منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t193356.html)

Rehana 10-02-14 07:21 PM

543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2052279562.gif

رواية من روايات قلوب عبير دار النحاس
للكاتبة .. سوزان نابيير


الأخت البديلة

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2052279531.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2052279531.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2052279531.gif

الملخص

كان قراراً جريئا , ولكن الاسرة بالنسبة الى آن كانت تأتي اولاً, لقد كانت اختها في امس الحاجة الى الانفراد بنفسها فترة من الزمن كما ان آن ستيسر لها الدراسة الجامعية , اما مالم يخطر لها ببال , فهو انه كان عليها ان تسكن بجوار البروفيسور هانتر لويس الاستاذ في الجامعة والذي سرعان ما دخله الشك في امرها.
وكان المفروض الا تسمح أن لهانتر بالدخول الى شقتها .. او الى قلبها , وذلك لكي لا يكشتف الطفل الذي كان معها.


لا احل نقل جهدي وتعبي بدون ذكر اسمي Rehana واسم منتديات ليلاس الثقافية

اذا اعجبتكم الرواية فلا تنسوا ان تضغطوا على ايقونة الشكر

Rehana 10-02-14 07:23 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
المخلص الداخلي

فأجابت مهددة : "لا تستفزني "
" هيا.. لقد كنت دوماً حرة في تكوين آرائك المهينة لي , فلماذا تمتنعين الآن ؟"
" إنك ذكي, قوي, مستقل تماماً , بالغ الثقة بالنفس الى حد الغطرسة " كانت هذا الخصال التي عددتها , بصراحة , هي التي تضايقها .
فلوى هانتر شفتيه هازلاً وهو يقول " لقد نسيت صفة اخرى , وهي الوسامة "

Rehana 10-02-14 07:24 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
الغلاف الاصلي للرواية

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2052986461.jpg

Rehana 10-02-14 07:25 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
روابط فصول الرواية

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2052279531.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2052279531.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2052279531.gif

الفصل الاول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر والاخير

hoda saleh 10-02-14 08:35 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
الله دي باين عليها تحفة ان شاء الله تنزليهلنا بسرعة بقي
‏ انا فرحانة ان في رواية جديدة ان شاء ربنا يقدرك وتكتبيها بسرعة
ميييييرسي

fadi azar 10-02-14 10:53 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
منتظرين الرواية مشكورة اختي

زهرة الفلامنجو 10-02-14 11:51 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
رواية جميلة تسلمي على مجهودك الجميل في كتبتها لنا وفي تفكيرك الدائم فينا وفي أمتاعينا:liilas:

saeda45 11-02-14 01:10 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
شكراااا ريحانة مستنيينك موفقة

اماريج 11-02-14 07:25 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
رواية حلوة واختياراتك دوما موفقة حبيبتي
ناطرينها من ايديك الحلوة
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2139331961.gif

عطر@المحبة 12-02-14 01:51 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
اختيار اكثرمن رائع اختي ريحونه

باين عليها حلوةةةة كثير و احداثها حلة و قوية
بالتوفيق و نحنا بنتظاااااااارك ب فارغ الصبر :8_4_134:

Rehana 12-02-14 04:24 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoda saleh (المشاركة 3415784)
الله دي باين عليها تحفة ان شاء الله تنزليهلنا بسرعة بقي
‏ انا فرحانة ان في رواية جديدة ان شاء ربنا يقدرك وتكتبيها بسرعة
ميييييرسي

ان شاء الله يا هدى تنزل بسرعة
العفووو.. ومنورة الرواية بردك الجميل

Rehana 12-02-14 04:25 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3415833)
منتظرين الرواية مشكورة اختي

العفوووو اخي فادي

Rehana 12-02-14 04:26 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الفلامنجو (المشاركة 3415845)
رواية جميلة تسلمي على مجهودك الجميل في كتبتها لنا وفي تفكيرك الدائم فينا وفي أمتاعينا:liilas:

الله يسلمك يازهرة
منورة بردك العسل

Rehana 12-02-14 04:27 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saeda45 (المشاركة 3415924)
شكراااا ريحانة مستنيينك موفقة

العفوووو ياسعيدة
منورة بردك

Rehana 12-02-14 04:29 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 3416105)
رواية حلوة واختياراتك دوما موفقة حبيبتي
ناطرينها من ايديك الحلوة

تسلمي حبيبتي اماريج
ومنورة بردك الرواية

Rehana 12-02-14 04:32 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر@المحبة (المشاركة 3416259)
اختيار اكثرمن رائع اختي ريحونه

باين عليها حلوةةةة كثير و احداثها حلة و قوية
بالتوفيق و نحنا بنتظاااااااارك ب فارغ الصبر :8_4_134:

تسلمي عطورة
و اتمنى تعجبك الرواية بصراعات البطلين :lol:
واكيد انا بانتظارك وبانتظار الاعضاء بردودهم الجميلة :toot:

Rehana 12-02-14 04:40 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
الفصل الاول

اهتزت الأرض الخشبية , وكذلك الألواح التي تغطي السقف والمصنوعة من الخشب هي ايضاً , إهتزت جميعاً عندما اندلعت موسيقى الروك الصاخبة تدغدغ احاسيس آن التي اخذت ترقص على انغامها, وكان شعرها الكستنائي الطويل, يتمايل مع قفزاتها في اشعة شمس العصر التي كانت تتدفق من النوافذ العريضة الواقعة في ناحية واحدة من تلك الغرفة المستطيلة , لتستقر بجانب مجموعة الصناديق الكرتونية التي تحتوي على امتعتها , تجمدت فجأة في مكانها إثر توقف مفاجئ لتلك الموسيقى.
استدارت آن وقد تسارعت خفقات قلبها , لتواجه رجلاً قد اقفل المسجل الذي كانت تلك الألحان الصاخبة تندفع منه .منتديات ليلاس
كان طويل القامة كبير الجسم , عريض الكتفيين, يرتدي قميصاً مقفولاً ذا لون ازرق باهت وبنطلون جينز , وكانت ملامحه تنبئ بالسخط البالغ , وقد قطب حاجبيه الأسودين فوق عينيه القاتمتين.
سألته لاهثة بلهجة امتزج فيها الخوف بالتعب :
- لماذا فعلت ذلك؟
كان الباب المفتوح خلفها يشهد على غبائها , ذلك ان سائق الشاحنة الذي نقل صناديقها الى غرفتها , قد خرج منذ نصف ساعة , وكانت تعلم ان المخزن اسفل اصبح خالياً بعد الرابعة والنصف , وبالتالي لم يكن هناك احد ليسرع الى نجدتها اذا هي استغاثت هواجسها وهي تتذكر كل تلك التحذيرات التي كانت تستخف بها عن المدن الكبيرة .

Rehana 12-02-14 04:43 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
حتى انها نسيت اهم قواعد الحذر , ألا وهي اقفال الباب , فأجابها مزمجراً :
- اتعنين لماذا اقفلت تلك الضوضاء المزعجة ؟ ان السبب واضح , لقد اخذت اطرق بابك لمدة خمس دقائق , ولكن عبثاً..
مشت نحوه عدة خطوات مالبثت بعد ان توقفت يائسة , وهي ترى الفرق بين حجميهما , فقد كانت تحب ان تفترض ان طولها البالغ حوالي المائة وستين سنتمتراً , هو طول معتدل بالنسبة الى امرأة, ولكنها ما ان اقتربت منه , حتى شعرت بضآلتها, قالت تجيبه بحزم:
- إن تلك الضوضاء المزعجة كما تسميها هي أروع موسيقى الروك في...
فقاطعها وهو يضع قبضتيه على وركيه :
- لايهمني نوعها , ولكنني لا احب قرع الموسيقى في حنجرتي ..
فقاطعته بدورها :
- تعني في أذنيك.ريحانة
اكتشفت وهو يحدق فيها بغضب ان عينيه ليستا قاتمتين فقط و إنما بسواد الفحم تماثلان بذلك لون شعره الكثيف الذي يصل طوله الى ياقة قميصه , كان يبدو رجلاً في منتصف الثلاثينات من العمر , قد حنكته الحياة تجاربها التي اسبغت عليه خشونة , وابتسمت ماجعل وجهه يزداد تجهماً وهو يسألها :
- ماذا قلت ؟
اجابت :
- اعني انك خلطت في التعبير إذ قلت إن الموسيقى تقرع في حنجرتك , بدلاً من ان تقول في أذنيك , فأنت لاتسمع من خلال فمك.منتديات ليلاس
سأل ساخراً :
- ولكن لماذا تشعرني موسيقاك الكريهة هذه بالغثيان ؟.
وأضاف بفروغ صبر :
- انني لم آت الى هنا لكي اتلقى محاضرة في اللغة .
منتديات ليلاس
قاطعته قائلة :
- إنني آسفة إذا كنت ستستمر في تهجماتك هذه, ولكنني سأطلب منك الخروج .
فهي لم تكن تطيق ان يصرخ احد بوجهها , خصوصاً اذا فعل هذا رجل متغطرس .
قال مزمجراً :
- إنني لا انوي البقاء...
قاطعته :
- فلماذا جئت إذن ؟.
اجاب :
- لأقول لك ان تقفلي المصيبة هذه .
فقالت وقد ابتدأ غضبها يتصاعد :
- ألا يمكنك الافصاح عما تريده دون صراخ ؟.
اجاب بحدة :
- صراخ من عندك , إن ذلك المغني الذي تستمعين اليه , كان صراخه اسوأ كثيراً.
فأحمر وجهها وهي تقول :
- حسناً, ان الموسيقى تجعله مختلفاً.
فقال :
- آه , فهمت , فأنت لايهمك الصراخ مادام ذلك على أنغام الموسيقى.منتديات ليلاس
ابتدأت تشعر بالضيق وهي ترى هذا الرجل الثقيل قد بدأ يتفوق عليها معنوياً , ويكفي ماكانت تشعربه من عصبية وهي تترك مدينتها الريفية الصغيرة الى مثل هذه المدينة الواسعة , والحياة الجديدة التي ستشرع فيها , خاصة إذا كانت مشحونة بالأسرار غير البريئة , ولم تكن بحاجة الى ما يضعف من ثقتها ويكفي ماكان من كاتلين , لقد خوفتها اختها الكبرى من ان يكتشفوا ماحدث, وفي نفس الوقت , طمأنتها الى ان الفرصة في ذلك غاية في الضالة مادامت آن محتفظة بهدوء اعصابها , ولكن الكلام اسهل من الفعل.

Rehana 12-02-14 04:45 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
سألته :
- هل لك ان تذكر ما الذي تفعله عندي هنا ؟
اجاب :
- اظنني ذكرت ذلك.
فقالت :
- اتعني بالنسبة الى الضوضاء؟
وفجأة تذكرت انها رأت رجلاً, عند قدومها في المخزن فقالت :
- آه , هل انت تعمل في المخزن ؟ ظننت ان الجميع يخرجون في الساعة الرابعة , ولكنني لا اظن ان الصوت يصل الى ...
فقاطعها يقول :
- انا لست من عمال المخزن, وإنما انا ساكن في شقة بجانبك, وصدقيني ان الضوضاء تخترق الجدار بشكل رهيب.منتديات ليلاس
ففتحت فاها ذاهلة وقالت :
- في الشقة بجانبي ؟ هذا غير ممكن , لم يذكر لي احد ان شخصاً يسكن هنا.
قال ساخراً:
- ربما افترضوا اننا لن يرى احدنا الآخر , إذ لم يخطر ببالهم انك قد تحبين الاستماع الى الموسيقى طوال ساعات الليل والنهار.
اطبقت شفتيها تمنعهما من النطق بكلمات تماثل كلماته فظاظة, لقد كان شعارها ( عش ودع غيرك يعيش ) وهذا يعني انه قد وجب عليها الآن ان تراعي كونهما جارين . فقالت بلطف :
- ليس في كل الساعات , وحيث انني وصلت لتويّ , فقداردت الاحتفال بذلك , وهذا كل مافي الأمر.
قال بخشونة :
- إذن فاحتفلي بهدوء في المستقبل , فإن الجدران هنا في غاية الرقة .
فقالت :
- يمكنك إذن , ان تسد أذنيك بشكل ما , او تستعمل جهازاً كاتماً للأصوات , لأنني ارقص دائماً لللاحتفاظ بلياقة جسمي.ريحانة
فحدق بنظرات غاضبة , في القميص الأبيض المقفول الفضفاض الذي ترتديه فوق سروال قرمزي يصل لمنتصف ساقيها , وقد ظهر عليه عند الركبة , رقعة مرفوعة , ثم سألها :
- ولماذا لياقة الجسم ؟
اجابت بحدة :
- لكي استطيع مجابهة المستبدين امثالك , والآن , وقد اديت واجب الترحيب كجار , هل لك في ان تغلق الباب خلفك . وفي المرة القادمة لا تدخل الى هنا دون دعوة .
قال :
- لن تكون هناك مرة قادمة , مادام يهمك عدم وجود احد سواك في المبنى , هل فهمت ؟
فهمت تماماً , فقد كان يلمح الى انها قد تحاول مضايقته بأن توليه اهتماماً غير مرغوب فيها من جانبه .. وذلك بعد ان شد انتباهها اليه بهذا الشكل .
اجابته :
- إنني لن اضايقك مادمت لا تضايقني , ولمعلوماتك الخاصة يا سيد ..
فقال يقدم نفسه :
- اسمي هانتر لويس يا آنسة تريمين .
سألته :
- وكيف عرفت اسمي؟
اجاب :
- انك الحائزة على منحة ماركام .منتديات ليلاس
ساءها ان يسبقها في تبيان ذلك بنفسها , ذلك ان المنحة التي نالتها لم تحظ بأي دعاية ماعدا اعلان ذلك في مجلة ادبية , وكان الهدف منذ لك افساح المجال لها للعمل , ككل كاتب آخر, في جو من الحرية وعدم التعرض للضغوط , هل كانت معرفته بذلك من قبيل الصدفة, ام انه على اتصال بشكل ما بالمؤسسة ؟ وغاص قلبها لهذه الفكرة , فقد كانت الهبة التي منحتها اياها المؤسسة, هي استخدام هذه الشقة الواقعة فوق سطح مبنى المخزن , وقد قال لها ممثل الشركة , وهو يريها إياها , انها ستكون في أتم راحة حيث لن يضايقها اي ساكن ربما يدس أنفه في شؤون حياتها وعملها, وهذا الكلام ترك في نفسها انطباعاً بأنها ستكون الوحيدة في هذا المبنى المجاور لمبانى جامعة اوكلاند.

Rehana 12-02-14 04:45 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
وكان هذا عاملاً حاسماً في قبولها الالتزام بشروط العقد . لقد ارادت كاتلين ان تجعل لها راتباً شهرياً متواضعاً, ولكنها رفضت بعناد قبول اي شيء سوى النفقات المباشرة والتي كانت سجلتها بكل دقة احتياطاً فيما لو تعرضت لأي اسئلة رسمية بعد ذلك , وبالنسبة اليها شخصياً , فقد كانت تنفق من مداخراتها الغالية التي جمعتها من ارباحها اثناء السنوات التي كانت تبيع فيها البيض والعسل والخضروات عند بوابة مزرعة اسرتها .ريحانة
قالت بحذر :
- وهل تسكن هنا بمنحة انت ايضاً؟
اجاب بحدة وكأنها وجهت اليه إهانة :
- كلا, ابداً, ويدهشني انها صارت تمنح لأي كان , هذه الايام.
وعاد يتأمل ساخراً , ملابسها الزاهية بشكل غير متناسب , ثم قال :
- ما الذي حدث لمفهوم كفاح ومعاناة الفنان في سبيل فنه ؟ ولو ان كل كاتب او كاتبة جهز بكل وسائل الراحة منذ الطفولة المبدعة, لأصبح عندنا اجيال من الكتاب الذين ينتجون اعمالاً تحوي من العمق قدر مايحتويه دليل الهاتف.
وصفق الباب خلفه قبل ان تفيق آن من الذهول الذي انتابها إزاء هذا الهجوم الجارح , ولكنها مالبثت ان قفزت نحو الباب تفتحه في الوقت الذي كان يتوارى فيه وراء باب في نهاية الممرّ , والذي يقود الى شقة صغيرة على السطح , وكانت قد لاحظت هذا الباب من قبل , ولكنها ظنته من مظهره المحطم , وحجمه الضيق انه ربما كان شيئاً مثل مخزن لوكيل البناية .منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
صرخت خلفه باشمئزاز وقد غاظها انها لم تستطع ان يعني بكلمة بليغة تجعله يسرع في طريقه , وإن يكن هذا لا يعني انه كان بحاجة للاسراع , إذ كان واضحاً انه لم يستطع الابتعاد عنها بالسرعة الكافية .
وعادت تعاين بيتها الجديد , وإذا بها تفاجأ بصوت تصفيق بطئ .
فاندفعت نحو الصناديق تباعد بينها , وهي تهتف , تباً لي, ثم تمد يديها ترفع طفلاً سميناً خاطبته مذعورة لسهوها عنه:
- يا حبيبي يا إيفان , ما الذي جعلك تزحف هكذا ؟ هل اخافك ذلك الرجل الكريه ؟
رفع إيفان وجهه اليها , فساورها الذعر لحظة , وهي ترى وجهه العابس بحاجبيه القاتمين وعينيه السوداوين , اشبه مايكون بهانتر لويس , حتى ان شعر إيفان كان فاحم السواد هو ايضاً .
ولكن آن اخذت تطمئن نفسها بأن ذلك لايمكن ان يكون, فقد ظنها هي نفسها كاتلين تريمين وهذا يعني انه لم يقابل اختها الرائعة قط , هذا الى ان كاتلين كانت قد اخبرتها بأن والد إيفان هو روسي , وربما كان لهانتر لويس طباع القوازق الاجلاف , ولكن لهجته كانت نيوزيلندية تماماً.
وجعلها الضيق الذي احست به , بمجرد التفكير في امكانية ان يكون ذلك الرجل الفظ الضخم أباً لإبن اختها هذا, جعلها تحتضنه بشدة جعلته يصرخ احتجاجاً .
فقالت تهدهده :
- آسفة , لن نتكلم بعد الآن عن ذلك الرجل الكريه , حتى و لا نفكر فيه .. والآن , أي صندوق علينا ان نفتحه اولاً هيا , اعطني إشارة .

Rehana 12-02-14 04:46 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
ولم تسمح شهور عمر الطفل السبعة بأن يقوم بأي جهد فعال, وهكذا اخذ تنظيم امتعتها القليلة منها وقتاً طويلاً, واكثرها كان كتبها وحاجيات الطفل, وما ان حملت معظم ذلك الى غرفة النوم الرئيسية حتى سمعت صوتاً آتياً من الناحية الاخرى للجدار , فتقدمت تضع أذنها على الجدار لتكتشف انه صوت موسيقى الجاز.
فتمتمت يا للوقاحة.. وارودتها نفسها في ان تندفع فتعيد فتح المسجل اعلى مماكان , ولكنها عادت فرأت ان موسيقاه تلك غير عالية الصوت , كما سمعت صوتاً آخر مختلفاً ادركت انه صوت آلة طباعة.
ونظرت الى إيفان تخاطبه بذعر :
- إن لديه آلة طابعة .. ماذا لو كان كاتباً هو الآخر ؟.
فضحك لها الطفل , فحملته وعادت به الى كرسيه العالي , وفتحت الثلاجة وهي تتابع قائلة :
- إن الكتاب لا يكرهون بعد الموسيقى العالية , شيئاً اكثر من بكاء الاطفال , فانتبه الى تحسين سلوكك اثناء وجودنا هنا.ريحانة
اخذت تعد العجة بالجبن للغداء, ثم جلست تتناوله وتطعم الطفل من وقت لآخر , مستمتعة بجو الهدوء الذي يحيط بهما , فقد كان وقت تناول الطعام في منزلها حافلاً دوماً بالشغب , لوجود والديها واخوتها الأربعة الذين كانوا يتسابقون للإدلاء بآرائهم الضاحكة في كل شيء, كانوا جميعاً اسرة مرحة محبة للناس ماعدا كاتلين التي كانت كبرى اخوتها وفي الثامنة والعشرين من عمرها , والتي فضلت هجر الأسرة قبل بلوغها العشرين , لكي تعيش في عزلة هادئة تمكنها من الكتابة , وكان لمجيء إيفان, فعل الزلزال في حياتها الموحشة الهادئة , وكالعادة تركت الطفل لأختها التي كانت تفوقها شعوراً بالمسؤولية .
ضحكت آن وهي تمسح عن الطفل مابعثره من طعام في محاولته اطعام نفسه, إن من النادر ان يجد الشخص سكينة النفس الى آن , كان حلماً قد تحقق وستجاهد في سبيل نجاحه, إن مجرد انها تأكل ماتريد الآن قد منحها شعوراً رائعاً بالاستقلال.
اعطت إيفان زجاجة الحليب , وعندما انتهى منها , وضعته على الأرض ثم ابتدأت تعد له سريره في غرفة النوم لتضعه فيه بعد ذلك , وسرعان مااستغرق في النوم حالما لمس رأسه الوسادة, فقبلته وقد غمرها الحنان ثم اخذت تغني له اغنية النوم .
عادت الى غرفة الجلوس على اطراف اصابعها حيث تمددت الى الأريكة , اربع كراسي تدور حول محورها حول مائدة بيضاوية الشكل , وكذلك كرسي كبير بذراعين , ما يمكنها من اختيار ماتريده لجلوسها , ففي منزلهم كانت تتاسبق مع اخوتها كل يريد الوصول الى المكان الأفضل في المساء , وكانت هناك منضدة وضعت عليها آلتها الطابعة وخزانة للكتب.
لقد اعتذر اليها مندوب المؤسسة لعدم وجود تلفاز, ولكنها لم تهتم , فقد كان لديها الراديو المسجل , وعلى كل حال فإنها من الآن فصاعداً , ستكون اعباءحياتها اكثر من ان تقتصر على التفرج على الحياة , كما انه لم يكن لديها هاتف ماضايقها في البداية , ولكن كان هنالك هاتف عمومي آخر الشارع , ولكن ذلك كان يعفيها من الرد على الهاتف اثناء انشغالها بالكتابة.

Rehana 12-02-14 04:47 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
كانت مستلقية على الاريكة تستمع الى ضجة المدينة المكتومة, ولكنها مالبثت ان نهضت تجر الأريكة الى حيث النوافذ العريضة, حيث كان يبدو قرص الشمس البرتقالي وهو يتوارى خلف مبانى المدينة , وعندما انتشر الغسق, امكنها ان ترى الأنوار تشتعل عند مدخل مدرسة الفنون , وخلفها مدرسة الهندسة, وكان عبر الشارع مبان اخرى, منها المكتبة , والمسرح , والمبانى الحكومية , وهي قريباً ستصبح واحدة من ذلك النهر المتدفق من الطلاب.ريحانة
صنعت لنفسها كوباً من الشاي وقد تملكها الحماس , ثم اخرجت كراريس الدروس و المواد التمهدية التي كانت ارسلتها اليها الجامعة عندما سجلت إسمها في دروس اللغة , ان امامها عدة ايام تتعود فيها على المدينة , ثم ترتب منهاجاً بالنسبة الى العناية بإيفان اثناء النهار , وذلك قبل ان يبدو الأسبوع التمهيدي في الجامعة , ولكنها كانت تريد ان تكون مستعدة تماماً قبل ان تبدأ علومها العالية , وكانت قد اشترت بعض الكتب التي لديها , ومن ثم ابتدأت تتصفحها اثناء استلقائها على الأريكة.
منتديات ليلاس
كانت تقرأ عن الأسماء الروسية, مابين مذكر ومؤنث, عندما ارتجف النور المتدلي فوقها ثم انطفأ.
لم يكن انقطاع النور كلياً, لأن الشارع كان مايزال مضاء , ولكنه ارسل الوحشة في نفس آن , فأخذت تحاول ان تتذكر ما إذا كان ممثل المؤسسة قد اتى على ذكر ساعة الكهرباء , ففحصت الثلاجة لكي تتأكد من ان لمبة المصباح ليست هي التي احترقت, ولكن النور في الثلاجة لم يكن يعمل هو ايضاً , وهكذا اخذت تفتح الخزانات وتمتم محدثة نفسها عندما لم تعثر على مكان الصندوق الذي يحتوي على الشموع .
ولم تجد حلاً لهذه المشكلة , وكان بإمكانها ان تذهب الى فراشها تاركة الحل الى الصباح بالطبع , ولكن ذلك يعني انه ليس بإمكانها الحصول على ماء ساخن قبل مساء اليوم التالي , هذا إذا لم يعاد الخط الكهربائي الاساسي الى ماكان هذه المشكلة خاصة بها وحدها.
وابهجتها فكرة ان يكون النور في شقة هانتر لويس قد انطفأ هو ايضاً , ذلك انه إذا ماعم انطفاء النور المبنى , لن يوجه اليها اي لوم , وزحفت الى غرفة النوم تستمع الى تنفس إيفان المنتظم , وقطبت حاجبيها عندما سمعت نقر الآلة الكاتبة والموسيقى الخفيفة في الشقة المجاورة , لا بأس , إنها تعلم الآن , على الأقل ؟ انه مازال في المنزل ومستيقظاً ايضاً, إن بإمكانها ان تطلب منه العون , وعندما قرعت بابه , فتحه بعنف وحملق فيها غاضباً , سألته بابتسامة رجاء :
- هل من الممكن ان تساعدني ؟
اجاب :
- كلا.
استمرت تقول بهدوء :
- لقد انطفأ النور عندي ولا اعرف مكان صندوق الساعة كل مااريده هو مصباح كهربائي لأرى صندوق الساعة .

Rehana 12-02-14 04:48 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
- وسلك كهربائي ومفك براغي و ..
- هل انت كريه الطباع في العادة , ام هي عادة اكتسبتها ؟
- اسمعي ايتها السيدة , إنني لم اطلب منك ان تقرعي بابي..
- وكذلك انا لم اطلب منك ان تقرع بابي , ياسيد لويس , ولكنك فعلت , فنحن إذن متساويان والآن هل تستطيع إجابتي على سؤال دون ان تحيله الى محاضرة متعبة ؟ هل تعلم اين يوجد صندوق ساعة الكهرباء الخاص بشقتي؟
فكان الجواب ان اغلق الباب في وجهها , وكانت على وشك ان تصرخ , عندما عاد ففتحه وهو يحمل بيده آلة صغيرة , فنظر الى وجهها الغاضب وقبضتيها الصغيرتين المتشنجتين , ثم لأعجب العجب, لاحت على شفتيه شبه ابتسامة وقال :
- ياللطباع الثائرة .
فقالت بحدة وقد بدا عليها الافتتان بالرغم منها :
- إن بإمكانك ان تتكلم إذن .
لقد لاحظت ان الابتسام لم يغير كثيراً من ملامحه , فهو مازال يبدو خطراً بعينيه السوداوين اللتين تشعان بالعداء والريبة , لم يجب , بل أدار لها ظهره ومشى ناحية السلم ماجعل لدى آن انطباعاً بأن يدير ظهره دوماً للآخرين .منتديات ليلاس
في قمة السلم , اشعل المصباح فبدت خزانة في الجدار كانت تحتوي على ادوات التنظيف وصندوق الساعة الكهربائية العائدة للشقتين.
ولما كانت كانت تتوقع منه ان يفسح لها الطريق , فقد ربتت على كتفه قائلة :
- اشكرك, من فضلك .
وذلك حين سحب الصمام الكهربائي , يفحصه.
- امسكي بهذا .
ولكنها تجاهلت مفك البراغي فقالت له :
- إن بإمكاني ان أغير الصمام..
- امسكي بهذا .
- كلا.
فوضع المفك بين اسنانه وتابع عمله فقالت :
- إذا انت وقفت جانباً , يمكنني ان اقوم بهذا العمل الذي يخصني بنفسي .
- وبعد ان تخطئي في اصلاحه تعودين للطرق على بابي وانت تبتسمين متوسلة , كلا , شكراً .
قالت بغضب :
- إنني لم ابتسم متوسلة ابداً في حياتي.ريحانة
وحدقت فيه , متمنية لو ترفسه .
- إياك ان تفكري بذلك , ايتها القروية , فأنا لست فقط اكبر حجماً منك , بل اسرع كذلك.
زاد غضبها وهي تراه يخمن ماتفكر فيه دون ان يحول وجهه اليها , هذا الى سخريته بأصلها القروي , كيف تستطيع ان تخفي شيئاً عنه مادام يتمتع بمثل هذه الفطنة القوية .
- اخبرني ماالذي جعل لديك هذه الفكرة بالنسبة الى النساء ؟ ولا ادري لماذا تظن نفسك مميزاً بحيث عليك ان تحذرهن من الاقتراب منك ؟
فرفع الصمام الذي اصلحه الى مكانه بعنف , ثم تراجع بعيداً عن الخزانة, مرغماً إياها على الابتعاد وقال :
- إن لسانك اللاذع هذا سيوقعك في المشاكل , يوماً ما.
هاقد عادا الى لجدال مرة اخرى , واستدار ينظر اليها , قالت وهي تنكمش تحت وطأة نظراته الوقحة :
- اتراك تهددني ؟
- بل انصحك بلطف.

Rehana 12-02-14 04:49 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
فقالت ساخرة :
- بلطف ؟ ومنك انت ؟
اجاب ببطء , وبصوت دافئ يتناقض مع سلوكه :
- لا تحاولي إثارتي اكثر ممافعلت ياآنسة تريمين , والأفضل ان اتأكد من ان الكهرباء قد عادت .
وقبل ان تدرك مايعنيه , كان هو قد سار متجهاً الى شقتها التي كان بابها نصف مفتوح , إن تبجحه بسرعة الحركة , لم تكن عن عبث كمايبدو , وحاولت ان تتذكر , بقلق ما إذا كانت قد نظمت كل شيء بعد ان وضعت إيفان في سريره , فركضت خلفه لتصل الى الباب في الوقت المناسب , ثم تمد ذراعها تمنعه من الدخول , قائلة وهي تلهث :
- ان النور مضاء كما يبدو , وبالتالي فكل شيء على مايرام .
وحاولت ان تتصرف بعفوية بعد ان اصطدم بقوة الاندفاع , بذراعها الممدودة لتمنعه, فتجمد في مكانه , بينما ابتسمت قائلة :
- اشكرك جداً لمعونتك, ولا ادري ماذا كنت افعل لولاك .
كان يرمقها بنظرة غريبة وقد ضاقت عيناه مفكراً , ما جعلها تدرك حالاً انها وقد ضاقت عيناه مفكراً , ما جعلها تدرك حالاً انها قد بالغت في التعبير عن عرفانها لجميلة ماجعله, بعدما حدث بينهما من انتقادات جارحة , يرتاب في هذا التغير السريع , بينما تابعت بمزيد من الهدوء :
- يمكنك ان تعود الآن الى .. ماكنت تقوم به , فأنا لا اريد إزعاجك اكثر من ذلك.
ولكن الذعر تملكها وهي تراه يميل الى الامام , مزيحاً ذراعها جانباً وهو يقول :
- ليس ثمة إزعاج.
فقالت بيأس :
- كلا , لا حاجة بك لذلك , في الواقع.
منتديات ليلاس
ولكنه وقف بعد ثلاث خطوات في داخل الغرفة , مشبكاً ذراعيه فوق صدره , مضى يعاين المكان , فاقتربت منه شاعرة بالإرتياح لعدم وجود اي فوضى في الغرفة , ما اعاد اليها شجاعتها فسألته متحدية :
- هل انت راض الآن ؟
فتمتم يقول ماعزز رأيها في حدة ذكائه :
- لقد تبادر الى ذهني , من حالة الخوف والشعور بالذنب التي ظهرت عليك , ان اقل ما سأجد هنا هو حفلة عشوائية وفوضى .
حقاً إن الجار المتشكك , والذي بإمكانه قراءة الأفكار كما يقرأ في كتاب , هو اشد سوءاً من الجار الفضولي.
اجابته :
- آسفة إذ اخيب ظنك.
فقال:
- آه, إنك لم تخيبي ظني , فإن توقعاتي منك لا ترتقي الى إمكانية ذلك, فأنا اتوقع الأسوأ , وهذا ما يدعوني الى الدهشة والسرور.منتديات ليلاس
حدقت فيه باستياء , وهي تقول :
- يالها من فلسفة للحياة لاعجب انك سيء الطبع , لو كان لي مثل نظرتك المتشائمة السوداء لأصبحت مثلك.
فقال بجفاء :
- نعم يمكنني ان أرى انك من المتفائلين في هذه الحياة , الذين يصممون على إمتاع انفسهم بأي ثمن .
اجابته بحدة :
- إن المتشائمين هم فقط الذين ينظرون الى التفاؤل بمثل هذه الكآبة , ومايعتبره شخص ضوضاء , قد يكون موسيقى بالنسبة لشخص آخر.
- إنني لست متشائماً بل انا رجل واقعي , ولكننا لن نبدأ في مناقشة بالنسبة لهذا الأمر.
فقالت :
- ولم لا؟ هل تخاف من ان تخسر؟
اجاب :
- إن لديّ اشياء اقوم بها هي افضل من القيام بجدل لغوي مع لوليتا ذات عينين جريئتين .
فقالت :
- لوليتا؟ عليك ان تعلم انني في العشرين ..

Rehana 12-02-14 04:50 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
وسكتت في الوقت المناسب , لتضيف بكبرياء :
- إنني اكبر سناً مما يبدو علي , كما انني لم اكن قط جرئية العينين .ريحانة
حرك رأسه الى الخلف وانفجر ضاحكاً بصوت دافئ عال, وبدا لها وسيماً حقاً عندما لايكون متجهماً , وفجأة بدا ان شكوكه الساخرة من المرأة الغريبة التي اقتحمت عليه عزلته الشخصية , لم تكن ذات اساس هش.
فسألته :
- لا ادري لماذا تضحك , وبالنسبة لشخص حتم على نفسه الوحدة, فليس بالإمكان التخلص منه .
توقف عن الضحك بنفس السرعة التي ابتدأ فيها, وألقى عليها نظرة بطيئة متفحصة وهو يتجه متلكئا نحو الباب قائلاً:
- يالهذه الكلمات المهذبة تنطق بها فتاة قروية صغيرة الحجم.
فقالت ببرود :
- إن الحجم والمكان لا علاقة لهما بالذكاء .
اوصدت الباب في وجهه بلطف , ولكن رضاءها لم يكن تاما بعد تلك الابتسامة القاسية المتجهمة الأخيرة .
وكان عليها ان تبقى بعيدة عن طريقه , وتتأكد من عدم إعطائه الفرصة لذلك.

نهاية الفصل

fadi azar 13-02-14 10:21 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
مشكورة على تعبك

الامل المفقود 14-02-14 04:19 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
تحياتي لك ومشكورة كثير على الرواية

Rehana 14-02-14 07:30 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3416838)
مشكورة على تعبك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الامل المفقود (المشاركة 3417114)
تحياتي لك ومشكورة كثير على الرواية

العفووووو
وحياكم الله

Rehana 14-02-14 07:44 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
الفصل الثاني

تأوهت آن وهي تنهار بحقيبتها الصغيرة على مقعد في باحة الجامعة , تأوهت قائلة :
- أظن انه كان عليهم ان يسموه اسبوع الاكتشافات .
فقالت الشقراء البدينة التي كانت جالسة على نفس المقعد , وهي تضحك :
- هل قررت ترك كل هذا والعودة الى المزرعة ؟
اجابت :
- هل تمزحين ؟ إنني امضى هنا وقتاً رائعاً , المسألة فقط هي ان ذلك استغرق من وقتي اكثر مماكنت اظن , وذلك لكي اعرف طريقي بين هذه المتاهات.
فقالت راشيل بليك بعطف :
- لا تهتمي لذلك , حتى تلامذة السنة الثانية مثلي انا , يتوهون احياناً .
وكانت راشيل قد اعترفت بأنها تلميذة متوانية في دراستها , ولكن والديها الثريين كانا لا يبخلان عليها بالمال لكي تلهي نفسها في الجامعة قدر مايأخذه الوقت لكي تنال شهادة .. أي شهادة .
ولكن آن لم تشعر بالحسد وهي التي تعشق الدراسة إنما عليها ان تراقب كل قرش تصرفه , فهي لاتريد ان تضيع وقتها في مثل هذه المشاعر , إن هدفها هو الحصول على شهادة في اقرب وقت ممكن .
اضافت راشيل وهي تنظر بسخرية الى قوامها الممتلئ :
- إن لديك على الأقل القدرة على احتمال هذه المسيرات الطويلة , فأنتن يافتيات القرى , ربما اكتسبتن القوة من الركض في البراري متعقبات الأغنام في الجبال والوديان.

Rehana 14-02-14 07:47 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
اجابت آن ضاحكة :
- إن مزرعتنا غير قريبة من الجبال , كما ان الكلاب تقوم بمهمة الركض خلف الأغنام , فأنا إنما كنت اتكئ فقط على بوابة المزرعة واصفر بفمي.ريحانة
لقد ذكرها استعمال صديقتها لجملة ( فتاة القرية ) بجارها ذاك الذي حرصت , طوال الاسبوعين الماضيين , على تجنبيه , ماعدا قرعه الشديد احياناً على الجدار الذي يفصل بينهما عندما يحدث ان تنسى نفسها فترفع من صوت الموسيقى قليلاً, او لتسكت صراخ إيفان الذي كان نادراً ما يصدر عنه , فهو ايضاً كان حريصاً مثلها على تجنب ذلك.
ومهما كان نوع عمل هانتر لويس ذاك , فقد كانت ساعات عمله غير منتظمة, ماجعل مهتمها في وضع منهاج تتأكد منه من عدم الإلتقاء به عند خروجها غير سهلة , وعلى كل حال , إن بإمكانها التأكد من وجوده إذا هي وضعت أذنها على الجدار , وبالتالي من غير المحتمل ان تصادفه على السلم, لقد كان يمثل لها الخروج والدخول الى شقتها , مغامرة كانت تجعل قلبها يخفق.
وانتبهت من شرودها , الى راشيل التي كانت تسألها :
- وكيف يسير منهاجك الدراسي؟ لا استطيع ان اتصور انك تتعلمين اللغتين اليابانية والروسية في وقت واحد , إن لغة واحدة في نفس الوقت هي كافية بالنسبة لأكثرنا .منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
هزت آن كتفيها قائلة :
- لقد سبق واخذت فيهما دروساً اساسية بالمراسلة , كنت في طفولتي مولعة بحل الألغاز , حتى انني حاولت ان اخترع لغات كاملة بأحرف هجائية وقواعد نحوية .. وقد وضعت ذلك كله في دفتر , إنها مادة احسنها.
فقالت راشيل مستغربة :
- تخترعين قواعد نحوية؟ إنك غريبة الاطوار حقاً, لقد امضى اكثرنا طفولته يحاول تجنب كتابة القواعد , لابد ان معلميك قد احبوك كثيراً .. مارأيك , إذن في اساتذتك المحاضرين لك الآن ؟
اجابت آن :
- لابأس بهم.
ولكنها كانت تراهم ضعاف المستوى , إنما وجودها في الجامعة كان شيئاً رائعاً يجعلها تنظر الى كل شيء بمنظار وردي .
- إنك محظوظة, اما أنا فلدي ّ بعض الاساتذة المجرمين من السنة الماضية ذلك الشخص مثلا.
واشارت برأسها الى رجل بعد كان يعبر الفناء وهي تتابع قائلة :
- إن له شكلاً رائعاً وشخصية دراكولا , إن هناك بعض المساكين الذين اختاروا تلقى العلوم السياسية معتقدين انها موضوع سهل , وهذه غلطة كبرى , إنه يعتبر اي اهمال في صفه بمثابة جريمة فهو شرس الطباع , كما انه يثقل كاهل الطلاب بالواجبات.منتديات ليلاس
فقالت آن وهي تبتسم مازحة :
- وكيف مازلت تتلقين دروسه إذن ؟
اجابت راشيل بخجل اضحك آن :
- لقد اكتشفت انني ناجحة في تلك المادة , ولقد ادهشتني هذا اكثر مما ادهش البروفيسور لويس , لقد كان يظنني مجرد شقراء عابثة لا يهمني سوى سد الفراغ في منهاجي .. وفي الواقع لقد انهكني امتحان نصف السنة.

Rehana 14-02-14 07:48 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
ولم تكن آن تستمع اليها , فقد تسمرت نظراتها عليه وهو يتقدم باتجاهما عندما ذكرت راشيل اسمه , إنه نفسه , بخطواته الواسعة الضجرة وملامحه المتجهمة وكان يرتدي سترة رياضية فوق بنطلون قاتم وقميص باهت اللون وربطة عنق ويحمل حقيبة اوراق جلدية .
سألتها بصوت جامد وهي ترجو ان يكون الأمر مجرد صدفة مخيفة :
- البروفسور لويس ؟ هانتر لويس؟.
- نعم , هل تعرفينه ؟
- هل هو محاضر هنا؟
- لقد سبق واخبرتك , انه في الدراسات السياسية .
فشعرت بالذعر وهي ترى راشيل تشير اليه بيدها هاتفة:
- مرحبا, ياهانتر.
اجابها بدمدمة ونظرة مختصرة لم تبطء من خطواته , وكانت آن قد عادت الى الاسترخاء عندما استدار فجأة الى الخلف ثم توقف , فعبست في وجهه , أليس تحاشيها الالتقاء به حول شقتها , بكاف لكي يتوجب عليها الآن الانتباه لكي لا تصادفه في طرقات الجامعة ايضاً .
وذعرت حين رأته يعود متجها نحوهما , ثم يسألها بحدة متجاهلاً تلميذته :
- ماالذي تفعلينه هنا؟
وكأن لها علاقة به .
منتديات ليلاس
اجابت بحدة وهي تدفع بضفيرتها الطويلة الى الخلف:
- انني اتبعك طبعاً.
فأظلم وجهه وقال :
- لماذا ؟
لقد صدقها , انه رجل غير معقول.
فقالت :
- إنني من الماسوشست الذين يتبعون مبدأ تعذيب النفس, فأنا ارجو , ان القي بنفسي امامك مرات عديدة , ارجو ان تقع في حبي ثم تدعوني الى ان اعيش معك بمنتهى التعاسة بقية الحياة .
وسمعت آن صوت شهقة صدرت عن راشيل , ولكنها تجاهلتها لكي تستمر في تحديها هذا , إنه ليس استاذها , فهو بالنسبة اليها مرجد رجل غريب بغيض.
- هل هذه مزحة؟
- ليس مع شخص لايفهم ماهو المزاح.
فلم يهتم بكلامها وإنما عاد يسألها بأدب :
- هل تدرسين مادة إضافية في الجامعة ؟
آه هاهو ذا قد ابتدأ يدرك ان حياتها ربما لا تدور حوله كلياً , فحملقت فيه قائلة ببراءة :
- إنني في الواقع افكر في الالتحاق بالدراسات السياسية .
فلمعت عيناه لحظة ببارقة عطف نظر اليها بعدها طويلاً ماكان احرى بأن تحمر لها وجنتاها لو لم تكن في غاية الضيق , وقال اخيراً بلهجة ناعمة تبطن النفاق :
- آسف فإن الصف عندي قد امتلأ .
- آه , وأنا متأكدة من انني لن احصل على مكان شاغر بعد ان يدرك الطلاب مبلغ رقة طبعك المتواري خلف مظهرك الفظ هذا.ريحانة
وهنا , وكزتها راشيل بمرفقها في خاصرتها بعنف جعل آن تشعر بالندم لسماحها لطبعها بأن يخرجها عن حد اللياقة .
نقل هو نظراته بين آن وراشيل المتوهجة الوجه ثم سألها :
- هل تلفقين القصص خارج المدرسة ياراشيل ؟
اجابت بلباقة :
- مستحيل ان افكر في شيء كهذا يا استاذ.

Rehana 14-02-14 07:49 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
قال بلطف :
- كوني ضيفتي إذن , فأنا افضل فصل لب القمح عن قشرته قبل اول محاضرة .
تمتمت آن قائلة :
- إن القشرة هم اولئك الذين لا يتلقون كل كلمة تنطق بها وكأنها لآلىء حقيقية كما اظن .
فقال:
- إنني اعجب لفتاة قروية لاتعرف التمييز بين حيوانات مزرعتها , ربما معلوماتك هي اقل مما تظنين يا آنسة تريمين , المسألة هي لآلئ و قرود .
لقد ادركت ان تناوزه هذا كان متعمداً , ولكنها لم تستطع تجنب استفزازه لها , فقالت :
- ليس لدينا قرود , ولذلك كان عليّ ان آتي الى اوكلاند لكي اعرف ماهي تصرفات القرود.
فوقفت راشيل بسرعة , وهي تحتضن حقيبتها المدرسية , ثم تجر صديقتها قائلة :
- أليس من الأفضل لنا ان نذهب , يا آن ؟.
رفع حاجبيه الأسودين قال :
- آن؟ كنت اظن ان اسمك كاتلين .
كان يجب ان يحدث هذا , وشعرت آن بالزهو للطريقة التي واجهت بها الأمر دون انزعاج, إذ قالت :
- إن اسرتي تدعوني آني . مضيفة حرف الياء.
- لماذا؟
منتديات ليلاس
اجابت متهربة :
- إن كثيرين لا يحبون اسماءهم .ريحانة
كانت تدلي بأجوبتها بشكل عام تجنباً للكذب .. وتابعت تقول .
- ووجدت انني احب اسم آن , فهو بسيط وغير معقد .
ارتفع حاجباه مرة اخى ادركت منها انه كان يفكر في من تكون بالضبط,, ذلك ان اسماً عادياً غير معقد يناسب مظهرها , إذ مع ان عينيها كانتا واسعتين كثيفتي الاهداب إلا ان لونهما كان غير محدد ... فهو احياناً عسلي , وداكن الزرقة احيانا اخرى , وقد تكون معتدة بجمالها , اما انفها فقد ورثته عن اجدادها آل تريمين, وكان اخوتها لايفتأون يمازحونها بذلك , شيء آخر ورثته عن اجدادها , كانوا ايضاً يمازحونها بشأنه دوما , وهو اخلاصها الذي لا يهزه شيء لأولئك الذين تحبهم .
كان في حادث السيارة الذي اضر بظهر امها بشكل بالغ, عندما كانت آن في الخامسة عشر ة ,ما أسرع بتطوير شخصيتها الى شخصية امرأة ناضجة مفعمة بالحنان , دائما الرغبة في مساعدة من هم اقل حظاً منها . وقد كانت اختها كاتلين عديمة الجدوى بالنسبة لخدمة الاسرة , وفي الوقت الذي حدث فيه الاصطدام , كانت من الطبيعي ان يلقى كل شيء على عاتق آن التي وضعت جانباً احلامها في دخول الجامعة والسفر لتكون الأم الصغيرة لسائر افراد الاسرة .منتديات ليلاس
وقامت بذلك كما كانت تقوم بالاشياء الاخرى , بحماس ومزاج حسن ما طمأن أباها واخوتها , وخصوصاً امها المقعدة, إلى انها لم تبذل تضحية كبرى في ترك دراستها دون ان تحصل حتى على اقل المؤهلات العلمية .
وبين الطبخ والتنظيف والعناية بأمها , اخذت آن تدرس بالمراسلة ما اشبع نوعا ما , نهمها الى العلم, وإذا كانت قد شعرت بالأسى احياناً , على نفسها فهي لم تظهر ذلك قط.

Rehana 14-02-14 07:50 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
وعلى مدى السنوات كانت دوماً تبدي التفاؤل بالنسبة الى حالة امها , وذلك في الوقت الذي كان فيه ابوها واخوتها قد ابتدأوا يفقدون اي أمل في شفائها , ولكن بعد عدة عمليات , وعلاج طبيعي طويل الأمد , ابتدأت حالة الأم بيغ تريمين تتمثال للشفاء تدريجياً الى حد استطاعت معه القيام بأكثر اعمال المنزل دون مساعدة , رغم ان الألم لم يفارقها تماماً , وفي النهاية شعرت آن ان بإمكانها تحقيق بعض احلام طفولتها , فتترك بيت الاسرة سعياً وراء مصيرها.
ولكن هذا المصير قد ارتبط فوراً مع مصير كاتلين , ذلك ان آن لم يسمح لها الحب الذي يعمر به قلبها بتجاهل صرخة كاتلين بطلب العون , وهكذا كان على آن الساذجة ان تتنكر بشخصية اختها كاتلين , ومن ثم ابتدأت تستمتع بذلك بشكل يدعو الى الخزي.
وقطبت جبينها تتحداه في ان يستغل الفرصة لإهانة جديدة , لقد اذهلها انها لم تعبس قط في وجه احد كما عبست في وجه هانتر لويس .. ولابد ان لك عدوى منه.
قال هانتر لويس هازلاً وهو يرى راشيل تحاول للمرة الثانية جر صديقتها الصغيرة بعيدا :
- لقد كانت جدتي تدعى آن .
فقالت عابسة وهي تسحب مرفقها من يد صديقتها :
- اظنك ستقول انها كانت خشنة السلوك ومجنونة كالأفعى .
- كانت في الواقع عزيزة علينا , وسيدة صغيرة حلوة ذات قلب من ذهب .
منتديات ليلاس
فانتظرت آن متحفزة وخزة مامنه , ولكن ذلك لم يحدث , فقالت بعناد :
- نعم اظن أي جدة لديك لا تجرؤ على ان تكون بغير هذه الصفات.
نظر الى ساعته بعينين لا تعبر ان عن شيء بينما اضافت ساخرة :
- آه, إننا لا نريد ان نعطلك , إذ لابد ان هناك من لديهم مواعيد للتعرض لإرهابك .
وتملطها الذعر لاستمرارها في هذا الاسلوب , ولكنه لم يزد على ان ابتسم لها ساخراً وهو يقول :
- أتريدين القول إنني ارهبك يا آن؟
رفعت وجهها اليها قائلة بجرأة :
- كلا.
قال بلهجة جافة :
- لم اكن اظن ذلك , إذن , لا تستائي إذا اخبرتك بأنني اذا انت عدت الى ترك اي من غسيلك في الغسالة , فسأضعه في القمامة , وشكراً لاهمالك إذ قد اصبحت الآن ثلاثة من قمصاني وردية اللون .
قميصها الأحمر .. وضعت آن يدها على فمها تمنع نفسها من الضحك , فقد كانت تتساءل منذ آخر مرة غسلت فيها ثيابها , اين عسى ان يكون , لأنه كان من النوع الرخيص الذي يخشى من انحلال صباغه وبالتالي عليها ان تتجنب وضعه مع قطع اخرى من الثياب , ثم تغسله بماء بارد , وقد وضعته في الغسالة بعد ان غسلت ملابس إيفان في ماء حار لتسهو عنه بعد ذلك . وقالت بصوت مختنق :
- ربما تلطف من شكلك إذ انت لبستها .ريحانة
وانفجرت بعاصفة من الضحك لم تستطع مقاومتها كما اخذت راشيل تضحك هي ايضاً , بعد ان تأكدت من ان البروفيسور لن ينفجر غاضبا , ولكنه بدلاً من ذلك تركهما وهو يعلق على تدهور مستوى الفكاهة عند الطلبة غير المتخرجين.

Rehana 14-02-14 08:02 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
ضحكت راشيل قائلة :
- هل تعرفان بعضكما من قبل؟ لا أراك ..؟ حسناً , لقد جعل الأمر يبدو وكأنكما ... حسناً ...
- كأننا نعيش معاً ؟ إننا كذلك نوعا ما .
واخذت تشرح لها كيفية سكنهما وشقتها المجانية , مشيرة بغموض الى المنحة , ثم اسرعت تطلب من صديقتها توخى الحذر قائلة :
- إذا هو سألك عني فلا تخبريه , خصوصاً بالنسبة الى إيفان .
فسألتها مدهوشة :
- ألا يعلم ان لديك طفلاً في شقتك الملاصقة لشقته ؟ وهل ذلك يتنافى مع شروط المنحة او أي شيء آخر ؟ أعلم انني اظهرت هانتر بشكل طاغية , ولكنه ليس هنا بشكل دائم , فهو محاضر زائر ليس من هيئة الجامعة و لا أي شيء آخر ...
اجابت آن على كل الأسئلة مرة واحدة :
- إننني لست واثقة في الواقع .
منتديات ليلاس
ذلك انها لم تكن قرأت كل ماكتب في أوراق المنحة , ولكنها افترضت ان شيء فيها هو قانوني وملزم , كل ماعليها ان تتبع ماكانت قالته لها كاتلين, وكاتلين غير معروف عنها الدقة في الانتباه الى التفاصيل , وهكذا اضافت تقول بسرعة :
- عليك فقط .. ان تنتبهي الى ماتقولينه , وهذا كل شيء , وهذا لا يعني انني اعتقد انه سيهتم بالسؤال عني.
في عصر ذلك النهار , كانت تصعد السلم مع إيفان في عربته شاعرة بالندم للكبرياء التي جعلتها ترفض عرض راشيل عليها لتوصيلها الى متجر الأغذية , فاستقلت الباص وعند العودة انهمر المطر , ومع انه كان على عربة إيفان غطاء من البلاستيك إلا انه لم يكن عليها هي ما يحميها من المطر وهي تصعد التل من محطة الباص , ثم تدفع الباب الخارجي بظهرها لكي تصعد السلم القهقري ساحبة عربة إيفان على الدرجات.
وعند فسحة السلم توقفت عند صندوق الرسائل حيث اخرجت منه رسالة وضعتها في جيبها المبلل , ثم اخرجت من اعلى عربة الطفل اكياس المشتريات فوضتها اسفل الدرجات , ثم حملت العربة بإيفان واخذت تصعد بها السلم بسرعة جعلت العربة تصدمها في كاحلها صدمة مؤلمة.ريحانة
وفي فسحة السلم الثانية , وقفت تلهث من التعب مخاطبة إيفان :
- من حسن حظك يا صديقي السمين الرائع , انني امضيت كل ذلك الوقت ألاحق الأغنام , وإلا لما امكنني حملك بعربتك.
كانت عينا ايفان الداكنتان غائرتنان وهو يمتص اصابعه وينظر اليها ضاحكاً.
- آه , نعم , إنني اعلم انك جائع كالعادة , حسناً , إن عليك ان تنتظر الى ان اعود فأنزل لكي احضر المشتريات فليس لدي سوى يدين فقط من المؤسف ان ليس بإمكاننا ان نطلب العون من ذلك الاستاذ السيء الطبع , أليس كذلك؟ لقد رأيته هذا النهار , فهل تعلم ماذا قال ؟.
واخبرته كل شيء عن ذلك وهي تفتح باب الشقة ثم تدخله واصفة له شعورها وماالذي كانت تفضل القيام به خلافاً لما فعلته , وكان إيفان مستمعاً مثالياً , فهو لا يقاطعها مطلقاً او يحاول تكذيبها او نقض قولها , لقد كانت أذناها هما دفتر يومياتها الذي تسجل فيه احداث ايامها , وكان هذا يخفف عنها وحشتها وشوقها الى اسرتها الذي كان ينتبابها احياناً.

Rehana 14-02-14 08:02 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
اخرجته من العربة وربطته في كرسيه لكي يكون في امان اثناء رجوعها لإحضار اكياس مشترياتها الغذائية .
احتضنت الكيسين الكبيرين تحت ابطيها , ثم اسرعت بالصعود بعد ان شعرت بأحد الكيسين يتمزق وعند آخر فسحة السلم توقفت لتعدل من حمولتها , وعندما احست بخطوات خفيفة خلفها .
فاستدارت في الوقت المناسب لكي يندفع الرجل الذي كان صاعداً السلم خلفها بسرعة , يندفع مباشرة الى مابين ذراعيها المثقلتين بحملهما .
اطلقت آن صرخة خفيفة وهي تشعر بأحد الكيسين المبللين بماء المطر , ينزلق من تحت إبطها كلياً فأخذت تنظر بذعر الى شلال المعلبات ينهال على صدر هانتر لويس.
ساد صمت قصير إختراقه توقيع منتظم لعلبة بازيلا تدحرجت على السلم درجة درجة , ولكن آن مالبثت ان شعرت بأن قعر الكيس الآخر قد ابتدأ بالتمزق , وبحركة آلية شدت عليه ذراعها في نفس الوقت الذي مد هانتر فيه يديه قائلاً بفروغ صبر :
- إسمحي لي ...
فقالت وهي تتذكر رزمة من حفاظات الاطفال الملفوفة بورقة خفيفة قالت :
- كلا.
وابعدت الكيس جانباً بعيداً عن تناوله , فمالت كرتونة البيض التي كانت فوق الحفاظات مباشرة ثم انزلقت من فوق سطح الرزمة البلاستيكي الأملس فانفتح الغطاء ومن ثم وثبت ثلاث بيضات في الهواء لتتهشم على صدر هانتر .
- آه , كلا.
واخذ الاثنان ينظران الى مخ البيض وهو يسيل على ربطة عنق هانتر المخططة, كانت من الحرير ذات لون ازرق باهت ليس عليها نقوش تخفي ماحدث لها , كما كان القميص تبني اللون.
قال بصوت اجش ضجر :
- لماذا انا غير مستغرب ماحدث؟
فقالت بضعف وهي ترفع عينيها الى عينيه الملتهبتين :
- حسنا, اظن هذا الثمن الذي كان عليك ان تدفعه لمساعدتك على تحسين البيئة , ذلك ان متجر الأغذية يستعمل الاكياس الورقية بدلاً من البلاستيكية , وهذا يصلح للبيئة إنما لا يصلح لمقاومة المطر .
فقال بحدة :
- أي بيئة تتكلمين عنها ؟ لا دعوة لي بهذا الشأن , واظن ان هذا يجعل القمصان اربعة.
فقالت بسرعة وهي تتصور ميزانيتها تصبح في خزانته :
- لا تكن سخيفاً , فهذا القميص سيعود كما كان إذا هو غسل مباشرة , إن ما عليه هو بيض فقط .
- وربطة العنق ؟
تنهدت قائلة راجية ان يكون من الشهامة بحيث يرفض عرضها , قالت:
- اظن ان بإمكاني إرسالها للتنظيف الجاف على حسابي.
- احب ان استلمها قبل يوم الجمعة.منتديات ليلاس
فتجهمت إزاء شعره الأسود وهو ينحني لالتقاط المعلبات وهو يقول:
- إذا انت فتحت بابك فسأضع هذه في المطبخ.

Rehana 14-02-14 08:04 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
فحملقت بذعر , اتراه يريد دخول شقتها ؟ .
- كلا , اعني ان تجمع انت الاشياء ثم احضر انا من الشقة صندوقاً كرتونيا اضعها فيه.
ولم تمنحه فرصة للجواب , وهرعت صاعدة الدرجات القليلة الباقية , مسقطة في اثرها عدة رزمات اخرى , ثم فتحت بابها واغلقته خلفها لتدخل المطبخ مباشرة تضع فيه حملها على المنضدة , وكانت رزمة الحفاظات هي الوحيدة التي لم تسقط.
اخذت صندوقاً فارغاً وهي تلقي نظرة على ايفان محدثة صوتاً تناغيه به قبل ان تعود من حيث أتت, مقفلة الباب خلفها قبل ان تصل الى حيث كان هانتر لويس واقفاً بجانب مشترياتها.
قالت بإرتباك :
- إذا انت سلمتني قميصك فسأغسله .
فمد يده يزيح ضفيرتها الغليظة التي كان يقطر منها ماء المطر فوق محتويات الصندوق, وهو يقول :
- اشكرك , ولكنني سأغسله بنفسي باليد.
فقالت بحدة وهي تلقي بضفيرتها فوق ظهرها:
- كما تشاء.
- إنني اقوم بذلك عادة.منتديات ليلاس
تمتمت تقول ساخرة نفس الكلمات التي سبق وقالها من قبل :
- لماذا انا لست مستغربة ماحدث ؟
ولكنه لم يجب إذ كان يمعن النظر في كتابة على جانب علبة كتب عليها أرز للأطفال , وقد رفع حاجبيه . فاختطفتها آن من يده ووضعتها في الصندوق وهي تقول:
- انن احب هذا, هل ثمة مشكلة في ذلك؟
اجاب بلهجة جافة :
-كلا , واظن هذا ممكناً, لابد انك اصغر سناً ممايبدو عليك.
فقالت بحرارة :
- إن كوني لا اسخر من الآخرين ولا احاول جعل من حولي اشقياء لايعني انني طفلة تحمل على الذراع.
- دعيني احمل هذا الصندوق عنك.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
اجابت وهي تصعد الدرجات:
- اشكرك , ولكنني قادرة على ذلك تماماً.
- اعطني مفتاحك على الأقل لكي لا تضطري لو ضع حملك هذا ريثما تفتحين الباب.
فقالت وهي تقف اعلى السلم تنتظر منه ان يعبر اولاً :
- بإمكاني تدبير امري.
فأمعن النظر في العناد الذي بدا على ملامحها , ثم قال :
- يالك من فتاة عنيدة تبعث الانزعاج في النفس الى حد لا يصدق..
فقالت ضاحكة وهي تفكر في انها على الأقل قد ارتفعت في نظره الى مستوى امرأة راشدة :
- آه , إن بإمكاني ان اكون اكثر إزعاجاً , الى اللقاء يا بروفيسور .
فسار متثاقلا نحو بابه وهو يدمدم بفظاظة صبيانية :
- كفى عن دعوتي بلقب بروفيسور.
فابتسمت ولكنها لم تترك له الكلمة الأخيرة , فقالت :
- لماذا؟ هل يجعلك هذا تفكر في كبر سنك؟
اجاب وهو يدفع مفتاحه في القفل بعنف :
- إنني في السابعة والثلاثين من عمري فقط.
فقالت بمكر:
- حقاً ؟ انك تبدو اكبر من ذلك بكثير , ربما ذلك لأنك متأكد من ...
- إنني لست متأكداً من شيء.
كان يتكلم ساخطاً فنظرت اليه باسمة تقول :
- لا يتملكك الغضب يا بروفيسور , فأنا متأكدة من انك رائع تماماً عندما تكون بين ابناء جيلك ..
واغلقت بابها وهي تضحك , كانت سخريتها منه مخاطرة , في الواقع , ولكنها لم تستطع تجنب ذلك , إن فيه شيئاً يحفزها لذلك, انها لم تر رجلاً من قبل يبدو الغضب عليه بهذا الشكل, فوالدها واخوتها هم رجال ريفيون يعرفون معنى المزاح ويتحملونه بمزاج حسن , فكانوا , عندما كانت تغيظهم مستفزة , يضحكون منها دون اهتمام .منتديات ليلاس
لقد كان لهانتر لويس شخصية لم تعرف مثلها من قبل , والمعرفة والتجارب هي , كما اخذت تحدث إيفان اثناء اطعامه من جملة الاشياء التي جاءت الى أوكلاند لاكتسابها.

fadi azar 16-02-14 12:33 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
شكورة على تعبك

Rehana 16-02-14 09:37 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
العفووو اخي فادي

Rehana 16-02-14 09:39 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
الفصل الثالث

تنفست آن بعمق قبل ان تطرق الباب , وقد جاءت الطرقة اعنف قليلاً مما كانت تريد وتنفست مرة اخرى قبل ان ينفتح الباب فتكاد تقع على وجهها وهي ترى هانتر لويس .
- لقد صنعت شيئاً من حساء السمك واللحم فأحضرت لك بعضاً منه تعبيراً عن شكري لك لمساعدتك لي ذلك النهار بالنسبة لمشترياتي , كما انني احضرت لك ربطة العنق ايضاً , مغسولة ومكوية.
وكان قد سبق وقال إنه يريدها قبل نهار الجمعة.منتديات ليلاس
وابتسمت له ببرود وتحفظ وهي تقدم له الاناء المغطى بإحدى يديها , وربطة العنق باليد الأخرى , ولم تشأ ان تخبره بأنها غسلتها وكوتها بنفسها متحدية بذلك امره في ان تنظف على البخار , ذلك ان التنظيف الجاف يكلف , حالياً , فوق ما تحمله ميزانيتها حيث انها ربطة عنق حريرية جديدة , وهكذا صممت على ألا تخسر شيئاً.
تناول منها ربطة العنق , ولكنه لم يحاول اخذ طبق الحساء , وجالت بنظراتها في انحاء شقته بفضول .
فتمتم ساخراً وهو يتبعها :
- ادخلي .. ولم لا تدخلين ؟
اجابت ببشاشة وكأنه يرحب بها تماماً :
- اشاكرك , سأدخل.. إنما للحظة واحدة "
كانت الشقة نسخة تامة عن تصميم شقتها هي , وهذا هو كل شيء لأن الشفتين كانتا مختلفتين تماماً في الاثاث , فقد كان أثاثه في منتهى الجمال والرفاهية.

Rehana 16-02-14 09:39 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
كانت تحت قدميها سجادة من النعومة والكثافة بحيث غاصت قدماها فيها , كما كانت الجدران مطلية بلون صلصالي بني محمر ممؤه بماء الذهب , وكانت خزانات الكتب ترتفع الى السقف محيطة بالنوافذ من ناحية , ومن الناحية الأخرى قامت مرآة كبيرة ذهبية الإطار احتلت معظم مساحة الجدار الذي يفصل بين شقتيهما ماجعل طول الغرفة يبدو مضاعفاً , هذا الى ان انعكاس ضوء النهار اعطى المكان إشراقاً حتى في هذا الوقت الذي كان المطر فيه ينهمر في الخارج .
كان مطبخه اكثر اتساعاً من مطبخها , وقد صمم بحيث امكنه بأن يتسع لأحدث طراز من ادوات المطبخ , وعندما وضعت طبق الحساء على المنضدة الرخامية , ساورها شعور بالضيق من ان ما احضرته من حساء رخيص المواد , رغم لذة مذاقه , قد يكون غير لائق بمكان كهذا , خصوصاً وهي ترتدي تنورتها الواسعة التي خاطتها بيديها , وقميصاً قروياً , ولكنها مالبثت ان قالت :
- كل ماعليك ان تفعله هو ان تسخن هذا ...
واستدارت نحوه لتكتشف انه غير موجود , لقد اختفى هانتر لويس بنفس الخفة التي اعتاد ان يظهر فيها , ونظرت الى الهاتف المعلق على الجدار وتساءلت عما إذا كانت تجرؤ على انتهاز فرصة غياب صاحبه , ولكنها عادت فرأت أن من عدم الحكمة اغضابه اكثر مما سبق وفعلت فإن مجرد دخولها الى شقته هو إنجاز كبير .ريحانة
وتقدمت تمعن النظر في إحدى لوحاته الفنية , وكانت اصلية بطبيعة الحال , فالرسوم المنسوخة ربما لا تليق بقدره , كما فكرت متهكمة .. ولكن كان لمجموعته هذه تأثير عميق في النفس ما جعلها تشعر انه اختارها بعينيه وقلبه , وليس مجرد اختيار عشوائي .
- هل تعجبك ؟
منتديات ليلاس
قفزت من مكانها لترى هانتر واقفاً عند عتبة الباب القريب من اللوحة التي كانت تتفرس فيها مقطبة الحاجبين .
عادت تنظر الى اللوحة , قائلة بخشونة :
- كلا.
ولكنها عادت فتذكرت ان عليها ان تجامله , فسارعت تقول :
- انني لم اطلب نقداً فنياً , وإنما سألتك ما إذا كانت اعجبتك .
فقالت مرواغة وهي تتساءل عما إذا كان هو الذي رسمها بنفسه :
- وهل هذا مهم؟
وحاولت ان تعثر على التوقيع دون ان يلحظ هو ذلك :
- كلا, انا لم ارسمها, فليس لي دراية بالرسم , فأنت إذن , لن تهيني موهبتي إذا قلت إن ذوقي في الفن لا يعجبك .. ولا ذكائي بالنسبة الى الكذب تأدباً .
- حسناً , انها تثير اشمئزازي .
ولم تجد إلا ان تضيف غاضبة :
- إنني لا استطيع فهم شيء فيها , كما ان ألوانها لم تعجبني , هل يرضيك هذا؟
واخذت تنظر اليه بغطرسة.
- لا تماماً , انها في الواقع , من رسم أمي.
اغمضت آن عينيها , وعندما فتحتهما تطاير الشرر من عينيها الزرقوين وهي تكتشف انه كان يضحك منها, فقالت بلهجة مهينة :
- انني اشعر بالعطف على ابيك.
- لقد تطلق والداي عندما كنت في المدرسة الابتدائية , إن والدي متوف الآن , ولكن كان يشاركك في عدم اعجابه بفن امي.منتديات ليلاس
فسكتت آن وقد احمر وجهها ندماً , وتمتمت تقول :
- إنني آسفة .
لماذا تتبخر دوماً نواياها الطيبة تجاه هذا الرجل ؟

Rehana 16-02-14 09:44 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
وتابعت قائلة :
- انني واثقة من ان أمك هي فنانة مبدعة ..
فقاطعها متهكماً:
- يبدو ان هذا رأي الفن العالمي فهي مشهورة جداً , لقد دفعت في الواقع , عدة ألوف من الدولارات ثمناً لهذه اللوحة التي لم تعجبك .
فساورها الغضب لأجله , وسألته :
- هل جعلتك تدفع ثمن إحدى لوحاتها انت إبنها ؟
- كان ذلك بطريق غير مباشر , فقد اشتريتها من احد المعارض , لقد كانت امي غالباً ماتقدم لي إحدى لوحاتها في مناسبات الاعياد, ولكنني عندما طلبت هذه منها بشكل خاص, رفضت .. وفضلت ان تبيعها للمعرض..
- لماذا؟
كانت آن تعرف كل شيء عن أمزجة الفنانين الغير منطقية احياناً الى حد يعلو الى الإشمزاز , ماجعلها تشكر حظها لأن إقامتها , هي وإيفان هي مؤقتة في المدينة , وفي رأي كاتلين ان الغاية عند الفنان تبرر الوسيلة , ولم يبق امام آن إلا ان تتحمل وخزات الضمير التي يعاني منها الاشخاص غير الموهوبين.
لقد خففت من قلقها العميق حول ماكانتا تقومان به من إصرار على الكذب الصريح إذ تدخل الجامعة باسم اختها ثم تقول ببساطة ( ادعني باسم آن ) كلما ناداها احد باسم كاتلين , وكانت تنجح دون سؤال .. ماعدا هذا الرجل طبعاً .
ولكن هذا كان أمراً صعباً , على الأقل , لأنها كانت ماتزال قلقة مما اذا كانت تتصرف لصواب بالنسبة لكاتيلن و إيفان على المدى البعيد .منتديات ليلاس
لم تكن آن تصور نفسها في وضع يجعلها تقدم عملها على طفلها , ولكنها ايضاً لا تستطيع إدانة كاتلين كونها مختلفة عنها , فقد كانت فترة حملها أثناء ولادة إيفان قبل الاوان.
وعندما اخذت كاتلين الطفل بعد ذلك الى تلك الغرفة الصغيرة في الساحل والتي تسميها بيتها , تملكها الذعر وهي ترى ان الكلمات التي كانت تتدفق من قلمها قد جفت تماماً , ولما كان لاحتياجات الطفل الاسبقية على احتياجاتها هي , لم تعد تجد مايلزمها للكتابة من الراحة الجسمانية والنفسية فقد رفضت بعناد توسلات آن في ان تتصل بوالد طفلها الهاجر .
انتبهت آن التي كانت امضت مع شقيقتها الشهر الأول من امومتها , انتبهت الى مااعترى كاتلين من خمود وفتور , وذلك عند زيارتها لها فيما بعد , وقد امتلأت بالفرح عندما اعلن عن منحة مؤسسة ماركام لهذه السنة , راجية ان ذلك هو بالضبط ماكانت كاتلين بحاجة اليه لكي تخرج من وهذه القنوط والكآبة.
لقد صح هذا , ولكن ليس كما تصورت آن , فقد همدت فرحتها هذه الى حد كبير إزاء الحل اللامع الذي تقدمت به اختها لمشكلة الاعاقة المستمرة التي تملكتها بالنسبة الى الكتابة , وبعد ان سألت طبيب كاتلين عن رأيه بحالة مريضة جسمانياً ونفسياً , قبلت اقناع اختها لها , وهي كارهة.
كان هانتر يتفرس في الاكتئاب الذي بدا عليها , مفكرا ثم قال :
- إن أمي لا تحب هذه اللوحة , هي ايضاً , فهي تعتبرها خلل مزعج في فنها التجريدي.

Rehana 16-02-14 09:44 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
فانتفضت وهي تدرك ان زلتها لم تكن سيئة على كل حال , وسألته :
- لماذا اشتريتها إذن ؟
لوى شفتيه سخرية وهو يقول :
- لكي اغيظها , إنها تعيش في برج عاجي , فهي بحاجة الى مايذكرها بأنها بشر مثلنا جميعاً.
فقالت غير موافقة:
- هذا ثمن غال لإظهار رأيك , كما انه ينافي واجب البنوة .
فقد كانت ترى ان من الواضح ان هانتر لم يكن عليه ان يكافح معتمداً على دخله فقط من محاضراته , لكي يطلق العنان لمثل هذه النزوة الطارئة.
- هل افهم من ذلك انك تعتقدين بأن الاخلاص للأسرة يجب ان يقدم على الاعتبارات الاخلاقية .. كالاستقامة والنزاهة الشخصية , ام انك تتوقعين ان يتحمل الناس مسؤولية تصرفاتهم؟
فحولت عينيها عن عينه , لقد كان يتحدث متكاسلاً ودون هدف كما رأت , فتمتمت بضيق :
- إن الدم اثقل من الماء .
- آه, لقد نسيت ان لديك مثلاً لكل حالة , إذن فأنت تؤمنين بأن حقوق الفرد تعلو على حقوق الدولة؟
قالت بخشونة وهي تشعر بالذنب اكثر من أي وقت مضى :
- إنني لم احضر الى هنا لإجراء حديث سياسي.
- نعم , هذا صحيح .
منتديات ليلاس
ومشى الى المطبخ حيث رفع غطاء إناء الحساء الذي احضرته, ثم رمقها بنظرة ساخرة بعد ان احنى رأسه يشم محتوياتها :
- لقد جئت لكي تهدي عازباً مسكيناً وجبة صحية من صنع البيت.. صادرة عن طيبة قلبك .. ولكنها ثقيلة نوعاً ما بما احتوته من اعشاب جافة . أليس كذلك؟
فقالت وقد ثار غضبها لانتقاده العفوي هذا :
- عليك ان تعلم انني لا استعمل سوى الاعشاب الغضة عندما اطبخ , ويوجد في هذا الحساء المقدار اللازم تماماً من الاعشاب , لقد سبق وطبخت هذا النوع مئات المرات فلم يشتك احد منه قط..
- ربما ابناء الريف لايحسنون التذوق كابناء المدن .منتديات ليلاس
تأففت آن , ثم احمر وجهها خجلاً عندما رأته يرفع حاجبيه , فقالت تدافع عن نفسها :
- على كل حال , ماالذي جعلك خبيراً بهذه الامور؟
- لقد تعلمت الطبخ على يد طاهية إيطالية .
فقاومت آن الرغبة التي تملكتها في استعادة هديتها المتواضعة , وهي تسأله :
- هل درست الطهي؟
- ليس بهذا الشكل , لقد علمتني ماريا الطهي لطيبة قلبها.
كانت السخرية تتخلل كلماته البرئية, ورأت آن في النظرة الماكرة التي لمعت في عينه ماحذرها من الاسترسال في خطأ الاستفسار عن هوية ماريا تلك , لقد ساورها شعور بأنه سيجد متعته في احراجها بقوله إن الطهي ليس هو المادة الوحيدة التي نبغت فيها ماريا .
فقالت بجفاء :
- طبعاً , انت لست ملزم بتناول هذا الحساء إذا كان لا يرقى الى مستواك الرفيع .
- إنني سأحاول ابتلاعه , دون ريب .
فشعرت برغبة بالغة في ان تفرغ محتويات الاناء فوق رأسه المتعجرف, ان الكمية من اللحم المفروم التي وضعتها فيه كانت ستكفيها ثلاث وجبات.
فقالت بحدة:
- آه, ارجوك ألا تضايق نفسك بسببي.

Rehana 16-02-14 09:45 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
قال يطمئنها برقة :
- لن افعل .
وساد صمت قصير. وتنهدت اخيراً , يبدو انها ستقوم بتصرف يحط من قدرها , حيث ان الرشوة اخفقت في اجتذابه , وعندما طال الصمت, اخذت تعبث بطرف ضفيرتها.
- بالمناسبة , اثناء وجودك هنا...
- نعم ؟.
وتألق وجهها , واستحال لون عينيها من العسلي القاتم الى الأزرق إزاء اقتراحه المبدئي, ربما يريد ان يطلب منها خدمة صغيرة , مايمكنها من طلب شيء بالمقابل احياناً.
- ربما ترغبين في إجراء مكالمة هاتفية.
فقالت بصوت هو مزيج من الرصانة والنعومة:
- أليس هذا هو السبب في وجودك هنا؟
فقالت بجرأة :
- و ماالذي جعلك تظن هذا ؟
اجاب:
- لأن نظراتك تزحف نحوه على الدوام , لقد رأيت امس ان الهاتف العمومي في الشارع عاطل عن العمل , وهاانت ذي هنا تنضحين لطفاً ورقة إزاء رجل متوحش..
فقاطعته محتجة بضعف:
- انني لم افك قط بأنك متوحش , فالمتوحش هو شخص عديم المنطق والذكاء..
- لابد انك تظنين فيّ هاتين الصفتين حتى انك تتوقعين القدرة على خداعي بسهولة , بعد ان بقيت تتجنبينني كالوباء منذ انتقالك الى هنا...
فقاطعته قائلة بكبرياء :
- بما انك تلطفت وعرضت عليّ ذلك دون توقع , ربما بإمكاني ان انتهز فرصة تحسن مزاجك .
وسارت نحو الجدار ترفع السماعة وهي تتابع قائلة :
- انك رجل بالغ التشكك ولعلك تذكر انك انت الذي كنت اقترحت ان يتجنب كل منا الآخر.
- إنني لم اتوقع منك اتباع كلماتي حرفياً.
- كلا, بل توقعت مني ان ارتمي عليك...
فقاطعها بقول :
- او ان تقرعي بابي كل خمس دقائق لتقدمي اليّ بكل رقة , طعاماً من صنع يديك ثم تطلبين استعمال الهاتف.منتديات ليلاس
فحملقت فيه , ولكنها عادت فأولته ظهرها بعد ان تلقت الاجابة من الهاتف .
قالت في محاولة لاختصار مدة المكالمة قدر استطاعتها :
- راشيل , لقد تأجلت دروسي الخاصة هذا الصباح الى الغد , ولهذا لن احضر , هل بامكانك المرور عليّ بعد انتهاء درسك , لكي نذهب الى امتحان اللغة الاسبوعية؟
استدارت مرة اخرى عندما مر هانتر بها في طريقه الى المطبخ , واثناء استماعها الى راشيل وهذه تفحص برنامجها الاجتماعي , اخذت تراقبه بطرف عينها , وهي تلحظ وسائل الراحة التي يحيط بها نفسه , رأته يخرج إناء من درج المنضدة اسفل موقد الطهي , ثم يفرغ الحساء من إنائها فيه .
ولكنها اضطرت للعودة باهتمامها الى الصوت الذي كان يحدثها :
- آه .. كلا, شكراً... ان لديّ, في الواقع , عملاً كثيراً .. ان عندي بعض الواجبات المحددة .. وكذلك كثيرا من الكتابة .. آه بالتأكيد , ربما في وقت آخر ..
رغم حبها لراشيل , فإن حياة السهر والحفلات الغنائية التي كانت تحبها , لم تكن لها هي , فهي خلافاً لراشيل , لم تكن تطيق الفشل في دراستها , ولهذا كانت تمضي اكثر اوقات فراغها إما في الدراسة , وإما في زيادة دخلها.

Rehana 16-02-14 09:46 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
- حسناً , سأراك إذن مساء الاحد , إلى اللقاء.
والقت السماعة وهي تقول له :
- شكراً .
فاجاب دون ان يحول وجهه اليها :
-أعلم ان عليّ ان اقول لك إن بإمكانك استعمال الهاتف في أي وقت , ولكن كلانا يعلم ان هذا كذب مهذب .
فقالت :
- إنها حالة مستعجلة .
- هذا ماسمعته , ان لديّ شعوراً بأن ثمة حالات مستعجلة كثيرة في حياتك, ولهذا قد يمكننا تحديد اوقات معينة لكلينا تتمكننين فيها من استعمال الهاتف.
حاولت الاجابة بكبرياء , ولكنها مالبثت ان ادركت ان تلك الكبرياء ستقف في وجه التعقل , فقالت :
-حسناً..
فقال :
- مارأيك إذا كان ذلك بين السادسة والسابعة ؟.
لقد اعتادت ان تستيقظ من نومها قبل السادسة بفترة لا بأس بها, ولكنها تعودت الآن على حياة المدينة الكسول , فقالت :
- ولكن , ربما كان ذلك الوقت مبكراً نوعاً ما ..
منتديات ليلاس
فنظر اليها ساخراً وقال :
- اعني في المساء يا آن , ففي الصباح انا نفسي احب البقاء في سريري فترة .
- حسناً , ولكنني لا اظن ذلك سيكون على الدوام, فأنا واثقة من انهم يصلحون الهاتف في الشارع بسرعة .
- تأكدي إذن , عند ذاك , من إجراء مكالماتك في النهار , فليس من المستحسن ان تقف امرأة اثناء الليل وحدها في كابينة الهاتف المضاءة حتى في هذه الناحية من المدينة.
قالت بكبرياء :
- شكراً , يمكنني العناية بنفسي.
- لايبدو ذلك, فأنت صغيرة الحجم..
- انا احافظ على لياقتي البدنية كما تعلم من تكرار طرقك على جداري , كما ان عندي اربعة اخوة في بيتنا .
وكانت بقولها هذا , كأنما فسرت كل شيء, ولكن يبدو انه لم يفهم قصدها , فقال:
- ولكنهم لم يفيدوك بشيء هنا.
- لم اقصد انني اريدهم ان يدافعوا عني, وإنما قصدت ان نشأتي معهم علمتني كيف اقاتل , لقد كسرت ذراع ركس مرة, بينما هو اطول منك قامة .
- وماذا فعلت ؟ جلدته على الأرض بضفيرتك ؟
فاعترفت برغمها, تقول :
- لقد سقطت عليه , في الواقع من أعلى الشجرة , لقد كان يحاول ان يهزها بي لكي اقع , فوقعت عليه , كان في السادسة عشرة في ذلك الحين فأخذ يصرخ بالبكاء كالأطفال .ريحانة
وابتسمت بشماتة .
- كم كان عمرك؟
- ثلاث عشرة ..
وعضت شفتها , لقد نسيت انها من المفروض ان تكون كبرى اخواتها حيث انها متنكرة بشخصية كاتلين , من حسن الحظ انها لم تذكر في الأوراق شيئاً عن طفولتها , فليس من سبيل لهانتر لكي يعرف سن الفائزة في منحة ماركام الحقيقية , ولكن ماكان لها ان تخاطر , لقد كانت تعلم انها لم تكن تبدو في عمرها الحقيقي الثالثة والعشرين فكيف بأن تكون في سن كاتلين الثامنة والعشرين ؟
وانحنت تقلب الحساء الذي كان وضعه على الموقد وهي تسأله :
- أما كان اسرع في السخونة لو كان في فرن التسخين ؟
فقال :
- اسرع , إنما ليس افضل , ان الطبخ البطيء يمنح الطعام لذة اكثر من الطبخ السريع.

Rehana 16-02-14 09:47 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
تنهدت قائلة :
- ارى انك تظن ان استعمال الفرن هو فقط في المطابخ غير المتحضرة ؟
وتنهدت طبعاً ان شخصاً مثل هانتر لويس لا يضيع في حسابه فرق استعمال الفرن الرخيص الطاقة .
- كلا , ابداً , ان للفرن استعمالاته الاخرى , اظنك تحبين هذا النوع من الحساء ؟
فنظرت اليه وقالت :
- إنه رخيص ولذيذ ومغذ , فلماذا لا احبه ؟
غسل يديه في الحوض, واتكأ على المنضدة الرخامية واخذ ينشف يديه وهو يمعن النظر في التعبير البادي على وجهها , ثم قال :
- هل ما أملك هو الذي يسبب لك الامتعاض مني ؟ وهل هذا هو السبب في كل هذه العداوة منك نحوي ؟ انني اؤكد لك ان معظم ما أملكه هو من كدّ يميني , لقد تعبت حتى حصلت عليه.
فردت عليه بحدة:
- وأنا اتعب في العمل ايضاً.
- آه متى؟
- ماالذي تعنيه بقولك متى ؟
اتراه يظنها متشردة مغامرة لمجرد انها تسكن بالمنحة ؟
- متى تكتبين ؟
عضت شفتها السفلى وقالت :
- اني اكتب طوال الوقت.
- لاشك في ذلك , اللغة الروسية اليابانية , والعلوم الانسانية , أليس كذلك ؟
فغاص قلب آن بعد إذ ادركت انه لاشك فحص اوراقها في سجلات الجامعة , قد يكون الأمر مجرد فضول منه , ولكن ماذا يحدث لو انه قرر متابعة فحص اوراقها ؟
فقال بلهجة شبه ساخرة ظنت انه ربما يستعملها في مخاطبة الطلاب المتمردين :
- انا لا اتحدث عن تجميع معلومات , وواجبات محددة , انني اتكلم عن الكتابة , أليس هذا هو سبب وجودك هنا؟ لكي تنهي اول رواية للناشر ؟ فإذا كنت تحملين نفسك كل هذا العبء من الدراسة , متى تجدين الوقت الكافي إذن للكتابة ؟ انما اياك ان تقولي انك تكتبين في اوقات متفرقة هنا وهناك , فإن الإبداع في الكتابة يستلزم جهوداً بالغة في التركيز والاستمرار.
فقالت وقد شعرت بالكراهية نحوه لجعلها مضطرة الى الكذب:
- إن افضل وقت للكتابة عندي هو الليل.ريحانة
فقال وهو يحدق فيها بنظرات ثابتة :
- هذا سبب آخر يحملك على التساهل اثناء النهار , في أي وقت من الليل بالضبط ؟ فأنا نفسي اسهر الى ساعة متأخرة ولكنني لا اسمع كثيراً صوت نقرات آلتك الكاتبة .
فقالت بسرعة :
- إنني احب تنقيح كتاباتي خطياً.
قال مفكراً :
- لابد انك تقومين بكثير من المراجعة بالنسبة لكتاباتك الكثيرة.
-آه حسناً , إنني لم اتخذ بعد نظاماً معيناً ..
- رغم مرور عدة اسابيع ؟ الذي اعرفه ان الكتاب ينظمون اوقات العمل قبل كل شيءو إلا اصابهم الجنون , هل جعلت لنفسك هدفاً؟ ام انك تعانين مما يعوق الكتاب احياناً؟.
فقالت وهي تلوي شفتيها :
- اظنني في مرحلة تسوية كل شيء..
- في هذه الحالة , ربما أسوأ ماتقومين به هو ان تتوقفي عن ذلك , او ان تحملي نفسك المزيد من الأعباء التي تلهيك عن هدفك .
ربما كانت تعلم ان اشفاقه هذا عليها, وهو مصحوب بمنطق غاضب.ريحانة

Rehana 16-02-14 09:47 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
فقالت :
- اشكرك لنصيحتك ولكنني متأكدة من ان كل شيء سينتظم تلقائياً.
كانت تتكلم بحزم , آملة ان في اجتهاد كاتلين بالكتابة في بيتها الصغير ذاك, مايبرر ثقتها هذه.
- معنى هذا انك ستتجاهلين المشكلة آملة ان تنحل من ذاتها .
كان عدم موافقته واضحاً, فقالت بلهجة ذات معنى :
- على كل حال ان إحدى مشكلاتي هي مخاطر مهنة البروفيسور في هذا الحافز المستمر لإلقاء المحاضرات على الآخرين , كنت اظن خبرتك هي في السياسة وليس الأدب..
- إن السلوك الإنساني هو جوهر السياسة.. إنه مناقشة العلاقات التي يشكلها الناس لإرساء معتقداتهم وبالتالي تكون لهم السلطة على الآخرين , مثلا , لقد كانت السياسة بعينها حين حاولت ان تتجنبني سؤالي الاساسي وهو ( هل ما أملك هو الذي يسبب لك الامتعاض مني )؟
اجابت بفتور وقد سرها تغيير موضوع روايتها غير الموجودة :
- ليس السبب ماتملكه , وإنما صفاتك.
- وماهي صفاتي ؟
اجابت بلهجة تهديد :
- لا تستفزني .
منتديات ليلاس
القى عليها نظرة كسول , وقال :
- هيا.. لقد كنت في غاية الحرية في تكوين آرائك المهينة لي , حتى الآن , فلماذا تمتنعين الآن ؟
فأجابت وهي تفكر بمكر , في ان ليس بالغ الفطنة , إذا كان هذا مايفكر فيه , اجابت قائلة :
- انك ذكي , قوي , مستقل تماماً , بالغ الثقة بنفسك الى حد الغطرسة .ريحانة
وكانت هذه الخصال التي عددتها , بصراحة هي التي كانت تضايقها.
حدق فيها لحظة وقد ضاقت عيناه وكأنه ادرك انها جادة تماما في حديثها , ثم مالبث ان لوى شفتيه هازلا وهو يقول :
- لقد نسيت صفة الوسامة.
فقالت بحدة :
- هذا لأنك لست وسيماً.
- لماذا إذن , تسمرت نظراتك علي عندما كنت دخلت منذ قليل ؟
لم تستطع انكار ذلك ولكنها رفضت ان تشعر بالخجل وهي تتذكر مظهره ذاك , فرفعت وجهها وقالت بجرأة :
- لأنك بدوت رائعاً , ولكن هذا لا يجعلك وسيما, خاصة وانت دائم العبوس , وربما العقدة هذه التي بين حاجبيك, ستشبه ممراً ثابتاً عند بلوغك الأربعين.
قال:
- ان هنالك اشياء معينة مازال عليّ ان اعتمد للحصول عليها, على الآخرين , وقد كنت متزوجا .. مرة.
فتمتمت مستفهمة :
- عفواً ؟
كانت ماتزال تحاول التخلص من الشعور بالحرج الذي اصابها , ثم مايقوله هكذا بكل بساطة , عن زواجه .
- لايمكنني ان آكل كل هذا وحدي .
فقالت مجفلة :
- هل تطلب مني تناول العشاء معك؟.
سألها بلهجة جافة :
- ان هذا ماتوقعته مني , أليس كذلك؟ عندما اكتشف ان لديّ اكثر مما يحتاج اليه اثنان..
فقاطعته وقد احست بالغيظ مما تورطت فيه :
- كلا, ليس هذا ماتوقعته , انني فقط فكرت في ان شهيتك تناسب حجمك , وهذا كل شيء , انني لست بحاجة الى اللجوء الى مثل هذه الاساليب لكي اظفر بدعوة الى العشاء ..

Rehana 16-02-14 09:48 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
تمتم وقد بدا عليه عدم التأثر من رفضها مما عزز اعتقادها بأن الأمر كان مجرد استفزاز لها :
- هل افهم من هذا انك ترفضين دعوتي الرقيقة لك لمشاركتي العشاء؟
واثناء الصمت القصير الذي اخذت تفتش فيه عن جواب ساحق , تناهى الى مسامعها صوت مميز مفاجئ من الناحية الاخرى من الشقة , فاستدار رأس هانتر بحدة يفتش عن مصدر الصوت , بينما توترت آن, صم سعلت بصوت عال وهي تحدث ضجة كبرى في النظر الى ساعتها , تحاول بذلك صرف ذهنه عن هذا الصوت.منتديات ليلاس
- آه انظر الى الوقت , حسناً , اشكرك لأجل الهاتف .. ان عليّ ان اسرع في الحقيقة .. لقد كنت وضعت عشائي على..
ثم بدأت تتراجع نحو الباب , وهي مازالت تتنحنح وتحدث اصواتا من حلقها لتلهيه , ولكن هانتر استدار يواجهها قائلاً :
- ماذا كان ذلك ؟
- ماذا؟
فعاد يدير رأسه منصتاً ليعود الصوت مرة اخرى , وهذه المرة لم تنفع كل محاولات السعال وغيره في إخفاء مصدر الصوت والذي هو شقتها في الناحية الاخرى من الجدار.
قالت بسرعة :
- ربما انا نسيت الراديو مفتوحاً.
ورسمت على وجهها ابتسامة مشرقة في الوقت الذي تحول فيه الصوت الى بكاء غاضب , آه كلا .. ليس الآن يا إيفان .. كل الأوقات ماعدا هذا الحين.. وحاولت ان تبدي عدم الاهتمام وهي تتابع سيرها نحو الباب.ريحانة
فاتجه هانتر نحوها وقد ازداد الشك في عينيه , بينما كانت هي تتراجع الى الخلف , وهو يقول :
- ليست تلك موسيقى , ان الصوت يشبه كثيراً...
فقاطعته :
- صوت قطة , نعم , الحق معك, ربما هي قطة , ثمة عدد من القطط تدور دوماً حول المخزن , كما لاحظت.
كانت تسرع في حديثها بينما يداها تتلمسان مقبض الباب خلفها وهي تسمع البكاء قد استحال الى شهقات بشرية تماماً:
- لابد ان الرجال يطعمونها فضلات غدائهم, ثم انني تركت النافذة مفتوحة .. ربما دخلت إحداها ولم تعرف طريق الطعام , وأنا...
وسكتت فجأة عن الكلام عندما رأت جسم هانتر الضخم يسبقها خارجاً من الباب نحو باب شقتها المفتوح , وهو يقول:
- إذا كان هذا صوت قطة , فأنا إذن لا افهم شيئا.
بعد ذلك بعشر ثوان , كان يحدق في آن وهي تنشل إيفان المتورد الخدين من سريره ثم تضمه الى صدرها وهي تقول :
- نعم انه طفل, وهو يقيم معي واسمه ايفان تريمين , كف عن التحديق فينا بهذا الشكل .. انك تخيفه.
هذا بالرغم من ان إيفان اوقف صراخه حالما رأى هذا الغريب ومضى يتأمله وقد ظهر عليه الانشراح , بينما جفت دموعه بسرعة بالغة , وشعرت آن بنفسها على وشك الانفجار بالبكاء وهي ترى عيني هانتر تحدقان فيها باستياء , كان له منظر رجل بالغ العنف قد صمم على ألا يتزحزح دون اجوبة مقنعة تماماً, ولابد لها من تدبير بعض الاجوبة .. وبسرعة.


نهاية الفصل

الامل المفقود 17-02-14 02:53 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
شكرا لك على الرواية الرائعة

fadi azar 18-02-14 12:17 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
ميرسي على الرواية

Rehana 18-02-14 04:04 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
العفوووووووووووو
وشاكرة مروركما ومتابعتكما

saeda45 18-02-14 05:39 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
الرواية حلوة خالص شكراا يا ريحانة

Rehana 18-02-14 06:28 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
الفصل الرابع

- اتريدين ان تقولي انك تركت طفلا ضعيفا وحده في الشقة ؟
وكان وجه هانتر , وهو يقول ذلك يكسوه العبوس والاستياء.
فقالت تدافع عن نفسها :
- كان ذلك لعدة دقائق فقط, لقد كان نائماً عندما تركته كما انني لم ابتعد عنه سوى عدة امتار, وقد سمعته يبكي , اليس كذلك؟
- من اين جاء؟
اجابت بحدة وهي تربت على حفاظ إيفان لترى ان كان مبتلا :
- لقد جاءت به البجعة , من اين تظنه جاء؟
ازداد تقطيب هانتر وهو يرى الألفة بينها وبين الطفل في تصرفاتها نحوه.منتديات ليلاس
- اتعنين انه لك, وانك امه ؟
وكان صوته ينضح بالشك وهو يتابع قائلا :
- وكيف حدث هذا ؟
كانت آن على شفا تصحيح غلطته الجسيمة عندما عادت فترددت , لقد تذكرت توسلات كاتلين الحارة , ما ألجم لسانها عن الكلام.
لقد كانت وعدت اختها بأنها ستتولى العناية بأمر الطفل الى مابعد انهائها للكتاب او انتهاء المحنة , مهما كانت مدتها , فهي قد تمتد اشهراً قليلة , وقد تكمل مدتها , فهي قد تمتد اشهر قليلة , وقد تكمل السنة , وسنة اخرى من حياتها لم تكن ذات اهمية خصوصاً اذا صحبتها تلك الرشوة المتألقة وهي اتاحة الفرصة لها لتحقيق ماكانت تحلم بالقيام به , فتعيش وتتعلم في اهم المباني الجامعية في البلاد.
لقد زعمت كاتلين ان مستقبلها كله متوقف على قبول آن اخذ مكانها في تلك الشقة في اوكلاند, لأن الفائز بمنحة ماركام إذا هو لم يستلم المسكن المقدم اليه , فهو او هي , تفقد الحق في الاثنين معاً , الأول هو الدخل , اما الثاني , وهو الأكثر اهمية بالنسبة الى كاتلين على قناعة تامة بأن بيتها في منطقة غولدن بي هذه هو مبعث الهامها , والمكان الوحيد الذي بإمكانها ان تستعيد فيه قمة قدرتها على الكتابة بعد الفصول الثلاثة التي سبق وانهتها من الكتاب وهكذا لم تجد سوى آن حلاً صائباً لمشكلتها.
ورحب الجانب الجبان من شخصية آن بذلك الابتزاز العاطفي الذي ضمن لها عدم الحاجة الى المغامرة وحدها في هذا العالم الفسيح المجهول , وكان إيفان انساناً رائعاً يدفئ عواطفها ويذكرها دوماً بأنها إذا لم تحقق احلامها .منتديات ليلاس
فإن هناك دوماً اسرة وبيت , كما انها إذا اخبرت هانتر بأن إيفان هو ابن اختها , فهو لن ينفك عنها قبل ان يعرف كل شيء عن اختها , ماقد يضطرها الى الوقوع في شبكة الأكاذيب , وإذا اصبح معلوماً ان كاتلين لها ابن .. حسناً, ان المؤسسة لا تعلم انها اصبحت اماً في فترة الشهور الواقعة بين ارسالها اليهم الثلاثة فصول الأولى من كتابها للاطلاع عليها , وبين منحها الجائزة , ربما لن يكون للأمر اي تأثير , ولكن كاتلين رفضت المخاطرة بإخبارهم , وكان آخر ما اوصتها به هو : ابقي رأسك منخفضا وفمك مقفلاً.

Rehana 18-02-14 06:30 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
وعلى كل حال, ربما كانت آن , حتى هذا الحين , أماً لإيفان اكثر مما كانت له كاتلين .
واجابته على سؤاله , بشيء من التهكم بقولها :
- ان الاطفال لا يحدث انهم يجيئون , اظن ان رجلاً ذو ثقافة جامعية لابد لديه على الأقل , فكرة ..
زمجر وهو يقول :
- لقد كنت اتحدث عن مكان جغرافي وانت تعلمين ذلك تماماً.
فتغلب سرورها بإحباط فضوله على خشيتها وشعورها بالذنب , فابتدأت تقول بتكلف :
- لقد ولد إيفان بجانب...
فقاطعها قائلاً بخشونة وهو يكبح شتيمة كادت تصدر عنه:
- واين كان حتى هذا الحين؟ ومن كان يعتني لك به ؟
اجابت بشيء من الاستمتاع :
- لا احد , انه يعيش معي منذ انتقلت الى هنا , انك فقط لم تلحظ وجوده.
فرفع حاجبيه بحدة متأملاً في قولها هذا, وقد بدا واضحاً انه يستعيد في ذاكرته كل مواجهاتهما من قبل , ثم قال ببطء :
- هذا لأنك حرصت على ذلك جيداً.
اجابت بهدوء:
- ان إيفان هادئ بطبيعته .
منتديات ليلاس
واجفلت عندما مد هانتر يده وسحب يدها اليسرى بعيداً عن ظهر الطفل , فنزعتها من يده بعنف بعد ان ادركت انه كان يفتش عن خاتم الزواج في اصبعها والذي لم يكن موجوداً , لاشك انها قد اصبحت في ذهنه فتاة مستهترة غير مسؤولة.
تنهدت وهي ترى ان لا فائدة من الاهتمام بأمر إيفان , وهذا يصيح طالباً منها معلومات عنه .
عادت الى غرفة الجلوس وابن اختها يبكي على ذراعها وهي تهدهده ملاطفة , بينما هانتر يتبعها كظلها.
قال بلهجة الاتهام :
- لقد كنت تخفينه.
فاستدارت اليه تقول بحدة :
- انني لا اخفيه .
- فلماذا ادعيت إذن انك تعيشين هنا وحدك ؟
وقبل ان تستطيع العثور على جواب مناسب , كان هو قد وجد الحقيقة بنفسه , فهتف يقول:
- آه , ان اصحاب مؤسسة ماركام لا يعرفون ان لديك طفل , أليس كذلك؟
فحملقت فيه وهي تشعر بأنها اجتازت المحنة , وأصر هو على سؤاله :
- هل يعلمون , يا آن ؟
فشعرت انها إذا لم تجبه , فسيبقى طوال الليل يحقق معها , فقالت بغضب وهي تشد إيفان الى صدرها :
- كلا.
فقال برقة وهو يتنحنح :
- انك تشددين الضغط عليه.
اجفلت للهجته الانتقادية , اتراه سيتهمها بإساءة معاملة الطفل؟
فقالت :
- لا تعلمني كيف عليّ ان احتضن..
ولم تعرف كيف تخرج الكلمة من فمها , فقبلت بدلاً من ذلك رأس إيفان.ريحانة
فقال يساعدها على ذلك:
- تحتضنين ابنك .
وضاقت عيناه وهو ينظر الى وجهه شعوراً بالذنب , ذلك ان الأسرة قد اتفقت على ان إيفان اخذ عن امه كاتلين أنفها واستدارة وجهها, ولكنه لم يأخذ عنها لون شعرها الأشقر وشخصيتها المتوترة .
- هل يشبه والده؟
اجابت متلعثمة :
- ربما .. اظن .. لا ادري بالضبط .
واخذت تتساءل , كما اعتادت احياناً , عما إذا كان تصرف ديمتري نحو كاتلين سيتغير لو انها كانت قابلته شارحة له وضع اختها , ولكن كاتلين هي دوماً شديدة التكتم في شؤونها الشخصية كما هي في سائر شؤون حياتها.

Rehana 18-02-14 06:31 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
فهتفت باستنكار بالغ :
- ألا تعرفين شكله ؟ أتراك حتى لا تعرفين من هو ؟
اجابت بغضب :
- انني اعرفه طبعاً , انه كان بحاراً.
- تقولين كان ؟ اتعنين انه مات ؟
- انه .. إنه فقط لم يعد موجوداً , فقد ابحر بسفينته مرة اخرى.
كانت تتكلم غير واثقة , ولكنها افترضت انه فعل ذلك, فقد احتفظت كاتلين بكل التفاصيل لنفسها.
- اهذا كل ماتعرفينه عنه؟ كان بحاراً , ماذا بالنسبة الى اسمه , هل تعرفين هذا على الأقل ؟
احست آن بنفسها تتمزق بين الغضب والهزل , لقد جعلها هانتر بهذه الظنون , تبدو وكأنها فتاة مستهترة بينما كانت هي على عكس ذلك , حيث انها التزمت بخدمة امها والقيام بشأن الأسرة منذ كانت في الخامسة عشرة , وهذا لم يتح لها الفرص التي اتيحت لكاتلين واخوتها الذكور اثناء سنوات المراهقة.
- إنه اسمه ديمتري وهو روسي .
وكان هذا هو كل ما تعرفه عنه , وفكرت في طريقه تبعد هانتر بها عن هذا الموضوع , فقالت :
- اسمع يا هانتر ..
- هل هذا هو سبب دراستك للغة الروسية ؟ لأجل والد إيفان ؟.
فقالت بغضب :
- كلا, طبعاً , لقد كنت دوماً اهتم باللغة الروسية وبالروسيين ...
فقاطعها وهو ينظر الى إيفان الذي اخذ يتململ بين ذراعيها :
- هذا واضح .
- ليس من هذه الناحية , إهدأ يا حبيبي..
فقال ببطء ساخراً :
- عفواً , ماذا قلت ؟
- ليس انت .. بل إيفان .
وتابعت تقول :
- اظن ان سناً آخر يبرز في فمه , فهو هادئ عادة .. إنه نادراً مايصرخ ..
- فلنلق نظرة إذن.
تملكها الذهول وهي تراه ينحني ثم يدخل اصبعه القوي في فمه يتفحص لثته وللتو , كمش إيفان بذلك المعصم الغليظ بيديه الاثنتين , وهو يعض بقوة ذلك الاصبع الغريب بسنيه العلويين.
- اثبت مكانك ايها النمر .. نعم , هنالك نتوء خفيفة بارز ة في لثته .
وسحب اصبعه ثم مسحه ببساطة في قميصه دون ان يبدو عليه ذلك النفور الذي تراه آن عادة في الرجال , وعلى كل حال , لم يكن في نيتها ان تبدي له اعجابها به . فقالت بسخرية :
- اشكرك لاجتهادك هذا يادكتور .منتديات ليلاس
فقال برقة :
- انني في الواقع دكتور , إنما ليس في الطب.
وبدا الهزل في عينيه وهو يراها لا تأبه لما قاله لها , لم تكن تريده ان يعلم انها عرفت عنه كل التفاصيل من الكتيب الذي يحتوي على المعلومات الخاصة بالموطنين في الجامعة .
قالت :
- اظن خبرتك في الاطفال قدر خبرتك في الطبخ ؟
اجاب وقد تلاشى الهزل فجأة من ملامحه :
- لم يكن بامكان زوجتي الإنجاب.
- اوه.
هل هذا هو السبب في انه لم يعد متزوجاً؟ وتمنت لو تتطفل بالسؤال , ولكن الجمود الذي بدا في عينيه السوداوين العمقتين اوقفها عند حدها , ونظرت الى إيفان وتصورته طفلها هي , فشعرت بفراغ في قلبها سرعان ما امتلأ بشعور بالخسارة.

Rehana 18-02-14 06:31 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
فقالت تحاول كبح هذا الشعور في نفسها :
- عندي هنا مرهم لدعك اللثة به.
- لماذا لا تحضرينه؟ انني سأحمل عنك الطفل .
ومد يديه , فتراجعت آن الى الخلف قائلة :
- لا بأس .. أنا ..
فقاطعها بقوله :
- لا تحبين الاعتماد على الآخرين ؟ نعم , اعلم ذلك , ان هذا شيء حسن جداً , ولكنك لست بحاجة الى التشدد في ذلك , هاتي الطفل .منتديات ليلاس
وتناوله منها يحيطه بذراعيه القويتين , والتقت عيناه بعينيها فاهتزت للنظرة القوية التي رأتها فيهما , وسارعت تقول :
- سأفتش عن ذلك المرهم..
واندفعت مبتعدة نحو الحمام حيث صندوق الأدوية , وعندما وجدت انبوب المرهم , اغلقت باب الصندوق بعنف , وقالت توبخ نفسها وهي ترى وجهها المتوهج المضطرب في المرآة , تمالكي نفسك وإلا ظنك فتاة عابثة كما سبق وظنك لا تقدرين المسؤولية .
- لا تقولي انك تخفين شيئاً آخر هنا .
فأجفلت لصوته الساخر المفاجئ , وقالت وهي تسرع بمسح وجهها بخرقة مبللة بالماء قبل ان تخرج من الحمام :
- انني اتحدث الى نفسي فقط .
ولكنها ذهلت وهي ترى منظر هانتر و إيفان وقد تشابها تماماً في اللون والنظرات الحادة الفضولية وهما ينظران اليها قادمة نحوهما. سألها :
- هل تفعلين ذلك كثيراً؟
منتديات ليلاس
القت عليه نظرة لاذعة , ثم اجابت :
- تعني التحدث مع نفسي؟ طوال الوقت , انني اجد متعة في الحديث بهذا الشكل .
ثم تحولت الى إيفان تخاطبه :
- افتح فمك ياحبيبي , ان هذا المرهم سيريحك تماما , آه , نعم .. أليس هذا لطيفاً؟
ودعكت لثته بالمرهم وهي مازالت تشجعه طالبة من هانتر ان يمسكه جيداً, ثم تتابع :
- نعم , عندما افعل ذلك ستشعر بالسرور , أليس كذلك, يا حبيبي ؟ آه , نعم , آه , نعم ..
- اتعلمين ان أي شخص يحدث ان يسمع حديثك , هذا سيسيء فهم مايحدث هنا ؟
ولكن عدم فهمها مايعينه لم يدم سوى ثوان , وحين رأت ابتسامته الماكرة , قالت بمرح :
- اشك في ذلك إذا هم رآوك هنا , ذلك انك في الأربعين تقريباً .
كانت ماتزال تذكر ردة فعله العنيفة حين سخرت مرة من سنه .
اجاب بهدوء:
- ولكنك انت لم تعودي فتية , رغم نظرانك البرئية التي تدعو الى الدهشة , ان معظم الناس يؤمنون بالحكمة التي تقول ان الصبا لا يثبت امام التجارب.
فقالت وهي تفكر في انها اذا كان عليها ان تكذب فليكن ذلك بشكل محكم :
- نعم حسناً , ولكنني افضل ..
فسألها :
- مثل ديمتري ؟
فسألته وقد فوجئت :
- من ؟
فقال ساخراً:
- والد الطفل .
فقالت بابتهاج رغبة منها في اغاطته وذلك لسبب لم تكن تستطيع تفسيره :
- آه هو , نعم , لقد كان ديمتري شاباً وسيماً ..
وتنهدت تتكلف الاغتباط للذكرى وهي تقول :
- انه بالكاد فوق سن المراهقة ..
- يالك من امرأة لعوب منحرفة تماماً.منتديات ليلاس
لقد بدت الطريقة التي تلفظ بها بهذه الجملة , بذلك الصوت الخشن الرصين , بدت جريئة خطرة , واعجبتها فكرة التعرض للخطر , وهي التي امضت حياتها في مأمن يدعو الى الملل.

Rehana 18-02-14 06:32 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
فعدا عن السرور الذي تشعر به لهذا , ربما إذا ظنها هانتر مستهترة , سيبتعد عن طريقها ويكف عن ازعاجها بأسلته التي لا تريد الاجابة عليها.
قالت تجيبه ببطء:
- بالضبط فالافضل لك إذن ان تنتبه , إذ ربما ارى انك بحاجة الى درس في الموسيقى .
فلم يظهر على اساريره اي تعبير وهو يجيب :
- اظن ان اختلاف الذوق الموسيقى لدينا قد يشكل عقبة لا يمكن التغلب عليها.
فقالت بحدة :
- لم يكن هذا عرضاً .
فقال :
- ماهو إذن؟ تهديد؟.
فقالت وقد كاد صبرها يفرغ :
- مجرد تحذير ودي.
ما الذي حدث لمزاجه المتقلب ذاك؟ لماذا اصبح من الصعب استفزازه الآن ؟
- اشكر لك كرمك هذا, ولكنني كما سبق واشرت , لم اعد في قمة اندفاع الفترة وحماسها واشك في انك ستجدينني بمثل سرعة تأثر فتى مراهق.
سألته بحزم:
- هل يمكنني استعادة إيفان الآن ؟
- لماذا ؟ إنه يبدو مستأنساً معي .
وكان هذا صحيحاً , فقد كان مستلقياً بين ذراعي هانتر الكبيرتين , وكأنما كان هو مكانه الأساسي , وهو يحملق في ذلك الوجه الأسمر الخشن , بينما كان يمتص قبضته السمينة بصوت مسموع , مانحاً بذلك آن عذراً جيداً.
- إنه جائع , وهذا وقت اطعامه.
فسألها وهو ينظر الى مطبخها الفارغ:
- وماذا يأكل؟
تذكرت فجأة انها سبق واخبرته ان طعامها على الموقد . وسرعان ما استحال غباؤها الى ذعر , لقد خافت من ان يصر هانتر على البقاء حتى تجيب على جميع اسئلته , وشعرت بأنها تر يد التخلص منه بأسرع وقت , فأجابته قائلة :
- انه يشرب اللبن غالباً.
وشعرت بوجهها يتوهج احمراراً عندما رأته يبادلها النظر , ثم مد يديه بالطفل نحوها . فقالت بلطف :
- لا اريد ان اعطلك عن الذهاب , ارجو ألا يكون عشاؤك قد احترق.
فقال:
- هذا لن يحدث لأنني اطفأت الموقد قبل حضوري .
وتملكها الارتياح وهي تراه يخرج دون كلام , وهكذا تمكنت من إعطاء إيفان زجاجة الحليب وموزة مهروسة وهي تحدثه عن مبلغ غطرسة جارهما وتطفله عليهما , لقد ادركت تماماً ان إيفان كان يوافقها على كل ماتقوله لأنه كان فاغراً فمه وهي ترد عليه اخطاء هانتر .
كانت جالسة على الأرض تنشف وجهه , عندما سمعت طرقاً على الباب .
نظرت عابسة الى إيفان الذي كان يرفس برجليه مبتهجاً , وهي تقول :
- والآن , من تظنه الطارق ؟
ولكن هانتر لم ينتظر منها ان تفتح له الباب , إذ قبل ان تقف على قدميها , كان هو يدخل حاملاً طبقاً كبيراً مغطى .
قال بضيق وهو يضع الإناء على المائدة :
- كان عليك ان تقفلي بابك.
اجابت بجفاء:
- لقد كنت آخر من خرج منه , ولم اكن اعلم انك ستعود و إلا كنت اقفلته بالقفل والترباس.

Rehana 18-02-14 06:34 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
فتقدم يقف بجانبها ينظر الى الطفل , ويقول :
- لقد كنت دعوتك للعشاء , هل تذكرين؟
اجابت:
- واذكر جيداً انني رفضت ذلك.
ولكن رفضها هذا كان يعوزه الحماس , كانت تعلم انه لن تستطيع مجابهة إرادته الفولاذية , هذا الى انها كانت جائعة فعلاً , فلماذا ترفض طعامه ؟ وربما كان يريد بهذا ان يسود السلام بينهما , كانت تفكر في هذا بتفاؤل وهي تلف منشفة حول جسد إيفان , ولما كانت تعلم ان هانتر كان يراقبها , لم تستطع ان تتقن عملها , وكان ان القت بالدبوس على الأرض وهي تهتف ألماً بعد ان وخزها في اصبعها مسيلاً منه نقطة دم.
فجثم هانتر بجانبها يلتقط الدبوس , ثم ازاحها جانبا بكتفه وهو يقول :
- دعيني اقوم بهذا العمل , بينما تجهزين انت المائدة.
فأخذت تنظر اليه بارتياب وهو ينهي المهمة بسرعة مدهشة , ثم سألته :
- هل عندك ابناء أخ او ابناء أخت .
فأجاب :
- انني ابن وحيد لأهلي , ولكن لديّ عقلاً فعالاً , ماذا عليّ القيام به بعد هذا؟
ماذا؟ ايظن الأمر سهلاً الى هذا الحد؟ فوقفت واخبرته بما عليه ان يفعل , ثم تبطأت تراقبه راجية ان تجد شيئاً تنتقده لأجله, ولكنه كان من السرعة والإتقان لعمله , شأنه في كل مايعمل , واخذت تتابعه النظر بافتتان وهو يلبس الطفل ملابس النوم , وكيف كان يتصرف بحزم ورقة , بيدي الطفل اللتين كانتا تحاولان التملص منه.
سألها :
- هل سينام الآن , أم سيرافقنا ونحن نأكل ؟
منتديات ليلاس
وكأن إيفان فهم قوله , فوضع إبهامه في فمه بينما ارتجفت جفناه .
فقالت كاذبة :
- إنه لا ينام في العادة مباشرة .
فأغمض إيفان عينيه وبدت على شفتيه ابتسامة. اضافت :
- وربما ذلك السن الذي بزغ مؤخراً في فمه سيبقيه مستيقظاً مدة طويلة.ريحانة
فأخذ إيفان يغط في النوم , حول هانتر وجهه نحو آن , وهو مازال جاثماً , ليرى وجهها تسوده الخيبة , فقال:
- إذا كنت تظنين اننا بحاجة الى حارس , ربما نضع بين اجفانه عوداً يبقيهما مفتوحتين.
فقالت:
- لا تكن سخيفاً.
ولكن كان في ذلك شيئاً من الصحة إذ ليس الحارس ماكانت بحاجة اليه , بل أي شيء يلهيهما , ذلك ان قضاء المساء عرضة لشكوك هانتر لويس لم يكن فيه مايبعث على الارتياح الذي تسعى اليه.
مرة اخرى , اكتشفت انها انما كانت تستخف بشأنه , لأنه مع كل تقلباته المزاجية وفروغ صبره , قد اثبت انه بالغ الرقة والحذق. واثناء وضعها إيفان في عربة نومه , لتدفعه بعد ذلك الى غرفة النوم, كان هانتر قد وجد كل ادوات الطعام وكأنه في بيته.
قال وهو يراها قد قطبت حاجبيها :
- إنني اعلم ان الأمهات عليهن ان يكثرن من شرب اللبن.
فسكتت وهي تتمنى لو تفرغ اللبن الذي لم تكن تستسيغه , فوق رأسه الذي يعرف كل شيء ولكنها لم تجد بداً من رفع الكوب الى شفتيها وافراغه في جوفها مرة واحدة.

Rehana 18-02-14 06:36 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
وشعرت بالارتياح عندما اخذ هانتر يتحدث عن امور مختلفة تافهة , محدثاً إياها عن الحياة في المباني الجامعية , وكانت هي تستمع مفتونة بفكرة ان هذا قد اصبح عالمها هي ايضاً, وسرعان انطلقت بحديثها الحماسي المعتاد , ماجعلها لا تلاحظ تحول الحديث نحو الأمور الخاصة, وماداما بعيدين عن موضوع الكتب والكتابة وإيفان فقد احست بالسرور لأنها لم تكن تدلي بشيء عن نفسها وهي تتحدث عن حادث الاصطدام الذي تعرضت له أمها, والسنوات التي امضتها تحت العلاج , وعن عشق ابيها للأرض , وعن اخوتها الأربعة المشاكسين .
- يبدو انكم اسرة متعاطفة جدا.
- أحقاً؟.
ولم تكن آن قد فكرت في هذا من قبل, فقد كانوا مجرد .. اسرة وتابعت تقول :
- ربما هذا صحيح .. إذ كان ذلك يعني اننا مستعدون لمعاونة بعضنا البعض .. ماذا عن اسرتك أنت ؟
تجاهل دعوتها له للافاضة بالحديث عن نفسه مثلها , وسألها :
- وهل كانوا هناك ليعاونك اثناء ولادة إيفان؟
ابتدأت اجراس الإنذار تقرع , فركزت آن اهتمامها في طبق الطعام امامها , ثم قالت :
- انهم جميعاً يحبون إيفان بقدر ما أحبه فهو اول حفيد لوالديّ , فأخي دايون خاطب وكين وركس لكل منهما حبيبة , ولكن يبدو ان العادة في اسرتنا هي تأخر الزواج , فأبي و أمي لم يتزوجا حتى بلغا من العمر..
وسكتت إذا ادركت انها ابتدأت تهذي بما تخفيه بينما تلك العينان الثابتتان السوداوان تحدقان فيها .
سألها :
- ماذا كان شعورهما لدى قدومك الى أو كلاند؟
اجابت بصدق :
- آه لقد كانا مسرورين لأجلي , خصوصا أمي , لقد كانت تعلم انني دوماً كنت اريد الذهاب الي..
وسكتت فجأة بعد ان كادت تقول الى الجامعة , وقالت بدلاً من ذلك .
- الى المدينة لكي اكتب.
- لابد انهما مشتاقان اليك.
فقالت بسرعة :
- آه انني لم اكن اعيش في المنزل , ولكن نعم , لابد انهما كذلك, فأنا اتلقى رسالة من المنزل كل يومين.ريحانة
وضحكت تغطية لما شعرت به من الشوق الى اسرتها , ثم تابعت :
- لا اظنهما ادركا مبلغ ماسيصيبهما من قلق, حتى سافرت.
لقد كان كل قلق والديها في ذلك الحين موجهاً نحو كاتلين , فقد كانا يتوقعان من آن ان تتصرف بتعقل كامل, حيث كان اليأس يتملكها من تصرفات اختها التي لم يكونا يفهمانها , وعادت تقول :
- ان امي لم تعش في المدن طوال حياتها , ولكنها فجأة اخذت ترسل اليّ الصحف والمجلات التي تتحدث عن الحياة في المدن , كما ترسل اليّ بانتظام من طعام البيت , ان لديها فكرة عن سكان المدن انهم باردون لا يهتمون بالآخرين بينما هم في الواقع كبقية الناس إنما اكثر عدداً.
تمتم يقول:
- انك فتاة برئية خارج اسرتك , فلا عجب ان يتملكهم القلق عليك .
فقالت بحدة:
- انني لست برئية .
قال :
- ولكنك لست فتاة محنكة ايضاً , فالمحنكة تحمي نفسها حتى انك لا تتذكرين اقفال بابك .
- لم أنس , بل كل مافي الأمر انني لم انتبه الى انك لم تغلق الباب جيداً خلفك.
بدا عليه الهزل اكثر من التأثر وهو يقول :
- يالخيبة أمل ديمتري, انني في هذه الحالة , اتطلع الى قراءة كتابك بكل شوق , متى تتوقعين ان تنتهي منه ؟

Rehana 18-02-14 06:37 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
- أنا لا.. اعني لم اضع لنفسي منهاجاً محدداً , فأنا اسير مع التيار , كما انني لا احب التحدث عن العمل الذي اقوم به , ان ذلك يستنزف..
هل كان يضحك منها ؟ ونظرت اليه بعينين ضيقين , ولكن ملامحه كانت في غاية البراءة.
قال ببساطة وهو يسكب في صحنه مزيداً من الطعام :
- هل ينام إيفان عادة طوال الليل؟
سألته بحذر:
- ولماذا ؟ اجل, انه ينام طوال الليل عادة.ريحانة
- هل هذا هو السبب تفضيلك الكتابة في الليل؟ لأنه الوقت الوحيد الذي تشعرين فيه بالهدوء والاستقرار ؟ لماذا لا تحضرين للطفل من تلاحظه وتدفعين لها أجراً؟
- لأنني لا استطيع دفع الأجر .
- فهمت , ان المنحة سخية تماماً مايسمح لك باستئجار امرأة للنهار.
- ان بإمكاني ذلك, فإيفان يمكث في دار الحضانة الملحق بالجامعة .
- هذا فقط عندما تكونين بالجامعة ..
- هذا فقط عندما تكونين في الصف , كنت اظن ان تعيين وقت للكتابة هو اهم شيء لديك..
فانتبهت الى اتجاه الحديث , فقالت:
- لقد سبق واخبرتك ان افضل وقت للعمل عندي هو في الليل .ريحانة
وقفزت واقفة ثم اخذت ترفع عن المائدة الأطباق القذرة وهي تتابع :
- الأفضل ان انصرف للعمل الجاد الآن .
فوقف هو ايضاً , ولكن التخلص منه لم يكن سهلاً كما اكتشفت , إذ انه اصرّ على ان يساعدها في غسل الأطباق.
فقالت تنبهه:
- إنما لا تظن ان هذا يعني انني سآتي الى شقتك لأساعدك في غسل اطباقك .
قال بخشونة :
- لا تظني انني سأخيب أملك عندما تطلبين مني ذلك.
فقالت متذمرة وهي تملأ حوض الغسيل بالماء :
- انني عند ذلك, لن اقلق عندما تعود الى منزلك منهكاً .
فتقدم ليقف خلفها , ثم قال :
- هل ستقلقين لأجلي؟
اجابت بخشونة :
- ليي لأجلك , وإنما لأجل من قد تصادفهم في طريقك , لقد حدث الاصطدام لأمي بسبب سائق منهك من العمل , لم يصب هو سوى بخدوش بسيطة , ومصادرة رخصة السواقة منه, ثم اعتقال لمدة عدة اشهر , بينما بقيت امي سبع سنوات قعيدة الفراش تعاني الآلام .ريحانة
فقال :
- إني آسف.
ففوجئت باللهجة المخلصة في صوته , فاستدارت اليه في الوقت الذي كان فيه يتناول منشفة الأواني من العلاقة خلفها :
- آن ؟ إني آسف.
ارادت ان تتفوه بشيء تقول كلمة ما, كلمة تدل على حنكة , ولكنها بدلاً من ذلك وقفت واجمة ذاهلة قد سمرها ذلك العطف البالغ الذي تدفقت به عيناه , شاعرة بحرارة عنيفة لا علاقة لها البتة بتلك الأمسية الصيفية الخانقة ..



نهاية الفصل

الامل المفقود 19-02-14 03:56 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
بارك الله فيك يا الغالية
ولكن ليه قاطعتي روايتي
خليك شوية هنا وشوية هناك تمام

Rehana 19-02-14 07:29 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثالث )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saeda45 (المشاركة 3418906)
الرواية حلوة خالص شكراا يا ريحانة

العفووو عزيزتي

Rehana 19-02-14 07:32 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الامل المفقود (المشاركة 3419238)
بارك الله فيك يا الغالية
ولكن ليه قاطعتي روايتي
خليك شوية هنا وشوية هناك تمام

ماعليه .. مزحومة يدوب ادقق وانزل في روايتي
بس بحاول اتواجد في روايتك
وشكرا لمرورك الجميل

fadi azar 19-02-14 10:49 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
رواية رائعة جدا مشكورة

سنيوريتا 21-02-14 02:40 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
روايه ررررررررررررررررررررائعه منتظرين تكميلها شكراااااااااااااااااااااااااااا

Rehana 21-02-14 08:59 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3419495)
رواية رائعة جدا مشكورة

تسلمي اخي فادي
والعفوووو

Rehana 21-02-14 08:59 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنيوريتا (المشاركة 3420118)
روايه ررررررررررررررررررررائعه منتظرين تكميلها شكراااااااااااااااااااااااااااا

تسلمي كلك ذووق
والعفوووو

Rehana 21-02-14 10:15 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
الفصل الخامس

ضغطت آن على زر المسجل , ثم ابتسمت للصوت الذي صدر عنه , رفعت الصوت , ثم وجهت المذياع نحو الجدار وذلك لكي يختلط النقر على الآلة الكاتبة المتواصل لمثيله الخافت المنبعث من الناحية الأخرى , واطرقت السمع الخافت قد استمر متواصلاً .
وابتسمت بمكر وهي تنفض يديها وتغادر غرفة النوم , فليجرؤ هانتر الآن على اتهامها بأنها لاتعمل بما فيه الكفاية.
عادت الى مهمتها في دراسة اللغة الروسية , حيث تمددت على بطنها على الأرض بجانب سرير ايفان محاطة بكتبها ولكنها شعرت بأن من المستحيل عليها تركيز ذهنها , فتنهدت ثم اسندت ذقنها الى ذراعها.
لقد ذهبت افكارها الى هانتر , إن التفكير فيه مازال بعد مضي اسبوع على تلك الأمسية , يبعث في مشاعرها الدفء .ريحانة
من الغريب انها لم تكن تظن في نفسها من قبل مثل هذه العواطف , ولكن هانتر قد غير كل شيء .
إنها تدرك الآن , ان وقاحتها كانت السبب في شجارهما المرّ ذاك , كان عليها ان تكون هادئة جادة .. لا ان تخفي عدم شعورها بالأمان و الثقة , خلف المزاج , ولكن تلك كانت دوماً طريقها إزاء عواصف الحياة المفاجئة .. وذلك بإحالتها الى احداث غير مؤذية , هذا الى ان من المستحيل الاحتفاظ بهدوء اعاصبها في الوقت الذي تهتز فيه كورقة شجرة.
ونهضت متكئة على مرفقها , تزيح خصلات شعرها الرطبة عن صفحة الكتاب التي أمامها وهي تحدق عابسة في الجمل الروسية التي كانت تسخر من عدم قدرتها على الاستيعاب , لكنها رأت فيما بعد ان اعتبار مواجهتهما القصيرة تلك , جادة ربما كانت اتت بالنتيجة نفسها , إنما بشكل اسرع , ذلك ان الثرثرة في الجامعة كانت تقول إن البروفسيور البالغ الحيوية ذاك , لم يكن يشاهد مع امرأة واحدة مرتين , وهذا ماأضاف وقوداً جديداً الى الشائعات الكثيرة والتي تقول إن له علاقة سرية بزوجة بروفيسور آخر, وانه يكره النساء , وانه يعاني من حب غير متبادل , او انه مازال متألماً لفقدانه زوجته.
بين كل هذه الشائعات , لم تصدق آن سوى الأخيرة منها , لقد علمت آن هانتر ارمل منذ خمس سنوات , وان زوجته قد توفيت حين كانا يعيشان في استراليا , وان في تكتمه العميق بالنسبة الى زواجه , مايدل على مشاعر عميقة لم تحسم بعد , حيث انه كان حاد الطبع كثير الطلبات , فارغ الصبر , صريحا جداً , ولابد ان ذلك الشعور بالغ العمق حتى استطاع ان يكبح صراحة التعبير الطبيعي عنده , فإاذا كان ما يزال وفياً لذكرى زوجته , فهذا مايفسر استنكاره العنيف لأي انجاذب منه نحو آن , لقد كان يتجنب كل فرصة تسنح وذلك بمرواغة فريدة في نوعها .


Rehana 21-02-14 10:16 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
ولسوء الحظ بدا وكأن في كل مرة كانت ترى هانتر منذ تلك الليلة , كانت هي فيها تستقبل او تودع رجلاً مختلفاً, وبالطبع لم يكن هو يعطيها فرصة تشرح له فيها ظروفها البرئية , كلا , بل كان دوماً يلقي عليها احدى نظراته تلك التي تنضح بالشك , والتي اصبحت علامة بارزة فيه.
عملاً بنصحه تعلن فيها عن مهارتها في العلاج الفيزيائي والتي كانت اكتسبتها اثناء تمريضها لوالدتها, ودهشت إذ ابتدأ الزبائن يتوافدون عليها باستمرار واكثرهم من الطلاب الرياضيين الذي لا تسمح لهم مواردهم بالذهاب الى عيادات العلاج الطبيعي لإصاباتهم الطفيفة , والذين استعدوا لتبادل الخدمات معها عندما لايكون بإمكانهم الدفع ,وهذا وجدته آن اكثر فائدة من النقود.
بذلك امكنها الحصول على فتاتين للبقاء مع الطفل, كما ان طالب في علم التغذية اخذ يطهي لها وجبات مغذية , كما ان طالباً يلعب الركبي كان يأخذها الى السوق لشراء حاجياتها , ثم ذلك الطالب في تقنية الصوت الذي سجل لها شريطاً يحتوي صوت توقيع الآلة الكاتبة , وذلك دون اي اسئلة فضولية.
استدارت تتناول القاموس الروسي عندما وقع نظرها على فرشة التمارين المطوية في زواية الغرفة والتي كثرت الزيارات لها الليلة الماضية الى درجة اثارت حنقها.
إن اسوأ شكوك هانتر بالنسبة الى العرض الرائع لمختلف انواع الاجسام امام بابها , لابد تثبيت عند الليلة الماضية عندما احضر اليها بعض بريدها , لابد تثبيت عنده الليلة الماضية عندما احضر اليها بعض بريدها الذي كان وضع خطأ في صندوقه.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
كانت آن قد فرغت لتوها من جلسة مع مريضها لاعب الركبي الذي كانت ساقه قد ضغطت عليها بشدة احدى آلات الوزن اثناء اللعب وقامت لتفتح الباب.
وبينما كان هانتر يناولها رسائلها وقعت نظراته على الرجل و إلى الملاءة المبسوطة على الأرض .
تمتم بنعومة :
- هل كنت تزاولين العمل يا آن؟
فأجابت بهدوء :
- كلا, في الواقع هو عمل شاق.
كانت مصممة على ألا تدع الوضع , هذه المرة يتحول الى مسرحية هزلية, فهي ستوضح الأمر بهدوء وبشكل وافٍ يجعل هانتر يتخلى عن كل ظنونه السيئة بها.
- ليس بالنسبة اليّ.
صدرت هذه الكلمات عن جيري الذي اقبل الآن يقف خلفها وهو ينظر الى الرجل عند الباب بشيء من عدم الاحترام حيث انه كان طالب البروفيسور لويس المشهورة وذلك على المستوى الشخصي , شعرت بالارتباك إزاء نظرات هانتر , الشبيهة بنظرات الصقر المنصبة عليهما , هل يظن هانتر ان ليس لديها أي احترام لنفسها؟ ولا مقدرة على الاحتمال وهي التي أكبت على الدراسة طوال النهار واعتنت بإيفان , ومن المفروض انها مضت تكتب اغلب الليل.. فمن اين تجد المزيد من الطاقة والوقت للقيام بما يتهمها به؟
وابتدأت تقول بشدة :
- ان جيري يدرس الهندسة .. وهو يلعب الركبي في الجامعة , وقد كنت..
فقاطعها هانتر :
- كنت تزوالين الألعاب؟

Rehana 21-02-14 10:17 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الرابع )
 
حاولت ان تشرح له حقيقة الأمر, ولكن هانتر تجاهلها , كانت ابتسامته مهينة ولولا وجود جيري الذي كان ينظر لما يجري مستمتعاً لركضت خلفه ترغمه على الاستماع اليها.ريحانة
تباً له لابد ان تجعله يوماً ما , يترك هذه الافكار السخيفة عنها , اما ماشغل بالها فهو انه ربما كان طرق بابها لغرض آخر غير تسليمها الرسائل فقط والتي كان بإمكانه ان يضعها في صندوق بريدها او على عتبة بابها بدلاً من محاولة رؤيتها شخصيا , ولكن اذا كان وراء تصرفه هذا غصن الزيتون فهو إذن , قد اختطفه عائداً به وكأنه قد رحب بهذه الفرصة التي مددت له العذر في احتقارها.
وتنهدت آن مرة اخرى وهي تخط بقلمها على الورق امامها , شاردة الذهن وثابرت على ذلك عدة دقائق اخرى , واخيراً القت القلم من يدها باشمئزاز ثم جلست وهي تتمتم :
- ما اسخف هذا.
لم يكن امامها سوى ان تذهب اليه مادامت لم تعد تستطيع القيام بأي عمل جاد قبل ان تواجهه وتتفاهم معه.
كانت خارج الباب عندما تذكرت الشريط الذي كان يذيع نقرات آلتها الكاتبة , فاندفعت عائدة اليه تقفله , و أوقظ توقف الصوت بشكل مفاجئ ايفان , وبينما كانت تنتشله من سريره خطر لها ان وجود ايفان معها قد يلطف من طباع هانتر, عندما تتحدث اليه , ولكن يجب اولاً ان يسمح لها بالدخول , وربما وجود ايفان سيساعدها في ذلك, يمكنها ان تدعي انها تريد ان تبحث في دليل الهاتف عنده عن صيدلية مفتوحة ليلاً لكي تحضر مرهماً للثة ايفان رغم ان الهدوء التام كان يبدو عليه , ولكنها حاولت تجربة حظها على كل حال, إن أسوأ مايمكن ان يقابلها به هانتر هو ان يوصد الباب في وجهها .
هذا طبعا , إذا هو رضي اولاً ان يفتح لها الباب.
اخذت تقرع الباب ولكن دون ان يجيبها احد , وفي المرة الرابعة انتابها الضيق , إن هانتر يتصرف بشكل صبياني حقاً إذ يخبئ نفسه في غرفته بهذا الشكل , بدلاً من ان يفتح الباب ويعاقبها بالشكل الذي يريده.
قالت تخاطب ايفان :
- بقي هناك شيء واحد .
وسارت الى الخزانة القائمة في الممر حيث يوجد صندوق الاسلاك الكهربائية وادوات التنظيف وغيرها, لقد كان بينها مفتاح شقة هانتر الذي سبق ونصحها بأن تحتفظ هي ايضاً بمفتاح احتياطي لشقتها في هذا المكان في حالة انغلاق بابها وهي في الخارج.
تمتمت تخاطب ايفان وهي تدخل المفتاح في قفل باب هانتر :
- اظن هذا تعديا لا يغتفر على بيوت الآخرين , هذا إذا لم يكن خارجاً عن القانون.
دفعت الباب وهي تنادي :
- هانتر؟
وكررت النداء بفروغ صبر, ثم دخلت تشد ايفان الى صدرها تحميه بذلك من اندفاع مفاجئ لهانتر من اعماق الظلمة , معم الظلمة , إذا لم يكن هناك نور في الشقة .. كما ان موسيقى الجاز كانت تتجاوب انغامها بهدوء في مكان ما..
ربما كان نائماً في فراشه , ولكن من غير المعقول ان يكون نائماً وتوقيع آلتها الكاتبة في أذنيه تخترق الجدار.

Rehana 21-02-14 10:21 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
كما انها قد قرعت الباب بصوت عال , كلا , لابد انه يتجاهلها , متوقعاً منها العودة من حيث أتت كأي فتاة حقيرة مثلها ...
اخذت تبحث عن مفتاح النور, وسرعان ماعم الضوء الغرفة, فأخذت تجول بعينيها في انحائها , رأت الآلة الكاتبة الألكترونية مفتوحة وقد برزت منها الأوراق بغير انتظام , ولم تستطع آن مقاومة الرغبة في التقدم نحوها والانحناء عليها لتقر ماهو مكتوب فيها .
لقد كان مقطعاً يتحدث عن سياسة السوفييت الحالية إنما ليس بدقة وواقعية محاضرة او مناقشة .
وتناولت الأوراق المنتهية والموضوعة جانباً , وكادت تسقط ايفان من بين يديها , لقد كانت رواية , ورأت مما قرأته انها ذلك النوع السياسي المثير, وقد كتبت بأسلوب سلس بالغ العذوبة بفيض بالمشاعر .
آه , إذن فهو كاتب , لاعجب إذن في اسئلته الكثيرة تلك عن كتابها , وفتشت عن عنوان الكتاب لترى اسم الكاتب.
لويس هانت.
لم تستطع تصديق ذلك , حسناً ربما لم ينشر شيئاً بعد , واتجهت نظراتها نحو خزانة الكتب بجانب المكتب , لقد كتب سياسية مدرسية تتضمن تاريخ السياسة الروسية , لم يسبق ان ذكر احد لأن هانتر هو مؤلف , ولكن ربما كان هذا من المعلومات الشائعة في الجامعة و المفروض ان كل شخص يعرفها.
منتديات ليلاس
ويلي كتبه , صف من الكتب تتناول تاريخ روسيا وحضارتها , باللغة الروسية طبعاً.
وفي لحظة تضاءلت ثقة آن بنفسها , وعادت تتصفح الأوراق المطبوعة بسرعة وقد غمرها الاكتئاب , ولكنها سرعان ما اخذت تحملق بذهول وعي تقرأ وصفاً لمشهد عاطفي , وفغرت فاها وهي تستغرق في قراءة وصف ينبض بالحياة لقسوة البطل تجاه امرأة كان يعرفها عدوة له, لقد استغرق وصف المشهد المثير هذا قرابة الصفحتين , وزاد ذهولها عندما اخذت تستبدل البطل في ذهنها بهانتر .
واخذت تتنفس بعنف وهي تضع الأوراق مكانها بسرعة , يا لمخيلته الواسعة , ام لعل هذا الوصف من خلال تجاربه الخاصة؟
وقطع ايفان عليها تصوراتها هذا بمناغاته لها فجأة في أذنها , ثم شد خصلة من شعرها ليضعها في فمه , كلا , إنها في امان مادام هذه الشاهد موجودا معها , كما ان امهات اطفال في طور التسنين لايمكن ان يقارنهن إنسان بتلك الشقراء الرائعة الجمال واتي تلعب الكاراتيه .
كانت غرفة نومه المظلمة فارغة هي ايضاً , اضاءت النور, وازدردت لعابها بعصبية , وهي تقفل الراديو المفتوح بجانب المنضدة , اقتصاداً في الكهرباء وحالما ساد الهدوء , سمعت حركة عند الباب الأمامي , فتذكرت انها كانت تركته مفتوحاً.
اندفعت خارجة من الغرفة , لتتجمد في مكانها وهي ترى امرأة تضع حقيبة ملابس صغيرة بجانب الأريكة البرتقالية اللون .
كانت شقراء طويلة القامة بادية الرشاقة , وعندما استقامت في وقفتها رأت آن انها ذات جمال رائع بملامحها القوية المحنكة , وكانت ترتدي ملابس ذات الوان صارخة.

Rehana 21-02-14 10:22 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
كان الانطباع الذي ساور ها لدى هذه المرأة انها غير جديرة بالثقة , جشعة قاسية الملامح ومن الممكن ان تقوم بأي شيء تستطيعه , كما انها اكبر سناً من هانتر بكل تأكيد , إنها في الأربعين من عمرها على الأقل , وكان تخمينها هذا ناشيء من غيرة تملكتها.ريحانة
قالت لها بعذوبة :
- مرحباً, هل جئت لرؤية هانتر؟ إنني وايفان وحدنا في البيت , اتريدين اي عون؟
وخطر لها فجأة ان هانتر لابد كان خرج ليحضر هذه المرأة في سيارته , وسيأتي هو ايضاً , بعد لحظات .
كان الذهول واضحاً على وجه المرأة وهي تنظر الى شعر آن الطويل المبلل وقدميها الحافيتين , وثوبها القطني الأبيض والفضفاض الزي, والى الطفل الأسمر الذي تحمله على ذراعها.
ثم اشرق وجهها بالابتسام , وإذا بنظرية آن بالنسبة الى صلابة ملامح هذه المرأة تنهار من اساسها.
قالت المرأة :
- مرحباً , هذا لايهم , فهانتر لم يكن يتوقع حضوري , لقد خطر لي ان أمر عليه آملة ان اجده , وكان الباب مفتوحاً , إن هذا ليس من الحكمة في شيء.
وتقدمت بخفة نحو ايفان ثم عبست قليلاً تمازحه فدفعته بذلك الى الضحك , فقالت آن بشكل تلقائي: بهذا العبوس مثل هانتر تماماً.
فحولت المرأة عينيها البيتين نحو آن قائلة :
- آه , ما أسوأ هذا , هل مازال يحب السيطرة بشكل لا يحتمل ؟
فعادت آن تشعر بغيرة سرعان ماتلاشت , وقالت :
- حسناً إنها اكثر من ذلك , في الواقع اذا عتبرنا خشونته وزمجرته عندما عندما يقف احد بوجهه.
- زمجرته ؟ ما اجملها من كلمة , إنها صفته بالضبط عندما يعقد حاجبيه ويصدر هذا الصوت الرهيب من صدره , إنني مسرورة إذ أراك لاتبالين بطبعه هذا , اظنه يفعل ذلك ليسيطر علينا , إنني لم اقابلك من قبل , أليس كذلك ؟ إن اسمي هو لويز .
ومدت يدها التي بدت خشنة بجانب يد آن الى حد يدعو للدهشة .
- وأنا آن .. وشعرت بأن ابتسامة المرأة كانت مألوفة لديها بشكل غامض .
- إنك اكثر تعقيداً ممايبدو عليك للوهلة الأولى , إن براءة الصبا تبدو على ملامحك طبعاً , ولكن هنالك الأولى , ولكن هنالك لمحة من الغموض حول فمك وعينيك .. وكأنك تحملين اسراراً باستمرار , هادئة إنما كتوم , وهذا الشعر الكثيف .. إن هانتر شديدي الولع بشعر النساء , فلاعجب في افتتانه بك ..
فتملك آن التأثر لحدة ذهن هذه المرأة و كرمها , ماجعلها ترى غيرتها منها تافهة حقيرة , وقالت :
- آه .. يا لويز .
- هل تعرفينه منذ وقت طويل ؟
- كلا . . إن الأمر ... نحن لسنا.
فهزت المرأة رأسها تطمئنها قائلة :
- آه لا تقلقي .. إنني أعلم انكما غير متزوجين .. وإلا لأخبرني بذلك, يجب ان اعترف بأن هذا الطفل الحبيبي قد تملك مشاعري , ولكن هناك تفسير معقول لهذا دون شك.

Rehana 21-02-14 10:23 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
وامعنت النظر في ملامح الطفل بسرور ظاهر :
- آن هل تسمحين لي بحمله ؟
وكانت قد سبق ومدت يديها اليه بشوق واضح.فناولته آن لها وهي تقول :
- آه طبعاً , ألا تجلسين ؟ إنه ثقيل الوزن .
- كلا , كم يبلغ عمره ؟
وعندما اخبرتها آن , أومأت قائلة :
- إنه كبير الحجم بالنسبة لسنه , ولكن هكذا كان هانتر عندما كان طفلاً.منتديات ليلاس
- هانتر؟ واضطربت افكارها لحظة وظنت ان هذه المرأة وهانتر قد انجبا طفلا اعطياه .. اسمه.
وتابعت لويز قائلة دون انتظار جواب منها :
- طبعاً , اصرّ هانتر على ان يولد قبل اوانه , بالنسبة الى فروغ صبره, لقد شاء ان يتعرف الى الحياة الحقيقية حين أصر على ان يولد في عابرة القنال حتى ان اباه كان واثقاً من انهم سيحاسبونه بثمن اجرة تذكرة إضافية في نهاية الرحلة , وكانت هذه هي عادة بول .. لقد كان يتوقع المتاعب دوماً قبل وقوعها . كان ممتازاً في التظيم , ولكنه كزوج بالغ الازعاج بالنسبة لزوجة تكره النظام .
فشحب وجه آن وهي تتذكر التوقيع على اللوحات ( لويز ل.ل.) وهتفت بذعر :
- هل انت ؟ ولكن كلا , لايمكنك , ان تكوني والدة هانتر.
فقالت لويز ضاحكة :
- آه , لايمكن ذلك ؟ يجب ان يخبر شخص ما , هانتر كان يرسل بطاقات عيد الأم الى امرأة غير امه , طوال السنوات الماضية.
فقالت آن باحتجاج :
- ولكنك صغيرة جداً.
فعادت لويز تضحك مبدية تغضنات في وجهها لم تكن بادية من قبل وقالت :
- شكراً لإطرائك الجميل هذا, يا آن , إنك الآن تعرفين سبب قيامي بزيارات خاطفة فقط لهانتر , إنه يشعرني بأنني عجوز , وفي الواقع كنت عروساً صغيرة السن, كما ترين ولكنني الآن في الخامسة والخمسين تقريباً وانت ايها الرجل الصغير ستجعلني اشعر بالمزيد من كبر السن .
منتديات ليلاس
واحتضنت ايفان بولع بالغ وهي تتابع :
- إنك تشبه هانتر تماما عندما كان في سنك , ماعدا ان هانتر كان طفلاً دائم التفكير , فهو لم يكن يصرخ مطلقاً ولكنه كان كان يحملق بغضب والذي هو الصراخ بعينه , وطبعاً كانت ابتساماته النادرة تجعل منها غالية جدا , وكان الناس يتعبون جداً في سبيل ان يحظوا بابتسامة منه , وهكذا لم يكن ينقصه اهتمام الناس به ابداً, ترى ان أباك كان يسيطر على الناس بحدة طبعه منذ ذلك الحين ..
وكانت لويز تحدث ايفان وهي جالسة تهدهده على ركبتيها. فتملك آن الفزع بعد ان ادركت ان لويز تظن ان ايفان حفيدها , وسارعت تقول :
- إننا , أنا وهانتر لا نسكن معاً في الواقع , فأنا اسكن في الشقة الملاصقة .
فقاطعتها لويز بسرور:
- هذا ترتيب رائع .. فأنا ادرك نوع شعورك إنني انا ايضاً احتاج الى قوت فراغ شخصي , ولسوء الحظ لم يمنحني والد هانتر هذا , لقد كان رجلاً تقليدياً , ولكن هانتر هو اكثر مرونة منه , كما يبدو..
فقاطعتها آن بذعر :
- كلا ياسيدة لويز , إن هانتر ليس والد ايفان.
فابتسمت لويز لذعرها وقالت:
- هل انت واثقة ؟ إن هناك شبه واضح بين الاثنين.
وجعل الأمل بدا على وجهها , جعل آن تشعر بالذنب لتخييبها املها هذا , فقالت :
- إن هذا مجرد صدفة فأنا وهانتر علاقتنا برئية تماماً.
فسألتها الأم بدهاء:
- متأكدة؟
وسكتت برهة عندما احمر وجه آن خجلاً , فهتفت مسرورة :
- إذن فقد حدث هذا , كم أنا مسرورة , ربما هناك إذن شيء بسيط جداً من الشك..
وقبل ان ترد آن تنفي هذا , جاءهما صوت من ناحية الباب يقول ببطء مخيف :
- شيء بسيط من الشك بالنسبة الى ماذا , يا أمي؟
لقد عاد هانتر , ولم يكن مزاجه حسناً.


نهاية الفصل

fadi azar 22-02-14 10:51 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
فصل رائع جدا

ليتني اعود طفلة 23-02-14 03:42 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
الله يعطيك العافية ريهانا ^^ كالعاده مبدعة باختياراتك بس للاسف ما رح اقدر استناك لتخلصيها لهيك رح انزلها واقرأها واعطيك رايي كامل

Rehana 23-02-14 06:47 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3420573)
فصل رائع جدا

تسلمي اخي قادي

Rehana 23-02-14 06:48 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليتني اعود طفلة (المشاركة 3420815)
الله يعطيك العافية ريهانا ^^ كالعاده مبدعة باختياراتك بس للاسف ما رح اقدر استناك لتخلصيها لهيك رح انزلها واقرأها واعطيك رايي كامل

ويعافيك يارب
تسلمي كلك ذووق

على راحتك ياحلوة

Rehana 23-02-14 06:50 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
الفصل السادس

قالت آن بجد وهي تمسك بيدها قائمة الطعام :
- إنني شديدة الأسف .
- هذا ماتقولينه ؟
وبدا هدوء هانتر المعتاد حافلاً بالتشاؤم وهو يمعن النظر في قائمة الطعام .
- ولكنني آسفة فعلاً , لم يكن لديّ فكرة في انها أمك.
وكان يتخلل صوتها أثر من دهشتها السابقة :
- هكذا ؟ إذن , من كنت تظنينها عندما خرجت من غرفة نومي في قميص نومك مزهوة بكل صفاقة , بطفلنا أمامها ؟
اجابت منكرة بكل حرارة :
- لم يكن قميص نوم , وإنما هو ثوب للبيت , وأنا لم اقل قط ان إيفان هو طفلك , ان أمك هي التي ظنت ذلك من نفسها , على كل حال , عندما حضرت أمك ظننتها .. حسناً , أنها جذابة جداً , أليس كذلك ؟ كما انها لا تشبهك .. اعني انها اولاً , شقراء.
واخذت تتخبط في كلامها , فوضع قائمة الطعام جانباً وقد بدا في عينيه السوداوين لمعان غريب , وقال :
- انها تصبغ شعرها على الدوام .. فالأشقر هو لونها المعتاد , ثم انها امرأة جذابة كما تقولين .
وتفرس في ملامح آن المضطربة عدة لحظات , عاد بعدها يقول :
- هل ظننت يا آن ان أمي هي صديقتي؟
فاحمر وجهها , وقالت :
- لقد سبق واخبرتك انني لم اعرف من هي..
قال بنعومة :
- ولكنك قررت جلب المشكلات على كل حال.

Rehana 23-02-14 07:01 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
رفعت رأسها قائلة :
- كل ماقلته هو انك لست في البيت.
- وبهذا حققت لنفسك وضع امرأة البيت , لاعجب إذن ان أمي ابتدأت بالاستنتاجات .. انها تعلم انني افضل العيش وحدي.
وضحك ثم تابع يقول:
- كان بودي لو رأيت وجهك عندما عرفت شخصيتها , ان من عادة امي الادلاء برأيها دون الاهتمام برأي الآخرين.منتديات ليلاس
فقالت:
- هذا ما اكتشفته , لقد حاولت حقاً ان اصحح مفهومها يا هانتر , ولكنها كانت دوماً هي التي تستلم الحديث..
- وهذه واحدة اخرى من مواهبها الكبرى , وهي ارسالنا الى هنا .
وجال بنظراته حوله في انحاء هذا المطعم الأنيق المشهور فقط بطبق الحلوى اللذيذ الذي قدمه , ثم اشار الى النادل الذي جاء يأخذ الأوامر منهما , فانتظرت هي الى ان ابتعد , ثم اجابته تقول بانزعاج :
- كان يمكنك ألا تقبل بالمجيء.
قال برفق:
- وكذلك انت كان يمكننا ان نبقى في المنزل لتبادل الحديث مع امي.
ارتعدت لذلك , فابتسم لها ساخراً , فقد كان يعلم كما تعلم هي , انها كانت مستميتة في سبيل ان يهربا من ذلك الوضع الشاذ في الشقة , والذي جعلها تلقي بإيفان وتهب حالما اقترحت لويز بمرح ان يخرجا معا للسهر خارجا بينما تعتني هي بالطفل.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
كان كل مارأته آن هو انها فرصة تبتعد بها بهانتر عن امه ليمكنها بذلك, شرح ذلك الموقف المحرج , وليس لأن هانتر شعر بالإحراج , فهو بعد ثورته المكبوتة عندما ادرك ان أمه وجدت آن في شقته , فقد ابتهج بانتقامه وهو يشاهد جهود آن في اقناع لويز بأنها كانت مخطئة بالنسبة الى إيفان .
لقد اخذت امه تلومه وهو يدخل الغرفة متجهاً , وذلك بقولها :
- انك لم تخبرني قط عن إيفان ياعزيزي.
وبقيت غاية في البشاشة دون ان يهبط من عزيمتها رؤيتها تلك العينين السوداوين الغاضبتين اللتين كانتا تنتقلان بين المرأتين واللتين جعلتا آن ترتجف.
ثم عاد هو يكرر قوله :
- شك بسيط بالنسبة الى ماذا؟
وانحنى يقبل أمه على وجنتيها , والطفل بين ذراعيها.
فقالت آن بسرعة :
- لقد كنت اخبر امك بأن ليس بيننا هذا النوع من العلاقة.ريحانة
فتمتمت تتهرب من الجواب الصريح:
- انك تعلم.
قال بعناد :
- لا اظنني اعلم .
قالت امه :
لقد كنت اعلق على الشبه الكبير الذي بينك وبين هذا الحبيب الصغير .
قالت آن :
- وكنت انا اقول لها ان الأمر مجرد صدفة .
قال :
- انها ليست مجرد صدفة يا آن .
فعصفت كلماته هذه بكل جهودها السابقة في ضبط النفس , فقالت بحدة :
- اخرس .
ولكنها عادت فعضت على شفتها وهي تتابع :
- انا آسفة , فنحن كما قلت لأمك , لم نكد نتعارف ...

Rehana 23-02-14 07:02 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
فقالت لويز :
- انها خائفة من ان اصاب بصدمة وضيق عندما زل لسانها بقولها ان العواصف جرفتكما ذات يوم , ان عليك ان تقنعها يا هانتر بأنني لست غولة مخيفة .
قال يسأل آن بابتسامة لاذعة :
- هل هذا ما اخبرتها به , آن ؟ ان العواطف جرفتنا فلم نتوخ الحذر؟
اجابت بسرعة مستنكرة :
- كلا طبعاً.
وجاءت لويز لنجدتها بقولها:
- انها فقط احمر وجهها خجلاً في الوقت المناسب ماجعلني اصل بنفسي الى هذا الاستنتاج.
فقال دون ان يحول عينيه عن آن :
- وأنا الذي كنت اعتبرك فتاة وقحة لا تعرف الخجل ؟
اجابها عليها آيفان بضحكة منه هو ايضاً , فنظرت اليه قائلة :
- انني احب ان ارسم هذا الطفل يوماً ما, معك يا آن .
سألها هانتر :
- ماسبب هذه الزيارة المفاجئة يا أمي؟
اجابت برقة :
- انني ذاهبة الى لوس انجلس غداً للاشراف على تنظيم معرض رسومي , وفكرت في انك قد تسمح لي بالنوم على اريكتك هذه الليلة, انك تعلم مقدار كراهيتي للفنادق , ثم انني بحاجة الى نوم مريح قبل السفر .منتديات ليلاس
وانتقلت نظراتها الى حيث كانت آن واقفة مسرورة لابتعادها عن اهتمامها , ولكن لويز عادت تقولها :
- لقد شغلنا الحديث عن بحث مسألة ابوة إيفان.
وهذه المرة كانت آن قد جهزت الجواب , لقد اتضح لها من ملاحظتها الأم و الإبن انهما لايعرفان اللف والدوران , فقالت بصراحة فظة:
- انني وهانتر لم نتعارف إلا منذ اسابيع , وهذا يعني انه لايمكن ان يكون والد ايفان .
فقالت الأم ضاحكة :
- تعنين انها فكرة غير معقولة .
وهزت كتفيها وهي تمر بيدها على شعر إيفان الحريري وهي تقول باكتئاب :
- حسناً , ربما في المرة القادمة.
المرة القادمة ؟ وقبل ان ترتكب غلطة توجيه هذا السؤال اليها , تدخل هانتر قائلاً :
- ولماذا هذه الرغبة المفاجئة في جعلي أباً ؟ لقد كنت دوماً تقولين ان ولداً واحداً كان فيه الكفاية بالنسبة اليك؟
- بالنسبة إليّ , نعم فإن لي من فني مايشغلني , ولكن ليس بالنسبة اليك , انك لست رجلاً انطوائياً بطبعك ياهانتر , فأنت رجل المجتمع .. وهذا هو السبب في رواج كتبك, ولديك مقدرة تحسد عليها في التركيز على مختلف المستويات , انك تريد ان تكون في صميم الاشياء واظنك بحاجة الى امرأة تدفعك الى الجنون في محاولاتك مجاراتها , وإلى العديد من الاطفال لكي يدفعوك الى الجنون هم ايضاً .. وستكون أباً رائعاً .. ألا تظنين ذلك يا آن؟
فقابلت آن نظرتها الرقيقة بحذر , وقد خلبت لبها بفراستها الوقادة , وتذكرت الصبر والرقة التي كان هانتر يتصرف بهما مع إيفان , ولكنها كانت ايضاً تضع في الاعبتار طاقاته الاخرى فاجابت :
- آه , حسناً..
اقترحت الأم تقول:
- إذا كنتما تريدان ان تتفاهما, يمكنكما الذهاب الى الشقة الثانية حيث تقومان بذلك على انفراد, بينما اعتني انا بالطفل.
فقالت آن بعفوية :
- ان الجدران بين الشقتين بالغة الرقة , انني .. اعني انك ستسمعين كل ماسنقوله إلا إذا تكلمنا همساًَ ..
وسكتت متلعثمة وهي ترى الهزل على وجه لويز . قالت:
- هل انت مهتمة بإيفان أم بي أنا ؟ يمكنني ان اسد أذني بشيء ولكن بإمكان هانتر ان يخبرك بأنني صامدة لا يهزني شيء.

Rehana 23-02-14 07:03 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
قال باسماً بعطف:
- انك تهزين الآخرين ولا يهزك شيء , كما ان ليس لدي هما مايصلح لسد الآذان .
فقالت بمكر :
- يمكنني ان أرفع صوت الراديو , انما كلا , فهذا سيزعج إيفان , انظر اليه , إنه يوشك ان ينام , اسمع لماذا لا تخرجان معاً الى المدينة بينما أنام أنا و إيفان باكراً, يتناول الطعام , تنفسان عنكما ماتشعران به من عدواة , لقد حدثني صديق عن مطعم جديد مواجه للبحر يقدم حلوى رائعة , يمكنكما الذهاب اليه, ان الشكولاتة تهدئ الاعصاب , وعندما تعودان الى البيت اكون انا و إيفان نائمين , فيمكنكما ان تكونا على الانفراد و إلا ... حسناً , يمكننا ان نبقى جميعاً هنا في جلسة مؤنسة نتبادل فيهما الحديث , ويمكنك ان تخبريني عن نفسك كل شيء يا عزيزتي آن , عن بلدك واهلك .. وطبعاً كل شيء عن إيفان ..
وكان في هذا الختام فركضت آن الى شقتها حيث لبست ثوبها الأسود , ثم رفعت شعرها عالياً, ووضعت زينة خفيفة على وجهها , ثم دفعت امامها عربة نوم إيفان الى شقة هانتر لكي تضعه لويز فيه , لو كان إيفان اكبر مما هو بحيث يستطيع ان يتكلم , لماجرؤت على تركه مع لويز التي كانت ستستخلص منه الحكاية كلها . وربما ستجد الحكاية كلها , وربما ستجد الحكاية مسلية .. ولكن ابنها .. كان مجرد تفكيرها في ماعسى ان تكون ردة فعله عن ذاك , يجعل قلبها يخفق بشدة , وارتدت سترتها الصغيرة الحمراء فوق ثوبها الاسود , وهي تطئمن نفسها بذهن شارد , بأن حالتها العصبية غير ملحوظة .ريحانة
منتديات ليلاس
- هل انت بخير ؟
فكانت تقفز من مكانها وسألت :
- عفواً , ماذا قلت ؟
- هل تشعرين بالضيق؟ هل عليك ان تطعمي إيفان؟
فأجابت ضاحكة :
- لقد كاد ينفجر لكثرة ما اكله عند العشاء حتى انني لم استطع ايقافه عند حده.
اخذ يتأملها ثم قال :
- ان بياض بشرتك لا يصدق بالنسبة لفتاة قروية مثلك , فكما اعلم , ان معظم فتيات القرى سمراوات .
قالت بجفاء :
- انك مخطئ , ألم تسمع قط عن فتحات الأوزون ؟ ان فتيات القرى السمروات اكثر تعرضاً لسرطان الجلد هذه الايام, لقد كنت امضي اكثر ايامي داخل المنزل .
- آه , نعم مع كتاباتك .
فوجمت , هاهي ذي تخرج من المقلاة الى النار.
فقالت تهاجمه :
- اظن هذا هو السبب في بياض بشرتك انت ايضاً , لابد ان كتاباتك تلك تمتص كل اوقات فراغك.
فقال :
- انك لم تأت على ذكر رواياتي من قبل , ان المؤلفين الناشئين دوماً يحيطون بي بأسئلتهم المتلهفة.
قالت بعد ان تذوقت قطعة من الحلوى :
- لشد ماهو متعب لك هذا , لاعجب إذن في انزعاجك ذاك في بداية سكني في الشقة بجانبك , انني مسرورة إذ كبحت نفسي , لكل تهذيب عن التزلق اليك.
فلوى شفتيه قائلا:
- لا اظنك تنزلقين مطلقاً.. انك فقط ربطت بين هانتر لويس ولويس هانت , أليس كذلك؟.
فقالت بعنف :
- مادمت لم اقرأ أياً من كتابات لويس هانت , فليس ثمة ما أربطه .
قال برفق :
- لابد ان اعيرك واحداً منها لقراءته , كيف عرفت إذن ..

Rehana 23-02-14 07:04 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
فقالت وهي تنظر في كوب الشكولاتة :
- لقد رأيت الكتب في خزانة كتبك .. ورأيت مخطوطاتك في الآلة الكاتبة.
قال بخشونة :
- اتعنين انك بعد ان اقتحمت شقتي اخذت تتطفلين على خصوصياتي ؟
- انني لم اقتحم شقتك .. فقد استعملت المفتاح , ولم يكن ذلك للتطفل , لقد ظننتك مازلت في البيت انما ترفض فتح الباب لي , فقد كنت سمعت صوت آلتك الكاتبة ...
قال بجفاء:
- يدهشني ان صوت آلتي كان فوق صوت آلتك الذي يصم الآذان , لقد كان هذا سبب خروجي إذ وجدت التركيز صعباً إزاء ذلك السيل الجارف عن طباعتك وهكذا صعدت الى السطح لكي افكر بهدوء في بعض المشاكل.منتديات ليلاس
لقد كان هناك إذن. فقالت بسرعة :
- ان الآلات القديمة تحدث ضجة , على كل حال , كنت اتساءل عما إذ كان الأفضل ان انتظر عودتك..
سألها بنعومة :
- تنتظرين في غرفة نومي ؟ أليس ذلك هو المكان الذي وجدتك أمي فيه ؟
اجابت بضعف :
- ظننتك في داخلها.
فرفع حاجبيه , ولوى فمه موبخاً , ثم قال :
- أحقاً ؟ ان الزهو يتملكني .
- انك تعرف ماذا أعني.
- مرة اخرى , كلا , لا اعرف , انك اكثر ممن عرفت من النساء غموضاً , حتى لو سمرتك في الارض , فإنك ستقذفين في وجهي بمفاجئة.
قالت بلهجة هي بين الجد والمزح :
- لقد ارحتني بذلك , فأنا على الأقل لا ابعث الملل في النفوس , اسمع لو انني جئت الى شقتك لسبب آخر , فهل كنت سأفعل ذلك وعلى ذراعي طفل؟
سأل سائل الشيكولاتة على اصابعه فأخذ يلعقها , وعندما رفع عينيه التقتا بعينيها فانحنى الى الامام يقدم اليها قطعة من الحلوى على الشوكة وهو يقول :
- دعينا نتحدث عنك بكل تأكيد , ماالذي كنت ترتدينه مني , يا آن ؟ ماالذي جعلك تأتين اليّ هذا المساء ؟
سألها ذلك برقة بالغة جعلتها تفتح فمها ذهولاً.
اجابت :
- لقد اردت ان اشرح الأمر بالنسبة الى جيري والآخرين .
فأحست بتراجعه عن رقته تلك على الفور, ثم قال ببرود :
- ان طريقتك في الحياة هي شأن خاص بك.
فقالت :
- ان الأمر مجرد عمل.
قال باشمئزاز :
- هل هو محاولة لكسب تجارب اخرى انت بحاجة اليها في مؤلفاتك؟
اجابت بصراحة :
- كلا , وإنما لأنني اعرف ان ليس بإمكاني الاعتماد على نقود المنحة في دراستي الجامعية , ولهذا..
فقال:
- إذن , فأنت تمارسين اموراً غير اخلاقية لكي تتابعي دراستك ..؟
ففغرت فاها ذاهلة , ثم سألته :
- ماالذي تتحدث عنه ؟
- عنك وعن الشبان الذين يزورنك.
هكذا إذن , ان فكرته عنها ليست انها فوضوية فقط, و إنما مرتزقة تجمع المال كذلك, لقد كانت تضحك لولا الغضب الذي شعرت به , وقالت :
- ايها المعاق العقلي , كنت اعالجهم بالعلاج الفيزيائي.

Rehana 23-02-14 07:05 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الخامس )
 
فالتفت اليها بحدة رجل في منتصف العمر , كان الى المائدة القريبة , وقد بدا عليه الاهتمام , فخفضت آن من صوتها وهي تتابع قائلة :
- لقد علمتني عاملة العلاج الفيزيائي في المستشفى حيث كانت امي تتلقى علاجها بعد الحادث , علمتني التمسيد الذي يخفف الألم وبالتالي الاقلال من تناولها الأدوية المخففة .. وجيري وغيره هم رياضيون .
مد يديه اليها متوسلاً وهو يقول :
- هل تعذرينني لفكرتي الفظيعة تلك عنك؟
لقد صدقها , وقالت غاضبة لعدم ثقته بها تلك:
- كان من المفروض عليك ان تتأكد من الأمر قبل الحكم .ريحانة
فسألها :
- كما حكمت عليّ وعلى أمي ؟
احمر وجهها قائلة :
- كان ذلك أمراً مختلفاً.
- نعم , فقد كان اناس داخلين خرجين الى بيتك, ولكن من هو ذلك الرجل القصير البدين الذي كان يطرق بابك مساء الاثنين ؟ لايمكن ان تقولي إنه شاب رياضي .
- انه صديق لأخي الكبير , ويبدو ان اخي دايون قد اوصى زملاءه في اوكلاند ان يداموا على تفقدي بين حين و آخر , وأنا آسفة إذا كانوا يزعجوك .
ولكن نظرتها كانت تدل بوضوح على انه يستحق ذلك.
فقال بخشونة مشيراً الى الحلوى التي كانت تعبث بها بملعقتها :
- هل ستأكلين هذا ام تعبثين به ؟


نهاية الفصل

fadi azar 24-02-14 10:51 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السادس )
 
مشكورة على تعبك

Rehana 25-02-14 09:46 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السادس )
 
شكرا اخي فادي على تواجدك وتشجيعك

Rehana 25-02-14 09:47 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السادس )
 
الفصل السابع

كانت فكرة التسامي هذه مضحكة بالنسبة الي آن التي اخذت ترشف قهوتها وهي تلتهم مابقى من آخر كعكة شيكولاتة , لقد كانت اكلت كل الحلوى الموجودة بما في ذلك مابقى في طبق هانتر , بينما افكارها مشغولة بالرجل الذي امامها على المائدة .
ولكنه كان بعيداً عن ذلك كله , فقد كان طوال الوقت مشغولاً بالحديث عن اشياء اخرى برئية مما تتضمنه الحياة اليومية ..
سألته :
- هل كثيراً ماتزورك والدتك؟
اجاب لاوياً شفتيه وهو يحرك القهوة :
- ان زياراتها كافية لكي تعكر ماتسميه هي الراحة النفسية لحياتي, إنها تسافر كثيراً , ومع ان لديها منزلاً في ولينغتون فإن عندها اصدقاء فنانين في كل انحاء العالم يمدونها بمكان ترسم فيه عندما تشاء.
فقالت حالمة :
- وهذا ما اريد ان اقوم به , ان اطلع على مختلف الحضارات وذلك بالعيش فيها بدلاً من القراءة عنها في الكتب , وستكون إجازة المرور و لذلك هي اللغات , عندما انال شهادتي سأقدم طلباً الى وزارة الخارجية , وربما اصبحت مترجمة في الأمم المتحدة .
فعادت آن الى الواقع , فقالت :
- ان الفن لا يعترف بالروابط القومية , فبإمكاني انا ايضاً القيام به.ريحانة

Rehana 25-02-14 09:50 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السابع )
 
فتمتم يقول:
- إنني ارى شبهاً معيناً بينكما .
ونظر الى عينيها اللتين بدا فيهما الذعر .. أتراها تذكره بأمه؟.
- انني لا اشبه أمك بشيء.
اجاب:
- ربما ليس بالشكل , ولكن لديك حتماً روحها المتفائلة على الدوام.
قالت بعنف :
- لأنني سبق وتعلمت ان توقع حدوث السوء دوماً , هو مايثبط العزيمة في الحياة .
كانت تفكر في أمها بعد الحادث مباشرة , كادت ان تتقبل فكرة الاطباء عن انها قد لا تستعيد القدرة على المشي بعد ذلك , وتابعت تقول :
- إنك متفائل انت ايضاً , حتى ولو لم تعترف بذلك , و إلا لما جعلت ابطال رواياتك ينتصرون في النهاية , كنت بدلاً من ذلك , جعلت كتاباتك عبارة عن مآسي حزينة متبعاً بذلك تلك الذهنية المتعالية التي تدعي ان الأدب الحقيقي هو الذي يركز على آلام البشر.
فقال ضاحكاً لحماسها هذا :
- كفى , كفى , كفى إهدأي , إنني لم اكن انتقدك .. لقد كانت مجرد ملاحظة عابرة , إنها ذات معان خفية .
سألها قائلاً :
- وماهو المعنى الخفي وراء قولي إنك متفائلة ؟
منتديات ليلاس
اصرت قائلة :
- إنها اللهجة التي قلتها بها .
فقال :
- لماذا يصعب عليك تصديق انني ربما كنت معجباً بك واحسدك لتلك الثقة البهيجة في ان الحياة ستكون رفيقة بك.منتديات ليلاس
فنظرت اليه من تحت اهدابها .. إن اعجاب والحسد ليسا ماتريده منه , ولكن ربما هي البداية .
قالت :
- ولكنك لم تكن معجباً بي منذ ساعتين.
اجاب ساخراً :
- لأنني لم اكن اعرفك كما اعرفك الآن , وقد عرفك اكثر بعد ساعتين من الآن.
لو انها تستطيع فقط ان تعرف ما إذا كانت كلماته هذه دعوى صريحة ام انها مجرد مزحة . تابع قائلاً:
- لقد كان ذلك ضرورياً اثناء وظيفتي الأولى , لقد كنت الملحق العسكري في عدة مواقع ديبلوماسية .
وماكان ليجد افضل من هذه الطريقة يغير بها مجرى شكوكها تلك فسألته ذاهلة :
- هل كنت في الجيش ؟
لقد صدمت حقاً , وإن تكن بنيته, في الواقع وخشونة طباعة لابد لكتسيهما من التدريبات العسكرية , وكذلك عادته المزعجة في توقعه إسراع الآخرين لتنفيذ اوامراه.
قال باسماً :
- لقد تلقيت دراساتي العسكرية في الجامعة , لقد كنا في ذلك الوقت نعاني من محاولة التشبه بالطبقة العالية , رغم فقرنا , وذلك حيث ان نبوغ والدتي لم يكن قد اكتشف بعد , وعندما ابتدأت تسير في طريق النجاح.عرضت عليّ ان تدفع مقابل تحرري من الجيش , ولكنني فكرت في انني أدين للجيش بخمس سنوات خدمة بعد تخرجي خصوصاً بعد ان قدموا اليّ فرصة متابعة الدراسة بعد إنهاء تدريبي كضابط , لقد تخصصت في التاريخ والتكتيك العسكري , كما تأكدت من اتقاني لغة تؤهلني للعمل وراء البحار .
فقالت وقد خطر لها فكرة نيرة :
- دعني اخمن , إنها اللغة الروسية .ريحانة
أومأ برأسه متهكماً وهو يرى الحسد في عينيها بينما كان يتابع :
- وكان تخصصي في السياسة الروسية .

Rehana 25-02-14 09:51 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السابع )
 
فقالت بلهجة اتهام :
- انك إذن تتكلم الروسية ؟ أراهن على انك تتكلمها بنفس السهولة التي تقرأها فيها , كل تلك الكتب في خزانتك , لقد كنت تعرف انني أتعلم الروسية ولكنك لم تتلفظ بكلمة.
فقاطعها قائلاً بلهجة جادة:
- ذلك لأنني لا اعطي دروساً خاصة لأي شخص كان , فإن لدي من العمل مايكفيني ولكنني ارحب بإعارتك اي كتاب تظنين انه قد يفيدك .منتديات ليلاس
وبدلاً من ان تستاء لمعاملته لها بهذا الجد , وجدت نفسها توافقه تماماً, إن لدى هانتر مايشغله هنا, والدروس الوحيدة التي كانت تريدها منه لا علاقة لها بالعلوم.
سألته :
- كم امضيت في روسيا ؟ هل دخلت الكرملين ؟ هل شاهدت الأسلحة ...
وفي الوقت الذي غادرا فيه المطعم , كانت عينا ان تلتمعان بالعزم على انها سترى يوماً ما , البلاد التي حدثها هانتر عنها .
لاعجب انه كان كاتباً ناجحاً , فقد كانت لديه الموهبة في وصف ليس المباني الحجرية فقط و إنما ماتتضمنه من معان شاعرية ايضاً.
لم تكتشف آن ان التوتر الداخلي بينهما قد في اشد قوته إلا بعد ان اخذا يصعدان التل المتجه نحو المبنى الذي يسكنان فيه , ولم يكن قد خمد في الواقع , ولكنه كان مستوراً بشكل آخر من الحماس
قالت تخترق الصمت المثير :
- كان علينا ان نأتي في سيارتك.
ومع انه لم يكن يستعملها كثيراً , فقد كانت تعلم انها مرسيدس بلون القشدة , وكان يضعها في كراج يبعد بنايتين عن مسكنه .
اجابها :
- إن المشي سينفعنا بعد كل ذلك الطعام الذي تناولناه .
وامسك بذراعها يعبر بها الشارع , وتحت انوار الشارع بدا لها رجلاً غريباً عنها , سألها :
- هل انت خائفة ؟
وادركت , في الوقت المناسب , انه يعني الخوف من المدينة في الليل , فاجابت :
- كلا , وانما هنالك رائحة المطر .
قال وقد لاحظ عصبيتها :
- هل تحاولين قطع الطريق بالحديث عن مواضيعنا الخاصة ؟
واثناء كلامه , ابتدأ رذاذ ناعم ينهال على اكتافهما , فضحك وهو يستعجلها في الركض نحو صف من الاشجار الضخمة تمتد نحو الجامعة .
قال :
- ماهذا؟ هل تراك سمعت نشرة الاحوال الجوية , ام انك تأخذين درساً اضافياً في المناخ؟
اجابت :
- أظنني افضل التفسير العلمي , ولكنني اظن لديك وجهة نظر اكثر شاعرية .
فقالت ترد على سخرية لمستها في كلماته:
- ليس ثمة خطأ في كوني شاعرية.
فقال:
- كلا , إلا اذا الختلط الأمر بينها وبين شيء آخر , من الممكن , بعد ذلك ان تؤدي الى ظروف مؤلمة.
قالت :
- أتراك تحذرني من ان تراودني افكار شاعرية حولك يا هانتر؟
اجاب وهي يستدير اليها :
- وهل انت بحاجة الى التحذير ؟

Rehana 25-02-14 09:52 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السابع )
 
هزت رأسها بعنف ماجعل شعرها الناعم ينسدل على كتفها بشكل عفوي , وقالت :
- إن كلامك هذا قد يفسر بغطرسة بالغة .
وقف في ظله شجر فارغة , وسألها بشدة :
- هل جوابك معناه نعم أم لا؟
اجابت ساخرة :
- وأي منهما تفضل ؟
هز كتفيها بشيء بالغضب منه لمحاولته إرغامها على تحليل مشاعرها فقط وليس لها ان تكون منطقية .
فقال ساخرة بلهجة كانت تعلم انه لن يصدقها :
- طبعاً لكي اتجنب الاعتراف بأنني مجنونة بحبك .ريحانة
قال بفروغ صبر :
- حقاً إنك تلعبين بالنار , أليس كذلك ؟
وحرك الهواء اوراق الشجرة فوق رأسيهما ماجعل نور الشارع يسقط على وجهه , مظهراً ملامحه المتوترة .
قال :
- اتريدين ان تجعليني اتوسل اليك يا آن ؟ هل تحبين ان يحدث الأمر بهذه الطريقة ؟
منتديات ليلاس
رفعت رأسها تقول بكبرياء :
- ليس في نفسي أي ميول حمقاء.
فقال بلطف :
- هذا حسن , وكذلك أنا.
فأدركت انه كان يوقع بها , تراجعت الى الخلف بسرعة ما جعل فردة حذائها تنزلق من قدمها , وتقفز بعيداً.
هتفت :
- هانتر , ارجوك , إننا في الشارع .
وهنا وقع نظرها في هذه اللحظة على سيارة بيضاء تبرز من خلال الضباب و المطر , ثم تبطئ فجأة بعد ان استقر ضوء مصباحها على حذائها الذي كان تدحرج الى بركة من ماء المطر .
فهتفت قائلة :
- آه .. هانتر .. دعني اذهب , ارجوك , إنها سيارة شرطة.
فتح باب السيارة وخرج منه ضابط شرطة بملابس رسمية وقال لها :
- هل انت بخير ياآنسة ؟
فخرجت من تحت الشجرة تعرج قائلة :
- إنني بخير تماماً.
وكانت ترى الضابط يلتقط فردة حذائها دون ان يحول نظراته الحذرة عن هانتر .منتديات ليلاس
- هل هذه فردة حذائك؟
اخذت الحذاء منه وانتعلته وهي تجيبه :
- نعم , شكراً , لقد سقطت من قدمي عندما كنت.. عندما كنا .. نعم , هذا هو .. عندما كنا ..
ولاحظت ان هانتر يقف بجانبها , فوكزته بمرفقها بحدة مشيرة الى انها بحاجة الى ان يساعدها في التبرير , فاستجاب قائلاً:
- عندما غمرتنا المشاعر نوعاً ما.
فنقل الشرطي الشاب نظراته بين منظر آن وملامح هانتر المتوترة , ثم هدأ قليلاً وهو يقول:
- هل كنتما تسهران في الخارج معاً, ياسيدي ؟ إنك تعرف السيدة جيداً, أليس كذلك ؟

Rehana 25-02-14 09:52 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السابع )
 
إن بإمكان اي فتاة قروية ساذجة ان تفهم معنى قوله هذا, فاندفعت تقول غاضبة :
- انه لم يلتقطني من الشارع اذا كان هذا ماتعنيه بكلامك , إننا نسكن في آخر هذا الطريق , وقد كنا خرجنا لتناول العشاء .
فقال الشرطي:
- آه فهمت .
وزاد ابتسامته المصطنعة من غيظها . فقالت بصوت عال:
- ولمعلوماتك الخاصة , فقد حدث ان أمه جلست هذه الليلة مع الطفل لكي نتمكن من الخروج , ونحن اثنان من المواطنين المحترمين تماماً نتمشى في الشارع ونهتم فقط بشؤوننا الخاصة والتي هي بريئة تماماً.
ولماشعرت بهانتر وقد ابتدأ يهتز بجانبها , وضعت يدها على ذراعه تهدئه , إذ لم تكن تريد ان يقبض عليه لمهاجمته شرطي بسبب تلميح هذا بمايمس شرفها.
- والآن كوني مهذبة تجاه الشرطي ياعزيزتي , فهو يقوم بوظيفته التي ندفع نحن المواطنينين , له اجرها بكل احترام. كان هانتر يقول هذا بصوت متوتر , ما اثار استغرابها , فاستدارت تنظر اليه , إذ ادركت انه ليس الغضب هو الذي بعث ذلك التوتر في جسمه .منتديات ليلاس
فضحكت عيناه لها وهو يرى شعورها بخيبة الأمل , وقال :
- يجب ان تكوني شاكرة لوقوفه للتأكد من أننا لا نعاني من مشكلة ما , ويجب ان تعترفي ان وقوفنا هنا ربما كان طبيعياً بالنسبة إلينا .. ولكنه لم يكن بريئاً تماماً.
فتوهج وجهها غضباً , وقالت :
- ولماذا انت ...
فأسرع يقول مخاطباً الشرطي:
- اؤكد لك ايها الضابط , بأنه ليس في نيتنا المغامرة بدخول دعوى اتهام بعدم الحشمة , فاذا سمحت لنا , سنتابع طريقنا على الفور الى البيت لأجل الطفل..
فقال الشرطي:
- هذه فكرة طيبة ياسيدي , وهي اكثر اماناً بالنسبة اليك والى السيدة .
تمتمت آن وهي مشتتة بين الضحك والتحديق في هانتر الذي امكسها بمرفقها مسرعاً بها نحو التل في اثر السيارة المسرعة , تمتمت تقول :
- لم اكن اظن انك تضايقت الى هذا الحد.
فلوى شفتيه قائلاً:
- ولا أنا , اعتبري هذا من تأثير الصدمة , فأنا لم اتعود على ان اتعرض لاسئلة الشرطة.
- وهل تظن انني انا معتادة على ذلك؟
- ليس مع الشرطة , بل ربما مع مركز المطافئ , فأنت امرأة نيرانية الطبع الى درجة خطيرة.
فأعادت اليها نبرة الاعجاب في تعليقه هذا, طبعها المرح , فأخذت تضحك , وشعرت بالسعادة بعد ان اكتشفت ان هانتر يملك روحاً فكاهية ربما تساعده بالسعادة بعد ان اكتشفت ان هانتر يملك روحاً فكاهية ربما تساعده على رؤية الجانب الحسن من خداعها عندما يأتي الوقت الذي لم يكن ثمة مناص فيه من ان يعلم بقصة كاتلين.منتديات ليلاس
كانا قد وصلا الى المنزل , ففتح هانتر الباب الجانبي ثم لحق بها وهي تصعد السلم , فالتفتت اليه عندما وصلت الى اعلى السلم , وقد انسدل شعرها تماماً على ظهرها , وهي تقول متلعثمة :
- لا ادري ما إذا كانت أمك نائمة ام لا .
فأجاب:
- سواء كانت نائمة ام لا فهي لابد قد احتلت سريري المريح بالرغم من قولها إنها ستنام على الاريكة .

Rehana 25-02-14 09:53 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السابع )
 
وعندما تركها هانتر , بعد ان ساعدها على نقل ايفان بسريره من شقته الى شقتها , إنهارت آن على سريرها وهي ترتجف لذكرى ماحدث لهما هذه الليلة والتي ستبقى في ذاكرتها على الدوام , وشعرت بأنها قد وقعت في غرام هانتر حقاً, ربما اطلق هو على هذا الشعور اسماء اخرى .. إعجاباً .. مشاعر متهورة ولكن آن كانت تعلم انه , على الاقل , قد اعترف بانجذابه نحوها والذي يمكن ان يتطور الى شيء آخر اكثر عمقاً ودواماً , إذ هي هيأت الاسباب لذلك .
في الصباح التالي لم تر هانتر , ولكنها حظيت بزيارة قصيرة من والدته التي وضعت في يدها لوحة صغيرة في اطار , قائلة ان هناك سيارة اجرة في انتظارها لتقلها الى المطار.
- لقد كنت اريد ان اعطيها الى هانتر , ولكنني فضلت إعطاءها لك.
واضافت بعنف عندما حاولت آن الاحتجاج على هدية غالية بهذا الشكل :
- إنها احدى الرسوم التي يحبها هانتر, لأنها تمثل الخليج الصغير في الشمال الذي اعتدنا الذهاب اليه معا في الاجازات , لقد كان يشعر بالحياة السعيدة على ذلك الشاطئ.
- لايمكنك اذن , ان تعطيها لي.
فرفعت المرأة حاجبيها قائلة :
- ألم تعجبك ؟.
بادرت آن بالاعتراض :
- إنها تعجبني طبعاً.
كانت رائعة الجمال , ومن بعيد على الشاطئ الرملي, كانت هناك نقطة صغيرة ادركت انها تمثل هانتر وهو صبي , وفجأة شعرت بعلاقة قوية بينها وبين تلك النقطة الضئيلة , وكأنها كانت تشارك تلك الرمال الدافئة المشرقة بنور الشمس , براءة تلك الطفولة..
وتابعت تقول:
- ولكن ألا يغضب هانتر حين تعطينيها ؟
لم تكن تريده ان يجد اعذاراً اخرى للغضب منها. اجابت لويز بجفاء:
- ليس اكثر مما يسببه لي من الاكتئاب حين يتباهى بما يملك امامي.
- ولكن هذا الرسم خاص بأسرتك .. بهانتر..
- وكذلك انت يا عزيزتي .
وغمزت بعينها وهي تتابع :
- اعتبريها مساهمة مني في مشروعك لجعله مجنوناً بك , علقيها على جدارك بحيث يراها كلما دخل الى بيتك واخبريه بأنك لن تبيعيها له ابداً.ريحانة
فضحكت لويز من فوق كتفها وقالت :
- اعلم ذلك , ولكن دعيه يعلم بنفسه ان الحب يمكن ان يشتري مالا يشترى بالمال , قبلي إيفان عني , وكذلك هانتر , لقد خرج باكراً لحضور اجتماع , ولم اكن مستيقظة تماماً حين ودعني وخرج .
***
وكانت الزائرة الثانية لآن هذا الصباح بمثابة صدمة اكبر, لقد وقفت تحدق في اختها بذهول بينما اجتازتها كاتلين مندفعة الى الداخل وهي تجيل بنظراتها في انحاء الغرفة بلهفة .
- اين هو ؟
- من ؟
فقد ظنت آن للحظة هائلة , ان اسرتها علمت بكل شيء عن خطتها بتسليم نفسها الى عواطفها المدمرة.

Rehana 25-02-14 09:54 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السابع )
 
فأرسلت كاتلين لاقناعها بالمنطق , ولكنها سرعان ما تذكرت ان لا احد لديه عقل , يمكنه ان يرسل كاتلين بالذات إليها لاقناعها بالمنطق. ونظرت اليها كاتلين باستغراب وهي تقول :
- إيفان طبعاً.
وعندما خرجت كاتلين من غرفة النوم تحمل بين يديها طفلها تناغيه , بينما هو ينظر اليها وقد تناوبته الحيرة والمعرفة , كانت آن قد اعدت القهوة , ولكن كاتلين هزت رأسها قائلة :
- كلا , شكراً , لقد هجرت القهوة , فهي تسبب لي توتر الأعصاب , فقد كنت اشرب منها أباريق عديدة في النهار عندما تعسر عليّ المضي في الكتابة.
- أتعنين ان الكتابة قد عادت فتيسرت معك؟
نظرت اليها كاتلين بعينين تتألقان وهي تقول :
- بكشل رائع.
و إذا بها تنفجر باكية , مثيرة بذلك , الارتباك لآن والذعر لايفان


نهاية الفصل

fadi azar 26-02-14 01:03 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السابع )
 
الان سينكشف سرها يا ترى مازا سيكون موقفه لما يعرف الحقيقة

Rehana 27-02-14 08:12 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل السابع )
 
الفصل الثامن

كان انفجار بالبكاء عنيفاً وقصير الأمد , وعندما مسحت عينيها وعيني إيفان الذي كان ينتحب حناناً , منحت اختها ابتسامة باهتة , وهي تقول:
- آسفة لقد حدث هذا لرؤيتي ايفان مرة اخرى , لم اكن لأدرك مبلغ ماسيكون افتقادي له , لقد ظننت ان بإمكاني ابعاده عن نظري وذهني فترة من الزمن .. ولكنني لم استطع الصبر على ذلك , فافترضت اجرة الطائرة من اخي دايون , ثم جئت اليه , اعني ان الكتابة تسير معي بكل سلاسة , ولكن.. ان إيفان لم يكن هو المشكلة الحقيقية .. كنت انا المشكلة .. والآن يبدو ان نفسيتي اعتدلت .. حسناً .. ما اريد قوله هو انني لا اريد ان افترق عن إيفان ابداً بعد الآن ؟
فسألتها آن بشيء من الخشية :
- اتعننين .. انك ستنتقلين الى هنا لكي تنهي بقية كتابك ؟
اهتزت كاتيلن قائلة :
- آه , كلا طبعاً , فهذه المدينة مخيفة , وانا واثقة من ان البيئة الريفية تناسب إيفان صحياً اكثر من بيئة المدينة , كلا , اريد ان اعيده معي الآن , يا آن , صدقيني ان الأمر كله مجرد ترويض النفس, ووضع اهداف واقعية امامي فلا استمر في التشكك بنفسي , انني اعلم ان ليس ثمة من يعتبرني أماً مثالية ..ولكن ايفان قد اصبح الآن جزءاً من حياتي .. وأنا لا اريده ان يكبر وهو يظن انني لا اريده .

Rehana 27-02-14 08:15 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 

ونظرت الى طفلها برقة ثم انحنت تقبل وهي تقول :
- اننا سنكون معاً على مايرام , أليس كذلك يا حبيبي ؟ أنا لا اعرف الرقص مثل خالتك آن , ولكنني اعرف كيف احكي لك حكايات حلوة , وإذا اعجبتك الحكايات التي سأولفها لك , فسأضعها في كتاب عندما تكبر ستضع رسوماتها بنفسك , هل ستحب ذلك؟ سنسميها حكايات إيفان , وربما سنتمكن من نشرها يوما ما .
تجعد خدا إيفان السيمنان , فحكت كاتلين أنفها بأنفه ما جعله يضحك وهي تتابع قائلة :
- نعم بحاجة الى تغيير الحفاظ ياصغيري.
واتسعت عينا إيفان عندما اخذت امه تدور به ضاحكة , ولم تستغرب آن رؤية إيفان ينظر مسروراً الى امه التي اصبحت اكثر نعومة واسترخاء من قبل, وكذلك اكثر واقعية وهي تسألها عن مكان الحفاظات, ثم تسرع لاجراء المهمة ضاحكة لعدم خفتها في العمل وهي تعد إيفان بأنها ستصبح مع التدريب اكثر مهارة .
سألتها آن وهي ترتجف , محاولة الا تظهر القلق الشديد الذي تشعر به :
- ماالذي ستفعلينه بالنسبة لهذا المكان ؟
منتديات ليلاس
نظرت كاتلين الى وجه اختها باستغراب وهي تسأل :
- ماذا آه يالك من من غبية يا آن , او اكثر قلقك .
واحتضنتها بشدة وهي تقول :
- انني طبعاً لن اخرجك من هذا المكان بعد كل الذي قمت به لأجلي , ماذا تظنينني ؟
ضحكت وهي ترى الأسى على وجه اختها وتابعت تقول :
- كلا, لا تجيبي على هذا السؤال , فأنا اعلم كم كنت أنانية , ولكن لا شيء سيتغير بالنسبة اليك , اعدك بذلك , ماعدا انك ستعانين قليلاً من قلة النقود بحاجة الى نقود اكثر لأجلي ولأجل إيفان , لقد كنت اخبرتني انك تكتسبين شيئاً من المال من عمل اضافي , انك إذن ستكونين على مايرام , أليس كذلك ؟
ولما كان من غير المعتاد ان تهتم كاتلين بها الى هذا الحد , فقد ابتسمت آن وهي تودع في ذهنها , ذلك المبلغ الذي وفرته لمصروف الجامعة في السنة القادمة , وقالت بثبات :
- يمكنني تدبير اموري من دون مساعدة منك مادام إيفان ليس معي , يمكنني ان احصل على وظيفة نصف النهار ية , ولكن ألا تظنين ان من الأفضل ان تنهي امورك مع المؤسسة ؟
فبان الذعر على وجه كاتلين وهي تقول :
- آه , كلا , يجب ألا نحرك الامور الآن خصوصاً وأنا اسير با لأمر بشكل رائع سيكون ذلك عندما ينتهي كل شيء لا تقلقي , فأنا اعدك بأن اتلقى اللوم كله , فإذا ارادوا ان يستعيدوا المنحة .. حسناً , يمكنهم ان يأخذوا حقوقي في الكتاب , لا يهمني هذا , يكفي ان الكتاب سينشر , هل اخبرتك ان الناشر اعجبه القسم الذي انهيت منه ؟
فتمتمت آن وقد اطمأنت الآن الى ان الزهو ليس وحده الذي يدفع كاتلين الى هذا التفاخر , تمتمت تقول :
- مااروع هذا , لابد انك تسيرين بالكتاب جيداً حقاً .ريحانة
فقالت كاتلين بفروغ صبر:
- لقد سبق واخبرتك بذلك , ولكن بالنسبة الى حديثنا عن تحريك الأمور , انا احضر الى هنا لأخذ إيفان فقط .. لا ادري إذا كنت تؤدين لي خدمة اخرى صغيرة كلا , انها في الحقيقة خدمة كبيرة , ولكن لا يوجد هذه المرة اي كذب في الأمر , اعدك بذلك , وإنما هي محرجة نوعاً ما .. اعني بالنسبة اليّ فقط .

Rehana 27-02-14 08:16 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
قالت الجملة الأخيرة بسرعة بعد ان رأت الخشية و التوتر على وجه آن .
لابد انها كانت تعلم ان لا شيء من متطلبات كاتلين يمر ببساطة.
***
- اسمع ايها الضابط , انني انتظر هنا صديقاً , وقد يأتي الآن في أي لحظة .
ذلك ان يخطئ رجل الشرطة فيظنها احدى النساء المستهترات مرة ثانية على مدى الأربع وعشرين ساعة , فهذا شيء لا يحتمل.منتديات ليلاس
كان قد مضى عدة ساعات على حديثها مع اختها فهي حتى لم تكن تبدو في ملابس مناسبة للعمل الذي ظنها الشرطي تقوم به, ذلك انها حضرت مباشرة من درس متأخر , ولم يكن في كنزتها الرمادية وبنطلونها الأبيض القطني وحذائها الأسود المسطح الكعب مايثير.
ونظرت الى الرجل البادي القوة رغم صغر حجمه والذي أوقعها في هذا المأزق , لقد كانت تظن انه يساعدها , ولكن ظهر انهما يتبعان هدفين مختلفين , لأن الشعور بالذنب بدا عليه واضحا عندما اقترب منهما الشرطي طالباً رؤية هويتهما..
قال لها الشرطي بارتياب :
- هو يقول إنه ليس ديمتري.
- أنا اعلم انه ليس ديمتري , فأنا لم اقل ذلك قط , قلت انني كنت اسأله عن ديمتري .
كانت آن مسرورة لاقتناع كاتلين اخيراً بأن من واجبها الاعتراف لزوجها الذي طلقها بوجود الطفل, وكان ما أوردته الصحف عن عودة السفينة الروسية الى اوكلاند وذلك في الوقت الذي صممت فيه كاتلين على زيارتها , كان يحوي معنى البشري لأختها , ولكن آن كانت تتمنى لو ان اختها طلبت من شخص آخر التوسط في هذه المهمة , وليس منها هي .
هذا غدا عن انها كانت تشارك اختها في مخاوفها من ان من الممكن جداً ان الزوج الذي امضت معه شهرين فقط لم يعد يعمل على نفس السفينة , او انه مجرد بحار متواضع وليس ذلك الضابط الرائع كما كان اخبرها عن نفسه , واسلمت آن الصورة التي تمثل رجلاً اسمر وسيم الشكل , موافقة على محاولة العثور عليه وتسليمه رسالة باليد من كاتلين كان عليها ان تلاحظ بدقة ردة فعل عنده عند قراءة الرسالة , ثم تعود اليها بجوابه , إذا كان هناك جواب وهذا يعفي كاتلين من مشقة المواجهة وما قد يرافق ذلك من رفض مذل لها.
وعندما وصلت آن الى رصيف الميناء , لاحظت عدداً من الناس في ثياب أنيقة يصلون في سيارات خاصة واجرة , وكانت قد صممت على الاختلاط بجموع الصاعدين الى السفينة , ولكنها رأت ان الزائرين كانوا يصعدون ببطاقات دعوة كان يفحصها ضابط عند المدخل.ريحانة
كان البحار الروسي قد ابتعد وهو ينطق بكلمات روسية متلاحقة , يبدو ان الشرطي لحسن الحظ كان فهمه لها اقل من فهمها هي .
- آه , اهذه انت ؟ ماالذي احضرك الى هنا ؟ لقد كنت اخبرتك ان تنتظريني عند البوابة .

Rehana 27-02-14 08:17 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
وقبل ان تتمالك آن ن نفسها إزاء ظهور هانتر المفاجئ كان رجل الشرطة قد ابتعد , وبعد ذلك بلحظات كان قد اصعدها معه الى السفينة .
همست له تقول وهي تسرع بإخفاء صورة ديمتري في جيب بنطلونها :
- لايمكنني الدخول فأنا لست مدعوة .
قال وهو يضغط ذراعها بشدة :
- انا ادعوك.
وبينما كان يخرج بطاقة الدعوة للضابط كانت آن تختلس منه النظرات خفية لتجد انه لا يشبه صورة ديمتري .. كانت تريد الصعود الى سطح السفينة انما ليس بهذا الشكل وشعرت بأن هانتر مصمم على ملازمتها طوال الوقت . سألته :
- كيف عرفت انني هنا ؟
اجاب:
- لقد خبرتني الفتاة الجالسة مع طفلك انك ستتوجهين من الدرس الى الباخرة مباشرة.
فكادت قدم آن تتعثر وهي تسير على سطح السفينة , فسألته :
- الفتاة الجالسة مع طفلي ؟
- نعم , ألم تخبرك بأنني مررت بعد الظهر عليك ؟
اجابت بضعف :
- كلا , لم تفعل .
منتديات ليلاس
لابد ان أختها قد نسيت ذلك , فإن إيفان حالياً , يستولى على كل اهتماماتها , ومن اين لها ان تعلم ان شقيقتها آن كانت تمضي نهارها على أحر من الجمر , وهي تتسائل عن الوقت الذي يصطدم فيه عالمها .
سألته :
- ماالذي قالته لك بالضبط؟
اجاب :
- لا شيء مهم, كانت تبدو غامضة مشتتة الذهن, هل انت واثقة من انه يمكن الاعتماد عليها ؟
اجابت بحدة :
- طبعا واثقة .
بعد هذه الليلة لن يكون ثمة مجال لأسرارا بينها وبين هانتر . قالت :
- هانتر , ان ملابسي لا تليق بالمناسبة , ان كل السيدات هنا يرتدين ملابس السهرة .ريحانة
ولكن يده القوية كانت مستمرة في دفعها الى الأمام , فتابعت تقول :
- سأجعلك تبدو سخيفاً بظهوري معك بهذا الشكل .
ولكنه ادارها فجأة نحو باب يقود الى ممر ضيق , ثم نظر الى ملابسها قائلا:
- ماذا ترتدين تحت كنزتك ؟
اجابت :
- قميص حريري .
- مالونه ؟
- اسود .
- هذا حسن .
فأخذت تنظر حولها غير مصدقة , اتراه سيقوم بشيء هنا ؟ كانت تعلم انه غاضب , ولكنه امسك بكنزتها بفروغ صبر, وخلعها عنها , ثم طواها بخشونة ووضعها في حقيبة كتفها , ثم ادارها نحوه واخذ يحل ضفيرتها .
- ماالذي ....
وعندما اصبح شعرها متماوجاً حول كتفيها , قال ببطء :
- صدقيني ان لا احد سيلحظ انك لست في ملابس السهرة العادية خصوصا الرجال.
اجابته :
- حسناً , ان الذنب ليس ذنبي , فأنا لم اطلب ان يختطفني احد بسفينة .ريحانة
ولكنه لم يبتسم كما توقعت , بل قال :
- اننا لن نذهب الى اي مكان , ان اللجنة التجارية الروسية تقيم احتفالاً على متن السفينة , بالسياحة الروسية النيوزيلندية , ربما ستخبرينني فيما بعد عما كنت تسألين عنه عند الميناء او ربما تزاحمين الآخرين ...

Rehana 27-02-14 08:18 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
فقاطعته :
- انك تعلم انني لا يمكن ان..
فأسكتها قائلاً:
- ليس لدي وقت للخوض في هذا الموضوع الآن.منتديات ليلاس
وعاد بها من خلال الباب نحو متن السفينة وهو يتابع قائلاً:
- لقد تأخرنا , يمكنك ان تشرحي فيما بعد كل شيء , اما الآن فعليك ان تهذبي من سلوكك وتتصرفي كسيدة .
واتجه بها نحو المشرب المزدحم حيث قدمها باللغة الروسية , الى قبطان السفينة وعدة ضباط وعدد من اعضاء اللجنة التجارية الذين سروا بلغتها الروسية الضعيفة وتألقت آن زهواً لم يخفف منه نظرات هانتر الهازلة.
ولسوء الحظ , لم يقع بصرها على شخص يشبه ديمتري , لم تكن تعرف احدا من الموطنين في الحفلة , وعدا عن تبادل حديث مقتضب وهما يدخلان الى غرفة الطعام الصغيرة , كان ثمة قليل من الرسميات , كان يبدو ان هدف كل شخص هو ان يأكل ويشرب , وسرعان ماكانت مستمتعة بالسهرة .
وكما كانت تخشى , فقد لازمها هانتر , ومضى بعض الوقت قبل ان تدرك ان كل من كانا يتبادلان الحديث معهم كانوا في منتصف العمر من النساء او الرجال , رغم وجود عدد من الشبان هناك , اترى ان هانتر لم يكن يثق بها , ام انه من النوع المتملك الغيور ؟
وبعد ان انتهيا من تناول العشاء الدسم همس في أذنها :
- هل سامحتني ؟
سألته تجيبه على سؤاله :
-اسامحك لأي شيء؟ وكانت تحس من وراء تهذيبه هذا بشيء من الخطر.منتديات ليلاس
- لانقاذك من حماقتك , انك لم تسامحيني بعد بالمناسبة .
لقد كان عليها ذلك حقاً , فقالت
- اشكرك , ولكن ربما على المرء ان يتذكر ان الناس احياناً لا يحبون ان ينقذهم احد من حماقاتهم .
فتغيرت ملامحه برهة قصيرة تمالك بعدها نفسه وقال :
- هذا صحيح , سأتذكر ذلك في المرة القادمة اذ خطر لي ان امثل دور الفارس الشهم.
فقالت بجفاء :
- لقد كنت قرصاناً اكثر منك فارساً شهماً .ريحانة
قال مستشهداً بالمثل العامي بالنسبة للقرصان :
- عندما اصبح على ظهر السفينة تصبح الامتعة ةالفتاة ملكي ؟ ولكن الفتاة هي ملكي فعلاً بقي فقط ان نرى كم شخصاً آخر سيدعون نفس الشيء .منتديات ليلاس
فقالت بغضب غير قادرة على تحدي غطرسته هذه :
- انك تعلم جيداً انه لايوجد اشخاص آخرون .
قال يصحح كلامها :
- ان كل ما اعرفه هو ما اردت اخباري به , وستعترفين ذات يوم , ان كلماتك تبدو متناقضة تماماً مع افعالك ..
ولكنها لم تكن تستمع اليه , إذ كانت تنظر فوق كتفه الى وجه جديد جعل كل انتباهها ينصرف الى الناحية الاخرى من الغرفة , وامتدت يدها الى حبيبها حيث الصورة , كيف بإمكانها ان تتصرف بهذا الشأن مع الحذر الواجب الذي كانت كاتلين اوصتها به , وهانتر ملتصق بجانبها ؟
فقالت له :
- اظنني بحاجة لكوب من شراب الورد .
فقال :
- اتعني انك بحاجة أم تريدين يا آن ؟
قالت بحدة :
- هل طلبتك منك تحليلاً نفسانياً ؟ انني اريد فقط شيئاً اشربه .

Rehana 27-02-14 08:19 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
نظر اليها بإمعان لحظة , ثم قال بهدوء مقلق :
- سأحضر لك واحداً.
فاندفعت تقول بارتياح :
- سأذهب اثناء ذلك الى حيث اتنشق الهواء الطلق.
واطمأنت الى انه كان مولياً ظهره اليها قبل ان تبدأ بشق طريقها في الغرفة المزدحمة.
كان يرتدي ملابس الضباط ولابد انه جاء من عطلة لأنه كان يقدم مايشبه التقرير الى القبطان , فانتظرت آن الى ان انتهى , ثم منحت القبطان ابتسامة جميلة فهم منها ماتريد وهو تعريفها بذلك الضابط , فالتفت نحوه قائلاً:
- ان السيد فيدروف هو احد ضباطي القدماء ديمتري , اقدم اليك الآنسة آن تريمين , انها هنا برفقة هانتر لويس من جامعة أوكلاند..
فصافحته آن برصانة , وتمتما بعبارات المجاملة الى ان حول القبطان انتباهه الى شخص آخر , وبدا ان ديمتري كان هو الآخر ينتظر بفروغ صبر , فقال عند ذاك يخاطبها بصوت منخفض :
- آن تريمين , هل انت اخت كاتلين ؟
- لقد أرتني صورة للأسرة مرة , لقد كانت اخبرتني عندما تقابلنا في ويلنغتون انها تعيش في ساوث آيلند , ولكنك هنا فهل هي مجرد صدفة ؟
كانت لغته الانكليزية ممتازة , ولكن لهجته كانت تشوبها اللهفة جعل مهمة آن اكثر سهولة " انني اسكن هنا في اوكلاند الآن , وكاتلين في زيارتي حالياً , ان لدي رسالة لك.
ومدت يدها الى جيبها تخرجها ثم تناولها له , كان يبدو اكبر سناً مما هو في الصورة , في الاربعين تقريباً, حسب تخمينها , ولكن غضون التجارب التي دبت على وجهه لم تكن لتؤثر على وسامته الخشنة , وتابعت تقول :
- ربما سترى فيها خبراً مفاجئاً.
- سأقرأها الآن , تعالي معي .
منتديات ليلاس
كان يشابه هانتر نوعاً ما في شخصيته الميسطرة , وقفت معه على سطح السفينة الهادئ , ولم يكن هناك سوى عدد قليل من المسافرين , وقف ديمتري تحت مصباح حيث تصفح الرسالة بسرعة , ولم تتمكن هي من قراءة شيء على ملامحه الى ان رفع نظراته اليها ورأت عينيه , كانتا تتساءلان وقد تألقتا بشدة , وسرعان ما رأيتهما مألوفتين لديها , لقد رأت فيهما يتطلع الى عالم مليء بماهو رائع.
- اين هي؟
سألته :
- ألست غاضبا لأنها لم تخبرك منذ البداية ؟
ابتسم يجيبها :
- كيف اغضب في الوقت الذي تتمنى فيه رؤيتي كما اتمنى انا رؤيتها ؟ انني لن أؤلمها يا آن , إذا كان هذا ماتخافين منه , انك ستأخذيني لرؤية كاتلين .. وإبني , ان اسم أبي هو ايفانوفيش , هل كانت اخبرتك بهذا ؟ إذن , يمكننا لذهاب الآن , أليس كذلك؟
اضطربت آن لتسرعه هذا , وقالت :
- آه .. ولكن ...
- آه , بل يجب ذلك , فأنت هنا لأجل ذلك , هكذا تقول الرسالة عليك ان تأخذيني معك الى بيتك .. انني في عطلة الى بعد ظهر الغد , وهذا يعني ان لدي ليلة بأكملها .
فلم تتمالك آن من الضحك للهفته هذه , وقالت :
- ولكن معي شخصاً آخر ..
- السيدة تعنيني أنا .

Rehana 27-02-14 08:20 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
فسكتا معاً لدى سماعهما هذه الجملة الهادئة الناطقة بالضغينة , فالتفتا معاً, وتنهدت آن في داخلها , كان هانتر يقف خارج دائرة الضوء ,وهو يقول :
- ألن تعرفينا ببعض , يا آن ؟
وتقدم الى حيث الضوء يمد اليها كوب شراب الورد بأدب زائف وقد توترت شفتاه وضاقت عيناه .
فمدت آن يدها الى الكوب حيث انها لم تعرف ماتفعله غير ذلك , وقدمت الواحد منهما الى الآخر متلعثمة , بينما ازداد توتر ملامح هانتر لدى سماعه اسم ديمتري.
قال بالروسية شيئاً بسرعة اجابه ديمتري عليه يلهجة هادئة استطاعت معها آن ان تفهم مايقول بسهولة :
- انها ستأخذني لأرى ابني .. وربما مصيري .
لقد قال كل شيء , ولكن هانتر اخطأ الفهم فلمست آن ذراعه قائلة :
- هانتر , ارجوك ..
نفض يدها عن ذراعه للمناورة باشمئزاز وهو يسألها :
- هل جئت الى هنا لرؤيته ؟
فلم تجد وقتاً للمناورة , فأجابت :
- حسناً , هذا صحيح , ولكن الأمر ليس كما تظن ..
- أليس هو والد إيفان ؟ ألست خارجة معه ؟.
كانت عيناه تلتهبان عنفاً وهو يدرك انها قد استغلته فقط للوصول الى رجل آخر.منتديات ليلاس
اجابت :
- حسناً , نعم , انما ...
فتمتم شيئاً غير مسموع , ثم قال :
- لا عجب إذن ان بدت عليك الصدمة لرؤيتي سرياً ؟ ولماذا هذا التكتم ؟ هل هو متزوج ؟
نظرت آن الى ديمتري متسائلة , لقد كان هذا السؤال هو ماكان عليها ان توجهه له فنسيته في غمرة السرور الذي تملكها للعثور عليه .
فقال بابتسامة خفيفة لعدم تأكدها هذا الذي افقد هانتر تروازنه نهائياً :
- كلا , يا آن , انني لست متزوجاً فأنا حر تماماً.
استدار هانتر نحو آن ثائراً وهو يقول :
- هل صدقت كلامه حقاً ؟ انك لا تثقين بكلامي بينما تعلمين عني اكثر كثيراً مما تعلمين عن هذا العاشق الجوال.
فقاطعه ديمتري بمثل غضبه :
- انني لم افعل شيئاً اخجل منه.
وانتبهت آن الى قبضتيه تنقبضان بجانبه غضباً لشرفه وهو يتابع قائلاً :
- لم اكن اعلم بوجود الطفل , ولم اكن انا الذي تركتها , فقد كنت احبها فعلاً..
كان الرجلان متجابهين الآن , خوفاً من ان يؤدي بهما ذلك الى العراك هنا على متن السفينة , اندفعت آن تهدئ من الموقف بقولها :
- انه يقول الحق ياهانتر , فأنت اخطأت الفهم, لماذا لا تعود معنا الى شقتي ؟
ادار هانتر رأسه ينظر اليها غير مصدق , وقال بغضب :
- كلا , اشكرك , لقد سبق واخبرتك انني رجل محافظ لا احب الشرك في الحب.
فأصرت تقول :
- ولكن الأمر ليس بهذا الشكل ..
- ماذا لو طلبت منك ان تختاري بيني وبينه ؟
تملكتها المفاجأة لهذا الطلب المضحك ماجعلها تتردد لحظة لاتزيد من خفقة قلب, ولكنها بدت دون نهاية تماماً , شق هانتر الصمت بهذه الكلمة القاطعة كالسيف .منتديات ليلاس

Rehana 27-02-14 08:21 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
ثم تابع يقول :
- لقد قمت بالاختيار في الوقت الذي وقع فيه نظرك عليه, أليس كذلك يا آن ؟ بعد ذلك اصبحت أنا مجرد رجل مزعج عليك ان تتخلصي منه .
والقى نظرة ساخرة على الكوب المنسي في يدها وهو يتابع قائلاً:
- ماكان لك ان تقلقي على تعريض استقلالك للخطر , فأنت قادرة جداً على الاهتمام بنفسك.
وانحنى لها بسخرية وهو يتابع قائلاً:
- انني لن اكون منافقاً فأتمنى لكما ليلة سعيدة , بينما في الواقع , اتمنى لكما الهلاك.
فجمدت آن في مكانها من اثر الصدمة التي تملكتها وهي تراه يبتعد بعد ان رمقها بنظرة احتقار هائلة .
سألها ديمتري بفروغ صبر غير مشجع :
- اتريدين ان تلحقي به لشرح الأمر ؟ يبدو ان الأمر اختلط عليه بينك وبين كاتلين..
كادت تبتسم لرؤيته السهلة للأمر , واغمضت عينيها بضعف , لقد كانت محنة استغرفت اربعا وعشرين ساعة ولا يبدو انها انتهت .
قالت :
- لا اعتقد انني استيطع اقناعه , وهو في حالته المتوترة هذه .. هذا إذا استطعت العثور عليه , إنه ماهر جداً في المرواغة .منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
وفتحت عينيها ناظرة الى عيني ديمتري المحدقتين بها , قائلة :
- انا واثقة من إمكاني تصفية الأمور بيننا بهدوء فيما بعد.ريحانة
ولابد انه احس بيأس كامن في تفاؤلها البادي , فقال:
- لقد غضب لرؤيتك مع رجل آخر , ارى انه يعني الكثير بالنسبة اليك , اذهبي اليه , لقد سبق وانتظرت انا لك المدة الطويلة لكي ارى كاتلين , ويمكنني ان انتظر فترة قصيرة اخرى ..
ولكن , بعد مناقشة قصيرة , انتصرت على شهامة ديمتري , فكما قالت لديها الوقت الكافي لاقناع هانتر بالحقيقة , بينما سفينة ديمتري ستقلع بعد ثلاثة ايام.
كان على ديمتري ان يسجل غيابه في المكتب رسمياً , واثناء ذلك , وقفت آن تنتظره عند قمة السلم المؤدي الى متن السفينة , لا تريد التفكير في الذهاب الى هانتر ومواجهة غضبه امام الناس , لقد كان هناك شعور عميق يخالط شعوره بالمرارة والخيبة لماخاله خداع منها , فقد كان يعتقدها وفية له , فكان لهذا يعتبرها في حمايته , وكان عليها ان تثبت له انها ماتزال عند ظنه ذاك بها , وشعورها نحوه يماثل شعوره نحوها .
وكما افترضت تماماً , اختفت الحاجة اليها عندما حمل ديمتري طفله الذي كان النعاس يغالبه , وابتدأ الحديث الذي كان يسوده الارتباك بين الزوجين السابقين , يتحول الى نوع من المصالحة .
في البداية , لم تدعها كاتلين , نسبة الى شعورها بالحذر , تذهب الى فراشها , كما ان ديمتري كذلك بدا انه يفضل ان يوجه اسئلته واجوبته من خلال شخص ثالث , ولكن بعد عدة اكواب من القهوة , وانتباهها الى انهما اصبحا يدوران حول الموضوع الأساسي , بخفة تركتهما آن وهي تحدث نفسها بحزم ان على كاتلين وديمتري ان يصرفا شؤونهما بنفسهما.

Rehana 27-02-14 08:21 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
بقيت ساعات مستلقية في سريرها تستمع الى الهمهمة الغامضة في الغرفة الثانية , مدعية لنفسها بأنها كانت مهتمة بأمر اختها , في الوقت الذي كانت فيه تنتظر الحركات المعتادة في الشقة الثانية خلف الجدار و التي كانت تشير الى ذهاب هانتر الى فراشه , وعندما سمعت اخيراً ذلك كانت ساعتها تشير الى الثانية صباحا , وكانت هناك عثرات وارتطامات اكثر من المعتاد , يتخلل ذلك شتائم متوترة تشير الى ان الذي يحتل الفراش في تلك الشقة , كان في غاية الضيق.منتديات ليلاس
ضغطت بيدها على الجدار لكي تستطيع الاحساس بالذبذبات الناشئة عن حركاته العنيفة , ولكنها لم تستطع الصبر اكثر من ذلك, فجلست في سريرها , ووضعت يدها حول فمها لكي لا يسمعها زائراها , وكذلك إيفان الذي كان يثرثر في مهده بجانبها , ثم همست :
- هانتر؟
فتوقفت حركاته القلقة خلف الجدار , فعادت تهمس :
- هانتر ؟
ولكن الصمت كان شاملا , فعادت تتكور حول نفسها تحت الملاءة وقد تدفقت الدموع من عينيها , لم تشعر بالوحدة قط قبل ان تأتي الى هذه المدينة , ولم تشعر بالعزلة الحقيقية قبل ان تقابل هانتر , وكورت الملاءة حول وجهها تكتم بذلك شهقة صدرت عنها , تبعتها اخرى .
- نامي.
فرفعت رأسها بحدة عن الوسادة وهمست :
- هانتر ؟
- قلت لك نامي , تبا لك.
كان ذلك زجراً منه , ودست نفسها تحت الملاءة مرة اخرى وقد خف ماتشعر به في فؤداها من وحشة , انه يعترف بوجودها على الاقل , وشهقت مرة اخرى تريه بذلك انها لا تخاف منه , فاجابها بزمجرة استحالة الى همهمة ناعسة.
اغمضت عينيها ومازالت الهمهمة مستمرة , فابتسمت , لقد كان يغط في نومه , انها ستغيظه بذكر ذلك فيما بعد.ريحانة
ايقظها إيفان في السادسة صباحاً فخرجت مترنحة منتفخة الأجفان الى غرفة الجلوس , لتجد كاتلين وديمتري مازالا جالسين على الاريكة يتحدثان وبينما اخذ ديمتري يلعب مع ابنه , تبعت كاتلين آن الى المطبخ حيث كانت هذه تجهز طعام الافطار للجميع , واخبرتها بعض ما صمما عليه الليلة الماضية , وشعرت آن بالارتياح حين رأت انهما قد ابعداها عن الموضوع كلياً.
كان ديمتري مستحقاً إجازة من عمله , ففكر في ان يأخذها على الفور ذلك في التماس يقدمه يذكر فيه انه يريد قضاء بعض الوقت مع ابنه الذي اكتشفه حديثاً هنا في نيوزلندا , ثم يعود الى سفينته في سيدني بعد اسبوعين , فإذا سمح له بذلك , فسيعود مع كاتلين الى غولدن بي , حيث يتزوجان من جديد , وبهذا يتعرف ديمتري الى ابنه جيداً, وكذلك كان قد سبق وتحدث عن تقديم التماس يطلب فيه الاقامة وبناء حياة جديدة لنفسه في هذا البلد المسالم الدائم الاخضرار الذي كان اعجب به في زيارته الأخيرة .
ومن ناحية عملية , اعلن ان بإمكانه ان يكون عوناً لها في رعاية ابنه مما يمنحها مزيداً من الوقت للكتابة .

Rehana 27-02-14 08:22 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
وتمتمت كاتلين تقول :
- ولكنني لا استغله بذلك, إنه اول رجل احبه , ولكنني خفت عندما رأيت مشاعر ديمتري تتحول ناحية العنف ولم اعرف كيف اتصرف , فأسرعت بالطلاق بجبن .. ثم عندما اكتشفت انني حامل .. في الحقيقة فكرت في انه ليس في حياتي فراغ لأحد .. ربما بإمكان ديمتري ان يغير رأيي , ارجو ذلك , انه لطيف , أليس كذلك؟
وبدا انه اكثر لطفاً عندما خرج لتقديم الطلب , ثم عاد مرتدياً بنطلون جينز وكنزة وحاملاً في يده اجازة القبطان وأوراق الهجرة.منتديات ليلاس
هذا وكانت كاتلين قد اخرجت من حقيبة ملابسها القديمة اكثر ثيابها لتضع بدلاً ملابس إيفان , كما جمعت العابه في كيس بلاستيك كبير وربطت عربته وكرسيه العالي في حزمة متماسكة , ومن ثم توجهت مع ديمتري و إيفان الى المطار.
عند ذلك بساعة كانت آن وحدها في البيت تتساءل عما اصابها , لقد عاد اليها الشعور بالوحشة بشكل عنيف , وكذلك دموعها عندما عادت الى بيتها بعد ان لوحت بيدها للتاكسي التي اخذتهم الى المطار , لم تستطع ان تميز طريقها , ولهذا لم يكن غريباً ان تصطدم بجدار صلب من العضلات كان واقفاً خارج بابها.
- ماالذي حدث لك ؟ لقد هرب منك ذلك السافل مرة اخرى , أليس كذلك ؟ لقد قلت لك ألا تصدقيه , والآن اظنك تتوقعين مني أن ألملم حطامك!.


نهاية الفصل

ملك فارس 28-02-14 04:40 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
كملى القصه بليز يا ريحانه رووووووووووووووووووووعه تسلم ايديك

زهره راضى 28-02-14 10:07 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
مشكورييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييين

fadi azar 28-02-14 01:28 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
رائعة جدا الان ستعنرف له بالحقيقة

Rehana 01-03-14 12:43 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك فارس (المشاركة 3422532)
كملى القصه بليز يا ريحانه رووووووووووووووووووووعه تسلم ايديك

ان شاء الله
وشكرا على مررورك وتعليق
والله يسلمك

Rehana 01-03-14 12:43 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهره راضى (المشاركة 3422549)
مشكورييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييين

العفووو يا زهرة

Rehana 01-03-14 12:45 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3422576)
رائعة جدا الان ستعنرف له بالحقيقة

لا يا فادي مش كل شيء اعترفت فيه :lPk05240:

Rehana 01-03-14 12:45 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
الفصل التاسع

مدت آن يدها تعيد الى هانتر منديله الابيض الناصع الذي كان قد قدمه اليها لتمسح به دموعها , والذي اصبح الآن رطباً متكرشا, لابد ان مظهرها غاية في الفوضى والتشوش .. فالصداع يتملكها لكثرة البكاء وقلة النوم , وشعرها شبه أشعث , وأنفها لامع وردي اللون كما يحدث له عادة عندما تبكي , وتنورتها الوردية ملفوفة حول ساقيها وهي تضمها على الاريكة حيث كان وضعها هانتر بعد ان ادخلها شقتها.
نظرت اليه جاثماً على الارض امامها وقد كسا ملامحه غضب عنيف , بينما شحن الجو حولهما بالتوتر , وكانت عيناه تتألقان بالمشاعر المكبوتة , تأملت عينيه وشعره الأشعث , كان مظهره هذا يوحي بمظهر رجل على شفا الانهيار.منتديات ليلاس
قال بهجة التهديد :
- هنالك فرق حيوي بين الحرية وعدم المسؤولية .
- ماذا تعني ؟
- اعني انك كنت محظوظة بالنسبة لإيفان , ذلك انك بمساندة اهلك لك وبموهبتك , حاولت ان تقومي بشيء لأجل نفسك بالرغم من معوقات كونك أماً دون زوج .
واخذ منها المنديل الرطب , ثم القاه جانباً وهو ينظر اليها متجهماً , ثم يتابع قائلاً:
- ربما هذه هي المشكلة , ربما كنت من الابتعاد عن نتائج فعلتك حتى إنك لم تدركي المخاطرة التي أقدمت عليها يا آن , لا تنظري اليّ مذهولة بهذا الشكل , فأنا لا اتحدث عنك وإنما اتحدث عنه.

Rehana 01-03-14 12:55 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
ووقف , ثم اخذ يذرع الغرفة رواحاً ومجئياً امامها , كانت آن تنظر اليه ذاهلة وهي تسمع منه هذه المحاضرة عن عدم المسؤولية , ولكنها مالبثت ان اطبقت فمها وهي ترى لهجته تتحول من التحليل المنطقي الى الثورة العنيفة :
- ماالذي كنت تفكرين فيه ؟ المفروض انك امرأة ذكية , ولكنك تصرفت كفتاة بلهاء في السادسة عشرة حتى ولو استطاع هو اقناعك بأنك مازلت تحبينه , كيف امكنك ان تسمحي لرجل لم تريه منذ اكثر من عام .. والذي لا يعرف احد ماذا كان يفعل , ومع من .. تسمحي له بدخول شقتك , من المؤكد انك لم تصدقيه وهو يتحدث عن ابنه ومصيره .. انني رأيت الطريقة التي كان ينظر بها اليك , وصدقيني إنها ليست الطريقة التي ينظر بها رجل الى امرأة يحبها ..
فقالت وهي تحاول ان تتمالك نفسها :
- ذلك لأنه لم يحبني قط .
وقف امامها واضعاً يديه في خاصرتيه , وصوته يقطر حقداً :
- مع علمك بذلك فقد سمحت له بأن يجعلك متلهفة الى عودته بحيث رحبت به وهو يدخل شقتك.
فصرخت به بنفس الغضب الذي يعتريه :
- أنا لم افعل ذلك ابداً.
فأنفجر فيها صارخاً:
- بل فعلت إياك و الكذب , فأنا قبل كل شيء لست غبياً , لقد رأيته يخرج من بيتك هذا الصباح .. لقد امضى الليل هنا , أليس كذلك .منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
وتابع يقول دون ان ينتظر جوابها :
- مهما كان رأيك في تصرفاتي نحوك, فأنا لا استحق ذلك.
وبدا التوحش في صوته , وهو يتابع :
- هل كان بجانبك عندما توسلت اليّ عبر الجدار بذلك الشكل المؤثر ؟ هل كنتما الاثنين تختنقان بالضحك عليّ...
وكان وجهه ينضح اشمئزاز وهو يصرح بماشعر به من مذله من جراء دعاباتهما الخبيثة المزعومة .
- كلا.. كلا .. لايمكن ابداً ان اتصرف نحوك بهذا الشكل يا هانتر .. ابداً , وخصوصاً مع ديمتري , إنه لم يكن معي الليلة الماضية لأنه لم يأت لأجلي بل...
فقاطعها قائلاً بخشونة :
- اظنه قال لك انه أتى لأجل ايفان اليس كذلك ؟ فهو لابد يعلم انك تقبلين القيام بأي عمل لأجل ابنك إنه يتحايل عليك , ألا تستطيعين رؤية ذلك؟
وصرف بأسنانه وهو يحني رأسه محاولاً تمالك نفسه وتابع يقول :
- واين هو بالمناسبة؟
- ديمتري؟
فثأر ثائرة وصرخ :
- كلا , بل إيفان .
نظرت آن في انحاء غرفتها الخالية , لم يكن هناك اكياس حفاظات .. ولا معدات اطفال .. ولا ابتسامات طفولية او نظرات متسائلة من عينين سوداوين صغيرتين , لا احد يستمع الى احاديثها اليومية عن سرورها وآلامها فينير حياتها ببراءته وفرحه في عالم بعيد عن مصائب الكبار واحزانهم .ريحانة
وازدردت ريقها بصعوبة وهي تقول :
- لقد رحل .
نظر اليها بحيرة وهو يسألها بفروغ صبر :
- رحل؟ الى أين؟
- الى بيته .

Rehana 01-03-14 12:56 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
ونظرت الى يديها وقد شعرت بأنها ستعود الى البكاء مرة اخرى يالها من غبية وكأنها لن ترى ايفان بعد الآن , إنها مازالت خالته .. خالته الوحيدة التي يحبها.
ومهما حدث في حياتها فإن ايفان سيكون له مكان دائم في قلبها على الدوام , من الممكن جداً ان تصطدم خطط ديمتري بصخور الواقع لتعود اليها بعد اسبوعين متوسلة اليها ان تستلم ايفان مرة اخرى.
- آن ؟
رفضت ان ترفع عينيها اليه , فجلس بجانبها ورفع ذقنها ينظر اليها قائلاً:
- ماذا تعنين بقولك انه ذهب الى بيته ؟ ان بيته هنا معك .
واطلق شتيمة وهو يتابع :
- هل جعلت ذلك السافل يقنعك بأنك لست أماً صالحة له ؟
- ولكنني لست...
فقاطعها وهو يضغط على ذقنها :
- كلا .. إياك ان تقولي هذا ابداً , لقد حملته في جسمك , وانت تحبينه وتعتنين به .. لا استطيع تصور ان هناك أماً اكثر صلاحية منك..
فهمست تقول :
- ولكنني لم افعل كل تلك الاشياء .
وشعرت بتلك العينين السوداوين اللتين لايمكن سبر غورهما , شعرت بهما ينومانها مغناطسياً .. وتساءلت عما إذا كان تأثره الرقيق هذا سينقلب الى وحشية عنيفة ساعة يعلم فيها الحقيقة , ازاحت يده عن وجهها دون وعي , وهي تقول :
-اعني , نعم فأنا احبه , ولكنه ليس ابني , إنه ليس ابني ابداً.
وتنفست بعمق وهي تتابع :
- إن إيفان هو ابن اختي وليس ابني.
ولم تظهر اية ردة فعل لقولها هذا على وجه هانتر وتنحنحت هي بقلق , واثقة بأن جموده غير العادي هذا هو دليل سيء.
- لقد كنت اعتني به لأجل اختي التي كانت مريضة جداً ومكتئبة منذ ولادته .. إن بيتها منعزل وكنا جميعاً قلقين جداً لأجلها , لقد كان الكتاب قد تعرقل و .. حسناً , عندما توسلت اليّ ان احضر ايفان معي الى هنا لم استطع الرفض , ولكنها جاءت امس فجأة لتقول انها مشتاقة اليه وتريد ان تستعيده .. وانت نفسك رأيتها وظننتها عاملة ترعي الطفل في غيابي , لقد كانت هي اختي الكبرى التي وصفتها بأنها شاردة.
وبللت شفتيها وهي تتابع :
- إنها في الواقع ليست شاردة , لقد مرت بفترة شرود مرة , اعني انها كانت لائقة تماماً إذ نجحت في تخطي قائمة الانتظار في المطار لكي تسافر عائدة الى بيتنا مع ايفان وديمتري اليوم , حيث بإمكان ديمتري ان يقابل أبي و أمي ثم يمضي عدة اسابيع مع اختي في بيتها لكي يرى .. حسناً ليرى إن كان بإمكانه الاستقرار إذا سارت الأمور كما يريد .. وقد اردت الذهاب انا ايضاً , ولكنهما قالا إن عليّ ان ابقى لأرى سير الأمور.ريحانة
أعني ان الكتاب لم ينته بعد , وكذلك هناك شروط المنحة واظن ان ليس بإمكاني ان اخيب أملهم.
وكاد صوتها يخذلها , ولكنها تمالكت نفسها وتابعت تقول :
- إنني آسفة لخداعي لك , ولكنني ظننت ان الأمر سيكون أقل تعقيداً إذا انا تركت الناس يفترضون ان ايفان ابني ..
- يفترضون ؟ يفترضون ؟ احبريني إذن , هل أنا الذي افترضت انك حملت بالطفل تسعة اشهر؟
فتوهج وجهها احمراراً ووضعت يديها المرتجفتين في حجرها وقالت :
- إنني .. إنني لا اعرف لماذا قلت هذا , لقد اطلقت الكلمات من فمي من وحي الساعة , لقد اجتازت اختي , في الواقع فترة سيئة ولم يكن في بيتنا من يستطيع اخذه .. فظهر أمي لا يناسبه حمل طفل كبير الجسم مثل إيفان ..

Rehana 01-03-14 12:58 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
انتبهت آن الى انها ابتدأت تثرثر ولكن لم يكن لديها حيلة في ذلك .. إن عليها ان تقول كل شيء قبل ان ينفجر هانتر , إن بإمكانها ان ترى الدلائل .. النظرة الخطرة في عينه الضيقتين احمرار الوجه , وتوتر الشفتين .منتديات ليلاس
- انه شيء كان عليّ ان اقوم به يا هانتر , لأجل اختي ولأجل ايفان , إنني واثقة من ان بإمكانك ان تتفهم هذا , إنه طفل حبيب ويستحق العناية , وأنا لم امانع , فقد كنت احبه .. لم اكن اعلم ان الأمور ستتعقد بهذا الشكل ..
ولكن صوتها الباكي الذي كان يلتمس العطف قد وقع على ارض صخرية , فقد سألها بلهجة تنذر بالشر:
- وديمتري ؟ ماهو دور ذلك الفتى العاشق في كل هذا ؟
اسرعت تطمئنه بسرعة قائلة:
- لا شيء , على الأقل على حد علمي , لقد كانا افترقا .. وحتى الليلة الماضية لم يكن يعلم قط انه له ابن , وهذا ماكنت انا اقوم به على ظهر السفينة إذ كنت ادخل بالوساطة بينهما في حالة عدم تجاوبه ..
فزاد هذا في غضبه فزمجر قائلاً:
- وكالعادة كنت انت من عليه ان يحمل عبء المجازفة , لماذا لم تخبريني بهذا الليلة الماضية ؟
فقفزت تواجهه بقولها :
-لأن القصة لم تكن تخصني أنا لأخبرك بها.
منتديات ليلاس
كانت مستميتة في الكفاح لاقناعه بوجهة نظرها , فقد كانت سعادتها تتوقف على ذلك.
قال غاضباً :
- كنت تريدين ان تمنحيني قلبك , ولكن من دون ثقتك أليس كذلك ؟ الى متى كنت مصممة على تركي في الظلام ؟ اسابيع ؟ شهور ؟ هل كنت ستثقين بي حقاً , ام انني لست من الأهمية بحيث تهتمين بذلك ؟ والآن .. بعد اجتماع شمل اسرتك بهذا الشكل الجميل , الآن تهينينني باظهاري بمظهر الأبله الساذج.
وكانت خائفة فعلاً, من ان يظن ذلك , فقالت برقة :
- لم اكن احاول استغفالك يا هانتر.
تخلل شعره بأصابعه واطلق ضحكة مرة وهو يجيب :
- ربما لم تقصدي ذلك, ولكنك استطعت ان تنجحي فيه بشكل رائع , هل لديك فكرة ياآن الى اين سيقودني هذا؟
فقالت باكتئاب وهي تفكر في آلامها هي:
- لدي فكرة جيدة جداً.
التقت اعينهما في نظرة انسجام خاطفة .. لحظة شعرت آن فيها بأنها جزء منه , شعوراً وادراكاً .
وإذا طمأنت الى هدوئه الزائف الحالي , ابتسمت له ببطء , ولكنها بعد ذلك بثانية واحدة كانت تصرخ برعب بعد ان رأته يشدها فجأة من مكانها ليوقفها على قدميها , ثم يثبتها مكانها بامسكاها من كتفيها بيديه القويتين وهو يقول ثائراً:
- انك محظوظة تماماً لأنني لست رجلاً عنيفاً .
ويبدو انه لم يلحظ مافي وصفه لنفسه من سخرية , وهذه المرة لم تخطئ آن في اعتبار الأمر سهلاً , فمالت برأسها الى الخلف مظهرة عنقها باذعان مصطنع مدركة بأن في امكانه لو شاء ان يؤذيها .
- لقد كذبت عليّ.

Rehana 01-03-14 01:00 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
- نعم , ولكن هناك ظروفاً مخففة ..
ولكنه لم يكن مهتماً بتفسيرها , فقاطعها قائلاً:
- ليس عندك إبن إذن ؟
وهزها بعنف وهو يتابع :
- ولا حبيب روسي ؟
هزت رأسها نفياً وهي تتساءل خائفة عن قصده في النهاية بعد ان شعرت بقبضتيه تتراخيان .
- ولا زوج ؟
- كلا.
- ولا إبنة ؟
- كلا .
فقال عابساً :
- أريد ان اطمئن فقط الى انه لا يوجد اشياء اخرى تخفينها عني.
ابتدأت تكافحه , إذ لحظت لهجة خبيثة خلف اسئلته الهادئة تلك وتقول :
- كلا, تباً لك يا هانتر , إنني أعلم انك لن تؤذيني , فكف عن ارهابي ودعني أذهب .
- تذهبين الى أين ؟ ليس هناك من ينتظرك , لقد هجرك كل أعزائك و اقربائك تماماً , لم يعد لديك احد يا عزيزتي , سواي أنا .
***
هل من الممكن ان يحدث هذا من دون كلمة حب واحدة ...؟ وكأنه يحتفظ بتلك الكلمات لامرأة اخرى ؟ وساورها الخوف.. وتملكتها الغيرة , حسناً , إذا كان لا يريد ان يسمعها كلمات الحب , فهي ايضاً لن تسمعه.
سألته :
- هل انت دوما كذلك ؟ تتجنب كلمات الحب ؟ وما السبب ؟
تفرس في وجهها العنيد , ثم قال :
- نعم , إنني أعتبر هذا السؤال تدخلا في خصوصياتي .منتديات ليلاس
شحب وجهها وكأنها تلقت صفعة منه , وأشاحت بوجهها فلم تلحظ وهو يمد يده نحوها وكأنه يريد استرضاءها, ولكنه مالبث ان قال بهدوء :
- آن , إننا شخصان راشدان لكل منهما ماض وشخصية خاصة به وطريقة في الحياة تسلتزم مجالا خاصا به , لقد اقترفنا اخطاء نحن الاثنين , ذلك لأننا لم نستطع الصبر .. فإذا شئنا ان نكون حبيبين يتوجب علينا ان ننظم العلاقات بيننا , وبهذا لا يتوقع الواحد منا شيئا من الآخر , ومن الواضح ان هنالك اشياء في حياتك تحبين ان تحتفظي بها سرا لنفسك حيث تقررين بشأنها ما تريدين دون طلب لنصيحتي او تدخلي وأنا احترم هذا , وبالمقابل عليك ان تحترمي حاجتي الى نفس الشيء , إن هذا لا يعني ان ليس بإمكاننا ان نوجه اسئلة كل مافي الأمر ان علينا ألا يستاء الواحد منا إذا لم يتلق الجواب الذي يريده , إن كوننا حبيبين لا يعني ان بإمكان الواحد منا ان يقلب الآخر ظهراً لبطن ..
إنه يقول انهما احباء .. ما اجمل ذلك , إن البعض يبقون احباء.. ما اجمل ذلك , إن البعض يبقون احباء مدة طويلة قد تمتد سنوات بل طوال الحياة احياناً , وتمتمت حالمة :
- حبيبان ؟
ابتسم ولكنه قال بحذر :
- نعم , إذن فقد اتفقنا فلا تدخل في الخصوصيات ولا انفعالات .منتديات ليلاس
فقالت :
- لست أنا من ينفعل بسرعة .
ضاقت عيناه باستياء لم يكن يريد ان يذكره احد بذلك , وقال :
- ولكن الحرية الشخصية لا تعني ان للواحد منا الحق في ان يتخذ شخصاً آخر , خصوصاً ان يخرج معه امام الآخر , إنني لست من التحرر الى هذا الحد ولا اريد ان اكون .
فقالت:
- إن لي الحق إذن في ان اشعر بالغيرة .

Rehana 01-03-14 01:13 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
لقد كانت ترى انه لم يلحظ ذلك, ذلك انه هو الذي كان يصدر الأوامر , ولكنه على الاقل لم يأمرها بعدم الوقوع في غرامه وتابعت تقول :
- ولي الحق في ان اطرد اي فتاة شقراء تدخل الى بيتك.
- بكل تأكيد , إنني احبك عندما تكونين غاضبة , والآن هل تسمحين لي باستعمال مطبخك؟
وخرج من الغرفة , وطالت غيبته حتى ظنت انه ربما خرج دون ان يكلف نفسه بكلمة وداع , أم ان وجوده كله كان مجرد تصورات من ذهنها المجهد. فاندفعت بسرعة خارج غرفتها , لتتجمد فجأة في مكانها كان عليها ان تدرك ذلك.
لقد كان جالساً امام مكتبها الصغير يمسك مخطوطة كاتلين في يده بينما عيناه على اللوحة المعلقة على الجدار وقد ظهر فيهما التفكير العميق الى حد اثارها , فقالت :
- لقد الحت عليّ أمك بأخذها ..
فقاطعها :
- اين البقية ؟
اجابت مستغربة :
- ماذا تعني , إنها كل ما تسلمته.
- ثلاثة فصول فقط؟
لقد كان يتحدث عن الكتاب فقالت :
- آه .. تعني هذا ؟
فقاطعها :
- نعم , أعني هذا , إنها ماسلم الى المؤسسة للحصول على المنحة , لا اكثر ولا أقل , حتى ولا تنقيح لا يبدو انك كتبت كلمة واحدة منذ جئت الى هنا .منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
والقى با لأوراق على المكتب فاختلطت ببقية اوراق الجامعة , وهو يتابع قائلاً:
- لا شيء هنا ولا مسودات الفصول التي كتبتها بعد ذلك , حسناً , عليك من الآن فصاعداً ان تجلسي وتنهي ذلك .
فقالت بصوت حاد :
- أنا؟
عقد حاجبيه وهو يقول ساخراً:
- إنني , طبعاً لا ارى سواك في الشقة .
فحملقت فيه تقول :
- ماالذي تتحدث عنه يا هانتر.
- إنني اتحدث عن انني اعتقد بأن أمامك مهنة رائعة اذا استطعت ان تهذبي موهبتك تلك, إنني اتكلم عن اولئك الذين وضعوا كامل ثقتهم في تلك الموهبة , وانت مدينة لهم بانهاء هذا الكتاب , وكذلك مدينة لي أنا , تباً لذلك إنني لا اريد ان اكون حجة مرة اخرى, لإرجائك هذا العمل وكذلك لا اريد ان يتهمني آرنولد ماركام من وراء ظهري بتدمير موهبة هو مهتم بصيانتها والمحافظة عليها.
فسألته ذاهلة :
- هل تعرف آرنولد ماركام شخصياً ؟
وشعرت بالدوار وهي تحاول ان تجهد ذهنها بحثاً عن السبب الذي يحمل هانتر على متابعة ملاحقتها وكأنها هي رابحة جائزة ماركام.
ألم تستجمع شجاعتها وتكشف له عن كل شيء ؟ ألم تنته الآن فقط من اخباره عن كاتلين ومرضها وكيف توسلت الى آن ان تأخذ مكانها وترعى ايفان الى ان تنتهي من كتابها ؟ ألم يغفر لها الآن كل خطاياها , وذلك بغمرها بحبه ؟
ام انها بكل بساطة , كانت من الاستغراق في سرد حكاية اختها وزوجها , بقدر ما أمكنها من سرعة , بحيث لم يمكنها سرد الحقائق بالوضوح المنطقي اللازم ؟

Rehana 01-03-14 01:14 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
 
وشعرت آن فجأة بأنها أوشكت على الاغماء , ما الذي راها اعترفت به منذ برهة ؟ لقد افترضت بفكرها المضطرب المشوش , انها كانت حاولت بكلماتها المتلعثمة ان تشرح قضية هذا الاشتباه الذي حدث , من أساسه , وعادت تحاول ان تتذكر بلهفة كل تفاصيل نقاشهما , اتراها ذكرت اسم كاتلين في محاولاتها تبرير تصرفاتها ؟ ثم إذا بها بعد كل هذا تجيبه على سؤاله لها عما إذا كانت ماتزال تخفي عنه اموراً اخرى , تجيبه بكل ابتهاج كلا!
وسمعت هانتر يجيبها :
- إن آرنولد هو صديق حميم لأمي كما انه كان حموي , والد زوجتي .
فجمدت آن في مكانها , وقد تملكتها غريزة الحذر , ها إن القرابة تربط هانتر بماركام , وهو يتحدث عنه كصديق يكن له احتراماً عميقاً , وهذا يجعل اتجاه وفائه واضحاً إذا ماتعكرت الأمور , ذلك انها بالرغم من كونها اصبحت حبيبته إلا انها لن تبلغ من قلبه ابداً المكان الذي كان لزوجته ديورا.
إن على آن ان تقوم بتضحية اخرى نهائية لأجل اختها . إنها ستعيد ذلك السر الأخير الذي بقى لديها الى حيز الكتمان.


نهاية الفصل

fadi azar 01-03-14 03:11 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل التاسع )
 
مشكورة على تعبك

هيستيا 01-03-14 04:41 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل التاسع )
 
الرواية رائعة رائعة رائعة ‎:)‎‏
انا بدخل ع المنتدى بقالى سنتين و نص تقريبا بس لسه عاملة العضوية من قريب بس بجد بتعجبنى جدا الروايات اللى بنتقيها و كنت بقرأ اسمك ريانا و اكتشفت انه ريحانة قريب برده الصراحة ‎:D‎

سمر1 01-03-14 04:58 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل التاسع )
 
رواية جميلة شكرا

Rehana 04-03-14 05:43 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل التاسع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3422848)
مشكورة على تعبك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمر1 (المشاركة 3422873)
رواية جميلة شكرا


العفوووو ووو

Rehana 04-03-14 05:46 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل التاسع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيستيا (المشاركة 3422866)
الرواية رائعة رائعة رائعة ‎:)‎‏
انا بدخل ع المنتدى بقالى سنتين و نص تقريبا بس لسه عاملة العضوية من قريب بس بجد بتعجبنى جدا الروايات اللى بنتقيها و كنت بقرأ اسمك ريانا و اكتشفت انه ريحانة قريب برده الصراحة ‎:D‎



اهلين عزيزتي نورتي ليلاس
تسلمي كلك ذووق
وانا سعيدة ان اول مشاركة ورد لك لي هنا :toot:

نورت المنتدى

Rehana 04-03-14 05:49 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل التاسع )
 
الفصل العاشر

- يبدو عليك الشرود نوعاً ما , يا آن فهل انت بخير؟
القت راشيل بليك عليها هذا السؤال وهي تفتح لها باب سيارتها الحمراء الرياضية والتي كانت تقف امام مكتبة الجامعة التي كانتا خرجتا منها لتوهما .
فوقفت راشيل بعطف :
- هل تحبين ان أوصلك بالسيارة الى منزلك ؟
قالت آن ضاحكة وهي تنظر نحو منزلها , هازة رأسها :
- ماذا؟ ان المسافة لا تتجاوز الخمسمائة متر , اشكرك يا راشيل على كل حال , ولكنني بخير , إنني فقط بسرور في الاجازة التي ستحين الأسبوع القادم .ريحانة
فابتسمت راشيل وهي تنطلق بسيارتها بينما آن تلوح لها بيدها , لقد كانت شاكرة لصديقتها ولكنها لم تجد مبرراً الى مشكلتها التي كان لسانها قد انطلق بالحديث عنها دون تفكير وهما يحتفلان بانتهاء الفترة الاولى من السنة الدراسية , وكما هو منتظر من راشيل , وهي الأكثر دراية بشؤون الحياة .
فقد وجدت الأمر مثيراً للغاية , فنصحتها , بكل قوة ان تدع الأمور كما هي , وتستغل فرصة الأمور المواتية بينها وبينه , قائلة لها :
- ولماذا تشترين الهم لنفسك؟ ربما عندما تنكشف الحقيقة , يكون هو قد سبق وتركك منهياً بذلك علاقتكما , فلا يعود رأيه فيك عند ذاك يهمك بشيء.

Rehana 04-03-14 05:52 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
وقد اجابت آن في ذلك الحين متهكمة :
- آه , اشكرك يا راشيل , لقد خفف عني كلامك هذا كثيراً.
لقد كان خبر علاقتها بالبروفيسور هانتر لويس قد انتشر بين الطلاب بالرغم من حذرهما المشترك , ولكنها لم تعترف حتى لراشيل بأنها واقعة في الغرام حقاً , وليس مجرد تمضية الوقت.
وكانت راشيل , وهي تنصحها بذلك قد سارعت تقول مواسية:
- او ربما انت التي تكونين تركته , إن تركك انت له هو المنتظر وليس العكس , فهو يكبرك بسنوات كثيرة , كما انك تقولين إنه لا يخرج معك الى أي مكان ..
ولكن فلفسة راشيل كانت تنصب في أذن صماء , وبمرور الايام اكتشفت آن صحة المثل الذي يقول إن من المستحيل ان تحب وتكون حكيماً في نفس الوقت فقد كانت تخلت عن السعي للحصول على عمل تستغل فيه فراغها , وكذلك انقطعت عن عمل العلاج الفيزيائي وذلك فقط لكي توفر لنفسها ساعات إضافية كل اسبوع تمضيه مع هانتر , وبالتالي كان ذلك يستنفذ مداخراتها يومياً بعد يوم.ريحانة
كما ان مسارعتها الى الاتصال هاتفياً بأختها , لم يكن تصرفاً حكيماً , هو ايضاً ذلك ان السبب لم يكن معرفة اخبار ايفان الذي كانت السن الثامنة قد بزغت في فمه , ولا استطلاع اخبار ديمتري الذي كان الآن مبحراً في مكان ما بين فيجي وهاواي , والذي اجيب الى ان طلبه يسير قدماً في طريقه الروتيني الطويل.. كلا, ليس لكل هذه الاسباب وإنما لكي تطلب منها الضوء الأخضر لكي تخبر هانتر بسرهما.
منتديات ليلاس
وعندما اعترفت بالسبب الذي يدفعها لهذا , تلقت كاتلين الخبر بشجاعة واكتئاب جعلت آن تدرك معه حالما القت السماعة من يدها , ان ليس بإمكانها ان تفعل ذلك , ذلك ان كاتلين اجابتها بجمود:
- إن ثمن هذا هو خسارتي نشر كتابي , ولكن مادام هذا لن يلطخ اسمي لدى دور النشر قد يكون بإمكاني ان اجد له ناشر آخر .. وربما بإمكان ديمتري ان يقرضني نقوداً ارد لهم بها المال الذي كانوا قدموه اليّ منحة, إذا هم هددوني بإقامة دعوى .
ثم اضافت بحذر :
- إنني لا اريده ان يشعر بأي التزامات وما اشبه , ولكن ربما لا تصل الأمور الى هذا الحد.
ولكن تظاهر كاتلين بالتفاؤل لم يغير من الأمر شيئاً , وهي تتابع قائلة :
- ربما ستجدين اخيراً ان هانتر هو من الحب لك بحيث يحاول مساعدتك في كل شيء , وربما رغبته الاحتفاظ بك ستدفعه الى السكوت عن الأمر.
ليس من المفروض ان يكون الحب امتحاناً إما ان ينجح المرء فيه او يفشل , فالحب هو مجرد عطاء وليس اخذ..
لو ان مقدار العطاء , هو القياس للحب , فإن هانتر لم يكن حصيناً تجاه ذلك كما سبق وادعى , وهذا مارأته آن فيما بعد, حين دخلت الى شقته لكي تساعده في إعداد بعض انواع الطعام الايطالية الشهية, فوجدت طرداً ضخماً ينتظرها على المنضدة الرخامية , لقد كان هانتر قد أدمن على تقديم الهدايا , والذي كان أمر مستغرباً بالنسبة الى رجل كان قد أصر على ألا تنتظر منه شيئاً ابداً.

Rehana 04-03-14 05:52 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
وما ان احتلت الحقيبة المدرسية الجديدة المصنوعة من الجلد الفاخر مكان حقيبتها القديمة الرثة , حتى اخذ هانتر يدهشها بمختلف الهدايا من الملابس .. والاشياء الأخرى الباهظة الثمن والتي لم يكن بمقدورها شراؤها بنفسها.. اما هي , فقد منحته مقابل ذلك الشيء الوحيد ذا القيمة الحقيقية الذي عليها ان تمنحه .. الا وهو حبها , فإذا كان هانتر كما تظنه يخاف من الوقوع في الحب مرة اخرى , فليس لها هي ان تخاف , وهكذا جعلت نفسها طوع امره في مئات من الأمور الصغيرة .. فهي تحترم رغبته في الانفراد بنفسه, إنما بعد ان تظهر له بجلاء انها ليست في وارد كبح جماح حريتها ونشاطها البالغين لكي تتصرف وفقاً لمفاهيمه الصارمة عن استقلالهما الواحد عن الآخر .
فكانت تضحك متحدية ملاحظاته الساخرة , بوجهة نظرها المشرقة , وتجعله يقهقه ضاحكاً لخفة دمها وسرعة بديهتها تؤثر عليه بحماسها المتدفق في دراسة اللغات التي كانت تتعلمها بسرعة بالغة , واهتمامها البالغ بالحضارات التي تمثلها , لقد دفعته الى تذوق الموسيقى التوقيعية , واستمعت اليه باهتمام إذ يحدثها عن الفن و السياسة , كما كانت ترواغ في قبول هزيمتها امامه في لعبة الشطرنج ...
الشيء الوحيد الذي كانت وحدها المسؤولة عنه هو كتابتها , فإذا اراد مرة ان يسألها عنه , كانت تغير الموضع بخشونة , وحسب قوانينه التي وضعها لم يكن يستطيع الاصرار , وطبعاً, لم يكن توقف الحديث او التفكير بذلك ليوقف ذعرها المستمر من خوفها من انكشاف الأمر.منتديات ليلاس
وكانت احياناً تفاجئه وهو يتأملها بتفكير عميق مايجعل قلبها يخفق من التوجس .
كانت هديته الجديدة حشية للجلوس على الأرض الحرير المزين بألوان مختلفة من الفصوص الملونة , فقد كان يعرف رغبتها في القيام بأعملها على الأرض , وسرعان ماطرحتها آن على السجادة بجانب كرسيه الجلدي المفضل لديه, ثم اخذت تفتش عن شيء تقوم به انتظاراً , لتلاحظ بعد ذلك حقيبة الملابس القديمة الموضوعة في زواية من غرفة نومه ماجعلها تستغرب امرها , متسائلة عما اذا كان ينقل اليها بعض محتويات خزانته , يفسح بذلك مجالاً لبعض ثيابها , فيها.
وعادت الى حيث خزانة كتبه , حيث اخذت تفتش فيها عن كتاب تقرأه , ومالبث جسمها ان اضطرب وهي تجد كتاباً يحمل اسماً مألوفاً.
( ديوراه ماركام لويس)
كانت ديواناً من الشعر , واخذت تتصفحه ببطء , وكأنها كانت تخشى من ان ينفجر في وجهها , كان على غلافه الأخير صورة كبيرة كاملة بالأسود والأبيض قد كتب تحتها تفاصيل مختصرة عن سيرتها الذاتية .
( شاعرة .. مؤلفة .. متزوجة من مؤلف .. نشر هذا الكتاب بعد وفاتها ..)
قطبت جبينها وهي تقلب الصفحات السمكية , محاولة جهدها فهم المعاني المستترة لشعورغير موزون ولم تكن آن نقادة للشعر ولكنها تحس به , ولكن شعر ديبوراه لويس تركها باردة الشعور.
- ماذا تقرأين؟
ولم تكن قد سمعته وهو يدخل , القى هانتر بحقيبة أوراقه , واقترب منها وهو يفك ربطة عنقه , وعيناه تبتسمان لرؤيتها متكورة على الوسادة و الحرير الصيني ينساب هفهافاً حولها .

Rehana 04-03-14 05:53 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
- ارى هديتي اعجبتك , إنها تسمى وسادة الحريم , حالما رأيتها في واجهة المتجر تصورتك جالسة عليها كما انت الآن ..
لقد شعرت باللحظة التي رأى فيها الكتاب في يدها فقد انكمش وجهه وتاهت نظراته.
قالت بلهجة طبيعية :
- لم اكن اعلم ان زوجتك كانت شاعرة.ريحانة
مادام قد ترك الديوان في خزانة الكتب فقد كان يتوقع ان تراه في النهاية , وحاولت ان تفكر في تعليق ديبلوماسي , فقالت :
- إن شعرها بالغ العمق , لابد انها كانت امرأة غاية في الأهمية .
نظر اليها مفكراً , ثم اذهلها وهو يقول بابتسامة فاترة :
- لقد كان هذا تهذيب بالغ منك , يا آن وتعبيراً غير واضح ابداً بالنسبة الى امرأة مثلك لديها فكرة كاملة عن كل شيء تقريباً, إن شعر ديبوراه لم يعجبك , أليس كذلك ؟
احمر وجهها , واذهلها هو مرة اخرى إذ اضاف يقول بلطف :
- لا تقلقي , فأنا نفسي لم تعجبني آخر كتاباتها ايضاً.
قالت بلعثمة بسيطة :
- إنني.. إنني واثقة من أنها كانت جيدة تماماً...
منتديات ليلاس
واخذت تصوراتها الشاعرية عن زواجه المتكامل الخالي من الشوائب , اخذت تنكمش وهي تسمعه يقول :
- نعم كانت كذلك مرة .. لقد كانت تبشر , في البداية بأشياء كثيرة لم تحقق قط .. هل فهمت ما أعني ؟
فتجاهلت جملته الأخيرة , وادارت الكتاب لتعيد النظر الى الصورة وهي تقول :
- لقد كانت رائعة الجمال.
قال بلهجة ذات معنى:
- كان ذلك جزءاً من المشكلة.منتديات ليلاس
نظرت اليه قائلة :
- اية مشكلة ؟
ولم تنتظر منه جواباً.
- لقد اعتادت على كلمات الاعجاب والمديح , إذ كانت وحيدة والديها , ثم تحولت من طفلة شقية بالغة الرقة الى فتاة مدهشة الذكاء , مالبثت ان اصبحت امرأة رائعة الجمال , مليئة بالخوف , لقد كانت تتصور نفسها مكتملة الصفات وان هذا يجب ان يستمر بأي ثمن...
فأشرقت فكرة في ذهن آن وهي تنظر الى قوام ديبوراه الذي يشبه الشبح , فنظرت اليه تسأله :
- هل كانت ديبرواه تعاني من قلة الشهية الى الطعام ؟
التوت ابتسامته وهو يجلس الى جانبها , ثم يأخذ الكتاب من يدها ويلقيه على الكرسي قائلاً:
- انك ماهرة يا آن , كانت تعاني من انعدام الشهية الناتج عن تهيج الأعصاب ولكنها كانت اذكى من ان تدع ذلك يسيطر عليها , ويبدو ان هذا ابتدأ معها إبان المراهقة ولكنها اخفت ذلك عني جيداً الى ان اصبح علمي به ذا فائدة لها.
- وكيف يكون ذا فائدة ؟
جلس على السجادة وخلع سترته يشد بذلك انتباهها وهو يتابع قائلاً:
-لكي تجعلني اشعر بالذنب , لكي تمنعني من الضغط عليها كما اظن , مع ان ذلك كان في الوقت الذي كنت اظن نفسي اساعدها فيه , عندما تعرفنا كان لكل منا كتاب منشور .. وكنت انا محاضراً في جامعة فيكتوريا في ويلنغتون .. فافتتن الواحد منا بالآخر , ولكن عندما تزوجنا وجدت ديبوراه ان اعمال البيت ليست بالشكل الذي تصورته بالنسبة الى أديبين , كان عندها عدة قصص قصيرة وديوان شعر في السنتين الأوليين , ولكنها ...

Rehana 04-03-14 05:54 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
اخذت تدريجيا تلقي بأكثر كتاباتها في سلة المهملات , ثم تبدأ بكتابة نفس القطعة مراراً وتكراراً لتقرر في النهاية انها غير صالحة تماماً , وهكذا اخذت تكذب في تعداد مشاغلها , اولاً على الناس الآخرين ثم عليّ أنا , واخيرا على نفسها , لأن الفشل لم يكن يتلاءم مع تصورها لنفسها.
وانخفض انتاجها بعكس انتاجي , وكان لابد من ان تشعر بالامتعاض إذ تراني أنشر كتبي بعكسها.. رغم انها كانت موهوبة اكثر مني حسب قول النقاد , لقد كانت كاتبة جادة بالطبع , بينما انا كاتب شعبي عديم الخجل, ولهذا لم يكن هنالك حسد باطني لها لم اكن منتبهاً اليه , قالت إنني كنت اخنقها باهتمامي الشديد بها , وان انتقادي لها قد حطم ثقتها بنفسها , وانني كنت اخيفها بحدة طباعي وقوة رغباتي.
- هل قالت كل هذا؟
- آه , قالت اكثر من ذلك بكثير , إنني اورد فقط رؤوس اقلام , ولكن ليس كل شيء في وقت واحد.. لقد ابتدأ قطرة قطرة على مدى سنوات مع ازياد شعورها بالمرارة حتى انتهت الى انها لم تعد تحتمل العيش معي , ولكنها لم تجرؤ على العيش من دوني ايضاً , لأنني كنت احسن عذر تتخذه لفشلها , لقد تبددت كل احلامها , ولم تجد بديلاً .. ماعدا جمالها ذاك غير العادي , ولكنها كانت تعلم ان ذلك غير دائم هو ايضاً ..
كان يبدو شارداً , ولكن آن التي اصبحت تعرفه جيداً.منتديات ليلاس
ادركت ان هدوء الظاهر كان ينم عن اضطراب داخلي عنيف .
فسألته :
- هل كان ذلك حين اصبح مرضها العصبي خارجاً عن السيطرة؟
- كلا.
لقد اخرجه سؤالها هذا عن طوره , وفجأة امسك بها قائلاًً:
- تعالي نجرب قياس الوسادة ..
قال ذلك بعاطفة دافقة وكأنه لم يكن يتحدث منذ لحظات عن أعنف زلزال حدث له في حياته .
تمتمت تمنج نفسها وقتاً للتفكير :
- ظننتك تريدني ان أعد العشاء.
اتراه يظنها ستتجاهل هذا الحديث الذي ابتدأ فيه بهذه السهولة؟ لابد ان له غرضاً من وراء إخبارها بكل هذا , ولكن ماهو هذا الغرض ؟
قال وهو يحاول اجتذابها الى الوسادة عبثاً :
- سنطلب بيتزا من المطعم فيما بعد , لماذا تمانعين هكذا؟ يجب ان تظهري شيئاً من الحماس.. فقد دفعت في هذه الوسادة ثمناً باهظاً..
جرح احساسها بكلماته هذه, شاعرة بعظم الفارق الاقتصادي بينهما , هل يعني بذلك انها تحبه لأجل نقوده ؟ هل يعلم اية إهانة وجهها اليها الآن ؟
ورفعت وجهها اليه وقد توهج وجهها وهي تقول محذرة :
- لم اكن اعلم انك تعتبرها استغلالاً لنقودك اكثر منها هدية , ربما إذا اريتني الوصل بثمنها , يمكنني ان اخمن كم قبلة تستحق .
- إذا كنت تتحدثين عن مبادلة عادلة , يمكنك ان تعطيني تلك اللوحة التي اعطتك إياها أمي من باب الخطأ.منتديات ليلاس

Rehana 04-03-14 05:55 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
لقد اصبحت هذه اللوحة مثار مزاح بينهما , حيث كان دوماً يحاول مساومتها عليها كما كانت تنبأت أمه تماماً , ولكن آن لم تتجاوب معه هذه المرة , وتساءلت عما يجعل هذا الرجل الذكي عديم الاحساس الى هذا الحد.
قالت وقد رأت في عينيه نظرة انتصار لردة فعلها هذه:
- كلا, إنك لن تفلت هذه المرة.
فسألها ومازال ذلك التعبير الساخر يكسو ملامحه :
- أفلت من ماذا ؟
- تفلت من العقاب لمضايقتي .. وجدالك معي .. أليس هذا ماتفعله دوماً ؟ لماذا تستهل إبداء حبك دوماً بمعركة يا هانتر ؟ ومالذي يخيفك ؟ هل هذا يتعلق بالطريقة التي ماتت بها ديبوراه ؟
ضاقت عيناه لاصرارها وقال :
- لا اريد ان اتكلم عن ذلك بعد الآن .
ولكنه تكلم , كان شيئاً يحترق في داخله , إنها لأول مرة ترى ذلك بوضوح, أتراه كان يريدها ان ترغمه على الوصول الى هذه النقطة ؟
قالت بحدة :
- حسناً , إن هذا امر سيء جداً , إن عليك ان تتكلم , إنني هذه المرة انا التي سأفرض القواعد هنا , وأول قاعدة هي أنك إذا ابتدأت شيئا فالمفروض ان تنهيه , كيف ماتت يا هانتر؟
منتديات ليلاس
فتمتم يقول بمرارة :
- ماالذي جرى يا آن ؟ أتظنينني قتلتها؟
- كلا, ولكنني اظن أنك تظن ذلك .
اثارته لهجتها الهادئة , فاندفع يقول :
- آه , كلا .. إنها هي التي قتلت نفسها .. حين كنت وراء البحار في رحلة ابحاث علمية , في محاولة للتخفيف ما كنت أشعر به من اكتئاب .. لأن صرف النظر الى تلك الناحية لم تكن تسبب أي أذى .
وأضاف بلهجة مرة أثارت عطفها :
- كلا , إنني عقليا اعلم انني لم اقتلها , ولكنني كنت اعلم ايضاً ان زواجنا كان كارثة بالنسبة اليها , ولكن لولا وقوعي في غرامها , واقناعي لها بقبول الزواج مني , لربما كانت ديبوراه ماتزال حية للآن , وربما كانت قد حققت موهبتها الرائعة تلك بالطريقة التي كانت تلائمها ..
- لايمكنك معرفة ذلك فإذا كانت تعاني من مرض الاكتئاب , فإن موهبتها قد سبق وتضررت ..
- نعم , ولكنني لا استطيع إنكار الامكانيات الرائعة التي تسبب زواجنا في دفنها في وهذه الاكتئاب , لقد تركت رسالة تشرح فيها لماذا لم تعد الحياة تستحق ان تعاش , ذلك لأنها ادركت ان لا حياة لها .. كانت هناك حياتي فقط والتي كانت تلتهما شيئا فشيئاً , فأسمن واتضخم من ضعفها والاعتماد عليها.. صورة مقززة حية لنفسية مريضة , لقد كانت رسالة قصيرة رائعة في إيجازها وعنف مشاعرها , ومايثير العجب , ان اجمل كتاباتها خلال سنوات كانت في رسالة الانتحار هذه ..
وتنفس بشدة وهو يتابع :
- لقد قالت إنني شللت موهبتها باستمرار متطلباتي منها و لأنني كنت غيوراً من موهبتها , فقد سيطرت على وجودها كله , والشيء الوحيد الذي بقي تحت سيطرتها على مصيرها هو الموت , ويبدو ان الطلاق لم يخطر لها كبديل ممكن للموت .منتديات ليلاس

Rehana 04-03-14 05:56 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
فقالت آن وهي تحاول ان تبعد عنه تلك الذكريات المؤلمة :
- لقد كانت مريضة نفسياً , ولكنني لست كذلك , فليس لك ان تحذرني على الدوام من طبعك المسيطر , لقد ادركت ذلك تماماً منذ اول يوم , فلم يخفني, إن ديبوراه لا تشبهني ولا اشبهها بشيء.
فقال بابتسامة غريبة:
- أعلم ذلك .. نعم أعلم ذلك, إنك قوية الاحاسيس اكثر منك عقلانية .. إنك تصنعين من الحياة عيداً دائماً..
فكررت قولها بحزم :
- إنني لا أشبهها بشيء , فأنا قوية الجسد, هذا اولاً , ثم انني من أسرة عديدة الأفراد .. فأنا لهذا قد تعودت على خشونة المشاعر والتصرفات وعلى اثبات وجودي ضد كل المخاوف والتهديدات , وحبي لك لا يعني اخضاع شخصيتي وتغييرها .ريحانة
- آن ..
- إنني سأبقى أنا , فأنا لن أتحطم او أنهار سواء احببتني ام تركتني .
ونظرت في عينيه بقوة , ثم تابعت تقول :
- كما ان ليس لدي مخاوف ديبوراه من ان تحطم موهبتك موهبتي..
- آن..
- ذلك ان ليس لدي مايمكن ان يتحطم فليس عندي أي طموحات أدبية و ...
ولكن يده امتدت تطبق على فمها وهو يقول محذراً :
- هذا يكفي .
- كلا , لا يكفي , إنني لا اريد ان اكون كاتبة , ياهانتر وما اردت ذلك ..
- قلت إن هذا يكفي .
وكان يضحك وأبعد يده وفجأة لم تستطع النطق إزاء الحنان التي نطقت بها مشاعره .
قال متابعاً بصوت اهتزت لرقته :
- إنني لا اريد ان اجادلك , اريد فقط ان آخذك في رحلة طويلة .. من الحب ..
***
بعد ست عشرة ساعة , كانت آن تكابد من مشاعر من نوع آخر تماماً, فقد كانت ترتجف من الغضب العنيف وهي تقرأ الرسالة التي وجدتها عند عتبة بيتها عند عودتها من محاضرتها الصباحية.
لقد هرب الجبان!
تحدث هانتر في رسالته تلك كثيراً عن الحاجة الى الانفصال فترة من الزمن لإعادة تقييم اهمية علاقتهما.
وعن انه لا يريد استغلال رقة قلبها وعادتها الخطرة في التضحية بالنفس , وانه يرى انها في هذه الفترة من حياتها عليها ان تركز على تحقيق احلامها بدلاً من التخلي عنها لأجل الآخرين بمافيهم هو نفسه .
ولكن الذي زاد في غضبها الى درجة الغليان هو ان هانتر لم يجد الشجاعة لكي يقول لها كلمة الوداع في وجهها, لابد انه خطط لرحلة الأبحاث العلمية هذه منذ اسابيع , وربما شهور ومع ذلك حتى وهو على شفا الرحيل .منتديات ليلاس
لم يذكر شيئاً عن السفر , لقد كانت تلك خطته السرية للهرب , ولم يفعل إعلانها العاطفي عن حبها الليلة سوى ان جعله يسرع في تنفيذها , ربما تكتمه ذاك ماهو إلا هاجس بقي يرواده منذ المأساة التي انتهى بها زواجه اثناء رحلة مماثلة وراء البحار , ولكن آن لم تكن في حالة من الغضب بحيث تجعل له عذراً, ربما كل ما الأمر انه لم يشأ مواجهة الموقف .

Rehana 04-03-14 05:57 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
صرخت :
- إنني لست ديبوراه .
وشقت صرختها تلك جو الغرفة الخالية بينما كانت يداها تمزقان قطعاً رسالته التي استهلها بعزيزتي آن , ثم تعود بعد دقائق وهي ترتجف الى لملمة المزق المتناثرة لتعيد جميعها بجانب بعضها البعض , لتحاول قراءة ماقد يكون بين السطور , حتى انه لم يكلف نفسه عناء كتابتها بيده فقد كانت مطبوعة على الآلة الكاتبة .. مثل اي صفحة من رواياته , وكان التوقيع هو هانتر فقط دون اي مجاملات اخرى او تحيات او حتى الى اللقاء , وطبعاً ليس مع حبي..
اما الشيء الذي لم يكن يحتمل تسامحها فهو قضاؤها فترة الاجازة البالغة ثلاثة اسابيع تطوف انحاء شقتها الباردة , دون عمل حيث كانت تخلت عن كل شيء مفترضة انهما هي وهانتر سيمضيان هذه العطلة معاً, في الوقت الذي كان هو يطوف فيه حول روسيا , نعم روسيا البلد الوحيد في العالم الذي تحبه وتريد زيارته , هل ثمة إهانة لشعورها و إذلال لها اكبر من هذا ؟
وعندما علمت من احد زملائه المحاضرين , ان هانتر كان اخذ إجازة لشهرين , كان في هذا آخر ما بإمكانها احتماله , ولم يعد امامها سوى ان تتصرف ككل فتاة حسنة التربية عندما يتحطم قلبها.
لقد عادت الى أمها .ريحانة
منتديات ليلاس
ولحسن حظها , اوصلها احد اقرباء راشيل الذي كان عائداً الى بيته في الاجازة الى ويلينغتون والذي كان كل مايعرفه عن الحديث هو الغناء طوال الطريق مع الاشرطة الغنائية في مسجلة الستيريو .
وفي ويلينغتون استقلت المركب العبارة حيث وقفت على السطح في الهواء القارس وهي تحني كتفيها داخل سترة كان هانتر اعطها إياها , محدقة في المياه التي تفصل الجزيرتين اللتين تتألف منهما نيوزيلندا , متسائلة عن تلك الخبرة الرائعة التي يكتسبها هانتر من دونها , ولكن ماذا لو لم تكن الخبرة الرائعة التي يكتسبها هانتر من دونها , ولكن ماذا لو لم تكن الخبرة الرائعة كما تظن , حيث قد يتهم بالتدخل في السياسة الداخلية في روسيا, كما هو معروف منه , وذلك بالنسبة للاتحاد السوفياتي سابقاً , ماذا لو فقد او اصابه ضرر ما؟ ماذا لو اوقعته في حبائلها احدى جاسوسات المخابرات الروسية السابقة الفاتنات لتتحقق بذلك تخيلاته الروائية.منتديات ليلاس
وفي الميناء كان اخوها في انتظارها في عربة الأسرة حيث سارا ساعتين قبل ان يصلا الى المزرعة حيث استطاعت آن اخيراً ان تسكب شهقاتها واحزانها على صدر أمها , مغمورة بحنان الأمومة وتفهم الأنثى .
وبعد اسبوع من الاحتفاء بها والترفيه عنها توجهت الى منطقة الساحل لزيارة كاتلين وايفان حيث وجدت ديمتري هناك وقد خلع بذلة الضابط البيضاء نهائياً , بعد ان توظف مؤقتاً في شركة محلية لتأجير يخوت للرحلات , وبعد ان ابدت الاعجاب المتوجب عليها بقدرة ايفان على السير .
عقدت جلسة هادئة مع اختها كاتلين , وشعرت بالارتياح عندما علمت ان الفصل الأخير من الكتاب قد قارب النهاية.
.

Rehana 04-03-14 05:58 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
ثم اخذت ايفان معها الى الشاطئ حيث جلست تحدثه بما جرى لها خصوصا مع ذلك الرجل الوسيم جارها والذي تبين انه كا لأفعى بين الأعشاب , وأوما ايفان برأسه بحكمة بالغة وهو يسمع ذلك وكأنه كان يرتاب فيه طوال الوقت . ولكي يرفه عنها , دس في يدها فجأة قبضة من الرمال.
واثناء الغداء , القى ديمتري بقنبلته إذ اخذ يشكرها بكل حرارة لمساعدتها القيمة له بالنسبة الى الاسراع في معاملة الاقامة والتي اصبح من المؤكد بذلك , الحصول عليها. وعندما نفت ذلك قائلة بأنها لم تفعل شيئاً , قال :
- بل فعلت , إذ لولا صديقك البروفيسور لويس لأبطأت المعاملة كثيراً, فقد جعلهم يختصرون كثيراً من الاجراءات الرسمية في الخارجية الروسية باتصالاته هنا وفي روسيا.
- هل فعل هانتر ذلك ؟ ولكن كيف ؟ ولماذا ؟.
- ربما قام بذلك لأجلك , فهو يعلم مقدار اعزازك لأسرتك , لقد ترك خبراً من خلال الشركة البحرية بأنه يريد ان يساعدني , فأبلغوني ذلك..
***
بعد ذلك بأسبوعين وكانت آن قد عادت الى أوكلاند لتستعد للفترة الثانية من العام الدراسي , كانت ماتزال ساخطة لما اكتشفته , فإذا كان هانتر قد تدخل متوسطاً في قضية طلب ديمتري فهو إذن لابد اطلع على الافادة العائلية لأسرة ديمتري والتي تقرر ان والدة ابنة هي كاتلين كلير تريمين الساكنة في غولدن بي والمعلومات الذاتية عنها والتي تذكر اسم اختها آن الطالبة في جامعة أوكلاند .
لاعجب إذن في انه كان قد توقف مؤخراً من موالاتها بالاسئلة عن كتابها المزعوم , لاعجب في انه لم يسمح لها اعترافها بما سبق وعلم به, لقد كانت تجرجر معها ذلك العبء وماقاله لها في رسالته من ان عليها ان تركز على تحقيق احلامها .. لم يكن سوى انتقامه الماكر التعس لتضليلها هذا له.
ولكنه مع هذا لم يبلغ ذوي الشأن عنها وعن كاتلين .. بعد , فهي لم تتلق أي شيء ينبئ عن ذلك من اصحاب المنحة , ربما لم يجد وقتاً لذلك قبل سفره .. او ربما سيتخذ من هذا الأمر وسيلة لتهديدها عند عودته ... وذلك لتستجيب لكلماته.منتديات ليلاس
ولكن ربما لإبعادها عنه, وهو الأكثر احتمالاً .. وانتابتها الكآبة لهذه الفكرة الأخيرة.
كانت هذه الافكار السوداء تحتل ذهنها في يوم السبت السابق لابتداء الدراسة , وكانت تسير على الرصيف الجانبي للشارع الرئيسي في المدينة حيث كانت قد وجدت لتوها عملاً يشغلها في عطلة آخر الاسبوع , وكان المطر ينهمر مبللاً بنطالها الصوفي فألقت نظرة على زجاج واجهة مقهى فندق مرت به شاعرة بالحسد للجالسين في الداخل , لتتوقف فجأة جامدة في مكانها , ثم مالت الى الأمام تضغط بوجهها على الزجاج متجاهلة تحديق النادل في الداخل بها .
هانتر

Rehana 04-03-14 05:59 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
ذلك ان الرجل الذي كان مفروضاً انه ورط نفسه في متاهات سياسة روسيا الغامضة , كان جالساً بكل هدوء في مقهى في اوكلاند يضحك ويرشف القهوة بصحبة رجل أنيق يبدو وكأنه خرج لتوه من صفحات مجلة السيد الشهرية , لقد عاد اوكلاند دون ان يكلف نفسه عناء إخبارها بذلك .
لم تتوقف آن لتفكر في ماهي مقدمة عليه , بل دفعت الباب بعنف وتقدمت الى مائدتهما , ونظر الرجلان اليها بدهشة حين فتحت فمها تهاجمهما بشدة .
اثناء الأيام القليلة التي امضتها آن في بيت اختها في غولدن بي , كان ديمتري قد اعطاها بعض الدروس المحادثة باللغة الروسية سجلها على أشرطة احضرتها معها عند عودتها , وكانت تتضمن حسب طلبها وهي تمزح, بعض عبارات الشتائم التي يستعملها البحارة باللهجة العامية , رافضاً ان يترجم لها بعضها حرفياً , بدعوى انها قبيحة جداً.منتديات ليلاس
لقد استعملتها كلها الآن , وبلهجة مناسبة تماماً , ولم تنس ان تخبره بكامل رأيها في صفاته الرخيصة وافعاله الشائنة , واخيراً اتهمته بكل وحشية بالتخطيط لهذه الرحلة الى روسيا بغرض معاقبتها على جرأتها على التفكير في الارتباط معه .
منتديات ليلاس
وعندما سكتت لتتنفس لأول مرة , حتى هانتر الذي كان واقفاً معقود الذراعين على صدره , رأسه المتغطرس وقد بدت على ملامحه اقصى علامات الندم والخزي , ثم رفع عينين ساخرتين وهو يقول متهكماً :
- ما أروع ان أراك يا آن , إنني احب ان اعرفك الى صديقي الحمميم منذ سنوات عديدة , أليكسي دانيلوف , إن اليكسي هو استاذ اللغة الانكليزية في جامعة موسكو , وقد وصلنا هذا الصباح على نفس الطائرة , وقد احببت ان اجعله يستقر في فندقه هذا قبل ان اتركه , إنها المرة الاولى التي يزور فيها نيوزيلندا , وأول انطباع في ذهنه عنها مهم جدا , ألا تظنين ذلك ؟ اليكسي , إنها السيدة التي كنت اوجعت رأسك لكثرة ماحدثتك عنها .منتديات ليلاس
- آه , كلا...
وجلست آن على الكرسي الخالي الذي قدمه لها هانتر , ثم غطت وجهها براحتيها , لقد هنأت نفسها لهذه الفرصة التي جعلتها تفرغ كل ماتشعر به نحوه , بلغة لا يفهمها سواهما .
وكان الرجل الغريب يقول بصوت رقيق :
- إنني مسرور بمعرفتك يا آن , ثم هل لي ان اقول إنك اكثر براعة في التكلم بلغتي مماخبرني به صديقي هانتر ؟
فقال هانتر مداعباً :
- لابد انها كانت تمضي وقتها مع البحارة او واحد منهم على الأخص , إن عند ديمتري مخزون رائع من المعلومات , أليس كذلك آن ؟
رفضت ان تبرر وجهها من مخبئة قائلة من خلف راحتيها :
- ولكن ليس من المفروض ان تكون هنا .. ما الذي تفعله هنا؟ ما زال لإجازتك ستة اسابيع قبل ان تنتهي .
اجاب :
- لقد اعدت تقييم ماسبق وقمت به بأسرع مما توقعت .
فحقق له جوابه هذا ماكان يريد إذ اختلست النظر اليه من خلال فرجة بين اصابعها وقد عاد اليها الأمل , وإذا به يقول فجأة :
- هل كتبت قصة جيدة مؤخراً ؟ إن آن تعتبر نفسها مؤلفة ناشئة ياأليكسي..

Rehana 04-03-14 06:00 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
جعل تهكمه الغضب يغلي في داخلها, فضربت المائدة بيدها مقلقلة بذلك , ادوات المائدة وهي تقول :
- كلا.. إنني لست كذلك , إنك تعلم جيداً انها كاتلين التي ربحت الجائزة وليس أنا , إنني لا استطيع كتابة شيء .ريحانة
فقال:
- إن مهارتك إذن هي شفوية اكثر منها كتابية , إنك كذابة عنيفة عندما تثور في نفسك غريزة الوقاية.
كان المفروض ان تغضب منه, ولكن نظرة منها في تلك العينين السوداوين العميقتين , جعلتها تشعر فجأة بالحب يغمر كيانها.
كان شعره اطول قليلاً ولون وجهه اكثر سمرة مما تعهد , وعداً ذلك كان هو حبيبها الذي يحتل احلامها.
- منذ متى علمت بالأمر ؟
- بالنسبة لادعائك بأنك كاتلين ؟ قبل رحيلي بعدة ايام , حين رأيت وثائق ديمتري الرسمية , لقد استعملتها في روسيا لإنهاء الاجراءات واستخلاص نسخ من شهاداته المدرسية والطبية من موظف السجلات ذي القلب الطيب , ولكننني كنت لاحظت ان ثمة شيئاً غريباً بالنسبة اليك والى ذلك الكتاب , فقد بدوت ضجرة جداً بالنسبة لأول رواية لك , ولم تكن تبدو عليك مزايا المؤلفين الحقيقية...
فقالت:
- اتعني مزايا الأنانية , وحب السخرية والطبع النكد , والتشكك وسوء الظن بالآخرين ..
- إن ظنك بي سيء جداً , أتظنين من عادتي ان اغوي الفتيات البرئيات لألقي بهن بعد ذلك الى الذئاب ؟ تباً لذلك , يا آن .. لقد منحت اسرتك كل وفائك حتى ديمتري الذي كان غريباً تماماً.. ولم تمنحيني أياً من ذلك, إنك لا تستطيعين لومي لانفجاري العاصف ذاك.منتديات ليلاس
فقالت آن محاولة تجاهل استمتاع أليكسي بهذا الحوار :
- نعم .. حسناً لقد كنت تتصرف احياناً بكل خشونة , لقد كنت دوماً ترغمني على ماتريده ماالذي جعلك تكتم عني خبر سفرك لشهرين ؟
- لقد كنت مشغولاً جداً بتلمس طريقي في الظلام , كنت اخاف من ان تفسد حدة عواطفي حكمي على الأمور .. كما سبق وحدث عندما تعرفت الى ديبوراه .. وهكذا أتأكد من ان لا علاقة له بذلك الجزء من حياتي الذي دخل لك فيه باعتبار انك غير موجودة , ولكنك كنت موجودة فعلاً , وكل ما تأكدت منه هو حماقتي , إذ اعتقدت بأن في إمكاني السيطرة على مشاعري وحبي بنفس الطريقة التي تمكنت بها من السطيرة على الخوف و الذكريات السيئة .. وذلك بتجاهلها .
- ولكنك في تلك الرسالة ..
- آه .. في ذلك الوقت كنت واثقاً من كل ماكتبته .. خصوصاً تلك الفقرة عن التضحية بالنفس , لقد كنت طيلة تلك السنوات التي امضيتها في خدمة أمك و أسرتك كنت تحلمين سراً بالأسفار والمغامرات ووظيفة دولية تثبتين بها ذاتك , لقد اعطاك الجهد الشاق الذي بذلتيه يا آن الحق في هذه الأحلام , وليس لي الحق في التفكير في ان اطلب منك هذه الأحلام , وليس لي الحق في التفكير في ان اطلب منك نبذها مرة اخرى, وربما الى الأبد لأجل فكرتي عن النعيم الذي هو البيت و الأولاد ورباط يربطنا الى الأبد , لقد سبق وكانت لي علاقة دمرها اختلاف مجرى الحياة والأحلام المحطمة , فلم اظن ان بإمكاني مواجهة حالة اخرى ..

Rehana 04-03-14 06:01 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
فهتفت آن شاعرة بالارتياح :
- آه .. لقد ظننت انك كنت تتهكم عليّ لادعائي بأنني كاتبة .
وامتلأ صدرها حبوراً , هزت كتفيها وهي تقول بسعادة :
- إن حلمي في ان اكون مترجمة ليست هدفاً لا يتحرك , وإنما هو واحد من امكانيات كثيرة رائعة , من يدري ما الذي سيتحول اليه اهتمامي بعد التخرج ؟ ربما افضل عند ذلك التعليم او ابدأ بتعليم لغتي الانجليزية .. ثم إنك تعلم ان الناس يسافرون مع اولادهم إذا ارادوا , لا احد يقول إن على الاطفال ان يرتبطوا الى الأبد بأماكن ولادتهم .. إن الأسفار توسع مدارك الصغار.
فحملق فيها قائلاً:
- ولكنك ابتدأت بذلك فعلاً, لا تكوني متكيفة مرنة الى هذا الحد..
قاطعته بجفاء:
- يمكنني ذلك إذا انا شئت , وهذا مايدعى بحرية الاختيار.ريحانة
إنه يحبها وهي سترغمه على الاعتراف بذلك ولو استدعى الأمر المصارعة معه على الأرض , وتابعت قائلة :
- ويمكنني ان اكيف نفسي كما احب وليس بإمكان احد ان يمنعني .
منتديات ليلاس
- خصوصاً انا , نعم لقد فكرت في كل ذلك اخيراً , ولكنني كنت من الاهتمام بما رأيته تضحية بنفسي الى حد استوجب عدة اسابيع تعيسة لكي ادرك انني إنما اقوم بالضبط بما جعلني اهرب , لكي امنع نفسي من القيام به .. ألا وهو إنكاري عليك حق اختيارك لمصيرك بكامل حريتك .. سواء كان للأفضل ام للأسوأ .. وهاكذا يا آن .
وجال بأنظاره حوله في انحاء المقهى المزدحم وقد بان الألم على ملامحه , قبل ان يعود فيستدير اليها وقد بدا عليه انه يحاول تمالك نفسه.
فسألته ببراءة:
- نعم يا هانتر؟
ورأت من زواية عينها , أليكسي واضعاً ذقنه على يده وهو يتفرج متسلياً , على صديقه الضخم المخيف الواثق من نفسه والذي كان يعبث بملعقة وينقل زهرية من مكانها , ثم يعيدها اليه مرة اخرى , ثم يتنحنح قائلاً:
- إن اليكسي يقول ان سانت بطرسبورغ هي في الربيع مكان جميل جداً لقضاء شهر العسل.
فحملقت فيه آن فجأة وهي تحاول جاهدة ان تتنفس بشكل طبيعي لتقول بعد ذلك :
- إذا كنت تريد ان تطلب الزواج مني ياهانتر لويس , فمن الأفضل لك ان تطلب هذا الآن في هذه اللحظة لكيلا يكون ثمة مجال فيما بعد لسوء الفهم , فأنا اكره ان تتهمني بأنني ظننتك تعرض علي الزواج بينما انت فقط كنت تدلي بملاحظة تافهة عن مشاريع سياحية .
فكان جوابه ان اخرج من جيبه خاتما , ووردة حمراء من الزهرية التي تعلو المائدة امامهم , ثم قدمها اليها وفي عينيه نظرة عدوانية ملتهبة وهو يقول :
- أتريدين تأكيداً اكثر من هذا ؟ لا بأس , إنني احبك , وأنا اعلم جيداً بأنك تحبينني , فهل لك من فضلك ان تدفعيني الى الجنون بقية حياتي , وذلك بقبولك الزواج مني , يا آن تريمين , وإنجاب اولاد لي ومساعدتي على تنشئتهم , ثم سحبي حول العالم في اعقابك كلما عنّ على بالك التشرد ؟
فتدخل الشاهد الذي كان يتفرج على مايحدث ببالغ الاستمتاع , تدخل قائلاً وهو يضحك:
- اعتقد ان الجواب الصحيح لسؤال كهذا , هو .. نعم .

Rehana 04-03-14 06:02 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
فنظرت آن الى هانتر الذي كان ينتظر جوابها وقد اشرق وجهه وتدفقت المشاعر من عينيه , وقد امتلأت ملامحه بمظهر الرضا عن النفس , كانت ثقة هانتر بقوة حبها من العمق بحيث كان يعلم دائماً بما يمكن ان يكون جوابها.منتديات ليلاس
وانه لا يدفعها اليها أية تضحية , فهو من قلبه كله ودون اي تحفظ , لقد كان طلب الزواج لا يقاوم , فأسبلت اهدابها متصنعة الرصانة وهي تقول بعذوية :
- سأفكر في الأمر.
وقفت , ثم خرجت من الباب , وهي تضحك قبل ان تسمع زمجرة هانتر تصل أذنيها , امسك بها قبل ان تصل الى طريق المشاة بعشرة امتار تاركاً اليكسي يدفع الفاتورة , واستفرق منه الحصول على الجواب الذي يريده عشر ثوان بأكملها .


تمت

هيستيا 04-03-14 07:05 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
الرواية رائعة رائعة رائعة كانت عجبانى شخصية البطلة جدااااااااا و شكرا انك خلصتيها بسرعة مستنية روايتك القادمة على أحر من الجمر ‎:D‎

fadi azar 04-03-14 09:35 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
رواية رائعة جدا مشكورة

سنيوريتا 05-03-14 06:51 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه

زهرة الفلامنجو 07-03-14 08:09 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
رواية جميلة تسلمي عليها

سماري كول 08-03-14 09:44 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
جميييييييييله الروايه عزيزتي .. ما تقصرين الغاليه 😍😍😘😘

ليتني اعود طفلة 11-03-14 04:15 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
ريهانا مبدعععععععععععععععععععععععهههههههههههههههههههههههههههههه هاد الشي الوحيد الي بقدر احكيه

الرواية جدا رائعه واختيارك كان مذهل الها

واحلى جزء كان لما اكتشف وجود الطفل عندها بالبيت اما الجزء الي بضحك فبس شافتو بالجامعه وصارو يتغزلو ببعض "قصدي يتقاتلو :p"

لمسة حب 12-03-14 12:45 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
واووووووووووووو ريحانة الواية بتجنن وشخصية البطلة كتير حلوة والنقاشات والصراعات بينهم ممتعة كتير :Welcome Pills4::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::Th anx::Thanx::Thanx::Thanx::363::363::363:

لامار جودت 15-03-14 02:45 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
رواية رائعة رائعة دائما اختياراتك مبدعة ريحانة الله لايحرمنا منك

جوهرة الدانة 15-03-14 05:41 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
الرواية رائعة شكرا

ندى ندى 26-03-14 11:44 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
جميله جدا ومن اجمل الرويات

واروعها يسلمو حبيبتي ووفقك الله

نجلاء عبد الوهاب 30-05-14 10:47 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
:liilas::liilas::liilas::liilas::8_4_134::8_4_134::8_4_134:: 8_4_134::110::110::7_5_129::7_5_126::71_asmilies-com::Welcome Pills4::welcomepirate3::rdd12zp1::52::band1::congrats::congr ats::congrats::congrats:

زهور الاسلام 02-06-14 04:57 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
رووووووووووووووووووووووووووووعة رووووووووووووووووووووووعة يعطيكى الف عافية

fairbeauty 07-06-14 03:44 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
جميلة جدا جدا جدا

مَلوكههْ 27-08-14 01:12 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
الروايه روووووعه شكرا ريحانه :55::55::55:

باهى بوم 15-04-15 04:38 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
شششششششششششششششششششششكككككككككككرااااااااااااااا

ترتيل على 16-04-15 05:35 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
جزاك الله خيرا

اغصان الزيتون 18-05-15 05:26 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
البطلة حلوة في رقتها وتفهمها وتفانيها لمن تحب

منى على سيد 19-05-15 02:02 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
ريحانه انت استاذة فى اختيار الروايات الرائعة تسلمى

nona &mody 19-05-15 06:24 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
روايه جميله طبعا كالعاده اختياراتك رائعه

ندى الحرمان 30-07-15 09:25 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
روايه جميله طبعا كالعاده اختياراتك رائعه

الاميره ناديه 02-08-15 05:23 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
جميله اوى مشكوره

زينه مالك 04-08-15 06:03 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
رواية رائعة

soo diaa 11-08-15 07:38 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
بتجنن بتجنن

mongia 07-10-15 07:56 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
منتظرين ها الرواية بفارغ الصبر الف شكر ليك على امتاعنا

سونا سليمان 21-12-15 09:29 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
اشكركم على جهودكم

توووووم 30-12-15 03:01 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
الله يعطيك الف عافية ياقطة لينان روعه روعه روعه من جد ذوقك جدا رائع في اختيار الروايات الروايه جميلة جدا

:toot::toot

قطرةندى 31-12-15 01:20 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس
 
واو الملخص عن جد بيشد حبيت اقراها اختياراتك دائما متميزة :55:

انا مغربية 05-01-16 10:43 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
رواية جميلة جدا شكرا

شمس الزهراء 04-02-16 08:58 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ساسيل 14-06-16 04:19 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
جميلا ومثيييييرة

دياناروز 16-06-16 01:59 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
حلوواااااااااا

جنا جوجو 20-06-16 08:00 PM

رواية روووووووووعة ... مشكووووووورة

كامل اديب 30-06-16 08:58 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
عاشت الايادي ياذوووق

فرحــــــــــة 06-07-16 06:31 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
غاليتى
ريحانة
المميزة بأسلوبها وأفكارها ومواضيعها
كثيرا ما يبدو القول قاصرا ، عاجزا عن التعبير
و لكن أحيانا يكون فى العجز عن البيان . . كل البيان
أرق التحايا لكِ
ولكِ كل الإحترام والتقدير
فيض ودى

سماري كول 04-08-20 12:16 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
راااائعة جدا

زهرة الفلامنجو 04-08-20 10:48 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
شكرا على الرواية الجميلة

هتونا 27-08-21 01:09 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
حماااااس ههههه بجد مذهلة شخصية البطلة بجد تجنن
احلا تحية إلى المنتدى وجميع الاعضاء ودمتم في قلبي سكنة


الساعة الآن 07:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية