منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t193356.html)

Rehana 18-02-14 06:32 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
فعدا عن السرور الذي تشعر به لهذا , ربما إذا ظنها هانتر مستهترة , سيبتعد عن طريقها ويكف عن ازعاجها بأسلته التي لا تريد الاجابة عليها.
قالت تجيبه ببطء:
- بالضبط فالافضل لك إذن ان تنتبه , إذ ربما ارى انك بحاجة الى درس في الموسيقى .
فلم يظهر على اساريره اي تعبير وهو يجيب :
- اظن ان اختلاف الذوق الموسيقى لدينا قد يشكل عقبة لا يمكن التغلب عليها.
فقالت بحدة :
- لم يكن هذا عرضاً .
فقال :
- ماهو إذن؟ تهديد؟.
فقالت وقد كاد صبرها يفرغ :
- مجرد تحذير ودي.
ما الذي حدث لمزاجه المتقلب ذاك؟ لماذا اصبح من الصعب استفزازه الآن ؟
- اشكر لك كرمك هذا, ولكنني كما سبق واشرت , لم اعد في قمة اندفاع الفترة وحماسها واشك في انك ستجدينني بمثل سرعة تأثر فتى مراهق.
سألته بحزم:
- هل يمكنني استعادة إيفان الآن ؟
- لماذا ؟ إنه يبدو مستأنساً معي .
وكان هذا صحيحاً , فقد كان مستلقياً بين ذراعي هانتر الكبيرتين , وكأنما كان هو مكانه الأساسي , وهو يحملق في ذلك الوجه الأسمر الخشن , بينما كان يمتص قبضته السمينة بصوت مسموع , مانحاً بذلك آن عذراً جيداً.
- إنه جائع , وهذا وقت اطعامه.
فسألها وهو ينظر الى مطبخها الفارغ:
- وماذا يأكل؟
تذكرت فجأة انها سبق واخبرته ان طعامها على الموقد . وسرعان ما استحال غباؤها الى ذعر , لقد خافت من ان يصر هانتر على البقاء حتى تجيب على جميع اسئلته , وشعرت بأنها تر يد التخلص منه بأسرع وقت , فأجابته قائلة :
- انه يشرب اللبن غالباً.
وشعرت بوجهها يتوهج احمراراً عندما رأته يبادلها النظر , ثم مد يديه بالطفل نحوها . فقالت بلطف :
- لا اريد ان اعطلك عن الذهاب , ارجو ألا يكون عشاؤك قد احترق.
فقال:
- هذا لن يحدث لأنني اطفأت الموقد قبل حضوري .
وتملكها الارتياح وهي تراه يخرج دون كلام , وهكذا تمكنت من إعطاء إيفان زجاجة الحليب وموزة مهروسة وهي تحدثه عن مبلغ غطرسة جارهما وتطفله عليهما , لقد ادركت تماماً ان إيفان كان يوافقها على كل ماتقوله لأنه كان فاغراً فمه وهي ترد عليه اخطاء هانتر .
كانت جالسة على الأرض تنشف وجهه , عندما سمعت طرقاً على الباب .
نظرت عابسة الى إيفان الذي كان يرفس برجليه مبتهجاً , وهي تقول :
- والآن , من تظنه الطارق ؟
ولكن هانتر لم ينتظر منها ان تفتح له الباب , إذ قبل ان تقف على قدميها , كان هو يدخل حاملاً طبقاً كبيراً مغطى .
قال بضيق وهو يضع الإناء على المائدة :
- كان عليك ان تقفلي بابك.
اجابت بجفاء:
- لقد كنت آخر من خرج منه , ولم اكن اعلم انك ستعود و إلا كنت اقفلته بالقفل والترباس.

Rehana 18-02-14 06:34 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
فتقدم يقف بجانبها ينظر الى الطفل , ويقول :
- لقد كنت دعوتك للعشاء , هل تذكرين؟
اجابت:
- واذكر جيداً انني رفضت ذلك.
ولكن رفضها هذا كان يعوزه الحماس , كانت تعلم انه لن تستطيع مجابهة إرادته الفولاذية , هذا الى انها كانت جائعة فعلاً , فلماذا ترفض طعامه ؟ وربما كان يريد بهذا ان يسود السلام بينهما , كانت تفكر في هذا بتفاؤل وهي تلف منشفة حول جسد إيفان , ولما كانت تعلم ان هانتر كان يراقبها , لم تستطع ان تتقن عملها , وكان ان القت بالدبوس على الأرض وهي تهتف ألماً بعد ان وخزها في اصبعها مسيلاً منه نقطة دم.
فجثم هانتر بجانبها يلتقط الدبوس , ثم ازاحها جانبا بكتفه وهو يقول :
- دعيني اقوم بهذا العمل , بينما تجهزين انت المائدة.
فأخذت تنظر اليه بارتياب وهو ينهي المهمة بسرعة مدهشة , ثم سألته :
- هل عندك ابناء أخ او ابناء أخت .
فأجاب :
- انني ابن وحيد لأهلي , ولكن لديّ عقلاً فعالاً , ماذا عليّ القيام به بعد هذا؟
ماذا؟ ايظن الأمر سهلاً الى هذا الحد؟ فوقفت واخبرته بما عليه ان يفعل , ثم تبطأت تراقبه راجية ان تجد شيئاً تنتقده لأجله, ولكنه كان من السرعة والإتقان لعمله , شأنه في كل مايعمل , واخذت تتابعه النظر بافتتان وهو يلبس الطفل ملابس النوم , وكيف كان يتصرف بحزم ورقة , بيدي الطفل اللتين كانتا تحاولان التملص منه.
سألها :
- هل سينام الآن , أم سيرافقنا ونحن نأكل ؟
منتديات ليلاس
وكأن إيفان فهم قوله , فوضع إبهامه في فمه بينما ارتجفت جفناه .
فقالت كاذبة :
- إنه لا ينام في العادة مباشرة .
فأغمض إيفان عينيه وبدت على شفتيه ابتسامة. اضافت :
- وربما ذلك السن الذي بزغ مؤخراً في فمه سيبقيه مستيقظاً مدة طويلة.ريحانة
فأخذ إيفان يغط في النوم , حول هانتر وجهه نحو آن , وهو مازال جاثماً , ليرى وجهها تسوده الخيبة , فقال:
- إذا كنت تظنين اننا بحاجة الى حارس , ربما نضع بين اجفانه عوداً يبقيهما مفتوحتين.
فقالت:
- لا تكن سخيفاً.
ولكن كان في ذلك شيئاً من الصحة إذ ليس الحارس ماكانت بحاجة اليه , بل أي شيء يلهيهما , ذلك ان قضاء المساء عرضة لشكوك هانتر لويس لم يكن فيه مايبعث على الارتياح الذي تسعى اليه.
مرة اخرى , اكتشفت انها انما كانت تستخف بشأنه , لأنه مع كل تقلباته المزاجية وفروغ صبره , قد اثبت انه بالغ الرقة والحذق. واثناء وضعها إيفان في عربة نومه , لتدفعه بعد ذلك الى غرفة النوم, كان هانتر قد وجد كل ادوات الطعام وكأنه في بيته.
قال وهو يراها قد قطبت حاجبيها :
- إنني اعلم ان الأمهات عليهن ان يكثرن من شرب اللبن.
فسكتت وهي تتمنى لو تفرغ اللبن الذي لم تكن تستسيغه , فوق رأسه الذي يعرف كل شيء ولكنها لم تجد بداً من رفع الكوب الى شفتيها وافراغه في جوفها مرة واحدة.

Rehana 18-02-14 06:36 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
وشعرت بالارتياح عندما اخذ هانتر يتحدث عن امور مختلفة تافهة , محدثاً إياها عن الحياة في المباني الجامعية , وكانت هي تستمع مفتونة بفكرة ان هذا قد اصبح عالمها هي ايضاً, وسرعان انطلقت بحديثها الحماسي المعتاد , ماجعلها لا تلاحظ تحول الحديث نحو الأمور الخاصة, وماداما بعيدين عن موضوع الكتب والكتابة وإيفان فقد احست بالسرور لأنها لم تكن تدلي بشيء عن نفسها وهي تتحدث عن حادث الاصطدام الذي تعرضت له أمها, والسنوات التي امضتها تحت العلاج , وعن عشق ابيها للأرض , وعن اخوتها الأربعة المشاكسين .
- يبدو انكم اسرة متعاطفة جدا.
- أحقاً؟.
ولم تكن آن قد فكرت في هذا من قبل, فقد كانوا مجرد .. اسرة وتابعت تقول :
- ربما هذا صحيح .. إذ كان ذلك يعني اننا مستعدون لمعاونة بعضنا البعض .. ماذا عن اسرتك أنت ؟
تجاهل دعوتها له للافاضة بالحديث عن نفسه مثلها , وسألها :
- وهل كانوا هناك ليعاونك اثناء ولادة إيفان؟
ابتدأت اجراس الإنذار تقرع , فركزت آن اهتمامها في طبق الطعام امامها , ثم قالت :
- انهم جميعاً يحبون إيفان بقدر ما أحبه فهو اول حفيد لوالديّ , فأخي دايون خاطب وكين وركس لكل منهما حبيبة , ولكن يبدو ان العادة في اسرتنا هي تأخر الزواج , فأبي و أمي لم يتزوجا حتى بلغا من العمر..
وسكتت إذا ادركت انها ابتدأت تهذي بما تخفيه بينما تلك العينان الثابتتان السوداوان تحدقان فيها .
سألها :
- ماذا كان شعورهما لدى قدومك الى أو كلاند؟
اجابت بصدق :
- آه لقد كانا مسرورين لأجلي , خصوصا أمي , لقد كانت تعلم انني دوماً كنت اريد الذهاب الي..
وسكتت فجأة بعد ان كادت تقول الى الجامعة , وقالت بدلاً من ذلك .
- الى المدينة لكي اكتب.
- لابد انهما مشتاقان اليك.
فقالت بسرعة :
- آه انني لم اكن اعيش في المنزل , ولكن نعم , لابد انهما كذلك, فأنا اتلقى رسالة من المنزل كل يومين.ريحانة
وضحكت تغطية لما شعرت به من الشوق الى اسرتها , ثم تابعت :
- لا اظنهما ادركا مبلغ ماسيصيبهما من قلق, حتى سافرت.
لقد كان كل قلق والديها في ذلك الحين موجهاً نحو كاتلين , فقد كانا يتوقعان من آن ان تتصرف بتعقل كامل, حيث كان اليأس يتملكها من تصرفات اختها التي لم يكونا يفهمانها , وعادت تقول :
- ان امي لم تعش في المدن طوال حياتها , ولكنها فجأة اخذت ترسل اليّ الصحف والمجلات التي تتحدث عن الحياة في المدن , كما ترسل اليّ بانتظام من طعام البيت , ان لديها فكرة عن سكان المدن انهم باردون لا يهتمون بالآخرين بينما هم في الواقع كبقية الناس إنما اكثر عدداً.
تمتم يقول:
- انك فتاة برئية خارج اسرتك , فلا عجب ان يتملكهم القلق عليك .
فقالت بحدة:
- انني لست برئية .
قال :
- ولكنك لست فتاة محنكة ايضاً , فالمحنكة تحمي نفسها حتى انك لا تتذكرين اقفال بابك .
- لم أنس , بل كل مافي الأمر انني لم انتبه الى انك لم تغلق الباب جيداً خلفك.
بدا عليه الهزل اكثر من التأثر وهو يقول :
- يالخيبة أمل ديمتري, انني في هذه الحالة , اتطلع الى قراءة كتابك بكل شوق , متى تتوقعين ان تنتهي منه ؟

Rehana 18-02-14 06:37 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
- أنا لا.. اعني لم اضع لنفسي منهاجاً محدداً , فأنا اسير مع التيار , كما انني لا احب التحدث عن العمل الذي اقوم به , ان ذلك يستنزف..
هل كان يضحك منها ؟ ونظرت اليه بعينين ضيقين , ولكن ملامحه كانت في غاية البراءة.
قال ببساطة وهو يسكب في صحنه مزيداً من الطعام :
- هل ينام إيفان عادة طوال الليل؟
سألته بحذر:
- ولماذا ؟ اجل, انه ينام طوال الليل عادة.ريحانة
- هل هذا هو السبب تفضيلك الكتابة في الليل؟ لأنه الوقت الوحيد الذي تشعرين فيه بالهدوء والاستقرار ؟ لماذا لا تحضرين للطفل من تلاحظه وتدفعين لها أجراً؟
- لأنني لا استطيع دفع الأجر .
- فهمت , ان المنحة سخية تماماً مايسمح لك باستئجار امرأة للنهار.
- ان بإمكاني ذلك, فإيفان يمكث في دار الحضانة الملحق بالجامعة .
- هذا فقط عندما تكونين بالجامعة ..
- هذا فقط عندما تكونين في الصف , كنت اظن ان تعيين وقت للكتابة هو اهم شيء لديك..
فانتبهت الى اتجاه الحديث , فقالت:
- لقد سبق واخبرتك ان افضل وقت للعمل عندي هو في الليل .ريحانة
وقفزت واقفة ثم اخذت ترفع عن المائدة الأطباق القذرة وهي تتابع :
- الأفضل ان انصرف للعمل الجاد الآن .
فوقف هو ايضاً , ولكن التخلص منه لم يكن سهلاً كما اكتشفت , إذ انه اصرّ على ان يساعدها في غسل الأطباق.
فقالت تنبهه:
- إنما لا تظن ان هذا يعني انني سآتي الى شقتك لأساعدك في غسل اطباقك .
قال بخشونة :
- لا تظني انني سأخيب أملك عندما تطلبين مني ذلك.
فقالت متذمرة وهي تملأ حوض الغسيل بالماء :
- انني عند ذلك, لن اقلق عندما تعود الى منزلك منهكاً .
فتقدم ليقف خلفها , ثم قال :
- هل ستقلقين لأجلي؟
اجابت بخشونة :
- ليي لأجلك , وإنما لأجل من قد تصادفهم في طريقك , لقد حدث الاصطدام لأمي بسبب سائق منهك من العمل , لم يصب هو سوى بخدوش بسيطة , ومصادرة رخصة السواقة منه, ثم اعتقال لمدة عدة اشهر , بينما بقيت امي سبع سنوات قعيدة الفراش تعاني الآلام .ريحانة
فقال :
- إني آسف.
ففوجئت باللهجة المخلصة في صوته , فاستدارت اليه في الوقت الذي كان فيه يتناول منشفة الأواني من العلاقة خلفها :
- آن ؟ إني آسف.
ارادت ان تتفوه بشيء تقول كلمة ما, كلمة تدل على حنكة , ولكنها بدلاً من ذلك وقفت واجمة ذاهلة قد سمرها ذلك العطف البالغ الذي تدفقت به عيناه , شاعرة بحرارة عنيفة لا علاقة لها البتة بتلك الأمسية الصيفية الخانقة ..



نهاية الفصل

الامل المفقود 19-02-14 03:56 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
بارك الله فيك يا الغالية
ولكن ليه قاطعتي روايتي
خليك شوية هنا وشوية هناك تمام


الساعة الآن 08:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية