فصل من حياتي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . بعد تفكير عميق . و شجاعة جبارة ضد كرهي للكتابة على الكمبيوتر . و بعد شد و جذب مع نفسي , وجدت هذه الخاطره التي كتبتها منذ سنوات بين صفحات احد الكتب , فقررت ارسالها الى منتداي الغالي كبداية . اتمنى من الله ان تعجبكم , و اعذروني اذا وجد اي خطأ . فصل من حياتي عمري مضى و هاأنذا أقف على قارعة الطريق ارقب الناس و ألحظهم و لا يلحظوني أحس بمشاعرهم و لا يحسون بيّ .... أتعذب من داخلي و الابتسامة تملئ شفتي .... حناجر كثيرة قد انغرزت في صميم قلبي قطعته أرباً ... أرباً و لكن ... لم تنزل قطرة دم واحدة و لم تنسكب دمعة ندية على خديّ لتبلل ثوبي . ترى هل جفت دموعي في عينيّ . هل نفذ دمي من عروقي ؟ لا اعتقد ذلك! فهاهو قلبي ينبض , و دمي يجري يتدفق مسرعا باحثا عن مكان ليبقى فيه ثم يتحرك و لكن لحظة ! لقد توقف قلبي و قلّ نبضي . و دمي .. أين حركته أني لا أحس بها . ماذا حدث لي ؟ كأني أقع . أضع يدي على قلبي خيل ألي أني سمعته ولكن ماذا ؟ لقد توقف كلية لا اسمعه ... لا أحس به ... نفَسي !! لقد بدأت أحس بالضيق . يداي تقعان لا أكاد اقدر على حملهما أنهما تخوناني و تسقطان . إلى أين ؟ إلى أسفل ... بقوة . قدماي لا تحملاني .. تنثنيان ... تضعفان .. لا أكاد أرى ؟ غشاوة في عينيّ ... عندها أحسست بالموت . صرخت بأعلى صوتي : يا الله . لم املك وقتها غير صوتي . وقعت .. سقطت .. لا اعرف ماذا حدث لي ! مرت في مخيلتي أيام العمر , تهافتت علي لحظات السعادة هاأنذا انجح في الجامعة ... هذه ليلة عرسي , هذا زوجي . آه .. من هذا ؟ نعم , انه ابني بَكِر , كم هو جميل .. و من هؤلاء ؟ بناتي و أبنائي ... يا لسعادتي بكم. ابنتي تبكي , لماذا ؟ ثوبي اسود , ماذا حدث ؟ زوجي ... نعم زوجي ... لقد تركني لوجدي أعيش حياة الخوف و الحزن . ابني بكر تزوج , مبروك يا ولدي . كم هي جميلة عروسك ! وقعت دمعة , ماذا ؟ أنا ابكي و لكن فرحاً . أخيراً سقطت دمعة على خدي أخرجت ما كان بيّ من حزن و ألم . هل كنت احلم أم أتخيل !!! تحركت يدي , أحقا ذلك ؟ يداي تتحركان ... لا اصدق . رفعتهما و أنا اضحك .. نعم اضحك ... مسحت دمعي , كان ندياً رطباً . فرحت كثيراً و فرحت . و فجأة ... سمعت أبنتي صباح تنادي عليّ . أسمعها ... نعم , أسمعها , هي أبنتي صباح . و لكن هل استطيع أن افتح عينيّ و أراها , أم سأرى شبحاً إمامي .... خفت من كل قلبي . ترى هل يعقل ذلك ؟ نعم ابنتي صباح تنادي : ماما ! ... ماما ! لم اصدق ما حدث . حركت يدي و قدمي .. لقد تحركتا ... يا الله . أمسكت الغطاء ... رفعت يدي إلى قلبي ... يدق , نعم , يدق بسرعةٍ ... قلبي ينبض .. نَفسي لقد رجع إليّ ... دمي أحس بهِ و بدفئه ... رأيت حولي هناك جهاز .. و هناك جهاز ... هنا ابنتي ... نعم ابنتي . فتحت عيني منذهلة , حركت فمي الجاف : أين أنا ؟ أجابتني ابنتي : لقد وقعتِ في الطريق . لقد أصبتي بنوبة قلبية كادت أن تقضي عليك من شدتها , لولا رحمة الله بكِ , ثم بوجود الناس الطيبين حولكِ , الذين نقلوكِ إلى هنا للعلاج . لقد كنتِ غائبة عن الوعي طوال بقاءكِ في غرفة العمليات حتى الآن . كنت تتحدثين و تتحدثين ... لم نعرف ما الذي حدث لكي وقتها و لكنك – و الحمد لله – قد عدتِ إلى الحياة من جديد . عندها رفعت عيني و يدي إلى السماء و قلت : سبحان الله و الحمد لله ... الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور. تمت |
الساعة الآن 04:19 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية