرصانه فنهض من مكانه ليبحث عن ما يسد جوعه وبينما هو يسير في أحد شوارع المدينة الفقيرة , رأى عجوزاً تصارع كلبان مفترسان يريدان الانقضاض عليها بينما وقف البقية يشاهدون ذلك دون أن يتحرك أحدهم لمساعدتها غير مبالين بما يحدث لها لم يدهش زين ذلك فقد رأى تصرفهم هذا من قبل .

وبينما زين ينقل بصره بين المرأة العجوز والكلبان حتى رأى أحد الكلبان يستعد للقفز مرة أخرى على العجوز بعد أن كشر عن أنيابه لكنه ما أن هم بذلك حتى هوت على رأسه ضربت قوية جعلته يرتمي بعيداً فاقد الوعي , فقفز الكلب الأخر على زين غاضباً مما فعله بصديقه لكن هذا الأخير سرعان ما تلقى ضربة أقوى مما تلقاها صديقه فرمته بعيداً في الطرف الأخر من الشارع .

أخذ زين ينقل بصره ما بين الكلبين لعل أحدهما قد ينهض وينقض عليه مرة أخرى لكنهما لم يأتيا بحركة فعرف أن ضربته كانت قاضية فقد تملكه غضباً غريب اجتاح جسده كله فقام بإخراجه عن طريق ضربه لهذين الكلبان , لقد ذكره هذا الموقف بما فعله برشدي فهو ما أن يغضب حتى يشل تفكيره وتقوم يداه بالمهمة يده فتهوي على رأس من يغضبه ليتحمل ذلك نتيجة إغضابه إياه .

فاق زين من شروده على لمسة خفيفة على يده التي كانت مازالت ممسكة بالقضيب الذي ضرب بها الكلبان , فرى المرأة العجوز التي ساعدها تقف بجواره مبتسمة , كانت امرأة لا تفارقها ابتسامتها الجميلة فقد كانت ابتسامة خالية من كل الأقنعة التي قد نخفيها خلف ابتسامة بسيطة ..

قالت لي " شكراً لك يا بني لقد أنقذتنا , أنا مديناً لك "

أوقفتني (( كلمة أنقذتنا )) فعقدت حاجبي فابتسمت العجوز وكأنها قرأت ما بي

فقالت " إنها بمثابة أبنائي "

فنظرت إلى ما كانت تنظر إليه المرأة فوجدت قطط كثيرة تقف بجوارها لم ألاحظها من قبل بالرغم من كثرتها ..

فأجبتها مرتبك " لستِ مدينة لي بشيء "

ثم هممت بالذهاب عنها لكنها أمسكت بيدي وجرتني خلفها وهي تتحدث بسرعة فلم افهم الكثير مما قالته , وعندما
حاولت أن أوقفها صرخت في وجهي

" كف عن ذلك يا فتى , أنت تعرف أنه يجب أن أفعل ذلك "

فأوجست في نفسي وتساءلت ما هو الشيء الذي يجب أن تفعله ؟؟

وهل يعقل أنني فعلت شيئاً خاطئاً دون أن أعلم ذلك ؟؟!

أر ربما ضربي الكلبان بهذه الوحشية هو السبب؟؟

ربما يكون السبب الرئيسي لجري هكذا هو ضربي الكلبان بهذا الطريقة الوحشية لكن ألا يغفر لي أنهما كان يهاجمان هذه العجوز وكيف أكون مذنباً وأنا كنت أحاول المساعدة , لكن القوم هنا يحبون الحيوانات ويهتمون بها أفضل من البشر فهاهي المرأة أكبر دليل فهي تقود أمامها الكثير من القطط الذي يبدوا أنها تراعها فقد قالت لي (( إنهم بمثابة أبنائي )) .

لكنني فالنهاية توقفت عن المقاومة وسلمت أمري لهذه المرأة العجوز لتجرني إلى أي مكان تريد , فماذا لدي لأخاف عليه لقد ضاع مني كل شيء ولم أعد سوى متسول لص يقوم بسرقة الثملين الذين يمرون من هذه الأزقة ناسين طريق عودتهم فيظلوا يتخبطون في الشوارع إلى أن يغلبهم النوم في أي مكان , عندها تأتي فرصة زين لأن يسرقهم حتى يستطيع أن يطعم نفسه .

يبدوا أنه إن لم أدخل السجن بسب سرقاتي فسوف أدخله بسبب قتلي لهذين الكلبان حقاً (( خيراً تفعل شراً تلقى )) لكن السجن لم يعد بالشيء المهم الذي أخاف منه فبعد الذي مررت به إنه لا شيء , بل إنه الآن نعمت كبيرة عليّ فلو دخلت السجن سأجد هنالك المأكل والمشرب والمأوى الذي سيقينني من البرد ومن السرقة أيضاً لأنه عندها لن أحتاج إلى أن أسرق مرة أخرى , شعر زين بالسعادة تغمره عندما راودته فكرة أنه قد يجد الدفء أخيراً فمن المؤكد توجد لديهم مدفئة كبيرة تكفي أن تدفئ السجن بأكمله أما عن معاملتهم لسجنائهم فهي أفضل بكثير عن معاملتنا لسجنائنا , فهنا أناس يهتمون بالتحقق عن ذلك والتأكد من أن السجناء يأخذون حقوقهم بأكمل وجه , وعمل هؤلاء وشغلهم الشاغل فقط جعل للسجناء حياة أفضل عند دخولهم وخروجهم من السجن , ومن هؤلاء الذين تغيرت حياتهم في السجن " مايكل أكس " فقد تغيرت حياته هذا الرجل من ضياع ومن رجلاً أسود مجهول إلى اسم يردده كل لساناً باحترام وألفت عنه كتب فقد فعل الكثير في حياته من بعد خروجه من السجن , لقد قضى في السجن سبع سنوات من عمره ينهم الكتب التي في مكتبة السجن ويظل يقرأها بنهم طيلة النهار والليل حتى خرج فغير مسيرة حياته وحياة أشخاصاً كثراً , حتى السجون تختلف عن التي في بلداننا ففي بلداننا تحطيم ونهاية حياة أما هنا فهي قد تكون بداية حياة جديدة ..

فجأة توقفت المرأة العجوز فتوقف زين وهو يكاد يصطدم في العجوز فقد كان شارد الذهن نظر زين إلى ما تشير إليه المرأة فوجد أمامه بناية قديمة فعرفت بأن هذا ليس بالسجن , عندها أشارت العجوز لي باللحاق بها فقد تركت يدي وسبقتني للداخل فهمست لنفسي بأسى حتى حلمي بأن أسجن وأصبح " مايكل أكس " الثاني بعيد المنال يا للسخرية حقاً ..

لحقت بالعجوز وصعدت معها إلى شقتها فإذا بها تفتح لي باب شقتها مرحبة بي وعندما لم أدخل قامت بجري من
ساعدي وأغلقت الباب خلفنا , وما أن دخلت حتى شعرت بالدفء الذي حلمت به يحتضنني كانت تلك اللحظة أسعد لحظات حياتي , لكن ذلك لم يطل فقد أفقت من شرودي بمنظر القطط الذي يملئ المكان وبالكاد يستطيع الشخص أن يجد له مكاناً يجلس عليه بين هذه القطط .

اختفت العجوز خلف أحد الأبواب لكنها ظهرت مرة أخرى وقالت " لما لم تجلس بعد يا بني "

عندها جلست وأنا أرقب المكان الذي سأجلس عليه فقد خفت أن أجلس على قطة أو شيئاً ما قد يغضب العجوز فتقوم بطردي من هذا المكان الدافئ إلى الشارع البارد والموحش اختفت العجوز خلف الباب الذي خرجت منه قبل قليل.

أخذت أنظر من حولي فوجدت أن المكان مليء بالقطط وصور العجوز مع قططها في كل مكان ليس ذلك فقط بل هنالك صورتان فيها أربع قطط مربوط حول أحد أطراف إطارها شريطة سوداء همست لنفسي ساخراً

" لو أنني قطاً أما كان ذلك أفضلاً لي , من ضياعي هكذا في الشوارع الباردة دون مأوى "

في تلك اللحظة دخلت العجوز مرة أخرى لكنها هذه المرة تحمل في يدها صينية بها كأسين كبيرين ممتلئين بالكاكاو الساخن وبعض الكيك والبسكويت ,و ما أن وقعت عيني على الصينية حتى شعرت بأن لعابي يسيل وأن عيني قد التصقت بالصينية وما فيها , عندها سمعت ضحكة العجوز فرفعت عيني بصعوبة لأنظر إليها فإذا بها تقول لي

" كل ,, هيا كل فيبدوا أنك جائعاً جداً "

كان ذلك الترحيب كافياً لأن أنقض على الصينية وعلى ما تحمله ولم أتركها حتى تأكدت من أنني نظفت ما بها ,عندها سألتني العجوز

" أتريد المزيد "

لم أجيبها فقد أحرجت من منظري وأنا ألتهم الطعام بشراهة هكذا لكنها نهضت بالرغم من ذلك وقدمت لي طعاماً أخر لذيذاً , ثم سألتني بعد أن شبعت وشعرت بالراحة بل بالألفة

" أين تسكن "
أحرجت وقتها من الإجابة لكنه أمر لا بد منه فقلت " في الشارع "

لم تعلق على الموضوع لكنها قالت " أتريد أن تعمل "

زين " لكن جميع أوراقي الرسمية قد سرقت مني "

العجوز " أوراقك الرسمية هل أنت مهاجر إلى هنا "

هززت رأسي بالإيجاب ..

العجوز " هل لي أن أسألك من أين أنت "

زين " من بلاد العرب "

قالت العجوز وقد ظهر رعبها الذي حاولت أن تخفيه خلف رزانة صوتها " هل .. أنت .. عربي "

نظرت إليها أراقبها وأنا أقول " نعم "

صمتت قليلاً ثم سألتني قائلة " هل أنت مسلم "

زين " بالطبع "

عندها ساد الجو صمتاً غريب قطعته قائلاً " هل أستطيع أن أغادر "

لكنها فاجأتني بقولها " لما هل انزعجت لتحقيقي معك "

نظرت إليها وقلت " لا لم أنزعج ,, لكن يبدوا أن بقائي هنا يزعجك ,, ولا أعتقد أنه يجوز لي أن أفعل ذلك ,, فقد أكرمتني
باستضافتك إياي "

ثم خرجت تاركاً إياها جالسة على أريكتها بين قططها , لكن ما أن وصلت إلى أمام بوابة البناية حتى سمعت أحدهم يصرخ من الأعلى فرفعت رأسي لأرى , فإذا بي أجد المرأة العجوز تطل برأسها من شرفتها تصرخ بي

" عد ,,هيا اصعد "

عندها صعدت بعد أن شعرت بالبرد يجتاح جسدي من جديد ما الذي سأخسره بصعودي إلى هنالك وعندما وصلت إلى الطابق الذي تعيش فيه العجوز حتى وجدتها تقف مع بعض من قططها عند باب شقتها تنتظر صعودي وعندما تلاقت أعيننا ابتسمت لي ثم أشارت لي بالدخول مرة أخرى فلحقت بها دون تردد وبعد صمت قليل ..

قالت " لقد أحببتك حقاً , يبدوا من محياك بأنك لست بشخص سيء أبداً , أليس كذلك "

فابتسمت مجاملاً إياها عندها قالت " أنا لا أخجل من قول الحقيقة وهذه حقيقة فقد أحببت فيك جرأتك وحب مساعدة
الغير ولا يعقل أن يكون هنالك شخصاً مثلك سيء أبداً فأنت لم تتوانى لحظة واحدة عن مساعدتي بينما وقف البقية يشاهدون , لهذا أنا أشكرك وأعتذر منك إن كنت أهنتك قبل قليل "

أحرجتني تلك العجوز بكلامها ذاك فلم أكن أثق بعد أن هنالك أشخاصاً مثلها مازالوا موجودين في هذه الحياة الكريهة
عندها قلت

" لا عليكِ فقد نسيت كل شيء "

العجوز " حقاً "

زين " نعم "

ثم صمتنا كلانا ولم يقطع الصمت سوى قفز أحد القطط على ركبتي فأفزعني ذلك فسألتني العجوز باسمة " هل تحب القطط "

أجبتها بينما كنت ألاعب القط " نعم أنا أحب القطط لكن أخي يكره الحيوانات جميعها فهو يكره أي شيء قد يسبب أوساخ في غرفتنا "

" أخاك !! هل لديك أخاً هنا ؟؟ "

أطرقت رأسي في حزناً " لا , لقد تركت عائلتي وهاجرة إلى هنا "

العجوز " لما "

زين " أجبرت على ذلك "

العجوز " أجبرت على ذلك "

هززت رأسي لها إيجاباً عندها قالت

العجوز " يبدوا أن وراء هذا الصمت والحزن قصة "

زين " بل تستطيعين أن تقولي أن حياتي كلها كانت قصة انتهت في أولها "

نظرت العجوز إلى زين نظرت الشخص الذي مر بالكثير من التجارب ثم قالت له " لما لا تخبرني قصتك أيها الفتى "

زين " لقد أخبرتك بأنها ليست بالقصة المسلية "

العجوز " أنا أسمعك "

ابتسم زين لإصرار العجوز الغريب على معرفة قصته فحكى لها كل حكايته وما حدث له منذ البداية حتى تلك الساعة عندها علقت العجوز على قصته ببساطة

" الحب في الحقيقة هو المحور الأساسي في قصص جميع الناس بمختلف الأجناس والأعمار لكنه هو المحور في الأخير , ففي هذا العالم المجنون هنالك من يبحث عن الحب وقد يطول بحثه هذا حتى توافيه ساعته فيموت دون أن يجده , وهنالك آخرين محظوظين أكثر من سواهم فقد وجدوا الحب وعرفوا مذاقه المر لكنه يتوه عنهم في متاهات الحياة ومشاغلها, فيشعرون بفراغ يجتاح حياتهم لأنهم أناس محظوظين لمرة واحدة , لكن الذكي هو من يستطيع أن يحافظ على حبه إن وجده وأن يصنعه بنفسه إن لم يجده "

نظر زين إليها برهة مشدوهاً لما قالته ثم سألها " أنت أي نوع من هؤلاء "

نظرت إليه ثم قالت مبتسمة " لقد وجدت الحب ذات مرة لكنني مثلك تدخل القدر بيننا ففرقني عن من أحب ومنذ ذلك الحين وأنا أعيش مع قططي فقط فهي أفضل بكثير من البشر ,, فهي وفية أم هو لم يكن بوفي بقدرها "

عندها لا حظ زين القطط وهي تلتف حول العجوز فجأة وكأنها تريد أن تثبت إخلاصها وحبها المتفاني لسيدتها فابتسمت مندهشاً من حصول شيئاً كهذا ..

سألتني العجوز حينها " ما رأيك أن تعمل لدي مقابل أن أؤمن لك مأكلك ومأواك "

قبلت بذلك دون تردد لحظة واحدة حتى أنني لم يخطر ببالي في تلك اللحظة أن أسألها ما العمل الذي تريد مني عجوزاً لا تملك سوى هذه البناية القديمة ؟؟

لأن همي كان منصباً على إيجاد مأوي يقيني من هذا الشتاء .

كان العمل الذي تحدثة عنه المرأة العجوز هو خروجي معها كل صباح حتى تستطيع القطط أن تقضي بعض المرح خارجاً بينما نحن نتجمد من البرد , وكنا نقسمهن علينا نحن الاثنان بدل من أن تخرج هي بهن مرتين في اليوم لكثرة عددهن , وعندما نعود أقوم بتنظيفهن معها ثم أذهب لأشتري غذائهن كان عملي هو الاهتمام بالقطط وتأمين الراحة لها , مقابل بقائي في غرفة صغيرة بجوار السلالم بها فراشاً بسيط ومدفئة صغيرة تكفي لتدفئني وتقيني من برد الشتاء , من كان يصدق أنني سأصبح خادماً للقطط لطالما كرهها سامر وأنا الآن أصبحت أيضاً لا أحبها ولا أحب الحيوانات الأليفة جميعاً ربما لأن ذلك يذكرني بما مضى ..

...............................................

أصبحت أيامي أكثر إشراقاً وتفاؤلاً مؤخراً بالرغم من عملي الغريب الذي لم أسمع به من قبل في بلدي وهو الاهتمام بالقطط , فالقطط لدينا تهتم بنفسها ولا تحتاج إلى أحد يرعاها سوى الذين مهووسين بحبها وهم قلة في بلداننا فسيقول لك أحدهم " بدلاً لك من الاهتمام بالقطط وتزوج واهتم بأطفالك "

أما إن كان الشخص لديه زوجة أطفال سيقولون له " أليس الأفضل لك إن وليت زوجتك وأطفالك هذا الاهتمام بدلاً من أن توليه لهذه "

مشيرين بذلك لأي حيوان أليف إن الحيوانات هذه تعتبر تسلية للأطفال وليس للبالغين لأن البالغين لديهم اهتمامات أكثر جدية من الاهتمام بالحيوانات , أما في البلدان الأجنبية فلديهم رأي أخر بخصوص ذلك فالشخص هنا قد لا يفكر بتكوين عائلة لأن ذلك تعتبر مسؤولية كبيرة تثقل عاتقه وقد تمنعه من التقدم , بينما يقوم في ذات الوقت باقتناء أي حيوان أليف يملئ فراغه ويسليه , إن كان هنالك شخص واحد مثل هؤلاء في بلدي عندها كان سينظر إليه الجميع ويقومون بضرب كفوفهم بكفهم الأخر ويقولون

" جن الرجل بدلاً من أن يكّون عائلة , يقوم باقتناء الحيوانات يا له من رجلاً مجنون حقاً "

يا لهذا العالم المجنون الذي نعيش فيه فحتى في أبسط الأمور نملك أفكار مختلفة تماماً .

أضئت القمر 07-03-14 03:34 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 


أصبحت أقضي معظم وقتي برفقة براند وقططها وذلك بحكم عملي طبعاً , لكنهم أصبحوا مع مرور الوقت الشيء الوحيد الذي يملئ وقت فراغي وكنت آنذاك أملك الكثير منه , كنت أقضي نصفه ما بين الاهتمام بالقطط ونصفه الأخر أتصفح ما تملكه براند من كتباً بسيطة في مكتبتها الصغيرة وعندما لاحظت ذلك , قامت بأخذي للمكتبة المركزية وقامت باستعارة بعض الكتب التي أعجبتني ولفتت اهتمامي , لقد كانت عجوزاً طيبة بحق لطالما تمنيت لو أنني التقيت بأشخاص مثلها من قبل أو حتى من بعد لقد كانت خسارتها خسارة كبيرة بالنسبة لي فقد اهتمت بي كابنً لها .

في أحد الأيام طلبت براند مني مرافقتها إلى الكنيسة أخبرتني أنها تحب أن تعرفني على قسيس كان رجل دين بحق لم أرى مثله من قبل أو حتى من بعد وحقاً تعرفت عليه وعرفت لما براند أصرت أن أتعرف عليه , كان اسمه توماس وكان رجلاً مثقف ويملك من المعلومات أضعاف ما أملكه من تاريخ إلى المسائل الدينة كان يعلم باختصار عن كل شيء كان أشبه بالموسوعة المتنقلة وكان من الصعب علي أن أغلبه في أي نقاش فكنت دايما ما أغضب سريعا لعدم قدرتي على غلبه في النقاش وذلك يرجع لعدم معرفتي بمعظم أمور ديننا الإسلام , بالرغم من كل ذلك لا أذكر أنه غضب يوماً من اعتراضي أو عدم قبولي بأفكاره ومعلوماته التي ما كنت أقتنع بها و لا أصدقها بل كان يبتسم لي ويقول

" لا بأس يا زين أفكاري لا تختلف كثيراً عن أفكارك "

بالرغم من أن بيننا جبالاً من الأفكار الفاصلة لكنه كان يقول ذلك , ويقصد به إن كان لديك أفكار ومبادئ تؤمن بها فظل مؤمناً بها كما تريد لكن ما الحاجة للغضب ثم يقوم بعد ذلك بمصافحتي باسماً , وعندما نلتقي مرة أخرى يتحدث معي مبتسماً وكأن شيئاً لم يكن , لم يكن من نوع الأشخاص الذين يحملون ضغينة أو شيئاً ما كان ما أن يلتقي بي حتى يبتسم ويقول

" بني , بني لقد اشتقت لمجالستك "

كنت أدهش من شخصاً مثله أن ينظر إليّ هكذا لقد كنت متزمت في أفكاري لكنه كان يحتويني لقد كان رجلاً ذكياً رجل محنك , ذو قلب رقيق كان يشبه براند في طيبته بالرغم من اختلاف ديننا لكنهما عاملاني كبشر تاركين عنهم نظرة الرجل المسلم الإرهابي التي تلقيتها من أشخاصاً كثر , حتى من رجال الدين سواه لقد رأيت في أعينهم تلك النظرة التي تعبر عن كرههم لي بسبب ديني .

*********************************

مرت سنتين منذ أن التقيت ببراندا وكانت هذي السنتين بالرغم من شعوري بالغربة واشتياقي لأخوتي كانت هي من تقف بجانبي تغدقني حنانا وحب وتساعدني في كل شيء أحتاجه فقد ساعدتني هي والأب توماس في إصدار أوراق رسميه وأمنت لي وظيفة وسكن. لكنها منذ فترة أصبحت حالتها الصحية تسوء يوما بعد يوم وكنت وقتها أشعر بالخوف الشديد من أن تتركني فقد أحببتها كما هي أحببتني وفراقها كان قاسيا علي وما زلت أذكر لحظاتها الأخيرة

" زين "

" نعم "

" عزيزي زين يبدوا أن جسدي ضعف جدا مؤخرا لهذا أريد أن أطلب منك شيء "

" ما هو "

" أريدك أن تقوم بدفني "

" أنا ,, لكنني .. "

" أعرف أنك لا تدخل الكنيسة ولا تؤمن بصلاتي لكن هل قومت بدفني فأنت كما تعرف أنه ليس لدي شخص قريب أشعر أنه
يريد دفني أو قد يفتقدني سواك والأب توماس "

" براندا ,, لكنني لا أعرف كيف ,, ولا أستطيع أن أقوم بهذا الشيء "

" كل ما عليك هو أن تتصل بالأب توماس وهو سيخبرك ما تفعله "

" حسناً كما تريدن يا براندا "

" عزيزي زين ,, أعرف أنك ما زالت صغيرا على ما مررت به ,, وها أنا أتركك ,, لكني لا أريدك أن تحزن ,, فالحياة ما زالت في أولها بالنسبة لك "

ثم ابتسمت لي وأغمضت عينيها لتنام فتركتها وأغلقت الأنوار ثم خرجت من غرفتها إلى الصالة جلست على الأريكة وأنا غارقاً في بحر من الأسئلة فبعد أن تموت براندا أين سأذهب ماذا سأعمل ؟؟

ثم غفوت على الأريكة حتى داعبت أشعة الشمس عيني فنهضت وأنا متعب فلا أعلم كيف نمت هنا فنهضت لأحرك عضلات جسدك فقد شعرت بتخشب في أطرافي وظهري لكنني فضلت قبل أن أذهب لغرفتي أن أذهب لأرى براندا وأطمئن عليها لكنني ما أن وصلت ولمست يدها لأوقظها برودة جسدها صدمني فعرفت في الحال أنها ماتت عندها وقفت مكاني دون حراك والدموع تتساقط مني فها هي براندا الذي أرسلها لي الله لتنقذني من الشارع وبرده ترحل وتتركني ....


اتصلت بالأب توماس وأخبرته بما حدث فأجابني أنه سيأتي سريعاً وحقاً أتى وحزن هو الأخر على فراق براندا وقبل أن يذهب أعطيته ظرفين كانت وصتني براندا أن أعطيه إن حدث لها مكروه.

فجلس الأب وفتح الظرفين فوجدا في أحدهما تكاليف الدفن وكل ما يخصه ,أما في الأخر فكانت أوراق وقعتها عند محامي فيها نقل ملكية المنزل ومبلغ من المال في البنك كل ذلك تركته لي بالإضافة للقطط.

عندها لا أعرف كيف دمعت عيني فما فعلته براندا لي منذ أن ألتقيت بها حتى بعد مماتها فقد أغدقتني بحبها وحنانها وخوفها عليا من قسوة الحياة في حياتها ومماتها يا الهي هل ما زال هنالك مثل هذه المرأة في هذه الحياة.

بعد ذلك قام الأب توماس باتصالاته وأتوا أشخاص ليأخذوا براندا والغريب أن القطط كانت تحوم حول السرير وتموء مواء حزين كأنها كانت تعرف أنها المرة الأخيرة التي ستراها فيها.

*********************************

أضئت القمر 08-03-14 07:12 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
تذكرة العودة ..

بعد موت براندا قرر زين أن ينتقل من المدينة وأن يبيع المنزل الذي ورثه من براندا وليبدأ حياته من جديد وبالمال الذي تركته له أيضاً في البنك سيساعده بأن يسكن ويدرس في أحدى الجامعات وهذه أول خطوة قام بها زين ,فقد قام بإرسال أوراقه لأكثر من جامعة وخلال أسبوعين تلقى الموافقة من أحدى الجامعات والمصادفة أنها تقع في المدينة المجاورة عندها شعر زين بالسعادة فهنالك يوجد حي للمسلمين وبه مسجد كبير .

قام زين في الأسابيع التالية ببيع القطط وعرض المنزل للبيع و وضب حاجياته وقام بالبحث عن أقرب مكان للجامعة ليسكن به فوجد أحدهم يعرض سكن مناسب له وفي حي العرب, فسعد زين وتراسل مع صاحب الإعلان ووجد أن شروطه كانت مقبولة فاتفقا على الفور .

قام زين بعدها ببيع المنزل وانتقل للمدينة المجاورة , وعندما وصل إليها كان المساء قد حل والطقس سيء جداً وبصعوبة وجد من يوصله إلى العنوان المطلوب , وفي الطريق كانت أضواء المدينة تبهره رغم سوء الطقس فهذه المدينة أكبر من البلدة التي رمته الأقدار بها.

وصل زين إلى الشقة وقد كانت الساعة التاسعة مساء فصعد السلم بكل حيوية وسعادة وهذه كانت المرة الأولى التي شعر بهذه السعادة وعندما وصل للشقة طرق الباب ففتح له شاب عربي لم يتخطى الثلاثين من عمره

" السلام عليكم "

رد زين بشرود فأثر السلام كان شيء جميل جداً " وعليكم السلام والرحمة "

" زين أليس كذلك "

" نعم "

" مرحبا بك , أنا حمزة العمري "

" أهلا "

" تفضل ,, أتعرف في الحقيقة لم أتوقع أن تصل الليلة فالجو سيء جداً أليس كذلك "

" لقد تدبرت أمري بالرغم من سوء الجو "

تأمل زين الشقة فوجدها نظيفة جداً ومرتبه و رائحة الطعام العربي تملئ الجو و وجد أيضاً سجادة ممدودة في أحد الزوايا عندها شعر زين وللمرة الأولى بألم فقد نسي أنه مسلم وأن الصلاة مفروضة عليه فمنذ أن وصل إلى هنا لا يذكر أنه صلى يوماً أي شخص سيء هو. عندها قال حمزة وهو يرى شرود زين وحزنه الغريب

" هل تتناول الطعام معي "

" بالطبع فأنا لم أتناول طعام عربي منذ سنتين والرائحة شهية جداً "

عندها ضحك حمزة وقال " حسناً ,, ما رأيك أن تضع حقائبك في الغرفة التي تقع أخر الممر ,, بينما أنا سأقوم بتجهيز السفرة "

إن الشقة مكونة من ثلاث غرف وحمامين وصالة صغيرة ومطبخ صغير بجواره طاولة طعام جميلة.

................

وضع زين حقيبته في الأرض وأخذ يتأمل غرفته وجدها جميلة وبها شرفة لكنه اسرع في تبديل ثيابه والاسراع بالخروج فقد كان لعابه يسيل من الرائحة الزكية.

جلسا الاثنين ليتناولا الطعام وأثناء ذلك قال حمزة " عندما يتحسن الطقس ستعجب بالمكان فبجوارنا يقع المسجد الكبير والتي تقام به صلاة الجمعة والعيد وأيضاً محطة المترو لا تبعد عننا كثيراً وهنالك أيضاً منتزه وبحيره جميلة إن شاء الله يعجبك المكان "

" هذا ما آمله "

"هنالك أيضاً أمور أحب أن تتضح معك منذ البداية أولا أهم شيء نظافة المنزل وهذا حتى نستطيع أن نعيش معاً ثانياً سنتقاسم الأعمال بيننا مثل النظافة الطبخ إخراج النفايات وسنتقاسم فاتورة الماء والكهرباء "

" حسناً لا مانع لدي في كل ذلك "

" جيد ,, لأني أحضر دكتوراه وأريد أن أركز فيما أدرسه حتى أعود لبلدي "

عندها لمح زين خاتم زواج فسأله " هل أنت متزوج "

" نعم , ولدي ثلاثة أطفال ,, وأنت هل أنت متزوج "

" لا "

حمزة كان رجل بما تعنية الكلمة فقد كان جداً شهماً في تصرفاته تقياً يخاف الله في تصرفاته وكذلك يملك طموحاً كبيراً جداً . مما أذكره أنني معظم الأيام أستيقظ وأجده أما راكعاً أو ساجداً وفي أحد الأيام وبينما كنت أهم بالخروج للجامعة أستوقفني قائلا

" زين لما لا تشاركني الصلاة يا أخي "

كان الوقت فجراً آن ذاك فذهبت دون اعتراض لأتوضأ وأصلي معه وما أن وقفت على السجادة وتوجهت للقبلة شعرت بوجل ورهبة الوقوف بين يدي الله فكيف لي أن أكلمه الآن لا أعرف كيف أصف شعور لكن ما أعرفه أن بمجرد أن حمزة بدء يقرأ آيات من القران الكريم وبصوته العذب حتى أجهشت بالبكاء وكلما حاولت أن أتماسك أبكي أكثر وعندما انهينا الصلاة تركني حمزة وحيداً بين يدي كتاب الله وقال

" هذا سيكون علاجك "

حمزة كان لطيف جداً ويحب الخير للجميع لقد تأثرت به حتى أنني لم أعد أفوت فرضاً أو نافلة حتى أنني كنت أصوم معه صيام التطوع طيلة ثلاث سنوات وفي خلالها اشتركت بنادي وبمعهد لغات فقد كانا قريبان من الشقة بما أنني كنت وقتها لم أعمل بعد .

وقتها كنت أدرس وأصلي فروضي في المسجد ان استطعت واذهب مع حمزة للنادي يومياً أما في المساء فقد كنت أقوم بالدراسة وقراءة الكتب الانجليزية والفرنسية لتحسين لغتي ولأتسلى أيضاً .

لقد تحسنت حياتي وتغيرت للأفضل منذ أن دخلها حمزة وكان أحياناً يناقشني وهو منزعج لفراق أبنائه

" أتعرف يا زين لو أن أمة أقر تقرئ لما كنا تغربنا وسافرنا لنأخذ الشهادات من بلدان بعيده عن موطننا "

" وما الحل في رأيك "

" أن يعود العرب للقراءة فالشخص يحتاج لأن يقرأ ما يقارب الخمسين كتاباً سنوياً "

" أنسيت الفقر ومشاغل الناس بلقمة العيش وغيرها من مشاكل وصعوبات يمر بها العالم العربي والآن ما يحدث من دمار وإرهاب في كل بقعة عربية ,, أخبرني فقط من سيهتم بالقراءة أو التطور إن همه الأكبر تأمين مأوى ومأكل له ولأبنائه بعدها أعطيه كتاباً يقرأ ليس قبل هذا "

عندها ضحك حمزة متألم فهذه الحقيقة ثم قال

" لكن على الأقل تكون هنالك رقابة على حفظ حقوق الكتاب فيمنع بيع الكتب أو نسخها وتحميلها مجاناً على الأنترنت فمن أين للكتاب مال للكتابة فالجميع أصبح يبحث عن لقمة العيش وبسبب عدم قدرة الكتاب على الاستفادة من مردود كتاباتهم قلت الكتب وقل القراء "

" ومن يهتم "

.....

*********************************

بعدها ساعدني حمزة في أن أجد عمل وأن أكمل جامعتي بالمال الذي كنت أجنيه من عملي بينما كنت أحتفظ بالمال الذي ورثته من براندا وكنت حريصاً جداً في صرف المال , وكان يساعدني حمزة أيضاً في دراسة وتلخيص المواد الدراسية وشرح ما يفوتني منها بسبب ساعات عملي , وفي أحد أيام العطلة الصيفية وبينما كنت أنا وحمزة نلعب كرة القدم مع مجموعة من العرب كان مدربي ستيفن آنذاك يسير بجانب الجسر الذي يطل على الملعب فتوقف ليراقب مجموعة من الشبان يلعبون واستمر على ذلك المنوال لأكثر من أسبوعين , ثم أتى بعدها وأخبرني أنه تحدث عني لدى بعض الزملاء وأنه قام بتصوير لعبي فأعجبوا به وأنه يريدني أن أنضم لفريقه , في البداية ظننت أنه سيخرج في أي لحظة كاميرا من أي مكان ويقول الكاميرا الخفية لكن ذالك لم يحدث , تساءلت وقتها هل يعقل أن الحظ وجدني أخيراٌ لكنني لا أؤمن بالحظ كثيراً , أخبرت مدربي عن بعض العراقيل القانونية التي قد تقف عائقاً أمامي ظنناً مني أن هذا سيحبطه لكنه كان رجل صاحب أرادة قوية وعزيمة صلبة , فأخذ يساعدني على تخطي العراقيل القانونية بل وقام بحلها كلها وكان مستعداً أن يفعل المستحيل حتى أنضم إلى فريقه فقد قال لي ذات مرة

" لم تخب نظرتي بأحد أبداً وأنت أحد هؤلاء الأشخاص الذي اتمنى ان يصدق حدسي ونظرتي في قدرته وكفاءته "
ذكرتني هذه الكلمات عن النظرة الثاقبة بأستاذي الذي كان يدفعني باستمرار حتى أستطيع أن أخذ بعثة للدراسة بالخارج فقد كان يقول لي دائماً " أنت شخص كتب له النجاح لكنك متكاسل ليس إلا "

فهل يعقل أنني أملك شيئاً يميزني عن غيري لا ألاحظه بينما يلاحظه الغير لا أعلم حقيقة إن كان ذالك صحيحاً أم لا , انضممت للفريق لكن كون أنني عربي ومسلم لم يساعدني في الانخراط بسهولة بين أعضاء الفريق فقد وجدت منهم الصد وبقسوة في البداية أحبطني ذالك , لكن تحول مع الوقت دافع لي حتى أثبت جدارتي وقوتي في الملعب كانوا أحياناً يتآمرون علي فيتحرشون بي في التدريبات , حتى أضعف نفسياً لكن ذالك كان يقوي من عزيمتي في أن أثبت نفسي وإن كان ذالك أخر شيء أعمله في حياتي , وحقاً أثبت جدارتي بالرغم من عدم تعاون الجميع في تمرير الكرات لي في بعض المباريات وكنت وحيداً أمام خصمان أعضاء فريقي من ناحية والفريق الخصم من ناحية أخرى , أنا أيضاً لم أكن شخص اجتماعي آنذاك فقد كنت لا أجتمع مع أحد وكنت بالنسبة لهم شخص انطوائي غير محبوب أو بالأصح " إرهابي ", لكن لم تكن هنالك فرصة لأجتمع معهم فمعظم سهراتهم تكون في البارات ولم تكن تلك الحياة تجذبني , فقد هاجرة إلى هنا لأثبت نفسي ليس لأزور البارات طيلة الليالي لم يكن هذا هدف مجيء فكنت أتوجه إلى الملعب قبل أي شخص لأتدرب أكثر , وبنفس الوقت كنت أنتظرهم حتى يأتون في وقتهم المحدد لأبدأ من جديد معهم كان مدربنا ستيفن يحب فيّ نشاطي هذا والتزامي بالتمرين المتواصل لتحسين أدائي ,وكنت ما أن انتهي من تمريناتنا الصباحية حتى أسرع في الاغتسال لألحق صفوفي الدراسية التي سجلني بها صديقي حمزة وما أن أعود للمنزل حتى أسترح بعض الوقت ثم أبدأ عملية الاستذكار أو أقوم بقراءة كتب بالإنجليزي لأحسن لغتي الإنجليزية ولأتسلى أيضاً , وهكذا كانت جميع أيامي منظمة لا يغير الجدول شيئاً فلم يكن لدي ما هو مهم سوى تحقيق النجاح والتقدم فيما أعمله , كان حمزة شخص ملتزم وقد ساعدني كثيراً في عدم انحرافي عن ما أتيت لأجله , فقد كنا نتلقى الكثير من دعوات الأصدقاء العرب والمسلمين وللآسف كانت كلها دعوات لم نلبيها لمعرفتنا ما كانت تضم من شرب الخمور إلى المسكرات بأنواعها إلى النساء التي لم تكن تخلو حفلة بدونهن , لا أعرف لو أنني كنت بدون حمزة وقتها ما كان حصل لي لكن هذا الأخير لم يتركني عائداً لوطنه حتى عاهدني على أن أبقى الشخص ذاته , وأنه و لو راوغني الشيطان أو أوقعني أن أسرع لأسجد لله تائباً والحمد لله لم أقع بالرغم من أنني ضعفت أحياناً , وهذه من صفاتي الإنسانية لكنني وقفت وأثبت لنفسي أنني أستطيع أن أختار الطريق الذي أريده ولن يختار لي أحد طريقي , وبقيت كما عاهدت حمزة عليه فقد استأجرت شقة صغيرة ولم أترك أحد يسكن معي خوفاً من المقولة *أن الصاحب ساحب * حتى وجدت مهندسين عربيين بعثا من بلدهما ويبحثان عن شقة مجاورة لجامعتهم تركتهم يسكنون معي بعد أن رأيت ملامح التقوى والجدية في طلب العلم , وكانا حقاً نعما الصديقين فقد كانا صالحين وكانا يساعدانني في عدم التكاسل في أداء الصلوات بما أننا في بلاد غربية لا نسمع الآذان فننسى أحياناً بأشغالنا عن أداء صلواتنا في أوقاتها , وقد أهدياني بمناسبة فوزي في أحد المباريات ساعة ألبسها في يدي تأذن أوقات الصلوات المفروضة وكنت ما أن أسمعها حتى أسرع لأداء الصلاة , ومع مرور الوقت أصبحت كابتن فريقي بسبب ثقة المدربين في وفي كفاءاتي وكذالك تغيرت أحوالي مع أعضاء فريقي فقد تحول أعداء الأمس إلى أصدقاء مقربين لي اليوم , فما أن ادخل الملعب حتى أرى ثقتهم بي تشع من أعينهم حتى أن أحد أصدقائي واسمه مارتن أخبرني ذات مرة ونحن نبدل ثيابنا نستعد لأحد المباريات

" أتعرف زين , عندما أدخل مباراة معك أشعر بأن هنالك قوة تدفعني للفوز فهل هذه قوة أحد تعويذاتك "

ويقصد بذالك ما أقرأه من آيات الذكر الكريم عندها ضحكت وقلت " سمها كما شئت لكنها أقوى من أية تعويذة قد تسمع عنها "

مارتن " حقاً "

فضحكت عندها قال هامساً بجدية " اليوم أريدك يا زين أن تردد ما تردده عادة فأنا أحب أن أسمعها فأنا أشعر بأن هنالك قوى عظيمة تتملكني "

عندها نظرت إليه بجدية وقلت له " وهي كذالك يا مارتن فما أقوله يملك قوى عظيمة تتملك من يؤمن بها ولم يخب من أمن بها و رددها "

كف مارتن عن اللحاق برفاقه بعد المباريات كما كانوا معتادين عليه بل أصبح يلحق بي وعندما سألته أجابني

" أريد أن أعرفك أكثر , أريد أن أرى سبب نجاحك فقد التحقت بالفريق من قبلك بسنتين لكنك حققت ما لم أحققه حتى الآن فهل تمانع أن آتي معك "

ضحكت في سري وهمست في نفسي لأرى النهاية معه وإلى ما سيتوصل إليه , وحقاً ركب سيارتي مترقباً إلى أين سآخذه كان صامتاً معظم الوقت ولم ينطق سوى ببعض الإجابات التي كان يجيبني عليها لم نتناقش في أي موضوع فأنا من الأشخاص الذين يقدسون الصمت شعرت بعدم راحته رغم ذالك لم أحدثه عندها سائلني

" إلى أين نحن ذاهبين "

" لما هل أنت خائف "

" وما المخيف في الأمر كل ما في الأمر أنك أخذت هذه المنعطف "

" وماذا به "

" هنا حي لا يسكنه سوى المسلمين وبعض الأشخاص الإرهابيين ولا أحب أتي إليه "

" هل تريدني أن أعيدك "

" لا "

فأكملت طريقي وأنا أسخر منه فهو خائفاً بشدة من هذا الحي لكنه سيكمل ليرضي فضوله , وصلت أمام المنزل الذي
أسكنه وكان منزل جميل يطل على حديقة جميلة لكنها وبما أننا في الليل لا يظهر جمالها الخلاب , نزلت فنزل مارتن وهو يتلفت حول نفسه فقلت له ساخراً

" لا تخف لن تحدث الليلة أية تفجيرات "

فحدق إلى بعينه التي كانت ستخرجان من مكانهما وقال بصوت مفزوع " وما أدراك "

" لأنني أخبرتهم بقدومك "

التفت حوله وقال " هل يعلمون بأنني أتي وهل تقصد أنك .. "

عندها قاطعنا فتح أحد صديقي المهندسين الباب ففزع مارتن حتى شعرت بأن أنفاسه قد قطعت فبرؤيته لصديقي الملتحي لحية بسيطة ولبسه للثوب العربي خارت قواه وأراد للحظات أن يتراجع فأمسكت به وأدخلت وأجلسته معنا فإذا به ينظر بنا ثلاثتنا بفزع فإذا بصديقي يردان النظر إلي وعلامات الاستفهام تعلو وجهيهم جميعاً عندها ضحكت وبصوت عالي ربما تلك كانت المرة الأولى التي أضحك هكذا منذ زمناً بعيد بينما ظل ثلاثتهم ينظرون إلي مارتن بفزع بينما صديقي المهندسين باستغراب هو يظن أننا مجموعة إرهابيين وهما يظنان أنني تناولت شيئاً ما وعندما انتهت نوبة ضحكي المجنون التفت لمارتن وأخبرته أنني كنت أمزح وأن هؤلاء صديقي وأن هذه الثياب التي يلبسونها إنها ليست سوى لبس تقليدي يلبسونه معظم الرجال العرب وهو من تراث بلداننا ليس إلا عندها ضحك الجميع وذهب عن مارتن بعض الفزع عندما رأى الوجوه المتجهمة أمامه ضاحكة باسمة عندها قام صديقي بتأنيبي على مزاحي هذا ثم قاما بتقديم الحلويات العربية والتي كانت تأتيهما هدايا من عائلاتهم مع القهوة العربية والشاي وظل مارتن يتردد علينا كثيراً وكانا صديقي أكثر من سعداء عندما كان يذهب معنا لأداء أحد الصلوات أو الذهاب للإفطار معنا فأنا أذكر مرة أنه قال أنه سيرى إن كان سيقدر أن يتحمل التمرينات والقيام بجميع الأعمال مثلنا بينما يصوم عن الطعام والماء لكن لم يستطع فأخبرته أننا معتادون على ذالك منذ أن نبلغ عامنا الخامس أو السادس فكنا نصوم أنصاف الأيام حتى نفطر مع عائلاتنا ومع من هم أكبر منا سنناً أصبح مارتن و المهندسين أعز أصدقائي آنذاك تغير مارتن جداً فقد أصبح يميل للبقاء معنا وقضاء أوقات طويلة حتى أنه أصبح يناقشنا في مسائل تتعلق بالإسلام كان قد بحث عنها سابقاً في الإنترنت مازلت أذكر وجهه وكيف تغير عندما أريته صورة كانت للحجاج في عرفة وكانت عبارة عن جزء من ثلاثة مليون حاج لتلك السنة فذهل لتجمع هذا العدد الكبير في يوماً واحد فأخبرته عن فريضة الحج وعن وجوبها على كل مسلم مقتدر ولو مرة في العمر وما يفعله الحجاج في ذالك اليوم فقال

" ذالك حقاً مدهش "

وذات يوم وبينما كنت أبدل ثيابي للذهاب للمنزل همس لي " زين أريد أن أتحدث معك في شيئاً مهماً "

فقلت له باهتمام " ما هو "

" ليس هنا "

"أين أذن "

" تعالى معي فقط "

لقد تغير مارتن في الفترة الأخيرة وشعرت أنه لم يعد يركز في التمرينات وعندما سألته قال لي " هنالك ما يشغلني"

ويبدوا أنه الآن قرر أن يصارحني بما لديه

وحقاً لحقت به كلاً بسيارته فتوقفنا أمام المسجد الكبير عندها سألته بعد أن نزعت نظارتي الشمسية

" ما الذي نفعله هنا "

لم يجبني بغير " تعالى معي "

فصرخت خلفه " إلى أين "

لكنه تجاهلني داخلاً للمسجد يسبقني فلحقت به وأنا مندهش مما يفعله وما أن وصلت حتى رأيت صديقي المهندسين يستقبلانه ويقدمانه لأحد الشيوخ وبعد أن ألقى الشيخ كلمة عن هداية الله التي إن منَّها على شخصاً فهو الفائز بالتأكيد ثم تم تلقينه الشهادة عندها لا أعلم كيف تساقطت دموعي في حضرت هذا الجمع الكثير ربما كان الجو هو السبب فقد كان يعبق بالروحانية فقد أبدع مهندس هذا المسجد في تصميمه فالشمس تدخله من كل مكان بشكل هندسي وزخرفة إسلامية جميلة جداً وتعطي جواً إيمانياً رائع ,مارتن غير اسمه ذالك اليوم ليكون محمد بن عبد الله ولليوم مازالت تلك اللحظة أكثر لحظات حياتي تأثراً فتلك أول مرة يحدث لي أن أحضر إسلام أحد وعندما سألته لاحقاً عن عدم قوله لي أي شيء
قال

" كنت أحب أن أفعلها مفاجأة لك "

عندها سألته عن زوجته فهو متزوج ولديه فتاتان إحداهما تبلغ من العمر عشرة أعوام والأخرى ثمانية أعوم أما الصبي فيبلغ سنتين فقال

" أتمنى لهم الهداية التي منها الله علي , بالتأكيد سألاقي صعوبة في البداية لكنني سأحاول أن أصمد"

فابتسمت له لإيمانه الذي يشع من وجهه فقد أسلم بعد أن أمن وأحب الله والإسلام , ليس مثلنا فقد أعطينا نعمت الإسلام بمجرد ولادتنا لأب و أم مسلمين لكننا نسينا أن نشكر الله عن أكبر نعمة منّها علينا وهي نعمة الإسلام فنحن لا نعلم عن ديننا الكثير وبالتالي لا نتبع تعاليمه جيداً فكيف لنا القدرة على نشره بل كل محاولتنا هي في كيفية الخروج عن إطاره بكل صغيرة وكبيرة ربما لهذا لا ترى النور يشع من وجهينا بالرغم من أننا مسلمين أبناء وأحفاد رجال مؤمنين , وبعد فترة ليست بالقصيرة أسلمت زوجة محمد عبد الله وأبنائه وقد سعدت لذالك وحضرت الحفلة التي أقامها كانت حفلة كلها روحانية فقد كان ذالك قبل شهر رمضان بأيام قليلة وكان هنالك شيخ قرأ لنا بعض الآيات من القران الكريم ثم ألقى علينا خطبة صغيرة شاملة عن أركان الإسلام والإيمان وما يتعلق عن حياة المسلم عموماً فلم يريد أن يطول علينا لكنها كانت مفيدة جداً وممتعة وبعد هذا بفترة ليست بالطويلة عادا صديقي المهندسين لبلدهما ولم أراهما منذ ذالك الوقت لكن أخبارهما مازلت تصلني حتى الآن , عندها لم يبقى لي سوى مارتن الذي كان يقضي وقته معي في مناقشتي عن الدين وعن التطرف وعن أحوال المسلمين وبما أنني كنت أمضي معظم ليالي في القراءة فقد جمعت الكثير من الكتب بسبب قراءاتي ووجدت صعوبة في شحنها فأهديتها كلها لمحمد وكانت قد وصلت لخمسمائة كتاب وكانت أعز أصدقائي , لكن محمد وجد أنه من الصعب عليه تخزينها جميعاً عندها قمنا ببيعها فأتت بمبلغ ليس بالقليل فقام مارتن بإعطائي كله وأخبرته أن الكتب منذ البداية كانت له فقرر عندها أن نتبرع بالمبلغ كله لأحدى الجمعيات الخيرية الأسلامية , كنت أسهر معه لأناقشه ويناقشني في أمور مختلفة نصفها عن ما قرأنه وأحياناً كان يشتد بنا النقاش حتى أقوم بطرده من منزلي لكنه يعود مرة أخرى وكأن شيء لم يكن وهكذا كنت أقضي وقتي طيلة تلك السنوات مبحراً في الغربة دون مرسى أرسي فيه , مازلت أذكر نظرة محمد المندهشة من قراري لترك الفريق فقد حاول أن يثنيني عن رأي لكنني كان قد وقعت على العقد وانتهى الأمر ربما لأنني شعرت بأنها تذكرة العودة التي لم أشتريها عند مغادرتي لبلدي , وذات مساء رن الهاتف بينما كنت أجمع أغراضي حتى أستعد للسفر فإذا بزوجة محمد هي المتصلة تسألني عن سبب حزن زوجها فمنذ أيام وهو متغير وأنها عجزت عن معرفة السبب فهو لم يعد يجلس معها أو مع أطفاله وبما أنني أقرب شخص له ظنت أنه من المحتمل أنني على الأقل أعرف ما به وما سبب انعزاله عن عائلته وزوجته , عندها تركت ما بيدي من أعمال وأسرعت في الذهاب إليه وما أن وصلت لمنزله حتى وجدته جالساً في غرفته صامتاً حزيناً عندها قلت له باسماً

" ماذا بك , لقد اتصلت زوجتك بي وهي تصرخ وتطلب مني أخذك لأقرب مستشفى مجانين "

لكنه لم يجبني سوى بنظرات كلها حزناً وبؤس فقلت له مداعباً إياه عندما لم أجد منه أي تفاعل لمزاحي

" ما هذه اللحية التي نبت على ذقنك هيا قم بحلاقتها حالاً ودعنا نخرج من هذه الغرفة الكئيبة لمكان جميل "

لكنه لم يجبني أيضاً , فقلت عندها مواسياً إياه وقد جلست بجواره " هل أخبرك أحدهم أنني سأموت أم ماذا , كل ما في الأمر أنني عائداً لموطني أم أنك كنت تظن أنني سأبقى هنا للأبد "

نظر إلي وقد ازدادت ملامحه شحوباً وحزناً أكثر من قبل فحزنت أنا أيضاً على حالته هذه وفضلت أن أصمت فليس في يدي حيلة لأخفف عنه الأمر لكنني وضعت يدي على كتفه وقلت له بصوت منخفض

" كنت أخاً وصديق عزيز على قلبي لكن هذه حالة الدنيا فالفراق واللقاء سنة من سنن الحياة ثم لقد تقدمت الاتصالات وأستطيع أن أراك عن طريق الإنترنت "

لكن ذالك لم يفلح لأن يخرج محمد من صمته فخيم علينا الصمت فشعرت للحظات بأن قلبينا يبكيان في صمت مواسيان بعضهما على هذا الفراق القاسي فقد أعتدنا على رؤية بعضنا طيلة هذه السنوات الثمانية دون انقطاع فكيف الآن سنعتاد على عدم رؤيتنا لبعض ومع من سنقضي ليالينا ,لم أفكر من قبل مقدار الحزن الذي خلفته ورائي بقلبي أخوتي حتى رأيت محمد حزيناً هكذا , لا أدري لما ربطت حزنه بأخوتي فقد ذكرني منظره بهم ربما لما أحمله له من حب وذكريات جميلة عنه وعن عائلته , بعدها بفترة سائلني محمد أن أذكر له أسبابي في تركي للفريق عندها هززت كتفي بمعنى لا أعلم فقد شعرت بيدي تخط على الورقة دون أذناً مني شعرت بأنني أرغب الآن وأنا في قمة نجاحي أن أعود لوطني أريد أن أغيظ كل من تخلى عني وكل من سخر مني عند رؤيتهم لما وصلت إليه من نجاح , ظل محمد حزيناً طيلة أيامنا الأخيرة لا يكلمني فيها وعندما أقترب موعد سفري كنت أرى الحزن على ملامحه أصبحت لا تفارقه.

ركبت الطائرة فشعرت بضيق وانزعاج ففكرة أنني عائداً لأرض الوطن مزعجة , وبينما كنت أحاول أن أهدئ نفسي فكرت قليلاً حول حقيقة القدر فوجدته أمر غريباً فأحياناً يقوم الإنسان بتحديد هدفه وأحياناً أخرى يضع القدر الهدف أمامه لينفذ المرء ما تم اختياره له دون سابق إنذار , فأنا لا أذكر أنني قد حلمت يوماً بأن أكون لاعب كوره بالرغم من عشقي للكرة لكنني لم أرى نفسي بها , فقد كان حلمي أن أصبح إما طيار أو مهندس مثل أحمد أو طبيب مثل سامر لم تكن لدي أحلام كبيرة غير هذه لكنني لم أدخل أحد هذه التخصصات بل دخلت تجارة فقد كنت أرغب بأن أتعلم أصول التجارة لتساعدني في الكسب السريع وجمع المال أشعر أحياناً أنني خلقت لكسب المال , أذكر محاولات سامر بإقناعي دخول لأحد تخصصات الطب لكنني رفضت وبشدة فقد كنت أشعر بضيق للتنفس عند رؤية كمية كبيرة من الدم وأكره بشدة منظر الإبر فكيف لي أن أصبح طبيب ولم أكن أريد أن أصبح مهندس لأنني لم أملك عقلاً رياضياً ويد رسام , ففضلت رغم معدلي العالي أن أدرس تجارة لكنني في النهاية لم أخذ سوى نصيبي من اسمي فهم يقولون أن للإنسان نصيباً من اسمه فوالدي عندما أطلق على زين الدين كان تيمناً باسم اللاعب والنجم الجزائري الفرنسي زين الدين زيدان فهل يعقل أن يكون هذا هو السبب اسمي فقد عاش اللاعب زيزو حياة فقر هو أيضاً وعانا ربما ليس مثلما عانيت لكننا انطلقنا من حيين فقيرين وها هو اليوم نجم يحبه الجميع وخاصة العرب والمسلمين فهم يفتخرون به كونه لاعب ونجم مسلم.




إذ عجبتكم روايتي ممكن تعملولي lik أو subscribe
أي اما تشكروني أو تقيوموني لتشجيعي ..:55:

أضئت القمر 09-03-14 02:33 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
ألن يعود ما مضى ؟؟؟

فكر زين عدت مرات في زيارة عائلته لكنه تردد ألف مرة قبل أن يتخذ قراره فهو خائفاً من أن يقابلهم فهو خائف من أن يصدونه بدلاً من أن يأخذونه بالأحضان , إن الذكريات والتفكير ليلاً ونهاراً أتعبه فهو هنا يحاول أن يبني ما بناه في الخارج منذ عشرة سنوات وهو إثبات جدارته للفريق الذي سيلعب معه طيلة السنتين القادمتين , ومع الضغوطات النفسية التي يشعر بها أصبح يتمنى لو أن الأيام تمر سريعاً حتى يسافر مرة أخرى للخارج و إلى الأبد هذه المرة فليست له الجرأة بأن يظهر في حياة أحد , حتى أن مدربه لاحظ عليه إرهاقه النفسي فأعطاه إجازة وأخبره أن يخفف عن نفسه من أي ضغوطات يواجهها مهما كانت ظناً منه أن هذه الضغوطات ناشئة عن تغير الفريق عليه , عاد زين لمنزله ذالك اليوم متعباً ومنزعج من أن حالته ملاحظة إلى هذا الحد وضع حقيبته بجوار السرير الذي استلقى عليه ونام بعد أن أخذ نصف حبة منومة حتى يستطيع أن ينام سريعاً دون تفكير وقد اعتاد على أخذها عندما كان بالخارج .

…………..

أشرقت شمس اليوم التالي وخرج الجميع من منازلهم وأصبح الشارع يعج بالأصوات من طلاب المدارس الذين يصدرون الأصوات ممازحين بعض أو يجرون وراء بعض إلى صوت سائق عربة الغاز والخضروات وغيرها من الأصوات وكان كل ذالك كافي لإيقاظ زين من سباته الذي دام طيلة الليل , فتح زين عينيه بكسل ليرى أن الشمس قد انتصفت كبد السماء فما كان منه سوى أن نهض سريعاً متوجهاً إلى الحمام فمن المؤكد أنه قد تأخر على التدريب وما أن حزم حقيبته وخرج من غرفته مسرعاً إلى سيارته , حتى تذكر فجأة أن المدرب قد أعطاه أجازة وأوصاه بأخذ قسطاً من الراحة ,عندها فقد زين كل طاقته للخروج فوضع رأسه على المقود مفكراً إلى أين يذهب بما أنه في إجازة وفي مدينته فقرر أنه من الجيد أن يذهب إلى الشاطئ لاستنشاق بعض الهواء فهو مفيد جداً لمثل من في حالته والذين يشعرون باكتئاب خاصة , عندها قاد زين سيارته قاصداً الشاطئ و بينما كان زين يقود سيارته راودته أمنية وهي أن يذهب لمنزل والده منزل طفولته الغابرة المنزل الذي عاش به هو وأخوته , وهو ذاته المنزل الذي شهد قصته مع رهف وكم من ليلة ظل على سطحه حزيناً مكتئباً لبعد الحبيب عنه وجفاه وهنالك أيضاً أتخذ قراره بالهجرة للخارج بلا عودة أبداً إلى أرض الوطن , استدار بسيارته وقادها بسرعة باتجاه منزل والده شعر أنه يريد أن يصل بسرعة كان مستعد لأن يرتمي بين يدي والده وأخوته ليسامحوه الجميع إنه مستعد أن يفعل ما يطلبونه منه لكنه لم يعد يستطيع أن يحتمل أكثر من هذا.

فالشعور بالغربة بينما أنت في بلدك لأمراً صعب جداً ,وصل زين للشارع العام الذي تقف فيه جميع السيارات لينزل أصحابها هنالك حتى يكملون طريقهم على أقدامهم عابرين الحارة القديمة فأوقف زين سيارته هو الأخر وكان مضطر أن يتركها هنالك , فنزل وهو منزعج من ضيق الشوارع ومعرفته بالأطفال هنا ولعبهم الغير مسئول لكنه ترك سيارته في النهاية مكرهاً على ذالك مستودعاً الله إياها ,مشي زين في الشوارع الضيقة وهو ينظر إلى الجدران التي كانت تمتلئ بخربشتهم عندما كانوا أطفالاً نظر حوله ورأى كم أصبحت حارته قديمة ومتهالكة وكأنها من زمناً غابر , وبينما كان يتأمل زين ما حصل لحارته بعد غياب طويل شعر بالحزن والحنين لها , عندها لاحظ زين نظرات الجميع له فمظهره لم يعد يشبه مظهر أهل هذه الحارات , كان يلاحظ زين توقف الأطفال عن اللعب وتحليق بعض الناس فيه فهمس لنفسه

" بالتأكيد لا يعرفني أحد لكنني لفت أنظارهم بهيئتي فقط "

لكنه فجأة سمع أحدهم يصرخ من خلفه " زين الدين , إنه زيزو لقد عاد زيزو "

توقف زين فجأة ونظر إلى الجميع من خلف نظارته الشمسية دون أن يأتي بحركة واحدة وهو يفكر وعندما رأى أن الجميع ينظرون إليه يتفحصونه فكر زين أنه من الأفضل له أن يسرع خطاه ليصل لمنزل والده بسرعة فلم يبقى الكثير ,وما أن رأوه يسرع في خطاه حتى لحق به الأطفال و الشباب عندها أخذ يبتسم لكل من يقابله ويجيب عليهم بعض الأحيان وما أن وصل إلى باب منزله حتى أخذ يدق بإلحاح فخرج والده وقبل أن يبدي أي حركة أمسك زين بوالده ودفعه برفق للداخل ثم أغلق الباب خلفه فقد خاف أن يصده ويطرده والده أمام هذا الجمع الغفير عندها لن تتواري جريدة ولا مجلة عن تفنن كتابة الخبر في الغد الباكر , وما أن وقف زين أمام والده حتى نزع نظارته الشمسية عن عينيه لينظر إلى والده جيداً , عندها رأى الدمع ترقرق في عيني والده وهو يهمس باسمه

" زيزو , زيزو لقد رجع حقاً "

إن من الغريب أن والده كان لا يناديه سوى بزيزو حتى أصبحت زيزو2 بالنسبة للمشجعين , عندها أقترب زين وأخذ والده في حضنه وهو يقول

" نعم يا أبي لقد عدت "

وعندما سمع والده ذالك أخذ وضمه بكل قوته وهو يذرف الدموع تارة ويعاتبه تارة أخرى ويقول

" كم أنت قاسي , لقد اشتاق الجميع لك , لقد بحث عنك أخوتك وبحثت عنك أنا أيضاً ,, لماذا فعلت بنا ذلك ,, ماكنا نستحق ذلك منك "

لكنه لم يتلقى من زين أي جواب وظلا واقفين هكذا مدة ليست بالقصيرة حتى خرجت زوجة والده من المنزل لترى أين ذهب زوجها فقد كانا يتابعان مسلسلاً يعرض عندما سمعا طرق على الباب وما أن أخرجت رأسها حتى قالت بصوت عالي بينما هي تقترب

" يا إلهي زين هنا لقد عدت يا زين أخيراً "

عندها ابتعد زين عن والده واستدار لها بينما كان كلاهما يمسحان دموعهما

" نعم يا خالتي لقد عدت , كيف حالكِ أنتِ "

ثم اقترب منها واحتضنها عندها قالت " الحمد لله على عودتك سالماً , أين كنت طيلة هذه المدة لقد بحثنا عنك في كل مكان "

لم تنتظر من زين جواب بل قالت موجهة كلامها لوالده هذه المرة " لما تقف معه هنا ؟ لما لم تدخله حتى الآن أنت تعرف أنه آتي من سفر "

فرد والده بسخرية " من سفر هل أنتِ غبية أيتها المرأة إنه هنا منذ أشهر لكنه لم يفكر في زيارتنا إلا اليوم "

فردت زوجة والده وهي منزعجة " أقصد أنه بالتأكيد سار طويلاً حتى وصل إلى هنا فأنت تعرف كم منزلنا بعيد عن الشارع العام ولا تصل إلى هنا السيارات "

ابتسم زين بينما كان يسير إلى الداخل وهو يسمع كلاً من زوجة والده ووالده يصرخان ببعض بينما هو في المنتصف يسير بينهما حتى وصلوا جميعاً للداخل لقد كان منزلهم قديماً جداً وبسيطاً فقد ورثه أباه عن جده لهذا يبدوا بهذه الحالة من السوء , جلس زين على أحد الكراسي التي مرت عليه السنون ومازال مكانه لم يتزحزح , انشغل زين عن والده وزوجته وأخذ يحسب عمر منزلهم وأثاثهم ربما آن له الآن أن يسامح والدته على تركها لهم , فقد تقدم رجل ثري لخطبتها بينما كان والده الفقير بل المعدم أب ثلاثة أطفال يريد أن يعيدها رفضت والدته أن تعود وقبلت بالرجل الأخر مع أنه أخبرها أنه سيأخذها ويسافران فوفقت على فور بلا تردد , بالرغم من أنني لم أبلغ الرابعة من عمري بعد تركتنا لمستقبلً مجهول حتى تضمن مستقبلها هي , إن من السخرية الآن أن أعرف الآن أنني ورثت من أمي ليس ملامح وجهها الجميلة بل وحبها للمال والتطلع إلى الأعلى , تركتنا أمي في هذا البيت العتيق منذ ستة وعشرون عاماً لم تراودها حلم العودة أو حتى رؤية أبنائها فهل يا ترى عرفت والدتي أنني أصبحت أحد المشاهير أم أنها لم تتعرف على من حملته تسعة أشهر وربته لأربعة سنوات وأن لها تعرف ذالك وقد تركتنا منذ ربع قرن ؟؟ إنها أيضاً لا تعرف أنه أصبح لديها ابناً طبيب تفتخر به , أو أن ابنها الأكبر أصبح مهندساً كبير !! أم أنها نست ثلاثة أطفال حملتهم ثم أنجبتهم وربتهم وظلت معهم اثنتي عشرة سنة ؟؟! هل يعقل أن من السهل على النساء النسيان لطالما اتصف الرجل بالنسيان والجحود ونكران المعروف , فلما يكون حظي عاثراً مع النساء فأنجب لأم لا مبالية , ثم أحب فتاة تركتني منذ أول عثرة لي , وبينما كان زين شارد الذهن نظر إلى زوجة أبيه التي كانت ماذا طيبة أم لطيفة ربما لم تكن أم مثالية لكنها لم تؤذهم يوماً بل كانت تقوم بدور زوجة الأب الطيبة فكانت تغسل ثيابنا كانت لا تعاقبنا كثيراً تحملت منا الكثير لكنها لم تكن تلك المرأة الشريرة التي كنا نتصورها كانت تعاملنا بطيبة هذه الحقيقة التي لم أراها وأنا طفل , خرج زين من شروده عندما سأله والده إن كان جائعاً فأجبته أنني لم أتناول وجبة الإفطار فنهضت زوجة والدي بالرغم من تقدمها في السن لتحضر لي شيئاً أكله عندها قال والدي

" لا أريد أن أعاتبك ولدي الحق في ذالك لكنك لست أول شخص يهرب من هذه الحياة القرفة "

هل يعقل أن والدي قرأ أفكاري فها هو يشبهني بوالدتي التي فرت ما أن أتتها الفرصة

فأجبته " ألهذه الدرجة أشبهها "

تبادلنا أنا وأبي النظرات ثم قال " أنت تشبهها في كل شيء "

ابتسمت ابتسامة حزينة إنه من المحزن حقاً أن أعرف أنني لست سوى ناكراً وجاحداً لعائلتي لم أفكر في الأمر هكذا عندما تركتهم منذ عشرة سنوات , أراد والدي أن يغير الموضوع عندما رأى تكدري فأنا ومنذ صغري لا أحب أحد يتكلم عن والدتي أو يشبهني بها فقد قررت أن امحيها من حياتي كما محتنا هي من حياتها , عندها قال والدي

" الجميع مشتاقون لك فقد سألاني أخوتك عنك عدت مرات , وإن أتيت أو اتصلت لكنني أجبتهم بالنفي عندها أوصاني أحمد أن أخبرك إن أتيت أو اتصلت فهو ينتظرك في مكتبه وقد ترك لك ورقة في غرفتك وبها عنوان مكتبه وهاتفه "

ثم صمت , شعرت أن لصمته معنى فسألته " وسامر ألم يترك لي شيئاً "

نظر إلي وقال " أحمد رجلاً طيب لكنك أنت وسامر تملكان قلبان قاسيان "

نظرت إلى والدي بانزعاج فلما يشبهنا بها فنحن أكثر شخصين نكرهها وأذكر عندما كان أحمد ينهرنا عن ذالك لكننا كنا نكرها وإن لم نقل , فقلت له بانزعاج

" أبي ماذا تعني بهذا أن سامر لا يريد أن يراني"

والده " لا علم لي , ولا تسألني عن شيء أخطأت أنت فيه "

فقلت له راجياً " أبي أرجوك "

" أسمع سامر ليس لديه قلب كبير مثل أحمد وفي نظره أنك أخطأت في حقه وأنك لست سوى حقيراً , وقد قال أنه لن يسامحك وإن ركعت على قدميك , فشخصا مثلك لا يستحق أن يلتفت إليه وقد طلب مني أن لا أستقبلك حتى لكنك مازلت أبني بالرغم من مساوئك " ثم صمت قليلاً ...

ثم أكمل والدي قائلاً " لكن كل هذا مجرد كلام من خارج القلب فأنت مازلت أخاه الأصغر وبالطبع سيسامحك كما سامحتك أنا "

عندها صرخت وقد شعرت بالظلم فهذا كثير " غريب أمركم يا أبي , أتظنون أنني سافرت لأتنزه ألم تفكرون ولو قليلاً كم كنت محطم ومحبط , فكيف لي لا أشعر بكل هذا وقد منعت من العمل في عدت شركات أتعرف لماذا ؟؟ بالطبع تعرف بكل بساطة بسبب علاقتهم الشخصية بعائلة حسين رزق ومن أجل حسين رزق أداس أنا وأهان , وليس ذالك فقط بل أنني منعت أيضاً من إكمال الجامعة لسنة وقابلة للتمديد لأنني أصبحت مجرماً يا أبي , ولم تنتهي مشاكلي بل طرد أخي أحمد ومر بما مررت به من رفض عدت شركات توظيفه بينما قامت عائلة حسين رزق برشوة القائمين علي في السجن ليبرحوني ضرباً حتى أطلق ابنته وعندما لم أطلق عملوا المستحيل لتأجل محاكمتي قدر المستطاع , وسامر هل نسيتم أنه ما كان سيصبح طبيباً إن لم أختفي ,والآن ماذا تأتون لتقولوا لي بأنني أشبه امرأة لم تمر بحياة صعبة سوى أنها أرادت فقط أن تملك الكثير من المال لتحيى حياة سهلة ومريحة فأي عدلاً هذا وأي تشابه وجدتموه بيننا سوى أنني ولدها وهل هذا يكفي لأكون أشبهها "

صمت والدي منزعجاً لا أعلم هل هو منزعجاً مني أم علي , عندها أتت زوجة والدي وقدمت لي الإفطار الذي لم أعد أرغب بتناوله فنهضت مستأذن لأن أذهب لكن والدي قال " ابقَ اليوم "

نظرت إليه وأنا منزعج من كل شيء لكنني رأيت الحزن بادياً على وجهه فجلست مرة أخرى , لم أستطيع أن أحزنه أكثر من هذا وبينما كنت أتناول الطعام مع أنني فقدت شهيتي لكنني تناولته لأجل والدي وزوجته , عندها أخبرني والدي عن أن أحمد قد تزوج و رزق بفتاتين الكبرى رنا والصغرى رويدا أما سامر فقد رزق بثلاثة أبناء وهم شاهين وسام وزين وزوجته الآن حامل بعدها تبادلنا النظرات أنا ووالدي فلما يسمي سامر ابنه الأصغر زين إن كان يكرهني جداً فأجابني والدي بابتسامة أي أن سامر يغطي قلبه الحاني بدرع من القسوة يصد به الجميع عنه , ثم فجأة لاحظت أن هنالك نظرات لم أفهما بين والدي وزوجته عندها قلت

" ماذا هنالك يا أبي لما أشعر بأن هناك شيء ما تخفيانه عني "

فقال والدي ناكراً الأمر " ليس هنالك شيئاً مما تتحدث عنه "

لكن زوجته قالت " لا تحاول أن تخفي الموضوع فسيعرف مهما طال الأمر "

فصرخ والدي بها وأمرها ألا تتدخل في أمور لا تعنيها عندها عم الصمت ثم نظرت إلى والدي فصرخ بي مستبقاً تساؤلاتي
" لا شيء نخفيه عنك "

لكنني تأكدت أن هنالك ما يخفيه وهو شيء يخصني , عندها قال والدي وهو منزعج من نظراتي أنا وزوجته موجهاً كلامه إلى تلك الأخيرة " يا الهي ما كان يجب عليكِ أن تتفوهين بهذه الكلمات أنظري إليه يكاد يموت من الفضول "

فردت زوجته منزعجة " وإلى متى تريد أن تخفي الأمر , ألا يكفي غيابه عشرة سنوات إلى متى تريد أن تطول المدة إلى أن يصبح في مثل عمره "

نظرت إلى كليهما ثم قلت " أليس من حقي الآن أن أسأل عن ماذا تتحدثان "

فقال والدي وهو منزعج " كل ما في الأمر أنه بعد ذهابك بمدة ليست بطويلة أتت رهف إلى هنا باحثت عنك وأخبرتني أنها قد بحث عنك في كل مكان حتى عجزت أن تجدك , فلم يكن لديها طريقة أخرى سوى أن تأتي إلى هنا لتسأل عندها قمت بطردها ولم يتحدث معها أحد بالرغم أنها واظبت على القدوم والسؤال عنك وكنا في كل مرة نطردها شر طردة لكنها لم تتوقف عن المجيء إلى هنا وقالت أنها لن تتوقف عن البحث عنك وكانت مصرة على إيجادك وإن كان ذالك أخر عمل تقوم به ومع مرور الوقت سامحتها وسامحها أخوتك ووجدنا أنها فتاة طيبة لكن تعرف يا بني أنكما كنتما صغيري السن عندما تزوجتما وهي كانت مجرد طفلة فلا تحقد عليها كثيراً وتحمل قلبك أكثر من طاقته فالحقد ليس جيداً "

ثم صمت قليلاً ... وعندما لم أجيبه أكمل متنهداً " أخبرناها بأننا لا نعرف مكانك فظنت أننا نكذب عليها لأنك من المستحيل أن تختفي هكذا , فصرخت بها وأخبرتها أنها هي السبب فيما لو حدث لك شيئاً وأخبرتها أنها هي السبب في كل ما نمر به جميعنا وأننا كنا في خير ونعمة قبل أن تدخل حياتنا , فانفجرت باكية وذهبت لكن لم يطل غيابها حتى أتت مرة أخرى لتخبرني أن عائلتها قد قررت سفرها للخارج لعل بعدها عن المكان ينساها إياك وحقاً سافرت لكنها ما أن كانت تعود حتى تسرع لزيارتي وتبدأ في طرح أسئلتها التي لا تنتهي حتى أقسم لها أنه لا جديد عندها تتغير ملامح وجهها من ترقب وأمل إلى حزناً شديد "

ثم صمت قليلاً بينما أخذ يراقبني بعينيه لكنني لم أظهر شيئاً لأنني قررت أن أنساها منذ أن قررت هي تركي ربما أخذت وقتاً طويلاً لتنفيذ القرار لكنني نفذته في النهاية بالرغم من اشتياقي لها أحياناً , أراد أبي أن يباغتني بسؤاله وهو

" هل مازلت تكن لها مشاعر "

نظرت إلى أبي وقلت مبتسما ساخراً من السؤال "لم يعلمني أحداً أن أصفع فأعطيه الخد الأخر , لم أتعلم فعل ذالك بعد "

نظر والدي إلي والحزن بادياً عليه فسألته عن شيء غريب لاحظته وهو لما كانت رهف تبحث عني وبشدة مع أنني لم أسافر سوى بعد سنة فقد انتظرتها طيلة الوقت لعلها تعود لرشدها لكن ذالك لم يحدث , كنت أريد أن أعرف السبب الملح الذي كانت بسببه أخذت رهف البحث عني , لن أقول لأن الفضول يتملكني لأنني لست من هذا النوع من البشر لكن الحقيقة هي أنني أملك قلباً أحمقاً لا يعرف أين يقف .

فأجابني والدي " كانت تبحث عنك لأنها أرادت أن تخبرك أنها عرفت الحقيقة وأنها آسفة عن كل شيء و .... "

صمت والدي قليلاً .. ثم قال وعيناه تحدقان بي " وأنها أنجبت لك طفل "

حدقت بوالدي غير مصدقاً لما سمعته وشعرت للحظات بأن هنالك من وجه لي لكمة في معدتي فقد شعرت بألم يعتصرها بشدة ثم رددت ما قاله والدي كالأبله

" أنجبت رهف طفل ..... ماذا تقصد يا أبي بأنها أنجبت طفل , أبي لقد سافرت بعد أن تركتني بسنة وأنت تقول أنها أتت بعد أن سافرت بأشهر فأين كانت طيلة ذالك الوقت وأنتم ماذا !! سامحتموها , يا الهي أشعر حقاً أنني في وسط مهزلة أقسم أنني أشعر بذالك , إنها تسخر مني أم ماذا هل تظن أنني سأسامحها هل تظن أن لها الحق في أن تخفي شيئاً كهذا عني , ومتى كانت تنوي أن تخبرني إن كانت حقاً تنوي إخباري "

ثم صمت محاولاً أن أتمالك نفسي لكنني لم أستطع فقد صرخت بعد أن نهضت وأنا أشعر أنني أكاد أموت غيظاً فلما فعلت بي هذا ألم يكفها ما أصابني بسببها

" أية مهزلة هذه أصبح لدي طفل في العاشرة من عمره ولا أعرف سوى الآن "

ثم جلست واضعاً وجهي بين يدي لا أعرف ما أقول أو ما أعمله في موقفاً كهذا , أن تخفي عنك زوجتك خبر إنجابها طفلاً لك طيلة سنوات لأمراً صعب جداً , ثم أخذت نفساً عميقاً لعلي أهدئ فراودتني حينها تساءلت كثيرة وهي كيف لرهف تلك الطفلة التي أحببتها وحميتها ووضعتها بين عيني هي من تقوم بجرحي جرحاً تلو الأخر ,وليتها تكتفي عند هذا بل إنها تزيد من عمق جراحي كل يوم يمر , بينما لم أفعل لها سوى ما يسعدها فقد أحببتها من أعماقي عندما تركتني شعرت بأنني سأموت بدونها فصورتها كانت تلاحقني في كل مكان فما كان مني سوى ترك البلاد بدون التفكير في العودة لعلي أنساها ,وعندما كنت أشعر بأنني بدأت أنساها كنت أراها أحياناً في وجوه من أراه لقد كدت أجن لكن في المقابل ماذا أخذت منها سوى الإهانة تلو الأخرى فقد اختفت من حياتي وجعلتها فراغاً من بعدها , وتجاهلتني تماماً بينما كنت في السجن وكنت مستعد أن أسامحها لتعود فقط لي بالرغم من أنها تخلت عني , ولم تكتفي بذالك بل قامت بالوقوف في صف عائلتها ضدي وتخلت عني عندما كنت في أشد حاجتي إليها إنها لم تفكر بأن تتحقق من الأمر يبدوا أن هنالك أمور خلف الكواليس لم أراها وقتها ,ربما كان كل هذا مدبر معها وكانت هي تعلم عن الأمر , يا الهي التفكير بهذا الطريقة قد يصيبني بالجنون فهل يعقل أن هنالك أحمق أخر يشبهني في هذه الدنيا.

أخرجني صوت والدي من شرودي " زين بني , هل أنت بخير"

أزحت يدي عن وجهي وقلت " وكيف لي أن أكون بخير بعد ما سمعته "

"زين بني لا تفكر في الأمر بهذه الصورة الجميع يخطئون ويجب أن تتعلم أن تسامح , أنت أيضاً أخطأت في حق الجميع عندما اختفيت "

"أبي أرجوك أنا متعب ولا أريد أن أناقش هذا الأمر الآن , لكن الشيء الذي أعرفه أنني لن أسامح رهف على كل ما فعلته بي وسأريها هي وعائلتها وإن كان هذا الأمر أخر ما أعمله "

ثم نهضت وقلت لأبي مستأذنا " سأذهب الآن يا أبي "

لكن والدي أمسك بيدي وقال" الليلة أبقى هنا معنا , فقد اشتقت لك "

فانصعت لرغبة والدي في البقاء معهم اليوم , لكن الصمت كان خيم على المكان وكأن الطيور على رؤوسنا فقد ظللت أنا شارد الذهن بينما أخذت زوجة أبي تحضر للغداء ,أما والدي فقد أخذ يراقبني ومر الوقت بسرعة وحل المساء فوجدت الفرصة أخيراً لأختلي بنفسي فذهبت إلى غرفتي القديمة بعذر أنني نعساً .
لكن قبل ذلك سألته " ما أسمه يا أبي "

" من أبنك "

" نعم "

" لقد سمته وليد , أليس هذا ما كنت تريده "

" هذا لن يغفر لها "

" لا تكن حقد فبدلا ما أن تفكر في هذه الأمور فكر في كيفية أعادتكم كعائلة , فما ذنب وليد أن يعيش هكذا فلا تطل
العناد ,, ولكل مشكلة حل "

" أبي أتلمني أنا , هذا لا يعقل حقاً هي من تخطئ و أنا من يجب أن أتنازل لما "

" من أجل ابنك يجب أن تفعل المستحيل "

" أبني سآخذه شاءت أم أبت حتى تشعر ما أشعر به الآن "

" وما الفائدة الذي ستجنيها سوى أنك ستجعل أبنك يكرهك فبدلا ما أن تعوضه عن سنين الحرمان تحرمه من والدته الذي هو متعلق بها ,, هل هذا كلام شخص يعرف ما يعنيه فقد الأم "

ذهبت بعدها إلى غرفتي دون أن أزيد حرف واحد فقد أردت أن أهرب من مراقبة والدي إلى مكان أستطيع أن أتحدث مع نفسي به دون مراقبة والتي أصبحت عادة من عاداتي السرية , وبينما أنا على سريري الذي احتضنني طيلة عشرين سنة راودتني تساؤلات حول كون أن يكون لي ابنا إن الغريب في الأمر أن هذا الأمر راودني كثيراً من قبل كأمنية , فكنت أقول لو كان لي ابناً من رهف لوجدت عذراً لأعود حتى أراه لكن في الحقيقة هي أن أذهب لرؤيتها هي بعذر طفلي إن من الجميل حقاً أن يملك الإنسان أطفالاً وقد بلغ الثلاثين من عمره عوضاً على أن يقضي بقية حياته وحيداً , لقد كنت أحسد محمد لامتلاكه زوجة وثلاثة أطفال بالرغم من شكواه لكنني أعلم أنه سعيد هنالك من يستقبله هنالك من يخفف عنه وهنالك من يراه كمثل أعلى له ,راودتني تلك الليلة تساؤلات كثيرة أبعدت عن عيني الرقاد ومنها هل ابني يشبهني أم يشبهها ؟؟! هل يعرف أنني والده وأنني مشهور جميع الفتيان يحبون الكرة فهل يعقل أنه يتابعني أم أنها أيضاً لم تتعب نفسها لتخبره عن حقيقة والده ؟؟! إنه الآن بالتأكيد يبلغ العاشرة من عمره ومن المؤكد أنه يشعر بالغيرة من الأطفال الذين حوله لعدم امتلاكه أب مثلهم , إن مجرد التفكير بهذا يشعرني بحزن شديد عليه فما ذنبه هو في كل ما حدث , إن ذلك ذكرني بطفولتي أنا أيضاً فكم من ليلة بت باكياً حزيناً لتحتضن الوسادةِ في صمت دموعي وأحزاني وتساؤلاتي عن سبب تخلي والدتنا عنا , وكم من ليلة بات طفلي وهو باكياً حزيناً وفجأة تراءت لي صورة رشدي بغطرسته التي لازلت أذكرها فهل يعقل أن ابني يشبه خاله ولما لا وقد عاش بينهم , ابني إن هذه الكلمة غريبة علي , غفي زين وهو ينوي أن يظهر في حياة ابنه وأن يخبره أنه لم يتخلى عنه لأنه لم يكن يعرف بوجوده سوى الآن , إن ليست من عادة زين أن ينام بسهولة هكذا لكن ربما لجو الماضي الذي يسكن غرفته دوراً في ذالك ..

استيقظ زين في الصباح وهو يشعر بأن رأسه ثقيل وبالكاد يستطيع حمله لكنه لم يستطيع أن ينام أكثر من هذا بسبب الأصوات المرتفعة فغرفته قريبة جداً من الشارع ويشعر وهو بداخلها وكأنه بالخارج من شدة قرب الأصوات , خرج زين من الغرفة فوجد زوجة والده قد حضرت الإفطار لهم ووضعته في الفناء فناداه والده " زين هيا بني تعالى لتتناول شيئاً "
أجبته وأنا ممسكاً بمعدتي

" لا أريد أن أتناول شيئاً يا أبي ,,فأنا أشعر بأن معدتي مضطربة ولا شهية لدي اليوم "

عندها صرخ والدي " ماذا تقصد بهذا "

عرفت من نبرة صوته أنه لا مفر فذهبت وجلست مجبراً وشعرت وقتها أنني عدت طفل في العاشرة من عمره فقد كان والدي يجبرني أنا وأخوتي على تناول الطعام , وبينما كنا نتناول إفطارنا أنا وأبي وزوجته في الفناء وتحت شجرة العنب التي كان يعتني والدي بها منذ زمناً لا أذكره , سمعنا طرقاً على الباب فأرادت زوجة أبي أن تنهض لتجيب لكنني سبقتها وعندما فتحت الباب وجدت طفلة صغيرة تريد أن تتحدث مع زوجة أبي عندها سنحت لي الفرصة بأن استأذن والدي للذهاب لكنه اعترض قائلاً

" لكنك لم تتناول شيئاً "

" أبي لقد أكلت ما يكفي "

ثم جلست في أحدى زوايا الفناء فقد كنت أشعر بالإرهاق وحمدت الله أنه لا تمرينات لدي اليوم فأنا أشعر بالتعب , أخذت أربط حذائي وأنا شارد الذهن وفجأة سمعت صراخ فرفعت رأسي فإذا بي أرى طفلاً صغيراً يجري فاتحاً الباب أكثر على مصراعيه وما أن رأى والدي حتى ارتمى بحضنه وهو يصرخ

" مفاجأة يا جدي "

فأجاب والدي مبتسماً له "مفاجأة جميلة يا جدوا "

ظننته لوهلة أنه أحد أبناء سامر فقد أخبرني أبي بالأمس عن أنه أصبح لديه أبناءً , لكنني وبينما كنت أتأمل الطفل الذي يصدر كل هذا الإزعاج رأيت امرأة تدخل فإذا بها رهف للحظات ظننت أنها تجسدت لي من كثرة ما أفكر بها مؤخراً لكنها كانت حقيقة ولم تكن أحدى تخيلات , لم تراني عندما دخلت وأغلقت الباب خلفها وما أن دخلت حتى ابتسمت كما كانت تبتسم دائماً ثم ألقت التحية على والدي وزوجته بينما جلست خلفها أراقب ما يحدث ممسكاً بخيط حذائي الذي نسيت ربطه عند رؤيتها.

سمعت والدي وهو يقول بصوت سعيد " كيف حالك يا ابنتي , ما كان لكِ أن تقطعي كل هذه المسافة كان يكفي أن تتصلين بي حتى أتي وأخذه من الشارع العام "

فأجابت رهف بصوت ناعماً كعادتها " أنا أيضاً أردت أن أزوركم فقد وعدت وليد أن نبقى اليوم أكثر وقتاً ممكنناً "

" لكن يا ابنتي و عملك "

" ألا يستطيع الشخص الهروب من العمل ولو يوماً واحداً "

" برأي أن تتركيه فأنت لست بحاجته "

ضحكت رهف فشعرت بأن قلبي تخبط لسماع ضحكتها فهمست له أهدئ أيها الغبي إنها لا تضحك لك لكنه بالرغم من ذالك ظل يتخبط بين ضلوعي وهذه المرة بقوة.

" ليس لهذه الدرجة يا عمي أنا أحب عملي لكنه مرهق قليلاً "

أخذت أراقب طفلي تارة وأتأملها تارة أخرى فوجدت أنه يشبهها كثيراً فهو يملك العينان والابتسامة ذاتها وكأنني أرى رهف الطفلة مرة أخرى وبينما كنت أنظر إلى ابني وكم يشبه والدته سمعت أحدهم يهمس باسمي , وقد ظننت لسنوات أن هذا الصوت لن اسمعه مرة أخرى لكنه ها هو يهمس باسمي

" زين "

فقد رأتني عندما همت بالجلوس بجوار والدي لتتفاجأ بي أنظر إليها وأتأملها وقد وضعت حجابها عنها ليكتمل جمالها بشعرها الأسود .

عندها تلاقت نظراتنا شعرت أنه قد مر علينا مئات بل ألوف السنوات منذ أخر مرة رأيتها فيها فها أنا أبلغ الثلاثون من عمري بينما هي الآن في الثامنة والعشرون من عمرها لقد تغيرت فلم يبقى من تلك الطفلة الصغيرة شيء لقد أصبحت امرأة كاملة النضج في تصرفاتها حتى في ضحكتها لقد تغير كل شيء فيها , لم أتخيل أنها ستتغير ظننت أن الجميع يكبر ويتغير ما عداها نسيت للحظات كرهي وحقدي عليها وتوعدي بالانتقام منها نسيت كل ذلك أمام نظراتها وصوتها الذي همس باسمي مرة أخرى لكن هذه المرة اقتربت مني وقالت

" زين .. "

عندها استعدت وعي ونهضت مبتعداً عنها لأقف وسط الفناء فالتقت عيني بعيني طفلي لأول مرة رايته ينظر إلي ثم ينظر إلى والدي تارة أخرى عندها قال والدي

"وليد ألا تعرف من هذا "

فأجاب طفلي بارتباك وصوت منخفض " بلى إنه والدي "

عندها اقتربت منه وقلت " ألا تريد أن تسلم على والدك "

فهز رأسه بالنفي فسألته وأنا حزيناً " لما هل أنت منزعجاً مني "

فهز رأسه إيجاباً فسألته " لما "

" لقد عدت منذ أسابيع لكنك لم تزورني ولا مرة بالرغم من أنني أخبرت أمي أن توقظني إن أتيت في المساء لكنك لم تأتي"

عندها قلت وقد مررت يدي في شعره الأسود الناعم " وإن وعدتك أنني سأعوضك عن كل هذا "

" لا أريد أيضاً "

" لما "

" لأنني لا أحبك "

عندها قال والدي " وليد "

ربما صمت وليد لكنني أعرف بأنه يعني ما يقوله حقاً لما سيحب شخصاً بالكاد يعرفه من الصور والحكايات التي أخبروه عنه لكنه لا يعرف عندها قلت له

" الحقيقة أنني كنت أنوي أن أزورك حتى أنني اشتريت ألعاباً لك كثيرة لكنني أضعت الطريق"

" أذن لما لم تتصل "

" ليس لدي رقمك "

" أذن لقد سامحتك "

عنده قال والدي " وليد ما رأيك أن نذهب لشراء الحلوة "

" حسناً يا جدي , لكن أخاف أن يذهب أبي "

" لا تخاف لن يذهب إلى أي مكان سينظرك أليس كذلك يا زين "

" نعم لن أذهب قبل أن أودعك "

" هل هذا وعد يا أبي "

عندها ابتسمت ونزلت لأقبله ولأحتضنه " نعم هذا وعد يا وليد "

ثم وجه كلامه والدي لزوجته " وأنت جهزي الغداء "

كانت فكرة والدي أن يتركنا أنا ورهف بمفردنا لنتحدث فقد أخذ وليد للخارج حتى لا يسمع شيء وأمر زوجته أن تحضر الغداء. وبينما كنت أقف مكاني وظهري لرهف أفكر من سيبدئ فينا هل أستدر وأبدئ أصرخ بها أم أتركها حتى تأتي إلى معتذرة عن كل شيء وبينما أنا شارد بذهني وقفت أمامي رهف

" زين "
...
" هنالك كلام كثير يجب أن يقال و أريدك أن تعطيني فرصة لتسمعني ومن ثم لك الحق بما تقرره بعدها "
.....

وعندما لم ترا مني أية استجابة قالت من بين دموعها " زين أنا آسفه حقاً متأسفه ,, في الحقيقة منذ عشرة سنوات وأنا أتخيل هذه اللحظة التي سأقف أمامك ولقد تخيلت مئات الحوارات التي ستدور بيننا لكن الآن لا أعرف ماذا أقول وعن ماذا أعتذر فقد أخطأت في حقك ما كان يجب أتخلى عنك هكذا وكان يجب أن أعطيك فرصة للدفاع عن نفسك لكنني كنت صغيرة وقتها ,, لكنني أقسم لك أنني عدت بعدها أبحث عنك في كل مكان وكنت خائفة ألا أراك مرة أخرى ,, كل ما أريده منك أن تعطيني فرصة أخيرة "

نظر إليها زين بعينين كلهما حقد وغضب لم تراهما سوى في أخر يوم بينهما " ماذا تقصديني فرصة أخرى هل تعتقدين بمجرد اعتذارك أن هذا سيحل كل شيء ,, هل تعتقدين بأن هذا يكفي لأن تعيديني لكي راكعاً ,, أنت لا تعرفين كيف كانت حياتي طيلة العشرة سنوات لكن ما أعرفه أنك أخر شخص أريد مقابلته ,,, حسناً لنترك الماضي كله ولنمسك شيئاً واحد وليد لما فعلتي بنا هذا "

.....

وعندما لم أتلقى جواب سوى نظراتها ودموعها التي تتساقط بغزارة صرخت بقوة حتى أنني ولأول مرة أرها فزعة هكذا " لما ,, أخبريني لما أخفيتي عني وجود أبني "

" لأنني خفت "

" خفتي من ماذا من أن أخذ طفلي أم ماذا "

" زين مهما شرحت وقولت لن يحل ذلك المشكلة "

" أتعرفين أنت لست سوى أمرأه خائنة وليس هنالك جدوى من الحديث معك فأنا أكره النساء أمثالك "

" زين لا تظلمني قد كنت صغيرة وماكنت أفهم ألاعيب رشدي وما كنت أعيها فمهما حدث لا يزال أخي ولن أتخلى عنه"

" أذهبي من أمامي "

وعندما استدرت أمسكت بي بقوة وهي تبكي " زين أرجوك "

عندها أمسكت بيدها وقولت " ترجوني على ما أذكره أنك رهف ابنت حسين رزق من هم أمثالك لا يترجون "

" زين ألا يكفيك عشرة سنوات ألم تكن كافية لتمحو الخطايا ولتغفر أنت من ماذا مصنوع "

عندها لا أعرف كيف مسكتها وأخذت أهزها بكل قوة وأصرخ " هل أنا من تخلى عنكي , هل أنا من بلغت عنكي ورميتك في السجن , هل أنا من أمرت بضربك أمام الجميع لأذلك و لتنصاعي لأوامر حسين رزق مجبرة , هل أنا من أغلق جميع الأبواب في وجهك أنت وعائلتك , هل أنا من طلب منك ان تختفي من البلد وعن كل من تحبينه إن أردت أن يعيشوا عيشة هنية , أم أنا من أخفى عنك وجود طفلنا ,,,, أخبريني الآن من هو الحقير بيننا الذي لا يستحق مغفرة الأخر له "

عندها أجهشت رهف في البكاء فمعرفتها ببعض ما مر به آلمها حقاً وإن لم يصدقها زين عندها دفعها زين بعيداً عنه ربما خوفاً من أن يضعف أمامها

" بعد كل هذا تأتين وبكل بساطة تطلبين الصفح , هل ترين أمامك شخص بدون كرامة , ربما في ماضي استطعتوا أن تدوسوني وتهينوني بما فيه الكفاية لكن اليوم لا لن أسمح لأحداً منك أن يتجرأ على ذلك "

......

نظر إليها وكان يغلي من الغضب ودموعها كانت تشفي بعضاً من غليله ولا يعرف كيف قال " لطالما تمنيت لو أنني قتلك أنتي وأخاك رشدي ربما لكان ذلك شفي غليلي "

" أتريد قتلي يا زين "

" نعم "

نظرت إليه غير مصدقه وأخذت تتأمله في الحقيقية أنه لم يعد يشبه زين الفتى الذي أحببته بشي فشعره الطويل الى رقبته والذي يربطه ما كان زين الذي أحببته ليعمله فقد كان يحلقه باستمرار , حتى جسده أصبح أكثر ضخامة حتى نظراته كلها حقد وكره طريقة لبسه لقد تغيرت, في الحقيقة لم يعد فيه شيء واحد يدل على أنه زين حبيبي وزوجي الذي أتيت باحثة عنه.

عندها قامت بمسح دموعها وقالت بصوت حاولت أن يكون ثابتاً " أنا كنت أحاول أن أتحدث مع من تزوجته وأحببته , لكن يبدوا أنني فقدته منذ عشرة سنوات لقد أخطئت حينها , لكن خطئ الأكبر ما أفعله الآن وهو أن أقف أمامك باكية راجية منك المغفرة بينما أنت ترمي علي كلاماً قاسياً دون إحساس , يبدوا أنني أنا من هي المغفلة "

عندها شعر زين بمشاعر متضاربة فابتعد ليقف بالقرب من شجرة العنب عندها همت رهف بالخروج لكنها ما أن خطت إلى باب المنزل حتى سمعت صوت وليد وجده يهمان بالدخول فذهبت مسرعة إلى داخل النزل فأخر شيء تريده أن يراها ابنها باكية ومكسورة ..

والد زين " وليد أذهب لجدتك و أخبرها بأن تأتي لنا بالشاي والفاكهة "

جرى وليد للداخل ليقوم بما طلبه جده أثناء ذلك خرجت رهف من المنزل وقالت " مع السلامة يا عمي سأعود في المساء لأخذ وليد "

وما أن همت بالخروج حتى أمسكت بيدها زوجة والدي وقالت " لا لن تخرجي اليوم ستتغدين معنا "

" شكراً يا خالتي لكن في الحقيقة لا أستطيع لدي عمل "

" لا تتعذري بالعمل ستبقين ولقد انتهى النقاش "

وحقاً جلسنا جميعنا تحت الشجرة وليد يلعب أمامنا مع والدي بينما أنا أراقبهما أما زوجة أبي فكانت تحضر لنا الغداء ومن ثم خرجت لتنضم إلينا وجلست بجوار رهف التي جلست في الطرف الأخر والتي لم ترفع عينها عن الكأس الذي في يدها منذ أكثر من ساعة

" ما الذي تفكرين به يا ابنتي "

" لا شيء "

جهز الغداء وجلس الجميع ليتناول الطعام فتعذرت رهف بالذهاب لتأتي بكأس ماء لكنها لم تعود وبينما أنا أتناول الطعام غصصت فنهضت لأذهب إلى المطبخ وعندما وصلت وجدت رهف تجفف دموعها وتفاجأت بقدومي لكنني قولت لها بصعوبة
" ماء مااااء "
عندها فهمت فأسرعت بكأس من الماء لتعطيني وعندما لم تنزل أخذت تضربني على ظهري بكل قوة وعندما انتهى الأمر قولت لها " هل أنت تنتقمين مني أم ماذا ,, لماذا تضربينني هكذا "

" كنت أريد أن أساعدك ,, هذا جزائي "

" شكراً لك ,, لكن مرة أخرى وحتى إن كنت أموت أمامك فلا تساعدينني مفهوم "

" حسناً "
.....

شعرت رهف أنها اكتفت اليوم من كل ما جرى فجففت دموعها وخرجت من المطبخ , وطلبت من وليد أن يستعد للمغادرة فنهض وليد وذهب ليغسل يداه ويلبس حذاءه عندها قال زين " سأسير معكم "

" لا داعي لذلك "

" أنا أتحدث مع وليد "

عندها خرجت رهف مسرعة فقد شعرت بالإحراج يلحق بها وليد وهو يصرخ " انتظريني يا أمي "

وزين يسير خلفهم عندها استوقفه والده قائلا " رفقاً يا بني بها لا تجعل الغضب يعميك "

" حسناً "

سارا كلا من رهف وزين متباعدين بينما طفلهما وليد يسير في المنتصف ممسكاً بيدا كل واحد منهما وعندما وصلا للمنعطف توقف زين وودع وليد وقبله واحتضنه ثم قال

" اعتني بنفسك حسناً "

" هل سأراك مرة أخرى يا أبي "

" بالطبع يا روحي , خذ رقمي الخاص سأنتظر منك اتصال حسناً "

" حسناً "

ثم تركهما وسار لمنعطف أخر في الحارة فطريقهما كان مختلفين عندها لحقت رهف به وقالت دون أن تشعر

" زين "

لم أكن أريد أن التفت إليها لكن جسدي خانني واستدار ليقابلها بينما هي تحاول أن تخرج صوتها بثبات أكثر فهي امرأة الثامنة والعشرين عادت أمامه كفتاة الثامنة عشرة لم تستطع أن تقول شيء سوى أن تهمس باسمه فقط هذا ما استطاعت أن تنطق به

" زين "

نظر زين إليها بنظرات شعرت بأنها تحرقها من شدتها عندها لجم لسانها عن الحديث فلم تعد تعرف ماذا تقول لكنها تخاف أن يذهب ولا يسمعها وعندما أرادت أن تتحدث معه لم تخرج منها سوى

" زين "

عندها أجابها بصوت سارت معه قشعريرة بجسدها كلها كره وحقد ونفور هل يعقل أنه نساها وأنها لم يعد لها وجود في حياته

" أرجوك سيدة رهف أن تعرفي أننا وسط الشارع والجميع يمرون إنه ليس من الجيد أنه تنتشر عني شائعات منذ البداية أي شيء تريدين أن تخبرينني به فأخبري والدي عنه وهو سيخبرني بالتالي "

ثم وضع نظارته الشمسية بكل غطرسة وواصل سيره متجاهلاً إياها في الخلف لقد قرر أن لا يقابلها مرة أخرى فهو يخاف إن قابلها مرة أخرى أن يستسلم لها و أن يسامحها على كل شيء ويعود لها لقد تأكد اليوم كم قلبه وجسده ضعيفان أمام عينيها إنه يشعر بأن قلبه ينبض كما لو أنه في أحد المباريات وصل إلى سيارته وهم بقيادتها عندما رأى في المرآة الجانبية
رهف وهي تقف خلفه هل لحقت به كل هذه الشوارع هل يعقل ذلك , لكنها لما توقفت هنالك هل تظن بأنني سأستسلم بهذه السهولة وأعود لها زاحفاً بينما هي تقف هنالك بكل كبرياء إن كانت حقاً تريدني لكانت لحقت بي إلى هنا لكانت تمسكت بي للأخر , عندها همس وعينيه لم تفارقان المرآة

" إن كنت تريدينني فلتأتي إلي ,, أنا لن اذهب إليك بعد الآن أبداً ,, بل سأقف هنا وأنتِ التي ستأتين إلي "

وعندما لم تقم رهف بأي حركة تدل على تقدمها أخذ زين يقود سيارته مبتعداً تاركاً رهف خلفه تقف هنالك تراقبه حتى تأكدت من عدم عودته , عندها لم تصدق أن من تركها الآن وذهب هو ذاته الذي عرفته فيما مضى الذي قال لها سأمسك بيدك إلى الأبد حتى إن أفلتني أنتِ سأظل باسط كفي لكِ حتى تعودين وأمسك بيدكِ مرة أخرى ,سقطت دموعها وهي تتساءل إن كان لا يعني ما قاله لما أخبرني أن أثق به , لما طلب مني أن أصدق كل ما يقوله ومهما يقوله لأنه يعنيه ولأنه لن يكذب عليّ أبداً , لقد أخبرني أنه مهما فعلت سيسامحني لأنه لا يوجد أي شخص أخر يحبه مثلي فهل يعقل أن هذا الشخص وجده أخيراً وهنا أصبحت رهف تذرف الدموع أكثر من قبل وتساءلت بينما سارت عائدة إلى المكان الذي تركت ابنها وليد فيه , هل يعقل أن يعود بيننا ما قد مضى ؟؟؟
****************************

*احلاهم* 11-03-14 11:09 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
مساء / صباح الخير

شكرا بحجم السماء لك كاتبتنا الرائعة على ماصاغت يدك من روائع ابداعك

من أول سطر توسمت فيك براعة كاتبة

القصة ربما لم تكن بالجديدة لكن لمستك في صياغتها اضافت لها رونق جديد يميزها

حبكه القصة واعطاء الأحداث والاشخاص حقهم الكامل جعلتنا نعيش بين ثنايا القصة بلا ملل أو كلل

كنت رائعة في كل جزء ومع كل نقطة

وصلت لمكان يعجز عنه الكثيرون في نسج حوار النفس وبناء خيال القارئ


متحمسة جدا لقراءة المزيد واتمنى الا يطول بي انتظار ابداعك

:55: :55: :55: :55: :55: :55:

أضئت القمر 15-03-14 05:12 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
عذرا أعزائي القراء لتأخري
لكنني مسافره ومن الصعب إيجاد الوقت للكتابة وتوفير الانترنت في نفس الوقت وخاصة من لديها طفلتين (سنة - سنتين )
...........

لا أعرفك ...

قرر زين أخير أن يستأجر شقة فقد مل من حياة الفنادق والتنقلات بينها , فأراد أن يشعر باستقرار في بلده فطلب من أحد مكاتب العقارات أن يبحث له عن شقة تقع في منطقة لا يسكن فيها سوى الأغنياء وذو المناصب العالية في الدولة , وهي نفس المنطقة التي كانت رهف تتمنى أن يسكنا بها إن امتلاكا مالاً . وذلك لأنها تطل على البحر وعلى منتزهات للأطفال راقية وجميلة المنظر ويوجد بها أغلى المطاعم ومحلات التسوق و تعتبر قلب المدينة. وبينما كان زين يوقف سيارته الحمراء الرياضية أمام أحد المباني السكنية حتى يرى الشقة التي سيستأجرها , تلاقت عينيه بعيني سائق السيارة التي بجواره ولم يكن سوا أخاه سامر الذي حدق به هو الأخر ,لكن ذالك لم يطل فقد أشاح سامر بعينيه ونزل من السيارة وخطا إلى المبنى مسرعاً غير مبالي بزين وصعد المصعد متوجهاً للأعلى , وقبل أن يصعد المصعد فتح الباب مرة أخرى وكان زين هو من فتحه وسار إلى الداخل ووقف بجوار أخيه سامر ثم قال

" السلام عليكم "

وعندما لم يتلقى أي جواب قال " رد السلام واجب "

سامر " للذين يستحقونه "

ثم فتح المصعد وخرج سامر وقد دفع زين بكتفه أثناء خروجه ولحق به زين وقال " سامر , سامر "

عندها توقف سامر لكنه لم يستدر إليه وما أن أقترب منه حتى رأى أحدهم يسير باتجاههم مبتسماً وهو يقول

" دكتور سامر , يا لهذه المصادفة الجميلة "

ابتسم سامر هو الأخر وقال " دكتور رأفت حقاً يا لها من مصادفة جميلة"

ثم التفت الدكتور رأفت الذي يبدو أنه في الخمسين من عمره إلى زين وتساءل بعينيه عن من يكون عندها أمسك سامر بيده وخطا معه إلى الأمام متجاهلاً زين الذي وقف خلفه ينظر إليه وهو منزعج من تجاهل سامر له لو أنه صرخ به أو ضربه لكان أهون عليه من أن يتجاهله هكذا عندها تقدم زين وقال

" سامر "

وعندما لم يجيب صرخ " سامر ألا تسمعني "

فتوقف هذه المرة الدكتور رأفت ومعه سامر الذي لم يلتفت إليه فقال زين " سامر "

وعندما لم يستدر سامر إليه تقدم زين فوقف أمامه ونظر إليه " سامر , أخي أنا أعرف أن لك الحق بأن تصرخ بي و تضربني افعل ما شئت بي فأنا أستحق ذلك , لكن لا تتجاهلني فأنا ليس لدي سواك أنت وأحمد وأبي في هذه الدنيا "

لكن سامر ابتعد متجاهلاً إياه مرة أخرى فأمسك زين بيده ليوقفه فإذا به يتلقى صفعة دمعة عينه من قوتها شعر وقتها أن الزمن توقف للحظات فالصفعة ونظرات سامر كانت كافية لإيقاف الوقت , لكن ذالك جعل من زين يمسك بيد سامر أقوى من السابق وعندما حاول سامر أن يحرر يده من بين يدي زين ولم يفلح فإذا به يوجه الصفة التالية وهو يصرخ

" اترك يدي أيها الحقير اتركها ,,, أنا لا أعرفك ,, و إن كنت أعرفك فذلك ماضي و انتهى أما اليوم فأنا لا أريد رؤيتك طيلة حياتي الباقية "

ثم قام بدفع زين بعيداً عنه وصرخ قائلاً " لا أريد رؤيتك مرة أخرى مهما حدث , أتفهم "

ثم ذهب تاركاً زين خلفه يقف محني الرأس والدموع تجلده بسخونتها انه يستحق ذلك في الحقيقة فكيف له أن يتركهم طيلة هذا الوقت ,, كيف مرت عليه السنين وهو دافن ذكراهم أية قسوة قساها عليهم ,, يبدوا أنه ورث قلب والدته القاسي فكيف له أن ينسى من كانوا له الأب والأم والأخوة والعزوة من كان له الحضن و البيت الدافئ ,, ماذا فادته ملايينه شهرته ها هو يلبس أغلى ما صنع ,, ولا يأكل و يشرب سوى أجود وأغلى الأنواع ,, ويأخذ أعلى الرواتب,, لكن ما الفائدة وهو يشعر بالوحدة والحزن والغربة وهو في بلده فلا أخ ولا صديق حتى حبيب يؤنس وحدته.

لكن كل ذلك بسبب حسين رزق هو من اقترف كل هذا فهو من طلب منه أن يهاجر حتى يستطيعوا أخوته أن يعيشوا ويعملوا فما كان بيده سوا أن ينفذ فقط إن كل يوم يمر يشعر بالحقد والكره لرهف وعائلتها ويود أن ينتقم منهم ليذيقهم القليل من ما ذاقه.

.......

مسح زين دموعه ثم نزل الدرج مسرعاً حتى وصل إلى سيارته فقادها بسرعة خارجاً من الموقف ناسياً لما أتى إلى هنا من الأساس , كان تفكيره قد شل بسبب مقابلة سامر القاسية له لقد تخيل من قبل كيف سيقابلانه أخويه فهما بالطبع سيشعران بخيبة أمل منه و سيكونان غاضبين منه ,لكن أن يخرجانه من حياتهما فذلك أكثر من ما توقع أن يحدث , فعندما سافر منذ عشر سنوات كان يشعر بالاكتئاب وأن جميع الطرق قد سدة في وجهه , وبأن أخويه خسرا وتحملا الكثير من المال فقد قاما بتزويجه وخسرا الكثير من المال , ثم قاما بتعيين محامي له حتى يخرجه من السجن , ومن ثم طرده والد رهف من العمل وبقائه في المنزل لمدة ليست بالقصير , وقبل هذا كله ترك رهف له وسفرها للخارج كان هذا كافياً لأن يعميه تصميمه على أن يسافر ليعود مرة أخرى شخص مختلف تماماً عن ما كان ويبدوا أنه قد حقق هدفه فلا يبدوا أنه أحد
تعرف على زين الجديد أو أحبه .

******************************

تعالى لأضمك ,, وأحميك ..

بعد عدة أيام من مقابلة سامر قام زين بزيارة والده وهنالك قابل وليد وابنتي أخيه أحمد رنا ورويدا الأولى عمرها خمسة أعوام والثانية في الثامنة من عمرها وكلاهما ظريفتان وجميلتين ويبدوا أن وليد معجب برنا وقد كانتا كثيرتا الضحك عندها أخذ زين يلعب معهم ألعاب كثيرة وأخذ يلاحقهم في أرجاء المنزل , فقد تركهما أحمد أمام منزل جدهما وذهب بينما زوجته تزور بعض الأقارب , ولم يكن يعلم أحمد أن زين هنالك كما أن زين لم يكن يعلم أن أخيه أحمد سيأتي ذالك اليوم , لكنه كان سعيد بمقابلة وليد وطفلتي أخيه فهو لم يلاعب أطفال من قبل .لكني هاتين الفتاتين بالإضافة لوليد جعلوه يتمنى لو أنه يملك أطفالاً لكان لعلب معهم في كل وقت و كان يأخذهم إلى كل مكان , و يرافقهم لأسرتهم بعد أن يقص عليهم القصص. لعب زين مع وليد و الفتاتين ثم أخذهم للخارج واشترى لهم بعض الأطعمة السريعة ثم عاد بهم للمنزل.

عندها وجد أخيه أحمد بانتظارهم متكئاً على سيارته في مكاناً بعيد عن الحارة فقد اتصل والده بأحمد وأخبره بقدوم زين وأخذه للطفلتين لشراء بعض الأطعمة فأسرع أحمد في العودة من عمله,أوقف زين سيارته الرياضية أمام سيارة أخيه عندها تلاقت أعينهما فشعر زين ببعض الخوف وشعر كأن هنالك من قبض على رئتيه فلم يعد يستطيع أن يتنفس إنه أحمد من كان له الملجأ الحصين والقلب الدافئ إنه خائف فلن يستطع التحمل إن عامله بجفاء هو الأخر , تردد زين في النزول من السيارة لقد كان خوفه من أن يقابله أحمد مثل ما قابله سامر يجعله لا يريد النزول,لكن لابد له من ذلك ففتح الباب رغماً عنه وقام بفتح الباب الأخر لتنزل كلاً من رنا ورويدا ووليد , وأخذتا تجريا إلى والدهما ليحملهما وعندما سكنتا بين يديه

فقالت رنا " أبي عمي زين اشترى لنا الكثير من الحلويات ,, أوه يا إلهي لقد نسيناها يا أبي ,, أنزلنا "

وما أن أنزلهن حتى جريتا عائدتان إلى السيارة لتحضرا ما قد اشترياه من حلويات ثم عادتا فإذا به يسألهن متجاهلاً زين "
أين ذهبتن مع عمكن "

فأخذا تصفان له أين ذهبتا مع عمهما وكم استمتعن معه وأخبراه أنه قد اشترى البوظة لهما ومن ثم أخذهما لتأكلا بعض الساندويتشات , شعر زين آنذاك بأن لا مكان له هنالك بينما كان أحمد يستمع لما حدث دون أن ينظر إليه ربما لن يصفعه مثل سامر بل سيقوم بتجاهله, فاستدار زين وهو ممسك بيد وليد عائداً إلى سيارته حزيناً أن يقابل من قبل أحمد بهذه الطريقة , لكن ما أن هم بالدخول للسيارة حتى صرخ أحمد

" زين "

نظر زين إلى أخاه ورآه يخطو باتجاهه فشعر زين بأن هنالك شيء سيء في انتظاره ,وما أن اقترب أحمد منه توقع أن يقوم بتوجيه ضربة له لكن أحمد وقف أمامه دون حركة ثم قال وهو ينظر إليه " انتظرتك منذ أن وصلت إلى هنا لكنك لم تأتي ,
لماذا "

لم يستطع زين أن يقول شيئاً ,, فاقترب أحمد منه أكثر عندها قال زين " لقد خفت "

أحمد " خفت ,,, من ماذا "

قال زين وقد تغير صوته " من أنكم لم تعودوا تريدون رؤيتي "

أحمد " من الذي قال ذالك "

زين " لكن سامر "

أحمد " اتركنا من سامر وأخبرني لما فعلت ذالك "

أخفض زين رأسه وقال " لقد كنت أشعر كمن يخنق وكاد ذلك الإحساس يقتلني وخفت بأن أقوم بشيء متهور لهذا فضلت
أن أبتعد , ولقد تحملتما معي الكثير فلم يكن بمقدوري أن أحملكما أكثر من هذا "

قال أحمد بانزعاج " من الذي قال ذالك, هل سمعت منا في يوماً ما شكوى من ما قلته "

زين " أكان يجب أن أسمع حتى أعرف أنني أثقلت عليكم بمشاكلي التي لا تنتهي"

عندها اقترب أحمد من زين وقام بضمه فجأة بينما وقف زين أمامه مثل الأبله فقد توقع أن يتلقى ضربة لكن أحمد كان يضمه بقوة إليه فقال له بينما مازال يضمه

" لقد انتظرناك طويلاً "

شعر زين آنذاك بأن جسده قد خدر وارتخى تحت قبضت أخيه وبأن عاد كطفل صغيراً يحتمي بين ذراعي والده , فقد اعتاد وهو صغير أن يهرب إلى هذا الذراعين ذاتها ليختبئ من عصا والده ومن سامر حتى لا يضربانه فقد كان مشاغباً جداً ,شعر زين بأن ذراعي أخيه مازالتا ملجأه الدافئ رغم مرور السنين عليها , لا يعلم ولا يذكر زين كيف وكم ومتى بدأت دموعه بتساقط وكم بقي على هذا الحال ومتى توقفت دموعه عن الهطول لا يذكر سوى الشعور الدافئ الذي وجده بين قبضتي أخيه أحمد فقد ضمه بقوة حتى أنساه وحدته وحزنه وأعادته لطفولته الجميلة رغم قسوتها لكن بوجود أخويه معه جعلتها جميلة في نظره.

******************************

أضئت القمر 15-03-14 05:17 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
شكراً أختي *أحلاهم* بعمق على هذا الكلام فقد كان بالنسبة لي دعم نفسي كبيييييييير

تشايلي 23-03-14 01:25 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
اختي اضئت القمر
اولا الله يخليلك بناتك ومعذوره حبيبتي
ثانيا روايتك مبدعه وكلمه حلووه قليله ف حقها واتمنى تكملي روايتك لانها وبصراحه روايه تجنن ما شاء الله واحس وانا بقرأ اني انسى الي حوليني مع الحماس واستمري حبيبتي وياريت تحددي الايام الي بتزلي فيها بارتات وبالتوفيق

*احلاهم* 24-03-14 07:37 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
مساء الفل والجوري والياسمين ،.،...

شكرا لك بحجم الكون ع هذا البارت الاكثر من رائع

يحمل في طياته نزف للمشاعر ..وتوتر للاعصاب

عزيزتي اخذي وقتك اذا كان تأخيرك بيثمر رائعة كالبارت السابق

ولايدخل اليأس الى قلبك .. فعدد القراء كثير

ولكن زحمه الدنيا الله يكفينا شرها تلهي عن اعطائك حقك في الردود

شكرا لك مجدداا وننتظر دررك ع احر من الجمر

ودمتي بخير ،.،..

أضئت القمر 25-03-14 12:36 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
لعنة الحب ...

دعي أعضاء المنتخب لعمل حملة إعلانية لدعم مستشفى للأطفال ولزيارة الاطفال المرضى وإدخال السعادة فيهم فوافق الجميع دون تردد على الحضور , وأخذ زين ابنه وليد ليرافقه في الحملة وعندما وصلوا للمستشفى وجدوا أن هنالك حفلة منظمة في حديقة المستشفى على شرف أعضاء الفريق والذي ساعد في تنظيمها الاطفال وكانوا قد جهزوا الكثير من الكور والدفاتر والصور حتى يوقعوا عليها أعضاء الفريق , وأيضاً جهزت كاميرات لتصوير أعضاء المنتخب معهم ومع عائلاتهم كان اليوم ممتع ومميز لهؤلاء الأطفال أما بالنسبة لزين فقد كان مؤلم جدا رؤيته لأطفال محجوزين في كراسي أو تلفهم الاسلاك والحقن في أياديهم أنه لأمر مؤلم جداً , فحمد زين الله على صحته وصحة ابنه فهو لم يشعر بقيمتها إلا عندما رأى هؤلاء الاطفال وهم شاحبين اللون وواهنين القوى , ومن بسنهم تراهم أصحاء يركضون في الشوارع لا يوقفهم شيء.

قام أعضاء المنتخب بالتوقيع والرسم واخذ الصور مع الاطفال واللعب معهم وعمل المسابقات بأنواعها الجسدية والحسابية وطرحت الألغاز ظلوا كذلك حتى الظهيرة ومن ثم أخذ الجميع استراحة غداء. فاخذ زين وليد وجلسا على أحدى الطاولات وبعد أن أملئت الطاولات جلست أمامه شابة يعرف أنها تراقبه منذ وصوله فكلما رفع عينيه قليلا يجدها تراقبه لكنه لم يبادلاها النظرات أو الاهتمام وها هي أمامه تجلس وكلما رفع عينيه وجدها تنظر اليه وتبتسم في حياء فلم يعيرها اهتمام.

وعندما انتهى الجميع من تناول الطعام اقترب منه يزيد وهو شاب يقاربه في العمر لطيف وخفيف الظل

" زين "

" نعم "

"هل تعرف من هذه الفتاة "

وأشار يزيد بعينيه للفتاة ذاتها التي لم ترفع عينها عني منذ الصباح

" وما يدريني من هي "

" رولا هشام عبدالله "

" حسناً , لم أفهم "

" إنها ابنت رئيس الوزراء هشام عبدالله "

" حقاً ,,, لم أكن أعرف في الحقيقة "

" ها أنت علمت ما ستفعل "

عندها ضحك كلا من يزيد وزين

"هيا فلنلحق بالجميع "

نهض زين ليلحقا بيزيد والجميع فقد انتهت الحفلة وبدء الجميع بجمع حاجياته , عندها اخذ زين بدوره يراقب رولا بينما هو واقف ينتظر الباص ليعيدهم لمنازلهم , فوجد رولا شابة ربما لم تبلغ الثامنة والعشرين من عمرها بيضاء البشرة جميلة ليست بطويلة ولا بالقصيرة عيناها خضروتان وبينما كان يراقبها شعر وكأنه يرى رهف ففي الحقيقة انها تشبه رهف شبه كبير لكنهما تختلفان في لون العينان فعنيا رهف عسليتان بينما رولا خضروتان جميلتين وفي صوتهما بحة رقيقة.

عندها همس زين لنفسه تبا للقلب الذي لدي , فقد جعل جميع نساء الأرض متشابهات لا تتميز عنهن سوى رهف أحياناً أشعر وكأن رهف لعنة ألقت علي لتعميني عن سواها فحتى عندما أعجبت ولأول بسواها أجد أنها تشبها لدرجة كبيرة ما هذا الحظ الذي لدي ....فابتسم ساخرا من ذاته وهمس

أحببت من أجله من كان يشبهه

وكل شيء من المعشوق معشوق

غادر الجميع ما عاد رولا وبعض الأعضاء المتطوعين في هذا العمل الخيري حتى يتسنى لهم ترتيب المكان والمساعدة في تنظيفه وعندما انتهى الجميع ودعت رولا الجميع مغادرة المكان , وعندما وصلت للمواقف تفاجأة بوجود زين يقف بجواره وليد ويبدوا أنهما ينتظران سيارة لتقل لهما , ففكرت أن تستغل الوضع لتتحدث مع زين فهي لا تعلم ما هذا الشعور الذي راودها منذ أن رأته وتلاقت أعينهما فهي تشعر بقلبها ينبض بسرعة كبيرة فهو وسيم جداً وأكثر ما يعجبها فيه شعره الطويل , وهذا لم يحدث معها من قبل.

بالرغم كل التحذيرات الذي تعرفها لكنها لا تعرف كيف سارت اليه ووقفت ورائه وسمعته يتحدث لوليد "وليد هل أنت تعب "

" نعم ياأبي متى سيأتي السائق "

" يبدوا أن حظنا سيء اليوم فالسائق حدث لابنه حادث وهو الآن في المستشفى تعال لنأخذ تاكسي , حسناً "

" حسناً ياأبي "

" أنا آسف يا وليد إنك حقاً متعب ,, هل أحملك "

" لا بأس يا أبي فأنا رجل "

عندها ضحك زين وقال " نعم إنك رجل حقاً "

عندها سمع كلا من زين ووليد رولا تتحدث من خلفهما

"مرحبا "

التفت زين ورائه ليجد رولا تقف بكل استحياء " مرحبا "

" هل تنتظران شخص يوصلكما "

" نعم ,, والمفروض أنه منذ ساعة هنا ينتظرنا ,, لكنه لظرف طارئ لن يأتي للآسف "

" حسناً تعالى لأوصلكم "

عندها أعاد زين شعره الذي طيره الريح وقال " لا شكرا فسنأخذ تاكسي "

" لكن الريح بدأت تقوى ويبدوا أنها ستمطر وما أن توصلا إلى مواقف سيارات الأجرة تكون أمطرت عليكما "

عندها عقد زين حاجبيه ونظر إلى وليد فهو متعب حقاً وليس في قدرته أن يتحمل أكثر لكنه مثل رهف لا يتذمر من شي .

" إن ذلك صحيح "

" أذن ما رأيكما في أن أوصلكما "

" حسناً "

" أذن هيا بنا "

وصلا إلى سيارتها الحمراء وصعد وليد بالخلف بينما زين في الامام بجوارها عندها شعرت رولا بتوتر شديد فمن كان يصدق أنه سيصعد بجوارها فهي منذ الصباح لم تأتها فرصة لتتحدث معه أما الآن فهو بجوارها كانت سعادتها لا توصف إن سيارة تبدوا معه ضيقة جداً.

" إلى أين تريدني أن أوصلكما "

عندما أخبرها زين بالعنوان أدخلته في جهاز الGPS الذي بالسيارة ليدلها على المكان ومن ثم قادة سيارتها وبينما كانت تقود قالت

" يبدوا أن وليد قد غفى "

فالتفت زين في الحال إلى الخلف ليرى وليد مغمض عينيه " لقد أنهك من كثرة اللعب "

"نعم ذلك صحيح ,,,,, آآآآم لقد رأيت لك مقابلتك الأولى على التلفاز لكن لم أعرف أن لك ابناً فقد كانت ردودك وكأنك لست مرتبط حتى تنجب ,, فهل هو حقيقة ابنك أم ماذا "

" أتقصدين أنني أكذب بشأن ابني "

" لا أعلم لكنني لم أسمع يوماً أنه لديك طفل فكيف بطفل بعمر وليد بمعنى كيف استطعت أن تخفيه عن الأنظار "
صمت زين متألم فتلك حقيقة لا يستطع إنكارها فهل يعقل أنه فجأة أصبح لديه ابن وبعمر العاشرة , للناس حق التساؤل كيف ومتى أنجبت هذا الطفل وكيف أخفيت حقيقة وجوده وقد أنكرت مرات عدة ارتباطي ..

" عذرا يبدوا انني ازعجتك بثرثرتي "

" لا بالعكس ,, لكن في الحقيقة ان هذا الطفل ابني لكنني لا احب عندما يتدخل الاعلام في حياتي الخاصة "

" إن الاعلاميين لا يقومون الإ بما في مصلحتهم , فمن عادة البشر الفضول وحتى يشبعون فضول المتابعين يعطوهم معلومات حصرية بهم بأي طريقة كانت أهم شي يكون لهم جمهور "

" ذلك صحيح "

" أذن هل أنت متزوج "

شعرت رولا بالخجل بعد أن سألته هذا فيالها من غبية.

" نعم "

" اذن فأنت كذبت عندما قولت أنك غير مرتبط "

عندها نظر زين إليها وقال " لما أشعر وكأنك تحققين معي "

" آسفه إن كنت أزعجتك "

عندها ضحك زين ليلطف الموضوع لكن حقيقة لم يوجه له أحد كمية هذه الأسئلة " على فكرة أنا متزوج منذ أحدى عشرة سنة ولدي وليد من هذا الزواج لكن كانت هنالك ظروف ومشاكل فرقة بيننا وأبعدتنا عن بعض لهذا كنت أنكر ارتباطي ووجود طفل لي فقد كنت منزعج منها وأردت أن أؤذيها فقط "

" وهل عدتما لبعض "

" لا أعلم "

" كيف ذلك "

" كما قولت لك لا أعلم كيف أصف ما بيننا "

" هل أنت تحبها إلى هذه الدرجة "

" إن أخبرتك الحقيقة لن تصدقينني "

" قل وسأحكم "

" لقد غبت عشرة أعوام عن هذا البلد لعلي امحيها من حياتي لكنني الآن وفي هذه اللحظة لا أعلم هل أحبها أم أكرهها "
وإلى هنا انتهى الحديث فقد شعرت رولا بالحزن فهي لا تعلم هل مازال زين يحب زوجته الأولى أما لا ,, لكن ما تعرفه أنها قررت أن تمحيها هي من حياته فربما هو لم يجد بعد من تنسيه فقط , عندها قررت أنها من ستتولى المهمة هذه ومن ثم ستجعله يقع في حبها .

أوقفت رولا سيارتها أمام بوابة ضخمة تدل على غنى صاحبها ورأت زين يخرج من جيبه جهاز تحكم ليفتح البوابة عندها قادة سيارتها للداخل فرأت مساحة الحديقة والمنزل الكبيرة فهي في الحقيقة لم تتوقع هذا الغنى الفاحش , وبينما كانت توقف سيارتها أمام بوابة المنزل رأت سيارة كاديلاك سوداء اخر موديل وسيارة حمراء رياضية تفتح أبوابها للأعلى .

قطع صوت زين تأملاتها " شكرا آنسه .. "

" رولا هشام عبدالله "

" آنسه رولا فلقد أتعبناكي معنا "

" لا تقول ذلك "

عندها نزل زين من السيارة بينما وصلت الخادمة إلى الباب فأمرها زين " خذي وليد لغرفته "

"حسناً سيدي "

ثم استدار لرولا وأعطاها كرته " خذي كرتي لعلي أرد لك خدمتك بخدمة أخرى "

فابتسمت رولا سعيدة بالكرت ثم أخرجت كرتها وأعطته هي الأخر وقالت " وأنت خذ كرتي لعلك تريد توصيلة أخرى فستحتاج اليه بالتأكيد "

فابتسم زين وتأمل الكرت قليلا وقال " بما إنك ابنت هشام عبدالله ,,, وتعملين مهندسه في شركة والدك فأود منك أن تحددين لي موعد معك في المكتب فأنا أود أن أقبلك مقابلة عمل "

فسعدت رولا كثيرا وقالت " متى ما أردت أتصل بي وستجديني في انتظارك "

ثم ودعا بعض وغادرت رولا تغمرها السعادة , بينما زين بدء يضع مخططاته للانتقام من حسين رزق وعائلته ويبدوا أنه مسك أول الخيط.

تفاحة فواحة 30-03-14 01:35 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
يعطيك الف عافيه اختي زين وماهي مخططاته لتدمير حسين رزق
اتمنى ان ينتبه لابنه وليد ولا يضيعه من يده رهف حب حياته لااتوقع ان رولا ستستطيع ان تنسيه اياها

fadi azar 02-04-14 12:24 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
روايتك رائعة زين يجب ان ينسى الانتقام لانه سيدمر ما بقى من حب في قلب رهف وسياكون الخاسر قبل الجميع اتمنى فقط اختي في تكبير الخط ولو قلبلا

أضئت القمر 08-04-14 09:16 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
عودي أنت لن أعود أنا
وقفت رهف أمام المرآة تتفحص ماكياجها وشعرها وفستانها الأخضر الطويل الذي صممته وخاطته منذ سنة ونصف فاحتفظت به لنفسها ولم تعرضه , وها هي تلبسه اليوم وتتألق به.. أخذت رهف تدور حول نفسها فرحا ثم توقفت أمام المرآة سعيدة ومبتهجة ثم همسة لنفسها من خلال المرآة
" أخيراً , أخيراً , أخيراً يا رهف عاد لك "
..............................................
منذ ستة أسابيع مضت اتصل وليد بوالده وأخبره أنه سيذهب في رحلة مدرسية إلى مدينة الملاهي ويريد منه أن يرافقه ليعرفه على أصدقائه فوافق زين على الفور.
فأتى اليوم المتفق عليه لكن زين تأخر في الحضور عندها قامت رهف بمرافقة وليد في الرحلة , وقد وافق وليد على مضض فقد كان متشوقاً لمرافقة والده له لكنه لم يحضر فأحزنه ذلك وأزعجه جداً وبينما كان كلا من رهف ووليد يجلسان في الباص عندها قال وليد بحزن

" ماما يبدوا أن والدي لا يحبني "

" وليد حبيبي لا تقول ذلك "

" اذن لما لم يأتي بالرغم من أني أخبرته "

" لا بأس حبيبي ربما والدك مشغول , ثم ها أنا أرافقك أم أنني لا أكفي "
....
" ماذا لا تريدني أن أرافقك "

" بلا "
نظرت رهف إلى وليد بحزن فقد تعلق بوالده وأحبه جداً بالرغم من أنه لم يلتقي به سوى من وقت قصير , وها هو منزعج جداً لعدم مرافقة زين له .
........
وصل زين إلى بوابة منزل رهف وأخذ يتأمله فهو مازال كما كان شامخا بتصميمه الراقي والجميل بالرغم من مرور احدى عشرة سنة على أخر مرة أتى إلى هنا. إن لهذا المكان ذكرى مؤلمة بالنسبة له فقد شهد البداية والنهاية لحياته مع رهف وسيشهد في الأيام القادمة انتقامه من من يسكنونه .
خرج زين من سيارته ودق الجرس مكرهاً فهو لا يريد أن يتصل على رهف , فأجابته الخادمة وسألته عن من يكون وماذا يريد فأجابها بأنه والد وليد عندها أخبرته أن وليد غير موجود فانزعج زين لذلك فهو متأكد الآن أن وليد سيكون منزعج منه فقد وعده بأنه سيرافقه لمدينة الملاهي , لكنه تأخر أمس في العودة للمنزل فقد كان برفقة رولا الذي وقع معها ومع والدها مؤخراً عقد شراكة في مشروعهم السكني الأخير وكانت أمس حفلة افتتاحية للبدء بالمشروع وقد حضرها فتأخر في العودة إلى المنزل لهذا استيقظ متأخر بالرغم من رنين منبه هاتفه لكنه لم يستطيع أن ينهض .
وصل زين إلى مدينة الملاهي الذي اخبره وليد أنه سيذهب إليها فأوقف الكاديلاك في المواقف ووضع نظارته الشمسيه ثم فتح الباب ودخل إلى مدينة الملاهي يبحث عن وليد وبعد نصف ساعة تعب من البحث بسبب المساحة الكبيرة للملاهي فهمس لنفسه
" تباً أين سأجده في هذا المكان ,, كان يجب علي أن أحضر له هاتف حتى أستطيع أن اتواصل معه مرة أخرى "
ثم اقترب زين من لعبة السيارات وكان يأمل أن يجد وليد فهي لعبته المفضلة وحقاً عندما وصل إليها وجد وليد ورهف يلعبان كلا يقود سيارة , وكان وليد يقوم بصدم والدته بكل خشونة وبالرغم من ذلك كانت رهف مستمتعة فقد كان وجهها مشرق وهي تضحك وعندما انتهيا من لعبة السيارات أخذ وليد يد والدته وكان يجرها لتلحق به إلى لعبة أخرى بينما رهف كانت تحاول أن يتركها تستريح قليلا لكن وليد رفض عندها وصلا إلى لعبة القطار وكان ذو ارتفاع عالي جداً عندها قالت رهف
" وليد حبيبي هذه ليست مناسبة لسنك "
" بلا يا أمي إني أحبها فقد لعبتها من قبل "
" ومتى كان ذلك "
" في العيد مع عمي سامر واحمد وابنائهم وكانت جميلة "
" لكنني لا استطيع أن العب معك "
" امي أرجوكي "
" وليد قولت لك لا إذ أردت أن تلعبها العبها لوحدك أما أنا فلا "
" أمي "
عندها نظرت رهف إليه بانزعاح فهي لا تريد أن تنصاع لكل ما يتمناه فذلك لن يكون في مصلحته , لكن ليس باليد حيلة فقلبها ضعيف امام وليد ونظراته
" حسناً هذا المرة فقط يا وليد "
عندها صعدت رهف خلف وليد مكرهة وهي تراقب الارتفاع وصراخ الذين يلعبون بها وتشعر أن قلبها سيتوقف في أي لحظ عندها قال وليد
" ماما أين تريدين أن تجلسين في الامام أم الخلف "
" وليد وهل هنالك فرق "
" بالطبع ياماما "
" أي مكان أووف "
عندها امسك وليد بيد والدته وسحبها للمقاعد الأمامية وصعد وأشار لها بالصعود فصعدت وهي مكرهة وقبل أن تتحرك المركبة التي يجلسون بها رأت شخص يقفز بخفة ليجلس بجوارها ويلتصق بها فاستدارت رهف فزعه من ما حدث لتفاجأ بروية زين الذي تغطي نصف وجهه نظارتة الشمسية عندها صرخ وليد الذي كان بجوار رهف
" أبي لقد أتيت "
فابتسم زين " أنا آسف وليد , لقد تأخرت يا حبيبي "
" لقد ظننتك لن تأتي لهذا امي رافقتني بالرغم من أنها مشغولة "
شعرت رهف وقتها بأن زين يسمع نبض قلبها القوي فقد كانت تشعر بأن بداخلها طبول تدق لالتصاقها به فقد مضى عليهما احدى عشرة سنة منذ ان جلست بجواره وسمعت صوته قريباً منها لهذه الدرجة كان يتحدث بجوارها مع وليد وكأن وجودها بجواره لا يعنيه , فهل يعقل أنه لا يشعر بما تشعر. فهي تشعر بأن السعادة تغمرها كلياً فيكفيها قربه وسماع صوته بهذا القرب وشم رائحة عطره .
وعندما بدأت تتحرك المركبة لتصعد أخذت رهف تغمض عينها تارة وتفتح تارة , عندها بينما هو أخذ يراقبها ويتأمل جمالها من خلف نظارته في الحقيقة أنه منذ أن صعد بجوارها لم ينزع عينه عنها , فرهف زادت جمالا عن ما كانت عليه فقد أصبحت امرأة فائقة الجمال , عندها تذكر عندما لم يتركها تدرس قسم الهندسة فهو كان يشعر بغيرة شديدة عليها عندها لم يكن مخطئ بالتأكيد فهي في الحقيقة جميلة جداً .
لا يعلم زين كيف رفع يده ووضعها خلف كتفي رهف ليضمها اليه عندما صرخت خوفاً من هبوط المركبة السريع , وأخذ يتأملها فهي مازلت تغمض عينها كلما شعرت بالخوف مثلما كانت تفعل , مازال زين بذكر عندما فتح لها الباب ودفعته لتختبئ من الكلاب فقد كانت مغمضة عينيها كما هي الآن , وبينما زين كان ينظر إليها فتحت رهف عينيها لتلقي عيناها بعينيه وكانت هذه اللحظة تكفي لتفضح ما بداخلهما من حنين وشوق وحب يملئهما .
تفاجأ زين بقلبه ومشاعره التي مازالت كما هي تنبض بمجرد رؤية رهف أما أن تلتقي عيني يعيناها فقد كانت لحظة لم أستعد لها ففضحتني مشاعري أمامها تباً . كنت أتمنى لو أن حبها قل لو قليلاً لكنني تأكدت أنها مازلت في قلبي كما كانت بل ربما شوقي وحبي لها زاد لكن يقف بيننا كرامتي وكبريائي وحقدي على عائلتها لن أستطيع أن أعيش معها من غير أن أشفي غليلي منهم جميعاً.
توقفت اللعبة فخرج زين ثم رهف ثم وليد الذي غمرته السعادة فاخذ يقفز أمام والديه بكل سعادة وهو ممسك بيد كل واحد منهما بينما كان يعدد لهما الالعاب التي يريد أن يلعبها وحقاً لعبوا جميع الألعاب التي أردها وليد .
وعندما انتصف النهار قام زين بشراء الغداء ومن ثم أجلسهم بعيداً عن الازعاج ولكي يأخذ راحته هو أيضاً , فما أن جلسوا حتى نزع نظارته ورتب شعره الذي تطاير بسبب الرياح , أما رهف فقد فقدمت لكل واحد وجبته فتناولوا ثلاثتهم الطعام بشهية وصمت , وعندما انتهوا قال زين
" وليد هل اكتفيت اليوم يا حبيبي أم ماذا "
" قليلا يا أبي "
فضحك زين " قليلا أتعني ان خمس ساعات لعب وركض ولم تكتفي بعد "
" لا ليس بعد ,, انظر يا أبي لم يغادر أحد بعد "
" حسناً سنبقى يا وليد "
بالرغم من تعب وليد لكنه لم يكن يريد أن يغادر لكن ما ان مرة نصف ساعة حتى نام وليد بينما كان كلا من رهف وزين يحتسيا قهوتهما في صمت وما ان استدار زين ليطلب منهما النهوض وجد وليد نائم بالجوار من امه
" يبدوا أنه لم يستطيع أن يقاوم اكثر "
نظرت رهف لما ينظر زين فوجدت وليد نائم فنهضت وحاولت ان تحمله فقال زين
" اتركيه سأحمله أنا "
ابتعدت رهف من زين كي يحمل وليد أما هي فقد قامت بجمع حاجياتهم ثم مشت خلف زين عندها سألها
" هل أتيتما بسيارتك "
" لا بالباص "
" أذن تعالي سأوصلكم للمنزل "
" لا داعي لذلك , فهاهو الباص سيغادر "
"سأوصلكما أنا ,,, هيا الحقي بي "
" زين , قولت لك لا داعي لذلك "
لكن زين لم يتوقف حتى أن لم يلتفت إليها فاتبعته مكرهة حتى وصلت إلى سيارته وفتح ابواب الكاديلاك ليضع وليد ثم التفت اليها وقال
" هيا اركبي "
" لا أريد "
عندها امسك بيدها وفتح الباب وادخلها بالقوة ثم صعد هو , نظر الى رهف وقال
" لما انتي غاضبة "
" أنا لست بغاضبة "
" أذن ماذا بك "
" لا شيء "
" هل أنتي منزعجة أم خائفة أن يراكي أخوكي أووالدك برفقتي "
" لا ليس الأمر هكذا لكنني لا أحب أن أركب مع شخص أعرف أنه مكره على وجوده معه وأنه يكرهني أيضاً "
" ومن قال لكي إني أكرهك "
" أنت "
" أنا ,, متى "
" عينيك تقول وتصرفات تفضحك "
" وماذا تخبركي عيني "
" تخبرني بما في قلبك "
" وما في قلبي يا ترى "
عندها شعرت أن زين يسخر منها بأسئلته الكثيرة فأشاحت بوجهها وهي منزعجة , ففي الحقيقة أنها منذ الصباح بالرغم من سعادتها بوجوده لكنها شعرت بضيق شديد فهي تارة تراه يتأملها بحب وأحيانا بغضب وانزعاج , في الحقيقة أنها لم تعد تعرفه وقد سبب لها الحيرة فهي لم تعد تعلم هل مازال يحبها أم أنه أصبح يكرهها ....
قاد زين الكاديلاك في صمت لم يقطعه سوى صوت كاظم الساهر الساحر بكلماته وصوته وهو يقول
انا بالحب اكون او لا اكون
وين أكون ان ما كنت بحضنك انتى
وين اكون بين ايدك
على صدرك
ولا شعرك
والعيون
وين اكون
من السبت للسبت أريدك
انا مو بس موت احبك
انا لاخر نفس بيّا ابقى احبك
و بجنون
وين اكون
اخذى قلبى فدا عمرك
قلادة خليها على صدرك
سوارة او خاتم بصبعك
وين ما تحبى يكون
وين اكون
انا طفلك
انا رجلك
انا بعضك
انا كلك
غير حبك غير حضنك
ما إلي بها الدنيا دار
انا بالحب
أكون او لا اكون
انا بالحب أكون او لا لا لا اكون
وعندما انتهت الاغنية شعر زين بحرج فأغلق الراديو فقد شعر وقتها كأن كاظم أتى ليفضحه على العلن , فقد أراد أن يقسوا على رهف لكن ما غناه كان أصدق شي وأقرب لوصف حالة زين في حبه لرهف, فهو بالرغم من الحقد والغضب مازال يعشقها حتى النخاع ...
وبينما كان يقود زين متجهاً لمنزل رهف ظهر البحر بجانب الطريق عندها التفت زين وقال
" أتريدين أن تري البحر "
نظرت إليه رهف بتعجب فحقاً لا تعلم كيف يتقلب مزاجه بسرعة تارة تشعر أنه يكرها بشدة وتارة تشعر أنه مازل يحبها وتارة أخرى تشعر أنه يسخر منها ليس إلا .
" ماذا ألا تريدين "
" لم أعد أعرفك "
" ماذا "
" لم أعد أعرفك ,, من أنت "
" أنا الشخص الذي صنعتيه بيديكي "
" لا تكثر اللوم فكثرته لن يؤدي لنتيجة ,, لم أكن السبب في كل ما حدث لك ربما كنت مجرد سبب واحد لكن هنالك أشياء كثيرة حدثت لك غيرتك وبالتأكيد لم أكن أنا أحداها "
" أنت السبب الرئيسي في تحول حياتي إلى جحيم , فبسببك عشت أياماً مريرة "
" وإن لومتني لن يتغير الماضي فلما تقوم بذلك "
.....
صمت زين ودار بالسيارة ليأخذها للبحر ثم قال
" والحل في رأيك ما هو "
" أن ننسى ما مضى "
" ننسى ما مضى ببساطة هكذا يا رهف "
" نعم لننسى يا زين , و لنبدأ من جديد "
" آآمم "
.........
ثم أشاح بنظره إلى البحر فصمتت رهف وأخذت تتأمل البحر الذي تنعكس أشعة الشمس عليه لترسم أجمل لوحة ألاهية . وعندما طال صمت زين وضعت رهف أحدى اسطواناته لتصدح أغنية Bruno Mars - Grenade

Easy come easy go, that's just how you live
Oh, take, take, take it all but you never give
Should've known you was trouble from the first kiss
Had your eyes wide open, why were they open
Gave you all I had and you tossed it in the trash
You tossed it in the trash, you did
To give me all your love is all I ever askedv
'Cause
What you don't understand is
I'd catch a grenade for ya
Throw my hand on a blade for ya
I'd jump in front of a train for ya
You know I'd do anything for ya
oh oh oh oh
I would go through all this pain
Take a bullet straight right through my brain
Yes, I would die for you, baby
But you won't do the same
No, no, no, no
Black, black, black and blue, beat me 'til I'm numb
Tell the devil I said, hey, when you get back to where you're from
Mad woman, bad woman, that's just what you are, yeah
You'll smile in my face then rip the brakes out my car
انزعجت رهف من الأغنية بل كرهتها ففكرة أنه يستمع لمثل هذه الاغاني يعني ذلك أنه يحمل بداخله غضب وكره وحقد لها فهو يرى أنه قدم لها كل ما يملكه بينما هي لم تحبه , إنه كمن كذب الكذبة وصدقها فهل يعقل أنه يظن أنها لم تحبه انه مجنون.
استدارت رهف إلى زين المنسجم مع الأغنية فذالك واضح من اغماض عينيه وضرب اصابعه مع الموسيقى على فخذه عندها بدون شعور أغلقت المسجلة ففتح زين عينيه ليلتقي بعيني رهف الغاضبة
" ماذا بك , ولما تنظرين إلي هكذا "
" لا شي , لكنني أعتقد أنه حان الوقت لتوصلنا للمنزل فقد تأخرنا "
" ألهذا أنتي غاضبة "
....
" يبدو أن وجودك معي يزعجك "
" نعم يزعجني , فهل أوصلتني "
" ما الذي حدث وغيرك ما الذي ازعجك "
" يا ألاهي كل الذي اطلبه منك أن تعيدني للمنزل فلما أنت تكثر الأسئلة "
نظر زين إليها وقد أزعجه صراخها عليه فهل تظن أن لها الحق في الصراخ والانزعاج فهو من يملك الحق في ذلك ليست
" أنا لست السائق الخاص بك حتى تصرخين علي هكذا "
" وأنا لم أطلب منك أن توصلني من البداية "
ثم فتحت باب السيارة وخرجت , ثم فتحت الباب الخلفي لتوقظ وليد لكن زين سبقها وأبعدها ليغلق الباب وقال
" ماذا تفعلين "
" ماذا تفعل أنت "
" رهف "
" ابتعد عن طريق اريد ان اخذ ابني "
" رهف نحن في الشارع "
" ان كنت تخاف على شهرتك فاتركني اخذ ابني واذهب "
" هو ابني ايضاً "
" نعم ماذا قولت "
" ما سمعتيه يا رهف ابني "
" انه ابني أنا فقط , يا زين "
" أتقصدين أن لا أب له "
" نعم "
" حسناً ما رأيك لو قلت لك أنك لن ترينه بعد اليوم , فهو ابني وسآخذه معي ومن هذه اللحظة "
ثم استدار ليصعد سيارته عندها حاولت رهف أن تفتح الباب لكن زين سبقها وأغلقه عندها لم تشعر الا بدموعها تنزل وهي تطرق النافذة وتصرخ بزين لعله يفتح الباب لها لكنه بدلا من ذلك قاد سيارته بعيداً عنها , شعرت للحظة أنه سلبها روحها وأنفاسها شعرت بصعوبة في التنفس فكيف لها أن تعيد أبنها الآن جلست على كرسي تبكي بحرقة شديدة هل هي مجنونة لتذهب معه , ماذا ستخبر والدها ماذا ستخبر رشدي بالتأكيد سيسألها الجميع كيف أخذ ابنها منها ماذا ستجيب , ظلت على ذلك الحال حتى شعرت بجسدها تعب من البكاء فقامت بمسح دموعها فليكن ما يكن , أهم شي أن تعيد أبنها وبينما هي تنهض رأت زين أمامها يقف بكل برود يراقبها تبكي
" أنت حقير "
" رهف "
" أنت أحقر رجل رأيته في حياته "
" إن استمريتي في هذا سأتركك حقاً "
أشاحت رهف بعينيها بعيداً عنه فقد خافت أن تستهين به فتقع في شباكه فهو ينتظر منها الخطأ ليعاقبها شر عقاب هل هنالك أبشع من ما فعله قبل قليل , ليعود بكل برود وعلى وجهه شبه ابتسامة يا لوقاحته وحقده.
" هيا ألن تصعدين لقد انتظرتك طويلا "
نظرت إليه رهف نظرة تمنت لو انها تستطيع أن تبرحه ضرباً لما تراجعت في ذلك....
قاد زين سيارته في صمت فهو منزعج من نفسه فقد جرح رهف جرح قوي فقد أشعرها بتحقق أحد مخاوفها وهو أخذ ابنها منها ما أصعب ذلك الشعور لقد رأها وللمرة الأولى تبكي بهذه الحرقة والحزن حتى انها لم تهتم بالمارة فقد كانت في عالماً أخر
" رهف "
.....
" رهف "
....
" أنا آسف لم أقصد ذلك "
" كاذب "
" نعم "
" كاذب وحقير "
" رهف "
" ونذل "
" اصمتي لم أعد اريد أن اسمع صوتك "
" لما الم يعجبك كلامي "
" نعم ,فقد أصبحت سليطة اللسان وأنا لا أحب هذا النوع من النساء "
" آآآآها ,, أعذرني لم أكن أعرف ذلك ,, سامحني فقد أزعجت حضرتك "
.......
صمتت رهف بدورها في الحقيقة لقد انزعجت هي الأخرى فقد أصبحا يتراشقان بالكلمات من كان يظن أنهما سيصلان إلى هذا حقاً يبدوا أن الماضي لن يعود يوماً ...
وقبل أن يقترب من منزلها وقد هدأ كليهما قليلاً عندها قال زين
" رهف "
....
" في الحقيقة أنا أريد وليد يعيش معي "
" نعم "
" رهف أنا والده ,, ثم وليد يحتاج لي كما يحتاج لك "
" لكنني لا استطيع أن أعيش بدون ابني خذ أي شي سوى وليد "
" وأنا لا اريد شي سوى وليد ابني انا أيضاً "
" والحل في رأيك "
" الحل في يدك أنتي "
" ماذا تقصد "
" هنالك حلان "
....
" أولا هنالك المحكمة وهي من ستقرر أين سيعيش وليد
ثانياً والحل الأفضل أن تعودي لمنزلك ليتربى وليد بين والديه "
وبينما كان يعرض حله الثاني كانت عينيه على رهف لعله يقرأ ما يدور برأسها وما ستكون ردت فعلها
" نعم أعود لك "
" نعم تعودين "
" أهذا ما تريده "
" هذا سيكون الأفضل لوليد "
" وأنت "
" ماذا تقصدين "
" أنت تفهمني جيداً "
" وهل يهمك رأي "
" بالطبع "
" أنا أيضاً أريدك أن تعودين فمنزلك مازالت أبوابه مفتوحة لك "
.....................................

fadi azar 08-04-14 10:17 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
حرام ما فعله زين برهف ستضر ان توافق على طلبه حتى تبقى مع ابنها فصل كتير حلو

تشايلي 08-04-14 11:38 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
يسلموووو ع البارت مرررررررررره حلووو ومتحمسه للبارت الجاي

أضئت القمر 10-04-14 03:14 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
أوقف زين سيارته أمام باب منزل رهف عندها شعرت رهف بالارتياح فأخيرا وصلت لمنزلها مع وليد ففتحت الباب لتخرج وإذ بزين يمسك بيدها ويقول
" رهف لديكي يومين تفكرين فيها وأريد جواباً منكي بعدها "
" زين لا أعتقد أن هذا سينجح "
" ماذا تعنين "
" أنت تفهم ما أعنيه جيداً هو أن هذا الوقت ليس مناسباً لأن نبدأ من جديد "
" ومتى ترينه مناسباً يا ترى "
" عندما تكون أنت مستعد لأن تبدأ حياة جديدة حقاً "
" ومن قال لك غير ذلك "
" زين كل تصرفاتك تقول ذلك "
" اسمعينني يا رهف أنا سأعطيكي يومين فقط لتفكر أما سأتبع الحل الأخر فما باليد من حيلة "
" أريت ما أعنيه أنك تريد كل شيء كما تراه أنت فقط مناسباً , إنك حتى لم تعد تراعي ما يريده الأخر "
أشاح زين بنظره بعيداً عنه وقال وهو يخرج من سيارته
" لقد قولت ما عندي وأنتي لك أن تختاري ماتريدين لن أجبرك على أي شيء "
خرج زين من السيارة وفتح الباب الخلفي ليحمل وليد فأخذ يتأمل ملامحه البريئة وبينما هو ينتظر الخادمة لتأتي تحمله عندها ضمه أكثر إلى صدره وأخذ يقبله بكل حب وحنان ..
وبينما كانت الخادمة عائدة للمنزل حاملة بوليد كان زين يفرغ حاجيات رهف ووليد من سيارته ثم وضعها أمام رهف
" سأتصل بك بعد يومين أتمنى أسمع جوابك "
.....
فجأة سمع زين صوت لطالما كرهه
" رهف "
نظرا كلاً من رهف وزين إلى مصدر الصوت ولم تكن سوى والدة رهف خارجة فقد كانت واضعة الحجاب وومسكة بحقيبتها ونظارتها الشمسية بين اصابيعها
" أمي "
نزلت والدة رهف وأخت تتفحص زين ففي الحقيقة في الوهلة الأولى لم تعرفه فقد مضى على لقائهما الأخير احدى عشرة سنة ليس بالوقت القصير , لكنها تعرف أن ابنتها لن تدع أي رجل يوصلها إلى هنا الإ إذ كان زين فقط فهي تعرف ابنتها
عندها قال زين والكره واضح في عينيه
" السلام عليكم "
" وعليكم السلام ,, يا الهي ,, هل أنت زين الدين "
" على ما أعتقد "
" حقاً المال تغير البشر وأنفسهم "
شعر زين بغيظ منها فنظر إليها ليجد أنها مازالت تملك جمال خاص بها برغم تقدمها في العمر وبرغم غطرستها وتكبرها لكنها جميلة وهذا الشيء الوحيد الذي ورثته رهف من والدتها الشكل أما القلب فشتان بينهما ...
" ذلك حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها "
" حقاً ,, فأنظر إليك كيف تغيرت إنني بالكاد عرفتك "
.....
أمسك زين لسانه بالقوة من أن يسمعها كلاماً لن يعجبها لكن مع أمثالها يجب أن يلتزم الأشخاص بالصمت فذلك أفضل لهم .
عندها قرر زين المغادرة فذالك أفضل للجميع
" مع السلامة سيدة شهيناز "
وركب سيارته غير منتظر رداً منهن ...
" كاديلاك وأخر موديل "
" أمي "
" كم تعتقدين أنه يملك من مال "
" أمي ما هذا الذي فعلتيه "
" ماذا "
" أمي أرجوكي لا تتظاهري بأنك لا تعرفين شي "
" حقاً لا أعرف ما فعلت وأزعجك "
" يا إلاهي أنا سأذهب لغرفتي فقد تعبت من هذا الجدال العقيم معكي "
عندها امسكت بها والدتها وقالت " حبيبتي أرجوكي لا تنزعجي مني لكنني لا أحبه "
" أمي أرجوكي أشعري بي "
" ألم تجدي من جنس البشر سواه لتحبيه "
" لم يعد يجمعنا فقط الحب أصبح هنالك طفل يا أمي "
" لقد أخبرتك أنني استطيع أن أزوجك بمن هو أفضل منه وأوسم فقط أنتي وافقي وسترين كيف ستنسينه في غضون أشهر "
" يا الهي ظننتك أنك فهمتيني لكننا متباعدتان جداً يا أمي ,, يجب أن تعرفي أنني لن أكون لغير زين إن طال الزمان أوقصر "
.....
" أمي أنا مرهقة سأصعد لأستريح قليلاً "
ذهبت رهف وهي تشعر بالحنق من والدتها التي لا تفهمها ومن زين الذي لم يعد الشخص الذي أحبته وتزوجته لأول مرة تشعر بالتوجس والخوف من قربه فإن عادة له تشعر كأنها تقدم رأسها على طبق من ذهب إنها تشعر أنه يضمر لها مكيدة ما لكن ذلك كله زال بعد أن صلت وأستخارة ربها للعودة إليه شعرت أن أفضل قرار لكليهما العودة , لكن ما يزعجها أنها تحاول أن تتخيل المستقبل معه ومع وليد وكيف ستكون حياتهم سعيدة لكنها في الحقيقة أنها تشعر أن ذلك من ضرب الخيال فهي تشعر بأن زين يحيك حولها خيوط العنكبوت لأول مرة ترى في عينيه الغدر نعم أنسب كلمة لما لمحته في عينيه هو الغدر....
اتصل بها بعد يومين وسألها عن ما اختارته بكل برود وجفاء وكأنه يتحداها
" السلام عليكم "
" وعليكم السلام "
" كيف حالكم "
" نحن بخير"
" يبدوا أنك نسيت الموضوع الذي تحدثنا فيه "
" لا لم أنسه "
" اذن لما لم تتصلي "
شعرت رهف بأنه يهينها فان كان يريد أن يعيدها حقاً أما كان من الواجب أنه هو من يتصل ويشعرها بحبه وحاجته لها بدلا من هذا التحقيق
" ولما أنا التي أتصل "
" ماذا تقصدين "
" ما أعنيه أنه أنت الرجل وأنت من تريدني أن أعود ,, أما كان من واجبك أنت أن تتصل ولست أنا لتعرف جوابي"
" حسناً ها أنا اتصلت "
صمتت رهف وهي تشعر بالغيظ والغضب منه فأغمضت عينيها وهي تقول
" أنا موافقة أن أعود لك إن أقسمت لي أنك مازلت تحبني "
صمت زين متفاجأ من ما طلبته رغم أنهما مازالا زوجين لكن الاحدى عشرة سنة جعلت منهما غرباء شعر في الحقيقة بإحراج وانزعاج فما كان يتوقع هذا الطلب فهو لا يريد أن يؤنبه ضميره أكثر من اللازم فانتقامه منهم سيؤذيها جداً وان أخبرها أنه مازال يحبها سيكون كمن أحكم الحبل على رقبتها
" لقد عرفت الجواب هذا ما كنت أخاف منه "
" انتي فهمتني خطأ كل ما في الموضوع أنني تفاجأت "
" تفاجأت "
" نعم "
" هل تفاجأت من سؤالي ,, لما ,, ألست زوجتك ,, ومن حقي أن أعرف إن كنت مازلت تكن لي نفس المشاعر أم لا "
" لا "
" نعم "
" أقصد أنه من حقك ,, أنا آسف "
انزعجت رهف أن زين استطاع الهروب من الجواب فقد طال الكلام بينهما بينما كان يستطيع أن يكذب وأن ينطق بأي شيء لكنه ترك الموضوع مفتوحاً بينهما
" هل استطيع أن اذهب لوالدك لأكلمه في موضوعنا "
" براحتك ,, مع السلامة "
أغلقت رهف السماعة دون أن تنتظر منه رد أزعجه ذلك , ففي الحقيقة حتى هو لم يعد يعرف مع من يتعامل فرهف التي عرفها لم تعد هي نفسها فهذا أصبحت أقوى وأكثر عنادا ولديها شخصية قوية ونظراتها حادة يشعر بأنه يواجه شخص لم يعرفه فيما مضى , قبل أن يقابلها لم يكن يخطر في باله أن الطفلة التي تزوج بها ستصبح في يوماً ما شبيهة بأمها ...
..................................................

أضئت القمر 10-04-14 07:49 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
وحقاً لم يمر سوى يومين حتى امتلك زين الشجاعة وذهب إلى شركة والد رهف .

أوقف سيارته الكاديلاك أمام الشركة ثم خرج ودخل الشركة ثم صعد المصعد وأثناء ذلك تفحص نفسه في المرآة التي أمامه فقد لبس أفضل البدل التي لديه , إن من يراه اليوم لن يعرف أنه ذاته من انتظر حسين رزق قبل احدى عشرة سنة بجوار مواقف السيارة بهندامه البسيط .

دخل مكتب حسين رزق فأستقبله السكرتير وقد عرف من يكون
" زين الدين يا الهي "
" رائد "
" يا لهذه المفاجأة الرائعة "
" إنها حقاً رائعة كيف حال والدك وأخوتك ووالدتك "
" الجميع بخير الحمدلله ,, أين ذهبت وكيف غبت هذا الوقت كله لقد بحث عنك أخوتك ووالدك لقد أخفتهم وأحزنتم بغيابك "
.......
" أتعرف أن سامر أتى بعد عدة أشهر وتشاجر مع السيد حسين وقام بتكسير كل شيء أمامه "
" حقاً , وماذا حدث بعدها "
" دخل السجن لعدة أشهر ثم خرج بكفالة "
شعر زين وقتها أن حقده وتصميمه على الانتقام زاد عن قبل فها هو السيد حسين لم يكتفي بما فعله به بل ادخل سامر السجن هو الأخر
" حسناً هل دخلت وأخبرت مديرك أنني هنا , وأنني أريد أن أقابله "
" حسناً "
دخل رائد ثم خرج وقال وهو متحرج
" السيد حسين مشغول انتظر قليلاً , ماذا تشرب بالمناسبة "
جلس زين بعد أن فتح إزار جاكته وقد غاظه ما فعله السيد حسين به
" عصير ليمون بالنعناع "
" حسناً "
مرت ساعة ولم يغير ذلك من موقف زين ومن ثم تلتها ساعة أخرى قدم له رائد أثنائها قهوة ثم تلتها ساعة أخرى , عندها استأذن رائد للخروج فابتسم له زين حتى يطمئن ويخرج من المكتب , فاستغل زين ذلك وفتح الباب على السيد حسين ليتفاجأ هذا الأخير لرؤية زين أمامه
" أعتقد أن ثلاث ساعات من الانتظار تكفي فالموضوع الذي أتيت من أجله لن يأخذ معنا سوى خمسة عشرة دقيقة بالكثير "
" لكنني مشغول وليست لدي خمسة عشرة دقيقة لك "
لكن زين جلس أمامه بكل وثوق وقامته مرفوعة قال
" إن الأمر الذي أتيت من أجله متعلق بي وبإبنتك "
" لا أريد أن أسمع منك كلمة أخرى عن ابنتي فلتتطلقها ولتنساها "
" هكذا ببساطة , يجب أن تعرف زوجتي لن أطلقها حتى تطلب هي مني ذلك "
" كلامك معي أنا وأنا من أطلب منك أن تطلق ابنتي فكن رجلاً وطلقها "
" لا تظن إنك بهذا الكلام ستجعلني أطلق زوجتي "
......
" على العموم أنا أتيت لأطلب منك أن تسمح لي أن أخذ زوجتي "
" زوجتك , اسمع أيها الفتى من الأفضل لك أن تنهض من أمامي وأن لا أراك بعد اليوم "
" فتى ,, الله يسامحك يا عمي ,, على العموم ما رأيك أن تسأل ابنتك ثم تخبرني بالجواب ,, وان كانت لا تريد أن تعود فسآتي لأخذ ابني "
ثم نهض وقال وهو يغلق ازر الجاكيت
" مع السلامة يا عمي "
.....................................
عاد والد رهف للمنزل وهو غاضب ليجد زوجته وابنته رهف ووليد مجتمعين على الغداء فانضم لهم دون أن ينبس بكلمة
" أبي ماذا بك "
.....
" حسين ماذا بك , ما الذي حدث "
" هل قابلت زين أو تحدثتي معه "
" نعم "
" لماااذا لمااذا يا رهف "
" أبي أرجوك اهدأ "
" اهدأ كيف اهدأ وهو بكل وقاحة أتاني اليوم في الشركة وبكل وثوق يتكلم عن عودتك له "
عندها بكت رهف فزين أصبح مزعج حقاً
" آسفه يا أبي لكنه سيأخذ وليد مني وأنا لا أستطيع أن أعيش من دون ابني "
" بمعنى أنك موافقه أليس كذلك "
" آسفة يا أبي "
" لا تتأسفين لي تأسفي على عمرك الذي ستقضيه معه فعلى ما أعتقد أنه لا يضمر لك سوى الشر"
" وهذا ما أشعر به كذلك يا رهف "
" اذن ما الحل أن أترك ابني , الموت أهون علي من أن أبات يوماً وهو ليس بجواري "
" بهذه الطريقة تركتيه يستغلك "
" ما العمل يا أبي أشير علي "
" تطلقي منه "
" وابني "
" ابنك كبر وليس بحاجتك "
" ابني مازال بحاجتاً لي يا أبي حتى يكبر "
" القرار لك يا رهف "
...............................
وافق والدى رهف على عودة رهف لزين أما رشدي فقد خضع لقرار اخته , فاتصل والدها بزين وأتى هذا الأخير إلى المنزل ليتعشى معهم وما أن دخل المنزل حتى وجد والد رهف ووالدتها بانتظارها ووليد بجوارهم وما أن رآه ركض إلى والده ليرفعه زين ويقبله ثم أنزله ليضع ما أحضره معه من هدايا أمامهم على الطاولة
قال عمه بكل برود " تفضل بالجلوس "
جلس زين وجلس الجميع عم صمتاً غريباً , لم يقطعه سوى صوت خطوات رهف التي أبهرني جمالها فقد كانت تضع مكياجاً خفيفاً وتلبس فستاناً وردي اللون قصير قليلا وتلبس معه كعباً عالياً أما شعرها فقد كان جميلاً وقد طال كثيراً عن أخر مرة يذكرها فيها شعر بأن قلبه سيتوقف في أي لحظة فجمالها مبهر بالرغم من بساطة ملامحها لكنها تعرف كيف تبرز ملامحها .
" السلام عليكم "
" وعليكم السلام "
عنها نهض زين وقدم لها باقة ورد وعلبة مجوهرات وعلبة صغير يضم خاتم جميل بوسطه حجر ألماس كبير
" شكراً "
ابتسم زين لها لكنها لم تبادله الابتسام اجتمع الجميع على الطاولة ولم يدور أي حديث على الطاولة فاكتفى الجميع بالصمت
وبعد أن أنتهوا من الطعام غادروا الغرفة إلى مجلساً أكبر ليحتسوا الشاي هنالك وهنالك تكلم والد رهف
" اسمع يا زين أنا وافقت على عودة ابنتي لك لأن ذلك في مصلحة وليد ,, لهذا اتمنى أن تعتني بهما فإن كنت تريد ان يعيش ابنك حياة سعيدة يجب أن تسعد والدته وبالتالي ستعم السعاة والتفاهم"
" حسناً "
وبعدها تركوهما معا عندها قال زين
" كم أنتي جميلة "
نظرت رهف إلى عينيه مباشرة لعلها تفك شفراتها فااقترب منها دون أن يلمسها
" اصبحت امرأة جميلة , كل تفاصليك الصغيرة تغيرت فيكي "
" أنت أيضاً "
" حقاً "
" نعم "
" متى تريدين أن أتي لأخذك أنتي ووليد "
" ألن نقيم حفلة بهذه المناسبة "
" لا بأس أقيميها "
ثم صمتا ليتبادلا النظرات شعرت أنه لأول مرة يتحدث معها بأريحية وكأنه عاد زين القديم عندها امسك بيديها وطبع في كلاً منها قبلة حارة ......
.............................
وقفت رهف أمام المرآة تتفحص ماكياجها وشعرها وفستانها الأخضر الطويل الذي صممته وخاطته منذ سنة ونصف فاحتفظت به لنفسها ولم تعرضه , وها هي تلبسه اليوم وتتألق به.. أخذت رهف تدور حول نفسها فرحا ثم توقفت أمام المرآة سعيدة ومبتهجة ثم همسة لنفسها من خلال المرآة
" أخيراً , أخيراً , أخيراً يا رهف عاد لك "
أقامت رهف الحفلة بعد شهر وقد كانت تقابل زين شبه يومياً وتتحدث معه فتحسنت علاقتهما فلهذا كانت تشعر بسعادة تغمرها وهي تنزل لتزفها والدتها على صوت الزغاريط .
قدم زين بسيارة بيبي همر لونها أحمر اشتراها منذ اسبوع ومر ليأخذ رهف ووليد بها وما أن ركبت رهف بجواره حتى شعرت بأن قلبها قبض شعرت بأن هنالك ما سيحدث. عم صمت بينهما فوليد نائم وزين لم يتعب نفسه حتى بإلقاء التحية
" زين ماذا بك "
" لا شيء "
" ماذا تعني بلا شيء "
" رهف ما الذي لا تفهمينه من لا شيء "
صمتت رهف حزينة من صراخه عليها في ليلة مثل هذه فالتزمت الصمت حتى وصلا للمنزل فإنذهلت بمنزله وبمساحته الشاسعة فهو لم يأخذا ولا مرة واحدة لمنزله بالتأكيد أراد أن يفاجئها.
أوقف زين السيارة فخرجت خادمتان وأتى الحارس ليحمل الحقائب فطلب من الخادمتان ان توصلا وليد لغرفته لينام وان يرتبن ما في الحقائب في الغرف اما الحارس فقد اعاد السيارة ليوقفها بجوار اختيها .
بينما قال زين لرهف " تعالي معي "
لحقت به رهف فأوصلها لغرفة كبيرة وذو ألوان جميلة جداً
" ما رأيك بغرفتك "
" إنها جميلة "
" لا يبدوا أنها أعجبتك "
.......
" تصبحين على خير "
" زين أين أنت ذاهب "
" إلى غرفتي "
" لماذا أليست هذه غرفتنا "
" لا "
ثم أغلق الباب خلفه عنها جلست رهف على السرير وضمت رأسها بين رجليها وهي تبكي بكل حزن وخيبة أمل لقد خدعها طيلة شهر ويبدوا انه انطلت عليها الكذبة...
ظلت رهف تبكي حتى غلبها النوم وغفت .
استيقظت رهف لتتأمل كل ما حولها وهي تحاول أن تعرف أين هي بالضبط فتذكرت كل ما حدث امس , دخلت الحمام لتغتسل وتبدل ثيابها وهي تفكر انها لم تكن بالأمس سوى بطلة في مهزلة كتبها زين وأخرجها ....

**************************************

fadi azar 10-04-14 09:07 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
زين يحب رهف لكن الحقد يشبه الغشاء المحيط بقلبه يجب ان يتمزق حتى يظهر الحب خالي من الحقد واانتقام

أضئت القمر 17-04-14 07:56 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
اشكيك لمين ..

بعد أن لبست رهف وسرحت شعرها لم يكن لها الرغبة في الخروج من غرفتها أو مقابلة أحد فذهبت لتجلس على الكرسي المقابل للنافذة التي تطل على بوابة المنزل والحديقة وجزء من المسبح أيضاً , ورأت سيارات زين المصفوفات تحت المظلات فتذكرت زين وصراخه عليها ليلة أمس فانزعجت وهمست لنفسها

" هل يعقل أن هذا كله تخطيط منه أم أن هنالك ما طرأ عليه فعكر مزاجه "

ثم صمتت في حزن تفكر في الشهر الماضي وكيف كانت سعيدة برؤية زين الذي تعرفه قد عاد لها , فقد كان يمر يأخذها من مكان عملها ومن ثم يذهبا للبحر أو السوق ليتمشيا على قدميهما وكان يقتنص الفرصة ليمسك بيدها ويظلا هكذا , حتى يأتي موعد عودة وليد فيذهبان ليأخذانه من مدرسته ويذهبان ليتناولوا الغداء في أي مكان تختاره هي أو وليد , لقد فرش لها الأرض ورود لقد أراها أبواب الجنة التي ستدخلها إن عادت له , لكنها كانت خدعة قذرة منه .

تنهدت رهف بحزن محاولة امساك دمعة كادت تفر من عينيها وهمست لنفسها

" لا دموع بعد الآن ,, فما زالت اللعبة في أولها قلبي يعرفه جيداً ,, مازال هنالك ما يخبئه لي زين "

ثم نهضت من مكانها وخرجت من غرفتها لتبحث عن وليد لكن ما أن سارت في الممر حتى فوجئت بوجود أبواب كثير فما عرفت أين منها غرفة ابنها ففضلت أ ن تنزل للطابق السفلي لتسأل الخادمة عن وليد فإذا بها تلتقي بزين وقد علت وجهه ابتسامة ساخرة وعينيه تتفحصها

" صباح الخير ,, أتعرفين كم أنتي جميلة في الصباح "

نظرت إليه لتعرف أيهما يتحدث معها زين حبيبها أم زين الكريه فكان الأخير هو من يقف أمامها.

" أين وليد "

" لا تخافين إنه في المطبخ يتناول إفطاره , كنت سأصعد إليكِ فقد خفت أن تضعين في المنزل "

نظرت إليه باستنكار " أضيع ... "

ابتسم فقد أراد اغاظتها " لقد تأخرتي فظننت أنك لم تجدي طريقك "

....................

" لما عيناكي حمراوان يبدوا أنك لم تنامي جيداً "

....................

" لا تقلقين انه مجرد وقت وستعتادين على منزلك , وإن لم تعجبك غرفتك فهنالك غيرها نامي أين ما تحبين "

.....

حاولت رهف أن تمسك لسانها وأن تلتزم الهدوء لترى ما لديه فالغضب لن يؤدي إلى نتيجة معه وهذا ما يريده منها وهو أن
يفقدها أعصابها , ففضلت أن تبتعد من أمامه لكنه أمسك بيدها وجرها خلفه وهو يقول

" تعالي لأوريك شيئاً "

توقف زين أمام باب مغلق فقام بفتحه وهو يقول

" تفضلي "

فدخلت لتفاجأ بغرفة كبيرة جداً بها لوح بيضاء كثيرة , وبها مانيكانات , وكتالوجات أقمشة , وألوان وأصباغ , والذي أدهشها أكثر وجود لوحة بيضاء كبيرة على طول الجدار فدهشت رهف لذلك فاستدارت له متعجبة

" ما هذا "

" هذا ما وعدتك به في يوماً ما "

ثم أخذها إلى نافذة كبيرة ليفتحها لتفاجأ ببركة كبيرة رائعة بها أسماك رائعة الألوان وهنالك شجرة بجوارها بها عصافير خضراء وصفراء اللون جميلة فنظرت رهف إلى زين متسائلة

" أي وعد "

" يبدوا أنك نسيت لكنني لم أنساه , هذا كان أخر شي بيني وبينك يا رهف , لقد أوفيت بوعودي لك بعكسك أنتي لم تفي
بما وعدتني "

نظرت رهف إليه ولم تفهم عن أي وعود يتحدث عنها لكنها رأت الحزن بعينيه عندها امسكت بيده وقالت معتذرة

" ربما نسيت هذا الوعد , لكنني لم أنسى حياتي معك ,, لم انسى كيف كانت ايامنا في غاية السعادة ,, لم أنساك لحظة واحدة طيلة عشرة سنوات "

لكن ذلك لم يغير من موقفه وانزعاجه فقالت

" زين لا تظلمني حتى تسمعني , فأنت لا تعرف قصة حياتنا إلا من منظورك أنت , لكنك لا تعلم كيف كانت من منظوري أنا "
ثم أخذت نفس طويل وقالت " أنا حملت بوليد قبل أن تضرب رشدي بشهرين أنت وقتها كنت تعمل وتدرس بنفس الوقت وكنت تغيب عني كثيراً فلهذا ربما لم تلاحظ شي وكنت دائماً تظن أن غضبي وانزعاجي بسبب تركك لي في المنزل لوحدي طيلة اليوم , وأعتقد أنك تذكر أن في تلك الفترة كثرة مشاجراتنا على أسباب تافهة بسبب أو بدون سبب وكنت أنا من أفتعلها لكنك كنت تتغاضى عنها وتتجنب فتحها أو مناقشتها وهذا كان يزيد غيظي وانزعاجي منك "

صمتت رهف لتنظر إلى زين فوجدته مصغيا لها عندها اكملت

" زين أقسم لك أنني لم أتخلى عنك بإرادتي ربما لن تصدقني لكن هذا الحقيقة التي سأخبرك بها وهي ما لدي , كان هنالك شي بداخلي ينفرني منك ويشعرني بالكره تجاهك وكان هذا الشعور يزداد يوم بعد يوم لم أكن أعرف ما هو سر هذا الشعور , بعدها قمت بضرب رشدي وقتها شعرت وكأنك فتحت الباب للغضب والكره الذي بداخلي فاستغليت الأمر لأخرج من حياتك , بعدها سافرت مع امي ورشدي وبدأت اقتنع بأنني أخطئت في حبك , لكنني ما أن وضعت وليد حتى تغير كل شيء بداخلي شعرت بأنني اجرمت بحقك لكنني لم أعد أعرف كيف حدث ذلك ولما تملكني ذلك الشعور وكيف زال , فبدء ضميري يؤنبني وكنت أقضي أياما وليالي في البكاء والندم حتى قررا والديّ أن أعود إليك , عندها عودت سعيدة فقد كنت أعتقد أنك تنتظرني بفارغ الصبر , كنت أقول لنفسي سيغضب قليلاً وسينسى كل شي , لكنني فوجئت عندما طرقت باب منزلك وبيدي وليد , فإذا بسامر يصرخ علي ويطردني قائلاً أنك اختفيت منذ سنة وأنهم لا يعرفون ان كنت حياً أو ميتاً وأنني السبب في ذلك "

تنهدت رهف ثم أكملت بحزن

" لا تعرف ماذا شعرت وقتها وكأن هنالك من سكب ماء بارداً علي , أتعرف ماذا يعني أنني لن أراك ,,

أتعرف ماذا يعني أنني السبب في اختفائك ,,

أتعرف ماذا يعني تأنيب ضميرك ليلاً ونهارا ,,

أتعرف ماذا يعني تربية طفل وحدك ,,

أتعرف مقدار خوفي من أن تكون ميتاً ,,

كنت أرجوا من الله أن يعطيني فرصة أخرى لأراك ,, كنت خائفة من وليد عندما يكبر ما سأجيبه إذ سأل عنك "

صمتت رهف قليلا ثم اكملت بحزنً أكثر

" ذهبت الى والدي سألت الجميع استحلفتهم بالله لكن لم يجيبني أحد , حاولت أنا ووالدك وأخوتك أن نعرف لك مكانناً لكننا لم ننجح ,, لكن المؤلم في الأمر أنك استكثرت علينا رسالة أو اتصال تطمئننا عليك , هل كان ذلك كثير في أخوتك.
وأنا ألا يكفيك أنني انتظرتك عشرة سنوات على أمل أن تعود فتجدني منتظرة لك , وقد ربيت ابننا تربيت صالحة وتراني وأنا امرأة ناجحة كما كنت تخبرني , لكنك عندما عدت لم تتعب نفسك وتبحث عن أحدنا حتى أخوتك لما يا زين , لقد تغيرت كثيراً أصبحت شخص لا نعرفه ,,

لما تشعر بكل هذا الحنق تجاهي وتجاه الجميع ,,

لما هذا الحقد كله ,,

لما لا نعيش في سلام وننسى ما مضى يا زين "

" هل أنتهيتي "

" نعم انتهيت "

" أنتي أيضاً لا تعرفين الجزء الذي يخصني من القصة فأنتي لا تعرفين ما مررت به "

" ها أنا مصغية "

" وقت الحديث قد فات , لم يعد بيننا ما أخبرك به يا رهف "

" هذا ما تقنع به ذاتك "

" فليكن ذلك "

ثم تركها وخرج تاركاً إياها حائرة في أمره , فمرة ترى الكره في عينيه ومرة ترى زين الذي تعرفه ومرة تشعر أنه ضائع في أفكاره وكأنه يراجع ذاته لكن عناده الذي تعرفه بالتأكيد هو ما يثبته على موقفه العدائي لها , لكنها يجب أن تحطم جميع الحواجز بينهما يجب أن تحطم الأسوار التي بناها بينهما يجب أن تقتحم قلبه لكن كيف لها ذلك ..

................................


fadi azar 17-04-14 11:15 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
اعتقد الحب نائما في قلبه لكنه يحتاج الى هزة قوية حتى يبرز

أضئت القمر 23-04-14 05:08 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
بعد اسبوعين ...

دخل زين مكتب رولا لكنه لم يجدها

السكرتيرة " عذرا سيد زين الآنسة رولا في اجتماع مفاجئ , لكنها أخبرتني أن أخبرك بأن تنتظرها في المكتب حتى تأتي "

" حسناً سأنتظر "

فتحت السكرتيرة باب المكتب ليدخل زين وهو منزعج فأكثر ما يزعجه هو الانتظار , فرولا هي من اتصلت به بالأمس وحددت
الموعد بينهما حتى يأتي ليرى ما تم عمله في المشروع الذي ساهم بماله في انشائه لهذا ازعجه عدم وجودها في
الموعد.

قطع صوت السكرتيره حبل أفكاره بسؤالها

" ماذا تشرب "

" شاي "

" حسناً ,, ثواني "

ثم تركته وحقاً لم تمر سوى دقائق حتى أتى رجل بشاهي وبجواره قطعة من الكيك.

فأخذ زين يحتسي الشاي وهو يتأمل اللمسات الجمالية في المكتب , فالإضاءة والألوان وترتيب المكان يشعر من يدخله
بالراحة وأثناء ذلك دخلت رولا والابتسامة تعلو وجهها

" مرحبا "

نهض زين من الكرسي وهو يبادلها الابتسامة

" مرحبا "

" عذراً ,, هل أخفتك "

" لا لم تخيفيني "

" كان يبدوا عليك أنك في عالم أخر ,, تفضل "

جلست مقابله ومن ثم طلبت منه الجلوس

وهي تكمل " عذراً على تأخري , كان اجتماع طارئ "

"لا بأس "

" شكراً لتفهمك "

" في الحقيقة لقد استغليت الوقت لأنظر إلى اللمسات الجمالية في مكتبك "

" هل أعجبك "

" نعم "

" أنا من قام بعمل ديكور مكتبي "

" حقاً "

" بالطبع ,, فأنا مهندسة ديكور "

" أووه ,, شي رائع بحق "

" شكراً "

" أتعرفين أول يوم أتعرف عليكِ كان عن طريق جمعية خيرية كعضوه فيها , لأفاجأ عندها بأنك ابنت هشام عبدالله, ومن ثم
أفاجأ بأنك تعملين في مكتبه مديرة أعماله , والآن تخبرينني بأنك مهندسة ديكور ,, ماذا بعد "

" هنالك المزيد لكنني سأتركه لوقته "

فضحكا ثم قالت

" حسناً ,, إذ انتهيت من شرب الشاي فهيا بنا "

" حسناً "

غادرا المكتب إلى مواقف السيارات عندها قالت رولا

" ما رأيك أن تركب معي ,, فذلك أفضل "

" حسناً "

صعد زين السيارة بجوار رولا , وفجأة اهتز هاتفه وعندما نظر إلى الاسم فظهر له اسم رهف عندها أجاب ببرود.

" ألو "

" مرحباً زين "

" مرحبا "

" زين إذ لم تكن مشغول ,, هل مررت على وليد لتأخذه من المدرسة "

" لما "

" لأنني سأتأخر حتى العصر لدي زبونة "

" حسناً متى سيخرج وليد "

" الساعة 12:30 "

" حسناً "

" شكراً زين "

" مع السلامة "
.....

نظرت رولا إلى زين بفضول محاولة أن تعرف من المتصل

" لما أنت منزعج "

" لا شي "

" كيف حال وليد "

" إنه بخير "

" أتمنى أن تحضره معك المرة القادمة "

" حسناً "

" هل لي أن اسئلك مع من يعيش وليد معك أم مع والدته "

" معنا نحن الاثنين "

" ألستما منفصلين "

" كنا "

" هل عدتما لبعض ,, متى ذلك "

"نعم ,, منذ ما يقارب شهر "

" آآآممم ,, مبروك ,, أذن أفهم من هذا أنك قررت أن تعود لها لأنك مازلت تحبها "

" لا أعلم لما تصرين أن تعرفين ذلك "

" ما هو "

" أقصد أنك أحياناً تصرين علي بأن أعترف بأشياء لا أعترف بها لنفسي "

" لأنك في الحقيقة تائه لا تعلم ماذا تريد وأنا لا أحب الأشخاص التائهين ,, بمعنى إن كنت حقاً تحبها فأخبرها بذلك وإن كنت لا تحبها فلما أعدتها إلى حياتك ,, ما الفائدة "

" ما الفائدة ؟؟

وليد لا أريد أن أحرمه من والدته ,, لا أستطيع أن أفعل به ذلك "

" وهل تظن أن أفضل حل أن يعيش وليد بين والدين يعيش كل منهما في عالم "

" من الذي قال ذلك "

" كلامك يشرح حقيقة علاقتك بزوجتك فالبرود في صوتك يدل على برود علاقتكما "

.....

ثم صمتت رولا استجابة لصمت زين وقد شعرت ببعض السعادة بأنه ليس سعيداً في زواجه بمعنى أن فرصتها للفوز بقلبه
مازالت قائمة ولو أنه عاد لزوجته.

وصلا للموقع ونزل كلاً من رولا وزين وأخذا يتحدثان مع المقاول ويناقشانه وكان زين يصغي لرولا أكثر مما يناقش فقد أعجب
بذكائها حتى أن المقاول شعر بذلك فكان يجيبها اجوبة مستوفي لها كل شي وكان كل ذلك مدون على الأوراق حسب طلبها وظلا يتنقلوا بين مكتب المقاول والموقع طيلة ثلاث ساعات شعر زين بعدها بالإنهاك ..

" آنسة رولا هل أعدتني للشركة فأنا أريد أن احضر وليد من مدرسته ولم يتبقى الكثير على انصرافه "

" حسناً بما أننا انتهينا "

وبينما كانت تقود واجهتها زحمة اخرتهم عن العودة للشركة فرأت زين يراقب الساعة بتوتر وانزعاج فسألته

" متى ينصرف وليد "

" 12:30 "

" وأين تقع مدرسته "

" في أخر شارع الروضة "

" أأوه ولما هنالك إنها بعيدة جداً عن منزلك "

" إنها أفضل مدرسة في المنطقة "

" آآه ,, حسناً لا تقلق بقي نص ساعة على انصرافه وبما اننا متأخرين سنمر اولا لأخذه ومن ثم سأعيدك للشركة لأخذ
سيارتك "

" ذلك أفضل ولو أنني سأتعبك معي لكن لا خيار أخر لي "

" لا بأس "

أوقفت رولا سيارتها أمام مدرسة وليد فنزل زين ليحضر وليد وعندما دخل المدرسة باحثاً عن وليد فإذا بوليد يجلس تحت ظل
شجرة وحيداً

" وليد "

" أبي "

" ماذا هل تأخرت كثيراً "

" لا بأس "

ثم نهض وقال " هيا بنا يا أبي "

" ماذا بك ,هل أنت على ما يرام "

" لا شي يا أبي "

" وليد انظر إلي ,, هل هنالك من أزعجك "

.....

" وليد اخبرني ماذا هنالك "

" انه زياد فتى في الصف السادس ضربني هو وأصدقائه امام اصدقائي "

" ولما لم تضربه "

" كانوا اربعة "

" وأين اصدقائك "

" تخلوا عني "

" اين هو الآن "

" لقد صعد الباص قبل قليل "

" تعال الباص لم يتحرك بعد "

سار زين ويشعر بأن جسده كله يغلي غضباً فرؤيته لابنه بهذا المنظر ومعرفته ان هنالك من اهانه امام بقية الفتيان زاد من غضبه فأسرع في خطاه حتى يصل للباص قبل أن يغادر وقبل أن يصعد قال

" وليد أريد أن تصعد وتضرب الفتى دون أن تخاف فأنا سأكون خلفك "

وحقاً صعد وليد وكله ثقة وأخذ يبحث عن زياد بعينيه وما أن رأه حتى أشار لوالده عن مكانه

" اذهب "

ظل زين واقف خلفه تردد وليد لحظة ثم انطلق ليضرب زياد لكن هذه المرة لم يكن هنالك اصدقائه يساعدونه لان زين اخاف البقية من الفتيان وعندها اتى السائق ليتدخل لكن زين امسكه واخذ يتشاجر هو الأخر حتى أتى مدرسان آخران وعندها نزل زين ووليد من الباص بالإضافة لزياد وأصدقائه عندها صرخ زين

" أين كنتم عندما ضرب ابني انه في الصف الرابع وقد قاموا هؤلاء بضربه وهم بالصف السادس ,, أنا أريد أولياء أمورهم ,, أو
سأبلغ عنكم للشرطة "

المدرس الأول " اهدأ يا أبى وليد الموضوع لا يستحق كل ذلك انها مشاجرة فتيان , ثم ما الفائدة وقم قمت بمعاقبتهم
بنفسك "

" لست أنت من تحدد هل تستحق ام لا , أنا لن اصمت على ضرب ابني "

المدرس الثاني " اذن لما لم تقدم شكوى منذ البداية هذه مدرسة محترمة وليست غابة "

" ليست غابة لان ابني اخذ حقه بيده ومن قبل اين كنتم نائمين عندما ضرب "

المدرس الأول " لا يجوز لك عمل هذا فأنت تجعله يتمرد على القوانين كان لا بد منك أن تقدم شكوى "

" انا لن اقدم أي شكوى يجب ان يعلموا هذا الفتيان انهم اذ تعرضوا لابني مرة أخرى لن اتركهم في حال سبيلهم ,, وما
فعلته اليوم ليس سوى قرصه اذن "

المدرس الأول " الأمور لا تحل هكذا "

" اليوم أنا سأذهب وغداً سآتي وأتمنى أن يكون هنا أولياء أمورهم "

لم ينتظر زين أي رد فقد انصرف برفقة وليد وعندما خرجا من البوابة قال زين

" ما شعورك الآن "

ضحك وليد " سعيد يا أبي ,, فأنا لن أخاف بعد اليوم "

" أحسنت يا وليد ,, لا تدع أحداً يضربك بعد اليوم "

" حسناً يا أبي ,, أبي"

" ماذا "

" أنا أحبك "

" أنا أيضاً "

ثم صعدا السيارة وهما مبتسمان فاستدارت رولا

" مرحبا وليد ,, هل تذكرني "

" بالطبع فأنتِ صديقة أبي "

نظر زين إلى وليد ثم إلى رولا متحرجاً مما قاله ابنه صديقته

لكن رولا ضحكة " نعم صديقة والدك ,, لكن ماذا حدث لك ولملابسك هل تشاجرت مع احدهم "

فقال وليد بكل ثقة " نعم "

" ولما أنت سعيد "

" لانني ضربتهم "

" أحسنت لا تدع أحدهم يضربك يوماً "

ثم قادة رولا السيارة وهي تمازح وليد وأثناء ذلك ظن زين أنه رأى رهف فنظر للمرآة الجانبية ليتأكد من ذلك فرأى سيارة رهف
توقفت ورأى رهف تراقبهم من المرآة الجانبية لتتأكد هي الأخرى مما رأته , فدهش من رؤية رهف فقد أخبرته في الصباح
أنها لن تستطيع أن تمر على وليد فما الذي تغير ....

.......

أوقفت رولا سيارتها خلف سيارة زين

" ها قد وصلنا "

ابتسم زين " شكراً يا آنسه رولا "

" العفو ,, إلى اللقاء يا وليد "

" إلى اللقاء يا رولا "

.............................

دخل زين المنزل برفقته وليد يجر حقيبته خلفه عندها ظهرت رهف أمامهم.

" وليد ,, ما الذي حدث لوجهك , ملابسك "

" لقد تشاجرت مع بعض الفتيان "

" نعم , وليد منذ متى تتشاجر ألم أخبرك أن تكون فتى مؤدب "

عندها تدخل زين غاضباً " فتى مؤدب هل أنتي تربين فتاة أم فتى ,, اسمعي يا رهف منذ اليوم أنا من سأعتني بوليد اتركي
هذا الأمر عنكِ "

" ماذا تقصد "

" لقد ضُرب فبدل أن تخبريه أن يكسر رأس من ضربه تلومينه على مشاجرته من أجل ماذا ,, قميص تمزق ,, أم ماذا "

" زين المدرسة التي يدرس بها هي أرقى مدرسة في المنطقة وبها أبناء مسئولين وأي انذار سيأتيه سيفصل "

" حسناً فليكن ,, أهم شيء لا يترك أحداً يعتدي عليه "

" زين هنالك مدير نقدم شكوى له "

" شكوى ,, هذه ان كانت فتاة "

" زين تربية الشوارع هذه ليست مناسبة لوليد وليست في مصلحته ,, يجب أن تفهم ذلك "

" ماذا تربية شوارع ,, أهذا ما ترينه أنني تربية شوارع "

" زين أنا آسفة ما قصدت الذي فهمته "

" لو أنك حقاً ما قصدته لما تفوهتي به ,, لكن الغضب يخرج ما يخبئه الأشخاص "

" زين لا تقتنص الأخطاء "

" اولا تربية شوارع , تالياً اقتناص أخطاء ماذا بعدها ,,

فأنت أفهم مني بالطبع أنتي من ارتاد افضل المدارس والجامعات ومن عاش بين المسئولين وأبنائهم "

" زين كف عن ذلك لا تكبر المشكلة "

" أكبرها أنتِ من تتفوهين بالأشياء وأنا من أكبرها اذن ماذا تعنين بحديثك هذا "

" ما أعنيه أنني أريد أبني أن يكون شخص راقي في تعليمه وأخلاقه "

" حسناً ما رأيك من الغد أنني سأنقله لمدرسة حكومية لأصنع منه رجل ,, فتربية الشوارع أفضل له من أن تحوليه لفتاة
مؤدبة "

" زين أنت ..."

" ماذا قوليها "

" همجي "

ثم تركته وتوجهت إلى مكتبها وهي تشعر بالغضب والغيظ منه فلقد جعلها تتفوه بأشياء لا تعنيها , وأسوء شيء أنه جعلها تتشاجر معه أمام وليد وهذا مالا تريده ...
.........................
دخل زين غرفته وهو غاضب جداً من ما قالته رهف وما أن دخل حتى خلع حذائه ووضعهم في مكانهم ومن ثم خلع ثيابه ووضعها في أماكنها وفجأة توقف يهمس لنفسه في المرآة

" تربية شوارع ,, ماذا تقصد بذالك ,, بالرغم من فقرنا إلا أنني نظيف ومرتب ومحترم ,, هي من كانت الفوضوية وتتشاجر مع فتيات صفها , هي سليطة اللسان ولست أنا "

ثم توجه للفراش وهو منزعج حتى أنه لم يتناول الغداء فما قالته رهف جرحه بحق .....
.......

الساعة 12 ليلاً

كانت رهف في غرفتها تفكر فيما حدث بينها وبين زين وكيف أخبرته بكل تلك الأمور , لكن في الحقيقة إنها لم تقصد ذلك , لكن تذكرها لصورته وهو بجوار تلك الفتاة كان يجعلها أن تبحث عن أي سبب لتصرخ به .

ولكن بقائه في غرفته طيلة هذا الوقت عرفت أنها جرحته فقررت أن تذهب لغرفته لتعتذر ولتضع له طعام فهو لم يذق شيء منذ الصباح ...

نزلت رهف وتوجهت إلى المطبخ لتجهز بعض الطعام لتذهب به لزين وبينما هي تطبخ أفزعها زين يقف بالخارج كطفل لا يعرف ما يعمله هل يدخل أم لا عندها قالت له

" هل أنت جائع "

" لا "

" أذن ماذا تفعل هنا "

"اريد أن اشرب ماء "

وبينما اخذ كوب ليشرب ماء امسكت رهف بيده وقالت

" هل ذقت هذا "

نظر إليها وهو عاقد حاجبيه

" لا أريد "

" زين ذقه "

" لقد قولت لا أريد "

" افتح فمك زين "

" رهف كفِ عن ذلك ,, ثم اتركي يدي "

ابتسمت رهف وقالت " زين أنا بالكاد المس يدك "

شعر زين بالإحراج فقد أراد أن يبقى لكنها أحرجته وعندما هم أن يذهب أمسكت بيده وهي تضحك " زين أبقى كنت أمزح
معك "

لكنه مشى خارجاً فلحقت به رهف ومسكته بكل قوتها وصرخت به

" زين كف عن ذلك إن دمك حقاً ثقيل "

" ماذا بعد "

" أوووه يا إلهي ,, ألم أقل لك أنك تصيد في الماء العكر "

نظر إليها نظرة انزعاج عندها صرخت رهف " آآآهااا يا الهي منك ,, ألا تمل "

" تصبحين على خير يا سيدة رهف "

" زين انتظر لا تذهب "

توقف زين لكنه لم يلتفت فذهبت رهف إليه وضمته من الخلف فشعرا كأن الوقت توقف فهي ما كانت تخطط لذلك وهو لم
يكن يتوقع بعد كل الجفاء والبرود الذي يعاملها به أنها تضمه

" زين أنا آسفة عن كل شيء "

...............................

فتح زين عينيه لينظر إلى السقف وهو عاقد حاجبيه مفكراً فيما حدث ليلة أمس فقفز من سريره ليبعد التفكير عنه فما حدث قد حدث ..

وقف زين أمام المرآة ليحلق ذقنه وفجأة تذكر ما حدث بالأمس .

فبالأمس قامت رهف بالاعتذار منه من ثم أمسكت يديه وجرته خلفها إلى المطبخ وأخذت تطعمه بيديها , لكنه ما أن رأى ابتسامتها تعلو وجهها عندها شعر بالغباء والضعف أمامها وظن للحظة أنها تسخر منه بداخلها فها هي تطفئ غضبه بدلالها.
فانتفض فجأة وصرخ بكلام لا معنى له بل كان أخرق ومن ثم غادر المطبخ , في الحقيقة أنه خاف منها ومن مشاعره لكن ما قاله وفعله جرحها بشدة ..

والآن هو لا يستطيع أن يواجهها...
.................................................

رن منبه الجوال فنهضت رهف لتطفئه وهي تشعر بألم شديد في رأسها فهي ليلة أمس ظلت تبكي حتى غفت عينيها .
ففي ليلة أمس فوجئت رهف بتصرف زين فهي لا تعلم ما الذي حدث له , لكنها ليلة أمس تأكدت بأنه لم يعد يكن لها أي مشاعر إنه لأمر مؤلم هذا الشعور لقد نساها ونسي حبه لها بينما حبه مازالت نيرانه مشتعلة بداخلها ...
أخذت تبكي لمجرد تذكرها لصراخه بها ورميه كل ما على الطاولة إلى الأرض

" رهف هل تظنين أن بهذه الحركات ستجعلينني ألين أو أغير موقفي ,, يجب أن تعرفي ما بيننا قد انتهى منذ اليوم الذي تركتيني به ,, أنتي بالنسبة لي مجرد مربية لوليد إياكِ أن تظني أنك أكثر من ذلك فلولا وليد لما كنا اجتمعنا تحت سقف واحد "

بينما هي واقفة أمامه تذرف دموعها في صمت لا تعرف ما تقول أو تفعل فقد فاجأها بردت فعله الغريبة , فكل ما أرادته أن تراضيه لكن بدلاً من ذلك قام يصرخ بها ويسمعها كلام ما كانت تظن أنه سيتفوه به .

نهضت إلى الحمام منزعجة من ضعفها فهمست لنفسها

"لا فائدة من الدموع الآن "

فكرت أن أفضل شي أن تشغل نفسها بعملها ووليد , فقد أخبرها زين باختصار ما هي طبيعة علاقتهما منذ أن عادت وهو يحاول أن يقولها لكن لم تأتيه المناسبة وعندما أتته لم يتوانى في إخبارها بذلك ...

نزلت رهف وهي تشعر بإرهاق جسدياً وعاطفياً ففضلت أن تتوجه للغرفة التي أصبحت مكتبها وملاذها الوحيد فهي لا تريد أن ترى أحداً .

قامت بوضع لوحة وفرشاة ومجموعة ألوان أمامها ومن ثم أدارت المسجل

أشكيك لمين

لمين

لمين

أشكيك لمين

يشعر بقلبي اللي أنظلم وياك سنين

أشكيك لمين والخصم أنت والحكم

أنا شكوتي منك إليك

وفرحتي ودمعي في أيديك

وإن كان ضميرك نفسه ما بيقدر عليك
************
أشكيك لمين ؟؟؟

أشكيك لمين وأنت الحبيب

وأقرب لي من أقرب قريب

أي إنسان مهمن كان! مهما كان! بعدك غريب

أنا أدراي دموعي وأضحك

أنا دمعي عزيز ويرخص لك

عشانك عشان تتهنّا

من ناري أعملك جنة

عايز أيه أكبر من كدا قلب

عايز أيه أكثر من كدا حب
***********
يا ريت قلبي يكون قاسي .. عشان يقدر يفوت حبك

وأعيش زيك سعيد ناسي .. ولا أسألش على قلبك

لقيت عينيه عليك تبكي .. تقولي أصلي ما يهونش

وحتى روحي تخاصمني .. وقلبي يقول ما تظلمشي

وعشت أسير لأحساسي .. وأقول يمكن يلين قلبك

أحس النار بأنفاسي .. ودا كله ومش عاجبك؟؟

وأثناء الأغنية كانت رهف تذرف دموعاً ساخنة فحقاً زين أصبح عدو نفسه فهي في الحقيقة لا تعلم إلى أين سيصل بعناده وحقده , وما هو مصير علاقتهما إن استمر بهذه الطريقة ..
......................................

fadi azar 23-04-14 12:30 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
رائعة جدا جدا

أضئت القمر 24-04-14 05:01 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
لا تعشقينني ..

مرت الأيام مؤلمة وقاسية فزين لم يعتذر من رهف حتى أنه لم يعر للموضوع أهمية , بعكس ذلك فقد أصبحت رهف بالكاد تراه حتى عندما تريد أن تتحدث معه لا يسمعها بل يسكتها قائلاً أنه متعب , وان اتصلت به فهو لا يجيبها.

أصبحت حالته لا تعجبها في الحقيقة إنها تشعر بأن هنالك من تشغل باله فدائماً تراه مشغول البال شارد الذهن وأحياناً أخرى تراه يتحدث بهاتفه طيلة جلوسه في المنزل وعندما يراها يقطع الخط.

وبينما رهف شاردة الذهن سمعت صوت زين وهو يدخل المنزل وقد كانت الساعة 12 ليلاً , فنفضت جميع أفكارها وذهبت لتستقبله وما أن دخل زين ورآها ففوجئ بها وقد عقد حاجبيه

" أين كنت "

" نعم "

" زين الساعة 12 ليلاً ,, أين كنت "

" رهف أنا لا أحب أن يحقق أحداً معي "

" أنا زوجتك ومن حقي أن أعرف على الأقل أين يغيب زوجي طيلة اليوم "

" رهف ألم أقل لكِ ألا تتدخلين في أمور لا تعنيكِ "

" ماذا تقصد يا زين بهذا "

" ما أعنيه هو أنني رجل يا رهف ولست بطفل حتى تحددين لي وقت عودتي "

" رجل ,, أتظن أن من الرجولة السهر في الخارج والعودة في منتصف الليل ,,أي رجولة هذه "

نظر إليها بغضب وفكر أن يغيظها قليلاً

" رهف هل تخافين من أن هنالك امرأة سواكِ "

فقالت بدلال " لا بالطبع ,, فقلبك ملكي ولو أنكرت الأمر "

نظر إليها بغضب وغيض فبدل أن يغضها غاضته أشعرته أنه حقاً ملكاُ لها عندها اقترب منها وهمس ببرود

" هل أنتِ واثقة من ذلك ,, فلو كنت مكانك ما كنت قولت ذلك "

عندها شعرت برهف بأن قلبها توقف فجأة ماذا يعني بكلامه هل هنالك امرأة أخرى في حياته إنها تسمع أنه إذ أراد رجل ما أن يعاقب زوجته يبحث عن أخرى تحل محلها ..

ثم سار مبتعداً عنها وهو يقول

" تصبحين على خير "

عندها شعرت رهف بالغضب والغيرة تشتاح كيانها فصرخت به

" زين "

استدار بسرعة فقد أفزعته بصراخها في هذا الوقت المتأخر

" ماذا بكِ لقد أفزعتني "

" ماذا تعني بذالك ,, هل تعني أن في حياتك امرأة أخرى "

" وهل أنا قولت ذلك "

" زين ,, كف عن أسلوبك هذا "

" أي أسلوب ,, ثم اخفضي صوتك الجميع نائمون "

" أتعرف أصبحت أتوقع منك أي شيء ,, فأنت ... "

" قوليها "

" أنا أكرهك "

" مازلنا في بداية اللعبة يا حبيبتي"

" لعبة ,, هل حياتنا بالنسبة لك مجرد لعبة "

" انت وعائلتكِ من جعلها لعبة , منذ أحدى عشرة سنة ,, أتذكرين "

" أي قلب حاقد ومتحجر لديك "

" تعريف الحاقدين بالنسبة لأمثالكم ,,

هو شخص فقير قرر أن ينتقم من أمثالكم من الأغنياء والمسئولين لأنه ببساطة لم ينسى الإهانة التي وجهة له ولعائلته
بسبب فقرهم وقرر أن يذيقكم طعم الإهانة كما ذاقها هو "

" أتعرف أنني عندما عدت إليك ظننت أنك تريد أن تأسس أسرة لوليد فأسكت عقلي ,,

لكن للآسف أنت استغليت وليد لتلعب لعبتك القذرة جيداً ,,

هل أنت تسمي نفسك والد ,,

أصبحت كل يوم أكتشف فيك شيء قذراً "

.....

دخل زين غرفته وأغلق الباب خلفه بغضب فما قالته رهف كان موجع جداً له .

بينما رهف توجهت لمكتبها وأغلقت هي الأخرى بابها لتبكي في صمت فقد أصبح زين جاف وقاسي جداً في معاملته معها
و أصبحت تصرفاته وكلامه لا يطاق .

جلست على الأريكة وكانت على الطاولة التي أمامها بعض الأوراق التي بها تصاميم وبجوارها اقمشة مختلفة الألوان لكنها
رفعت قدميها لتتمدد على الأريكة وهي تفكر بحياتها مع زين ألم يحذرها أباها قائلاً

" لا تتأسفين لي تأسفي على عمرك الذي ستقضيه معه ,, فعلى ما أعتقد أنه لا يضمر لك سوى الشر"

فهمست " لقد كنت محق يا أبي "

ثم أدارت المذياع وهي حزينة لتصدح أغنية

Adele- Turning Tables

Close enough to start a war

All that I is on the floor

God only knows what we're fighting for

All that I say, you always say more

I can't keep up with your turning tables

Under your thumb I can't breathe

So , I won't let you close enough to hurt me

No ,I won't rescue you to just desert me

I can't give you the heart you think you gave me

It's time to say goodbye to turning tables

To turning tables

********
Under haunted skies I see

Where love is lost, you ghost is found

I've braved a hundred storm to leave you

As hard as you try, no, I will never be knocked down

********
I can't keep up with your turning tables

Under your thumb I can't breathe

*********
Next time I'll be braver

When the thunder calls for me

Next time I'll be braver

I'll be my own savior

Standing on my own two feet

.........................................

أصبح جدول زين مشغول فتدريباته شغلته وأخذت قدراً كبير من وقته حتى أنه انشغل عن رهف ووليد وبالكاد أصبح يراهما ..

" زين "

" ماذا "

" ألا يوجد لديك وقتاً لتأخذ وليد معك فقد مل من بقائه في المنزل "

" رهف أنا مشغول "

" أتقصد أنه لا يوجد لديك لو يوم واحد تخصصه لعائلتك "

نظر إليها ثم قال " أخبريني لما أصبحت تحبين الشجار والمجادلة لأي سبباً كان "

" وماذا فعلت ,, كل ما قلته أن تتفرغ لأبنك ولو ساعة في أي يوم "

" حسناً ,, على رأسي من فوق ,, وليييييد "

" نعم أبي "

" تجهز سريعاً ,, سأنتظرك في السيارة "

" حسناً يا أبي "

" هل هنالك طلبات أخرى "

" لا "

" هل لي أن أذهب الآن "

" اذهب "

وقفت رهف تراقب زين وهو يخرج منزعجة فهو لم يعرها أي اهتمام حتى أنه لم يطلب منها أن ترافقهما.

ما أن ركب زين سيارته الرياضية الحمراء حتى رن هاتفه

" يا الهي "

ثم نظر إلى اسم المتصل فظهر رولا

" الو مرحبا "

" مرحباً سيد زين "

" كيف حالك آنسة رولا "

" بخير وأنت كيف حالك "

" الحمد لله "

" هل أنت مشغول "

" لا ,, لما "

" لا شي هنالك تجمع شبابي أريدك أن تحضره معي , ما رأيك "

" وماذا سأفعل به "

" ستخبرهم كيف كانت حياتك قبل احترافك اللعب في الخارج وبعد وكيف صنعت حياتك بنفسك ,, كيف أن الشراب
والمخدرات تدمر الشباب ,, مثل هذا الحديث "

" حسناً لا مانع لدي ,, متى سيكون ذلك "

" اليوم الساعة 5 مساء "

نظر زين إلى ساعته الرولكس فوجدها 3:30 عصرا ثم قال

" حسناً سأكون هنالك وسأحضر وليد معي "

" لا بأس أحضر من شئت ,, سأنتظرك مع السلامة "

" مع السلامة "

..............................

أصبحت رولا تتصل بزين لتتحدث معه لأي سبباً كان وقد أصبحا يلتقيا كثيراً خارج المكتب ..

ذات مرة دخل والد رولا إلى مكتب ابنته ليفاجأ بوجود زين هنالك ..

" السلام عليكم "

" وعليكم السلام "

" كيف حالك يا زين "

"الحمد لله كيف حالك أنت يا سيد عبد الله "

" لم نعد نراك "

" آسف لقد شغلت بالتدريبات فأنت تعرف أن المنتخب سيشارك في البطولة "

" ذلك صحيح أتمنى أن ترفع رأسنا "

" إن شاء الله "

ثم التفت إلى رولا وقال " اريد أن أخبرك بشي وهو أن تضع في بطنك بطيخ صيفي , بمعنى أنه اذ ابنتي هي من تدير مشروعك فأنت في أمان إن شاء الله , فهي بالرغم من صغر سنها إلا أنها أدارت مشاريع كبيرة جداً "

" بالطبع أليست ابنتك "

" إني فخوراً بها حقاً "

" من حقك فالآنسة رولا متفانية في عملها "

" ذلك يشهد لها "

....................

بعد مرور شهرين من افتتاح المشروع ومشاركة رولا وزين في قص الشريط وظهور صورهم معاً في أكثر من مشروع وأكثر من
مجلة وقناة ..

وعندما رأى وليد صورة والده بجوار رولا قال لرهف التي رمت الصحيفة على الطاولة التي أمامها

" أمي هل تعرفين من هذه "

" لا ,, هل تعرفها أنت يا وليد "

" بالطبع "

" من هي "

" إنها صديقة أبي "

" صديقة أبيك "

" نعم يا أمي فهي دائماً ترافقنا لكل مكان نذهبه , إلى الندوات التي يحضرها أبي أو أي مكان يذهب أبي إليه "

" هل هي ترافقكما إلى كل مكان تذهبان إليه "

" نعم يا أمي "
....

شعرت رهف وقتها بأن هنالك ناراً تشتعل بجسدها هل يعقل أن زين كان محق بوجود امرأة أخرى بحياته لقد أخبرها لكنها لم
تصدق أنه يخونها وإن رأت ذلك بعينيها , لكن أن يخبرها وليد بكل هذه الأمور أكدت لها شكوكها وظنونها ..

تساءلت رهف وقتها ماذا تعمل أي امرأة اكتشفت بأن زوجها يخونها وأمام ابنها فهي لم تتخيل حدوث شيء مثل هذا في حياتها , فذلك يعني أن زين لم يعد يكن لها أي احترام لمكانتها كزوجة أو كأم طفله ..

أن تعرف رهف أن زين يجعل ابنها يرافقه في غرامياته ألمها وجرحها بعمق , كيف له أن يفعل ذلك با أبنه الوحيد ..

" أمي ماذا بك "

" لاشيء يا وليد ,, هل لك أن تذهب إلى غرفتك يا حبيبي "

" حسناً "

بعد أن تركها وليد أخذت رهف تفكر في كل ما حصل لها منذ أن عادت لزين فما كانت تأمله وما وجدته على أرض الواقع لشيء مؤلماً جداً بالنسبة لها ..

من كان يراها طيلة العشر السنوات الماضية منتظرة رجلاً أحبته يوماً , لن يصدق أنه ذاته من يخونها اليوم مع ابنت الوزير ...

ما هو خطئها ؟؟

ما هو الذنب الذي ارتكبته واستحقت هذا العقاب ؟؟

إنها في الحقيقة لا تعلم ما تفعله هل تواجه زين بخيانته أم تصمت لترى النهاية معه أم ماذا ..

..............................

fadi azar 25-04-14 12:55 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
ارجو ان تطويل البارت لانها كتير رائعة الرواية

شرقاوية عسل 27-04-14 06:34 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
رواية رائعة جداً

موفقة يا قلبي

ننتظر الفصل القادم بكل حب وشوق

ماذا ستفعل رهف ؟؟؟

يا رب تكون ذكية

أضئت القمر 28-04-14 07:20 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
بعد عدة أيام ..

نظر زين إلى المرآة ليتأكد من هندامه ومن ترتيب شعره فاليوم لديه مناسبة مهمة ويجب أن يكون ما يرتدي لائق بالمكان الذي سيذهب إليه , وأثناء ذلك ابتسم زين لنفسه بغرور عبر المرآة ثم همس ..

" وأخيراً أصبحت ذو شأن يا زين الدين ,,

أصبح الجميع يتمنى رضاك يا بيك "

تذكر زين بكل غرور ما حدث قبل عدة أسابيع في أحد أيام العطلة ,عندما قام والد رولا بالاتصال به كي يتناول الغداء معه في المنزل فوافق زين على الفور.

وعندما وصل أخذه والد رولا في جولة في منزله وأثناء ذلك كان يحدثه عن سياسيين عدة وعن رأيه فيهم , وعن وأحداث كثيرة جرت في العشرة سنوات الماضية وأخبره عن ما يريد أن يطوره في البلد .

بينما زين كان مصغياً لحديثه فهو متحدث لبق ولديه رنة في صوته تجذب السامع له , والمعروف عن والد رولا قيامه بالكثير من التطويرات في البلد وخصوصاً فيما يخص التعليم والقضايا التي تهم الشباب .

بعد ساعتين حان وقت تناول الغداء فجلسا في الحديقة بما أن الجو كان رائع , جهزت لهما مائدة رائعة .

وأثناء تناولاهما الطعام كان والد رولا يناقش زين في أمور عدة وبين أشياء لا تربطها شيء وكأنه كان يبحث عن أي شيء
يساعده في فتح موضوعاً ما يريد أن يتحدث به مع زين .

وبعد برهة قال والد رولا..

" زين ما رأيك با ابنتي "

" نعم "

" ماذا بك "

" لا شيء لكنني لا أفهمك "

" ما رأيك با ابنتي كزوجة لك "

" نعم "

" يبدوا أن تركيزك اليوم ليس جيداً "

عندها تنحنح زين ثم قال بإحراج " كل ما في الأمر أنك فاجأتني "

" يقولون اخطب لأبنتك ,, أليس كذالك "

"بالطبع "

" وأنا رأيت فيك الرجل الذي أريد أن أسلم له ابنتي الوحيدة "

" لكنني متزوج ,, ولدي طفل في العاشرة من عمره "

" أعلم ذلك ولا مانع لدينا إن وافقت أنت "

" لكنني لا أستطيع "

" لما "

" إنها مسئولية كبيرة فزوجتين كثيراً علي "

" ما الكثير يا رجل ,, لكل واحدة منزل ويوم مخصص لها "

عندها صمت زين فكيف يجادل الوزير في أمر كهذا إنه يعرض ابنته زوجة له وها هو يرفضها , وبالرغم من ذلك مازال والد رولا مصر على زواجه بابنته

" وهل الآنسة رولا ستوافق على ذلك "

" ابنتي لا تعارضني في أمر , ما رأيك أنت "

" لا رأي لي بعد رأيك "

" أذن هل نقول مبروك "

....

" ماذا هل تراجعت "

ابتسم زين ثم قال " مبروك "

" أذن فلنقرأ الفاتحة "

ابتسم زين وهو يقرأ الفاتحة فهو في الحقيقة لم يكن يتوقع أمر كهذا فقد كان يأمل من تعزيز علاقته برولا ووالدها , حتى يصعد اسمه في السوق لينافس حسين رزق وشركته , لكن الغريب أن طموحه هذه المرة لم تكن عالية لهذه الدرجة وهو أن يكون صهر الوزير لكن الحظ حالفه هذه المرة.

..................

" لقد تأخرت "

همس زين لنفسه عبر المرآة ثم خرج مسرع الخطى فإذا برهف توقفه

" زين "

توقف زين ثم نظر إليها فقد فاجأته

" نعم ,, ماذا تريدين "

" أين ستذهب الآن "
.....

"هل لملاقاتها "

" من هي "

" ابنت الوزير أم أن هنالك امرأة أخرى في حياتك "

" رهف حياتي الخاصة لم تعد تعنيكِ "

" لما ألست زوجتك "

" نعم , نعم أنتِ زوجتي لكنني لست ملكك , أنا رجل وحر في ما أعمله "

" صدقني أنك ستندم ولو طال الزمن بيننا , لكن تذكر أنه لن ينفعك ندمك يومها "

" ماذا تعنين "

" ستفهم حينها "

ثم ذهبت وقد نزعت فرحت زين وعكرت مزاجه وبينما كان يقود أخذ يفكر .

ماذا تقصد بأنه سيندم ؟؟

هل تظن أنها ستخيفه بهذه الكلمتان أو أنها ستغير موقفه ...

" تباً لكِ يا رهف ,, لا تتركنني يوماً واحداً أتهنئ فيه "

.........................................

بعد اسبوع ...

" وليد لما لم تنم بعد "

" أمي اريد أن أشاهد مباراة أبي ,, ألا يكفي أنك لم تتركينني أذهب معه "

" وليد لقد أخبرتك بأنني سأسجلها لك ,, فهيا للنوم "

" لا أريد الجميع يشاهدون المباراة في يومها وليس في يوماً أخر "

" لديك غداً اختبار "

" فليكن "

" وليد "

" ماما أرجوكِ "

" يا إلهي منكِ "

تركت رهف وليد وذهبت لمكتبها لتعمل تعديلات على بعض تصاميمها وبعد مرور نصف ساعة فكرت أن تذهب للنوم فهي
تشعر بتعب فهي منذ الصباح وهي تعمل على فساتين للعرائس حتى تستطيع أن تشترك في معرضين أحدهما لفساتين الأعراس والأخرى ملابس سهرة ولديها معرض ثالث لكنها تركت التصميم على سمية ...

فقد قررت أن تشغل نفسها عن زين وما يعمله ..

دخلت رهف الصالة وقد قررت أن تصرخ على وليد بسبب صوت التلفاز المرتفع لكن ما أن وصلت رأت ابنها ممد ونائم وهو
جالس , عندها ضحكت فالمنظر كان مضحك بحق لأنه يبدو أن وليد حاول أن يتابع المباراة ويقاوم النوم لكن النوم غلبه ...

" نعيمه , نعيمة "

" نعم مدام "

" خذي وليد لغرفته "

بعد أن أخذت نعيمه وليد لغرفته أخذت رهف تتصفح هاتفه بسرعة قبل أن تذهب للنوم وفجأة سمعت صوت زين فرعت عينها
لتراه يبتسم ويشكر ربه على فوز فريقه ففرحة رغم ما بينهما لكنها تتمنى له دائما النجاح في حياته ..

وبعد ذلك همت رهف بالنهوض لكن وجه لزين سؤال أوقفها وهو

" هل لك أن تأكد لنا على معلومة حصرياً بقناتنا ,,

وهو هل عقد قرانك بابنة الوزير عبد الله صحيح أم خبر كاذب "

" امممم ,, صحيح "

" حقاً ,, ألف مبروك "

بعد هذا لم تعد رهف تعي بشي شعرت وكأن الزمن توقف أو كأنها في كابوس أرادت أن تستيقظ منه لكنها لم تستطع
حاولت أن تفهم أو تستوعب ما حدث لكنها لا تذكر سوى ابتسامة زين وهو يقول " صحيح "

ما هو الصحيح أنه قتلها بكلمة ,, أم أنه هدم الحب الذي بينهما ,, إنها لم تعرف رجل سواه ,, فمنذ طفولتها وهي تراه ملكها هي وحدها ,, لو أنها لم تسمع لولم ترى بعينها لما صدقت ذلك ,, هل يعقل بأن زين أحب سواها ,, هل يعقل بأن مكانها في قلبه ملكته سواها.

" نعم يا رهف أصبح لسواكِ "

وبينما رهف تدور في دوامة أفكارها وذكرياتها وأحزانها سمعت صوته وهو يقول

" مساء الخير "

"مساء الخير ,, وهل هنالك خير يأتي منك "

"ماذا هنالك "

" لما لم تخبرني كنت سأبارك لك "

.......

" أم أنك خفت من مواجهتي "

" لما أخاف ,, أنا رجل ولي الحق بأن أتزوج أربعة "

" اربعة أتستطيع أن تحب أربعة "

" ولما لا "

" ولما لا ؟؟ حقاً فأنت رجل صحيح ,,

في الحقيقة أنه أنا المغفلة هنا فقد كنت أظنك رجلي لم أكن أعلم أنك رجل الجميع ,,

إلى هنا يا زين ينتهي ما بيننا وإياك أن تظن أنني من الليلة سأتنازل عن جزء بسيط من كرامتي,

أفعل ما شئت ,,

وأذهب أين ما شئت ,,

ونام في حضن من شئت ,,

لكنني أكد لك بأنك لن تنساني وستندم على ما فعلته معي طيلة حياتك ,, عندها صدقني لن ينفعك ندمك "

" هل تهددينني أم ماذا "

.....

ذهبت رهف لغرفتها خوفاً منها أن تفضح ما بداخلها من صدمة وحزن لم تريد أن يرى ولو دمعة واحدة ..

أقفلت رهف غرفتها وهاتفها طيلة اسبوعين فلم تجيب على أحدهم حتى أنها لم تكن تتناول طعامها وبالرغم من أن والد رهف وصى والدتها بألا تذهب إليها حتى تأتي رهف بنفسها , و ألا تدخل منزل زين لكن والدتها لم تستطع فذهبت لها بينما زين كان خارج المنزل ..

" رهف يا ابنتي افتحي لي الباب "

....

" رهف ارجوك لم تنتهي الدنيا بزواجه ,, تعالي يا ابنتي معي وابني حياتك من جديد "

....

" رهف يا ابنتي اتركيه "

" لا لن أتركه حتى يندم على كل شيء "

" حسناً افتحي الباب "

" اتركيني يا أمي أياماً فقط ثم ستجديني عند بابكِ "

" لما يا رهف تتعبين قلبي "

عندها بكت رهف لكنها ابتعدت من جوار الباب حتى لا تسمعها والدتها وأخذت تتماسك فهي لا تريد أن يرى ضعفها أحداً ثم قالت

" امي ارجوكِ اتركيني ,, هذه المرة فقط "

وأمام عناد رهف استسلمت والدتها وخرجت من المنزل وهي تذرف الدموع لأجل أبنتها ..

............

بعد اسبوعين قررت رهف أنه حان الوقت أن تعود لعملها وحياتها فقد حزنت على حبها الذي قتل اسبوعين ولا يجوز الحزن
على الميت أكثر من ثلاثة أيام وهي حزنت أكثر مما يجب .

وبينما كان زين يتناول طعامه برفقة وليد

" وليد تناول الطعام سريعاً ستتأخر على الباص "

" حسناً يا أبي "

" ماذا بك "

" لا شي "

" اذن لما أنت منزعج "

" لا شي "

" ما الذي تخبئه عني "

" لا شي يا أبي , كل ما في الأمر أنني اشتقت لأمي وأخاف أن تموت فهي لا تتناول الطعام منذ ايام "

" لا لا تخاف لن تموت "

" بالطبع لن أموت "

تلاقت عينيها بزين الذي أفزعه صوتها المفاجئ ثم قالت بحنان أكثر

" ولدي ابني حبيبي يقلق علي "

" ماما "

" نعم يا روح ماما "

عندها نهض وليد يجر والدته من يدها ويجلسها على الكرسي وأخذ يطعمها بيده بينما هي أخذت تضحك بسعادة ..
في الحقيقة أن زين ظن أنه سيحدث لرهف مكروه ما فقد اغلقت الغرفة على نفسها طيلة اسبوعين , وكان معظم الأيام يقوم زين بنفسه بوضع صينية طعام أمام باب غرفتها لعلها تتناوله لكنه ما أن يسأل نعيمة حتى تجيبه أنها لم تذق منه
شيء ..

في الحقيقة أنه مر الأسبوعين قاسيين عليه ورؤيته لرهف وقد نحلت كثيراً ألمه أكثر من قبل , لكنه فوجئ بقوتها فها هي تضحك مع وليد وتتناول الافطار بكل شهية وكأن شيئاً لم يكن.

عندها نهض زين وهو منزعج وأخذ يقود سيارته وهو يفكر أنه قلق عليها أكثر من اللازم فيبدو أن رهف أقوى من ما يتخيله وأنه يبدوا أنها لم تكن تحبه لدرجة أن تموت حزناً عليه , بل كانت حزينة على كرامتها وليس على حبها له ...

............

عادت رهف لعملها وأكملت ما بدأته من تصاميم وأخذت تعمل على إنهائها بالرغم من أن صديقتها سمية أخبرتها أنها تخاف أن لا يكفيها الوقت فالموعد لم يبقى عليه سوى أشهر قليلة جداً لعمل كل هذه التصاميم .

حتى أنها طلبت من رهف أن تتخلى عن أحد المعرضين لمصمم أخر في الشركة أو لتلغي أحدهما لكنها رفضت ذلك وبشدة وحقاً أخذت تسهر ليلاً ونهارا وبالكاد كانت تنام أو تتناول طعامها إلا اذ ذكرها كلاً من وليد أو سمية بذلك.
لم يكن أحد يعلم أن الوقت الذي كانت تقضيه رهف مشغولة هو كفترة نقاهة لشفاء جروحها ولتقوية عظمها فالضربة التي لا تقتل تقوي ..
......................

fadi azar 28-04-14 01:03 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
لقد حزنت على ما حدث لرهف عليها ان تتركه ليندم ان هدم بيديه الحب اللزي تكنه رهف له ولتبدا حياة جديدة فهي تستحق لانها استمرت تنتظره لكنه لايستحق

أضئت القمر 30-04-14 09:03 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
" رهف تعالي لنخرج قليلاً ألم تملين , منذ أسابيع وأنتِ لم تفارقين هذه الأوراق "

نظرت رهف إلى صديقتها سمية ثم قالت

" سمية الوقت يداهمني وأنا بالكاد أنتهي من تصاميمي ,, فماذا تريدين مني عمله "

" حسناً معك حق في ذلك لكن أرجوكِ أعتقينا ساعة لوجه الله ,, لنأكل فيها "

نظرت رهف إلى سمية وإلى المتواجدات معها بالمكان من مساعدات ثم قالت

" حسناً اطلبي لنا من أي مطعم ترغبن به "

" يا الهي رهف ,, رهف نريد أن نخرج نستنشق بعض الهواء ,, وصلت الفكرة "

" لا "

" رهف أرجوكِ "

" لا "

" رهف لديك خمس دقائق لتغادرين هذا المكان أو أقسم لكِ "

" ماذا "

" سأحرقه بما فيه ,, حرام عليكِ ,, اتقي ربنا ,, ما ذنبي أنا تحبسينني مع الجميع "

" ذنبك أنكِ شريكتي , ثم أنتِ تعرفين أنه لدينا موعد محدد لتجهز التصاميم وتعرض ,, ومن دون ذلك لن تستطيعِ أن تدفعين أقساط منزلك وسيارتك ,, وصلت الفكرة "

" أنت من ماذا مصنوعة "

" سمية خلاصة الكلام "

" لن أعمل "

" نعم "

" أنتِ أيضاً لن تبقي دقيقة واحدة "

ومن ثم استدارت للأخريات وقالت " الجميع للخارج لديكن ساعتان راحة ,, هيا "

" سمية ,, إياكِ ..."

لكن سمية لم تترك رهف تكمل حديثها بل جرتها مع حقيبتها للخارج .

........

وبينما سمية تقود السيارة قالت رهف
"
سميه أنتِ تضعين علينا الكثير من الوقت ,, فهذه الساعتان لو تركتي الأخريات يخطن فيها ويكملن عملهن ألم يكن ذلك أفضل
من هذا "

" لا "

"آآآه يا سميه ستسببين لي الجنون "

" أنتِ من ستسببين لنا الجنون ,, رهف أنتِ تجعليننا نعمل 12 ساعة متواصلة "

" هذا من شروط العقد "

" أنتِ شخص مستبد "

" فليكن "

" تباً لكِ ,, أريد أن أشعر كأنني شريكة ولست موظفة لديكِ "

" من منعك من ذلك "

أخذت سمية نفس عميق ثم قالت

" رهف حبيبتي ما رأيك أن تكفِ عن تعكير مزاجنا , وتدعيننا نفكر أين سنذهب "

" أي مكان "

" أي مكان , أي مكان , أي مكان "

ثم ضربت سمية يديها فجأة على المقود وقالت وهي تبتسم

" وجدتها "

" ما هي "

" ما عليكِ "

ضحكت رهف فسمية مجنونة بحق ثم أخذت تراقب صديقتها عبر انعكاس صورتها في الزجاج وهي تتذكر سنواتها العشر
معها فهي ليست مجرد صديقة , فقد تعرفت عليها بعد أن سافر زين .

كانت آنذاك فتاة لم تبلغ العشرين من عمرها زوجها غائب لا تعرف له طريق وبين يديها طفل يجب أن تتحمل مسئوليته ,
وقتها أمرها والدها أن تعود للدراسة في الجامعة فهي لن تضيع عمرها هكذا دون أن تنجز شيئاً وأخبرها أن شهادتها في يدها يعد كسلاح لما يخبئه لها المستقبل.

فعادت رهف للجامعة وكانت آنذاك فتاة منعزلة عن بقية الطالبات كان كل همها أن تنهي الجامعة لتعود لأبنها وليد في أخر النهار منهكة لكنها سعيدة برؤيته يكبر كل يوم .

وهنا أتى دور سمية الفضولية لتقتحم عالمها بصخبها وعدم مبالاتها بكل ما حولها بالرغم من ضحكتها التي لا تفارق وجهها كانت من عائلة فقيرة جداً ومناضلة فهي تملك 8 أخوة وأخوات وكان من شدة فقرها أنها كانت في معظم الأيام تسير على قدميها مسافة ساعة ونصف إلى الجامعة دون افطار و بالرغم من ذلك تراها ضاحكة مشرقة كأن لا هموم لديها.
أنهينا سنواتنا الأربع معاً أصبحت سمية وقتها كظلي لا تفارقني فقد كانت تأتي معي لتعتني بوليد وتساعدني في إنجاز واجباتي لقد أحببنا بعض بصدق .

بعد أن أنهينا دراستنا اقترحت عليّ عمل مشروع خاص بنا وحقاً ساعدنا والدي في البداية.
وقبل أن نبدأ مشروعنا تزوجت سمية بمهندس اسمه حسام كان للتو تخرج من كليته ولم يكن ذو شأن لكنهما وبكفاحهما استطاعا أن ينجزا الكثير , انجبت منه ولدين وفتاة جميلة..

بعد زواجها بثلاثة اسابيع بدءنا مشروعنا وسهرنا عليه أيام وليالي وها نخن منذ خمس سنوات قمنا بتسديد كل القروض الذي أخذناها بالإضافة بروز اسمنا في السوق ..

قطع صوت سمية حبل افكارها

" وصلنا يا عسل "

" ما هذا المكان "

" انه جديد وأريد ان اجربه معكِ قبل أن أتي بحسام إليه ,, هيا رهف انزلي "

نزلت رهف ودخلت مطعم جميل جداً عندها استدارت سمية وأمسكت بيد رهف وأخرجتها الى شرفة تطل على البحر وكان الجو رائع

" هنا أفضل ,, أليس كذلك "

" بالطبع ,, سمية من أين لكِ معرفة مثل هذا المكان الرائع "

" هل تسمعين "

اغمضت سمية عينيها لتصغي للموسيقى بطريقة تثير الضحك ..

" يا الهي منك لن تتغيري أبداً "

" ولما أتغير لأعيش مثلك في نكد "

" الأحزان والهموم تختارني يا سمية , لست أنا من اختارها "

" وإن كان ذلك صحيح يجب أن تسعدين ذاتك بذاتك يا رهف ,,

يجب أن تكوني إنسانة قوية لا تنهزم بسهولة عندها ستنهار كل العوائق أمامك ,,

أنتِ مشكلتك أنك وضعت زين الدين في أعلى قائمتك ,,

انتظرته عشرة أعوام وادخرتي سعادتك وفرحتك حتى عودته وعندما عاد ماذا فعل لك ,,

زين الدين علمك درس قاسي جداً وهو ألا تجعلين أي شخص أب أم أبن زوج أخ أخت أساس لسعادتك فإن غاب غابت بسمتك معه "

" كلامك صحيح , لكن ... "

" آآآششش ,, استمتعي بيومك لا أريد أن أسمع منكِ أعذار فقد مللت "

أشارت سمية لرهف أن تصمت لتتناول غدائها ولتستمتع بمنظر البحر وجوه الأكثر من رائع وحقاً أخذت رهف تستمتع بالمكان وبينما كانت تتناول رهف طعامها كانت أغنية Wrecking Ball تصدح بصوت منخفض عندها أغمضت رهف عينها لتنصت لها

We clawed, we chained, our hearts in vain
We jumped, never asking why
We kissed, I fell under your spel
A love no one could deny

Don’t you ever say I just walked away
I will always want you
I can’t live a lie, running for my life
I will always want you

I came in like a wrecking ball
I never hit so hard in love
All I wanted was to break your walls
All you ever did was wreck me
Yeah, you wreck me

I put you high up in the sky
And now, you’re not coming down
It slowly turned, you let me burn
And now, we’re ashes on the ground

Don’t you ever say I just walked away
I will always want you
I can’t live a lie, running for my life
I will always want you

I came in like a wrecking ball
Yeah, I just closed my eyes and swung
Left me crouching in a blaze and fall
All you ever did was wreck me
Yeah, you wreck me

I never meant to start a war
I just wanted you to let me in
And instead of using force
I guess I should’ve let you win
I never meant to start a war
I just wanted you to let me in
I guess I should’ve let you win

Don’t you ever say I just walked away
I will always want you

---

" هل أعجبك المكان "

" سمية إنه ساحر "

" الحمد لله أنه أعجبك "

" اذن هيا فلنغادر "

" لنتناول الآيس كريم "

" سمية وبعدين "

" قهوة "

" سمية "

" لن أنهض "

" أطلب 2 آيس كريم "

وأثناء مناقشتهم لأمور لا تذكرها رهف من صدمتها فقد رأت زين يتناول طعامه مع ابنت الوزير أو فلتقل زوجته نعم زوجته ما أصعب قولها من كان يتخيل زين زوج لغير رهف لكن ذلك أصبح حقيقة لا تستطيع أن تنكرها.

أحزن رهف ذلك وبشدة فأرادت أن تنهض لتصرخ به حتى تفضحه ومن ثم تشد شعره وتحرقه بالشوربة أو لتطعنه بالسكين في صدره لتصل لقلبه الخائن وعندما همت بالنهوض امسكتها سمية التي دهشت لتغير لون وجه رهف للأحمر فاستدارت لتبحث عن السبب فعرفت ما تفكر به رهف فأمسكت بيدها وقالت

" لا تحاربيه بهذه الطريقة "

" نعم "

" لا تحاربين أي رجل بالصراخ والغيرة بل بالبرود وعدم المبالاة تجعليه يركع "

" سمية ليس وقتك للنصائح ,, اتركيني اذكره بماضيه "

" ما الذي ستستفيدين من ذلك سوى إسعاده بأنك مازلتِ تحبينه وتغارين عليه "

" اذن ما العمل "

" اجلسي "

" جلسنا "

" ابتسمي "

" ابتسمنا "

" تناولي الآيس كريم وبردي أعصابك "

" إلى متى "

" لنهاية اللعبة "

" آآه يا سمية انظري انه يضحك "

" كلي الآيس كريم وأنت مبتسمة "

" سمية "

" ابتسمي "

.......

نهضت رهف برفقة سمية وسارت أمام زين فتلاقت أعينهما معاً شعر زين كأنها سنة ففي الحقيقة لم تكن لديه الجرأة لأن يقابل رهف وهو برفقة رولا فقد كان خائف من ردت فعلها ..

قامت رهف بالوقوف أمامه وظلت تنظر إليه طويلاً دون أن تنطق بشي ثم أكملت طريقها .

رولا " هل تعرفها "

" نعم "

" هل هي والدة وليد "

" نعم "

" أليس غريب هدوئها "

" ماذا تعنين "

" ما اعنيه لو أنها كانت تكن لك بعض المشاعر لكانت صرخت ولم تتركنا في حالنا "

" وهذا ما يخيفني "

" ماذا تقصد , أنه يهمك أن تظل تحبك "

" لا لم أقصد ذلك "

" إذن ماذا قصدت "

" اهدئي يا رولا ان ما قصدته أن هدوئها مخيف "

لم يستطع زين بعدها أن يستمتع بشي من حوله كان كل تفكيره منصب على رهف وكيف نظرة إليه ولما تركته دون أن تقول شيء هل حقاً لم يعد يعني لها شيء ..

إنه منذ أن خرجت من غرفتها وعادت لعملها وهو بالكاد يراها , في الحقيقة انه لا يعرف من منهما يهرب من مواجهة الأخر فهو يعود متأخر ويذهب بعد أن يتأكد أنها ذهبت أو يسبقها في الخروج فهو لا يستطيع مواجهتها فالكلام سهل لكن تنفيذه شيء صعب .

ربما هو تزوج وداس على كل شيء بينهما لكنه مازال يحبها بحق ..

..................................

أخذ زين يقود سيارته عائداً للمنزل بعد أن أوصل رولا لمنزلها وإذا برهف فجأة تقطع الطريق عليه بسرعة فائقة , فداس زين على البنزين ليلحق بها لكنها كانت تدوس أكثر فخاف زين عليها أخذ يزمر لها , لكنها لم تهدئ من سرعتها فحاول أن يسير بجوارها لكنها كانت تقترب منه محاولة دفعة لخارج الطريق , عندها افلت دواسة البنزين خوفاً منها في لكن الحقيقة شعر أنها تحاول أن تقتله .

وصلا للمنزل فنزل زين من سيارته منزعج يصرخ برهف وهو يسير إليها بينما رهف كانت قد وصلت للمنزل وأقفلت الباب خلفها

" تباً "

مد يده لجيبه ليخرج مفاتيحه لكن المفتاح لم يفتح الباب فهمس لنفسه

" هل يعقل أنها غيرت مفتاح الباب ,, تباً "

دار حول المنزل إلى الأبواب الأخرى فوجدها كلها مغلقه وعندما دق الجرس لعل احدى الخادمتان تسمعانه فتفتحان له الباب , لكنها كانت قد فصلت الجرس , عندها اخذ يصرخ عليها من خلف الزجاج لعل أحدهم يفتح له فقد مضي عليه في الخارج نصف ساعة, بينما رهف كانت تحتسي كوباً من الشاي

" مدام ما في مفتاح "

" لا ما في مفتاح يا نعيمة "

فجأة سمعت رهف صوت زين داخل المنزل فقفزت من مكانها تاركتاً كأس الشاي يسقط ويكسر وهي تحاول أن تهرب وتصعد الدرج لكنه كان أسرع منها في الصعود لكنها استدارت وباغتته ودفعته فأسقطته من أعلى الدرج دون أن تقصد ذلك فقد كانت ردت فعلها الطبيعة لخوفها من أن يلحق بها

" زين الدين "

نزلت رهف تهرول خائفة لكنه كان مغمض عينيه فقد سقط سقوط قوي

" نعيمة ,, نعيمة ,, سناء ,, سناء "

" نعم مدام "

" أحضرن بعض الماء واتصلن بالإسعاف "

" زين الدين , زين الدين ,, يا الهي ماذا حدث له "

" امي ماذا هنالك "

" وليد اذهب لغرفتك "

" امي لماذا بابا هكذا "

" وليد اذهب لغرفتك "

" لن اذهب هل بابا مات "

اخذت رهف تبكي وتقول " وليد اصمت واذهب لغرفتك "

.......

اخذت رهف تحتضن زين وتبكيه وفجأة شعرت بيده تشد شعرها فنظرت إليه ورأته يعتدل في جلسته وقد شدها من شعرها وقال

" أولا ترمينني مثل الكلب بالخارج ومن ثم تدفعينني من الدرج ,,
والآن تبكينني "

" أيها الحقير "

ثم صفعة زين صفعة كانت أقوى من تلك التي تلقاها قبل احدى عشرة سنة حتى انه افلت رهف من بين يديه , عندها نهضت رهف ومن شدة غضبها قامت بركله بكل قوة أتتها في بطنه حتى سمعته يصرخ وحاول أن ينهض ليلحق بها لكنها كانت اسرع منه هذه المرة وعندما وصلت للأعلى رأته يتلوى من الألم وهو يصعد ..

" تستحق ذلك أيها الحقير "

ثم دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها ..

بعد ساعة من ما حدث اتصلت رهف بسمية لتخبرها بكل ما حدث لتنفجر سمية من الضحك فرهف أفرغت طاقتها كلها في زين ..

" هل تظنين أنه سيسكت لكِ "

" ليجرب حظه مرة أخرى ,, اقسم أنني سأجعله يعض أصابعه ندماً وغيظاً "

" بل قولي أنك ستحطين عظامه "

" وأسنانه أيضاً حتى لا يستطيع أن يبتسم مرة أخرى "

فضحكت سمية ثم قالت

" اللهم اكفينا غضبك وشرك "

" اريد أن اكويه بنفس النار التي يكويني بها "

......................

fadi azar 30-04-14 09:44 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
ههههههههههههههههههه قوية رهف يجب ان تجعله يغار ويحس انه سيخصرها

شرقاوية عسل 07-05-14 01:18 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
ننتظرك يا الغالية متشوقين نعرف وش راح تسوي رهف مع زين بعد مصيبة زواجة الثاني

الله يكون في عونها

fadi azar 14-05-14 11:15 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
طولة علينا اختي عسا المانع خير

ككاابو 15-05-14 12:16 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
الف شكر لك ،،،رائعه بحق

شرقاوية عسل 17-05-14 04:56 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
السلام عليكم

أختي قصتك رائعة

أرجوك اكمليها عزيزتي

أضئت القمر 17-05-14 02:15 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
بعد عدة أيام ...

" إلى متى سيستمر تمثيلك "

" ماذا تعنين "

" أعني زواجك من ابنت الوزير "

" لا حول ولا قوة إلا بالله ,, ياعشقك للمشاكل منذ الصباح ,, الناس تقول صباح الخير "

" وهل هنالك خير يأتي من وراك "
" لا حول ولا قوة إلا بالله ,,هل تستطيعين أن تتركينني أتناول إفطاري لدي تدريب ,, وأريد أن أذهب يوماً واحد ,, يوماً واحد يا رهف ودماغي غير مشوش "

" ماذا تقصد أنني من أفتعل المشاكل "

" يا الهي "

صرخ زين ونهض وأخذ كأس القهوة ورماها في الجدار

" رهف ما الذي في رأسك "

نظرت رهف إليه بخوف لكنها تظاهرة بعدم مبالاة لغضبه وقالت

" أتظن أنني لا أعلم لما تزوجت تلك الخرقاء ابنت الوزير "

....

" ببساطة لانه أصبح لديك ثروة تتباهى بها أمام أعين الجميع "

مشيرة بذلك للمنزل والسيارات التي أصبح يبدلها كل عدة أسابيع ثم أكملت

" عندها اخذت تبحث عن المنصب وعن الوجاهة , عندها قابلت تلك الفتاة الخرقاء هي ووالدها , هم أعجبتهم اموالك وأنت أعجبك منصب والدها ومكانته في المجتمع "

" وهل أنتِ حقاً مقتنعة بهذا الكلام "

" أرجوك لا تقل لي أنكما أعجبتما ببعضكما وعشتما قصة حب , لهذا تزوجتها "

" ماذا أليس لديكِ عينان ,,

أتظنين أنني سأتزوجها إن كانت كبيرة في السن أو قبيحة من أجل منصب والدها ,, أنتِ حقاً تمزحين "

......

" لماذا أشعر فجأة أن القط أكل لسانك ,,

بالتأكد أنتِ تعرفين رولا , وتعلمين أنها جميلة جداً ,,

لكن الذي لا تعرفينه أنني تزوجت بها لأنني أعجبت بجمالها وليس بمنصب والدها , لهذا لا أريد أن تفتحي موضوعها معي مرة أخرى هذا واقع ويجب أن تقبلي به أو لك الحرية في الإنسحاب من حياتي "

......

شعرت رهف وقتها بألم يجتاح جسدها من صدمتها من ما قاله زين فكل ما أرادته هو أن يزل ويعترف بأنه مازال يحبها وأن يذكر لها أي سبب كاذب لزواجه برولا , لكن زين كان قاسياً جداً عليها. ففي الحقيقة أن زين محق في ذلك فرولا جميلة جداً وصغيرة في السن فكيف لرجل في مثل وسامة زين لا يعجب بها.

" في الحقيقة أنك لم تعدي تطاقين "

" أنت محق إنها تليق بك "

ثم غادرت رهف المنزل منزعجة ...

إنزعج زين من نفسه فقد تمادى كثيراً في إغاظتها لكن رهف أصبحت مزعجة جداً.

...........

في المساء ..

تجمعت السحب على المدينة فجأة كعادة تشرين في ذلك , ففي لحظة يتغير الطقس من حال لحال دون سابق إنذار.

أخذ المطر يهطل بغزارة بينما زين كان يقود سيارته الكاديلاك متوجهاً للمنزل و أثناء ذلك أخذ يتذكر ما حدث بينه وبين رهف في الصباح فأنبه ضميره على ذلك , لكن في الحقيقة أن تصرفاتها حقاً أصبحت لا تطاق .

وفجأة أشتد هطول المطر مما اضطر زين من إيقاف سيارته بجوار الطريق حتى يهدأ المطر قليلاً فهو لم يعد يرى أمامه فأرجع رأسه وأخذ يتأمل المطر المنهمر على زجاج النافذة .

و أثناء ذلك تذكر زين حينما سألته رهف ابنت الثامنة عشر

" زين لما تزوجتني "

" لا أعلم اسألي قلبي "

" زين "

" لأنني أراكِ أجمل من في الكون "

" أنت كاذب "

" ألا تصدقينني يا رهف "

" بالطبع لا "

" اقسم لكِ أنني لا أرى امرأة أجمل وأحب إلى قلبي مثلكِ ولو كنت لا أحبك لما تزوجتك ,, أم أنك تظنين أنني تزوجتك من أجل أموال والدك "

" اممم .. ربما "

.........

كانت وقتها رهف فتاة لطيفة وهادئة وبالكاد تتكلم لكن رهف اليوم شخصية مختلفة تماماً عن تلك التي تزوجتها , في الحقيقة لا أعلم من منا تغير أنا أم هي .

الحقيقة التي لا تعلمها رهف أنني لم أحب أو أعجب بسواها طيلة الاحدى عشر عاماً الماضية , ولم تلفت انتباهي فتاة قط لكنها لن تصدقني الآن مهما حدث .

بالرغم من أن رولا جميلة حقاً لكنني لا أشعر بأي سعادة في رفقتها في الحقيقة أنني قد تزوجها من أجل منصب والدها ولم يكن لجمالها مكاناً في ارتباطي بها.

...................

وصل زين للمنزل فوجد أن الهدوء يعم المكان فقد كانت الساعة 10 ليلاً ومن المؤكد أن رهف نامت هي ووليد , فلم يكن هنالك غير صوت هطول المطر وهو يضرب على الزجاج .

فتوجه زين للمطبخ ليشرب بعض الماء ويذهب لينام فقد كان اليوم مرهق جداً , وذلك بسبب التمارين المكثفة فلم يبقى سوى أيام على بداية الموسم ...

وبعد أن شرب زين الماء أطفئ الأنوار ليغادر إلى غرفته , لكنه توقف عندما رأى شخص يجري في الخارج فعقد حاجبيه محاولاً منه أن يعرف من يكون لكنه لم يستطع بسب الظلام الذي يحيط بالمكان وفجأة فتح الباب لتدخل رهف مبتلة وبيدها كراسة مبتلة هي الأخرى.

عندها صرخ غاضباً

" هل جننتِ أم ماذا"

" ما دخلك أنت إن كنت جننت أم لا "

وقبل أن تكمل رهف حديثها أمسك زين بها وقال بغضب

" أخبريني ما الذي أخرجك في مثل هذا الوقت أيتها الغبية ,, ألا ترين قوة الرياح "

" لا تتدخل فيما لا يعنيك "

وفجأة أخذ زين الكراسة التي بيدها وأخذ يلوح بها وهو يصرخ

" هل من أجل هذه تخرجين في مثل هذا الوقت "

" نعم "

" هل أنتِ غبية "

" بل أنت الفضولي "

" اصمتي واذهبي إلى غرفتك وجففي نفسك جيداً "

قفزت رهف لتأخذ كراستها لكن زين رفع يده أكثر فقالت بغضب

" لما تتدخل في حياتي ,, يهمك في ماذا ان مرضت أم لا "

" ومن الذي قال انني اهتم حتى ان متِ "

ثم تركها وذهب لغرفته ومعه كراستها..

نظرت رهف إلى الفراغ الذي تركه زين خلفه فمنذ أن تشاجرا أخر مرة ودفعته عن الدرج وهو بالكاد يتحدث معها , لقد أخبرتها سميه أنه من الغباء الصراخ وكثرة الشجار فمن سيحبها وهي تتشاجر معه طيلة الوقت , حتى هي شعرت بذالك فقد أصبح زين يغيب طيلة اليوم ليتجنب الشجار معها وهذا ما يزيد نيرانها اشتعالاً , فما أن يصل حتى ينطلق لسانها دون تفكير ليجلده بأقصى الكلمات فهي لا تملك طريقة أخرى لتخبره ما تشعر به .

ذهبت رهف لغرفتها وبدلت ثيابها وهي تذرف دموعاً ساخنة بعد ذلك ذهبت لسريرها لتنام فقد شعرت بارتفاع حرارتها حقاً .

..........

استيقظ زين في الصباح الباكر وجهز حقيبته التي يأخذها معه وفجأة رأى كراسة رهف فتفاجأ أن رهف لم تلحق به لتأخذها فإنتابه فضول غريب بأن يقوم بفتحها , فوجد بها تصاميم جميلة لفساتين عدة عندها ابتسم زين وأخذ قلم رصاص من مكتبه وأخذ يزيد على التصاميم قطع من المجوهرات وهو يتخيل رهف عندما ترى ذلك.

وعندما انتهى من ذلك اغلق الكراسة وهو يتذكر عندما كان يساعد رهف في سنتها الأول

" زين إن أصبحت مصممة كبيرة سأترك لك جانب المجوهرات لك ,, ما رأيك "

" هل جننتِ "

" لما هل هذا ينقص من رجولتك أم ماذا "

" بالطبع "

" ما هذا التفكير المتخلف "

" فليكن "

......

ثم توجه للمطبخ ليتناول افطاره ومعه كراسة رهف فرأى نعيمة أمامه

" نعيمة هل المدام استيقظت "

" ليس بعد "

"حسناً ,, اذن ضعي هذه الكراسة في غرفتها "

" حسناً سيدي "

بعد عشرة دقائق

وبينما زين يتناول افطاره قالت نعيمة

" سيدي "

" نعم "

" المدام مريضة حرارتها مرتفعة جداً "

فهمس " كنت أعرف ذلك ,,

آآه يا الهي "

ثم نهض وصعد ودخل غرفة رهف لأول مرة منذ أشهر وجد رهف مغمضة العينين تصدر أنيناً.

" رهف "

....

" رهف ,, هل أنتِ بخير "

فتحت رهف عينيها لتواجه وجه زين الحزين أمامها , للحظة نسيا ما بينهما من مشاجرات فوضع زين يده على
جبين رهف

" رهف ,, هل أنتِ بخير "

" أشعر بألم في جسدي كله يا زين "

" هل أذهب بك للمستشفى "

وفجأة عادت رهف لطبعها الحاد والعنيد فدفعت يده عن جبينها ثم قالت بوهن

" لا ,, شكراً "

" كفي عن عنادكِ هذا "

" اخرج من غرفتي , فأنا لا أريد أن أراك أمامي مرة أخرى وان كنت أموت "

" أتعرفين ,, لقد كنت مخطئ في قلقي عليكِ "

ثم خرج زين وهو غاضب ومغتاظاً منها ولم يزرها مرة أخرى .

مرضت رهف اسبوعاً كاملاً وبقيت طريحة الفراش تحاول أن تقاوم المرض , ومن غبائها أنها رفضت الذهاب للمستشفى بالرغم من صراخ والدتها وسمية بها , لكنها رفضت تماماً فهي لا تريد أن تبدو ضعيفة أمام زين .
مرت الأيام قاسية و موحشة على رهف فقد ظلت في غرفتها اسبوعاً طريحة الفراش وبالرغم من ذلك لم يسأل عنها زين ولم يأتي ليطمئن عليها حتى.

شعرت رهف أنها لا تتحسن بالرغم من تناولها لجميع المسكنات وتناولها للمشروبات الساخنة وتناولها بعض الطعام لكنها كانت تشعر وكأن بداخلها نيران مشتعلة في صدرها لا تنطفئ لا ليلاً ولا نهاراً ..

حتى أنها فقدت شهيتها للطعام والشراب حتى النوم فقد أصبح من الصعب عليها أن تنام ولو قليلاً وذلك بسبب السعال الشديد الذي أصابها مؤخراً وأحياناً بسبب أفكارها التي لا تنتهي حول زين وعلاقته برولا وإلى أى مدى تطورت فقد أصبح يغيب أكثر عن المنزل ..

قطع رنين الهاتف حبل أفكارها

" مرحباً رهف "

" أهلين سمية "

" كيف أنتِ اليوم "

" مازلت مريضة "

" هل تريدينني أن أخذكِ للمستشفى "

" لا لاداعي لذلك "

" إلى متى يا رهف "

عندها قالت رهف بغضب

" سمية ماذا تريدين "

" أنا في طريقي لك سأمر لأخذ الأوراق التي أنهيتيها "

" حسناً سأجعل نعيمة تحضرها لكِ "

" والديكِ قلقين عليكِ إلى متى يا رهف تقاومين وتكابرين "

" إلى أن اموت "

فردت سمية بغضب

" حسناً , أعتني بنفسك أيتها العنيدة "

" إلى اللقاء "

" إلى اللقاء "

...................

اليوم التالي ...

استيقظت رهف وهي تشعر بتوعك لكنها مضطرة أن تنهض لتتأكد من أن وليد جاهز ليذهب لمدرسته , لكنها لم تستطيع أن تقوم بالكثير فتركت وليد على عاتق نعيمة واخذت تنتظره في الصالة ..

وبينما رهف شاردة الذهن اذ بوليد يطبع قبلة سريعة على خد والدته وهو يودعها لمدرسته ...

" ماما إلى اللقاء "

" إلى اللقاء يا حبيبي انتبه لنفسك "

" أنتِ أيضاً يا أمي "

خرج وليد وهو يسرع في خطاه يجر خلفه حقيبته ليلحق بالباص فمرض والدته وانشغال والده بالتدريبات منعهما من ايصاله للمدرسة .

لحقت رهف بوليد لتراقبه من النافذة وهو يصعد باصه , وفجأة باغتها سُعال شديد وجاف وبالكاد استطاعت أن تجلس على أحدى الكنبات التي بالصالة , عندها سمعت صوت زين من خلفها ..

" انظري نتيجة أفعالك "

......

" فلتجهزي حتى أخذك للطبيب , عنادك لن يفيدك في شيء "

.....

نهضت رهف وصعدت إلى غرفتها في صمت , بينما تركت زين ينتظرها في الصالة ظناً منه أنها أخيراً رضخت له , لكن بعد مرور نصف ساعة قرر زين أن يصعد ليرى ما يؤخرها , وعندما دخل الغرفة وجد رهف ممدة على السرير تتصفح الآيباد وبجوارها كوب من القهوة عندها قال بغضب

" لما لم تجهزين بعد "

....

لم ترفع رهف عينيها حتى , بل ظلت تتصفح جهازها الآيباد

زين بغضب " رهف إن لم تنهضين الآن سأحملك للمستشفى ,, أتفهمين ذلك "

.....

" أتعرفين أنتِ أصبحتِ لا تطاقين "

ثم استدار يهم بالخروج لكن السُعال باغت رهف التي حاولت أن تتماسك لكن السُعال كان أشد منها وظلت تسعل حتى خارت قواها .

راقبها زين فإذا به يرى بقع دم يخرج من فمها عندها قال بخوف

" رهف هل أنتِ بخير ,, رهف كفِ عن عنادك ودعيني أخذك للمستشفى "

نظرت رهف إليه بعينين ذابلتين

" اتركني "

" أنتِ مجنونة ,, أخبريني من تظنين أنك تعاقبين "

" اخرج "

ثم سعلت سعال أشد وأخذت تخرج دماء أكثر حتى هي شعرت بالخوف لكن كبريائها هو من بقي لها ولن تتنازل عنه ..

وفجأة دون سابق انذار نزعها زين من فراشها واخذ ينزل بها وعندما وصلا للصالة أمر نعيمة أن تحضر عباءة رهف

" اتركني ,, انزلني "

لكن رهف كانت أضعف من أن تقاومه أكثر أنزلها زين لتلبس عباءتها وبينما اقترب منها ليساعدها قالت بصرامة

" إياك أن تلمسني مرة أخرى "

نظر إليها زين بغضب وقال " لديكِ دقيقتان للحاق بي "

لكن مرة عشرة دقائق ورهف لم تخرج فعاد زين ليجدها جالسة في الصالة

" ما الذي تنتظرينه لما لم تخرجي بما أنك جاهزة "

" لما الآن تهتم "

" ماذا تعنين "

" ما هي لعبتك الآن "

" أي لعبة تتحدثين عنها "

" زين الدين أنا أعرفك جيداً ,, أرجوك لا تقول أن قلبك فجأة استيقظ "

" انه عمل انساني لا غير "

" وأنا لست بحاجة لشفقتك أو انسانيتك "

ونهضت لتعود لغرفتها عندها امسك بها زين وحملها إلى السيارة بينما هي كانت تصرخ به وما أن وضعها
على كرسي السيارة حتى صفعته عندها نظر إليها بكل غضب

" اسمعي يارهف بدء صبري ينفذ ,, ويدكِ هذه سأكسرها لك مرة أخرى "

" فلتكسرها حتى أضيف لسجلك عنف منزلي "

" يبدوا أنك تسعدين بتشويه سمعتي "

" في الحقيقة أنه لم يعد يوقفك شيئاً أو يخيفك , فقد أصبح لديك معارف وأيادي في كل مكان ينظفون خلفك "

" وما الذي فعلته لينظفون خلفي ,, هل أخبرك أحداً أنني مجرم "

" هل تظن أننا لا نعلم أنك وراء خسارة أبي , وحرق مصنع الجلود الخاص برشدي "

" وما الدليل على ما تقولينه "

" وهل يجب أن يكون هنالك دليل ليأكد لنا الفاعل "

" غريبة أنتِ , تقولين أنك تحبينني وعندما يقع أي مكروه لأحداً من عائلتك أول أصباع اتهام منك يوجه إلي ,, لماذا ؟؟؟ "

" زمان كنت مخدوعة فيك أم الآن فأنا عرفت حقيقتك "

" وما هي حقيقتي التي اكتشفتيها "

" أنك لست سوى مجرم "

.....

" لقد كان رشدي محق فتلك الأزقة لن تنتج سوى مجرمين "


" بل أنا من عرف حقيقتك للآسف "

ثم صمتا كلاهما وكل واحداً منهما متألم من ما قاله الأخر عنه ...

.................

أخذ زين يقود للمستشفى في صمت وهو يكاد ينفجر غضباً ربما فوزه بصفقة كان هو ووالدها يتنافسان عليها الشيء الوحيد الذي عمله , لكن ما قالته لم يكن صحيح فهو لم يسبب لوالدها أي خسارة ولم يكن هو من تسبب بحرق مصنع رشدي في الحقيقة لم يكن يعلم أن رشدي لديه مصنع للجلود .

" وصلنا "

" أعدني للمنزل "

......

نزل زين وأمسك بيدها وأخرجها من السيارة ودخل بها للمستشفى وهي تقاومه

" رهف كفِ عن ذلك لا تحرجيننا أمام الناس "

" أنت لا يهمك سوى الناس "

" رهف اخفضي صوتك "

" اتركني اذن "

" لن أتركك حتى يفحصك الطبيب "

وحقاً أخذ الطبيب يفحصها وقام بعمل لها بعض الفحوصات والتحاليل لكن حالتها كانت سيئة جداً مما أجبرتها بالبقاء في المشفى فقد كان جسدها ضعيفاً جداً فقد فقدت الكثير من السوائل وخروج الدم أثناء سعالها جعل الطبيب يأمرها بالبقاء رغماً عنها.

" هل أنت زوجها "

" نعم "

" أخبرني كيف تركت زوجتك تصل إلى هذه الدرجة من المرض "

" في الحقيقة أنها هي من لم ترضى بالذهاب للمشفى "

" المهم اذهب وانهي اوراق دخولها , والممرضات هنا سيعتنون بها حتى تعود "

" حسناً "

ثم ألقى نظرة سريعة على رهف وغادر الغرفة لينهي بقية الأوراق.

وبعد ذلك توجه زين للمختبر ليأخذ نتائج فحوصات رهف ليذهب بها إلى الطبيب لكنهم طلبوا منه أن ينتظر قليلاً وأثناء ذلك جلس زين على أحدى الكراسي يحتسي القهوة ..

" زين الدين ما الذي تفعله هنا "

" سامر "

" هل وليد ورهف بخير "

" نعم إنهم بخير "

" أذن ماذا تفعل هنا "

" في الحقيقة أن رهف مريضة قليلاً "

" رهف ,, ماذا بها "

" لا أعلم فأنا أنتظرنتيجة تحاليها "

" أين هي "

" إنها في الدور الثالث "

لقد كان سامر بارداً في حديثه لكن ما أن عرف أن المريض هو رهف حتى شعر زين بالإهتمام في صوته.
ترك سامر زين ودخل للمختبر وبعد خمسة عشرة دقيقة خرج ومعه أوراق يقرائها عندها نهض زين ولحق به

" سامر طمئني "

" لقد فقدت سوائل ولديها ضعف عام لا شيء مخيف "

" إنها تسعل سُعال جاف يصطحبه بعض الدماء "

" لا تخف أمر طبيعي فيبدوا أنها مصابة بنزلة برد شديدة ليس إلا "

ثم ضغط سامر على إزارا المصعد ليصعدا لغرفة رهف .

دخل زين الغرفة بعد أن طرق على الباب

عندها قال سامر

" مرحبا "

" أهلين سامر "

" كيف تشعرين الآن "

" أفضل "

" الحمدلله ,, لما لم تتصلي بي يارهف "

" لم أرد أن أشغلك "

" تشغلينني ,, أهذا كلام يا رهف ألا تعرفين معزتك عندنا "

" بلى ,, لكنني أعرف أنك مشغول بين المشفى والمنزل "

" هذه كلها أعذار ,, ما كان عليكِ أن تخفي عني مرضك , على العموم ليس هنالك شيئاً مقلق كل الأمر أن تأخذي
قسطاً كبيراً من الراحة "

" حسناً ,, شكراً يا سامر على زيارتك "

" سأزورك كل يوم حتى تغادرينا "

" شكراً لك , لكن لا داعي لأن تتعب نفسك "

" يبدوا أنك لا تريدين رؤيتي "

" بالطبع لا أقصد ذلك "

" أذن سأتي كل يوم حسناً "

" حسناً "

ثم خرج كلاً من زين وسامر وأغلقا الباب خلفهما عندها استدار سامر إلى زين وهو غاضب

" ما الذي فعلته بها "

" نعم "

" ألا تخجل من نفسك ومن تصرفاتك ,, إلى متى تظن أنها ستتحملك "

" وما الذي فعلته لها "

" لا يهمني ما الذي فعلته أنت لها ,, لكن ما فعلته هي لك من المفترض أن يُخجلك من ذاتك "

" سامر أنا لا أفهم عن ماذا تتحدث "

" لا تفهم ,, أخبرني متى فهمت في حياتك ,, هل هذه رهف الذي كنت في يوما ما ستموت من آجلها ,, هل هذه الفتاة التي أحببتها وتركت البلد عندما تركتك "

......

" ربما أخطئت بحقك عندما كانت طفلة , طفلة يازين الدين , لكن أتعرف أنها أوفت لك طيلة العشرة السنوات الماضية وأنت بماذا جازيتها بالزواج عليها , لكنه ليس غريباً منك عمل هذا فماذا يتوقع من شخصاً مثلك "

" سامر من أنت لتتحدث معي هكذا "

" آسفين إذ أزعجنا حضرتك "

" سامر .. "

وفجأة قطع كلامهما

" دكتور سامر "

نظر كلاً من زين وسامر لمصدر الصوت فوجداها طبيبة متدربة

سامر " نعم يا دكتورة رزان "

" دكتور سامر هنالك حالة يجب أن تفحصها "

ثم اقتربت الفتاة منهما ومعها اوراق قدمتها لسامر وقد علت وجهها ابتسامة خجلة ففكر زين هل يعقل أن
سامر يلعب بذيله هو الأخر , وكأن سامر قرأ أفكار زين فقال

" دكتورة رزان ,, أخت حضرتك "

زين " أختي ,, آآآمم "

رزان " نعم أنا رزان أختك "

نظر زين لكليهما غير مصدق لما يقولاه

" ماذا تقصد يا سامر "

قال سامر بينما كان يقلب الأوراق التي بيده " ما فهمته هذه أختك وهنالك زينة ورائد ورأفت , كلهم أخوتك "

" أنا ليس لدي أخوة سواك أنت وأحمد فقط "

ثم نظر زين إلى كلاهما ومن ثم غادر وهو غاضباً ومنزعج.

...............

ظلت رهف في المستشفى اسبوعاً وبقيت والدتها معها منذ دخولها أما زين فقد كان يذهب لزيارتها في منتصف الليل بعد أن ينهي تمريناته وما أن يطرق الباب حتى تخرج والدتها فهي لا ترد التحية حتى ..
اجاز الطبيب لرهف بالمغادرة وبما أنها يوم جمعة استطاع زين الذهاب إليها في الظهيرة ليعيدها للمنزل .

" السلام عليكم "

لم ترد التحية والدة رهف بل خرجت من جواره في صمت فإبتعد لأنه قد إعتاد منها ذلك ..

" إلى متى ستظل والدتك على مقاطعتي هكذا هل تظن أنها بهذا الاسلوب ستغير شيئاً في حياتنا "

" لا تتحدث عن أمي أو أي أحد من عائلتي بسوء "

" ما الذي قلته أم أنك تريدين أن تثيرين المشاكل فقط "

.......

" ما هذه الهدايا كلها "

همس زين بها لنفسه بينما كان يقلب الهدايا التي أتت رهف , وأثناء ذلك كانت رهف بالحمام تبدل ثيابها وما أن خرجت حتى أمسك بباقة جميلة وكبيرة بجوار سريرها وأخذ يقرأ الكرت الموضوع عليها عندها غضب وصرخ فأفزعها بينما كانت ترتب الثياب في الحقيبة ..

" هل سمحتِ لماجد الحقير بزيارتك "

" إنه ابن خالتي ماذا تريد مني أن أعمله , هل أطرده "

" نعم تطردينه "

" لما حتى أرضيك "

عندها أمسك زين بباقة الورد ورماها في الجدار ومن ثم داسها ونثرها في كل مكان بينما رهف تقف تنظر
إليه غير مصدقة ما فعله

" لما فعلت ذلك "

" حتى أرضيكِ "

" أنت أحقر شخص رأيته "

صفعها وامسك بها وقال في غضب

" أتريدين مني أن أصمت عن شخص أتي ليتغزل بزوجتي أثناء غيابي "

قالت رهف من بين دموعها

" هل تظنني حقيرة مثلك "

" اذن ماذا تعني هذه الورود "

حررت رهف يدها من بين يديه ومن ثم دفعته وابتعدت عنه وقالت وهي تمسح دموعها

" طلقني , طلقني يا زين الدين "

" لا تظني أنني لن أفعلها فلا تصري على كلامك "

" حياتي لم تعد تطاق معك , طلقني وأرحني "

" أتريدين مني أن أطلقك من أجل شخص حقير "

" أتعرف لقد عرفت لما عدت الآن وبعد هذه السنين فقد استجاب الله لدعائي بأن يريني طريق الصواب في حياته , فأعادك لأرى بعيني فداحت غبائي لإنتظارك هذه السنين كلها وأنا رأيت وأكتفيت من مار أيته "

" كلامٌ جديد وغريباً عليكِ , هل تم تلقينك أم ماذا "

مشيراً بذلك لوالدتها وعائلتها

" طلقني "

عندها اقترب زين وامسك بيدي رهف أثناء ذلك دخلت والدتها فلم تتوقع أن زين في الغرفة فقد أعتادت أنه لا يبقى لأكثر من عشرة دقائق وبالكاد يتحدث هو ورهف وعندما فتحت الباب سمعت رهف تقول لزين

" طلقني "

فتفاجأت بما طلبته رهف وتفاجأت أكثر بمنظر الغرفة

" ما الذي يحدث يا رهف "

استدار كلاً من رهف وزين إلى ناحية الباب ليجدا والدتها تقف هنالك متفاجأة

" ولما تبكين "

انزلت رهف عينيها بينما همس زين لها وهو يشد على يدها

"أغلقي الموضوع الآن "

لكن رهف رفعت وجهها له وقالت بإصرار

" لا لن أغلقه "

" رهف كفِ عن عنادك "

" بل قل عن غبائي "

" سأنتظرك بالسيارة "

ثم تركها ليغادر الغرفة لكن رهف صرخت

" لقد طلبت منك أن تطلقني "

لكن زين أكمل طريقه غير مبالي بما قالته .

وما أن وصل إلى باب الغرفة حتى شعر بشيئاً يضرب ظهره ويبلله فأفزعه فاستدار لينظر ما هذا الشيء الذي بلله , ليجد أن رهف قد رمته بأزهار كانت موضوعة في إناء من زجاج بجوار سريرها ..

" لقد قولت لك طلقني "

نظر زين إليها بينما كانت ممسكة بالإناء بيدها وشعر بالإهانة أمام والدتها

" رهف أنا أحذرك لأخر مرة "

" كن رجلاً لمرة واحدة في حياتك "

" أنتِ طالق ,, طالق ,, طالق ,, هل رضيتِ الآن "

ثم غادر زين المكان غير مصدق من ما فعله وصل إلى سيارته وحاول أن يدخل المفتاح ليقود لكن يديه كانت ترتجفان حتى أن لم يستطيع أن يمسك بالمقود شعر بأنه في دوامة يدور وشعر بدوار شديد .

حاول زين أن يدخل المفتاح أراد أن يبتعد عن المكان ليذهب إلى أي مكان أخر لكن مفتاح سيارته سقط من يده عندها أخذ زين بضرب المقود بكل قوته وهو يذرف الدموع ويصرخ ..

" يا اللهي كيف فعلت ذلك "

..................

أخذ زين يدور بسيارته طيلة اليوم حتى أتى المساء وشعر بأن هنالك شيئاً يخنقه فتذكر أحمد وشعر أن
علاجه عند أخاه فقاد إلى منزل أحمد وما أن وصل حتى أتصل

" مرحبا أحمد "

" أهلين زين "

" أحمد هل أنت بمنزلك "

" نعم لما "

" أنا بالجوار قررت أن أزورك هل يمكن ذلك "

" زين هل تستئذن لتزورني أنسيت أنني أخاك الأكبر وأن هذا منزلك "

" شكراً أحمد "

" أنا انتظرك "

" حسناً "

صعد زين الدرج وطرق الباب وما أن فتح أحمد الباب حتى ارتمى زين بحضن أخيه يذرف دموعه في صمت

" زين لقد أقلقتني ماذا بك "

مسح زين دموعه وهو خجل وتمالك نفسه ثم قال

" هل سمحت لي بالبقاء عندك الليلة ,, فقط اللية "

" زين هل جننت هذا منزلك ابقى كم ما شئت "

بقي زين اسبوعان عند أحمد أغلق على نفسه الغرفة ولم يكن يغادرها بتاتاً حتى أنه لم يكن يضيء النور أبداً أخذ يختلي بذاته ويراجعها ....

في الحقيقة وجد أن حساباته كانت كلها خطأ لكن ما الفائدة التي ترجى الآن من حسابه لذاته فقد انتهى ما بينهما , لم يعد يهم الآن ما يفعله فلا نتيجة ترجى من ذلك ..

أخذ زين يفكر في شعور رهف الآن بالتأكيد أنها حزينة ولو أنه يبدوا عليها القوة من الخارج لكن داخلها هش فهو أكثر شخص يعرفها أو كان يعرفها ...

همس زين في حزن * لا تعشقينني *

وإن تعشقيني

فلا شيء عندي لكي تأخذيه

وما أنا شيء

ولا قلب عندي لكي تعشقيه

فقد تندمين

وتمضين عني

وفي القلب سر ولن تعرفيه

فإني وهم

وقلبي خيال

وحبي سيبقى بعيد المنال

فلا تعشقينني لأني المحال

........

إذا قلت يوماً بأني أحبك

فلا تسمعيني

فحبي كلام

وحبي إليك بقايا انتقام

لأني جريح

سأشتاق يوماً لكي أستريح

وأرغب يوماً أرد اعتباري

وأطفئ ناري

فأقتل فيك العيون البريئة

فلا تعشقيني لأني الخطيئة

.....................

فهد الهاجري 17-05-14 02:20 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
العنوان مشجع والرواية محمسة شكراً من كل أعماق قلبي على الرواية

أضئت القمر 17-05-14 02:35 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
بعد عدة أيام ...
" إلى متى سيستمر تمثيلك "
" ماذا تعنين "
" أعني زواجك من ابنت الوزير "
" لا حول ولا قوة إلا بالله ,, ياعشقك للمشاكل منذ الصباح ,, الناس تقول صباح الخير "
" وهل هنالك خير يأتي من وراك "
" لا حول ولا قوة إلا بالله ,,هل تستطيعين أن تتركينني أتناول إفطاري لدي تدريب ,, وأريد أن أذهب يوماً واحد ,, يوماً واحد يا رهف ودماغي غير مشوش "
" ماذا تقصد أنني من أفتعل المشاكل "
" يا الهي "
صرخ زين ونهض وأخذ كأس القهوة ورماها في الجدار
" رهف ما الذي في رأسك "
نظرت رهف إليه بخوف لكنها تظاهرة بعدم مبالاة لغضبه وقالت
" أتظن أنني لا أعلم لما تزوجت تلك الخرقاء ابنت الوزير "
....
" ببساطة لانه أصبح لديك ثروة تتباهى بها أمام أعين الجميع "
مشيرة بذلك للمنزل والسيارات التي أصبح يبدلها كل عدة أسابيع ثم أكملت
" عندها اخذت تبحث عن المنصب وعن الوجاهة , عندها قابلت تلك الفتاة الخرقاء هي ووالدها , هم أعجبتهم اموالك وأنت أعجبك منصب والدها ومكانته في المجتمع "
" وهل أنتِ حقاً مقتنعة بهذا الكلام "
" أرجوك لا تقل لي أنكما أعجبتما ببعضكما وعشتما قصة حب , لهذا تزوجتها "
" ماذا أليس لديكِ عينان ,,
أتظنين أنني سأتزوجها إن كانت كبيرة في السن أو قبيحة من أجل منصب والدها ,, أنتِ حقاً تمزحين "
......
" لماذا أشعر فجأة أن القط أكل لسانك ,,
بالتأكد أنتِ تعرفين رولا , وتعلمين أنها جميلة جداً ,,
لكن الذي لا تعرفينه أنني تزوجت بها لأنني أعجبت بجمالها وليس بمنصب والدها , لهذا لا أريد أن تفتحي موضوعها معي مرة أخرى هذا واقع ويجب أن تقبلي به أو لك الحرية في الإنسحاب من حياتي "
......
شعرت رهف وقتها بألم يجتاح جسدها من صدمتها من ما قاله زين فكل ما أرادته هو أن يزل ويعترف بأنه مازال يحبها وأن يذكر لها أي سبب كاذب لزواجه برولا , لكن زين كان قاسياً جداً عليها. ففي الحقيقة أن زين محق في ذلك فرولا جميلة جداً وصغيرة في السن فكيف لرجل في مثل وسامة زين لا يعجب بها.
" في الحقيقة أنك لم تعدي تطاقين "
" أنت محق إنها تليق بك "
ثم غادرت رهف المنزل منزعجة ...
إنزعج زين من نفسه فقد تمادى كثيراً في إغاظتها لكن رهف أصبحت مزعجة جداً.
...........
في المساء ..
تجمعت السحب على المدينة فجأة كعادة تشرين في ذلك , ففي لحظة يتغير الطقس من حال لحال دون سابق إنذار.
أخذ المطر يهطل بغزارة بينما زين كان يقود سيارته الكاديلاك متوجهاً للمنزل و أثناء ذلك أخذ يتذكر ما حدث بينه وبين رهف في الصباح فأنبه ضميره على ذلك , لكن في الحقيقة أن تصرفاتها حقاً أصبحت لا تطاق .
وفجأة أشتد هطول المطر مما اضطر زين من إيقاف سيارته بجوار الطريق حتى يهدأ المطر قليلاً فهو لم يعد يرى أمامه فأرجع رأسه وأخذ يتأمل المطر المنهمر على زجاج النافذة .
و أثناء ذلك تذكر زين حينما سألته رهف ابنت الثامنة عشر
" زين لما تزوجتني "
" لا أعلم اسألي قلبي "
" زين "
" لأنني أراكِ أجمل من في الكون "
" أنت كاذب "
" ألا تصدقينني يا رهف "
" بالطبع لا "
" اقسم لكِ أنني لا أرى امرأة أجمل وأحب إلى قلبي مثلكِ ولو كنت لا أحبك لما تزوجتك ,, أم أنك تظنين أنني تزوجتك من أجل أموال والدك "
" اممم .. ربما "
.........
كانت وقتها رهف فتاة لطيفة وهادئة وبالكاد تتكلم لكن رهف اليوم شخصية مختلفة تماماً عن تلك التي تزوجتها , في الحقيقة لا أعلم من منا تغير أنا أم هي .
الحقيقة التي لا تعلمها رهف أنني لم أحب أو أعجب بسواها طيلة الاحدى عشر عاماً الماضية , ولم تلفت انتباهي فتاة قط لكنها لن تصدقني الآن مهما حدث .
بالرغم من أن رولا جميلة حقاً لكنني لا أشعر بأي سعادة في رفقتها في الحقيقة أنني قد تزوجها من أجل منصب والدها ولم يكن لجمالها مكاناً في ارتباطي بها.
...................
وصل زين للمنزل فوجد أن الهدوء يعم المكان فقد كانت الساعة 10 ليلاً ومن المؤكد أن رهف نامت هي ووليد , فلم يكن هنالك غير صوت هطول المطر وهو يضرب على الزجاج .
فتوجه زين للمطبخ ليشرب بعض الماء ويذهب لينام فقد كان اليوم مرهق جداً , وذلك بسبب التمارين المكثفة فلم يبقى سوى أيام على بداية الموسم ...
وبعد أن شرب زين الماء أطفئ الأنوار ليغادر إلى غرفته , لكنه توقف عندما رأى شخص يجري في الخارج فعقد حاجبيه محاولاً منه أن يعرف من يكون لكنه لم يستطع بسب الظلام الذي يحيط بالمكان وفجأة فتح الباب لتدخل رهف مبتلة وبيدها كراسة مبتلة هي الأخرى.
عندها صرخ غاضباً
" هل جننتِ أم ماذا"
" ما دخلك أنت إن كنت جننت أم لا "
وقبل أن تكمل رهف حديثها أمسك زين بها وقال بغضب
" أخبريني ما الذي أخرجك في مثل هذا الوقت أيتها الغبية ,, ألا ترين قوة الرياح "
" لا تتدخل فيما لا يعنيك "
وفجأة أخذ زين الكراسة التي بيدها وأخذ يلوح بها وهو يصرخ
" هل من أجل هذه تخرجين في مثل هذا الوقت "
" نعم "
" هل أنتِ غبية "
" بل أنت الفضولي "
" اصمتي واذهبي إلى غرفتك وجففي نفسك جيداً "
قفزت رهف لتأخذ كراستها لكن زين رفع يده أكثر فقالت بغضب
" لما تتدخل في حياتي ,, يهمك في ماذا ان مرضت أم لا "
" ومن الذي قال انني اهتم حتى ان متِ "
ثم تركها وذهب لغرفته ومعه كراستها..
نظرت رهف إلى الفراغ الذي تركه زين خلفه فمنذ أن تشاجرا أخر مرة ودفعته عن الدرج وهو بالكاد يتحدث معها , لقد أخبرتها سميه أنه من الغباء الصراخ وكثرة الشجار فمن سيحبها وهي تتشاجر معه طيلة الوقت , حتى هي شعرت بذالك فقد أصبح زين يغيب طيلة اليوم ليتجنب الشجار معها وهذا ما يزيد نيرانها اشتعالاً , فما أن يصل حتى ينطلق لسانها دون تفكير ليجلده بأقصى الكلمات فهي لا تملك طريقة أخرى لتخبره ما تشعر به .
ذهبت رهف لغرفتها وبدلت ثيابها وهي تذرف دموعاً ساخنة بعد ذلك ذهبت لسريرها لتنام فقد شعرت بارتفاع حرارتها حقاً .
..........
استيقظ زين في الصباح الباكر وجهز حقيبته التي يأخذها معه وفجأة رأى كراسة رهف فتفاجأ أن رهف لم تلحق به لتأخذها فإنتابه فضول غريب بأن يقوم بفتحها , فوجد بها تصاميم جميلة لفساتين عدة عندها ابتسم زين وأخذ قلم رصاص من مكتبه وأخذ يزيد على التصاميم قطع من المجوهرات وهو يتخيل رهف عندما ترى ذلك.
وعندما انتهى من ذلك اغلق الكراسة وهو يتذكر عندما كان يساعد رهف في سنتها الأول
" زين إن أصبحت مصممة كبيرة سأترك لك جانب المجوهرات لك ,, ما رأيك "
" هل جننتِ "
" لما هل هذا ينقص من رجولتك أم ماذا "
" بالطبع "
" ما هذا التفكير المتخلف "
" فليكن "
......
ثم توجه للمطبخ ليتناول افطاره ومعه كراسة رهف فرأى نعيمة أمامه
" نعيمة هل المدام استيقظت "
" ليس بعد "
"حسناً ,, اذن ضعي هذه الكراسة في غرفتها "
" حسناً سيدي "
بعد عشرة دقائق
وبينما زين يتناول افطاره قالت نعيمة
" سيدي "
" نعم "
" المدام مريضة حرارتها مرتفعة جداً "
فهمس " كنت أعرف ذلك ,,
آآه يا الهي "
ثم نهض وصعد ودخل غرفة رهف لأول مرة منذ أشهر وجد رهف مغمضة العينين تصدر أنيناً.
" رهف "
....
" رهف ,, هل أنتِ بخير "
فتحت رهف عينيها لتواجه وجه زين الحزين أمامها , للحظة نسيا ما بينهما من مشاجرات فوضع زين يده على جبين رهف
" رهف ,, هل أنتِ بخير "
" أشعر بألم في جسدي كله يا زين "
" هل أذهب بك للمستشفى "
وفجأة عادت رهف لطبعها الحاد والعنيد فدفعت يده عن جبينها ثم قالت بوهن
" لا ,, شكراً "
" كفي عن عنادكِ هذا "
" اخرج من غرفتي , فأنا لا أريد أن أراك أمامي مرة أخرى وان كنت أموت "
" أتعرفين ,, لقد كنت مخطئ في قلقي عليكِ "
ثم خرج زين وهو غاضب ومغتاظاً منها ولم يزرها مرة أخرى .
مرضت رهف اسبوعاً كاملاً وبقيت طريحة الفراش تحاول أن تقاوم المرض , ومن غبائها أنها رفضت الذهاب للمستشفى بالرغم من صراخ والدتها وسمية بها , لكنها رفضت تماماً فهي لا تريد أن تبدو ضعيفة أمام زين .
مرت الأيام قاسية و موحشة على رهف فقد ظلت في غرفتها اسبوعاً طريحة الفراش وبالرغم من ذلك لم يسأل عنها زين ولم يأتي ليطمئن عليها حتى.
شعرت رهف أنها لا تتحسن بالرغم من تناولها لجميع المسكنات وتناولها للمشروبات الساخنة وتناولها بعض الطعام لكنها كانت تشعر وكأن بداخلها نيران مشتعلة في صدرها لا تنطفئ لا ليلاً ولا نهاراً ..
حتى أنها فقدت شهيتها للطعام والشراب حتى النوم فقد أصبح من الصعب عليها أن تنام ولو قليلاً وذلك بسبب السعال الشديد الذي أصابها مؤخراً وأحياناً بسبب أفكارها التي لا تنتهي حول زين وعلاقته برولا وإلى أى مدى تطورت فقد أصبح يغيب أكثر عن المنزل ..
قطع رنين الهاتف حبل أفكارها
" مرحباً رهف "
" أهلين سمية "
" كيف أنتِ اليوم "
" مازلت مريضة "
" هل تريدينني أن أخذكِ للمستشفى "
" لا لاداعي لذلك "
" إلى متى يا رهف "
عندها قالت رهف بغضب
" سمية ماذا تريدين "
" أنا في طريقي لك سأمر لأخذ الأوراق التي أنهيتيها "
" حسناً سأجعل نعيمة تحضرها لكِ "
" والديكِ قلقين عليكِ إلى متى يا رهف تقاومين وتكابرين "
" إلى أن اموت "
فردت سمية بغضب
" حسناً , أعتني بنفسك أيتها العنيدة "
" إلى اللقاء "
" إلى اللقاء "
...................
اليوم التالي ...
استيقظت رهف وهي تشعر بتوعك لكنها مضطرة أن تنهض لتتأكد من أن وليد جاهز ليذهب لمدرسته , لكنها لم تستطيع أن تقوم بالكثير فتركت وليد على عاتق نعيمة واخذت تنتظره في الصالة ..
وبينما رهف شاردة الذهن اذ بوليد يطبع قبلة سريعة على خد والدته وهو يودعها لمدرسته ...
" ماما إلى اللقاء "
" إلى اللقاء يا حبيبي انتبه لنفسك "
" أنتِ أيضاً يا أمي "
خرج وليد وهو يسرع في خطاه يجر خلفه حقيبته ليلحق بالباص فمرض والدته وانشغال والده بالتدريبات منعهما من ايصاله للمدرسة .
لحقت رهف بوليد لتراقبه من النافذة وهو يصعد باصه , وفجأة باغتها سُعال شديد وجاف وبالكاد استطاعت أن تجلس على أحدى الكنبات التي بالصالة , عندها سمعت صوت زين من خلفها ..
" انظري نتيجة أفعالك "
......
" فلتجهزي حتى أخذك للطبيب , عنادك لن يفيدك في شيء "
.....
نهضت رهف وصعدت إلى غرفتها في صمت , بينما تركت زين ينتظرها في الصالة ظناً منه أنها أخيراً رضخت له , لكن بعد مرور نصف ساعة قرر زين أن يصعد ليرى ما يؤخرها , وعندما دخل الغرفة وجد رهف ممدة على السرير تتصفح الآيباد وبجوارها كوب من القهوة عندها قال بغضب
" لما لم تجهزين بعد "
....
لم ترفع رهف عينيها حتى , بل ظلت تتصفح جهازها الآيباد
زين بغضب " رهف إن لم تنهضين الآن سأحملك للمستشفى ,, أتفهمين ذلك "
.....
" أتعرفين أنتِ أصبحتِ لا تطاقين "
ثم استدار يهم بالخروج لكن السُعال باغت رهف التي حاولت أن تتماسك لكن السُعال كان أشد منها وظلت تسعل حتى خارت قواها .
راقبها زين فإذا به يرى بقع دم يخرج من فمها عندها قال بخوف
" رهف هل أنتِ بخير ,, رهف كفِ عن عنادك ودعيني أخذك للمستشفى "
نظرت رهف إليه بعينين ذابلتين
" اتركني "
" أنتِ مجنونة ,, أخبريني من تظنين أنك تعاقبين "
" اخرج "
ثم سعلت سعال أشد وأخذت تخرج دماء أكثر حتى هي شعرت بالخوف لكن كبريائها هو من بقي لها ولن تتنازل عنه ..
وفجأة دون سابق انذار نزعها زين من فراشها واخذ ينزل بها وعندما وصلا للصالة أمر نعيمة أن تحضر عباءة رهف
" اتركني ,, انزلني "
لكن رهف كانت أضعف من أن تقاومه أكثر أنزلها زين لتلبس عباءتها وبينما اقترب منها ليساعدها قالت بصرامة
" إياك أن تلمسني مرة أخرى "
نظر إليها زين بغضب وقال " لديكِ دقيقتان للحاق بي "
لكن مرة عشرة دقائق ورهف لم تخرج فعاد زين ليجدها جالسة في الصالة
" ما الذي تنتظرينه لما لم تخرجي بما أنك جاهزة "
" لما الآن تهتم "
" ماذا تعنين "
" ما هي لعبتك الآن "
" أي لعبة تتحدثين عنها "
" زين الدين أنا أعرفك جيداً ,, أرجوك لا تقول أن قلبك فجأة استيقظ "
" انه عمل انساني لا غير "
" وأنا لست بحاجة لشفقتك أو انسانيتك "
ونهضت لتعود لغرفتها عندها امسك بها زين وحملها إلى السيارة بينما هي كانت تصرخ به وما أن وضعها على كرسي السيارة حتى صفعته عندها نظر إليها بكل غضب
" اسمعي يارهف بدء صبري ينفذ ,, ويدكِ هذه سأكسرها لك مرة أخرى "
" فلتكسرها حتى أضيف لسجلك عنف منزلي "
" يبدوا أنك تسعدين بتشويه سمعتي "
" في الحقيقة أنه لم يعد يوقفك شيئاً أو يخيفك , فقد أصبح لديك معارف وأيادي في كل مكان ينظفون خلفك "
" وما الذي فعلته لينظفون خلفي ,, هل أخبرك أحداً أنني مجرم "
" هل تظن أننا لا نعلم أنك وراء خسارة أبي , وحرق مصنع الجلود الخاص برشدي "
" وما الدليل على ما تقولينه "
" وهل يجب أن يكون هنالك دليل ليأكد لنا الفاعل "
" غريبة أنتِ , تقولين أنك تحبينني وعندما يقع أي مكروه لأحداً من عائلتك أول أصباع اتهام منك يوجه إلي ,, لماذا ؟؟؟ "
" زمان كنت مخدوعة فيك أم الآن فأنا عرفت حقيقتك "
" وما هي حقيقتي التي اكتشفتيها "
" أنك لست سوى مجرم "
.....
" لقد كان رشدي محق فتلك الأزقة لن تنتج سوى مجرمين "
" بل أنا من عرف حقيقتك للآسف "
ثم صمتا كلاهما وكل واحداً منهما متألم من ما قاله الأخر عنه ...
.................
أخذ زين يقود للمستشفى في صمت وهو يكاد ينفجر غضباً ربما فوزه بصفقة كان هو ووالدها يتنافسان عليها الشيء الوحيد الذي عمله , لكن ما قالته لم يكن صحيح فهو لم يسبب لوالدها أي خسارة ولم يكن هو من تسبب بحرق مصنع رشدي في الحقيقة لم يكن يعلم أن رشدي لديه مصنع للجلود .
" وصلنا "
" أعدني للمنزل "
......
نزل زين وأمسك بيدها وأخرجها من السيارة ودخل بها للمستشفى وهي تقاومه
" رهف كفِ عن ذلك لا تحرجيننا أمام الناس "
" أنت لا يهمك سوى الناس "
" رهف اخفضي صوتك "
" اتركني اذن "
" لن أتركك حتى يفحصك الطبيب "
وحقاً أخذ الطبيب يفحصها وقام بعمل لها بعض الفحوصات والتحاليل لكن حالتها كانت سيئة جداً مما أجبرتها بالبقاء في المشفى فقد كان جسدها ضعيفاً جداً فقد فقدت الكثير من السوائل وخروج الدم أثناء سعالها جعل الطبيب يأمرها بالبقاء رغماً عنها.
" هل أنت زوجها "
" نعم "
" أخبرني كيف تركت زوجتك لتصل إلى هذه الدرجة من المرض "
" في الحقيقة أنها هي من لم ترضى بالقدوم للمشفى "
" المهم اذهب وانهي اوراق دخولها , والممرضات هنا سيعتنون بها حتى تعود "
" حسناً "
ثم ألقى نظرة سريعة على رهف وغادر الغرفة لينهي بقية الأوراق.
وبعد ذلك توجه زين للمختبر ليأخذ نتائج فحوصات رهف ليذهب بها إلى الطبيب لكنهم طلبوا منه أن ينتظر قليلاً وأثناء ذلك جلس زين على أحدى الكراسي يحتسي القهوة ..
" زين الدين ما الذي تفعله هنا "
" سامر "
" هل وليد ورهف بخير "
" نعم إنهم بخير "
" أذن ماذا تفعل هنا "
" في الحقيقة أن رهف مريضة قليلاً "
" رهف ,, ماذا بها "
" لا أعلم فأنا أنتظرنتيجة تحاليها "
" أين هي "
" إنها في الدور الثالث "
لقد كان سامر بارداً في حديثه لكن ما أن عرف أن المريض هو رهف حتى شعر زين بالإهتمام في صوته.
ترك سامر زين ودخل للمختبر وبعد خمسة عشرة دقيقة خرج ومعه أوراق يقرائها عندها نهض زين ولحق به
" سامر طمئني "
" لقد فقدت سوائل ولديها ضعف عام لا شيء مخيف "
" إنها تسعل سُعال جاف يصطحبه بعض الدماء "
" لا تخف أمر طبيعي فيبدوا أنها مصابة بنزلة برد شديدة ليس إلا "
ثم ضغط سامر على إزارا المصعد ليصعدا لغرفة رهف .
دخل زين الغرفة بعد أن طرق على الباب
عندها قال سامر
" مرحبا "
" أهلين سامر "
" كيف تشعرين الآن "
" أفضل "
" الحمدلله ,, لما لم تتصلي بي يارهف "
" لم أرد أن أشغلك "
" تشغلينني ,, أهذا كلام يا رهف ألا تعرفين معزتك عندنا "
" بلى ,, لكنني أعرف أنك مشغول بين المشفى والمنزل "
" هذه كلها أعذار ,, ما كان عليكِ أن تخفي عني مرضك , على العموم ليس هنالك شيئاً مقلق كل الأمر أن تأخذي قسطاً كبيراً من الراحة "
" حسناً ,, شكراً يا سامر على زيارتك "
" سأزورك كل يوم حتى تغادرينا "
" شكراً لك , لكن لا داعي لأن تتعب نفسك "
" يبدوا أنك لا تريدين رؤيتي "
" بالطبع لا أقصد ذلك "
" أذن سأتي كل يوم حسناً "
" حسناً "
ثم خرج كلاً من زين وسامر وأغلقا الباب خلفهما عندها استدار سامر إلى زين وهو غاضب
" ما الذي فعلته بها "
" نعم "
" ألا تخجل من نفسك ومن تصرفاتك ,, إلى متى تظن أنها ستتحملك "
" وما الذي فعلته لها "
" لا يهمني ما الذي فعلته أنت لها ,, لكن ما فعلته هي لك من المفترض أن يُخجلك من ذاتك "
" سامر أنا لا أفهم عن ماذا تتحدث "
" لا تفهم ,, أخبرني متى فهمت في حياتك ,, هل هذه رهف الذي كنت في يوما ما ستموت من آجلها ,, هل هذه الفتاة التي أحببتها وتركت البلد عندما تركتك "
......
" ربما أخطئت بحقك عندما كانت طفلة , طفلة يازين الدين , لكن أتعرف أنها أوفت لك طيلة العشرة السنوات الماضية وأنت بماذا جازيتها بالزواج عليها , لكنه ليس غريباً منك عمل هذا فماذا يتوقع من شخصاً مثلك "
" سامر من أنت لتتحدث معي هكذا "
" آسفين إذ أزعجنا حضرتك "
" سامر .. "
وفجأة قطع كلامهما
" دكتور سامر "
نظر كلاً من زين وسامر لمصدر الصوت فوجداها طبيبة متدربة
سامر " نعم يا دكتورة رزان "
" دكتور سامر هنالك حالة يجب أن تفحصها "
ثم اقتربت الفتاة منهما ومعها اوراق قدمتها لسامر وقد علت وجهها ابتسامة خجلة ففكر زين هل يعقل أن سامر يلعب بذيله هو الأخر , وكأن سامر قرأ أفكار زين فقال
" دكتورة رزان ,, أخت حضرتك "
زين " أختي ,, آآآمم "
رزان " نعم أنا رزان أختك "
نظر زين لكليهما غير مصدق لما يقولاه
" ماذا تقصد يا سامر "
قال سامر بينما كان يقلب الأوراق التي بيده " ما فهمته هذه أختك وهنالك زينة ورائد ورأفت , كلهم أخوتك "
" أنا ليس لدي أخوة سواك أنت وأحمد فقط "
ثم نظر زين إلى كلاهما ومن ثم غادر وهو غاضباً ومنزعج.
...............
ظلت رهف في المستشفى اسبوعاً وبقيت والدتها معها منذ دخولها أما زين فقد كان يذهب لزيارتها في منتصف الليل بعد أن ينهي تمريناته وما أن يطرق الباب حتى تخرج والدتها فهي لا ترد التحية حتى ..
اجاز الطبيب لرهف بالمغادرة وبما أنها يوم جمعة استطاع زين الذهاب إليها في الظهيرة ليعيدها للمنزل .
" السلام عليكم "
لم ترد التحية والدة رهف بل خرجت من جواره في صمت فإبتعد لأنه قد إعتاد منها ذلك ..
" إلى متى ستظل والدتك على مقاطعتي هكذا هل تظن أنها بهذا الاسلوب ستغير شيئاً في حياتنا "
" لا تتحدث عن أمي أو أي أحد من عائلتي بسوء "
" ما الذي قلته أم أنك تريدين أن تثيرين المشاكل فقط "
.......
" ما هذه الهدايا كلها "
همس زين بها لنفسه بينما كان يقلب الهدايا التي أتت رهف , وأثناء ذلك كانت رهف بالحمام تبدل ثيابها وما أن خرجت حتى أمسك بباقة جميلة وكبيرة بجوار سريرها وأخذ يقرأ الكرت الموضوع عليها عندها غضب وصرخ فأفزعها بينما كانت ترتب الثياب في الحقيبة ..
" هل سمحتِ لماجد الحقير بزيارتك "
" إنه ابن خالتي ماذا تريد مني أن أعمله , هل أطرده "
" نعم تطردينه "
" لما حتى أرضيك "
عندها أمسك زين بباقة الورد ورماها في الجدار ومن ثم داسها ونثرها في كل مكان بينما رهف تقف تنظر إليه غير مصدقة ما فعله
" لما فعلت ذلك "
" حتى أرضيكِ "
" أنت أحقر شخص رأيته "
صفعها وامسك بها وقال في غضب
" أتريدين مني أن أصمت عن شخص أتي ليتغزل بزوجتي أثناء غيابي "
قالت رهف من بين دموعها
" هل تظنني حقيرة مثلك "
" اذن ماذا تعني هذه الورود "
حررت رهف يدها من بين يديه ومن ثم دفعته وابتعدت عنه وقالت وهي تمسح دموعها
" طلقني , طلقني يا زين الدين "
" لا تظني أنني لن أفعلها فلا تصري على كلامك "
" حياتي لم تعد تطاق معك , طلقني وأرحني "
" أتريدين مني أن أطلقك من أجل شخص حقير "
" أتعرف لقد عرفت لما عدت الآن وبعد هذه السنين فقد استجاب الله لدعائي بأن يريني طريق الصواب في حياته , فأعادك لأرى بعيني فداحت غبائي لإنتظارك هذه السنين كلها وأنا رأيت وأكتفيت من مار أيته "
" كلامٌ جديد وغريباً عليكِ , هل تم تلقينك أم ماذا "
مشيراً بذلك لوالدتها وعائلتها
" طلقني "
عندها اقترب زين وامسك بيدي رهف أثناء ذلك دخلت والدتها فلم تتوقع أن زين في الغرفة فقد أعتادت أنه لا يبقى لأكثر من عشرة دقائق وبالكاد يتحدث هو ورهف وعندما فتحت الباب سمعت رهف تقول لزين
" طلقني "
فتفاجأت بما طلبته رهف وتفاجأت أكثر بمنظر الغرفة
" ما الذي يحدث يا رهف "
استدار كلاً من رهف وزين إلى ناحية الباب ليجدا والدتها تقف هنالك متفاجأة
" ولما تبكين "
انزلت رهف عينيها بينما همس زين لها وهو يشد على يدها
"أغلقي الموضوع الآن "
لكن رهف رفعت وجهها له وقالت بإصرار
" لا لن أغلقه "
" رهف كفِ عن عنادك "
" بل قل عن غبائي "
" سأنتظرك بالسيارة "
ثم تركها ليغادر الغرفة لكن رهف صرخت
" لقد طلبت منك أن تطلقني "
لكن زين أكمل طريقه غير مبالي بما قالته .
وما أن وصل إلى باب الغرفة حتى شعر بشيئاً يضرب ظهره ويبلله فأفزعه فاستدار لينظر ما هذا الشيء الذي بلله , ليجد أن رهف قد رمته بأزهار كانت موضوعة في إناء من زجاج بجوار سريرها ..
" لقد قولت لك طلقني "
نظر زين إليها بينما كانت ممسكة بالإناء بيدها وشعر بالإهانة أمام والدتها
" رهف أنا أحذرك لأخر مرة "
" كن رجلاً لمرة واحدة في حياتك "
" أنتِ طالق ,, طالق ,, طالق ,, هل رضيتِ الآن "
ثم غادر زين المكان غير مصدق من ما فعله وصل إلى سيارته وحاول أن يدخل المفتاح ليقود لكن يديه كانت ترتجفان حتى أن لم يستطيع أن يمسك بالمقود شعر بأنه في دوامة يدور وشعر بدوار شديد .
حاول زين أن يدخل المفتاح أراد أن يبتعد عن المكان ليذهب إلى أي مكان أخر لكن مفتاح سيارته سقط من يده عندها أخذ زين بضرب المقود بكل قوته وهو يذرف الدموع ويصرخ ..
" يا اللهي كيف فعلت ذلك "
..................
أخذ زين يدور بسيارته طيلة اليوم حتى أتى المساء وشعر بأن هنالك شيئاً يخنقه فتذكر أحمد وشعر أن علاجه عند أخاه فقاد إلى منزل أحمد وما أن وصل حتى أتصل
" مرحبا أحمد "
" أهلين زين "
" أحمد هل أنت بمنزلك "
" نعم لما "
" أنا بالجوار قررت أن أزورك هل يمكن ذلك "
" زين هل تستئذن لتزورني أنسيت أنني أخاك الأكبر وأن هذا منزلك "
" شكراً أحمد "
" أنا انتظرك "
" حسناً "
صعد زين الدرج وطرق الباب وما أن فتح أحمد الباب حتى ارتمى زين بحضن أخيه يذرف دموعه في صمت
" زين لقد أقلقتني ماذا بك "
مسح زين دموعه وهو خجل وتمالك نفسه ثم قال
" هل سمحت لي بالبقاء عندك الليلة ,, فقط اللية "
" زين هل جننت هذا منزلك ابقى كم ما شئت "
بقي زين اسبوعان عند أحمد أغلق على نفسه الغرفة ولم يكن يغادرها بتاتاً حتى أنه لم يكن يضيء النور أبداً أخذ يختلي بذاته ويراجعها ....
في الحقيقة وجد أن حساباته كانت كلها خطأ لكن ما الفائدة التي ترجى الآن من حسابه لذاته فقد انتهى ما بينهما , لم يعد يهم الآن ما يفعله فلا نتيجة ترجى من ذلك ..
أخذ زين يفكر في شعور رهف الآن بالتأكيد أنها حزينة ولو أنه يبدوا عليها القوة من الخارج لكن داخلها هش فهو أكثر شخص يعرفها أو كان يعرفها ...
همس زين في حزن * لا تعشقينني *
وإن تعشقيني
فلا شيء عندي لكي تأخذيه
وما أنا شيء
ولا قلب عندي لكي تعشقيه
فقد تندمين
وتمضين عني
وفي القلب سر ولن تعرفيه
فإني وهم
وقلبي خيال
وحبي سيبقى بعيد المنال
فلا تعشقينني لأني المحال
........
إذا قلت يوماً بأني أحبك
فلا تسمعيني
فحبي كلام
وحبي إليك بقايا انتقام
لأني جريح
سأشتاق يوماً لكي أستريح
وأرغب يوماً أرد اعتباري
وأطفئ ناري
فأقتل فيك العيون البريئة
فلا تعشقيني لأني الخطيئة
.....................

fadi azar 17-05-14 03:12 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
فصل رائع جدا

أضئت القمر 05-06-14 07:02 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
أهواكِ ...

استيقظ زين على صوت يضرب الزجاج بقوة فابعد الستائر ليرى قطرات المطر تتساقط بقوة على زجاج النافذة وكأنها تريد كسره ,فاعتدل في جلسته واستند بجبينه على زجاج النافذة البارد ليراقب الطريق وقد أغرقه المطر فسرح بفكره .

عندما عودة إلى أرض الوطن وضعت أمام عيني هدف وهو تحطيم رهف وعائلتها والدوس عليهم وها أنا قمت بتحطيم رهف وإذلالها بالزواج من رولا , وحالفني الحظ للفوز بالمناقصة التي كان والدها يريدها , وانحرق مصنع رشدي دون أن يكون لي يد في الأمر لكنه نفعني في انتقامي .

فلماذا أنا الآن حزين لقد حققت كل ما أريده لدي الثروة والشهرة والقوة ما الذي ينقصني ..

رهف هي ما ينقصني !!!

غريبٌ أمري منذ أيام وأنا اشتكي من صراخها المتواصل واختلاقها للمشاكل وكنت أصرخ عليها وأرمي الأشياء غاضباً منها وأسمعها أقسى الكلام , بالرغم من أنني اعرف سبب كل ذلك كانت غيرتها هي السبب الأول أما الثاني فاهمالي لها.

كل ما أردت أن اظهره لها أنني نسيتها وأن وجودها لم يعد له أي معنى في حياتي.

لكن الحقيقة أنها الهواء الذي أتنفسه والروح التي أحيى بها والقلب الذي أغُلق أبوابه على حبها فلم يترك احداً سواها يدخله ..

كيف ارتكبت جريمة كهذه في حقنا نحن الاثنين كيف استطاع هذا القلب الضعيف أن يقسوا على من أحب , حتى وليد ما ذنبه ليعيش معنا كل هذا العذاب الم تكفيه سنوات طفولته ؟؟؟

" آآآآآآه يا وليد كم آذيتك "

ماذا سأخبره إن سألني في يوماً ما لما عملت ذلك ؟؟ لما يا أبي ؟؟ وهل سيسامحني ؟؟

أليس من أبسط حقوقه كطفل أن يعيش بين والدين متحابين متفاهمين , لكنني ماذا فعلت تزوجت على والدته , وكنت أغيظها بأخذه معي حتى يتعلق بي ليبتعد عنها , لقد كنت أخطط لهذا منذ البدابة فلما أنا الآن منزعج وحزين .

لماذا ؟؟

أنا شخص لا يحق له ذرف الدموع !!

أنا شخص لا يستحق الشفقة !!

أنا حقير وجبان !!

" آآآآه يا رهف لو ترين النار التي تحرقني ليلاً ونهاراً ,, ربما كنتِ سامحتني "

أشعر بأني في داخلي ناراً مشتعلة تحرقني بلهيبها حتى أنني بالكاد أكل أو أشرب أشعر بأن جسدي أصبح ثقيل على قدمي حتى انني بالكاد أقف ..

ثم أخذ زين يغني بحزن

أهواك وأتمنى لو أنساك

وأنسى روحي وياك

وإن ضاعت يبقى فداك لو تنساني

............................

وقفت رهف بجوار النافذة تذرف دموعاً ساخنة وهي تراقب قطرات المطر المنهمرة تغسل المدينة من ذنبوها , عندها أخذت تناجي ربها ما ذنبي أنا يارب ليحدث معي كل هذا ؟؟

" أستغفرك ربي وأتوب لك"

لقد أحببته بصدق !! فلم أحب أحداً سواه لقد كان الماضي والحاضر والمستقبل بالنسبة لي لم أتخيل نفسي يوماً بدونه لهذا انتظرته عشرة سنوات وكنت اقول نفسي بأن الغد أفضل لم أكن أعلم أنه الأسوء .

لقد عاد بعد غيابً طويل ليجدني انتظره ,, فماذا فعل ليكافئني ؟؟؟ سخر مني وأوهمني أن بعودتي له ستنتهي أحزان الماضي وخوفي من المستقبل ,, لقد داس على قلبي بكل قوته لقد كان يتفنن في تعذبي , لقد تزوج علي وكان يذهب ليقابلها أمام عيني دون أن يراعي مشاعري , بالرغم من ذلك تمسكت به كنت أظن أن كل ذلك مجرد فورة غضب وستنتهي عندها سيعود لرشده ليجدني بجانبه , لكنها لم تكن فورة غضب كان غباءً مني أنني سمحت له أن يفعل بي هذا أنا استحق أكثر من هذا فمن تسمح لأي شخص بأن يهينها تستحق ما يحدث لها.

أنا خجلة من نفسي فكيف قبلت الاهانة تلو الأخرى , كيف استطيع الآن أن أواجه الآخرين ,, كيف نسيت أنني ابنت حسين رزق ,, هل حبه كان يستحق كل هذا الذل والهوان الذي وصلت إليه !!!

كيف استطاع أن يهينني هكذا إنه لا يعلم أنني رفضت رجال عدة حتى انتظر عودته وانني فضلته على الآخرين ,, لكنني سأوريه وسأذيقه من نفس الكأس الذي شربت منه...

................................

" رهف هيا فلنذهب لتجمعي حاجياتك "

.....

" لما هذه الدموع هو من يجب أن يذرفها ولستِ أنتِ "

" سمية في الحقيقة لا استطيع "

" ماذا تقصدين "

" أنا أخاف من مواجهته "

" رهف هل جننتِ ولما تخافين "

" أنتِ لا تفهمين ما أقوله "

" بل أفهمك فأنا مثلك امرأة وأعرف ما يعني الطلاق ,, وانا أكثر شخص يعرف مقدار حبك لذلك الغبي ,, أنتِ خائفة من أن تضعفين أمامه أو تذرفين الدموع هذا ليس ضعف "

" أريد أن أظهر أمامه قوية لكن دموعي لا تتوقف عن السقوط ,, أنا خجلة من الجميع أنا لست ضعيفة هكذا ,, لكن بي حزن كبيرعلى أحلام وذكريات تم قتلها بدماً بارد "

" لا بأس يا رهف الله سيعوضك خيراً منه "

" هل تظنين ذلك "

" إن شاء الله "

..................

ذهبت رهف مع سمية إلى منزل زين لتجمع أغراضها وأغراض وليد وعندما وصلت رهف رأت سيارات زين مصفوفة سوى
الكاديلاك فإلتفتت إلى سمية...

" إنه في الخارج "

" وما أدراكِ "

" الكاديلاك غير موجودة "

" ذلك أفضل "

......

شعرت رهف بالحزن فلقد أرادت أن ترى زين ولو مرة أخير.

دخلت رهف المنزل لتستقبلها كل من سناء ونعيمة فسألتهما

" هل زين الدين موجود "

" لا يا سيدتي لقد مضت ثلاثة اسابيع ولم نراه "

" حسناً نعيمة أريدك تصعدين إلى غرفة وليد وتحضرين كل شيء وتنقليه إلى الشاحنة التي ستصل بعد خمسة عشرة دقيقة "

" حسنا سيدتي "

" سناء أما أنت فإذهبي مع سمية واجمعن حاجياتي من المكتب "

" حسناً سيدتي "

" وأنا سأذهب لغرفتي "

ذهب الجميع كلن يقوم بعمله بينما رهف تصعد إلى غرفتها بكل بطء وكأنها تحاول أن تأخر الزمن قليلاً , أثناء ذلك تذكرت ما قالته نعيمة منذ ثلاثة اسابيع لم يعد زين هل يعقل أنه حدث له مكروه أم ماذا.

دخلت غرفتها ونظرت حولها وهي تذرف الدموع لقد ظنت أن في هذه الغرفة ستعيش مع زين لكنها في الحقيقة لا تحمل أي ذكرة له فيها , فهو لم يدخلها سوا مرتين في أول يوم أوصلني إلى هنا والمرة التالية في اليوم الذي نزعني منها هذه ما تملكه الغرفة من ذكرى لزين .

قامت رهف بجمع أغراضها وهي تذرف الدموع كانت حزينة أنه لن يجمعها بزين سقف واحد بعد اليوم ..

أرادت رهف أن تؤلم زين بشدة فخلعت خاتمها ووضعته مع الساعة الذي أهادها وقد كانا الشيئين الوحيدين الذي أهداها في بداية زواجهما ووضعت أيضاً المجوهرات التي أهداها عندما عادا لبعضيهما وجمعت كل شيء من صور ومزقتها لنصفين ووضعت الأنصاف التي تخصه مع هداياه ورسائله وقصائده بالإضافة لعطره الذي احتفظت به طيلة تلك السنين في صندوق ونزلت لتدخل غرفته بعد تردد دخلت واحتارت أين تضع الصندوق فقررت أن تضعه في الدولاب ثم أغلقت الباب وهي تذرف دموعاً فقد اشتاحتها رائحته فالغرفة تعبق بعطره ثم فتحت باب الدولاب لتلامس ثيابه ولتشمها ربما زين لم يحبها بالقدر الذي أحبته هي لكن ما العمل فالحب سلطاناً ظالم.

مسحت رهف دموعها واغلقت الدولاب لكنها لم تقاوم أن تذهب إلى سريره لتتمدد قليلاً لعلها تتشبع برائحته ليكون سلوها في أيامها القادمة عندها أخذت تضم وسادته إليها وهي تجهش بالبكاء حتى شعرت بأن أنفاسها ستقطع ...

عندها سمعت رهف فتح باب الغرفة وغلقه فظنت أنها سمية أو احدى الخادمتان.

عندها نهضت رهف من سرير زين وهي خجلة تحاول أن توقف دموعها وتهدأ أنفاسها لكنه كان من الصعب عليها عمل ذلك ..

فأخذت تمسح أنفها ودموعها ظنن منها أن الذي فتح الباب غادر لم تكن تعرف أن هنالك من يراقبها فأعادت الوسادة لمكانها واستدارت لتخرج من الغرف وهي تمسح دموعها لتصدم بزين الذي يقف خلفها فتجمدت أنفاسها ..

" أنا آسف هل أخفتك "

.....

تأملته رهف فرأت أنه نحل قليلاً حتى ذقنه لم يحلقها ربما منذ ثلاثة أسابيع حتى ملابسه الذي كان يرتديها هي ذاتها التي رأته بها أخر مرة في المشفى لكنها غيرمكوية وعندما رأها تتفحصه خجل من نفسه لكنه لم يتوقع رؤيتها في الحقيقة ...

" رهف لا حاجة لك لأن تنتقلي "

نظرة رهف إليه ثم قالت

" لما "

" إن هذا منزلك أنتِ ووليد وأنا من سينتقل , فلدي شقة بجوار النادي "

شعرت رهف بخيبة أمل ظنت أنه سيعتذر سيقول أي شيء لكنه لم ينطق بشيء

" لا داعي لذلك فهذا المنزل لم يكن منزلي في يوماً ما "

" أنا أعرف يا رهف بأنني أخطئت لكن هذه ليست النهاية "

" ماذا تعني "

" ما أعنيه أنني لم أطلقك سوى طلقة واحدة وأنه مازال يحق لي أن أعيدك فلماذا تنتقلين "

" أراك واثق من عودتي "

" رهف قبل قليل كنت تذرفين الدمع على وسادتي ما الذي تريدين أن أفهمه "

نظرت رهف إليه وقد أخجلها بما قاله فبدلاً من ان يقول أنه يحبها وأنه لا يستطيع العيش بدونها قام يذكرها بضعفها تجاه
حبها له يا الهي كم هو مغرور ...

" أتعرف أنا لن أكون لك بعد اليوم وأعدك في القريب العاجل أن أتزوج من رجل أفضل منك بكثير, ولا تخاف لن أنسى دعوتك "

" سأقتلك وأقتله "

" فلتفعل "

ثم خرجت رهف وهي تشعر بالغضب من نفسها كيف أظهرت ضعفها هكذا لقد وقعت في موقف محرج , لكن ما أغضبها أكثر استغلال زين الموقف ووضعه لصالحه فبدلا أن يعتذر قام بإغاظتها ...

" رهف أين كنتِ "

" ماذا "

" هيا فلنسرع لقد أخبرتني نعيمة أن زين حضر ألم ترينه "

" لا "

" ذلك أفضل هيا لقد جمعت لك كل شي "

" شكراً ,, فلنغادر "

..........

غادرت رهف تاركة خلفها زين محطم منزعج حزين وما أن سمع صوت الشاحنة تتحرك حتى نهض ليراقب من نافذته خروج رهف من حياته حتى أغلقت البوابة , عندها أخذ يدور في الغرفة لا يعرف ماذا يفعل فأمسك بوسادته وأخذ يضمها بشدة إلى صدره فقد شعر أنه محتاج لعمل ذلك ثم أطلق العنان لدموعه لتنساب بحرارة لتغرق الوسادة في دموع ندمه لكن ما يفيد الندم الآن لقد فات الآوان ...

..................................

اليوم التالي نهض زين من سريره وهو يشعر بتعب وإرهاق لكنه قرر أن يعود لتدريباته حتى تكون سلواه في أيامه القادمة فقام واستحم ومن ثم حلق ذقنه وقد أتعبه ذلك فلقد طال جداً خلال الثلاثة أسابيع .

خرج زين من الحمام وتوجه للدولاب حتى يرتدي ثيابه وبينما كان يرتدي ثيابه رأى صندوق خلف ثيابه فعقد حاجبيه مفكراً في العادة لا يضع أي صناديق هنالك , وبعد أن انتهى من ارتدائه لقميصه أخرج الصندوق ووضعه على السرير ثم قام بفتحه ليفاجأ بعلب المجوهرات الخاص برهف ففهم الأمر عندها أغلقه وأعاده لمكانه بكل غضب ..

" لقد قررت حقاً أن تنساني "

عاد زين للعب مع فريقه بعد أن عاقبه مدربه بإعفائه عدة مبارايات عقاباً لإهماله لكنه في النهاية أدخله عندما رأى زين أخلص لتدريباته من جديد وأخذ يقضي أكثر من نصف يومه في الملعب ..

في الحقيقة أن زين أخذ يتهرب من العودة للمنزل فبدون رهف ووليد لم يعد المنزل منزل لقد أصبح مكاناً للنوم فقط .
انتقل زين للنوم في غرفة رهف فهنالك يشعر أنه قريباً منها .

اتصل زين على وليد بعد أن رفضت رهف أن ترد على مكالماته أو رسائله عندها اضطر أن يتصل على هاتف وليد ليخبره بأن يستئذن من والدته أن يرافقه في نهاية الأسبوع .

" ماذا قالت والدتك "

" لقد رفضت "

عندها أرسل زين لرهف بأن لا تُدخل وليد في مشاكلهم وما أن قرأت ذلك حتى اتصلت به

" الو "

" مرحبا "

" هل أنا من يُدخل وليد في مشاكلنا "

" كيف حالك "

" نعم "

" لماذا تصرخين لقد مضت أشهر وأنا لم أرى وليد وكل الذي أطلبه يومان نهاية الأسبوع فقط "

" وهل أنا مجنونة أم تظن أنك ستخدعني بهذه الاسطوانة مرة أخرى "

" لا تخافِ لن أدخله في مشاكلنا "

" وهل تريدني أن أصدق أنك تغيرت وتحولت فجأة لرجل شهم "

" من حقك أن تقولين عني ما تريدين ,, لكنني أعدك أنني سأعيده "

" أنا آسفه "

" رهف إما هكذا أو ستضطرينني أن أخذه من المحكمة "

......

" زين الدين أريد .."

" هل أصبحت الآن زين الدين ألم تكوني أنتِ من أختصر اسمي لزين لما تغيرينه الآن "

" لأنك أصبحت بالنسبة لي رجل غريب شخص لا أعرفه ,, حسناً سأثق فيكِ هذه المرة واتمنى أن لاتخون ثقتي كعادتك "

" آآآآه لقد ألمتني بحق ,, لكن على العموم غداً سأنتظر وليد أمام المنزل "

" مع السلامة "

" رهف "
.......

أصبح منذ ذلك اليوم وليد يقضي معي نهاية الأسبوع بينما طيلة الأسبوع يقضيه مع والدته ....

......................

أضئت القمر 05-06-14 07:09 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
عذرا أعزائي القراء لتأخري ...

ولإنزالي بارت قصير جداً ...

لكن السبب الأول لإنشغالي وسفري وثانياً جفاف مؤقت في الأفكار بسبب إنشغالي بأمور كثيرة غير الرواية ..

لكن إن شاءالله أرجع أركز عليها وأنزل النهاية قبل رمضان ...

fadi azar 06-06-14 06:17 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
حس زين الان انه بعناده خصر الشىء الوحيد الزي احبه

أضئت القمر 08-06-14 08:38 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
عادت حياتي إلى الفراغ مرة أخرى لا أحد ينتظرني في المنزل ولا أحد يهتم إن عودت أم لا حتى إن مت فلن يعرف أحد ذلك حتى تنتشر رائحتي في هذا المنزل الكبير الذي يسكنه الهدوء كم هذه الفكرة مؤلمة جداً ...

نظر زين إلى سقف غرفته أو بالأصح غرفة رهف سابقاً وأخذ يتذكر براندا وكيف ماتت وحيدة لا زوج اوابن او ابنه بجوارها حتى أنا غفوة على الأريكة وتركتها وحيدة في لحظاتها الأخيرة.

انتشل رنين الهاتف زين من أفكاره فرفع هاتفه ليجد اسم رولا ظاهر على الشاشة

" الو "

" مرحبا زين "

" مرحبا رولا "

" كيف حالك "

" على ما يرام "

" زين لماذا لا تجيب على اتصالاتي ورسائلي "

" آسف لكنني هذه الأيام مشغول بتدريباتي "

" هل هذا عذر في رأيك "

" رولا أرجوكِ أنا متعب "

" زين أجيبني بصراحة هل تريد حقاً إقامة حفلة زواجنا أم لا "

" بالطبع يا رولا كل شيء سيسير حسب ما اتفقنا عليه "

" لكنك لم تفعل شيء من ما اتفقنا عليه "

" لم افهم ماذا تعنين "

" زين أنت لم تشتري منزل ولم نؤثثه بالطبع حتى فستان العرس لم اخيطه بعد "

" رولا حبيبتي ,,انا لا أملك وقت لكل ذلك ,,اشتري ما تريدين واتركِ الحساب علي ,,ما رأيك "

" زين هذا ليس ما اتفقنا عليه "

" إذن ماذا تريدين "

" زين أريدك أن تأتي معي "

" رولا أنا ملتزم بتدريبات والموسم لقد بدء وأنت تعرفين ذلك "

" وأنا أين مكاني في حياتك "

" رولا أنتِ تعرفين أين مكانك "

" لا لا أعلم "

همس زين لنفسه * حتى أنا لا أعلم لما أكمل معك هذه التمثيلية *

" بلا تعلمين ,, على العموم أنا الآن مشغول و مضطر أن أغلق الخط "

" مع السلامة "

" لا تنزعجي كل شيء سيسير على ما يرام ,, مع السلامة "

....

نهض زين من سريره منزعج من نفسه وخرج إلى الحديقة ليتمشى قليلاً وبينما كان يسيرتذكر ما قالته رهف عن تمثيليته مع رولا وأنها تعلم أنه هذا مجرد تمثيل لكنه اسمعها كلام قاسي جداً يومها وجعلها تذرف الدموع وهاهو يعاقب على ذلك.

أخرج زين هاتفه وأراد أن يتصل على رهف لكنه تراجع عن ذلك فماذا سيقول لها يخاف أن يزيد الجراح والبعد بينهما فأعاده وهو يفكر بها وكيف أضاعها بغبائه .

فعندما كانت رهف أمامه وبين يديه كان يبعدها عنه ويجرحها والآن عندما فقدها اشتاق لها ولصوتها أي شخص جبان هو.

فجأة اهتز هاتفه بجيبه فأخرجه لكنه ما أن رأى الاسم حتى عقد حاجبيه

" سامر "

" مرحبا "

" أهلين "

" كيف حالك "

" الحمدلله "

" أين أنت "

" لما "

" أريد رؤيتك "

" أنا مشغول "

" سأنتظرك حتى تنتهي "

" ربما لن أنتهي سوى في منتصف الليل "

" حقاً "

" نعم "

" غريب "

" ما الغريب "

" أنني أراك أمامي تتمشى في الحديقة "

التفت زين حوله ليجد سامر يقف بجوارسيارته أمام منزله فشعر بالإحراج لأن هذه المرة الأولى التي يتصل به سامر منذ عودته والمرة الأولى التي يكذب عليه فقد اعتاد أن يكون صادقاً مع أخويه , لكنه سار إليه بالرغم من إحراجه وعندما وقف أمامه سأله سامر

" أخبرني بماذا مشغول "

أخذ زين يحك رأسه فقد شعر بإحراج شديد وكأنه رجع طفل أمام أخاه " آسف "

" لما "

" لأني كذبت ,في الحقيقة أنني لست بمزاج جيد "

" ليس مهم ,, فما تمر به تستحقه لكنني لست هنا لأقرعك على أخطائك فأنت من الأشخاص الذين يتعلمون بالطريقة الصعبة جداً وبالكاد تفهم وأتمنى أن تفهم هذه المرة "

" شكراً لك لشرحك شخصيتي "

" العفو "

نظر زين إلى أخاه ووجده ثقيل الظل حاد الطباع واللسان

ألن تسألني لما أتيت "

" نعم صحيح لقد نسيت ,, تعال فلتدخل أولاً ثم سنتحدث بالداخل "

" لا حاجة لذلك سأنتظرك هنا "

" لما "

" ستذهب معي إلى مكان ,, ثم أبي لما لم تمر عليه منذ فترة ألم يتصل بك "

مسح زين وجهه ثم مرر يده على شعره فتأنيب سامر يزعجه

" لقد نسيت سأمر عليه غداً إن شاء الله ,, لكن ما هذا المكان الذي أتيت لأخذي إليه "

" تعال معي وستعرف "

" أنا حقاً متعب يا سامر هل نجعلها مرة أخرى "

أخرج سامر سيجارة وقال

"سأنتظرك ,, لديك عشرة دقائق لتبدل ثيابك "

ثم أشعل سيجارته وأخذ ينظر إلي

" هيا تحرك سأنتظرك هنا "

وحقاً قمت بتبديل ثيابي بسرعة وسرحت شعري ثم خرجت وصعدت مع سامر السيارة وعندما انطلق سألته

" لم تخبرني أين سنذهب "

"شمال المدينة "

" أليست هذه المنطقة غيرمأهولة "

ضحك سامر

" غير مأهولة ,, أذن سأوريك عجب العجاب ,, من أي زمن أتيت يا زين الدين "

" لما هل هنالك من يسكنها "

" ماذا بك يارجل ,, لقد أكملت سنة منذ عودتك ,, ألم تسمع عنها ؟؟ ألم تذهب إليها ؟؟ "

" لا ,, ثم تذكر يا سامر أنني منذ عشرة أعوام غائب عن البلد "

" أذن سأوريك شمال المدينة "

وحقاً وصلا شمال المدينة فذهل زين بالحي فقد كان مجموعة أبراج سكنية ومجموعة فلل يبدوا عليها أنها تخص أناس أغنياء جداً وهنالك الأسواق التي تضم أضخم الأسماء العالمية ومطاعم وأمور لم يتخيلها زين فقد كانت هنالك الكافيهات والبارات بأنواعها ومحلات للمساج حقاً ذهل زين لقد شعر أنه سافر إلى خارج البلاد لم تكن هنالك علامة واحدة تدل أنه حي يعيش به ناس عرب حتى لوحات المحلات والإعلانات كلها مكتوبة بالإنجليزية ..

" ما هذا أين نحن "

" شمال المدينة "

" يا إلهي حقاً لم أتوقع هذا "

ضحك سامر دون أن يعلق ...

" لكن لم تخبرني أين نحن ذاهبان "

" كدنا نصل "

ثم واصل سيرهما وهما صامتين فسامر لم يرضى أن يبوح لزين عن مكان ذهابهما بينما زين حاول أن يعرف ما يخفيه أخيه لكنه لم يتوصل لشيء.

وبعد فترة ليست طويلة وصلا إلى منزل كبير وأوقف سامر سيارته المتواضعة بجوار السيارات الأخرى الواقفة هنالك.

" ألن تخبرني الآن يا سامر "

" بالداخل ستعرف "

نزل سامر بينما زين بقي في السيارة عندها أشار له سامر بأن ينزل على الفور.

" يا إلاهي منك "

ثم دخل معه ليجد منزل يدل على رفاعة ذوق صاحبه و دفء مشاعره لكنه ما أن دخل حتى تفاجأ بأحمد وابنتيه وأبناء سامر أيضاً جمعيهم هنالك , وهنالك رجلان فقط يصغرانه في العمر أما البقية فهم رجالاً كبار ربما يقاربون والده في العمر ونساء كبيرات يضعن على رؤسهن الحجاب ولقد كان الجميع يضحك ويمزح وقبل أن ينتبه له أحد دخلت خادمتان يحملن عدة أنواع من الطعام الشهي تتبعهما شابتان احداهما الدكتوره رزان وخلفهم امراءة كبيرة في السن.

" قدمن الحلو لأطفالي الصغار "

ثم فجأة عم الهدوء عندما رأى الجميع المرأءة الكبيرة في السن توقفت دون حراك تنظر إلى الخلف فنظر الجميع إلى ما تنظر إليه ليجدوا زين وسامر واقفين أخذ زين ينظر للجميع وحاول أن يتعرف على أحدهم لكنه لم يعرف أحد

" بني "

شعر زين حينها وكأن شريط حياته يمر أمام عينيه لكنه لم يجد صورة واحدة أو ذكرى تربطه بمن تقف أمامه.

نهض أحمد ونهض الجميع الكل ينتظر ردت فعل زين حتى الأطفال صمتوا لصمت الكبار.

قرر زين أن يخرج لكن ما أن أرجع قدميه حتى إصطدم ظهره بصدر سامر وسمعه يهمس.

" لا تكن جباناً "

عندها استدار زين حقاً وأراد أن يهرب لكن سامر أمسكه من كتفيه وقال هامساً بغضب

" زين يكفي كن رجلاً وكف عن تصرفات الأطفال "

" أرجوك اتركني "

" لا لن أتركك "

عندها أخذت دموع زين في السقوط وكانت ساخنة على وجنتيه كذكرياته المؤلمة فكم من يوم وليلة قضاه متمنياً أن يرى والدته أوأن يسمع صوتها أو تمسح على رأسه عندما يمرض , عندها سمع صوتها تناديه

" زين الدين بني لا تغادر "

عندها وبكل غضب صرخ زين وقال وهو يمسح دموعه " لا أغادر ,, لما من أنتِ لتطلبين مني لا أغادر "

احمد " زين الدين هذه والدتك لا ترفع صوتك عليها يا أخي "

" وأنت أصمت لا تتدخل "

صمت الجميع وشعر الأطفال بالخوف

" سامر ابتعد عن طريقي "

" اهدء الأمر لا يحتاج كل هذا الغضب "

" أنت أيضاً لا تتدخل "

" زين الدين بني "

صرخ زين " لست ابنك فلما تناديني بإبنك "

" لأنك إبني وسأظل أناديك بني رضيت أم أبيت "

عندها أخذ زين يصرخ ودموعه تسقط " أين كنت قبل سبعة وعشرين عاماً عندما كنت طفل , أين كنت عندما كنت أحتاجك ألم تترميننا وانتما كيف سمحتما لأنفسكما بالقدوم إلى هنا , أمنا ماتت في ذلك اليوم الذي غادرتنا "

" زين الدين بني لا تقول ذلك ,, أنا لم أنساكم يوما واحد "

" إنها سبعة وعشرين عاما لم تكن يوما واحد أو سنة أنا حتى لا أملك لكِ صورة أنا لا أعرفك "

" لكنني أعرفك أنا من حملت بك وأتيت بك إلى هذه الدنيا "

" وياليتك ما ولدتيني "

ثم استدار ليغادر لكنه سمع رجل يقول " لا تظلم والدتك والدك هو السبب هو من قطعكم عنا هو من منعنا من زيارتكم "

" أنا لا أسمح لأحد أن يتحدث عن أبي بأي سوء "

" وهذه أمك اسمعها على الأقل "

" وأنت من زوجها "

عندها سمع أحدى الرجلان الذان يصغرانه " إنه خالنا منصور "

" خالكم أنتم , أنا لا أنتمي لكم "

عندها سامر قال " زين الدين ماذا بك "

" ماذا بي تأتي بي إلى هنا دون علمي تظن أنك بهذا ستضعني في الأمر الواقع وأتقبل وجودهم في حياتي لا لن أتقبلهم "

ثم التفت إليهم وقال " أين كانوا عندما كنا أطفال يتركنا والدنا في المنزل ليس لدينا من يصنع لنا طعام أو حتى يغسل ثيابنا ,, أين كانت والدتك عندما كنا بحاجتها تركتني بعمر الأربعة أعوام وأنت إبن السابعة وأحمد ابن العاشرة ,, أين كنتِ يامن حملتنا بأحشائك تسعة أشهر وتألمت لولادتنا عندما حرق أحمد وسامر جسدي عندما كانا يصنعان الطعام لنا ,, أين كنتِ عندما كسر سامر قدمه وظل يبكي لا نعرف ما نفعل له حتى أتى والدي في منتصف الليل ,, أين كنت عندما مرض احمد وظل طريح الفراش لعدة أشهر لإصابته بسوء التغذية ,, أين كنتِ عندما كنا بحاجتك حقاً لقد كنا نتناول وجبة واحدة في اليوم و كنا نتضور جوعاً طيلة اليوم بينما كنا نشم رائحة الطعام من منازل الجيران كان لدى الجميع امهات ضحين بحياتهن وبقين في ذلك الفقر لأجل أبنائهن لكن أنتِ ماذا فعلتي لنا "

" يكفي أرجوك يكفي "

" اسمعي سأخبرك بشيء لترتاحي انسينا كما نسيتنا سابقاً وليس هنالك حاجة لتكفري عن ذنوبك الآن فقد نسيناكِ كما
نسيتينا "

وعندما هم بالخروج فجأة سمع صراخ فإلتفت ورائه ليرى والدته ممدة على الأرض بينما الفتاتان تصرخان

" أمي ,, أمي "

وأخذ الجميع في الصراخ والتجمع حولها حتى أمرهم سامر بالإبتعاد عنها ثم قاموا بنقلها للمشفى وعندما وصل زين وقد كان أخر شخص يصل إلى هنالك وجد الجميع مجتمعين ,, فكانت كلاً من الفتاتان والنساء الكبيرات في السن يبكين وينظرن إليه أما الأخرون فقد اكتفوا بالنظر إليه , لكنه لم يبالي بأحدهم فجلس أمامهم بينما كانوا جميعهم واقفين فقد كانوا خائفين على والدتهم فقد كان كلامه قاسي جداً عليها لدرجة أنها لم تتحمل .

عندها خرج سامر من غرفة والدتهم وبحث بين الوجوه حتى وجد زين يجلس بعدم مبالاة ينظر إليه وقال

" ادخل أمي تريدك "

لكن زين لم يتحرك عندها قالت أحدى الفتاتان

" حرام عليك تحرق قلب أمك "

عندها اقترب احمد وقال " انهض واذهب واعتذر من امك لن يفيدك هذا التكبر انها والدتك بالرغم من كل شيء ولكل شخص عذره فمن حقها أن تسمعها وحتى ان لم تقتنع ,, أنت مجبر أن تخفض جناحيك لها "

لكن زين لم ينهض بل أخذ يحك شعره تارة وتارة يحك ذقنه مفكراً عندها اقترب سامر وامسك بمرفقه بخشونة ثم سحبه أمامهم جميعاً وأدخله ثم أغلق الباب .

دخل زين ليجد والدته ممدة مغمضة العينان وكمامة الأكسجين تغطي وجهها وهنالك ابر في كلا يديها ومحاليل معلقة بجوار سريرها , فسار بهدوء حتى لا يزعجها واقترب من السرير عندها أخذ يتأمل ملامحها فوجد أنها جميلة جداً فبشرتها ناصعة البياض وملامحها رقيقة جداً إنها بحق سيدة مجتمع .

فتحت عينها لتجد زين ينظر إليها ولقد تغيرت ملامحه عندها انسابت دموعها دون توقف فقام زين بمسح دموعها بيديه ثم قال وهو يبكي أيضاً

" أشتقت لكِ يا أمي فلا تذهبِ الآن "

ثم اقترب منها وضمها إليه وأخذ يقبل جبينها ويديها واخذ يشم رائحتها

" لو تعرفين كم كنت أريد أن أرى صورتك ملامحك وأن أشم رائحتك ,, لطالما أردت أن أختبئ في حضنك أنا لم أنساكِ يوماً يا أمي أبداً "

ثم توقف فقد كانت دموعه وعبراته أصدق من أي كلام سيقوله لها.

ظل زين مع والدته طيلة الليل لم يقطعهما أحد فلقد تركهما الجميع وبعد أن نزعت الكمامة قال

" زين الدين بني يبدوا أنك مرهق اذهب لتستريح "

" أتريدين أن أتركك بعد أن وجدتك "

" بني أنا لن أذهب إلى أي مكان قبل أن تأتي "

" لا تحاولين لن أغادر "

" اذن لدي قصة أريد أن أرويها لك "

ضحك زين وقال " وأنا منصت "

" عندما كان عمري ثمانية عشر تزوجت والدك وانجبت احمد ومن ثم سامر وبعده أنت خلالها كان والدك آنذاك رجل طيب , لكن الفقر يا بني قاسي فحوله إلى رجل قاسي لا يطاق فأصبح من الصعب ارضائه , وكان يصرخ ويرمي بي أي شي بيده وكان يؤلمني ذلك حتى أنني حاولت أن أساعده , فتعلمت الخياطة وعملت في المنازل لكنه كان ينزعج لذلك فتركت العمل وبقيت على الخياطة , لكن تربيتكم انتم الثلاثة كان شيئاً صعباً بالإضافة لشح المال وطبع والدك الحاد كانت تلك الحياة صعبة علي "

صمتت والدته لتلتقط أنفاسها ثم أكملت

" فذهبت لخالك منصور لأرتاح قليلاً من ضغط الحياة فقد توفي والدي ولم يكن هنالك سوى منصورلأذهب إليه , وعندما رأى حالتي خالك انزعج من والدك الذي أتى ليعيدني لكن منصور اسمع والدك كلام لاذع وقاسي قليلاً , فلم يتحمل والدك عندها أتيت أنا ولم أكن أعلم ما في الأمر فخيرني والدك بينه وبين أخي فلم أعرف عن من أتخلى لكنني أخترت أخي عندها طلقني والدك هكذا بكل بساطة "

" أمي ارتاحي يبدوا أن الحديث يتعبك "

" لا بأس ,, المهم حاولت أن أجعله يعيدني لقد أرسلت له عدة أشخاص أطلب منه أن يعيدني لأرعاكم لكنه رفض تستطيع أن تسأله عن ذلك , عندها تقدم لي رجل يكبرني ومتزوج لكنه لم ينجب من زوجته الأولى وكان يعيش في استراليا , فأخبرته أنه لدي ثلاثة أطفال فقال أنه مستعد أن يأخذكم معي لكن والدك رفض التخلي عنكم أو حتى يدعني أركم لقد حرمني منكم , عندها تزوجت وسافرت فقد كان بقائي عند أخي مزعج لزوجته وذلك أيضاً لشح المال وعندما وصلت لإستراليا حملت برأفت ثم رزان وأتعبوني كما أتعبتني زوجة والدهم فقد كانت امرأة قوية مسيطرة كانت فكرتها أن أنجب وأتركهم واغادر فبقيت معهم رافضت أي اجازة حتى لأرى أخوتي كنت خائفة من أفقد الأخرين كما فقدتكم حتى توفيت من عدة سنوات عندها أخذت أبنائي وعودت للبحث عنكم ,, لكن أثناء بقائي هنالك كنت أرسل لكم بالمال ولكن والدكم لم يكن يرضى لخالكم بالإقتراب منكم لهذا حتى أخوالك وخالاتك انقطعوا عنكم , أنا لا أريد أن أزعجك أو أؤلمك لكن والدك هو من أجرم في حقنا كلنا "

" الآن عرفت أنا أشبه من "

" لم أفهم "

" انسي يا أمي "

خرج زين من عند والدته تاركاً إياها لتستريح وتنام ليجد الجميع غادروا ولم تبقى سوى رزان

" هل امي بخير "

" نعم إنها بخير لكنها نائمة الآن "

" زين الدين يا اخي لا تقسوا على أمي فلم تنساك يوماً ما زلت أذكر عندما كانت تشتري لرأفت ثياباً وتبكيك فقد كنت حرقة في قلبها "

" اعتني بأمي يا رزان أنا ذاهباً الآن لأستريح قليلاً "

" لا تنسى أن تزورها مرة أخرى "

" بالطبع سأزورها "

" تصبح على خير يا أخي "

" تصبحين على خير "

ثم تبادلا الابتسامة بكل حب لقد شعرا حقاً بحب بينهما.

...........................

منتظرة تعليقاتكم ....


fadi azar 08-06-14 10:54 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
رائعة جدا ان شاء الله يستطيع زين ان يحسن تصرفاته ويصلح اغلاطه

أضئت القمر 11-06-14 06:07 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
مضت أيام وزين يفكر فيما اقترفه والدهم في حقهم بسبب عناده وكبريائه لقد قام والده بفعل نفس الأشياء الذي هو بنفسه أخطاء فيها , وكان دائماً ما يلصق بأمهم أسوء الصفات ربما لأنه أراد أن ينساها أو لأنه خاف من أن نتركه هاربين من الفقر فيبقى وحيداً في تلك الحياة البائسة.
نهض زين من سريره وقرر أن يزور والده بما أن اليوم يوم جمعة فإستحم وارتدى ثيابه وخرج بسرعة ليذهب مع والده لصلاة الجمعة وحقاً ما أن وصل زين باب منزل والده حتى خرج والده.
" أبي "
" زين الدين بني "
قام زين بضم والده وهو يقول " أنا آسف يا أبي "
" على ماذا يا بني "
" لأني أنشغلت عنك "
" لا عليك المهم أنك الآن هنا "
عندها ابتسم زين لوالده ربما لقد أخطئ في الماضي لكنه سيظل والده ولن يأنبئه على شيء فما مضي لن يعود اذن فلنعش الحاضر وياليتني فكرة هكذا مع رهف لما وصلت لهذه النتيجة لو أنني تعقلت قليلاً.
" ما الذي ستفعله الآن "
" عن ماذا تتحدث يا أبي "
" عنك أنت ورهف "
" لا أدري يا أبي لكن لا أعتقد أنها تريد رؤيتي في الأيام القادمة "
" كلهن يقلن ذلك لكن صدقني إن اعتذرت لها بصدق وتغيرت فستعود لك إن لم يكن من أجلها فمن أجل وليد "
" لا أعتقد أن هذا سينفع معها هذه المرة "
" صدقني بني لن تنتظر أي امرأة رجل عشرة أعوام فقد لأنه كان في يوما ما زوجها فقط , بل لأنها تحمل لهذا الرجل مكانة كبيرة في قلبها "
" لكن هذا المكان أنا حطمته يا أبي "
" لأنك أحمق "
نظر زين إلى والده من خلف نظارته الشمسية فقد انزعج والده حقاً حتى أنه أسرع في خطاه للمسجد وهو صامت سارحاً بفكره.
صلينا الجمعة ثم خرجنا وقد اجتمع الكثير حولي وكان معظهم أصدقائي القدامى تحدثنا ومزحنا وأخذت أتمشى معهم في الحارة لأرى ماذا تغير في الأحدى عشر السنة الماضية فوجدتها أصبحت جزء متهالك من المدينة .
وهنالك الكثير من الذين خرجوا منها وأصبحت لديهم منازل في أجزاء أخرى من المدينة فقد أصبحت الحارة جزء من أحدى المشاريع التطويرية في المدينة ولقد تم الاتفاق مع السكان بشراء الأراضي وعمل مكانها مجمعات سكنية ومحلات تجارية .
وقبيل العصر عودت للمنزل لأجد والدي وزوجة أبي وسامروأحمد بالإضافة لزوجاتهم وأبنائهم هنالك مجتمعين عندها شعرت بالسعادة حقاً فقد شعرت بالدفئ بينهم.
" السلام عليكم "
" وعليكم السلام "
" لدي خبر أريد أن أقوله لكم "
أحمد " خير إن شاء الله "
" بالطبع إنه خير "
سامر " إذن ما هو "
" سأخذ أبي وخالتي لينتقلوا لمنزلي وقبل أن ترفض يا أبي يجب أن تعلم أن الحارة ستزال بعد عدة أشهر لا غير وعندها ستضطر للإنتقال لهذا أنا قررت أن تسكن معي "
سامر " زين أبي لن يسكن إلا معي لأنني قد عرضت عليه هذا الأمر من قبلك "
أحمد " هل نسيتما أنني أكبركما ,, ثم أنا أيضاً لقد فاتحت والدي في الموضوع لكنه قال سيفكر وللآن لم يقرر بعد "
" أبي ما رأيك أنت أين تريد أن تنتقل "
أبي " سننتقل لشقة خاصة بنا لا أريد أن أتدخل في حياة أحدكم "
" أبي هل هذا كلام ,, لديك ثلاثة أبناء وتعيش في شقة "
أبي " إذن برأيك أين أذهب "
" أنا منزلي كبير جداً ولا يعيش معي أحد أنا من يستحق أن يعتنى به "
سامر " أنت حقاً مخادع ,, أتقصد أن والدي وخالتي هم من سيعتنون بك أليس لديك خدم ولديك أيضاً ابنت الوزير ولم يبقى على عرسكما سوى القليل ,, أبي لن ينتقل إلا عندي أنا أيضاً منزلي كبير "
أحمد " اسمعا كلاكما أنا من سيأخذ والدي فلا تكثرون الحديث "
" أبي ما رأيك "
أبي " سأنتقل لشقة خاصة بي وهذا أخر قرار "
" أنا لدي شقة بالقرب من النادي انتقل لها يا والدي "
أبي " حسناً "
وحقاً تم بيع منزلنا وانتقل والدي لشقتي التي بجوار النادي , بعد أن قامت كلاً من نعيمة وسناء بتنظيفها بينما أنا قمت بابتياع لهما حاجيات كثيرة وثياباً جديدة..
" أبي , خالتي لا تأخذا معكما سوى ملابسكما فقط "
ظل أبي ينظر إلى حارتنا بكل حزن
" أبي لما أنت حزين نحن مازلنا في نفس المدينة "
" لكن هذه الحارة والمنزل هما من يحملا ذكرياتي معكم "
.........
وصلنا لشقتي ففتحت لنا نعيمة الباب وبعد أن دخلنا قولت لوالدي
" نعيمة , سناء "
ثم إلتفت للخادمتان وقولت " والدي وزوجة أبي "
" أبي خالتي تعالا لأوريكما الشقة حتى تختارا الغرفة التي تريدان البقاء فيها "
أبي " لا حاجة لذلك فأي مكان سنتأقلم عليه "
" لا تقول ذلك يا أبي "
وحقأ أخذتهما وأريتهم الشقة كلها وقد اختارا غرفة لها شرفة كبيرة وحمام كبير فطلبت من الخادمتان أن تنقلا الأغراض ويقمن بترتيبها ثم أريت والدي وزوجته ما اشتريته لهما فسعدا جداً بالرغم من حزن والدي لفراقه منزله , أما خالتي فقد كانت سعيدة لأنها ستجد أخيراً من يساعدها في أمور المنزل .
" حسناً سأذهب الآن وسأزوكم غداً لأتغدا معكم "
" حسناً سنكون في إنتظارك بني "
......................................
وقفت رهف أمام المرآة سارحة بفكرها تفكر في زين الذي لم يبالي بها فقد مرت عدة أشهر ولم يأتي حتى أنه لم يحاول إرجاعها ولم يتعب نفسه بأن يقدم لها أي اعتذار , بل أخذ يجهز لزواجه من رولا .
يبدوا أنني حقاً أهنت نفسي وأرخصتها جداً عنده .
" رهف سمية هل جهزتن "
" نعم يا أمي "
" بالطبع يا خالتي "
" اذن هيا فلتنزلن "
نظرت رهف إلى سمية عبر المرآة بعد أن غادرت والدتها " أتعرفين أنتِ أول شخص من الطبقة الكادحة تستلطفه والدتي "
" ربما لأنني مميزة "
" بل لأنك مخلصة ووفية "
" هذه شهادة أفتخر بها من أغلى انسانة على قلبي "
ثم لاحظت سمية دموع في عينيّ صديقتها عندها اعطتها منديل وهي تقول
" رهف حبيبتي امسحي دموعك ولا تجعلينها تفضحكِ "
" في الحقيقة لست مصدقة أنني وافقت على هذا الزواج يا سمية "
" لهذا طلبت منك أن تشترطي أن يقام زفافك بعد سنة حتى تعتادين عليه "
" هل تعتقدين أن هنالك من سيحتل مكانة زين ولو بعد سنة "
" لا تذكري هذا الأسم أبدا "
" هل أنتِ حقاً جادة ,, وهل تظني أنني اذ لم أذكر اسمه أنني نسيته ,, بالعكس يا سمية كلما ابتعدت عنه كلما زاد شوقي له "
" رهف ,, ماهذا الكلام أنتِ الآن زوجة رجل أخر "
" ماذا افعل يا سمية ,, قلبي يؤلمني "
" رهف , رهف حبيبتي ... "
رجعت والدة رهف وهي غاضبة " ماذا تفعلن لما لم تنزلن بعد "
" حسناً ,, حسناً يا خالتي ها نحن ورائك "
" هيا كفِ عن ذلك إنه شخص لا يستحق منك التفكير به , لقد مرت عدة أشهر هل اتصل أو أرسل لكِ شيئاً لا ,, وبالعكس انه يتجهز لعرسه مع ابنت الوزير ,, هيا امسحي دموعك "
ثم نزلت رهف لتزف إلى زوجها الجديد فارس ابن عائلة غنية جداً تخرج من احدى الجامعات الأمريكية وعند عودته قام بإدارة أحدى أكبر شركات البلد لم يتزوج من قبل وأعجب برهف ولقد تقدم لها مرتين في المرة الأولى رفضته لكنه لم ييأس , حتى أنه عندما سمع بطلاقها عاد ليتقدم لها مرة أخرى وهاهي وافقت عليه أخيراً .
وبينما كانت تنزل الدرج كانت تشعرأنها في حلم فهي لم تتخيل يوماً أنها ستزف إلى رجل غير زين أو أن تتجمل لسواه لم تستطع أن تكمل السير فسقطت وسط الجميع فاخذ الجميع في الصراخ وأبت أن تستيقظ بالرغم من كل محاولات والدتها ووالدة فارس وعندما خرجتا لتطلبا من والدها وأخاها بأن يذهبا بها إلى المشفى تاركين سمية بجوارها تحاول إيقاظها فتحت رهف عينها وقفزت من السريروهي ممسكة بفستانها لتفتح درج مكتبها وتأخذ منه نصف حبة ثم عادت للسريربنفس السرعة وأغمضت عينيها وهي تقول لسمية المنصدمة من صديقتها .
" أخبري أمي أن هنالك من عمل لي سحراً "
" نعم "
" سمية يا ابنتي هل رهف استيقظت "
" نعم ,, لا لا لم تستيقظ "
" حسناً هل خرجتِ ليدخل والدها وأخاها ليسعفاها للمشفى "
" لكن يا خالتي لا أعتقد أن هنالك داعي لذلك فأنا أعتقد أن هذه عين صابتها أو عمل عمل لها "
" ماذا يا الهي , نفس كلام والدة فارس هل تعتقدين ذلك يا ابنتي "
" نعم يا خالتي "
" اذن لا يوجد غيره "
" من "
" زين الدين "
" نعم ,, أنا أيضاً أعتقد ذلك ياخالتي فهذا الأمر غير طبيعي "
" منذ طفولتها وأنا أشك بهذا فأنا متأكدة أن هنالك من عمل لها عمل لكن ما العمل لقد مر وقتاً طويل على ذلك أين سأجد هذا العمل "
" اسمعي ياخالتي دعيها تستيقظ ثم سنبحث في حل "
" يا إلهي أنقذ ابنتي "
" آآآآمين "
ثم خرجت والدتها وهي تذرف الدموع بينما سمية تنظر إلى رهف الذي غرقت في سبات غير مبالية بما يحدث حولها , شعرت سمية بالغضب1ض من صديقتها والحزن عليها في نفس الوقت ففي الحقيقة هي لا تعلم كيف لرهف أن تتمسك برجل مثل زين الدين , فهو لا يشبه صديقتها في شيء بل انه شخص متبلد المشاعر حقود لا تعرف ما الذي يعجب صديقتها فيه ربما وسامته الشيء الوحيد الجيد فيه.
.......................................
استيقظت رهف وهي تشعر بالسوء عند رؤيتها لوالديها فقد كانا يتفقدانها طيلة الوقت ولم يتركاها لكن ماذا تفعل قلبها خائن لا يحب سوى من جفاه وباعه .
نهضت رهف ونزلت لتتناول الإفطار مع والديها ووليد وقد وجدتهم مجتمعين لكن لم يكن أحدهم يتناول شيئاً يذكر حتى دخلت هي تمثل الإعياء عليها فقزت والدتها لتحتضنها وتقبلها سعيدة وكذالك وليد قام وجرى ليرتمي في حضنها وهو يقول
" أمي ألم تموتي "
عندها ضحكوا جميعاً ثم قالت
" وليد يا صغيري هل قلقت عليّ "
" بالطبع يا أمي فأنا أحبك جداً أنتي وأبي وأخاف عليكما جداً "
لم ترد جدته أن يأتي بذكر والده " وليد هيا لتتناول افطارك "
وليد " لقد شبعت يا جدتي ,, سأذهب لأنتظر والدي عند البوابة "
عندها قامت جدته بإيصال إلى الباب ثم همست في اذنه " وليد لا تخبر أباك بأنه تم عقد قران والدتك أو أي شيء من ما حدث بالأمس ,, حسناً "
" حسناً يا جدتي "
" أحسنت "
ثم غادر وليد المنزل بينما عادت والدتي لتناول الإفطار معنا ..
" كيف حالك الآن يا رهف "
" الحمدلله يا أمي ,أبي أمي أرجوكما كفا عن القلق علي لقد كنت بالأمس أشعر بإرهاق ليس إلا "
" لا هذا ليس إرهاق أنا متأكدت إنها عين صابتكِ أو عملاً أنني أشعر بهذا "
" أمي هل حقاً تصدقي هذه الخزعبلات "
" إنها ليست خزعبلات يا هانم ,, أذن هل تستطيعين أن تفسرين لي ما الذي حدث لكِ فجأة "
" لقد قلت لكِ ربما إرهاق أو لا أدري سأذهب للطبيب اليوم وسأرى ما سيخبرني "
ثم نهضت رهف وخرجت وهي تمثل الإعياء عندها قال والدها والقلق بادياً عليه
" إلى أين ستذهبين "
" إلى العمل فلدي أشياء يجب أن أنجزها "
أما والدتي فقد صرخت بي " رهف اتركِ العمل عنكِ اليوم "
" أمي حبيبتي ,, لا أستطيع أن اترك عملي في مراحله الأخيره يجب أن أشرف على كل شيء بنفسي "
" سمية ستقوم بذالك بدلاً عنك "
" آسفه يا أمي يجب أن أغادر لقد تأخرت على عملي "
ثم أسرعت رهف بالخروج قبل أن تجد والدتها حجة أخرى لتسجنها في المنزل.
قادت رهف سيارتها وما أن وصلت للبوابة حتى رأت زين يحتضن وليد ويرفعه ثم يقبله بكل حب وحنان بينما وليد يقوم بتخريب شعر والده وهو يضحك والغريب أن زين لم يغضب بالرغم أنه لا يحب أحداً يلعب بشعره , بل قام هو الأخر بتخريب شعر وليد وكان كلاهما يضحكان بكل سعادة.
شعرت رهف بدموعها تسقط حزناً على ابنها فما ذنبه حتى يعيش مع أبوان منفصلان ..
انتظر زين وليد ليصعد إلى السيارة حتى يغلق الباب خلفه ثم استدارليصعد هو الأخر , لكنه تفاجأ برهف تراقبه بينما كانت تخرج سيارتها وهذه كانت المرة الأولى منذ أشهر يلتقي به , لكنها ما أن التقت عيناها بعينيه حتى قامت بوضع نظارتها الشمسية ثم انطلقت بسرعة مجنونة تاركتاً زين خلفها يراقبها حزيناً.
قادت رهف سيارتها بينما كانت تذرف الدموع فرؤيتها لزين يؤلمها بحق فهي تحبه مهما حدث بينهما وبالرغم من كل ما حدث بينهما يكفيها أن يعتذر لها لتنسى كل ما مضى , لقد ظنت في البداية أنها ستنساه لا محال وخاصة بعد ما خاب أملها فيه وشعورها بالخذلان منه لعدم مبالاته بحبها وانتظارها له عشرة أعوام , لكنها اكتشفت في الأخير أنها تغفر له خطاياه بمجرد أن تهدء قليلاً وتبتعد عنه وكأن شوقها وحبها يقومان بتنظيف صفحته وهذا ما جعله يتمادا في جرحها جرح تلو الأخر فهو يعرف أنه يملكها وأنها لن تكون لسواه , في الحقيقة إنها لا تتوقع ما ستكون ردت فعل زين عندما يعلم بزاوجها من فارس هل سيتصرف ببرودة أم أنه سيغضب ويحطم عظامهما .
................................
قاد زين سيارته وهو يشعر بحزن حقيقي وألم في قلبه فقد مضت عدة أشهر وهو يحاول أن ينسى رهف , لكن هل يعقل أن ينجح في هذه بعد هذه السنين فما فشل فيه سابقاً هل يعقل أنه يستطيع أن يحققه الآن .
إن حب رهف يسري في عروقي وإن أردت أن أنزعها من قلبي يجب أن أقطع شرياني لأرتاح منها ومن هذا العذاب الذي أعيش فيه .
في الأشهر الماضية لقد تغير الكثير في حياتي فقد أصبحت أزور والدتي ووالدي وأخذت أمضي مع كل منهما الكثير من الوقت فقد تركت عني كل الماضي بأواجعه وقررت أن امضي حياتي بالنظر إلى الأمام , لكن ما ينقصني هو وجود رهف في حياتي ربما هي تظن أنني نسيتها أو لم أعد أريدها لكن الذي لا تعرفه أنني لا أعرف ماذا سأقول لها ولعائلتها بعد ما قمت به والذي يعقيني عن الذهاب إليها أنني لم أنهي موضوع رولا فأنا في الحقيقة لم أتوصل لطريقة لأنسحب من حياتها دون أن أثير خصام بيني وبين والدها .
.....................
" أبي "
" نعم يا حبيبي "
" هل أستطيع أن أسئلك "
" بالطبع يا حبيبي "
" هل تحب أمي "
نظر زين وأخذ يفكر ماذا يجيب ابنه انه سؤال محرج حقاً
" سأخبرك لكن فليكن سر لا تخبر به أحد "
" حسناً إنه سر "
" بالطبع أنا أحب أمك ألا يكفيني أنها أنجبتك "
" حقاً يا أبي "
" نعم "
" اذن لما لا تاخذنا للعيش معك يا أبي "
" قريباً إن شاء الله يا وليد "
" أبي هل أخبرك بسر "
" نعم "
" أريد أخبرك بأن والدتي تظل تبكي كثيراً وخاصة في الليل وعندما أسئلها ما الأمر لا تجيبني بل تأمرني بأن أنام , لكنني أعلم لما تبكي "
" لما "
" لا أستطيع أن أقول فذلك سر قالت جدتي يجب لا تعرف عنه شيئاً "
ابتسم زين من ما قاله وليد
" هل تعلم كم أحبك يا وليد "
" لا "
" بقدر حبي للكرة "
" فقط مثل الكرة "
قام زين بالضحك فولده لم يفهمه فهو يقصد شغفه للكرة بينما وليد فهم أنه يقصد حجم الكرة
" لا أقصد مثل الدنيا "
" لا أنت قلت مثل الكرة "
عندها أخذ زين يضحك لإنزعاج وليد فهو لا يصدق أن أباه يحبه فقط مثل الكرة
" ألا أستطيع أن أسحب كلامي "
" لا "
أثناء ذلك توقف زين أمام احدى الإشارة عندها قام بتقبيل وليد وهو يعتذر منه ويقسم أنه يحبه كثيراً بينما وليد يبعد والده عنه وهو يصرخ
" أبي يكفي ذلك "
" أخبرني أولا هل صدقتني "
" لا "
" أذن سأعود "
عندها صرخ وليد وهو يضحك من لعب والده معه " أبي يكفي إني أصدقك "
.....................
عاد وليد للمنزل وعندما دخل لم يكن أحد في انتظاره وهذه أول مرة تحدث عندها شعر بالسعادة لذلك , فقام بالصعود بسرعة ليبحث عن والدته فوجدها في غرفتها تجلس امام مكتبها وبين يديها قلم تراجع ما صممته سابقاً , عندها دخل وليد وهو يتأكد أن ليس خلفه أحد
" وليد ما الذي تفعله "
" لا شيء يا أمي "
" تعال إلى هنا "
" نعم يا أمي "
" ما الذي تخفيه من أمك "
" لقد قلت لا شيء "
" وليد أنظر إلى عيني "
.....
" أنا أرى في عينيك شيئاً تخفيه .."
وفجأة سمعت رهف شيء يصدر من حقيبة وليد عندها قالت " ماهذا ياوليد "
" أمي هل أقول لك الحقيقة لكن لا تخبري جدتي بذلك "
" حسناً "
" لقد اشترى والدي شيئاً لك "
" ما هو "
" انه في الحقيبة "
نظرت رهف بخوف إلى الحقيبة لتجدها تتحرك وتصدر صوت لم تعرف رهف ما هو فوليد أحكم الإغلاق على ما قاما هو ووالده بإحضاره لها لكنها شعرت بتوجس من ذلك وما أن فتح وليد الحقيبة حتى قفز جرو أبيض صغير عندها صرخت رهف وأخذت تقفز تحاول أن تصل لباب غرفتها لكنها لم تستطيع فقد كان الكلب هو الأخر خائفاً فكان يجري ويقفز في كل اتجاه عندها شعرت رهف بالغضب
" وليد امسكه "
" امي انكِ تخفينه بما تفعلينه "
" وليد أنت معاقب لمدة سنة على هذه الهدية ولن تخرج مع والدك بعد اليوم "
" أمي إن هذا ظلم "
" امسكه أولا وسنتفاهم بعدها "
" بما أني معاقب لن أمسكه "
" تباً لك أنت ووالدك "
" لا تقولي ذلك عنا ,, فنحن أردنا إهدائك بينما أنت تشتمينا "
لكن جنون الجرو كان يثير جنونها فأخذت تصرخ وتحاول أن تقفز من السرير لتخرج من الغرفة لكن الجرو كان يحاصر الباب
" وليد إن لم تخرجه من الغرفة خلال ثوان سأعاقبك ولن يفيدك والدك "
" لما تكرهين أبي هكذا "
" تباً لوالدك أنا أعرف كيف أتصرف معكما "
" أمي إن ظللتي تشتمين والدي سأخرج من الغرفة وأتركك مع رورو "
" نعم اسمع يا وليد رورو هذا إن لم تخرجه في الحال سأجعلك أخاً له "
" حسناً سأخرجه "
ثم قام وليد بإخرج الجرو وهو منزعاج من والدته بينما رهف كانت تشعر أنها تشتعل غضباً فزين يعلم أنها تكره الحيوانات بأنواعها وتخاف منها.
ذهب وليد لغرفته ثم اتصل بوالده ليخبره ما حدث معه وكيف أمه انزعجت وأخذت تشتماهما وكيف أنها عاقبته ومنعته من الخروج معه مرة أخرى.
" لا تخاف يا وليد , فما أن تهدئ والدتك حتى تغير رأيها "
" لكن يا أبي "
" دون لكن ,, لقد قلت لا تخاف "
" حسناً يا أبي "
........
أغلق زين مع وليد الذي كان منزعج من والدته الذي لا يعلم لما انزعجت لهذه الدرجة , في البداية انزعج زين من نفسه لإقحامه وليد في أمر مثل هذا لكنه ما أن يتخيل رهف تصرخ وتقفز في كل مكان محاصرة من جرو أليف كان يثير ضحكه وبشدة فقد ظل يضحك طيلة الطريق.
........................

أضئت القمر 13-06-14 01:30 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
" صباح الخير "
" صباح النور "
" رهف لقد وصلت الطلبية "
" جيد "
" ماذا ألست سعيدة "
" سمية ماذا تريدين مني أن أقفز من السعادة أم ماذا "
" يا الاهي مزاجك عكر جداً "
" جداً "
" حسناً هل استطيع أن اسئل ما السبب "
" لا شيء ,, أين هي الطلبية أريد أن نتفقدها جميعها الآن "
سارت رهف مع سمية للغرفة الأخرى والتي كان هنالك بعض الموظفين يضعون الطلبيات بكل اهتمام , أخذت رهف تتفقدها وتتفقد تصاميمها لكن استوقفها وجود بعض المجوهرات فلم تعلق على الأمر ظناً منها أن سمية قامت به , وبالرغم من انزعاجها من تخطيهم الميزانية بسبب هذه المجوهرات لكنها لم ترد أن تناقش صديقتها أمام الموظفات والموظفين فانتظرت حتى عادتا إلى المكتب .
جلست رهف خلف مكتبها ثم نظرت إلى صديقتها
" سمية أريد أن أناقشك في أمر لكن لا أريدك أن تنزعجي مني "
" ما هو "
" قطع المجوهرات لقد كلفتنا الكثير ثم منذ متى تتخذين قرار مثل هذا دون الرجوع إلي فأنا أيضاً أعود إليكِ دائماً "
" انتظري عن ماذا تتحدثين "
" أنا أتحدث عن قطع الجوهرات "
" أنتِ من طلبتها "
" أنا متى "
" عندما كنتِ مريضة "
" لا أنا لم أقوم بإرسال التصاميم ولم أتحدث معهم وأنا مريضة أنتِ من قمتِ بذلك "
" رهف أنا أخذت التصاميم وأرسلتها كما هي إليهم مع ملاحظاتك الجانبية لقطع المجوهرات "
" سمية أرجوكِ أنا لست مجنونة "
" حسناً ,, انتظري "
نهضت سمية وخرجت لتحضر كراسة رهف من مكتبها ثم تعود بها لتقدمه لرهف كدليل على كلامها
" مستحيل "
" ما هو المستحيل "
" أنا لم أقوم بهذا ,,ثم أنتِ تعرفين أننا لم نتجه بعد للمجوهرات وليست لدي هذه اللمسة المميزة "
" من تعتقدين فعلها "
" من غيره "
" من "
" يا الاهي "
" ماذا بكِ "
......
أخذت رهف تقلب الكراسة لتبتسم بسخرية ممزوجة بغضب
" أتعرفين بالأمس أرسل مع وليد جرو صغير جداً ظل يجري في كل مكان وقام بعمل قذارته في عدة أماكن في المنزل , واليوم أصل لأجد هذا أمامي أشعر أنني سأفقد أعصابي "
" أتقصدين أن زين من صمم هذا "
" نعم هو "
" هل يعقل "
ضحكة رهف " نعم يعقل زين لديه لمسة فنية مميزة وكنت استعين به في سنتي الأولى , لكنه كان يخجل منها "
" حقاً "
" نعم لقد قال لي ذات مرة أنها تنقص من رجولته "
" أنتِ تمزحين "
" إنها الحقيقة "
" اصمتِ قبل أن يسمعك بعض الموظفين الذين بالخارج "
ثم ضحكتا كلاهما
" سمية أتعرفين لديّ خطة لنعوض علينا خسارتنا "
" كيف "
" سأقوم بعرض هذه القطع باسم المصمم اللاعب زين الدين أنور مع بعض التعديلات عليها لأبيعها لمحبات ومحبين زين الدين والكرة عموماً "
" أنتِ تمزحين "
" لا لا أمزح "
" أخاف يرفع عليكِ قضية "
" فليحاول "
......
" أتعرفين أيضاً وسأقوم بعرضها على الهواء مباشرة وعمل اعلان لها في الشوارع ,, هل تعرفين ماذا سأكسب من وراء ذلك "
" ارجاع خسارتك وفوقها ربح "
" لا "
" اذن ماذا "
" سأنتقم منه بإحراجه كمصمم مجوهرات "
" وما العيب في ذلك "
" العيب لديه في تفكيره "
" أخاف عليكِ منه "
......
نظرت رهف إلى صديقتها وهي تشعر بالسعادة فقد وجدت شيئاً تنتقم بها من زين ...
........................
قامت رهف بعمل بعض التعديلات على القطع التي صممها زين ومن ثم قامت بعرضها وتقدمها على الهواء مع وضع اسم زين الدين أنورعلى المجموعة.
وقامت بوضع صور لزين وبجواره قطع المجوهرات في لوحات الإعلانات التي بالشارع.
..................
استيقظ زين وتوجه إلى الحمام ليبديل ثيابه حتى يذهب لتمريناته مثل كل يوم انتهى زين من ترتيب هندامه فأخذ حقيبته ثم خرج وقام بقيادة سيارته الرياضية ذات اللون الأحمر.
حتى وصل إلى الأشارة التي بجوار ناديه عندها رأى صورته فتفاجأ فهو لا يذكر أنه صور أي إعلان منذ مدة فرفع نظارته ليتأكد من ما يراه .
فقد رأى صورته وبجوارها مجموعة من قطع المجوهرات وبعض الكلمات الممكتوبة تحت المجموعة والذي أثار غضبه تقليد توقيعه وكأنه هو حقاً من قام بذلك .
عندها جن جنونه واتصل بأحمد ليسأله عن هذا الدار
" السلام عليكم أحمد "
" وعليكم السلام زين "
" هل أيقظتك "
" لا عليكِ فهو موعد استيقاظي "
" جيد "
" ماذا كنت تريد "
" أريد أن أرفع قضية على دار للمجوهرات "
" خير ان شاء الله "
" هل تتخيل أن هنالك من يجرؤ على وضع اسمي وتوقيعي على مجموعة من المجوهرات "
" ولما قد يفعل ذلك أحدهم "
" وما يدريني "
" اسمع لدي محامي ممتاز في عمله "
" حسناً ارسلي رقمه وسأتصل به "
........................
انهى زين تمريناته الصباحية ثم خرج ليتغداء مع رولا كما وعدها وبينما كان يسلك الشارع الذي بجوار المطعم تفاجأ لرؤيته الدار الذي وضع صورته وقلد توقيعه أمامه فقرر أن ينزل ليواجهم بنفسه.
فنزل بعد أن ركن سيارته وأخذ ينظر بغضب للدار وهو يتوعدهم شر توعد عندما دخل قابله مجموعة من الموظفين والموظفات الذين فرحوا لرؤيته حتى أنهم كادوا ينسونه سبب زيارته من كثر الأسئلة والترحيب به لكنه قال.
" أين صاحب الدار "
أحدهم " أنت تقصد صاحبة الدار "
" صاحب صاحبة لا تفرق معي أريد أن أقابل مالك هذا الدار "
" أيهما تريد الأستاذة سمية أم الأستاذة رهف "
توقف زين عند ذكر اسم رهف وما أثار شكه ذكر اسم صديقتها سميه
" أريد أن أقابل الأستاذه رهف حسين "
احداهن " سأذهب لأكلم مدام رهف وسأعود على الفور "
عندها فهم زين كيف استطاعت رهف أن تضع صور له فبطع لم يكن بمقدورأحد أن يصل إليها سواها.
عادت الفتاة وهي مبتسمة " المدام تنتظرك في المكتب "
دخل زين الدين إلى مكتب رهف وأخذ ينظر حوله بينما هي متجاهلته فهي لم ترفع عينيها عن كمبيوترها حتى أنها لم ترحب به.
فأعجب بلمستها التي تدل على شخصية مشرقة ومتفائلة فالوان المكتب زاهية وموحية بالجمال البسيط ..
" أتعرفين أنني وكلت محامي ليرفع عليكِ قضية "
" لما "
" تضعين صوري وتوقيعي وتبيعين باسمي وتقولين لما ؟؟ هل تعرفين أنني أستطيع أن أتهمك بسرقة صوري وتزوير توقيعي "
" ومن سيصدقك "
" ماذا تقصدين "
" اولا الخط خطك وثانيا الصور تعتبر ملكي فأنا من عدة أشهر كنت زوجتك وبالطبع لدي أشياء تخصك ومنها صورك أما توقيعك فأنت من قمت به "
ثم نهضت رهف وأرته نسخة من بعض التصاميم التي قام بها وما قامت به من تعديل بسيط على نفس النماذج للتماشى مع ذوق معجبينه , ثم أرته توقيعه الذي وضعه خلف الكراسة كي يغيظها فأغاظته هي بذلك .
عندها ماكان بيد زين سوى أن يبتسم ويصفق لها على دهائها .
" تباً هل أنت حقاً نفس الطفلة التي تزوجتها "
عندها اختفت ابتسامة رهف
" نعم أنا ما زلت نفسها لكنك أنت من تغير "
" لا لست ذاتها أرجوكِ لا تحاولين فرهف التي أعرفها لا تملك شيئاً من دهائك "
" أنت تزوجتني لأنني مغفلة ,, أليس كذلك "
" أنا لم أقل ذلك "
" لم يعد يهم ما تقوله ,, فكل واحد الآن له طريق مختلف عن الأخر "
" رهف ..."
دخلت سمية وقالت " رهف تعالي قليلاً "
فهمت رهف من نظرات سمية أن الموضوع مستعجل جداً فلحقت بها إلى الخارج عندها قامت سمية بإغلاق باب المكتب ومن ثم قال
" رهف هل تستطيعين أن تقولين لي ماذا تفعلينه مع طليقك في مكتبك "
" سمية ما هذا الذي تقولينه "
" اذن غداً عندما يتكلم عنكِ الناس ما الذي ستقولينه ,,أخبرني ماذا ستجيبنهم عن وجودك مع طليقك بمفردكما ,,حسناً اتركِ الجميع عنكِ وأخبرني ما الذي ستخبرين فارس ان علم يوماً بهذا "
" سمية أنا لم افعل شيء "
" رهف بمجرد وجودك مع طليقك هذا يكفي لتكوني علكة للجميع "
......
" اسمعِ أنا سأذهب لأرى ما يريده وسأطرده بطريقتي بينما أنتِ ستغادرين الشركة الآن "
" ولما أغادر "
" حتى لا يقوم بعمل مشكلة إن اكتشف كذبتي "
" حسناً "
عادت رهف وأخذت حاجياتها وبرفقتها سمية التي لم تترك زين يوجه أي كلام لرهف فقد كانت تجيب عنها حتى غادرت رهف المكتب ...
" رهف لكننا لم نكمل حديثنا "
سمية " لا بأس نكمله نحن فأنا شريكتها بمعنى أنني وهي كياناً واحد "
نظر زين إلى سمية وشعر بالضيق اتجاها والكره فهي ثقيلة الظل وحقاً لم يطل البقاء فقد غادر بعد مغادرة رهف بخمسة عشر دقيقة.
...............................
في المساء....
اجتمع زين مع اخوته لدى والدته التي تحسنت صحتها كثيراً بينما زوجاتهم ذهبن لزيارة عائلاتهن برفقة أطفالهن فكان المكان يعمه الهدوء.
رزان " زين الدين هل أستطيع أن أطلب منك شيئاً "
" بالطبع "
" هل تصمم لي شيئاً لأتميز به بين صديقاتي "
نظر إليها زين وشعر بالغضب من رهف عندها قالت اخته الصغرى
" أنا أيضاً يا زين الدين في الحقيقة أنني اشتريت هذه الأسوارة بالرغم من سعرها المرتفع لكنه يكفي أنه من تصميمك "
عندها قال رأفت ساخراً " انا أيضاً أريدك أن تصمم خاتم خطبتي لأتميز به بين رفاقي "
" اسمعوا جميعكم ,, أنا لا أصمم شيئاً وما فعلته رهف كان مجرد انتقام مني واستغلال اسمي فقط "
زينة " لكنني رأيت توقيعك على التصاميم "
" لقد سرقته "
سامر " لماذا تكذب ,, فهل يعقل ان ابنت حسين رزق تحتاج لسرقة توقيعك "
" أنا لا أكذب "
نظر إليه سامر ثم ضحك " أحمد هل تذكر شخصاً ما كان يقوم بمساعدة زوجته في عمل تصاميم لفساتين ومجوهرات وأحذية "
" لا لا أذكر "
" بلى تذكر لكن يبدوا أن الذاكرة خانتك هذه المرة , وليس ذلك فقط بل كان يقوم بخياطتها "
" سامر حقاً أنت لا تطاق ,, لقد كنت أذهب بها للخياط "
" وهذا الذي قولته "
عندها نهض زين " أنا ذاهب "
تدخلت والدتهم " يكفي ذلك اتركوه "
سامر " وما الذي فعلانه حتى يغضب "
زينة " سامر أرجوك كفى "
رأفت " اصمت يا سامر فقد تزعج مصممها الخاص "
رزان " حقاً أنتما لا تطاقان "
عندها جلس زين فقد خجل من نفسه عندها قال رأفت " زين الدين اتركك من كل هذا ,, وركز على مبارة الغد يا أخي "
" ان شاء الله "
رائد " نريد أن تسحقهم "
" إن شاءالله "
.........................................

أضئت القمر 15-06-14 07:58 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
بعد عدة أيام ...
" السلام عليكم "
" وعليكم السلام "
" كيف حالك يا صقرنا "
ابتسم زين وهو يقول " صقر ,, خير إن شاءالله يا رأفت "
فضحك رأفت وقال " اسمع لقد اتصلت بسامر وأحمد واتفقت مع رائد أن نتغداء سوياً اليوم على حسابي لنبارك لك فوزك الساحق بالأمس "
" في الحقيقة يا رأفت أنا أفضل دائماً أنا أرتاح بعد المبارايات "
" يارجل ما الجهد الذي ستقوم به , كف عن الكسل "
" رأفت اسمعني اجعلها مرة أخرى "
" لالا أقبل أي أعذار ,,إلى اللقاء "
" رأفت , رأفت "
......
قام زين بتبديل ثيابه فلم يبقى أمامه سوى الرضوخ لطلب رأفت .
وأثناء تبديله فكر زين أنه منذ أن تركته رهف لقد تغير كثيراً فقد عرف أنه في الحقيقة هو من أخطأ في حق الجميع بأنانيته وعناده , لكن هذا التغير كان متأخر فما الفائدة منه الآن فقد خسر رهف.
في أخر لقاء بينهما أخبرته رهف أن كلاً منهما أصبح لديه طريق مختلف عن الأخر , والحقيقة التي لا تعلمها أن زين خلال الأشهر الماضية قد تعب من كثر ما فكر فيها واشتاق لها لكنه بالرغم من ذلك لم يصل لوسيلة أو حل يستطيع به أن يعيدها إليه , فهو يشعر بحرج منها ومن والدها فحتى لو ذهب ليعيدها فهل والدها سيرضى أن يعيدها له أو رشدي بالطبع ذلك من المستحيل واذ رضخا لذلك فهنالك والدتها التي ستمانع ذلك وبشدة ..
نظر زين إلى المرآة ليتأكد من هندامه ثم قال لنفسه
" أنت من أضعتها من يدك فتحمل عاقبة أخطائك "
ثم خرج زين من المنزل وهو يشعر بالتكدر فهذه حالته كلما تذكر رهف فالشوق لها كاد يقتله وتأنيب ضميره يزيد من الآمه لكن ما العمل الآن ..
قاد زين سيارته البيبي همر وذهب ليلتقي بأخوته وما أن وصل المطعم حتى أشار له رأفت والسعادة تشع منه , فسار زين نحو أخوته الذين كانت أعينهم تراقبه بينما كان هو ينظر حوله فقد كان المطعم محجوز بالكامل , وبالكاد استطاع أن يسير بين الطاولات بسبب حركة العاملين فيه يتصف المكان برقي رواده وديكوره وبتميز مذاق مأكولاتهم عن سواهم من مطاعم.
جلس زين بجوار أخوته الذين رحبوا به بسعادة وابتسامات تعلو وجهيهم وأثناء ذلك شد انتباه زين عازف البيانو الذي كان هو الأخر مستمتع بما يعزفه..
" أليست الموسيقى جميلة هنا "
رأفت " بالطبع ,, أتعرف هذا ما قلته قبل قليل "
" يبدوا أنه ليست المرة الأولى لك يا رأفت في هذا المطعم "
" بالطبع "
عندها غمز زين لأخوته ففهم الآخرين ما يقصده زين عندها قال رأفت
" ماذا تقصده يازين "
" ما فهمته يا رأفت من حديثك "
" لا تسيء التفكير "
" ماذا تقصد بأني أسئت التفكير"
" انسى الموضوع "
فضحك الأخرين عندها قال رأفت " تباً حتى أنتم ,, أنا رجل خاطب لا تثيرون حولي الشكوك "
" وما الذي قولناه يا رجل "
شارك الجميع زين المزاح بكل سعادة وبينما أخوته يضحكون فكر زين في كم هو محظوظ فبدل الأخان أصبح لديه أربعة أخوة يفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه .
معظم الحديث الذي دار بينه وبين أخوته كان تعليقهم على لعبه في مباراة الأمس وكيف كانت تسديداته حتى أنهوا طعامهم .
" الحمدلله لقد اصبت بالتخمة "
رأفت " أصدقك فهذا حالنا جميعاً "
سامر " لما قمت بطلب كل هذا الطعام يا رأفت ,, هل تريد قتلنا "
أحمد " لقد جعلتنا نأكل فوق طاقتنا "
رائد " إن ذلك صحيح ,, حتى أن النعاس بدء يداعب عينيّ "
نظر رأفت إلى الجميع " هل تقصدون أن ما أصابكم هو ذنبي لأنني من طلبت كمية كبيرة من الطعام "
أحمد " بالطبع ,, لأنك هكذا جعلتنا نتناول أكثر "
رأفت " حسناً فلنقل أنني أخطأت ,, لكن أنتم ألا تملكون عقول لتعرفوا مقدار معداتكم "
ضحك زين " لقد كسب رأفت الجولة "
فضحك الجميع ..
ترك زين أخوته وذهب إلى الحمام ليغسل يديه ثم عاد وأثناء سيره عائداً رأى رهف تجلس أمام رجل وكانت تبادله الابتسامة باستحياء , بينما قام هو برفع يدها وطبع قبلة عليها لكن رهف قامت بسحب يدها سريعاً من بين يدي ذلك الرجل شعر زين وقتها بأن دمه يغلي بداخله وأنه أصبح كرة من اللهب , فلا يعلم كيف قام بسحب الرجل من خلفه ليسقطه أرضاً ومن ثم ينهال عليه ضرباً.
أثناء ذلك أرادت رهف أن تتدخل لكنها رأت أن هنالك من توقف عن تناول الطعام ليشاهدوا المشاجرة التي لا يعرفون سبب حدوثها وهنالك أخرون بدؤا يتدخلوا بينما هنالك شخصان أخذا يصوران المشهد فقامت رهف بالهرب من المكان فلا ينقصها سوى انتشار صورها وإحداث فضيحة لأبيها .
وفجأة شعر زين بشخص يرفعه عن ذلك الرجل ولم يكن سوى سامر بينما رأفت كان يتشاجر مع أشخاص كانوا يصورون ما حدث عند ذلك تقدم أحمد
" غادر الآن "
" لا لن أغادر أريد أن أحطم عظامه ثم أين هي "
سامر " من "
" رهف "
رائد " لقد غادرت المكان "
" تباً "
ثم أسرع زين في الخروج بينما حاول الرجل الذي ضربه بأن يلحق به ورجال الأمن لكن أخوته قاموا بعرقلتهم جميعاً .
لحق زين برهف وما أن وصل للمواقف حتى كانت رهف تنطلق بسيارتها عندها وقف زين أمام سيارتها فداست على الفرامل لتضرب رأسها على المقود عندها اقترب زين من بابها وقام بفتحه لكنه لم يفتح عند ذلك رفعت رهف رأسها لترى زين يشتعل غضباً يطلب منها أن تفتح الباب لكنها بدلاً من ذلك قامت بالدوس على البنزين لتنطلق بسيارتها وهي تشعر بألم في رأسها وغضب من زين لعمل كل هذا .
عندها قام زين بالصعود إلى سيارته بسرعة ليلحق بها وحقاً استطاع من اللحاق بها وكان يحاول أن يجعلها أن تتوقف بجانب الطريق لكنها رفضت ذلك حتى أنه قام بالاتصال بها لكنها لم تجيبه وبإصراره على مضايقتها بالسيارته اضطرت رهف أن تجيب اتصاله
" ماذا تريد "
" توقفي وفي الحال "
" لا لن أتوقف ابتعد عني ماذا تريد مني "
" توقفي يارهف في الحال "
" ان كان لديك شيئاً فلتقله الآن "
" لقد قولت توقفي "
" وإن لن أتوقف "
عندها الصق سيارته بسيارتها حتى جعلها رغماً عنها وتفادياً لحادثاً مؤكد لهما توقفت في مكان بالكاد تستطيع أن تسير فيه فكيف بسيارتين عندها نزل زين وهو يشعر بأن دمائه تغلي من شدة الغضب وأن هنالك لهب يخرج مع أنفاسه لا يذكر بأن هذا الشعور راوده ذات يوم .
" افتحِ الباب يارهف "
" لا لن أفتحه ,, قول ما لديك "
" افتحيه أم أكسره "
......
عندها قام زين بأخذ صخرة كبير وما أن استعد لكسر النافذة علىيها حتى فتحت رهف النافذة وهي تصرخ به
" أيها المجنون "
عندها أدخل زين يده ليفتح الباب ويخرجها من سيارتها لتقف أمامه اخذ ينظر إليها وهو يحاول أن يتمالك أعصابه حتى لايحطم عظامها وهذا ما رأته في عينيه .
" ماذا تريد لماذا لا تتكلم "
" هل لديك الجرأة لأن تتحدثين معي هكذا ,, أية وقاحة تملكينها "
عقدت حاجبيها " وما الذي فعلته "
عندها اعتصر يدها اليسرى بكل غضب حتى صرخت من شدة الألم
" زين اتركني ستكسر يدي "
" أريد أن أكسرها لكِ حتى تعرفين كيف تجعلين رجلاً أخر يلمسك "
" آآآآه زين اتركني "
عندها سالت دموعها فتركها زين وهو يهمس بغضب
" سيبقى معك هذا الألم لعدة أيام لكن أتمنى أثرها يبقى مطبوعاً في ذاكرتك فاليوم لويت يدكِ قليلاً لكن اقسم لكِ مرة أخرى لن أتردد في كسرها وكسر كل عظامك "
قالت رهف من بين دموعها " ومن أنت لتفعل ذلك "
" أتريدين أن أخبرك من أنا "
أثناء ذلك رأى زين سيارة تقف بالجوار منهم لينزل نفس الرجل الذي قام بضربه
زين " يا لوقاحتك هل لديك الجرأة لأن تلحق بنا "
فارس " أتيت لأحطم عظامك "
" حسناً تعال لنهايتك "
قام زين بالشجار مع فارس حتى اسقط فارس بالجوار من رهف ثم نهض عنه بعد أن انهال عليه ضرباً لكن ذلك لم يكفي زين فنهوضه لك يكن اكتفاء بل كان بحثاً عن شيء يحطم عظام فارس فرأى الصخرة بجواره.
وعندما ورأت رهف زين يرفع ذات الصخرة التي أراد أن يحطم زجاج سيارتها بها , يريد بها أن يضرب بها فارس عندها رمت رهف بنفسها على صدر فارس لتحميه من جنون زين ولتحمي زين من نفسه .
شعر زين وقتها بأنه شل فرؤيته لرهف ترمي بنفسها على صدر رجل أخر مؤلم جداً ولما ؟؟؟ لتحميه هل يعقل ما يراه رهف لا غيرها هي من قامت بذلك ...
عندما شعرت رهف بهدوء الوضع رفعت رأسها من على صدر فارس ومن ثم استدارت إلى زين الذي كان ينظر إلى كلاهما
رهف " ابعد الصخرة من يدك "
" هل أنتِ خائفة عليه "
رهف بألم " زين الدين أبعد الصخرة من يدك "
عندها صرخ زين بها " أجبيني هل أنتِ خائفة عليه ؟؟ "
" ولما لا تخاف عليّ ؟؟ ألست بزوجها ومن حقها أن تخاف عليّ "
" ماذا زوجها ,, أنت زوجها ماذا تقول أيها الحقير "
عندها قام زين بجر رهف من يدها وقال " هذا الرجل الذي تواعدينه لا يعرف أنني زوجك "
عندها نهض فارس وقال " اترك زوجتي أيها الحقير "
ثم اقترب يريد أن يجر رهف إليه من يدها الأخرى لكن زين قام بدفعه حتى اسقطه ارضاً
عندها شعرت رهف بالحرج فكلاهما يصرخ على الأخر أن يترك زوجته وكلاً منهما يشدها إليه عندها فكرت في أنها يجب أن تحل هذا الإلتباس الذي وقع.
فدفعت يد زين عنها ثم قالت
" أنا زوجة فارس "
" ماذا تقصدين بذلك "
" زين الدين لقد تطلقنا منذ أشهر ومنذ اسبوعين لقد عقد قراني على فارس ,, ما الذي لم تفهمه من ما قولته "
فارس " رهف اصمتي واذهبِ إلى سيارتك ودعيني أرى النهاية مع هذا الحقير "
عندها استدارت رهف لتعود لسيارتها فقال زين وهو مصدوم
" تزوجتِ يارهف بهذه السرعة "
فارس " وجه الكلام إلي "
شعر زين بألم يجتاحه كيانه " رهف هل استطعتِ أن تنسينني هكذا بسهولة "
عندها شعر فارس بغضب من وقاحة زين فقام بضربه لكن زين لحق برهف وهو يصرخ
" رهف هل تظنين أنك بزواجك من هذا الأحمق سأصدقك أنكِ نسيتيني "
ثم استدار لفارس الذي كان يحاول أن يضربه
" هل تعرف أن هذه التي تزوجتها انتظرتني عشرة أعوام أتعرف لما لأنها تحبني أنا "
" إن كانت تحبك فلما تزوجتني اذن "
" لتغيظني "
" هل تظن أن فتاة مثل رهف تفعل ذلك "
أراد زين أن يجرح رهف " رهف ألم تخبريه عن ماضيكِ معي "
شعر فارس بغضب من ما قاله زين فأراد أن يغيظه كما أغاظه
" أنت الماضي لكنني حاضرها ومستقبلها أيضاً وصدقني سأنسيها الماضي كله "
نظر زين إلى فارس ثم قال وهو يرسم على وجهه ابتسامة متظاهراً بالبرود بينما داخله بركان يغلي
" سأسؤلكِ سؤال أيها الواثق من نفسك ,, هل تعتقد بأنها مستعدة لأن تنتظرك عشرة أعوام ,, سأوفر عليك التفكير أبداً وأنت تعرف السبب "
عندها توقفت رهف لتدور لتنظر إلى زين والدموع تنساب على وجنتيها بحرارة لكنها يالرغم من ذلك لم تنطق بحرف واحد , بل أخذت تنظر إليه وهي تفكر في زين اذن هو يعلم جيداً أنها ماكانت لتفعل ما فعلته لو أنها لم تكن تحبه وبجنون , فلما أضاعها من يده شعرت رهف أنها وللمرة الأولى تراه على حقيقته شخص حقير بما تعنيه الكلمة فعندما أصبحت لغيره أخذ يذكرها بحبها له بينما كانت له منذ نعومة أظافرها , لكنه أخذ في تعذيبها بشتى الطرق وكأنه يعاقبها على حبها الكبير له والآن يذكرها بذلك الحب.
اختفت الابتسامة من وجه زين فقد كانت نظرات رهف مؤلمة بالنسبة له فقد فهم جيداً ما دار في خاطرها فهي في الحقيقة لم تتوقع منه أن يناقش علاقتهما هكذا أمام العلن وأمام فارس خاصة , وبهذه الدناءة فقد أشعرها للحظة أنها لم تكن زوجته بل عشيقته .
شعرت وقتها رهف بخيبة أمل كبيرة من زين الذي لم يترك شيء في حياتهما وما قاله وذلك لأغاظتهما.
" فارس أرجوك دعنا نغادر "
نظر زين لرهف التي كانت تسيرعائدة لسيارتها وهي تمسح دموعها بخيبة أمل وحزن شعر وقتها أنه أضاعها وللأبد..
فصعد هو الأخر لسيارته ليبتعد عن طريقها فلم يعد هنالك ما يربطهما فقد هدم الآن أي فرصة بينهما ..
.....................................................

أضئت القمر 15-06-14 06:06 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
عاد زين لمنزله وهو بالكاد يعي ما يفعله وظل حبيس غرفته لعدة أيام فلم يغادرها حتى إلى تمريناته حتى هاتفه لم يكن يجيب على أحداً مهماً كان .

لقد قلق عليه كلا من والديه وأخوته بسبب انعزاله عن الجميع حتى أنه لم يعد يذهب لتمريناته.
بينما مشاجرته انتشرت على شبكات التواصل الإجتماعية بأشكالها وزاد اختفائه المفاجئ من ناديه حديث الصحف , فقد حاول الجميع أن يصلوا إليه بشتى الطرق لكنهم لم يستطيعوا.

منع زين الخادمتان من أن يدخلان أي شخص عليه مهماً كان , فظل زين في منزله منعزلاً بمفرده متبعاً طريقة رهف عندما تحزن فقد كانت تعتزل الجميع لتخرج بأفضل حال لقد كان يعجب من طريقتها تلك ظناً منه أنه ضعفاً , لكنه علم الآن أن هذه أفضل طريقة لمحاسبة الذات ومعرفة أين الخطأ الذي وقع.

نهض زين من سريره ثم خرج من غرفته إلى الصالة وفتح التلفاز وأخذ يتنقل بين القنوات دون رغبة له في مشاهدة أي شيء لكنه أراد أن يبعد عنه التفكير في رهف قليلاً .

فتوقف عند قناة كانت تنقل مباراته السابقة التي أعلن بها خطبته برولا فتذكر أنه يومها سبب لرهف جرحاً عميق لم يشعر بألمه سوى اليوم وإن من سخرية القدر أنه في فوزه في مباراته الأخرى أعلنت له رهف زواجه من رجل سواه , عندها تذكر صراخ رهف تلك الليلة والغيرة تكاد تقتلها لقد أخطأت في حقها كثيراً..

" اربعة أتستطيع أن تحب أربعة "

" ولما لا "

" ولما لا ؟؟ حقاً فأنت رجل صحيح ,,

في الحقيقة أنه أنا المغفلة هنا فقد كنت أظنك رجلي لم أكن أعلم أنك رجل الجميع ,,

إلى هنا يا زين ينتهي ما بيننا وإياك أن تظن أنني من الليلة سأتنازل عن جزء بسيط من كرامتي,

أفعل ما شئت ,,

وأذهب أين ما شئت ,,

ونام في حضن من شئت ,,

لكنني أكد لك بأنك لن تنساني وستندم على ما فعلته معي طيلة حياتك ,, عندها صدقني لن ينفعك ندمك "

لقد هددتني رهف ونفذت تهديدها فقد أنهت ما بيننا بزواجها من ذاك المغفل وجعلتني أعض أصابعي ندماً على ما فعلته وبالطبع لن ينفعني ندمي الآن .

كيف لي أن أنساكِ الآن يا رهف ؟؟ كيف أخبريني ؟؟؟

عندها ذرف زين دموعه وهو يشعر بألم بين أضلاعه شعر وكأن هنالك من يقبض على رئتيه.
....................................

بعد إسبوعين ...

وقف زين أمام المرآة ونظر لنفسه عبرها ثم قال

" انتهى وقت الندم والآن وقت العمل "

ثم ابتسم بمكر وقال " سأعيد رهف إلى هذا المنزل كما أضعتها "

ثم خرج وقد لاحت على وجهه ابتسامة شخص واثق مما سيعمله فقد قرر أن يعيد رهف بأي طريقة كانت .

ربما انه اخطأ في حقها لكن النساء أضعف من أن يصرون على موقفهم وخاصة ان كانت مسألة قلب عندها
كل حصونهم تسقط في لحظة ضعف وهذا ما سأقوم به مع رهف.

فقد قررت أن أركع لها وأقدم لها اعتذاري وندمي على كل ما فعلته ويحق لها أن تختار العقاب الذي يناسبها.

................................

لاحظت رهف أكثر من مرة سيارة زين تلحق بها فأحياناً تراه في الصباح وأحياناً أخرى تراه عند عودتها للمنزل لكن الغريب في الأمر أنه لم يهاتفها أو يحادثها بل يظل هكذا واقفاً بعيداً عنها.

في البداية ظنت أنه يظن أنها لا تعلم أنه يراقبها ويلحق بها طيلة اليوم , فاستدارت لتواجهه لتلتقي عينيها بعينيه فنظر إليها مباشرة دون أن تهتز له شعرة وكأن له كل الحق في اللحاق به.

شعرت رهف بعد اسبوعين بالضيق فهي بالكاد تقود سيارتها ولا تراه خلفها هل يعقل أنه ترك تمريناته ليلاحقها في كل مكان عندها قررت أن تواجهه فقد ملت من ملاحقته لها ويبدوا أن هذا ما أراده .

عندها قادت رهف سيارتها بسرعة جنونية ثم اختفت في احدى الشوارع الجانبية عندها قام زين بابطاء سرعته ليتوقف في منتصف الطريق محتار أين اختفت رهف فجأة هكذا.

وما أن التفت عن يمينه حتى وجدها تنظر إليه مباشرة فشعر بالحرج فقد أوقعته في موقف لا يحسد عليه .
عندها رن هاتفه ليجد أن المتصل هي رهف ذاتها فأجابها وهو ينظر إليها

" ماذا تريد مني "

" أريدك أنتِ "

" زين الدين ,, أرجوك كف عن الحقارة هذه فقد وصلت لدرجة من الدناءة التي لم أتخيلها قط "

" هل أصبح حبي لك حقارة ودناءة "

" نعم "

" رهف .. "

ثم توقف زين فهو لا يعرف من أين يبدء

" نعم أنا اسمعك قول ما لديك فأنت لم تبقي شيء ولم تقله "

" رهف ما أ{يد أن أقوله ,, أنه في ذلك اليوم لا أعرف كيف قمت بذلك , حقاً لا أعرف "

" زين الدين ,, أرجوك لا تجد لنفسك أعذار ففي ذلك اليوم لم يكن خطك الأول ,, أم أنك نسيت أخطائك
السابقة ,, هل أذكرك ببعضاً منها "

" لا حاجة لذلك "

" اذن اختفي من حياتي ,, وأنساني كما نسيتك "

" لقد حاولت ,, أقسم لكِ ,, لكنني وللأسف لم استطع "

ثم شعرت بغصة في حديثه وحزن لم تسمعه من قبل لكنها قررت أن تذيقه من نفس الكأس الذي أذاقها منه

" والحل في رأيك "

" وهذا ما أريد أن أسئلك إياه ,, بما أنك نسيتني هل أخبرتيني ما هي الطريقة لذلك "

نظرت رهف إليه وشعرت بغضب ممزوجاً بحزن وحنين أرادت أن تسامحه فهي تعرف زين جيداً فعندما يدور ويلف بكلامه تعرف أنه يريد ببساطة أن يعتذر لكنه لا يعرف الطريقة المناسبة لذلك .

" الطريقة أن تعود لزوجتك ولحياتك وتنسى أمري وكأنني لم أكن في حياتك يوماً "

" هكذا ببساطة أنساكِ "

" نعم ببساطة هكذا "

" لدي سؤال أخير "

" يا الاهي زين الدين والنهاية معاك "

" هل ستحبينه كما أحببتني "

" ما دخلك أنت "

" هل ستبكين على كتفه كما كنت تفعلين معي,,هل ستقضين حياتك معه وتتركيني حقاً يا رهف "

" نعم يا زين الدين ,, لأنني ببساطة عرفت حقيقتك واخترت طريقي ولا أعتقد أنه سيلتقي بطريقك "

" رهف ...."

ثم سمعته يجهش بالبكاء وكانت هذه المرة الأولى التي تسمعه يبكي وينزل رأسه فلم يكن بمقدوره أن ينظر إليها وهو يشعر بكل هذا الضعف .

" زين يجب أن أقفل "

"رهف أنا أحبك فلا تطلبي مني أن أنساكِ هكذا ,, فهو ليس بالسهل علي أن أمحوكِ من ذاكرتي فقد
جمعتني معك الكثير من ذكريات الطفولة والمراهقة , فكيف لك أن تطلبين مني أن أمحوكِ الآن "

عندها صرخت رهف بكل غضب " أين كانت ذكرياتك هذه من قبل أم أن غيرتك وحسدك من أكون سعيدة مع غيرك ذكرتك بحب طفولتك الآن ,, لماذا لم تفكر في هذا الحب عندما دوسة كرامت صاحبته أوعندما تزوجت
بغيري ,, زين الدين لا أريد أن أراك في حياتي مرة أخرى "

ثم أغلقت رهف الهاتف وقادت سيارتها ودموعها تنساب على خديها حارة كحرارة ما حدث قبل قليل فهل يعقل أنه فاق من غيبوبته الآن .

همست لنفسها وهي تمسح دموعها " لقد تأخرت كثيراً يا زين الدين "
.....................................

*احلاهم* 15-06-14 09:28 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
رووووووووووووووعة شوي عليهاا الرواية
الاسلوب والحبكة والاحداث والشخصيات
كل شي فيها حلوووو
من انضج الروايات في هذا العام
الله يسعدك ويبارك في قلمك
ويرزقك صحة العقل والجسد ياكاتبتننااا

fadi azar 16-06-14 12:57 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
رائعة جدا اتمنى يرجعو لبعض لان حبهم كبير

منووولة 16-06-14 11:49 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
القصه جدااااااا جميله
سلمت اناملك يا كاتبتنا المبدعه 😗

الهنوف الهوساوي 17-06-14 04:19 PM

كذا النهاية ما بــ يرجعون لبعض؟؟!
حرام😞

أضئت القمر 19-06-14 12:51 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
قرر زين أن يترك رهف لحال سبيلها فاذا كان هذا ما ترغب به وسيسعدها حقاً فسيبتعد عن طريقها ولو أن ذلك على حساب قلبه.

وحتى يستطيع أن ينساها قرر أن يشغل وقته كله حتى يبعد تفكيره برهف وحتى يستطيع أن يعيش حياته الباقية فقام بتقسيم وقته كله ما بين التمارين وأعمال أخرى.

فقام بعمل عدة مشاريع مع مجموعة من المستثمرين الذي تعرف عليهم عن طريق والد رولا .
احدى هذه المشاريع بناء مجموعات سكنية تقع بالقرب من البحر وعند الإنتهاء يقومون ببيعها , أما مشروعه الأخر فكان يقع
بالقرب من دار الأزياء الذي تملكه رهف وهذا ما أراده أن يكون قريباً منها وكان عبارة عن مقهى كبير يضع عليه اسمه , يستقبل فيه محبين الرياضة وغيرهم من الشباب وجعل أصدقائه من اللاعبين يرتادوه حتى يزداد الإقبال عليه وحقاً نجح في كلا المشروعان .

لكن بالرغم من كل ذلك زين لم ينسى رهف ولو لحظة واحده فبمجرد عودته للمنزل ليجده فارغاً يشعر وقتها بالوحشة والضيق , اخذ زين يتأمل منزله وتذكر يوم شراه لهذا المنزل حينها تخيل حياته مع وليد ومع أطفاله الآخرين والحقيقة أنه لم يتخيل سوى رهف من تشاركه حياته ومن تنجب له أطفاله الآخرين .

نفض زين هذه الأفكار وقرر أن يذهب لينام قليلاً فهذه الأفكار لن تفيده بشيء سوى أنها ستذهب عنه النوم ولكن ما أن خطى قليلاً حتى توقف عند غرفته القديمة فقد تذكر الصندوق الذي وضعته رهف له في أخر يوم لها هنا , تردد زين في الدخول لكن شوقه لرهف دفعه للدخول ولإخراج الصندوق لقد كان مليئ بذكريات فأخذ ينثر حاجيات رهف الذي فاحة منها رائحة عطرها المفضل .

أخذ يخرج كل ما في الصندوق فوجد علبة المجوهرات التي أهداها فشعر بالحزن لأنها أرادت أن تتخلص بأي شيء قد يذكرها به ثم فتح علبة صغيرة يبدوا عليها القدم ففتحها ليجد الساعة التي أهداها إياها عند تخرجها وخاتم زواجهما شعر بمشاعر مختلفة بين الغضب والحزن فلم يعرف هل يصرخ أم يبكي .

" ألهذه الدرجة يا رهف "

ثم تذكر أنه عندما رأى ذلك المغفل يقبل يدا رهف في المطعم رأه يلبسها خاتم بيدها ثم قبلها هل يعقل أن رهف نزعته من قلبها كما نزعت خاتمه من اصبعها .

ثم أخرج البوم كان اشتراه يوماً واخبرها أن تحتفظ بصورهما فيه لكنه ما أن فتحه حتى وجد أنصاف صور قديمة جداً , قامت رهف بتمزبق صورتها من جواره وكأنها تقول له هكذا ستصبح حياتك بدوني فارغة ممزقة .

لكن ما أدهشه أكثر أنه وجد في أخر الصندوق مجموعة ظروفاً لم يكن بها يكتب على غلافها الخارجي أي شيء , عندها قام زين بإخراج بعض الرسائل من ظروفها ليقرؤها فوجدها رسائل من رهف او فلنقل كانت عبارة عن يومياتها , كانت تخاطب زين فيها وكأنها تراسله ....

حبيبي زين 1

لقد عرفت خطأي الذي اقترفته في حقك في ذالك اليوم ولقد عرفت ما كان يفعله رشدي لإغاظتك فقد اعترف لي .

أنا أعرف أنه شخص سيء في نظرك , لكنه أخي وهو ليس شخص سيء بالنسبة لي فمن عادة الأخوة الغفران وهذا
الشيء ليس بيدي حيلة فيه حتى أنه منذ ذلك الوقت وهو من يعتني بي .

زين هنالك ما أريد أن اعترف به لك أنا أعرف أنك ستكرهني لكنني لم أكن أعلم بوجوده سوى عندما كنت أنت في السجن , وهو أنني كنت حامل وتلك الفترة كنت شديدة الحساسية والغضب , فقد تعبت كثيراً في حملي وفي ولادتي تعسرت به وكدت أفقده لكنني ولله الحمد نجوت أنا وهو.

لقد أنجبت طفلنا الأول يا زين واسميته وليد كما كنت تقول لي دائماً وبالرغم من أنني لم أحب اسمه , هنالك من يقولون أنه شبهك وهنالك أيضاً أخرون يقولون أنه شبهي .

والحقيقة أنني لا أعلم يشبه من فينا ..

اليوم يبلغ وليد من العمر ستة أشهر ...

وهنا أرفقت رهف صورة لوليد ابن الستة أشهر ومعها صور أخرى ...

.............................

فتوقف زين عند هذا مفكراً في السبب الحقيقي لترك رهف هذه الرسائل له وفي مثل هذا الوقت , ولماذا لم تعطيه من قبل

ربما لكانت هنالك كثير من الأمور تغيرت , أخذ يتأمل صورة وليد ثم قال وهو يبتسم بحزن

" يشبهك أنتِ يا رهف "

ثم أخرج زين ظرفاً أخراً ليجده

حبيبي زين 15

أتعرف أصبحت أشعر بوحدة قاتلة فالحمل الذي احمله ثقيل جداً عليّ وغيابك عني يقتلني يا حبيبي .

زين لقد مرت أكثر من سنه ونصف وأنا مازلت أبحث عنك حتى أخوتك لم يتوقفوا عن البحث , أرجوك اعطنا اشارة صغيرة عن
مكانك , زين كيف لك أن تغيب عنا هكذا وكأنك كنت في يوماً ما مجرد شبح .

زين حبيبي لقد أتانى اليوم بلاغاً عن وجود ثلاث جثث مجهولين الهوية موضوعة في ثلاجة المستشفى أتعرف كيف كانت وقع
الصدمة عليّ وعلى اخوتك ووالدك , لقد ذهبنا جميعاً إلى هنالك لكن لم يدخل سوى سامر ليتأكد من هويتك فنحن لم نقوى
على ذلك , أتعرف أيضاً بمجرد خروج سامر وهو يدمع فرحاً ماذا شعرنا به لن استطيع أن اصفه لك يوماً ...

ما يحزنني أكثر أن يكبر وليد بدون أب يشاركه حياته يعلمه بعضاً من تجاربه أتعرف كيف هذا يزيد حملي ثقلاً ..

ثم أرفقة عدة صور لوليد ...

توقف هنا زين فقد شعر بالشوق لمن تخاطبه في هذه الرسائل هكذا كانت رهف فتاة حالمة لطيفة رقيقة هشة من الداخل ربما هذا الحمل هو من صنع منها امرأة قوية اليوم , قلب زين بين الرسايل ليجد أن أخر رسالة كتبتها منذ ستة سنوات ففتحها ليقرأ أخر ما كتبته رهف له.

عزيزي زين الدين ... 576

لقد مر وقتاً طويل ولم أعرف بعد ان كنت حياً ترزق أو مت أو لعله أصابك مكروه ما , لكن هذا يزيد الحمل عليّ كل يوم أشعر بأنني مدينة لك ولعائلتك ولوليد خاصة باعتذار ..

أنا أعرف بأنك شخص عاطفي وحساس جداً من داخلك بالرغم من قوتك وتجلدك من الخارج , لهذا تأثرت بما حدث وبقوة وأنا
أعرف بأن أبي ورشدي ووالدتي أيضاً آذوك .

لكن كل هذا لا يعطيك سبباً واحد لتختفي من حياة الجميع هكذا دون أن تترك أثراً خلفك أو حتى تسأل عنهم.
أريد أن أخبرك في رسالتي الأخيرة أنني سأتوفف من انتظارك وسأنظر إلى مستقبلي فقد تعبت من طيلة الإنتظار على أمل أن تذكرنا في أي مناسبة أو عيد لعلك تتصل بأحدنا .

أتعرف أننا لم نغير أرقام هواتفنا حتى تستطيع أن تصل إلينا لكنك بالرغم من ذلك لم تتصل ولا مرة واحدة .
لقد خاب ظني وظن الجميع فيك حتى والدتك عادت منذ سنوات وبحثت عنك ولم تجدك لم أكن أعرف بأنك تملك كل هذه القسوة .

..........................

هذه المرة لم ترفق رهف شيئاً مع هذه الرسالة فقد كانت توبخه بقوة حتى أنها قررت أن تتوقف عن انتظاره فقد أذى الجميع بأنانيته لهذا ربما لم ترفق له صور وليد , لكن السؤال هو لما رهف أعطته هذه الرسائل بعد تركها له .

ما كان هدفها بأن تعطيه هذه الرسائل هل يعقل أنها أرادت أن توبخه بطريقتها أو ربما ظنت أنني سأقرها فور رؤيتي للصندوق فأعرف مقدار معاناتها وحبها لي في تلك الأعوام , لكنني وكعادتي تأخرت في قرأتها كما تأخرت في معرفة مكانتها في قلبي فظنت أنني لم أبالي بها يا لغبائي ...

نهض زين وأعاد الأشياء التي أخرجها من الصندوق ثم أغلق عليها أما الرسائل فقد أخذها معه ليقرأها .
قرر زين أن يقرأها جميعها فوجد أنها كتبت له الكثير من الأحداث التي وقعت معها ومع وليد حتى أخوته ذكرت أشياء كثير عنهم حتى أنها كتبت عن تخرجها هي وسامر ودخول وليد المدرسة .

حتى عن عودت والدته والبحث عنه وزيارة والدته لرهف عدة مرات والذي فاجأه أن وليد يعرف بوجود جدته وأنه يزورها باستمرار لكنه بالرغم من ذلك لم يزل لسانه يوماً .

وصفت له سقوط وليد وكسره لسنه الذي اضطرت بعدها من خلعه وبقائه بدون سن ثلاث سنوات , لقد كانت تكتب له وكأنها ترسلها حقاً لا أعرف كيف قامت بذلك ربما كان ذلك عزائها الوحيد...

مرت أياماً تلو الأخرى وزين يشعر بأنه أصبح أكثر قرباً من رهف فقرأته لرسائلها يومياً أصبح يسليه ويشعره بوجودها معه فتارة يضحك لما كتبته وتارة يبكي حزناً عليها , لم يكن يتخيل يوماً أنها عانت في غيابه هكذا فقد ظن أنه هو فقط من عانى من غيابها لا يعرف لما لم يلتفت يوماً إليهم , لقد عرف سبب غضب سامر منه فقد عانوا جميعاً الخوف من المجهول فغيابه سبب لهم حزناً فقد كان بالنسبة لأخوته ابناً لهم أكثر من أخ ...

.....................................

بعد عدة أشهر ...

عاد زين من تمارينه وهو يشعر بارهاق وما أن وصل إلى الباب حتى فتحت نعيمة له وهي تبتسم بلطف فبادلها الابتسام انها امراءة تبلغ الخمسة والأربعين من العمر عملت لديه طيلة العامين المنصرمين لكنه لم ينظر إليها يوماً لكنه منذ مدة ليست بطويلة قرر أن ينظر لمن حوله...

أثناء ذلك رن هاتفه فوضع حقيبته جانباً ثم أجاب فقد كان والد رولا

" السلام عليكم "

" وعليكم السلام "

" كيف حالك يا زين الدين "

" الحمدلله , كيف حالك حضرتك "

" الحمدلله لكنني منزعج منك "

" منزعج مني أنا "

" نعم "

" هل لي أن أعرف لماذا "

" منذ أشهر لم تسأل عني أو حتى زورتني "

" في هذه أنت محق يا عمي "

" اسمع ما رأيك أن تأتي معي للمدينة السياحية الجديدة التي سيتم افتتاحها بوجود كبار الشخصيات في البلد ,, وبعد
انتهى الحفل سنبقى هنالك يومان لنرفه عن أنفسنا "

" لا أعرف في الحقيقة فأنا مشغول قليلاً "

" اسمع ستأتي معي فرولا ووالدتها يصرين عليك أن تأتي لترافقنا ,, وهذا قرار نهائي "

" حسناً "

" اذن مع السلامة أراك الأسبوع المقبل "

" إن شاء الله "

.................

أغلق زين الخط ثم جلس على الأريكة وهو يشعر بالإنزعاج فهو منذ أشهر وهو يفكر كيف ينهي هذا الزواج بأقل خسارة أما تأجيله فلم يعد في صالحه , لهذا يجب أن ينسحب بطريقة لا تسخط والد رولا عليه فيقلب عليه الطاولة وليريه وجهه الأخر .
شعر زين بغضب من ذاته فقد أخطأ عندما لعب بهذه الورقة فوالد رولا له معارف كثيرين في البلد , فمعظم من استعان بهم واستثمروا معه قاموا بذلك لأنه نسيب رئيس الوزراء وليس لشخصه , ولا يعتقد أن هنالك من يريد أن يغضب سيادته إن تم الطلاق , عندها سيتخلى عنه الجميع إنه يعرف ذلك لهذا هو يساير رولا ويخلق لها كل يوم عذراً جديداً لكن أعذاره بدأت تنفذ ولا يعرف ما العمل الآن.

.............................

مر الأسبوع ...

أتت نهاية الأسبوع سريعاً وزين يشعر بأن كاهله مثقل من كثرت التفكير في عدة أمور منها كيف سيتخلص من هذه الزيجة التي ورط نفسه فيها , وماذا سيحدث لمشاريعه إن تم الطلاق وغضب عليه سيادة رئيس الوزراء ؟؟ وماذا يعمل ليتجنب كل هذا مع التخلص من هذا الزواج؟؟؟

همس زين لنفسه بينما كان يضع نظارته الشمسية " أنت تحصد مازرعت يا سيد زين "

ثم انظلق بسيارته البيبي همر ليقضي أربع ساعات على الطريق الصحراوي لوحده فشعر بوحدة قاتلة فهو من الاشخاص الذين لا يحبون منظر الصحراء ولون رمالها في الحقيقة أنها تسبب له الضيق والإنزعاج .

بالرغم من أن الصحراء ورمالها جزء لا يتجزء عن موطنه لكنه بالرغم من ذلك أيضاً هو لا يحبها ربما بسبب حرارة شمسها , عندها قرر زين أن يضع شريط اشتراه مؤخراً لعل المسافة تطوى سريعاً ومن ثم رفع الصوت قليلاً

احبك احبك احبك

واموت بكلمهـ احبك

انت الهوى وانت الحيـآهـ

عيشني ليلهـ بقلبك

***

مجنوني... وينك تعال بحضني يامجنوني

وينك حبيبي ياوفي

اشتعل بيك وانطفي

انت الهوى وانت الحيـآهـ

عيشني ليلهـ بقلبك

***

يـآمـن هوـآك في دمي يسري

في دمي يسري

مالي سوـآـآـآك

واللهـ يـآعمري ... واللهـ ياعمري

***

مشـتآقلك

قد المطر

ورمل الصحاري

والبحر

بس لو يجي منك خبر

افرش قليبي بدربك

..........

بينما كان زين يستمع للأغنية كان يشعر بألم شديد يجتاح جسده ليرتكز في قلبه أخيراً , فقد اشتاق لرهف بحق .
لقد مرت أشهر كثيرة منذ أخر مرة رأها وفي الحقيقة أنه يشعر بأن اليوم في بُعدها سنة بالرغم من ذلك لم تكن لديه القدرة على الذهاب لرؤيتها مرة أخرى حتى وإن كان من بعيد فهو خائف أن يضعف من جديد.

لم يكن يعلم أنها تملك كل هذه المكانة في قلبه حتى فقدها فعرف أن العيش بعيد عنها أصعب قرار اتخذه ...
هنالك اسئلة كثيرة تظل تراوده كلما انفرد بنفسه مثل الآن فالهدوء الذي هو فيه يجعل عقله يعيده للتفكير بها
هل أنتِ الآن سعيدة يا رهف ؟؟

هل يحسن معاملتك ؟؟

هل عرف قدرك وأهميتك أم أنه غبياً أخر ؟؟

هل رسمتي معه ذكريات لحاضرك ومستقبلك ؟؟

هل يعقل أنه استطاع أن ينسيكِ ماضيك ؟؟ أم ما زال لدي مكاناً في قلبك ؟؟

لو أنك تعطينني فرصة أخيرة يا رهف لتسمعينني لكنت طلبت منكِ أن تغفر لي فقد كنت غبياً لإعتقادي أن حبكِ لي وجنونك
بي قوة لي , لم أكن أعرف أنه سيضعفني ويذلني هكذا.

كنت أظن أنه سيربطك بي إلى ما لا نهاية أو على الأقل حتى أعود لكِ , لكنني علمت مؤخراً ما يعنيه ذاك الحب وأهميته في حياتي , فعندما أردت معاقبتي أخذت حبكِ معك وغبتما فلم أعد أعرف افرق بين الفصول والألوان لأنها تساوت في عيني بعد غيابك عني فلم تعد تفرق معي لأنها أصبحت في عيني سواد حالك ...

يـآعيوني ... يـآغلى مني وحتى اغلى من عيوني

وينك حبيبي ياوفي

اشتعل بيك وانطفي

انت الهوى

وانت الحيـــــآه

عيشني ليلهـ بحبك

تنهد زين ثم توقف بالقرب من محطة بنزين ليملئ خزان سيارته وليشتري له بعض المشروبات والمأكولات التي تساعده على الطريق ثم عاد لسيارته لينطلق بمرة أخرة .

وصل زين إلى المنتجع الساعة 10 صباحاً وما أن وصل حتى أخذ مفتاح غرفته وصعد إليها مباشرة ليأخذ له حمام بارد سريع ومن ثم خرج ليتردد في ما يريد أن يرتديه لكنه اختار ولأول مرة منذ سنوات طويلة أن يرتدي الثوب الأبيض وغترة بيضاء واحتار كيف يلبسها فلها اشكال كثيرة للبسها لكنه قرر أخيراً أن يلفها كعمامة على رأسه وما أن انتهى حتى ابتسم لنفسه

ثم قال " ان شاءالله ما اسقط أو تسقط عمامتي عندها ستكون فضيحة "

ثم نزل وهو يضع نظارته الشمسية ليقود سيارته لمكان الإحتفال لكنه اكتشف أنه تأخر فقد تم قص الشريط ودخل الجميع عندها ماكان بيده سوى اللحاق بالجموع , وما دخل حتى وجد الكثير من الشخصيات النسائية والرجالية المعروفية على مستوى الوطن ككل وكانت هنالك كاميرات ومقابلات تلفازية فهذا المنتجع من أكبرالمنتجعات التي قامت في بلده.
اخذ زين يراقب من حوله فشعر بغرابة نظراتهم أو لعل ذلك بسبب ما يشعر به من احراج عندها اخذ يمشي بين الجموع متوتراً بينما يداه كانت تلعب بنظارته الشمسية محاولاً لأن يتجنب أي محادثة قد تقع مع أحدهم فهو يحب الانعزال اكثر من مخالطة الأخرين .

عندها همس زين لنفسه " تباً لو أنني لم أرتدي هكذا ما كنت شعرت بهذا الحرج "

توقف زين بجوار طاولة موضوعة عليها عصائر وماء وبعض المأكولات فأخذ ماء وارتشف القليل منه .

عندها تفاجأ بعينين اشتاق لهما كثيراً رأى انعكاس عيناها على الزجاج الذي يقف مقابله فاستدار ليبحث عنها لكنه لم
يجدها فظن أنه تخيل ذلك فقام وتناول بعض الأطعمة ليذهب عنه التوتر عندها شعر بيد تنسل بجواره وتقبض عليه لينظر
ويجد رولا بجواره تبتسم له بكل بسعادة

" زين حبيبي لقد انتظرتك منذ الصباح لما تأخرت "

" أنتِ تعرفين أن المسافة طويلة من المدينة إلى هنا "

" أعرف ,, ما الذي حدث لك اليوم "

" ماذا "

عندها ضحكت وهي متعلقت بيده ثم قالت " شكلك ,, شكلك متغير كثير لم أعرفك في الحقيقة "

عندها شعر زين بأن هذه الشعرة التي قصمة ظهر البعير

" هل شكلي غبي لهذه الدرجة "

تفاجأت رولا " غبي ,, من الذي قال لك هذا "

" أنت ألم تضحكي وقولتِ أن شكلي غريب "

" نعم غريب يعني كول "

" وهل أصبح الغريب كول "

" حسناً فلنقل أصبحت كيوت "

" كيوت "

" زين الدين ماذا بك "

" لا شيء "

" حسناً تعال لنجلس مع أبي و أمي "

.......

جلس زين مع والد رولا وعائلته وبعض من معارفه وأثناء ذلك .

همست رولا

" زين هل غادرنا المكان "

" رولا لا يصح ذلك "

" ماذا تقصد بلا يصح "

" رولا هؤلاء كبار الشخصيات في الدولة هل تريدين أن أتركهم هكذا وأغادر ,, لا يصح ذلك "

" حسناً ابقى أنت ,, أما أنا فسأذهب "

.....

ترك زين رولا تذهب دون أن يوقفها كما ظنت هي أنه سيفعل لكنه في الحقيقة لم يبالي بأمرها فهو يتهرب منها , انه يعرف أنها فتاة جيدة وطيبة لكنه لم يحبها ولا يستطيع أن يمثل عليها أكثر .

فقرر أن يجعلها هي من تتركه سيتجاهلها في البداية إلى أن تمل وتفهم ما يريد أن يفهما إياه , وعندما تطلب من والدها أن يطلقها سيأتي هو حزيناً مكسوراً لا يعرف لما حظه هكذا عندها سيخرج من هذا الزواج بأقل خسارة ممكنة...

نهض الجميع ليتناولوا الغداء وعندما انتهى زين من تناوله الطعام انتهز الفرصة ليخرج إلى الحديقة واختبى بين احدى الشجرات , فلم يعد يظهر منه شيء عندها أخذ يفكر في قدرة الخالق ليخلق مثل هذ الجمال الساحر بعكس الصحراء القاحلة التي قضى أربع ساعات على طريقها , وما أن وصل إلى هنا حتى وجد هذه الواحة الجميلة التي ترسم الوان الطبيعة الخلابة ويداعبها نسيم الربيع .

اسند زين رأسه على جذع شجرة ثم اغمض عينيه لكنه فجأت شعر بأن هنالك من داس على يده فنهض متألماً وفزعاً لدرجة سقطت عمامته من على رأسه ظناً منه أنها حية قرصته .

في نفس الوقت سمع صرختها تدوي في الفضاء للحظة شعر أنه تخيلها ..

لكن مستحيل فألم يده يؤكد له صحوته

" ماذا بكِ لما لا ترين أمامك "

بلعت رهف ريقها بصعوبة " أنا آسفه ,, لكن أنت لما تجلس هنا "

" وأنتِ لما لا ترين أمامك ثم هذا مكان منعزل وليس مكان للمشاة ,, ومن المفترض أن امرأة مثلك لا تأتي إليه "

خجلت رهف من نفسها فهذا في الحقيقة مكان يجب أن لا تأتي هي إليه لكن ماذا تقول له أنها رأته وهو يدخل بين الشجر
فأرادت أن تراقبه من بعيد ظناً منها أنه يواعد رولا هنا , عندها شعرت بغيرة قاتلة فقررت اللحاق به , ربما اصبح طليقها لكنه
مازال حبيبها لكن ما العمل الآن كيف ستخرج نفسها من هذه الورطة..

لكن زين سبقها في تحليل سبب قدومها إلى مكان مثل هذا ..

" هل يعقل أنكِ أتيتِ من أجل "

" زين الدين كف "

" آآآآششششش ,, هل أعدتِ اسمي مرة أخرى فقد اشتاقت اذناي لصوتك "

نظرت رهف إليه ثم استدارت لتعود من حيث أتت لكنه لحق بها ووقف أمامها فشعرت بأن نبض قلبها يكاد يتوقف خوفاً من ما
سيحدث فهي لا تريد أن توقظ حبهما الذي نام أخيراً

" أين ستذهبين بهذه السرعة "

" وما دخلك أنت "

عندها صمت زين ليفكر في شيئاً يقوله لها فهو للآن مازال يملك أملاً ضعيفاً معها .

بينما رهف أخذت تتأمله فقد ذكرها باليوم الوحيد الذي لبس فيها ثوب وغترة مثل هذه لكن بطريقة أخرى لا يلبسها سوى
عريس وهذه المرة الثانية فقط التي تراه هكذا انها كانت تظن أنه لا يعرف يلبسها ..

إنها مازالت تذكر عندما سألته عن عدم لبسه للثوب عندها قال

" لأن سامر كان يضربني باستمرار لإتساخ ملابسي سريعاً وتمزقها بسبب لعبي وكان منظري قذرا به عندها قررا كلاً من
أحمد وسامر توفير للجهد والمال وهو أن لا البسه سوى في المناسبات فقط وهكذا أصبحت لا أحب لبس الثوب فأنا أشعر
بأنه يربط قدماي "

..........

" رهف هل لي أن أطلب منك أن تبقين معي قليلاً فلديّ كلام كثيييير لأقوله لك "

" زين الدين هل جننت "

" لا لم أجن لكن بما أنكِ أتيتِ إلى هنا من أجلي فأعطيني فرصة لسماعي "

" أنا آسفه لست مستعدة لفضيحة جديدة "

ثم ابتعدت عنه وسارت فلحق بها ثم توقف أمامها

" خمسة دقاشق ليست بالكثير أليس كذلك "

" ولا ثانية ,, لقد كان لديك كل الوقت من قبل فماذا فعلت به "

" كنت غبياً "

" هذا شيئاً يرجع لك لكنه ليس عذراً كافياً لأن أسمعك "

" حتى لو أنني قولت لكِ بأنني نادماً أشد الندم وأنني عرفت خطأي وأنني بدونك مثل اليتيم "

" أولا ندمك اليوم لا يعنيني بشيء , أما معرفتك لخطأك فذلك يدل عل تغيرك وهذا سينفعك في حياتك القادمة مع رولا
لتتجنبا أخطائنا , أم أنك مثل اليتم فأذهب لأحدى والديك ليعوضاك عن هذا اليتم "

عندها ضحك زين فقد كان ردها قوياً جداً

" لقد احرجتني حقاً "

عندها لاحت ابتسامة على وجهها لكن سرعان ما أخفتها ثم قالت

" زين الدين أرجوك ابتعد من أمامي فأنا الآن امرأة متزوجة ولا يصح هذا "

" لما تحاولين أن تذكرينني دائماً بهذا , هل تظنين أنني نسيت حتى تذكرينني بذلك "

" تصرفاتك تدل على ذلك "

" رهف لقد مضت أشهر منذ تركتك وابتعدت عن طريق وكان ذلك رضوخاً لطلبك لكن اليوم أنتِ من لحق بي فلما تريدين أن
تعذبين نفسك وتعذبينني معك "

"ألآن أنا من يعذب كلانا "

" نعم ,, فأنتِ تحبينني وأنا أحبك , أخطأتي في حقي وأخطأت في حقك للنسى الموضوع ونعود لنكمل حياتنا "

" لنكمل حياتنا هكذا بكل بساطة "

" نعم "

" يبدوا أنك جننت رسمياً , أنا متزوجة ولا أريد أن اطلق مرة أخرى ثم أنت منزوج بإبنت رئيس الوزراء أم أنك نسيت "

" لا لم أجن أنت متزوجة من شخص لا تحبينه وبالرغم من ذلك تفضلين أن تعيشين معه وأنت تحبينني , أما عن رولا
فسأطلقها قريباً "

" حبك بالنسبة لي مثل مرض خبيث تفشى بداخلي لكنني مع ذلك املك القوة لأن اتعايش معه بعيدة عنك فقد قررت أن لا
أتنازل عن كرامتي مرة أخرى "

" رهف سأفعل ما يرضيك "

" لقد تأخرت يا زين الدين "

ثم ابتعدت عندها صرخ " لدي سؤال أريد أن تجاوبينه "

لكن رهف لم تتوقف فلحق زين بها وامسك بيدها " رهف أريد أن أعرف لما وضعت ما كتبته من رسائل طيلة تلك السنوات
في الصندوق هل لأنك أرديتني أن أندم ها أنا اليوم أعترف لكِ بأنني لم أندم على شيء مثل الآن "

" أي رسائل "

" ماذا تعنين أي رسائل "

" ما الذي لم تفهمه ,, أي رسائل قرأت "

" ما كتبته يا رهف طيلة ستة أعوام على مدار مرتين أسبوعياً "

" أين وجدتها "

" في الصندوق الذي تركتيه ليّ "

" أنت كاذب "

" ماذا "

نظرت إليه رهف وهي غاضبة منه ظنا منها أنه فتش في حاجياته

" رهف لما سأكذب "

" لأنني من المستحيل أن أعطيك إياها "

" لما لأنها تفضح حقيقة مشاعرك "

" هذا شيئاً لا يعنيك "

شعرت رهف بالغضب والاحراج هل يعقل أنها نست شيئاً كهذا أم أنه يريد أن يوقعها فقط , لكن كيف سيعلم عن الرسائل إن
لم يكن يملكها ..

" رهف "

" اصمت لا أريد أن اسمعك "

" لا تخافين لن أخبر عنها احد "

نظرت إليه فهو يستظرف بينما هي تغلي غضباً من نفسها

" ابتعد من امامي لأغادر يا زين الدين "

" ومن الذي منعك "

" ظريف جداً "

" لأجل عيونك فقط "

ثم ابتعد من أمامها بعد أن احرجها وجعلها ضعيفة أمامه وامام نفسها فشعرت بالغضب منه ومن نفسها فلو أنها ما لحقت
به لما كانت وقعت في هذ الاحراج وما أن سارت حتى ناداها

" رهف "

عندها استدارت له دون أن تنطق بشيء فاقترب إليها وقال وهو ينظر إلى أعماق عينيها لعله يجد شيئاً من بعضه هنالك

" لقد آلمتني "

توقفت رهف تنظر إليه فقد كان يبدوا عليه الحزن والألم بحق فدهشت لذلك فقالت

" أنا "

" نعم أنتِ ,, أم أنكِ تظنين أن لكِ الحق في أن تدوسين على يدي وتؤلميني وتنسين فعلتك تلك بسهولة هكذا ,, حتى أنك
لم تعتذري لي "

نظرت رهف إليه بغضب ثم تركته دون أن تنبس بكلمة وغادرت المكان فشعر زين بحزن ووحدة قاتلة شعر بأن تلك اللحظات ستكون عزاه للأيام القادمة فيكفيه أن يعلم أنها لحقت به .

..........................

fadi azar 19-06-14 07:54 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
رائعة جدا من اللزي وضع الرسائل هل هي امها

تشايلي 19-06-14 10:13 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
بارت حلو بس حابه اعرف هل بتخلصي الروايه قبل رمضان وكم باقي ع النهايه؟!

أضئت القمر 05-08-14 11:15 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
آسفه ع انقطاعي المفاجئ للرواية ...

بصراحه ما عندي أي عذر سوى بأن هنالك كم شخص من المقربين لي انتقدوني في بعض الأمور حتى جاني احباط وتوقفت أناملي عن الكتابة

كان قصدهم توجيهي وانا أحترم رأيهم لكن النقد كان قوي وفي مكانه

وإن شاء الله لما أخلصها راح أعيد صياغتها بشكل أفضل

وأحذف الأشياء اللي ما لها داعي

وكل عام وأنتم بخييييير .....

أضئت القمر 05-08-14 11:44 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
عادت رهف لغرفتها وهي تشعر بغضب ممزوج بحرج من نفسها فقد فكرة عدة مرات أن تتخلص من تلك الرسائل لكنها لم تفعل وها هي وقعت في يدين زين ..

وقفت رهف أمام المرآة سارحت بفكرها لتدمع عينها من شدة الاحراج ثم جلست على السرير وهمست لنفسها بينما كانت تتذكر نظرات زين الساخرة

" تباً يا رهف كيف فعلت بنفسك هكذا "

لقد شعرت رهف اليوم بذل لم تشعر به من قبل فأولاً كشف زين سبب وجودها في ذلك المكان وهذا كان يكفيها لتشعر بكل هذا الاحراج لكن المصيبة الأكبر أن الرسائل وقعت في يده أيضاً , عندها صرخت رهف ثم نهضت وخرجت للشرفة لأنها كادت تختنق من كثرة التفكير في الموضوع.

خرجت رهف إلى الشرفه لتستنشق بعض الهواء فقد كانت تختنق في الداخل , وبالرغم من سحر المنظر الذي أمامها والمساحات الخضراء الممتدة الرائعة الجمال إلا أنه لم يؤثر ذلك في تحسن مزاجها فما كان يدور في رأسها من أفكار أنستها أن تلاحظ ذلك , ثم جلست على احدى الكراسي المتواجدة في الشرفة مفكرة في الماضي البعيد وكيف بدأت تكتب تلك الرسائل .

كان ذلك عندما عادت بوليد لتذهب به إلى زين لتتفاجأ حينها باختفائه لكنها لم تيأس لأنها أعتقدت أن زين لن يستطيع أن يطيل الغياب عن عائلته , فبحثت عنه وعندما مرا لوقت ولم يعرفوا عنه أي شيء وكثرة الظنون والشكوك بدأت تنهار قواها وبدأت تكثر البكاء واصبح الحزن لون من الوان حياتها وكادت تهلك في ذلك الوقت فقد اضربت عن الطعام عندها أخذها والدها لأقرب مشفى فقام الطبيب بتحويلها لطبيبة نفسية فما تشكو منه ليس علة تداوى بالدواء.

وحقاً تم تحويل رهف للطبيبة التي أخبرهم الطبيب عنها لكن لم تتحسن رهف ولم يحدث تغير بالرغم من محاولة الطبية ..

" اسمعي يا رهف رفضك للحديث معي ليس بحل "

" وما الفائدة من الحديث يا دكتوره "

" لندردش ونخرج ما بداخلنا أياً كان ما ستخبريني به سيبقى بيننا فقط "

........

" ماذا ألا تريدين "

" أتصدقيني أيتها الطبيبة إن قلت لك أنني تعبت من كل شيء حتى الحديث "

" حسنا ما رأيك أن تكتبي "

" اكتب ,, اكتب ماذا "

" أي شيء أفكارك ,, مشاعرك ,, أوهامك ,, مخاوفك "

" وما الفائدة من ذالك "

" الفائدة اذ شعرت بتحسن اتبعيها أما ان لم تشعرين بشيء فاتركيها ولنبحث عن طريقة اخرى "

ثم تركتها قليلاً لتأتي مرة أخرى بظرف وورقة وقلم

" خذي "

" ما هذا "

" هذا ظرف وورقة وقلم أريدك أن تكتبي رسالة لنفسك "

" ولما سأفعل ذالك هل تظنيني مجنونة "

" وما الجنون في ذلك ثم هنالك فرق بين الجنون وبين الكبت وأنتِ شخص يكبت بداخله مشاعر كثير إن أخرجتها هنا ستتعافين صدقيني "

.....

" سأضعها هنا أمامك وأتمنى أن تروق لك الفكرة "

ثم غادرت لكن من ذلك الوقت ولمدة ستة أعوام وأنا أرسل رسائل وهمية إلى زين لأبقى شعلت الأمل لدي مشتعلة فقد كان خوفي من موته شيئاً رهيباً , فداومت على ذلك مرتين في الاسبوع ثم تذكرت رهف ما قاله زين

" ما كتبته يا رهف طيلة ستة أعوام على مدار مرتين أسبوعياً "

إن زين بالتأكيد يملك تلك الرسائل فما أدراه كم مرة في الاسبوع كانت تكتب فيها , لكن اللغز هنا في كيفية وصولها ليده فهي تصدقه عندما أخبرها أنه وجدها في الصندوق .

نهضت رهف منزعجة أكثر من قبل لتدخل من الشرفة لعلها تنام قليلاً لتريح رأسها من كثرة التفكير فما خافت منه قد حدث .
وبينما كانت تبدل ثيابها تذكرت أن هنالك حفلة في المساء سيقيمها عدة فنانون مختلفين الجنسيات ولقد وعدت فارس أن تلاقيه الساعة الثامنة والآن الساعة الثانية ظهر , فأغلقت الستائر ومن ثم ذهبت لسريرها حتى تنام.

...................................

استيقظ زين على صوت رنين هاتفه ففتح عينيه بصعوبة ليجد المتصل رولا

" الو "

" زين هل أنت نائم "

" نعم "

" ألن تنزل لتتناول العشاء معنا "

" كم الساعة "

" إنها التاسعة "

" حسناً ,, سأتي في الحال "

ثم أغلق الهاتف ونهض من سريره وهو يشعر بتعب وارهاق لكنه جر نفسه ليستحم ويبدل ثيابه وما أن انتهى خرج من غرفته وقد عاد له نشاطه..

وقف زين أمام المصعد بضعة دقائق حتى وصل لدوره وتوقف وما ان فتح باب المصعد حتى دخل زين بخطى سريعة ليقف وجها لوجه أمام رهف لتتفاجأ هي الأخرى بهذه الصدفة التي جمعتهما مرة أخرى عندها ابتسم زين سعيداً بوجوده معها أما رهف فقد ابتعدت من أمامه لتقف بعيداً عنه

" السلام عليكم "

......

" ألا تعرفين أن السلام واجب "

عندها قالت رهف دون مبالاة

" للذين يستحقونه "

" هل تعنين أنني لا أستحقه "

......

" حسناً إن كان هذا رأيك سأقبله بالرغم من أنه قاسياً علي "

......

" هل تعرفين مقدار سعادتي لرؤيتك اليوم , وبدل المرة مرتين "

......

" رهف أرجوكِ لا تتجاهلينني هكذا "

.......

كاد أن يتوقف المصعد وكانت رهف تهم بالخروج عندها قام زين بالضغط على مفتاح الدور الأخير للفندق عندها نظرت إليه رهف

" زين الدين ماذا تفعل "

" أريد وقتاً أكثر لأقضيه معاكِ "

" لكنني لا أريد أن أسمعك أو أراك في أي وقت "

" رهف لا تقسي علي فهل تعرفين أن بعدكِ عني انتحار "

" اذن فلتنتحر وتنهي الموضوع "

" وهل تستطيعين أن تعيشين بعد موتي "

" ما رأيك أن تمت أولاً لنرى هل استطيع أم لا "

" وكيف سأعرف الأجابة ان مت "

نظرت رهف إليه بانزعاج

" هل تظن حقاً بأنني لن استطيع العيش بعد موتك "

" بالطبع "

" ألم تكن تعتقد أيضاً أنه من المستحيل أن أتزوج سواك , لكنني تزوجت "

عندها تبدلت نظرات زين ثم استدار ليواجه باب المصعد ليخفي عنها مشاعره لتقف هي خلفه

" زين الدين ما أريدك أن تفهمه أنه لا يوجد لديك أي أمل للعودة لما مضى ,, هل تريد أن تعلم لما ؟؟؟ "

.....

" لأن تجربتي معاك كانت قاسية جداً ,, وما كان يوقفني في الماضي هو وليد أما اليوم فقد كبر لهذا قررت أن ابدء حياة جديدة مع شخص مثل فارس لطيف وطيب القلب ويحترم زوجته ولدينا نفس الخلفية والمعارف "

" هل تريدين أن تقنعينني أم تقنعي نفسك بهذه الكلام "

" لو أنني لم أكن مقتنعة به لما تزوجته فأنا لست من النوع المتسرع وأنت تعرف ذلك "

" ما أعرفه أنك تنكرين حبك لي "

" لقد قولت لك سابقاً حبك مجرد مرض والوقت سيشفيني منه "

" وإن لم تشفي "

........

صمت كلاهما قليلاً ثم قالت

" انساني يا زين الدين فأنا لن أكون لك بعد اليوم "

عندها استدار إليها والغضب ظاهراً في عينيه

" اذن اسمعي ما سأقوله لك إن لم تكوني ليّ فلن تكوني لسوايّ "

" هل تهددني "

" نعم "

" اسمع يا زين الدين زواجي سأقيمه بعد ستة أسابيع فلتريني ما ستفعله "

" رهف لا تتحدينني "

" أنا لا أتحداك بل أبلغك بما سيقع بعد ستة أسابيع "

" رهف لا تدفعينني لإرتكاب جريمة ما "

" لا تستطيع فأنت أجبن من أن تقوم بذلك "

" صدقيني إن حدث ذلك سأقتلك وأقتله بأبشع طريقة تتخيليها "

" لن تستطيع "

" لما هل تظنيني أنني جبان "

" بالطبع "

" لا لست جباناً لكنني .."


" لكنك ماذا "
.....

نظر إليها وهو يشعر بغضب وحزن فكيف يصلح ما أفسده في علاقتهما فقد كان خيبة أمل كبيرة لها

" رهف أريدكِ أن تعرفي أنني أكن لك حباً بداخلي أكثر بكثير من ما تتخيلينه إنه ليس مجرد حب بين شخصين فأنتِ لم
تكوني زوجتي فقط أنتِ كنت لي الأم والأخت والحضن الدافئ واليد التي تطبطب على كتفي كنت اشحذ قواي منكِ "

......

" أريد أعترف لك بشيء وهو بأنني أخطئت بحقك وأنني كنت غبياً في تصرفي معك لكنني كنت غاضباً منكِ لتخليكِ عني , رهف ما مررت به في تلك السنوات كان قاسياً عليّ جداً بالإضافة لذلك إهانة عائلتك ليّ لم تكن بالشيء السهل بالإضافة ما فعله والدك معي كل تلك كانت تكفي لتغير أي شخص "

نظرت إليه رهف ثم قالت

" وما الفائدة من قول هذا الآن كل هذا لن يغير شيئاً مما حدث يا زين "

" رهف لا تقعي في نفس أخطائي أنا قادني غضبي وانظري إلى النتيجة لهذا لا تتركِ غضبك يقودك لإرتكاب حماقة ما "

" هل تعني زواجي من فارس حماقة "

" بالطبع وأكبر حماقة "

" وزواجك برولا "

" هي أيضاً مجرد حماقة إنها لا تعني لي شيء "

" يالقسوتك تلعب بمشاعرها بكل برود "

" وأنتِ ألستِ تلعبين بمشاعر فارس "

" لا "

" أنتِ كاذبة "

" لا لست كاذبة "

" أذن أقسمي بأنك أحبينه لهذا تزوجتيه "

....

" لماذا لا تقسمين "

نظرت إليه بغضب لكنها لم تنبس بكلمة أثناء ذلك , وفجأة توقف المصعد وفتح الباب مما اتيح لها الهرب فخرجت رهف حينها

مسرعة الخطى ...

بينما وقف زين ينظر إلى رهف وهي تبتعد وقد هدء عنه الغضب حينها , فقد شعر بالراحة لأن رهف لا تحب فارس .

......................

وصل زين مكان الإحتفال ليرى خيمة كبيرة مقامة في منتصف الحديقة التابعة للفندق وما أن سار قليلاً يبحث بين الوجوه
على رولا وعائلتها أثناء ذلك شعر باهتزاز هاتفه في جيبه فاخرجه ليرى رولا المتصلة

" ألو "

"أين أنتِ "

" أنا خلفك يا زين "

استدار زين فرأى رولا وعائلتها يجلسون على احدى الطاولات خلفه وبالاضافة لاشخاصاً اخرون

" هل رأيتني "

" نعم "

ثم اغلق الهاتف وسار حتى وصل فالقى التحية على من يجلس بالطاولة ثم جلس على كرسي بجوار رولا ...
أخذ زين يتابع ما يجري من حوار بين الذين معه بفكر سارح ومغيب عن ما حوله فرهف سلبته تفكيره , فجأة مسكت رولا يده وهمست

" زين ماذا بك "

فنظر إليها متعجباً

" ماذا "

" لماذا لا أشعر بأنك معنا "

" لا شي فقط هنالك مايشغل بالي "

" وهل أستطيع أن أسئلك ما هو "

" ليس مهم يا رولا "

......

رفع زين عينيه إلى المسرح الذي أمامه ليتابع ما يجري عليه باهتمام زائف ليهرب من اسئلة رولا .

وأثناء ذلك كان يبحث عن رهف بين وجوه المتواجدين حوله وحقاً وجدها كانت تجلس بالجوار من فارس ورشدي ووالدها , لكن ما المه هو حديث فارس المتواصل معها الذي كان يستغل صوت الموسيقى العالية ليقترب منها ليهمس أو ليسمعها
واضعاً يده خلف كرسيها شعر زين وقتها ببركاناً يغلي بداخله .

وبعد ساعتين من مراقبة زين لرهف التي لا حظت تلك المراقبة عدة مرات هي الأخرى لكنها كانت تتظاهر بعدم معرفتها
بذلك , فقد شعرت بالسعادة وقتها حتى تذيقه من نار الغيرة قليلاً ..

انتهى الحفل وغادر الجميع ليتناولوا طعام العشاء ..

شعر زين بأن هذه الأيام هي الأسوء في حياته فرؤيته لرهف تمسك بيد رجلاً أخر وتتهامس معه وتجلس بجواره لتتناول
العشاء معه أمام الجميع كان مثل كابوس بالنسبة له , حاول أن يتجاهل ذلك أو يتظاهر بأن ذلك غير مهم لكن ذلك كان فوق
طاقته عندها نهض من كرسيه ثم استئذن من رولا ووالديها ليغادر إلى غرفته ..
وما أن خرج حتى ارسل لرهف رسالة كلها غضب

( سأقتلك لا محالة )

للحظة شعرت رهف بقشعريرة تسري بجسدها عندها سألها فارس فقد لاحظ تغير ملامح وجهها

" ماذا بكِ "

" لا شيء "

" ماذا تقصدين بلا شيء ,, هل تخفين عني شيئاً يا رهف "

" بالطبع لا "

" رهف .. "

" فارس انه أمر غير مهم "

" هل الموضوع يخص زوجك السابق "

نظرت رهف إليه بإندهاش ثم قالت

" ماذا تقصد "

" هل تظنين أنني لم أراه "

" فارس انسى امره انه فقط غاضباً قليلاً لكنه بالتأكيد سيرضخ للأمر الواقع "


" وأنتِ هل نسيته "

" ما هذا الكلام يا فارس وهل كنت سأتزوجك إن لم أكن أخرجته من حياتي تماماً "

" آسف يا رهف أرجوكِ لا تغضبي ,, لكن ماقاله تلك المرة مازال يغضبني ,, ففي الحقيقة أنني خائف من أنك لم تنسيه بعد "

" فارس ما هذا الذي تقوله "

" ما أقوله هو ما أخاف منه يا رهف ,, لهذا ان كنت مازلتِ تكنين له القليل من المشاعر سنؤجل اقامة عرسنا حتى تتأكدين من حقيقة مشاعرك لي "

" أنا متأكدة من مشاعري "

..........

................................

استيقظ زين باكراً وقرر أن يغادر حتى لا يرتكب جريمة ما فجمع حاجياته واتصل برولا وابلغها بذلك وهو يسلم مفتاحه

" زين ألم تعدني أن تبقى يومين أخرين معنا "

" حقاً لا أستطيع يا رولا "

" زين "

" آسف يا حبيبتي لديّ عمل هنالك يجب أن أعود "

" زين لقد وعدتني "

" أعذريني هذه المرة فقط ,, حسناً "

" حسناً "

" مع السلامة "

" زين "

" نعم "

" هل طمئنتي عندما تصل "

" حسناً ,, مع السلامة رولا "

" مع السلامة "
.........

خرج زين من الفندق ليتفاجأ برهف تفتح باب سيارتها لتغادر هي الأخرى عندها قال من خلفها

" لما العجلة مازالت الإجازة في أولها "
ا
ستدارت رهف بفزع لتواجه زين الدين ولأول مرة تشعر بخوف منه إلى هذه الدرجة

" لا تنتطقين "

" وما يعنيك أنت ان غادرت أم بقيت "

اقترب زين منها بينما رهف ابتعدت عنه

" سأعطيكِ فرصة أخيرة لتعودي إلى رشدك أو ستندمين طيلة حياتك يا رهف "

" هل تهددنني يا زين الدين "

عندها امسك زين بيدها ليمنعها من الصعود بالسيارة

" اسمعيني يا رهف واعتبريه تهديداً ,, إن لم تتطلقي من ذاك الغبي خلال اسبوعان فقط فسأحرمك من وليد طيلة حياتك
واقسم لكِ على ذلك يا رهف "

" وليد ابني أيضاً يا زين الدين وليس لعبة في يدك تلعب بها وقتما شئت و لن تستطيع إبعاده عني أتفهم ذلك "

" وإن لم تنفذي ذلك فسأقتلك وأقتله ليلة عرسكما حتى يزفونكما للقبر "

نظرت إليه ثم قالت

" افعل ما شئت يا زين الدين "

" أتقصدين أنك لست خائفة "

" ما أقصده بأنني لن أسمح لك بأن تلوي ذراعي مرة أخرى "

" حسناً الأيام بيننا يا رهف "

ثم تركها ليركب سيارته هو الأخر وليقودها بطريقة جنونية ...

كان زين يقود سيارته ملتصقاً بسيارتها مما جعل أمر القيادة صعبة عليها , لقد جعلها تندم على عودتها لوحدها هذه المسافة الطويلة.

توقفت رهف في أحدى المحطات لتعبئ وقود فتوقف زين أيضاً بجوارها ثم نزلت من سيارتها لتشتري شيئاً تأكله فبطنها
أخذت تقرصها من شدة الجوع لكنها ما ان دخلت المحل حتى شعرت به خلفها فرائحة عطرة تملئ المكان لكنها تظاهرة بعدم معرفتها بذلك .

فجأة قال زين مما أفزع رهف

" هل هنالك فتاة عاقلة تدخل مثل هذه البقالات وفي طريق مثل هذا "

" ومن طلب منك رأيك "

" رهف هيا "

" أين "

" لنخرج هنالك محطة أكبر من هذه تبعد 300 متر من هنا , وهنالك مطاعم جيدة "

" لا أريد "

لكن زين أمسك بيدها وجرها خلفه وأخرجها من البقالة وقام بفتح باب سيارتها ثم أمرها وهو يغلق الباب بعد أن صعدت

" الحقي بي "

نظرت رهف إليه وهو يصعد سيارته ثم همست لنفسها

" تباً لك كم أنت مخيف وأنت غاضب "

ثم قادت خلفه وهي منزعجة حتى وصلا للمحطة عندها نزل زين واقترب من سيارتها ففتح بابها وهو يأمرها

" أطفئي المحرك هيا "

" لا أريد "

" لما "

" اخاف أن يرانا أحد من الذين يعرفونا وتكون فضيحة كبيرة "

" ولما خائفة ستكون فرصتنا لنعود لبعض "

" هل جننت "

" ماذا ,, انها امنية فقط "

" زين الدين "

" ماذا "

" ليذهب كل واحد منا بطريقه "


" ألهذه الدرجة خائفة "
......

نظرت إليه رهف ثم هبطت من سيارتها وسارت بعيداً عنه حتى دخلت لاحدى المطاعم وجلست في ركن بعيد عن الأنظار وبينما كانت تقرأ قائمة الطعام جلس زين أمامها وهو يقول لها

" لا داعي لتقرئيها "

" لماذا "

" لأنني قد قمت بطلب الطعام بدلاً عنك وهاهو قادم "

عندها رأت رجل يسير بإتجاهم بيديه صينية فيها أنواع عدة من الطعام وما أن وصل لطاولتهم حتى وضعها أمامهم بالإضافة
للمشروبات وما أن انتهى من ذلك حتى تركهم عندها قالت رهف

" من الذي سمح لك أن تتطلب عني "

" لم أشعر أنني بحاجة لإذنك في أمر كهذا "

" لن أتناوله "

" رهف كفِ عن عنادك "

" لقد قولت لك لا أريد أن يجمعنا مكاناً واحد لكن يبدوا أنك لا تفهم "


" من ماذا أنتِ خائفة الآن ,, في السابق لم تكوني تخافين من أن يراكِ أحد تسيرين في حارتي واليوم خائفة من أن يروكِ معي "

" في السابق كنت مستعدة بأن أضحي بحياتي من أجلك لكن بعد أن عرفت حقيقتك عرفت أنك لا تستحق أن أضحي
بحياتي من أجلك "

" على الأقل مازلتي تكنين لي مشاعر "

" أنا أكرهك إن لم تفهم ما أعنيه "

" رهف الحياة علمتني أن الكره هو الوجه الأخر للحب وخاصة إن كان من شخص مثلك فحبكِ لي لن يختفي في لحظة فلا تحاولي "

" اصبحت فيلسوف مؤخراً "

" رهف أنا مستعد لأن أصبح أي شيء فقط عودي لي "

....

" أعطيني فرصة أخيرة "

" زين أنا لا أريد أن يعيش وليد ما عاشه السنة الماضية ,, ثم أنا لست مستعدة لأن أمر بما مررت به سابقاً "


" أنتِ محقة أنا شخص حقير ولا يستحق أي فرصة أخرى ,, أوافقك الرأي "

ثم أخذ يتناول الطعام في صمت غريب ويشرب عصيره بسرعة وما أن انهى طعامه حتى نهض عن الطاولة بينما رهف بالكاد

بدءت تتناول الطعام

" زين الدين "

" ماذا "

" أين ستذهب وتتركني "

" لا أريد أن أسبب لك احراجاً أكثر من هذا "

ثم تركها وخرج لينتظرها في سيارته وأثناء ذلك شعر بأن هنالك شيئاً يخنقه فكثرة التفكير في رهف وكيف يعيدها لتعيش
معه أصبح يخنقه ويتعبه فله أشهر وهو يحاول معها لعلها ترأف بحاله وتعطيه فرصة أخرى , لكنها يبدوا أنها أتخذت قرارها ولن

تعود فيه.


لم يمضي الكثير من الوقت حتى خرجت رهف هي أيضاً من المطعم وصعدت سيارتها وهي تنظر إليه عندها أشار لها بأن

تلحق به ..

قام زين بمرافقة رهف طيلة الطريق حتى وصلت بالجوار من منزلها عندها اتصلت به

" مرحبا زين "

" مرحبا "

" شكرا لك على مرافقتي لهنا "

" بل الشكر لك لأنكِ تركتني أرافقك "

......

صمت كلاهما فقد شعرا كلاهما بتضارب مشاعرهما وبصوت خافت قالت رهف

" مع السلامة يا زين "

" مع السلامة يا رهف"

وصلت رهف أخيراً إلى منزلها وقد شعرت بأنها متعبة جداً ربما بسبب ظهور زين الدين مرة أخرى في حياتها كانت لأشهر
بدءت تتأقلم على غيابه , لكن بمجرد رؤيته مرة أخرى والتحدث معه استيقظ حبه من جديد .
همست رهف لنفسها وهي تجر حقيبتها خلفها

" لما صعبت الأمور علينا يا زين الدين "


..................

بعد اسبوع ...

استيقظت رهف متعبة مرهقة من كثرة الأفكار التي اصبحت تراودها هل يعقل أنه لم يبقى على زواجها سوى خمسة أسابيع ولم تقرر بعد هل تكمل هذا الزواج أم توقفه , فهي للآن مازالت تحب زين الدين وبجنون وتعرف في قرارة نفسها أنها
ستظل تحبه فإن تزوجت فارس ظلمته وظلمت نفسها , إذن ما العمل يا إلاهي ؟؟
" يا ربي ساعدني "


ثم نهضت وتوجهت للحمام لتستحم ثم ترتدي ثيابها وما ان انتهت حتى طرق وليد لتئذن له بالدخول


" ماما "

" نعم يا وليد "

" هل أستطيع أن أذهب مع والدي مباراة اليوم "

" لا "

" ماما "

" وليد لديك مدرسة غداً ,, انسى لامجال لك لتغيب "

" ماما هذا ظلم "

عندها نظرت إليه ثم قالت " ظلم ما هو الظلم يا سيد وليد , لقد كثر غيابك حتى استاذك قال ذلك "

" ماما أنا أكره هذه المدرسة "

" وليد يجب أن تعرف أنها أفضل مدرسة قد تحصل عليها "

" بل إنها سجناً يا ماما "

" لم ترى بعد السجن الحقيقي يا سيد وليد "

" ماما في الحقيقة أن والدي بالأمس اتصل باستاذي واستئذن منه وقال لا مانع لديه "

" ومنذ متى وأنت تعمل شيئاً من ورائي "


" لم أفعل شيئاً يا أمي من ورائك "

" أن تتفق مع والدك وتنهيان الموضوع وتقول لم تفعل شيئاً "

وقبل أن يكملا حديثهما سمعا صوت عجلات الباص وهي تقف عندها قالت رهف

" وليد عند عودتك سنتحدث في هذا الأمر "

" حسناً ماما "

ثم غادر وليد وهو منزعج عندها أخذت رهف هاتفها واتصلت بزين الذي كان يقود سيارته ليذهب للملعب ليستعد لمباراة

الليلة

" الو زين "


" أهلين "

" زين الدين هنالك ما أريد أن أتحدث عنه معك فهل أنت مشغول "

" هل يعقل أن أسمع صوتك ويكون لدي ما يشغلني عنه "

" زين الدين أنا لم أتصل لسماع هذا "

" وأنا لم أقول سوى ما أشعر به فقط "

" هل انتهيت "

" نعم "

" زين الدين كيف تقوم بأخذ اذن من استاذ وليد دون أن تعود لي أو على الأقل تعلمني بذلك أم أنك تريد أن يفسدوه هذا
الإنفصال ليعمل ما بدا له "

" أنا آسف لقد نسيت أن أبلغك معك حق لقد كان يجب أعلمك عن ذلك "

" حسناً أريد أن تتذكر ذلك مرة أخرى "

" لا أعتقد أنه ستكون هنالك مرة أخرى "

" ماذا تقصد "

" رهف لقد قررت أن أخذ وليد ليعيش معي "

" ماذا تقول "

" ما سمعتيه "

" ماذا تقصد بأنك ستأخذه "

" رهف ابني لا استطيع أن أتركه يعيش مع رجل غيري "

" وأنا ألم تفكر فيني أنا أيضاً بدون وليد لا أستطيع أن أعيش "

" هذا شيئ يرجع لكِ لكن ابني لن يعيش عند رجل غير والده , ثم تستطيعين أن تريه متى ما شئتِ "

" زين هذا مستحيل حدوثه "

" لديكِ اسبوع لتوضبين أغراضه ولتخبرينه أنتِ من أنه سينتقل ليعيش معي "

" زين أرجوك لا تفعل بي هذا "

" رهف يجب أن تعرفين أنني لن أترك ابني الوحيد يربى في حضن رجل غيري "

" لكنني والدته أم أنك نسيت من رباه قبل ظهورك في حياتنا "

" ذلك كان من واجبك وليس فضلاً منك "

" زين الدين لن تأخذ وليد مني , سأذهب للمحكمة وأرفع عليك قضية حضانته "

" حسناً كنت سأعطيك مهلة لاسبوع لكنني غيرت رأيي وسأمر الليلة عليه وأخذه فأريني ما ستفعله المحكمة لك "

" زين حرام عليك لما تصعب حياتي هكذا ما الذنب الذي ارتكبته لتجعل حياته هكذا "

" ذنبك أن حياتي صعبة أيضاً فمنذ تركتني وانا أعاني من الوحدة "

" لهذا تعاقبني بإبني "

" نعم "

" وتعترف أيضاً "

" نعم , فإما أن تكوني لي أو سأجعل حياتك جحيم "

وما أن انهى زين حديثه حتى أغلق الهاتف تاركاً رهف تغرق في أفكارها وخوفها من قراره وهو أخذ وليد وإبعاده عنها , لكن
ما يحزنها أكثر أن وليد سيسعد بقرار مثل هذا فهو منذ رجوعهما لمنزل والدها وهو يزعجها بأنه يريد أن يعود لمنزله , لا تعرف
رهف كيف تقبل وليد أباه بسرعه هكذا , في الحقيقة كان لزين دور كبير لجعل وليد يحبه ويتعلق به فقد قام بتعويض ابنه عن
كل تلك السنين التي عانى فيها بعيداً عنه .

..........................................

المساء ..

أخذ زين يقود سيارته وهو يشعر بالتعب فقد كانت مباراة اليوم متعبة فالفريق الذي واجههم كان قوي جدا في لعبه وبالكاد
استطاع أن يحقق هدفين مقابل هدف واحد. أثناء ذلك اهتز هاتف زين وكان المتصل ابنه وليد

" الو بابا "

" مرحبا حبيبي "

" مبروك الفوز يا أبي "

" الله يبارك فيك يا حبيبي "

" أبي لقد كان الهدفين ساحقين فقد حطمة شباكهم "

ضحك زين على مبالغة ابنه " حقاً "

" بالطبع يا أبي "

" هل أنت فخور بوالدك يا وليد "

" بالطبع "

" وليد لقد أرسلت لك السائق فلما لم تأتي "

......

" وليد هل سمعتني "

" نعم يا أبي في الحقيقة أن أمي لم تئذن لي بالذهاب "

" لما هل فعلت شيء أزعجها "

" لا "

" حسناً هل هي قريبة منك لأنني أريد أن أتحدث معها "

" إنها في غرفتها "

" حسناً سأتصل بها بعد قليل , لكن ما أريدك أن تفعله الآن هو أن تجهز حقيبتك لأنني سأمر وأخذك للمنزل لتعيش معي "

" حقاً يا أبي هل ستأخذنا "

" أنت فقط يا وليد "

" وأمي "

" أمك الآن متزوجة برجل أخر لهذا سأخذك لتعيش معي "

" أنا فقط وهل ستوافق أمي "

" إن أنت مستعد لأن تعيش معي سأقنعها بذلك فهذا القرار بيدك أنت "

" أنا أريد أن اعيش معك ياأبي لكن أمي ستحزن كثيراً وستبكي أيضاً "

" أخبرها أنه لا داعي للحزن والبكاء فهي ستراك متى ما شائت , حسناً "

" حسناً يا أبي "

" جيد , والآن جهز حقيبتك وأغراضك كلها , حسناً "

" حسناً يا أبي "


........

أغلق زين هاتفه وأخذ يقلبه في يده مفكراً كيف سيقنع رهف بأن يأخذ وليد للعيش معه , وفجأة طرأت على باله فكرة وهي
أنه إن أخذ وليد عندها ربما ترضخ رهف للأمر الواقع وهو أن توافق للعودة له فتعلقها بابنها سيجعلها تفعل أي شيء مقابل
أن تبقى بجواره ..

" الو رهف "

" نعم "

" هل أيقظتك "

" لا "

" هل أنت مشغولة "

" نعم "

" حسناً لن أخذ الكثير من وقتك "

" ماذا تريد "

" أنا في طريقي إليكِ لأخذ وليد "

" أنت بالتأكيد تمزح "

" أنت تعرفين أنني لا أمزح , وأنا حقاً في طريقي إليكم فأتمنى أن تجهزي حقيبته بسرعة فأنا متعب "

" زين هذا مستحيل لن أتركك تأخذ ابني مني "

" أنه ابني أنا أيضاً "

" ابنك ,, هل تعتقد أن هذا يعطيك الحق بأخذه مني هكذا ببساطة "

" اسمعي يا رهف أنا والده وسأخذه أم أنك تظنين أنني سأترك رجلاً أخر يربي ابني ,هل جننتِ "

" زين الدين أرجوك أرجوك لا تفعل ذلك "

" أنا آسف , ألم تختاري طريقك اذن تحملي نتائج أفعالك لقد أعطيتك مهلة لتصححي أخطائك لكنك عنيدة وهذه نتيجة
عنادك "

" هذا ظلم "

" ليكن "

" أكرهك أكرهك "

أغلقت رهف هاتفها وهي تذرف دموعها فهي لم تعد تريد أن تسمع صوته أكثر من ذلك فهو شخص أناني جداً مستعد أن
يدمر سعادتها مقابل سعادته هو مسحت رهف دموعها فهي لن تنفعها مع أمثال زين , فنهضت لتذهب لغرفة وليد لتتفاجأ بوليد وهو يجهز حقيبته

" وليد ماذا تفعل "

" ماما "

" وليد ماذا تفعل "

" ااه أبي طلب مني ذلك وهو في طريقه الآن "

" أنت تريد أن تذهب معه أليس كذلك "

" لا أعرف يا أمي "

عندها صرخت رهف " وليد قول الحقيقة هل تريد أن تعيش مع والدك "

عندها انزل وليد رأسه فوالدته غاضبة جداً وهذا ما كان يتوقعه


" وليد تكلم "

" ماما أنا أحبك وأحب أبي أيضاً ولا أعرف مع من أبقى "

" معي أنا يا وليد فأنا أمك التي تحبك والتي ربتك وسهرت ليالي لآجلك "

" أبي أيضاً يحبني يا ماما "

" تباً لك ولوالدك "

" ماما أنا آسف "

" اذن أنت اخترت أن تعيش مع والدك "
....

" أليس كذلك "

" نعم "

" حسناً يا وليد "

" ماما أرجوكِ لا تغضبي مني "

" لا أريدك أن تتحدث معي أبداً , أذهب إليه "

" ماما "

" لقد قولت لك أذهب إلى والدك وعش معه "

خرج وليد من الغرفة وهو يذرف الدموع فهو لم يكن يريد أن يغضب والدته هكذا فهذه اول مرة تصرخ به هكذا ...

..................

أوقف زين سيارته بجوار منزل عائلة رهف وما كاد أن يخرج من سيارته ليدق الجرس حتى خرج وليد محني الرأس يسير

بإتجاهه حاملاً حقيبتين أحداهما لكتبه المدرسية والأخرى لثيابه وما أن رأى ذلك زين حتى خرج وأخذ من ابنه حقائبه وهو يراقب وجهه ثم فتح له باب السيارة ليصعد بها ومن ثم عاد هو وصعد ثم قاد السيارة

" وليد بني ماذا بك "

" لا شيء "

" وليد هل هنالك ما تخفيه عني "

....

" هل والدتك صرخت عليك "

" نعم , لقد صرخت بي بشدة "

" ماذا قالت "

" أخبرتني أنها لا تريد أن تتحدث معي أبداً "

" لا تحزن والدتك لا تستطيع أن تفعل ذلك فهي تحبك "

" إن كانت حقاً تحبني ما كانت صرخت بي هكذا "


" لا بأس يا وليد لا تنزعج من والدتك إنها حزينة فقط "

" نعم إنها حزينه والذنب ذنبي يا أبي "

" إن الذنب ليس ذنبك , في الحقيقة أنه ما كان يحق لوالدتك أن تصرخ بك هكذا "


" أنا أحبها أيضاً يا أبي , لكنني أريد أن أعيش معك أنت "

نظر زين لابنه وشعر بحزناً شديد على وليد فهو يبدوا كالتائه بينهما , إضافة لذلك قامت رهف بتوبيخه لتفضيله العيش معه بدلا منها , فكر زين أنه لو كان مكانها لكان خاب ظنه هو أيضاً وخاصة أنها قامت بتربيته وحدها ولم تتزوج أو تتركه بل لازمته طيلة الوقت .

وصل زين للمنزل برفقة وليد

" وليد هل تناولت عشائك "

" نعم "

" حسناً , اذن فلنصعد لننام "

وصعد كلاهما حتى وصلا لغرفة وليد وضع زين حقائب ابنه وساعده في الإستعدا للنوم

" أبي "

" نعم "

" هل بقيت الليه معي "

" حسناً , سأبدل ثيابي وأتي في الحال "

" حسناً يا أبي "

ذهب زين ليبدل ثيابه وهو منزعج من ما فعلته رهف فيبدوا أنها نست أن وليد مازال طفل ولا يعرف من المخطئ الحقيقي
بينهما فماكان يحق لها توبيخه على خطأ لم يرتكبه , ثم عاد ليجد وليد يذرف دموعه في صمت فاقترب منه وضمه لصدره وناما ..

.............................................

أضئت القمر 07-08-14 11:58 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
بعد اسبوع ..

لقد كان الاسبوع الأول محزناً لوليد جداً فهذه أول مرة منذ احدى عشرة سنة يترك والدته هكذا فهي لم تكن تتركه يذهب رحلات المدرسة أوا لمخيمات الصيفية خوفاً عليه , ومنذ مغادرته المنزل وذهابه مع والده وهو يتصل بها باستمرار لكنها لم تجيب على اتصالاته , نظر وليد إلى هاتفه الذي بين يده وسقطت دمعته وهو يتسائل

" لما يا ماما لا تجيبن عليّ "

وبينما وليد يمسح دموعه سمع خطوات والده قريبة من غرفته وما أن وصل لباب غرفته حتى طرق الباب ثم فتحه وهو يقول

" بني هل جهزت فلم يبقى الكثير على قدوم الباص "

استدار وليد بسرعة ليأخذ حقيبته ثم مشى بسرعة مخفي وجهه عن والده حتى أنه نزل الدرج بسرعه و سبق والده لطاولة الطعام فتعجب زين لذلك لكنه لم يرد أن يزعجه إن كان لا يريد أن يبوح بشيء فلن يضغط عليه سيتركه بحريته ..

جلس زين على كرسيه ومن ثم نظر لوليد وقال

" ماذا يريد وليد البطل أن يتناول "

" أي شيء يا أبي "

" أي شيء يعني أضع لك مربى "

" لا لا أحبه "

" هل تريد اذن قشطه "

" أبي أنت تعرف أني لا أحبها "

" عسل "

" لالالا "

" جبنة "

" ليس اليوم "

" وليد اذن ماذا "

" بيض مقلي "

" آآآها "

.....

وبينما زين يعمل ساندوتش لوليد أخذ ينظر إلى ابنه فلم يعجبه حاله فقد كان الحزن ظاهراً عليه حتى شهيته لم تعد مثل قبل ومنذ قدومه للمنزل لم يسمعه يضحك أو يلعب مثل قبل وكأن بعده عن والدته أثر فيه بشدة.

" أبي "

" نعم "

.....

" ماذا هنالك يا وليد "

" أخاف إن قولت لك تغضب أنت ايضاً "

" لا لن أغضب ماذا هنالك "

" أمي "

" ماذا بها "

" لا تجيب على اتصالاتي "

" هل اتصلت بها اليوم "

" نعم اتصلت بها اليوم و بالأمس وقبله لكنها رغم ذلك لم تجيبني "

" لا تحزن بني والدتك منزعجة فقط "

" لكني اشتقت لها "

" اذن سأخذك لها الليلة ما رأيك "

" لا لا أريد ,, أخاف أن تكون مازالت غاضبة مني "

" اذن ظل اتصل عليها وصدقني ستجيبك لا محالة "

" أبي منذ اسبوع وأنا اتصل بها لكنها مع ذلك لا تجيبني "

" لقد قولت لك لا تقلق "

" ما الحل يا أبي أخاف أن تتركني مثلما تركتنا أنت يا أبي "

نظر زين لإبنه وشعر بحزناً شديد اذن هذا ما يخيف وليد أن تتركه والدته مثلما تركهم هو

" اسمع بني والدتك لن تترك أتعرف لماذا "

" لماذا "

" لأنها تحبك كثيراً لهذا غضبت عندما تركتها "

" حقاً يا أبي "

" نعم يا وليد "

" وأنت يا أبي هل تحبني مثل أمي "

" بالطبع وهل لديك شك "

" اذن لن تتركني أنت أيضاً "

" أبداً "

....

وبينما وليد يتناول افطاره سمع صوت قدوم الباص فنهض مسرعاً وطبع قبلة على خد والده الذي قبله هو الاخر ومن ثم أخذ
يجري بسرعه حاملاً حقيبته خلفه , أخذ زين ينظر حوله وكيف أصبح المنزل هادئ فجأة فشعر بوحشة تشتاح جسده , الغريب في الأمر أنه عندما كان مسافر وطيلة العشرة سنوات كان يحب الوحده ولم يكن يمانع من البقاء وحيداً حتى في الأعياد لكن الحقيقة أنه كان لديه هنالك أصدقاء كثر , ومنهم محمد الذي لم يكن يتركه وحيداً بل كان يسأل عنه بإستمرار ويتصل به ليتناول الغداء أو العشاء معه ومع أطفاله , لكنه منذ قدومه هنا لم يعد يحب الوحده ويشعر بضيق وحزن , فهنا الكل كون له عائلة سعيدة فسامر وأحمد لديهما عائلة ووالده يعيش مع زوجته ووالدته تعيش مع أخوته حتى رأفت سيتزوج قريباً ورائد سيخطب عما قريب الكل ستكون له عائلة سواه وهذا خطأه هو وحده لا غير ...
نهض زين من مكانه لينفض عن عقله هذا النوع من الأفكار فهي لن تفيده بشيء سوى أنها ستعكر مزاجه طيلة اليوم , فذهب وبدل ثيابه ومن ثم أخذ حقيبته وخرج من المنزل...

صعد زين سيارته ثم قاد وهو يفكر في رهف ووليد وما فعله معهما فقد قلب حياتهما منذ ظهوره في حياتهما , انزعج زين من نفسه فهو لا يصدق أن هو من فعل كل هذا برهف , رهف حب طفولته وصديقته الوحيدة كيف استطاع أن يمحو ابتسامتها بيديه كيف استطاع أن يبني بينهما هذه الأسوار كيف لم يستمع لها عندما كانت تحاول أن تعيده لرشده لقد عاشت معه سنة كارثية حقاً فقد أذاقها أنواع التعاسة وقد كان يتفنن في ذلك .

أغمض زين عينيه ثم أخرج هاتفه وأخذ يقلبه بين يديه مفكراً هل يتصل أم لا , لكنه عندما تذكر منظر وليد والحزن بادياً عليه اتصل على رهف وهو مستعد لكل ما ستقوله

" الو "

" الو رهف "

" يا إلهي ,, أنت "

قال زين ساخراً " يبدوا أنكِ لست سعيدة بسماع صوتي "

" سعيدة صدقني عندما اسمع صوتك أنسى السعادة كلها أتعرف لما ,, لأنني عندما أسمع صوتك أعرف أن هنالك مصيبة
في طريقها إلي "

" أنت تبالغين "

" أنت تعرف أنني لا أبالغ "

" حسناً هذا رأيك وأنتِ حرة فيه "

" أنت تعرف إنها حقيقتك وليس مجرد رأي فأنت لا يأتي من ورائك سوى المصائب "

" على العموم أنا اتصلت بك لأطلب منك أن تجيبين على اتصالات وليد "

" لماذا "

" لماذا ؟؟ ما الذي تقصدين بهذا "

" ما أقصده ألم يختار أن يعيش معك اذن ماذا يريد مني "

" ما يريده أي طفل من والدته ان تكون بجواره "

" آسفه أنا ليس لديّ أطفال فقد اكتشفت مؤخراً بأن الطفل الذي انجبته مثل والده تماما ناكرا للجميل ففضلت أن أتخلى
عنه وأنساه منذ البداية "

" مهما قولتي ستظلين والدته التي تحبه وتشتاق له "

" انا لست بوالدته ,, فهو في رأي يشبهك كثيرا لهذا قررت أن أتركه لك أليس ذالك ما كنت تريده أن تفرق بيننا ,, فلتعيشا الآن معاً في سعادة "

" رهف هل يعقل أن هذا حديث يصدر من أم "

عندها بكت رهف فالقوة التي كانت تتظاهر بها انهارت فجأة

" نعم عندما ابني اللي ضحيت بحياتي كلها لآجله يختار شخص مثلك ليعيش معه فأنا لست بأمه "

" رهف إنه طفل في الحادية عشر من عمره , فلا تظلميه بسبب أخطائي "

" وأنت لما ادخلته في مشاكلنا أم أنك نسيت أنه طفل "

" لأنني حقير "

" جيد أنك أعترفت ,, لكن مع ذلك هذا لن يحل المشكلة فأنا قررت أنني لن أتحدث مع وليد إلا إذ عاد ليعيش معي غير ذلك لا تتظرا مني شيئاً "

" رهف أنتِ تمزحين "

" هل تعتقد ذلك "

" نعم "

" حسناً ,, الأيام بيننا وهي خير دليل "

" هل يعقل أن تقسي على وليد لأجل أن تعاقبيني "

" أنا أريد أن ألعب بنفس طريقتك في اللعب فأنا تعلمت على يديّ محترف كبير في الحقارة"

" رهف إن أردت معاقبتي فعاقبيني أنا وليس وليد "

" غريب أمرك ألم تأخذ وليد مني عقاباً لي "

" نعم , لكن الحالتين مختلفتين "

" وما الاختلاف "

" أنني أحبك ولم أعرف ما العمل لإعيدك إلي ,, بينما أنتِ تعاقبين وليد على انه اختار العيش مع والده وهذا أمر طبيعي فأي فتى يحب العيش مع والده ,, لم يكن اختياره لي عقاباً لك بل لأنني والده كما أنتِ والدته , ويبدوا أنه لم يشعر بالراحة في منزل جده مثل التي وجدها في منزل والده هذا كل ما في الأمر "

" ومع ذلك لا تحاولا أن تتصلا بي إلا في حالة عودت وليد للعيش معي غير ذلك لا تتعبا نفسيكما فأنا اتخذت قراري "

" رهف انه ابنك لا تفعلين ذلك به "

" لا ليس ابني في الحقيقة انه ابن اباه "

صمت زين فقد شعر بالحزن في صوتها والانزعاج من كليهما فلم يعرف ماذا يقول لها

" مع السلامة يا رهف "

......

أغلقت رهف الهاتف دون أن ترد عليه فشعر زين بالضيق فالمسافات بينهما أصبحت تزيد يوما ً عن يوم .....

أغلقت رهف الهاتف وهي تذرف دموعاً حارة مثل حرارة شوقها لوليد ابنها الوحيد وحزنا ًمنه فمن كان يعتقد بأنه سيكون مشابهاً لوالده هكذا, فهي من ربته وكبرته وحدها لم يكن هنا زين عندما بدأ في خطواته الأولى ولم يكن موجود عندما كان يمرض ولم يكن زين هو من تخلى عن كل شيء في حياته من آجل وليد هي من قامت بتربية وليد وحدها وسهرت على ذلك ليالي كثيرة, والآن بمجرد ظهور والده تركها وجرى لحضن والده هكذا بسهولة والآن بكل وقاحة يأتي السيد زين الدين ويعظني كان أولى أن يعظ نفسه أولاً ....

...................................

fadi azar 09-08-14 10:37 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
اعتقد لن يشعروا بما يفعلونه الا ازا حدث شىء لوليد فيشعروا بما يرتكبونه من اخطاء الحب هو تضحية وليس عناد

*احلاهم* 09-08-14 01:07 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
السلام عليكم اجمعين

البارتين الاخيرين قمة في الألم والحزن

كيف لأم ان تصبر عن ضناها كل هذا الوقت وبدعوى العقاب

احزنني تصرف رهف فقد كانت قسوتها ع درجة قسوة ابنها الذي تركها

اعجبني وجداً تمسك زين بهااا

يعطيك الف عافية كاتبتنا المميزة

والبنسبة للانتقاد فهو وجهة نظر وليس نقدا بحد ذاته بل رأي يعود لتوجه صاحبه
انت مميزه وقلمك ممييز ونافذ ويستحق الاشاده دائماً
اما توجه القصة فهي دواعي الحبكة وغالبا تفرض علينا نفسها

استمتعت بروايتك كثيرا واتمنى رؤية اخواتها فالقريب

أضئت القمر 12-08-14 03:35 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
أتحبينني بعد الذي كان ...

استيقظت رهف على صوت المنبه فأطفئته وهي بالكاد تفتح احدى عينيها , وبعد مرور نصف ساعه رن هاتفها فامسكت به لترى من المتصل فرأت اسم ابنها وليد عندها شعرت وكأن النعاس غادر عينيها فجأة حاولت أن تتجاهل الرنين لكن وليد ظل يتصل بها عدة مرات لمدة عشرة دقائق ثم توقف الرنين .

نظرت رهف لسقف غرفتها لتتأمله حزينة ومشغولة البال فوليد لم يمل أو يكف عن الإتصال بها , أخذت تقلب الهاتف في يدها فهل تستسلم وتتصل به أم تصبر وترى ما سيحدث .

أخذت رهف تبكي فما يحدث داخلها لم تعد تحتمله فأفكارها ومشاعرها مشتتة ومتناقضة فهي تشعر أن ما تفعله بوليد لا تفعله ام تحب ابنها لكنها لم تجد طريقة لتنتقم من زين سوى ذلك وأرادت بنفس الوقت أن تعاقب وليد الذي اختار والده عليها فذلك ألمها بحق فهي من ربته واعتنت به منذ صغره لقد تخلت عن حياتها من آجل تربيته وإخلاصاً لوالده لكن كلاهما تسبب بجرحها ..

أرادت رهف أن تنهض لعلها تنفض عنها هذا الأفكار فمن الأفضل لها لو أنها تركز على عملها فلم يبقى لها الكثير على المعرضين , لكن في الواقع أنها لا تشعر برغبة في مغادرة سريرها فهي تشعر بارهاق وتعب فهي لم تنم جيداً ليلة امس بسبب تفكيرها بوليد وبزين وبحياتها وما آلت إليه.

الحقيقة أن اقتراب موعد الزفاف هو ما يربكها ويخيفها فهي تشعر أنها تريد أن توقفه بأي طريقة لكنها لا تعرف طريقة مناسبة توقف بها هذا الزفاف بدون أن تظهر ضعف قلبها أمام الأخرين فالجميع وأولهم زين سيعرف السبب حتى وإن أنكرت السبب الحقيقي , لهذا تريد أن تجد سبب معقول لتلغي به الزفاف .

فجأة قطع حبل أفكارها رنين هاتفها فرفعته بسرعة ظنناً منها أنه ابنها وليد لتتفاجأ بأن فارس هو المتصل عندها همست

" عمرك طويل يا فارس "

ثم أجابت " ألو "

" صباح الخير يا رهف "

" صباح النور "

" كيف حالك يا رهف "

" الحمدلله , وأنت كيف حالك يا فارس "

" منذ أن سمعت صوتك أصبحت بأفضل حال "

شعرت رهف بالخجل فهي لم تعتاد أن تسمع كلام الغزل هذا سوى من زين

.......

" رهف هل أنت في منزلك أو مشغلك "

فكرت رهف بانزعاج مشغل إنه دار للأزياء وليس مشغل خياطه ..


" في المنزل لما "

" ألن تذهبي لمشغلك "

" بلى "

" حسناً أذن سألتقي بك هنالك "

" لماذا "

" عندما أراكِ ستعرفين "

" حسناً "

" إلى اللقاء "

" إلى اللقاء "

أغلقت رهف الهاتف وهي تفكر في الشيء الذي من أجله قد يتصل فارس في مثل هذا الوقت المبكر لكنها لم تتوصل
لشيء , فقررت أن تنهض عن سريرها لتبدل ثيابها ولتذهب لعملها

........................

في المكتب ...

وصلت رهف لمكتبها فوضعت حقيبتها وكأس القهوة بجوارها وفتحت درجها لتخرج بعض الأوراق التي تعمل عليها , وظلت رهف على ذلك طيلة فترة الصباح فقد اختارت الفساتين التي ستشارك بها في العرضين ووضعت بعض ملاحظاتها على تلك الأوراق حتى تناقشها مع سمية , وعندما انتهت نظرت إلى ساعتها فوجدتها الساعة 12 ظهراً فهمست

" الآن وقت عودة وليد "

عندها شعرت بألم وحزن فقد اشتاقت لابنها كثيراً عندها أخذت هاتفها وأصبحت تتنقل بين صور وليد التي التقطتها له خلال السنة الماضية فأخذت تقبلها وهي تذرف الدموع .

" سامحني يا وليد لقد قسوت عليك كثيراً بنيّ "

وبينما رهف تضم هاتفها لصدرها وتذرف الدموع اقتحمت سمية المكتب تتبعها فتاتان تحمل كلاً منهن فستان زفاف أبيض فنظرت إلى صديقتها والسعادة تملؤها

" ما رأيك يا عروستنا بهذه المفاجأة "

لكنها فوجئت بمنظر رهف فقد كانت تبكي

" رهف ماذا بك "

.....

ثم استدارت سمية للفتاتان وقالت

" لو سمحتن علقن الفستانين هنالك ثم اذهبن "

" حسناً "

" شكراً "

وبعد أن خرجت كلا الفتاتان اقتربت سمية من صديقتها ثم سألتها والقلق واضحاً عليها

" رهف عزيزتي ماذا بك لما تبكين "

عندها اخفضت رهف رأسها وأخذت تبكي أكثر

" رهف أقلقتني ,, ماذا حدث "

......

" رهف أرجوكِ قولي ما بكِ ولما تبكين "

....

" رهف أرجوكِ "

" وليد يا سمية "

" ماذا به "

" لا شيء لكنني اشتقت له ولضمه وتقبيله هذه أول مرة يبتعد عني هكذا يا سمية "

" ألست أنتِ من قررتِ ألا تتحدثي معه ولا ترينه إلا إذا عاد يعيش معك يجب أن تتحملي قليلاً لعله يتحقق ما تريدينه "

" لكنني لم أعد أحتمل بعده أكثر من هذا فقد مرت ثلاثة أسابيع على ذهابه , لكنني أشعر بأنها سنين وليست أسابيع "

" أذن أذهبي إليه إنه إبنك يا رهف لن يمنعك عنه أحد "

" أعرف ذلك , لكنني أشعر بخيبة أمل منه فقد ظننت أنه بمجرد أن يمر الاسبوع الاول وهو بعيداً عني حينها سيشتاق ليّ وقتها لن يتحمل فراقي فيعود إليّ من تلقاء نفسه , لكن ذلك لم يحدث إنه مثل والده أنانيّ "

" لا تقولي ذلك عنه فوليد مازال طفل فلا تشبهي تصرفاته برجل بالغ , ثم أنتي لا تعرفين ظروف وليد ربما والده هو من منعه عنك ِ "

.........

" رهف عزيزتي لا تبكين أرجوكِ أنتِ تعرفين أن وليد سيعود لكِ لا محالة فأنتِ والدته لكن يجب أن تصبري قليلاً "

" أشعر بفراغ كبير في حياتي يا سمية "

" لقد أخبرتكِ مرة ألا تعلقين سعادتك على أي شخص فإن اختفى اختفت سعادتك وبسمتك معه , أنظري حولكِ الكل يعيش لنفسه فقط حتى وليد لقد اختار من تلقاء نفسه أن يعيش مع والده لأن ذلك هو ما يريده دون أن يهتم بك , حتى إن لم يتركك اليوم كان سيأتي يوم ويتزوج فيه وينشغل بحياته عنك عندها ماذا ستفعلين "
........


" رهف أريدك أن تركزين على سعادتك أنتِ "

" ماذا تقصدين "

" ما أقصده أنه من الضروري أن تتزوجي من فارس فهو الرجل المناسب لكِ فهو رجل طيب القلب , لطيف , وسيم , من عائلة مرموقة في الحقيقة أنا لا أعتقد أن هنالك مثل هذا الشخص هذه الأيام فلا تضيعينه من يدكِ "

" لكنني خائفه من أن أظلمه وأظلم نفسي يا سمية "

" رهف أرجوكِ أنزعي هذه الأفكار من رأسك وركزي فقط كم ستكون حياتك سعيدة مع رجل مثله "

نظرت رهف إلى صديقتها وفكرت فهي لا تشعر أن سعادتها ستكون مع رجل سوى زين فهو الرجل الوحيد الذي تتخيل أن يكون صدره وسادة لرأسها , في الحقيقة أنه هو مصدر سعادتها فبدونه لن تكون سعيدة مهما حاولت فعندما غاب عشرة أعوام عنها حينها أختفت السعادة معه وأظلمت حياتها من يومها , ومهما كانت تحاول أن تتظاهر بالسعادة كانت تعود لغرفتها
أخر النهار لتعيش ساعات حزن طويلة , فكيف لها أن تكذب اليوم على نفسها وتخبرها أن سعادتها ستكون مع رجلاً أخر .

" رهف "

" نعم "

" أين ذهبتي "

" لا مكان يا سمية "

" اذن هيا انهضي "

" لماذا "

" حتى تقيسين فستان زفافك "

" أرجوكِ يا سمية لست بمزاجاً جيدا "

" بل ستقيسهما الآن "

" سميه "

" لا تجادليني "

وحقا قامت رهف بقياس الفستانين واختارت فستان هادئ التفاصيل ليس به تعقيدات كثيرة مثل الفستان الأخر الذي كانت تصر عليه سميه فقد شعرت أن هذا الفستان يناسب مزاجها وحالتها في الحقيقة , فقد شعرت أنه يجدر على من تلبس الفستان الأخر أن تكون عروساً سعيدة حقاً وليس مثل حالتها .

غادرت سمية مكتب صديقتها بعد أن انتهت رهف من قياس الفستان تاركتاً إياها وحيدة , لكن لم يمر سوى بضعة دقائق
حتى اهتز هاتفها فرفعته لترى اسم فارس فتذكرت أنهما تواعدا أن يلتقيا هنا اليوم ..

" الو "

" مرحباً رهف "

" أهلين فارس "

" هل أنتِ في مكتبك "

" نعم "

" ذلك جيد لأني في طريقي إليكِ "

" حسناً ,, أنا منتظرتك "

" هل تغديني "

" ليس بعد "

" ممتاز "

" ما هو "

" أنكِ لم تتغدين بعد لأنني أريد أن أتغدى معكِ "

" لكنني مشغولة ولن أستطيع مغادرة مكتبي "

" لا بأس سأحضر الغداء معي , فهل هنالك نوع معين تحبينه "

" أي شيء سيعجبني "

" حسناً , إلى اللقاء "

" الى اللقاء "

أغلقت رهف هاتفها وهي تفكر أنه يجب أن تجد طريقة سريعة لتوقف هذا الزفاف وهذه التمثيلية فهي في الحقيقة لا تحب فارس ولا تريد أن تظلمه , وبينما هي سارحت بفكرها فتح باب مكتبها بقوة مما أفزعها بشدة

" زين الدين "

" نعم زين الدين "

" ماذا تفعل هنا "

" أتيت لأقابلك "

نهضت رهف وهي تشعر بالغضب من طريقته لاقتحام مكتبها بهذه الطريقة

" لكنني لا أريد أن أقابلك "

" لا يهمني ما تريدينه "

" وهل هو بالقوة أن أقابلك "

" لديّ كلام أريدكِ أن تسمعيه وتعيه وبعد ذلك سأغادر "

" من الأفضل لك أن تغادر الآن فأنا لا أريد أن أسمع أي شيء منك "

" رهف الأمر لن يأخذ الكثير من وقتك "

" لقد قلت لك لا أريد أن أسمعك فأخرج "

" إن الأمر يخص وليد "

" ماذا ألا تفهم غادر مكتبي حالاً "

..........

" ومرة أخرى اتصل لتأخذ موعد مسبقاً فأنا لا أحب الأشخاص الهمجيين أمثالك "

" لما هل سأقابل رئيسة الوزراء "

وقفت رهف أمامه وصرخت به بكل الغضب الذي تكبته داخلها تجاهه

" يجب أن تعرف أنه لا يحق لك أن تدخل مكتبي دون موعد سابق , وإن قمت بذلك مرة اخرى سأتي بمن يرميك خارجاً ,, أتفهم ذلك "

اقترب زين منها اكثر مما افزعها ثم قال " ماذا قولتي حضرتك ,, لم اسمعك جيداً "

عندها استدارت رهف متظاهرة بالقوة وضغطت على زر

" زياد أرسلي رجال ... "

لكن زين امسك بيدها وشدها لتقف أمامه مفزوعة وغاضبة منه فصرخت

" هل أنت مجنون أم ماذا "

.....

" لما لا تجيبني "

" على ماذا تريدينني أن أجيبك "

" على سبب قدومك واقتحامك لمكتبي بهذه الطريقة "

" لقد أتيت لأعيدك لرشدك "

" لتعيدني لرشدي لما هل أخبرك أحدهم أني جننت أم ماذا "

" اذن ماذا تسمين امراءة تركت زوجها لتتزوج رجلاً أخر وتركت ابنها الصغير ثلاثة أسابيع دون أن تجيب على اتصالاته , أليس
هذا نوع من أنواع الجنون "

" نعم أعيد ما قولته ,, أنا من تركت زوجي لأتزوج رجلاً أخر وتركت ابني الصغير دون الاطمئنان عليه ,, هل تريد أن تلفق بي تهمن لم أرتكبها,, أم أن هذا ما تقنع به نفسك وتقنع به وليد "

......

" أتعرف الجنون هو أن اقف هنا وأسمع حديثك هذا الدال على الجنون بحق ,, فزواجي بفارس كان بعد أشهر من طلاقنا وأنت تعرف ذلك ,, أما عن عدم اجابتي على اتصال ابني فهذا شيئاً لا يعنيك بتاتاً "

" كيف لا يعنيكِ والفتى تغيرت حاله للأسوء حتى اساتذته لاحظوا ذلك "

" ألم يختارك إذن فليتحمل نتيجة اختياره "

" رهف أنا لا أصدق ما اسمعه "

" بلى صدق "

" رهف إنه طفل فكفِ عن جنونكِ هذا "

" إن كنت جننت فذلك سيكون بسببك "

" رهف صدقيني سيأتي يوماً وتندمين على هذا كله "

" اسمع لقد مللت حديثك فلما لا تغادر "

وقبل أن يجيب زين فتح الباب ودخل فارس وهو مبتسم ابتسامة كبيرة كريهة وكان يحمل في يده أكياس وعلب كثيرة وباقة ورد كبيرة وما أن دخل وقبل أن يلاحظ زين قال

" كل عام وأنتِ بخير يا رهف "

.....

" مفاجأة أليس كذلك "

عندها تنحنح زين من خلفه فاستدار فارس ليجد زين خاف الباب ينظر إليه باشمئزاز عندها استدار فارس برهف وقال

" لماذا هذا الشخص هنا يا رهف "

نظرت رهف إلى كليهما ولم تعرف ما تجيب عندها قال زين

" ألم أخبرك أن هنالك أموراً كثيرة تجمعني بها لهذا حتماً ستراني في المستقبل كثيراً "

عندها هجم فارس على زين الذي كان يريد أي شيء يفرغ به غضبه فأخذ يضرب فارس ويركله بينما فارس يحاول أن ينهض لكن سرعة ضربات زين وقوتها انهكته عندها صرخت رهف

" زين كف عن ذلك ,, كف ,, زين الدين هل جننت "

توقف قليلاً زين ليلتقط نفسه ثم نظر إلى رهف وهو غاضب عندها امسكت بيده رهف

" زين كف عن جنونك هذا "

" اتركِ يدي "

" لا لن اتركك حتى تخرج من هنا "

لكن زين دفعها فاسقطها دون أن يقصد ذلك عندها قال وهو يقترب منها

" رهف هل أنتِ بخير "

" ابتعد عني "

" أنا آسف لم أقصد ذلك "

" غادر مكتبي في الحال "

نظر زين إليها ثم غادر وهو ينظر إلى فارس الذي ينزف دماً من أنفه ويده التي ارتطمت على الجدار وابتسم ساخراً من فارس فقد أحرجه بالتأكيد أمام رهف وهذا ما كان يريده , فالمرأة دائماً لا تحب الرجل الضعيف والذي يضرب وخاصة لو كان من ضربه زوجها السابق.

........................

أضئت القمر 12-08-14 03:45 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
شكرررررا لجميع من ينتقدني ولمن يمدحني ويدعمني ..

فقد اختلفت الاسباب والغاية واحده ...

فشكرا بعمق للجميع واتمنى أن تعجبكم أولى رواياتي التي كتبت ربعها الأول قبل خمس سنوات لهذا كانت البارتات الأولى سريعة النزول أما من فصل * لعنة حب * إلى الآن وأنا أكتب كلما أتيحت لي فرصة ..

فأعذروني على التأخير ...

fadi azar 18-08-14 02:14 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
المهم ارتاحات نفسه بعد ضرب فارس متى ستوعى رهف على نفسها ولا تعيض اخطاء زين

أضئت القمر 21-09-14 04:57 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
بعد ساعة من ماحدث ..

" فارس أنا آسفه لكن أقسم لك أنني لم أكن أعلم بقدومه "

نظرت رهف إلى فارس ورأفت بحالته فهو بالتأكيد يشعر بالحرج منها بسبب مافعله زين به أمامها

" رهف أنا لا أريد أن أرى هذا الحقير يحوم مرة أخرى حولك "

" أنا أيضاً مللت من افهامه ذلك , فما العمل "

" اتركِ هذا الأمر عليّ "

نظرت رهف إلى فارس وهو يتوعد زين فخافت من ما قد يعمله فارس فهو ان لم يكن بقوة زين الجسدية فبالتأكيد يستطيع أن يؤذيه بطريقة أخرى .

أرادت رهف أن تغير الموضوع لكنها لم تعرف ما تقوله فظلا صامتين كلاً غارق في عالمه حتى نهض فجأة فارس وقال دون أن ينظر إلى رهف

" رهف أنا سأغادر "

" لا أرجوك ابقى قليلاً على الأقل دعنا نأكل بعضاً من الحلو "

" مرة اخرى ,, احتفلي اليوم أنتي وصديقاتك وسأعوضك عن هذا في يوماً أخر "

" حسناً ,, على فكرة ,, شكراً على المفاجأة اللطيفة هذه "

نظر إليها فارس ويبدوا أنه نسي لما أتى ثم همهم

" آآآه "

لم يكن فارس في مزاج ليرد عليها أو حتى ليغير الموضوع ثم قال

" رهف يجب أن أغادر الآن "

" فارس هل أستطيع أن أعرف أين ستذهب "

" لديّ عمل يجب أن أقوم به "

" ألا تستطيع أن تؤجله "

" لا لا أستطيع "

" حسناً إلى اللقاء "

" إلى اللقاء "

خرج فارس وهو يضمر الشر لزين وهذا ما رأته رهف في عينيه إنها متأكدة بأن فارس لن يترك زين لحال سبيله وهذا ما كانت تخاف منه وهو أن يصيب زين مكروه ما ..

نهضت رهف لترتب مكتبها الذي بعثر أغراضه زين وقلب كراسيه وبالها مشغول بما يفكر فيه فارس , وبينما هي ترتب مكتبها رأت الهدايا التي أحضرها فارس لها فجلست على احدى الكراسي لتفتح علبة سوداء مخملية لتجد داخلها عقد جميل وقرطين في منتصفهم 3ماسات كبيرات ذو لونا أخضر , في الحقيقة ان العقد ابهرها بجماله واتقان صنعه فقد كان في غاية الروعه , فجأة شعرت رهف بضيق وانزعاج فأغلقت الصندوق وارجعته لمكانه فهي ستعيده بالتأكيد عندما تنتهي هذه المهزلة .

نهضت رهف من مكانها في الحقيقة أن ما أزعجها انها كانت تتمنى لو أن هذه الهدية من زين لكانت أجمل بالنسبة لها .
مايزعجها بحق أن زين يلاحقها منذ عدة أشهر محاولاً أن يعيدها لكنها بالرغم من ذلك لا تشعر بأن ذلك نابعاً من قلبه بل تشعر أنه يريد أن يرجع يتملكها من جديد فقط كأنه يريد وضع لافتتاً عليها أملاك خاصة , وهذا مالا تريده وهو أن تكون جزء من ملكيته فقد مضى ذلك الزمان الذي كانت مستعدة أن تكون أي شيء في حياة زين لتكون بالقرب منه فقط, أما الآن فما تريده منه تغير فقد نضجت وأصبح لديها متطلبات اخرى , تريده أيضاً أن يعرف أنه بدونها لا يستطيع أن يعيش وأنه قد يفقدها إذ استخف بها .

...........................

عاد زين للمنزل وهو يشعر بغضب من نفسه ومن رهف ومن كل شيء تقريباً فأخذ يسير وهو سارح بفكره متجه لغرفته عندما سمع صوت ابنه وليد يخرجه من دوامة أفكاره

" أبي ,, أبي "

استدار زين لمصدر الصوت ليرى ابنه ينظر إليه بحزن

" ماذا يا حبيبي "

" أين كنت ألم تخبرني أننا سنتناول الغداء معاً "

وضع زين يده على جبينه غاضباً من نفسه

" أوووه ياالهي لقد نسيت ياوليد , أنا آسف يا صغيري "

نظر وليد إلى والده بحزن " لا بأس يا أبي فأنا لم أتناول الغداء بعد "

اقترب زين من ابنه واحتضنه بحزن فقد أنبه ضميره ثم قال

" بني أنا آسف لقد انشغلت قليلاً , هل سامحتني "

نظر وليد بحزن لأباه ثم قال " بالطبع يا أبي "

ابتسم زين ثم قال " وليد هل تحب أباك "

فابتسم وليد وهو يقول" بالطبع يا أبي أنا أحبك "

عندها ضم زين وليد وهمس في اذنه

" وأنا أيضاً يا وليد أحبك كثيراً "

ثم ذهب كلاهما ليتناولا الغداء وأثناء ذلك أخذ زين يخبروليد بقصص ومغامرات كان يقوم بها عندما كان طفل وفجأة قطع وليد
حديث والده سائلا إياه ...

" أبي هل أخبرتني متى تعرفت على والدتي "

" ماذا "

" متى قابلت امي اول مرة "

" اول مرة قابلت والدتك كانت في مثل عمرك كانت صغيرة جداً "

" هل كانت أمي جميلة يا أبي "

نظر زين إلى وليد متعجب من أسئلة ابنه

" نعم "

" أبي هل أعجبت باأمي عندما كانت صغيرة وقررت أن تتزوجها منذ ذلك الوقت "

ابتسم زين متعجباً من السؤال

" في الحقيقة يا بني أنا كنت وقتها مازلت صغيراً على التفكير في الزواج "

" اذن أنت لم تحب امي "

نظر زين لوليد وهو يشعر بحرج فقد احتار كيف يجيب ابنه

" بل أحببتها ياوليد لكننا آنذاك كنا مجرد طفلين نلعب ونلهو معاً فقط "

" هل تقصد يا أبي أنك لم تفكر وقتها بأن تتزوجها "

نظر زين إلى وليد وأسئلته وشعر بأن وراء اسئلته الغريبة شيئاً ما

" لا "

" لما يا أبي "

" لأننا كنا مجرد طفلين والأطفال لا يتزوجون "

" لماذا يا أبي الأطفال لا يتزوجون "

احتار زين في كيفية اجابة ابنه عن سؤال مثل هذا

" وليد صغيري حتى يتزوج الرجل يجب يكون لديه عمل وذلك ليستطيع أن يشتري حاجيات منزله أما المرأة فيجب أن تكون تعرف تطبخ وتنظف وتعمل كل شيء داخل المنزل لهذا لا يتزوجون الأطفال "

" لماذا يا أبي لم تحضر خادمة "

عندها نظر زين إلى وليد وقال وهو يفكر مبتسماً في مغزى هذه الأسئلة

" حقيقة هو حل لم نفكر فيه وقتها "

" ابي "

" ماذا "

" لديّ ما أخبرك به لكن لا أريدك أن تغضب مني "

" أنت تعلم أنني لن أغضب منك لأننا اتفقنا أن نصبح أصدقاء أليس كذلك "

" بالطبع "

" حسناً ماذا لديك لتخبرني به "

" أريد أن أتزوج "

" نعم "

" أنا قررت أن أتزوج فأنت تزوجت برولا ووالدتي تزوجت بفارس وأنا قررت أن أتزوج أيضاً"

" معك حق في ذلك "

" فلقد سمعت جدي مرة يقول لعمي سامر أن الرجل لا يستطيع أن يعيش دون امرأة فعندما يكون الرجل صغيراً تهتم به
والدته أما عندما يكبر فيجب عليه أن تتزوج لتهتم به زوجته "

" وأنت لم تفهم سوى أنه يجب عليك أن تتزوج "

" بالطبع يا أبي فأنا ليس لديّ الأن امي لتهتم بي لهذا قررت أن أتزوج "

" تقصد إما أن أعيد أمك أو أزوجك "

" نعم "

" وبكل ثقة "

" أبي هل يعني هذا أنك وافقت "

ضحك زين ثم قال " دعني أفكر في الأمر ومن ثم سأخبرك جوابي , لكن بالمناسبة من هي الفتاة التي تريد أن تتزوج بها "

" ابنت عمي أحمد "

" ماذا ,,, من منهن "

" رنا "

" ولما تريد أن تتزوجها يا وليد "

" لأني مللت من البقاء وحدي ولأنها لطيفة معي "

ابتسم زين " حسناً سأطلب يدها لك لكن ليس قبل أن تنهي دراستك الجامعية وتتوظف وتصبح بطولي أو أطول مني قليلاً "

" أبي هذا ظلم "

" ظلم "

" نعم فأنت عندما تزوجت أمي كنت حينها أنهيت الثانوية فقط فلما أنا يجب عليّ أن أنهي الجامعه"

" لأن الزمن يتغير "

" ماذا تعني بذالك "

" أعني أن ابنت عمك مازالت طفلة وأنت أيضاً مازلت صغيراً على الزواج , وأنا أرى أنه من الأفضل أن تركز على دراستك بدلاً
من هذه الأفكار ياوليد "

" لقد توقعت هذا فأنت وأمي لا تفكران بي "

" من الذي قال ذلك ياوليد ,, كل ما في الأمر أننا نمر ببعض المشاكل التي شغلتنا عنك قليلاً "

" وهل لي أن أعرف متى ستنتهي مشاكلكما "

صمت زين بحزن فوليد بالتأكيد متألم ويشعر بوحدة فهو يعرف هذا الشعور جيداً , لكن ما أحزنه أكثر أنه هو من أوصل ابنه لهذا
فمنذ سنة كان يعيشوا سوياً مثل أي عائلة أخرى , لكن بسبب أنانيته وتفكيره في نفسه أخذ ينتقم من رهف متجاهلاً ابنه واثر هذه المشاكل على نفسيته

" أنا آسف يا وليد لكن صدقني أنني سأحاول أن أنهي جميع المشاكل التي تشغلني عنك,,أعدك "

........

" وليد سأذهب لأرتاح قليلاً وأنت اذهب وادرس حتى تنام مبكراً ,, حسناً "

" حسناً يا ابي "

ثم نهض زين وهو منزعج من نفسه ..

............................

في نهاية الأسبوع ...

قرر وليد أن يقوم هو ووالده بزيارة جدته في نهاية الاسبوع فوافق زين على ذلك وقررا أن تكون مفاجأة لها..

............

" مرحباً امي "

" زين الدين بنيّ ,, ماهذه المفاجأة الرائعة ,, لم أتوقع قدومكما "

" لما ألستي سعيدة بقدومنا ام ماذا "

" ماذا لست سعيدة هل يعقل ذلك ابني الغالي يزورني ولا أكون سعيدة ,, الله يسامحك "

" كنت امازحك ياامي لا تغضبي مني "

" مستحيل أن أغضب منك يازين الدين "

" لماذا "

" لأني أمك وسأغفر لك كل أخطائك لأراك سعيداً فقط يا بني "

ابتسم زين بحزن ثم قال

" لقد حرمت منك عندما كنت طفل أما الآن فأنا من يحرم نفسه منك فمشاغلي واهتمامي بوليد يأخذ كل وقتي "

" ولماذا يابني لا تأتي وتسكن أنت ووليد معي هنا سأرعاك وأضعك في عيني أنت ووليد "

" لن ينفع يا أمي أنت تعرفين ذلك "

" ما هو الذي لا ينفع ألست ابني "

" نعم ابنك ولكن زوجك ماذا عنه "

" ان عمك طيب ولن ينزعج ان سكنت معنا حتى اخوتك سيفرحون "

ابتسم زين وهو يقول " امي ان من يجلس امامك رجل وليس طفل "

" أنت في نظري مازلت ابني الصغير ولن تكبر ابدا "

عندها أخذ زين يد والدته وقبلها بحرارة فطبعت امه قبلة حانية ع جبينه ثم مسحت على شعره بحنان عندها قاطعهما وليد

" جدتي وأنا هل تحبينني مثل والدي "

" بل أكثر منه "

" هل تغار يا وليد من أن والدتي تحبني أكثر منك "

" لا لأن جدتي أخبرتني يوماً أنني أحب شخص إليها "

" هل حقاً ياامي اخبرتيه بذلك "

" نعم ذلك صحيح فوليد احب شخص إليّ "

" وأنا ألست ابنك "

" بلى لكن وليد أحبه أكثر من الجميع "

" هل رأيت يا أبي "

ابتسم كلا من زين ووالدته ثم قال زين

" امي أين البقية "

" انهم في غرفهم كلاً منهم مشغول بشيئاً ما وأنا يتركونني طيلة النهار وحيدة "

"وليد ما رأيك أن تذهب وتنادي على الجميع "

" حسناً يا أبي "

تبادل زين ووالدته النظرات ثم قالت والدته " أرى أن بداخلك أمراً ما "

ابتسم زين بحزن ثم تنهد وقال

" اريد أن استشيرك يا أمي في أمراً ما لأنني لم أعد أنام بسبب كثرة التفكير به "

اقتربت منه والدته وسألته بقلق " ما هو الذي يشغل تفكيرك "

نظر زين إلى والدته " لا أعرف من أين أبدء "

" انا اسمعك "

" انا متعب يا امي وأشعر بارهاق وضغط نفسي كبير "

" وما سبب هذا كله "

اخفض زين عينيه خجلاً من والدته فكيف سيخبرها ما بداخله تجاه رهف

" هل الأمر متعلق برهف "

رفع زين عينيه لينظر إلى والدته التي اقتربت منه اكثر فهز رأسه موافقاً ع استنتاجها

" تحدث يا بني فأنا مصغية "

" انتي بالتأكيد تعرفين أنني متزوج بابنت رئيس الوزراء لكن لا أحد يعرف أنني تزوجتها لأغيظ بها رهف وعائلتها "

" حسناً "

" أنا يا امي دمرت حياتي وحياة رهف ووليد بيدي أنا حرمت رهف وحرمت نفسي من السعادة وحرمت وليد من الاستقرار "

" الجميع يخطيئون "

" لكن ليس مثل خطأي يا امي لقد تحملت رهف كل ذلك لكنني ضغطت عليها كثير بعنادي وغبائي ياأمي إلى أن انفجر
الوضع ولم أعد استطيع أن أسيطر عليه وفي أخر الأمر طلقتها وياليتني لم أفعلها فقد كانت أكبر غلطت في حياتي كلها وها أنا أعض أصابعي ندماً على ذلك "

" والآن هي ستتزوج يا زين الدين فما الفائدة من أن تعيش في الماضي خطط لمستقبلك "

" لا استطيع يا امي "

" لماذا يايني لديك وليد ورولا تستطيع أن تكون اسرة بهما "

" لا استطيع يا امي فأنا عالق في الماضي "

" زين الدين يجب أن تعرف أن ذلك كان فصل من حياتك وانتهى مهما كان السبب لكنه انتهى"

..........

صمت زين قليلاً ثم قال

" يا امي أنا قررت أن أعيد وليد ليعيش مع والدته وسأطلق رولا وسأسافر من جديد فخلال هذا الشهر سينتهي عقدي مع
النادي "

" انت ترى ان افضل حل ان تترك ابنك الوحيد عائلتك وتهاجر ,, لماذا "

" لأنه الحل الأفضل في نظري فوليد مازال يحتاج لوالدته "

" ونحن عائلتك ألا ترى أننا بحاجتك هل يعقل أنك ستتركني بعد أن وجدتك يا زين "

" بالطبع لا يا امي سازورك بالطبع "

قالت والدته من بين دموعها " لا أنت تكذب يا زين لن تعود أنا اعرف ذلك "

نظر زين إلى والدته ثم ضمها وقال " بل سأعود من أجلك يا أمي "

...........................

بعد يومان ..

جلسة والدة زين في غرفتها وحيدة غارقة في أفكارها التي لم تفارقها منذ اللحظة التي أخبرها زين عن قراره فلم يغمض لها
جفن من حينها , تفكر في زين الذي قرر الهجرة مرة أخرى وتركها بعد أن أعادته إلى حضنها مرة أخرى .

فكرت في رهف وفي كيفية اعادتها لإبنها فهي عرفت منه أنها سبب تعاسته لهذا يجب أن تجد حل لتعيد له سعادته حتى يبقى قريباً منها , ففكرت أن أفضل حل هو أن تذهب لتزور رهف.

فنهضت من مكانه لتضع حجابها ومن ثم أخذت حقيبتها من على الطاولة وخرجت من غرفتها متجهة لدار الأزياء الخاص برهف ..

.....................

مكتب رهف ....

طرقت والدة زين باب مكتب رهف ومن ثم دخلت

" السلام عليكم "

فنظرت رهف التي تفاجأت بوالدة زين " وعليكم السلام عمتي "

" نعم عمتك لقد قولت بما انك لا تسألين عليّ أسائل عليكي "

نهضت رهف من كرسيها وذهبت لتسلم على والدة زين خجلة من تقصيرها عن السؤال عنها

" أنا آسفه يا عمتي ,, لكن العمل شاغلني عن كل الناس فلا تغضبي ان قصرت معك "

احتضنتها والدة زين ثم قالت

" أنا لست غاضبة منك لكنني أعاتبك لأني أحبك يا رهف "

" أنا أيضاً يا عمتي أحبك ولهذا يزعجني عتابك ,, آآه لقد نسيت ماذا تشربين "

جلست والدة زين على احدى الآرائك وجلست رهف مقابلاً لها

" لالا داعي فأنا لن أطيل البقاء "

" لا لن أتركك تغادرين قبل أن نتغداء معاً ,, هيا فلتنهضي "

" إلى أين "

" تعالي فقط "

خرجت رهف ووالدة زين من دارها للازياء حتى وصلتا لجوار سيارة رهف قالت والدة زين

" رهف يا ابنتي انا لا أريد أن أشغلك عن عملك "

ابتسمت رهف لها " تشغلينني ,, هيا اصعدي "

فابتسمت والدة زين ابتسامة جميلة ثم صعدة وبينما رهف تقود قالت

" اتعرفين لقد عرفت من أين أخذ وليد وسامته ,,, انه منكِ "

أرادة والدة زين أن تستغل هذا الموضوع لتجس نبض رهف

" بل من أباه فوليد لا يختلف كثيراً عن زين الدين عندما كان طفلاً "

لقد شعرت رهف بحرج بمجرد ذكر اسم زين الدين " آآه "

" أما أنك لم تلاحظين ذلك "

" بلى "

تظاهرت والدة زين بالإحراج " أنا آسفه ان كان يزعجك الحديث عن زين الدين "

" لا بأس يا عمتي "

وصلتا للمطعم الذي زارته رهف برفقة سمية وجلست برفقة والدة زين على الشرفة

قالت والدة زين وهي تتأمل المكان " ياالهي ما هذا المكان الرائع "

ابتسمت رهف وقالت بكل ثقة " لقد عرفت أنه سيعجبك "

" ومن يعقل لا يعجبه مثل هذا المكان "

" الحمدلله انه اعجبك "

ثم اخذت رهف قائمة الطعام

" عمتي ماذا ستطلبين "

" أنا لا أريد شيء "

" عمتي هل يعقل أن أتناول الغداء وحدي "

" حسناً اطلبي لنا ما يعجبك "

" أخاف أن لا يعجبك ذوقي "

" هل يعقل ذلك "

فطلبت رهف لهن ماكولات بحرية

" لقد توفقت في الاختيار "

" بالطبع فوليد وزين يحبان ذلك وبالتأكيد أنتِ أيضاً مثلهما "

لقد لاحظت والدة زين كيف زلت رهف بذكر مايحبه زين وذلك يدل على أنه مازال موجود في ذاكرتها ولم تنساه بعد

" هل الطلاق صعب "

نظرت رهف إلى عمتها وقد صدمت من السؤال فالحقيقة أنها ما كانت تتوقعه أبداً

" دائما يكون الطلاق صعباً في بادئ الأمر وها قد مرت سنه عليه اعتقد أنه لم يعد صعباً "

" هل أنتِ سعيدة مع زوجك الحالي "

تظاهرت رهف بالسعادة " نعم الحمدلله "

" انتِ تستحقين كل السعادة "

" شكرا "

وهنا قطع حديثهما وصول المقبلات

" اعذريني ياابنتي أنا لا أريد أن أتدخل في حياتك لكن لديّ ما أقوله لك وصدقيني أنا لا أقف في صف أحد "

انزلت رهف عينيها وهي تقول محرجة

" عمتي أرجوكِ ان كان الموضوع متعلق بزين فلا تفتحيه أرجوكي فتلك الصفحة طويتها "

" لما يا ابنتي لا تسمعين ما سأخبرك به وإن لم يعجبك فهو مجرد حديث "

......

تبادلتا النظرات فاستغلت والدة زين صمت رهف وقالت

" يا ابنتي انت تعلمين أنني منذ سنه لم اتدخل في أي شيء حدث بينك وبين ابني لكن هذه المره أتيت لأنني رأيت الندم
والآسف في عينيّ زين لقد سمعت اليأس في صوته حالته كل يوم تسوء وتصبح أسوء منذ قبل "

صمتت والدة زين لتراقب ردة فعل رهف ثم اكملت

" رهف انت بمثابة ابنتي وانت تعرفين ذلك لهذا اتيت إليك لأني لا أريدك أن تتدمرين حياتك وحياة ابنك , ولو أنني لم أرى زين
الدين بعينيّ يعض اصابعه ندماً على اضاعتك ويشكو حاله وتعب قلبه لم أكن لأتي وأتدخل بينكم لكن ما أجبرني على القدوم هو وليد فهو ضحيتكما "

" عمتي اتريدينني ان اعود الى شخص ارخص بي وتزوج عليّ ليهينني واخذ ابني مني وكان يفعل اشياء اخرى لا اعرف كيف
اقولها عمتي زين اذاني بشدة "

" مع ذلك أعطيها فرصة أخيرة من أجل وليد "

" لقد أعطيته بدل الفرصة عشرة "

" آآآه ,, هل افهم من هذا انك تكرهينه "

" بالطبع "

" بالطبع ماذا "

" بالطبع اكرهه "

نظرت والدة زين اليها ثم قالت

" اذن لا فائدة من قول المزيد "

" أنا آسفه يا عمتي لكن الموضوع بالنسبة ليّ منتهي "

نظرت والدة رهف اليها ولم تعد تعرف ماتقوله ففضلت ان تصمت , فانهتا غدائهما وهن يتحدثان في اشياء لا تربطها بالموضوع
السابق بتاتاً

" عمتي سأذهب لأغسل يديّ "

" حسناً "

اثناء ذلك اتصلت والدة زين به

" اين أنت "

" لما "

" لتأتي تأخذني "

" أين أنتي "

" في مطعم أمواج هل عرفته "

" بالطبع يا امي "

" هل وليد معك "

" نعم فقد كان معيّ أثناء التدريب "

" حسناً تعال سريعاً "

" حسناً ياامي فقط ربع ساعة وسأكون عندك "

أثناء هذا اخذت والدة زين مفتاح سيارة رهف من حقيبتها وخبئته

........

عادت رهف من الحمام ثم قالت

" هل نحتسي الشاهي ام نغادر "

" دعينا نحتسي الشاهي ثم نغادر ,, مارأيك "

" حسناً "

بعد ان احتستا الشاهي واكلتا بعض الحلوى طلبت رهف من عمتها الذهاب لكن عمتها رفضت

" اذهبي انتي أنا منتظرة السائق ليأتيني "

" لا حاجة لذلك فأنا سأوصلك "


" لالا داعي لذلك اذهبي "

بعد أن اصرت والدة زين على بقائها لم يكن في يد رهف سوى الذهاب لعملها لكنها ما أن وصلت لسيارتها حتى تفاجأت انها
لم تجد مفتاح سيارتها وبعد ان بحثت في حقيبتها جيداً همست لنفسها

" اعتقد انني اسقطته في المطعم "

فعادت ادراجها لمكان الطاولة لكنها ما أن دخلت حتى تواجهت وجها لوجه مع زين الدين ووليد الذي افلت يد والده وجرى
سريعاً ليرتمي في حضن والدته التي لا إرادياً ضمته بقوة لصدرها فقد اشتاقت لصغيرها اشتاقت لرائحته لأنفاسه وليديه الصغيرتين التي تضمانها دائماً

" امي انا احبك "

" انا ايضاً ياوليد "

شعرت رهف بتساقط دموعها حارة على وجنتها وشعرت بألم في حنجرتها بسبب محاولاتها للتجلد والتماسك للأتنهار باكية
وتبدوا ضعيفة أمام زين وفجأة سمعت صوت والدة زين وهي تقول

" رهف ياابنتي يكفي ذلك انهضي "

نهضت رهف وهي تمسح دموعها لتلتقي عينيها بعيني زين لقد شعرت لأول مرة بحزناً في عينيه ولأول مرة تلاحظ وجهه لقد
كان يبدوا عليه المرض والارهاق لقد نحل قليلاً أو ربما لحيته التي اطلق العنان لها هي من تظهره نحيلاً قليلاً .

فجأة شعرت بيد والدة زين تجر يدها لتجلسها على الكرسي الذي بجوارها فجلسوا أربعتهم حول الطاول صامتين فكرت والدة زين انه من الأفضل لو تترك كلاً منرهف وزين وحدهما لعلهما يتحدثان قليلاً

" وليد مارايك ان نذهب ونلعب بالرمال قليلاً "

" حسناً يا جدتي لكني اخاف امي تذهب "

ضمته رهف وقبلته وقالت " لن اذهب قبل أن أودعك ,,حسناً "

فنهض وليد مع جدته وذهبا فظل زين صامتا خافضاً عينيه فقد احرج من مافعلته والدته فهو لا يحب هذا التصرف

قالت رهف بغضب " هذا تخطيطك اليس كذلك "

رفع زين عينيه وقال متظاهراً البرود " هل تحاولين أن تستفزينني "

" هل انا محقة "

نظر اليها ولم يجيبها فقد فضل ان يصمت

عندها فكرت رهف أن تغيضه قليلاً

" ألن تبارك ليّ "

اعتدل زين في جلسته واحتدت نظراته فجأة

" على ماذا تريدينني أن أبارك لك "

فقالت بسعادة لتغيظه أكثر " بالطبع على ... "

فجأة شعرت بغضبه وهو يهددها " إياك أن تكملي "

فضحكت ساخرة منه " لما "

فقال بصوت غضب " ماذا الا تخجلين من نفسك على ماذا تريدينني أن أبارك لك ,, يالك من وقحة "

ردت عليه وهي متظاهرة بالغباء " ماالوقاحة في الموضوع "

" اسمعي يارهف ان كنت تحاولين أن تستفزينني أو تجعلينني افقد اعصابي فكدتي تنالي مرادك لكن لن يكون ذلك في
صالحك "

تظاهرة رهف بأنها غاضبة هي الأخرى

" لم اكن أعرف أن تكرهني وتحقد عليّ لهذه الدرجه "

" أنا لا اكرهكِ وأنتِ تعرفين ذلك "

" كاذب والدليل هذا فما الوقاحة فأن تبارك ليّ في .. "

قاطعها زين بكل حدة وغضب

" لقد قولت لكِ اصمتِ ألا تفهمين لما لا تغلقين الموضوع "

" أي موضوع وأنت لم تتركني اكمل مااريد أن اخبرك به "

" وانا لا اريد أن اسمع شيء منك "

عندها نهضت رهف وهي تتظاهر بالانزعاج فتذكرت حينها أنا نست ان تبحث عن مفاتيحها فانحنت لتبحث تحت الطاولة

فعقد حاجبيه وهو يسألها " عن ماذا تبحثين "

" عن مفتاح سيارتي "

" هل وجدتيه "

نظرت إليه منزعجة " وهل كنت سأبحث عنه إن وجدته "

ثم أخذت تكمل البحث حول الطاول

تركها زين تبحث قليلاً ثم قال ليغظها

" هل تقصدين هذا "

رفعت رأسها لتنظر إلى زين الذي كان يلوح لها بالمفتاح وشبه ابتسامة على شفتيه

" لماذا لم تتحدث من قبل أأأأوووووف ,, ثقيل دم "

" ثقيل دم ؟؟ هذا جزاتي انني وجدته "

نظرت اليه بغضب ثم اخذت المفتاح من يده لكنه امسك بيديها

" ماذا تفعل "

" لم تشكرينني "

" وأنت لم تبارك ليّ "

عندها نظر إليها بغضب وضغط على يدها حتى آلمها

" زين اترك يدي ستحطمها "

فترك يدها ومازلت نظرته كما هي عندها نهضت رهف وحملت حقيبتها وما ان سارت خطواتين حتى استدارت اليه فوجدته
مازال يراقبها فابتسمت وقالت

" على فكرة الموضوع ومافيه أنني سأفتتح معرضين لعرض أزيائي بعد خمسة أيام "

نظر اليها زين بكل غضب وقد هم بالنهوض فهو لا يريد أن يسمع منها أي شيء عن زواجها فنيران الغيرة تحرقه كل لحظه ولا يريد أن تزيد لهيبها بسماعه عن مدى سعادتها أو انتظارها لأن يبارك لها فهو لا يستطيع أن يتحمل ذلك .
لكنه فجأة تلون وجهه بمئة لون فقد خجل من نفسه وهو ينظر إلى رهف التي ابتسمت له بسعادة ومكر فقد اسعدها ما اصابه من نيران الغيرة ..

" الى اللقاء "

ثم ذهبت رهف دون أن تنتظر جواب من زين وأخذت تسير إلى سيارتها وهي تشعر بالسعادة تملؤها لكن ما أن وضعت المفتاح حتى تذكرت وليد لقد وعدته بأن تودعه , عندها سارت إلى المنتزه الذي بجوار المطعم لتجد وليد يسير بسعادة ممسكاً يد جدته وهما يتحدثان فابتسمت رهف وهي تسير نحوهما

صرخت رهف وهي تلوح بيدها " وليد "

فجرى وليد إلى امه

" امي "

وماان وصل إليها حتى ارتمى في حضنها

" وليد "

" نعم ياامي "

" لما لا تأتي معي اليوم "

" حسناً ياامي "

ثم افلتها وقال " امي انتظرينني سأذهب وأستئذن ابي ,, حسناً "

" حسناً ياصغيري "

فتبادلا الابتسام هو ووالدته ثم اخذ يجري إلى والده الذي كان يراقبهم من المطعم , وأثناء ذلك وقفت والدة زين أمام رهف ثم
قالت

" اعتذر ياابنتي ان ضايقتك لكنني اتصلت على زين لنتقابل هنا مع وليد بما انك ستغادرين ,, ولم أكن اعلم أنكِ ستعودين "

فابتسمت رهف لها " لا بأس يا عمتي , لكنني لم اجد مفتاح سيارتي لهذا عدت "

" وهل وجدتيه الآن "

" نعم "

" الحمدلله "

سارت رهف ووالدة زين عائدتاً إلى المطعم حتى وصلتا إلى مواقف السيارات فوجدتا وليد ووالده يتحدثان ويبدوا على وليد
السعادة فشعرت رهف بغيرة من زين .

نظر زين إلى كلاً من والدته ورهف ثم قال " أمي هيا لأوصلك "

" حسناً بنيّ ,, إلى اللقاء يارهف "

أخذ زين يراقب رهف وهي تودع والدته فهذه المرة الأولى التي يجتمعوا معاً هو ووالدته ووليد ورهف حينها شعر بالآسف أكثر
من قبل

" إلى اللقاء ياعمتي ,, هيا وليد لنذهب "

" حسناً ياأمي ,, إلى اللقاء ياأبي ,, إلى اللقاء ياجدتي "

" إلى اللقاء ياوليد "

ذهب كلاً منهم إلى سيارته وماان صعدت رهف سيارتها حتى اخذت تراقب زين وهو يجد صعوبة في اخراج سيارته من

الموقف وما أن انتهى من ذلك ارادت ان تلقنه درساً أخر فقامت بإخراج سيارتها من الموقف باحترافية اخجلت بها زين الذي لاحة عليه شبه ابتسامة على وجهه فقد فهم ما عنته رهف , ثم انطلقت بسيارتها واخذت طريق غير طريقه لتختفي من أمامه فشعر وقتها بشوق لها إن هذا الشعور من أصعب ما يمر به أي شخصاً منا .

...........................

بعد ساعة من ماحدث ..
" فارس أنا آسفه لكن أقسم لك أنني لم أكن أعلم بقدومه "
نظرت رهف إلى فارس ورأفت بحالته فهو بالتأكيد يشعر بالحرج منها بسبب مافعله زين به أمامها
" رهف أنا لا أريد أن أرى هذا الحقير يحوم مرة أخرى حولك "
" أنا أيضاً مللت من افهامه ذلك , فما العمل "
" اتركِ هذا الأمر عليّ "
نظرت رهف إلى فارس وهو يتوعد زين فخافت من ما قد يعمله فارس فهو ان لم يكن بقوة زين الجسدية فبالتأكيد يستطيع أن يؤذيه بطريقة أخرى .
أرادت رهف أن تغير الموضوع لكنها لم تعرف ما تقوله فظلا صامتين كلاً غارق في عالمه حتى نهض فجأة فارس وقال دون أن ينظر إلى رهف
" رهف أنا سأغادر "
" لا أرجوك ابقى قليلاً على الأقل دعنا نأكل بعضاً من الحلو "
" مرة اخرى ,, احتفلي اليوم أنتي وصديقاتك وسأعوضك عن هذا في يوماً أخر "
" حسناً ,, على فكرة ,, شكراً على المفاجأة اللطيفة هذه "
نظر إليها فارس ويبدوا أنه نسي لما أتى ثم همهم
" آآآه "
لم يكن فارس في مزاج ليرد عليها أو حتى ليغير الموضوع ثم قال
" رهف يجب أن أغادر الآن "
" فارس هل أستطيع أن أعرف أين ستذهب "
" لديّ عمل يجب أن أقوم به "
" ألا تستطيع أن تؤجله "
" لا لا أستطيع "
" حسناً إلى اللقاء "
" إلى اللقاء "
خرج فارس وهو يضمر الشر لزين وهذا ما رأته رهف في عينيه إنها متأكدة بأن فارس لن يترك زين لحال سبيله وهذا ما كانت تخاف منه وهو أن يصيب زين مكروه ما ..
نهضت رهف لترتب مكتبها الذي بعثر أغراضه زين وقلب كراسيه وبالها مشغول بما يفكر فيه فارس , وبينما هي ترتب مكتبها رأت الهدايا التي أحضرها فارس لها فجلست على احدى الكراسي لتفتح علبة سوداء مخملية لتجد داخلها عقد جميل وقرطين في منتصفهم 3ماسات كبيرات ذو لونا أخضر , في الحقيقة ان العقد ابهرها بجماله واتقان صنعه فقد كان في غاية الروعه , فجأة شعرت رهف بضيق وانزعاج فأغلقت الصندوق وارجعته لمكانه فهي ستعيده بالتأكيد عندما تنتهي هذه المهزلة .
نهضت رهف من مكانها في الحقيقة أن ما أزعجها انها كانت تتمنى لو أن هذه الهدية من زين لكانت أجمل بالنسبة لها .
مايزعجها بحق أن زين يلاحقها منذ عدة أشهر محاولاً أن يعيدها لكنها بالرغم من ذلك لا تشعر بأن ذلك نابعاً من قلبه بل تشعر أنه يريد أن يرجع يتملكها من جديد فقط كأنه يريد وضع لافتتاً عليها أملاك خاصة , وهذا مالا تريده وهو أن تكون جزء من ملكيته فقد مضى ذلك الزمان الذي كانت مستعدة أن تكون أي شيء في حياة زين لتكون بالقرب منه فقط, أما الآن فما تريده منه تغير فقد نضجت وأصبح لديها متطلبات اخرى , تريده أيضاً أن يعرف أنه بدونها لا يستطيع أن يعيش وأنه قد يفقدها إذ استخف بها .
...........................
عاد زين للمنزل وهو يشعر بغضب من نفسه ومن رهف ومن كل شيء تقريباً فأخذ يسير وهو سارح بفكره متجه لغرفته عندما سمع صوت ابنه وليد يخرجه من دوامة أفكاره
" أبي ,, أبي "
استدار زين لمصدر الصوت ليرى ابنه ينظر إليه بحزن
" ماذا يا حبيبي "
" أين كنت ألم تخبرني أننا سنتناول الغداء معاً "
وضع زين يده على جبينه غاضباً من نفسه
" أوووه ياالهي لقد نسيت ياوليد , أنا آسف يا صغيري "
نظر وليد إلى والده بحزن " لا بأس يا أبي فأنا لم أتناول الغداء بعد "
اقترب زين من ابنه واحتضنه بحزن فقد أنبه ضميره ثم قال
" بني أنا آسف لقد انشغلت قليلاً , هل سامحتني "
نظر وليد بحزن لأباه ثم قال " بالطبع يا أبي "
ابتسم زين ثم قال " وليد هل تحب أباك "
فابتسم وليد وهو يقول" بالطبع يا أبي أنا أحبك "
عندها ضم زين وليد وهمس في اذنه
" وأنا أيضاً يا وليد أحبك كثيراً "
ثم ذهب كلاهما ليتناولا الغداء وأثناء ذلك أخذ زين يخبروليد بقصص ومغامرات كان يقوم بها عندما كان طفل وفجأة قطع وليد حديث والده سائلا إياه ...
" أبي هل أخبرتني متى تعرفت على والدتي "
" ماذا "
" متى قابلت امي اول مرة "
" اول مرة قابلت والدتك كانت في مثل عمرك كانت صغيرة جداً "
" هل كانت أمي جميلة يا أبي "
نظر زين إلى وليد متعجب من أسئلة ابنه
" نعم "
" أبي هل أعجبت باأمي عندما كانت صغيرة وقررت أن تتزوجها منذ ذلك الوقت "
ابتسم زين متعجباً من السؤال
" في الحقيقة يا بني أنا كنت وقتها مازلت صغيراً على التفكير في الزواج "
" اذن أنت لم تحب امي "
نظر زين لوليد وهو يشعر بحرج فقد احتار كيف يجيب ابنه
" بل أحببتها ياوليد لكننا آنذاك كنا مجرد طفلين نلعب ونلهو معاً فقط "
" هل تقصد يا أبي أنك لم تفكر وقتها بأن تتزوجها "
نظر زين إلى وليد وأسئلته وشعر بأن وراء اسئلته الغريبة شيئاً ما
" لا "
" لما يا أبي "
" لأننا كنا مجرد طفلين والأطفال لا يتزوجون "
" لماذا يا أبي الأطفال لا يتزوجون "
احتار زين في كيفية اجابة ابنه عن سؤال مثل هذا
" وليد صغيري حتى يتزوج الرجل يجب يكون لديه عمل وذلك ليستطيع أن يشتري حاجيات منزله أما المرأة فيجب أن تكون تعرف تطبخ وتنظف وتعمل كل شيء داخل المنزل لهذا لا يتزوجون الأطفال "
" لماذا يا أبي لم تحضر خادمة "
عندها نظر زين إلى وليد وقال وهو يفكر مبتسماً في مغزى هذه الأسئلة
" حقيقة هو حل لم نفكر فيه وقتها "
" ابي "
" ماذا "
" لديّ ما أخبرك به لكن لا أريدك أن تغضب مني "
" أنت تعلم أنني لن أغضب منك لأننا اتفقنا أن نصبح أصدقاء أليس كذلك "
" بالطبع "
" حسناً ماذا لديك لتخبرني به "
" أريد أن أتزوج "
" نعم "
" أنا قررت أن أتزوج فأنت تزوجت برولا ووالدتي تزوجت بفارس وأنا قررت أن أتزوج أيضاً"
" معك حق في ذلك "
" فلقد سمعت جدي مرة يقول لعمي سامر أن الرجل لا يستطيع أن يعيش دون امرأة فعندما يكون الرجل صغيراً تهتم به والدته أما عندما يكبر فيجب عليه أن تتزوج لتهتم به زوجته "
" وأنت لم تفهم سوى أنه يجب عليك أن تتزوج "
" بالطبع يا أبي فأنا ليس لديّ الأن امي لتهتم بي لهذا قررت أن أتزوج "
" تقصد إما أن أعيد أمك أو أزوجك "
" نعم "
" وبكل ثقة "
" أبي هل يعني هذا أنك وافقت "
ضحك زين ثم قال " دعني أفكر في الأمر ومن ثم سأخبرك جوابي , لكن بالمناسبة من هي الفتاة التي تريد أن تتزوج بها "
" ابنت عمي أحمد "
" ماذا ,,, من منهن "
" رنا "
" ولما تريد أن تتزوجها يا وليد "
" لأني مللت من البقاء وحدي ولأنها لطيفة معي "
ابتسم زين " حسناً سأطلب يدها لك لكن ليس قبل أن تنهي دراستك الجامعية وتتوظف وتصبح بطولي أو أطول مني قليلاً "
" أبي هذا ظلم "
" ظلم "
" نعم فأنت عندما تزوجت أمي كنت حينها أنهيت الثانوية فقط فلما أنا يجب عليّ أن أنهي الجامعه"
" لأن الزمن يتغير "
" ماذا تعني بذالك "
" أعني أن ابنت عمك مازالت طفلة وأنت أيضاً مازلت صغيراً على الزواج , وأنا أرى أنه من الأفضل أن تركز على دراستك بدلاً من هذه الأفكار ياوليد "
" لقد توقعت هذا فأنت وأمي لا تفكران بي "
" من الذي قال ذلك ياوليد ,, كل ما في الأمر أننا نمر ببعض المشاكل التي شغلتنا عنك قليلاً "
" وهل لي أن أعرف متى ستنتهي مشاكلكما "
صمت زين بحزن فوليد بالتأكيد متألم ويشعر بوحدة فهو يعرف هذا الشعور جيداً , لكن ما أحزنه أكثر أنه هو من أوصل ابنه لهذا فمنذ سنة كان يعيشوا سوياً مثل أي عائلة أخرى , لكن بسبب أنانيته وتفكيره في نفسه أخذ ينتقم من رهف متجاهلاً ابنه واثر هذه المشاكل على نفسيته
" أنا آسف يا وليد لكن صدقني أنني سأحاول أن أنهي جميع المشاكل التي تشغلني عنك,,أعدك "
........
" وليد سأذهب لأرتاح قليلاً وأنت اذهب وادرس حتى تنام مبكراً ,, حسناً "
" حسناً يا ابي "
ثم نهض زين وهو منزعج من نفسه ..
............................
في نهاية الأسبوع ...
قرر وليد أن يقوم هو ووالده بزيارة جدته في نهاية الاسبوع فوافق زين على ذلك وقررا أن تكون مفاجأة لها..
............
" مرحباً امي "
" زين الدين بنيّ ,, ماهذه المفاجأة الرائعة ,, لم أتوقع قدومكما "
" لما ألستي سعيدة بقدومنا ام ماذا "
" ماذا لست سعيدة هل يعقل ذلك ابني الغالي يزورني ولا أكون سعيدة ,, الله يسامحك "
" كنت امازحك ياامي لا تغضبي مني "
" مستحيل أن أغضب منك يازين الدين "
" لماذا "
" لأني أمك وسأغفر لك كل أخطائك لأراك سعيداً فقط يا بني "
ابتسم زين بحزن ثم قال
" لقد حرمت منك عندما كنت طفل أما الآن فأنا من يحرم نفسه منك فمشاغلي واهتمامي بوليد يأخذ كل وقتي "
" ولماذا يابني لا تأتي وتسكن أنت ووليد معي هنا سأرعاك وأضعك في عيني أنت ووليد "
" لن ينفع يا أمي أنت تعرفين ذلك "
" ما هو الذي لا ينفع ألست ابني "
" نعم ابنك ولكن زوجك ماذا عنه "
" ان عمك طيب ولن ينزعج ان سكنت معنا حتى اخوتك سيفرحون "
ابتسم زين وهو يقول " امي ان من يجلس امامك رجل وليس طفل "
" أنت في نظري مازلت ابني الصغير ولن تكبر ابدا "
عندها أخذ زين يد والدته وقبلها بحرارة فطبعت امه قبلة حانية ع جبينه ثم مسحت على شعره بحنان عندها قاطعهما وليد
" جدتي وأنا هل تحبينني مثل والدي "
" بل أكثر منه "
" هل تغار يا وليد من أن والدتي تحبني أكثر منك "
" لا لأن جدتي أخبرتني يوماً أنني أحب شخص إليها "
" هل حقاً ياامي اخبرتيه بذلك "
" نعم ذلك صحيح فوليد احب شخص إليّ "
" وأنا ألست ابنك "
" بلى لكن وليد أحبه أكثر من الجميع "
" هل رأيت يا أبي "
ابتسم كلا من زين ووالدته ثم قال زين
" امي أين البقية "
" انهم في غرفهم كلاً منهم مشغول بشيئاً ما وأنا يتركونني طيلة النهار وحيدة "
"وليد ما رأيك أن تذهب وتنادي على الجميع "
" حسناً يا أبي "
تبادل زين ووالدته النظرات ثم قالت والدته " أرى أن بداخلك أمراً ما "
ابتسم زين بحزن ثم تنهد وقال
" اريد أن استشيرك يا أمي في أمراً ما لأنني لم أعد أنام بسبب كثرة التفكير به "
اقتربت منه والدته وسألته بقلق " ما هو الذي يشغل تفكيرك "
نظر زين إلى والدته " لا أعرف من أين أبدء "
" انا اسمعك "
" انا متعب يا امي وأشعر بارهاق وضغط نفسي كبير "
" وما سبب هذا كله "
اخفض زين عينيه خجلاً من والدته فكيف سيخبرها ما بداخله تجاه رهف
" هل الأمر متعلق برهف "
رفع زين عينيه لينظر إلى والدته التي اقتربت منه اكثر فهز رأسه موافقاً ع استنتاجها
" تحدث يا بني فأنا مصغية "
" انتي بالتأكيد تعرفين أنني متزوج بابنت رئيس الوزراء لكن لا أحد يعرف أنني تزوجتها لأغيظ بها رهف وعائلتها "
" حسناً "
" أنا يا امي دمرت حياتي وحياة رهف ووليد بيدي أنا حرمت رهف وحرمت نفسي من السعادة وحرمت وليد من الاستقرار "
" الجميع يخطيئون "
" لكن ليس مثل خطأي يا امي لقد تحملت رهف كل ذلك لكنني ضغطت عليها كثير بعنادي وغبائي ياأمي إلى أن انفجر الوضع ولم أعد استطيع أن أسيطر عليه وفي أخر الأمر طلقتها وياليتني لم أفعلها فقد كانت أكبر غلطت في حياتي كلها وها أنا أعض أصابعي ندماً على ذلك "
" والآن هي ستتزوج يا زين الدين فما الفائدة من أن تعيش في الماضي خطط لمستقبلك "
" لا استطيع يا امي "
" لماذا يايني لديك وليد ورولا تستطيع أن تكون اسرة بهما "
" لا استطيع يا امي فأنا عالق في الماضي "
" زين الدين يجب أن تعرف أن ذلك كان فصل من حياتك وانتهى مهما كان السبب لكنه انتهى"
..........
صمت زين قليلاً ثم قال
" يا امي أنا قررت أن أعيد وليد ليعيش مع والدته وسأطلق رولا وسأسافر من جديد فخلال هذا الشهر سينتهي عقدي مع النادي "
" انت ترى ان افضل حل ان تترك ابنك الوحيد عائلتك وتهاجر ,, لماذا "
" لأنه الحل الأفضل في نظري فوليد مازال يحتاج لوالدته "
" ونحن عائلتك ألا ترى أننا بحاجتك هل يعقل أنك ستتركني بعد أن وجدتك يا زين "
" بالطبع لا يا امي سازورك بالطبع "
قالت والدته من بين دموعها " لا أنت تكذب يا زين لن تعود أنا اعرف ذلك "
نظر زين إلى والدته ثم ضمها وقال " بل سأعود من أجلك يا أمي "
...........................
بعد يومان ..
جلسة والدة زين في غرفتها وحيدة غارقة في أفكارها التي لم تفارقها منذ اللحظة التي أخبرها زين عن قراره فلم يغمض لها جفن من حينها , تفكر في زين الذي قرر الهجرة مرة أخرى وتركها بعد أن أعادته إلى حضنها مرة أخرى .
فكرت في رهف وفي كيفية اعادتها لإبنها فهي عرفت منه أنها سبب تعاسته لهذا يجب أن تجد حل لتعيد له سعادته حتى يبقى قريباً منها , ففكرت أن أفضل حل هو أن تذهب لتزور رهف.
فنهضت من مكانه لتضع حجابها ومن ثم أخذت حقيبتها من على الطاولة وخرجت من غرفتها متجهة لدار الأزياء الخاص برهف ..
.....................
مكتب رهف ....
طرقت والدة زين باب مكتب رهف ومن ثم دخلت
" السلام عليكم "
فنظرت رهف التي تفاجأت بوالدة زين " وعليكم السلام عمتي "
" نعم عمتك لقد قولت بما انك لا تسألين عليّ أسائل عليكي "
نهضت رهف من كرسيها وذهبت لتسلم على والدة زين خجلة من تقصيرها عن السؤال عنها
" أنا آسفه يا عمتي ,, لكن العمل شاغلني عن كل الناس فلا تغضبي ان قصرت معك "
احتضنتها والدة زين ثم قالت
" أنا لست غاضبة منك لكنني أعاتبك لأني أحبك يا رهف "
" أنا أيضاً يا عمتي أحبك ولهذا يزعجني عتابك ,, آآه لقد نسيت ماذا تشربين "
جلست والدة زين على احدى الآرائك وجلست رهف مقابلاً لها
" لالا داعي فأنا لن أطيل البقاء "
" لا لن أتركك تغادرين قبل أن نتغداء معاً ,, هيا فلتنهضي "
" إلى أين "
" تعالي فقط "
خرجت رهف ووالدة زين من دارها للازياء حتى وصلتا لجوار سيارة رهف قالت والدة زين
" رهف يا ابنتي انا لا أريد أن أشغلك عن عملك "
ابتسمت رهف لها " تشغلينني ,, هيا اصعدي "
فابتسمت والدة زين ابتسامة جميلة ثم صعدة وبينما رهف تقود قالت
" اتعرفين لقد عرفت من أين أخذ وليد وسامته ,,, انه منكِ "
أرادة والدة زين أن تستغل هذا الموضوع لتجس نبض رهف
" بل من أباه فوليد لا يختلف كثيراً عن زين الدين عندما كان طفلاً "
لقد شعرت رهف بحرج بمجرد ذكر اسم زين الدين " آآه "
" أما أنك لم تلاحظين ذلك "
" بلى "
تظاهرت والدة زين بالإحراج " أنا آسفه ان كان يزعجك الحديث عن زين الدين "
" لا بأس يا عمتي "
وصلتا للمطعم الذي زارته رهف برفقة سمية وجلست برفقة والدة زين على الشرفة
قالت والدة زين وهي تتأمل المكان " ياالهي ما هذا المكان الرائع "
ابتسمت رهف وقالت بكل ثقة " لقد عرفت أنه سيعجبك "
" ومن يعقل لا يعجبه مثل هذا المكان "
" الحمدلله انه اعجبك "
ثم اخذت رهف قائمة الطعام
" عمتي ماذا ستطلبين "
" أنا لا أريد شيء "
" عمتي هل يعقل أن أتناول الغداء وحدي "
" حسناً اطلبي لنا ما يعجبك "
" أخاف أن لا يعجبك ذوقي "
" هل يعقل ذلك "
فطلبت رهف لهن ماكولات بحرية
" لقد توفقت في الاختيار "
" بالطبع فوليد وزين يحبان ذلك وبالتأكيد أنتِ أيضاً مثلهما "
لقد لاحظت والدة زين كيف زلت رهف بذكر مايحبه زين وذلك يدل على أنه مازال موجود في ذاكرتها ولم تنساه بعد
" هل الطلاق صعب "
نظرت رهف إلى عمتها وقد صدمت من السؤال فالحقيقة أنها ما كانت تتوقعه أبداً
" دائما يكون الطلاق صعباً في بادئ الأمر وها قد مرت سنه عليه اعتقد أنه لم يعد صعباً "
" هل أنتِ سعيدة مع زوجك الحالي "
تظاهرت رهف بالسعادة " نعم الحمدلله "
" انتِ تستحقين كل السعادة "
" شكرا "
وهنا قطع حديثهما وصول المقبلات
" اعذريني ياابنتي أنا لا أريد أن أتدخل في حياتك لكن لديّ ما أقوله لك وصدقيني أنا لا أقف في صف أحد "
انزلت رهف عينيها وهي تقول محرجة
" عمتي أرجوكِ ان كان الموضوع متعلق بزين فلا تفتحيه أرجوكي فتلك الصفحة طويتها "
" لما يا ابنتي لا تسمعين ما سأخبرك به وإن لم يعجبك فهو مجرد حديث "
......
تبادلتا النظرات فاستغلت والدة زين صمت رهف وقالت
" يا ابنتي انت تعلمين أنني منذ سنه لم اتدخل في أي شيء حدث بينك وبين ابني لكن هذه المره أتيت لأنني رأيت الندم والآسف في عينيّ زين لقد سمعت اليأس في صوته حالته كل يوم تسوء وتصبح أسوء منذ قبل "
صمتت والدة زين لتراقب ردة فعل رهف ثم اكملت
" رهف انت بمثابة ابنتي وانت تعرفين ذلك لهذا اتيت إليك لأني لا أريدك أن تتدمرين حياتك وحياة ابنك , ولو أنني لم أرى زين الدين بعينيّ يعض اصابعه ندماً على اضاعتك ويشكو حاله وتعب قلبه لم أكن لأتي وأتدخل بينكم لكن ما أجبرني على القدوم هو وليد فهو ضحيتكما "
" عمتي اتريدينني ان اعود الى شخص ارخص بي وتزوج عليّ ليهينني واخذ ابني مني وكان يفعل اشياء اخرى لا اعرف كيف اقولها عمتي زين اذاني بشدة "
" مع ذلك أعطيها فرصة أخيرة من أجل وليد "
" لقد أعطيته بدل الفرصة عشرة "
" آآآه ,, هل افهم من هذا انك تكرهينه "
" بالطبع "
" بالطبع ماذا "
" بالطبع اكرهه "
نظرت والدة زين اليها ثم قالت
" اذن لا فائدة من قول المزيد "
" أنا آسفه يا عمتي لكن الموضوع بالنسبة ليّ منتهي "
نظرت والدة رهف اليها ولم تعد تعرف ماتقوله ففضلت ان تصمت , فانهتا غدائهما وهن يتحدثان في اشياء لا تربطها بالموضوع السابق بتاتاً
" عمتي سأذهب لأغسل يديّ "
" حسناً "
اثناء ذلك اتصلت والدة زين به
" اين أنت "
" لما "
" لتأتي تأخذني "
" أين أنتي "
" في مطعم أمواج هل عرفته "
" بالطبع يا امي "
" هل وليد معك "
" نعم فقد كان معيّ أثناء التدريب "
" حسناً تعال سريعاً "
" حسناً ياامي فقط ربع ساعة وسأكون عندك "
أثناء هذا اخذت والدة زين مفتاح سيارة رهف من حقيبتها وخبئته
........
عادت رهف من الحمام ثم قالت
" هل نحتسي الشاهي ام نغادر "
" دعينا نحتسي الشاهي ثم نغادر ,, مارأيك "
" حسناً "
بعد ان احتستا الشاهي واكلتا بعض الحلوى طلبت رهف من عمتها الذهاب لكن عمتها رفضت
" اذهبي انتي أنا منتظرة السائق ليأتيني "
" لا حاجة لذلك فأنا سأوصلك "
" لالا داعي لذلك اذهبي "
بعد أن اصرت والدة زين على بقائها لم يكن في يد رهف سوى الذهاب لعملها لكنها ما أن وصلت لسيارتها حتى تفاجأت انها لم تجد مفتاح سيارتها وبعد ان بحثت في حقيبتها جيداً همست لنفسها
" اعتقد انني اسقطته في المطعم "
فعادت ادراجها لمكان الطاولة لكنها ما أن دخلت حتى تواجهت وجها لوجه مع زين الدين ووليد الذي افلت يد والده وجرى سريعاً ليرتمي في حضن والدته التي لا إرادياً ضمته بقوة لصدرها فقد اشتاقت لصغيرها اشتاقت لرائحته لأنفاسه وليديه الصغيرتين التي تضمانها دائماً
" امي انا احبك "
" انا ايضاً ياوليد "
شعرت رهف بتساقط دموعها حارة على وجنتها وشعرت بألم في حنجرتها بسبب محاولاتها للتجلد والتماسك للأتنهار باكية وتبدوا ضعيفة أمام زين وفجأة سمعت صوت والدة زين وهي تقول
" رهف ياابنتي يكفي ذلك انهضي "
نهضت رهف وهي تمسح دموعها لتلتقي عينيها بعيني زين لقد شعرت لأول مرة بحزناً في عينيه ولأول مرة تلاحظ وجهه لقد كان يبدوا عليه المرض والارهاق لقد نحل قليلاً أو ربما لحيته التي اطلق العنان لها هي من تظهره نحيلاً قليلاً .
فجأة شعرت بيد والدة زين تجر يدها لتجلسها على الكرسي الذي بجوارها فجلسوا أربعتهم حول الطاول صامتين فكرت والدة زين انه من الأفضل لو تترك كلاً منرهف وزين وحدهما لعلهما يتحدثان قليلاً
" وليد مارايك ان نذهب ونلعب بالرمال قليلاً "
" حسناً يا جدتي لكني اخاف امي تذهب "
ضمته رهف وقبلته وقالت " لن اذهب قبل أن أودعك ,,حسناً "
فنهض وليد مع جدته وذهبا فظل زين صامتا خافضاً عينيه فقد احرج من مافعلته والدته فهو لا يحب هذا التصرف
" هذا تخطيطك اليس كذلك "
رفع زين عينيه وقال متظاهراً البرود " هل تحاولين أن تستفزينني "
" هل انا محقة "
نظر اليها ولم يجيبها فقد فضل ان يصمت
عندها فكرت رهف أن تغيضه قليلاً
" ألن تبارك ليّ "
اعتدل زين في جلسته واحتدت نظراته فجأة
" على ماذا تريدينني أن أبارك لك "
فقالت بسعادة لتغيظه أكثر " بالطبع على ... "
فجأة شعرت بغضبه وهو يهددها " إياك أن تكملي "
فضحكت ساخرة منه " لما "
فقال بصوت غضب " ماذا الا تخجلين من نفسك على ماذا تريدينني أن أبارك لك ,, يالك من وقحة "
ردت عليه وهي متظاهرة بالغباء " ماالوقاحة في الموضوع "
" اسمعي يارهف ان كنت تحاولين أن تستفزينني أو تجعلينني افقد اعصابي فكدتي تنالي مرادك لكن لن يكون ذلك في صالحك "
تظاهرة رهف بأنها غاضبة هي الأخرى
" لم اكن أعرف أن تكرهني وتحقد عليّ لهذه الدرجه "
" أنا لا اكرهكِ وأنتِ تعرفين ذلك "
" كاذب والدليل هذا فما الوقاحة فأن تبارك ليّ في .. "
قاطعها زين بكل حدة وغضب
" لقد قولت لكِ اصمتِ ألا تفهمين لما لا تغلقين الموضوع "
" أي موضوع وأنت لم تتركني اكمل مااريد أن اخبرك به "
" وانا لا اريد أن اسمع شيء منك "
عندها نهضت رهف وهي تتظاهر بالانزعاج فتذكرت حينها أنا نست ان تبحث عن مفاتيحها فانحنت لتبحث تحت الطاولة
فعقد حاجبيه وهو يسألها " عن ماذا تبحثين "
" عن مفتاح سيارتي "
" هل وجدتيه "
نظرت إليه منزعجة " وهل كنت سأبحث عنه إن وجدته "
ثم أخذت تكمل البحث حول الطاول
تركها زين تبحث قليلاً ثم قال ليغظها
" هل تقصدين هذا "
رفعت رأسها لتنظر إلى زين الذي كان يلوح لها بالمفتاح وشبه ابتسامة على شفتيه
" لماذا لم تتحدث من قبل أأأأوووووف ,, ثقيل دم "
" ثقيل دم ؟؟ هذا جزاتي انني وجدته "
نظرت اليه بغضب ثم اخذت المفتاح من يده لكنه امسك بيديها
" ماذا تفعل "
" لم تشكرينني "
" وأنت لم تبارك ليّ "
عندها نظر إليها بغضب وضغط على يدها حتى آلمها
" زين اترك يدي ستحطمها "
فترك يدها ومازلت نظرته كما هي عندها نهضت رهف وحملت حقيبتها وما ان سارت خطواتين حتى استدارت اليه فوجدته مازال يراقبها فابتسمت وقالت
" على فكرة الموضوع ومافيه أنني سأفتتح معرضين لعرض أزيائي بعد خمسة أيام "
نظر اليها زين بكل غضب وقد هم بالنهوض فهو لا يريد أن يسمع منها أي شيء عن زواجها فنيران الغيرة تحرقه كل لحظه ولا يريد أن تزيد لهيبها بسماعه عن مدى سعادتها أو انتظارها لأن يبارك لها فهو لا يستطيع أن يتحمل ذلك .
لكنه فجأة تلون وجهه بمئة لون فقد خجل من نفسه وهو ينظر إلى رهف التي ابتسمت له بسعادة ومكر فقد اسعدها ما اصابه من نيران الغيرة ..
" الى اللقاء "
ثم ذهبت رهف دون أن تنتظر جواب من زين وأخذت تسير إلى سيارتها وهي تشعر بالسعادة تملؤها لكن ما أن وضعت المفتاح حتى تذكرت وليد لقد وعدته بأن تودعه , عندها سارت إلى المنتزه الذي بجوار المطعم لتجد وليد يسير بسعادة ممسكاً يد جدته وهما يتحدثان فابتسمت رهف وهي تسير نحوهما
صرخت رهف وهي تلوح بيدها " وليد "
فجرى وليد إلى امه
" امي "
وماان وصل إليها حتى ارتمى في حضنها
" وليد "
" نعم ياامي "
" لما لا تأتي معي اليوم "
" حسناً ياامي "
ثم افلتها وقال " امي انتظرينني سأذهب وأستئذن ابي ,, حسناً "
" حسناً ياصغيري "
فتبادلا الابتسام هو ووالدته ثم اخذ يجري إلى والده الذي كان يراقبهم من المطعم , وأثناء ذلك وقفت والدة زين أمام رهف ثم قالت
" اعتذر ياابنتي ان ضايقتك لكنني اتصلت على زين لنتقابل هنا مع وليد بما انك ستغادرين ,, ولم أكن اعلم أنكِ ستعودين "
فابتسمت رهف لها " لا بأس يا عمتي , لكنني لم اجد مفتاح سيارتي لهذا عدت "
" وهل وجدتيه الآن "
" نعم "
" الحمدلله "
سارت رهف ووالدة زين عائدتاً إلى المطعم حتى وصلتا إلى مواقف السيارات فوجدتا وليد ووالده يتحدثان ويبدوا على وليد السعادة فشعرت رهف بغيرة من زين .
نظر زين إلى كلاً من والدته ورهف ثم قال " أمي هيا لأوصلك "
" حسناً بنيّ ,, إلى اللقاء يارهف "
أخذ زين يراقب رهف وهي تودع والدته فهذه المرة الأولى التي يجتمعوا معاً هو ووالدته ووليد ورهف حينها شعر بالآسف أكثر من قبل
" إلى اللقاء ياعمتي ,, هيا وليد لنذهب "
" حسناً ياأمي ,, إلى اللقاء ياأبي ,, إلى اللقاء ياجدتي "
" إلى اللقاء ياوليد "
ذهب كلاً منهم إلى سيارته وماان صعدت رهف سيارتها حتى اخذت تراقب زين وهو يجد صعوبة في اخراج سيارته من الموقف وما أن انتهى من ذلك ارادت ان تلقنه درساً أخر فقامت بإخراج سيارتها من الموقف باحترافية اخجلت بها زين الذي لاحة عليه شبه ابتسامة على وجهه فقد فهم ما عنته رهف , ثم انطلقت بسيارتها واخذت طريق غير طريقه لتختفي من أمامه فشعر وقتها بشوق لها إن هذا الشعور من أصعب ما يمر به أي شخصاً منا .
...........................

fadi azar 21-09-14 05:09 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
رائعة جدا متى يعود لبعض ويتركو العناد

شرقاوية عسل 07-12-14 04:12 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
سلام

طولتي

الله يرضا عليك وصلتي الى هذا الحد فكملي بليز

ولك جزيل الشكر

fadi azar 09-12-14 09:38 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
تاخرتي علينا اختي عسا المانع خيرا منتظرينك

أضئت القمر 03-01-15 08:44 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
انا اسفة ع التأخير في انهاء الرواية
لكن انشغالي بتخرجي منعني من التفكير
وبعد اسبوعين بيكون اخر اختبار ان شاءالله
وان شاءالله بتتعدل النفسية
انا عارفه انه في ناس يواصلوا في الكتابة بالرغم من دوامهم في الجامعه
لكني انسانه جدا مزاجية ومن يوم ماسجلت في الجامعه والنفسية جدا تعبانه
فتوقفت افكاري
كل يوم احاول اكتب بس مايطلع معايا شي
لدرجة ارجع اقفل اللاب توب احاول امسك ورقه وقلم عشان اكتب وبرضوا مايطلع معايا شي
بس ان شاءالله اخلص اختبارات
واخلص الرواية
باسرع وقت اقدر عليه

fadi azar 04-01-15 12:09 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
ولا يهمك تي منتظرينك لاكمال الرواية

شرقاوية عسل 06-01-15 12:00 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
هلا وغلا أضأت

الله يوفقك بالاختبارات والمهم اننا على بالك

وما نسيتينا ومنتظرينك يا الغلا

أضئت القمر 04-02-15 07:41 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
بعد يومان
خرجت رهف من الحمام وهي تلف منشفة على رأسها عندها قال وليد باابتسامة

" نعيما ماما "

فضحكت والدته وقالت " الله ينعم عليك حبيبي "

ثم اقتربت وقبلته واخذت تلعب بشعره الذي يشبه في كثافته شعر زين ونعومته , بينما كان هو يمسك بهاتفه ويشاهد مقاطع فيديو لمباريات والده عندها سألته

" وليد إلى أي درجة تحب والدك "

" كثير جدا جدا ياامي "

" وأنا ياوليد كم مقدار حبي في قلبك "

" أنتي أيضاً ياامي أحبك كثيرا "

.....

" امي هل مازلت منزعجة مني لأنني تركتك "

" لا ياوليد فقد قررت ان اتركك تعيش في المكان الذي يريحك حبيبي , وان كان ذلك منزل والدك ,, فلا مانع لديّ "

" حقاً يا امي "

" حقاً ياصغيري "

ثم طبعت قبلة على رأس صغيرها ومن ثم نهضت لتسرح شعرها وتجففه بينما كانت تراقب ابنها عبر المرآة تبدوا عليه السعاده وهو يشاهد مباريات والده.

تسألت وقتها رهف هل يعقل أن وليد ورث حب والده منها , فهي بالرغم مااذاقها زين من آلام فهي لم تكرهه يوماً حتى أنه تزوج عليها واحرجها أمام الجميع وأذى مشاعرها جداً لكن حبه لم يهتز من مكانه أو ينقص ,,

فهل يعقل أنها بلا كرامة وكبرياء ؟؟؟

فكيف لرجل أن يفعل ما فعله زين ويظل محتفظاً بمكانته في قلبها وكأنه حقاً تملك قلبها وختم عليه حتى لا يكون لغيره ...
شعرت بغضب من نفسها وهي تتذكر مافعله زين بها منذ أن عاد وكيف خدعها لتعود إليه لكنها في النهاية بكل بساطة بدءت تتناسى ذلك بمجرد أنها شعرت بندمه ...

هل هي غبية أو ساذجة لهذه الدرجة ؟؟؟

وفجأة رن هاتفها ليقطع حبل أفكارها رفعت هاتفها لتنظر إلى شاشته لتجد اسم فارس يظهر امامها فتنهدت وهي تغمض عينيها فقد تعبت حقاً من هذه التمثيلية واخذت اعصابها تتعب اكثر كلما شعرت بقرب الوقت عندها قال وليد

" امي لما لا تجيبين "

نظرت رهف إلى وليد ومن ثم الى الهاتف الذي مازال يرن ثم أجابت

" الو "

" مرحبا رهف ,, كيف حالك "

" الحمدلله أنا بخير وأنت كيفك حالك "

" اصبحت بخير منذ أن سمعت صوتك "

......

خجلت رهف فلم تجيبه

" رهف هل تسمعينني "

" بالطبع "

" رهف أريدكِ اليوم أن تتغدين معي لأن هنالك أمور أريد أن أناقشها معك وبما أنه يوم اجازتك فتلك فرصة لنقضي اليوم معاً ,, ما رأيك "

فكرت رهف وقتها هل من الأفضل أن تخبره بحقيقة مشاعرها أم تنتظر قليلاً لتجد حيلة أفضل لأنه اذا وافق فارس على الانفصال فعائلتها سترفض ذلك وبشده عندها لن تستفيد شيئاً .

" حسناً لنتقابل اليوم "

" اذن سأمر عليكي الساعة 1 ظهراً "

" حسناً سأكون في انتظارك "

وما أن اغلقت مع فارس حتى تنهدت بتعب لكل هذه المشاعر والأفكار المزدحمة داخلها ,, ليفاجأها وليد بسؤاله

" ماما "

" نعم حبيبي "

" هل حقا ستتزوجين وتتركينني "

إلتفتت رهف إلى وليد وسألته بتعجب

" من قال اني سأتركك "

" أبي "

شعرت رهف بغضب من زين فكيف له أن يملئ راس صغيرها بهذه الافكار

" أباك "

ارتبك وليد ثم قال

"نعم أبي لقد سمعته يتحدث مع عمي احمد في الحقيقة ,ولم يكن يعلم بوجودي "

" وماذا سمعت "

" سمعت أنك ستتزوجين وتتركينا ,, وأنك ستنجيبين أطفال أخرين تهتمين بهم وتحبينهم اكثر مني "

عندها اقتربت رهف من وليد لتضمه إلى صدرها وهي تقول " وليد صغيري أنا لن أحب أحداً اكثر منك "

" حقاً يا ماما "

" بالطبع يا حبيبي "

" ماما ,, أنا احبك "

" وانا أيضاً ياصغيري احبك كثييييرا "

شعرت رهف بسعادة ففكرت أن زين بدء يتخبط في مشاعره وان نيران الغيرة اصبحت تلتف حوله وتحرقه كل يوم أكثر يزيد من
سعادتها لعله يذوق ماذاقته ولو أن غيرة الرجل لا تقارن بغيرة المرأة فالبنسبة للرجل تكون مؤلمة جداً وتترك خلفها ندوباً عميقة في قلبه وعقله وهذا ما تريده رهف ان تشعره بأنه أضاعها ليمر بما مرت به .

..................

الساعة 1 ظهراً ...

ما أن وصلت الساعة واحدة ظهراً حتى رن جرس منزل رهف ليدخل فارس ليستقبلاه كلاً من والديّ رهف بكل حب واحترام بينما ذهبت الخادمة لتطلب من رهف النزول اليهم .

وعندما نزلت رهف ورأت انسجام الجميع في الحديث وضحكاتهم تعلو شعرت بانزعاج فهي لا تذكر انهم احبوا زين أو حتى اشعروه بهذا الترحيب في المنزل وهو ايضاً لم يكن مستعداً لأن يبذل مجهود لأن يرضي أحداً ..

تنهدت رهف وامسكت بيد وليد وسارت الى حيث يجلس الجميع

" مرحبا "

نهض فارس ومد يده ليصافح رهف " مرحبا ,, وليد انت هنا لم اكن اعلم "

جلست رهف بعد ان صافحت فارس الذي اخذ يتجاذب اطراف الحديث مع وليد الذي يبدوا انه غير منسجم معه بتاتاً , ثم صمت الجميع لينهض فارس ويقول

" اعتقد انه من الافضل ان نذهب قبل الإزدحام "

عندها قالت والدة رهف " لكن لا تنسى ان تزورنا مرة اخرى يا فارس "

" بالطبع ياامي "

نظرت رهف ليكليهما وشعرت بغضب من والدتها الذي سمحت لفارس بأن يناديها بأمي فإشتدت قبضتها على يد وليد دون ان تعي لذلك من غيظها ,, عندها صرخ وليد

" امي انتي تؤلمينني "

نظرت رهف إلى وليد وشعرت بحرج " اسفة ياصغيري "

عندها قالت والدة رهف " هيا فلتذهبا ,, أما وليد فسيبقى مع جدته فبعد قليل سيأتي خالك رشدي وأبنائه ما رأيك بهذه بالمفاجأة "

وليد " لا أريد فأنا سأذهب مع أمي "

جدته " وليد بنيّ ألا تريد أن تلعب مع ابناء خالك "

" بلى "

" اذن فلتبقى معي "

" لا , اذ امي ستذهب فأنا ذاهب أو فلتبقى امي ,, مارأيك ياامي "

عندها تدخل فارس من باب اللباقة فقط فهو أصبح يكرهه من كرهه لوالده فهو يشبهه كثيرا , والسبب الاخر لكرهه أنه هو من يربط بين رهف و ذاك الغبي

" لا بأس ياامي اتركيه يأتي معنا "

والدة رهف " لا أدري هذا الصبي يشبه من في عناده "

" والدي "

نظروا جميعاً إلى وليد الذي يبدوا عليه الغضب عندها شعرت رهف بانزعاج من والدتها لتحدثها عن وليد بهذه الطريقة وخاصة أمام فارس

" امي وليد سيأتي معي ,, الى اللقاء "

نهضت رهف وهي ممسكت بيد وليد وسارت معه حتى وصلا إلى السيارة لتتفاجأ رهف بصعود وليد في الكرسي الأمامي بجوار فارس الذي اغتاظ منه ليقول وليد لهما

" هذا الكرسي للرجال , اليس كذالك ياامي "

صعدت رهف إلى الخلف وهي تشعر ببعض الحرج من تصرف وليد وهي تهمس لنفسها " الله يستر هذه من اولها ياوليد سنرى اذ فارس سيتحمل تصرفاتك "

قاد فارس وهو يحاول أن يسيطر على أعصابه من وليد الذي اخذ يقاطع أي حديث يقوم به مع والدته مرة عن طريق طرح أسئلة لا معنى لها , ومرة يريهم اعلان والده الذي يملئ الشوارع واكمل قائلاً

" والدي يقوم بالكثير من الاعلانات ,, والدي مشهور جداً حتى أصدقائي يحسدونني عليه ,, أتعرف ياعمي فارس عندما أكبر أريد أن أكون مثل ابي رجلاً قوي لا يوجد هنالك من يهزمه في أي شي "

اجابه فارس وهو يشعر بالحرج فهو أكثر شخص يعرف قوة قبضة والده " إن شاءالله "

رهف شعرت بأن وليد فجر قنبلة في المكان بتصرفاته هذه , في الحقيقة أنه اليوم يبدوا مثل والده عندما يضمر الشر لكن الحقيقة أنها هي أيضاً تفاجأت بتصرفاته هذه , فهو في العادة لايتحدث عن والده بهذه الصورة المبالغ فيها , لكنها فكرت في أنه أفضل عذر لتنفصل عن فارس اذ وليد لم ينسجم معه فهي لا تستطيع أن تكمل هذا الزواج .

وصل فارس للمطعم الذي حجز فيه وهو يشعر بصداع من وليد وكلامه المتواصل

" هيا لننزل "

رأت رهف وجه فارس الذي يبدوا عليه الملل والانزعاج لكنها لم تهتم فيبدوا أن وليد هو من سيخلصها من هذا الزواج ..
دخل ثلاثتهم المطعم وكلاً منهم في وادً عندما وصلوا وجدوا أن فارس كان حاجز لهم طاولة فجلسوا جميعهم حول الطاولة

عندها قال وليد

" امي لقد اتيت إلى هنا من قبل مع أبي ,, وطعامهم جداً لذيذ وقد أعجب والدي "

.....

" والذ ما يقدمونه الربيان "

أرادت رهف أن تغلق استرساله بالحديث عن والده

" اذن سأطلب لي ولك ربيان و2 عصير ليمون بالنعناع ,, ما رأيك "

أجابها وهو مبتسم " جيد "

عندها قال فارس " أما أنا سأطلب حساء الذرة والدجاج بالكريمة ومشويات مشكلة وسلطة وعصيركوكتيل "

بعد أن ذهب النادل قال وليد " أتعرف ياعمي فارس أن والدي يحب الربيان ويفضل أيضاً شرب عصير الليمون بالنعناع "

تظاهر فارس باانشغاله بهاتفه الذي كان يمسك يده من ألا يضرب به وليد على رأسه , فأخر شي يريد أن يسمعه أخبار والده ومايفضله .

حينها فضلت رهف أن تظل ملتزمة بالصمت فهي تشعر بأن الموقف لا يتحمل أي تدخل من طرفها , لكن وليد مازال مسترسل في حديثه حتى اضُطر فارس ان يستئذن للذهاب إلى الحمام عندها التفتت رهف إلى وليد الذي كانت السعادة تظهر على محاياه

" وليد منذ متى وأنت كثير الكلام "

" ماذا فعلت ياامي "

" وليد أبعد كل ما قولته لا تعرف ما فعلت ,, وليد إنه من المزعج أن تتحدث عن والدك أمام فارس "

" ولماذا أليس والدي "

" بالطبع والدك ,, لكن فارس ليس بوالدك ولا يحب والدك فلا تغيظه أكثر بالحديث "

" أمي إن كان لا يحب والدي أذن لن يحبني "

نظرت رهف إلى وليد وأخذت تفكر في أن هذا ما شعرت به فمن المؤكد أنه لن يحب وليد من كرهه لزين .

" غير صحيح "

" بلى "

عندها صمتت تنظر إلى وليد عندها قال

" أمي هل تحبينه "

شعرت وقتها رهف بخجل شديد

" وليد ما هذا الذي تقوله "

" أمي إن كنت لا تحبينه فلماذا لا نعود لنعيش مع والدي فهو في الحقيقة يحبك ,, حتى أنه أخبرني أنه أحبك منذ أول مرة
رأكِ فيها عندما كنت طفلة وأنه قرر أن يتزوجك وقتها "

......

نظرت رهف إلى وليد متسألة عن ماأخبره زين هل حقاً أنه أخبر ابنهما أنه مازال يحبها كما كان

" أمي هل أخبرك سراً "

" ماهو يا وليد "

" أبي لا يحب رولا ويريد أن يطلقها "

" وما يدريك هل أخبرك بذلك "

" لا "

" أذن كيف علمت عن ذلك "

" لقد سمعته يتحدث مع جدتي صفية "

" وليد هل تتنصت "

" لا ياأمي أقسم لك أنني سمعتهم بالخطأ لم أقصد أن أتنصت عليهما "

" ذلك جيد ياوليد فلا يصح ذلك يابنيّ "

" أعرف ذلك ياأمي "

وليد شعر أنه يجب أن يجمع بين والديه بأي طريقة فهو لا يريد أن يعيش بين اسرتين وكلاً منهما لاهياً عنه .
عاد فارس للجلوس معهم ولاحظ أن كلاً من رهف ووليد تغيرت حالته فيبدوان أنهما شاردين الذهن فكر ربما رهف وبخت وليد لهذا هما صامتين .

قدم الطعام ووضع أمامهم فأخذوا جميعاً يتناولونه في صمت بالرغم من محاولة فارس لإخراج رهف من صمتها لكنها لم تستطع مجاراته في الحديث وهي تعرف أن وليد يرصد كل شي فهي لم تشعر من قبل بأن صغيرها كبر مثل ما تشعر به الآن.

بعد أن انتهوا من تناول الطعام فكر فارس أن يتحدث مع وليد بشكل طبيعي حتى لا تأخذ رهف منه موقف

" وليد ما رأيك أن نطلب آيس كريم "

" بالطبع ,, و لتكن بشكولاته وبها قطع من الاوريو "

" حسناً ,, وأنت يا رهف ما هو نوعك المفضل "

وقبل أن ترد قال وليد

" تشيز كيك مع قهوة مره هذا ماتفضله أمي ,, أليس كذلك "

نظر وليد إلى والدته منتظراً ردها , عندها ابتسمت رهف ومسحت شعر وليد وقالت

" مثل ما قال وليد فيبدوا أنه أكثر من يعرفني "

فابتسم وليد سعيداً

شعر فارس بالغيظ من وليد وجلوسه معهما وفكر في الأيام القادمة وكيف سيعيش معهما ويشاركهما نفس المنزل إن مجرد الجلوس معه لساعات أشعره بصداع , فكيف إن شاركه نفس المكان إنها كارثة حقاً.

أشار فارس للنادل بأن يأتي ليأخذ طلبهم ولم يمر سوى عشرة دقائق وما طلبوه تم تقديمه وبينما هم يتناولون تحليتهم رن هاتف وليد الذي أضئ وجهه سعادة منذ أن رأى شاشة هاتفه

" ألو أبي "

" مرحبا وليد ,, كيف حالك "

" الحمدلله بخير وأنت ياأبي "

" وأنا بخير طالما أنت بخير ياصغيري "

" أنا لم أعد صغيراً يا أبي "

" أووه لقد نسيت كنت أقصد يا صديقي , سامحني لقد نسيت "

" سامحتك "

" وليد مارأيك إن مررت عليك الآن لنذهب لتناول الغداء معاً ,, ولتعود للمنزل فقد تركتك ثلاثة أيام "

" آآه ,, حسناً لكنني مشغول حالياً هل تستطيع أن تمرعليّ لنتناول العشاء "

ضحك زين " مشغول ياوليد عن والدك , وما الذي يشغلك "

نظر وليد إلى والدته ثم إلى فارس لكنه قرر ألا يخبر والده بذلك

" لا شي , سأنتظرك في المساء ياأبي حسناً "

" حسناً كما تريد "

" إلى اللقاء ياأبي "

" وليد ..."

نظر زين إلى شاشة هاتفه وقال

" هل يعقل أن وليد أغلق الهاتف في وجهي ,, أنا سأوريه "

***

بينما رهف شعرت براحة كبيرة بأن وليد لم يخبر والده بشيء حتى ينهوا هذا النهار على خير .

أما فارس فشعر بغضبه يتزايد بسبب وليد ووالده الذان أخذا يفسدان مزاجه وتمنى لو أنه يستطيع أن يخرجهما من حياة رهف لتطب الحياة معها لكن لم يجد طريقة بعد لذالك .

انتهى الغداء وتوجه الجميع إلى السيارة وصعد وليد بجوار فارس مرة أخرى , وعند العودة لم يحاول فارس أن يفتح أي موضوع فقط أخذ يقود سيارته في صمتاً غريب حتى أوصلهما إلى المنزل .

عند وصولهم لأمام بوابة المنزل قال وليد

" مع السلامة ياعمي فارس "

قال فارس ببرود " مع السلامة ياوليد "

لكن ما أن نزل وليد حتى التفت فارس إلى رهف وامسك بيدها وقال

" رهف لم تسألينني بعد عن ما كنت أريد مناقشته معك "

رهف بمجرد أنه مسك يدها شعرت بشلل بعقلها فقد كان تركيزها كله منصب كيف تخلص يدها من يده

" آه ,, صحيح لقد نسيت "

" أذن مارأيك في أن نلتقي يوم الأحد القادم في مكتبك "

" آآه ,, حسناً "

عندها فتح وليد الباب الذي بجوار والدته ويبدوا عليه الإنزعاج

" أمي لما لم تنزلين بعد "

عندها سحبت رهف يدها بسرعة من يد فارس

" هأنا نازلة "

وما أن نزلت رهف حتى قاد فارس سيارته دون أن يلتفت إليهما وكان يبدو عليه الانزعاج , شعرت رهف أنه من حقه أن ينزعج فوليد لم يترك لهما مجالأ ليتحدثا أو يتناقشان في أي شيء حتى هي لم تحاول أن تفتح معه أي موضوع .

لاحظت رهف وقتها وليد وهو يسير سعيداً إلى المنزل وكأنه لم يفعل شي , فهمست لنفسها

" على الأقل في هنالك من رجع سعيداً للمنزل "

وما أن دخلا المنزل حتى سألتها والدتها

" كيف كان الغداء "

ردت رهف ببرود " جيد "

" ولماذا تقولينها بهذه الطريقة "

عندها انسحب وليد خوفاً من غضب جدته إن علمت بما فعله بينما رهف لاحظت ذلك

" وكيف تريدين أن أقوله لك ياأمي "

" دعيني أشعر بأنك سعيدة حقاً "

" وإن كنت لست سعيدة ياأمي ,, أتريدين أن أمثل حتى أريحك "

" ولماذا لست سعيدة أم أنك لا تكوني سعيدة إلا إن كنت مع ذاك الغبي "

همت رهف بالصعود خلف وليد " أمي أنا لا أريد أن أتناقش معك في أي شي "

" لكنني أريد أن أتناقش معك "

" نقاشاً عقيم ياأمي "

وفجأة سمعتا صوت رشدي " ماهو هذا النقاش العقيم الذي تتحدثون عنه "

نظرت رهف لرشدي ثم قالت " أنا ذاهبة لغرفتي "

لكن والدتها قاطعتها " لا لن تذهبي إلى أي مكان حتى تسمعي ما لديّ "

نظرت رهف إلى والدتها ووقفت بإستسلام لتسمع ما تريده والدتها منها

" رهف لقد أضعت من عمرك ما يكفي بسبب ذاك الذي لا أحب ذكر اسمه حتى ,,

والآن تريدين ان تضيعين عمرك الباقي بسببه أيضاً ,,

ياإبنت ألا يحق لي أن أطمئن عليكِ وأن أفرح بك مثل كل أمهات "

ردت رهف بصوت ساخر حزين " أمي لقد فرحتي بي بدل المرة مرتين "

" أتسخرين مني أتظنين عندما أزفك إلى ذاك الشخص يسمى زفاف أو فرحة ,, بالنسبة لي هو يوم حزن وبؤس ,, ويوم
شؤم يوم ذهبت بك إلى تلك الحارة "

عندها تدخل رشدي " أهدئ يا أمي ,, فرهف لم تعد طفلة فهي أماً أيضاً وبالطبع تفهم مشاعر الأمومة الآن أفضل من قبل , وتفهم أن هذا الغضب كله خوفاً عليها وليس عداوة "

نظرت رهف إلى كلا من رشدي ووالدتها وفكرت أنهم محقين فهم لا يرون سوى ظاهر الأمور والتي هي مساؤى زين وأعماله التي لا تدل على أي حب ,,

لكنهم لايعلمون أن رهف تحب ما تحت القشور فهنالك يسكن قلب أحبته وأحبها بصدق لكنه مثل الصندوق الأسود مخبئ عن الجميع وله شفرته الخاصة التي تعبت لتجدها ...

" أمي أنتِ محقة في كل ماقولته , لكن قلبي ليس بيدي ولا أستطيع بالتظاهر بالسعادة ,, التي هي أبعد عن ما أكون عليه حالياً "

نظرت والدتها بغيظ إلى رشدي وقالت " انظر انظر كيف تريد أن تغيظني وترفع لي الضغط "

" أمي أنا لا أغيظك أن أخبرك بحقيقة مشاعري "

عندها تدخل رشدي بحزم

" حقيقة مشاعرك ,, أي مشاعر تتحدثين عنها المشاعر التي أضعفتك لدرجة أن تجعليه يدوس على كرامتك وكبريائك علناً أليس لديكِ عائلة تسترد حقك "

صمت قليلاً ثم أكمل بقوة أكبر

"أين رهف حسين القوية ذو الكرامة والكبرياء ؟؟

رهف متى ستفقين من غفلتك هذه ,,

لقد داس على كل شي بينكما لقد طلقك بعد عشرة سنوات انتظار ,,

لقد تزوج عليك بعد أن عاد بستة أشهر وليس ذلك فقط بل لقد أعلن زواجه أمام الكاميرات ,, هل يعقل أن ذلك لم يهينك ولو قليلاً يا أختي "

شعرت ر هف بدموعها وهي تكاد تفيض ففضلت أن تهرب من أمامهم قبل أن تخونها دموعها وتفضحها أمامهما وحقاً صعدت الدرج لتختبيء في غرفتها وما أن وصلت لغرفتها حتى وجدت وليد فدخلت الحمام فهي لا تريد أن يراها هو الأخر تذرف الدموع
..

لكنها لم تعلم أن وليد سمع كل شي لكنه ما أن صعدت والدته حتى اسرع وجلس على السرير متظاهراً هو الأخر بأنه يلعب
..
.
......................

في المساء ..

خرج وليد إلى حيث يقف والده بعد أن اتصل به ليخبره بأنه بالخارج أمام بوابة المنزل , وما أن خرج وليد حتى لاحظ زين الحزن ظاهراً على وجه ابنه وأنه لا يحمل أي حقيبة فسأله

" أين حقيبتك "

" هل أستطيع أن ابقى الليلة فقط ياأبي "

" هل هذا ما تريده يا وليد "

فهز وليد رأسه بنعم دون أن يجيب

" حسناً , لا بأس بليلة أخرى مع أن والدك يشعر بالوحدة "

" أنا آسف ياأبي "

ابتسم زين ليلطف الجو " لا بأس يا بني ,, هيا بنا "

وفي الطريق لاحظ زين صمت وليد على غير عادته

" وليد بني ما بك لما الحزن يبدوا عليك "

" لا شي يا أبي "

" اذن لماذا أنت حزين ؟؟ "

نظر وليد إلى والده ثم قال " بسبب ماما "

" وماذا بها والدتك "

" لقد وبختها جدتي وخالي رشدي بقوة حتى أبكياها "

" وماالسبب "
.
.....

صمت وليد لم يعرف هل يخبر والده أم لا

" ماذا ألا تريد أن تخبرني ما الأمر "

" لأنها ليست سعيد مع عمي فارس "

أراد زين أن يوبخ ابنه لقوله عمي لكن تغاضى عن الأمر فهو لا ذنب له وحتى يعرف ما الأمر الذي وبخة بسببه رهف

" وهل والدتك حقاً ليست سعيدة مع ذاك الحق ... "

امسك زين لسانه من شتم فارس

" نعم "

شعر زين بسعادة تشتاح جسده كله اذن مازالت تحبه وتفكر فيه

" لكن ما سبب بكائها ,, هل تعرف "

" نعم أعرف ,, لأن خالي أخبرها بأنها بلا كرامة وكبرياء "

همس زين لنفسه بعد أن فهم ما يقصده رشدي

" تباً مازال لديه ذات اللسان السليط "

عندها سأله وليد

" أبي لماذا لا نعود أنا وأمي لنعيش في المنزل فأنا لا أريدها أن تتزوج عمي فارس , فهو لا يحبني "

" وكيف يحبك وأنت ابني "

" ماذا يعني ذلك يا أبي "

" وليد ألا يكفيك أن أحبك أنا ووالدتك "

" بلى "

مال زين لابنه وطبع قبلة على رأسه وهو يبتسم له بينما واصل القيادة ثم قال

" وليد لا أريدك أن تهتم بفارس أو حتى تناديه بعمي "

" وماذا اناديه "

" ناده فارس فقط "

" عندها سيوبخني الجميع يا أبي "

صمت زين ففي الحقيقة أن هذا من قلة الذوق وهو لا يريد أن يكون ابنه وقحاً , لكن ماذا بفعل بالنار التي تشتعل داخله
وبينما كان يقود زين السيارة وهو شارد بذهنه رن هاتفه فاجاب دون أن ينظر لشاشة هاتفه فهو يعرف المتصل

" مرحبا زين الدين ,, أين انت "

" مرحبا رولا ,, لقد ذهبت لإحضار وليد وهأنا في الطريق "

عندها التفت وليد إلى والده وشعر بالحزن أكثر من قبل فقد ظن أنهما سيتعشيان وحدهما وبينما والده يكمل حديثه مع رولا أخذ وليد يفكر في كيفية إغاظتها هي الأخرى فقد قرر أن يخُرج كلاً من فارس ورولا من حياة والديه ...

وبعد عشرون دقيقة وصل زين إلى مطعم الذي هو عبارة عن سفينة كبيرة تقف بجوار المرسى وكانت رولا وعائلتها قد حجزت طاولة تطل على البحر.

دخل زين المطعم وتوجه لمكان الطاولة التي تجتمع عائلة رولا حولها والقى التحية

" مرحبا ,, كيف حالكم "

فرد الجميع " أهلا بك يا زين "

رولا " مرحبا ياوليد ,, كيف حالك "

فرد وليد ببرود " الحمدلله "

" كيف دراستك "

" جيده "

عندها سأل والد رولا " مارأيكم لو نطلب الطعام "

عندها أخذ الجميع قائمة الطعام وأخذوا يقرؤونها عندها قال وليد

" أبي لقد أتيت إلى هذا المطعم من قبل مع والدتي "

" حقاً "

" نعم , حتى أنهم يقدمون طبق سمك وربيان لذيذان "

" أذن سأطلب لي ولك سمك وربيان "

" وأيضاً عصير الليمون بالنعناع لنا الاثنين "

ابتسم زين وقال وهو ينظر إلى ابنه " حسناً "

ثم استدار وليد إلى رولا وقال

" أمي أيضاً تحب السمك والربيان كذالك تفضل عصير الليمون بالنعناع مثل أبي "

عندها تظاهر زين بأنه يقرأ القائمة بالرغم من أنه كاد يضعها على الطاولة وأخذ يفكر في شيئاً أخر يطلبه فأخبر النادل بأن يحضر له شوربة ثمار البحر وما أن انتهى النادل من أن يسجل طلبهم وذهب حتى قال وليد وهو يبتسم ببراءة

" حتى أمي تحب شوربة ثمار البحر أبي هل أستطيع أن أخذ لأمي طبقاً معي "

شعر زين أنه يريد أن يصرخ به فما الذي حدث لوليد العاقل وقليل الكلام فهو بهذا الكلام يحرجه أمام عائلة رولا أشعره وكأنه لأول مرة يذهب لمطعم

" حسناً فيما بعد يا وليد "

" شكراً يا أبي "

تجاهل زين تصرف وليد وفكر أنه مازال طفل ولا يلام لكن الأمر تعدى ذلك فجأة رن هاتفه فرد

" مرحباً ياأمي "

" مرحبا يا وليد ,, متى ستعود "

" لا أعرف يا أمي فأنا مع أبي ورولا وعائلتها نتعشى "

نظر زين نحو وليد وأراد أن يضربه فلماذا يخبرها بهذا

شعرت رهف بانزعاج وضيق ولكنها تظاهرت بعكس ذلك " حسناً يا حبيبي , هل سألته متى سيعيدك "

" حسناً يا أمي تحدثي مع أبي "

وبدون أن ينتظر أي اجابة من والدته أعطى زين الهاتف ليتفاجأ كلاهما بفعلت وليد عندها حاول زين أن ينقذ الموقف

" مرحباً رهف "

" متى ستعيد وليد "

أراد أن يعاتبها على طريقة ردها لكن الوقت غير مناسب لذلك

" قبل منتصف الليل "

" لماذا هل هو عشاء أم سهرة "

" وما الذي يهمك في ذلك "

" ومن قال إني مهتمه ,, لكني أريد وليد أن يعود أبكر بقليل فأنا لدي عمل ويجب أن أنام مبكراً حتى أفيق له ,, أم تريدني أن

أظل منتظرة لك طيلة الليل "

" حسناً سأحاول أن أعود به مبكراً "

" سنرى "

وأغلقت الخط دون أن تنتظر رده مما أغضب زين لكنه قال ليحافظ على كرامته أمام الأعين التي تراقبه

" حسناً ,, إلى اللقاء "

بعدها نظر إلى وليد الذي كان ينظر إليه بكل برائة وكأنه لم يفعل شيء وأعطاه هاتفه وهو يتوعده , ثم ر فع عينيه لتلتقي
بعيني رولا الذي كان يبدوا عليها أنها تشتعل ناراً فهمس في نفسه

" الله يستر"

اكمل الجميع العشاء وقد بدء على وجوههم الضجر من وليد وتصرفاته وحديث الذي كان يقطع عليهم المناقشه فيما يخص
زواج زين ورولا وتحديده وقته , وعن الشقة والأثاث حتى فقدت رولا أعصابها

" وليد ألم تخبرك والدتك عندما يتحدثون الكبار يجب على الصغار أن يلزموا الصمت "

نظر وليد إليها بغضب ثم إلى والده الذي ألجمه الموقف ثم قال

" لا تتحدثي عن أمي هكذا "

" تصرفاتك السبب "

نهض وليد ثم قال " أنا لا أحبك ولا أريدك أن تكوني بديلة لأمي "

غضبت رولا أكثر" ومن قال لك أنني أريد أن أكون بديلة لأمك "

صرخ وليد وهو يقف أمام الجميع " أذن فلتخرجي من حياة أبي أيتها العقرب "

عندها قالت والدة رولا " أيها الصبي أخفض صوتك واجلس ,, أنت تحرجنا "

نظر وليد إلى والده الذي قال وهو يقف " أنا آسف ,, لا أدري ما به الليله "

رولا بغضب " بالتأكيد حرضته ضدي "

وليد " ألم أقل لكِ لا تتحدثي عن أمي بسوء ,, ألا تفهمين "

عندها أمسك زين يد وليد وأمره " هيا لنغادر "

ثم إلتفت إلى رولا وعائلتها " مع السلامة "

وما أن خرجا حتى سحب وليد يده من يد والده وسارا حتى وصلا السيارة ثم صعدها وهما ملتزمين الصمت وأثناء القيادة
حاول زين أن يتحكم بأعصابه فما حدث الليلة ليس بالأمر المعتاد من فتى مثل وليد فما الذي غيره وجعله يفعل مافعله .

" وليد "

" نعم "

" هل أخبرتني لماذا تصرفت بهذه الطريقة ,, على غير عادتك "

" وهل يهمك "

حاول زين أن يمسك أعصابه وقال بكل جدية وحزم

" أنت ابني ومن المؤكد يهمني وخاصة اذ كان تصرفاتك بهذه الوقاحة "

....

" وليد أنا أنتظر جواب "

" ليس لدي جواب "

" بلى بالتأكيد لديك سبب لكل هذه الفوضى الذي عملتها الليلة "

عندها صرخ وليد وهو يمسح دموعه بطريقة طفوليه

" أنا أريد أمي تعود للمنزل ,, أنا لا أريد رولا أماً لي ,, أمي فقط هي من تحبني "
.
...

نظر زين إلى وليد وشعر بأن قلبه فاض ألم من منظر صغيره الذي قال له من بين شهقاته

" أنا أعرف أن أمي تحبك لكن أنت لا تحبها ,, تحب تلك رولا "

" وليد بني ,, أنا آسف لم أقصد أن أصرخ عليك "

لكن وليد لم يجاوبه اوصل زين وليد إلى المنزل وقال له وهو يوقف السيارة

" وليد ,, هل ستذهب وأنت مازلت غاضب من والدك "

لكن وليد لم ينظر إلى والده فتح باب السيارة وسار ناحية بوابة المنزل الذي كانت في انتظاره وما أن رأت وجهه والحزن بادياً
عليه وعينيه تلمعان بدموعاً متبقية لم تنتهي فا أقتربت تريد حضنه

" وليد صغيري ماذا حصل ,, هل أنت بخير "

لكنه دفعها وقال

" لستُ طفل ,, ابتعدي عني "

ثم سار بإتجاه غرفته عندها ذهبت رهف لتلحق به لتجده أغلق بابه بالمفتاح لتقف رهف متعجبة من وليد وتصرفه ففكرت أن
أفضل أن تتصل بزين فهو بالتأكيد يعلم ما به وليد

" ألو "

" ماذا فعلت بوليد "

" نعم "

" ماذا فعلت بابني "

" لم أفعل به شيء "

" كاذب "

" رهف اللي فيني يكفيني فإياك والغلط الليلة "

" أذ تريد أن لا أغلط فيك ,, فأخبرني لما أبني يحبس نفسه في غرفته "

" هل حبس نفسه ,, حقاً "

" وهل كنت سأتصل بك إن لم يكن هذا السبب "

صمت زين ثم قال بصوت متعب

" اتركيه لبعض الوقت ولا تكوني لحوحة عليه "

غضبت رهف لبرودة ردت فعل زين

" ماذا اتركه هل أنت غبي ابني في مثل هذه الحالة وأتركه ,, أحد قلك لقيته في الشارع "

" رهف ابنك كبر اتركي له مجال لينفس عن حزنه عن غضبه لا تخنقيه بااهتمامك هذا ,, ان هذا مزعج "

عندها صرخت " منذ متى اصبح الأهتمام ازعاج "

تنهد زين بتعب وحزن بسبب حالة وليد الذي هو بتأكيد سبباً فيها

" رهف أرجوووكِ ,, ليست لدي النية الليلة في مجادلتك "

" أنا لم اتصل لأتسلى أنا أريد أن أعرف ما به ابني "

" غداً صباحا عندما يذهب للمدرسة أساليه ما به ,, مع السلامة "

واغلق زين الخط دون أن ينتظر من رهف الاجابة , بينما رهف جلست على سريرها وهي منزعجة وهي تفكر في وليد الذي
لا تعجبها تصرفاته منذ الصباح ليكملها بحبس نفسه والانعزال بها إنها خائفة عليه من هذا التصرف فقد يرتكب حماقة ما ,
بالرغم من أنها أرادت أن تعطيه مجال لأن يعبر عن مشاعره بالطريقة التي تريحه كما قال زين , لكن قلب الأم أضعف من أن
يحكم العقل في أموراً كهذه فذهبت وتوضئت لتقيم صلاة الليل بالقرب من غرفة وليد وظلت رهف بجوار الغرفة تراقب كل صوت
يصدر من غرفة وليد حتى اتى وقت المدرسة وحقاً خرج وليد ويبدوا أن مزاجه اعتدل قليلاً عندها اقتربت رهف منه وقالت

" ألا يوجد صباح الخير يا ماما "

" صباح الخير ماما "

" صباح الخير ياروح ماما "

...

" وليد لقد أخفتني عليك "

" أنا آسف يا ماما "

" لا بأس يا حبيبي ,, هيا ستتأخر على مدرستك "

" وأنتي يا أمي ألن تذهبي لعملك "

" لا أستطيع ,, لأنني لم أنام بعد كنت خائفة على شخصاً ما "

عندها اقترب وليد وضم والدته ثم قال " أنا آسف يا أمي "

ابتسمت رهف براحة وقالت " لا بأس يا حبيبي "

" أحبك يا ماما "

" وانا أحبك جداً يا وليد ,, هيا لمدرستك "

" حسناً ,, إلى اللقاء يا ماما "

ما أن تطمنت على وليد حتى شعرت بالنعاس يملئ عينيها فذهبت إلى السرير لترتمي عليه وهي تدعي ربها بأن يحفظ
أبنها دائماً...

fadi azar 05-02-15 12:18 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
رائعة جدا أتمنى ان لا تتاخري علينا بالبارتات ولكي جزيل لشكر

شرقاوية عسل 07-02-15 11:09 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
شكرا لانك كملتي إن شاء الله آخر الغيبات يا قمر منور

ننتظرك لا تطولي

bluemay 11-08-15 06:25 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
تغلق إلى حين عودة الكاتبة


الساعة الآن 06:48 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية