منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الروايات المغلقة (https://www.liilas.com/vb3/f836/)
-   -   بين نبضة قلب و أخرى...(N) (https://www.liilas.com/vb3/t191997.html)

أغاني الشتاء 20-12-13 12:00 AM

بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 





نـبــضــات~~~خـلقـت معنـآآآ



مـع أول شهيـق ضــجّ فـي عـروقنـآ...~



مـع أول دقـة (قـلــب) فـي صـدورنـآ...~



و..بآآقيـه إلــى أن تـغـتــالـنــآ...~


♥ ♥ ♥


نبضآآآت تحتضـن القلـب..قبـل الجسـد

بيــن المحــال..و اللآ محـــال

تسيــر نحــو اللآ معـــروف

لتكســـر البشــــر


♥ ♥ ♥


نـبـضـــآآآآآآآت لــن تـغـيــب..؟؟؟
تتـســابـق للـظـهــور للـمــلأ *
تـــريــــد الـبـــوووح *
تـنــادي **
تـصـــــرخ **
تــريـــد الـكـثـيـــر **


♥ ♥ ♥


هـنــا..) حـكــايـات....!!
تـبـدأ بـكـلمــه؟ ..لتنتـهي بـصـمــت
تـبــدأ بـتجــربـه؟ ..لتنتـهي بإنـفـجــار
تـبـدأ بـلعبــه؟ ..لتنتـهي بـمـأســاه
تـبـدأ بهــزه؟ ..لتنتـهي بـزلــزال
بالتأكيد تـبـدأ بنبـضــه؟؟؟ لتنتـهي بــأخـــرى!!!


♥ ♥ ♥


أغـمـضـــوااا أعـيـنـكــم... { لـتعيـشــوهآآ


أقـفـلـــوااا آذانـكم... { لـتسـآآفـروا بـهآآ


تـرنـحــوااا بـعيـداً عنـكــم... { بـهــآآآآآ






أغاني الشتاء 20-12-13 12:01 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 



♥▄ نـبــض مـضـــى ▄♥




قبـــل (40) سـنــه..~



في زمانٍ مضى...
ببساطة أيامه...بعمق مشاعره...و ما حمله من عبق الذكرى...
بيوت تلاصقت...و مشاعر تآلفت..
آمال...و أحلام...و طموحات...و أمنيات...
بعضها خذلت...بعضها تحققت...
و الكثير توارى في القلوب آملاً النسيان...





دخل شاب في منتصف العشرينات من عمره...لتلك الباحة الرملية الواسعة...
التي جمعت...بيت والده...و بيت عمته المطلقه مع بناتها الثلاث...و بيت عمه...الأخ الغير شقيق لوالده و عمته... مع ابنيه...


تسلل لسمعه خربشات خلف شجرة السدر الضخمة كاد يلتفت إليها...
لكنه انشغل عنها ما إن وقعت عيناه على شقيقته المدللـه...تلعب وحدها بالرمل...ليتوجه لها على الفور...


سعود / جواهر! وش تسوين بهالشمس؟


ما إن اقترب منها و رأته...حتى نفضت الرمل من بين يديها...و من ثيابها...
لتقفز و تتعلق به بفرح هاتفةً بإسمه...وهو يضمها إليه بكل حنان...و حب...


هذه الطفلة الصغيرة بالأمس بلغت عامها الرابع...
شقيقته...التي أتت لعائلته كهدية مفاجئه...
فلا أحد علم بإحتمالية وجودها...إلا يوم ولادتها...


ظن الجميع أن والدته وصلت سن اليأس...حتى هي كانت تظن ذلك...متجاهلة إحساسها بأن هناك طفل ما ينمو في أحشائها...
لكنها خجلت من مجرد التلميح بتلك الفكرة...
لكن هذه الفكرة سرعان ما أعلنت رفضها لهذا الكتمان لتخرج للدنيا صارخةً بوجودها...


لكنها فقدت والدتها بعمر السنتين...لتحرم من حنانها...
فيعوضها هو عن كل ما فقدته...


دخل حاملاً إياها...
تاركاً خلف غفلته..عينا عاشقه و قلب يهيم فيه بكتمان...


ليقابل في الداخل...أخواه الأصغر منه...مساعد...و الأصغر سالم...و شقيقته ذات الـ11 عاماً...جميلة...


سعود يضع جواهر في حضنها / لا تخلينها تطلع بالحوش هالوقت..وين أبوي؟؟

جواهر / نوره بنت عمتي تعبت و أبوي و عمتي راحوا يودونها المستشفى

سعود / لا حول و لاقوة إلا بالله..الله يعافيها..أجل روحي نادي موضي و بدريه يتغدون معك لا يجلسون لحالهم بالبيت




♥▓♥▒♥▓♥




توالت الأيام رتيبة...و الأحاسيس كامنة في صدورها...
أو قد يكون ظهر ما يوحي بها...لكنه مازال يحاول تجاوز أسوار اللامبالاة...أو هدمها...





بدأت تتضح له مشاعر إبنة عمته موضي إتجاهه...
و يعلم يقيناً لا شك فيه أنه مجبر على تقبلها يوماً ما...لأن والده لن يرضى بإبعاد بنات أخته عنها...و لا عنه...
لكنه لا يجد بداخله لها...سوى ما يشعر به إتجاه شقيقتيه...
الأخوه...الإهتمام...و الحنان فقط...


لا يعرف ذاك الحب الذي يتحدث عنه صديقه المولع بإبنة عمه...
ذاك الفرح الذي يلوح على وجهه مع ذكر إسمها فقط...
تلك الأنفاس اللاهثة التي تضج من صدره...حين تمر من أمامه...


دائماً كان يظن أن صديقه لابد مصاب في شيء ما بعقله...
حتى ترتبط جميع أفراحه و أحزانه بفتاة...


حتى أصابه اليوم ما أصاب صديقه...
و علم أن الإصابه ليست في العقل...إنما في القلب..!!


كان يرفع يده لمقبض الباب حتى يفتحه ليلج إلى بيتهم...
قبل أن يُفتح الباب فجأه و يقابله وجه فتاة عذب...باكي...


كانت وجنتاها غارقه بالدمع...و أسنانها البيضاء الصغيرة تعض على شفتها السفلى بقلق...
اتسعت عيناها النجلاوتان وهي تستوعب وجوده...
و ارتدت خطوتان للوراء حتى كادت تتعثر بعبائتها الطويلة...لتسدل بيدها البيضاء الرقيقه غطاء وجهها على جمالها العذب...
و هتفت بخوف...و خجل...و صوت مهتز الحروف...ارتجف له قلبه...


/ نوووره تعبانه..و ما فيه غير جميله ادخل لهم بسرعه ببيت عمتك


ما إن انهت كلامها حتى تنحت جانباً...تنتظر منه أن يتحرك...
بالكاد استوعب ما سمعه منها...متجاهلاً تأثير وجهها...و صوتها...و الموقف ككل...
ليستحث خطى سريعة...متوترة...إلى بيت عمته...


و لكن ما جعل قلبه يجاري خطواته بالتخبط...
خطواتها التي احس بها ورائه...


دخل إلى الصاله لتهتف جميله بإسمه مرتاحه...


جميله / سعووود الحمدلله إنك جيت..نوره تعبانه لازم نوديها المستشفى


التفت ليرى بدرية...و جواهر تجلسا باكيتان...


سعود بتوتر / و البنات نتركهم لحالهم؟ وين موضي؟

جميله تتذكر الفتاتين الصغيرتين / راحت مع عمتي و ابوي السوق!


أتاه ذات الصوت المرتجف من ورائه...لتتصلب أطرافه...


/ أنا اجلس معهم



و هذا ما حدث...


أسندتا نوره حتى سيارته التي كان ينتظرهما بالقرب منها...ليهب بسرعة يفتح لهما الباب حين رآهما...
لينطلقا بعد ذلك تاركينها خلفهما...
لكنه كان يحمل صورتها بين ناظريه...و صوتها المرتعش يتردد على مسامعه...



بعد ساعة...و حينما كانت نورة في غرفة الفحص...



سعود / مين البنت اللي تركتي البنات عندها؟ ما أذكر في حارتنا بنت صغيره!

جميله / هاذي جارتنا الجديده من شهر انتقلوا..بيت عبد الرزاق..أكيد شفته؟

سعود / ايه بس سمعت إنه ما يجيه عيال!!

جميله / صح..العنود بنت أخو زوجته..يتيمه مالها غير عمتها اللي تكفلت فيها بعد وفاة أهلها

سعود بشرود / يتيمه! الله يعينها

جميله بإعجاب واضح بصوتها / ما شاء الله عليها هالشيء مو مأثر فيها أبداً..شايله بيت عمتها فوق راسها..حتى عمتها و زوجها هي اللي تخدمهم و مو مقصره فيهم أبداً..ما تشكي و لا تنزل نفسها لأحد..نفسها عزيزه لو شفتها و جلست معها تقول عنها بنت عز مو وحده ياله لاقيه بيت و لقمه تسد جوعها


بدت دقات قلبه وهو يستمع لشقيقته...و كأنها تضرب صدره من قوتها...
تلك فتاة لم يعرف مثلها...بشقيقتيه...و بنات عمته اللاتي يعتمدن عليه بكل شي...





و كانت تلك الصديقة الوحيدة التي امتلكتها أخته...
و الجارة الصغيرة الوحيدة التي تسكن الحارة...
و الوحيدة التي احتلت قلبه...
لتتغير الدنيا بعينيه...و تتغير آماله...وأحلامه...و يرتبط كل صغير و كبير بها...
كيف لا...و هو يرى صدى مشاعره تنعكس فيها...بنظرات تسرقها إليه...بنبرة صوتها حين تلقي عليه كلمتان تسأل بهما عن أخته...




♥▓♥▒♥▓♥




لكن أياً من أحلامه...أو أحلامها لم تتحقق..!!
أيضاً أحلام تلك العاشقة له في الخفاء...





كان يجلس مع عمته مزنه...تلك التي يعتبرها أم ثانية له...و هي تعتبره ابناً لها...و تحبه أكثر من أخويه الآخرين...


مزنه بتردد / يمه سعود..أبوك كان يبي يكلمك في الموضوع..بس أنا طلبته أنا اللي اقولك

سعود / خير يا عمتي قولي اللي تبين

مزنه / أنت تعرف إنك أنت و اخوانك مثل عيالي..الله عوضني أنا و بناتي فيكم عن أبوهم و عن العيال اللي ما قدرت اجيبهم

سعود بموده / و حنا عيالك يا عمتي..و مهما سوينا ماراح نلحق جزاك و اللي سويتيه لنا..بعد وفاة أمي الله يرحمها

مزنه بحزن / الله يرحمها...لو كان الحال غير الحال..والله كان خطبت لك أحلى بنت تشوفها عينك كان دورت اللي تستاهلك و تستاهل غلاك عندي..بس مثل ما أنت ولدي..-تطفر عيناها بالدمع-نوره بعد بنتي و أبي لها أحد اضمن انه يراعيها و يحن عليها و يتحمل تعبها


صمت بصدمه...
الكل كان يظن أنه سيتزوج موضي...
لا يدري لما لم تخطر في باله نوره...
أ لأنها مريضة...؟؟
أم لأنها تكبره بخمس سنوات..؟؟


كان يعلم إستحالة زواجه من العنود...و موضي في انتظاره...
نعم كان يبني معها حلم آيل للسقوط في أي لحظة...
لكنه أراد و بشده أن يعيش أياماً على سراب هذا الحلم...


لذا كان في عرض عمته الزواج من نوره...وقعاً أخف من الزواج بموضي...


نوره فتاة طيبة...متفهمة...حنونة...التعب يشغل أغلب أوقاتها...لينهكها...
بعكس أختها العاشقة له...و التي سوف تطلب ما يقابل هذا الحب و الإهتمام الذي تغرقه به...
لن يغيب عن إحساسها...بروده...و ولعه بغيرها...
لن ترضى بالقليل...لكن نوره سترضى...


سعود بثقه / ما عاش اللي يردك يمه..أنا اللحين اخطبها من أبوي..و اروح لأبوها بعد..و اوعدك يمه ما تشوف ضيم..و لا شي يضايقها


كان صادقاً في هذا الوعد...
فنوره تستحق أن يعاملها بطيب و إحترام...سيغرقها حناناً و رعاية...
مالم يستطع إغراقها حباً...





قلبان تلقى صدمة هذا الخبر بمرار...و وجع...و عظيم صدمة...
و الإثنان تجرعا السكوت قهراً...


لتكمل العنود ما تبقى من حياتها...تحاول قدر الإمكان عدم لمحه في أي مكان...حتى في قلبها...
تناست ذكراه...و ماجمعها به من إحساس عذري لم تعبر عنه بكلمات...أو فعل..
حبهما بدأ و انتهى صفحة بيضاء لم يكتبها شيء...


موضي كان قهرها أكبر...و أعظم...لأنها كانت متيقنه أنه ملك لها...
لذا رفضت أخاه مساعد حين تقدم لها...لن تتزوجه لكي تبقى في ذات البيت مع سعود...الذي أصبح الآن زوج شقيقتها...
لن تتحمل أن ترى خسارتها تعلن أمامها كل يوم...
سترحل لتنسى...
تزوجت بآخر...رغم إعتراضات خالها...و والدتها...لكن عنادها كان أقوى...
لترحل...فاتحة المجال لمساعد ليتزوج هو أيضاً بأخرى من خارج العائلة...




♥▓♥▒♥▓♥




لم تمر سوى خمس سنوات...
لتنتقل نوره إلى رحمة الله...تاركة إياه خلفها...شاب أرمل مع ابن لايبلغ من العمر سوى سنتين...


ليواكب هذا الحدث...سلسلة إختلافات كثيرة...أصبحت موضي تأتي على إثرها كل يومان إلى بيت خالها غاضبة من زوجها...
و الذي كان دائماً يأتي لإسترضائها...و يأخذها مجبورة معه إلى بيته...


ليوقن سعود...أنها ستتطلق قريباً...
و ستكون عثرة أصلب هذه المره في طريق قلبه...و أحلامه...


لكن رحمة ربه به كانت كبيرة...ليأتيه الخلاص على يدي عمته...بدون عناء يتكبده...
هي من أبعدته عن أحلامه سابقاً...لتمهد الطريق سهلاً اليوم له...


مزنه / يمه سعود أنت كفيت و وفيت..و أبد ما قصرت..نوره الله يرحمها ماتت و هي راضيه عليك و تدعي لك..و مثل ما طمنت بالي..أنا بأريحك و اطمن بالك..و بكره إن شاء الله اروح اخطبلك العنود..و اسويلكم زواج كل الناس تتكلم فيه


كبيرة هذه الفرحه على قلبه كي يحتويها...
أن تتحقق تلك الأحلام السرابية...بدون تعب...أو ألم...


مزنه تعلق على صدمته / أنا كنت باتنقى احسن بنت من معارفنا بنت أصل و فصل تليق بغلاك عندي..بس جميله قالت لي إنك من زمان خاطرك بالعنود..و الله يعظم شانك مثل ما عظمت شاني..و رديت هوى نفسك عشان ما تردني


ابتسم بحنان لها...وهو ينهض ليقبّل رأسها...و في قلبه إمتنان بثقل الجبال لها...


سعود / الله يخليك لنا يا عمتي..ما قصرتي يمه





و تطلقت موضي...و لكن بوقت متأخر..!!


فسعود كان قد عقد قرانه سريعاً على العنود...
إحساسه كان أكيداً بطلاقها...و معرفته المسبقه بأحلامها...و رغباتها...جعلته يعجل هذا الزواج بحجة أن ابنه يحتاج لرعاية أم...


استبد بها الغضب...و الكره...و الحقد...
تركته على مضض مجبره من أجل أختها فقط...و لم تنسه يوماً...
كان و مازال الرجل الوحيد الذي يسكن قلبها...و سيظل...


تركت زوجها الطيب...العاشق لها...من أجل ذاك الحب القديم...
لتأتي فتاة بائسه تسرقه منها...
هي تأخذ رجلاً ملكها..!!
تربي ابن أختها..!!


لكن هذه المرة لن تسكت...
رفضت...و غضبت...و صرخت متحججه بمستوى الفتاة المتدني...و أنها لا ترغب أن تكون هي الأم البديلة لإبن اختها...
لكن والدتها وقفت في وجهها...لقد حرمته من فرحته مرة...و لن تخذل تلك الفرحة التي حيت في وجهه مرة أخرى...


لكن موضي لم تقتنع...و لم يخف حقدها ذرة على تلك الدخيلة التي تسكن بينهم...


تفرغت لهما لتفتعل مشاكل يومية...حولت حياة البيت بأكمله...و حياة سعود و العنود خاصة إلى جحيم...


خلافات حاده تحدث بينهما يومياً...تزعزع فيها صبر العنود...و إحتمالها...


تنبذها من بينهم بحجة مستواها المتدني...
تعايرها دوماً بعدم إنجابها للأطفال...و بضرورة زواج سعود من امرأه قادرة أن تجلب أخاً و أخت لإبنه الوحيد...الذي حرصت كثيراً على أن تكون الأقرب له...و تبعده عن العنود...




♥▓♥▒♥▓♥




هُدرت خمس سنوات من حياتها و أياً من تلك المشاكل التي اختلقتها لم تنفعها...
فتجرعت الكره هي فقط...لتبقى بخذلانها وحيده...


بعد زواج شقيقتها الصغرى بدريه بإبن عمها الأصغر سالم...و زواج جميلة و رحيلها مع زوجها...
و إنجاب العنود لطفلها الأول...يتبعه الثاني...فالثالث...





لم يتبقى سواها في بيت والدتها وحيده...
تسمع...و تراقب يومياً ما ترفل به العنود من حب و حنان و فرح...
كانت هي أولى به...


تمر الأيام...و العنود حولها أبنائها الثلاث...و حب سعود...و حماية والدتها...و تعلق جواهر الشديد بها...و هي بعيده عن كل من كان قريباً لها...


لذا بدأت تبحث لها عن جبهة دفاع تستند إليها...
و لم تجد سوى خالها...الوالد الحقيقي الذي عرفت...
بالأخص و هي تتذكر أنه لم يقتنع بزواج سعود من تلك المرأه إلا بعد إقناع والدتها الشديد له...و ترى دائماً كيف يعاملها ببرود...و تباعد...


فبدأت بالمكائد...و الخطط...و التحايل على خالها حتى اصدر قراره...


أبوسعود / بنت عمتك مطلقه و كلام الناس كثير..الحريم قاموا يعايرونها بجلستها في البيت معنا و أنت مو محرم لها..ما أحد بيخطبها و هي من سنين تدخل و تطلع قدامك..أنت أولى فيها


سعود بضيق / يبه بس أنا متزوج و......

أبوسعود يقاطعه / تزوج مره ثانيه أحد قال لك تطلق العنود؟ أنت رجل عندك خير و مو قاصر عليك شي تاخذ ثنتين و أربع بعد


لا ليست هذه الحياة التي يريدها...و أكثر يعلم أن العنود لن تقبل بها...
إنها بالكاد تصبر من أجله على ما تحملها موضي يومياً..من غلط...و إهانات...و مشاكل...


سعود و رأسه مخفض / اعذرني يبه..ما أقدر اتزوجها..مابي اظلمها معي و أنا عارف إني ما اعتبرها إلا أخت لي..إن شاء الله يجيها نصيبها الـ....

أبوسعود بغضب عاصف / تردني يا سعود؟؟


آلمه غضب والده عليه...و لكنه أمل أن يهدأ مع الأيام...ليفهمه...و يستسمحه...
لكن الغضب داخله لم يخمد...و هناك من يغذيه بحطب الكره يومياً...
حتى بات والده لا يتحدث إليه...و يذيق العنود كأساً أثقل من الصد...و الغضب...و الحقران...


عاشا أياماً صعبة...أدت إلى خلافات كبيرة بينهما...
مراراً كان ينام خارج البيت...ليرتاح من كل تلك المشاكل التي اثقلت كاهله...


حتى حدث أمرٌ ما...
أمل من كل قلبه أن يعيد الراحة لباله...و يعم عليهما الهدؤ الذي لم يعرفاه يومـاً...
فصديقه خطب ابنة عمته موضي...و هذا حل سيرضي جميع الأطراف...لأنهم لن يجدوا فيه سبباً يرفضونه من أجله...


لكن هناك طرفاً...لم يرضى به أبداً...
و عندما ايقنت إستحالة أن تكون لسعود...قهرها فرض عليها أن تفرق بينهما...
مادامت لن تعيش السعادة...فستحرمها عليهما أيضاً...


موضي باكية أمامهم جميعاً / كذا يا خالي هاذي آخرتها..أنا اللي كنت اعتبرك أبوي أكثر من أبوي الحقيقي..انذل في بيتك كذا..سعود اللي كان طول عمره سندنا و حمايتنا..عشان يرضي زوجته يروح يدلل علي عند أصدقائه..كأني عاله عليكم

سعود يصرخ بغضب و صدمه مما يسمع / مــوووضي!!!

موضي كاذبة / أنا سمعتها هي اللي قالت لك..و أنت وافقتها عشان تريحها مني


نعم...لقد اشعلت ناراً لا تخمد...
ابسطها الصفعة التي تلقتها العنود من أبيه...


لتتوالى النكبات بعدها...


يعظم الخلاف بينه و بين أبيه...حين كذب موضي بما قالته...


و تعتب عليه عمته أيضاً...لترحل إلى بيت زوجها بعد أن ارجعها له بإصرار من موضي التي رحلت منذ تلك الليله إليه...


لتختم مصائبه...بإصرار العنود على الطلاق...بعد إهانات والده المتكرره لها...
لترحل تاركة إياه مع أبنائها الذين رفض رحيلهم معها...آملاً في ردها عن هذا البعد...
لكنه لم يردعها...




♥▓♥▒♥▓♥




لم يتبقى سواه...و والده...و جواهر...و إبنا عمه الغير شقيق يسكنون تلك المنازل الكبيرة...الخاوية...
ليعيش حياته بعدها...بمرار...و سأم...

مازالت ترفض الرجوع إليه حتى بعد أن استرضاها خلسة من وراء أبيه...
و لا يلومها لرفضها...لأن والده يصرح مراراً بعدم رغبته في رجوعها...و يعيبها حتى أمام أبنائها...





عاد إلى البيت الخالي من الحياة...منذ أن خلا من وجودها...


ليلمح جواهر خارجة من منزل عمة العنود...لا يمر يوماً إلا و هي تزورها...فالعلاقه بينهما علاقة أخت بأخت...أو بالأصح أم و ابنه...
و هذا ما يملأه أملاً أن يحن والده بيوم على العنود...ولو من أجل جواهر فقط...


كان يبتسم بأمل وهو يراها عائدة...لكن إبتسامته انمحت وهو يرى أحد ابنا عمه...و صديقه يسيران خلفها يتكلمان بشيء ما لم يسمعه...و هي تحث خطاها السريعة...الخائفة إلى البيت...


هب غاضباً نحوهما...ليتعاركون على مرأى من جميع الجيران...
فيصل الخبر إلى والده...


أبوسعود بغضب / فضحتنا بين الجيران..أنت صاحي رجال وش كبرك تضرب لك عيال أصغر منك! من يوم راحت عنك هالمره و أنت مو صاحي..اسمع يا تتعدل و....

سعود بقهر / يبه كانوا يمشون وراها! هاذي مو أول مره اشوفه يطالعها

أبوسعود / ما كان يعرف إنها هي..و اسمعني عيال عمك لا تتعرض لهم أنا اعرفهم طول عمرهم ما يرفعون عينهم فينا..و جواهر مالها طلعه من البيت بعد اليوم..هذا اللي أخذناه من هالعنود المشاكل و خراب البيوت و تفريق الأهل


هذا ما أصبح يجنيه من والده...حتى تصرفاته الصحيحه...أصبحت مغلوطه بنظره...


و انقطع الأمل الذي كان يرجوه...
فلم تعد جواهر مطلقاً لزيارة العنود...و انقطعت أخبارها عنه...




♥▓♥▒♥▓♥




مرت السنه عليه صعبة...لا يطيق أحداً...
خاصه بعد أن سمع خبر زواج العنود..و أدرك خسارتها للأبد...


لتسؤ الحياة بينه و بين والده بعد إصراره على زواجه من ابنة تاجر يعرفه...فتصبح الحياة معه مستحيله...


فشارك الذين رحلوا الرحيل...و استقل في بيت لوحده مع أبنائه الصغار...
منبوذاً من أبيه...و عمته...و شقيقاه...
ليتشتت وحيداً عن ذاك السور الذي جمعهم دوماً...




♥▓♥▒♥▓♥




و إن كان ابتعد عنهم بسبب مشكلة...فقد عاد إليهم بعد تلك المصيبة التي حدثت...


ذاك القهر..؟؟
تلك المعاناة...و الوجع..؟؟
كادت أن تكلفه حياته..!!


لتمر أيامه بعد ذلك أمر...و أقسى...و أصعب...
ملونة بالندم...و الوجع...و لوم الضميـر..




♥▓♥▒♥▓♥




نبضات نُسجت في أيام تلك القلوب..

عاشت...و عانت...بُنيت...طُمرت...

لكن هل تنتهي؟؟

هل تنجلي؟؟

:
:

أم ستثور من جديد لترثها قلوب أخرى..؟؟

فتستوطن الصدور...!

و تحكم المشاعر...!


♥▓♥▒♥▓♥







ونبـضــت السنــواااات

أغاني الشتاء 20-12-13 12:02 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..]









♥▄الـنـبـ«1»ــضــة▄♥

:
:
:
:

اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك..
و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك..
و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا..
و متعنا اللهم بأسماعنا و أبصارنا و قواتنا ما أحييتنا..
و اجعله الوارث منا..اجعل ثأرنا على من ظلمنا..و انصرنا على من عادانا...
و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا..و لا تجعل الدنيا أكبر همنا..و لا مبلغ علمنا..و لا الى النار مصيرنا..
و لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا..

صوت شجي بدعوات طاهرة...راح يتسلل لمسامعها...
ففتحت عيناها تغالب نعاسها...تمد يدها لهاتفها النقال...
لتغلق المنبه...

ابعدت الغطاء عنها بهدؤ...و زحفت بركبتيها على السرير حتى تصل للنافذة...التي توسطت الجدار عند آخر سريرها...

لتفتحها...فيتسلل لها نسيم الفجر المنعش...فتستند على الجدار...تتأمل ما حولها بسكون...

لحظات حتى على صوت الآذان خارجاً...
يملأ روحها...و الكون...إيماناً...و طمأنينة...

رددت بهمس خلف المؤذن...و دعت دعاء ما بعد الآذان...
لتدعي بعد ذلك ربها...خير دينها...و دنياها...

زحفت حتى نزلت عن سريرها...و ذهبت لتشعل الأنوار...و تخرج من غرفتها...لتيقظ أخواتها لصلاة الفجر...
فكما اعتادوا...لن يصحوا على أي منبـه...ما لم يروها هي أتت لتيقظهم...


اتجهت أولاً إلى الغرفة المقابلة لغرفتها...و فتحت الباب بهدؤ...
لتتفاجأ أن الغرفة مضائة...و رأتها تجلس على مكتبها مستغرقة في كتابة شيءٍ ما...


صبـح / السلام عليكم و رحمة الله
سلام ترفع رأسها و تتمطى / و عليكم السلام..صباح الخير
صبح بإبتسامه / صباح الورد..شكلك ما نمتي؟؟
سلام بغيض / ايه النذله منال ما قالت لي عن التقرير المطلوب مننا إلا أمس..و سهرت اخلصه
صبح / الله يعينك..(تتقدم لتقف أمامها) خلصتيه؟ ما تبين مساعده؟؟
سلام مازحه / لا لا وش فهمكم يا قسم رياضات بالكيمياء!
ضحكت صبح / أنتي الخسرانه..يله بأروح اصحي البنات و أصلي
سلام تقف معها / حتى أنا بأروح اصلي و القاك في المطبخ






في غرفتهم المعتمة...إلا من نور بسيط يأتي من إضاءة الممر عبر الباب الذي تركته موارباً...

انهت فرضها...و رفعت يديها للسماء...تناجي خالقها...
و تدعوه بصدق...أن يحفظ بناتها العزيزات...من كل شرٍ لا تعرف عنه...
تخاف على تلك الصغيرات...اللاتي لا يجدن سنداً لهن في هذه الدنيا سوى والدهن...
فلـم يكتب لها الله أن ترزق بإبـن يكن عزوة...و حمى لهن...

نهضت من سجادتها و قامت بطيها...و مشت بهدؤ كي لا تزعج زوجها...
الذي بالكاد غط في نومه...بعد أن رجع من صلاة الفجر...إلى أن يحين وقت دوامه...

ما إن خرجت من غرفتها...حتى داعب أنفها ذلك العطر الصباحي الجذاب...رائحة القهوة التي انتشرت في المنزل...
أخذت نفساً عميقاً تستنشقها وابتسمت بحب...
ها هن فتياتها نهضن كالعاده قبلها...ليحضرن القهوة...و الإفطار...كي لا تسبقهن هي لذلك...
اقفلت الباب بلطف...ذاهبه إليهن...

نزلت على الدرج لترى الصالة الشبه مظلمة و قد تسرب إليها بعض النور من النافذة الواسعة التي اخترقتها زرقة السماء الصافية...
مشت في الصالة نحو المطبخ الذي امتدت أنواره على الممر المؤدي له و أصواتهن تصل إليها شيئاً فشيئاً...

دخلت للمطبخ...و رأتهما مشغولتان بتحضير الفطور...

أم صبـح / صباح الخير يا بنات

التفتتا صبح...و سلام...قاطعات حديثهما...و الإبتسامة تنرسم على شفتيهما...لينطقا معـاً...

/ صبـاح النــور

سلام بإهتمام / وش أخبارك اللحين خالتي؟ عسى احسن؟؟
صبـح تقطب جبينها بقلق / ليه؟ وش فيك يمـه؟؟
أم صبـح / لا يمه ما فيني شي..بس أمس ارتفع الضغط شوي..و ما قصرت سلام قاسته لي..لكن اللحين الحمدلله احسن
صبح بإبتسامة قلقة / الحمدلله
أم صبح / أجل وين ضحى و فجر؟ ما صحوا؟؟
سلام / صحيناهم..بس الظاهر رجعوا ينامون بعد ما صلوا..مع إني أشك إن ضحى صحت من الأساس بأروح اتأكد..(التفتت لصبح) انتبهي للشاهي
صبح / إن شاء الله

خرجت من المطبخ و أم صبح تجلس على الكرسي...و عيناها تتبعان سلام...بسعادة...و رضا...

كلما رأتها بهذا الهدؤ...و الطاعة...يخطر في بالها كيف كانت بمراهقتها...
كم مرت عليها من سنوات كرهتها فيها...و تمنت الخلاص منها...
تمنت أن ترحل لتسكن عند والدتها و تريحها...و تريح البيت...من المشاكل اليومية التي كانت تحدث بسببها...

لكن من كان يصدق...أن تلك النار المستعرة في طبعها سوف تخمد...
و تترك عنادها...و كرهها...و غضبها...
لكي تتحول...لهذه الفتاة الهادئة...المحبة...المطيعة...

حمدت ربها...الذي هداها و ألهمها الصبر عليها...فلم تبعدها عنها...
بل على العكس...احتوتها بين فتياتها...
صبرت عليها...و أحبتها...و اهتمت بها أكثر...
حتى صارت اليوم واحدة منهن...بأطباعها...و بمحبتها...و بسكينتها...

أفاقت من سرحانها...على يد صبح التي وضعتها على كتفها...


صبح بقلق / يمه فيك شي؟ حاسه بشي؟
أم صبح / لا يمه ما فيني إلا العافيه..لا تهتمين
صبح برجاء / خليني أغيب اليوم عندك و........
أم صبح تقاطعها / لا ما يحتاج..بعدين أبوك اليوم ما عنده إلا الحصه الثالثه بيروح لها و يرجع هنا



♥▓♥▒♥▓♥



غرفة أنيقة واسعـة...مترفة بالإكسسوار والزينة...مشرقة بألوان الليمون...كإشراقة...و فرح...من تسكنها...
على سريرها...من بين دماها الحبيبة...تنام فتاة تشبههم...فهي كاللعبة...جميلة...صغيرة...مبتسمة...و شقيـة...


دخلت والدتها الغرفة من جديـد...بعـد محاولتان فاشلتان لإيقاضها...ليـومها الدراسـي الأول...في هـذه السنــة...
اقتربت من سريرها...تتأمل جسدهـا الصغيــر...الذي بالكاد تتبينه تحت غطائها الوثير...
و جلست على طرف سريرها بهـدؤ...و رفعت الغطـاء عن وجهها...


لتقابلها إبتسامتها العذبة...و تفتح عينيها الناعستين بشدة من أثر النوم...و تحتضن يدها لتقبلها...و تشدها لصدرها من جديد...و تراها بنظرة متكدرة...آملة أن تقنعها بها...


أم ساري / دامك صاحية ليه ما تقومين من سريرك؟ ما يصير كذا..بتتأخرين على المدرسه؟؟
سُمـو بتثاقل / يمــآآآ فيني نوم..مو لازم أروح اليوم
أم ساري بحزم / صار لك أسبوع غايبه و ما قلت لك شي..اليوم لازم تداومين..كيف بتتعودين على الدوام و أنتي ما رحتي و لا يوم؟ و المسكينه كادي ملت تنتظرك تداومين عشان تداوم!
سُمـو برجـاء / بـس اليوم و خلآص..ما احس إني تهيأت نفسياً !! خلاص بكره..والله بكره اروح
أم ساري تقف/ لا..بتداومين اليوم..و يله قومي لا تخليني ازعل منك
سُمـو ترفع رأسها مرغمة..لتهذر كعادتها / ياااربي يمه..امس احس اني خلصت الامتحانات و نمت و اليوم جايه تصحيني للسنه الجديده..مااادري وين راحت العطله؟؟ يمه وين راااحت العطله؟؟


لم ترد عليها والدتها و خرجت و هي تقفل الباب ورائها منهية أي نقاش...
لترى سمو تلك اللوحة التي علقتها على الباب...و علقت شبيهتها على باب غرفة كادي...قرأت عبارتها بتهكم...(الأولى على الدفعه مو احسن مننا)
كتبتها لتشجيع نفسها و كادي على الإجتهاد في سنتهم الأخيرة في الثانوية...
لكن وعود تلك الليالي الصيفية...بدى من أول يوم مرهقاً القيام بها...


نزلت من سريرها بكسـل...ترفس بقدميها كل ما يواجهها...حتى دخلت إلى الحمام المرفق بغرفتها...


بـعــد..ســـاعــه...~


انتهت من إرتداء زيها المدرسي...و انهت لمساتها الأنيقه على شكلها...و شعرها...
ختاماً...ألقت نظرة رضـى على صورتها المنعكسة أمامها في المرآة...لترسل قبلة في الهواء لإنعكاس صورتها...
قبـل أن تأخذ حقيبتها...و عبائتها... لتخرج من غرفتها...

في الممر...كانت تمشي على مهــل...
قبـل أن تشهق بفـزع...و هي تطير في الهواء...و تبتعد قديمها عن الأرض...

انقلبت شهقتها لضحكة...و هي تضع يدها على كتفه العريضة لتثبت نفسها بعد أن حملها...و يدها الأخرى على صدرها تتحسس نبضها القوي...
انزلت رأسها له...و خصلاتها القصيرة تتأرجح فوق كتفيها لتطل معها عليه...


سُمـو / تميــم!!
تميم بإبتسامته الودودة / صباح النور يا نور الصباح
سُمـو بيدها الأخرى تقرص خده / كان بيكون آخر صبح يا طمطم..أنا لو بأموت ناقصه عمر ترى السبب أنت
تميم بسخرية / إلا أنا على كثر ما اخوف فيك..اشوف قلبك يقوى و لسانك يطول..ما اشوف عليك أي عوارض خوف أو نقص عمر!
سمو / ماشاء اللـه حولي و حواليا


ضحك بمرح صباحي لا يفارقه...و أكمل طريقه يحملها بيد واحدة...و كأنه يحمل ريشة...

هي كانت خفيفة...صغيرة الجسم...بطول معتدل نسبة لسنها...
أما هو فكان...بطول فارع...قوي الجسم...و ضخم البنية...و لكن ليس بسمنة...
جسده يعطيه مظهراً مهيباً...لكن ملامحه الرقيقة...عينيه الضاحكتين...و نظراته الدافئة...
كانت تجعله قريباً من الناس بسرعة...






في غرفة الطعام الواسعة...الأنيقة...جلست الإثنتان على طاولة الطعام الممتدة...الممتلئة...و معظم كراسيها فارغة...

إحداهما كانت تتناول إفطارها بالفعل...لتذهب لعملها...
أما الأخرى فكانت تشاركها الجلوس فقط...فهي لم تعتد أن تتناول إفطارها إلا معه...


التفتتا معاً بإبتسامة...و هما يسمعان صوته العالي يسبق دخوله...
ليدخل...وهو مازال يحملها بذراعه...


تميم / صبـاح الخير على الغاليات
يردون معاً / صباح النور
تميم بعتب مصطنع / مين اللي منكد على العسل و مخليه يصحى وهو ما شبع من نومه؟؟
أم ساري / نزلها تفطر عشان تصحصح قبل موعد المدرسه
تميم مازال يحملها / خليها تفطر على راحتها..تو الناس
سُمـو بدلع / مادري وش فيها أمي علي هاليوم..شكلها بطلت تحبني!
جواهر / أمك معها حق..انتبهي لدراستك..هالسنه ثالث يعني لازم تشدين حيلك..و لا تنزل نسبتك
سُمـو تضرب بكفيها / آآ اللحين عرفت..أنا شامه ريحة محاضراتك يا عمتي بكلام أمي بس ما حبيت اظلمك..لكن أنا قايله السالفه فيها أبله جواهر
جواهر بإبتسامه / عشان مصلحتك يا قلبي..و يله تعالي افطري


انحنى تميم لينزلها...لكنها لم تتقدم للطاولة...


سُمـو / لا بأروح اللحين عشان أمر كـدّويه..و بنفطر بطريقنا..هي لو ما افطرت معي ماراح تفطر في بيتهم


تركتهم...و تميم توجه إلى الطاولة مقابل عمته...ليبدأ إفطاره...
أما والدته...فأخذت هاتفها المحمول...و أجرت إتصالاً سريعا...للخادمه المسنـّة التي ترافق سمو مع السائق..منذ أولى سنوات دراستها...


أم ساري / ألو نينـا......اسمعيني لا تخلين سمـو تطلب قهوة..خليها تطلب عصير..و لا تتأخرون على المدرسه........زين مع السلامه
ضحك تميم / الله يعين هالنينا..سمو من جهه و أنتي من جهه مادري مين بتطيع فيكم؟؟
جواهر / ما عليك أمك متأكده إنها تطيعها هي
تميم / ايه عاد أمي خطيره..مسويه لسمو رقابه عن كثب كل أخبارها توصلها أول بأول..لها الله سلام ما تدرين عنها! أو لا يكون حتى هي حاطه لها جواسيس مخفيين؟؟


تراه والدته بعتب...لترد عمته عنها...


جواهر بإبتسامة محبّة / ما شاء الله عليها سلام كبرت و صارت مره..مو محتاجه رقابه
تميم يضحك / ايـه..سبحان اللي ركدها


انشغل بتناول طعامه...و لم ينتبه للحزن الذي كسى ملامح عمته رغم الإبتسامة التي ما زالت تعلو شفتيها...
ذاك الحزن الذي أصبح جزءً منها...اعتادت عليه...و اعتادوا أن يروه بها منذ سنين...حتى اعتقدوا أنه لمحه من لمحاتها...


لكنها تجاهلت ذاك الحنين العتيق...لطالما دفنته في أعماق روحها بعيداً عن الشعور...
لكي تنخرط في حياتها التي اختارتها...أو اختيرت لها...لم تعد تذكر...
و لا تريد أن تتذكر...و تفتح باباً للشوق لن يجد زائراً يستقبله...و ندماً يرهقها بحثاً عن من تحمله اللوم...


أم ساري / جواهر ما تأخرتي؟؟


أفاقت شاكره من خيالاتها...و رفعت معصمها لترى ساعتها الأنيقة...


جواهر / ايه و الله صادقه..-تلتفت لتميم-..يله تميم خلصت توصلني؟
تميم مازحاً / لو إني ما شبعت..بس واضح إن هاذي تصريفه قويه من الوالده عشان حبيب القلب بيصحى اللحين..و هي ما تبي غيرها يشوفه
أم ساري تتمتم بحب / الله يخليه لنا


ضحك مع عمته...على هذا التصريح الدائم لوالدته...بمحبة والده...و كان سوف يخرج لكنه تذكر شيئاً...


تميم / صح يمه تذكرت..ساري اتصل أمس و قال إنه بيرجع آخر الأسبوع...يقول دق عليك بس ما رديتي
أم ساري / اتصل بعد ما نمت..شفت مكالمه منه يوم صحيت..ربي يجيبه سالم و يريحه أبوك من هالسفرات كل يومين..و الله تعب عليه حتى ما صرنا نشوفه
تميم / قدها و قدود أبوسعود
جواهر بحب / الله يوفقكم كلكم..و يحفظكم سند لأبوكم



♥▓♥▒♥▓♥



خرجتا من البيت معاً...لتتقدم سلام بإستعجال...و تركب الحافلة...و ترمي لهن بسلام سريع...


سلام / صباح الخير يا بنات


لم تهتم إن كانت سمعت الرد...أم لا...لكنها زحفت بسرعة لموقعها آخر المكان...لتمدد ساقيها...بجانب إحدى رفيقاتهن في (النقل)...لتفز تلك من غفوتها...


سلام / بسم الله عليك..كملي كملي نومتك أنا ناويه أنام معك

فرجعت تلك لنومها مبتسمة...و سلام ترمي برأسها على كتفها لتنام هي الأخرى...


كانت رفيقتهما الأخرى...تراقبهما بسخرية...و هي تغلق هاتفها الذي كانت تتحدث به...لتستقبل...صبح...بإبتسامة...و حب...


صبح / السلام عليكم
مـي / و عليكم السلام و الرحمه
صباح / وش أخبارك؟
مـي / تمام..و أنتي؟
صبح / الحمدلله..و النايمه وش أخبارها؟
مي تضحك / مادري من يوم ركبت معها و هي على هالحال
صبح تضحك معها / يا حبي لها حنين من عرفتها ما قد شفتها شبعانه نوم..(و تتلفت بإستدراك) هدى غايبه؟
مي / ايه
صبح بقلق / غريبه أمس دقت علي ما قالت إنها بتغيب..عساه خير إن شاء الله
مي / ما ظنيت..يوم وصلنا آخر شارعهم بنطلع شفت الإسعاف يدخل للشارع و الظاهر كان رايح لهم..ما أدري طلعنا و لا انتبهت
شهقت صبح / لآ يكون أبوها صار فيه شي؟ أمس كانت متضايقه عشانه تعبان!!
مي / الله يستر
صبح تخرج هاتفها / بأدق عليها..إن شاء الله ترد تطمنا


كانت سلام مغمضة عينيها...لكنها على عكس رفيقتها التي بجانبها...تسمع كل ما يدور حولها...
ابتسمت بحب...و هي تفتح عينيها لترى قلق صبح...و تسمع دعواتها لوالد هدى...ذاك الذي لم تعرفه مطلقاً...و لم تعرف إبنته سوى الأسبوع الفائت...فهي طالبة مستجدة...انتقلت معهم في هذه الحافلة منذ بداية السنة...


لكنها...صبح...دائماً ما تجعل من شئون كل من حولها...هماً لها...
طيبة...مخلصة...وفية...حنونة...تمنح حباً صافياً...و إهتماماً دافئاً للكـل...


اغمضت عينيها من جديد...و هي تتذكر نفسها بالماضي...مقارنةً بصبح...
سنوات مراهقتها الصعبة...القاسية...تتذكر أطباعها الثائرة دوماً...
تشتتها بين بيتين...في كلٍ منهما...حياة تختلف كل الإختلاف عن الأخرى...
و هي كانت مضطرة للتنقل هنا...و هناك...مضطرة لأن تتوافق مع كل البيئتين...

حتى ضاعت في المنتصف...و أضاعت نفسها...


في بيت والدتها...كانت الحياة أمتع...أسعد...كل ما تريده مجاب..كل ما ترغب بفعله لا يعارض...كل ما تكرهه لا تفعله...
تغرق بالهدايا...و العطايا بمناسبة...و بلا مناسبة...
تدلل من الكل...من والدتها و جواهر...زوج أمها...و إخوتها الأولاد...

الحياة بينهم...كانت محمسة لفتاة بعمرها...لا تجد من يرفض حتى لجنونها أي طلب...
لا سيما حينما كانت تقص ما تراه في ذاك البيت على مسامع صديقاتها...و بنات الجيران...و ترى الغيرة واضحة في عيونهن...و الإنبهار جلياً بملامحهن...


بينما الحياة في بيت أبيها...كانت مملة...ساكنـة...بين أخواتها المطيعات...الهادئات دوماً...
كانت مقيده بقوانين كثيرة...
لا تلبسي هذا...لا تفعلي ذاك...هذا عيب...هذا غلط...
حتى كرهت ذاك البيت...و كرهت كل من فيه...و تمنت أن ترحل عند والدتها للأبد...


فهي بعقلها ذاك...كانت ترى أن تصرفات والدتها...تدل على حبها...
أما والدها...فبالتأكيد يكرهها...لكي ينكد عليها بهذا الشكل...
دوماً غاضب منها...دوماً يصرخ عليها...و يوبخها...


ابتسمت بحب...و إمتنان...و هي تتذكر صبر زوجة أبيها...و حنانها عليها...
حتى صبح بالرغم من أنها كانت أصغر سناً...لكنها كانت أكبر قلباً...و عقلاً...و حناناً منها...

لم يتركوها بمحنتها تلك...وقفوا بجانبها...اهتموا بها...حتى اصبحت ما هي عليه اليوم...


تعرف أن والدتها تحبها...لذا كانت تقدم لها كل شيء تريده...كل شيء يعوض غيابها عنها...
تريدها سعيدة...راضية...لا ينقصها شيء...و لا يهم سوى هذا...لا يهم كيف يصبح سلوكها بعد ذاك...
فأمها تحرص على سعادتها...هي و أختها...و إخوتها...و بقية الناس لاتهـم...

بعكس زوجة أبيها...التي علمتها أن تهتم للغير أكثر...كيف ينظر الناس لها...و الإنطباع الذي تتركه لديهم إتجاهها...
أن تفكر بأخلاقها...بتصرفاتها...و بالسمعة التي يتحدث الناس عنها بها...


سلام / آآآي


كان ذلك...(مطب)...لم ينتبه له...السائق أبوصالح...فارتجت السيارة بقوة...قطعت سلام من أفكارها...و صحت على إثره...حنين...


حنين بفزع / وووش صآآآر؟


ضحكن...و بدأن بتعليقاتهن الساخرة دوماً عليها...
لكن صبح...لم تشاركهن الضحك...و هي ترى شاشة جوالها بقلق...و تكتب رسالة لهدى...تتمنى أن تطمأنها على حالها حينما تستطيع...



♥▓♥▒♥▓♥



نزلت درجات السلم بهدؤ يعكس الهدؤ الذي يلف المنزل حولها...لتجلس على آخرها...تنتظر إتصال سمو...كي تخرج لها...
سندت رأسها على درابزين السلم...يشخص بصرها للسكون الذي يهيمن على كل زوايا المنزل...

كم تكره الصباح...و هذه الصالة الواسعة...الفارغة...التي تسبح بنور شمس...لا يصلها دفئها...أو نورها...


دوماً تصحـو وحيدة...مكتئبة...ساكنة...
لا يبدأ عالمها...و لا تتنفس روحها...إلا بعد أن تراها أمامها...
لتنسى معها...و مع حيويتها...قيوداً من الأسى...و الحزن...تكبّل قلبها...
فتتحول لإنسانه مشعة...بالفرح و الحياة...لكنها حياة تعكسها من روح سمـو فقط...

لتستمد منها...نبضاً...و روحاً...و حباً...و أملاً...


ابتسمت...و انجلت غيوم الحزن من عينيها...ما إن سمعت النغمة المخصصة لسمو تتصاعد من جوالها...
فنهضت مسرعة...لترتدي عبائتها و تخرج لها...






خرجت إليها تتسابق خطاها فرحاً و حماساً...حتى صعدت جانبها في السيارة...و اقتربت منها لتطبع قبلة على خدها...


كادي / صباح الخير
سمو / صباح الورد و العسل و العطر و الفراشات و العصافير
كادي تضرب كتفها / مـا بغيتي تخلينا نداوم
سمو / يوم أقولك تعالي نامي عندي عشان تصحيني غصب أنتي اللي ما ترضين
كادي بهدؤ / تعرفين إني ما أحب أنام برا البيت و اتركهم لحالهم
سمو / أجل ادفعي ثمن تأخيرنا عن الدراسه أسبوع كامل! أووف الله يعين


و غرقتا بالكلام...و الضحك...و حماسهما لأول يوم...
حتى توقف السائق أمام إحدى محلات القهوة...و بدأت سمو كالعادة تتجادل مع نينا على طلبها...


و كادي تسرح بخيالها في ذات الطريق الذي تترد عليه منذ سنتان مع سمو...
تتأمل السيارات...و المحلات...و الناس...
بالعكس من سمو سعيدة بإنتهاء هذه العطلة...و رجوعهم للمدرسة...و قضاء ساعات النهار فيها...و إنشغالها معظم الوقت الباقي بالدراسة...أو الواجبات...


احست بيد سمو تمتد لها...لتتناول ما تعطيها مبتسمة...
و بعد أن اكمل السائق طريقه و التهت نينا بالطريق...و بالتحدث مع زوجها السائق...
أخذت سمو منها...كوب القهوة لتمد لها عصيرها...كما اعتادت أن تفعل...
و كادي تبتسم لرجوعها لذكرياتهم من جديد...


سمو / يله بنتي حبيبتي..تغذي كويس..عشان ما يقولون إني ما اهتم فيك
ابتسمت كادي بحزن مفاجيء / الله يخليك لي


تلاشت البسمة التي ارتسمت على شفتي سمو...تعرف هذه النبرة الحزينة لكادي...
مالذي أثار من جديد تلك الأحزان التي لا تخمد..؟!


و بعفويتها المتهورة...اقتربت منها أكثر و ضمتها بشده...


كادي مختنقة / سموووي وش فيك؟؟
سمو تشدها أكثر / يااااختي أحببببك..و غلاك بالصبح يتفاعل مع الشمس و يصير اغلى
كادي تبعدها بالقوة / والله عليك اوقات تعترفين فيها بمشاعرك!! عفستيني!


اخذت ترتب نفسها...مدعية الضيق من تصرفها...
لكنها كانت تحاول مغالبة دموعها...
فسمو...تفهمها أكثر من نفسها...تحس بها قبل أن تحس هي بمشاعرها...
كل فرحة في دنيتها سببها سمو...
كل ضحكة لها...كل حماس...كل حياة...
كانت سمو سببه...



♥▓♥▒♥▓♥



صحى من نومه متأخراً...متمللاً كعادته...
اتكأ على مرفقه بكسل...ليمد يده الأخرى للأباجورة التي بجانب السرير...و يشعلها...
ليتسرب منها نور بسيط...ينير غرفته الباردة...المظلمة...مع أن الوقت تجاوز ما بعد الظهر...

لكنه لا يهتم...فنهاره يبدأ في الساعة التي يستيقظ فيها...أياً كان ذاك الوقت...حتى لو كان بمنتصف الليل...


نهض من سريره...ذاهباً ليستحم...لكنه توقف متأملاً نفسه بالمرآة التي أمامه برضا...و كثير من الغرور...
لا تفوته تلك الوسامة الآسرة بملامحه...ذاك الجمال...و الكمال...الذي وهب إياه...
مع مستوى معيشته المرتفع...و مركزاً عين له في شركة والده...و إن كان لا يعمل من أجله كما يجب عليه...


كـل هذا كان سبباً أن يرى من حوله دوماً...هم دون مستواه...
و أن يعتاد على نظرات الإنبهار...و الإعجاب...من كل فتاة يمـر بها...

دوماً الكل يطلب رضاه...و يسعد لقربه...
وهو يزيد بهذا تكبراً و غروراً...و أن يأمر فيطاع...و يتحقق له كل ما يرغب...حتى قبل أن ينطق به...


بعـد نصف ســـاعـة...~


خرج من غرفته...تسبقه كالعادة رائحة عطـره الفـاخرة.. القوية...ليتركها تعبق بالمكان حتى بعد رحيلـه...
بكامل أناقته التي تزيد...منظره كمالاً...و تأثيراً...و بعداً...


أخرج هاتفه المحمول...متجاهلاً كل الأسماء التي تملأه...و التي حتى لا يتذكر وجوهاً لأصحابها...
متوجهاً مباشرة لإسمه...
لم يكن مقرباً منه إلا اثنان فقط...و هذا بالأخص...ابن عمته...و الغريب أن تفكيره و أطباعه لا تشبه أفكاره بشيء...لكن رغم هذا...كان الأقرب له حتى من صديقه الآخـر...


فمع أطباعه الصعبة...و مزاجه المتقلب...و غروره الذي أبعد الكثيرين عنه...
بقي سامي...قريباً منه...يتحمله...و لا يبتعد عنه مهما رأى منه...


سامي / هـلا والله
باسل بإبتسامة نادرة / أهلين..صباح الخير
سامي بضحكة و يرى ساعة يده / صباح! يله حسب توقيتك نجامل و نقول..صباح النور
باسل متجاهلاً سخريته / ويـن تبي نفطر؟
سامي بدهشة مصطنعة / زين بعد تشاورني بالمكان! لكني أفكر اللحين بالغداء..و افطرت من خمس ساعات


تنهد بملل...لا يترك سامي تلك الملاحظات...و إعتراضاته المبطنة...


باسل ببرود / أنا ما أفطرت..و بتفطر معي..ألقاك في الكوفي القريب من جامعتك يا أستاذ..بـاي


كان في هذه الأثناء ينزل الدرج...ما إن وصل إلى الصالة الواسعة و تعداها...
حتى سمع صوت والدته قادماً من المطبخ تتجادل مع إحدى خادماتها...
تغاضى عن وجودها...و خرج من المدخل للفناء الخارجي...


لم يكن يوماً ذاك الإبن المحب...البار بوالديه...أيضاً لم يكن عاقاً...أو جاحداً لهما...
لكنه لا يتحلى بذاك الإهتمام...و العطف...و المراعاة لرضاهم...و السؤال عنهم...
كثيراً ما كان يدخل للمنزل...و يخرج...و بالأيام لا يصادف أياً منهما...و لا يسأل عنهما...
لأنه لم يهتم يومـاً...إلا لشخص واحد فقط...هو بــاسـل...



♥▓♥▒♥▓♥



خـارج أرض الوطن...بعيداً بأميال عن حرارة صحراوية اعتاد جسده عليها...كما تبعد برودة قلبه زمناً عن تلك المشاعر التي طالما استوطنت دفئه...


كان في جناحه الفندقي الفاخر...وحيداً...هادئاً...
مازال يرتدي بيجامته السوداء...و يقف أمام النافذة الواسعة المفتوحة يستنشق الهواء البارد...
جسده الطويل يميل وهو يستند بكتفه على حافة النافذة المفتوحة...و يرتشف كوباً من القهوة الثقيلة التي فاحت رائحتها القوية في أرجاء المكان...لتزيل عنه آثار نوم استفاق منه لتوه...
كان يراقب بعينين نصف مفتوحتين الشوارع...و السيارات...و يتابع روؤس الماره بسيرها...و لكن فكره أبعد ما يكون عن ما يراه...


أنهى بالأمس إجتماعاً ناجحاً...
و بعد ساعتان سوف يوقع العقد...ليتبقى له إجتماعان خلال هذه الأيام...يبصم عشراً أنه سوف يتمها بنجاح...ليعود إلى الشركة...بإنجاز عظيم يعرف أنه سوف يبهر والده...
و يجعله يستحق مركزه الجديد كمدير تنفيذي للشركة بجدارة...لتكون هذه أيضاً دفعةً أخرى منه للشركة...لتتقدم نحو الأفضل...


إذا توقف الأمر على عقله...و تفكيره...فهو بالتأكيد يحسن التدبير متى أراد...و يضمن بالألف النجاح...
إذن لما حين تعلق الأمر في القلب...وجد الفشل مزمن لمشاعره..؟؟


أغمض عينيه...و تنهيده عميقة لطالما حاول أن يكبتها...تصدر من أعماق قلبه...
وهو يتذكر تلك الزهرة الحمراء...المخملية...
التي زرعها في قلبه...و التي طالما سقاها حباً لا ينضب...تلك التي لم ينزف شعوره إلا لها...
زرعها في داخله سنوات ليحصدها أخيراً...بُعداً...و رفضاً..!!


آآه كم اشتاق...و تاق إلى لحظة يضمها فيها إلى بيته...و قلبه...حتى احترقت عواطفه من زفرات الرفض...و الأسى...و الغضب...
لتستحيل إلى شوك و لهب...يدمي...و يلهب أنفاسه مع كل شهيق...حتى اضرمت النار في قلبه...ليلفظها مع آخر رمق له...
و يزهق أي شذى لذكرى عبقت بروحه عنها...


نعـم...لقد انتهى من الإنسياق وراء ذلك السراب...
لا وجود لها منذ سنوات حتى في أحلامه...
لقد كفكف خيبته...و زفـر حنينه...و عــاش بعدها بلا قلب...


هي اختارت أن تموت في قلبه...و تميتـه معها...
فلن تحيى به من جديد..و لـن يحيى بعدها...


هذا كان مجرد ماضي...
فقد انتهت منذ زمن بعيد لحظات ضعفه...
لكل وقت إحساس...
و هو أنهى ذاك الوقت...و تلك الأحاسيس...



♥▓♥▒♥▓♥



فـي نهــاية اليــوم..~



عـاد إلى المنزل في وقت متأخر...يتوق لسريره...و ينكد عليه خاطراً...أنه يجب عليه النهوض مبكراً بعد هذه السهرة الطويلـة و المفاجأة...التي أصـر عليها...بـاسل...


لكنه ما إن دخل إلى المنزل...حتى جذب مسامعه صوت التلفاز يتعالى من الصاله...التي مازالت أنوارها مشتعلة...
ليبتسم بهدؤ..وهو يتوجه إليها...
كيف نسيها..؟؟
بالتأكيد هي لن تنام حتى تراه قد عاد إلى المنزل...
و تسأل إن كان تناول عشائه أم لا؟؟
و إن كان يريد شيئاً؟؟
و بأي ساعه سيصحو في الغد؟؟
و هل تجهز له الفطور أم كالعادة سيخرج مستعجلاً و لن يكفيه الوقت ليتناوله؟؟


دائماً تردد ذات الأسئله...ليكن جوابه...
لا لا يريد أي شيء...


لا يرغب أن يحملها أي مسئولية مازالت صغيرة عليها...يريدها أن تركز على دراستها و لا تشغل بالها بالبيت...و به...
فهناك الخدم حين يحتاج لأي شي...فلما تتعب نفسها بكل شيء..؟؟


دخل إلى الصاله...وهو يراها تجلس على إحدى الكنبات...ترفع قدميها عن الأرض و تسند على ركبتيها دفتراً أزرقاً صغيراً...استغرقت في الكتابة على صفحاته بشرود...
حتى إنها لم تشعر بوقوفه بجانبها للحظات...

التفتت لا إرادياً...بعد أن احست بظلاله الذي انعكس عليها...لتفز قليلاً و ترفع رأسها لتراه... فتقفل دفترها و تضعه بجانبها...


كادي بعتب / ســـامي! حرام عليك من وين طلعت؟؟
سامي يبتسم لها بعطف / صار لي وقت واقف..و لا حسيتي فيني
كادي / امم تعشيت؟
سامي / ايه..
كادي ترى ساعتها / الوقت متأخر..و أنت بكره عندك محاضره بدري؟ وين كنت؟؟
سامي يرمي بنفسه على الكنبه بجانبها / كنت سهران عند باسل
كادي تكح بغثيان مصطنع / أووه ياربي..مادري كيف تتحمل و لد خالك هذا!
سامي بعتب / ترى ما أرضى عليه
كادي تبتسم له / الله يعينك على ما بلاك

سامي يمد يده ليأخذ الريموت...و يقفل ما تشاهده...أو لم تشاهده...

سامي يقف / يله نامي..الوقت تأخر..-و يكمل بعتب-كم مره اقولك لا تنتظريني يمكن اتأخر و أنتي اللحين وراك دراسه
كادي تقف معه / ما فيني نوم..نمت الظهر..يعني عادي لو سهرت شوي


يكمل في نفسه...وهو يصعد معها الدرج...و يده ترتاح على رأسها الصغير...(ولو ما نمتي يعني ما كنتي بتنتظرين؟ ادري إن لو فيك نوم الدنيا بتعاندينه وتنتظرين)



♥▓♥▒♥▓♥



تلكـ كانت أولى النبضـات..تحـوي بعـض قلوبهـم النـابضة..
فـي نبضـات قـادمة...سنتـعــرف عليهـم أكثــر
و نتـعرف على قلـوب أخــرى...سـوف تشـاركهـم النبــض...~



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღبإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ




أغاني الشتاء 20-12-13 12:12 AM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 


♥▄الـنـبـ«2»ــضــة▄♥

:
:
:

يـوم الـجمـعـــة...~


نزلت الدرج بمهل...و كسل... و هي تمد ذراعيها أمامها و تتثائب...فقد نهضت بوقت متأخر...بعد سهرتها المتأخرة مع ضحى...
ما إن وصلت لآخره...حتى قفزت أمامها فجر بإبتسامتها المتحمسة...


فجر / سلام..صباح الخير
سلام تبتسم لتك الملامح المبتسمة / صباح الورد يا حلوه
فجر / ليه متأخره؟ ما أفطرتي معنا..فاتك خلتني صبح أنا اللي اسوي البيض
سلام تقف لتكلمها مداعبة / ربي راحمني ما صحيت
فجر بإستنكار / واللـه حلووو......امم سلام
سلام / يا نعم
فجر / صح اليوم خطبة بنت جيراننا شوق؟؟


جلست سلام على آخر عتبات الدرج...تعلم أن هذا السؤال يتبعه عدة أسئله...حتى ترضي فجر فضولها...


سلام / ايه صح
فجر / صبح بتقول لأمي اروح معكم عندها..قوليلها معها
سلام / و لا يهمك بعد واسطة صبح ما فيه أي واسطه..أكيد خالتي بترضى
فجر / آآ طيب...صح أنتي أكبر من شوق و صبح؟؟
سلام / ايه
فجر / ليه ما انخطبتي قبلها؟
سلام تضحك / نصيبي للحين ما جاء
فجر بعدم اقتناع / بس أنتي دائماً يخطبونك و ما ترضين!
سلام تعقد حاجبيها / و أنتي وش لك بهالسوالف! خليك بعمرك و لا تسوين فيها خطابه


نظرات عدم رضا صوبتها لها قبل أن تغادرها...لتقف سلام تتابع جسدها الصغير يبتعد...و هي تفكر بما قالته...
خطابها كثر...لكن كان هناك دائماً سبب في كل شخص لترفضه...
لكن الأخير لم تجد فيه سبباً يدعو للرفض...و مع ذلك رفضته...

حقاً لم رفضت يوسف؟؟ بالرغم من أنها من السهل أن تحبه و ........


نفضت أفكار لا جدوى منها بعد ما فات وقتها...
و توجهت إلى المطبخ تجذبها رائحة الغداء الشهية الذي بالتأكيد تحضره صبح...


سلام / يآآآه الريحه جوعتني و أنا مو ناقصه
ضحى تفز و تلتفت إليها / بسم الله! الناس تسلم


التفتت لها صبح التي كانت تطل في الفرن...و سلام تتقدم لتصب لها كوباً من الماء...و تجلس على الكرسي...بجانب ضحى...

سلام / صباح و مساء الخير عليكم
صبح / مساء النور
سلام تلتفت لضحى / ما شاء الله..وش صحاك بدري و حنا ما نمنا إلا بعد الفجر؟
ضحى / والله ما أبي أقولك عشان ما تضحكين علي! بس يله خليني اكسب فيك أجر تضحكين عشان تصحصحين احسن من هالعيون النايمه


ابتسمت صبح...و تحمست سلام لسماع ما سوف يضحكها...
فالمواقف التي تقع فيها ضحى بسبب خجلها...و خوفها...و برائتها...دوماً ما تكون مضحكه لها...


سلام / يله ضحكيني عليك..أنا عارفه إنك مفهيه من زمان بس وش آخر إنتاجاتك؟
ضحى تتذكر بغيض / قمت الساعه سبع فاااازه على بالي اليوم دراسه و معصبه لأنكم ما صحيتوني و البس مريولي و آخذ شنطتي و طيراااان على تحت


سلام تضحك...و تكمل لها صبح...


صبح / لو بس شفتي شكلها و هي داخله علينا الصاله و هي مفزوعه..ضحك عليها أبوي لين دمعت عيونه
سلام تضحك / يوم اقولكم هالبنت إذا ما أحد مشاها ما تتحرك و لا تفكر من حالها ما تصدقون
ضحى / وش دراني؟ حلمت بالمراجعه اللي علينا و فزيت ماستوعبت شي
سلام / مساكين يا ثالث حتى بالأحلام تلاحقكم الدراسه
ضحى بتهور / لا والله!! مادري مين اللي من الخوف عادت ثالث مره ثانيه و........


قطعت كلامها بعد ماانتبهت للنظره الحادة التي وجهتها لها صبح...
و سلام تخبو عن ملامحها تلك الضحكة التي كانت تملأها منذ لحظات...ليخيم السكون عليهم فجأه...


سلام تغير الموضوع / ......وش هالغداء؟ مين عازمين؟؟
صبح / أنا قلت لشوق يرتاحون..و غداهم اليوم علي..أكيد مشغوله بالتجهيز للخطبه فقلت اريحهم من الغداء


جذبت صبح أفكار سلام بالحديث عن شوق و خطبتها...و ماذا سيفعلن حين يذهبن لها...
و ضحى ما زالت ساكنه بعد تهور ما قالت...
تعلم أن سلام لا تحب أن تتذكر الماضي أبداً...حتى أنها ألغته من ذكرياتهم جميعاً...
و تذكر كيف عانت تلك السنة التي تركت فيها الدراسة...و كيف كانت تمرض...و تبكي كل ليلة بلا سبب...
كان من المفروض أن تتخرج من الجامعة العام الماضي...لكنها الآن في سنتها الأخيرة...
تسبق صبح بسنة واحده فقط...لإعادتها لتلك السنة...


تذكرتها في الأيام التي سبقت تلك السنة...

كم كانت تكرهها...نعم في طفولتها كرهتها جداً...
فهي لا تحمل أي ذكرى جيده لهما معاً...
فقد كانت سلام عصبية...مغرورة...متسلطة...بعيدة عنهم...تكرههم و تحب إخوتها من أمها فقط...
كانت دائماً تسخر منها...تضربها...تبتليها هي بما تفعل من مشاكل...

لكن بعد معاناتها تلك الأيام...رق قلب ضحى عليها...و اصبحت تشفق على حالها...
حتى حثتها صبح على التقرب منها من جديد بعد أن كانت علاقتهما...و كلامهما منقطعان بالرغم من عيشهما في بيت واحد...

و من تلك الأيام اكتسبت معها علاقة جديدة...
ليس هذا فقط...بل اكتسبت أختاً جديدة...


إذا كانت سلام تكره تذكر الماضي...و كيف كانت فيه...
فهي أيضا تكره ذكرياتها معها تلك الأيام...و لا تحب أن تتذكرها...



♥▓♥▒♥▓♥



في وسط الشوارع المزدحمة...كـان يقود سيارته الفارهة بسرعته الجنونية و كأن الطريق ملكه وحده...
مغلقـاً زجاج نوافذها الداكن...يرفع درجة التكييف حتى اثلجت أصابعه...و صوت الموسيقى يخرج من جهاز التشغيل صـاخباً...ليكمـل إنعزاله عن العالم الخارجي من حـوله...


انعطف بسيارته...للحي الذي يسكن فيه ابن عمته...و اتصل ليخبره أنه اصبح قريباً من منزله الآن لكي يخرج له...

وصل لمنزله...و توقف أمامه...ينتظر خروجـه...

و مرت لحظــات...

تملل سريعاً كعادته...لا يطيق إنتظار أي شخص...و ما إن أخرج هاتفه المحمول لكي يتصل لإستعجاله...رآه يخرج...و تنهد بإرتيـاح...

صعد سامي لجانبه مبتسماً...

سامي / مساء الخير
باسل بتكشيره / هذا و أنا قايل لك إني في الطريق
سامي / الله و أكبر عليك..تراها عشر دقايق اللي تأخرتها..مادري مين اللي خلاني أمس انتظره ساعه و آخرتها ما جاء
باسل ببرود / إيه أنا اتأخر..بس ما انتظر


صرف انتباهه للطريق أمامه...و سامي ضحك و لم يعلق على الموضوع...
لا يعرف متى سوف يتخلى باسل عن هذه الأطباع التي تبعده عن كل من حوله...
و لا تترك بجانبه...إلا من يرافقه لمصلحه...


يتمنى لو يستطيع أن يحدثه بهذا الشأن...و لكنه متأكد أنه لن يتقبل حتى الحديث و إنتقاد أطباعه...
كل ما سوف يجره عليه ذلك...هو خلاف بينهما...
يجعل باسل يخسره حتى هو...وهو لا يريد ذلك...لا يريد أن يتركه لوحده...


سامي / يآخي قصّر للصوت..مو مستغني عن آذاني أنا
باسل يتأفف و يمد يده ليخفض الصوت / إن شاء الله يا حضرة الأستاذ....-لوى فمه بضيق- اللحين ضروري نروح لمزرعة هذا
سامي بعتب / اسمه علي..و الرجل مع إنك عمرك ما عبرته..ما قصّر كل ما شافني سأل عنك و أصر علي اعزمك..والله تفشلت و أنا اطلع له حجج تصدق و ما تصدق
باسل و نظره على الطريق / ما يعجبني مجلسه..و لا الناس اللي فيه..ليه ما قلت له يخلينا اليوم لحالنا مو يضف لنا من هب و دب
سامي يتنهد بملل / عازمنا و تبيني اتشرط عليه مين يجي و مين يروح!
باسل / خلاص أجل ماراح نطول..ساعه و بعدها نطلع
سامي / يصيـر خير
باسل يلتفت له رافعا حاجباً معترضاً / كيف يعني يصير خير! بنطلع بعد ساعه أو ما نروح؟
سامي بملل / خلاص نطلع بعد ساعه..أهم شي تروح


أوقف سيارته في محطة البنزين...ليشير للعامل بإشمئزاز و عجل أن يملأ السياره بالوقود..و يقفل نافذته...


سامي / وش أخبار طارق؟
باسل يعبث بمسجل السيارة / مادري من يومين ما كلمني
سامي / أذكر عنده سفره للشغل..وش صار فيها؟
باسل / ما سألته..وهو ما قال شي
سامي / والمهندس وش أخباره؟ لا تقول بعد حتى أخوك ما تدري عنه؟
باسل يبتسم بإستكبار / لا شفته تميم أمس..مر علي بمكتبي في الشركه..مثل عادته مزعج..و كلامه كثير و كله على الفاضي
سامي بمحبه / والله مشتاق لسوالفه..لازم نطلع لنا طلعه معه هو و ساري
باسل بلا إهتمام / نشـوف


أتى العامل ليأخذ الأجر...و فتح باسل نصف نافذته...و بإهمال مد له النقود...لكنها تساقطت على الأرض...

نظر له العامل بإستنكار...و إعتراض...

باسل بقرف / وش تطالع؟ إن شاءالله تبيني انزل ألمهن لك..خذ فلوسك بس


و أقفل نافذته...و انطلق بسيارته...

سامي بإستنكار / باسل الله يهديك وش اللي سويته؟؟
باسل يتأفف / وش سويت بعد؟
سامي / يعني مو قادر تقول كلمه تعتذر فيها عن اللي صار و....
باسل يقاطعه بغضب / هذا اللي ناقص! لو مزعلك أوقف السياره و انزل طبطب عليه


سـاد الصمت بعد ما أنهى جملته...لم يكمل سامي عتبه...لأنه لن يجد أي صدى لدى باسل...
أما باسل فأحس بالندم...لحدته على سامي...و أراد أن يقول أي شي...ليقطع هذا الصامت...
لا يريد أن يأخذ بخاطره...لا يريده أن يغضب منه...أن يبتعد عنه...
لأنه متأكد إن فعل ذلك...فسوف يخسره لأنه لن يعتذر منه...و لـن يطلب منه الصفح...


باسل بتمويه / نسيت وين مزرعة علي..دلني على الطريق
سامي بإبتسامة فهم قصده / زين ادخل اللفه اللي على اليمين



♥▓♥▒♥▓♥



انهت إرتداء ملابسها لتتأمل نفسها مطولاً...تنوره أنيقة...مع بلوزة رقيقة...بألوان هادية...بسيطة...
لتخرج عليهن...و تنظر إليهن بترقب...


شوق / وش رايكم؟
صبح / ما شاء الله..حلو
شوق تقف أمام المرآة..لتنظر لنفسها مجدداً / أكيـد؟؟
ضحى / لا تخافين بيطير عقله و يملك بكره و يتزوج بعده


ضحكت بحرج...و هي تركز إهتمامها على المرآة من جديد...لتتأمل شكلها...
اليوم خطبتها لصديق أخاها...و سيراها أحمد الرؤية الشرعية...و هي تريد أن تظهر بمظهر أنيق...هاديء...يعطيها الثقة بنفسها...

أقرب الجيران لها...كانوا بنات جابر...الأخوات الأربع كن لها هي و شقيقتها مثل الأخوات الحقيقيات...
و اليوم اجتمعن عندها...لمساعدتها...و مشاركتها الفرحة...


شوق / فجر حبيبتي..روحي قولي لسلام تجي..لازم اتأكد منها عن شكلي
ضحى بغضب مصطنع / ما ملينا عينك أنا و أختي؟؟
شوق بإعتذار / لا..كلكم خير بس سلام تعرف تقنعني و تطمني أكثر..و بعد أبيها تحط لي الميك أب
صبح تقف / اجلسي يا فجر أنا بأروح أساعد خالتي و رهف في المطبخ و ارسل لكم سلام
شوق بإمتنان / مشكوووره يا قلبي


تركتهن صبح مبتسمة...و هي تستمع لإحتجاجات شوق التي كثرت اليوم بشكل ملحوظ...على كل شي...






نزلت للطابق الأول...و عبرت الصاله بوجل...و سرعة...و هي تتوجه إلى المطبخ...
فهي تعلم أن شقيقهن...و والدهن في المنزل...و تخشى مصادفة أحداً منهما...قد يدخلان هنا...لأنه من المتوقع أنها هي و أخواتها يجلسن مع شوق في غرفتها...
لكن رهف لا يعتمد عليها وحدها في المطبخ...و ترتيب الضيافة لذا نزلت سلام لمساعدتها...و هاهي الآن ستأخذ مكانها...

تنفست بإرتياح و هي تدخل راكضة إلى المطبخ...


صبح / السلام عليكم
/ و عليكم السلام و الرحمه
صبح / سلام مطلوبه حالاً عند شوق
سلام بإهتمام / خلصت لبسها؟
صبح / ايه


ذهبت إليها على الفور...لكي يتسنى لها الوقت...لتزيينها...قبل أن يصل و يطلب رؤيتها...

كانت تمر في الصالة...حين انفتح باب المدخل القريب منها بسرعة مفاجئة...
لتتجمد خطوتها...و أنفاسها...و عيناها تتسعان بصدمة...و هي ترى نفسها...وجهاً لوجه معه...

شهقت بذعر و هي ترفع كلتا يديها لتغطي بهما وجهها...و تتجمد أطرافها عن أي حركة...

ثواني قلة...و سمعت الباب يرد بقوة...

وقفت متصلبة...قبل أن تتمالك نفسها فتركض مسرعة إلى الدرج...


لكن ما إن احست أنها ابتعدت عنه...حتى وقفت لاهثة...و قلبها يتخبط داخل صدرها...
رفعت يديها المرتجفتان لتضغط بهما على خديها اللذان كانا يحترقان من الخجل...
احست بالحرج...و الضيق...يكبر في صدرها مما جعل عيناها تدمعان...
تذكرت نظرته المصدومة أيضاً...كانت لحظه قبل أن تغطي وجهها عنه...

عرفته...إنه يوسف شقيقهن...لا يوجد لهن غيره...
حتى لو كان هناك غيره...فهي ستعرفه أيضاً...
كثيراً ما يصادف وقت خروجهن إلى الجامعة وقت خروجه...
كثيراً ما سمعت من رفيقات (النقل) تعليقات على وقوفه...و نظرات متوارية منه إليهم...
كثيراً ما كان يوصلها مع شقيقاته لسوق ما...أو زيارة ما...
لكنها لم تهتم به بشكل خاص...و جدي أبداً...
بالأخص بعد ما رفضته...أو بالأصح رفضته والدتها لأنه بحسب مستوى والدتها فهي ترغب لها بالأفضل...

بسرعه نفضت كل ما حدث...و قطعت تلك الأفكار...و هي تتنفس بعمق...لتهديء نفسها...
حتى عادت لطبيعتها...و حاولت رسم إبتسامة على وجهها...لتدخل بها على الفتيات...


ما باله اليوم...يتردد على ذهنها بقوه..؟؟






هو كان للآن...يقف عند الباب ممسكاً بمقبضه بشدة...يترآى في خياله منظرها الذي ارتسم من ثواني خلت أمامه...

بالرغم من طوله...إلا أن نظرها كان مساوي له...
كانت طويلة...بملامح أنيقة...و نظرة لها تأثير المخدر على الحواس...


تمتم مبتسماً / ســلام؟!!


كان متأكداً أنها هي...ترائت له ملامحاً لها يذكرها بمراهقتها المبكرة...
و ذاك الطول الذي يميزها في الحي بأكمله...الكبار قبل الصغار...يدعونها بـ(الطويلة)


تغيرت منذ آخر مرة رآها بصدفة لم تعلمها...زادت جاذبية...و عذوبة...
تلك الصدفة التي عززت شعوره إتجاهها...وهو يسمع عنها يومياً من أخواته...
هذا ما جعله يخطبها...ليصدم بالرفض...و تنتهي أحلامه بها قبل أن تبدأ...
لكنها بقيت طيفاً جميلاً...عذباً...يعبر كثيراً بداخل أفكاره كلما رآها...

و هاهي من مجرد لمحة...تعود لتزرع بداخله حلم أن يملكها من جديد...(من سنتين قالت إنها ماتبي تتزوج بهالوقت؟ معقول تغير رايها اللحين لو اخطبها؟؟)


لكنه رفض مرة...
و يخشى من الرفض ثانيةً...
للرفض منها طعمٌ مر...لا يطيق تجرعه مرةً أخرى...



♥▓♥▒♥▓♥



كان ينزل الدرجات...متمتماً بألحان عذبه...ينوي الخروج...لكنه دخل إلى الصالة بعد ما سمع أصواتهن قادمه منها...

تميم / مسـاكم غلا يالغوالي
جواهر + أم ساري / مساء الخير
تميم / ليه لحالكم؟ وين البنات؟
أم ساري / سمو راحت عند كادي..و سلام ما جات هالخميس عشان خطبة بنت جيرانهم
تميم / أجل مين اللي له صوت قبل شوي في غرفة ساري؟؟
أم ساري / أنا و الخدامه كنا نرتبها و ندخنها
تميم يصطنع الدهشه/ اللحين يوم عرفتي إن ساري بيرجع بكره قمتي بنفسك ترتبين غرفته..و تدخنينها..و أنا يوم أسافر و ارجع ما عبرتيني..جيت لقيت غرفتي كلها غبار..و سريري نايمه فيه عنكبوته هي وبناتها بعد!
أم ساري/ لا تكذب..يوم درينا إنك بترجع سلام و سمو بنفسهم رتبوا لك غرفتك
تميم/ آهـا شفتي..قلتيها بنفسك سمو و سلام اللي فكروا مو أنتي
أم ساري/ ما عندك سالفه..بعدين ساري سفراته شغل و تعب مو مثلك سياحه و لعب
تميم يتصنع الحزن/ طبعاً بكرك الغالي ساري..و آخر عيالك الدلوع باسل..راحت علي أنا اللي بالوسط
جواهر ضاحكه/ اللحين يوم صار عمرك ثلاثين..توك بتتعقد
تميم/ لا أنا متعقد من زمان..بس كل هالسنين انتظر أمي تحس من حالها..بس يوم شفتها ما حست قلت اعترف لها
أم ساري بجديه/ أنا ما عمري قصرت عليكم كلكم بشيء..ولو قصرت بيوم سدت مكاني جواهر
تميم بحب/ أنا اشهد..مين يحصل له أمين..كل أم احسن من الثانيه....بس ولو عندي إحتجاج ثاني اللحين طرأ علي يوم هيضتوا مشاعري
أم ساري/ وش عندك بعـد؟؟
تميم/ حتى ما زوجتوني..لين تزوجون ساري
ام ساري/ عاد بهاذي كذبت..أنت بس قول و أنا من بكره اخطب لك
تميم متراجعاً/ لااا أنا قلبي هواوي للأبد
أم ساري تتنهد / الله يصلحك
تميم يضحك و عينه على هاتفه / يله هذا تركي يدق..توصون على شي؟
جواهر تضحك / من البر عاد؟؟
تميم يقف / ايه سحليه؟ ضب؟
جواهر / ايه لو تجيب لنا وحده نصحي فيها سمو..عشان تفز على الوقت
تميم / ما طلبتي يا عمتي
أم ساري / مو تصدق عاد!


غادرهما ضاحكاً...وخرج من المنزل...ليغادر مع أحد أصدقائه في سيارته...


تميم يصعد بجانبه / مساء الخير يااا تريّك
تركي ينطلق بالسياره / ياخي ما تعرف تدلع لا تدلعني!
تميم بإستنكار مصطنع / وش أحلى من تريّك يا تريّــك
تركي / ذوق بعير وش أقولك؟؟ الناس تقول ترووك تركان
تميم بقرف / زوجتك أنا! يوم تبي تتدلع هالدلع ليه ما وافقت يزوجونك أهلك؟؟
تركي يمط شفتيه / أبوي يبي اخطب من بنات عمي..و أمي تبي اخطب من بنات خواتها
تميم يبتسم / و أنت أي الفريقين تشجع؟؟
تركي / امحق..لا هذا و لا هذا..يآخي أبي اتزوج أوروبيه..أبي احسن النسل..أنت ما شفت خشتي ما شفت خشش عيال عمي و عيال خوالي..بالله هذا انتاج نكرره
ضحك تميم عالياً / والله ربي اللي رحمهن منك..و من أذيتك.....مين بنمر عليه يروح معنا؟
تركي / الخوالد
تميم / عاد بالله حنا نعرف نصادق أحد! يعني خالدين و مشيناها لكن ثلاثه..الواحد إذا جاء ينادي واحد منهم التفتم كلهم!
تركي / ما قصرت فيه فارزهم لنا..أبو سكسوكه و أبو لحيه و بدون ههههه



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تسمعها و هي تتحدث عن إحساسها لحظة دخلت المجلس ليراها...شعور الخجل...و الارتباك...الذي سيطر عليها و هي تجلس أمامه...و أمام أخاها...

أعادت عليهم دخولها و خروجها الذي لم يدم سوى بضع دقائق...مرات عدة...و في كل مرة تكتشف شعوراً...أو توجساً من كلمة سمعتها...أو نظرة لمحتها...
و هي و ضحى تضحكان...و سلام و صبح يحاولن طمئنتها...

رهف ساخرة / ضحى تكفين اضربيها بشي..شكلها علقت..تبدأ و تنتهي بهالسالفه؟؟
ضحى تتصنع العتب / خليها تعيد للحين ما حفظت و أشك إن الأسئله اللي بتكتبها لنا اللحين صعبه..خلينا نركز

ضحكتا معاً...لتلتفت إليهما شوق بغضب...و ترفع يديها للأعلى...

شوق / أشوفكم يوم خطبتكم إن شاء الله ماسكتكم التأتأه و الفأفأه و بعد تتكعبلون و تطيحون
رهف تكمل حالمه / في حضنه إن شاء الله..(تكمل ضاحكه) بس يكون يوسف مو معنا

ضحكن معاً عليها...و ضحى للآن تبحلق بعينيها خوفاً من الدعوة...لتقفز جانبها...تمسك يدها برجاء...

ضحى / شوووق استغفري..استغفري تكفيــــــن


لم تستغفر...و ضحى تحايلها...حتى نطقتها مجبرة لترتاح من ضجيجها...

كانت تراهم و تنقل نظرها إلى هاتف سلام الذي بيدها...لترسل لها منه تلك الصور التي اعجبتها ...
لكن ما رأته جذب كل اهتمامها عنهن...لتسرح بشاشة الجوال أمامها بإنبهار...
نظراتها حالمة...و قلبها يخفق بقوة لتلك النظرة التي يصوبها لها...
عينان آسرتان بشدة...و فم جميل...و ملامح منحوتة بدقة...و تلك النظرة المتكاسلة...المستخفة...

بأي حق يمتلك رجل مثل هذه الوسامة المفرطة..؟؟

أطلقت تنهيده حالمه...جعلتهن يلتفتن عليها مستغربات...

ضحى / وش عندك؟ شوي و تذوبين؟؟
رهف تلتفت لسلام / سلام جيتكم خطابه..المهر علي..و البيت علي..بس أبي اتزوجه
سلام ضاحكه / مين؟؟
ضحى / وووجع صدق ما تستحين! مين هذا؟؟
رهف تحتضن الجوال لتبعده عنها / لاااا أخاف تطمعين فيه..عاد سلام تقربك أنتي منه ..طبعاً أختها أولى!!
سلام ضاحكه / أكيد باسل
رهف بحماس / هذا باسل؟؟ أخوك؟؟ أنا أقول من وين جايبه الحلى؟
سلام بإعتراض / لا حبيبتي حلاي جايبته من أمي..(تضحك)و إلا باسل على قولة كادي..مثل القطاوه حلو بالصور بس
رهف بإعتراض / ترى صدقتي! هو أحلى منك
ضحى / اععع باسل المغرور..كرهته من سواليف سلام عنه..اشبعي فيه


شوق تمد يدها لتسحب الهاتف منها...


شوق / وين هاللي ازعجتونا فيه؟؟

صمتت لحظة...لتنتقل بين صوره...و ترفع رأسها للبنات بندم مصطنع...

شوق مازحه / أوووف يا شين العجلّـه! ما يمديني اهون

ضحكن البنات...

صبح / الله يخلي لك أحمد..و يجمع ربي قلوبكم على محبته وتلتقون على طاعته ويوثق اللهم رابطتكم على خير ويديم ودكم لبعض نعم المولي ونعم النصير


توشحن الفتيات الصمت بعد ضحكهن...ليسمعن منها هذه الدعوة الصادقة...لتتقدم إليها شوق...و تضمها بحب...


شوق / و يلوموني فيك؟ عسى ربي يخليك لي..يا أم لسان عسل(تكمل بخجل) حببتيني بأحمد و أنا مو مقصره



♥▓♥▒♥▓♥



فوق تلك الكثبان الرملية...هبت نسمات عذبة عليلة تداعب أجسامهم فتملأها حيوية و هناء...بعيداً عن حر المدينة اللاهب...
تعالت ضحكاتهم...و أصواتهم...و صرخاتهم الحماسية...تقطع سكون الصحراء الصامتة الممتدة بظلمتها حولهم...

جلسوا جماعات متفرقة كلاً بما يشغله...فوق تلك البسط التي افترشوها...و بعضهم يتنافس هناك حول الشبكة التي نصبوها لكرة الطائرة...


نهض من مكانه...بعد أن انتهت لعبة (البالوت) بين عشاقها كالعاده...بمشاجرة كلامية حادة...لا يريد أن يكون طرفاً فيها...
تقدم ليرى أين صارت عملية الشواء بعدما احس بمطالبة معدته بما يملأ فراغها...ليرى أحدهم يقطع السلطة على مهل...و ثلاثة منهم اجتمعوا عند الشواء...


تميم / اللحين كثرتكم على الفاضي..يا ناااس جوعاان يله عطوني أي شي..يسكت هالعصافير اللي تحتج ببطني!
تركي/ الله يستر عاد تميم و جاع..وش يشبعك أنت؟
خالد/ إلا على كثر ما تطالب بهالعشاء..ما تلاحظ إنك ما سويت شي
تميم بصدمه مصطنعه/ ماااسويت شي!! أنا اللي اقترحت الطلعه
خالد/ لا كثر الله خيرك..تصدق لو ما قلت كنا ما نعرف إن البر ينطلع فيه
تميم/ يا ناس أنا جوعان..يعني البطاريه طااافيه(اقترب من تركي) يله خلاص يكفي..حرام عليك احس النار اوجعته
تركي/ يعني لا تركته بيرتاح..بيتقطع بأسنانك
تميم / لا تخاف مأثث له المعده بيستقر و يرتاح
تركي / تميم لا توقف على راسي..و إلا بأعطيك شغله تزينها
تميم يبتعد / لا أبداً أبداً..ما اتدخل في طبخ الشيف تركي..مواهبي الضئيله ما تسمح لي


و ابتعد عن الجمع...ليصعد ذاك التل الرملي القريب منهم...تغوص قدميه الحافيتين بالتراب البارد...و عيناه تمتدان على إمتداد الظلام أمامه...ليشدو بصوته العذب عالياً...

احب البر والمزيون.... واحب البدو والاوطان
واحبك قبل لا يدرون.... هلي واهلك ولا الجيران
واحب العذري المخزون.... بمجرى الدم والشريان
واحبك والمحبة عون.... محـب عــاشق ولهــان


/ بميـن هالمره؟


التفت مبتسماً بعد أن وصله صوته...ليجده يصعد التل ليتبعه...
صديقه الأقرب...و رفيق سنوات الدراسة...و الغربة...و كاتم الأسرار...ليقف حتى يصل إليه...


طلال/ ها فيه شي جديد؟
تميم يبتسم و عيناه تطوفان بالظلام الممتد/ لا
طلال بشك/ مو عوايدك!!
تميم/ والله القلب شاغر..لو بغى يحب ماراح ارده..بامسكه بيدي و اعطيه اللي يبيها
طلال/ هههه بس انا مابي وحده تآخذ القلب..أنا أبي لك وحده تآخذك كلك للقفص الذهبي



♥▓♥▒♥▓♥



بعـد منتصـف الليـل..~


سمعت صوت خطواته الخفيفة...الهادئة...وسط سكون الصالة الواسعة...
بالرغم من تأخر الوقت إلا أنها لم تستطيع النوم حتى تراه...
لا يعقل أن تعلم أنه عاد اليوم من سفره رأساً إلى الشركة و تنام قبل أن تراه و تطمأن عليه...


خرجت أمام مدخل الصالة...لتراه يصعد أولى عتبات الدرج أمامها...و لم يلفته نور الصالة المضاء...


أم ساري / حمدالله على السلامه

بالكاد شعرت به يفز و يلتفت بسرعه إليها...ليملأ وجهه المرهق...الفرحة و الحب...

تقدم منها مبتسماً بشوق تحكيه عيناه ولو أنه لا يبينه...
انحنى ليسلم عليها...و يقبل رأسها...لكنها أخذته بين ذراعيها لتضمه للحظات بشدة...


ساري بمودة / وش أخبارك يالغاليه؟
أم ساري بعتب / الغاليه اللي رايح لها كل هالوقت و ما كلفت على نفسك تمر تسلم على أمك!
ساري يبتسم معتذراً / ما فيه أغلى منك يا أم ساري..عسى الله يخليك لي دوم سالمه و بخير
أم ساري / اللحين تجي من المطار على طول للشركه؟ لا تمر تسلم و لا ترتاح؟؟
ساري بجديه تلازمه / والله كان عندي شغل ضروري اسويه اليوم..و إجتماع ما يتأجل
أم ساري / وش أخبارك يمه؟ ليه شكلك تعبان؟؟
ساري / بخير ما فيني شي..بس إرهاق من السفر..أنام و بكره إجازه ارتاح و تلقيني مثل الحصان
أم ساري / الله يعطيك العافيه يمه


أخذ يدها ليدخل معها للصاله...و يجلس قريباً منها...


ساري يلتفت حوله / ما فيه أحد مشتاق لي غيرك الظاهر؟
أم ساري / لا والله جواهر و سمو من ساعه بس ناموا بعد ما أيسوا إنك تجي
ساري / و أنتي يمه الله يهديك وش مسهرك لهالوقت! كان نمتي و.....
أم ساري تقاطعه / ما يجيني نوم و أنا ما شفتك
ساري / لو دقيتي علي كان جيت لك على طول بعد ما طلعت من الشركه..أنا يوم شفت الوقت تأخر قلت أكيد نايمين مريت على الشباب اسلم عليهم قبل انشغل و انساهم
أم ساري / ما عليه المهم إنك بخير..و ريح عمرك الشغل ما يخلص..و أنا بعد سهرتك و أنت تعبان روح يمه نام و ارتاح
ساري يقف / و أنتي بعد نامي باقي وقت على صلاة الفجر..(انحنى يقبل رأسها) تصبحين على خير
أم ساري / و أنت من أهل الخير


تركها ليصعد لأعلى...و هي تتبعه بعينين محبتين و قلب يدعو له بالأفضل...

كان الوحيد الذي تخلت عن ما ترغب...من أجل ما يرغب هو...
ضحت براحتها...و أحلامها به...و كبريائها...من أجل تحقيق ما يريد...
كانت ترغب براحته...و سعادته...مهما كان ما سيكلفها ذلك...
رضت...و تنازلت...و سعت...لكي لا تكسر بخاطره...
لكن أبى الغير إلا أن يكسرها فيه...



♥▓♥▒♥▓♥



فـي الـغــــد..(يوم السبت)..~



كعادتهم نهاية كل أسبوع...يأتون للغداء في بيت خالها الأكبر...ليتغدى والدها معهم و يغادر سريعاً إلى عمله في المستشفى و الذي يشغل أغلب وقته...
و تبقى هي و سامي حتى المساء...

كانت تقف بالقرب من النافذة...التي أسدلت عليها الستارة...لكنها أبعدتها قليلاً...و أخذت تراقبهم و تنقل ما يحدث لسمو...التي جلست تحل تلك المسائل التي سطرتها لها...لكي تتأكد من فهمها لما شرحته لها...


كادي تضحك / تحفه هالتركي صديق تميم..حركاته تضحك
سمو ترفع رأسها / هو أحنا حنحب و ألا إيه؟؟
كادي تجاريها / أيه حبيته روحي اخطبيه لي..مو أنتي ولية أمري
سمو / بس كذا! ما طلبتي
كادي تلتفت لها بإستدراك / سمسم مو تصدقين؟ مو بعيده عليك تروحين تقولين لتميم!
سمو تضحك / لا تخافين..توي ما مليت منك عشان أزوجك.._نظرت لها بخبث_بعدين أفكر اتزوج أنا و أنتي....
كادي تكمل كلامها / بنفس اليوم؟
سمو / لا بنفس الشخص
كادي تضحك / تتخيلين؟


و رجعت تراقب من النافذة...جزء من الباحة الخلفيه للمنزل...و التي كانت مخصصة لكرة السلة...
سعيدة برؤية أخيها و حماسه...تضحك مع كل ضحكة له...لا تراه كثيراً بتلك الضحكة العالية...و الراحة...
فدوماً ملامحه هادئة...حزينة...ساكنة...


كادي / اللي معهم هذا مو طارق صديق اللي ما يتسماش؟
سمو مستغرقة في حلها / ايه..يقولون فيه
كادي / أجل ليه هو مو معهم؟؟
سمو / تبين باسل يطلع يلعب بهالحر؟؟
كادي / الله يعينه على نفسه..و يعينك عليه..و يعين أكثر أخوي حبيبي على مقابلته..امم و يعين طارق بعد
سمو تتصنع الحزم / أقول أنتي هالشباك لف عقلك ساعه عند تركي و ساعه عند طارق..نزلي الستاره يا بنت و استحي
كادي تنزل الستاره / وش اسوي فيك..كل هذا تحلين؟؟ أنا أبي افهم عقلك وين يروح و المعلمه تشرح..؟
سمو بسخرية / ما صرت استوعب إلا من صوتك..و شرحك الغبي
كادي بغرور تمثيلي / وش اسوي احاول اوصل لمستولى ذكائك المنخفض
سمو تدعي الحزن / الله على المذله..كل هذا عشانك تفهمين أكثر مني؟؟ خلاص ببدلك و اروح لسلام تشرح لي..و.....
كادي تقاطعها / أنتي إذا تكلمتي ما تسكتين..يله كملي حل...و أنا ملييييت منك بأروح عند خالتي جواهر لحد ما تخلصين
سمو ترفع حاجبيها بمكر / ما تقدرين..باسل في الصاله اللي فوق يشوف التي في
كادي / أووف يوم أقولك أخوك هذا يغث
سمو / احسن..ليه أنتي تطلعين تسولفين و دافنتني هنا بهالكيمياء..تتوحد فيني المركبات...يله تعالي شوفي هالإبداع اللي أنا سويته



♥▓♥▒♥▓♥



في المســاء..~


اليوم مر عليه طويلاً...بدون عمل يشغله و يلهي تفكيره يجد كل شيء مملاً...و مجهداً...يستنزف من طاقته أكثر مما يستنزفه العمل...
كان يجلس بين أهله...كما كان يفعل منذ سنوات...لكنه نسي كيف يرتاح بتلك الاجتماعات...
لم يعد نفس الشخص...و لا تسكنه تلك الفرحة...و الراحة...


مرت الأيام وهو يجتهد في عمله...لكي يثبت للكل...أنه يستحق مركزه الجديد في الشركة...
و الأهم أن يثبت لنفسه أن ساري القديم قد ولى من غير رجعة...
حتى ادمن جريان الأفكار...و الحسابات في عقله...و أصبح لا يرتاح و لا يهنأ إلا بها...


وقع خطوات قادم من الردهة...جعل الجميع بمن فيهم هو...يلتفت بإستغراب ليرى القادم...
لترتسم البسمة على شفتيه وهو يراها...


سلام / حمدالله على السلامه
ساري يقف / الله يسلمك..أنا قلت ماراح أشوفك هالأسبوع
سلام تبتسم بحب..و احتضنته بلهفه و شوق / ما يطاوعني قلبي..تركت مذاكرتي لكويز بكره و جيت اشوفك


لا يعلم لما يفتقده كل من في البيت وهو لم يعد يستحق هذا...
أن يفتقدوا تميم في سفره أمر طبيعي لأنه أكثرهم بقاء في المنزل أكثرهم قرباً من أخواته...أكثرهم بهجة و مرحاً...و مراعاة للغير...
لكن هو أصبح على الدوام مشغول بعمله...لا يراهم كثيراً...و إن اجتمع بهم كان الصمت و الجديه يخيمان عليه...لتثقل عليهم...
لكن ربما يشفع له ماضيه معهم عن كل هذا...ربما يكون هذا الحب نتيجه لما كان عليه في السابق...


عاد ليجلس وهو يراها تتجه لتميم...الذي وقف و احتضنها...و بتعليقه الدائم على طولها...


تميم / وش تآكلين أنتي؟ اول مره أشوف وحده تطول بأسبوع!
سلام تريه قدمها / لابسه كعب
تميم بإستهزاء / و ليه الكعب..عأساس مقصرّه بالطول
جواهر / قول لا إله إلا اللـه

ضحكت سلام و هي تنحني لتطبع قبلة على خد باسل...تعلم أنه لن يتكلف الوقوف من أجل السلام عليها كعادته دوماً...


سلام / وش أخبارك؟
باسل / تمام..و أنتي؟
سلام / الحمدلله بخير

ذهبت لتجلس بين جواهر و سمو...بعد أن سلمت عليهما أيضاً...

سلام / وين أمي و عمي؟
تميم / الشيبان رايحين يجددون الحب..عازمها على العشاء


ضحكت سلام...و هي تفكر بإعجاب...و غبطة...بحب عمها لوالدتها...
حب لم يخف...أو يختفي مع مرور السنين...
بل على العكس تألق بمرورها...و تزين بالمودة...و الإحترام...
راقبت اخوانها في حديثهم...لا باسل و ترفعه و غروره...
و لا حتى تميم بلامبالاته...و مرحه الدائم...
ورثوا ذاك العشق العميق...و رومانسية والدهم الرائعة...و إهتمامه الدافيء...
فقط ساري...من تجلت فيه تلك الرومانسية...يوماً ما...
لكنها لا ترى الآن أي أثر لها...فجديته و برودته...ألغت كل المشاعر التي كانت تسيّره...


انقطعت أفكارها بخروج ساري السريع عنهم...


ساري / يله عن اذنكم..فيه كم شغله بأشوفها قبل العشاء
جواهر / خذ راحتك يمه

تبعه باسل أيضاً...و لكن بصمت...

جواهر / وش أخبار الخطبه؟
سلام مبتسمه / الحمدلله
جواهر / الله يتمم لها على خير
تميم / عقبالك سلالم
سلام / بعدك إن شاء الله
جواهر / لا إن شاء الله عساك ما تنتظرين اخوانك
تميم / أفــا ليه كذا يا عمتي؟؟
جواهر / كلكم ما فيكم رجى..ساري ما أحد يتجرأ يفتح معه طاري الزواج حتى أمك و أنت لاغي الفكره من راسك
تميم / خلاص عندكم باسل زوجوه
جواهر / و أخوك هذا عاد وين نلقى اللي تعجبه؟
سمو مفكره / يآآآ عاد تخيلوا باسل مين بيتزوج..أكيد اللي بتعجبه وحده مغروره مثله! اخونا ياله نتحمله و مو دائماً بعد..كيف نتحملها هي؟؟
سلام تضحك / تحملتيها أو لا ماراح يآخذ رآينا
سمو / إن شاء الله ما يتزوج أجل..تدرين لو ما جيتي كنت قايله لتميم يجيبني عندك بكره..ودي اشوف البنات
سلام / تعالي أي يوم حتى ضحى تسأل عنك
سمو / ليه ما دقت علي؟ عطيها رقمي
سلام / مالقيتي إلا ضحى! تستحي
سمو / خلاص أنا آخذ رقمها منك و ادق عليها اشوف أخبارها مع ثالث
تميم / أنتي تطمني على حالك اول قبل تتطمنين على الناس..والله أشك إنك بتروحين فيها هالسنه و المسكينه كادي بتروح وراك بعد بتجرين معك ضحايا ثانيه!
سمو / لا لاتخاف على ضحى محصنه نفسها كويس عندها أختين وحده قسم رياضيات و حده كيمياء يعني دروس خاصه على المستريح
تميم / أنا أقول صايره سنعه على غير العاده و بتزورين خوات سلام أثاريك مخططه لبعيد
سمو تجاريه كاذبه / ايه و ابشرك عند كادي جارتين وحده مدرسة فيزياء و الثانيه انقلش..وش رايك فيني؟
تميم يقف / لا ما ينخاف عليك أخت أخوك..حسافة دعوتي لك بصلاة الجمعه..يله أنا اترككم معزوم..سلالم بتباتين هنا؟
سلام / لا قلت لأبوي بس بأسلم على ساري و ارجع
تميم / خلاص بعد العشاء دقي ذكريني فيك عشان ارجعك


بعد أن غادرهم...تكلمت جواهر بعد شرودها من لحظات...


جواهر / إلا يوسف أخو شوق..تزوج؟
سلام متفاجأه / هاه..آآ لا
سمو تضحك / أحلى عمتي من وين تعرفين اسمه؟ أنا ناسيته؟؟
جواهر / هم أقرب جيران لسلام دايم تطريهم


صمتت سلام مرتبكة...و لا تعلم مالسبب...
توترت من مجرد ذكر اسمه...و كأن الكل يعلم بتلك الصدفة التي رأته فيها...(لكن ليه سالت عنه؟ تذكرت يوم يخطبني!)

بالتأكيد لم تنسى...فجواهر...
كانت قد اقتنعت به...و لم تشارك والدتها برفضه...
لكنها تنفست الصعداء و جواهر تخرج عنهم بعدما أتاها إتصال من عملها...و لم تكمل الحديث عنه...


لكن عدوى الحديث عن يوسف...يبدو أنها اصابت الكل...


سمو / آآ يوسف هذا مو هو اللي كان خاطبك؟
سلام بصدمه / و أنتي كيف عرفتي؟
سمو / لك وجه بعد تعترفين إنك ما قلتي لي..على الأقل اعتذري..برري
سلام ببرود / السالفه ما تمت عشان تعرفين
سمو / مو ضروري لين تتم..المفروض تآخذين رأيي
سلام / تكفييين و أنتي من وين تعرفينه عشان آخذ رأيك فيه؟........بس صح أنتي كيف عرفتي؟
سمو / امم مع إحترامي لنفسي بس استرقت السمع مصادفه على أمي و عمتي
سلام تضحك / و من ذيك الأيام و توك تعترفين؟؟
سمو / ايه من سنتين كنت صغيره..عيب اتكلم بهالأشياء لكن اللحين كبرت
سلام بهدؤ / ما فيه شي تتكلمين عنه..الموضوع خلص بوقته
سمو ترفع حاجبيها مشككه / أكيد؟
سلام بإستغراب / ايه...ليه..؟
سمو ترفع اصبعها بوجهها بإتهام / ليه تلون وجهك و ارتبكتي يوم قالت عمتي اسمه
سلام بتوتر مما بان عليها و لاحظته سمو / أنا؟؟!
سمو بتأكيد / ايه_قفزت من مكانها لتجلس بجانبها_ قولي لي وش يطلع هذا يوسف؟ حلو؟ وش رأيك فيه؟ ليه للحين ما تزوج دامه كان ناوي على هالشي؟؟
سلام تضرب يدها الممسكه بها / و أنا وش يعرفني ليه ما تزوج؟ داخله قلبه؟؟
سمو بخبث / والله شكلك داخله و مثبته..ياااعيني الولد عنس بعد ما رفضتيه حرام عليك
سلام تنفض يدها من يد سمو / أقول قومي عني
سمو تسحبها / لاااا خلاص نغير السؤال للي بعده..كيف شكله يوسف؟ و لا تقولين لي ما عمرك شفتيه؟
سلام تتهرب منها..و من الحديث عنه / أنتي فاضيه؟ ما وراك شي..روحي ذاكري احسن
سمو بتهديد / ترى والله اسأل ضحى
سلام بعصبيه / أنتي وش تبين فيه؟ وش طاري عليكم كلكم هاليوم تسألون عنه؟؟
سمو تخفي ضحكة / يأختي نسولف يمكن يعجبني و اخطط عليه..يله قولي كيف شكله؟؟ طويل؟؟
سلام بإستسلام / ايه
سمو / ملامحه كيف؟؟
سلام تتذكر و بعد صمت / ما عليه..فيه وسامه..يعني كيف اقولك؟_تسترسل كلامها و هي لا تشعر_ يمكن لو شفتيه كذا تقولين عادي بس لو كنتي تعرفين إنه يوسف باللي تعرفينه عنه تشوفين فيه شي ثاني..يعني طبعه الحلو و الهادي و طيبته تـ......


قطعت كلامها الذي استرسلت به بدون قصد...لتلتفت لصمت سمو...و ترى نظرتها الحالمة...و رموشها التي ترفرفها برومانسية...


سمو تحثها بلطف ساخر / كملي..كملي يا عيوني..طلعي مكنونات قلبك عبري عن مشاعرك أنا ما وراي شي اسمع للصبح و احبه معك بعد
سلام تضربها / أنتي اللي سألتي؟
سمو بتشكيك / أنا اللي سألت! شكلك ما صدقتي أحد يعطيك مجال
سلام تقف / أنا الغلطانه اللي معبرتك
سمو تشدها لتجلس / لاااا تكفين..خلاص اتوب أنا اللي سألت..بس قولي لي ليه أمي ما وافقت عليه؟؟
سلام تتأفف من إصرارها / تقول تبي لي الأحسن
سمو / و يوسف وش عيوبه؟
سلام / تبي واحد مستواه المادي احسن..يعني حسيتها تبي هي اللي تختار لي واحد من معارفها هي..مو أبوي
سمو بخيبه / آآه..زين أنتي وش رديتي عليهم فيه؟ وش قال أبوك؟؟
سلام / ما يعرف..ما أحد عرف بهالشيء إلا أمي و عمتي جواهر و صبح..هو قال لشوق تآخذ رأيي لو وافقت تقدم رسمي..و أنا قلت لها إني ما أفكر في الزواج ذاك الوقت
سمو / زين ما تعرفين ليه ما تزوج مع إنه كان ناوي؟؟
سلام بتفكير / لا.. عمري ما فكرت بهالشي؟


شردت بأفكارها إليه...و لملامحه التي ارتسمت قريباً منها بالأمس...لنظرته...و نظراته التي يسرقها لها دوماً...و التي كانت تتجاهل تفسيرها لنفسها...لتتزايد دقات قلبها...(معقوله للحين يفكر فيني؟؟)



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ

أغاني الشتاء 20-12-13 12:14 AM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 


♥▄الـنـبـ«3»ــضــة▄♥

:
:
:

اجتمعن في الصالة بعد أن غادرهما والدهما و فجر للنوم...
كانت ضحى و سلام مشغولتان بما تستذكرانه من دروسهما للغد...بينما صبح جلست بالقرب من والدتها يتحدثان بخفوت كي لا تزعجانهما...

تعالت نغمة هاتف ضحى...لتأخذه و تعقد حاجبيها بإستغراب...فتضغط زر إيقاف الصوت...و تعود لكتابها مجدداً...

صبح / مين؟
ضحى بلامبالاة / رقم غريب..ما أعرفه
سلام تتذكر..لترفع رأسها عن مايشغلها / يمكن سمو..أنا عطيتها رقمك و قالت إنها بتدق تشوف أخبارك..عطيني الجوال اشوف الرقم

مدته لها ضحى بإستغراب...لتأخذ سلام هاتفها...و ترجعه لها بعد أن تأكدت من الرقم...

سلام / ايه رقمها..عاد مالقت تدق إلا هالوقت! والله هالبنت ما عندها حسن توقيت
ضحى بإستغراب / ليه تدق؟
سلام / بتشوف أخبارك مع ثالث
صبح مبتسمة / ما تقصر..فيها الخير الله يوفقهم جميع
ضحى بضيق / استحي اكلمها..ما اعرفها! من متى ما شفناها من سنين
أم صبح / عيب عليك..البنت بتسأل عنك و عن أخبارك..و انتي ما رديتي عليها..يله كلميها
ضحى / يمه استحي والله مادري وش أقول لها
أم صبح / وش تستحين منه! بنت بسنك..اللي يهمك يهمها..و بسنه وحده..يعني كأنها وحده من صديقاتك
ضحى / ايه بس............

انقطع كلامها...حين تصاعدت نغمات هاتفها من جديد...برقم سمو...

أم صبح / يله ردي عليها
ضحى تتركهم / زين

تبعتها أم صبح بنظراتها حتى اختفت داخل أحد الغرف...

أم صبح / الله يعين هالبنت على هالحياء اللي فيها!
سلام تضحك / أما ضحى أحياناً تبالغ.. تذكرت يوم تتعب و اروح معها..كل ماسألها الدكتور عن اللي يوجعها سكتت و رديت أنا..لين زهقته و قال هو من فيكم العيان أنتي و إلا هي
صبح / بالعكس حياء ضحى حلو..و إن شاء الله ماراح يضرها بشي..الرسول صلى الله عليه و سلم
/ و عليه الصلاة و السلام
صبح تكمل / (الحياء لا يأتي إلا بخير )






عادت إليهم ضحى بعد دقائق...

سلام / غريبه! سمو خلصت قرقتها بدري!
ضحى / سمعت أحد يناديها..و قالت إنها بتدق بكره تكمل سواليفها

مع أن سمو لمحت أنها ستتحدث مع ضحى...قبل أن يتحدثا عن يوسف...
لكنها تعلم ان فضول سمو عنه...ازداد...و تخشى أن يكون لسانها الفلتان قد زل بشيء عنه...
فتلك الفتاة نادراً ما تفكر قبل أن تتكلم...

سلام / وش قالت لك الخبله؟
ضحى / سلمت..و سولفنا شوي عن الدراسه بعدين سكرت_ترى ساعة الحائط_يووو الساعه صارت وحده..بأروح أنام عسى اشبع نوم و أنا مانمت الظهر...تصبحون على خير
/ تلقين خير

و قبل أن تذهب...توجهت لوالدتها لتقبل رأسها...و تجلس بجانبها...كعادتها إن فعلت ما يغضبها...أو لم تفعل...

ضحى / يمه مسامحتني؟
أم صبح مبتسمة / ايه مسامحتك_تلتفت إلى صبح بعد أن غادرتهن ضحى_سلام و جالسه تذاكر اللي عندها..و أنتي يا صبح وش مسهرك؟ ليه ما تنامين..أنا بأجلس عند سلام لين تخلص
صبح بمودة / لا دامكم سهرانين بأسهر معكم..سلوومه وش رايك بعصير ليمون و نعناع
سلام تبتسم / من يدينك..أكيد ماراح أقول لا..ما يرد الكريم إلا اللئيم



♥▓♥▒♥▓♥



فـي الغـد..(يـوم الأحــد)..~


انعكس الحال بلحظة...من تركيزهن...و سكونهن...و الصمت الذي خيم عليهن طوال الحصة...
إلى صخب...و حركة...و إزعاج...فور خروج المعلمة من الفصل...


وسط فوضى زميلاتها...و أصواتهن العالية...و ضحكاتهن...
كانت تجلس في مقعدها...وحدها...ساكنة...على غير عادتها...
خدها يتوسد كفها المقبوضة...و أفكارها تغادر المكان...لتلك الغالية التي تفتقد جلوسها بجانبها...


سجى / ياااربي على هالفيلم الهندي اللي تسوينه كل ما غابت كادي..يا أختي وش حادك تجين غيبي
سمو تمط شفتها بحزن / أبي القى عذر عشان اروح لها المغرب..اسوي نفسي اشرح لها اللي فات عليها
أميره / لاااا ما أصدق إنك أنتي تدورين سبب عشان تروحين لكادي؟
سمو بشرود / اليوم غير



♥▓♥▒♥▓♥



/ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..الحمدلله الذي جعلنا نسلك طريقاً نلتمس به علماً و تعلماً بالنور براقاً و الصلاة و السلام على رسولنا الحبيب و معلمنا الأول محمد صلى الله عليه و سلم....أما بعد يسعدني أن اجتمع بكم اليوم لأشكر جميع المعلمات على ما بذلوه من جهد في العام الماضي..و ارحب بمن انضممن لروضتنا هذه السنه..آمله لي و لكم بعطاء لا يتوقف و نتاج مثمر جميل..نجتمع اليوم لمناقشة بعض الملاحظات و الإحتياجات.............

تترأس الطاولة التي اجتمعن حولها...
لتناقش خطة العمل لهذه السنة...بكل حماس...و حب...
أيامها الجميلة في هذه الروضة...التي تعطيها من مشاعرها الكثير...تخفف العبء الذي تحمله بصدرها منذ سنوات...
لكن ذاك الحنان الذي يفيض منها...تحس بالوجع لكبته...و المرار لإهداره...


انتـهى الإجتمـاع..~
و خرجن المعلمات من مكتبها...


/ الحمدلله..كنت خايفه من يوم انتقلت هالسنه من المديره..والله تعقدت من المديرات
/ لا..عاد الأستاذه جواهر غير عن الكل..أخت مو مديره
/ والله الرجال انعموا..و إلا وحده مثل جواهر ما تتزوج؟!
/ مين قال لك عمى بالرجال..هي كثير انخطبت و للحين تنخطب بس هي ترفض
/ حرام وحده مثلها تعنس! ليه ما تبي تتزوج؟
/ ترى هي مو عانس..مطلقه
/ والله! ليه؟ أكيد البلاء فيه هو
/ والله مادري من زمان متطلقه.. يقولون تزوجت و هي صغيره و تطلقت بسرعه..يمكن تعقدت



♥▓♥▒♥▓♥



خرجت من غرفتها بهدؤ...ترتدي جلابية بلون الرماد...ملامحها ساكنة...و لكن الروح داخلها تتفتق من الحزن...

تسير بخطوات متمهلة...هادئة...أقدامها تتثاقل الخطى...
كأنها تخشى خرق السكون من حولها...فتزيل رهبة هذا اليوم...

نزلت درجات السلم...لتقف بمنتصفها تجول أنظارها في منزلهم...
صباح كغيره...يعبق برائحة الحزن...و الحرمان...ليكسو الجدران بحنين أصفر شاحب...

دخلت المطبخ لتحضر الدخون...لوالدها و سامي...
اليوم كعادتهم...في أول يوم...من كل شهر...
سوف يذهبون للمقبرة لزيارة قبر والدتها و الدعاء لها...

تنهدت بعمق و هي تسمع أصوات خطواتهم تدوي بسكون البيت الموجع...و ابتلعت غصة آلامها...لتخرج لهم...
تتقدم لهم بصمت...يلفهم جميعاً...ينتشر الحزن بملامحهم...يحاربه النسيان و لكن هيهات...
لترى والدها بثوبه الأبيض الناصع و غترته البيضاء...يطابقهما شحوب الحزن بوجهه...
و يقف بذات الحزن أخيها بجانبه...نسخة مصغرة من أبيها...تحمل ذات الوجع...و الحنين...

اقتربت من أباها...لا يحيل بينهما سوى تلك الخطوط المتموهة الواهنة...تعبق برائحة كانت تعشقها أمها...و تسكن جدران البيت طوال تلك الأيام التي كانت بينهم...


أبوسامي بفخر حزين / الله يعافيك يا بنت جميله


حاولت أن ترد...لكن كلماتها خنقت بتلك العبرات التي سدت حلقها...و اكتفت بإبتسامه هزيلة...لا تقنع أياً منهما...
و لكن من يبحث اليوم عن الفرح...
اليوم اعلنوه ثلاثتهم للحزن...للذكرى...للألم...

التفتت لسامي...لتملأه أيضاً بذكرى تلك الغالية...ليضع يده على كتفها و يشد عليها مواسياً بلا كلمات...لتطمئنه بذات الإبتسامة الباهتة...

خرجت معهم تحمل المدخن...و بقايا دخان هزيل يتصاعد لاهثاً منه كأيامها بعد رحيل تلك الغالية...
وقفت عند باب المدخل الرئيسي...لتتبعهم بعد ذلك بنظرات...كلما خلت من أطيافهم امتلأت مآقيها بوابل من الدمع...
لتهطل أول دمعة احرقت وجنتيها و فتحت مجراً سخياً للدموع بعدها...

عادت إلى المنزل وحيدة...تشهق أوجاعها...و أحزانها...مع كل نفس تجره...
لتصعد إلى غرفتها...تتوضأ...و تخرج من حمامها لتأخذ تلك السجادة الزرقاء التي طالما شهدت سجدات أمها...و دعواتها...
كبرّت لتصلي...و ترفع يديها لخالقها...تدعو لها بالرحمة و المغفرة...و ترجو لهم الصبر و السلوان...


يغرق وجهها الصافي...بنهر من الدموع الساخنة...يفيض من عينيها الحمراوتين...
هذه لحظة صدقها...حيث تفك قيوداً تكبل مشاعرها...فتهب أحزانها...و تنثر حرمانها...


رحلت شمس كانت تتوسط صدر حياتها...من كانت تهبها الدفء...و الأمان...و الحب...
فكسرتها الأيام من بعدها...و بين الضلوع سكن قلب ينازع هذا الوجع...و البرد...و الخوف...

تلك الحياة التي رسمتها لها...في قصص طالما روتها في ليال احتضنتها فيها...باتت لوحات شاحبة ذابلة الألوان...لا روح فيها...
تفتقد وجودها بكل سعاده تمر بها...
تحتاجها في أحزانها...
تتقاذفها أيادي الخوف...و الأسى...
فتخشى الضياع بعدها...

تبحث بمسامعها عن بقايا صوت لها...ترسم بعينيها صورة ملامحها لترسّخها...و تجمع أشلاء الذكريات في خيالها...
لا تريد أن تنساها...أن تنسى لمحة لها...نبرة صوتها...ذكرى بسيطة عابرة...
تسترجع كل شيء دوماً...و أبداً...
ستظل ذكراها معمرة داخل روحها...لن تسلب منها بمرور الزمن...






كانوا يجلسون كعادتهم كل يوم...تلك الجلسه العصرية...التي تصر عليها والدتها...و لا تسمح لأي أحد ان يتغيب عنها...

فوالدها لا يذهب لعمله...إلا بعد هذه الساعة التي يقضيها معهم...سامي أيضاً لا يخرج مع أصحابه إلا بعد إنقضاء تلك الساعة...

كانت تتابع مسلسل على التلفاز...و هي تجلس بينهم...تستمع لأحاديثهم...و تشاركهم الكلام أحياناً...
تجذبها رائحة شاي النعناع الذي تحب ان تشربه والدتها كل عصر...

التفتت إليها...تنتظر سامي يفرغ من حديثه لتخبرها...أنها تحتاج أن تذهب إلى السوق ينقصها أشياء كثيرة لسنتها الثانوية الأولى...
و تريد أن تقص شعرها ايضاً...هل سوف ترضى على تلك القصة القصيرة التي اختارتها...

مجرد ثواني مرت على تلك الخيالات...التي بدت لها و هي ترددها بينها و بين نفسها...و كأنها أشياء روتينية...ستحدث بدون تفكير أو جهد...

لكنها بلحظة باتت سراب...و أحلام عالقة في ذهنها...لتبقى خيالاً خادعاً لا يصدق...و لا يتحقق...

لحظة بين إنتهاء سامي من حديثه...و إنفراج شفتيها للتحدث...

لحظه أغمضت فيها تلك الحبيبة عيناها...و ارخت رأسها على كتف زوجها الجالس بجنبها...ليجفل...


استمر فاهها مفتوح بكلام لم تنطقه...و لن تنطقه...
و هي ترى محيا والدها...يغيم بالقلق...ليرفع يده الأخرى لوجه والدتها...و يسأل ما بها...

هـــل تمازحهم؟؟
هــــل ناااامت؟؟
هـــــل هي مريضه؟؟

أسئله تتدافع بقسوة...لتضج برأسها...و هي ترقب اللحظة التالية...لتنتهي هذه اللحظة...
و يولي الرعب الذي ينتشر بروحها على مهل...


لكن جسد والدتها...تهاوى من أقل لمسة من يد والدها...
لترقد بسكون في حضنه...و شبح إبتسامة ما زال يسكن شفتيها...


رحـلـــت..!

كـــانت لحظة رحلت فيها...
بدون وداع...
بدون كلام...
من أمام أعينهم...للأبد...



♥▓♥▒♥▓♥



لفحة من هواء العصر الساخن...هبت تلامس وجهها...و خصلات شعرها القصير تلتصق برقبتها...جعلتها تضيق ذرعاً من هذا الحر...و منه...
و تندم على خدمة توصيل كأس العصير له...بعد أن طلبه منها وهو يجلس على حافة المسبح...حين رآها تمر بالصاله التي لا يفصلها عن المسبح سوى باب زجاجي كبيـر يطل عليه...
لكن مشادة في الكلام بينهما...و سخرية يتبادلانها من بعضهما كالعادة...جرتها لهذا الوضع...


كان يمسك بها بياقة بلوزتها...بيد واحدة و بيده الأخرى يرتشف ما تبقى من عصير...و هي تتأرجح فوق المسبح...
قدميها بالكاد تتشبث بحافة المسبح لكن شده لها جعلهما مرخيتين بلا قوه تستند عليها...و يداها تطيران بالهواء...فتتشبث بيده الممسكة بها...بخوف...و رجاء...
لحظة فقط يفلت أصابعه عنها...لتجد نفسها وسط الماء...


سمو بحنق / تميييييم حراااام عليييك فكني
تميم يرخي يديه مهدداً / تبيني افكك
سمو صارخة برعب و تشد بيديها على يده / لاااا..مو تفكني..ارفعني..أوووف تميم يا شينك لا صرت رايق..خلاص تكفففى.._و بعجز_آآآآعشان خاطر إبتسام


ضحك في خاطره عليها...لابد أن حيلتها قد انقضت لتتذكر تلك الحبيبة الغابرة...و تراهن بغلاها في قلبه للآن...
لا تعلم أنه تبعها قصتان...و كلاهما لا قى نفس المصير...


تميم بسخرية / البنت تزوجت و جابت عيال و أنتي تبيني أرااعي خاطرها و.......

قااطعته صرخة ساري / تميـــــم!!

التفت إليه بفزع من ظهوره المفاجيء خلف الباب الزجاجي...ليشد سمو بسرعة و تعتدل في وقفتها لاهثة برعب...

ساري يتقدم قليلاً و في عينيه نظرة لا تلين / أنت صاحي؟ طيرت عقل البنت وهو مو ناقص

سمو تلتصق بجانب تميم الصامت...و كأنها هي مذنبة أيضاً...لتهمس...

سمو بخفوت / كأنه يسبني!
تميم يكتم ضحكته ليرفع صوته لساري / امزح معها
ساري بإستنكار / هذا مزح؟ و صراخها واصل لآخر البيت! على بالك تلعب مع واحد من أخوياك؟؟ شوف وجهها راح منه الدم

تميم يلتفت لسمو الملتصقة به... وللآن متشبثة بيده بقوة...ليسأل ببرائة غير مصدقاً...

تميم / والله خفتي؟؟
سمو ببلاهه / مادري؟؟

هز رأسه مستخفاً بحالهما...
ليثبت نظرات حازمة...غاضبة لتميم...وهو يراه يرتدي شورت...و منشفته تتدلى على كتفيه...


ساري ببرود / متى ناوي تروح تفحص الموقع؟
تميم يلتقط ساعته الملقاة على الطاوله / امم بعد ساعه
ساري / اخترت المقاول؟
تميم / لا..اللحين بأجتمع معهم
ساري / يعني ما خلصت الدراسه الأوليه للمشروع؟ و حنا عندنا إجتماع بكره الساعه تسع؟؟
تميم / لا تخاف أنا تقريباً حاط عيني على المقاول اللي بأسلمه المشروع بس كنت بأقولك إن...
ساري بغيض / يعني شايف هالمكان مناسب نتكلم فيه عن الشغل؟
تميم ببرود و إبتسامه / وش دعوه يا أبوسعود؟ ترانا اخوان في بيت واحد مو ضروري اكلمك في مكتبك و بكامل الزي السعودي؟؟

أكمل حديثه عن أرض المشروع...و تكاليف دراسته الأولية...مجبراً ساري على الإستماع...

و هي تقف بالقرب من تميم الذي نسي وجودها...كما لا يهتم له ساري...
الإثنان يتحدثان عن العمل...و هي تراقبهما بصمت...
كلاهما...و أخاها باسل يعملون في شركة والدها...
لكن لا أحد منهما يجد في عمله بكل دقيقة و ثانيه كما يفعل ساري...
لا تدري لما...لم يكن كذلك قبل عدة سنوات..؟؟
أهو في تحدي مع نفسه؟؟ أم غيره؟؟
أو في محاولة للنسيان؟؟



♥▓♥▒♥▓♥


خرجن من آخر محل بعد أن انهين تسوقهن لشوق من أجل ملكتها...لتكرر شوق كلامها مرة أخرى...

شوق / الله يخليكم لي يا بنات..تعبتكم معي والله ما قصرتم
صبح بموده / وش دعوه يا شوق حنا خواتك..الله يتمم لك على خير
شوق / عقبالكم ياااارب..تسمعين يا سلووم نبي نفرح فيك عاد
سلام / وش فيكم علي؟ قبل كم يوم فجر و أنتي اللحين..ترى صرت اشك إني عنست
شوق تضحك / لا بس احسك ضايعه هدر بدون زواج
صبح تضحك معها / الظاهر أحمد فتح نفسك و تبين الكل يتزوج معك
شوق / أخ بس لو له أخو كبير كان زوجـ....

و قطع حديثها رنين هاتفها الذي تصاعد...

شوق تلتقط هاتفها من حقيبتها / هذا يوسف لحظه يا بنات

أخذت تعبث بالأكياس التي بين يديها بتوتر...لا تعلم لما بات يحرجها ذكره أمامها...
بالأمس حين تحدث عنه والدها...كانت تظن أن الجميع يراقبها...و تخشى أن يرتسم توترها...و خجلها على ملامحها...
تنهدت بضيق...(ليه كل هذا مو فاهمه؟ عشانه شافني؟؟ أو من كلام سمو!)

انتبهت لشوق التي وضعت يدها على ذراعها / يله سلووم
سلام تمشي معهم منقاده / يله

لكن ما إن وصلت للمواقف...حتى ثقلت خطواتها فجأه...لتقف و قلبها يتخبط داخلها...

صبح / بسم الله عليك وش فيك؟
سلام بفزع / وين أبوك؟؟
شوق / يوسف كان فاضي قال أنا اجيبهم عنك

كانت ستصرخ بلااا...
و خطر لها أن ترفض الركوب معهم و تتصل بسائق والدتها...رغم كراهية والدها لذهابها معه...
لكنها لم تجد أي سبباً لذلك...و خشيت من تفسيرهن لهذا التصرف...و أكثر خشيت مما سيفكر به هو...

لتقود خطاويها الثقيلة...المرتجفة...المجبرة...معهن إلى سيارته...
تلتصق عيناها في الأرض...تخشى أن تلمحه...و يخجلها أن يكون يراقبها الآن...
هل يعقل أن يكون يراقبها..؟؟

كم تكره طولها...لابد أن يكون شكلها مضحك بين شوق و صبح المتساويات في الطول...و اللتان تقصرانها بكثير...
تأخرت عنهن قليلاً لتمشي خلفهن...آملة أن تتوارى عن نظره قليلاً...

وقفن بجانب السيارة...لتتبعثر دقات قلبها وهو يترجل منها متوجهاً لمؤخرة السيارة ليأخذ الأكياس من شوق...
التي لا تذكر هل اعطتها الكيس الذي كان معها أو رمتها به قبل أن يقترب منهن...

ركبت السيارة على الفور...و هي تشكر نزوله منها...آملة أن تلتقط أنفاسها المتسارعة...و تلم شتات توترها قبل رجوعه...

صبح تركب معها..و تلتفت لها بقلق / سلومه فيك شي
سلام برد سريع لا يفضح ارتجاف صوتها / لا

و لم تتكلم أكثر حين دخلت شوق السيارة...


أما هو فكان يضع الأكياس على مهل...لكي يأخذن راحتهن في الركوب بدون إحراج لوجوده...
و يتسائل عن السبب الذي جعله يؤخر موعده مع صديقه أحمد...من أجل أن يرجعهن فقط...

هل عادت تحتل قائمة إهتماماته من جديد؟؟


توترت أنفاسها أكثر...ما إن رأته يفتح الباب ليستقل مقعده...
اغمضت عيناها بضيق...كان قريباً جداً كما تخيلته...
لامت نفسها لأنها لم تجلس في المقعد الذي تشغله صبح...و الذي كان خلفه...كانت تعتقد أنها لا تقوى على الجلوس خلفه مباشره...
و لكن ذلك كان ارحم من جلوسها هنا...تحس إنه بإلتفاتة صغيره لشوق...يمكنه أن يراها...

و تسأل نفسها بحنق...
هل هو مهتم فعلاً أن يراها؟؟ أم هي تغرق نفسها بخجلٍ...و توتر لا سبب له..؟؟
و ترتد عليها ذات الأسئله مرارا...
هل مازال يفكر بها؟؟
هل كانت خطبته لها تحمل أكثر من مجرد رغبته في الزواج؟؟
هل كانت هناك مشاعر خاصة لها؟؟
و هل ما زالت تسكن قلبه؟؟

خروجه أغلب الأحيان في نفس وقت خروجهن صباحاً..هل كان مصادفة أم عن سابق ترصد؟؟
هل كانت هي السبب فقط في رغبته في الزواج؟؟
هل يعقل أن يفكر فيها حتى بعد رفضها؟؟

منذ سنتين خطبها...
منذ سنتين لم ينسها...
منذ سنتين مازال يفكر بها...

سلام / سنتين!!

عضت على شفتها بغيض بكل قوة...حتى احست بطعم الدم...و قبضتاها تشتدان بعنف...و هي تغمض عينيها بقوة...راغبة أن تكون في أي مكان بالعالم إلا هنا...
لااااا..لا يعقل أنها نطقت بهذه الكلمه جهراً...
لا يعقل أن تأتيها تلك العادة الغريبة في الكلام بما تفكر به فجأة...الآن بالذات...


دوت كلمتها في صمت السيارة...
و لم تعلق شوق التي كانت تكتم ضحكتها عليها...لكي لا تحرجها أكثر...لأنها تعلم بأي حال هي الآن...
أما صبح التي التفتت مستغربة من صدور صوت سلام...عادت بأنظارها مبتسمة ليداها اللتان سكنتا حجرها...لتكمل تسبيحها...


هو فقط...من لايزال معلقاً بتلك الكلمة...و ذاك الصوت...
سنتين!!
تلك الكلمه كانت تتردد داخله...(وش هالسنتين اللي شاغله تفكيرك يا سلام؟)


هل يأمل أن تكون نفسها..ما يعيش فيها أيامه الماضيه بعد ذاك الرفض؟؟
هل يعقل ذلك؟؟
لقد رفضته..أم أن هناك شيئاً تغير..؟؟
نعم فهي كل يوم تتغير أكثر...لما لا يتغير رأيها أيضاً...
تنهد بحيره...(رجعنا يا يوسف؟ رجعنا!)


حانت منه إلتفاتة لشوق...التي مدت له هاتفها ليحدث والدته لأنه نسي هاتفه في المنزل...ليرى يديها المعقودات بشده في حجرها...

عاد بنظره إلى الطريق سريعاً...وهو يحدث والدته...
ليصلها صوته الهادي...الرزين...فتنساب الدموع التي كان يحبسها القهر...



♥▓♥▒♥▓♥


كان يجلس في الصالة وحده...لا يصاحبه سوى صوت التلفاز العالي الذي لا يعيره أي إهتمام...وهو يقلب بين يديه هاتفه النقال يتصفح بعض المواقع التي تهمه...

احس بأحد يدخل إلى الصاله...ليسمع صوت عمته...

جواهر / مساء الخير
باسل بدون ان يرفع رأسه عما يشغله / مساء النور
جواهر تجلس / وش أخبارك؟ لي يومين ما شفتك
باسل بنصف إبتسامه / بخير

أرادت أن تسأله عن أخباره...تطمأن عليه...
اكثر...تسأله عن سامي...
لكنه بدى مستغرقاً بما يقرأه...و لا يريد أي تطفل عليه...
التفت للتلفاز بصوته المزعج...لتأخذ الريموت الملقى على الطاوله...

جواهر / تشوف شيء أو أغير القناة

هز رأسه بلا مبالاة...لتبدأ هي بتقليب القنوات باحثة عما يسترعي إنتباهها...لكنها تركت إهتمامها به...و هي تستقبل أم ساري بإبتسامة...

أم ساري / السلام عليكم
جواهر / و عليكم السلام
أم ساري / هلا يمه..وش أخبارك؟
باسل يلقي عليها نظره سريعة / بخير
جواهر / وينها سمو؟ مريت غرفتها مالقيتها
أم ساري / راحت عند كادي..و أكيد الليله بتنام عندها..تعرفين اليوم كيف بتكون حالة كادي...الله يرحمك يا أم سامي و يسكنك فسيح جناته
جواهر تتمتم بحزن / الله يرحمها
أم ساري / باسل..وش أخبار سامي اليوم؟
باسل يزفر بضيق / ما شفته
أم ساري / كل يوم مع بعض..إلا اليوم اللي المفروض تكون معه فيه....


تأفف باسل بكدر...فهو لا يطيق هذا اليوم...و لا الحالة التي يصبح بها سامي بعد زيارته للمقبرة...
ألا يكفي التغيير الذي صابه بعد وفاة والدته...و يتزايد دوماً بهذه الزيارات...
يكره كيف أصبح جاداً...ساكناً...ضعيفاً...
طيباً...و تقياً زيادة عن الحد من وجهة نظره...
ابتعد عن إهتماماته السابقة التي كان يشاركه بها...اختلفت أفكاره...و أطباعه...
و يخشى أن لا يبقى ما يربطه به مع مرور الأيام...


باسل بقهر / مو ملاحظين إن أبوسامي بالغ بحزنه زياده عن الحد الطبيعي..كل شهر يجر سامي للمقبره و يعيشه الحزن و القهر من جديد..مو مخليه ينسى و يعيش حياته..حتى بنته للحين مو طبيعيه و لا هي قادره تنسى..المفروض بعد هالسنتين تزوج و نساها و خلاهم ينسون..عشان يعيشون حياة عاديه مثل باقي هالناس..أو ناوي يعيشهم بظل الموت كل عمرهم

جواهر كانت تنظر له بصدمة...و عيناها تمتلأ بالدمع...و أم ساري تراقبها بضيق...

أم ساري بإستنكار / باسل! وش هالكلام؟؟ هاذي عمتك اللي تتكلم عنها..حتى ما ترحمت عليها و مستكثر عليها دعوة عيالها لها..عمتك اللي كانت تحبك مثل ولدها
باسل بضيق / و أنا ما خطيت بحقها..الله يرحمها..بس الحي أبقى من الميت..و هي أكيد ماكان يرضيها حال عيالها اللحين.....
أم ساري تقاطعه لكي لا تسمع المزيد / الله يهديك بس..حلفت عليك تسكت و لاتتكلم بهالموضوع قدام سامي..ماراح تحس باللي يحسه لين تجربه


تعالت نغمته...ليجدها فرصه يخرج من عندهما سريعاً...
رأى اسمها على شاشة هاتفه...شد شفتيه ممتعضاً لا يعلم هل يرد عليها أم لا...لكن لشعوره بالملل...و الضيق...قرر أن يجيبها...

و خرج من الصالة...ليتوجه إلى الباب الزجاجي الواسع المطل على المسبح...ليفتحه و يخرج هناك...


باسل يجيبها / نعـم
ضي / مساء الخير
باسل يتنهد بضيق / اهلين
ضي / وش فيك؟
باسل / ملان و لا لي خلق شي
ضي بإستغراب / غريب رديت علي؟ حاس إنك مزعلني و....
باسل بغضب / ضي اقولك زهقان لا تزهقيني زياده..أنتي لو مو عارفه إنك سخيفه و تزعلين بدون سبب كان ما أخذتي يومين و دقيتي من نفسك
ضي بعتب / وش دعوه لو ما دقيت بتدق
باسل مهدداً / ضي!
ضي / اوكي خلاص..بس قولي انت وين؟
باسل يتأفف / في البيت
ضي بحب / وش فيك زهقان؟ ما عاش الزعل يومه ينكد عليك....


كورت الورقه التي كتبت فيها ما كانت تنوي قوله له...منذ الأمس ترتب أفكارها و تشحن قواها...لتعاتبه...
لتجد طريقة تقنعه بها أنه دوماً المخطيء بحقها...و هي دوماً من تعتذر...
لكنها تعرف حالته التي يمر بها الآن من السأم...و تدرك أنه في أبعد حال عن تقبل حرف منها...

لتقلب حالها...و كلامها بثواني...و تلغي نفسها كما تفعل دوماً من أجله...
لتختلق ألف حكاية و حكاية...الغرض منها تسليته...
أن تتغنج...و تتدلل...و تغرقه مدحاً...و حباً...تعرف أنه سيحسن مزاجه...

بهذه الطريقه كسبته...و تعلم تعلقه بها...و إن لم يعترف...و لن يعترف....
لكنه ما كان ليبقى سنة كامله يحادثها...لو لم يرتاح لها...و يجد لديها ما يريده...



♥▓♥▒♥▓♥



وصلتا إلى المنزل...
و ما إن دخلت سلام مسرعة إلى الصالة...و رأت خالتها و أخواتها...
حنى ترددت للحظة...كانت ستنطلق كما كانت تفكر إلى غرفتها...لكنها لم تستطع تجاهلهم...

سلام / السلام عليكم
/ و عليكم السلام و الرحمه

القت كلمتها على عجل و هي ماتزال ترتدي غطائها...و اتجهت على الفور إلى الدرج لتصعده راكضة...تلاحقها نظرات إستغرابهم...

دخلت بعدها صبح بهدؤ...و هي تنزل غطاء وجهها لتقابلهم مبتسمة...

صبح / السلام عليكم ورحمة الله
/ و عليكم السلام والرحمه
لتكمل والدتها بقلق / وش فيها سلام؟
صبح بتوتر / ليه! وش فيها؟
ضحى / طااارت على فوق بسرعه..زين سلمت علينا و شكلها متحسفه بعد!
صبح لا تعرف بما تجيب / آآ......
أم صبح تضحك / يعني وش بيخليها طايره كذا
ضحى تضحك معها / هههه هذا كله من عصير الفراوله اللي مدمنه عليه..بالله كم كاس شربت؟

صبح لم تجبهم سوى بإبتسامة...فقد اعفوها من أن تبحث بخيالها عن كذبه تغطي بها حالة سلام...

صبح / يله أنا بأبدل..و انزل






دخلت خلفها لغرفتها...لتجدها كما ظنت...تجلس على سريرها و الدمع يبلل خديها...

صبح بإبتسامه / سلوومه ترى ما تسوى كل هالدموع
سلام تنفجر / وشو اللي ما يسوى؟ و أنا كأني مجنونه اتكلم مع نفسي.....(لا و مالقيت غير هالكلمه انطقها؟!)
صبح / موقف و يصير يا قلبي..انسيه

مستعدة أن تنسى...و لكن هل تضمن لها أن ينسى هو تلك الكلمة...و الأهم أن لا يصل إلى ذهنه معناها...

سلام بقهر / والله فشلـه!!
صبح / يله عاد سلوومه تعيشين و تآخذين غيرها..لا تضايقين نفسك
سلام تفش غلها بالتهديد / لا تقولين لضحى..أدري بتعلق علي..و أدري لو بتعيد هالشي قدامي ذبحتها
صبح / و لا يهمك ماراح اقول شي
سلام / و دقي اللحين على شوق قوليلها ما تقول لرهف هالخبله تروح تقول لضحى
صبح / من عيوني



♥▓♥▒♥▓♥



صمتت بعد أن جف ريقها من كثرة الكلام الذي لم يجد أي حماس منها...و تناولت كأس العصير لتشرب منه...و هي تتأملها بضيق...و حزن...

لم تعاتبها على المقلب الذي فعلته اليوم بمعلمة الرياضيات..
لم تضحكها كالعادة مشاحناتها مع تميم...
لم تهتم لتلك الواجبات التي صفتها أمامها...

أياً من كلامها الذي هذرت به لساعات لم يلقى آذان صاغية منها...


سمو / كدو وش رايك نراجع الـ.....
كادي تقاطعها و هي تقف / سمو صاحيه بدري و بأنام أجلي كل شي بعدين
سمو / بس ما كملنا الواجب و...
كادي بعصبيه / أووف سمو قلت لك بأنام..يله روحي لبيتك
سمو تقف / زين بس احلفي إنك تنامين صدق
كادي تتجه لسريرها..و بغضب / شوفيني نمت خلاص روحي
سمو / يله نامي و إذا غطيتي في النوم رحت
كادي بعصبيه تدفع بها دموعها / سموو خلاص ترى زهقتيني وش شايفتني عندك بزر ما أعرف أنام لحالي..سكري النور و اطلعي
سمو / خلاص خلاص بأطلع..تصبحين على خير


كادي لا ترد عليها...لأن عبراتها تسد حلقها...كلمة أخرى و تنفجر باكية...و هذا ما لاتريده...فلا ذنب لسمو لتشاركها هذا الحزن دائماً...

تنهدت بإرتياح حين تناهى لسمعها إقفال الباب...و رفعت الغطاء عن وجهها...و هامت عيناها في الظلام حولها..
لحظه قبل أن ينفتح الباب من جديد...لتطل سمو بإبتسامة...


سمو / كنت بأروح..بس بأقولك لا تزعلين لأنك زعلتيني..لأني ما زعلت

تظاهرت أنها سوف تخرج...حتى سمعت صوتها...

كادي بهمس باكي / سـمـ ـ ـووو

ما إن سمعت ندائها الذي كانت متأكدة منه...حتى ركضت إليها لتضمها بين يديها...
تحتضن همها...و تحمل معها أحزان...و حنين يثقل قلبها...
ليلة طويلة...من أنين موجع...و دموع ثقيلة بصمتها...
حتى يكون ختامها...ركعتان يصليانها معاً على ذات السجادة...لتتلو عليها سمو بعد ذلك بعضاً من الآيات العطرة...حتى تغفو...لتغفو هي أيضا بجانبها...



♥▓♥▒♥▓♥



كان يجلس بين والدته...و شقيقتاه...و شوق تنثر تسوقها أمامهم بفرح...و خجل...

و يسمعها تدخل من بين أحاديثهن...كالعاده...
هذا ذوق سلام...
سلام قالت هذا...
سلام فعلت ذاك...
اسمها...أو اسم أياً من أخواتها لا يمكن أن يغفل في هذا البيت ولو ليوم واحد...
و قربه من شقيقتيه...جعله قريباً من أحاديثهن...و منها...

لهذا أحبها...
لهذا لم يستطع نسيانها...
لهذا كانت تكبر يوماً عن يوم في فكره...و قلبه...

شوق تريهم طقم الذهب الأبيض المرصع بقطع من الألماس / و هذا هدية من البنات
رهف بإنبهار / واااو روووعه..فخم فخم
شوق / والله انحرجت منهم ما بغيت آخذه..بس خفت يزعلون لو ما قبلته
أم يوسف / كثر الله خيرهن ما قصرن..لو إن الواحد يستحي ياخذ هديه يعرف إنه مو راد لهم مثلها
رهف بلا مبالاة / تلقينها سلام اللي شاريته..يعني عندها عادي هالشي

شرد بأفكاره...وهو يقلب بين يديه تلك القلادة الثقيلة التي مدتها له شوق من ذاك الطقم ليراها...

كيف يفكر بها؟؟
إنسانة حين تهدي شخصاً كهذه الهدية..مالمفترض أن تهدى هي حين تتم خطبتها؟؟
دائما يراها..ابنة لجابر..المعلم فقط...و يتناسى وجود تلك الوالده الفاحشة الثراء...



♥▓♥▒♥▓♥



غـــد آخـــر..و مـكــان آخــر..~


أوقف سيارته قريباً من البوابة...و نزل منها بإستعجال...
مشى بخطوات سريعة على الدرجات الرخامية...يتنهد بضيق...من حرارة الجو...و هذه الرطوبة الخانقة...سعيد أنه قريباً سوف يتخلص على الأقل من الرطوبة...
خمس سنوات عاشها هنا...في جده...لم تتركه يعتاد عليها...


دخل إلى الصالة الواسعة...و عيناه تبحث عن أثرٍ لها...
و بفكـره خاطر يجول...كيف ستكون بعد الخلاف الحاد الذي دار بينهم بالأمس...
هذا الصباح صحى متأخراً...و ذهب سريعاً لإجتماع في عمله...و هي مازالت تقفل على نفسها في حجرتها التي اعتكفت بها منذ خلافهما...

صعد إلى الغرفه...لابد أنها هناك...و تنهد بإرتياح وهو يرى الباب مفتوح...ليدخل...

لكنها لم تكن هناك...

كان سيخرج سريعاً ليبحث عنها...لكنه بلحظه استدرك ما أصابه بصدمة...
الغرفة لم تكن خاوية منها فقط...بل من كل شيء يخصها..؟؟

دارت عينيه في المكان بغضب..!!
صورتهما التي كانت بجانب السرير اختفت...و منضدة الزينة...خلت من جميع حاجياتها...و عطورها...

تقدم قليلاً وهو مازال ينظر حوله بصدمة تتحول لغضب...فرأ الورقة التي تركتها على السرير...
ليلتقطها ويسرع بفتحها...
و رأى خطها المستعجل على السطور القليلة التي كتبتها له...

[مالك أنا قلت لك لو رجعنا للرياض ماراح ارجع معك..خالي كان في جده و رجعت للرياض معه بأجلس عند أهلي و أبيك تطلقني]

رمى الورقة بغضب شديد...بعدما اعتصرها بقوة بقبضته...و كأنه يخنق شخصاً ما...

لكن ليست زوجته التي هربت بعيداً...هي من تستحق الخنق...
لأنه ولو لم يعترف يوماً...و لن يعترف...لكنها لا ذنب لها...
أو ذنبها الوحيد...أنها لم تصدق إدعائاته...رفضت العيش في الحياة الكاذبة التي نسجها لها...و له...
رفضت مشاعره التي مثلها حتى صدقها...لكن هي لم تصدقها...و ها هي ترمي تلك الكذبة في وجهه...

تلك من تستحق الخنق بين يديه...حتى يرتاح حينما يراها تلفظ أنفاسها الأخيرة...


كان يظن أنه طهـر قلبه من حبها...
سيطر على مشاعره...بعيداً عن إعصاراتها...
انتهى من مواسم الجنون التي مرت عليه معها...

لكنها مازالت هناك...بذاك الجزء منه...الذي يقع في صدره...
اغتصبت ذاك القلب عنوة...و استوطنته...حتى بات يرفض إستقبال سواها...

خرج من الغرفة غاضباً...أنفاسه ثائرة...و ذكرياته الكريهة عنها...تتصارع بداخله...


كم يكره تلك المشاعر التي غرستها بأعماقه...
يكره كيف افقدته عقلانيته...و بددت رزانته...و ألغت أي شيء يهـم...سواها...


خرج من بيته الذي بالكاد دخله...و ارتمى بداخل سيارته...بدون أن يدير محركها...
يجب عليه أولاً...أن يعرف كيف سيدير حياته من اليوم...
كيف سيعيد زوجته...كيف سيتعلم حبها...ولو لم يتعلم لا يهم...
بل الأهم أن تصدق هي أنه يحبها...

كيف سيري تلك الـ....
أن عودته...لا تعني مطلقاً رجوعه تحت سيطرتها...أو حتى تقبله لمشاعرها...
لن يكون لها أدنى حيز بتفكيره...فكيف بقلبه...
إن كانت ذاقت هجرانه مسبقاً...فستتجرع الآن هجران أقسى...
بعد كل ما فعلت...بعد تدميرها لحياته...سوف تدفع ثمن هذا الفشل الذي يعيشه...
سيرفضها...و يعلم كم سيؤلمها هذا...
سيظهر رأيه الحقيقي بها...و لا يهمه هذا المره...كيف ستجن من ذلك...
لا يهمه حتى لو قتلت نفسها من أجلـه...

ستعرف أنها لن...و لم تمتلك منه شيئاً مطلقاً...
لا في الماضي...و لا في حاضرها القادم...
و تلك الملكية التي ادعتها...كانت محض إفتــراء...

رتب أولوياته بشكل آلي...و أهمها الآن...إسترضاء زوجته...
و سارع الإتصال بها...على أمل أن تكون للآن في بيت خالها...و لم تغادر إلى الرياض...
يريد أن يرجع معها...ليبين لتلك...أنها لا تعني له شيئاً...و انه يعيش مع زوجته سعيداً...


تهادت لمسامعه...رنات كثيرة...و لكـن بلا مجيب!!!



♥▓♥▒♥▓♥



وصلت للطابق العلوي لا هثة بعد ركضها على الدرج...و بخطوات متعجلة تجاهلت غرفتها...لتذهب إلى غرفة شقيقتها...
و بدون أن تطرق الباب فتحته بحماس...و أطلت عليها...


كانت تجلس على سريرها...تسند ظهرها على وسائدها الوثيرة...و تمدد ساقيها اللتان تضع عليهما (اللابتوب) و تسستغرق في قراءة شيء ما...


جود / أووف يا لحر!! والله ربي منعم عليك بهالراحه و البراد


رفعت رأسها مجفلة...لأختها التي اكتسحت غرفتها...و إنسجامها...
كانت ما تزال ترتدي زي مدرستها الثانوية...و حقيبتها بيدها قبل أن ترميها على الأرض...و تتقدم لسريرها و تجلس جانبها...


جود بحماس / دريتي؟؟
دانه ببرود يناقض حماسها / عن؟
جود / هو فيه أهم من رجعتنا للرياض؟؟


تتنهد بضيق...غيّم على ملامحها الجميلة...و ذكريات حزينة...و سعيدة...تترادف لها مع كلمة الرياض...


دانه بشرود / يعني تبين نرجع؟
جود / و أنتي عاجبتك عيشتنا هنا..بعيد عن أهلنا..و إنقطاعنا عنهم؟؟
دانه و نظرات للبعيد / يمكن كذا احسن
جود / لا مو أحسن..ما أحد يرتاح بعيد عن أهله
دانه / لنا خمس سنين هنا..صعب تتركين المكان اللي تعودتي عليه..و الناس اللي تعرفتي عليهم
جود / صح بأفقد صديقاتي هنا..و جاراتنا..لكن بعد فرحتي برجوعنا للرياض أكبر..يكفي ادرس هالسنه مع كادي و....


بترت جملتها...و هي تتذكر ما تلمح له دانه منذ وقت...لكن فرحة الرجوع انستها...


دانه تلتفت لها بضيق يتعاظم / أنتي على بالك بترجع حياتك مثل أول..وش خلانا ننتقل هنا غير المشاكل اللي صارت..البعد كان اريح..بترجعين؟؟
تبين نفس المدرسه اللي هم فيها؟؟ كادي بتتقبلك لأنك ما نقطعتي عنها و كنا نشوفها في الاجازات هي و سامي..لكن سمو؟


صمتت و الألم الذي سكن تلك السنوات بمفعول البعد..عاد ليلتهب بقرب الرجوع...


جود بحزن طمس معالم فرحتها / يعني تتوقعين بيرجع نفس الحال؟ منقطعين عنهم؟ العزيمه اللي يحضرونها ما نحضرها حنا..لا نكلمهم و لا يكلمونا؟

تشرد دانه من كل هذا الضيق...بسؤال تتمنى عدم إجابته...مع أنه اتضح الجواب منذ أيام...لكنها تأمل بحدوث شيء يغير هذا المصير...

دانه / خلاص أكيد بنرجع؟
جود ببرود / ايه..أبوي و اخواني تحت يتكلمون عن الأوراق اللي لازم يخلصونها هنا قبل نرجع....و خالد بيرجع قبلنا عشان يجهز كل شي قبل ننتقل



♥▓♥▒♥▓♥



في السيارة حيث ابتدأت رحلة طريقها في إبتعادها عنه...و الذي لا تعرف أين سوف ينتهي بها...

كانت الدموع الساخنة تتدفق من عينيها بصمت...و هي تميل رأسها للنافذة مدعية النوم...

يصل لها صوت خالها يتكلم مع زوجته بخفوت...و لكنها لا تعي ما يقول...

فكل فكـر يسري في عقلها...كان تحت تأثير تلك الذكرى الأليمة...التي تتقاذف صورها أمام عينها بوضوح...و كأنها رأتها بالأمس...
لكن مهما طال بها الزمن...كيف ستنسى تلك الفتاة الوقحة التي شاركتها ليلة...كان من المفترض أن تكون ليلة عمرها الخاصة بها..؟؟
كيف لطخت حلمها الأبيض الجميل بذاك الظهور الصعب...القاسي..؟؟
لتقف بكل جرأه بينها و بينه رافضةً هذا الزواج...و كأنه يحق لها..!!

و الآن تسأل نفسها...هل حقاً كان بينهما...ما يكسبها حق الإعتراض..؟؟

أغمضت عينيها بقوة...و الدمع ينساب منها ساخناً...موجعاً...
و تلك الغرفه المزينه بالورود...ترتسم أمامها...






كانت تنتظره بفرح...بشوق...و خجل...بأحلام نسجتها ليالي طوال لتحققها في هذا اليوم...
تراقصت دقات قلبها طرباً...و هي ترى الباب يفتح ليطل عليها...بهيبته...بكامل أناقته...و حضوره الطاغي...
لتطرق نظراتها خجلاً...ما إن رأته يخطو للداخل خطوة...

كانت اللحظة ساحرة...ملهمة...و الإحساس الذي يملأها لا يوصف...و كأنها تطير لتلامس الغيوم...
لكنها مجرد ثواني فقط مرت...قبل أن تنعم بإحساسها...
ما إن اجتاحهم ذاك الإعصار الأسود...


ذُهلت...و استفاقت من حلمها...على صرخة تلك الفتاة بإسم مالك...زوجها...
تنطقه أمامها قبل أن يتسنى لها هي ان تنطقه أمامه...

شخُص بصرها بذاك المشهد الذي يحاك أمامها...و هي غير قادره على أي حركه...أو كلمه...
لا شيء سوى نـار تضطرم بقلبها...و قهر يخدر أطرافها...

تشبثت تلك الفتاة بيده بلا حياء...و كأنها اعتادت على ذلك عدة مرات...
تمتليء نظراتها بالغضب...و الرجاء...و الوجع...و التهديد...
ذهلت هي من المشاعر التي تتعاقب بوجه تلك مع كل كلمة...
و هي تأمره أن يرجع معها...
تهدده بفضح ما بينهم...
بقتل نفسها...
ترجوه أن لا يتركها...

كانت ثورتها عنيفة...بلغت حـداً...ظنت هي أنها ستحترق بهذه اللحظة...
لم تنوي أن تهدأ لحظة...أن تسمع ما يحاول أن يقوله...
أن تهتم لمن قد يسمعها و تتسبب بفضيحة لها...و لهم...
أن تلتفت للحظة و تحس بتلك العروس التي تطالبه بتركها...
ثوره ظنت أن لا نهاية لها...بل تتفاقم كل لحظة...

حتى هوت يده بعنف على خدها...
لتخرسهـا بلحظـة..! لتهمـد..! و يموت صوتها..!

فيتحول كل الغضب الأسود لوجهه هو...حتى ارتجفت أوصالها هي من حدة الغضب الذي كاد أن يطلق الشرر من عينيه...
و صارت هي نفسها تخشى على تلك الواقفه منه..!!

لكن تلك رفعت عينين كسيرتين لوجهه...بنظراتها أوجاع تحتضر...و ملامحها ذبلت...و انطفأت...
متجاهله كل السحب السوداء التي تظلله...ترتعد شفتيها غير قادره على النطق بما كانت تريد أن تبوح بـه...

كانت هي ترقب ردة فعل تلك...محبوسة الأنفاس...
لكنها سحبت نفسها بهدؤ...كان لوقعه صخباً أكثر من دخولها العـاصف...
لتتحول بلحظة النيران المتأججه بمالك لرماد باهت...
انطفى و كأنه لم يشتعل للتو غضباً كاد يحرق من حوله...

حتى ظنت أن ما حدث للتو...للحظات...هو من جنون خيالها...

خبت أحاسيسهم التي شحنت الجو حولها...ليعود قلبها لخفقانه الطبيعي...و بدأت تستوعب معنى ما حدث...
و كأنهم الآن تركوا لها المساحة خالية لتكتب هي إحساسها...


حرقه تتعاظم بصدرها...و دموع هطلت من عينيها...و هي تتخيل القصه التي جمعتهما...
و إن كان حدة الحب بينهما تماثل حدة الغضب الذي اشعلهما للتو...

هل تنوح؟؟
أم تغضب و تصرخ هي الأخرى؟؟
أم تترك بهدؤ هذه الحياة قبل أن تبدأها؟؟

لكنها أفاقت من وجع تلك اللحظة...
على سحر كلماته...و مواساته...و إعتذاراته...
ليكن كالبلسم يطفيء كل غضبها...و حزنها...و شكها...
كان صادقاً...رقيقاً...مهتماً...فهدأت...و اعادت كل الموقف الذي رأته...و لكن!! بترجمتـه هـو...
و نست كل شيء عن تلك العاشقة الصغيرة...التي توهمت حبه لها...كما قال...






تنهدت بأسى...و هي تعود لواقعها...و تفتح عينيها لتلك الصحراء الممتدة أمام نظرها...يعاكسها الضيق الذي يسكن داخلها...

لا يعقل أن يكون هذا حب من طرف واحد كما ادعى منذ سنوات...لقد أحبها هو أيضاً...
لكن هل مـازال..؟؟

هل أخطأت حين استجابت بغباء و سهوله لكلماته...و تبريراته...و وعوده..؟؟
هل كان يجب أن تعرف أن فياضانات تلك الأحاسيس التي تفجرت أمامها...ما كانت لتنضب أو تجف..؟؟
هل كان يجب أن ترضى بإبن عمها العاشق لها..و تختاره على من عشقته هي؟؟


♥▓♥▒♥▓♥







توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ



أغاني الشتاء 20-12-13 12:15 AM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 


♥▄الـنـبـ«4»ــضــة▄♥

:
:
:

صحت من غفوتها لتفتح عيناها بتثاقل...و هي تحس بيد صبح على كتفها...تهزها بلطف...


صبح / يله سلومه صحصحي..وصلنا ياقلبي
مطت يديها للأمام لتحرك عضلاتها المتشنجة / أووف يالصداع..أنا ما أحب نومة السياره بس كله من حنين
حنين مغمضه عيناها / وش دخل حنين اللحين؟ حالفه عليك تنامين!
سلام تضحك و هي تلملم بعجله كتبها المتناثره حولها / لا شكلك و أنتي دايخه و نايمه..يشهي الواحد للنوم
قاطعتهم مي / بنات..بنات شوفوا رجلنا

تسارعت دقات قلبها..قبل حتى أن تلتفت لتراه...
تعرف من تقصد مي...بتعليقها الدائم كلما رأته...
كانت دوماً تردد أنه معجب بواحدة ممن يستقلون هذه السيارة...و في كل يوم تهديه لواحدة منهن...أو لنفسها...


مي / شكلي بآخذه أنا عشان أصير جارتكم..وش رأيكم؟
صبح مازحه / خلاص اكلم لك أمه العصر..اشوف وش رايها
مي بحماس / ايه تكفين صبح..عاد امدحيني عندها..أنتي شهادتك ثقه


ضحكن البنات لمزاح مي ما عداها...
توقفت السيارة...و سلام مازالت تراقب نظرات مي المحدقة بيوسف...دوماً تستمع لذات التعليق منها مبتسمة...
لا تدري لما اليوم لم تضحكها هذه التعليقات...


انتبهت لنزول صبح...فلحقتها بسرعة...و توترها يزداد...
كانت تتمنى لو يغادر قبل أن تنزل...لكن كما توقعت...لمحته مايزال في سيارته...
ضمت الكتب التي بين يديها لصدرها...و عيناها لا تفارق الأرض...
حتى وصلت إلى باب منزلهم...الذي خُيل لها أن المسافة بينه و بين السيارة كانت أطول مما تقطعه دائماً...


دخلت المنزل...و هي تغلق الباب بسرعة...لتستند عليه و تتنفس براحة...


صبح تلتفت لتراها تستند على الباب / سلوومه وش فيك؟
سلام تنتبه لوقوفها فتتحرك / لا ما فيني شي! بس حررر اليوم
صبح ضاحكة / دامه حر..ادخلي وش موقفك بالشمس!


دخلتا معاً...لتقابلا في الصالة أم صبح...و فجر...


/ السلام عليكم
/ و عليكم السلام و الرحمه


بعدها انطلقت سلام لغرفتها تنشد سريرها و قيلولتها...بينما اتجهت صبح للجلوس معهم...


صبح تجاور فجر / فجووره ليه مانمتي؟
فجر / عندنا تسميع..و بأحفظ هاللحين..عشان اروح العصر مع أمي للسوق
صبح / ربي ييسر لك حفظك..خلاص إذا صحيت اسمع لك_تلتفت لوالدتها_يمه جارتنا أم محمد طلعت من المستشفى؟
أم صبح / ايه..الحمدلله الصبح دقيت عليها و تحمدت لها بالسلامه
صبح / وش أخبارها؟ إن شاءالله بخير
أم صبح / لا الحمدلله..تقول صارت احسن بكثير
صبح / أجل بكره نروح نقهويها..و نسلم عليها
أم صبح / إن شاء الله
صبح تقف لتغادرهم / تمسـون على خير



♥▓♥▒♥▓♥



خرج من غرفته وهو يغلق هاتفه...شاكراً لصديقه الذي أصر عليه للغداء معه...فهو حتى الآن لا يقوى على الجلوس في البيت لساعات طويلة...
مازال لا يطيق هذه الجدران التي تشاركه النواح عليها...ليعظم فقدانه لها أكثر...و أكثر...


لكن ما إن نزل إلى الصالة...و لمح جسدها الضئيل يسترخي على أحد الكنبات...بإنتظار...حتى احس بالضيق لخروجه و تركها لوحدها...


أبوسامي / كادي
كادي تفز..و تتعدل في جلستها / هلا يبه_تتأمل ملابسه_ بتطلع؟ ماراح تتغدى؟
أبوسامي يجاوبها بسؤال/ وين سامي؟
كادي / دق من شوي و قال إنه بيتأخر
أبوسامي / أنا معزوم على الغداء..ماراح يرجع سامي؟
كادي تداري خيبتها عن عيناه / لا بيتغدى برا
أبوسامي بحنان / خلاص أنا اجلس اتغدى معك و اتعذر من.....
كادي تقاطعه / لا يبه اطلع..أنا مو مشتهيه الغداء و ما نمت أمس زين..ميته من النوم بس كنت بأتغدى معك عشان ما تآكل لحالك
أبوسامي بتردد / تنامين و أنتي ما أكلتي؟
كادي كاذبه / اكلت أول ما رجعت من المدرسه
أبوسامي يبتسم لها بمحبه / زين يبه..أجل روحي ارتاحي


تركته...لتصعد الدرج...وهو يتبعها بنظرات حزينة...
كم هي مظلومة تلك الفتاة الصغيرة...بيتمها...و وحدتها...
لكن يداه مكبلتان عن تعويضها...بما يعوضها...و الخساره عظيمة...
كيف يعوضها في حين أنه لا يقوى على تعويض نفسه..؟؟


خرج من المنزل...و الأفكار تهاجمه كعادته...لتأخذه شوارده دوماً نحوها...
زوجته...حبيبته...و أخته...و رفيقة دربه...و جميع أهله...
من رضت به رغم ثرائها...و جمالها...على كثرة خطابها في ذاك الزمن...فضلته هو...
تغربت معه خلال سنوات دراسته...تركت أهلها لترحل معه في بلاد الغربة...
تحتويه...بحبها...و إهتمامها...و تغرقه بحنانها الفياض...
كانت معه في كل خطوة من حياته...قاسمته أحزانه...و أوجاعه...و أفراحه...حتى أوصلته لنجاحه...
سعدت بشهادة الدكتوراة التي نالها أكثر منه...فتعبها يساوي تعبه في نيل هذا النجاح...إن لم يكن أكثر...

كيف تتركه بعد هذا لترحل...بلحظه..!!
فقدها في لحظه...لم يفق من صدمتها للآن...






وصلت إلى غرفتها...لتدخلها بخطاوي تجرها بحزن...و أسى...و ضيق...
لا تعلم لما كذبت..؟؟
لكنها لا تريد أن يبقى في البيت و حيداً من اجلها فقط...
لتهاجمه كما تهاجمها...ذكريات عما كان يرفل به هذا البيت من حب...و حنان...


كادي بهمس خافت / آآه يـمـ ـ ـ ـه


ما إن نطقتها...أو تمتمت بها...حتى انسكب الدمع من عيناها ساخناً...
تشتاق لهذه الكلمه...و تخشى أن تنطقها بصوت عالي...فيتعاظم فقدها...و أساها...حتى يخنق بأصابعه الغليظة أي نفس لحياة تجاهد أن تعيشها بعدها...



♥▓♥▒♥▓♥



جلست تسند مرفقيها على طاولة المطبخ...تنتظر صبح حتى تنتهي من غسل الأطباق لتجففها هي...
و دخلت ضحى المطبخ...مع إحدى كتبها المدرسية التي أصبحت لا تفارق يداها هذه السنة...


ضحى / كنت اكلم رهف..طاير عقلها بالهديه اللي جبتوها لشوق..خساره كنت أبي اشوفها
صبح / هدية سلام أكيد بتكون حلوه
سلام مصححه / هديتنا
صبح / أنتي اللي دفعتي قيمتها كلها..و ما رضيتي ادفع شي
سلام بإنفعال / أنا و أنتي واحد..و إلا عندك كلام ثاني..بعدين أنتي اللي اقترحتي نشري لها طقم ذهب


ابتسمت صبح موافقه لكي لا تغضبها...و اكملت عملها...
غريب كيف أن مستوى سلام المادي المرتفع يحسسها بينهم بالنقص...
فهي دوماً ترى نفسها مختلفة...بعيدة عنهم...لهذا السبب...


تصاعد رنين هاتفها...ليقطع حديثها مع ضحى...و أفكار صبح عنها...


سلام / اهلين سمّوي
سمو بحماس / سمّوي تبي تزورك اللحين وش رايك؟


فجأه هكذا و بدون مقدمات..!!
تعلم سر هذه النبرة المتحمسة بصوتها...ذاك التخطيط أن تعرف أكثر عن قصة تتوهمها مع ابن الجيران...
أكثر من ذلك تعرف حق المعرفة فلتان لسانها...و كيف تتمادى بحديثها حتى تسبب كارثه...


سلام / لا معليش غير مره تزورينا..كلها كم يوم و اجيك أنا ما يحتاج تتعبين نفسك
سمو تتصنع العتب / أفااا تطرديني؟
سلام / عادي أمون عليك..مو فاضين حنا تجين و....


تستمع لكلامها الذي لم يعجبها...لتتقدم منها و تلتقط هاتفها من يدها على غفلة منها...


صبح / اهلين سمو
سمو بإبتسامه / هلا..مين؟ ضحى أو صبح أو بالليل هههه
صبح تضحك / لا صبح..و لا يهمك من سلام حياك الله ترى فاضين و ما عندنا شي..و انا مسويه سينابون بتاكلين اصابعك وراه تعالي اذوقك عمايل يدي
سمو بحماس / ونعــم ببنت جابر مو أختك النخله الهبله..خلاص بأجيب لكم كوفي و أنا جايه عشان السينابون..لا تخافون ماراح تنتظروني كثير نص ساعه و أنا عندكم
صبح / إن شاء الله ننتظرك يا قلبي

أغلقت الهاتف و مدته مبتسمة لسلام...التي التقطته منها ساخطة...

سلام / اللحين اصرفها..و تروحين تفتحين لها أبواب البيت على مصارعها؟
صبح / حرام عليك سلومه..أختك و بتزورك تسوين فيها كذا؟
سلام تمط شفتيها بضيق / مو رايقه لهبالها اليوم..و عندي تقارير لازم اخلصها
صبح تضحك / معليش هي كلها كم ساعه..خليها تجي نتسلى مع بعض..بعدين والله ارحمها في البيت لحالها
سلام / تروح لكادي
صبح بإستدراك / صح خساره ليتني قلت لها تجيبها معها..عاد هالبنت يا قلبي تكسر الخاطر من جد في بيت طويل عريض لحالها..الله يرحم أمها و يسكنها الجنه
سلام ممازحه / صبووح وش رايك أي وحده في بيتها لحالها و ماله نعزمها كل عصر
ضحكت ضحى و هي تقف / حلو نلقى أحد نسولف معه كل عصر..يله بأروح أبدل ملابسي و اكشخ لأختك



♥▓♥▒♥▓♥



أفاق من قيلولته متأخراً...فهو لم يعتد أن يصحو من نفسه...كانت هي دائماً من توقظه...و تهتم بكل شيء في هذا البيت...
جال بصره في الغرفة المضائة بخفوت...فها هو النهار بدأ يهجرها...ليظلم بها المساء...كما اظلمت حياته بعد رحيلها...
لأول مره منذ خمس سنوات عاشها معها...يصحو من نومه من غير أن يراها بجانبه...تنتظره بشوق...و تطلب رضاه...و تغرقه حباً...


لم تركته بعد كل هذا..؟؟


إن كانت صدقته في بداية الأمر...و هي تشاهد كل شيء أمام عيناها...لما الآن مجرد ذكريات حبيسة...فجرت غضبها...و صبرها..؟؟
هل كانت تحس بشيء و هذه الشعرة التي قصمت ظهرها..؟؟
هل سمعت عنها شيء لم يسمعه..؟؟
هل حدثتها تلك و لفقت لها الأكاذيب..؟؟

لم ترد على إتصاله طوال الأمس...فتركها مجبراً لعل و عسى أن تهدأ ثورتها قليلاً...

و هاهو الآن يتأمل الغرفة الخاوية من وجودها...ليعتدل جالساً و يمد يده إلى هاتفه و يعاود الإتصال مجدداً...و الذي أيضاً لم يلقى أي إجابه منها...


ألقى بنفسه من جديد على السرير بضيق...و قهر...لولا هذه الأشغال العالقة...و التي يجب أن ينجزها بسرعة...لأسرع إليها...
يعلم أنه لو رآها لأستطاع إرجاعها بسهولة...

التقط هاتفه الذي رماه للتو بجانبه...ليقوم بإرسال رسالة لها...علها تجد لديها صدى لم تجده مكالماته...

كتب و محى...و كتب و محى...حتى استقر على تلك الكلمات...

[اعرف إنك زعلانه..بس ردي خلينا نتكلم]

ترددت أصابعه كثيراً...لا يعرف هل يزيد على هذه الكلمات شيء أم يكتفي بها...(لا كذا يكفي..لو كانت بترد بترد كلمتين زياده ماراح تقنعها)

أرسل كلماته الشحيحة...بأمل أشح أن ترد عليه...و اغمض عينه و أسند رأسه...ليغفو قليلاً...

لكن على عكس توقعاته...احس بالهاتف يهتز بيده...ليصحو مجفلاً...يفتح رسالتها بعجل...

[الموضوع أكبر من إننا ننقاشه على التليفون]

زفر بغضب...و ضيق...(على الأقل نست طاري الطلاق)
اغمض عيناه...و ذكرى الأمس تعاوده..!!






عاد بوقت متأخر من الليل...بعد يوم طويل...من الإجتماعات...و المناقشات...

دخل إلى الفيلا يعجبه وقع الهدؤ على مسامعه...ليسترخي باقي جسده براحة...
و لا يعلم أن بإنتظاره...إجتماع أصعب مما كان يعقده طوال اليوم...و قرارات عليه أن يتخذها بلحظة...لتقرر مصير مشاعر لطالما عاشها بحيرة...و تجاهلها طوال تلك السنوات...
حتى باتت كالأشباح...يعلم أنها تسكنه و لكن لا يحسها...


تجاوز الصالة...التي امتلأت بتلك الصناديق التي بدأوا بجمعها إستعداداً للإنتقال...
كان يتولى أمور الشركة...و عذاري ترتب مع الخدم ما يجب أن ينتقل معهم من المنزل...


صعد الدرج...و الراحة التي احس بها لثواني خادعة...تتبدد توجساً...وهو يرى نور مكتبه مضاء...


قادته خطواته الحذرة...السريعة...المثقلة بالشك...متجهاً إلى المكتب...
راجياً أن لا تكون هناك منذ وقت طويل...على الأقل...ليس الوقت الكافي لتصل لذاك الدرج المنسي بما يحويه...

وقف أمام الباب...ليراها تقف أمام مكتبه توليه ظهرها...
كانت على مايبدو من مظهرها...مستغرقه بجمع شيء ما بين يديها...


أزاح نظراته عنها لذاك الدرج البعيد في آخر مكتبته...لتهدأ نبضاته المتسارعة...وهو يراه يهجع بسكون تام كما كان طوال تلك السنوات...لا يفضح عما بداخله...
حتى خرقت فرحته الموهومة...شهقة انفلتت منها...ليتعالى صوت بكاء...اخرس راحته...

قبل أن يتسنى له الوقت بفكرة...بكذبة...أو سبب...لما رأت...

رآها تلتفت إليه لتصدم بوجوده...و يصدم هو بما تناثر بين يديها...

تلك الصور...الرسائل...الذكريات...و غبار عشق يغطيها...!!


انسلت نظراته عنها...لتلك الحكايا المهاجرة...المهملة...
تلك الذكريات التي يتنساها...و لا ينساها...
هنا ارتكب العشق...الهوس...الكره...الحقد...

خمس سنوات رقدت حكايته هنا...
يخشى نبشها كالقبر...كي لا تثور الأرواح الكامنة داخلها...و تبدأ بالتنفس داخله...


مازال يحدق بتلك الحياة المنسية...
تاق للمسها...ليحسها...ليسألها عن ذاك العشق الذي استوطنه زمناً...ليردمه و يبني فوقه مدناً من أحاسيس مختلفة...


لمــا تحيي ما خشي على رده للحظات حتى بينه و بين نفسه..؟؟
ليتنفس الآن أمام ذهوله...و على مرأى منها..!

صرررخت به...ليستفيق من جموده...و شروده...و تضارب المشاعر في داخله...


عذاري باكيه / تكلــم! ليه ساكت؟ وش هذا يا مالك؟؟


تبعثر بيدها الرسائل...لتتبعثر معها المشاعر داخله...
يحاول كبح جماح المشاعر التي تتسابق للظهور على ملامحه...
ليركنها على جنب...و يملأ شعوره بالغضب...ليتقدم متجاهلاً تلك الأوراق التي تصيح بما يملأها...
و يقف أمامها...سامحاً لنفسه أن يغضب...


مالك بعصبيه / تدريييين إني ما أحب أحد يلمس أغراضي الخاصه..و لا يفتش وراي؟؟
عذاري تصرخ أيضاً / أنا كنت اجمع أغراضك..مــااافتشت فيهن عن قصد!!
مالك يصرخ / قلت لك المكتب أنا ارتبه لا.....


لكنها رفضت هذه المرة أن يخدعها...و يحور الكلام لصالحه...أن يبدأ بالهجوم لتتخذ موقع الدفاع ناسيةً حربها هي...


عذاري تبكي بقهر / لااا تغير الموضوع..(من بين شهقاتها) حرام عليك يا مالك! حرام عليك تسوي فيني كذا!! انا صدقتك صدقتك..و أنت تكذب علي!!


تهاوت على الكرسي بجانبه...و منظرها هذا...أنساه أوراقه...و ذكرياته... لتتعلق مشاعره بهذه الإنسانة أمامه...و بحياته التي توشك أن تنهار...
بعد أن استمات صبراً في المحافظة عليها...


عذاري بإنفعال غاضب / ليه محتفظ فيهن؟؟ لهالدرجه تهمك!! للحين تفكر فيها؟؟ كنت تحبها؟؟ _تكمل بتأكيد_كنت تحبها و كــذبت علـــي!!

علم أن الغضب لن ينفعه هذه المرة...فحاول جاهداً كبته...و لم شتات ما تبعثر مع تلك الذكريات...


مالك ببرود بالكاد يمثله / لو بتسمعيني بعقل بنتكلم..ما تبين تصدقين إلا اللي شفتيه..ماله داعي اتعب نفسي و...
عذاري تقاطعه / واللي شفته له معنى غير اللي وصلني؟ له معنى غير إنك كذبت علي و كنت تحبها_و بقهر_وللحين تحبها..و ما نسيتها!!
مالك يصيح بغضب / كيف تسأليني و تنتظرين مني أجاوب و أنتي جالسه تفترضين من عندك و مو معطيتني فرصه اتكلم
عذاري تقف بحنق / هذا أنا سكت..سمعني وش عندك؟؟ قول؟؟


تنهد مالك بعنف...ليتقدم إلى الكنبة التي تتوسط الجدار أمامها...و الأهم بعيداً عن ما انتثر معها...
رمى بنفسه...و نظراته لا تغادر نظراتها المتعلقة به بجرح عميق تحمله...


مالك صادقاً / هالدرج عمري ما فتحته من سنين..و....صدقيني..صدقيني...كنت ناسيهن


يأمل أن يكون عذراً مقنعاً...و يأمل أكثر أن يكون حقيقه...


عذاري محتجة بغضب / و ليه يكونون فيه من الأساس؟؟ ليه تآخذهم معك؟ ليه تحتفظ فيهم؟؟


تسأل سؤالها ببساطة...وهو الذي مرت عليه سنوات يرتصف فيها حيرته...و تساؤله عن الأسباب...
غادرها برغبته...
كرهها عن قناعة...
لكن لم يستطع محو بصماتها عنه...


مالك ببرود / لقيتهم مع الأوراق..(أكمل كاذباً) ما انتبهت لوجودهن..جمعتهن هنا و نسيتهن
عذاري بسخرية حزينه / تبيني اصدق اللي تقوله و.....
مالك يقاطعها بعد أن تلفت أعصاب كان يمسك بزمامها..ليقف بغضب / عذاااري خلصنا..تدرين إني ما أحب هالتنكيدات و التحقيق و أنتي......
عذاري تقاطعه بقهر / ماراح نرجع للرياض يا مالك..لو كانت ما تهمك خلنا نجلس في جده..خلك في الفرع اللي هنا مثل ما كنا طول هالسنين..ليه تترك الشغل اللي تعبت فيه..هناك كل أعمامك في الشركه مو ضروري وجودك
مالك بغضب / و أنا من متى امشي على شورك؟-بتهديد- اسمعيني......


و قبل أن يتم تهديده قاطعته بصراخ باكي...


عذاري و هي تتركه / لوو رجعنا الرياض بتطلقني..ماراح اجلس معك و هي.......
مالك يقاطعها بغضب عاصف / بترجعين غصب عنك و ......

لم يتم كلامه...لأنها خرجت بسرعة صافقةً الباب خلفها...لأول مره قبل أن يتم كلامه...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تجلس بينهم في صالة البيت مسرورة...يسعدها هذا الشيء الذي يدل على أنها ليست غريبة...لم تأتي لهذا البيت منذ سنوات...و تكاد لا تعرفهن إلا من أحاديث سلام عنهن ..
لذا اسعدها أكثر إستقبالهم المرحب بها...حتى والدتهن حين سلمت عليها قبل رحيلها لم تتضايق من وجودها...لا تدري لما خطر لها أنها قد تتضايق...


سمو / وناااسه البيت اللي فيه بنات كثار..الله لو لي خوات و......
سلام تقاطعها / قدامي و تقولين كذا! ما مليت عينك أنا؟؟
سمو / ماليه عيني و قلبي..بس انتي احسك أخت بالإيجار..يعني طالعه علي بالساعات بس


ضحكن صبح...و ضحى...لتتكلم سلام بغضب مصطنع...


سلام / الله يخليني لك غصب عنك
سمو / و انا قلت شي..الله يخليك لنا
صبح / كادي وش أخبارها؟ ليه ما جبتيها معك؟
سمو تلتفت لها بحماس / لا توصين حريص فكرت بهالشي بس دقيت عليها ما ترد..و استغربت رحت ادق على الثابت و ردت علي خدامتهم الخبله و قالت إنها نامت..حتى ما تغدت الكوكو..تقول إن الغداء ما أحد أكله..شكل أبوها و سامي طلعوا وهي نامت
سلام معلقه / ما تعرفين تختصرين!
سمو / لا لازم الذمه في نقل الأحداث
صبح / يا قلبي والله كان ودي اشوفها
سمو بحماس / الجايات اكثر..ليه ما تعزمون خوات يووسف أبي اتعرف عليهم


هــا قد بدأت..!!
رمقتها سلام بغضب...و هي تراها تبحث سريعاً فيما أتت من أجله...و ضحى و صبح يرمقانها بإستغراب...


ضحى تضحك ساخرة / و أنتي اللحين عارفه اسم اخوهم و لا تعرفين أسمائهم؟؟


عضت لسانها بإدراك...و هي تتهرب من نظرات الغضب في عيني سلام..بعد ان أدركت خطأها في السؤال مباشرة عنه...


سمو / آآ لا بس شايفه مسلسل بدوي..و فيه البنت تفتخر بإسم اخوها_تبتسم بغباء_تصدقون البنات ملغين اسمائهم يعني أنا أخت ساري هم خوات يوسف..ووو كذا
ضحى تنساق مع كلامها / يااا قلبي يا حنا..ما عندنا أخو وش يقولون لنا؟؟
سمو تهذر لتنسي سلام ماقالته / عادي بإسم أبوكم يعني أنتم بنات جابر..يا قلبي عليه أبوك عاد يستاهل..اذكر يوم كنت صغيره و جيت مع سلام اخذني البقاله و شرى لي آيسكريم..كان حلو للحين حلو؟؟
سلام مهددة / سمو شوي من العقل ماراح يضرك
صبح / حرام عليك خليها على راحتها
سمو / صح لا تكبتيني بعدين اتعقد


انشغلتا سمو و ضحى في التحدث عن المدرسة...و سنتهما الأخيرة...لتستأذنها صبح للذهاب لإحضار الشاي...و تلحق بها سلام بعد أن ظنت أن نظرة التهديد كافية لردعها عن فتح ذاك الحديث مجدداً...
لكنها سمو و فضولها لا يردعه شيء...


سمو تسحب يد ضحى لتهمس لها / وين بيت يوسف؟
ضحى بإستغراب / مين يوسف؟
سمو تضربها بخفة / ولد جيرانكم..يعني مين؟ قولي هو اللي قدام بيتكم أو اللي جنبه؟ كأني اتذكره بس نسيت
ضحى مازالت مستغربة / اللي جنبنا
سمو تصفق يديها بحماس / هو اللي سيارته لؤلؤيه صح؟
ضحى / ايه....أنتي وش تبين فيه؟
سمو / لا لا ولا شي..اسأل من باب العلم بالشيء و لا الجهل به فقط...(خساره ليته كان طالع و شفته)






بعـد ســاعه..~


كانت ترتدي عبائتها...لتخرج لتميم الذي كان ينتظرها خارجاً...


صبح / هاذي ما تعتبر زياره..لازم تجينا مره ثانيه أنتي و كادي وقت اطول
سمو / لا المره الجايه أنا باعزمكم يا بنات جابر.._ترفع نظراتها لسلام بحذر_آآ سلوومه بااااااي
سلام تقبلها لتقرص اذنها..و تهمس لها / لا تشوفين أفلام عربي كثير
سمو تخرج لباحة المنزل مغنية بصوتها المزعج / ذاااكرررني و إلا نااااسي..رد الذكرررى قربهااا..أنا ااحبك الأوووول يا قااااسي..بنت الجاااار اللي تحبهااااااا
سلام تصرخ بغضب / سمووو و وجع اسكتي فضحتينا


لوحت لها بيدها مودعة و ضحكتها تتعالى...قبل أن تخرج من المنزل...

جلست بجانب تميم...و عيناها لا تفوتان ذاك الشاب الذي خرج من منزله للتو و يقف الآن عند سيارته...ليهتز جسدها حماساً مكتوماً...(هذا يوسف..هذا يوسف..يوو لا يكون سمعني! بيوتهم قريبه لبعض!! ياويلي من سلام بتذبحني)


تحرك تميم...و رفع يده ملقياً بسلام سريع وهو يمر بالقرب من يوسف...و هي مازالت مستغرقة بالنظر إليه..
وجهه الدقيق الملامح...يوحي بسكينته...و سماحته...نظراته الصافية...تذكرها بوصف سلام له...لا تدري لما ترى روحه الطيبة تغطي ملامحه...
كانت تميل رأسها للخلف تتأمله...حتى احست بأصابع تميم التي نقرت جبهتها بعنف...


تميم / وش مطيره عيونك فيه ياللي ما تستحين!!
سمو تفرك جبهتها بغيض / آآآي
تميم / عشان تتأدبين
سمو تتدارك حرجها / هذا يوسف أخو شوق
تميم ساخر / لا والله..و يعني؟؟
سمو بحرج / آآ بأشوفه عشان اعرف إذا شوق حلوه أو لا
تميم / ليه توأم؟
سمو تهذر / لا بس إذا كان حلو أكيد هي حلوه بعد..مو معقول ما أخذت من ملامحه شي..و هي مولوده بعد..أكيد بقى منه شي من هنا و إلا من هنا و اخذته
تميم ساخرا / اسكتي اسكتي..صدق اللي يكلمك لازم يرمي نص عقله عشان يستوعب وش تقولين






وقف في مكانه...يراقب تلك السياره الفارهة...و ذاك الثراء المرتسم بهيئة أخاها...
أهذا كان سبب رفضها؟؟
هل تراه دون مستواها؟؟
هل تطمح للأفضل مادياً؟؟


و هرب من تلك الأفكار التي تخنقه...إلى الخيال الذي يهنأ له العيش على كذبه...
وهو يتذكر كلمات تلك الأغنية التي سمع فتاة ما تصيح بها قبل قليل تعالى صوتها إلى منزله...

لما على الصدف أن تجمعه بها...إن كانت لن تكون له يوماً؟؟
تلك الكلمات التي تصل إلى سمعه...ما معناها؟؟
تعنيه؟؟ أم أن خياله يصور له ذلك؟؟
لما يحس أنه يستمع لدقات قلبها...يحس بتوترها...و إرتجافها حين يراها؟؟
هل هذا حقيقة..أو وهم من خيـاله..؟؟






سلام تدخل الصالة هاتفة بحنق / فضحتنا هالخبله..سمعتي باب الجيران يتسكر أكيد سمعـ....آآ سمعوها

لم تنتظر تعليق...و هي تصعد الدرجات تتحلطم بغضب...

ضحى تضحك / والله خبله هالسمو..تونـّس


ابتسمت صبح...و هي مازالت تحدق بالدرج الذي صعدته سلام غاضبة...
تراجع في خيالها سؤال سمو عن يوسف...و الغضب الذي حقن وجه سلام بصمت...و غضبها الآن الذي سببه أنها تعرف أنه هو من خرج من منزله...
تتذكر توتر سلام...و هما يركبان معه السيارة...بكائها على تلك الكلمة التي فلتت منها...
و نظراتها التي اصبحت لا تترك الأرض حين يذكر اسمه في حديثهم...(من بعد خطبة شوق و هي على هالحال! قبل كانت عادي..ما ألاحظ عليها كل هالتوتر! صار شي؟ معقوله أحد كلمها عنه مره ثانيه؟؟)

إحساسها يؤكد لها...أن هناك شيء قد جد...
لكنها لن تسأل...حتى تخبرها سلام بنفسها إن كانت ترغب...



♥▓♥▒♥▓♥



تعتكف في غرفتها منذ وصولها بالأمس...تتقاذفها الحيرة...و الضيق...و الحزن...
تقف على مفترق طرق...لا تعلم في أي طريق صالحها...لتكمله...

بالأمس...حين تركته ثائرة...كانت تجزم أنها ما إن تصل إلى البيت حتى تخر باكية في حضن والدتها...طالبة أن يطلقوها منه...

لكنها التزمت الصمت...و لم تخبر أحداً بما حدث بينهما...و لا خلافهما...
تعذرت بوصولها أولاً...أنها ارادت الرجوع قبله لأنهم سوف يبيعون المنزل...وهو يكمل ما تبقى له من أعمال هناك و يلحق بها...


لا تدري لما؟؟
هل مازالت تطمح لحياة معه بعد كل هذا الكذب..؟
هل ستصدقه هذه المره أيضاً..و تكذب ما رأت...و ما تحس به..؟
هل تريده أن يسترضيها..لترضى....و هل سيفعل هو..؟
عدا إتصالاته...و رسالته...ماذا يمكن أن يفعل بعد ليرجعها..و مالذي يمكن أن يرضيها لتعود إليه؟؟


الآن و هي بعيدة عنه...لا تعلم حقيقة شعورها نحوه...
بعد كل ما عرفت...بعد إسترجاعها لتلك الذكرى...و إستعراضها لحياتها تلك السنين معه...

مالك...كم بدى لها كفارس أحلام خيالي حين خطبها...
رجولتـه...هيبته...قوة شخصيته...مستواه الإجتماعي...
لكن ما أصعب العيش معه...
قسوته التي لا تلين...سيطرته التي لا تنفك...غضبه العاصف...و عصبيته المرعبة...


لأول مره تتأمل نفسها من بعده...تقارن نفسها بما كانت عليه قبل سفرها معه...
كم تغيرت...انسلخت عن شخصيتها...
عن كل ما تحب لما يحبه هو...
عن كل ما يرضيها إلى ما يرضيه هو...
نفى نفسه و نفاها معه...و لم تشتكي...
هذا كان الحل الأسهل لتعيش معه براحة...و حب...

نعم كانت تريد حبه...و إرضائه...
لكن أكثر كانت ترتعب من غضبه الكاسح حين يتملكه...و لا تقوى أن تتعامل معه...
لا تأمنه...و لم تأمنه أبداً...


و الآن تسأل نفسها...
ما هي الحياة التي عاشتها معه؟؟ ماهي المشاعر التي جمعتهما؟؟

كانت تلهى في عملها نهاراً...وهو في شركته...لتكمل ما ينقصها للعمل مساء حتى يعود...
ليجدها بكامل أناقتها...بكامل مشاعرها...لا تطلب سوى رضاه و حبه...
لا تتكلم إلا حين يرغب...لا تتحرك إلى حين يأمر...

ضحت كثيراً من أجله...تحملت...صبرت...و سامحت...
و بعد كل هذا...تجده يعيش مع ذكريات لسواها...
تلك التي أنكر حبها...و ادعى أنه من طرف واحد...

تذكرت صورها التي تناثرت بين يديها...رسائلها...و أغراض كثيره لها...إسوارة...شال...مشبك شعر...
أي مهووس من جمع كل تلك الأشياء...و احتفظ بها طوال تلك السنوات..؟؟


لم تتخيل مالك أبداً أنه من هذا النوع...لم تعرفه هكذا...و لم يكن معها يوماً هكذا...(لكن لو كان يحبها كل هالحب..ليه تركها؟ ليه تركها و هي تبيه؟؟ ليه تزوجني؟؟ ليه ابعد عنها؟؟ معقوله يكون حب في الماضي و انتهى من قلبه صدق!!)



♥▓♥▒♥▓♥



عادت لتوها من التسوق...لتدخل إلى الصالة...تتبعها الخادمة بأكياس مشترياتها...


جواهر مبتسمة / مساء الخير
أم ساري / مساء النور


كان يجلس مع والدته...يشاهد برنامجاً إقتصادياً...يأخذ كل إهتمامه...لذا لم يتكلف الرد عليها...


جواهر / وين سمو؟
أم ساري / راحت عند سلام..خواتها عزموها على القهوه
جواهر / ياحليلهم والله..عاد حنا مقصرين معهم ما عمرنا عزمناهم

استمرتا بالحديث...وهو يرمقهما بنظرة ضيق...و جواهر تخرج من أحد الأكياس ما اشترته لوالدته...
زفر بتأفف...وهو يرفع الصوت أكثر ليستمع بوضوح...(من صدقهم بينثرون أغراضهم هنا! ليه؟ ما فيه غرف؟؟)


جواهر / ايه و شفت بجامات حلوه..و اخذتهن للبنات..وينهن؟_تفتش بأكياسها لترمق الكيس بالقرب من باسل_باسل عطني الكيس اللي جنبك


بالكاد التفت ليراه..و دفعه بقدمه لها...
لتتغضن ملامح والدته بضيق من تصرفه...و جواهر تلتقط الكيس بتنهيدة عدم رضا...
لم يبدين إستيائهن...لأن الجميع اعتاد على هذه التصرفات منه...

أما هو..فكان كم من لم يفعل شيء..مستغرق فيما يراه و لم يحس أنه اخطأ...بالعكس يراهم عديموا الذوق بإزعاجه بكل تلك الخربشات...و الأحاديث التافهة...


دخلت سمو راكضه بحماس / وااااو أكيد عمتي اللي رايحه السوق_تحشر نفسها بجانبها_وش جبتي لي وش جبتي لي؟؟

هذا ما كان ينقص...إزعاج تلك التي لا تهدأ...

سمو ترتدي بيجامتها فوق ملابسها / باسل وش رايك؟
باسل بسخرية / أول مره تلبسين بجامه على هالفرحه؟؟
سمو بحماس / لا هاذي هديه..يعني غير اللي اشريها أنا-كشرت بملامحها و هي تصد عنه لعمتها-يسلمو عمتو يسلمو


وقف ليغادرهم بدون أي كلمة...ليتابع البرنامج في غرفته...براحة...و دون إزعاج...
و لم يحس أحداً بخروجه...خاصة مع فوضى سمو و إزعاجها...

سمو تطل بالأكياس / وش جبتي بعد؟
جواهر / هاذي بجامات للبنات.. الزرقاء لكادي..و الموف لسلام

جمعت بين يديها تلك الملابس...و نهضت...

سمو / بأروح اكلم كدويــه..يمكن صحت..ما كلمتها اليوم..نامت ماتغدت و من عرفت و أنا حاسه بالجوع معها ههههه
جواهر مبتسمه / الله يخليكم لبعض



♥▓♥▒♥▓♥



خرجت لباحة منزلهم...و هي تحمل صحن الفواكة...
لتلتحق بجمعتهم...على ذاك المستطيل الصغير الذي غطاه العشب الأخضر...
كانت مساحة متواضعة لا تقارن بحديقة منزل والدتها...
لكن لا تعلم لما تراه...أجمل...و أقرب لنفسها من تلك الحديقه...

هنا كانت سهراتهم معاً...أو مع جاراتهم...
هنا ليالي قضينها بالمذاكرة في أيام إمتحاناتهن...
هنا يتناولون عشائهم يومياً مع والدها...يحادثونه...و يمازحهم بمودته...


ابتسمت و هي تصل إليهم...ليقابلها والدها بذات الإبتسامة المثقلة بحنانه...

أبو سلام / الله يعافيك يبه..تعالي اجلسي جنبي


توسطت والدها...و زوجة أبيها التي تحركت فوراً لإفساح مكاناً لها...و ذات الإحساس بالإمتنان يكتسيها...
كلما رأت حنان والدها...و رضا زوجة والدها بهذا الدلال الذي يخصها به من بين أخواتها...
تعلم أن والدها لا يقصر بحنانه على أي واحدة منهن...لكن هي لها مكانة خاصة لديه...
و أي زوجة كانت لتغضب من هذا الحب الذي يقتص من نصيب فتياتها...
لكنها امرأة لا تشبه أحداً بأخلاقها...بصبرها...و طيبتها...
خالتها كتلة طيبة و مراعاة ليس لها إلا نسخة واحدة...نسخة من روعتها و تفوق...إنها صبح...


أبوسلام / وينك ما شفناك على العشاء؟
سلام / ما شتهيته...و عندنا تقرير قلت اخلصه..سمو العصر كانت عندنا و راح الوقت ما سويته
أبوسلام / الله يوفقك يبه..أنتي و خواتك


اجلسها بجانبه...و كعادته بدأ يسألها عن أحوالها...عن كل صغيرة و كبيرة تعنيها...
يغرقها بدلاله...و حنانه...و إهتمامه...
ليعوضها عن تلك الطفولة القاسية...و السنين المجحفة التي كان يسلط عليها بها غضبه...


كان يشد عليها بتصرفاته...يغضب و يثور عليها من أقل خطأ قد يقع فيه أي طفل...يضيق الخناق على أفعالها...يحرمها من حنانه...
فيعلم أنها تبتعد عنه لتقترب من والدتها...و يملأه القهر...

أن تكتسب حبها تلك بما لديها و ينقصه...هذا ما كان يغضبه أكثر...ليقسو عليها أكثر...

كان يفرغ غضبه منها بطفلتها...متناسيا أن من تعاني...هي طفلته أيضاً...
لم يكن حباً لها...بل كان إحساس مر بالخيانة حتى و إن لم تكن تقصدها...أو قصدتها...


علم أنها أجبرت على الزواج به...فسكت و لم يحملها أكثر...
لم تحبه أبداً...فرضى أن يعيش بمجرد الاحترام و تلبية الواجب بينهما...
حتى حملت بين أحشائها ما ظن أنه سوف يربطهما للأبد...و يوجد بينهما المودة...و المعزة...ولو لم يخلق الحب...


ليصدم بعد ذلك بذهابها إلى بيته...
بيت طليقها...و أب أولادها...متحججة أنها لا تذهب إلا وقت خروجه...لتقف جانب صديقتها...و من تعتبرها أختها...بمحنة رفضت أن تشرح له كنهها...
ليخبرها بعدم رغبته لذهابها هناك أبداً...فترفض...و يعظم الخلاف بينهما...
تركها تذهب إلى بيت عمتها...طلقها تهديداً لها لترجع عن إصرارها...لكنها لم تهتم...
ارخصته...فأرخصها...و انقضت عدتها بوضع حملها مبكراً...فانتهى ذاك الزواج بلا قرار من كلاهما...

ليصدمه رجوعها السريع لزوجها الأول...فيستبد به الغضب...ويتزوج هو أيضا سريعاً من أخرى...


و بذات السرعة التي تزوج بها...ملكت أم صبح قلبه...و عقله...
و أخرجت العنود سريعا من تفكيره...لا بل تأكد أنها لم تكن يوماً قريباً من إحساسه...



♥▓♥▒♥▓♥



وصل إلى...(الإستراحة)..التي يجتمع فيها مع أصدقائه...ليفاجأ...بمواقفها خالية من أي سيارة...(وين الناس؟ معقول ما أحد فيه!)

ترجل من سيارته...و توجه إلى البوابة...ليدخل و لا يرى إلا العاملين يقومون بواجباتهم فقط...

تميم / صلااااااح
أتى إليه العامل راكضاً من بعيد / أهلاً يا أستاز تميم
تميم / وين الشباب؟ ما فيه أحد؟؟
صلااح / ماحدش حضر منهم النهرده
تميم / زين كمل شغلك يعطيك العافيه

أخرج هاتفه المحمول من جيبه...وهو يصعد درجات الدكة الحجرية الخارجية...التي صفت عليها الوسائد الوثيرة...ليجلس متمدداً على أحدها...


اتصل على طلال ليخبره أنه في زيارة لأهل زوجته...
و اتصل بهم واحداً تلو الآخر...الجميع لديه ما يشغله هذا اليوم...الذي لا يوجد لديه هو أي عمل...(ليييش العالم انشغلت يوم صرت فاضي؟ وش هالكلام الفاضي!!)
و أعاد الإتصال بتركي...الوحيد الذي لم يجب على إتصالاته...لكنه لم يجب أيضاً...


تميم يصرخ عالياً / صلااااح عطني القهوه


مضت ساعة...وهو يجلس لوحده...يرتشف قهوته بإستمتاع...و هدؤ...
جعل ذكرياته تثور في هذا السكون الذي يلفه...يستعرض حياته...و المشاعر التي مرت به...
أربع قصص مرت عليه...ولا واحدة منها...أوصلته لذاك القفص الذهبي..!!
الأولى...أحبته و أحبها...لكنه تركها...
الثانية...أحبها و جن بها و بالأخير احبته...لكنها تركته...
الثالثة...أعجب بها..كل ما فيها كان فخماً راقي و رائع يناقض بساطته و مع ذلك أحبته...لكن الظروف حالت بينهما...
الرابعة...لا يعرف أي قصة جمعتهما...و أي مشاعر حملها لها...حب لم يحمل أي نظرة...أو كلمة...أو لحظة بينهما...

حين انقطعت أفكاره...انتبه لنفسه...كان قد صب أربعة فناجيل صفها أمامه...ملأها بالقهوة على حسب قوة ذاك الحب...و مدته...


ابتسم وهو يتخيل أن يرجعن إليه كلهن في وقت واحد...في ذاك الوقت...من سوف تتغلب على غريماتها...و تكسب قلبه..؟؟
من منهن أحبها أكثر..؟؟
فكل واحدة منهن لا تشبه الأخرى بشيء أبداً...

مد يده للفنجال الأول...ليبعده عن البقية...و الذي كان به قليل من القهوة...
تلك كانت عبير...أول حب عرفه بسنوات مراهقته...حادثها بالهاتف بعد إتصالها الخاطيء عليه...أو قد تكون تعمدت هذا الخطأ...
كان حينها في سنته الثانوية الأولى...فأكتشف معها لذة الحب...و عرف شقاء السهر...و معاناة الشوق...
كانت فتاة مجنونة...جريئة...خفيفة الظل...و مرحه على الدوام...
ضحك بإستخفاف...وهو يتذكر تلك المحادثات الليلية الطويلة...و سخافة تلك الأحاديث التي يحكونها...و الخلافات التي يتنازعون بها...و تلك الأغاني التي يغنيها لها لتكمل معه بصوتها المزعج...(الله يغفر لنا..و يستر عليها..عساها كبرت ذيك البنت و عقلت و تركت هالدرب)

تركها بعد سنتين على علاقتهما...لأنه ادرك أن كل ما يقومان به خطأ...
ابتسم بحرج وهو يتذكر تلك الليلة التي دخلت بها عمته جواهر عليه...بعد أن استمعت لمحادثته معها...لتلقي عليه محاضرة طويلة عن تلك المكالمات المحرمة بينهما...و ما يمكن أن تجرها عليهما...
فاقتنع و تاب...و صارح عبير برغبته في قطع العلاقة...لتغضب...و تبكي...و تملك الجأة لتدعي عليه...ظناً منها أنه يتركها لأنه تعرف على غيرها...و كانت تلك آخر مكالمة بينهما...
و بالكاد اعتاد على فراغ أيامه...بعد أن كانت تملأها بفرحها...وشقاوتها...و حبها...و أحاديثها التي لا تنتهي...


بعد مرور سنتان... أدرك أن عبير لم تكن حباً صادقاً حقيقياً...فالمشاعر معها لا يمكن أن تقارن بعمق أحاسيسه التي ارتبطت بإبتسام...ابنة الجيران...في منزلهم القديم...
تلك الفتاة العذبة...الرقيقة...الحالمة...الحنونة...صاحبة العينان الناعستان...و الجمال الباهر...
شغلت تفكيره من لقائه الأول بها...صدفة جعلته يدخل إلى غرفة عمته بعد عودته من رحلة تخييم...لتلتفت إليه بحماس...مستعرضةً نفسها بدلال...تسأل عن رأيها بشكلها...ظناً منها أنه عمته...
ليقف مشدوهاً وهو يراها بقمة جمالها و أناقتها...بفستان حريري أزرق يظهر تقاسيمها الأنثوية الفاتنة...و خصلات شعرها العسلية تسترسل على كتفيها كشلال من الشهد الصافي...

لم يستطع أن يتحرك...أو أن يرمش بجفنيه للحظة...خوفاً أن يحرم نفسه من هذا الجمال الذي ارتسم أمامه...
حتى احس بيد عمته التي شدته بقوه للخارج...لتقفل الباب عليها...
تحدث معها...حتى عرف من تكون...و تركها ليذهب إلى غرفته...لايحتل ناظريه إلا صورتها العذبة...الجميلة...
ليصدم حين يقف أمام المرآة و يرى شكله الذي وقف به أمام ذاك الحسن ...
كان بثوب أسود أغبر...وجهه لوحته الشمس و الهواء حتى زادت سمرته...و ذقنه الذي طال لم يشذب و لم يرتب...حتى غترته التي ناقضت سمار بشرته...كان قد لفها على رأسه بعشوائية...

كان هذا أول لقاء...تبعه لقاءات صدف تعمد أغلبها...و مشاعر أصبحت تسكنه إتجاهها لتزداد عمقاً يوماً بعد يوم...الكل من اهله عرف بحبه لها...فهو لم يستطع إخفاء إهتمامه بها...و شوقه...و لهفته...
و سلام و سمو كانتا حمامتي السلام لها...ينقلن كل أخبارها له...كل ما يرغب بمعرفته...و كل ما جعله يتعلق بها أكثر...و أكثر...

حتى أتى ذاك اليوم...يوم تخرجه الجامعي الذي ظن أنه بداية الفرح...بداية الطريق لها...
فبعد تخرجه...و عمله...لا شيء يمنعه من الزواج بها...
لكنه صدم بخبر خطبتها...و الذي صدمه أكثر موافقتها...و الذي صدمه أكثر...و أكثر...
سبب زواجها...تزوجت بزوج أختها المتوفاة لكي تربي أولادها...و لا تتركهم بين يدي غريبة لا تعلم كيف ستتصرف معهم...ذاك الزوج الذي يكبرها بسنوات...
لكنها كانت دوماً الأم الثانية لأولئك الأيتام...و حين فكر والدهم بالزواج كانت هي خياره الأول...لتوافق رغبته...إهتمامها و محبتها لهم...لتوافق أيضاً...

يوم زواجها...ذاك اليوم ظن أن نهايته تكتب فيه...ذاك الوجع الذي أذاب قلبه...ذاك القهر الذي صهر روحه...و حزن و لوعة شلت أطرافه...
ظن أنه نهايته...و نهاية قلبه...بل نهاية العالم...
فلم يطيق الوقت...و الحي...و الناس بعدها...فقرر السفر لإكمال دراسته...أراد أن يبتعد عله ينسى...
و ابتعد...و نسى..!!


في سفره...و غربته...الذي شاركه بهما صديقه طلال...
كان دوماً هادئاً...شارداً...لا مبالياً بأحد...حتى قابل ساره...
لم يحبها سريعاً كما أحب إبتسام...بل كانت تدخل إلى قلبه رويداً رويداً...حتى سكنته...و بلت جميع عروقه و نفت أي ذكرى لسواها...
بداية أعجب بشخصيتها القوية...ثقتها...ثقافتها...جديتها...
رغم تناقض شخصياتهما...لكن حوارهما دوماً كان ممتع...شيق...دوماً ما تنتصر فيه بالأخير...لتقنعه بوجهة نظرها...
كانت تدرس الطب...و تسكن في نفس الحي الذي يسكنه...مع عائلتها...والدها المقعد... والدتها...و أخوتها الصغار...كانت الفتاة الكبرى...و التي تحمل أعباء تلك الأسره على عاتقها...
فأصبح كتفاً تستند عليها في غربتها...اهتم بأخوتها و مشاكلهم معها...يأخذ والدها لمواعيد المستشفى أثناء إنشغالها...يساعد الكل في ذاك المنزل...حتى أصبح كأنه فرد منهم...

لكن نقاشاتهم الصغيرة...بدأت بالتحول لإختلافات تكبر يوماً عن يوم...

كانت محجبة نعم...و لكنه أرادها بستر أكثر...ستر لا يكشف للغير ما سيصبح حق له وحده...
تملك الكثير من الزملاء الشباب...حتى و إن كانت العلاقة بينهم في غاية الإحترام...لكن غيرته كمسلم...لا تحتمل تلك المحادثات...و الجلسات...و الإتصالات بينهم...
اختلفا حتى على مجال عملها...اختلفا على مكان إقامتهم إذا تزوجا...فلكل منهما منطقة مختلفة سيعود إليها...

رفضت أن تغير بها شيئاً واحداً من أجله...و رفض أن يتنازل هو أكثر...فافترقا رغم عمق المشاعر التي تجمعهما...

ليتقابلا صدفةً...في مصعد...أو شارع...أو محل...كغريبان...
تحرقهما النظرات...و لكنهما لايستطيعان الكلام...
طيران يحومان حول بعضهما...مجروحان...حزينان...
عادت قبله بأسابيع...لتتركه أياماً في وحدة يعيشها بعدها...وهو يرى أطيافها في كل زاويا الشوارع...في كل الآماكن...في كل الوجوه...


كان مشغولاً دوماً بأفكاره عنها...حتى آخر ليلة له قبل عودته...و هجره لأرض الغربة...
حين عاد لشقته مساءً...ليجد مغلفاً أصفر عند بابه...
التقطه بإستغراب...و استغرب أكثر وهو يرى اسمه مكتوب عليه...بخط أنثوي...أنيق...

دخل إلى الشقه مسرعاً...ظناً منه أنه قد يكون من ساره...فهو لا يعرف لها خطاً بالعربية...كل مارآها تكتب كانت تكتب بالإنجليزية...
جلس في الصالة وحيداً فطلال كان قد عاد منذ أسبوع...بعد ولادة طفله الأول...أما هو فبقى حتى ينهي كل ما تبقى له هنا...

ليسهر تلك الليلة الطويلة...مع ذاك الدفتر الأصفر أيضاً من مجهولة...حتى صفحاته كانت صفراء باهتة...
و خطها الأنيق...الفخم...يملأ تلك السطور بلون أسود حاد...حالك...

فتاة دونت هنا مشاعرها...غيرتها التي عنونت لون الدفتر و صفحاته بها...قهرها...عشقها...حزنها...
كتبت تلك الأيام...و الذكريات...و المشاعر...بلغة فصحى مؤثرة...و عميقة...
سطرت سنوات أحبته فيها بصمت...كانت ترصد له كل حركة...أو كلمة...أو حال يمر به...
عاد يعيش أيام غربته من جديد في هذه الصفحات...ليست أيامه فقط...بل حتى مشاعره...و أحاسيسه...
و كأنها كانت تعيش بقلبه...تتمشى بأوردته...تسكن فكره...و ملامحه...لتكتب عن أدق تفاصيل عاشها...

كتبت عن وصوله منكسراً...حزيناً...غريباً...
كتبت كيف أصبح يتبدل يوماً بعد يوم...
كتبت أول صديق كسبه بالحي...
كتبت أول ضحكة رأته فيها حين كان يقف مع طلال بأحد محلات القهوة و علق عليه طلال أنها أول ضحكة له منذ وصولهم هنا...
كتبت عن أول نظرة ألقاها على ساره...إحساسها المر الذي أخبرها أنها لن تكون مجرد نظرة عابرة...
كتبت عن أول لقاء له بها...و الغيرة التي أذابت قلبها و هي تحوم حولهم كالهواء الذي لايمكن لأحد أن يراه...رغم وجودها الدائم أمامه...ادركت أنه يحبها قبل أن يعرف حتى هو بوجود هذا الحب في قلبه...
كتبت عن كل تلك المشاعر التي ارتسمت بوجهه حين يحاورها...يقابلها...و إستغرابها كيف لا تنتبه ساره و لا هو...لكل تلك المشاعر العذبة التي تسكن ملامحه بوجودها...و تغير حتى نبرة صوته...فلصوته نبره خاصة لا تظهر حتى يحدث ساره...
كتبت عن أول خلاف لهما مع بعض...خلاف احتارت مشاعرها فيه...بأي صف تقف...هل تفرح....كما هو متوقع...
لكنها لم تفرح...فهي تعيش هذه القصة معهما و تسكنها مشاعرهما...
لم تفرح بخلافاتهما...و لا بفراقهما...لم تستطع أن تفرح و كل هذا الحزن يسكنه...ليسكنها أيضا...
حتى ختمت صفحاتها...بإعتذارات طوال...
إعتذرت عن حبها العميق...الغريب..له...
إعتذرت عن مراقبته تلك السنوات...و نبش أدق تفاصيله...و العيش على إحساسه...
إعتذرت عن خجلها...و صمتها...و حظها الذي لم يسعفها لتعترف...أو لتكتب لحظةً حقيقية بينهما...
أخيراً...إعتذرت عن إرسال هذا الدفتر...و لكنها كرهت أن تكون دوماً الفتاة التي تقف بالظل في حياته...كرهت أن لايعرف أنه سكن كل زوايا روحها...كرهت أن لا يعرف أنه بنى له بيتاً بقلبها سيسكنه طوال عمرها...
كرهت أن يمر العمر و تنساه...وهو لم يعرف أبداً بحبها...


مع طلوع الفجر...انتهى من ذاك الدفتر الزاخر بمشاعرها...و أيامه...
بعد أن رأى زرقة السماء...هب يصلي الفجر سريعاً...و عاد لدفتره...
جلس بشرود...وهو يراجع في خياله وجوه كل الفتيات اللاتي مر بهن تلك السنوات...
الحي الذي يسكنه...مليء بالسعوديين...الخليجيين...العرب...
هناك العشرااات من الفتيات اللآتي يعرفهن...اللآتي مر بهن...اللاتي حدثهن...
أي واحده هي؟؟ أي واحده..؟؟؟


كانت طائرته مساء اليوم...لحظة فكر بهذا الشيء...ليخرج سريعاً بذات الملابس التي كانت عليه بالأمس...و التي سهر بها طوال الليل...
لا يعلم أين يذهب...كيف يعرف...من يسأل..؟؟

لكنه مشى بكل شارع قد مشاه سابقاً...بفرق واحد...أن عيناه تدقق النظر بكل وجه أمامه...أو يمر به...عله يعرفها...
زار كل المحلات...القريبة...و البعيدة...ليمسح وجوه الفتيات...و مشاعرهم...يتحدث مع الكل...ليعرفها...
حتى الأصدقاء...و الأسر...الذين تعرف عليهم...ذهب لوداع الكل رغم أنه سلم عليهم مسبقاً...لكنه أراد أن يراها...أن يعرفها...
صاحبة ذاك الإحساس العميق...الذي فاض دفئه من الصفحات...ليغمر صقيعاً اسكنته به ساره بعد رحيلها...

عاد إلى شقته منهكاً...خائباً...و قد تبقى على موعد طائرته ساعه واحده فقط...
ليجد كرت أحمر...و وردة بيضاء...علقت على الباب...
ركض إليه سريعاً ليأخذه...و يفتح الكرت على عجل...و لا يجد به سوى جملة واحده بذات الخط الفخم...الجميل...(شكراً لأنك بحثت عني)

تنهد وهو يحرك فنجاله الرابع...فنجالها...الذي لم يضع به سوى نقطة من القهوة...ضائعة في وسطه...كضياع ذاك الحب من نصيبه...


انتهى من الحب...استهلك جميع مشاعره...
فقد أحب...و اعجب...و عشق...
سهر...و تعذب...غار...و اشتاق...و فارق...
لم يسمع عن شعورٍ لم يسكنه...!

لذا انتهت صلاحية قلبه...و مشاعره...فلا يظن أنه سيلتقي بأنثى ستسكن قلبه...بعد كل تلك القصص التي عاشها...
إلا لو وجد أنثى تختصر كل تلك النساء بها...مرح عبير و طفولتها و ظرافتها و شقاوتها...رومنسية إبتسام و جمالها العذب و رقتها...ثقافة ساره و قوة شخصيتها و أناقتها...حتى تلك المجهولة و فيض محبتها...و صبرها...و عمق أحاسيسها و صدقها...

هل سيجد تلك الأنثى التي يدفن فيها كل تلك النساء..؟؟


/ مسكــون!!..من تقهوي أنت؟؟

انتفض من خيالاته...على صوت تركي و ضحكته...ليراه يقف أمامه مع خالد...


تميم يضحك / أحد قال لكم تخلوني لحالي..توحدوا فيني أربع جنيات
تركي يجلس أمامه / المهم إنك ما فشلتنا ببني الجن..قهويتهم و ضيفتهم-يرى الفنجالين الثاني و الثالث المملؤات بالقهوه - بس ليه ماتقهون هالثنتين؟
تميم يجاريه ساخراً / مالهن بالقهوه العربيه..يبون كابتشينو
خالد يضحك / والله إنكم مو صاحين

مد يده ليأخذ الفنجال الرابع...الخالي من القهوه...ليخطفه تميم من يده بسرعه...

تميم / عندك فناجيل هنا وش كثرها..وش تبي بهالفنجال! هذا ما حصل لي اشربه أنا عشان تشربه أنت
تركي يقهقه ضاحكاً / والله إنك مسكون صدق!_و يلوح بيديه للهواء معتذراً_آسفين يا جنيه..سامحي خالد مايقصد يشرب فنجالك



♥▓♥▒♥▓♥



كان على آخر عتبات الدرج...حين سمع صوتهما قادم من الصالة...فذهب ليلقي عليهما السلام قبل أن يخرج ليلقى أصحابه...


كان حوارهما على غير العادة...بصوت مرتفع...و كلام والدته يحمل نبرة عدم رضى...
و ما سمعه قبل أن يدخل إلى الصالة بخطوه...جعله يتوقف للحظة...ليس هو فقط بل نبض قلبه أيضاً كاد أن يقف...


جواهر / اللـه يصفي القلوب..أكيد أم فراس تغيرت بعد كل هالسنين
أم ساري / ما ظنيت قلب أم فراس يصفي علي العمر كله..أنا ما أقول إني كارهه رجعتهم يعيشون في الرياض..بس........


تراجعت خطواته لا إرادياً هاربة إلى الخارج...قبل أن يشعر أحداً بوجوده...
لأن تلك الثقة...و البرود التي طالما تأكد أنها تعتلي ملامحه الجادة...غير متأكد من وجودها الآن على وجهه...

خرج من المنزل...ليرى ما يصد نظراته يومياً مجبراً...دائماً عنه...

منزله الذي يقبع أمامه الآن...الذي بناه في ذات الحي مع منزل أهله...
منذ أربع سنوات لم يدخله...و لم يقوى على بيعه...
منذ تأكد من حرمانه منها للأبد...
منذ رفضها له للمرة الثانية...

توقف لحظات يتأمله بمزيج من غضب و أسى...حتى قادته خطواته إليه...ليتوقف أمام الباب...
يشتاق أن يدخله...يتجول فيه...لكن يخشى ما سوف يشعر به...

رغم ذلك انسلت يده إلى جيبه ليخرج مفاتيحه...و يتأمل ذاك المفتاح الذي يتحاشى النظر إليه دائماً...
و الآن يمسك به...ينوي أن يفتح تلك الجراح من جديد...آملاً أن يجدها قد ضُمدت...و تعافت...


دخل إلى المنزل...و رأى باحته الواسعة مغطاة بالتراب...و أوراق الشجر المصفرة...اليابسة...تناثرت بكل مكان...
حلمه الوحيد الذي لم يحققه دفن بالكامل تحت هذا الركام...

كل شيء حوله استقر عليه غبار كثيف...كالذي يستقر على قلبه...و أحاسيسه من بعدها...

زفر بأسى...وهو يتقدم و يجلس على عتبات المدخل...ليتذكرها...
لأول مرة منذ سنوات يسمح لنفسه بتصفح أوراق قد خط فيها من المشاعر ما هو حصر لها...لكنها مزقت كل شيء برفضها...


كانت قد غفت مشاعره إتجاهها...دنت من الموت داخله...
رحيلها أعطاه المساحة...لينسى...ليداوي جرحه...
لما كان عليها أن تعود بفترة النقاهه..؟؟
كيف يرجع لزحام المشاعر الذي كان يضج داخله...بعدما ارتاح لسكونه..؟؟

وقف سريعاً غاضباً من نفسه...و من كل شعور يسري بداخله...
نفض الغبار عن ملابسه...كما نفض أي حنين قد يرسله ذكرها إلى قلبه...
لن يسترجع تلك الذكريات...
لن يستعرض مشاعر طمرت من قلبه...
لقد تعلم الصيام عن كل ما يتعلق بها...و رجوعها لن ينقض إمساكه..!!


لا يريد أن يرجع من جديد أحداً يتدخل بشئونه...
لا يريد أن يعايش نظرات مترقبة لأفعاله...و مشاعره...
و لا نظرات متحسرة على على ما تمنى و لم يتحقق...
لم يعد راغباً بالمزيد من الحرمان...و الألم...و الشوق...و الخذلان...
لم يعد يحمل هم قلبه...كبر و شاخت مشاعره على الحب...
ليس كمن تركته...
ليس من عرفته...
لقد حبس قلبه بصدر بارد...لا تمسه أنامل الذكرى...لا تداعبه الأحلام...و لا تغريه الأوهام...
و لن يسمح لها بزيارة قلبه الذي حبسه بزنزانة إنفرادية...تحفظه قضبان الجمود...عن أي حياة قد تنادي بإسمها...قد تطالب بإستئناف حبها من جديد...
ليعود إليه ذات الوجع بالحكم المؤبد لحرمانه منها...

خرج من المنزل سريعاً ليستقل سيارته...و يبتعد عن كل هذا الشوق العتيق...

لقد تعب من التحليق في سماء نسيانها مجروح الأمل...
سيهبط و يداوي جرحاً لا يدمل...ليغلقه للأبد...
سيبدأ قصة جديدة تنهي من داخله قصة موته معهـا...
في بعدها كان يتناسى كل ذكرى لها في داخله...
لكن و هي تدنو منه بهذا الشكل القاسي...المفاجيء...
يجب عليه أن يجتهد بنسيانه أكثر...


نعم لقد نساها...لا تأثير لعودتها عليه...سوى صدمة ستتلاشى بعد وقت...
صدمة جعلته يفيق من سكونه...ليبدأ يفكر في المرحلة الثانية لنفيها من داخله للأبد...



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ



أغاني الشتاء 20-12-13 12:16 AM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 


♥▄الـنـبــ«5»ــضـــة▄♥

:
:
:

فـي الـغـــــد..~


دخلت لجناحهما الواسع...لتجده في صالته...يجلس على ذاك الكنب الطويل و بين يديه كتاب يقرأ فيه...

ابتسمت له بمودة و هي تتقدم منه...و بين يديها صينية تحمل كوباً من الشاي الأخضر الذي يحب أن يشربه كل مساء حين يعود من عمله...

احس بخطواتها تقترب منه..و رفع رأسها ليبتسم لها بهدؤ...و يغلق كتابه...ليزيح لها مكاناً بجانبه...


جلست و ناولته الكوب / قرت عينك برجعة مالك..و أبو بدر
أبومالك يبتسم بحزن / لو إنها متأخره هالرجعه..بعد قطيعه مالها سبب..بس الحمدلله اللي ردهم بيننا
أم ساري مواسية/ ما قطعوا فيك يا سعود..هذا أنت كنت ترو......
أبومالك يقاطعها بقهر / ايه أنا..لو مو أنا اروح لهم هم ما يجون لنا لا بعيد و لاصلة رحم..لا بفرح و لابحزن..أبوبدر الله يهديه مطاوع مرته و مبعد عيالنا عن بعضهم ولو مازرته كان مازارني_بغيض أكبر_و مالك كأنه حالف ما يطب الرياض و لايزورنا حتى عزى عمته من سنتين تحجج بالسفر و لاحضر!!
أم ساري تحاول أن تمتص حزنه / يعني أنت تكره نجاحهم..و تقدمهم؟
أبومالك / يا بنت الحلال ما اكره لهم الخير..بس الشغل عمره ما كان سبب عشان الناس تقطع بأهلها..على هالقطيعه كأنهم مسافرين آخر الدنيا..مو في جده كلها كم ساعه و هم عندنا!!
أم ساري منهيه حديثاً ضايقه / الحمدلله على رجعتهم..و كل شي يتعوض.._و بأمل تعلم أنه لن يتحقق_و الله يلم القلوب على بعضها مثل أول و احسن


تنهد...وهو يرتشف من كوب الشاي الذي بين يديه...
و أفكاره تتركز على أخاه و عودته...و أكثر على تلك الخلافات التي احتدت بينهم حتى سببت القطيعة لهم...

حتى بعد تلك السنوات الطوال...و انجابهم كل هؤلاء الأولاد...و من المفترض أن يكون لديهم الآن أحفاد...
و حقد موضي و كرهها لم ينضب...أو يخف..!!

حين عاد لأهله منذ سنوات كانت قد تزوجت بمساعد بعد وفاة زوجته والدة طفليه...لا يريد أن يجزم أنها لو لم تكن حاملاً منه بطفلها الأول...لفكرت أيضاً بالطلاق من أجله...

لكنها أصبحت ساكنة لاهية بحياتها عنه...حتى عادت إليه العنود...فتجددت برؤيتها كراهيتها...
حتى و هي تبني عائلتها...و تعيش بهناء...حرمت عليهم الراحة...و الصفاء...

استمرت تلك الخلافات بين مد و جزر...حتى شتت صبر أخيه و أثارت غيرته...و غضبه...
لكن حقد موضي و كرهها لا يردعه شيء..فابتعدت...و ابعدت أبناءها...عن أبنائه...لتلحق أخيراً أخيه أيضاً...

هذه أسباب أخيه لهذا البعد...
لكن ابنه...مالك...لا يجد أي تفسير لبعده...لمقاطعته زيارتهم نهائياً...



♥▓♥▒♥▓♥



ما إن اغلقت هاتفها و رمته على السرير للحظة...حتى عاود الرنين مرة أخرى...

قفزت بلهفة إليه...على أمل أن يكون هو المتصل...لكنها تلقت ذات الخيبة كلما رن هاتفها و تخيلت أن يكون هو...


ضي / هـلا بدور
بدور / لي نص ساعه ادق عليك مشغول..مين كنتي تكلمين؟؟
ضي / امم
بدور بصدمه / لا تقولين باسل؟!
ضي / ايه
بدور بقهر / و لا تقولين إنك أنتي اللي دقيتي عليه
ضي بتردد / .....ايه
بدور / أنتي غبيه؟ اللحين يزعلك و يقفل الخط بوجهك بعد الكلام اللي سمعه لك..و تدقين ما يرد..و بعد كل هالوقت تروحين تدقين عليه؟؟ ليه ما انتظرتي لين هو اللي يدق؟؟
ضي بحزن / لأني متأكده إنه ماراح يدق
بدور بغيض / أنا مو فاهمه أنتي وش عاجبك بهالباسل؟ وش تحبين فيه؟ غير شكله والله ما فيه شي يسوى..يا ربــي مغرووور! مادري كيف تتحملينه؟
ضي بضعف / وش اسوي؟ احبه..حتى غروره علي يعجبني..مادري؟ بس معه اتحداه و اتحدى نفسي..تذكرين يوم كنت اكلمك عنه..كنتي تقولين لو تموتين ما يحس فيك و لا يعبرك..لكن اللحين شوفي وش صار؟
بدور / الله يعافيك وش صار يعني؟ تكلمينه و بعدين؟؟ ارخصتي نفسك على الفاضي ولو ما فكر فيك قبل ماراح يفكر فيك اللحين بعد هالمكالمات
ضي بعصبيه من هذا الموضوع / بدوور كم مره قلت لك لا تقارنين اللي بيني و بين باسل بمكالمات المعاكسات
بدور بسخريه / لا والله! وش الفرق؟
ضي / الفرق إن باسل ولد عمي و سمعتي من سمعته و ماراح يضرني بشي..و مكالماتنا كلها ما فيها أي قلة حياء أو كلام يتعدى الحدود..أنا حتى كلمة يا عمري ما قد قلتها له
بدور تتنهد / بس والله مالها فايده هالمكالمات اللي بينكم..غير تعلقك فيه على الفاضي..و بصراحه ما ظنيت لو بيتزوج بيفكر فيك
ضي / بدووور قولي كلام زين أو باسكر احسن..لا تغثيني
بدور / خلاص اغير لك الموجه..بس برضو عن باسل..حنا مو اتفقنا بعد زعلتك ما تدقين عليه..تخلينه يفقدك..يحس بقيمتك..بوجودك...ضي حرام عليك غيري اسلوبك معه..خليه يراعي إحساسك لا تخلينه يغلط عليك و انتي كل شي تمشينه له!


كلامها يلامس وتراً حساساً...لطالما تجاهلت أنينه...
نعم كانت بين خيارين...باسل أو كرامتها...فاختارت باسل...

لكن لا أحد يفهم ذاك المغرور سواها...
تعلم بوحدته...ببعده عن أهله...بعده عن المرح...و الضحك...
و متأكده أنه وجد في كلامه معها متنفس له...رغم لا مبالاته...رغم تجريحه لها...تعلم أنه يحتاجها...و سيدرك ذلك يوماً ما...أو هذا ما تتمناه...



♥▓♥▒♥▓♥



سكـان جده سيعودون...بعد خمسة سنوات...من غياب...و قطيعة لا سبب لها...

قد تجد أسباباً لعمها و أولاده...و إن كانت غير مقنعة...

لكن مالك...أخاها الأكبر...لما كان غيابه؟؟ لأي سبب إنقطاعه؟؟


زواجه السريع...المفاجيء...من فتاة بعيده عنهم...
بعدها رغبة مفاجئة بفتح فرع لشركته هو و أعمامه في جده...ليرحل...و يوافقه الرحيل عمها و أولاده...

فلا يكتفي بهذا الغياب فقط...ليقطع أي إتصال بينهما بالأخص...


و الآن يعود..!!


لكن مالذي غادر معه؟؟ و مالذي سوف يعود به؟؟

سؤال لا تريد طرحه...عن ذاك الماضي...
هل يذكره ليعودا كما كانوا سابقاً أخته الوحيدة...و فتاته المدللـه...
أم أن عليها الآن إتخاذ صورة جديدة تسحق بها تلك القديمة...
فتكون له...مجرد أخت غير شقيقة...يربط بينهم الدم لا أكثر...


انقطعت تساؤلاتها...و ذكرياتها...لينتشلها من شرودها صوت نغمات هاتفها...
لتقوم من سريرها بتثاقل...تلتقطه من مكتبها...و تبتسم و هي ترى اسم (توأم روحي) يلوح على شاشته...


سمو تتصنع مرحاً لاتحس به / مررحبتين يا كلي
كادي / هلا بالغلا..وش أخبارك؟
سمو / تمام
كادي بفرح / أكيد وصلتك الأخبار؟
سمو بتنهيده / ايه
كادي بإستغراب / و ليه مو متحمسه؟
سمو بسخريه تخفي فرحتها / و لمين تبين اتحمس؟


صمتت كادي بعد أن تذكرت...ما غاب عنها في ظل حماسها...


كادي بهدؤ / جود دقت علي..متحمسه لرجعتهم..و قالت لي اسلم عليك
سمو بضيق / تسلمين علي!!...لا والله ما قصرت..سلامها ما أبيه يومها ما تكلفت هي تدق تقوله؟
كادي بتردد / واللـه تكلمنا بهالشي و هي تتمنى ترجع علاقتنا مع بعض مثل أول..بس خافت إنك تصدينها..لا تنسين إنك أنتي اللي انقطعتي عنها......
سمو بقهر / مثل عادتها ماتغيرت تحب تحط الغلط علي!..تذكرين بعد هوشات أمي و أمها..اتفقنا إن هالشي ما يأثر علينا..بس كل ما رحت لها في البيت سمعتني أمها كلام يقهرني..و تسب أمي قدامي..مابي أرد عليها و ما أقدر اسكت بعد عنها..و يوم قلت لها هي بس اللي تجي لأني متأكده إن أمي ماراح تضايقها..بعد ما أعجب أمها تجي عندي..و هي ما ترضى اقول عن أمها غلطانه و أمها هي كل الغلط..وش كنتم تبوني اسوي..نبعد عن بعض احسن و نريح أمها..يكفي اللي تحملته أمي من أمها..و يكفي كسرة خاطر ساري من أختها..حتى عمي تغير و مو مهتم فينا من هالعقربه أمها_تكمل بغضب_تدرين ليتهم مارجعوا مو مرتاحه لهالرجعه..و غيري الموضوع لأني مابي اتكلم عنهم أكثر و اخسر حسناتي
كادي تغير الموضوع / زين و مالك مو متحمسه لرجعته بعد؟
سمو و عيناها تطفر بالدمع مع ذكره / مــادري! صدمتني رجعته.. تصدقين خايفه
كادي بإستغراب / من ايش؟؟
سمو / احسه تغير..احس حتى ناسينا..كارهنا..أو ما كان قطعنا كذا! لو شفته مادري وش بأشوف فيه..أخوي اللي اعرفه و أحبه..و إلا اعود نفسي على أخو جديد
كادي بتعاطف / أكيد بترجعون مثل أول و احسن..و إلا نسيتي مالك
سمو تمسح دمعة انسلت / ما نسيت و لا عمري نسيت..بس شكله هو اللي نسى



♥▓♥▒♥▓♥



عاد باسل إلى المجلس...بعد أن انهى مكالمته...التي كانا يسمعان أغلبها بلا إهتمام منه...
ليستمع لذات التعليقات من طارق...عن تلك الفتاة التي يحادثها...
من هي التي تجاوزت حصنه المنيع لتدخل إلى شيء من اهتمامه...

و سامي يسمع على مضض...تلك التعليقات و يكتم غيضه...في حين باسل يكتفي بإبتسامة متعالية...و تعليقات مستخفة عنها...

لا يعلم كيف يرضى أن تكون ابنة عمه حديثاً في مجلسه...حتى لو لم تُعرف هويتها...يكفي أن الكلام الذي يقال يطال شيء من شرفها...تهاونت به...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت ستخرج من غرفتها...حين أعادها رنين هاتفها مرة أخرى...لتلتقطه من السرير مبتسمة و هي ترى اسم أختها على شاشته...جلست على طرف سريرها لتجيبها...


سلام / أهليــن
سمو / سلااااام
سلام تضحك / تسلمين علي أو تناديني؟؟
سمو تضحك معها / والله إن اسمك مشكله..السلام عليكم يا سلام
سلام بإبتسامه / و عليكم السلام و الرحمه
سمو تتنهد بقوه / عندي خبر مفاجيء..لا مو مفاجيء إلا صدمه..ماتتوقعينه
سلام بحماس / وش عندك؟
سمـو / مالك و عمي أبوبدر خلاص بيرجعون يسكنون في الرياض و...........


مــــــــــاااالك..!!!


اكملت سمو كلامها...و فرحتها...و عتبها...و خوفها...

لكنها لم تكن تسمعها...يصلها صوتها مجهول المعنى...و المفردات...
تصلب عامودها الفقري و تجمدت أطرافها...التي عجزت عن أي حركة..!!
حتى الهواء حولها بدأ يثقـل...لم تعد تستطيع التنفس...و هي تشعر بضيق يتعاظم سريعاً في حلقها...ليخنقها...


أعادها الوجع إلى الوراء...
لتلك الأيام المجحفة...التي ظنت أن السنين طوتها بالنسيان...
حتى باتت تسترجعها الآن...و كأنها لـم تعشها هي...
لم تلعب دور البطولة بنفسها..!!

لم تكن هي تلك الصبية العابثة التي تهوى اللعب بالنيران...
و التي هامت به بجنون...فثارت بها عواطفها...لتغويها عن أي عقل...
لقد تعلقت روحها فيه...حتى صارت لا ترى الدنيا إلا به...و معه...
أرادت أن تمتلكه لوحدها...بكل شعوره...و كل وقته...
اصبحت أجمل له...أجرأ له...أجن به...
هامت لسنوات بربوع غرامه و بنت قصوراً من سراب..حتى زرعته في كل ركن داخلها...و أملكته نفسها كلها برضا...


قصة حب جائرة...طائشة...عابثة...عاشتها بالخفاء...
ما كان لقلبها الصغير أن يحتويها...فتدنس حياتها...و برائتها...بكل ما قترفته...معه...و من أجله...


ابتلعت غصتها الموجعة...تجاهد إرتجافاً داخلياً ينبيء بإنهيار...
حاولت أن تتكلم...أن تجد حروفاً موزونة تحمل معنى ترد بها..على أختها التي ادركت للتو انها تنادي بإسمها بإستغراب...
لكن لم يستجب أياً منها لها...
سوى تمرد إبهامها لتضغط على زر الإقفال...مرتاحة من تساؤلات سمو...و ندائاتها...


رمت هاتفها على السرير و قفزت مبتعدة عنه...و كأنه سلاحاً يذكرها بتلك الجريمة التي اقترفتها...

تحركت من مكانها بخطوات مرتجفة...مشتتة...تذرع غرفتها ذهاباً و إياباً لترسل الحياة لأطرافها المجمدة...
لتتأكد أنها قادره على الحركة بعد أن شلها ما سمعته...


تصاعدت نغمات هاتفها من جديد لترمقه برعب...فذهبت حانقة لقفله...و رميه بعيداً...


ارتمت على سريرها ضائقة...مرتجفة...بأنفاس ثائرة و بركاناً يهدر في صدرها...و أعاصير ذكرياتٍ مخجله تتقاذفها...
كانت قد رمت بها في هوة سحيقة بأقصى نسيانها...و لم تتصور أنها قد تستعرضها من جديد حتى بينها و بين نفسها...

لقد مشت درباً طويلاً بعده...بعد أن ازاحها من طريقه و قمعها من حياته دون رحمه...
تغيرت و غيرت كل شي...
تلك الليالي التي قضتها...باكية...مريضة...نائحة على بعده...لقد طهرتها منه...و من عشقه...
تعيش الآن حياة جديدة...و روحاً جديدة...


لم عليـه أن يعووود..؟؟
لـم عـليــه أن يـعـوووود..!!



♥▓♥▒♥▓♥


دخل إلى الصاله ليجدها كالعادة...تجلس هناك وحيدة...شاردة...
مشى بخطوات هادئة...من خلفها...ليغمض عيناها...

سامي / مين أنا؟
كادي تضحك / ما اعرفك
سامي يترك عيناها ليقرص اذنها مازحاً / من كثر اخوانك يوم تنسيني
كادي ترد عليه بخبث لايشبهها / من كثر ما اشوفك يوم اذكرك
سامي يجلس جانبها / كأنها سمو اللي تتكلم!
كادي تبتسم لذكرها / من عاشر القوم
سامي / وش أخبار الدراسه؟
كادي / الحمدلله كل شي تمام..ادرس عني و عن سمو
سامي يبتسم / عرفتي إن خالي أبوبدر بيرجع يسكن هنا
كادي ببرود / ايه
سامي بإستغراب / كأنك مو فرحانه؟
كادي / والله كنت فرحانه..بس تضايقت عشان سمو
سامي / وش فيها سمو؟
كادي / تعرف كيف العلاقه بينهم مقطوعه..و أنا أبي نجتمع أنا و سمو و جود..لكن سمو ما تبي تسمع عنها شي...ماتعودت اعرف أحد ما تعرفه سمو..لو اروح لهم اطلع معها..كيف و سمو.....؟؟


يستمع لها بصمت...يراقب ضيقتها...و حيرتها...
يحمل إمتناناً عظيماً لسمو...و وجودها بكل وقتها...و إهتمامها...بجانب شقيقته...
فهي الوحيدة التي تخرجها من أحزانها...و وحدتها...لتشعل الحياة فيها...
لكن لا يعجبه...كيف تلغي كادي شخصيتها خلف سمو...كيف تعتمد عليها بكل صغيرة و كبيرة...لا تتحرك خطوة بدونها...لا تعرف إلا من تعرف هي...
حتى حين تختلف معه على أمر...تذهب لتشتكي لسمو...فتتصل سمو لتعاتبه بدلاً عنها...


سامي / بس جود بنت خالك مثل ما سمو بنت خالك..ادري إن سمو اقرب لك من كل الناس..بس ما يصير تقاطعين جود عشان سمو مقاطعتها..المفروض تحاولين تصلحين بينهم
كادي / حاولت بس سمو ما عطتني فرصه حتى أبدأ
سامي / أنتم قريبات لبعض..يعني بتعرفين كيف تقنعينها
كادي / مستحيل..أنت ما تعرف سمو إذا حقدت على أحد..بعدين أنا ما أعرف اقنعها لو اتكلم من هنا إلى سنه..عكسها بكلمه وحده تقنعني بأي شي



♥▓♥▒♥▓♥



تجلس في غرفتها...على مكتبها الصغير...محنية ظهرها للأمام بتركيز...و عيناها تتبع خطوات تلك المسألة الحسابية...لتنتج حلاً لها...
لكنها تعقدت أكثر...لتصل لنقطه تكتشف فيها خطأها...
تأففت بعجز...و هي تفتح صفحة أخرى لتبدأ الحل من جديد...


صبح / لاحول و لاقوة إلا بالله


انشغلت من جديد بتلك المسألة...لكن سرعان ما شتت إنتباها...إندفاع فجر المفاجيء للغرفة...


فجر / السلام عليكم
صبح / و عليكم السلام و الرحمه..خوفتيني أحد يفتح الباب كذا؟؟
فجر / آسفـه


ابتسمت صبح بمحبة...لذات الأعوام العشرة...و التي تتشبه بها بكل قول...أو فعل...


صبح / خلاص مسموحه يا قلبي..وش كنتي تبين؟
فجر / بأقولك النشيد اللي بأقوله بكره بالإذاعه..قولي حلو أو لا؟؟

صبح تترك إهتمامها بما أمامها...و تلف بكرسيها الدوّار لها...


صبح / يله سمعيني


تقف فجر مستعده...ملوحه بيديها و هي تنشد / الإنساااان المؤمـــن الشيطاااان ماااايخلييييه..
يآآكل قلبـه هم هم هم..يحرررق دمــه تشش تشش تششش
وبذكر اللـه الشيطان يخنس ويصيرصغير صغير صغير
صغر النمله نمله نمله
كبر الذرره ذرره ذرره
صبح تصفق لها / ماشاء الله حلوه
فجر بفرح / صدق؟ بأروح أقولها لسلام

ركضت خارجاً...لتعود هي مبتسمة إلى مسألتها...
لكن القلم لم يبدأ بالكتابة...حتى توقف بالهواء صدمه..!!

هل هذا الذي تسمعه صوت سلام الصارخ...الغاضب..؟؟
منذ سنوات لم تسمع تلك النبرة له...لا...لابد أنها تتوهم..!!

لكن وجه فجر أطل عليها بعد لحظة...بشفتين مرتجفتين تميلان للأسفل...و دموعاً تملأ عينيها البريئتين...لتنزلق على خدها حين بدأت بالكلام...


فجر / سلام صرخت علي..و طردتني


تركت صبح كرسيها وتقدمت لها بسرعة...لتستند على ركبتيها لتساويها طولاً...و تمسح دمعتها...

صبح مواسيه بقلق يملأها / ما عليه يا قلبي..لا تزعلين بس يمكن مشغوله و....
فجر بضيق / لا أنا مسامحتها..لأنها هي كانت زعلانه و تصيح
صبح بقلق يتعاظم / تصيح؟؟!
فجر بإهتمام / ايه..روحي لها صبح
صبح تبتسم مطمئنة لها / خلاص فجووره أنا اروح اشوفها..بس أنتي لا تقولين لأحد
فجر / إن شاء الله


غادرتا الغرفه معاً...و ما إن رأت فجر تغادر الممر...حتى طرقت باب سلام بقلق...
لكن لم يأتها أي جواب...


صبح تكرر الطرق / ســلام..ســـلام

لم ترد...و لن تنتظرها...
فتحت الباب بهدؤ...و أطلت بنصف جسدها في الغرفة...لتقطب جبينها و هي لا ترى لها وجوداً بغرفتها...رغم أنها لم تسمع بابها ينفتح بعد مغادرة فجر التي كانت للتو...

قبل أن تخرج...لمحت قدميها تمتدان...من وسط دولابها المفتوح...
تأملتها للحظة بإستغراب...منذ زمن تركت سلام عادة البكاء في دولابها...
مالذي يضايقها لتلك الدرجه..؟؟


تقدمت لداخل الغرفة...بعد أن أغلقت الباب بهدؤ كما دخلت...لتقف قريباً من الدولاب...و تطرق عليه...

لم تفتها الحركة الصادرة من وسط الدولاب...لابد أنها فاجأتها...اطلت عليها برأسها...لتراها بين ملابسها...و آثار دمع سخي بلل وجنتيها...تمسحه على الفور لحظة ظهورها...

اطرقت رأسها للأسفل...ساكنة...لتجلس صبح أمامها تستند بيديها على ركبة سلام...


صبح تتأملها بقلق / بسم الله عليك..سلوومه وش فيك؟؟ أحد كلمك؟ صاير شي؟؟
سلام مازالت مطرقه برأسها..لتهمس / أكره نفسـي..أكرهها


تنهدت صبح بقلق...لما هذا الشعور المفاجيء...الذي طالما كررته تلك السنوات...و لما الكره..؟؟


صبح بحنو / سلوومه ما فيه أحد كامل..لو كل واحد فيه عيب أو اثنين..أو غلط غلطه..كره نفسه كان الكل عقد حياته..(أكملت ضاحكه) بعدين ماراح اسمحلك تكرهين أكثر وحده أحبها
سلام تبكي بضيق / ليه كنت كذا؟؟ أنا تربيت معك بنفس البيت..ليه ما كنت مثلك..مثل ضحى..حتى سمو مو مثلي؟؟ ليه كنت أسوي اللي أسويه..ليه غلطت بحقي..و بحقكم..ما احترمت أحد و ما احترمت حتى نفسي....وين عقلي؟ كيف كنت أفكر!!


صبح تنصت لها بصمت مستغرب...
مالذي حدث لتتذكر تلك الأيام...بهذا الندم...و كل هذا اللوم..؟؟
لكنها لم تسأل...لن تفتح جروحها أكثر و هي تثور...
ستبرد الجرح...حتى لو لم تعرف سبباً لإلتهابه...


صبح / سلومه يا قلبي كنتي مراهقه و شي طبيعي....
سلام تقاطعها / لا موو طبيعي..ما فيه شي من اللي كنت اسويه طبيعي..أنتي كنتي مراهقه ما سويتي اللي سويته سمو ضحى اللحين مراهقات ما سووا اللي كنت أسويه..مااا...مااا.....


لم تستطع أن تكمل...مع أن ما بداخلها يتوق للإنفجار...
لكن كيف تنثر سواد خزيها...أمام طهر مسامع صبح...
و هي التي يرعبها مجرد التخيل أن أحداً قد يعرف بما كانت تفعل تلك السنوات...


سلام تكمل بلا شعور / أخاف ارجع مثل ما كنت..._صمتت مرتجفه_
صبح بثقه / ماراح ترجعين


تأملتها بعينين مذعورتين...غارقتين بدمع الندم...
لو تعلم أن السبب الأوحد لجنونها ذاك قد عاد..؟؟


صبح بهدؤ / سلام..لا تفكرين باللي راح..أنتي عوضتي الكل عن اللي سويتيه ذيك الأيام..محيتي الصوره بصوره أحلى..هي حقيقتك و هي اللي نشوفها اللحين و بنتذكرها دائما..سلوومه لا تحملين نفسك الذنب..كنتي مراهقه ذيك الفتره كلنا مشاعرنا تصير فيها مضطربه و حساسه..و أنتي متشتته بين بيتين..و هالشي مو سهل لأي أحد..حنا كنا بعيدين عنك و أبوي كان قاسي شوي معك..التفاهم بيننا كان صعب و.....


اكملت كلامها...و سلام تبتسم لها من بين دموعها...(تركبين نفسك الغلط يا صبح عشاني؟ لا أنتم كنتم قريبين بس أنا اللي كنت أبعد عن الكل و مابي غيره)


قطعت أفكارها بذعر قبل أن تنساق إليه...و إلى أي ذكرى لها معه...
لتزفر بألم...محاوله طرد الضيق من داخلها...ستقوى على هذا الوجع...على هذا الماضي المخزي...
لا يعنيها رجوعه...
لا يعنيها أبداً...
لقد قطع كل وصل بينهما...مزق القلب و أوردته..و رحل ليبني حياة مع غيرها...و عودته بالتأكيد لا تعنيها...


نعم لن ترجع لما كانت عليه أبداً...
لم تعد تحبه بعد اليوم...
ايقنت ذلك الآن...
مات ذاك العشق المجنون بقلبها...
نسيته الآن كما نساها...
تكرهه الآن كما تعلم أنه يكرهها بعد ما فعلت...
لن تتذكره و لا تظن أنه يرغب بتذكرها...
كل ما يجمعها به الآن الكره..الندم..القهر..الخزي...و الخوف...
لقد تشوه كل ما كان جميلاً...و بريئاً بذكرياتهما...
لا شيء يهم بعودته من جديد..
سوى ذاك الخزي الذي سيثقلها و هي ترى زوجته...بعد كل ما فعلت أمامها...و بها...



♥▓♥▒♥▓♥



جلست في الصاله...تقرأ كتاباً في التربية...وهو يتمدد بإسترخاء بجانبها يشاهد فيلماً كوميدياً...تقاطعه ضحكاته بين حين و آخر...

سمعا وقع خطواته على البلاط...ليلتفتا منتظرين دخوله عليهما كعادته...
لكن تلك الخطوات توجهت لأعلى بدون أن تمر عليهما...


جواهر بإستغراب / هذا ساري؟
تميم / أكيد ما بقى غيره مارجع للبيت
جواهر / غريبه! ما مر علينا؟
تميم / يمكن تعبان و يبي ينام
جواهر بعد صمت / .......ساري عرف إن أبوبدر بيرجع؟
تميم يترك فيلمه ليلتفت لها / مادري؟ اليوم عرفت برجعته..و من عرفنا ما شفت ساري...ليه؟
جواهر بنظره ذات مغزى / .........
تميم يرفع حاجبيه مستنكراً / يعني تظنين للحين يفكر بدانه؟ ما اتوقع
جواهر / ليه هو قالك هالشي؟
تميم / مايبي لها قول..خطبها مرتين و رفضت..و مرت اللحين اربع سنين..تبينه للحين يفكر فيها..أكيد لا.._يكمل محدثاً نفسه_وش هالغباء!!


عاد لفيلمه...و جواهر مازالت تفكر بساري و حلم تمنى أن يكتمل مع دانه و لكنها أبت...
تفكر بحاله الذي تغير...بروده...و سكونه...و جديته...
لقد تغير من بعدها...فهل ستؤثر عودتها عليه...
أم أنه نساها كما يقول تميم...الذي يستبعد أن يفكر فيها بعد تلك السنوات...

لكن ساري ليس كتميم...فتميم يأخذ الحياة...و المشاعر...ببساطة...بسطحية...بتناسي...
يمل من تعظيم الأمور...من الحزن...و الخلاف...و الذكرى...
فكل شيء عنده بسيط...و واضح...لا يعقد الأمور أبداً...


لكن ساري...كان عميق بكل شيء...و تتسائل لو لا يزال كما كان...



♥▓♥▒♥▓♥



صعدت درجات السلم...و الضيق يتعاظم داخلها حتى يحبس أنفاسها...
لم تشتهي لقمة واحدة مما ابتلعته...لكنها نزلت للعشاء معهم فقط إرضاء لصبح و لكي لا تقلقها عليها...
ما إن خطت للردهة الصغيره التي تجمع غرفهن...غرفة ضحى مقابلها غرفة فجر...فغرفتها هي مقابل غرفة صبح...و في آخر الردهة حمامهن المشترك...
حتى سمعت صوت صبح العذب...كعادتها...تذيب سود لياليهن...بتلك الآيات العطرة التي تتلوها على مسامعهن قبل النوم...
لتتنهد براحة...و هي تبتعد بنور تلك الآيات عن أفكارها المظلمة...
مرت بغرفة ضحى التي فتحت بابها على إتساعه...كي يصلها صوت صبح...أما فجر فقد جلست على الأرض على سجادتها قريباً من الباب و بين يديها مصحف...تتلو الآيات مع صوت صبح بهمس خافت...


كانت ستفتح باب غرفتها...لكنها تراجعت...الليلة بالذات لا ترغب أن تبقى لدقيقة وحدها...
تلك الذكريات التي كانت تقيدها بأغلال نسيانها...لن تعطيها حرية التجول في خاطرها...مرة أخرى...
لتضعفها...لتكسرها...و تشوه صفحةً بيضاء كتبت بها حياتها و مشاعرها...و ظنت أنها طهرتها من كل ما قد شابها...


تراجعت و دخلت إلى غرفة صبح...و استلقت على سريرها...و اغمضت عيناها مستمعة بعمق لتلاوتها...و أنفاسها تخرج ببطأ و تثاقل...و عيناها تذرف الدمع ما إن اطبقت جفناها...

حقاً تخشى الغد...
تخشى عودته و ما ستحمله من وجع...و ذل...



♥▓♥▒♥▓♥



دخلت إلى غرفتها المظلمة...و أقفلت الباب...استندت عليه والغرفة تغرق في الظلام...
أيام فقط و يعودون...تعود قريبة منه...من أخباره...ليعود يتجسد بأفكارها...و هي التي حاولت جاهده نسيانه...
لكن هو...هل نساها..؟؟
هل سامحها على رفضها..أو سيسامحها يوماً..؟؟


تنهدت بضيق...و هي تشعل الأنوار و تذهب لترتمي على سريرها...
كم تتمنى لو تبقى هنا...تسكن عند أخيها الذي تزوج و استقر هنا...
لكنها انهت دراستها و إلا كانت تحججت بها للبقاء...و لا عذر يبقيها هنا...و لابد من الرجوع...



♥▓♥▒♥▓♥



في الغــد....~


مشت بين أروقة الجامعة صباحاً...لأول مرة منذ سنوات...وحيدة...
لقد دخلت الجامعة...و سلام في سنتها الثانية بها...اعتدن على الذهاب سوية...الجلوس مع نفس الصديقات...حتى لو غابت إحداهن...فالأخرى تتثاقل الذهاب بدونها لتشاركها الغياب...(مدري كيف بأداوم السنه الجايه بدونك يا سلومه)


تنهدت بقلق...و هي تتذكر ثورة أحزانها بالأمس...
نومها المتقطع الذي احست به وهي تنام معها على ذات السرير...تنهيداتها الثقيلة...و دموعها التي كانت تمسحها بين دقيقةٍ و الأخرى...
حتى هذا الصباح حين صلت الفجر...و ذهبت إلى غرفتها لتدفن نفسها في سريرها...بدت مرهقة...خامدة...لا حيوية اعتادت عليها تسكنها...نظرة إنكسار غريبة سكنت عيناها...تشبه تلك النظرة التي كانت تسكنها منذ سنوات...(وش صار لك يا سلومه؟ ربي يبعد عنك هالضيقه و يشرح صدرك)


/ صبوووح...


وقفت لتلتفت بإبتسامة...لزميلتها التي كانت تتقدم نحوها...حتى و صلت إليها...


/ السلام عليكم
صبح / و عليكم السلام و الرحمه..هلا والله وش أخبارك؟
/ الحمدلله تمام..وين أختك الحلوه؟
صبح بإبتسامه / ما جت اليوم
/ ليه عسى ما شر؟
صبح / الشر ما يجيك يا قلبي..بس تعبانه شوي
/ سلامتها..سلمي عليها..ايه صح اليوم فيه درس بالمصلى..تجين؟
صبح / إن شاء الله..جزاك الله خير ياعمري
/ ويااااك



♥▓♥▒♥▓♥



رأتها تدخل الفصل و تتقدم منها...فأقفلت دفترها الأزرق الصغير..الذي يحمل رسمة لغيمة بيضاء نقش عليها...أول حروف اسمها...و الحرف الأول لإسم سمو...و الذي يصاحبها دوماً...و بكل وقت...


و بداخله دونت مشاعر مختلطة...فرحها...أحزانها...أمانيها...أيامها...كل ذكرياتها هنا...


سمو تجلس / تدرين إني أغار من هالدفتر..و شكلي شكلي بديت اكرهه! ما يشفع له إلا إن حرفي عليه
كادي تضحك / لا تصيرين ملقوفه..عطيني مساحه خاصه...(تمثل الغضب) كل شي بحياتي داخله فيه غصب!
سمو بإصرار / إلا هالدفتـر
كادي بهدؤ / خلاص إذا مت اسمح لك تقرينه


سمو تضربها بقوه آلمتها...


كادي / آآي اوجعتيني!!
سمو / احسن..من زينك أنتي و دفترك..خلاص مابي اقراه..ولو متي بأدفنه معك
كادي بدلال / قولي إنك تخافين علي
سمو تضحك / وش اسوي بعدك؟ ما عندي أحد أربيه هههههه



♥▓♥▒♥▓♥



بعد أن صلت العصر...جلست في الصاله تنجز تقريراً دراسياً ستقدمه في الغد...و ضحى و فجر يشاهدن التلفاز بالقرب منها...

لم تصدق و هي ترى سلام...تدخل الصالة مسرعة...تحمل بين يديها...عبائتها...و حقيبتها...و وجهها مازال يحمل ذبوله...و إرهاقه...

الجميع التفت ينظر إليها بإستغراب...فهي منذ الأمس لم تغادر سريرها...


ضحى / ويــن؟؟
سلام ترد عليها بسؤال / وين أبوي؟؟
فجر / في المجلس


كانت ستذهب له بسرعة...لكن أوقفها سؤال صبح...و نبرة القلق التي تملأه...


صبح / سلام خير وش فيك؟ إخوانك فيهم شي؟؟
سلام تقف لتلتفت إليها / لا ما فيه شي..بس ساري يبيني بموضوع


تركتهم بقلق...و سؤال مازال يلح في خاطرها...لترتجف أطرافها بحثاً عن جواب له...
مالذي يجعل ساري يطلب أن يراها...
بهذا الإلحاح؟؟
بهذا الوقت؟؟
لوحدهما؟؟


ذهبت إلى المجلس لتستأذن والدها للخروج...و ما إن خرجت منه حتى اتصل بها ساري يخبرها أنه الآن أمام المنزل...فارتدت عبائتها بيدين مرتجفتين...و ذهن مشتت...


حالها...إرهاقها...نفسيتها...هي أبعد ما تكون اليوم برغبة للكلام مع أحد...
كيف و إن كان مع أحد أخوتها...لكنها لم تستطع رفض الخروج معه...وهو يطلب منها هذا للمرة الأولى...بذاك الإصرار...


فكرت برعب...هل يعقل أنه سمع شيئاً من مالك عنها...(اهدي يا سلام اهدي..أنتي بس اللي خايفه من هالموضوع و تذكرينه..مالك و عذاري أكيد عاشوا حياتهم و نسوا بعد كل هالسنين..مو معقول يوم رجعت بتتكلم عن اللي صار! يآآآرب)


تنهدت بقوه قبل أن تفتح باب سيارته...و تجلس جانبه...


سلام تزفر بتوتر / مساء الخير
ساري يبتسم بهدؤ / مساء النور


كانت تراقب ملامحه من خلف طرحتها التي انزلتها على عينيها...ارتاحت مبدئياً لإبتسامه بوجهها...
لكنه ساري...مهما عظم الموضوع تعلم أن لا شيء مما في داخله سيظهر على ملامحه...
حقاً كم يتقن إخفاء كل ما يدور في عقلـه...و قلبـه...


ساري بعد أن أدار المحرك / وش أخبارك؟
سلام / الحمدلله تمام..بتروح البيت؟
ساري بإقتضاب / لا
صمت للحظه...و لكنه عاد ليسأل / وش فيه صوتك؟
سلام / تعبانه شوي..و ما نمت زين امس
ساري بضيق/ كان قلتي إنك ما تقدرين تطلعين و.....
سلام تقاطعه / لااا مو لهالدرجه..-و تصنعت المرح و هي تكمل-بعدين مو كل يوم تعزمني عشان افوت هالطلعه


صمت...و عادت ملامحه للجمود...
و هي لم تعد تطيق هذا التوتر الذي بدأ يظهر حتى على صوتها...
هناك شيء...بالطبع لن يكون هذا الطلب...لمجرد شوقه لها...أو للتنزه فقط...و كأنه يملك الوقت...أو الرغبة لذلك...
ستسأل...نعم ستتجرأ و تسأل...


سلام بقلق / وش فيك ساري-و بصراحه انفلتت-خوفتني؟؟
ساري يبتسم بهدؤ / وليه تخافين؟ ما يصير اتكلم مع أختي يعني؟
سلام لا تخفي دهشتها / يوم في وسط الأسبوع..و أنا عارفه إنك مشغول..أكيد هالموضوع مو عادي!!
ساري / أول خلينا نروح لكوفي نجلس فيه..أو تبين نتكلم في السياره؟


تنهدت بقلق...و ضيق...و صمتت مجبرة على الإنتظار...






بعد نصف ســاعه..~


كانت تنظر لكوب القهوة أمامها...و تحرك بيدها الملعقة داخلة...مدعية تحريك السكر...
لكنها حقيقة لم تستطع أخذ رشفة منه...و هي ترى ملامح ساري تطغى عليها هذه الجدية...و الضيق...

رفع نظراته الباردة إليها...لتبادله التحديق بخوف...و تساؤل...


ساري بلا مقدمات / قررت اتزوج


كان من المفروض أن ترتاح لأن الموضوع بعيداً عنها...و عن ما يرعبها...
لكن ذهولها من ما سمعته انساها قلقها...تعبها...و مخاوفها...


سلام بدهشه / تتزوج!


ربط خيالها بسرعة...بين هذا الطلب...و رجوع دانه...
أيعقل أن يكون.....؟؟


سلام / وش معنى اللحين؟
ساري بهدؤ / و ليه مو اللحين؟؟.._اكمل بإستهزاء بارد-المفروض كنت متزوج من زمان..عمري اثنين و ثلاثين..أصدقائي اللي معه ولد و اللي اثنين..و أنا.....


ترك جملته معلقة في الهواء...و لكن سلام اكملتها عنه...بداخلها...(و أنت ضيعت سنين عمرك تحب وحده ما قدرت هالشي)


سلام تبتسم بحب و راحة / زين اجل اقول مبروك من اللحين..و مين سعيدة الحظ؟؟


تريد أن تعرف...إن كان ساري للآن متعلق بذاك الحب...و لم يفقد الأمل...
و هي مازالت مستغربة أيعقل أنه سيخطبها من جديد..؟؟


ساري / هاذي عليك عاد..أبي تدورين لي وحده تناسبني
سلام بدهشه / أنـا؟؟!
ساري ببرود / ايه..مو أختي الكبيره مين بيخطب لي غيرك؟؟
سلام مفكره / بسسس..يعني أمي و عمتي جواهر.....!!
ساري بلامبالاة / ماراح يعترضون هم بيفرحون إني بأتزوج و ماراح يهتمون بشي ثاني..و.....


تردد قليلاً...و احست هذا بصوته...
بالتأكيد هناك سبب لهذا الطلب منها بالذات...و بهذه السرية بينهما...


سلام / كمل ليه سكت؟
ساري / أنا قلت لك أنتي تدورين لي..عشان اخطب بسرعه..لو قلت لأمي و عمتي بتمر أسابيع و هم يتنقون..و يتشاورون..و يطلعون الحلوه و الأحلى
سلام / و هذا المفروض كم ساري عندنا؟ عشان نزوجه أي وحده
ساري ببرود / ما يهمني..أنا المهم بالكثير نهاية هالأسبوع أكون خطبت و خلصت
شهقت سلام / تبني أدور لك بيومين بس؟!!
ساري بتأكيد / ايه..و وحده تكونين ضامنه موافقتها..و بسرعه
سلام / ما يمدي و .....


انقطع صوتها...و المعنى يصل متأخراً قليلاً لذهنها...
كل هذا بسبب رجوعها بالتأكيد...
كانت تظن أن أخاها للآن يأمل بذاك الحب الذي ينشده منذ سنوات...
لكن اتضح لها أنه تغير...كما تغيرت...

فساري المحب...الحساس...الذي يملك رومانسية تحلم بها أي فتاة...
تحول لذاك الرجل...البارد...العملي...الجاد...
تلاشى إحساسه...قل كلامه...و قل إهتمامه بكل شي عدا عمله...
وبالتأكيد...لا يريد أن ترجع و تراه للآن غارقاً في أطلال حبه المرفوض...


مهمة صعبة أوكلها لها...
ليس فقط لأنها لن تستطيع تنفيذها...أو قد لا تجد عروس بهذه السرعة...
الأصعب من ذلك...أنها ستختار له حياة تتحمل مسئوليتها...حياة تراه يقدم عليها بكل برود...و لا مبالاة...
و حياة إنسانة أخرى ستأخذ على عاتقها ذنبها...و هي تخطب لها شخصاً روحه ما زالت مجروحة...معلقة بفتاة لم يحصل عليها...


و هذا ما جعل تلك الفتاة تقفز لمخيلتها...
تعلم أنها هي بالذات مستحيلة...
لكن قلبها لم يطاوعها على خذلان ساري حين لجأ لها بهذه اللهفة و الحاجة لتساعده...
أيضا لأنه زواج بالطبع لن يتم...لن يرضى هو بها...و أكثر من ذلك لن ترضى بها والدتها لساري بالذات...و الكل سيعارضه...
و هي بذلك تكون قد ساعدته...لكنها متأكدة أن هذا الزواج لن يتم...


سلام بعد صمت / ما فيه غيرها..مِنوَه..أكثر وحده تناسب طلبك..و بتوافق على طول


تجعد جبينه مفكراً...يحاول أن يتذكر هوية لذلك الإسم...
بالتأكيد ليس غريباً عنه...لقد مر على مسامعه...


و تذكرها...!
ليرفع نظرات مصدومة...غير مصدقه...لسلام..!!



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ


ام البنين 20-12-13 02:51 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم. ياهلا باغاني نورتي ليلاس

قصة ابو ساري واخوته عجيبه

موضي وحقده وانتقامه ببنته


سلامه ومراهقته وبقية الابطال.


ساري وخطبته السبب اتوقع عشان. عودة بيت عمه

ghazee 20-12-13 10:49 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
رووووووعه الروايه ياليت تعلمينا متى وقت البارتات

قهرتني العنود وش استفادت يوم تطلقت ورجعت لزوجها بعدين ذنب سﻻم في رقبتها المفروض سلام تكره امها وتحقد عليها مو ابوها

شرقاوية عسل 20-12-13 12:42 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
مرحبا بك يا الغالية

غنوة الشتاء الجميلة

حبي البارتات روعة

ساري ودانة

هل دانة ابنة موضي ولا بنت بو بدر ؟؟؟؟؟؟

جود بنت موضي أكيد ، بس هل دانة بنت موضي ؟؟؟

المفروض بو بدر يكون شخصيته أقوى من كذا هـ الموضي الظاهر جميلة عشان كذا معطيها بو بدر وجه بزيادة

حتى زوجها الأولي كان يعشقها بس الفترة إللي راحت مع أمها وأبوها موضي ما تزوجت واحد ثاني غير مساعد ؟؟؟

،

مالك و عذاري

أحس مالك يحب عذاري ولا ليه متمسك فيها بس هو من النوع الجلف.....

،

باسل و ضي

ضي بنت أبو بدر ولا بنت عمه الثاني ما ندري ؟؟؟؟؟

،

تميم والمرأة المجهولة

يا ترى من هي ؟؟؟؟؟؟

،

من هي منوة ؟؟؟؟

هل يعرفها ساري مسبقاً أو هو اسم دلع لاحدى اخواتها

هل تكون صبح

بالرغم من إني أشعر أن صبح لائقة لتميم أكثر

،

سلام ويوسف

هل الحب يكفي ليخفي الفوارق الطبقية

قول الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

خذوهم فقراء يغنيهم الله

،

دوائر ودوائر و دوائر

كل دائرة فيها اثنان

طارق حتى الآن شخصية مبهمة ليس له دور مؤثر

،

القارءات السابقات للرواية حبيباتي فضلاً لا أمراً

لا تحرقوا الرواية وش ذنبنا إن حنا أول مرة نقراها

الله يخليكم خلو لنا جو المفاجأة الغموض والألغاز في الرواية

،

مشكورة أغاني

ممكن تنزلين بارتين الخميس والأثنين

بس أهم شي لما يخلص مخزون 16 بارت ما تطولي علينا

وألحين حان موعد أن أقول إلى اللقاء

هاجرت لعيونك 20-12-13 09:37 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
اغاني الشتاء
اسم على مسمى فانتي بداتي تنبضين لنا بماتحتوين من مشاااعر واحاسسيس لتدفينا في الشتاء
الغموض اللي في بداية الرواية ان الخبر اللي صعق سعووود هو خبر اغتصااب اخته الجوهره من قبل ولد عمها اللي سبق وشافه يتبعها مما جعله يعود ويجبره على الزواج بها ثم تطليقها
وهنا العنود كانت قد تزوجت بجااابر وانجبت سلام وعندما سمعت ماحدث لجواهر تركته لتذهب لمواساتها والوقوف معها وهنا طلقها جابر وعاااادت ومالك هو ابن نوره من سعود وعندما كانت سلام تعيش مراهقتها في بيت امها كانت تلتقي بمالك الاخ الغير شقيق لاخوتها وكانت معجبه فيه كذا تخيلت الرواية والاحداث
هاه اغاني الشتاء صح علي والا
واتوقع يتزوج مالك سلام وتحدث بينهما عواقب كثيره بما ان مالك يشعر بانها من افسدت حياته ويتقدم بدافع الانتقام عندما يقوم يوسف بخطبتها يقوم بالتخريب عليها مثل ماخربت عليه

أبها 21-12-13 06:13 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
ما شاء الله تبارك الله ..

مرحبا أختي أغاني ... أحييك على الكتابة التي تفيض بالرقي والفخامة .

متابعة بإذن الله ..بانتظار القادم .

ترانيم الصبا 22-12-13 06:40 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
وطئت أهلاً وحللت سهلا


أغاني الشتاء عندنا بشحمها ولحمها خخخخ أقصد قلمها
والله أني ماني مصدقه عيوني وسألت أم البنين عشان أتأكد أنه أنت أغاني الشتاء صاحبة الرائعة الجميلة فوق خضوع الحب و رواية قلوب تنزف عشق
والحين في رائعتك الجديدة في في ليلاس

هلا فيك بليلاس و أن شاء الله يطب لك المقام بيننا و سجلني من متابعينك بإذن المولى

لي تعليق على أبطالك الجميلين
بين ماضي وحاضر أحقاد وضغائن فرقت شمل أخوان وكان السبب الرئيسي حب من طرف واحد وبالأحرى حب تملك من موضي

سعود والعنود وحبهم الي مر بعقبات و حقد موضي و طلاقها الأول
ورجوعها له بعد طلاقها الثاني من جابر و سلامه الي كانت الضحيه وتناقضها في جنونها في مالك في فترة مراهقتها
و سر مالك الي ترك أهله واختفى من حياتهم بدون سبب مقنع هل السبب كرهه لزوجة أبوه ما أستبعد أن موضي كانت تحاول تكرهه في العنود بس ما أعتقد أنه هذا السبب الي خلاه ينقل جدة أتوقع حبه لسلامه والموقف الي صار يوم زواجه ما قدر يتجاوزه
ساري وجرحه من بنت عمه دانه حبها و وخطبته لها وصدمته في رفضها
وفكرة انه يخطب قبل رجوع دانه ما اتفق معه فيها لانه بيظلم فيه مخطوبته وهو مازال على حبه

عندي حدس أنها بترشح له أختها صبح لأنه تشوف فيها الطيبة والصبر وأخلاقه إلي تجبر الواحد على أحترامها و تناسب أخوها وبتقدر تحتويه وتحبه و يحبها وبتنسيه دانه


تميم ههههه عجبتني جلسة مع نفسه وجنايته الأربع

كادي وسامي كسرو خاطري فقد الأم ما هو سهل و العت على أبوهم معيشهم في حزن ويعانون هذا الشي الوحيد إلي صدق فيه باسل

على رغم سلبياته و غروره و وقاحته مع أمه وجواهر بس نشوف منهي إلي بتكسر غروره


في أنتظارك بكل ود

أغاني الشتاء 23-12-13 08:15 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 


أخواتي الغاليات..
أم البنين
ghazee
شرقاوية عسل
هاجرت لعيونك
أبها
ترانيم الصبا

اعـذروني على الرد المستعجل..لكن الأشغال متجمعه فوق راسي هالأسبوع
نخلصها..و نتفرغ للرواية إن شاء الله...(فررحانه إنها بتعطل هالأسبوع)

تسلمــون على تواجدكم الجميــل
تحليلات جميله..و توقعات أجمل

:

خليكــم معـي..بوجودكم و تعليقاتكم..احس بلـذة الكتـابة
لا تناموون..بعدين القلم يجيه النوم معكم


موعـد النبضـــات...كل أثنين..و خميس
لحد ما نوصـل للنبضة..(16)
بعدهــا نحدد موعـد جـديد..للنبضـات..إن شاء الله

أغاني الشتاء 23-12-13 08:26 PM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 





♥▄الـنـبـ«6»ــضــة▄♥

:
:
:

أغلقت هاتفها و هي تزفر بضيق...و شفتيها تتكور بخيبة...لترفع رأسها إليهما...


أم يوسف / وش فيك؟
شوق / سلام ماراح تجي معنا..تقول صبح إنها تعبانه


ذات الخيبة انتقلت لصدر أخاها...لكن بتأثير أكبر...
منذ الأمس وهو يعد الساعات للقائها...ليصحبها مع شقيقته عدة دقائق...
تكون فيها قريباً منه...داخل حدوده...ممكنه لأحلامه...


قربها في الأيام الماضية...جعلها تتركز في أفكاره أكثر...
لا ليس أكثر...و لا أقل...
هي دائماً كانت موجودة...لكن هو من يتشاغل عن ذكرها...

و الآن ها هي...تعاود عاداتها...مالبثت أن ابتعدت عنه مجدداً...
حتى و هي مجرد حلم...و خيال له...
رفضت تلك الدقائق التي يخدع بها نفسه...و تأمل بها أحلامه...


يعلم أن تعبها مجرد حجة...لا يدري مالمقصود منها..؟؟
و يخشى أن يكون هو..!!
فقد رآها قبل ساعتين فقط عائدة مع أحد أخوانها...(تدري إني بأوصلهم عشان كذا ما جت؟ ليه؟ يوترك وجودي؟ أو اللي في قلبي باين و أنتي مو قابله فيه؟؟)


عاد من أفكاره ليتابع حديث والدته...و شوق...


أم يوسف / بتروحين لحالك؟
شوق / لا صبح بتروح معي
أم يوسف تبتسم بحب / ما تقصر صبح عمرها ما ردت أحد_تلتفت ليوسف بنظرة ذات مغزى_عساي اشوفها من نصيبك يارب


اتسعت عيناه دهشة...و صدمة...
دائماً يسمع تلميحات والدته...نحو سعيد الحظ الذي سيمتلك زوجه كصبح...
دوماً تمتدح أفعالها الصغيرة...و الكبيرة...
لكن لم يظن أنها تأمل أن يكون ابنها...هو ذاك الزوج المرجو لصبح...

نهض سريعاً بعد هذا التصريح...قبل أن يسمع عرضاً حقيقياً للموضوع...يستوجب منه الرد...


يوسف يصد عن نظرات والدته لشوق / أنا في المجلس إذا جهزتي عطيني خبر

تركهما و شوق تتبعه بنظراتها...ليقطعها حديث والدتها...


أم يوسف / وش فيه قام مثل المقروص! لا يكون استحى؟
شوق بحذر / أو يمكن ما يبيها
أم يوسف بإستنكار / و مين اللي ما يبي صبح..أنا دائماً المح له إني أبي له وحده من بنات جابر وهو ما قد رفض


شردت شوق بأفكارها...(وحده من بنات جابر ايه..لكن مـو صبح يمه)


الآن تدرك حقيقة شكوكها...
دائماً كانت تحس بإهتمامه الخفي بأي حديث يتعلق بسلام...تلك النظرات التي تشرد لبعيد مع ذكرها...
لتختم حديثها عنها بتنهيدة عميقة تصدر منه...تشعر بها و لا يشعر هو...و إلا كان حتماً سيخفيها...

لكنها رفضته سابقاً...و لا تعلم إن كانت سوف تغير رأيها الآن...
كم تتمناها زوجة لأخيها...صحيح أن صبح تستحقه كذلك...لكن لا تدري لما...ترى سلام تناسبه أكثر...



♥▓♥▒♥▓♥


كان في طريقه إلى لمنزل مساءً...باكراً...على غير عادته...
بعد مقابلته لسلام لم يعد إلى الشركة بل توجه إلى المنزل مباشرة...
أنهى ما لديه من أعمال على الهاتف...مؤجلاً بعضها للغد...كي يلقى والده و والدته...و يحدثهم بموضوع زواجه...


تنهد بضيق...و تردد...لأول مرة يحس بهما وهو يقبل على فعل شيء...
لكنه بالكاد اقنع نفسه بفكرة الزواج...التي اتخذها فجأه...و إبتداء حياة جديدة...و إلتزامه بشخص آخر...يشاركه حياته...و يضيق عليه وقته...

لكي يجاهد الآن مجدداً لإقناع نفسه بتلك الزوجة بالذات التي اختارتها سلام...
لما كان عليها أن تقترحها هي بالذات...أمام جنوح أفكاره...ليقبل بها..؟؟


منذ أن عرف بعودة دانه من جديد...كره أن تراه...و يراه الكل مازال يعيش على وجع البعد...و الرفض...
أكثر من ذلك يعلم أن لا نصيب سيجمعهما أبداً...لذا يرغب أن يصرف كل إهتمامه عنها...و يقطع كل طريق قد يؤدي به للرجوع إليها...
حتى هي....لابد أن تدرك أنه محاها من حياته...و بدأ من جديد...

لكن يعلم أن في إختياره لمنوه بالذات...طعنة لها..!!

هل كان من الأفضل لو ابتعد قدر الإمكان عن ما له صلة بها...
لكن عناده طغى على تردده...ليقنع نفسه...(و من متى منوه و أمها لهم صله بأحد؟؟)

صحيح...فبالرغم من أن والدتها أخت غير شقيقه لبنات عمة والده...إلا أنها دائماً بعيدة عنهم...كارهة...حاقدة...طامعة...
و هي الوحيدة كما قالت سلام...التي يضمن موافقتها السريعة...على الخطبة...و على كل ما سوف يطلبه...


أن يتزوج بإبنة خالتها...كيف سيشعرها ذلك..؟؟
هل هو نفس الألم الذي صفعه وهي ترفضه بعد أن سلبت بعلمها كل مشاعره؟؟


كانت تحبه...و قد لا تزال...لكنها رفضته إستجابة لرفض والدتها له...
قد يجد عذراً لها في هذا...لكن بعد أن سافر لها مرةً أخرى...و خطبها للمرة الثانية...و الكل اقنع والدتها بالقبول حتى قبلت...
لم رفضتــه هي..؟؟؟


هذا ما يغضبه..!!
هذا ما لا يعرف سببـاً له..!!
هذا ما أماتها في قلبه و لن يسامحها عليه...






بعـد ســاعـة..~


كان يجلس بين ثلاثتهم...و يرى الفرح يتراقص مع الصدمة على ملامحهم بعد أن اخبرهم برغبته في الزواج...
لكنه يعلم سرعان ما تخمد هذه الفرحة وهو يسكب على مسامعهم هوية العروس...التي يسأله الجميع عنها الآن...


ساري بثبات خارجي فقط / منوه


انتصبت نظرات مستنكرة عليه...من والدته...و عمته...
في حين تجعد جبين والده مستفهماً...


أبومالك / مين منوه؟ تعرفونها؟؟
ساري يجيب بعد صمتهن / بنت فاطمه..أخت بنات عمتي مزنه


الآن والده يشاركهن الإستنكار...و الصمت...
أما هو فينتظر تلك الإعتراضات التي سوف تنهال عليه...و التي جهز رداً لكل واحدٍ منها...



والدته كانت ماتزال مصدومة...صدمة أن يقرر ساري الزواج كانت وحدها كافية...ليزيدها بتحديد تلك العروس بالذات...

لما منوه..؟؟
بالتأكيد لم يسمع طوال تلك السنوات شيء حسن عنها!
لم يفته شخصياتهم الحاقدة..الكارهة..الطامعة التي طالما سمع عنها!

ادركت أن هدف ابنها ليس الزواج فقط...
و إلا لكان طلب منها أن تختار له عروس...و يدرك أنها سوف تختار الأفضل...و الأجمل...من تستحق بكرها الغالي...

لكن أن يختار منوه بالذات...فهو بالتأكيد يسعى لقهر من تسبب بقهره...أن يرد الألم...و الوجع...
فمنوه و أمها...بينهم عداوة بغيضة مع مزنة و بناتها بالرغم من تواصلهم أحياناً...لكنه تواصل كما تصرح عمتها...كان من الأفضل لو لم يكن...لأنه بحدوثه يجر مشاكل...و خلافات أكبر...
فتسبب بعد أرواحهم...أكثر من بعد أجسادهم...


لا تريد أن توافق...و أكثر لا تريد أن يتزوج ابنها من تلك..!
و لكن الأصعب من ذلك...أن تقف هي بوجهه هذه المرة...
لما يجب أن يقف دائماً أحد في وجهه لتحقيق ما يرغب به..؟؟
حتى لو كان الثأر لوجعه..!!


أم ساري بإبتسامة مغتصبة / الله يتمم لك على خير يمه_كانت دعوة من وراء قلبها_لو وافق أبوك نروح نخطبها لك


تراخت أعصابه المشدودة...و خدر يسري داخله...لا يعلم إن كان راحة...أم خيبة...

حتى والدته...ندمت على موافقتها فور تلفظها بها...لكن أملها الوحيد أن لايتم هذا الزواج...
برود ساري...و إمتعاض أبيه...و عدم استحسان جواهر للفكرة...
كلها أشياء تجعلها تتأمل إلغاء هذه الخطبة قبل بدايتها...



♥▓♥▒♥▓♥



عادت من مشوارها مع ابنة الجيران...و قبل أن تدخل غرفتها لتبديل ملابسها...التفتت بضيق للباب المقابل لها...لتتجه خطواتها القلقة إليه...
فتحت باب غرفتها بهدؤ لتطل عليها...و تراها على سريرها...كما كانت منذ الصباح...لا تنام و لا تتحرك منه...

لم تتحرك من سريرها إلا لذاك المشوار مع أخيها منذ ساعات...لتعد كما كانت...أو اسوأ...
من بعد تلك الضيقة التي اصابتها بالأمس...و التي لا تعلم لها سبباً...لا ترى سوى نتائجها تزداد...


تقدمت منها بهدؤ...حتى وقفت تستند على طرف سريرها...
لتلتفت إليها بعينين ذابلتين...و ملامح مهمومة...


صبح تجلس على طرف سريرها / وش أخبارك اللحين سلومه؟
سلام / الحمدلله احسن.....حلو فستان شوق؟
صبح / ايه الحمدلله..لابق عليها ماشاءالله...سلومه ليه ما ننزل تحت و.....
سلام تقاطعها / مصدعه..و مالي خلق اتكلم..خليني ارتاح شوي
صبح بقلق / سمو كلمت ضحى امس و قالت إنها كانت تكلمك و فجأه قفلتي بوجهها..صاير بينكم شي؟
سلام تكرر الكذبة التي قالتها لسمو / لا الجوال فضت بطاريته و أنا مانتبهت
صبح لاتصدقها / على راحتك..لو حبيتي نتكلم أنا بأسمعك بأي وقت
سلام / صبح يا عمري لا تشغلين بالك..هي ضيقه بدون سبب جت و تروح إن شاء الله
صبح تبتسم / إن شاء الله..بس وش اسوي فاقدين صوتك في البيت و ما أحب اشوفك إلا و أنتي تضحكين..قومي يا قلبي صلي لك ركعتين و اقري قرآن و ربي يشرح صدرك و يبعد عنك هالضيقه
سلام / إن شاء الله
غادرتها صبح لتقف عند الباب / بأسوي قهوة عبال ما تصلين...ولو كنت غاليه عليك انزلي اجلسي معنا..مسويه لك حلى النسكافيه اللي تحبينه


خرجت و اغلقت الباب...لتطلق سلام تنهيداتها بضيق...
لا تعلم مالذي أصابها..؟؟
سلبت كل طاقتها...و راحتها...و سكينتها...
افزعها قدومه...مقابلة زوجته...مواجهتها لما كانت عليه يوماً و تحمل النتائج...

تردد كثيراً أنها تغيرت...و ما عادت تهتم...لكن عودة كل شيء بهذه السرعة صعب عليها...


مالك سيعود..!!
عجباً كيف يرعبها هذا الخبر..!! و لا تعلم لما..؟؟


لقد كان دوماً جزءً لا يتجزأ من حياتها...منذ عرفت الحياة عرفته...
كان أباً...أخاً...حامياً...و بطلاً...كان المهم و الأهم بحياتها...

لكن..تلك السنوات الثلاث المخزية...لطخت كل شيء..


سلام تقاطع أفكارها / استغفر الله العظيم..لا حول ولا قوة إلا بالله


و نهضت بعزيمه ترجو أن لا تخذلها يوماً...ترجو ثباتاً كانت تعيشه...

نعم كانت عابثة لكنها تغيرت...
لقد محت كل شيء...تابت...و بدأت من جديد...
لن ترجع لتلك الأفكار و الذكريات...لن تستعرضها بخيالها مجدداً...
ستمحو ذاكرة يمر فيها أي شيء يعنيه...ستكمل الحياة التي ارتضتها لنفسها...و لن تسمح للوساوس أن تعكرها...



♥▓♥▒♥▓♥


أغاني الشتاء 23-12-13 08:30 PM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 






استلقت بجانبه على السرير...و هي تتنهد بضيق...ليترك الكتاب الذي كان بين يديه...و يحتضن كفها...

أبومالك / وش فيك؟
أم ساري / ما فيني شي......
أبومالك يقاطعها / هي عشرة يوم يالعنود! يعني ما أعرفك إذا ضايقك شي؟
أم ساري تعترف بضيق / يعني هو فيه شي غيره..خطبة ساري
أبومالك بإستغراب / دام البنت مو عاجبتك ليه ماعترضتي؟ ليه ما عرضتي عليه غيرها..أنتي وافقتي على طول
أم ساري تبرر / يعني ما تعرف ساري..لو كان مقتنع فيها ماراح يغير رايه أحد
أبومالك / بس أنتي ما سألتيه..ماتدرين لو كان مقتنع فيها أو لا..و ليه اختارها هي بالذات؟
أم ساري / لو ما كان يبيها هي بالذات..كان قال لنا حنا نخطب له..ما حددها إلا لأنه يبيها..و بصراحه أنا فرحتي بزواجه صدمتني و لا خلتني أفكر زين


صمتت و فكرها يشرد...مازالت تتسائل لما منوه بالذات..؟؟
كيف خطرت على باله..؟؟إلا إن كان هدفه الانتقام كما تخيلت...
و إن كان جن ليفكر بها كإنتقام...كيف تجن هي و توافق بهذه السهولة...كيف توافقه على العبث بحياته...فقط لرد القهر لأولئك...


أم ساري / و أنت وش رايك؟
أبومالك / والله مادري..أنا ماعرف البنت و لا أمها إلا من كلامكم عنها_يكمل مبتسماً_عاد أنتم يالحريم ما يعرف صدقكم من كذبكم
أم ساري بعتب / الله يسامحك..طلعتني كذابه..بعد بتطلع عمتك مزنه كذابه؟
أبومالك / محشومه أنتي وعمتي..بس أنا اقول يمكن المره تغيرت يمكن بنتها احسن منها..و يمكن هالنسب يصير وجه خير عليكم و يقربكم من بعض..الله يكتب اللي فيه الخير..دام ساري يبيها
أم ساري / إن شاء الله..بس تتوقع عمتي مزنه ما تتضايق؟
أبومالك / عمتي عقلها كبير..و ما ترد الخير عن أحد..بالعكس هي كل هالسنين حارصه على وصلهم...و مقربتهم منها حتى لو ما بغوا هم هالشي


شردت أفكارها من جديد...و الضيق لا يفارقها...
تلك الفتاة و والدتها...لا يهتمان لا بقرابة...و لا زيارة إلا لسبب...أو مصلحة...
تخشى أن تكون موافقتها...و مساندته في هذا الأمر سبباً لإفساد حياته...

و لما لا يكون يريد الفتاة لسبب غير ما طرأ في أفكارها...و هي التي تخيلت هذه الفكرة..؟؟

أياً كان سببه...تتمنى أن لاتتم هذه الخطبة...و بدأت تلوم نفسها على تلك الموافقه السريعة...

تعلم أن تلك الوالدة تستعرض فتاتها في كل عرس...أو حفلة تذهبان إليها...
ليتها تمت خطبتها...و تنتهي من الأمر قبل أن يبدأ...



♥▓♥▒♥▓♥



دخلت إلى غرفة أختها...التي لم تنزل للعشاء...لتراها تجلس على سريرها شاردة...


دانه / جود..ليه ما نزلتي تتعشين؟
جود / مالي نفس
دانه تستغرب ملامحها المنعقدة / وش فيك؟
جود / اجلسي
تقدمت لتجس معها على السرير / وش فيه؟
جود / قبل شوي كلمت كادي
دانه تتنهد / ايه
جود / سألتها عن سمو..أنا يوم كلمتها قبل كنت أبيها تجس نبضها..قلت لها تسلم لي عليها......بس..بس كادي تقول إنها رفضت تتكلم بالموضوع و خلتها تغير السالفه..ما فرحت برجعتنا..و لا اهتمت من الأساس
دانه بعد صمت / شي طبيعي..جود كان بين أمهاتنا خلافات كثير بعدها انقطعنا عنهم و حنا بينهم..و بعدها رحنا عنهم خمس سنين..تبينها أول ما تعرف إنك راجعه تفرح و تدق تقولك تجين بالسلامه!!
جود بضيق / يعني أنا الغلطانه اللي أفكر فيها! إني مهتمه نرجع مثل أول..قبل كنا صغار كنا بإبتدائي و عقولنا كبيره ماتهمنا خلافات أهلنا..اللحين يوم كبرنا بنصغر عقلنا و نبعد عن بعض؟
دانه / أنا ما أقول إنك غلطانه..بالعكس فرحانه إنك مهتمه ترجعون مثل أول رغم كل هالسنين..و كل هالبعد..بس لا تلومينها من أول موقف..لازم تحاولين كثير..و تبينين لها إهتمامك
جود بعناد / و هي؟ مو لو أهمها حاولت تسامح و تنسى..حاولت .......
دانه تقاطعها / موقفها غير يا جود..لا تنسين حنا اللي اخطينا عليهم مو هم..أمي الله يهديها هي اللي مو طايقه أمها..حنا اللي ابعدنا..و حنا اللي قطعنا
جود / يعني بتآخذني بذنب أنا مالي دخل فيه
دانه تتنهد / دائما متسرعه يا جود..تلومينها على كلام يمكن قالته من ورى قلبها..و إلا من زعلها..و أنتي حتى للحين ما تدرين أمي وش بتقول لو طلبتي تروحين لسمو..لو أمي رفضت..بتكسرين كلامها و تروحين؟
جود بصدمه / تتوقعين أمي ترفض اكلمها أو اروح لها؟؟
دانه بشرود / مـادري..مادري



♥▓♥▒♥▓♥



زفرت نفساً قوياً مرتجفاً...و يدها تمتد لمقبض الباب لتفتحه...
هبط قلبها بين جوانبها...حين تنفست رائحة عطر والدتها الذي كان و مازال يسكن جدران هذه الغرفة...

لا تدخلها إلا نادراً...و لا تخفاها رغبة والدها أن لا تدخل أبداً في إختلائه الزاخر بها...
دخلت للغرفة بعد أن أضاءت النور...و مع كل خطوة تخطيها داخلها يتفجر بروحها صخب الحزن...و الحرمان..

بدأت تتمشى بمهل...تتنفس كذبة وجودها...و تستجدي خيالاتها أن تمر بخيالها...

لم يتغير في الغرفة الكثير بعدها...رغم فقدها الأعظم لوجودها...
ولو وقف الأمر على والدها...لحبس كل شيء له كما كان...
لكن سامي من احضر خالتها جواهر...لترحل بأغراض تلك الحبيبة...آملاً أن يخف الوجع الذي يكسر نظرات والدها في كل مره يخرج بها من هذه الغرفة...


لكن حتى ولو تلاشت أغراضها...بعض ملابس...و قطع أثاث...و غيرها...
كيف تمحى آثارها العالقة بكل شيء..؟؟
ذكرياتها بينهم..؟؟
إهتمامها بكل شيء..؟؟
حبها...عطائها...حنانها الفياض...و صفاء روحها..؟؟

لا....فمازالت تسكن قلوبهم...و أرواحهم...قبل أن تسكن ذكراها جدران هذا المنزل...و هوائه...


/ كاااادي

أولته ظهرها...و هي تمسح دمعة هطلت بثقل مايحمل قلبها من حنين...و تنحنحت تبعد الغصة التي تتضخم في حلقها...و هي تتجه إلى دولابه...


كادي / سم يبه
أبوسامي / وش تسوين هنا؟
كادي تلتفت إليه بإبتسامة شاحبة / اجهز شنطتك..بعد كم ساعه موعد طيارتك..يبه تكفى المره الثانيه لو بتسافر علمني قبلها بوقت..عشان تستعد نفسيتي..و.....

أبوسامي يبتسم بحنان وهو يقترب منها...ليداعب شعرها بلطف...

أبوسامي / ليه عشان نعيش المناحه اللي سويتيها قبل شوي أيام كثيره؟
كادي تبتسم بعتب / ياربي اللحين دمعتين سويتوها أنت و سامي مناحه!


جلس على السرير...يراقبها بحب يخالطه كثير من أسى...و هي ترتب ثيابه في شنطته...و تسأله عن ما يريد أخذه معه...
تلك الدموع التي تطل من شرفة عيناها...و تحجبها عنه...
ذاك الدور الكبير الذي تتلبسه للعناية بهما...و هي أحوج منهما للرعاية...و الحنان...

و الفقد الذي يعكس صداه على حرمانه ليتعاظم فلا يسعه حزن...و لا شوق...ولا وجع...


كادي تغلق الشنطه / خلصنا صح؟
أبوسامي يقف / يسلم ربي هاليدين..و لا يحرمنا منك يابنت جميله

اتسعت إبتسامتها...هذا الإسم الذي يطلقه عليها...يمر على جفاف روحها ليروى...ولو كان بسراب...

اقتربت منه لتعلو بأقدامها تقبل جبينه / الله يسلمك يالغالي..بأخليهم يجهزون العشاء دامك تخلص شاور


خرجت مسرعة...لتنثر دمعاتها بعيداً عن أوجاع لا تحتمل مزيداً من اللهب لتشتعل...
وهو يراقبها حتى اغلقت الباب...و تركته في الغرفه وحيداً...

كحاله كل ليلة...حين يستضيف الشوق سهاده...يناجي أطيافاً تسكن في زوايا خياله..
فتزحف ساعات الليل الطويل في أرق متعب...وهو يرجو نومه ليقابل من توسدت جميع أحلامه...
هذا حاله بعدها...يتعلق على آثار خطاها الراحلة...مشلول الوجود...يتداوى بالنسيان ليذكرها...
فراقها أحدث به شرخاً يستعصي على الإلتائم...ولولا روحاً لها تنبض بتلك الفتاة اليتيمة...لا ستجدى الموت أن ينبض بجسده ليرتاح...

وقف متنهداً...يحمل حنينه و وجعه رابضاً بين أوردته...ليكمل رماد هذا العمر بعدها...



♥▓♥▒♥▓♥



جلسن ثلاثتهن بعد العشاء...و صعود والدهن للنوم...والذي تحججن له بعدم نزول سلام...أنها نامت مبكراً...

أم صبح بضيق / والله مادري وش صاب هالبنت..الله يبعد عنها الضيق و الكدر..مو المفروض نعلم أبوك أخاف يعرف و يزعل إننا ما قلنا له
ضحى / سلام حلفتنا ما أحد يقوله عنها شي
صبح / تعرفين سلام يمه..لو تضايق عشانها بتتضايق أكبر و يزيد اللي فيها..بالعكس لو ما عرف يمكن تتشجع تنزل بس عشان يشوفها
ضحى بشرود / من زمان ما جتها ضيقه كذا..الله لا يعيد ذيك الأيام


تنهدت بضيق و هي تتذكر ذبول ملامحها...إنطفائها...حين دخلت عندها قبل قليل آملة أن تقنعها بالنزول...
ظلمة إنكسار...و وجع...تغيم على نظراتها...هي ذات النظره التي تذكرها تسكنها تلك السنوات...

ذات النظرة التي جعلت قلبها يرق عليها...بعد كل ما عانته منها...
فلم تهن عليها رغم كرهها لها...و هي ترى ذاك الوجع يرسم ملامحها...


فحزن سلام...و إنكسارها...
يرسم صورة حزينة عميقة توجع القلب...و تثير أحزانه...و ضيقاته...
جعلها تنسى سلام التي كرهتها...سلام الوقحة...القاسية...التي كانت تثير رعبها...
و تتقبل تلك الأخت الجديدة...و التي كانت أفضل...و أجمل...


و التقطت أفكارها...ذكرى تلك الليلة...المشابهة لليالي كثيرة...كانوا يعانونها بسبب سلام و جنونها...






نزلت الدرج لتجدهم في الصالة...مرت عليهم كعادتها...بلا سلام...أو كلام...
تتجاهلهم بغرور...و إستحقار...و هي تتمايل بخطواتها...و خطوات كعبها العالي ترن على البلاط...
لتتغضن ملامح ضحى إستحقاراً و هي تشاهد تلك التنورة الضيقة...القصيرة...التي تكشف معظم ساقيها...


توجهت إلى المطبخ...لتغيب هناك لفترة...
و يرتعبن و هن يسمعن صوت والدها يعود إلى المنزل...


أم صبح / ليتها راحت قبل يرجع أبوك..الله يستر لا يشوف لبسها و......


قطعت كلامها بدخول والدهن...الذي كتب له لسؤ حظهن أن يتوجه على الفور إلى المطبخ...
فيصلهن صوته الغاضب...الصارخ...و بنفس الحدة...و العصبية يتعالى صوت سلام عليه أيضاً...بلا إحترام له...و لا حياء من تلك الكلمات التي ترد عليه بها...

لتخرج من المطبخ ثائرة كعاصفة هوجاء...لا تحتاج ذكاءً ليخبرها أنها تلقت الضرب من والدها...
وقفت تتأملهن بعينان مليئتان بدموع الكره...و القهر...و الغضب...


سلام صارخه بوقاحة / أنتم اللي علمتوه يااااحسوداات.....
أم صبح تخشى أن يسمعها زوجها فيأتي ليكمل عليها / يا بنتي الله يهديك......
سلام تصرخ بوجهها / لا تقولين بنتي..من زينك أنتي وبناتك أصير مثلكم..ادري إنكم تكرهوني..غايرين مني..تبوني البس هالخلاقين اللي لابسينهن بناتكم القرويااات


و حدث ما كانت تخشاه والدتها...و يضايقهن جميعاً...سمعها والدها ليأتي غاضباً و يكمل ضربها أمامهم...


سلام تهرب منه صاعدة الدرج وهي تصرخ / اكررررهكم..اكررررهكم




♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ



radiant star 23-12-13 10:21 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
يآ آلهي مآآآآآآآ أصدق :21: :21:
يآ سععآدتي و جمآل يومي بهآلإكتشآف الجميل
أغاني الشتآء بتكمل روآيتهآ الفتنة بين نبضة قلب وأخرى بليلآس
وآخييييررررآآآ ، يختي وربي فررحتنيني :765dfgse:
آنآ متآبعة قبل كم سنة لروآيتك بمنتدى ثآني ، و جممآلهآ أسسرني بجد تمنيت آنك تكملينهآ لككن إغلآق الروآية بطلبك ثم مرور الفترة الطويلة بدون أي خبر عنهآ خلآني أفقد الأمل

وشووفتك هنآ اليوم خلتني كككذآ :54:

وآخيييرآ رح آعرف وش بيصير مع سلآم ومآلك ، وسآري و ميرة ، و صببح الجميلة اللي حبيتهآ آكثر شي و بآسل ، و سمو الجمييلة و فآرس ، وتميم اللي لقآفته بتكشف لنآ سرر عن جوآهرر > آحس آني بأنضرب

و الله يصبرني لين تكملين 16 نبضة ، الحقيقة ودي نبدأ بالأجزاء الجديدة على طول > على هونك يآ بنت
لككن روآيتك الجميلة تستحق الآنتظآر و أهم شي عرفت آنك بتكملينهآ :384: :351:


يعطييك ألف عآفيية وبإنتظآر إبدآعك :e106:

أبها 24-12-13 09:49 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
ما شاالله تبارك الله .

سلام نموذج متواجد بيننا ممن تمزق بين فراق الأب والأم ،
أم صبح امرأة عظيمة استطاعت بحنكتها أن تحتوي تللك الضائعة .
وأرجو أن تتغلب سلام على ضائقتها وتعلم أن الله يجُبُّ بالتوبة إثم كل معصية.
أبو سامي قليل مثلك ممن يتمتع بالوفاء لزوجته الراحلة .لكن ألم تدرك أن بقاء
ابنتك وحيده خطأ فادح .. تحتاج كادي إلى أنثى مثلها تلقي عليها شيئاً مما يثقل كاهلها.
ساري . كيف تنتقم لتجربتك الفاشلة بالدخول في تجربة أخرى محكوم عليها
مسبقاً بالفشل الأكيد .. الزواج حياة عمر تتوج بالمودة والرحمة وليست حلبةً للانتقام.
مبدعة اختي اغاني الشتاء ... بانتظارك

عاشقة التحدي 24-12-13 01:07 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
لا لالا مو معقولة اغاني الشتاء اخيرا بتكمل الرواية الرائعة (فيس مو مصدق ابد )
لا وبليلاس كمان منتداي المفضل بس للاسف بدا يزعلنا منه بهالاعلانات البايخة والصور الفاضحة الي الواحد بس يصدد بعيونه عنها نتمنىمن المشرفات يرفعون شكوى بهالموضوع لانه صار مقزز جدا
المهم حياك الله غنوة ونور ليلاس بهالطلة الحلوة
متابعتك على الدوام بإذن الله

شرقاوية عسل 27-12-13 07:39 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
مراحب بالحبايب إللي فيهم القلب ذايب

حبي غنوة

البارت حلو كثير بس لو مكملة جميلك ونزلة البارت 7 الخميس أمس كان تكتمل فرحتنا

ما اعتقد إن زواج منوة من ساري راح يتم وإذا تم أكيد بعده طلاق

مالك وسلام

لا ما احس هناك تقارب

مالك يحب عذاري بس يكابر بدليل غنه متمسك فيها

صبج يا صبح من المحظوظ إللي راح ياخذك

ساري

تميم

يوسف

باااااااسل

وين باسل المغرور اليوم ما طلع غريبة

ضحى يمكن يخطبها واحد من الأشبال

هم

مالك و ساري و تميم و باسل بس منو طارق ؟؟؟؟؟؟؟؟

ننتظرك على أمل أن يكون اليوم في بارت بكل حب وشوق

وعد الحر دين عليه وانت وعدتينا كل اثنين وخميس

وعدى خميس ولا شفنا البارت الموعود

عزائي أني لم أقرأ بارت الأثنين فصبرت نفسي به

لكن البشر طماعون هههههههه

يا رب يكون في بارت اليوم

ننتظرك ياحلوة يا غنوة يا منوة ههههههه بس مو منوة إللي في رواية لا منوتنا أنت غنوتنا


إلى اللقاء

أغاني الشتاء 30-12-13 07:37 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة radiant star (المشاركة 3401372)
يآ آلهي مآآآآآآآ أصدق :21: :21:
يآ سععآدتي و جمآل يومي بهآلإكتشآف الجميل
أغاني الشتآء بتكمل روآيتهآ الفتنة بين نبضة قلب وأخرى بليلآس
وآخييييررررآآآ ، يختي وربي فررحتنيني :765dfgse:
آنآ متآبعة قبل كم سنة لروآيتك بمنتدى ثآني ، و جممآلهآ أسسرني بجد تمنيت آنك تكملينهآ لككن إغلآق الروآية بطلبك ثم مرور الفترة الطويلة بدون أي خبر عنهآ خلآني أفقد الأمل

وشووفتك هنآ اليوم خلتني كككذآ :54:

وآخيييرآ رح آعرف وش بيصير مع سلآم ومآلك ، وسآري و ميرة ، و صببح الجميلة اللي حبيتهآ آكثر شي و بآسل ، و سمو الجمييلة و فآرس ، وتميم اللي لقآفته بتكشف لنآ سرر عن جوآهرر > آحس آني بأنضرب

و الله يصبرني لين تكملين 16 نبضة ، الحقيقة ودي نبدأ بالأجزاء الجديدة على طول > على هونك يآ بنت
لككن روآيتك الجميلة تستحق الآنتظآر و أهم شي عرفت آنك بتكملينهآ :384: :351:


يعطييك ألف عآفيية وبإنتظآر إبدآعك :e106:


أختي..radiant star
يسعد لي هالفرحه..اللي فرحتني
صدقيني.. افرح اذا شفت أحد يتذكر الرواية وللحين باقي بخياله شخصياتها
ولو كنتي من المتابعات السابقات..ياليت تقولين لي اسمك لأني بجد مشتاقه لمتابعات كانوا غاليات علي..و خاطري من قلب..اجمعهم كلهم هنا

أغاني الشتاء 30-12-13 07:46 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها (المشاركة 3401551)
ما شاالله تبارك الله .

سلام نموذج متواجد بيننا ممن تمزق بين فراق الأب والأم ،
أم صبح امرأة عظيمة استطاعت بحنكتها أن تحتوي تللك الضائعة .
وأرجو أن تتغلب سلام على ضائقتها وتعلم أن الله يجُبُّ بالتوبة إثم كل معصية.
أبو سامي قليل مثلك ممن يتمتع بالوفاء لزوجته الراحلة .لكن ألم تدرك أن بقاء
ابنتك وحيده خطأ فادح .. تحتاج كادي إلى أنثى مثلها تلقي عليها شيئاً مما يثقل كاهلها.
ساري . كيف تنتقم لتجربتك الفاشلة بالدخول في تجربة أخرى محكوم عليها
مسبقاً بالفشل الأكيد .. الزواج حياة عمر تتوج بالمودة والرحمة وليست حلبةً للانتقام.
مبدعة اختي اغاني الشتاء ... بانتظارك


أختي..أبها
اسعدني تواجدك..و اتمنى متابعتك...مااااتبعديش..
شخصياتنا مشواااارها طووويل..و تحتاج تشجيعكم..!

أغاني الشتاء 30-12-13 07:51 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة التحدي (المشاركة 3401581)
لا لالا مو معقولة اغاني الشتاء اخيرا بتكمل الرواية الرائعة (فيس مو مصدق ابد )
لا وبليلاس كمان منتداي المفضل بس للاسف بدا يزعلنا منه بهالاعلانات البايخة والصور الفاضحة الي الواحد بس يصدد بعيونه عنها نتمنىمن المشرفات يرفعون شكوى بهالموضوع لانه صار مقزز جدا
المهم حياك الله غنوة ونور ليلاس بهالطلة الحلوة
متابعتك على الدوام بإذن الله



أختي..عاشقة التحدي
إن شاءالله نكمل هالرواية على خير..معكم..
و جزاك ربي خير ع التنبيه..و اتمنى يلقى أذان صاغيه..
و تسعدني متابعتك..و بإنتظار تعليقك على الشخصيات و الرواية

أغاني الشتاء 30-12-13 07:57 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرقاوية عسل (المشاركة 3402478)
مراحب بالحبايب إللي فيهم القلب ذايب

حبي غنوة

البارت حلو كثير بس لو مكملة جميلك ونزلة البارت 7 الخميس أمس كان تكتمل فرحتنا

ما اعتقد إن زواج منوة من ساري راح يتم وإذا تم أكيد بعده طلاق

مالك وسلام

لا ما احس هناك تقارب

مالك يحب عذاري بس يكابر بدليل غنه متمسك فيها

صبج يا صبح من المحظوظ إللي راح ياخذك

ساري

تميم

يوسف

باااااااسل

وين باسل المغرور اليوم ما طلع غريبة

ضحى يمكن يخطبها واحد من الأشبال

هم

مالك و ساري و تميم و باسل بس منو طارق ؟؟؟؟؟؟؟؟

ننتظرك على أمل أن يكون اليوم في بارت بكل حب وشوق

وعد الحر دين عليه وانت وعدتينا كل اثنين وخميس

وعدى خميس ولا شفنا البارت الموعود

عزائي أني لم أقرأ بارت الأثنين فصبرت نفسي به

لكن البشر طماعون هههههههه

يا رب يكون في بارت اليوم

ننتظرك ياحلوة يا غنوة يا منوة ههههههه بس مو منوة إللي في رواية لا منوتنا أنت غنوتنا


إلى اللقاء


أختي..شرقاويه عسل
مرحبتين فيك..وبطلتك الحلوه
و اعتذر عن نبضة الخميس..اللي مانزلت..بس التعب و مايسوي

تعليقات حلوه..و توقعات أحلى..خليك قريبه تشوفين وش بيتحقق منها؟
و لا تحرميني طلتك الحماسية..لأن بجد قلة الردود محبطه و تجيب النوم

أغاني الشتاء 30-12-13 08:03 AM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 




♥▄الـنـبـ«7»ــضــة▄♥

:
:
:


فـي الـغـــد..~

دخلت إلى الصالة...و عدم الرضا جلياً على ملامحها...لتجلس بينهم...و تتنهد بضيق...


جواهر بقلق / خير وش فيه يا أم ساري؟
أم ساري بكدر / دقيت على أم منوه عشان اشوف رأيها في الخطبه..و كأنها ما صدقت وافقت على طول.._تكمل بضيق و إستحقار_كانت تبينا نجي اليوم بعد!!
جواهر تتنهد بيأس / و أنتي كان عندك شك إنها بترفض..يعني ما تعرفين أم منوه أكيد تتمنى هالشي
أم ساري و ضيقها يتعاظم / طبعا وين يحصل لهم واحد مثل ساري يفكر يناسبهم..بس والله مو هاين علي ساري..أنا يوم خطب دانه ما كنت راضيه على ذيك الخطبه..عشان متأكده إن أمها بتنكد عليه و علينا..بس وافقت لأني كنت اتمنى وحده مثل دانه له عشان كذا تنازلت و خطبتها من موضي وقلت باتحملها عشانه و عشان البنت زينه..لكن اللحين! لا حول و لاقوة إلا بالله..لا البنت زينه و لا أمها و لا تصرفاتهم.._بندم_مادري كيف وافقت؟؟ الله يهديك يا ساري عاد هذا إختيار!!
سمو تضحك / غلطة الشاطر بعشره
أم ساري / سمو لا تقهريني مو ناقصتك
سمو بلامبالاة / عادي يا أم ساري خليه ياخذها على شينها..بس عشان يقهر مويضي العله ويشب كبد بنتها


تنهدت كادي بضيق...و هي تسمع تصريحاً يؤكد كره سمو لعائلة عمها...
من المستحيل أن تقنعها بعودة المياه لمجاريها...كما ترغب جود...و هي أيضاً...


أم ساري / عيب عليك هالكلام! لا اسمعك مره ثانيه تقولينه
سمو / يوو ياأم ساري أنا ما أعرف اسكت لاكرهت احد
أم ساري بحده / و أنتي وش دخلك فيها لاتكرهينها و لاتحبينها..و لاتتكلمين عنها أبدا
سمو / زين اتركينا منها الأذيه_تهرب بنظراتها من غضب والدتها..لتكمل بخبث_وش رايك تقولين لساري انهم رفضوا دام ما تبين له منوه..يعني ساري من وين بيعرف رايهم؟؟


تغيرت ملامح والدتها من الغضب...للدهشة...لتلتفت على جواهر بنظرات تستحسن الفكرة...


جواهر قاطعه أفكارها /لا تطاوعين هالخبله على أفكارها..لو عرف ساري وش بيكون رده و حنا لاعبين عليه......الله يكتب له اللي فيه الخير..سواء يتم هالزواج و لا ما يتم


ابتسمت كادي...و هي تراقب مناقشتهم...
و إمتنان يكبر لسمو...و هي تسمعها تردد دوماً بحضورها...أم ساري...
تعلم أنها لا تريد أن تنطق بكلمة_يمـه_فقط مراعاة لمشاعرها...و حرمانها...لذا لا تقوى أن تضايقها بمجرد ذكر جود أمامها...
لكنها تتمنى لو اجتمعن سوية من جديد...لكي لا تضطر أن تنفصل بحياة أخرى لا تجد فيها سمو...

انقطعت أفكارها بتصاعد رنين هاتفها...

كادي تجيب مبتسمة / هلا سامي......ايه خلصنا......._تلتفت إليهم_خالتي سامي يبي يسلم عليك
أم ساري تقف / خليه يدخل هنا..أنا طالعه فوق...يله سمو
سمو مازحة / كل واحد يتكلم عن نفسه..أنا شخصياً باجلس اسولف معهم
أم ساري تشدها أمامها / عن الخبال و يله قدامي






دخل سامي...و بعد أن سلم على خالته...جلس بجانب كادي...


جواهر / وينك ما شفناك؟ بس وصلت كادي ورحت على طول ليه ما تغديت معنا؟
سامي / واحد من العيال نقل للشرقيه..و سوينا له غداء وداعي
جواهر / ايه الله يوفقه..و أنت وش أخبارك يمه؟
سامي / الحمدلله بخير-يلتفت لكادي بإهتمام-خلصتوا مراجعه؟
كادي / ايه
سامي / أكيد و إلا نص الوقت سوالف
جواهر تطمئنه / لا لا تخاف أنا كنت عندهم..ما خليتهم يتركون كتبهم لين خلصوا


ابتسمت بحنان...و حزن...و هي ترى حرص سامي و إهتمامه...يبدو كحرص أم على ابنتها الصغيرة...
تحس بالألم كلما رأت هذا الحزن يستوطن نظراتهما...و كم تكره رفضها...لرفع قلة منه عنهما...

حين خطبها أباهما منذ بضعة أشهر مجبراً تحت ضغط منهما...
أرادت بكل رضا العالم أن تقبل...من أجلهما فقط...
أن تأخذ مكان اختها الغالية...و هي أكثر من يعلم بعشق زوجها الذي نذره لها...
أن تكمل ما تبقى من عمرها الرث...بجوار إنسان تعلم بكل همسة عشق...و كلمة حب...كانت بينه و بين أختها...
أن تتزوجه حتى و هي متأكده أنه لم يتبقى لها من قلبه بعد أختها...أي شيء...

تتغاضى عن كل هذا...من أجل هاذان الإثنان فقط...
لتهديهما حياة عائلية مستقرة...يتوقان لها...و يرسم حرمانهما منها ملامحاً في كل تصرفاتهما...


لكنها لم تقدر..!!
بداخلها ألف وجع...و وجع...يمنعها...
مازالت مشاعرها...جروحها...حرمانها...تهوي بذاك الماضي الأسود...و لا تجد أي قاعٍ يردعها...


لم تستطع...لم يسعفها كل العزم على النسيان...أو التناسي...
أن تخطو خطوة واحدة نحو حياة حقيقية...تمنح بها مشاعر أعمق...و أقرب...


وأدت حنينها الرابض كما تعلمت أن تفعل لسنوات...تخشى أن يثور...فيسأل...فيبحث...
لتستقر داخلها غصة...تزاحم غصات ملأت بها الحشاشة...لتتركها مخفية كما كانت دوماً...بمخابيء روحها...لا يدركها أحد...


جواهر / ما غيرتي رأيك يا كادي..اجلسي هنا لين يرجع أبوك
كادي / واترك سامي لحاله؟ لا.....
سامي يقاطعها / أنا ماجلس في البيت كثير إلا عشانك لو تبين......
كادي تقاطعه أيضاً و هي تقف / لا مابي..بنرجع لبيتنا_لتكمل بغصة لا شعورياً_كيف بيسمى بيت و حنا مانجلس فيه؟


تشاركا سامي و خالته نظرة...جعلتهما يغلقان الموضوع...
تلك الصغيرة حرمت من والدتها...و لا تريد أن تحرم أن يكون لها بيت تستقر فيه...



♥▓♥▒♥▓♥



جلست معهم حتى بعد مغادرة والدها لينام...تناولت معهم العشاء...
بالكاد ابتلعت الأكل...لكنها يجب أن تخرج من تلك الوساوس و الأفكار التي سجنتها...
إن كانت لم تقوى بعد خبر وصوله فقط..!!
فكيف ستقوى وهو يعيش حولها..؟؟
لابد أن تجاهد شتاتها...لتثبت على سكينتها التي أنست العيش فيها تلك السنوات التي غابها...


نزلت فجر درجات السلم...و من يدها يتصاعد رنين هاتف سلام...


فجر تصل عندها / سمعته يدق و جبته لك
سلام تلتقطه منها / مشكووره يا قلبي-و أجابت-هلا سمو
سمو / أهلين يالمتغليه..وش فيك يقولون تعبانه؟
سلام / لا بس ما نمت زين البارح..و تأزمت النفسيه شوي
سمو / اممم أجل ماراح أقولك الخبر اللي عندي..أنتي مو ناقصه
سلام بذعر / سمو تكلمي..وش فيه؟ صاير شي؟؟
سمو / لا عاد لا يطيح قلبك..الخبر المفروض إنه خير
سلام بحنق / سمـــــــووو تكلمـــي
سمو / ساري بيخطب


بهت وجهها...لقد نسيت محادثتها معه...مع ما يشغل عقلها...
لكنها ظنت أن تلك الزوجة التي اقترحتها...لم تعجبه...و هذا الغرض من عرضها له بالذات...
أن لا تعجبه...و لا يقبل بها...و ينسى فكرة هذا الزواج السريع...حتى يستعد له يوماً ما...

بعد تصريحها بإسمها...تتذكر نظرته المصدومة...فصمته...
و سؤاله إن كانت تلك الوحيدة التي تستطيع ترشيحها له...لتجيبه بنعم...

بعدها تحدث قليلاً بعيداً عن هذا الموضوع...و غادرا وهما لم يعودان على ذكرها مرة أخرى...
حتى هي لم تجرؤ على السؤال عن رأيه بها...خشية أن يفكر بها تفكيراً جاداً...
و الآن يتكرر السؤال بإلحاح...هل يعقل أن تكون هي؟


سمو / هوووو وين رحتي؟ انصدمتي و أنا للحين ما قلت لك مين العروس؟
سلام بلهفه / مين؟؟
سمو / بتنصدمين
سلام تتأكد شكوكها / أووف يا سمو قولي مين
سمو / زين زين..وش فيك اليوم..مولعه من حالك..ما خليتينا نسوي إخراج و حركات
سلام بتهديد / سمو!!
سمو / منــوووه
سلام لا تصدق / منوه! و أمي وافقت؟؟
سمو بإستغراب / الغريب إنها وافقت بدون إعتراض..مع إنها أبداً مو راضيه
سلام بضيق / ما قالت وش معنى اختار منوه؟؟
سمو وهي للآن لاتستوعب / لا..ما أحد سأله! و ما أحد راضي..و ما أحد اعترض هههه


تخشى أن والدتها قد تعرف...من اقترح تلك الفتاة أمامه...لن تسامحها على ذلك بالتأكيد...
هي نفسها لا تسامح نفسها على ما قالت...
لكنها لم تفكر واحداً بالمئة أنه قد يوافق...لا حقيقةً هي لم تكن تفكر ذلك الوقت أبداً...
و ها هو ساري يتحمل جنون أفكارها...و هي تتحمل الذنب الذي تحسه إتجاهه...


سمو / تدرين ليه ما أحد سأل؟
سلام بتشتت/ ليه؟؟
سمو / احس الكل عارف إنه تزوجها هي بالذات عشان يقهر دانه و أمها..بس ما يبون يقولون هالشي بوجهه..لأنه واضح إن هذا السبب..و إلا يعني وحده مثل منوه وش يخلي ساري يفكر بها..قلة بنات سنعات يعني


صمتت...و الضيق الذي لم يفارقها بدأ يزداد...
هل يتهمون ساري الآن بهذا التفكير...في حين هو بريء من كل تلك الأفكار الحمقاء...السوداء..؟؟
و هي السبب بكل هذا..!!


سلام بأمل ضئيل / إن شاء الله ما توافق
سمو بسخرية / هه يحصل لها بس..أمها وافقت على طول وكانت تبينا نجي اليوم..بس أمي قالت لها بعد أسبوع..و ساري اعترض يبي قبل عزيمة مالك..هههه أمي كانت تبينا ننشغل بالعزيمه يمكن يتراجع و ينسى لكنه قال بعد يومين بيروح يخطبها و قبل العزيمه
سلام تتلقى الصدمات بإختناق / أي عزيمه؟
سمو / أبوي بيسوي عشاء عشان رجعة مالك..يوم الخميس الجاي..و اعزمي خواتك ترى أنا و عمتي مصرين نشوفهم


هي..! وهو..! بذات المنزل الذي يدينها بالكثير..!!
لقد عاد...عاد سريعاً قبل أن تلم ما تبعثر من خبر قدومه...

انهت الإتصال بسرعة...و صعدت بلا أي كلمة إلى غرفتها...


أم صبح تتبعها بنظرات ضائقة..قلقة / وش فيها؟؟
ضحى / شكل اللي مضايقها موضوع عند أهلها..شكله موضوع أخوها






ارتمت على سريرها بسخط حالما دخلت غرفتها...و أفكارها تضيق بها أكثر....لا تتخيل أن ساري يتزوج منوه...و هي السبب بهذا...
كم تمنت لو أنها رشحت له صبح...تتمنى صبح له أو لتميم...
فمحبتها لصبح جعلتها تتمناها قريبة أكثر منها...و تتمنى لها الأفضل...

و إن كان ساري هو الأفضل...لكن قلبه المجروح...و المتعلق للآن رغم إنكاره بحب مرفوض...
جعلها لا تقوى أن ترشح له صبح...و لا أي فتاة أخرى قد يهمها أمرها...

كيف ترشحها؟؟
و هي تراه لا مبالي بهذا الزواج...و لا إختيار زوجة تناسبه...
كيف و هي لا تعلم كيف سيؤثر عليه قرب دانه من جديد؟؟
لدرجة أن يختار منوه...فقط للإسراع بزواجه...و كأنه يخشى أن يتراجع عن هذه الفكرة عند قدوم دانه...

لتردد مجدداً بلوم لنفسها...هي السبب...هي السبب...و عودة مالك السبب بكل شيء...

زفرت أنفاسها بقهر و هي تشرد بأفكارها فيما حصل خلال يومان فقط...(يا اللـه كيف انقلب كل شي فجأه؟؟)


لا تدري لما وسط ضيقتها...خطر في بالها يوسف...لتتنهد بإبتسامة لم تعيها...
كم هي هادئة...و مريحة تلك المشاعر التي تحسها إتجاهه...
لو كانت وافقت حين خطبها منذ سنتان...لكان حالها الآن أفضل...لكانت أكثر إستقراراً...
قد تكون أماً في هذا الوقت...ضحكت بصدمة و هي ترى أفكارها إلى أين وصلت بها...

تذكرت الصدفة التي جمعتها به...يوم خطبة شوق...
حين أوصلهم من السوق...و المرات التي يصادف خروجها...أو عودتها من الكلية لتلمحه...

لتمتلأ عيناها بالدمع...
هكذا ترى نفسها...فتاة رغم إهتمامه بها...إن صحت أفكارها...
لكنه لا يتجرأ أن يتعدى حدوده معها...

كم هو فرق كبير بين نفسها الآن...و تلك النفس التي كانت تسيّـرها مع مالك..؟؟
كم هي مختلفه نظرة يوسف لها...و نظرة مالك..؟؟

هنا سمو تعرف...صبح و شوق تحس بمعرفتهما لشيء ما...و لا تهتم...
لكن ما كان بينها و بين مالك...تتمنى لو تدفن في الأرض حية...لو عرف به شخص آخر...(يااارب..يارب يكونون لاهين بحياتهم و لا حتى يتذكرون اسمي)



♥▓♥▒♥▓♥


أغاني الشتاء 30-12-13 08:05 AM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 





فـي الـغـــد ...~


ما إن رآه يدخل عليه حتى وقف إحتراماً له...

السكرتير / هلا عمي تميم..العم باسل مو في مكتبه؟؟
تميم / وين راح؟؟
السكرتير / بإجتماع..العم ساري طلبه من شوي
تميم / زين الله يعطيك العافيه


تركه...و غادر المكتب بخطوات سريعة...لا يرتاح لوجود باسل و ساري بنقاش لوحدهما...
سيذهب إليهما...حتى و إن كان الموضوع لا يخص عمله...
لذا اتجه لمكتب ساري...و فكره يبحث عن سبب يدعي القدوم من أجله...


انفتح باب المصعد ليخرج منه للدور الخاص...بمكتب والده...و ساري...
ليتجه يميناً...يعبر ذاك الممر الكلاسيكي الفخم الذي يؤدي لمكتبه...


ألقى سلاماً سريعاً على مدير مكتبه...ليتوجه على الفور لباب مكتبه...يطرقه...و يدخل...


تميم بإبتسامة / صباح الخير
ساري ينظر إليه ببرود / صباح النور-يكمل بجديته-تميم حنا هنا في الشركه مو في البيت كل يوم تارك شغلك و جاي تزور واحد فينا..اللحين عندنا إجتماع وش جابك؟
تميم لايبالي بما سمع و لا بجدية ساري / آفا يا أبوسعود و أنا كل ما أجيك في هالمكتب طردتني! لآ تحدني اتغطى عنك حتى في البيت ما أخليك تشوفني


يبتسم...لكن مزحته لم تجد صدى أي إبتسامة قد يلمحها على وجه باسل المتكلف...أو ملامح ساري الجادة...

ليلتفت عنه الأخير متجاهلاً وجوده...ليكمل حديثه مع باسل...


ساري / أنا أبيك تتعلم من أبوراشد..مو كل يوم تختلف معه و .....
باسل يقاطعه / أنا أفهم منك و من أبوراشد بشغلي لو...
ساري بعصبيه / هاذي المشكله..أنت مو غبي..أنت بس ما تعرف تتعلم من أحد
باسل بقهر / النظام اللي يشتغل فيه هالأبوراشد نظام قديم مثله..أنا مو عارف كيف للحين مخليه في هالمنصب!
ساري / أدري إن أفكارك متطوره أكثر منه..بس بعد أبوراشد ما تستهين بخبرته و...
باسل يقاطعه مرة أخرى / قلت لك تبي كل شي يمشي تمام..خلنا نسوي النظام الجديد
ساري يتنهد بملل / بس أنت ما عندك أي إستعداد تفهم أبوراشد على هالنظام و....
باسل يقاطعه بسخريه / و أنا بأضيع وقتي افهم بهالشايب! هذا خله يروح يجلس في بيته احسن..كفايه علينا تحملناه لهالحد..أنا بأوظف ناس خبره في هالمجال مو .....
تميم يقاطعه / أنت تبينا نستغني حتى عن موظفينا! بعد كل هالسنين
باسل بإستحقار / إن شاء الله تبينا نقابلهم العمر كله من باب العيش و الملح!-يلتفت لساري الذي بدى أنه يشارك تميم إستنكاره- وين اللي يبي الشركه تتقدم للأفضل..أنا ما أدري كيف اشره عليك بعد اللي سويته
ساري يتجاهله لأنه يعلم مايلمح له / اسمع يا باسل....
باسل يقاطعه ليكمل / و أنا ليه آخذ بكلامك..دام أخطائك أكبر من أخطائي؟ اللحين أكبر واحد فينا المفروض تدور لك نسب يشرفنا و يناسب مستواك رايح تناسب هالشحاده الحقيرة و بنتها
تميم يصرخ مستنكراً / بـاااسل!!


و التفت بإعتذار لساري...
لم يثور...و استغل تميم هذه الفرصة...و تقدم نحو باسل ليدفع به للخارج...


تميم / خله علي يا ساري أنا و باسل نتفاهم
باسل معترضاً / أنا مو.....


لكن ساري لم يسمع ما تبقى من كلامه...بعد أن أخرجه تميم رغماً عنه...ليقفل الباب خلفه...و يبقى هو وحده...

نهض من مكانه...و توجه للنافذة الزجاجية الواسعة...ليقف أمامها و يضع يده على ذاك الزجاج الملتهب من حرارة الشمس...

حراره تذكره بما كانت عليه مشاعره يوماً...مخالفة لذاك البرود الذي يسكنه الآن...ليطغى على مشاعره...و يسيطر على أفعاله...
ساري القديم كان ليهب مندفعاً بغضب...يفرغ قهره على ما سمع...
لكن السنوات الماضية التي قضاها بالعمل...و إغراق نفسه بتلك الإجتماعات...و المشاريع...أكسبته الحنكة...و الدهاء...و البرود...ليدرس كل فعل قبل القيام به...


و لأن رأي باسل لا يهمه بزواجه...و لأنه متأكد أنه لم يثير هذا الموضوع إلا ليبعد عن نفسه الإنتقاد فقط...كبح جماح غضبه و سكت...
ليكتم هذا القهر...كما يكبت داخله مشاعر مختلفه...لتموت خنقاً داخله...
أما عن الأعمال...فهو يعلم كيف يجعله يفعل ما يريد هو...و إن كان رغماً عنه ..







في مكتب تميم...كانا لا يزالان بنقاش عقيم...كحال أي نقاش قد ينتقد فيه شخص طبع بباسل...


تميم/ أنت ترتاح إذا خليت الكل يكرهك..متحسف حتى على علاقتك معنا! هذا كلام تقوله لأخوك الكبير؟ تسب وحده اختارها زوجه له
باسل/ أنت بتوصلها للزواج بعد! عسى ذاك اليوم ما يجي و يفضحنا فيه
تميم/ استغفر الله! البنت ما فيها أي شي يعيبها
باسل بإستهزاء/ تميم تكفى لا تتكلم..إن كان ساري انخبل عاد أنت اللي ما فيك عقل من الأساس بتفهم..شوف عمانك وين صار مستواهم و حنا للحين وين؟ كله من هالغباء اللي فيكم..هم اجتمعوا و صاروا قوة لبعض..و أبوك منفصل عنهم و .......
تميم يقاطعه بصدمه/ الظاهر تعرف وش خلى أبوي يبعد عنهم..و إلا بعد بتلومه إنه رجع لأمي و كنت تبيه يآخذ وحده احسن منها
باسل بملل / المهم كلكم راضين بوضعكم الحالي..و ما تفكرون تتقدمون للأحسن..و أخوك اللي كان فيه أمل..صار مثلكم


غادر مكتبه بملل...و لم يكمل الحديث معه أكثر...
منذ معرفته برجوع أخاه و عمه...و فشل خطته وهو غاضب...
حين ارسلت له ضي تلك الرسالة الغبية منذ سنة...لتعترف فيها بمشاعرها نحوه...
لم يفكر سوى بتجاهل تلك الرساله الحمقاء...
لكن تفكيراً أبعد من مجرد شعورها السخيف استوقفه...


ضي...إبنة عمه...لا تملك من الأخوه...سوى طفل في الثانية عشر من عمره...و طفله في العاشره على ما يظن...و تلك الصغيره التي لا يعرف لها عمراً...
عمه الذي يدير تلك الشركة الضخمة وحده...بعد مغادرة عمه أبوبدر و ابناه...و أخاه مالك إلى جده...
رأى في تقربه منها...و زواجه بها...فرصه ليرتقي بعمله أكثر...
منصباً أفضل ليكن ذراعاً أيمناً لعمه...يدير تلك الشركة كيفما يشاء...و يترك هذه الشركة التي يأخذ الأفضل بها دوماً...ساري...


لكن تمهيده لتلك الخطط...و الطموحات...انهار...بعودتهم...
حين يعود عمه...و بالأخص أخاه مالك الذي يمتلك أكبر نصيب في تلك الشركة...نصيب جدته الذي سلمته له...بالتأكيد لن يكون له المكان الذي يرغب به...
لذا يجب أن يجد بتلك الضي...سبباً يدعوه لإستمرار محادثتها...أو قطعها...
و وجد ذاك السبب...



♥▓♥▒♥▓♥



سمو / جوال أزرق! شنطه زرقاء! دفتر أزرق!! كوكو بلو اسميك؟


ابتسمت و هي تسمعها...نعم إنها تغرق في الأزرق لون والدتها المفضل...و لونها كذلك...


كادي مغمضه عيناها / والله حلو


فتحت عيناها التي كانت تغمضهما لترتاح بعد يوم دراسي طويل...لتراقب الطريق من النافذة بإستغراب...


كادي تلتفت لسمو / سمووي هذا مو طريق البيت!
سمو بخبث / و مين قال لك إنك رايحه البيت؟
كادي تتعدل بجلستها لتقابل سمو / سمو! لازم اروح البيت سـ.......
سمو تقاطعها / ما فيه شي لازم..عمي الدكتور الوسيم مسافر..و سامي عادي يتغدى برا
كادي تعترض/ بس يمكن اليوم يتغدى في البيت
سمو بعناد / هو دائما يتركك..مايصير شي لو اليوم تتركينه
كادي بضيق / ما عمره تركني و أبوي مسافر......يوو يا سمو ليه ما قلتي لي قبل؟
سمو / لأنك أنتي ماتتشاورين..أنتي لازم تخطفين عنوه
كادي بضيق / أخاف سامي يجي للبيت ما يلقاني و...
سمو تقاطعها..و هي تأخذ هاتف كادي من جانبها / أووف والله إنك حنانه_اجرت إتصالاً سريعاً_هلا سامي

سامي لايستغرب أن يقابله صوت سمو من هاتف أخته / أهلين سمو..وش أخبارك؟
سمو / تمام التمام..اسمع ترى خطفت كادي اغديها..يعني لاتتغدى في البيت..صررف نفسك
يجيبها وهو يسمع إعتراضات كادي بجانبها / خذوا راحتكم..أنا بتغدى مع باسل
سمو / الله يفتح عليك.._تلتفت لكادي_ارتحتي بيتغدى مع أخوي الفاتن..يله سامي بالعافيه مقدماً عاد استغله باسل اليوم ترى طالع طيوب حبتين..تصدق قايم الصبح رايق وقال لي صباح الخير من حاله بدون لا اتعرض له..وازيدك من الشعر بيت الظاهر إني لمحت إبتسامه
سامي يضحك / زين مع السلامه

سمو تنهي إتصالها / ارتحتي على ضناك؟
كادي / كل هالقرقه معه! صدعتي براسه..ترى أخوي يستحي احرجتيه و أنتي كل يومين داقه عليه
سمو بغرور / والله ما حسيته منحرج..إلا كل كلمه والثانيه يطلق لي ضحكه خلابه تشهد بخفة دمي..بعدين وش يستحي منه أنا مثل أخته ولو كان مايحسني مثل أخته ماعندي أي مانع اتزوجه
كادي / أنتي لسامي! لا ماتنفعين له بيطير عقله منك
سمو / خلاص أجل أنتي تتزوجين باسل
كادي / واااع الله لايقوله
سمو / القي لك حل يا تضحين بأخوك و راحته و تزوجينه لي..أو تضحين بنفسك وسعادتك و تتحملين باسل..المهم إننا ملتحمين ببعض ملتحمين الله لايعوق بشر.......
كادي تقاطع هذرة سمو / هذا مو طريق بيتكم!
سمو / ايه..مو بس أنتي اللي اخذتي إجازه من بيتكم حتى أنا اخذت إجازه
كادي بخوف / سمو وجع وين بنروح! لا يكون مطعم..لااا أخاف نروح لحالنا
سمو بسخرية / لا عاد أمي اللي بتوافق نروح..لا بنروح بيت عمتي مزنه..نسويلها سربرايز و نتغدى عندها..يم يم مشتهيه غداها
كادي تضحك / والله اقول لها إنك جايه عشان الغداء مو عشانها






بعـد أن وصلوا إلى بيت العمه مزنة...


سمو تشهق..و هي تشير للأمام / سيااااارة أبوي
كادي تبتسم / قلوبكم عند بعض..نفس الأفكار
سمو / يا بعدي يا أبومالك


نزلتا بعجل...و دخلتا إلى المنزل...ليجداه في الصالة مع عمته مزنه...و الإثنان التفتا لهما بإستغراب...


سمو / السلام عليكم

ابتسم سعود حين رآهما...و العمة مزنه تهتف بسعاده أكبر...

العمه مزنه / هـلا والله حي الله من جاني..والله انه يوم عيد... كلكم ذاكريني


سلمت عليهما...و هي تحتضنهما كعادتها بطيب و محبة...و التفتت كادي لخالها لتسلم عليه...بعدها سمو تنحني لتقبل رأس والدها...و تجلس جانبه...


سمو / كذا يبه..سبقتني و اخذت نص الترحيب والدلع عننا
مزنه / لا كل شي عاد و لا أنتي..أنتي لك الدلع والغلا كله
كادي تتصنع الحزن / وش دعوه عمتي! و أنا مالي من الحب نصيب
مزنه / الله العالم بغلاكن كلكن عندي..بس سمو ماحد مثلها..عمرها ما قطعتني هي أكثر وحده اشوفها تجي عندي و لا تخليني..مو مثلك أنتي و ضي الله المستعان الواحد مايشوفكن إلا بالمناسبات
كادي / ماتدرين عنها يا عمه..تراها طول الطريق تتغزل بغداك و ما جت إلا عشانه
مزنه تلتفت لسمو لتعاتبها مازحة / أفـآآ و أنا اقول هالبنت وش فيها ما تجي إلا حزة الغداء!
سمو / كذا يا عمتي تطيحين اسهمي بدقيقه
مزنه تضحك / لا يمه..اهم شي شوفتك و اطبخلك اللي تحبين كله
سمو مستغلة الفرصة / اجل ماراح نطلع منك إلا العصر بعد مانتقهوى..قهوه بالعويدي ترى ماشربها إلا عندك اممم و أبي.......
أبومالك يقاطعها / والله صادقه فيك كادي..أنتي جايه تسلمين و إلا تملين بطنك
مزنه تقف / خلوها ما عليكم منها..يفداها البيت باللي فيه


نهضت إلى المطبخ...لتشرف على الخادمات اللاتي يطهين الغداء...
و فكرها يضيق و هي تتذكر ما أخبرها به سعود قبل وصول الفتيات...

خطبة ساري لحفيدة زوجها...خطبة كانت أولى بها حفيدتها الغالية...لولا عناد والدتها...و كرهها...(الله يسامحك يا موضي أحد يرد واحد مثل ساري؟ صدق إنك بعد كل هالعمر و عقلك للحين صغير....استغفرالله كل شي قسمه و نصيب والله يوفق ساري و منوه و يكتب لهم الخير)


هل سيكتفيان هي و والدتها بهذا الزواج...ليخف حقدهما...و يقل شرهما و كرههما لها و لبناتها...
كانت فاطمه و منوه...وصية زوجها قبل وفاته...وصيه حرصت على الاهتمام بها رغم أنهما لم تتقبلا هذا الإهتمام يوماً...



♥▓♥▒♥▓♥



تتأمل ملامحها بهدؤ...و تركيز...و حالمية...تتخيل بقلق كيف ستكون نظرته لها...

ما إن سمعت خطواتها قادمة حتى تركت تلك المرايا التي تتأملها منذ دقائق...لتلتف إليها...


بدور تدخل لغرفتها حاملة صينية وضعت فيهاكأسا العصير / حي الله من زارني
ضي تتقدم لتجلس معها على تلك الأريكة في زاوية غرفتها / لو اعرف إنك بتفرحين إذا زرتك كذا..كان جيت كل يوم
بدور / ما عندي مانع استقبلك بكل وقت..والله ملل ما في البيت إلا أنا و أمي الظاهر بأتزوج بسرعه عشان الحق بخواتي
ضي / الحال من بعضه
بدور / أنتي عندك إخوانك الصغار
ضي / أووف وش استفيد منهم؟ إزعاج على الفاضي..ما تلقين أحد يفهمك تكلمينه..بس يبونك تلعبين معهم....المهم اتركينا من هالسوالف و خلينا في المهم
بدور تقطب جبينها / وشو المهم؟
ضي تخرج فستانها الرقيق لتفرشه على الأريكه / وش رأيك؟
بدور تتأمله / واااو حلو..بيطلع عليك نعووم مره
ضي / لاااا مابي شي ناعم أبي شي فخم
بدور / هذا لعزيمة رجعة ولد عمك..مادري ولد خالتك؟
ضي / هههه كلهن...ايه وش رأيك؟
بدور / خلاص مناسب و حلو
ضي بتردد / ايـ ـ ـه....بس...
بدور تحدق بوجهها بشك / وشو؟
ضي بتوتر / في..في العزيمه........بأشوف باسل
بدور ترمي الفستان من يديها لتصرخ / نـعــــم!!
ضي بحذر / بسم الله وش فيك؟ خوفتيني!!
بدور بغضب / بدينا!! مو هذا باسل المحترم..اللي يقدرك..و اللي ما يطلب منك أشياء و....
ضي تقاطعها / بدووور..أنا للحين ماوافقت
بدور / ايه احسن لا توافقين..هذا اللي ناقص بعد!
ضي تصد بنظراتها / بس أنا افكر إني أوافق
بدور بصوت عالي / ضي لا تجننيني..أنتي ما تلاحظين إن هالباسل لاغي عقلك تماما..تمشين وراه مثل العمياء!!
ضي / أنا خايفه..و مابي أوافق..بس يوم فكرت قلت فرصه هالعزيمه..يعني في بيت أهله و ماراح اطول معه..بس يبي يشوفني.....يعني كأنها صدفه والله ماراح اطول و لا راح اتكلم معه.._تمد لها يديها_شوفي أنا من اللحين ارجف
بدور بعصبيه / و ليه توافقين؟ قولي لا..خليه يحس إن فيك شي ما يطوله..حدود ما تبينه يتعداها..مو هذا كلامك اللي وعدتيني فيه أول ما بديتي تكلمينه
ضي بأمل / أبيه يشوف إني حلوه..استاهله..أبي يتعلق فيني
بدور / و ليه ضامنه إنك بتعجبينه هالمغرور؟
ضي بقلق / تتوقعين ما اعجبه!!
بدور / يا قلبي أنتي قمر..بس هذا عاد وش يملأ عينه
ضي بغرور / لا..أنا عارفه إني بأعجبه..بأطلع اكشخ وحده في العزيمه و بأخليه يسمع من الكل إني كنت المميزه بينهم..و أحلاهم
بدور تصد عنها / مو موافقه..و لا مقتنعه بهاللي تسوينه
ضي تمد يدها لتشد بها على ركبتها / أدري..بس تكفين لا تخليني افكر لحالي والله انجن..أنا ماشيه مع باسل على هالسياسه و شوفي كل يوم اتقدم معه خطوه..ما كنت اصدق إني بأثير فضوله و بيطلب يشوفني.........


تكمل كلامها...و مخططاتها...لكن صديقتها لا تشاركها الرأي...
فباسل من ما سمعته عنه...لن تجذبه فتاة ترتمي عليه بهذا الشكل...فتاة تسير وفق ما يقول...و يرغب...فتاة يمارس عليها هذا التكبر...و الغرور و ترضى..!!
لكن ضي...لا تلقي سمعاً أبدا لآرائها...
ترفض تحديه...معاندته...الوقوف بوجهه...و الأفضل الإنقطاع عنه؟؟؟


لكنها لن تيأس...و بدأت محاوله جاهدة لثنيها عن رؤيته...



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ



شرقاوية عسل 31-12-13 05:13 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
أغــــــــــــــــــــــــــــــــــانــــــــــــــــــــــ ـــــــــــي

ويــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــ ـــــــــــــــــك ؟؟؟؟؟؟؟

يوم الخميس ما جيتي ما تشوفين شر نور وطهور إن شاء الله

أول شي

السلام عليكم كيف حالك يا قمر

إن شاء الله اللحن متوافق مع كلمات الأغنية وصارت أغنية طربية شتوية تعزفينها لنا في هذا البرد الرائع لتفدئنا بعذب كلماتك


المهم البارت يا البارت

حتى الآن لا أشعر بطاقة إيجابية نحو ساري و منوة

لا اعرف كيف ستتفركش لكنها ستتفركش كيف ما أدري ؟؟؟؟؟؟

،

وأيضاً لا أشعر بطاقة إيجابية بين باسل و ضي

فهو يستغلها لا أكثر....

وهي مثل الفراشة التي تطير إلى لهب الشمعة فتحترق......

،

سامي و سمو

لا أعلم

،

تميم وصبح

مناسبان

،

مالك وعذاري

انا شخصياً لا أحب الأبطال المتزوجين الذي يعشقون فتيات غير زوجاتهم لذلك أملي أن يعشق مالك عذاري ولا يفرط بها

،

هل هناك امل ان ترجع دانة لساري ام ان موضي ستجد ما فعلته في العنود في بناتها

،

ثم جواهر كنت أتأمل أن يكون أبو سامي من نصيبها لأفاجأ بأنه قد خطبها ولم تستطع القبول

ترا ماذا ستخبأ الأيام لها ؟؟؟؟؟؟

،


صراحة أغاني مو تزعلين كان المفروض نزلتي بارتين بدل الواحد واحد تعويض عن يوم الخميس وواحد ليوم الاثنين

ألحين بانتظر

الثلاثاء والأربعاء ثم الخميس الله يصبرنا و يحينا عشان نوصل له

،

في الختام أحب أقول لك كل عام وأنت بألف خير سنة جديدة تمسح الهموم القديمة مليئة بالاحلام والآمال وأغاني الشتاء السعيدة

انتظرك الخميس حبذا لو يكون بدل البارت بارتين هدية العام الميلادي الجديد


إلى اللقاء يا أحلى أغاني الشتاء

ام البنين 03-01-14 09:31 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم اغاني الشتاء

انا كنت متابعه لقصتك قبل عند الجيران

اعجبتن. مثل رواياتك السابقه

باسل وضي والقاء المنتضر

سلامه ومالك. طيش شباب قرب فك الغموض سبب سفر مالك

منوه ننتضر. لنتعرف. على شخصيته

كتبت على عجل. امتحانات ننتضرك وبالاخير. نورتي ليلاس

Amoonh 04-01-14 12:04 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روايه جميله وغامضه وهذا النوع من الروايات يعجبني..
وللاسف كل ماقريت روايه وتحمست تتاخر الكاتبه او تختفي ومالوم احد وكل انسان وله ضروفه والله يعين الجميع
وانا رديت لان مخي تشتت ابسأل سعود اللي باول البارت مين هو الان ابو مالك او لا
والعنود بعد مين ...ومالك ولد نورة او لا..ابي اتاكد لاني الى الان ماعرفتهم ..
وبانتظار البارت القادم وبالتوفيق لك

أبها 04-01-14 06:16 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
أعجبتني شخصية بدور في هذه الجزئية .

الصديق الصدوق .. نفتقد هذه الصفة مع كثرة المتحلقين

حولنا . أرجو أن تستمر بدور في إرشاد ضي ولا تتركها لنزواتها واندفاعها .

ساري .. أتمنى أن لا يتم زواجه بمنوه .فهو يستحق الأفضل .

سعود ..خيوط متشابكة بين الأخوة ..أرجو أن تتضح في الأجزاء المقبلة .

كل الشكر والتقدير أغاني الشتاء .. بانتظارك

انسام جبلية 05-01-14 10:35 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم رواية رائعة تتميز بالاسلوب الجميل في السرد اكثر ما اثار تساؤلي هو حول شخصية سلام ترى ماهو الذنب الذى يؤرقها والى اي مدى وصلت بعلاقتها بمالك هل الى حد الخطيئة ام انها تجاوزت الحدود ولم تصل الى هذا الحد المخزى وبسبب ما فعلته هي خجلة ولاتريد لمالك العودة وما هو السبب الذي جعلهما ينفصلان بعد هذه العلاقة الواضح انها كانت قوية لكلاهما ، كم من كلمة او رأى يرمى بدون تفكير يخلف خراب كبير وهذا ما فعلته سلام باقتراحها منوة ليخطبها ساري التى عيوبها كانت واضحة لها ولعائلتها ،اتمنى ان لاتتأخري علينا في انزال البارتات خصوصا الجاهزة منها

أغاني الشتاء 08-01-14 07:04 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 



أخواتي الجميلات..
اعتذر منكم..(و ادري يا كثر اعتذاراتي)
لكن انتهى إشتراك النت..و طبعاً أنا وحده ما تفهم بهالسوالف أبداً
فاضطريت انتظر أخوي يرجع من سفرته..عشان يضبطه
لكن رضاوة لكم..اليوم بتنزل 4 نبضات..

:
:
:

شرقاوية عسل/ وعليكم السلام والرحمه
هلابك يا عسل
مالك أكثر شخصية ستخطيء..و سيبرر لكم تلك الأخطاء
لكم أن تقتنعوا أو لا
و معليش سامحوني على التأخير..و لاتزعلون


أم البنين/ وعليكم السلام والرحمه
الله يذكر الجيران و أيامهم بخير..والعوض فيكم إن شاءالله
اعتز برأيك..وتسعدني متابعتك
و ربي يوفق الجميع بإمتحاناتهم..و لا يضيغ لهم تعب


أمونه / وعليكم السلام والرحمه
ربي يخليك..يسعدني إن الرواية اعجبتك..واتمنى متابعتك الدائمه
لا إن شاء الله مهما قطعت..تأكدي إني ناويه اكمل هالرواية إن شاء الله
لأنها متعلقه فيني و شخصياتها لها كم سنة مو راضيه تفكني..فلازم اختمها عشان ارتاح
و صح عليك..سعود هو أبو مالك..و العنود هي أم سار زوجته..رجعت له بعد طلاقها من زوجها الثاني أبوسلام
و مالك هو ابن سعود من زوجته الأولى..نوره


أبها/ جميـل مرورك..تسلمين
و الرواية تحمل الكثير..سينكشف لكم..نبضة..نبضة


انسام جبلية/ وعليكم السلام والرحمه..رايك اعتز فيه وتسعدني متابعتك
سلام حكايتها حكايه..تابعي معنا فكل نبضة ستكشف لنا شيء من الماضي..سنرى تأثير صداه في مستقبلها

أغاني الشتاء 08-01-14 07:09 PM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 






♥▄الـنـبـ«8»ــضــة▄♥

:
:
:


بـعــد يـومـيـــن..~


يتراخى في جلسته على تلك الكنبة الوثيرة...ممدداً ساقاه الطويلتان...ليتابع بملل ما يعرض أمامه على الشاشة التي غطت مساحة واسعة من الجدار...
و يتعالى صوتها في أنحاء المجلس...


رجع إليه سامي...و جلس بالقرب منه وهو يتناول الريموت كنترول من على الطاولة الصغيرة أمامه ليخفض الصوت...
و يلتفت لباسل...يكمل حديثه معه الذي قطعه وصول أحد أصدقائهما منذ ساعة...
لكنه الآن خرج...و عليه أن يرد باسل عما سيفعله...


سامي / أنت اللحين من صدقك بتشوف ضي؟؟
باسل بلا مبالاة / و أنت للحين شاغل بالك بهالموضوع!
سامي / باسل حرام عليك..البنت تصير بنت عمك..يعني المفروض أنت اللي تحرص عليها و تدافع عنها و....
باسل يقاطعه بغرور / تذكر و إلا اذكرك انها هي اللي ركضت وراي مو أنا
سامي / ضي صغيره..و ما تعرف مصلحة نفسها..حتى ما عندها أخت أكبر منها توعيها و تنصحها..أدري إنها هي الغلطانه لكن أنت بعد غلطان اللي طاوعتها و اللحين بعد بتتمادى و تبي تشوفها
باسل / أنا ما غصبتها..و لا ضغطت عليها اقترحت عليها و بس..تقدر ترفض لو ما تبي
سامي / أنت عارف إن هالبنت ما تقولك لا
باسل ببرود / خلاص أنا راضي و هي راضيه..أنت وش دخلك؟


قاطعهم رنين هاتفه المتصاعد...ليرى شاشته و إبتسامة غرور تتعلى شفتيه...و يرد...


باسل / مرحبا.......تمام.......عند سامي....._يرفع حاجبه بنظرة منتصرة لسامي_خلاص اشوفك في العزيمه


زفر سامي بعدم رضا وهو يصد بنظراته...لتلك الشاشة و ما يعرض فيها...
لما كان عليه أن يضيع وقته سدى بحديثه مع باسل...وهو يعلم أنه لا يستمع إلا لصوت نفسه...و رغباته...
بل إن عتابه له...سيزيده رغبة في الموضوع لفرض رأيه فقط...

لا تعجبه تلك العلاقة بينهما...و يخشى من تطوراتها التي بدأت تحدث...
لكن أياً منهما...لا يلقي لرأيه اهتماماً...

نعم لقد تحدث معها شخصياً...لينهاها عن ما تفعل...و كان جوابها الصمت...
لتعاود بعد ذلك الحديث مع باسل...و كأن شيئاً لم يحدث...




♥▓♥▒♥▓♥



جلست مع سمو في غرفتها بعد مغادرة الكل لخطبة ساري...
تريد أن تكثف زياراتها لبيت والدتها...لكي تتعذر بغياب طويل إن امكنها...حين يعود...
و منذ الآن تفكر بعذر مقنع كي لا تحضر تلك الحفلة المقامة له...

تعلم أنه لن يسكن هذا البيت...قد لايأتي إلا نادراً...قد لا تجمعها معه هذه الجدران أبداً...
و لكنها تنتفض رعباً من مجرد تخيل هذا...
لا تريد أن تفكر أنها قد ترآه يقف أمامها يوماً ما...

و أتت سمو...لتواكب أفكارها فتتحدث عنه...حديث بالرغم من بساطته...
لكنه حديث تتمنى لو تصرخ فيها لتقطعه قبل أن يبدأ...
و يبدأ نزف جرح كرامتها...و عفتها معه...


سمو / تدرين مع إني عتبانه مره على مالك..بس والله فرحانه برجعته ومو متخيله اني باشوفه..إن شاءالله نرجع زي ما كنا..البعد غيره الله لا يعيده و مادري لو كان.............

ترى فرحة...وشوق...يشع من عينيها...و حنيناً يرن بكلماتها لأخيها...
و تحس بالخيانه لها و هي تدعو بسرها...أن لا يرجع...و لا تتخيل أن يرجع الحال كما هو عليه سابقاً...بالأخص بالنسبه لها...(ليه لازم يرجع؟! مستكثر علي راحتي..و النسيان!!)

سمو بحنق / سلاااالم وش فيك ما تردين علي؟؟
سلام تتهرب / تدرين إني ما أحب اتذكر ذيك الأيام و نفسي فيها
سمو / هو صح أنتي كنتي مهفوفه حبتين و لسانك طويل بس والله طول عمرك حبوبه و......
سلام بعصبيه / سمووو!!
سمو رافعة يديها / خلاص خلاص سكتنا..أصلاً أنا ما عرفتك إلا من خمس سنين..حتى انصدمت يوم طلعت لي أخت بعد هالعمر! ارتحتي؟؟
سلام تبتسم لتهديء الوضع / ايه خليك كذا
سمو / خلاص خليني اكلمك عن ذكرياتي أنا لحالي


و عادت لتتكلم عنه مجدداً...عن تلك الأيام...حتى لو أغفلت عن ذكر وجودها هي فيها...
لكن بكل ما تتحدث عنه...يجب أن يلتقط خيالها...ذكرى تدينها معه...
إنها تتمشى على الجرح بمهل...و لا تعرف أن فرحها يعكس أحزاناً داخلها...
أن شوقها يثير الجرح بروحها...أن ذكره المتكرر أمامها طعنات تمزق قلباً كان يهنى بسلامه...و هدؤه...لتعاود الذكريات إيلامها...
إبتداءً بتلك الذكرى...آه ليتها لم تعش ما عاشت بعدها...






أطال غيابه في بيت جدته التي كانت تقضي عدتها من وفاة زوجها...
ليعود لبيت والده عندما أحضرها لتزورهم...و هذه المرة تصادف وجودها هي أيضاً في ذات اليوم...

كانت في حديقة المنزل الخلفية...تتأرجح بتلك الأرجوحة...يتطاير شعرها المموج بعبث يشابه أطباعها...
و تلك التنورة الحمـراء القصيرة...تتطاير بالهواء...و هي تأرجح ساقيها الطويلتين بمرح...لتكشف أكثر عن ما تستره...

انتبهت لوجوده...و وقوفه هناك محدقاً بها...
لتقفز بتهور و تلك الأرجوحة تطير في الهواء...و تتقدم منه راكضة...
تقفز بذات التهور عليه...تضمه بشدة...و هي تتعلق برقبته كما تفعل هي و سمو دوماً...

لاهيه عن تلك السنوات التي تتعداها مع مرور الأيام ...
عن تلك الأنوثة التي بدت تخطو خطواتها التمهيدية...
عن شرعٍ يحتم عليها أن تجعله الآن من غير المحارم لها...


كل هذا لم تكن تعرفه...لم تكن تعيه...لم تكن تفكر به...
ففرحة لقائه كانت أكبر لديها من أي شي...كانت لها كل شيء...

لكنه لم يحتضنها كعادته...
لم يرفعها عالياً لتطير صارخة بحبور ليتلقفها من جديد بيديه القويتين...
لم يدور بها...
لم يقبلها...
لم يشد عليها...
و لم تسمع تلك الكلمات التي يرددها عليها..(الحلـوه..حبيبة قلبي..غزالتي)


انتبهت لجسده المتصلب الذي سكن عن أي حركة...
سوى تلك الضربات القوية التي كادت أن تكسر صدره...و التصاقها به جعلها تشعر بها بقوه...

كل ما جاء بتفكيرها البريء أنى ذاك...أنه غاضباً منها...نساها..!!

ارتخت يديها حول عنقه لتنسل عنه بهدؤ...و تقف على بعدٍ قليل منه...
بطول اكتسبته...بجمال ناعم مغري...و عينان واسعتان بريئتان يحملان حباً...و دهشه...و ترقب...

أنفاسه اللاهثة من فوقها كانت تبعثر شعرها...لترفع رأسها له...
و هي تضع يدها على قلبه بقلق...من ذاك الصدر الذي كان يعلو و يهبط بشدة...


سلام / مالك وش فيك؟ تعبان؟ زعلان علي؟


للحظات لم يرد وهو يحدق فيها بقوة...يلهث بأنفاسه و كأنه يختنق...
لكن تلك النظرة المتشتتة بعينيه منذ لحظه امتلأت الآن غضباَ...
وهو يزيح يدها عن صدره بقوة...و قسوة... جعلها ترجع خطوة إلى الوراء بتعثر...


سلام تصرخ / وش فيييييك؟؟؟
ليصرخ بأعلى من صوتها / أنتي كم عمرك اللحين؟؟
سلام تحسب ببرائة / خمس طعش.._تكمل بفخر و حب_ و أنت سبع و عشرين
مالك بغضب / أجل ليه ما تتغطين؟؟
سلام بدهشه / بس أنا اتغطى
مالك بقهر / أجل وش موقفك قدامي؟؟
سلام بصدمة / اتغطــى عننننك؟!! بس أنت مالك! أنت أخووي!!
مالك بغضب / لآآآ مو أخوك..و يله رووووحي من قدااااامي






تلك الذكرى...و ما تلاها...تتمنى لو تنتشلها من ذاكرتها...
و تتمنى أكثر أنه لا يذكرها هو أبداً..
تنهدت تدفع الضيق الذي يقلص ضلوعها ليخنق قلبها...و تمحو بخفاء تلك الدموع التي تندي عينيها...


كانت تعده أخاً...و إن كان عندها أهم...و أغلى من كل أخوتها الباقين...
لكن حين بين لها الكل أنه...ليس أخاها...ليس من محارمها...لا علاقة دم تربطهما...
صدمت...
حزنت...
و ضاقت بها دنياها...
فلا تتخيل كيف مالك بالذات يكون بعيداً عنها...لا يعنيها...و لا تتخيل حياةً لا تحويه...
بحثت عن حل...
عن سبب...
عن أي شيء يقربها له.......فلم تجد...
اصبحت تراقبه بحزن...و شوق...فقط من خلال تلك النوافذ التي نفوها خلفها...
و ليت الحال بقي على ما هو عليه...
ليتها لم تجد المفتاح إليه...
ليتها بقيت على مشاعرها الأخوية...البريئة...الجميلة...و إن كانت محرومة...
و لم تستمع لتلك الزميلات في مدرستها...تلك المراهقات...الطائشات...
اللاتي وضحن لها أن ما تكنه له...هو الحب...العشق...و لا مجال للأخوة بينهما...
و وجدن في قصتها معه...متنفساً لأحلامهن...و تخيلاتهن...لتجن أفكارهن...و تجن هي بتطبيقها...




♥▓♥▒♥▓♥




تشعر بسعادة تطفر من تصرفاتها...و حماس يتسابق مع حروفها...
حتى عجزت عن كبت الفرحة...و المفاجأة لحين مغادرتهم...
منذ سنوات ترسم هذا الحلم مع ابنتها...
شخص ثري يتزوجها...لينتشلهم من هذا الفقر...و الحاجة...لتصرف كما ترى غيرها يصرف الأموال...و تحيا الحياة التي حرمت منها...
لم يكن يهمهم أن يكون بأي سن...بأي حال...بأي خلق...
الشرط الأهــم...و الوحيد...ثرائه...


لكن أن يخطب ابنتها...ساري...
شاب بعمر مقبول...بشكل وسيم...بمركز مهم...ثري...
و ميزه خاصة به...أنه حبيب لم يتحقق لإبنة أختها الكريهة...قريب لهم...
اختار ابنتها من بين جميع الفتيات...و هي قبلت به على الفور...

تكره تلك الأخت بالأخص...منذ ذاك اليوم الذي أتت به لوالدها باكية...
لكي تقلب حياتهم رأساً على عقب...و تتبعها والدتها التي ما إن عادت لزوجها...حتى اصبحت هي و والدتها مهملتان...
فوالدها لم يصدق أن ترجع إليه مزنة...و مع ذاك الورث الذي اخذته من والدها بعد وفاته...تقلصت مساحتها هي و والدتها من قلب أبيها...
حتى اصبحن كالخدم في ذاك البيت الذي تسيطر عليه مزنه...و بناتها...






قريبـاً من ذات المكـان..~


كان يجلس مع عمها...الذي اخذه للرؤية الشرعية...
ليسمع وقع خطوات الكعب العالي في الممر...و مع لا مبالاته بتلك العروس...إلا أن نظراته اتجهت غريزياً للباب...ليراقب ظهورها...
كان يخفض نظراته مدعياً أمام نفسه عدم اللهفة لرؤيتها...فوقعت نظراته...على ذاك الحذاء الرقيق بكعبه العالي جداً...فتلك الخيوط الرفيعة الطويلة تعانق ساقيها الرشيقتين...
و ثنايات تنورتها الحريرية المتموجة بألون نارية قصيرة...بالكاد تغطي ركبتيها...و هي تتراقص بأمواج ناعمة من حركة رجليها...
فتلك الشريطة تحتضن خصرها النحيف الذي يتمايل بإغراء في مشيتها...

لترتفع نظراته متمهلة...متفحصة...لبلوزة تحتضن جسدها بشدة لتبرز مفاتن أنوثتها...
لتكشف عن كتفين عاريتين و نحر أبيض...تتدلى عليه سلاسل رقيقة لامعة...

كانت نظراته تتمهل صعوداً على كل جزء منها....لتستريح أخيراً على وجهها الفاتن...
ملامح رسمت بدقه بذاك المكياج الثقيل...المتقن...
فلغروب الشمس بدرجاته قصة فوق عينيها...يمتد بوهج متناغم فوق خط عريض من الكحل العربي يحيط بتلك النظرة اللعوب...
ليعكس صدى ألوانه على باقي وجهها بظلال باهتة...تشتد لمعتها على شفتيها المكتنزتين..


لم يتبين لها ملامح حقيقية...وسط هذا المكياج الثقيل...الذي تفننت برسمه...
لكنها هكذا كانت...فاتنة...جذابة...تعلقت فيها نظراته و هي تقابلها بتلك النظرة التي تقف على أعتاب خجلٍ أبى أن يوحي به شكلها...
لتقتل ظله الواهي تلك الإبتسامة العابثه التي زحفت إلى شفتيها...


تقدمت لتجلس...بقرب لم يتخيله...حتى نفذت لأقصى أنفاسه رائحة عطرها المركزة...القوية...الجذابة...
أغمض عينيه للحظه و فتحها...لعله يفيق من هذا السحر الذي أصابه مع دخولها...


ساري / وش أخبارك يا منوه؟


كانت مازالت تنظر إليه هائمة...خدرة...
تجعله يحس إنه الرجل الوحيد الذي تريده...و كأنه حلم يتحقق...
ازدادت ابتسامتها جاذبية...و هي ترد عليه بصوت يتكسر دلعاً...و إغراءً...


منوه / تمــام


كان لا يرى أمامه غيرها...تلهمه بنظراتها...و تغري أحاسيسه العطشى...
حتى كاد أن يفز حين وصله صوت عمها الغاضب من خلفه...ليقطع سحر لحظة جذبته بالكامل لها...


أبوحسن / خلاص روحي اللحين يا منوه


رمقته بلا مبالاة...و يظن أنه لمح بنظرتها إستخفاف...
للحظه شك أنها لن تلقي لطلب عمها الطاعة...لكنها وقفت ببطء...و أرخت نظرها له...لتعاود الإبتسامة التجمل بشفتيها...

منوه بدلال و نعومة / عن إذنك ساري
ساري / تفضلي


ذهبت تتهادى على مهل...حتى غادرت آخر طيوفها مع إنخراس رنة كعبها على الأرض...
فلا يجد ما يغري في ذاك الباب الذي يحدق فيه بعد إختفائها...ليستوي في جلسته ملتفتاً لعمها...
وهو يرى الغضب المكبوت يترك علامات على وجهه...ليلتفت إليه بقلق...

أبوحسن بتردد و خجل / آآ الله يهديهم بنات اليوم آ....

كان من الواضح له...أن عمها خجل بخروجها أمامهما بهذا الشكل...
و أكثر من ذلك قلق من ردة فعله هو...على ما رآه من جرائة فاضحة بتلك الفتاة...


ساري يطمئنه / ما أحد غريب يا أبوحسن..أنا بأصير زوجها إن شاء الله


تهلل وجهه بالراحة...و الفرح...ما إن سمع كلامه...
و أكد له ساري رغبته أكثر بإتمام هذا الزواج...و بسرعة...
حتى لو لم تعجبه تلك الجرأة التي ظهرت بها...أو ما بان له من شخصيتها...

لكنها تحقق لديه هدفاً أكبر...

هذا ما يحتاجه...إمرأه بهذا الجمال...بلا عقل...و لا قلب يبحث عن الحب أيضاً...
كل ما سيهمها رضاه و راحته فقط...ترضي كبريائه المجروحة...و تجد لديه مالاً...و مكانة ترغبها...
الأهـــم أن لا تمس مشاعره مطلقاً...




♥▓♥▒♥▓♥




/ مع السلامه يا بدريه..و سلمي على الكل


ما إن دخلت إلى الصالة...حتى رأت والدتها تغلق الهاتف منهية المكالمه مع خالتها...


لم يكن هذا ما أثار إستغرابها...لكن تلك الملامح المتجهمة لجود...و تلك النظرة ذات معنى التي تبادلتها مع والدتها حين اغلقت الهاتف...
جعلتها تحس بشيء ما بينهما...كأنهما لا يرغبان بمشاركتها به...


دانه / مساء الخير
أم فراس / هلا يمه مساء النور..وش أخبار الصداع اللي عندك عسى خف؟


منذ علمت بعودتهم...و النوم يأبى ملامسة أجفانها...


دانه تبتسم مطمئنة / الحمدلله..يوم نمت صرت احسن..وش أخبارها خالتي بدريه؟


ذات النظره تتكرر بينهما...


أم فراس / الحمدلله كلهم بخير..تقول جدتك تقول ما أصدق إنهم بيرجعون لين اشوفهم قدامي
دانه تبتسم بحب..و شوق / يا قلبي يا أمي مزنه والله اشين مابهالبعد إننا انقطعنا عنها..ما نشوفها إلا برمضان إذا جت للعمره.._تلتفت لجود_وش فيك هاديه مالك صوت؟
جود تقف هاربه / تذكرت عندي مسائل ما حليتها..دامك بتجلسين عند أمي بأروح احلها


و خرجت بسرعه...لتلتفت دانه لوالدتها فتراها تحدق فيها...


دانه بقلق /يمه وش فيه؟ خالتي بدريه قالت لك شي؟ أمي مزنه فيها شي؟
أم فراس بتردد / لا ما أحد فيه شي.._و تكمل بحذر_تعلمـ ـ ـني....تعلمني عن خطبة .......ساااري


طعنـــه..!!
لها طعم العلقم أخذت مرارته تنتشر بإحساسها...
لم تسمع الخبر بأذنيها بل احست به يدك ضلوع صدرها ليهشمها...
و يترك ذاك القلب الموجوع أعواماً يواصل أنينه الذي لا يخفت...

رفرفت أهدابها اكثر من مرة...لتجلي تلك الدموع التي تهدد بتجمعها...
تحاول شد شفتيها بإبتسامة بالكاد ظهرت...تحاول النطق...لكن حروفها أبت أن تخرج...

صمتت...فتلك الغصة الموجعة في حلقها تمنعها من أي جواب قد ترد به...
دون أن تسبقه شهقه...أو ترافقه عبرات...


والدتها كانت تراقبها...و هي تهرب بعينيها...و دمعاتها عن وجهها...
لتتسائل بقهر...كيف مازال ذاك الحب يترسب بقلبها للآن..؟؟


أم فراس / بأروح اشوف هالخدامات وين وصلوا بترتيب الأغراض


اعطتها فرصة للتنفيس عن مشاعرها التي تجاهد كبتها...
لا تريد أن تنكسر أمامها...لتأكد لها حزنها على قرار حدتها عليه...

بالكاد خرجت والدتها ليفيض الدمع الساخن...على صفحة خديها البيضاوين...
و هي تمحوه على الفور...آمله أن يتوقف هطوله...
و ينضب أخيراً ذاك الحب من قلبها...كما نضب من قلبه...


هل انتهت قصتها معه للأبد؟؟
أتت غيرها لتستوطن قلباً لطالما نبض لها مشاعره...و احاسيسه؟؟
كم هي مؤلمة خسارتها لقلب أحبها بصدق..!!
مؤلمة أكثر من تلك السنوات التي حاولت إقصائه فيها عن قلبها...و لم تستطع...


بصدق يزخر بالحزن و الجرح / الله يوفقك يا ساري


و إن قتلها ذاك الخبر...لكنها لا تملك إلا خنق أحزانها لتدعو له بصدق...
فهي من رفضته...
هي من تخلت عنه...
هي من أحبطت جميع جهود سخرها ليجمعهما بيت واحد...

خسرت قلبها...و هذا ما يؤلمها...
لكن أن تخسره...أهون من خسارتها لرضى والدتها...
و التي تراهم مذنبين بحقها منذ سنوات...و إن انقضت...لكن حسرتها مازالت تعيش في صدر والدتها...
تعلم أن لا ذنب لمن تحملهم والدتها الذنب...
و لكن قهر والدتها...حرمانها...و أساها...و مشاعرها التي اهملت...من يتحمل وزرها..؟؟

لا تريد أن تحملها أكثر...
لا تريد أن تخذل حتى من أبنتها الكبيرة...

حتى حين وافقت على خطبتهم...
كانت موافقة جبرية تحت ضغط غضب أبيها...و تهديداته...
كانت ترى لمعة الحزن...و القهر...في عيني والدتها و هي تخبرها بموافقتها على هذا الزواج...


لذا رفضت...
لم تقوى أن تجرح قلباً عاش أعواماً مجروحاً...
ستنصر والدتها هذه المرة...و إن كان الثمن...نزف قلبها هي للأبد...




♥▓♥▒♥▓♥




نزلتا إلى الطابق السفلي...بعد أن اخبرتهم الخادمة بوصول والدتهم من تلك الخطبة...

تخيلت أن تجد والدتها برفقة جواهر فقط...لكنها لم تكن كذلك...
فها هما تجلسان مع العمة مزنة...و زوج أمها...و ساري أيضاً...

تباطت خطواتها لا شعورياً...و هي تنزل رأسها بخجل...و تعض على شفتها السفلى...

تقدمتها سمو راقصة ملوحة بيدها...و تهتف منشدة بصوت عالي...


يااامرحبا باللي عرسه اليوم
تزيد الافرااح بوجوده
معرس يا شيخ العرب و القووم
ربي عسى نشوف مولوده


التفتوا جميعاً ضاحكين...لفرحة سمو الظاهرة عليها...
لتتوجه سمو لتسلم على عمة والدها...و تركض لتقبل ساري و تجلس بجانبه...


سمو / مبرووووك
ساري / الله يبارك فيك..بس شوي شوي ما بقيتي شي للعرس!


تقدمت سلام بخجل من العمة مزنة لتسلم عليها...و سمعت منها ما كانت تخشاه...

العمه مزنه تشد على يدها / يعني لازم مناسبه وش كبرها عشان الواحد يشوفك يا سلام؟َ الله أكبر عليك من متى قاطعتني!!
سلام تقبل رأسها معتذرة / لك الحق يا عمتي بس والله....
العمه مزنه تقاطعها بعتب / لا تحلفين و أنتي بتكذبين..أهلك كم مره يجون عندي..و سمو ما تنقطع عني..و أنتي حتى ما طرالك ترفعين التلفون تسلمين يالقاطعه

صمتت و اختزنت الدموع بعيناها...
تعلم تقصيرها بحق هذه المرأة التي احتضنتها لسنوات...و دللتها...كحفيداتها الباقيات بدون أي فرق...
لكن هي...و منزلها..و تلك المزرعة التي تملكها...
كلها تثير بداخلها ذكريات مخجلة...أرادت بقوه أن تموحها من ذاكرتها...و حياتها...

تساقطت دمعاتها على خديها...لتخفض رأسها تمسحها...
و العمة مزنه تشدها لتجلسها بجانبها...و تضم أكتافها بيدها...

العمه مزنه / خلاص خلاص يمه هونا ما حنا متكلمين..دام دمعتك والمه! خبري فيك قويه و تتحملين
سمو / لا عمتي خبرك قديم..سلوومه صارت مرهفه
أبومالك / سلام ما تقصر في أحد..بس الدنيا تلهي الناس غصب..و الدراسه تاخذ وقتها


ابتسمت سلام شاكرة هذا الدفاع عنها...


سلام / لها الحق عمتي..والله إني مقصره
مزنه بتعاطف / المهم اللي شفتك يمه..والله إن غلاتك من غلاة البنات كلهم
سلام / الله يخليك لنا يا عمه.._تلتفت لساري_مبروك
ساري / الله يبارك فيك


جلست بإسترخاء معهم...فرحة لفرحة أخاها كالكل...لو لم تقتنع بإختياره الذي حدته عليه...
لكن تلك الراحة التي طالما عرفتها معهم...لم تكتمل...من الآن سيأتي ما يعكرها...
ذكر مالك بين الحين و الآخر...بدأ...و ستستمع دوماً بوجع له...
تنهدت تدفع عنها الضيق و نظراتها تلتقط إبتسامة سمو المشاكسة...و هي تجلس جانب ساري و تهمس له...متأكدة أنها تسأله عن رأيه في تلك العروس...


هذا سؤال لا تقوى هي على طرحه عليه...فلتنتظر حتى تعرف الإجابة من سمو...


سمو بهمس / شفت العروس؟
ساري بنظرة باردة / اكيد


لكن هذه النظرة...و هذا الجواب المستخف لن يردع سمو أن تكمل....


سمو بحماس / وش رايك فيها؟
ساري ببرود و بعد صمت / ...........حلوه


مع أنه حقيقة لم يستطع أن يتذكر ملامحها بشكل واضح...
تمر بخياله ملامح متعددة شبيهة بها...قد تكون لأي ممثلة...أو فنانة...


سمو / والله! يعني اعجبتك؟
ساري / لو ما اعجبتني كان ما خطبتها
سمو / ودي اشوفها..من زمان عنها..اممم يمكن لي.....ايه صح تصدق آخر مره شفتها بزواج مالك


من ما سمع سابقاً عنها...و ما رآه اليوم...لا يعتقد أن هناك تغيير كبير طرأ عليها...
لكن هناك الكثير سوف يعدله بها حين تكون زوجة له...

الزواج...هل يعقل أنه سيتمم هذا الزواج..!!

و قبل أن تبدأ مجدداً تهذر عن تلك العروس...التي شعر فجأة بعدم الرغبة في الكلام عنها...نهض سريعاً و استأذن منهم ليغادر...
لتمط سمو شفتيها بإستنكار...و تلوح لهم...


سمو / ما ناخذ منه لا حق و لا باطل




♥▓♥▒♥▓♥




كانت تجلس على طاولة المطبخ...تتحدث...مع صبح و هي تطهو العشاء...حين اهتز هاتفها بجانبها...


ضحى / هاذي رهوف_و ترد_هلا رهف
رهف / اهلين..وش أخباركم؟ وش تسوون؟
ضحى / ننتظر عشانا
رهف / يممي لو صبح اللي طابخه بأجي اتعشى..سلام مو حلو طبخها
ضحى / ههههه والله اقولها..خليها تجي بس
رهف / وين رايحه؟ استصحت التعبانه و صارت تمشور
ضحى / قولي ماشاء الله.. عند أمها..خطبة اخوها اليوم
رهف تصرخ / لااااااااا مين؟
ضحى / اخوها الكبير ساري
رهف / الحمدلله يعني مو رجلي باسل
ضحى / لا وبعد للحين حافظه اسمه..من زينه عاد
رهف / ضحى انا من زمان ودي اقولك بس مستحيه..لكن بما إنك فتحتي الموضوع..ترى أنتي بحاجه شديده لنظارات توضح الرؤيه لديك
ضحى / هههه ياختي انا مابي اشوف..كيفي


ضحى تؤشر بيدها لصبح...أن رهف مجنونة...و تضع هاتفها على وضع (سبيكر)


رهف تكمل / لا جد ضحى..سلام يعني ما تشوف إني أنا وأنتي و صبح عنسنا..المفروض وزعتنا على اخوانها..زين كذا طار واحد؟
صبح تضحك / مالك نصيب فيه..الله يكتب لك الخير بأحسن منه
رهف علمت أن صبح تسمعها / اقولك صبح خليك من ضحى..هاذي لو شافت ظل عريس من بعيد بيوقف قلبها قبل يملكون..اقنعي سلام تاخذني للحلو و أنتي اللحين إذا جابها اخوها الثاني خليه يدخل بس يدخل يتعشى..و اراهنك من بكره يخطبك
ضحى تلغي (السبيكر) / الله يفضحك أنت وسواليفك.._تهمس_أمي جات
رهف / أأأأخ عسى ما سمعت

أم صبح تدخل المطبخ / سلام بتتعشى معنا؟
صبح تلتفت لها / ايه يمه..كلمتها من شوي و تقول إنها بتطلع

رهف تكمل / أكيد تميم اللي يجيبها كالعاده..قد شفته تراه دبدوب يعني أكيد يحب الأكل..لا وصيك ضبطي اختك
ضحى / أقول عمتي الخطابه بأسكر اللحين..خليني اقطع السلطه لين تطلع سالفة العرس من راسك و تتعدل سوالفك و ادق عليك




♥▓♥▒♥▓♥







توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ


أغاني الشتاء 08-01-14 07:12 PM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 






♥▄الـنـبـ«9»ــضــة▄♥

:
:
:

يــوم الـجـمــعـــة..~


كانت تجلس بين أهلها عصراً...لأول مره تنتهي من إرتداء ملابسها لحفلة ما...
بهذا الوقت المبكر...و بتلك السرعة...
هي حتى لا تتذكر ما تلبسه الآن حتى تخفض بصرها لتراه...

كم مرت من سنوات..؟؟
آخر مرة رأته فيها كانت تودع طفولتها بآخر سنة من مرحلتها الإبتدائية...و هاهي الآن تخطو خطواتها الأولى نحو صباها...
هل سيعرفها؟؟ هل يتذكر ملامحها؟؟ هل مازال يهتم؟؟


انتفضت و هي تسمع هتاف تميم العالي ينبيء بوصوله...و وصول مالك معه..!!
ليقف الكل في الصاله...و هي وقفت متعمدة في آخرها...


رأته يدخل مع ساري...و من ورائهم باسل و تميم...
لكن نظراتها ارتكزت عليه فقط...مالك...أخاها الذي ادركت الآن أنه غاب طويلاً جداً...
تأملته بشوق و هي تزفر أنفاسها بإختناق...
مالك...بطوله الفارع...بملامحة المتيقظة...نظراته الحادة...و بنبرة صوته القوية... الواثقة...
ملامحه كما كانت بإستثناء شيبٍ مبكر بدأ يغزو صدغيه...
أيضاً أصبح أكثر نحولاً مما كان...
حضوره الطاغي...كما عهدته...لكن هناك مانطفأ في وجهه...
تشعر به كما عرفته دوماً...لكن التغير عليه كان واضحاً...


حدقت به أكثر بشوق...بعتب...بحب كبير...لتدرك كم افتقد قلبها وجوده...
تتأمله بأحضان أبيها...و جدته...و عمتها...
يصلها صوته الغائب عن سمعها سنين...ليذيب كل نسيانها...و تناسيها...لجرح غيابه...

وضعت يداً مرتجفة على قلبها...علها تهديء روع نبضاته...
لا تريد لأحدٍ أن ينتبه لتوترها الفاضح...
الكل سعيد لعودته بكل بساطة...و هي أيضاً...
لكن قلبها مع كل سعادته...يحتله الوجل منه...
تحس الآن بتلك السنوات الطوال التي فصلته عنهم بلا سبب...
غاب فجأة...ليتبعه صوته...و تلحق سلام حتى ذكره للمحضور...


كانت بالكاد تسعى لتمالك نفسها...لتنظيم أنفاسها و تلك النبضات التي تتخبط بصدرها...
حين رفع نظره إليها...و كان قريباً منها...

لتشي بما يدور داخلها...تلك الدموع التي خانتها لتنهمر على وجنتيها بلا شعور...
و عيناها تمتلأ بعتب...و حزن...كتمته لسنوات...
ليبتسم لها بإعتذار...و حنو...و شوق...و يتقدم ليحتضنها بقوة...

تشبثت به...و الإبتسامه تحارب دموعها و حزنها لتنتصر...
تلك النظره كما تذكرها...و هذا الحضن كما عهدته...
لقد عاد...عاد أخاها الذي تحب...


هو...كان يحتضنها بحنان...و حب...حتى يهدأ ارتجافها...و تتوقف تلك الشهقات التي تخنقها...
تلك الصغيرة التي علقها به...ليهجرها بلا سبب...ليأخذها بجريرة أختها...
كان يجب أن ينسى أختها...و أي إتصال بسمو...كان يجزم أنه سيقوده لسلام...
لذا ظلمها بكل جحود...و بلا ذنب...


مالك يبعدها برفق ليمسح دمعاتها / لو أدري إني غالي لهالدرجه..كان ماطولت هالكثر


لم تجب...كل ذاك الكلام الذي كانت تهذر به دوماً...و بكل موقف...لم يسفعها الآن بأي رد...
ليعيد احتضانها بعطف...و هي تستمع لتعليقات تميم على دموعها...و إحساسها المرهف الذي يظهر لأول مرة...






بعد ســـاعـه..~


خرج للباحة الخارجية ليجري إتصالاً هاماً...لكنه ما إن أقفل الخط....
تذكر سؤال جدته و الجميع عن زوجته...و تأكدهم من أنها ستحضر...حفل الليلة...و الذي أقيم لهما خاصةً...
اتصل بها...و كله يقين أنها لن ترد...و هذا ما حدث...
ليكتب لها رسالة أخرى...[عذاري أنا وصلت للرياض..أبوي اليوم مسوي لنا عشاء..الكل يسأل عنك و متأكد من حضورك..لو كنتي باقيه على العشره بيننا احضري العزيمه..و بعدها نحل كل شي]


انتظر أن تجيبه بشيء ما...لكنها لم ترسل أي شيء...
و يعلم أن هذا دليل كافي على ترددها...و إن ترددت فبالأخير سيغلبها ضعفها...و تأتي...

تنهد وهو يتأمل المكان من حوله...الباحة الواسعة...الحديقة...و هذا المنزل...
و تلك الذكريات التي لا يريد لها أن تحيى بداخله من جديد...
لكنه رغماً عنه يشعر بدفءٍما...بنبضٍ ما...شعور غادر بالحنين راح يتسرب لداخله رغماً عنه...

غريبه هي عودته لكل هذا من جديد..!!

لقد رجع الآن بالقرب منها...
فمتى اللقاء..؟؟




♥▓♥▒♥▓♥




دخل إلى الغرفة...و رآها تجلس على سجادتها تصلي فرض العصر...
فتقدم ليجلس على السرير بهدؤ...و أفكاره تراجع الحديث الذي دار في الصالة قبل قليل...
حتى انهت فرضها...لتقف و تطوي سجادتها...و تجلس بالقرب منه...


أبوسلام يكرر / ماله داعي يروحون
أم صبح / سمو عزمتهم..و عمتها بنفسها كلمتني و طلبت اوافق يروحون..حتى سلام شفت بعيونها إنها تبيهم يروحون معها..هي أصلا ماتشجعت تروح الا يوم قلت لها بيروحون معها..بس أكيد استحت تطلب مننا
أبوسلام بضيق / و أنتي ليه توافقين و تمنينها بهالشي..ليه يروحون لناس مالهم علاقه فيهم و مو نفس حياتنا و ......
أم صبح تقاطعه / يا جابر الله يهديك..هالناس أهل اختهم..لو عشان خاطر سلام بس

صمت بضيق...لا يعلم لما تصر على زيارة بناتها لهم...
لما تحرص على تلك العلاقه بينهم...لدرجة إصرارها و إقناعها الطويل له...
هل السبب ما يتخيله..؟؟

رأت نظرته المشككة إليها...لتصد عنه و تقف...


أم صبح / بأروح اقولهم إنك وافقت


كان محقاً بتفكيره...تعلم أنه قد يكون وصل إلى السبب...و تعلم أنه سيفهمها...لكنها لا تهتم...
كل ما يهمها...و تتمناه...أن تتحقق آمالها...(الله يلمهم على بعض و لا يفرقهم..و يطمني عليهم)




♥▓♥▒♥▓♥




كانت تقف أمام مرآتها منذ دقائق...تتأمل ملامحها...شعرها...فستانها...
كل شيء فيها...حتى أدق التفاصيل...
أخذت نفساً عميقاً لتستنشق عطرها...و تتخيل تأثيره عليه...
بذلت أقصى جهدها...فهل سيصل هذا الجهد لذوقه الصعب..؟؟

رند تفتح الباب بقوه / ضـــي..يله أمي تقول تأخرررنا
ضي تفز من خيالاتها / بسم الله خوفتيني!!........خلاص اطلعي و قولي لها اللحين جايه


تركتها أختها...للتتجه لسريرها...تلتقط هاتفها...و تتصل به...
متوترة و تريد أن يطمأنها...رغم أنها تعرف أنه لن يتكلف فعل هذا...لكن سماع صوته سيطمئنها...


ضي / مساء الخير
باسل / وينك؟
ضي/ اللحين بنطلع من البيت..اذا وصلت اشوف مكان مناسب..و ادق عليك
باسل/ أجل ليه داقه اللحين؟
ضي بعتب / يعني خلاص ماتبي تكلمني إلا بس عشان الشوفه
باسل بغرور / ايه..خليني اشوف و اقرر تستاهلين أو لا
ضي / ترى ازعل..و لا أشوفك
باسل بكبرياء / ما تقدرين
ضي تتراجع / طبعا لاني قد كلمتي
باسل بإستخفاف / لا والله! زين أنا مشغول اللحين يله سكري
ضي بدلع / طيب قول باي..مو سكري


أقفل الهاتف ولم يرد عليها...لتتنهد مبتسمة...
هل يفعل هذا ليغيظها فقط..؟؟




♥▓♥▒♥▓♥




كان يقود سيارته على مهل...و عيناه تراقبان ذاك القصر الفخم...بسوره العالي...و تلك الأنوار التي سطعت الليلة من كل مكان فيه...


سلام / يبه..ادخل من البوابه المدخل بعيد..و قفنا عند مدخل الحريم


اكمل طريقه لتلك البوابة المفتوحة على مصارعها...ليدخل وهو يتبع إرشادات سلام...دائماً كان يوصلها حتى البوابة الخارجية فقط...
لأنه ينحرج من الدخول و مِن من قد يصادفه...


كان الكل يتأمل فخامة هذا القصر...و شساعة المكان من حوله...تلك الأشجار المصطفة بترتيب...و المشذبه بفن و إتقان...


فجر تشهق بإنبهار / سلااااام!! هذا بيتك؟ كبييييير مره
سلام تبتسم / هذا بيت أمي..أنا بيتي هو بيتك يالخبله
صبح تحتضن أكتاف فجر / وش نقول حبيبتي إذا اعجبنا شي
فجر بإستدراك / صح..ماشاء الله تبارك الله


فجر كانت تراقب كل شيء بحماس...و صبح تتأمل بهدؤ ما حولها و هي تذكر الله على ما تراه...
فقط سلام من تنشغل عن كل ما حولها...بدفع الضيق...و التوتر الذي يزداد كل لحظة فيخنقها...
تجاهده لتبدو كعادتها...أو على الأقل تبدو طبيعية لمن يراها...
مع أنها منذ الصباح...بل منذ الأمس حين أصرت عليها والدتها لحضور هذه الحفلة...و هي لا تشعر بخير...


فقط ضحى من كانت تشاركها هذا الضيق...و الحرج....
توترت أكثر من فخامة ما حولها و بعده عن ما آلفت عيناها على رؤيته...
و تمنت لو أنها تمسكت بعنادها و رفضت المجيء معهن...لكن سلام رفضت بقائها...و والدتها شاركتها هذا الرفض...




♥▓♥▒♥▓♥




كانتا تقفان وحدهما...تغرقان بأحاديثهم الخاصة...و هما ترحبان بمن يدخل من الضيوف...


كادي تشهق / سمسم شوفي مين اللي جاء؟
سمو تتابع نظر كادي لتشهق هي الأخرى / يمممماه! خفت حتى و أنا ببيتي


تقدمت منهما لتسلم عليهما...بإبتسامة قلما يرينها بها في المدرسة...


/ وش اخباركم يا بنات ؟
كادي تصمت...لتجيب سمو / الحمدلله..حياك الله تفضلي..مادري وش اقولك خاله أو أبله
/ لا دامكم كاشخات كذا..و كل وحده كنها عروس..قولوا خاله..يمكن اخطبكم لعيالي
ضحكن بإحراج و هي تغادرهن...لتهمس سمو / الله لا يقوله..كارهه عمري يوم اتزوج ولد مديرتي!
كادي / الله يهديها خالتي جواهر كان قالت لنا إنها عازمتها..تحضرنا..مو كذا فجعتنا
سمو / أنتي احمدي ربك إنها عزمت بس صديقاتها المقربات..و إلا لو عزمت كل اللي تعرف كان اقلبت البيت مجلس توجيه......بس والله المديرات لهم هيبه! وش رايك اصفقها دامها ببيتنا
كادي / هههه وش رايك عاد وش تسوي فينا اذا داومنا كان.....


قطعت كلامها حين شد إنتباهها ذاك الطيف...لترتد نظراتها لها بسرعة...
تحدق فيها بتأمل...و هي تتقدم مع سلام و من معها...و إبتسامة صافية تشرق وجهها بالنور...
و بهذا الأزرق الهادي الذي ترتديه كأنها تقدم لها دعوة خاصة لمحبتها...(هاذي صبح؟ أكيد صبح)
طبعاً فلا غيرها يستحق مسمى الصبح...فهي تشبهه...بدفئه...و نوره...و نقاءه...


وصلوا إليهم...ليصل لمسامعها صوت سمو المرحّب...


سمو / هــلآآآ بسلالم..و أخواتها..نوّر البيت على نور كادي
سلام تقبلها مبتسمة / و الباقين مالهم من الحب جانب؟
سمو / إلا طبعاً..النور الأساسي اليوم كله لمالك


انشغلت سمو و كادي بالسلام على أخواتها...
و هي تجاهد نفسها لتطرد الضيق الذي يعتصر صدرها...كل ما سمعت اسمه...
تحاول قدر الإماكن أن تمنع أي ذكرى...أو ملامح...أو صوت...مما مضى لها معه...
تلك الأيام التي تدينها...و تكسرها...

أفاقت مجبره من ضيقاتها...لتشترك معهن بالحديث...
كانت صبح تنهي سلامها مع كادي...لتظل ممسكة بيدها...و تقول لها بحنان...


صبح / و أخيراً شفناك يا كادي..عرفناك من كثر ما سمعنا عنك و لا عمرنا شفناك
كادي مبتسمة / والله أنا بعد كنت أبي اتعرف عليكم
سمو بتفاخر / الله يخلي لكم اللي جمعتكم
صبح تضحك / الله يخليك لنا

سلام بتوتر / جاي ناس كثير
سمو / ايه..و بعضهم للحين ما جاء..حتى عذاري للحين ما جت مع إن مالك من العصر وهو هنا..و ضي من يوم جت و هي كل دقيقه مختفيه..أو لازقه في المرايا تتأكد من حسنها لا ينقص..مع انه يزيد ما ينقص
صبح / اذكري الله
سمو تضحك / بس عشانك..ما شاءالله
كادي / غريبه عذاري للحين ما جت؟؟
سمو / يمكن استحت تجي بدري..و لأنها بعد عند أهلها هالأيام
كادي / ودي اشوفها..ما اتذكرها..ههههه أبي اعرف وش تطلع اللي متحمله مالك
سمو بغضب مصطنع / نعم نعم..وش فيه مالك؟ تحمد ربها اللي اخذها الشيخ مالك
كادي تتصنع الارتجاف / والله يخوف..تدرين ما أحد ضربني و أنا صغيره غيره
صبح بإستنكار / عاد انتي يا كادي مين يجيه قلب يضربك..احس كنتي مؤدبه و ما تسوين شي غلط
كادي تضحك / ايه سمو و ضي اللي اخطوا و ضربني معهم بالجمله_و لتغايض سمو_الله يعين عذاري عليه


تشاغلت عن حديثهم...و دقات قلبها تتزايد...و هي تتخيل لقائها المنتظر مع تلك الزوجة...
بالتأكيد للآن تتذكر كل ما فعلته لها...بالتأكيد لن تسامحها...و لن تتقبلها...
لكن تأمل أن لا يتضح هذا بنظراتها...و بطريقة كلامها معها...
أن تكتفي بوجوده معها...و نسيانه لها....
يكفيها خجلها من نفسها...و تلك الشجاعة التي بالكاد تتماسك بها لتقف أمامها...بعد ما فعلته...
لا تريد أن تحبطها بكرهها...و يتسائل الجميع عن سبب هذا الكره...
تخشى أكثر أن تصرح بأسباب كرهها لها...(اهدي يا سلام مو معقول بعد كل هالوقت تتكلم)




♥▓♥▒♥▓♥




كان يسلم على فوج من الرجال حين لمحه يدخل من الباب...منذ أكثر من سنه لم يراه...
رغم أنه كان أقرب شخص إليه...لكن ذاك النسب الذي لم يحضى به أبعده عنه قليلاً...
ليزيده ذاك البعد الذي حال بينهم أكثر...
فلم يعد يراه إلا حين يأتي برحلة عمل للرياض...مره أو مرتان خلال تلك السنوات...
أما هو فلم يستطع أبداً زيارته في جده...في بيته...قريباً منها...

زفر نفساً ساخناً...و صدره يضيق...هل عادت فعلاً..؟؟


ابتسم بمودة رغم الضيق الذي سكن صدره / يالله حيه
خالد بمحبة / حياك ربي


احتضنه وهو يسلم عليه...ليتابدلان السؤال عن الحال...و هما يأخذان مكان في ذاك المجلس ليجلسا...


ساري / مالك قال إنكم بترجعون بعد أسبوع تقريباً
خالد / ايه..أهلي للحين في جده..بس أنا من أسبوع تقريباً هنا
ساري / أسبوع! و لافكرت تمر تسلم و......
خالد يقاطعه بإعتذار / والله كنت مشغول..اجهز البيت لأهلي و اكمل اللي ناقص..و تعرف الشغل بعد..مريت على عمي و ما قصر..ما صدق شافني رمى الشغل علي
ساري بعتب مبطن / الشغل كثير عليه كل هالسنين و انتم بعيد...خله يرتاح
خالد بإستدراك / صح..الله يقطع الشيطان فرحتي بشوفتك نستني..مبروك
ساري يبتسم ببرود / الله يبارك فيك..عقبالك


خالد علم بخبر خطوبته...إذن هي تعلم أيضاً...
يتخيل ردة فعلها...أم تلك السنوات كانت قادره على محيه من قلبها...
لينهر نفسه...اهتمت أم لا...لم يعد يعنيه...فقد انتهت القصة الآن...حتى من قلبه...




♥▓♥▒♥▓♥




وقفت تزفر توترها أمام المرايا الممتدة في الإستقبال...لتتمالك أنفاسها المتلاحقة...و نبضاتها السريعة...و لتتأكد من زينتها...
بالغت بأناقتها اليوم...أكثر من عادتها...تريد الإنتصار عليها حتى بالشكل...
زفرت أنفاسها الضائقة بقوة...و هي تتخيل كيف سيكون لقائها بغريمتها...
أي نظرات ستتبادلها معها...أي حوار...أي جنون...؟؟


دخلت إلى الصالة بعد تردد...بخطوات متوترة...
لآتدري لما أجابت هذه الدعوة..! و لما سمحت له بإقناعها بالمجيء..؟


ألم يكن من المفترض أن يأتي هو ليسترضيها أولاً...ألا يهتم بتركها له...بحياتهم التي على المحك...(لا تصغرين عقلك يا عذاري أنتي أكثر وحده تدرين إنه هالأيام مشغول..أهم شي إنه فكر فيني و اهتم لحضوري..و لا يبي أحد من أهله يدري بزعلنا..يعني للحين شاريني حتى بعد ما تركته)


قد يكون هذا سبب لحضورها...
لكن السبب الأقوى...كان رغبتها بمقابلة تلك السلام...و التأكد من بقائها بعيدة عن زوجها في هذه الحفلة...
ابتسمت و هي تتوجه للعمة مزنة...و تسلم عليها...
شيء من الثقة يتسرب لنفسها...و هي ترى حب تلك العجوز لها...مؤكداً مكانها في حياة مالك...
كانت تتحدث معها...و مع خالته أم مشاري...تترقب ظهورها...ردة فعلها على وجودها...
إلى أي مدى سوف تتمادى بوقاحتها هذه المرة...
ماذا غيرت بها تلك السنوات...جعلتها أكثر وقاحة...أم اكسبتها بعض العقل...


و رأتهــا..!


لا ليست هذه...قد ترى بها من تلك ملامح...لكن لا يعقل أن تكون هي...
هذه الفتاة مختلفه كلياً...لباسها الأنيق...المحتشم...بتلك الألوان الهادية...لا يشبه الملابس الصارخة...الفاضحة...التي تلبسها تلك...
حتى شعرها الأسود بدرجاته الناعمة التي تتعدى كتفيها بطول بسيط...لا يشبه ذاك الشعر الطويل المتموج الفوضوي بلونه الغجري...
حتى نظراتها...هدؤها...إبتسامتها الرقيقة...عذوبتها...


كانت ستجزم بأنها إحدى أخواتها...
لكن نظرة الصدمة التي حجرت عينيها و هي تراها...أكدت لها هويتها...
لتتغير بلحظة نظرتها لها...و تمتليء بالقهر...و الكره...و الإستحقار...


انهارت قوة سلام...و تماسك كانت تتظاهر به...أمام تلك النظرة القاسية التي تلقتها...
و شعور بالضيق...و الحرج...جعلها تخفض أهدابها و لا تقوى على رفعها...
ترتجف يداها الباردتين...لتكور قبضتيها و تجمعهما مانعة إرتجافهما أكثر...

تقف كالتائهة في مكانها...لا تقوى على التقدم أكثر...
و فكرة أن تختفي في غرفتها ما تبقى من هذه الحفلة تقوى في ذهنها أكثر...
أملت ذلك...متناسية أخواتها اللاتي حضرن معها...
لكنها تأخرت...حتى احست بيد أمها تشد على ذراعها...


أم ساري بقلق / سلام! بسم الله وش فيك؟ ليه واقفه كذا؟

سلام رفعت نظراتها لها..لترى صبح أيضاً تتقدم منها...و تراقبها بذات القلق...و تقف بقربهم...

سلام تزدرد ريقها /آ.آآ...مـ ـا فيني شششي..
أم ساري بإستنكار / وشلون ما فيك شي؟_تلتفت لصبح_شوفي كيف وجهها رايح الدم منه و تقول ما فيها شي!
صبح / الله يهديها سلومه..طول اليوم ما أكلت شي
أم ساري / ليه ما أكلتي؟؟
سلام / معدتي تعبانه..مو مشتهيه الأكل


رفعت أصابعها لتمحو دمعة تعلقت بأهدابها قبل أن تنسل على خدها...


أم ساري / باكلم تميم يآخذك للمستشفى
سلام برجاء / يمه السالفه ما تسوى..شوي تعب و يروح
أم ساري / أجل روحي كولي لك شي خفيف..مو زين تجوعين نفسك
سلام / إن شاء الله


و بلا شعور...حانت منها إلتفاتة لتقابل ذات النظره الكارهة التي لم تخف...و لم تنطفيء...
لتهرب سريعاً إلى المطبخ...مع صبح...تنفيذاً لكلام والدتها...سعيدة بهذا العذر الذي منحها الوقت لترتاح من ما عليها مواجهته...
ذنوب تلك الماضي...التي أتت الآن لتقتص منها ثمن جنونها بذاك الزمن...


عذاري مازالت تراقبها...بتركيز...و دهشة تتسرب لقلبها...
لم تفتها صدمتها...سكونها...خجلها...و توتر شد إنتباه والدتها لها...
ثم تراجعها عن المكان...بنظرة منكسرة لا تقوى على رفعها بوجهها...(معقول تكون تغيرت؟ أخيراً عقلت..نسته؟...خمس سنين مو وقت قصير..أكيد كبرت و عقلت)


تنهدت براحة...و هي تسترجع شكلها...نظرتها...و إنسحابها...


عذاري / تغيرت سلام..و كأنها وحده ثانيه
مزنه التي لم تنتبه لها / شفتيها! ايه أنا يوم شفتها بخطبة ساري ما عرفتها..بسم الله عليها صارت عقل و زين
أم مشاري / شوفي خواتها..و تدرين إن هذا تأثير مرة أبوها عليها
مزنه تصحح لابنتها بعتب / و أم ساري ما عليها نقص بعد
أم مشاري معترضة / لو على أم ساري كان سلام للحين على حالها..شوفي سمو مو بعيده عن سلام بمراهقتها
مزنه / خلي الناس في حالها..عندك بنات لا يبليك الله فيهم


استمرتا بالجدال...و عذاري تحس بالحرج لأنها هي من فتحت هذا الموضوع...
لذا حين لمحت جواهر من بعيد و تعرفت عليها...تعذرت بالسلام عليها لتغادرهن حتى ينتهي هذا الموضوع...
أيضاً لترتب أفكارها...و تستوعب مظهر سلام الجديد...و كل ذلك التغيير فيها...






في المطبخ جلست سلام ساكنة...أفكارها شاردة للبعيد...
تريد فقط وقت مستقطع لتمالك نفسها...تشحن نفسها بالقوة...علها تقوى على مواجهتها...و فتح صفحة جديدة معها...


سلام ترى صبح الواقفة بجانبها / صبح يا قلبي أنا مافيني شي..روحي لضحى تعرفين هالبنت..لو ما شافتنا معها بتنحرج


تعلم أنها تحتاج وقت لوحدها...تلك الضيقة التي أصبحت تنهكها مؤخراً باتت متأكدة أنها بسبب شيء في منزل والدتها...
لذا أجابت طلبها بدون مناقشة...ثم لاحقاً ستعود إليها...




♥▓♥▒♥▓♥




كان يجلس مستمعاً لتميم...فأي حديث لتميم يمتعه...كيف وهو يقص عليهم ذكريات مراهقته الساذجة...
لكن نظراته التقطت باسل...الذي كان يجلس قريباً منهم غير مبالي بأحاديثهم وهو يعبث بجواله...
فرق شاسع بين تميم...و باسل...و الأغرب أن يجد نفسه صديقاً قريباً من باسل بالذات...
لكنهما رفقاء منذ الطفولة...حين كان باسل يبدل أصدقائه كل مدة...إلا هو دائماً باقي لجانبه...

ابتسم بشرود...وهو يتذكر والدته...التي كانت تحبه كثيراً...الغريب انها تحبه للصفة التي يكرهه الناس عليها...
كانت دوماً تردد أنه ورث هذا الكبرياء من والدها...و أنه يذكرها فيه...

لكن هو يعتقد أن خلف هذا الكبرياء...شخص ضعيف...
فطوال تلك السنوات التي عرفه فيها...لو أن الناس لم تتهافت لمصاحبته لمصلحة...و لو أنه لم يكن معه...لكان الآن وحيداً...
فباسل لا يعرف كيف يتقرب من أحد...و لا يستطيع إظهار مشاعره...أو اهتمامه... لأحد...أيضاً لا يعرف كيف يتصرف بأي أمر قد يواجهه...
فقط يجيد الهروب...و إدعاء اللامبالاة بكل ما يجري حوله...


تميم يلكزه بقدمه / معي؟؟
سامي يفز من أفكاره ليضحك / ايه تقول إنك حبيت لك وحده أنت و أخوياك..هههه أول مره اسمع عن أحد يقط في بنت يحبها
تميم / لو إن هذا السطر اللي قبل الأخير بس نسامحك بتطنيش سطر..و ازيدك من الشعر بيت..اللي يحبونها معي ولد جيرانها و الثاني ولد عمها
سامي يضحك / ولد عمها !!
تميم / ايه
سامي بإستغراب /وهو يدري إنكم تحبونها؟؟
تميم بتأكيد / ايه كنا نجلس مع بعض على رصيف الحاره كل ليله..و كل واحد يتفشخر وش قال لها؟ وش ردت عليه..و نشوف مين اللي اخذ وجه زياده
سامي بتشكيك / أنت صادق؟
تميم يضحك / هههه ايه ترى ولد عمها كان على قد عقله..يعني مو صاحي شوي
سامي / و أنتم مستغلين الوضع..و هي عادي عندها
تميم يضحك / ايه ترى حتى هي كان عقلها خفيف..بس عليها جمال بنت اللذين..للحين اذكره
سامي / بالله كم كان عمرك؟
تميم / كنت بثالث متوسط
سامي يضحك / والله جاي بدري أنت! متوسط وحب وعشق و غراميات..أنا أيام المتوسطه ما كنت أعرف في الحياة إلا لعب الكوره..المهم كمل مين اللي فاز فيها بالأخير؟
تميم يضحك / ولد جيرانهم..كان أحلانا ولد كشخه و يكتب شعر..مادري يسرقه من أبوه..المهم لطشها مننا
سامي يضحك / و طلعت خسرااان
تميم / لا أفا عليك..عاد ذيك الأيام أنا كنت شراني..اتفقت أنا و ولد عمها..يوم شفنا فيصل عطاها رسالة..و يروح ولد عمها و يعلم أبوها عليها من باب إنه ولد عمها و يغار على أهل بيته..و تآخذ لها علقه محترمه من أبوها..حتى فيصل ما قصروا فيه حصل له كف محترم من أبوه..بعدين نقله عند خواله في قريه مادري وين
سامي / هههههه والله نذاله! و تركتم البنت بعدها؟
تميم / ايه أيامها تولعنا بالتفحيط
سامي يضحك / وش فيه خراب بالدنيا ما سويته؟


أكمل تميم سرد ذكرياته...و سامي عيناه تراقب بضيق مغادرة باسل الصامتة..و يعرف إلى أين...




♥▓♥▒♥▓♥




أم ساري و جواهر كانتا تجلسان مع زوجة لصديق قديم لأبومالك قابله صدفة بالأمس فقط...و التي كانت هي أيضاً جارة مقربة لهما...
يتحدثن بتلك الذكريات الغابرة...و أيامهن القديمة...و ضحكتهن لا تنقطع...
حتى فُتح حديث منسي...لم تتخيل واحده منهما أنها قد تسمعه بصوت عالي...و هما اللتان تكتمان حتى أفكارهما فيه...


أم ساري / الله يالدنيا يا أم ناصر..مين يصدق إننا نجتمع مره ثانيه
أم ناصر / والله إنكم كنتم أعز جارات عرفتهم..المفروض بناتنا اللحين صديقات..ايه صح اذكر أنا و أنتي و جواهر ولدنا بنفس السنه و .................


كالإعصار هبت لتغادرهن فجأه...لتضيق نظرات أم ساري بحزن...و صدمه...


أم ناصر بإستغراب/ وش فيها جواهر؟
أم ساري تزفر بضيق و قلق / آآآ... لا بس بنتها مع أبوها..و من سنين ما شافتها و لاتدري عنها
أم ناصر بصدمه / صدق! ليييييه؟
أم ساري تغلق الموضوع/ الله يصبر قلبها..و يعينها على هالحال..لا تفتحين معها هالسالفه تكفين يا أم ناصر..حنا ما صدقنا إنها تنسى...(و ما ظنيت تنسى)

صمتت أم ناصر بحرج...فمن مغادرة جواهر السريعة بدون أن تنطق بكلمة...
و كل هذا الضيق..و الكدر...الذي يعتصر ملامح أم ساري...علمت أنه موضوع حساس...لن يتكلما فيه...






بعد أن غادرتهما...جلست منزوية لوحدها...لم تصعد لغرفتها خوفاً من أن تهاجمها تلك الخيالات المؤلمة...التي تجاهدها كل ليلة...
كانت نظراتها تسافر بعيداً...تجول متمعنة بكل أوجه الفتيات حولها...
خيالاتها ترسـم من ملامحهن...ملامحاً لها...حنينها يوهم لها أشباهاً خيالية... مختلفة...متقاربة...متباعدة...مبهمـة...

تستنزف ذاكرتها هباءً لترد لها بعضاً من ملامح تلك الطفلة الوليدة الملتفة بالبياض...لتلوح أمامها ملامحاً كالسراب...

لكم ارهقهـا إستجداء صوره يتيمة لتلك الليلة التي وئدتها...قبل أن تحتضن تلك الابنة ولو لمجرد ثـواني...


كل ما جمعهما بعد ولادتها...
لمحة خاطفة...اغتصبتها رغماً عنها...متحديةً رفضها...
لترى طيفـاً لملامحها الرقيقة...الصغيرة...يمــر أمامها قبل أن تُبعـد عنها...




♥▓♥▒♥▓♥




في ذاك المجلس الواسع...حيث تكاثرت الوجوه...و تعالت الأصوات...و الجميع ينشغل بحديث ما...
وهو كان كغيره يجلس هناك مستمعاً لحديث أباه...قبل أن يخفت اهتمامه به شيئاً فشيئاً...
تعب من كل هذا...يتظاهر بالإندماج مع من حوله بشكل آلي...
لكن بداخله تسيطر عليه فكرة واحده فقط تكبر كلما يمر الوقت...لتحتل على كل خفقة من خفقاته...وهو يحاول إخمادها منذ وصل لهذا البيت من جديد...


لقد مرت ساعة تلو الساعة...حسبها بكل دقيقة...و ثانية...
اشغل نفسه بهذه السلامات المتعددة...و التحدث لأشخاص عدة...
لكنه اثبت حضوره هنا أكثر من اللازم...و حان الوقت للقائها...
ليثبت لنفسه أنها خسرت كل تأثيرها عليه...
أن تلك السنوات التي غابها جعلته ينسى ذاك الشعور الأحمق الذي يسيطر عليه بوجودها...

منذ زمن نفاها من عالمه و رحل...و اليوم سوف يصدر أمامها شهادة وفاة رسمية لكل ما قد يربطه بها...
ليستعيد زوجته بقلب صافي...يعلم أنها على إستعداد أن تملأه بحبها...

تنفس بخلاص حين تباعثت نغمات هاتفه النقال...
و وجدها حجة عظيمة ليسحب نفسه من بينهم بدون تقديم إعتذارات...أو أن يلحق به أحد منهم...

اعتذر سريعاً قبل أن يتوقف رن هاتفه...و خرج بلمح البرق من المجلس...
ليخرس أنفاس منقذه بدون أن ينظر ممن الاتصال...


كان يمشي بخطوات متمهلة...يعلم أنها هنا...و متأكد أنها سوف تبحث عنه كما تفعل دوماً...و دوماً تجده...

ابتعد عن قسم الرجال أكثر...يمنحها الفرصة التي تنتظرها...
حتى أوصله تهور إنتظارها للحديقة...رغم قربها من المدخل النسائي...

ها هو يسهل الأمر عليها...الآن سوف تأتي...
هذا المكان هو مخبأ لهم...تتدافع منه الذكريات التي يحملها...
هنا يموج ظلها في ارجاء المكان...يتنفس شذاها في الهواء...ليغرق في انتظار ينكره...

يكره نهم نفسه لرؤيتها...لكنه يعلله بسبب واحد...يريد رفضها فقط...ليثبت لنفسه...و لها... لزوجته....أنها لا تعنيه ابداً...
اغمض عيناه غاضباً......ليخنق بحث نظراته عنها...لملاحقة أي طيف لها بزوايا تخيلاته...يشل هرولة أنفاسه التي تلهث لإنتظارها...


حتى سكن كل شيء حوله...و كل ما بداخله...ليرخي سمعه لتلك الخطوات...
إنها خطواتها...التي يحجبها عن سمعه الآن ضربات قلبه...الغاضبة...كما ادعى..!!


التفت بنظرة باردة...تخفي كل ما يستعر داخله من شعور...ليصدم بما رأى...




/ مــــــــــاااالك!!..




ارتبك...و خمدت ثورة أنفاسه التي كانت تضج منذ ثواني في صدره...


♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ


أغاني الشتاء 08-01-14 07:13 PM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 







♥▄الـنـبـ«10»ــضــة▄♥

:
:
:

كانت تقف بتوتر...و عيناها تبحث بين الوجوه عن أخواتها اللاتي لا تعلم أين اختفين...
بالرغم أنها تقف مع سمو و كادي...لكنها لم تعرفهما للآن جيداً...و لم تعتاد على الحديث معهما بعفوية...و راحة...بالأخص بوجود تلك الفتاة المغرورة...
قد لا تكون مغروره حقاً...لكن وجود فتاة بهذه الأناقة...و الجمال...و الثقة...لا تعلم لما تهز ثقتها بنفسها...و شخصيتها...


ضي تتقدم لهن / هلا سوسو..و كدو
سمو / والله المفروض ما أرد عليك؟
ضي / وش دعوه؟ ليه زعلانه..علي!
سمو تنظر لكادي بتعجب / و تسأل بعد!
كادي لا تفهم / وش سوت؟؟
سمو / وش هالكشخه؟ ليه تطلعين أحلى مني؟؟
ضي تضربها..و بدلال / خوفتيني!-و تلتف على نفسها بغرور- والله طالعه حلوه؟


كانت تتابع حديثهن...بإبتسامه خجلى...مترددة...من غير أن تشترك فيه...
كم تحسد ضي على هذا الحضور اللافت...و الثقة بالنفس...فأعين الجميع تراقبها بإعجاب...و إنبهار...
كذلك سمو...فهي تتصرف بحيوية...و مرح...و لاتهتم لنظرات من حولها...و هي تضحك بصوت عالي...و تمزح بفضاضة مع الكل...
وحدها كادي قريبة من صمتها...و خجلها...لذا ترتاح أكثر بوجودها...
و لكن هذه الراحة لم تدوم لها...


كادي بإبتسامة و هي ترى شاشة هاتفها بعد أن تعالت نغمته / هذا أبوي..بأروح اشوف مكان هادي اكلمه فيه
تركتهن...لتقف بين سمو و ضي كالتائهة...


سمو / يا عمري عمي الدكتور والله فاقدته
ضي تضحك / و أنتي وش دخلك؟
سمو بخيبة مصطنعة/ اتلزق أبيهم يخطبوني لسامي..بس شكل ما عندهم نيه ههههه


والتفتت لترى والدتها تشير إليها...


سمو بتفاخر / ياااربي أمي ما تصبر عني


و تركتهما راكضة لها...لتحدثها قليلاً فتغيب عن أنظارهما...
و ضحى تتوتر...و هي تقف مع تلك التي لم تكلف على حالها أن تلتفت لها...و تسلم عليها...منذ وقفت عندهن...
لكنها اراحتها من هذا الحرج...

ضي ترفع معصمها لترى ساعتها الفخمة / آآ عن اذنك يـآآ
ضحى / ضحى
ضي بلا اهتمام / ايه معليش ضحى..لازم اكلم اللحين ضروري


بالكاد ابتسمت لها...و قبل أن تتكلم...كانت قد ذهبت بعيداً...
لتقف هي وحيدة...متوترة من نظرات النساء لها...
فتتراجع إلى أي مكان قد لا تراقبها فيه تلك العيون الفضولية...التي تحرجها....




♥▓♥▒♥▓♥




كان يحدق بها بصدمة و كأنه لم يراها منذ سنوات...
كانت بعيدة...بعيدة جداً...عن أفكاره...و إحساسه...و إهتمامه...في هذه اللحظة...
نسيها بالكامل...نسى إتصاله بها...نسى أن يتأكد من حضورها...
و تبعثرت كل الجمل التي صفها بخياله لإقناعها بالعودة...


لحظة من شتات...لملمه سريعاً...وهو يستوعب وجودها أمامه الآن...
و شك هو أقرب لليقين...أن سلام تراقب هذا اللقاء...
بالتأكيد لن يغفل عنها حضور عذاري هنا...و إحتمال وجوده...
ليتحدث تحت تأثير طيفها المزعوم في خياله...حتى توهم من يقينه أنه يسمع صوت أنفاسها الثائرة...


مالك بإبتسامه باهتة / عذاري..-يكمل كاذباً-كنت بأطلب اشوفك..بس جات من الله


منذ رأته و قلبها يدك ضلوعها بكل قوته...تحن إليه و لحياتها معه...و ترعبها العودة إليه...
تخاف فقده...و تخشى حياةً خادعة ستكملها معه...
تعلم أنها ليست نداً له...لم تكن يوماً...و لن تكون...
إما أن تبتعد محتفظة بما تبقى من حياتها...و شخصيتها...و عقلها...و كرامتها...
أو تسير خلف همسات قلبها...لتكمل نحر روحها حباً لا تدري إن كانت ستملكه به يوماً...


مالك يقترب منها / وش اللي سويتيه يا عذاري؟_يكمل لمن يظنها تستمع_أهون عليك؟ يهون عليك كل اللي بيننا


تنهدت مرتجفة...هذا ما يضعفها...
مالك بقسوته...و جبروته...و غضبه...حين يلين غراماً هكذا...
ليجعل قلبها ينصهر بين جوانبها....يجعلها تحلق بعيداً عن أي منطق...أو حقيقة...
كم هو رائع تحوله من ذاك الحال لهذا...و الأروع لو يظل معها دوماً هكذا...
لو تضمن أنها تحتل نصف قلبه فقط...لتعتمد على هذا المكان لترجع بأمان إليه...
لو تتأكد من طوي صفحة ماضيه مع تلك السلام...خاصة بعد التغير الذي صابها...


مالك بهمس / ليه ما تردين؟ بتحرميني حتى اسمع صوتك؟؟
عذاري بتوتر متمسكه بما تبقى من غضبها / أنا جيت عشان خاطرك اللي بقلبي..بس يا مالك للحين اللي بيننا ما انحل
مالك بحنيه و رجاء لم يظهر ابداً بهما / نروح لبيتنا و نحل كل شي
عذاري / أي بيت؟
مالك / أنا بأجلس في بيت أمي مزنه لين اشتري بيت و....


لن تدعه يكمل...لن يرجعها إليه هكذا...بسهولة و بساطة...
بدون حتى أن يتعنى هو لإسترضائها...لتعلم أهميتها في حياته...و ماذا سيفعل ليسترجعها...يجب أن تكمل ما بدأته...


عذاري تقاطعه وهي تتلفت لتذكره بأن المكان غير مناسب / مو اليوم يا مالك..لا هذا المكان و لا الوقت المناسب..و اللي في قلبي ما قدر اطلعه اللحين


تركته بسرعه...قبل أن يلح فتضعف...

وهو يقف مراقباً إياها تبتعد...و تختفي...
يقف ساكناً ينتظر ظهورها العاصف بعد ما سمعته...
هل كانت هنا..؟؟
هل سمعته..؟؟

تأخرت...تمر الدقائق و هي لم تظهر...
لكنه متيقناً من رؤيتها... من بحثها عنه...ليستدرك شيء أثار إستغرابه...(ليه عذاري كانت اهدأ اليوم؟ ليه ما جابت طاريها أبداً و هي أكيد شافتها؟ وش صار بينهم؟؟ معقول ما شافتها للحين؟؟)


أين أنتي؟؟
ماذا تقصدين بتخفيك..أيتها اللئيمة!!
حتى السكون منك..يثير فيّ غيضاً مزعجاً...
هل هي خطة ترسمينها تسعين بها لنصرٍ أكبر؟؟
أيتها الجامحة بجنونك...اسمعيني صهيل عنادك...
اتوق لحربي معك..لأنتصر مرةً أخرى...
نصري الأول عليك...كان له طعماً لاذعاً اقتت عليه لسنوات...
له شعور كمن يلتهب قلبه برودة حارقة...له لسعة نار...
كمن ادمن ذبح روحه...ليعيش على نزف جروحه سعيداً...
أين أنتي؟؟
اشتاق لتعذيبك...
لخنق المشاعر...
و قتل روح لا أعلم أ كانت تنبض بداخلي أو بداخلك..!
ما سر تلك السنوات التي قضيناها بسكون قاتل لا يشبهك...
سكون يستفز كل يوم غضبي المكبوت دهراً من التناسي...
ليثور...
لأصل به إلى هنا...
أتيت إليك...
أتيت لأنفيك مني...
أتيت لقتلك من داخلي للأبد...
اليوم...حتى كرهي سينضب منك....




♥▓♥▒♥▓♥




كان يقف خلف الحاجز الخشبي المفرغ بنقوش مشجرة بقسم بعيد في منزلهم اختارته للقائهم...
ينقر عليه بأصابع ملت الإنتظار...

رفع يده بملل لينظر لساعته...تأخرت عشر دقائق...
قبل قليل فقط اتصلت به...و اختارت هذا المكان..
كان عليها أن تنتظره حينها...لا أن تجعله هو من ينتظر...

مل صبره كعادته...
قرر أن يذهب و يجعلها لاحقاً تدفع ثمن تأخيرها...
لكن اجتذبه إنعكاس صورته في المرآة أمامه...ليطيل النظر لنفسه...

طوله الفارع...أناقته و جاذبيته...وسامته الفاتنة...
يجب أن لا يهدر كل هذا على فتاة لا يعرف لها شكلاً...

لقد جذبته بدلعها...و نعومتها...
تشابهه بغرورها...لكنه غرور لا يعلى عليه...معه تتناسى نفسها من أجله...
تدللــه...تهتم به...و تحرص على رضاه...تعطي الكثير و لا تنتظر منه شيئاً بالمقابل...
لكنه يريد لنفسه الأفضل دوماً...لذا يجب أن يراها...لأنه لا يتذكر أي ملامح لها في طفولتهم...


و بعد أن يراها...سيرد لها هذا الإنتظار...


سمع صوت خطوات تقترب...و كان سوف يظهر من خلف هذا الحاجز...ليعلن عن غضبه لهذا التأخير...
لكن شيئاً داخله جعله يتروى...لينظر للوهلة الأولى كيف هي...و يقيمها سريعاً...
و يختار ردة فعله على شكلها...

فحتى لو كانت جميلة...و رائعة كما تدعي...لن يظهر لها هذا الشي...
يجب أن تعيش دائما في سؤال إن كانت اعجبته أم لا...إن كان رضي بها أم لا...إن كان يرى أنها تستحقه أم لا...


لكن منظر الفتاة التي رآها...كان صدمة له..!!


شعر خفيف منسدل بنعومة أكثر من ما ينبغي...فخصلاته السوداء مستقيمة بحدة...لتصل لمنتصف ظهرها...
ملامحها إعتيادية...قد يراها في كل وجه...فلا شيء يميزها...
عينان صغيرتان...بحاجب خفيف و رموش خفيفة متباعدة...
نظراتها فارغة...لا تحمل أي تأثير...جاذبية...أو إغراء...
أنفها دقيق و صغير...وشفتان صغيرتان...و ذقن صغير أيضاً...
وجهها كلـه كحبة كرز...ملامحها...نظراتها...تعيش بطفولتها للآن...
جمال إن أطلق عليه مسمى جمال...فهو متواضع جداً...
حتى ذوقها في لباسها كان بسيطاً جداً...تافهاً برأيه...


تلاشت صدمته...ليحل مكانها الغضب...
أين ذاك الجمال الذي تباهت به على مسامعه...أين ذاك الذوق الفريد من نوعه..؟؟
أين الجاذبيه...و الغرور...؟؟
هل كانت تبالغ بالأمر لكي تجذبه إليها...
هل ظنت أنها تعلقه بها ليحبها...فيرضى بشكلها أياً كان...


رآها تتمشى شاردة الذهن...و يبدو أنها لم تعلم بوجوده...
فذهب إليها...

تقدم منها ببطء و هي توليه ظهرها...مد يده بهدؤ و أمسك ساعدها...
تصور أن تجفل...و لكن ليس بتلك الدرجة التي انتفضت بها...و شهقتها التي كادت تفزعه هو...
و كأنها لم تتخيل وجوده..!!

و إن كانت قد فزعت للمسته...
فهذا شيء لا يذكر أمام الفزع الذي ابهت ملامحها...و هي تلتفت لتراه ملاصقاً لها...

لحظة فقط...قبل أن تغزي نظرتها صدمه غريبة...فتطرق رأسها هرباً...أو خجلاً...
و تحاول سحب يدها المرتجفة منه بقوة...و غضب...
لكنه تدارك ذلك اسرع منها....فشد قبضته عليها...و هي تبتعد عنه محاولة الخلاص منه...
دون أن ترفع رأسها له...دون أن تنطق بكلمه واحدة...


ثار غضبه...مالذي تفعله هذه الغبية...
ما هذه الصدمة التي تمثلها...و الحياء المبالغ به..!
هل تخيلت أنه سوف ينظر إليها من بعيد....و يكتفي بإطلالتها الساحرة عليه...
و كأنها تستحق..!!


باسل بنفاذ صبر و إستخفاف / هيـه! وش فيك؟ كان ما جيتي احسن..مو شوفه هاذي سديتي نفسي

هذه النبرة التي تجعلها دوماً تتراجع..عن غضبها...أو دلالها...
لتخضع لما يطلبه...و يريده...


لكنها هذه المرة لم تتراجع...و رفعت رأسها له بنظرة...تحمل رفضاً...أو غضباً...أو إستحقاراً...


جعلت يده لا شعورياً ترتخي عنها...لتمر ثانية تختفي فيها عن نظره...
وهو يتابع بعينين غاضبتين...خصلات شعرها التي تطايرت خلفها بعنف...


(انجنت هاذي؟؟؟)


خرج بغضب...و بسرعه من هذا المكان...و ندم على انتظارها منذ البدء...
لا منظرها يستحق...و لا هذا الجنون الذي فعلته يستحق...انتظاره...




♥▓♥▒♥▓♥




دخلت إلى الصالة بعدما شحنت نفسها سريعاً عكس ماتوقعت بقوة و عزيمة أملت أن تعطيها الشجاعة الكافية لتطوي صفحة ذاك الماضي المخزي...
لأنها لو تأخرت...لتفكر...و تتذكر...تعلم أنها لن تقوى أبداً على المواجهة...

لكنها...انتفضت حين رأت...ما كان يرعبها في إنتظارها...


مزنه / سلام يمه تعالي


اقتربت منها مرتجفة...و عيناها بالكاد تبعدها عن الأرض...لتلمح بطرف عينها عذاري تقف بجانب العمة مزنه...
تباطات خطواتها من خجل يثقلها...و حيرة تقلقها...
هل تسلم عليها؟؟
لكن إن رفضت السلام هي...!!
كيف سيكون موقفها أمام العمة مزنه...

أطلقت نفساً مرتجفاً و هي تقف أمامهم...لتغتصب إبتسامة متوترة...
أملت أن تلتقط عذاري معاني الإعتذار التي ترسلها فيها...
و إن كان ما فعلته كثير جداً...على إعتذار بهذه الطريقة...
لكنها لن تقوى على الإعتذار الصريح منها...لا تستطيع أن تنطق أمام أي أحد بذاك الماضي المخزي لها...

مدت يدها بوجل...لتتردد يد عذاري للحظة قبل أن تضعها بيدها...
تنهدت سلام بقليل من الراحة...و شجعت نفسها أكثر لتبادرها بالكلام...

سلام ترفع نظرها لها وبصوت مهزوز / هلا عذاري..وش أخبارك..نورت الرياض؟
عذاري ببرود / الحمدلله..و أنتي وش أخبارك؟
سلام / تمام

كانت عذاري تتأملها بتركيز...
لا تصدق أنها نفس الفتاة الوقحة...التي كادت تهدم زواجها...و لا حقتها هي و زوجها بإزعاج...
توقعت أن تتغير...لكن أن تصبح بهذا الحال..!!
لولا الماضي الغاضب بينهما...تجزم أنها كانت ستعجب بها..و تحبها...
من ماتراه فيها الآن...و ما سمعته عنها...لكن هناك شعور غريب يسيطر عليها حين تراها...ليبني حاجزاً صلباً في تعاملها معها...


عذاري تتفحصها بنظراتها / وش أخبار دراستك؟ تخرجتي؟
سلام تحاول أن تثبت أنظارها في وجهها لتدرك تغيرها / لا هاذي آخر سنه
عذاري بإبتسامه جافة / الله يوفقك
لكن سلام ردت لها الإبتسام بشكر / مشكوره


تحدثت قليلاً مع العمة مزنه...لتتركهما و هي تبتسم بشبه راحة...
رغم جفاء عذاري و برودتها... لكن هناك إحساس أكيد داخلها..أن ما تبادلاه للتو من حوار...كفيلاً لأن يتناسا الماضي...
هي ترغب بذلك...و رأت رغبة عذاري توافقها كذلك...




♥▓♥▒♥▓♥




كان يمشي في الباحة الخارجية بمهل...آملاً أن يتحسن مزاجه...
بعد أن تعكر من ثواني جمعته بها...لكي لا يصب غضبه على أحد أمام ذلك الجمع...

تعالت نغمة هاتفه...اخرجه بملل لكي يخرس رناته...
لكن ما إن رأى اسمها حتى زاد حنقه...(و لها وجه تتصل! صدق عطيتها وجه و هي ما تستاهل)

كان سيرفض الإتصال...لكنه تراجع...
لما يصب غضبه على أشخاص غيرها...و هي الوحيدة التي تستحق التعنيف...و إفراغ ما به من قهر...


باسل بكبرياء / خير..ليه تدقين..اسمعي لو شفت رقمك....
ضي لم تدعه يكمل / باسل وش فيك؟
باسل بقرف / مو طايق اسمع صوتك و...
تقاطعه للمره الثانيه / ليه؟؟
باسل بغضب / لا تستعبطين علي..وش اللي سويتيه من شوي مـ...
تقاطعه شاهقة / أنت رحت للمكان!!
باسل بسخريه / ليه ما عرفتيني؟ كنتي منتظره أحد غيري
ضي بغضب / أنا توي أجي للمكان_تستدرك بقهر_يعني شفتها؟؟


خفّ غضبه قليلاً...ليستوعب ما تقول...و يفهم المعنى من كلامها...


باسل / وش قصدك؟
ضي بوجل / كنت جايه بأشوفك بس شفت....._قطعت كلامها_ آآ شفت وحده في المكان..و رجعت لين تروح..ما كنت متوقعه تجي قبلي


حلت الصدمة مكان الغضب...وهو يتذكر إمساكه الغاصب لتلك الفتاة...صدمتها...ذعرها...إستحقارها...و غضبها...


باسل يصب قهره عليها / و أنتي غبيه؟ تشوفين فيه وحده بالمكان اللي اتفقنا عليه..تاخذين نفسك و تروحين و أنتي تدرين إني يمكن أجي بأي لحظه
ضي تبرر / والله..ما توقعت تجي لين أدق عليك
باسل بغضب / لا والله تعرفين تفكرين


و أقفل الخط بوجهها...لتعاود الإتصال على الفور...
فيصمت جواله بضغطة زر...و يغرق بأفكاره...


يراجع بخياله ملامحها قبل أن ينساها...
يتذكر تلك النظرة الغاضبة...المستحقرة...التي تأكد له أنها تعرفه...




♥▓♥▒♥▓♥




كانت ذاهبة للبحث عن سمو بعد أن ابتعدت عن مكانهن لتحدث والدها...تمشي بشرود عميق في أفكارها...قبل أن يوقفها ذاك الصوت الدافيء...فتفز...
توقفت والتفتت لها...مستغربة...مالذي أتى بها من هنا...


صبح / كادي
كادي / هلا صبح..وش تسوين هنا؟
صبح / كنت مع سلوومه في المطبخ..و طلعت منها ما عرفت وين اروح؟ هههه ضعت البيت كبير ماشاءالله..زين شفتك
كادي تضحك / أنا كنت أدور مكان بعيد عن الإزعاج عشان أكلم أبوي..مسافر و كل يوم لازم ادق اسمع صوته واتطمن عليه..أكل و إلا نسى..نام زين أو لا..._و بفرح_لكن اليوم دق هو...هههه تحسيني مزعجه صح؟
صبح بإبتسامه حنونة / لا بالعكس..الله يخليك لهم..من لهم غيرك مسئول عنهم..تدرين؟ الرجال مايعرفون يسوون شي بدون مره..لازم نرتب لهم كل شي و نذكرهم بكل شي..حتى لو اعترضوا


صمتت كادي مبتسمة...اسعدها ما سمعته...
الكل يريدها أن تتخلى عن هذا الدور...الذي يرونه كبير عليها...
الكل يقنعها أن تنتبه لنفسها هي...و تنشغل بحياتها بعيداً عنهم...
لكن صبح أول شخص يريدها أن تهتم اكثر...

تنهدت بفرح جارح...يا الله كم تشبه والدتها بروعتها...و طيبتها...و هالة الدفء التي تشع منها...

وصلتا معاً إلى الصالة...لتقابلا سمو و ضحى...

سمو / وين رحتي؟ كل هذا تكلمين أبوك!

أجابتها كادي...في حين شدت ضحى يد صبح لتقربها منها...

ضحى تهمس بضيق / وين رحتي أنتي و سلام و تركتوني لحالي؟؟
صبح / سلام تعبت شوي عشانها ما اكلت زين..و رحت معها تأكل لها شي..بعدين وين لحالك هاذي سمو معك
ضحى / سمو أمها مادري وش طلبت منها..و طلعت فوق..و كلكم اختفيتم حتى كادي..وقفت مثل هالغبيه وسط الحريم مادري وين اروح؟
صبح تجاريها و كأن ما حدث مصيبة / خلاص يا قلبي آسفه..ماراح اتحرك إلا و انتي معي




♥▓♥▒♥▓♥




وقف بجانبه حين رآه خارجاً في الباحة يتحدث بهاتفه...وهو يتأفف بضيق...
ليلتفت إليه سامي بإستغراب ما إن اغلق هاتفه...
لكنه لم يسأله عن السبب...و لا عن ما حدث بينهما و جعله بتلك الحالة...
لأنه لم يكن راضياً عن هذا اللقاء...وهو لم يستمع له...


باسل / الغبيه
سامي يغير الحديث / طارق اللي اتصل يقول.......
باسل و كأنه لم يسمعه / ما شفتها..ارتحت اللحين
سامي براحه / صدق؟ هي تراجعت..باسل والله احسن أنت......
باسل يقاطعه / شفت وحده غيرها..رحت مسكتها على بالي هي هالغبيه
سامي بصدمه / وشو؟؟؟
باسل / .........
سامي / وش صار؟ وش سوت البنت؟؟
باسل / وش سوت يعني..جلست تنتفض لين فكيتها_يكمل محدثاً لنفسه_بس نظرتها تقول إنها تعرفني..متأكد إنها عرفتني
سامي بضيق / الله يهديك..أنا من الأول مو مرتاح لهالشوفه


لم يكن يصغي إليه...و لإنتقاداته...وهو يتذكر تلك النظرات الغاضبة...و التي تعرفه...
حتى التقطت أنظاره...ابنة عمه الصغيرة رند...


باسل / اللحين اعرفها
سامي بإستغراب / و كيف بتعرفها؟
باسل بصوت عااالي / رنـــــــددد


أتت إليه مع فتاة أخرى بنفس عمرها...كانت تلعب معها....


باسل / بأوصف لك وحده..و روحي شوفي مين تطلع..وش اسمها و تعالي علميني..تعرفين؟
رند بحماس/ ايـه
فجر تقاطعهم/ لاااا حرام توصفها لك


ضحك سامي...و باسل يلتفت لتلك الصغيرة بإشمئزاز...


باسل ينهرها / و أنتي وش دخلك؟
فجر بإستنكار / اقولك حرام..يغضب عليك ربي!! حرام توصفلك وحده مو محرم لك
باسل بإستخفاف / أنا اللي باوصفها مو هي
فجر بعناد / ايه بس أنت تبي تعرفها من وصفها..يعني نفس الشي..بعدين حرام عليك وشلون شفتها..و كيف بتوصفها و هذا يسمع و....؟؟
باسل بعصبيه / يله روحي بعيــد..وش موقفك عندي..يلـــــــه
فجر تغادرهم ممتعضه / استغفر الله العظيم
باسل بإستحقار / مين هاللي معك؟
رند / هاذي فجر..أخت سلام


راقبها سامي و هي تبتعد لتقف قريباً من أحد الأشجار...تنظر لهم بعدم إستحسان...ليبتسم...(ماشاء الله عليها..طلعت احسن مني و قالت اللي ما قدرت اقوله)


خجل من نفسه و هي تراهما...ليبتعد عن باسل و لا يسمع وصف تلك الفتاة على لسانه...
و أفاق من أفكاره...وهو يستمع لصوت باسل الذي علا فجأه...


باسل / يله روحي شوفيها..و انتظرك هنا تعلميني


انطلقت بحماس...لتركض خلفها فجر و هي تناديها بصوت عالي...


باسل يلتفت له بغضب / هاذي وش تبي اللحين؟؟
سامي يبتسم وهو يتقدم منه / تنكر المنكر

لم يرد وهو يراقب رند تعود إليه...لتقف بعد مسافة قصيرة منها...


رند / باسل خلاص ماراح ادورها
باسل بقهر / ليـه؟؟؟
رند / لا اخاف ربي يغضب علي..فجر تقول.......
باسل بغضب / اذلففففي من قداااامي..أنتي و فجر


ضحك سامي وهو يرى نظرة الإنتصار...و التحدي...تلتمع بعينا تلك الصغيرة...
ليغادره باسل غاضباً حتى منه...




♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ


أغاني الشتاء 08-01-14 07:15 PM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 






♥▄الـنـبـ«11»ــضــة▄♥

:
:
:

بعـد أن غادر جميع الضيوف...كان يجلس وحده في المجلس الواسع...
الأنوار من حوله مطفية...لا ينير المكان سوى الإنارة المتسربة من الباحة الخارجية...
عبر النوافذ الزجاجية الواسعة...الممتدة على طول الجدار...

لتعكس ظلالاً كبيرة للأشياء أمامه...يركز النظر فيها...
و خياله بات يسأل لو كان ظلها شهد ذاك اللقاء له مع زوجته..؟؟

هل سمعت كلامه؟؟هل آذى مشاعرها كما يفعل دوماً؟؟
كيف ستراه؟؟ كيف ستنتقم؟؟ كيف ستثبت أنه ملكها وحدها؟؟

هل هي غاضبه؟؟ هل تبكي؟؟ هل تبحث عنه؟؟
متى ستجده؟؟ متى سوف تظهر أمامه؟؟

هل تغير شكلها؟؟ هل تألقت هذه الليلة من أجله كما تفعل دوماً؟
ماذا سوف تقول له بعد هذا الغياب؟؟ ماذا سيكون ردها على صده لها؟؟


للمره الثانية يسمع وقع خطوات يتعاظم صداها داخل قلبه...
و يراقب الباب بعينين تترصد ظهور طيفها...لتقتنص إحساسها بعودته...

لكن الخيبة كانت من نصيبه هذه المره أيضاً...وهو يرى تميم يدخل للمجلس...


تميم بفزع / بسم الله!-يقترب منه قليلاً- مالك هههه على بالي واحد من الضيوف راحت عليه نومه و ماراح! قلت كيف بأصحيه و اصررفه
مالك يبتسم / كأنها تلميحه لي؟
تميم مازحاً / والله أنا كنت ناوي اطردك..بس أحمد ربك إن سلام راحت لبيت أبوها و ماجلست هنا..و إلا كان قلنا البيت يتعذرك


للحظة كاد يشهق بغضب...لكنه بالكاد ألجم صدمته...
كيف تغادر وهو هنا؟؟
كيف لم تظهر له نفسها للآن؟؟
مـا قصة الخيبة معه هذه الليلة...هل تستقبل عودته هي أيضاً..!!

أو ربما لم تسمح لها الفرصة...ربما أجبرت على المغادرة...
و لكن تلك لا يجبرها أي شيء...
إلى ماذا تخطط تلك الفتاة؟؟


تميم يجلس جانبه / وش فيك سكت؟ لا يكون صدقت و زعلت؟؟
مالك لا شعورياً / يعني ما راحت؟؟
تميم يضحك / لا يعني ماراح نطردك


/ تحضّرون أرواح؟؟


التفتوا لمصدر الصوت...ليروا سمو تقف عند الباب...
ليجاوبها تميم بشيء لم يسمعه...
وهو يفكر...أنه بالفعل إستحضر روحها اليوم بشتى مشاعره...لكنها أبت أن تحضر..!!

تقدمت سمو لتجلس بجانبه...تتأمله مبتسمة...
كم اشتاقت لملامحه...لسمرته التي تشاركه هي و تميم بها...في حين ورث البقيه بياض والدتها المشرق...


تميم يقاطع خيالاتها / يعني عاجبك لهالدرجه؟ من زينه هالشايب!
سمو تبتسم / غيران إنه رجع حبي الأول و بأسفّه فيك
تميم يرفع حاجباً ممتعضاً / صدق حريم كفارات العشير


ضحك مالك وهو يتأملها بحب...و حنان...
كم كان يعشق هذه الصغيرة و يدللها...و في قلبه عشق أختها أضعاف هذا العشق...


مالك / والله فقدتك أكثر منهم كلهم
سمو بعتب واضح / لا صدقتك..دائماً مشغول..بالاجازات مسافر برا..ما عمرك زرتنا و لا عمرك دقيت..تطنش اتصالاتي ويوم كنت ترد كلمتين و تسكر..لين صرت أخذ أخبارك من عذاري و حتى هي......


صمتت بعد أن تحشرج صوتها و الدمع التمع بعينيها...
تميم محاولاً إضحاكها...و التخفيف من الضيق الذي اعتلى ملامح مالك بصمت...


تميم / و أنتي عاد ساكته ساكته..و يوم شفتيه رجع خلاص توك تطلعين اللي بقلبك!

مالك يمد يده بهدؤ...ليحتضن يدها الصغيرة...

مالك / عارف إني مقصر و ما ألومها

سمو بعد أن رأت ما سببه كلامها من حزن ارتسم على ملامحه...و ملأ صوته...

سمو تبتسم / المهم إنك رجعت-لتردف بمرحها المعتاد-و ماراح ترتاح مني كل يوم بأزوركم
مالك يطمئنها بإبتسامة / لا تخافين بتملين مني


تحدث معه تميم عن الشركة...يذكره ببعض الأشخاص الذين كان يعرفهم...و دائماً يسألون عنه...
لكن مالك تمنى لو ينهي هذا الحديث الذي اشغله به تميم...ليعرف ما يريد...

لا يدري لما حتى...ذكرها...يشرد عنه هذه الليلة..؟؟

بدأت سمو بالحديث معهم...و بدأ الكلام عن الحفلة يتعمق...و سمو تحدثهم عن ما حدث بها بحماس...
تصف من أغاضها...تروي ما أضحكها...تحكي عن مقالبها...و مزاحها الذي فعلته...و تميم يعلق على الكل...
و أنفاسه هو تتقطع صبراً ليلوح اسمها على مسامعه...
حتى كاد يصرخ بهم...ألا يذكرون شخصاً يدعى سلام..؟؟!!


تميم / ليه ما جلست كادي معك؟
سمو / حماره هالكوكو..ذبحتني بقاعدة ما أنام إلا في بيتي..كأنها عجوز ما يجيها النوم إلا بفراشها..خلتني لحالي!


انحبست أنفاسه مجدداً...هل سوف يسأل تميم عن سلام...و سبب ذهابها أيضا..؟؟
أما كان الأولى به أن يسأل عنها هي...و يريحه من هذا الانتظار الذي يعبث بنبضه...


تميم يتذكر / صح سمعت إن خوات سلام جايين معها

تنهد بغيض...و الحديث يدور حولها...و لا يمسها...

سمو تبتسم / ايه..والله حبوبات مرره..خاصه صبح..هالبنت روعه..ياااربي بلسم..بلسم
تميم ساخراً من حماسها / و خواتها صابونه..و شامبو ماعجبوك؟


بدأوا كعادتهم بمشاكسة بعضهم بالكلمات...
وهو مل ينتظرهم...و كأن بينهم إتفاق سري على عدم ذكرها الليله...
ليعود لغضبه...لكن هذا لن ينفعه بشيء...
بما أنها ذهبت...و لا مجال للقائها اليوم...
يجب أن يسأل...و يعرف كيف عاشت تلك السنوات..؟؟
مالذي فضح بعد غيابه...و مالذي بقي سراً للآن..؟؟

لكنه في نفس الوقت لا يقوى على السؤال...لم يكن من السهل عليه التحدث عنها...بعد تلك السنوات...

يخشى شعوراً سيدثره مع نطقه لإسمها...
يخشى من نبرة صوته...و ما ستحمل...وهو يستعرض حروف اسمها على مسامعه...




♥▓♥▒♥▓♥




جلست بجانبه في السيارة...ليلتفت إليها بإبتسامته الهادئة...

سامي بحنيته المعتادة / انبسطتي؟
كادي / ايه فيه مكان تكون فيه سمو و لا يطلع وناسه
سامي يضحك / اللحين عزيمه..و ناس وش كثرهم! و ما تتكلمين إلا عن سمو..هاذي ملينا منها أبي أحد جديد
كادي تضحك / و أنت من متى تحب السوالف عن البنات؟
سامي / لا بس أبيك تجددين..و اسمع أنا سوالف غير خبال سمو

كادي تبتسم و هي تتذكر أخوات سلام...بالأخص صبح...
لتبتسم...كيف لم تتذكرهن و تذكرت فقط جلوسها مع سمو...

كادي / ايه صح..فيه خوات سلام..أول مره نشوفهم..بس حبيتهم على طول كأني اعرفهم من سنين

ابتسم وهو يتذكر تلك الفتاة الصغيرة...و الغيض الذي أثارته في باسل...

كادي كانت ستكمل حديثها...بالذات عن صبح...
كانت متحمسة لتقول له كم تشبه والدتها بأخلاقها...و تصرفاتها...و طيبتها...كيف تذكرتها بها...
لكن و هي تتأمله...و تتذكر وجه صبح الصافي...لا تدري لما ربط خيالها سريعاً بينهما...
نعم فسامي يستحق فعلاً فتاة كصبح...لا بل لا يستحق إلا فتاة كصبح...
لم تكمل حديثها...عن ذاك الشبه لها بوالدتها...
فمهما بلغ حبه لوالدته...بالتأكيد لن تشغل تفكيره فتاة تشبهها بوالدته...
كل ما سيحس به الحنين...الذكرى...
لا...يجب أن يتزوج أخاها بتلك الفتاة...و يجب أن ترسم هي خطتها بإتقان...لن تجازف برفضه أبداً...




♥▓♥▒♥▓♥




كانا مايزالان في المجلس بأنواره الخافتة...غادرهما تميم...و هما مازالا يغرقان بحديثهما...
كثير من الأخبار يريد سماعها...عنها...و كثير تريد أن تسمعه عنه...
انتصفا بحديثهما...و ما يثير دهشته أن لا يجد طيفاً لها بكل تلك الأحاديث...
كل ما يسمع عنه كادي فقط...

لذا زفر بقوه...كل تردده...ليملأ قلبه بقوة اعتادها فيه...ليسأل عنها...


مالك / مو كانت..سـ..سلااام....تبات هنا كل جمعه؟
سمو / ايه
مالك / ليه ما باتت الليله؟ عشان خواتها معها؟
سمو بتفكير / لا يمكن استحت عشانك فيه..و ماتبي تضايقك في الدخله
مالك بإستخفاف / ســلام! تستحي..من متى؟
سمو بحماس / لااااا سلام غير عن اللي تعرفها..تبدلت...و كأنها وحده ثانيه
مالك لا يفهم / تبــدلت! كيف يعني؟؟
سمو تسترسل بوصفها / صارت نعوومه..هاديه و حساسه..و طيوبه..هههه محترمه مره..جديّه بالحيل..و مطيعه..تهتم لكلام الناس عنها و ماتزعل احد منها..و تراعي الكل
مالك بصدمه / من متى هالتغيير؟؟
سمو تتذكر / بعد ما سافرت بفتره..كانت تعبانه بالحيل ذيك الأيام..كلنا حسينا إنها صابتها عين..من بعد زواجك و هي مو بخير..لكن الحمدلله صارت مع الوقت احسن..و تغيرت بعد تعبها كثير..صارت تحس بغيرها و تقدمه على نفسها..مؤدبه..وش ملحها
مالك بشرود / ســلام!-يضحك بغرابه- ما أتخيل سلام هاديه
سمو بتأكيد / أقولك ما تشبه سلام الأولى بشيء لا شكل و لا طبع..حتى ما تطيق أحد يذكرها بنفسها قبل..أو يتكلم عن ماضيها بشيء..مادري ليه؟؟....يمكن عشان كذا فقدتك كل ذكرياتنا كانت مع بعض و اللحين حتى طاريك معها انقطع لأني ما صرت اتذكر معها شي من اللي راح لنا معك
مالك يبتلع غصه مفاجئه / ليه؟
سمو / ما تخليني أجيب أي طاري لها قبل هالخمس سنين..تتخيل سنين و أنا و هي ما نجيب طاريك..أشك إنها تتذكرك..حتى ما فرحت يوم قلت لها رجعت و لا اهتمت حتى لو مجامله لي..مادري ليه كارهه ماضيها لهالدرجه؟؟


سرحت سمو قليلاً...وهو أكثر يهيم بذهوله مما سمع...
خرست داخله توعداته التي يرددها...
و التي كانت تطغى على أي شعور قد يطفو على السطح بعد عودته قريباً منها...
يحتله الآن شعور غريب لا يفهمه...لا يستوعبه...لا يصدقه...


ليردد بذهول / سنين ما سألتي عني؟؟َ!!


لا يتخيلها لا تذكره..!!
لا يتخيلها ملت نثر الدمع من أجله...الاحتراق بناره...العيش له..!!
لا يتخيلها تكمل عمرها بعد نفيه...!!

هل استيقظت تلك التائهة...التي لم تعرف لها عنواناً غيره..؟؟
هل تسلك الآن دروباً لا تؤدي إليه..؟؟
هل زال سحره عنها..؟؟


لاااا...لطالما تيقن من سيادته على قلبها حتى لو غاب دهراً...حتى لو ذهب لآخر العالم...
لكن الكلمات التي رشقتها بوجهه سمو...جعلت كل يقينه يلوح أمام ناظريه الآن...كالسراب...

أين هو منها الآن؟؟؟

مركون على رف في أرشيف ذكريات لا يمسه إلا غبار النسيان...
تهمله أيادي شوقها...و لا يتصفحه قلبها بدفئه...


انتبه بعد وقت طويل من شروده لسمو...التي غفت على الكنبة...
حدق النظر فيها طويلاً...ليلتمس أشباه سلام بها...لكنه لا يجد أي شبه...
ليعترف بلا شعور...أنها تفرّدت بما يميزها عنده عن غيرها...
لا أشباه لها...
لا بديل مكانها...
و لا عوض عنها...

مالك بصوت بدى له غريباً / سمو..سمـو


لكنها كانت تغط بنوم عميق...بعد حماس يوم طويل...
رقت ملامحه لها...وهو يراها تتنفس بعمق...و انتظام...

فنهض من مكانه...يتشاغل عن إحساس يملأه حتى كاد يفيض منه إحتجاجاً...
و انحنى بالقرب منها...ليحمل تلك الصغيرة بخفة...و يأخذها لغرفتها...

كان يصعد الدرجات بها...و تفكيره يعيد كلامها مره..مرتين..و أكثر...
لكن لا شي مما قيل...يمكن أن يستوعبه...يصدقه...أو حتى يرضى به...

دخل لغرفتها...أنار الضوء بكتفه...ليمشي لسريرها...و يمددها عليه...
غطاها بعد أن تأملها بحنان...و قبل أن يخرج أطفأ الضوء...و أدار لها جهاز التكييف...


وقف خارجاً...وحيداً مع أفكاره...و شتاته...
و بلمحة خاطفة مرت نظرته على باب غرفتها القابع في آخر الممر المعتم...

لمحة سريعة كانت...لكن ما أثارته داخله كان أكبر...و أقوى...
رغبة قوية تجتاحه...ليقود خطواته لذاك الباب...
يدخل لعالمها خفيه...
يفتش بشعورها على غفلة منها...
يعرف أسرار حوتها بعد غيابه...
يكشف حقيقة ما يسمعه عنها...و يتأكد منه...


يعلم أن من المخزي ما يفكر فيه...كسارق يتعبث بالظلام...خائن لنيام أئتمنوه...
لكن ما لجديد..؟؟
دائماً لا يعرف إلا الأخطاء معها...و لا يترك عقله إلا لها...


مشى بخطوات غير راضية لغرفتها...لتتردد يده لثواني عن الإمساك بمقبض الباب...
لكنه يحتاج أن يصدق ما سمعه...يحتاج أن يرى إثباتاً بعينه...
شيء يصل لتأكيده الراسخ...ليزلزله...

دخل إلى الغرفة و أقفل الباب بسرعه...و أضاء النور...
ليخفق قلبه بذهول...وهو يتفحص بنظراته ما حوله...
تلك الجدران النارية التي يذكرها...استبدلت بلون بنفسجي باهت...
اختفت كل هداياه التي كانت تملأ زوايا غرفتها...و أرفف مكتبها...
و أزيلت تلك الصور الكثيره لمطربها المفضل التي كانت تحتل أغلب الجدران...و التي طالما نهرها من أجلها...و لم تهتم...
و اختفى ذاك الإستريو الضخم الذي طالما احتل الزاويه...ليصدح دائماً بتلك الأنغام الموسيقيه بصوتها العالي للغاية و التي تتمايل طرباً لها...وهو يسترق نظراته من بابها المفتوح على مصارعه دوماً...يعلم أنها دعوة له ليراها...
كانت الغرفة خاوية من كل ما يعرف أنه يعنيها...و يهمها...حتى فوضتها الدائمة لا يجدها...
كل ما حوله...بارد...مرتب...ساكن...
لا يشبهها...
أو بالأصح يشبه من تحدثت عنها سمو للتو...


كان سيلقي نظرة سريعة و يخرج قبل أن يشي به ذلك النور المتسرب من الباب...فيشهد على تطفله...
لكنه ترك الباب ليتقدم مشدوهاً بما يرى...بخطوات ثقيلة...حيرى...إلى أين تتجه...

ليتجه إلى سريرها...ويجلس عليه بوجل يتلمس بيده الباردة المفرش الناعم...المطرز بورود بسيطة تحمل نفس لون الغرفه الباهت...
أخذ نفساً عميقاً ليصل إليه ذاك العطر الخفيف الذي لازال يسكن وسادتها...
ليتنفسه بشهقة واحده و يأبى أن يغادره مع زفره...حتى استقرت بأعماقه.. وازهر داخل صدره...


تعاظم فضوله المستنكر...ليفتح الدرج بجانب سريرها...فيراه خاوي إلا من مصحفها...


نهض بإحساس مخدر...ليتقدم إلى مكتبها و يجلس على كرسيها يعتريه شعور ثقيل...غريب...
وهو يراها بكل ما حوله لكنه لا يكاد يعرف منها شيئاً..!!


يفتش بكتبها...بأوراقها...تتعلق نظراته بأي خط لها...
لا صفحات تحوي إسمه...أو حتى حرفاً منه...
لا قصيدة في آخر الكتاب تدل على أنها تذكره ولو في سهواتها...

كل شيء حوله يدل على خفوتها...خمود ثورتها...ذبول مشاعرها...
ليتحول إعصارها لنسيم هاديء...
لقد ضاعت...
ضاعت من بعده...
و أضاعت نفسها...

روحه همدت..و مشاعره ركدت في حين كان يتأهب لهيجان عواطفها العاصفة...
هذه المره الثانية التي تفعلها به...حين يأتي مكللاً بكرهها...فيرتد هذا الكره عليه بخيبه...




♥▓♥▒♥▓♥




لأول مرة...منذ أن بدأ يحادثها ما يزيد عن السنة...يتصل هو بها...
انتشت فرحاً...و فخراً بهذا الإتصال...و الحيرة تتسابق مع فرحتها...ليخفقان بقلبها بشدة...

لما يتصل..؟؟

هل ندم لأنه لم يراها و يريد وعداً جديداً برؤيتها...
أو احس ولو مرة بما يفعله بها...و أراد الإعتذار...
أو ربما يريد فقط سماع صوتها...و الحديث معها...بدون ذكر ما حدث...

لكن لا...

تعلم أن لا شيء من خيالاتها يمكن تطبيقه على صاحب القلب المتكبر...
باسل لا يرى إلا نفسه فقط...
دائماً تردد هذا...و تعرفه جيداً...مع ذلك ماتزال تحبه...

ضغطت زر الإجابة...و البسمة تعلو شفتيها حباً له...


ضي / هلابك
باسل بنرفزه / كل هذا ما تردين
ضي بإعتذار/ كنت برا الغرفه ما سمعت الجوال
باسل / أنتي شفتي البنت اللي كانت هناك؟
ضي بإستغراب / ايه
باسل بأمر / مين هي؟


بدأ القهر يغزو قلبها...لترد عليه بنبرة حادة متشنجة لم تعتد أن تكلمه بها...


ضي / ليه تسأل؟
باسل بملل / لا تجاوبين السؤال بسؤال..قولي مين هي؟
ضي بعناد لم يعتاده / و ليه تبي تعرف؟ مو مهم مين تكون! وحده و خلاص
باسل بعصبيه / ضـــي سألتك سؤال تجاوبين على قده..يله قولي مو رايق لهبالك
ضي بغيره / و ليه يهمك هالشي؟
باسل بإستخفاف / و ليه معصبه؟ غيرانه يعني؟ لا يكون أنتي أشين منها بعد يوم تغارين من ذيك!


شيء بمشاعرها المشدودة استرخى...وهو يصرح برأيه عن تلك الفتاة التي سبقته لرؤيتها...
مع ذلك حبها لم يطاوعها بالإفشاء بإسمها...ليحتل مسامعه...
ليعرفها...لتشغل لو حيزاً ضيقاً من فكره...

ضي بحده / سمها اللي تبي غيره..هبال..بس ماراح أقول
باسل مهدداً / ضــــي!!
ضي تخشى التراجع عن موقفها / .......
باسل بنبرة خفيضة / ماراح تقولين؟
ضي بضعف / لا
باسل بغضب / لا تخليني أشوف رقمك مره ثانيه بجوالي..فاااهمه؟؟


أقفل الخط غاضباً...و لأول مره تقوى على إغضابه...
امتلأت محاجرها بالدمع...و قلبها يخفق بعنف...لا تعلم كيف فعلت ذلك..؟؟
هل ستخسره لهذا السبب...و ينتهي حلمها قبل أن يبدأ...
أم أنها ستبدأ معه بعهد جديد...يكتب بشروطها هي...

(أووف منك يا بدور..جلست تزن فوق راسي لين سويت اللي تقوله بدون ما احس)


لكنها عادت تفكر بالأهم...لما يريد معرفة الفتاة؟؟
لما يغضب كل هذا الغضب؟؟
لأنه لم يعرفها؟؟
أو لأنها عاندته؟؟




♥▓♥▒♥▓♥




بعد مغادرة الكل لينام...جلستا وحدهما في الصاله...لا يرافقهما سوى الضيق...و القلق...

أم ساري/ جواهر اليوم خوفتني عليها..ما نطقت بكلمه..و راحت تنام بدون ما تسال عن العيال مثل عادتها
مزنه/ الله يلوم اللي يلومها..حسرة بنتها ما أظن تطفى العمر كله

اوقفته الصدمة مما سمعه بذهول...
ليتخدر كل ما بجسده وهو يرخي سمعه لذاك الحديث الغريب...الذي لا يصدق..!!


أم ساري بضيق / مع انه حارق قلبي حرمانها من بنتها وبعدها عنها..لكن هذا الموضوع الوحيد اللي ما أقدر اخفف عنها فيه..وش يفيد كلامي غير زيادة حسرتها و تذكيرها باللي صار..حتى سعود ما أقوى المح له بذاك الطاري...-لتكمل بعجز-ما بيدي شي..ما بيدي شي

مزنه تهدئها / ما قصرتي يا أم ساري خليتها أم لعيالك أكثر منك عسى يعوضها حبهم بشي لو إن الظنى ما عنه غناة


دفع نفسه لا شعورياً...ليدخل إلى الصاله بذهوله...
فينقطع حديثهن فجأه...و يرتسم على ملامحهن الوجل...و القلق...
كان ببساطه سيسأل عن ما سمع...فعقله للآن لا يستوعب..!!
أي فتاة هذه التي ينسبونها لعمته؟؟
أي حرمان قد يمنعها منها؟؟
لكن ما علا ملامحهن من إختناق...لتتجمد نظراتهن عليه برعب...
ابلغه أن الموضوع حقيقة لا وهم من نسج خياله...وهو أكبر من أن يتحدثن به لأيٍ كان...
و إلا لما لم يعرف أي أحد بوجود هذه الفتاة...


تميم متحججاً / آآآ.....ويـن ساري؟؟......مو عندكم؟
أم ساري بصوت جاف / فــي غرفتـه


اغتصب إبتسامه تنكر ذهوله...و تركهن برعبهن...و ضيق مازال يرتسم على معالمهن...
ليرحل يناجي صدمته...
لم تحمله قدماه سوى للعتبة الأولى من الدرج...ليتهاوى عليها...
يحاول أن يجد تفسيراً لما سمعه..!!
عمته تملك ابنه؟!
لم تراها كل تلك السنوات؟؟
و لا أحد يعلم بوجودها؟؟
أين هي؟؟
لما هذه القطيعة المفجعة بينهما؟؟
لما لم تذكر لها إسماً طوال تلك السنوات؟؟
كيف تطيق تلك الحنونة...الطيبة...هذا البعد...و الفقد..!!




♥▓♥▒♥▓♥




أغلق الملف...الذي اعتكف عليه منذ ساعتان...
ليرخي جسده على ظهر كرسيه الجلدي...وهو يتنهد بتعب...
كل شيء في الشركة يسير كما يرغب...يدير الكل كما يريد...لا شيء يقف بوجهه...لا شيء يخفق فيه...


فقط هي...


هي من عنونت الفشل بحياته بخط عريض...لا ينسى...و لا يمحى...
حتى لو نسيها...لن ينسى رفضه...و حرمانه...

اغمض عيناه...لترتسم ملامحها المطبوعة بذاكرته بنقش لا يفنيه زمن...و لا بعد...
أسبوع فقط و تعود قريبةً منه...من قلبه...من مسامعه..

و هذا ما لايريده...

يجاهد بإستماته...ليعيد صورة تلك الخطيبة التي ابهرته للحظة...
لكنه يعجز عن تذكر أي تفصيل لها...اي لمحة...و كأنها حلم...و كأنها لم تكن...

لكنها الشخص الأنسب له...
فمشاعره السطحية معها...بعيدة كل البعد...
عن ما قد يذكره بما تثيره دانه في داخله...و نشوة ذاك الحلم الأول...
عن تلك المشاعر التي كانت نقطة الضعف لقوته...




♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ


Amoonh 08-01-14 11:46 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيك ربي الف عافيه على البارتات
بارتات جميله ورائعه..
باسل هههههههه تحمست مثله ابي اعرف البنت

مالك اتمنى يرجع ويتزوج سلام
جواهر الله يعينها تحمست لقصتها

بإنتظار البارت القادم بالتوفيق لك

شرقاوية عسل 09-01-14 04:21 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
مساء الخيرات المعطرات المكللة بأربع بارتات

مهجة قلبي أغاني الشتاء وملهمة العذارى

كيف حالك يا غنوة الغنوات يا سيدة الشتاءات

نجي لهذا البارت أو بالأصح للأربع بارتات

الغريب يا أغاني إنهم متتالين بشكل لا ينفع إلا قراءتهم دفعة واحدة فعلتي خيراً بنا بأنك أدرجتهم مرة واحدة

الأبطال

مالك

على قولة المصريين

مالك ؟؟؟

يعني فيك إيه ؟؟؟

يعني

وش فيك يا رجال ؟؟؟؟

مو عارف وش تبي

تبي سلام ولا ما تبي سلام ؟؟؟؟

وبنت الحلال عذاري وش مصيرها معك

يا ريتها تكون بقوة تركه وهي تعيش حياتها مع شخص يقدرها ولا يعيشها بوهم وهو قلبية متعلقة بواحدة أخرى....

،

سلام

حسب ما أوضحتي أنها تحب مالك حب أخوي وصديقاتها ضللوها فاعتقدت أنها تحبه وهي لا بدليل ندمها وعدم رغبتها في لقائه.....

،

ساري

يا ساري سرى الليل

منوة عكس اسمها غير منوة

يا منيتي يا سلا خاطري وأنا مــــــــــــــــا أحبك يا سلام......

هو يحب

يا ليلة دانة لا دانة يا ليلة دانة لا داااااااااااااااان.......

طبعاً بس جرح الحبيب صعب ما يطيب.....

،

تميم

وظالته هي ابنة عمته جواهر

هل هي تلك الفتاة التي أحبته من بعيد لبعيد في الغربة

فهي تعرفه وهو لم يكن يعلم عنها شيئاً لذلك تعلقت به

والبارتات القادمة ستكون الفاصلة......

،

باسل

الفتاة التي شاهدها هي ضحى على الأغلب فصبح متزنة واجمل من الوصف المذكور

باسل ما يشعر به حتى الآن هو الفضول الذي سيتطور لشء آخر على ما يبدو

ضي الانسحاب طيب

انسحبي بكرامتك بدل ما يسحب عليك وانت والقارئين بكرامة السيفون

وسمعتك أصلا صارت طين مثل بنت الجيران عند تميم.....

،

ســـــــــــــــــامي

كنت متوقع لك الخبلة سمو بس اختك حطن في بالها صبوحة خطبها نصيب أوه خطبها نصيب وسرا الليل يا عاشقين

وخل نشوف وش بصير ؟؟؟؟؟

،

جواهر والمستخبي إلى الآن مجهول

موضي ويا شر اشتر إلى الآن خربت على بنتها بسبب حقدها الدفين

سمو من هو صاحب النصيب ؟؟

هناك شخصية ظهرت خالد فما دوره بالقصة

يوسف لم يظهر في هذا البارت

طارق ولا شيء يذكر عنه ومن هو أصلاً لا أدري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

،

سؤال يطرح نفسه عذاري ألم تتساءل بفطرتها الانثوية ماذا كان يفعل مالك في الحديقة فبتأكيد لم يكن ينتظرها

لماذا تلبسها الغباء وهي تعلم كل الحقيقة

في هذه القصة بين سلام و مالك وعذراي

التي يصعب علي حالها هي عذاري فهي الخاسرة الكبرى لانها في حال تطلقت وتزوجت سيكون زواجها الاول ذكرى علقمية تستطعمها طوال حياتها....

أما سلام فيبدو أنها تجاوزت مشكلتها على هون شيئا فشيئاً........

،

سؤال غنوة اليوم الخميس ما نتأمل ونطمع يكون في بارت حسب الموعد بليز كملي جميلك في باقي وقت على ما يجي يوم الاثنين

فكري فينا حسي فينا حسحسينا ناسينا ناسينا

،

وإلى لقاء قريب معك يا قلبي الحبيب

أغنيتي المفضلة في موسمي المفضل

غناوي والقلب هاوي للبراد

أغاني شتائي

أغاني الشتاء

حبيبتي

أحبك

أنتظرك

لا

تطولي

علينا

أمواااااااااااااه

مشكلتي رومنسيتي 10-01-14 06:22 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ايش اقول لأقول من جد مرى رائعه ويسلمووو دخلت جووو بالقصه تهببببببببل بس بلييييز بلييييز انو تكمليها بأسرع وقت مافينا صبر http://www.liilas.com/vb3/images/smilies/lol.gif

radiant star 10-01-14 01:07 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
يآ مسسآء الحب والنبضآت


و يآ مية آهلين وسهلين بغنوة الفتنة :bouquet2:

مآشاء الله 4 نبضآت ولآ آروع كل وحدة أجمل من الثآنية :331:


أولآ و حقيقتن آنا كنت متآبعة من خلف الكواليس بمنتدى الجيرآن وآسمي جديد بالروآية =$


ثآنياً تعليقي على النبضآت الجميلة اللي آجمل شي فيها إني آعرف البنت اللي مسكهآ باسل وأحس إني أقوى وحدة :mnbnjg:


أبدأ ب باسل الشنيع ، اشوف إن اللي مخلي ضي تتحمله إنها طفلة جاهلة ما تعرف مصلحتهآ ، حالها من حال سلام سابقا مع الفرق بين باسل و مالك إني أشوف الأخير أخبث وضي و سلآم إن الأخيرة أجهل و أضيع =| > من الضيااع


باسل الكل يعرف إنه حقير و مايهمه إلا نفسه ويجي منه اللي يسويه و آسم سامي يعرف كل اللي بينه وبين ضي - و ما رح يسمح بتجاوز مجنون للحدود- و إن كانت مواعدته لها حتى يشوفها جرم وقلة أدب منه إلا إنها تهون مع اللي سواه مالك بسلام واستغلاله لجهلها وحبها -اللي يعرف إن أساسه أخوي - و مراهقتها المجنونة وتشتتها بين بيتين وهي بنص عمره تقريبا و بدون علم أحد


وبالرغم من معرفته لتغيرها وعدم رغبتها بتذكر أيامه خرج يدور عليها ومتقطع يبي يشوفها ، طبعا أبدا ما صدقت إنه بيشوف تغيرها بعينه لأن كل الأدلة تثبت هالشي لكن هو بيملى عينه منها لأن حبها أبد ما انمحى من قلبه إلا زاد

و الأحقر والأشنع بسواته فيها إنه على الرغم من عظم جنون العلاقة بينهم إلا إنه ما تزوجها إلا أخذ غيرها وخلاها تموت ثم تكره حياتها وذكرياتها المخزية معه !


وهي و عذاري ضحايا هالمجرم الأناني :frown:


كآدي صعبانة علي أوي ، وحبيت بدآية علآقتها بصبح اللي رح تسعى بكل طيبتها إنها تترك أثر بحياتها الحزينة

ساري و دآنة قصة حب انتهت بسبب حقد ما انخمد بقلب أم دانة عساها الجلطة اللي تفكنا من شرها ، أشوف كل مين فيهم معاه الحق وكلهم انظلمو منها هالعجوز الخبيثة


منوة زوجة جميلة تشوف ساري كثير عليها وما رح تطلب أكثر من إنها تعيش معه حسب ظن سااري
هي بهالتصرفات غير مؤهلة للحب لكن عندي أمل كل شي يتغير بعد تغيرها ، لأن ساري عاطفي و طيب و اللي فيه الآن رد فعل من رفض حلم عمره للآرتباط فيه ، غير كذا رغبته بالنسيان قوية ، لو إنه مالك كآن غسلت يدي منه بس ساري فيه أمل ، علشآنه هو بالدرحة الأولى ؛ شخص مثله ما يستاهل يعيش باقي عمره بظل حب مات



و بإنتظار إنتعاش النبض على أحر من الجمر :e106:

أبها 13-01-14 09:02 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
ماشاء الله تبارك الله
أجزاء سخية من أخت كريمة .
يصعب عليّ التعقيب على جميع الأجزاء .. عذراً.
لكن أحببت موقف سلام من اصرارها على نسيان الماضي المقيت .
وأحببت تأثير أم صبح على بنياتها وخاصة موقف فجر ..فرب طفلة أفقه من ألف رجل .
بانتظار القادم بكل شوق لمعرفة
هل ستكون ضحى المحطة القادمة لباسل المدلل؟؟
وهل سيتمم ساري زواجه من منوه أم يحن لعشقه الأول ؟
شكرا أغاني الشتاء

ياباني 14-01-14 04:39 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
مساء الإبداع والتميز على كاتبتنا المتميزة رواية رائعة كما عودتنا استمري فنحن بشوق لما يخطه قلمك وماتجود به قريحتك ولك كل الود والتقدير

ربى نجد 14-01-14 05:20 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
مساء الخير
اغاني الشتاء بغيت اسالك الروايه هذي قد نزلتيها في منتدى من قبل كامله صح والا ماكملتيها ؟

أرسلت من SM-N900 بإستخدام تاباتلك

Ms.S 28-01-14 06:11 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
رواية في قمت الابدااااااااااااااع

وهذا الي عودتينا عليه .... ماشاءالله

متحمسه للرواية كثير واحداث وقصة الرواية تشد كثير كثير

بنسبه لصبح اتمناها لتميم و ودي سامي ياخذ سمو وسلام ليوسف

ومحد بيربي باسل الا ضحى ان شاءالله

بنسبه لسلام ياعمري عليها احياناً الواحد يطيش ويغلط او يطلع من نفسه ولما يتغير يبقاء الماضي مهما كان حاجز له وهذا شيء يحزن

بس ودي اعرف وش الي خلا مالك يترك سلام وياخذ عذاري

وسعيده جداً ان سلام معاد تحبه ... ومالك يقهر ماخذ مقلب في نفسه ... وعذاري ياعمري عليها بس

علاقة الاخوات سلام صبح ضحى فجر جميله جداً واخلاقهم كذالك

ايضاً علاقة سمو بكادي رائعه وعلى طاري الكادي ياحبي لها

العمه جواهر

اتوقع انها تعرضت لتحرش او اغتصاب و الي متعرض لها هو ولد عمهم غير الشقيق وزوجوهم

لان سعود زمان صادفه هو و ولد الجيراً يتعرضون لها وقال لم ابوي هاوشه وقال انهم يمزحون ومادري وش المهم ان الاب ما اخذ الموقف بحذر

اتوقع ان هذا الي صار للعمه

وبس

يعطيك العافيه يا مبدعه

وبانتظارك بأذن الله



Amoonh 28-01-14 06:19 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
صباح الخير للجميع
بارت رائع وجميل..واتمنى مالك يرجع لسلام
وصح ياليت نهايتك ماتكون مثل رواياتك السابقه
نهايتهن تعيسه تخرب كل شي بديتي فيه
اتمنى انها تكون افضل من رواياتك السابقه وتكون النهايه سعيده واللي يحبون بعض ويتزوجون مايتفرقون ولا يموتوون ههههههه فيس يدمع
الى الان بين خضوع الحب منكسحه على رحيل ووليد هههههههه


بالتوفيق لك بهذي الروايه وتكون افضل من سابقاتها
وننتظر منك الابداع بالتوفيق لك

سحب 28-01-14 01:24 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
ان شاء الله تكملين الروايه رواياتك جرددا رائعه :liilas:

ام مهدي 28-01-14 02:47 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
أختي أغاني الشتاء اليك أبعث أغلى سلام من الجزائر و حب و تقدير
أنا معجبة و مهووووسة بقراءة رواياتك من خلالها عشقت اللهجة السعودية و لا أعتقد أني خلفت لك رواية
ما شاء الله على الأسلوب و الخيال رووووعة و تسلسل الأحداث رهيب
ربي يعطيك الصحة و العافية و بالجزائرية ....نحبك بزااااف:55:

حلم الشروق 31-01-14 08:40 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم أختي أغاني الشتاء استمتعت كثيرا بقراءة روايتك الرائعة و أحداثها و نأمل أن تكتمل هذه التحفة الفنية و نصل بها إلى بر الأمان
أسأل الله أن يبارك لك هذه الموهبة
جوزيتي خيرا

maaaam 09-03-14 03:42 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
روايه رائعه اتمنى لك التوفيق

شرقاوية عسل 31-03-14 07:07 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم

كم تعلقت بهذه الرواية وأبطالها حتى نخاع النخاع

وبدون سابق انذار توقفت الكاتبة

جميلة جداً الرواية

فهل هناك سبب لتوقف عسى المانع خير

ننتظرك يا الغلا لا تطولي

أم مروان 03-04-14 07:00 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
روايه رائعه ارجو ان تكتمل :f63:

لبلبة 05-06-14 12:56 PM

وووووووينك

عفو المشاعر 10-06-14 12:39 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
المبدعة أغاني الشتاء...
كم نفتقد حرفك الأنيق.. ولغتك الرقيقة.. وإحساسك المرهف
قلمك المبدع لايستحق التوقف...
واصلي.. فنحن في شوق ولهفة للمزيد..
أتمنى أن يحظى جمهورك باهتمامك.. بضع كلمات يسطرها قلمك تخبرينا فيها عن أسباب تأخرك تعني لنا الكثير..

هَتيف 10-06-14 07:52 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
شــكراً على الطرح الجمميل

لي عوده بإذن الله

ياخذني الوله 12-06-14 11:29 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
بصراحه فرحت لما شفت الروايه بأول صفحه توقعت الكاتبه أغاني رجعت تكملها
الله يردها سالمه وتطمنا عن غيابها

miss jood 11-09-14 05:05 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
طاال الغياب يا كاتبنا العزيزة
عسااه خير ان شاءلله
اشتقنا للرواية واشتقنا لقلمك
لا تطولين علينا اكثرر
نبي عوودة قريبه
ودمتي بخيرر يارب ❤❤♡

اللوتس الفواح 24-12-14 09:47 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miss jood (المشاركة 3471870)
طاال الغياب يا كاتبنا العزيزة

عسااه خير ان شاءلله

اشتقنا للرواية واشتقنا لقلمك

لا تطولين علينا اكثرر

نبي عوودة قريبه

ودمتي بخيرر يارب [emoji173][emoji173]♡


صحيح استقنااالك عزيزتي



أرسلت بواسطة iPhone بإستخدام Tapatalk

عفو المشاعر 04-06-15 08:38 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
ما سر توقف كل الاقلام الجميلة في وقت واحد؟؟؟
يا ذات القلم البارع قليلا من الرأفةبمتابعيك..

السبعاويه 04-06-15 11:28 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
ايه والله تعبنامن الانتضار
الله يوفقها ويردها بسلامه

bluemay 11-08-15 03:22 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
تغلق إلى حين عودة الكاتبة

bluemay 31-05-16 03:57 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
* تم فتح الرواية *

مرحبا بعودتك

وحياك الله ..

دودي وبس 31-05-16 07:04 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 




ااااالله موو مصدقه 😍😍 ..
حيّا الله أغاني الحلوه .. عوده حميده
وان شاء الله اخر الغيبات يارب ..
ويكتمل جمال الروايه بإكتمالها ..

متشوووقة لعودتك يبغالي ارجع اقرا البارتات ..
نسيييتها كلها بس اذكر انها حلوه الروايه من صاحبة قلم جمييل ..😍



بانتظارك بكل شوق





السبعاويه 31-05-16 07:16 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
ﻻﻻﻻﻻماني مصدقه
مريت عالروايه قبل اسبوع وكنت متحسره علئ غياب الكاتبه
حمدالله عالسلامه ياقمر متشوقيييييين للابداع

أغانـي الشتـاء 31-05-16 09:24 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 


أختي..bluemay
مشكورة يا حلوة يعطيك العافية..

:

مساء الورد...على من عشق الحرف
مساء الشوق اللي كل مابعدت رجعني اكتب من جديد
:
جميله هي العودة للكتابة..بجمال انتظاركم...و لهفتكم
كلماتكم... و ردودكم...و دعواتكم...تجد دائماً مكانها الغالي في قلبي
:
سنتين انقطاع..ماينفع اعطيكم لها أي عذر
لكن بأعطيكم وعد ربي يقدرني و أوفي فيه..
إننا راح نوصل أبطال روايتنا..لبر الأمان
حتى يرتاحون ونتطمن حنا عليهم ويبقون بخيالنا ذكرى جميلة مكتملة..
:
راح انزل الأجزاء المكتملة عندي...بشكل يومي
لحد شهر رمضان...ربي يبلغناه و إياكم بخير..و صحة..
و نتوقف فيه .. و نرجع بعـده نكمــل مشوارنا الطويل...و الجميل بإذن الله...

:
:

على فكرة..*
اليوزر اللي رجعت فيه اللحين
غير اليوزر اللي نزلت فيه الرواية
لأنه من شهر أحاول ادخل فيه..مو راضي يفتح معي
فاللي ارسل لي خاص...ارجو المعذرة على عدم الرد

:

:98yyyy:

أغانـي الشتـاء 01-06-16 05:52 AM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 



♥▄الـنـبـ«12»ــضــة▄♥


:
:
:


بـعــد أسـبـــــوع...~


تأملت جوالها للمرة الألف خلال الأيام الماضيه...تنتظر إتصاله...لكنه لم يتصل...
و لم يأتي..!!
لماذا...؟؟
حتى أنه لم يطلب منها الحضور لإجتماع خالاته في مزرعة جدته اليوم...و الذي علمت عنه بالصدفه حين اتصلت بأم فراس لتتحمد لها بسلامة الرجوع...
دعتها للحضور هي و والدتها...لكنها تحججت بإنشغالهم...لم تستطع أن تحضر من نفسها...وهو لم يطلب حضورها كم فعل سابقاً...

تذكرت حديثه معها ليلة الحفله...مشاعره التي صدتها هاربة منه...رغبة في أن يتمسك بها أكثر...
(أخاف يكون زعل..و ماراح يكلمني أو يجي يراضيني؟؟ طولتها و أنا أكثر وحده تعرف كيف مالك يعصب بسرعه و لايطيق أحد يعانده..أو يصغره...صار له أسبوع هنا..اليوم أو بكره بيوصل الخبر لأبوي و أكيد بيستغرب ليه ما جاء يشوفني؟)

طوال تلك الأيام...و هي تتذكر ما رأت في ذاك الدرج...تلك الذكريات الغابره...
تتذكر جدالهم تلك الليله...تبريراته التي بدت لها الآن مقنعه...و هي بعناد لم تصدقها...
رحيلها فجأه عنه...بدون إذنه...لا تعلم كيف قوت على ذلك و لم تخف منه...

و بعد كل هذا...عذرها...و لم يغضب كعادته...
أعطاها الحق لأول مره...بأن تسير حياتهما حسب مشاعرها هي...

حتى حين رآها كان هادئاً...مشتاقاً...متفهماً على غير طبيعته...
أحياناً تحس أنها لا تعرفه وهو بهذه الصوره الغريبه...

هل كان يجب أن تثور سابقاً لينتبه لها..؟؟

عنفت نفسها بلوم...(وش فيك يا عذاري؟ حلت لك اللعبه! انا غلطت كبرت الموضوع وهو مايستاهل..مثل ما قال...هو مو مهتم فيها..و هي كبرت و تغيرت و أكيد ناسيته..خلاص اللي بينهم انتهى)

تذكرت حياتها معه...بالرغم من صعوبتها...و جفاوتها...و قسوتها...
إلا أنها تحمل له الإمتنان و الحب...فأي رجل يصبر على زوجة لم تنجب له بعد كل تلك السنوات الخمس...و يتحمل أن ينتظر نتيجة تلك العلاجات...لتتنهد بأمل...(لو بس أقدر اجيب لك ولد يربطني فيك و يحسسني بالأمان..يمكن يلين قلبك شوي)


♥▓♥▒♥▓♥


كانت تجلس بجانب جدتها...سعيده...و هي ترى كل هذه الفرحه تسكنها بعودتهم...
حتى هي رغم قلقها...و ضيقها من هذه العوده...إلا أنها حال مادخلت منزلهم القديم...احست بالراحه...
لتزيد سعادتها الآن...و هي تجلس في مزرعة جدتها...معها و مع خالتها...
جميل أن تكون بين أهلك...بين من تحب...

احست بإهتزاز بجانبها...لتنتفض و هي تلتقط هاتف جدتها من تحتها...

دانه تضحك / يمه خوفني جوالك!_قطبت حاجبيها بإستغراب و هي ترى اسم أم منوه على شاشته_هاذي خالتي فاطمه

التقطت جدتها الهاتف من يدها...و هي تتأمل إبتسامتها الصافيه...إبتسامه اخبرتها أنها لم تعرف من تكون خطيبة ساري...

مزنه ترد على هاتفها / هلا.......هلا والله أم منوه.......الحمدلله بخير........وش أخباركم........ايه رجعوا......الله يسلمك.......لا وش دعوه حياكم الله أنا ما دقيت عليكم قلت يمكن مشغولين.......زين ننتظركم
اغلقت هاتفها / هاذي فاطمه..تقول بيمرون يسلمون عليكم يوم عرفت إنكم رجعتم
أم فراس / من متى هالذوق عندها؟ بعدين وش عرفها إننا رجعنا؟ و إننا طالعين؟ يا حب هالمره للقافه و التلزق....كان ما عزمتيها يمه والله مالي خلق عليها
مزنه / عاد قالت بأجي ما أقدر اقولها لا تجين
دانه بتسامح / يمه فيها الخير بتشوفنا..والله شكلها تغيرت..أول مره تهتم لنا..صح؟

تأملتهم بنظرات مستغربه...و جدتها و خالتها و ضي...يتبادلن النظرات بضيق...
و هن يعرفن سبب زيارة أم منوه و ابنتها...و لهفتهن لهذه الزياره...

أم مشاري بضيق / هاذي فاطمه..ما فيه شي تسويه للـه
دانه معاتبة/ خالتي لا تحطين بذمتك
أم مشاري تكمل رغماً عنها / هي جايه عشان تتميلح علينا بخطبة منوه و توصل لنا الخبر وهو واصل لنا
دانه ترفع حاجبيها دهشه / منوه انخطبت! والله؟ مين؟؟

التقت نظرات أم مشاري بوالدتها بتردد...و لم تقوى على إكمال الخبر...فالكل يعلم بالحب الذي تحمله لساري...
حين خطبها أول مره طارت من سعادتها...و حين رفضته والدتها...صمتت بألم...
و حبست داخلها ما كان يبين في نظراتها من حزن...وقهر...الجميع لاحظه و لكن أبت موضي أن تعترف فيه...
حتى حين خطبها للمره الثانيه...و جاهدت دانه في طلب وساطتها لتقنع والدتها بالقبول...كانت ترى لهفتها...و رغبتها القويه...بالموافقه...
لكن حتى موافقة موضي الجبريه...لم تستطع أن تأخذها عذراً لكي تمضي بحياةٍ تمنتها...

فكيف لها أن تكسرها بهذا الخبر..؟؟
لكنها يجب أن تعرف...أن تصدم أمامهم و تفوق من صدمتها...أفضل من صدمتها أمام من يتمنى لها الكسر...و الضيق...

لكن والدتها اكملت بدلاً عنها / ساري..اللي خطبها ساري


غام نظرها فجأه...حتى اصبحت لا ترى تلك الوجوه التي أمامها...و قلبها يلتوي ألماً...
جاهدت ملامحها كي لا تتأثر...رجت دمعاتها أن لاتهطل...
خسرته...و خسرت حبه...و حبها...و حياتها...
كل ما ترجوه الآن كرامتها...و عزة نفسها بينهم...
لا تريد أن يرى أحداً دمع الحسرة عليه...لا تريد شفقتهم...و حزنهم...

لكنها لم تستطع...جف حلقها عن أي كلمه قد تعبر عنها بلامبالاة كاذبه تدعيها...
ملامحها المتيبسه بوجع...رفضت الإسترخاء و التظاهر بعدم إهتمامها...

الكل يراقبها...و هذا ما يضايقها...و يخنقها أكثر...و أكثر...
تريد هذا الوجع حصراً لها...و بقلبها فقط...هل هذا كثير..؟؟

أم فراس / دانه روحي قولي للخدامات يسوون قهوه

ولو كانت حجه واهيه الكل يعرف سببها...لكنها تلقتها من والدتها بإمتنان كبير...
سيعرفون ببكائها...و ضيقها...و حزنها...لكن على الأقل لايرونها تهل الدمعات أمامهم...

غادرتهم سريعاً...لتلتفت أم فراس غاضبه لوالدتها...

أم فراس / و ما لقوا غير منوه يخطبونها؟؟ الطيور على أشكالها تقع..هاذي العنود دورت وحده بمستواها و.....
مزنه تقاطعها بعتب / موضي! و انتي ليه معصبه؟ الولد خطب بنتك مرتين و أنتي اللي ركبتي راسك و رفضتي..و ماراح تلقين لها واحد احسن من ساري
أم فراس بغضب / بنتي ألف من يتمناها..اللي مثله و اللي احسن منه_لتكمل لنفسها بضيق_(بس هي توافق)
مزنه / خلاص أجل وش معصبه عليه؟ الله يوفق الجميع
أم فراس بغيض / أنا بأقولك انهم خطبوا منوه عشان يقهروننا بس-لتكمل بهمس-قهروا البنت حسبي الله عليهم
أم مشاري تغير الحديث الذي ازعجهم / يمه..مالك مو جاي اليوم؟
مزنه / لا يقول عنده شغل..الله يهديه مو فاضي لشي هالأيام..حتى زوجته كل يوم اسأله هو راح لها يقول بعدين




مشت بين تلك الأشجار مبتعده عن الكل...آمله أن لا يلحق بها أحد...حتى تتلاشى تلك الغصه الخانقه...التي سكنتها...
(ليه منوه يا ساري؟ وش معنى هي بالذات! اعرفك و أدري إنها ما تناسبك و ما بينكم توافق بأي شي! فيه شيء ماعرفه..أنت تغيرت لهالدرجه؟؟..أو اخترتها عشان تقهرني..ليه تقهرني؟ و تقهرني عليك..ما تستاهلك والله ماتستاهلك)

رغم مرارة تلك الطعنه التي تلقاها قلبها بخبر خطوبته...إلا أنها رغم ضيقها تمنت الأفضل له...
ليرحل...يسعد بحياته...ينسى...فتجبر نفسها على نسيانه...
لكنه الآن قريب...مع زوجه لا تناسبه...
و هي ستبقى دائماً تسأل عن حاله معها...و عن هذا الزواج كيف سيتكافأ...


♥▓♥▒♥▓♥


منذ أيام وهو شارد عن جميع ما حوله يفكر...و يفكر...يبحث عن السبب..؟؟
لكنه يعجز أن يجد سبباً واحداً يجعل عمته تخفي ابنتها طوال تلك السنوات...أن تنفي حتى ذكرها...و يشاركها والده هذا النفي...
إن كانت عجزت هي عن الإحتفاظ بإبنتها...كيف يرضى والده الذي يخشى عليها من نسمة الهواء...أن تعيش طوال تلك السنوات مكلومة بفقدها...

يحاول جاهداً أن يتذكر الماضي السحيق...لا يتذكرها حاملاً...كل ما يذكره هو مرض كان يرقدها طوال اليوم في الفراش...
هل كان ذاك التعب بسبب حملها...وهو لصغر سنه لم يدرك ذلك..؟؟
طليقها كان...إبن عم غير شقيق لها و لوالده...يتذكر أنه سمع شيء كهذا خلال تلك السنوات...
و يذكر أكثر كره والده الشديد لهذا الإسم...لذا نفي من حياتهم و لم يذكر من جديد...
لكن أن ينفى مع هذا الذكر...طفله!!! و تحرم والدتها منها؟؟ كيف ذلك؟؟

بالكاد توصل لإسم ذلك الشخص...حتى وجده...
و سيبحث عنها...يجدها...يهدي عمته ما حرمت منه لسنوات أمام شرودهم عن أوجاعها...

كيف يحرمها والده من ابنتها أياً كان السبب..؟؟
كيف ترضى هي بذلك..؟؟
فيض الحنان الذي تغرقهم به طوال تلك السنوات لم شح على ابنتها..!!

مهما عظمت الخطايا...لا شيء يستحق حرمانها..حزنها...و أسى الآن بدأ يلمحه يستوطن قسماتها...

التقط هاتفه المحمول...ليجري إتصال يملؤه الرجاء...

تميم / مساء الخير
خالد / هلا والله..مساء النور..وش الأخبار؟
تميم / الحمدلله.._و بلهفه_ هـا خالد كلمت قريبك؟
خالد / ايه و لايهمك..يومين بالكثير و يكون عنوانه عندك
تميم يتنهد براحه / مشكور خالد ما تقصر
خالد / أفا عليك ما سوينا شي..خيرك سابق

اقفل منه على أمل...أن اسم والدها فقط.....كافٍ أن يوصله إليها...
يرجو الله أن لا تكون خارج الرياض لكي لا يصعب إيجادها...


♥▓♥▒♥▓♥


منذ دقائق و هي تجلس بجانبه في السياره...شارده...صامته...

سامي / ليه ساكته؟
كادي تلتفت إليه / سامي معليش ماأروح للمزرعه اليوم
سامي بإستغراب / عمتي مزنه عزمتنا..و جود بعد دقت تعزمك..ليه ما تبين تروحين؟
كادي / عشان سمو
سامي / هي قالت لك لا تروحين
كادي / لا بالعكس..هي قالت إنها ماراح تتضايق لو رحت لهم..و قويت علاقتي بجود..بس المهم ما أجيب طاريهم عندها
سامي يبتسم / خلاص أجل ليه متضايقه؟
كادي / سمو جالسه لحالها في البيت..حتى سلام ماراح تجي اليوم عشان ملكة بنت جيرانهم..مو هاين علي يوم جمعه و تجلس لحالها
سامي / وش دعوه! هاذي سمو يعني ما تعرفينها بتخترع لها شي يسليها
كادي بتردد / يعني أنا ما اخطيت؟
سامي / بإيش؟؟
كادي / احس إني نذله إني تركتها و رحت لجود..هاذي سمو يا سامي و أنت أكثر واحد تعرف هي وش سوت عشاني..كيف دائما معي بكل وقت..حتى لو تضايقت اطلع حرتي فيها و ما تزعل و ماتتركني
سامي / ما أحد ينكر اللي سوته..و ما فيه أحد مثلها..بس هي لها مشاعر تحركها..و أنتي المفروض تتصرفين حسب مشاعرك..مو مشاعر سمو
كادي / لا المفروض ما رحت
سامي / كادي......
كادي تقاطعه / تدري إن خالتي جواهر معزومه بعد..لكنها ماراحت عشان خاطر خالتي أم ساري مع إنها مستحيل تزعل عليها لو تروح...._تكمل كأنها تحدث نفسها_ليتني رحت لسمو
سامي / خلاص مو ضروري نجلس كل الوقت..اجلسي معهم شوي و أنا أقول إن عندي شغل ولازم ارجعك معي..أهم شي تسلمين عليهم و بعدها تروحين لسمو
كادي بفرح / واللــه! مشكووور يا قلبي

ابتسمت و هي تتأمل إبتسامته...
لتتذكر صبح...و إبتسامتها الدافئه...كم تناسبه تلك الفتاة...لتفتح حديثاً يقودها إليها...

كادي / الله يعين الأمتحانات بتبدأ
سامي / الله يوفقكم..فيه شي صعب عليك؟ تبين مدرسه؟
كادي / لا الحمدلله..الرياضيات كالعاده تراجع لنا سلام..و اللحين حتى الكيمياء تبرعت فيه صبح..بنراجع معها...كذا أحلى سوالف و مذاكره
سامي بإستغراب / مين صبح؟

و أخيراً ها هو المجال مفتوح أمامها...

كادي / أخت سلام من أبوها..أصغر منها بسنتين
سامي / وعادي بتروحين لها و أنتي توك تعرفينها؟ و إلا عشانها من طرف سمو
كادي / لا صبح غير..احس لو شفتها بأي مكان بأحس فيها نفس الإحساس..أول مره أحب بنت من قبل حتى اكلمها..أول ما شفتها دخلت قلبي..و يوم كلمتها و جلست معها عرفت إن احساسي فيها كان صح..طيبه و حبوبه مثل النسمه..و ذوق و أخلاق و دين..كامله ماشاء الله عليها

يستمع بإبتسامه حانيه لكلامها...الذي انطلقت به بعفويه...و حماس...
و يرسم لها صورةً مكبرة من تلك الطفله الصغيره التي رآها...


♥▓♥▒♥▓♥


اعتدلت بوقفتها و هي تنهي آخر لمساتها على مكياج شوق لتضع كفيها على أكتافها تلفها للمرآة التي حجبتها عنها سابقاً...

سلام بإبتسامه/ اللحين شوفي عروسنا القمر
شوق تتأمل ملامحها تحت مكياجها الأنيق الناعم / تسلم يدينك ياقلبي..عقبالك ياااارب

انهت جملتها بدخول بقية الفتيات...ليركضن جميعاً لها...يقبلنها...و يباركن لها...

شوق بخجل / عقبالكم أجمعين
رهف تتنحنح / سمعتي يا سلام اختي تبي تفرح فيني
سلام تدعي عدم الفهم / إن شاء الله نفرح فيك بعدي أنا و صبح..يعني خلينا نمشي حسب العمر
رهف / لا والله! يوقف نصيبي على حسابكم
أم يوسف تدخل مكمله حديثهن / ما يوقف نصيبك إن شاء الله سلام ألف من يتمناها..و صبح اللي يتمناها عندنا

اتسعت عيناها بصدمه...و ملامحها تبهت بتلك الخيبه التي رميت بها...
لتتعاقب أمامها تلك اللحظات الغبيه التي نزفت فيها توترها...و خجلها...و إهتمامها...بلا معنى...
أيام مرت...وهو يترأس كل فكره تخطر في خيالها...تلمحه بأحلامها...بين مشاعرها...أحبت كل شيء مر معه...و خيالها يصور لها أنه على ذات الإحساس...
لكنها نسجت الكذبه كالبلهاء...بدايه من صدفه...فكلام سمو...فلقاءات كانت تجعل رأسها يدور...وهو غافل عن كل هذا...

إذن صبح من تهمه..و إلا لن تتحدث والدته بهذه الثقه أمامهم؟؟

صبــح!! و كيف لها أن تقارن نفسها بها..؟؟

نعم فصبح هي من تليق بشخص له طيبة يوسف و إحترامه...
ليست هي...بذاك الماضي الذي تدعي أنها تخلصت منه....و هناك من يذكرها به...هناك دوماً ما سيثيره...و تخشى بكل دقيقه أن تعود إليه...

لم تكن تسمع ما تبقى من حديثهم...و نظرها يرتكز على نقطة في الأرض لا تبرحها...
صبح كانت تنظر إليها بين لحظة و أخرى...بعد أن غيرت موضوع الحديث على الفور...و حمدت الله أن ام يوسف لم تعاود الكلام فيه...
لتضيق أكثر...و هي تحس بالضيق الذي سكن أختها بسببها...
لن تفكر فيه أبداً وهو قد ملك ولو ذرة إحساس من قلب سلام...لن توافق...و لكنها تعلم أن حديثاً كهذا جرح قلباً رسم حلم عذري...تقف الآن على حطامه...
هي أيضاً كانت تتمناه لها...و تراهم لبعض منذ تلك الخطبه التي رفضتها...

بذات الضيق...كانت تراقب شوق صمت سلام...و شرودها...
و ذاك الحزن الذي يكابر ظهوره على ملامحها الأنيقه...وشى بقدر خيبتها...(الله يهديك يمه! وش اللي قلتيه؟؟)

صمتن رهف...و ضحى...بعد أن انتبهن لصمت الثلاثه المتبقيات...و عدم مشاركتهن الحديث منذ خروج أم يوسف...

رهف / هيييي سلامات..وش هالصمت الجماعي؟

رفعت سلام نظراتها لصبح...لتنبؤها النظره التي باغتتها بها...أنها تعلم ما يجول بخاطرها...
تعرف هذه النظره المهتمه بعينا صبح...

أما شوق فتداركت مشاعرها قبل أن تنتبه لها سلام...و رسمت على شفتيها إبتسامه...لكي لا تزيد ضيقها و إحراجها...

صبح تقطع الصمت لأنها تعلم أن سلام لن تفعل الآن / يله حبيبتي شوق..عماتك كانوا يسألون عنك


♥▓♥▒♥▓♥


تمرر يدها على تلك التنوره الرقيقه...و هي تهز ساقاً عاريه و ضعتها فوق الأخرى...و يدها الأخرى تلعب بخصلها المنسدله من تسريحتها المتكلفه...

تجلس بينهم رغماً عنهم...لكن تلك التربيه و الأخلاق التي يتباهون بها...تمنعهم من طردها...أو تركها لوحدها و النهوض عنها...مهما سمعوا منها من كلام لا يطيقونه...
لكنها الآن ستنتقم...ستستفزهم اكثر...
تملك اليوم سلاحاً أقوى ضدهم...تعلم بغيضهم المكبوت داخل صدورهم...بالأخص تلك التي تدعي الطيبه...و اللامبالاة...

منوه بدلع / صح بنات هذا لبسي يوم الشوفه..من بعد ذاك اليوم حبيته قلت البسه مره ثانيه اعيش نفس الشعور..وش رايكم؟؟
جود بإستحقار/ بس ما تلاحظين إنه فاضح بالحيل تطلعين فيه على واحد غريب
منوه بغرور / يمكن لأني متأكده إنه بعد ذيك اللحظه ماراح يصير غريب..-تركز نظراتها على دانه و تكمل بدلال-بعد قلبي ساري له سنين صايم صايم استخسروا فيه الهناء قلت خليه اللحين يفطر على شي يسوى

كادت ضي أن تتكلم...لكن نظرة من دانه جعلتها تتراجع...و تصمت بغيض...
و هي تتذكر تلك المحاضره الطويله...التي سردتها عليهم بعينان تحتقنان بالدمع...
لا تريد أي جدال معها...يعطيها ما تريده...إستفزازهم...و إنزالهم لمستواها...

لــذا صمتن جميعاً عنها...
و هي تبتسم بغرور و تسند نفسها على ظهر مقعدها...و نظراتها لا تغادر وجه دانه بتحدي...و إنتصار...و شماته...

فلم تستطع ضي كبت غيضها أكثر...فنفست به سخريةً منها...

ضي / إلا ما قلتي يا منوه وش شعوركم يوم خطبك ساري..أكيد مو مصدقين للحين

كانت تراها بسخريه و تحدي...بينما كادي و جود يراقبن بترقب...و دانه تستمع بصمت...

حسناً...سوف تزيد الحديث تشويقاً...و تحلي لهذه الدانه تلك الجراح التي تسكن قلبها...و تدعي نكرانها...
لكنها واضحه بتلك الدموع التي تتلألأ بعينيها و إن لم تسكبها...

منوه / اللي مثل ساري أي وحده تفرح فيه مهما تكون..اممم بس تدرون بيني و بينكم يعني..استغربت من تهور ساري!

ابتسمت بمكر و هي ترى أنظارهن الفضوليه...المترقبه...
حتى دانه رمقتها بنظرة إهتمام بالكاد تخفيه...

منوه تكمل / اللي كنت اسمعه عنه منكم إنه رزين و ثقيل..لكن يوم دق علي و طلب يكلمني حتى قبل الملكه استغربت..بس ما قدرت اكسر بخاطره و أنا اشوفه متلهف علي
كادي بإستنكار / تكلمينه؟؟
منوه / وش فيها؟ خطيبي..و مالنا في هالدنيا رجل غيره لازم يعرف بكل شي يصير لنا..هذا اللي قاله و اقنعني اكلمه..يبي يعرف وش يصير بكل شي يخصني..و عشان كذا استعجل بالملكه يبي نشوف بعض بدون حواجز مثل ما يقول

جميعهن صدمن مما يسمعن...حتى عجزن عن التعليق...
ملامحهن مشككه...بين مصدقه...و رافضه التصديق...

و استغلت صمتهن لتكمل لهن كذبتها بكذبات أخرى...
كيف انبهر بها...تغزّل بها...
لهفته عليها...وعوده لها بحبه...و رعايته...و إهتمامه...

منوه تكمل أكاذيبها / كان خاطري اعزمكم لملكتي الخميس الجاي..يعني أنتم أهلي و أنا لي حق اخليكم تحضرون ملكتي...بس مابي اضايق خالتي أم ساري..و ساري و اخرب فرحتهم بهاليوم..يعني تعرفون الوضع بينكم.........

لكنها قطعت كلامها و هي ترى دانه...وقفت لتغادر...بالتأكيد لن تقوى على سماع المزيد...لتبتسم بمكر...إذن لقد صدقتها...

منوه تتصنع البرائه / وين رايحه دانه؟_تكمل بدلع_ كأنك متضايقه؟؟
دانه تقف لتغتصب إبتسامه / لا متضايقه و لا شي بأروح اجيب العصير

و راقبتها منوه بشماته و هي تصد بعينان قد يطفح دمعهما بأي لحظه...لتغادرهن...بالتأكيد بقلب ينزف...




بعد دقـائــق...~

دخلن الغرفه جميعاً ليجدنها...تلوذ بحزنها بتلك الزاويه بجانب النافذة الواسعة...تضم رجليها بيديها...و تسند ذقنها على ركبتها...
وعيناها تشرد خارجاً...لتلك المساحات الخضراء الممتدة أمامها...
انتبهت لوجودهن...لتعدل من جلستها و تمسح آثار دمعة أخيره تهاوت على خدها...

دانه / ليه جايين كلكم و تركتوها؟ أنا كنت بأرجع لكم بس......
ضي بغضب / من زينها هي و جلستها..و الله حنا الغلطانين اللي معبرينها و حتى سلمنا عليها..ما تستاهل اللي يجاملها..أووف غثى بالله وش لاقي فيها ساري!! الله يقرفه ما عنده ذوق

صمتت بعد أن رأت نظرات عتب...من جود و كادي...

ضي تكمل/ لا تخافين ذلفت هي و امها..أصلا مادري وش جايبهم؟ يقالك بيسلمون عليكم..والله لو مو ساري خاطبها كان ما شفناهم هم بس......
دانه تقاطعها بملل / خلاص يا ضي اتركيها فحالها وش دخلك فيها

لا تريد الحديث عن هذا الموضوع أكثر...بل لا ترغب بالحديث مطلقاً...لذا تنهدت براحه...و إتصال من صديقتها ينقذها من كلامهن...

دانه / هاذي صديقتي بأكلمها و ارجع لكم

تركتهن...لتقف ضي لتغادرهن أيضاً...

ضي / نكدت علينا هالسخيفه..أنا مادري كيف ما طلعت حرتي فيها عشان ارتاح

كادي تلتفت لجود / وش فيها ضي اليوم..شكلها مو رايق
جود / صح..أنا سألتها بس تقول ما فيها شي..تعرفين ضي ما تقول أي شي خاص فيها لأحد..الحمدلله إنك جيتي و إلا كان طفشت منها..و اللحين حتى دانه مو رايقه

تذكرت كادي أنها كانت على وشك أن تتصل بسامي...ليعودا كما اتفقت معه...
لكن كلام جود و ضيقها...جعلها تؤجل إتصالها قليلاً...

كادي / تعالي نطلع نتمشى و نشوف تعديلات عمتي في المزرعه


♥▓♥▒♥▓♥

أغانـي الشتـاء 01-06-16 05:55 AM

الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 




دخل لغرفتها...بعد أن رأى الباب مفتوحاً...
و رآها تجلس على الكرسي...أمام منضدة الزينه...و هي تبحث في أحد أدراجها المفتوحه...

تميم / مساء الخير
سمو تلتفت إليه / مساء العسل طمطم
تميم يحدق بوجهها برعب مصطنع / ياااكــااافي وش مسويه في وجهك؟؟
سمو تعود لمرآتها...و تتأمل عيناها التي رسمت لكل واحدة منهما كحلاً...و ظلالاً مختلفين...
سمو / اجرب وش بأسوي لملكة ساري
تميم بسخريه / وعسى هذا اللي طلع معك! لا تقولين موضتكم اللحين يالبنات كل عين شكل! الواحد يندم إنها ما تزوج قبل يخربون الحريم
سمو بتفاخر / لا يا ذكي اسوي كذا عشان أقارن أي أحلى علي_تلتفت له و هي تضع يداً على أحد عيناها_أي أحلى هذا.._تحجب عينها الثانيه_أو هذا
تميم يغايضها/ آسف..ما أعرف أقيم الصوره إلا و هي كامله

جواهر تدخل الغرفه / مساء الخير
/ مساء النور
جواهر / تميم أنت هنا؟ ما طلعت؟
التفت إليها و عيناه تمسحان وجهها بلحظه...قبل أن يهرب بنظراته إلى سمو...
يعجز أن يرى تلك العينين والحزن الذي يلونهما...يكره أن يتذكر غفلتهم عنها طوال تلك السنوات...

هو بالذات أقرب شخص إليها...كانت له أماً ثانيه أكثر من بقية إخوته...
هو من يحدثها بأموره الخاصه...بمشاكل أصحابه...يسرد عليها دائماً كل ما يمر بيومه..أياً كان...متعباً...أو مضحكاً...أو مملاً...
دوماً تستمع له...تشاركه بكل شيء...وهو يغفل عن أهم شيء تحتاجه..!!

تميم و عيناه تهرب لأي شيء سوى وجهها / اللحين بأطلع..تآمرون على شيء
جواهر / سلامتك

و تركهما بدون أن يرفع عيناه لها...فما بداخله يخصها...شيء لا يقوى على إخفائه عن اهتمامها...و معرفتها الدقيقه بما يشغله...

جواهر تتبعه بعينين قلقتين / وش فيه تميم؟
سمو بلا إكتراث / وش فيه؟ متعافي و سعيد كعادته
جواهر / اذكري الله بسم الله عليه
سمو تضحك / ههههه وش دعوه عمتي كل هالخوف من عيني!
جواهر / ولو قولي لااله الا الله
سمو / لا اله الا الله..ما شاء الله..و لا حول و لا قوة الا بالله..والله يخليه دوم فرحان و مبسوط و صحيحاً معافى..خلاص اوكي كذا
جواهر تبتسم / ايـه..و الشدو اليمين احلى عليك
سمو ترجع لمرآتها / والله؟ أنا احس كذا بعد

و جواهر تفكر بإستغراب...و هي تتذكر حاله طوال الأسبوع الماضي...(مو على بعضه تميم..أكيد فيه شي شاغل باله)

و أقرب فكرة كانت لها...أن أحد أصدقائه يمر بضائقة ما...وهو يشاركه الهم...
فحياة تميم الخاليه...و مشاعره البسيطه التي لا تتكلف الحزن...و الضيق...
جعلته يتبنى مشاكل الآخرين على عاتقه...فهو لا يقوى على أن يرى الغير في ضيق...بدون أن يمد يد المساعده له...


♥▓♥▒♥▓♥


مضى وقت على وصولهم...و حين عادت دانه و ضي لطبيعتهما...قررت كادي الإتصال بسامي لينفذ ما اتفقا عليه...فذهبت تبحث عن حقيبتها لتتصل عليه...
لتصدم و هي ترى حقيبتها مفتوحه...و جميع ما بداخلها انتثر بجانبها...
تذكرت دفترها الذي لا يغادرها بأي مكان...و ركضت بسرعه لتبحث بين اغراضها عنه...فلم تجده...

ضي تتبعها / وين رحتي؟
كادي تكاد تبكي / لقيت شنطتي مفتوحه و اغراضي متثره و نصها مالقيتها
ضي بغضب / هاذي اكيد رنا المفعوصه..تموت و تفتش بشنطنا
كادي / وينها؟ اكيد دفتري معها..ضي تكفين دوريها الدفتر فيه اشياء خاصه اخاف احد يشوفه




في مكان قريب...جلست تلك الصغيرة و ألعابها تنتشر حولها...و ما التقطته من تلك الشنطة...

فراس/ رنو وش تسوين؟
رنا/ اصحح الواجب
فراس يضحك وهو يجلس بجانبها / أي واجب؟
رنا/ شوف دبدوبي كتب كل شي صح..صحح له أنت بعد و اكتب شاطر

و مدت له دفتراً ازرق صغير...و قلم كحل تعبث به...ليقلب الدفتر بين يديه بشك...وهو يتأمل تلك الأغراض التي انتشرت بين ألعابها...

فراس / من وين جايبه هالاغراض؟
رنا بتملك / حقاتي

تأمل الدفتر بإستغراب...و رائحة العطر الانثويه الذي تفوح منه...انبأته بكذبها...
ليفتح الصفحه الأولى منه...فيتبعها بالثانيه...فالثالثه...........




ستبكي...على وشك البكاء...و هي تنتظر ضي التي ذهبت لتبحث عن أختها الصغيره...
تتخيل أن أحداً يتطفل على ذاك الدفتر...فيكشف كل احاسيسها...و مشاعرها...و أيامها...

لكنها زفرت براحه...و هي ترى ضي تعود ملوحه لها بدفترها وشنطة مكياجها الصغيرة...و رنا تمشي خلفها باكيه...و يبدو أن ضي افرغت بعضاً من عصبيتها بها...
لكن عيناها كانت تتعلق فقط بذا الدفتر الصغير ..

ضي / لقيتهن معها..اخذته مع ألعابها و تلعب فيه
كادي تلتقطه بسرعه / وين لقيتيها؟ أخاف أحد شافه
ضي / سألتها تقول ما أحد شافه..احمدي ربك هي كانت رايحه عند ابوي بس تقول شافها فراس و رجعها عندنا

قلبت كادي أوراق دفترها بعجل...لتتنهد براحه و هي لا ترى به إلا شخبطات بالكحل...


♥▓♥▒♥▓♥


تنهد بشرود و هي تحتله من جديد...لتسرقه من عالم نفاها منه...
رغم مرور السنوات...و البعد...و الجفاء...لا يصدق تغيرها...
هل يقولون تغيرت؟؟ كبرت؟؟ سكنت!!
و هل ذاك العشق من الممكن أن يردعه أياً من تلك الحواجز..؟؟
هل رجوعه لن يفتح لقلبها أبواباً يعرفها..يسلكها..لتنتهي به..؟؟
هل زال عشقه..حتى بقاياه..؟؟
عاش سبعة عشر عاماً في قلبها..هل خمس سنوات فقط..تقوى على محيه..؟؟


يتذكر بداية تحول الطريق بينهما...
ظهورها المربك أمامه ذات عيد...صبيه فاتنه تتلمس خطى الأنوثه الأولى...بفستانها العسلي الضيق...يحيط شعرها بوجهها كالغمامه المتموجه...
لتعترف بجرأه صدمته...و عذوبة اخرسته...بحبها...بعشقها...و قسمها أن تهب ذاك القلب الفتي بعمره...له...

ليتجاهل إنتفاضة قلبه الملبيه لها...يجاهد الخدر الذي يسكن أطرافه لرؤيته لها...
يبحث عن غضبه الطاغي ليصفعها به...عله يردعها...
لكنها هي...عشقها...جنونها...عذوبتها...لا تردع...و لا تصد...

يتذكر إمساكه بعضدها الرقيق...العاري...ليهزها...لعل عقلاً لم تعرفه يهتدي لتفكيرها...
نهرها...و بخها...هددها...فهددته بالأعظم...
تحبه...و إن لم يقبل...ستهب هذا الحب لغيره...إن باعها فستبيع قلباً لا يرغب به لغيره و إن كان برخص...
لتخدعه...أو هو من ارتضى خداعه لنفسه التي تاقت إليها منذ حرم منها...فيقبل...

كان يعتقد أن الأمر سيقف على مجرد مشاعر ستسكن قلبيهما خفيه...لكن كل شيء بينهما تقدم سريعاً...
إهتمامها بكل شيء يخصه...
و رسائلها التي يجدها كل صباح في سيارته...
ثم مكالماتها له في كل وقت...
حتى طمعت بأكثر...وهو مد هذا الطمع بأكثر من ما يلزم...
حتى ألغيت بينهما كل الحدود...غاب العقل...و ما تبقى سوى هوس الحب...و جنونه...

و حين عاد لعقله...و تفكيره...و إتزانه...تعاظم بها هي جنونها...
فتشبثت به أكثر عنفاً...و جرأه...و وقاحه...
اتصالاتها به...بمنزله...بزوجته...رجائاتها...و تهديداتها...اوصلته لتغيير رقمه و مقاطعة أهله لفتره...

خمس سنوات مرت وهو ينتظرها بلا وعي...
يخمن بأي وقت سيكون إتصالها...
لم يستبعد حتى ظهورها في جده أمامه...
فمن كان يعرفها حين يتعلق الأمر به لا يردعها أي شيء...

فتاة كهذه تتغير..؟؟
هل ينقطع أخيراً ذاك الوصل الروحي...الأبدي...بينهما..؟؟

لا..لا يصدق...كما لم يصدق للآن سكونها طوال تلك السنوات...
هناك شيء مجهول...لابد أن يتأكد منه...



♥▓♥▒♥▓♥



رمى هاتفه بعد أن قطع مكالمتها العاشرة خلال ساعة واحده...لتصله منها رسالة...يفتحها بملل...

[باسل حرام عليك ليه ما ترد علي..ما يسوى الموضوع تكبره لهالدرجه..خلاص باقولك مين البنت]

تنهد بإنتصار...و إنتظار...
و لم يتصل بها...حتى اتصلت به بعد بضع دقائق...

ضي / مرحبا
باسل / وش تبين تدقين؟ مو واضح لك إني مابي أرد؟

كانت تتمنى أن تسأله...إذن لما أجبت الآن...لكنها خشيت أن تستفزه فلا يرد عليها بعد ذلك...

ضي بعتب / للحين زعلان؟
باسل بتكابر / عسى بأزعل عليك يعني!
ضي بحزن..و عتب / ليه مو مهمه عندك لهالدرجه؟
باسل / تبين تصيرين مهمه..خليك مثل ما كنتي مطيعه و تسمعين كلامي لا تعيدين حركتك الأخيره مره ثانيه..و لا تعانديني
ضي بإستسلام / أوكي
باسل بأمـر / قولي مين البنت؟

غضبت أنه سأل...لما للآن تشغل أفكاره...فتاة مثلها..!!

ضي مجـبــره / من خوات سلام

صمت بصدمه...و خياله يحاول إسترجاع ملامحها النديه...
لترتسم نظراتها الخائفه...المصدومه...الغاضبه...أمامه من جديد...
حتى عطرها البسيط...كان يتذكره...
يحس برائحة الفانيليا...كأنها تنتشر في مساماته...
يحس بإرتجافها...و كأنه مازال يمسكها بيدها الضئيله...قريبةً منه...

انتفض من خيالاته الحمقاء...متجاهلاً سؤالاً يدور في داخله...

كيف لايزال عطرها منتعشاً بصدره..؟؟
كيف مازل يتذكر كل تلك التفاصيل الصغيره بها...هو من لا يتذكر وجوه بعض أصحابه..؟؟


باسل بهدؤ / مين؟
ضي تعجز عن كبت غضبها / بعد لازم تعرفها بالإسم!
باسل بتهديد / ضي!
ضي بقهر / صبـح..اسمها صبح ارتحت اللحين

(صبـح..صبـــح)

ردد الإسم بداخله...وهو يسترجع من جديد ملامحها...
لكن بمشاعره التي يعرفها...أحاسيسه المتكبره...و غروره المتجذر...
ليراها كما رآها أول مره...تلك الفتاة البسيطه...التافهه...و تعود له أسبابه لمعرفتها...

باسل / هي شافتك؟
ضي / لا
باسل / يعني ما عرفت مين كنت بأشوف هناك
ضي بتاكيد / أكيد لا

ابتسمت برضا...و غباء...هل هذا ما يهمه...أن لا تكون عرفت عنها شيء..؟؟
لهذا كان يسأل..و هي بغباء شعرت بالغيره من تلك...


♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ





الخاشعه 01-06-16 06:03 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم
الحمدلله على السلامه.....مرحبابك عداد الايام اللي غبتيها عنا
اغاني انا كنت متابعتك في ألم الامارات وكنا وصلنا لاكثر من البارتات اللي الحين في ليلاس ....اذكر في ملكة ساري لما مالك شاف سلام وصابتها بعدها حالته بكاء شديده. ..ولما باسل وصل سلام ومعاها صبح وقعد يهايط وصبح حاطه سماعات تسمع محاضره ما درت عنه
اغاني بالله صحيح ولا يتهيألي....ترا انها كنت ولازلت من عشاق روايتك
اتوقع بتكتبن الاجزاء القادمه احسن من قبل ...لان الكاتبه كل ما كبرة تبدع احلا
شكرا لك وعوده ميمونه 💖

أبها 02-06-16 01:17 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
الحمدلله على السلامة أغاني الشتاء

كنت متابعة وانقطع التواصل ونسينا الأحداث😊
قرأت الاجزاء من البداية حتى أكون معاك على الخط
فعلا كانت قصة مميزة بأحداثها و روعة حبكتها
وجمال حروفها ..
أرجو لك التوفيق ، وأن تكتمل على خير
بدون انقطاع ..

لامارا 02-06-16 02:33 PM

رد: الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
 
السلام عليكم

عودة حميدة ومفاجأة أغاني

المهم ننتظرك

بالتوفيق لك

دمت بود

ام البنين 02-06-16 08:34 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
ياهلا باغاني الشتاء وين الغيبات كملي متابعه من بداية الروايه عمر

دودي وبس 02-06-16 10:00 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 







الله تجنننن الروايه ..
رجعت اقرأها ي جماااالها أتذكرت الأحداث الاخيرة في زيااادة كان ..
كنت متابعتها عند الجيران الله يذكرهم بكل خير ..


غنوووو انتي كررريمه واحنا مشتااااقيين مشتاااقيين واااايد ..

عادي تنازلين نبضتين باليوم .. او لين مانوصل نبضة 16 ونبدأ بالاحداث الجديده << فيس مستحيي


بانتظارررك بكل شووق







تنوين ضم 02-06-16 10:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عودًا حميدًا أغاني ، آخر الغيبات إن شاء الله.
بس شفت إنك رجعتي بدأت بقراءة سطور روايتك ،
منوه:
اتمنى إنك ماتخلينا نكره دي الشخصية_ أو أقلًا أنا ما أكرهها_ * اؤمن إن إحنا كبشر فينا جانب سيئ نحاول نصلحه ، فاتمنى تروينا الجانب الملائكي من منوه!
ضي :
متخوفة من نهاية الطريق إلا سلكته، باعتقادي كان يكفي إنها تعترف له بالحب . بس بمكلاماتها إله _التلصق فيه_ بيزيد تعلقها فيه و بتكون رافضة إنه يكون لغيرها *ومن الممكن يصنع منها نسخه شريره!
ساري & مالك:
يتشابهوا في إنهم اختاروا شريك حياتهم بدون اقتناع،* _ وش ذنب الطرف الثاني؟_
دانه :
حبيت واقعيتها: بس سمعت بخطبة ساري رغم الدموع و الوجع دعت له بالتوفيق *وهذا هو الحب .
*الشخصيات الباقية إن شاء الله يكون لي تعليق عليهم في البارتات الجاية.

أغانـي الشتـاء 05-06-16 01:03 AM

♥...(N)
 




أختي..الخاشعه
وعليكم السلام والرحمه
ربي يسلمك حبيبتي..و مرحبتين وأكثر فيك
وياهلا بالمتابعه القديمه(♥)
ايه هي نفس الرواية اللي نزلت منها اجزاء قبل..وكل الاحداث اللي قلتيها جايه في الطريق
و اتمنى بجد على كثر ماطولت بهالروايه..وكثر مانتظرتوها..انها تكون بقدر حبكم و متابعتكم لها


:

أختي..أبها
ربي يسلمك..كلي تقدير لرأيك بالروايه
و معذورة تنسين الاحداث...لكن ان شاء الله ماراح يكون فيه انقطاع يخليك تنسينهم مره ثانيه
و تعيشين مع الروايه أيام جميله..و اشوف رأيك وتعليقك على شخصياتها

:

أختي..لامارا
وعليكم السلام والرحمه
إن شاء الله تكون مفاجأه حلوه..و تسعدكم

:

أختي..أم البنين
ياهلا فيك زوود
إن شاء الله تكون آخر غيبه..و نكمل روايتنا على خير

:

أختي..دودي وبس
تسلمين على رأيك بالروايه..و ان شاء الله تكون مثل ماتتمنين
ربي يذكر الجيران..بكل خير..
جميلين..بجمـال أيامهم و ذكرياتهم
وليلاس كلهم خير وبركه..ربي يكتب لنا معهم ذكريات حلوه..بحلاتهم
معليش ياقلبي أدري تأخرت عليكم
اليوم بتنزل نبضتين..و بكره ان شاء الله نبضتين
و الشوووق كله لكم

:

أختي..تنوين ضم
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تعليقات جميله..حسستني إن فعلاً للشخصيات روح..لقت صداها فيكم
تابعي معنا..وان شاء الله تعجبك الشخصيات و التحول اللي بيصير لهم بالأحداث
بإنتظارك دووم غاليتي




أغانـي الشتـاء 05-06-16 01:12 AM

الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 





♥▄الـنـبـ«13»ــضــة▄♥


:
:
:


بـعــــد أسـبـــوع..~

كانت تجلس مع سمو في الصاله...فاليوم مميز لهم...
لملكة ساري فرحة كبيره رغم رأيهم بتلك الزوجه التي اختارها...
فرحه جعلتها تتناسى خوفها...و ضيقها اللذان سكناها منذ دخولها لهذا المنزل...
و فكرة أن يتواجد هو أيضاً في هذا اليوم...كانت تجعل أطرافها مخدرة غير قادرة على الحركة بحرية...و إسترخاء...
لكنها سمعت أن العمه مزنه ذهبت مباشرةً لبيت والدة منوه مع ابنتها أم مشاري...لذا لا يوجد سبباً لمجيئه هنا...
أو هكذا هي اقنعت نفسها...ترجو الراحة...

/ مساء الخير

أفاقت من شرودها...لترى باسل يدخل إلى الصاله...
سلام و سمو / مساء النور_تكمل سلام_عقبالك يا باسل

ابتسمت و هي ترى إمتعاض سمو الذي ترسمه بطريقه مضحكه على وجهها...
و باسل لم ينتبه لها...

باسل يجلس..ليسألها بغرور / ولو أفكر اتزوج..عندك أحد يستاهل؟
سلام تضحك و هي ترى صدمة سمو / يعني ناوي؟!
باسل بتلاعب / ليه لا؟
سمو / الظاهر ساري فتح نفسكم

كان سيجيبها بإستكبار...أنه لا يمكن أن يختار لنفسه زوجه كالتي فكر بها ساري...
لكنه تراجع...و عاد لحواره الذي رسمه منذ لحظه...

باسل / يمكن..هآآ سلام عندك وحده تناسبني؟
سلام تفكر / اممم لا عاد أنت يا باسل لا زم نسوي دراسه و تحليل عشان نطلع وحده تعجبك
باسل بغرور / لهالدرجه ما فيه أحد قريب منك يسوى؟
سلام تبتسم بعتب / كل اللي اعرفهم فيهم خير..بس مو من ذوقك
باسل يصر / و لا وحده من خواتك..صبح مثلاً

التفتتا عليه بصدمه...
وهو يتسائل بإستغراب...لما هذا الحديث الذي فتحه...لكنه وجد الجواب...
نعم...ليعرف إن كانت تلك الصبح قالت لسلام شيء عنه...و عن مواعدته لفتاة وسط منزله...

سلام تضحك بإستنكار / لا عاد إلا صبح ما تنفع لك
باسل بشك / ليه؟ وش معنى هي لا؟!
ليزيد إستغرابه..و سمو تشاركها الإستنكار / اتخيل صبح و باسل مستحييييل
باسل بإستكبار / لهالدرجه قليله علي
سلام مدافعه / صبــح! أمي داعيه لك و ربك كاتب لك خير لو تاخذ وحده مثلها
باسل بإستخفاف وهو يتذكرها / و ليه وحده مثلها؟ ليه مو هي
سمو بتهور / لا حرام البنت ما ظنيت سوت بحياتها شي غلط نعاقبها فيك
باسل بغيض / نعم!!
سمو تكمل بحماس / والله تحس إنك ترمي ورده بيضاء ناعمه وسط شوك..لا لا ما تنفعون
باسل يدرك معنى كلامهن بصدمه / يعني اللحين أنتم مستخسرينها هي..فيني!

سمو صمتت بعد أن رأت غضبه المكبوت بنظراته...لتستنجد نظراتها بسلام...لتعدل ما قالته...

سلام / لاآآ مو قصدها يا باسل..بس .. يعني صبح..صبح..ما تصلح لك

لكنه كان يرى عكس كلامهما...واضحاً بعينيهما...
زاد حنقه الذي راح يكبته بنظرة إزدراء لهن...لكنه لم يحتمل أكثر...وقف ليغادرهن بصمت...
خرج من الصاله...يردد بداخله و فمه يميل بإستهزاء...(صبح! حتى اسمها سخيف مثلها)

وقف و يده تقبض بشده على درابزين السلم...وهو يغمض عيناه ليراجع ملامحها...
اصبحت صوره باهته...يتذكر بها القليل...و من ما يذكره...فتاة لا ترقى أبداً لمستواه...
كان فضلاً منه عليها...أنه اختارها زوجه...لو لمجرد المزاح...حتى تنهال عليه تلك الإعتراضات...
ما بالهم؟؟ هل أصابهم العمى..تلك يرونه هو لا يستحقها..!!

أم ساري / باسل! بسم الله عليك..وش فيك؟؟

أفاق من شوارده ليرى والدته...تنزل درجات السلم تحدق به بإستغراب...

باسل بإستخفاف / بناتك..مستخسرين فيني صبح..يقولون ما استاهلها
أم ساري بصدمه / و..و..أنت...تبي صبح؟؟

ابتسم بغرور...طبعاً فوالدته ستقف بجانبه...
حسناً سيرضى بدعم والدته على الأقل...طالما أخواته مصابات بالعمى مؤقتاً...أو قالتا ذلك فقط لإغاضته...

باسل ببرود / ولو فكرت وش رايك؟
أم ساري ترفض الفكره بسرعه / ما تصلحلك..ما تناسبك
باسل يبتسم بخيلاء / ليه؟
أم ساري / البنت أفكارها و شخصيتها و حياتها كلها ماتركب عليك_تكمل بشرود_الله يرزقك بوحده مثلها

حتى والدته !! أعماه القهر...

باسل منتقماً / ليه؟-و بنبرة ذات معنى-عشانها بنت جابر يعني؟

لم تصدق أنها سمعته يقول هذا...أي وقاحه في هذا الولد..!!

أم ساري تتعداه غاضبه / بنت جابر أو غيره وحده مثلها ماراح ترضى فيك



♥▓♥▒♥▓♥



كان في سيارته...عائداً إلى المنزل...حين تلقى الاتصال الذي ينتظره منذ أيام بفروغ صبر...

تميم / هلا خالد..بشـّر
خالد بتردد / والله مادري وش اقولك يا تميم بس.....
تميم بقلق / وش عندك يا خالد قول
خالد / اللي تسأل عنه متوفي من تسع سنين
تميم بصدمه / متوفي؟؟!

تلك الفتاة التي حرمت من والدتها...قد حرمت من أباها أيضاً...
أو أنها شاركته الرحيل..؟؟

تميم بتردد / و بنته؟؟ هو له بنت...ما تدري وش صار فيها؟؟
خالد / لا أنت ما قلت لي هالمعلومه..بس يمكن عند عمها..أنا اخذت لك عنوان أخوه لو تبيه..قلت يمكن تسأله عن......
تميم يقاطعه بلهفه / ايه عطني العنوان

أخذ العنوان...ليغير طريقه بسرعه...لذاك الحي...
يجب أن يعرف...تلك الفتاة مازالت على قيد الحياة...أم لا...

وصل لذاك الحي...هدأ من سرعته وهو يدخل الشارع الضيق...
كان في عجلة من أمره...رغبته في التأكد تقتله...و الوقت يداهمه برغبته في الرجوع إلى المنزل بسرعه لمشاركة ساري هذا اليوم بأكمله...

لم يكن ينقصه تلك المرأه التي تتمشى في وسط الشارع تجر بيدها تلك الطفله الباكيه...
و التي لا يلقى بكائها أي إحساس منها...

وضع يده على المقود...أراد أن يطلق بوقاً يصحيها من غفلتها...لكنه اشفق على تلك الصغيره من أن تفزع...
و حين توقفت عند أحد المنازل...ورأى بطنها المنتفخ...ارتاح أنه لم يفزعها و هي بهذه الحال...

مر بعيناه على المنازل المتلاصقه...ليفيق من إنشغاله بمراقبتها...يبحث عن رقم المنزل الذي يقصده...
و لصدمته كان نفس المنزل التي وقف أمامه تلك المرأه...
تقدم بسيارته حتى وقف أمام ذات الباب الذي تطرقه...لتلتفت إليه بإستنكار...و يهدأ بكاء صغيرتها التي تتأمله بوجل...

أراد أن يسألها...أن يتأكد...قبل أن يعود ليتحدث مع عم تلك الفتاة و يسأله عنها...

تميم / أختي لو سمحتي..هنا بيت عابد سعد الـ
/ ايـه..من تبي؟
تميم بتهور عجز أن يكبحه / بنت أخوه علي ساكنه عنده؟؟
بصدمه و غضب / و أنت وش تبي فيها؟؟ من وين تعرفها؟؟

الآن فقط ادرك غباء سؤاله عنها...
لأنه يعرف أنها ابنة عمته لم يرى في السؤال عنها أي خطأ...
لكن هذه المرأه لا تعرف...كيف ستفسر سؤاله...
لم يجد سوى الحقيقه قد تفلح في تصليح ما تهور به...

تميم/ أنا قريبها من طرف أمها..ولد خالها
بعد صمت طال..صرخت بوجهه / هذا مو بيتهم..انتقلوووووا..سااافرووووا

راقبها و هي تدخل إلى المنزل صافقة الباب خلفها بعنف...ليردد بعدم تصديق...(انتقلوا!!)



♥▓♥▒♥▓♥



خرج من المنزل وحيداً...يعلم أن لا أحد سيرافقه من أخواته لهذه المناسبه...فقط هو و أخاه و والده...من سيحضرون تلك (الملكه)...
رغم قرابتهم الشديده لهم من كلا الطرفين...فساري ابن عمهن...و منوه ابنة خالتهن...

جذبه صوتها قادم من ذاك الكرسي في الحديقه الجانبيه...

دانه بإبتسامه ممازحه / أووف وش هالأناقه؟ على وين؟؟
خالد يقف قريباً منها بصدمه / ما تدرين؟؟
دانه تضحك / عن ايش لا يكون اليوم عرسك؟

زادت ملامحه عبوساً...وهو يتأمل وجهها الهاديء...
لم يخبرها أحداً من اهله...مع أن الجميع يعرف...
هذا أكبر دليل يؤكد له أنها لازالت تحمل إحساساً ينبض لساري...(الله يسامحك يا خالتي)

خالد بهدؤ / اليوم ملكة ساري

يعلم أنه طعنها بما قال و لا يريد أن يكون الشخص الذي يخبرها...لكنها يجب أن تعرف في وقت ما...و يكره أن يكذب عليها كذبة لن يمر اليوم قبل أن تكتشفها ...
تنهد وهو يرى وجهها الذي غام بالحزن...و نظرتها التي أظلمت...لترخي أهدابها عنه...

دانه تغتصب ابتسامه و بصوت خافت لا تفوته الارتعاشه فيه / آآ مـبـــروك عليه
خالد تركها وهو لا يجد ما يقوله ...

تركها و رحل...بعد أن ركز في القلب رمحاً...و جرحاً...
يستنزفها ما تبقى من تماسكها...
كم تتمنى لو تظهر بمظهر أقوى من هذا...لكن الخدر يشلها حين تسمع بإسمه يرتبط بأخرى...
مع أن منوه اخبرتها بهذا الموعد...لكنها ظنتها تستفزها لا أكثر...لم تتخيل أنه يتعجل للزواج منها بهذه الدرجه...

ابتسمت بمرار...و نسيم الليل يعبث بخصلة انسلت على وجهها...و هي تتذكر...

تلك الأيام التي عاشتها معهم...و مع حبه...
صداقتها مع سلام...التي كانت مجنونه تلك الأيام...
تتذكر تلك التعليقات التي ترميها عليها على مسمع منه...تتذكر إبتسامته الدافئه حين يسمعها...
و النبضات التي تضج في صدرها خجلاً...و حباً له...
سلام كانت لا تغفل تعليقاً...أو نظرة منه إلا و نقلتها لها...
كذلك لا تخفي تفصيلاً...أو حدثاً يمر بها هي إلا و تسرده رغم توعداتها عليه...
ذكريات ليالي الصحراء و التخييم...تلك النظرات الصامته...لحظات السعاده...الضحكات...و الإبتسامات...

لم يتبقى لها منها سوى أنين الذكرى يتررد داخلها...
رذاذاً يلطف هجير حرمانها بعد ان هدمت تلك القصور بنفسها...أمام عينيها...

أما آن الأوان أن تضع حداً لهذا الحنين المؤلم...و تنساه..؟؟



♥▓♥▒♥▓♥



يجلس بينهم بكامل أناقته...ينسدل ثوبه الأبيض الناصع على جسده المديد بزهو...بتلك الـ(الترسيمه) الفاخره الأنيقه...و لحية خفيفه مشذبه حديثاً...تبرز ملامحه الجاده...
و تلك النظره البارده...المسترخيه...تعطيه مظهرا غامضاً...مهيباً...

يراقب بسمة صادقة تسكن وجه أبيه...و عمته...و أخيه...
حتى والدته تناست تحفظاتها على تلك العروس و اشتعلت فرحاً هذا اليوم...
..إذن لما لا يجد داخله صدى لأي فرح...أي بسمة...أو حماس...يجاريهم به...

انتبه لتميم الذي يمد له فنجال القهوه مبتسماً...

تميم / تقهوى و كيّف يا عريس..عساني أقهويك بجية سعود..و بعده تميم
ساري يبتسم ببرود / أنت سميت عيالي بعد!
تميم / عساك تلحق جزاي..شوف يوم ملكتك ما أحد من اخوانك متحضنك من الصبح غيري..وصلت لك ثوبك إلى غرفتك و رايح احلق معك و ضبطتك تشوفك العروس تقول كبرها ما تدري إنك شايب..و اللحين أقهويك..و أنا اللي بأوصلك بنفسي لبيت العروس..وش تبي بعد؟

ابتسم بتقدير له...و هو يمسك الفنجال الدافيء...لتتسرب حرارته لأصابعه الجامده...و رائحة الهيل تختلط بعطره الفاخر...
لترسم لوناً...و شعوراً لهذه الليله...



♥▓♥▒♥▓♥



/ يمــــه ويـــ....

صوتها كان كطلقة رصاص اخترقت شرايينه...لتنصل في قلبه و توقد إحساسه ناراً...
تسري حتى أطرافه...لتلهبها...

التفت بسرعه إليها و كأن به مس...
بادل نظراتها المذعوره...التحديق بذهول...و إمعان...
انحبست أنفاسه...و عيناه تطوفان عليها بنهم...يشرّح بنظراته كل تغيير نقشته عليها تلك السنوات التي غابها...

منذ خمس سنوات وقفت أمامه...
بذاك الفستان الأسود...الضيق...القصير...
و شعرها المموج الطويل بلونه الغجري خصلاته تتمرد من تسريحتها بعبث...و فوضى...

لكن اليوم...

ها هي تقف أمامه بنضج أنثوي خلاب...بطول إزداد أكثر...بجمال اعذب...
فستانها البرونزي الأنيق المحتشم...يلتف على طول جسدها الممشوق بأناقه...و بساطه...
و شعرها عاد للونه الأسود الطبيعي...الذي لم يراه منذ ودعت طفولتها...
ينسدل على أكتافها بجاذبيه و نعومه...رفعت جانباً منه بوردة ذهبيه لتتدلى منها خصلاة حريريه تلثم عنقها الطويل بإغراء...

كل شيء تبدل فيها...صب الذهول على وجهه..!

انقلبت رأساً على عقب...
لكنها ما زالت تحتفظ بتلك النظره...التي كانت أعذب من قصيدة غزليه...
ما زالت تحمل الإغراء العفوي بكل سكناتها...و حركاتها...
ما زال جمالها الرقيق يخــدّر أحاسيسه..!

لكن نظراته استفاقت سريعاً من خدر هذا الجمال...لتلمح ما ورائه...
و تلتقط ذاك الذعر الموحش الذي مازال يستبد بنظراتها...و يجمّد ملامحها...
حتى صدم مما خالطه من لمعان النفور بعينيها...

خطوه بالكاد همّ بها...كانت كفيله بأن تيقظها من جمودها...و يلمح بعينيها رغبتها بالفرار...

لكنه تدارك ذلك...و هب مسرعاً إتجاهها...
ليقطع المسافه القصيره الفاصله بينهما بخطوتين عريضتين...
و ما إن صعدت الدرجه الأولى...حتى أطبقت أصابعه القويه...البارده...على معصمها...
لتنتفض بذعر و شهقتها تكاد تصم أذنيه...محاولة بسرعة و بكل قوتها...أن تنتزعها منه...


لكن قبضته ظلت كما كانت دوماً على ما يملك...محكمه...و عنيده...


تزعزعت الأرض تحت قدميها من جذبه لها...
اقشعر جسمها...و جمدت أحاسيسها...و راح قلبها يقصف بداخلها كالرعد...
و هي تحاول جاهده ان تعي قربه منها لهذه الدرجه...
و وجوده يصبح حقيقه لا تتخيلها...لا تعرف كيف تتعامل معها...
شعرت بالجنون هذه اللحظه...لا تحتمل كل ما يجيش داخلها...
لا تحتمل قربه هذا...و لا تلك اليد التي تطبق على يدها...
و كأنها اطبقت على عنقها...لتزهق أي نفس ينجيها...

انتزعت صوتها من كل الإنهيارت داخلها...
من شتاتها...و خوفها...لعل هذا الوجع الذي أسرها ينتهي...

لتصرخ بشراسه / اااتـــرررر كــنــي!!

صرختها...رجفة الرعب بصوتها...بددت ذاك الإحساس العذب الذي غلفه بحضورها...بقربها...

مالك مايزال يحكم قبضته على يدها / سلام اسمـ.....

جاهدت حنجرتها المقبوضه بألم...و من بين أنفاسها التي تثاقلت قاطعته بحده...

سلام بإستهجان ملأ صوتها / اترركني! وش تبي فيني حرام عليك؟؟ أهلي كلهم في البيت أنت ما تستحي؟؟
مالك ببرود احرقها / خلاص تعالي بمكان ما أحد يشوفنا فيه أبي أكـ....

شحب وجهها من البروده التي يتحدث بها...من تحديقه السافر بها...
من قربه...من ما يطلبه...
و تلك الحروف التي تلملمها بدأت تتبعثر منها...و هي ترتجف بيده غاضبه...خائفه...مصدومه...
لا تصدق وجوده رغم التصاقه بها!!
لا تتخيل ماذا يريد منها؟؟
و لا تفهم ماذا يجب أن تفعل كي يتركها؟؟

سلام بصوت خفيض من بين أنفاسها الثائره يهتز سخطاً و ألماً / بعمرك لا تفكر إن أي شي من اللي صار بيتكرر..انسى كل اللي تعرفه عني و انساني كلي_ضربت بقوه ذراع تلك اليد التي تمسكها_ اتركني بحالي ما أقدر اكرهك أكثر ما اكرهك اللحين و اكره نفسي

لم يكن بسبب ضربتها رغم قوتها...لكن قبضته أفلتتها...
لتركض بسرعه نحو خلاصها منه...و عيناه تتابعها بشده حتى كادتا تجريان خلفها... إلى أن اختفت...

اشتد ضغطه على فمه بغضب...يكاد يسحق أسنان يرصها على بعضها بحنق...
وهو ينسخ صورتها في خياله...
ما سمعه و عجز عن تصديقه...رآه اليوم ينضح بوجهها...و صوتها...و نظراتها...

لمح بعينيها سنين انتهت!! عشق رحل!!
نجوم أفّلت ليغطي سمائها نسيان أظلم..!
لا وجع كان يتخيله يمزقها..
لا عتب يطفر عينيها بالدمع..
و لااااا حـب.....!

ملامحه توحي بالجمود وهو يتأخر خطوتان للجدار خلفه...ليسند ظهره و ذهوله إليه...
و عيناه تتعلقان بتلك البقعه التي شهدت انفصالهما أكثر من ما تشهد عليه تلك السنوات الخمس...ليردد بصدمه...(نستني؟؟ نسيتيني يا سلام؟؟؟ لاااا مو بس نستني و تكرهني بعد!!)

راح صوتها الساخط يتردد بذهنه...مثيراً موجات عاصفه تهدر بداخله...
لتيقظ كل إحساس كان يهجّعه عنوه بنـوم عميق...فينفخ الرماد عن الجمر المتوقد بقلبه...
تلاشت هذه اللحظه أكاذيبه...حتى اندثرت...و فكره يتشربها كالأرض الجرداء...

سنوات بعدها مضت...يلطّف حرمانه الظامي...
بكذبة نسيانها...
بأكاذيب كرهه لها...
بغرام بارد...باهت...تقمصّه لزوجته...

لكنه كان يثق أن هناك قلباً ينبض له...
يثق أنه كل ما يكرهها أكثر...ستحبه أكثر...

/ مالك وش فيك؟

انتبه لعمتـه الواقفه أمامه...قريباً جداً منه...و بالكاد أفاق من شروده...
ليجيل النظر إليها...محاولاً معرفة ماذا تريد؟؟ ماذا كانت تقول؟؟ و بما يجيب؟؟

جواهر بقلق / مالك! بسم الله عليك وش فيك؟
مالك يتنحنح بعد صمت / ما فيه شي..ما فيه شي
جواهر تحدق به بشك / متى جيت؟

مالك يعتدل بوقفته و عيناه لا إرادياً تهرب لذاك المكان الذي كانت تقف به...
مسترجعاً نظراتها المذعوره...الموجعه...

مالك يتمالك نفسه/ آآ من شوي..وينكم؟ ليه البيت فاضي؟
جواهر / كلنا في المجلس..(ابتسمت بحب و فرح) نسلم على العريس..تعال معي



♥▓♥▒♥▓♥



جلستا على بعد قليل من إجتماع تلك النساء...في الصاله الواسعه نسبياً...
و لكنها تغص بذاك الكنب الضخم...و التحف المحشوره بكل زاويه بلا ذوق...

ضي / بيتهم مو حلو..حتى ذوق بتنسيق الأثاث و الديكور ما عندهم..شوفي شوفي أبي تحفه وحده تحسينها مناسبه لمكانها
كادي / مثل عادتهم يبون يبينون انهم احسن مننا لو فوق طاقتهم هالشي
ضي تشهق / شوفيها نزلت

و ظهرت العروس المرتقبه...ظهور خاص...لا يستوعبه إلا جنونها هي و والدتها...
شعرها مرفوع بتسريحة فخمه...متكلفه...تتدلى منها خصل طويله متموجه...تنساب على فتحة صدرها الواسعه...العميقه...لتشير للعيون عن غطرسة تلك المفاتن التي أظهرتها...
يتعلق فستانها الأحمر الحريري...بأكتافها...بخيطين رفيعين...ليلتف بشده على خصرها النحيل...و وركيها...لتنسدل بعد ذلك ثنايات من قماش خفيف منفصله...تظهر ساقيها أثناء مشيها...و ظهر عاري بأكمله...

ضيء بإشمئزاز / حشى قميص نوم مو فستان!!
كادي بضيق / الله يهديها خالتك أم فراس..مو لو هالليله لدانه و ساري كان الواحد فرح من قلب
ضي / اللي صار عاد..بس قولي لو ساري آخذ وحده تسوى مو هاذي! والله غريبه كيف رضوا أهله؟ و ليه اختارها هي بالذات؟
كادي / سمو تقول أصر عليها بالإسم..و بعد استعجل في الخطبه و الملكه
ضي / تدرين شكلها صادقه يوم تقول اكلمه..لكن اكيد هي اللي تلصقت فيه..تلقينها هي و أمها جايبين أي بلوه و مكلمينه لين شبكوه و ورطوه فيهم
كادي بشك / يمكن..بس عندي احساس إن هالزواج ماراح يطول..أو يمكن ما يتم من الأساس..والله ما يركب ساري بالذات على منوه..مستحيل يجتمعون
ضي / صادقه شوفي اللي ما تستحي كيف تتميع و تتدلع قدامنا..أجل قدامه وش تسوي؟
كادي تضحك / يمكن هذا اللي سحره فيها
ضي / من زينها..هي و كيلو هالمكياج اللي على وجهها
كادي ترفع معصمها لترى ساعتها / تأخروا!
ضي / يمكن رجع لعقله..و بيتركها
كادي تضحك / لا تتأملين..بأدق على سمسم اشوف ليه تأخروا..بس اسمعيني ضي لا تقولين لسمو شي عن اللي قالته منوه
ضي / ليه؟
كادي / تعرفين منوه و أمها يمكن كانت تكذب..أخاف ينكرون هالشي و يقولون إننا نبي نفرقهم عن بعض..مو حلوه يطلع علينا هالكلام..خاصه عشان دانه



♥▓♥▒♥▓♥



أغانـي الشتـاء 05-06-16 01:13 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 






بالكاد أوصلتها قدماها اللتان احستهما مثقلتان بالرصاص...لغرفتها...
و الدموع تحرق عينيها بجمر يتوسد أجفانها رافضاً أن يرمد...

هرعت لذاك الدولاب تتخفى بين ملابسها...
تتخفى عن نفسها...عن ماضيها...و عن أحاسيسها...و رعبها...

احتضنت ركبتيها المثنيتين بيديها لتهديء ارتجافها الشديد...و دقات قلبها تسيطر على جسدها كله...

كانت لحظه قصيره جمعتها به...لكنها استنزفت عواطفها...و قواها بشده...
و زعزعت سكينة تلك السنوات التي عاشتها...و ثقتها بنفسها...و نسيانها...
لوثت طهراً كانت تتلبسه...ظنت أنها تليق به...

طفرت الدموع من عينيها حالما التحما جفناها ببعضهما...و هي تحس باللهب يقيد مكان لمسة يده...
التي تقبض عليها الآن بكفها الآخر بكل قوه...
و كأنها تخشى أن يتفشى الإحساس به...لكل جسمها...ليصل لقلبها فينحره...

اجهشت بالبكاء...و شهقاتها تكتم بيدها...
تحاول أن تتماسك...أن تقوى على خوفها...و ضيقها...لكنها لم تستطع...

أن تردد نسيانه...و عدم تأثرها برجوعه و هي بعيده عنه شيء...
و أن تقتنع بتلك الأقاويل و تتصرف بها أمامه شيء آخر...
عجزت عنه...و ستعجز دوماً...

هناك في بيت والدها...بالقرب من كلام صبح و طمأنينتها...
كان كل شيء بسيطاً رغم الوجع الرابض في قلبها...
لكن الآن كل شعور داخلها يكبر...كل الضياع...و الندم...و القهر...

سلام تنتحب باكيه / وش يبي فيني؟؟ ليه ما نساني؟؟ هو متزوج اللحين!! للحين يبيني بذاك الرخص؟؟ أنا تغيرت...كيف هو ما تغير و نسى؟؟ كيف يبيني ارجع لنفس الخطأ و الجهل؟؟ هو اللي تركني !! وش يبي فيني اللحين؟!_تصررخ بقوه_ووووش تببببي فييينييي؟؟؟




مالك كان يجلس معهم في المجلس...مدعياً إنسجامه مع من حوله...
لكن فكره...يعيد بتكرار كلماتها التي سمعها...و لا يستوعبها للآن...

سمو تقف بالباب مرتعبه / يمــــه سلام مااادري وش فيها؟؟
أم ساري تقف بقلق / وش فيها؟؟؟
سمو بصوت مرتجف / مممنهااااره..تصيح بقوووه و لاااا.......

لم تحتاج أن تكمل ما بدأته...
و لم ينتظر أحداً حروفها المهتزه لتكتمل...

هبت أمها تركض خارج المجلس...ليتبعها كل من كان هناك...لا يخلفّون ورائهم...غيره...
واقفاً و خيبه قويه تنشر سهاماً موجعه في شرايينه...(لهالدرجه يا سلام! لهالدرجه خايفه مني أنا؟؟ تكرهيني أنا؟؟ أنا مالك يا سلاام..مــالك..-و بغضب-كيف تنسين؟؟)




اندفعت والدتها لغرفتها بذعر...تلحق بها جواهر...
تقدمت لها بقلق...و هي تسمع نحيبها يصدر من دولابها...حتى انحنت أمامها...

أم ساري / سلام يمه وش فيك؟؟

رفعت عينيها الغارقتين بحرقة دموعها...و هي ترى مالم تكن تريده...
الكل علم بتبعثر روحها...و أساها...
و لقد علم هو أيضا...
هو من أرادت أن تبدو قويه أمامه..تتتصدى له...و لكل ما فعلته معه...
لتلك الذكريات السوداء...تلك التي بدت تطفو على أفكارها...بعدما طمرتها بالأعماق...و عاشت بصفحة هادئه...بيضاء...تفخر بها...

قلبها يرتجف بوجع...ارتجاف امتد لجسمها...
فلم تجد ما يهديء روعها غير أحضان والدتها الحبيبه...لتقف و ترمي بنفسها بها...

جواهر تمسح على رأسها / بسم الله عليك يا يمه..هدي نفسك..اذكري اللـه

صحبتها مع والدتها...تسنداها حتى اجلستاها على سريرها...و والدتها تحتضنها بين يديها...

دخل في هذا الوقت...بقية أخوتها...

ساري يتأمل نحيبها بضيق / وش فيها؟

ترفع جواهر كتفيها بقلق...مشيره لعدم معرفتهم بالأمر للآن...

تميم تقدم ليجلس على ركبتيه أمامها / سلالم وش فيك؟ أحد قال لك شي؟

هزت رأسها بلا...و حاولت لم ما تبعثر داخلها...
تريد قوة كانت تظن أنها تتحلى بها...تريد ثباتها...تريد نسيانها...

لكنه عـاد...عـــاد...و بعد كل ما فعل...بعد كل هذا الوقت...
يخالها للآن كما كانت...!!

سلام بصوت مهزوز / ما فييييني شششي
أم ساري بضيق / كل هذا و ما فيك شي..يمه تكلمي رجفتي قلبي
سلام تردد لتقتنع / ما فيني شي..ما فيني شي
تميم يمسح دموعها المنهمره على خديها و يمازحها / آها أجل هاللوحه الملخبطه اللي في وجهك ميك أب سبشل عشان ملكة ساري؟
سلام ترسم ابتسامه شاحبه / والله ما فيني شي..بس حسيت بضيقه_رأت نظرات عدم التصديق بأعين الكل..فأكملت كاذبه_آآ وحده نعرفها في الكليه توفت و...

لم تجد كلاماً تكمل به كذبتها...بهذا الصوت المرتجف...و هذا الفكر المشتت...
لكنها ارتاحت و هي تسمع الكل يتمتم بدعوة..الله يرحمها...

تميم / يمه ترى تأخرنا على الناس ما يصير..أنتم روحوا اللحين..و أنا و عمتي ننتظر لين تهدأ سلام و نلحقكم



♥▓♥▒♥▓♥


كان يجلس عند سامي...بعدما غادر بيت أهله غاضباً...غير عابيء بتلك الفرحه التي تشغلهم...

سامي / أنت وش فيك من يوم جيت و أنت تنافخ
باسل بلا مقدمات / عرفت مين البنت اللي شفتها في العزيمه
سامي يلتفت عليه بإهتمام / مين؟
باسل / وحده من خوات سلام
سامي بصدمه / كيف عرفت؟ سلام قالت لك شي؟؟
باسل / لا ضي اللي قالت لي
سامي / يعني تتوقع هي ما قالت لسلام عن اللي صار؟
باسل ببرود / لا..نظرات سلام و تصرفاتها تقول إنها ما تعرف شي
سامي بضيق / الله يهديك يا باسل قلت لك هالشوفه غلط..و شوف وش جابت لك..زين اللحين نظرة البنت لـ.....
باسل بإستحقار / و أنا وش علي منها و من نظرتها! هالصبح اللي طايرين فيها مادري على ايش..من زينها عاد
سامي بصدمه / صبح!
باسل بإستغراب / وش فيك مستغرب؟ تعرفها يعني؟
سامي / لا بس كادي تكلمت عنها
باسل / وش قالت؟
سامي / ما قالت شي كثير بس أول مره كادي ترتاح لأحد و تحبه بهالسرعه
باسل بسخريه / والله هالبنات مادري كيف يفكرون..ما تسوى هالبنت كل هذا
سامي / و أنت وش عرفك إنها ما تسوى؟
باسل / يعني كأني ما شفتها
سامي / يعني هو بس بالشكل! الإنسان باللي داخله مو منظر بس و....
باسل يقاطعه بملل / اسكت تكفى يا سامي ترى واصل حدي من هالبنت..تتخيل إن سمو و سلام حتى أمي مستخسرينها فيني انا!!
سامي بإستغراب / و أنت وش دخلك فيها؟
باسل يبرر / أنا قلت لهم إني بأخطبها..كنت أبي اجس نبض سلام لو هي قالت لها عن اللي صار
سامي يضحك / و ما لقيت إلا هالطريقه؟!
باسل بغرور / تخيل..أنا تنازلت و اقولهم افكر فيها..و كل وحده عيونها قبل كلامها تقول إنها خساره فيني..هالبنت التافهه
سامي / أنا و أنا ماعرفها ما احس إنكم لبعض أبدا..يمكن هذا قصدهم إنكم ما تتوافقون بشي
باسل بقهر / لو أمي تقول هالشي بعد مالومك يوم تفكر أنت كذا..بس تدري هالصبح اللي طايرين فيها..و يشوفونها و مو مصدقين..بأخليها هي اللي تتمناني..و يعرفون إني لو بغيتها بتطير من فرحتها..و أنا اللي كثير عليها مو هي
سامي بقلق / باسل أنت وش ناوي عليه؟؟
باسل / اقولك هالبنت بتحبني..و بتتمنى افكر فيها..و أنا اللي ارفضها مو هي...تتحدى؟؟
سامي يقف / لا ما اتحداك و لاشي..باسل بنات الناس مو لعبه تتسلى فيهم..و هاذي أخت أختك لا تحرج سلام و تسوي مشكله.....
باسل يقاطعه بثقه / و أنت ليه ضامن رفضها؟ ليه ما تقول إنها بتطير من الفرح لو عرفت إن واحد مثلي يفكر فيها

لا يستوعب ما يقوله...و يعلم أنه لو حاول إقناعه أكثر لتمسك بفكرته أكثر...
لذا صمت و كله امل أن تكون هذه فكره طارئه بسبب غضبه...و تتلاشى من إهتمامه لاحقاً...
أيظن أن كل الفتيات...ضي...ينسحرن بوسامته...و مستواه...و غروره...
ليسوا كل الفتيات لا يملكن عقل...و مما سمعه عن صبح...بالتأكيد هي آخر فتاة قد ينجح معها باسل بهذه الطريقه...

سامي / أنا اقول طلع هالبنت من راسك دامها على قولتك ما تسوى
باسل بإصرار / أنا متأكد إنها ماتسوى..بس بأخليكم كلكم تعرفون إنها ما تسوى
سامي يقف / لا حول و لا قوة إلا بالله..أنت ما تسمع إلا نفسك..عن اذنك بأروح أبدل ملابسي
التفت إليه باسل / بتروح؟؟
سامي / أكيد..أنت للحين على عنادك..باسل هاذي ملكة أخوك و........
باسل يقف أيضاً ليغادر / سامي بتروح بكيفك..بس لا تفتح لي محاضره



♥▓♥▒♥▓♥



يجلس بجانب أخيه...سعيداً...مفتخراً...و الإبتسامة تشد شفتيه طوال الوقت...
سعيد أن أخاه اتخذ خطوة أولى نحو الحياة...فإغراق نفسه في العمل...و الجدية...و البرود الذي يعيشه...لم تكن حياةً أبداً...

حين يذهب حب...لا يمحوه إلا حب آخر...تلك القاعده لطالما نفعت معه...
و ساري بزواجه هذا سيقلص مساحة ذاك الحب في قلبه...
أيضاً يسمع ان تلك العروس و والدتها يطمعن بالكثير...و كله أمل أن تطمع بقلب ساري فتلغي كل قديم فيه...لتتسيده...
لا يهمه ما يقال عنها...المهم أن ساري اختارها...وهو يقتنع بحكمة ساري...

ساري يهمس بإبتسامه / اللي يشوفك يقول أنت العريس..ليه فرحان أكثر مني؟
تميم بذات الهمس / راسم لك فيس ماشي مع هالمناسبه مو احسن من أخوك..شوفه شوفه كيف مكشر و سرحان اللي يشوفه يقول في عزاء..و إلا طالع من هوشه
التفت ساري بإستغراب إلى مالك المتجهم...و الذي بدى أنه في عالم آخر بعيداً عنهم...

و تميم يعاود الإبتسام...الذي لم يمحى حتى وهو يتذكر تلك المرأه...(كيف تقول انتقلوا؟ أجل ليه سألت إن كنت اعرفها؟ ليه انصدمت و بان القهر عليها؟؟)

متاكد أنها كاذبه بما قالته...فتوتر صوتها...و إغلاق الباب بتلك القوه...لا يدلان على أنها شخص بعيد عن هذا الموضوع...
تلك المرأه الحانقه...لمحة الغضب بعينيها التي صوبت نظراتها بحده إليه...
ما إن ذكر قرابته لإبنة علي أمامها...

من هي تلك المرأه التي انكرت الحقيقه أمامه...
لما أرادته أن يذهب بعيداً و تقطع أي علاقه لها بهم...




مالك كان يجلس بينهم جسداً هامداً...و روحه بعيده كل البعد عن هذه الفرحه من حوله...
بعيداً عن أحاديثهم...
بعيداً أكثر عن نفسه التي كان يظن انه يعرفها...

يعيد بخياله مراراً...وجع ذاك اللقاء الذي ارعبها...و افقده نسيانه...
ليعترف أخيراً بعد دهرٍ من الإنكار...كم ارهقه إبتعاده عنها...حتى خمدت الروح بداخله...و خمدت المشاعر...و خمدت الحياة...

هي في حياته كالشمس...ما إن تغيب حتى تشرق و تملأه من جديد...
لتعانق مشاعراً امتلكتها...و توقظ حنينا افتقدها...و تنشر شعاع عشقها على أراضيه المتجمده...

تلك المشاعر التي تورات لسنوات بأعماقه يدرك الآن أنها لم تدفن...و لن تدفن...
لا بكراهيته...و لا بنسيانه المزعوم...
نعم لم يكرهها...لم ينساها...بقدر ما كان يخشى ذكرها...
كل شيء عنها كان مخدر فقط...حتى ثار برؤيتها ليعود...أصعب...و أقوى...و أقسى من الماضي...

خمسة أعوام من الإنكار...و التناسي...انهكت روحه...و صبره...و الانتظار...
تعب من مواصلة حياته وهو يجاهد ليقصيها عن تفكيره...عن مشاعره...عن عالمه...
حتى زواجه...و حياة كامله اشغلته مع عذاري...لم تستطع نزعها من قلبه...
ذاك الزواج...كان مجرد إنتقام...لإيلامها لعدم قدرته على كرهها...
و لقهر ابن عم عذاري الذي علم برغبته فيها...و حين اختلفا بالعمل...خطبها هو قبله...
زواج بأهداف كهذه...كيف كان من الممكن أن ينجح..؟؟
خضوع عذاري...و سلبيتها...و إنقيادها الكامل له...لم يجعله ينساها...
عدم إنجابه لأي طفل...قد يأخذ القليل مما اخذته هي...لم يجعله ينساها...

هي إبنة قلبه...الطفله الوحيده التي لم يكتب له أن يحب...و يرعى...غيرها...
تلك الطفله التي مازالت...و ستظل...تسكن في طيات قلبه...
كان يعتمد على جنونها بأنه سيعيده إليها...و لم يتخيلها تكبر...
فكيف لها أن تكبر على حبه..!!



♥▓♥▒♥▓♥



جلسن ثلاثتهن بصمت...و هن يراقبن تصرفات منوه و والدتها...
و سمو تراقبها و تعجز أن تجمع بينها و بين ساري...(ما اتخيل كيف ساري اختارها؟ و لا اتوقع يقدر يتحملها؟؟)

ضي / ما قلتي يا سمو..وش رايك بمرة أخوك
سمو تبتسم مناقضه أفكارها / تهبل كأنها عارضة ازياء بس لو تاخذ طول سلام ههههه
ضي بإشمئزاز / قصدك تمثال..لو توقف اشك إن أحد بينتبه إنها انسانه....والله فرحانه؟ يعني مو مستخسره ساري فيها؟
سمو تتصنع الصدمه / ليــه؟؟
ضي بصراحه / لانها ما تستحي و طماعه
سمو / طماعه احسن من الخاينه..على الأقل لها وجه واحد واضح تتصرف فيه..مو تطلع بوجه و إذا تمكنت طلعت الوجه الثاني..ناس ماتدرين متى تطعنك..صدق الأقارب عقارب
كادي بعتب / سموو
ضي / خليها..يعني انا مو عارفه لسان هالبنت
كادي تتركهما لتراقب سلام / وش فيها سلام؟ شكلها تعبانه مره!
سمو / ايه..تقول وحده يعرفونها من الكليه توفت..يمكن انصدمت من الخبر..لو شفتي كيف خوفتني أول ما دخلت عليها غرفتها..اذكرها طلعت من عندي بتشوف ساري جاء أو لا..يوم تأخرت رحت ادورها لقيتها بغرفتها تصيح و هي ترتجف بخوف..مادري بس غريب كل هاللي فيها عشان وفاة وحده حتى مو من صديقاتها!!
كادي / الله يرحمها..يمكن طريقة موتتها مؤثره..أو اللي قالت لها الخبر صدمتها فيه
سمو لا تقتنع / يمكن ما حبيت اسألها خفت تتضايق أكثر

و التفتن جميعهن يرمقنها بإستغراب...و هي تجلس بجانب والدتها ساكنه...هادئه...ضائقه...
نظرتها شارده بعيداً...و ملامحها تنطق بهمٍ تكتمه...




هذا كان حالها...مجهده...منهكه...
قلبها ينبض بألم...و تثاقل...يستعصي عليها التظاهر بالفرحه حتى من أجل أخيها...
و هي تغرق في لجة أحزانها الصاخبه...منذ أن لفها وميض ذاك الماضي الأسود من جديد...ليتغلغل في جدران سكونها فيتصدع...و تنهار...

للآن تشعر ببرودة القهر تسري بأوردتها...
غاضبه...خجلى...من وقوفها أمامه بذاك الشكل...بذاك القرب...من ذاك الحوار...

تحاول أن تتذكر كيف كانت تشعر بقربه في الماضي...كيف كانت أجرأ..؟؟
بأي شعور...فعلت كل ما فعلت..؟؟
فلا تجد داخلها...أي شيء من تلك الأحاسيس التي طالما ساقتها بجنون إليه...

تغيرت...تغير كل ما بداخلها إتجاهه...
لا تجد أي شيء يربطها به...خزي تلك السنوات محت كل شيء من داخلها...
فلما لم يتغير هو للآن..؟؟

هو من قام بخيانة ذاك الجنون...هو من عاد إلى عقله قبلها...هو من ادرك قبلها أن كل ما فعلاه خطأ...
هو من ذهب ليبني حياته بعيداً مع أخرى...مازالت معه...
فماذا يريد الآن؟؟؟

تذكرت ملامحه...و إرتجاف قوي يعصف بقلبها...
كم تغير كثيراً...كثيراً...أو هي من تغيرت نظرتها له...
بدا لها كبيراً أكثر من سنه...أخافتها ملامحه الحاده القريبه...زعزعتها نبرة الامتلاك...و الثقه في صوته...نظرة الإصرار في عينيه...

زفرت بقوه...و الدمع يقف على عتبات اجفانها...يحسره الضيق و الخوف...
تحاول أن تتماسك...و تتناسى جاهده ما مرت به...
تريد محيه قبل أن يعلق بذاكرتها...لأنها ترتعب من مجرد إسترجاع تلك اللحظه...



♥▓♥▒♥▓♥



بعد أن غادروا أهله...و والدتها التي لم يهدأ حماسها...و حديثها...للحظه...
تجمل فتاتها بعينه...توصيه بها...تدعي حباً و تقديرا لأهله يعلم أنه زائف...
تتحدث عن ما تكبدته من أجل هذه الليه...طبعاً آملة في التعويض...

اغمض عيناه براحه بعد هدؤ تلك الازعاجات...ليفتحهما و ترتد نظراته إلى من تجلس قريبةً منه على ذات الكنبه الطويله...

بشكلها هذا...كان يكفيه الإحراج أمام والدته...و عمته مزنه...
حمد اللـه كثيراً...لأن والده رفض الدخول معه...
هو نفسه كان محرجاً من النظر لوالدتها التي بالغت بلباسها...و كأنها تنافس ابنتها...بإبراز مفاتنها...
يالهذه الفتاة و والدتها...ألا يملكون عقل للتفكير...حتى و إن كانوا طمعى يريدون إغوائه بهذا الجمال...ألا يطمعون بذكاء..و برويه؟؟

تناسى إعتراضاته عليها...ليحبسها بداخله بعيداً عن تعبيرات وجهه البارده...و يتأملها بإبتسامه متكاسله...مستخفه...

ساري / مبروك
منوه تعبث بخصلات شعرها المنسابة بدلال..وعيناها تملأها الفرحه / الله يبارك فيك

لترخي نظراتها مدعية الخجل...و هي تتلمس بيدها تلك الإسواره الماسيه التي اثقلت يدها...

منوه / رووعه الشبكه..يسلم لي ذوقك..ربي ما يحرمني منك
ساري يجاريها / ماراح ينقصك شي من اليوم..اللي تحتاجينه تطلبينه مني

انتظر إعتراض...لكن ما أتاه فرحة...و موافقه اكيده...

منوه بدلال / و حنا مالنا غيرك..الله يخليك لي

هكذا بدايه...لم توجد بداخله الرغبه لبدء أي حديث آخر معها...ليس الآن على الأقل...
عليه أن يستعد نفسياً لهذا التغيير الذي أطرأه على حياته...
يكفيه اليوم تأكيد هذا الإرتباط الذي سيلتزم به مدى العمر...إن كتب له ذلك...
مدى العمر!! تردد صدى هذه الفكرة بداخله بجمود...
هل يعقل أن يعيش عمره مع فتاة كهذه..؟؟

منوه بغنج / أنا بأروح اللحين..يعني بعد اذنك فيه....

و قبل أن تورد أسبابها...وافق سريعاً...
ساري / على راحتك..

نظرة عيناها التي التقطها له...أنبأته بصدمتها...أو خيبتها...
هل أملت أن يرجوها للبقاء بجانبه...
حسنا أيتها الطامعه الصغيره...هذا واحد من ألف لتلك الأشياء التي سوف تطمعين بها و لن تجديها...

منوه تغادره بمشيتها المتهاديه..لتلفت عليه بإبتسامتها المغريه...

منوه / اشوفك على خير

ساري / انتظري

لا يعلم متى غادر مكانه...
و كيف وقف بهذا القرب الشديد منها...
و حين التفتت لتجيب ندائه كان لا يفصلها عن وجهه إلا فارق الطول البسيط بينهما و هي ترتدي هذا الكعب العالي...مد يده يعانق خصرها النحيل...
اتسعت عيناها بصدمه...قبل أن ترفرف أهدابها بخجل تهوى تمثيله و يستنكره عليها...
لكن لما لا...و هي اليوم ترتدي قناع الخجل تظنه يصدقها...لا تعلم أنه يدرك تمثيليتها منذ البدء...
وهو برضاه يسمح لها بلعبها عليه...لأنها تناسبه...

لا يعلم لما أراد أن يختبر إتقانها لدورها...أو أن يعرف أي ردة فعل ستمثلها...
وهو يقترب من وجهها ليطبع قبله عميقه على خدها...و يهمس بأذنها...

ساري / اشوفك قريب

بالكاد ابتعد عنها...و ارتخت يده قليلاً عن مرفقها...قبل أن تختفي من أمامه راكضه...
مالت شفتيه بضحكة مستهزئه...مشمئزه...وهو يزفر أنفاسه بقوه...بعد أن تشبعت رئتيه برائحة عطرها الساحر و الذي أسرفت به كثيراً...(الظاهر ما جهزت لهالحركه ردة فعل مدروسه)

تنهد بضيق وهو يخرج ليكمل دور العريس السعيد...
فهذا فقط أول الطريق...الذي رسمه لنفسه بلحظة قهر...

لكن ذاك الدور بدأ منذ الآن يصعب عليه...
وهو يقابل أول شخص خالد...أخاها...و يحمل من ملامحها القليل...
أو هو من يتوهم هذا الشبه ليذكرها فقط...

خالد / مبروك
ساري / الله يبارك فيك..عقبالك
خالد / لا..تو الناس..العروس للحين ما افرزوها
ساري / هههه وش هذا زواج جديد
خالد / ايه عندي بالقائمه ثلاث..بس الفرق إني مو أنا اختار بينهم.. لا انتظر وحده منهم تختارني
ساري بإستغراب / أنت صادق؟
خالد / ايه..تعرف إن جدي أبو أمي الله يرحمها..حالف لازم ناخذ من بنات خوالي..بدر ماشاء الله عليه أخذ بنت خالي الكبير وحيدته وارتاح..أنا خالي الثاني عنده ثلاث بنات..و احتاروا فيني من تاخذني و أنا للحين انتظر ههههههه

صحبه ساري وهو يضحك...و يستفسر أكثر عن هذا الزواج الغريب...
سعيد بأنه وجد ما يشغله...و يبدد الضيق الذي يسكنه بعد رؤيتها...



♥▓♥▒♥▓♥





توقف النبـض مؤقتاً✖】♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ




أغانـي الشتـاء 05-06-16 01:16 AM

الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 




♥▄الـنـبـ«14»ــضــة▄♥



فـي الـغـــد..~

فتحت عيناها بتثاقل...و هي تحس بصداع رأسها...بعد نوم متقطع...و كوابيس مزعجه...
لم تستوعب عيناها النور الذي اشتعل أمامها فجأه...و قلبها يفزع و هي تتبين ذاك الثوب الأبيض الواقف بالقرب من سريرها...لتنطلق صرختها قبل أن ترى وجهه...

تميم يجلس بجانبها بقلق / سلام وش فيك؟
سلام تلهث بأنفاسها..و هي تتأمل وجهه / تميم!_تنفست براحه_حرام عليك خوفتني
تميم / هذا و أنا مقدر حسك المرهف..و مصحيك بهدؤ..أجل لو استعملت طريقتي مع سمو وش بتسوين؟
سلام تبتسم و هي تجلس بسريرها / الله يعينها..أنا اشوف البنت صارت مرجوجه..أثاريك انت اللي مفزعها
تميم / الله يسامحك حطمتيني..أنا قلت بتقول وش هالوجه الصبوح اللي تصبحت فيه..أكيد يومي بيصير حلو..مو تصرخين!!
سلام بإعتذار / قمت من الحلم أساساً مفزوعه..و ما ستوعبت وش اشوف قدامي
تميم بمحبه / خير إن شاء الله..الساعه وحده بعد الظهر..أمي و عمتي مسوين قضيه لأنك ما تعودتي تنامين إلى هالوقت..فقلت أحل المشكله و اصحيك
سلام تبتسم / ما نمت زين..بس ما قلت لي كيف تصحي سمو؟
تميم يضحك / تذكرين القناع اللي جبته يوم سافرت
سلام بإشمئزاز / أبو شعر أبيض
تميم / ايه
سلام / عسى تخوفها فيه..لك سنه جايبه!!
تميم / ايه..و خوفتها فيه مية مره..و للحين تخاف كل ما تشوفه
سلام / حرام عليك تميم..مو زين تسوي فيها كذا..تفززها من نومها على ذاك الوجه
تميم يبدو متفهماً / خلاص و لايهمك أدور طريقه ثانيه اخوفها فيها..أصلا أنا مليت اخوفها فيه و هي للحين ما ملت تخاف

ضحكت بيأس أن يأخذ كلامها بجديه...و ابتسمت و هي تستمع إليه...
هذا ما تحتاجه لتتخلص من ضيقه مازالت تسكنها من الأمس...صباح مرح بنكهته...



♥▓♥▒♥▓♥



دخل إلى غرفتها ليجدها تجلس على مكتبها...مستغرقه بترتيب أوراقها...و كتبها...و ملخصاتها...

سامي يضع كوباً من الشاي على مكتبها / صباح الإجتهاد
كادي تبتسم / صباح العسل لو إننا اللحين الظهر_تاخذ الكوب منه_..تسلم يدينك
سامي يجلس/ عاد هالأسبوع لا تضيعين وقت....
كادي تقاطعه بتذمر / لاااا سامي عاد مو تصك علي من اللحين..الامتحانات بعد اسبوع
سامي / ايه راجعي بهالأسبوع..عشان ما تتعبين
كادي بحماس / ايه صح..اتفقنا مع سلام الخميس الجاي..نروح أنا و سمو لبيت أبوها عشان نراجع معها و مع صبح
سامي يضحك / و تاخذين اذن من اللحين؟
كادي / ايه متحمسه اشوفهم مره ثانيه..حبيتهم ضحى و صبح..حتى فجووره_لتكمل شارده بهمس_ياليت عندي أخت كبيره مثل صبح
سامي يبتسم بحزن / عندك سمو ما تكفي
كادي بصراحه قلما تتحدث بها / سمو نصي الثاني..نضحك و نستهبل مع بعض..بس اتمنى عندي أحد أكبر مني اشاورها باللي يحيرني..اقولها اللي يصير معي..هههه تحسني غيوره عشان شفت صبح كيف مهتمه بخواتها..أبي أصير مثلهم..؟
سامي يمازحها ليخرجها من ضيقها / مو كل الخوات الكبار طيبات..يمكن تخنقك و تتحكم بتصرفاتك..خليك علي احسن نص سوالف البنات ما اعرف فيها عشان كذا ما وقفتلك على الوحده
كادي تضحك / الله يخليك لي..و تتزوج و تجيب لي أخت كبيره

ضحك سامي وهو يغادرها...دائماً كانت شديدة الغيره...و التملك...عليه هو والده...
لأول مره تصرح برغبتها لدخول شخص جديد لعالمهم الخاص...
هل غيرت صبح وجة نظرها...و أفكارها لهذه الدرجه...و من لقاء واحد فقط...!!

تذكر ما سمع عنها...و تذكر ما سيفعله باسل...
يضايقه أن يتطاول على فتاة كهذه...و يكره أن تتشوه صورته أمام أحد ليأخذ عنه فكرة سيئه...
لكن ما يريحه أن باسل...لن يتنازل ليفرض عليها نفسه بطريقة واضحه...لن يلاحقها إن صدته بإلحاح...
فلابد لكرامته...و غروره...أن تمل هذا التحدي بسرعه...



♥▓♥▒♥▓♥



كان يجلس في الصاله لوحده...يقلب تلك القنوات باحثاً عن شيء يقطع مللـه...
حين تصاعدت نغمات هاتف على الطاوله القريبه منه...
نظرة إنزعاج لمحها به...ليخطر في باله شيء...(هذا جوال سلام!)

مد يده ليلتقطه...و كما تمنى رأى ذاك الإسم يلوح على الشاشه...
ليبتسم بإستكبار وهو يضغط ببرود.. و ثقة .. على زر الإجابه...
سيحدثها...متعللاً بإعتذاره عما حصل...
لم يسبق له أن اعتذر لأي شخص...و لا يعلم كيف ستخرج منه تلك الكلمه...لفتاة مثلها...
و لكنها الطريقه الوحيده للبدء معها...و لابد من التنازل...

صبح / السلام عليكم

حين سمع صوتها الهاديء...نبرتها الدافئه...لا يدري لما خيل إليه أنها تحدثه و هي تبتسم...
انفرجت شفتاه ليتحدث...لكنه لم يجد ما يقوله...أو يبدأ به...
لابد أنه بسبب الإعتذار...هذا شيء بالتأكيد صعب عليه..!!

صبح بإستغراب / سلومه قلبي ليه ما تردين؟؟
باسل يتنحنح / اللي معك مو سلام..أنا اخوها باسل
صبح بقلق..و خجل / آسفه أخوي..بس سلام فيها شي؟
باسل / لا ما فيها شي..بس أنا يوم شفت اسمك رديت..كنت أبي اكلمك عن الموقف اللي صار يوم.......

صمت بصدمه...بعد أن اصبح على الهاتف وحده...
لم تستمع إليه...أقفلت الخط بوجهه ببساطه...حتى قبل أن يبدأ بحديثه...ليرمي الهاتف بغضب...(احسن مين قال انك تستاهلين الواحد ينزل نفسه و يعتذر منك لو تمثيل بس)

غادر مكانه بغضب...يملأه القهر...من عجز تفكيره...و أطباعه...عن التقرب لأحد...
لكن داخله رغبه غبيه تقوى في أن يثأر لكرامته...و مقارنته بها...بل و تفضيلها عليه...



♥▓♥▒♥▓♥



استيقظ من نومه عصراً...متأخراً...
و كآبته تستيقظ معه...بعد شرود النوم منه البارحه مع ملاحقته لأطيافها...
لا يعلم إن كان نام أم لم يغفو مطلقاً...
صورها التي تناثرت داخله...هل كنت خيالات...أم أحلام...

تردد داخله طوال ليلته...صدى ذاك اللقاء الذي انتظره بلا شعور لسنوات...
لكن لم يتصور أبداً له هذا الحوار...و هذا الشعور...و هذا الألم...
أه منها...ملامحها القديمه...ملامحها الحاليه...أياً كان شكلها...و بأي حال...مازالت تقيد نيران قلبه بلحظه...

جلس بسكون الصاله وحده...يتذكر نظراتها المذعوره...إرتجافها...خوفها...
كرهها الصريح بنبرة صوتها...و نظرتها...
كيف استطاع تركها...بدون أن يسمع تفسير لتلك الحاله التي تتقمصها..؟؟
أن يعرف أين هو من كل هذا؟؟

لا يصدق أنها تنساه ببساطه...رغم كل التأكيدات من حوله...رغم تأكيدها هي نفسها...

هل تتخيل نفسها تغيرت...كرد فعل على غيابه؟؟
هل أصبحت تخشى جنون أمواجه...التي طالما هوت الغرق بها...
هل صحى قلبها...الذي طالما غفى عمره في حبه...و عشقه...
حبه المتجذر كل عمرها داخلها...هل اقتلعت جريان تلك الدموع أساسه..؟؟
كم ليلة جرحت بدموعها سوادها الحالك..؟؟
كم من ليلة نادته فيها...لتيأس هكذا منه...و من عشقه..؟؟

هل صدقت خيبتها به..؟؟
هل ظنت أنه بكل بعد الدنيا سينساها حقاً..؟؟
هل آذاها ببعده لهذه الدرجه..؟؟
هل افتقدته بشده..؟؟ لتنسج لها شخصية..و حياة..و مشاعر لا ترتبط به..؟؟
عهدها قويه...قاسيه...عنيده...ستتحمل هذا البعد الذي لم يقوى هو عليه...
و هـا هو يعود...فمتى سوف تستوعب هذا الرجوع لتعود كما يعرفها...كما يعشقها...
متى سترجع لنفسها..؟؟
لقلبها الذي يعشقه..؟؟
لجنونهم...لعشقهم...لتفقده الوعي مجدداً لبقية حياته...

مزنه تدخل الصاله / مالك..صحيت؟
مالك يفيق من خيالاته / مساء الخير يمه
مزنه / يمسيك بالنور.._تنزل عبائتها التي كانت بيدها_أقولهم يسوون لك قهوه؟
مالك و فكره تقفز لخياله / لا بأطلع_ينتبه لها_ يمه وين بتروحين؟
مزنه / بأروح أجيب أغراض البيت
مالك / و ليه تروحين أنتي؟ اكتبي اللي تبين لوحدة من الخدامات و هي تجيبه
مزنه / لا ما أحد يعرف للي أبي إلا انا
ابتسم مالك / وش عاد هالشي اللي ما يعرفه غيرك يمه؟
مزنه / بأروح اجيب كاكاوات للبنات إذا جو عندي..اللي عندي خلصن..تعرف هالبنات مالهن بالتمر
مالك يضحك / يمه هذا الكل يعرفه
مزنه / لا ما أحد يعرف اللي يحبنه البنات غيري
مالك يمازحها / يعني بتقنعيني إنك تعرفين أساميهن؟
مزنه تضربه بخفه / تضحك علي إيه أعرف سمو تحب ذاك أبو كرتون أزرق و ضي تحب الحلاو الملون اللي في العلبه و....
مالك يضحك وهو يقف / خلاص يمه يكفي يكفي ما ينخاف عليك مثبته الألوان..البسي عبايتك أنا بأوصلك و اطلع
مزنه / لا يمه روح لمشوارك أنت..أنا وخدامتي بنروح مع السواق

لم يصر عليها أكثر بسبب فكره المشتت...و صعد للأعلى بخطوات عجلى ليبدل ملابسه...وهو يتذكر أنها لابد أن تكون هناك...في منزل والدتها...
يجب أن يذهب..يحاول رؤيتها...لعل الصدف التي طالما خدمتها...تخدمه هو أيضاً هذه المره...



♥▓♥▒♥▓♥



كان في سيارته...شارداً...وهو يقف عند تلك الإشاره المروريه...التي لا يبدو أنها ستعطيه الضوء الأخضر قريباً...
تعالت نغمة هاتفه...ليرمقه بإهتمام...خفت وهو يرى إسمها...
و يتذكر تلك الورقه التي دستها والدتها بيده...مدعية معرفتها بخجل ابنتها على الإتصال به...آمله أن يتصل هو بها...
لكنه لم يتصل...لتأكده الشديد من إتصالها هي به...لكن لم يتوقعه بهذه السرعه...

هاهو إتصالها الثاني خلال هذا اليوم...فالإتصال الأول لم يجيبه وهو لديه ما يشغله...
لكن الملل في هذه اللحظه جعله يرد..

ساري / هـلا
منوه برقه / مساء الخير قلبي

رفع حاجبيه مستنكراً...(قلبي!!)

ساري / مساء النور..وش أخبارك؟
منوه بدلع / اسأل عنك لو طيب أنا طيبه
ساري ببرود / واضح إنك بخير
منوه تضحك بغنج / أكيد دام اسمع صوتك

و استمر حديث لا معنى له بينهما...
يسمع كلامها...و بالرغم من همسها الدافيء لكنه لا يحس بشيء منه...
تصف الكلمات الرقيقه على مسامعه...تبين إهتمامها به...لكنها كلمات من الواضح أنها مفتعله لم تخرج من قلبها...و بالتأكيد لن تصل إلى قلبه...
فجميع كلماتها مستهلكه...متصنعه...مبالغ بها...تسردها عليه و كأنها نسختها من قصيده..أو اقتبستها من فيلم ما...

حسناً...فلتنسج تلك الكلمات على مسامعه...لترددها عليه يومياً...لتقنعه بها...
علها تملأ ذاك الفراغ بروحه...تزرع له قلباً كاذباً مثلها...يجاريها به...


♥▓♥▒♥▓♥



وصل إلى بيت والده...لتصل دقات قلبه لذروتها...
ذاك القلب الذي لم يحس بنبضه هكذا لسنوات...
ذاك القلب الذي ظن أنه سيطر عليه...
أراد بكل جنون كبته تلك السنوات...أن يلج البيت بفروغ صبر...و شوق...باحثاً عنها...
لكن عقلاً قليل مازال يتشبث به...نهاه...ليجر خطاه إلى المجلس...و يتصل بسمو...

مالك / مساء الخير
سمو بفرح / مساااء العسل..و الملكه..و خلية النحل كلها
مالك يضحك / أنا في المجلس تعالي
سمو تصرخ بحماس / واللــــــه!!

ابعد الهاتف عن اذنه منزعجاً...و اغلقه بإبتسامه تنتظرها...
و لم تمر لحظه إلا و رآها تدخل عنده...

سمو تلهث / لا قول و فعل يا شيخهم..عشانك جيت أمس توقعت ما اشوفك إلا بعد أسبوع
مالك / مو اقولك بتملين مني
سمو / ايه تكفى زهقني فيك..كل يوم تعال عندنا
مالك / وين العيال؟ ما فيه أحد؟؟
سمو / باسل يطلع ما يقول وين..و ساري معزوم على العشاء عند أصدقائه..بس تميم راح يوصل سلام و اتوقع بيرجع


(ذهـبـت) !!


سمو / يمه والله ما قلت شي خطأ
مالك يتدارك خيبته / وش تقولين؟
سمو / اقول وش فيك كأنك تبي تذبحني؟
مالك يتصنع ضحكه / ياكثر كلامك..مو ناويه تقهويني؟
سمو / أفا عليك أحلى قهوه..و أحلى ضيافه لخاطر جيتك..تعال في الصاله
مالك يتنهد بضيق / باتمشى شوي في الحديقه..و الحقك

تركته...ليجر خطوات خيبته...يتلمسها في أماكن تزخر بها...
إبتعاده...فعودته... جعلاه يدرك بشكل أقوى من هي بحياته...لا بل إنها هي كل حياته...
كان بعيداً عن كل شيء...
بعيداً عنها...
عن مشاعرها...
عن ذكرياتها...
حبسها داخل أقاصي روحه لسنوات...و هاهو يستعيد كل شيء عنها بقسوة واحده لتتدافع من داخله بقوه...
ليثور بركان اخمده طوال تلك السنوات..و هاهي حممه تحرق كل ما بداخله من تناسي...و صبر...

فيستعيد تفاصيل حكايتهم...
يتذكر فرحه...فيتذكرها هي...
يتذكر حزنه...فيتذكرها هي...
سنينه...سنينهم...المغلفه بجنونها...

كانت أقرب له من أصدقائه تعرف كل تفاصيله...وهو يحدثها كأي صديق له...
تستمع لما تفهم...و ما لا تفهم...المهم أن يتحدث...و المهم أن تسمع...
و الأهم أنهما معاً...

::

مالك يتمدد على المقعد الخلفي لسيارته يثني ساقيه الطويلتان في المساحه الصغيره المتبقيه من جلوسها بجانب الشباك..و رأسه يرتاح على حرير بجامتها البيضاء / الشركات اللي مقدمه عروضها قويه و محتار مين اختار
سلام ترخي وجهها لتنظر إليه و هي توزع الكريم على وجهها و تدلكه / امم قولي اسمائهم و أنا اختار
مالك يضحك / مالك في الشغل يا بنت و لا تتدخلين فيه
سلام / أجل ليه مزهقني من ساعه تتكلم فيه..خلنا نتكلم بشي ثاني
مالك تصله رائحة كريمها الطفوليه / اراجع أفكاري معك بس
سلام تفتح النافذه منتقمه..لتتطاير على وجههما قطرات المطر الذي كان يتساقط خارجاً بشده / هههه صحصح عشان ترتب أفكارك زين..طال عمرك
مالك يرفع يده ليقبض على يدها بقوه / مجنونه! قفلي الشباك لا يسمع أحد صوتك
سلام تراقب باحة المنزل المظلمه في المكان الذي ركن فيه مالك سيارته / الدنيا ليل و برد و مطر مين مجنون غيرنا يترك دفاه و نومه و يطلع
مالك يتأملها بحب..وهو يقبل يدها التي ماتزال بيده / اللي ما يلقى دفاه إلا معك

كانت أعمق شعور في قلبه...لتتحول قسوته بين يديها رخاء...و لين...
ليعطيها بلا حساب من نفسه...و وقته...و حبه...
و صبر يستوعب حتى إتصالاتها به في كل ليله تسرد عليه كل ما لا يهم...فيغفو فيها على صوتها...

سلام / ألو..ألــو..ماااالك...نايم؟؟
مالك بصوت اثقله النعاس / ايه
سلام لا تهتم / ليه ما جيت اليوم بيت أمي..انتظرتك ثلاث ساعات..كنت بأقولك عن اليوم المفتوح اللي عندنا بكره..تدري بألبس الجاكيت اللي جبته لي و.................

لتهذر لساعات...تفاصيل فتيات سخيفه لا تهمه...مع ذلك يستمع لها...ما دامت بصوتها...

::

ابتسم بشرود معترفاً...
لا يعرف أن يعيش إلا مع أنثى تحمل تناقضاتها...جنونها...
لقد حاول خلقها في عذاري...لكن سكونها...و سلبيتها...أبت...أن تكون حتى مرآة تشبهها...
فعــاد ليعشقها أكثر..
ليشتاقها أكثر...
ليجن بها أكثر....

و هاهي تهجره قسوته...و ثباته...و رجاحته...فيسري كطفل هائم على وجهه يبحث عن ماضاع من أمومة عشقها...

فـيصل بجنونه لمنبع عذابه...ليرجوه...لعله يجد لها بقايا عطر ليتنفس شيء منها...
شعره انسلت من خصلات حريرها...لترقد كما كانت دوما بمكانها الطبيعي بين أصابعه...
شيء من حبر هدرت به لعنة...أو دعوة عليه...

لكن بينه و بين كلها الباقي هنا...كان باب غرفتها المقفل...

ليدرك بعد سنوات فداحة جهله...و خطأه...
كيف اقتلع نفسه منها؟؟
و كيف يعيد إليه ذاك الوطن..؟؟

سمو تخرج من غرفتها..لتراه في الممر بإستغراب / مااالك وش جابك هنا؟
مالك يتدارك صدمته..و بثبات خارجي فقط / كنت ادورك..وحده من الخدامات قالت إنك فوق

هذا ما كان يهرب منه...كيف تسوقه بلا شعور...بلا عقل...لكل شيء لها...
تسكنه...و تسري به أينما تشاء...كجنيةٍ صغيره كانت و مازالت تعبث به...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تجلس على سريرها شارده...ساكنه...منذ الأمس و هي صامته...تستثقل الكلام...و الحياة...
لإرادتها فعل عكسي على مشاعرها...
في كل مره تعزم على نسيانه...تتذكره أكثر...
في كل مره تبعده طوال اليوم جاهده عن تفكيرها...تجده في وسائد حلمها يسكنها...

لتتسائل بلا رغبة منها...
هل اختتم ليلة البارحه...بفرحة حديثهما الأول..؟؟
أي نبضة سكنت قلبه؟؟
أي نشوه سكنت نظرته؟؟
أي شعور اختلجه بلمسة يدها..أم إنه طال منها أكثر؟؟
كم بقي عطرها منتعشاً في روحه؟؟
كم من الوقت فكر فيها؟؟

ما هو طعم تلك الليله معك..؟؟
كم كتبت ذاك السيناريو من مرات..صاغت مشاهداً له...تخيلت حواراً له...لتفوز بالبطوله سواها...

آه...لو تقوى على نسيانه.؟
لما يسكنها..؟؟ كيف لها أن تعجز عن تخطيه..؟؟
و هي حتى لم تحدثه يوماً صوتاً لصوت...
ألإن ما بينهما كان صمت حب...مازال صداه أبقى..
يتوق للكلمه كيف كان من المفترض أن تكون بينهما...بأي همس ستحكى...بأي لذة ستنسكب داخلها...

هذا هو حبها...مات...بل قتلته...مجهول النكهة في روحها...
فلينتقم منها...بأي شيء...إلا أن يبقى هاجساً...يسكن شواردها يستعصي على نسيانها...مدى العمر...

أفاقت حين احست بأختها...ترتمي على أريكتها...و تتأفف بضيق...

جود / تدرين..كان معك حق لو ما رجعنا احسن
دانه..و كأنها لا تتمنى ذات الشيء / ليـه؟
جود / فرحه ناقصه..و بتم ناقصه و هذا حالنا
دانه تتنهد / ما بيدنا شي نسويه..لو كان بيدنا شي كان ماصار كل هذا..صعب تتشرهين و تزعلين و أنتي تعرفين إنك أنتي الغلطانه..و ما تقدرين تعتذرين و أنتي ماراح تصلحين الأمور بعد هالإعتذار
جود / ليه ما نكلم أمي..يمكن........
دانه تتقاوى على الذكرى و الحنين / ما عاد يهمني الموضوع..و لا أبي اضايق أمي عشانه..بينهم عمر طويل من المشاكل..مو بكلمتين بتحلينها
جود بغيض / دااانه ليه هالسلبيه؟ لو فكرتي تسوين شي كان ما خسرتي.....
دانه تقاطعها / مو سلبيه..بس كل شي و أهم شي..إذا قارنتيه برضا أمك بيرخص بعينك.......مهما يكون
جود بعجز / و أنا مابي زعلها..بس بعد أبي ترجع علاقتنا أنا و كادي و سمو زي قبل..حتى عمتي جواهر أبي اشوفها..بس هي و أمي بعد متهاوشات..و ناسيتنا..احس كأنها عمة عيال عمي سعود بس..ما كأننا بنات اخوها
دانه / أنتي وش عندك على هالسالفه؟ كادي قالت لك شي؟
جود / لا بس يوم اشوفها في المزرعه و كل ما اكلمها..احسها ضايعه بيني و بين سمو..و أخاف بيوم تجبر إنها تختار..و أكيد بتختار سمو و ...........

صمتن و فراس يدخل الغرفه...

فراس / مساء الخيـر
/ مساء النور
فراس يجلس متأمل ملامحهن / سـلامات..وش فيه؟
دانه / ما فيه شي
فراس / لا والله! أنتي من الصبح ساكته..و الأخت اللحين ماده بوزها شبرين
جود / أنت شفت عمتي جواهر؟
فراس / ايه أمس بملكة ساري سلمت عليها هي و خالتي فاطمه..ههه لا تسمعني أمي
جود بغيض / وش دعوه بتقولك شي! أنا أبي اعرف ليه حنا البنات علاقتنا انقطعت..و أنتم لا..ليه أمي ما تهاوشك إذا كلمت أحد من عيال عمي سعود...........
فراس يقاطعها بإستغراب / أنتي للحين متهاوشه مع سمو؟؟ أجل مين تكلمين كل يوم؟
جود / والله إنك مو عايش بالدنيا...كادي بس اللي اكلمها
فراس ببساطه / زين تصالحوا..وين المشكله؟
جود بضيق / أخاف أمي ما ترضى..و سمو مو مهتمه إننا نتصالح
فراس يقف / و أنتي من غبائك بتسألين أمي معليش اكلم سمو..خلاص تراضي معها و كلميها و أمي ماراح تعترض

جود تطالع دانه بتساؤل...لتجيبها نظراتها بأنها لا تعلم نتيجة ما يقول إن فعلته لدى والدتهن...

جود و كأنها تتذكر / بس سمو للحين شايله علي
فراس بثقه / قولي لكادي تجمعكم مع بعض..هي قريبه منها أكيد بتقدر عليها..ما يصير تتفرقون على شيء مالكم دخل فيه

غادرهن و جود تغرق بأفكارها...لتفيق بعد لحظه...

جود / إلا وش عنده يسال و مهتم! أول مره يصير ملقوف
دانه بتفكير / يمكن يهمه أحد بهالسالفه
جود / وش تقصدين؟
دانه / يوم كنا في المزرعه كنت اتمشى بعيد وشفته واقف مع رنا و بيده دفتر يقراه..لدرجة إنه ما انتبه لي..يوم قربت منه عطاه لرنا و خلاها ترجع لقسم الحريم قبل اقرب منهم..أنا ذاك الوقت ما شكيت و لا اهتميت لحركته..بس يوم سمعت بسالفة دفتر كادي عرفت إن اللي معه كان دفترها
جود بصدمه / كادي تقول فيه أشياء خاصه!
دانه تبتسم / وشكله اخوك الملقوف قرأ هالأشياء الخاصه
جود بشرود / عشان كذا مهتم بسالفتنا؟؟_تكمل بغضب مصطنع_من زينه و أنا على بالي يسأل عشانه شافني متضايقه



♥▓♥▒♥▓♥



عاد لذاك الحـي من جديد...بعدما تأكد من صحة معلوماته...
و الآن وهو يقف بسيارته أمام ذات المنزل الذي زاره بالأمس...بدأت تتقاذفه الأفكار...و الأسئله...
أي حياة عاشتها تلك الفتاة...و أي فتاة هي...و أي أناس هم أقاربها..؟؟
و الأهـم من ذلك...كيف سيكون إستقبالهم له؟؟

تنهد بعمق وهو يطفيء سيارته...و التوتر و الترقب يسريان بكل اطرافه...
ليترجل منها...و بخطوات بين عزم و تردد يقترب من الباب...ليدق الجرس...

انفتح الباب... ورأى طفل صغير أمامه...قد يكون في الخامسة من عمره...

تميم بإبتسامه واسعه / أهلين يا بطل..أبوك فيه؟

/ ايه..ادخل

زفر بقوه...وهو يدخل لهذا المنزل المتواضع...و يشير الصبي له نحو الطريق الذي يسلكه...حتى تركه في مجلس بسيط...

ليتركه راكضاً / اللحين أناديه

لحظات طويله مرت به...قد لا تكون طويله...لكن ترقبه جعلها تمر كساعات...
حتى دخل عليه شاب بملامح منعقده...يرمقه بإستغراب...
و حين انهى السلام عليه...و السؤال المعتاد عن الحال...

فهد / تفضل
تميم يجلس و يتحدث بالموضوع مباشرة / كنت أبي اشوف عابد الـ
فهد بإستغراب / والله الوالد متوفي من سنين
تميم بحرج / الله يرحمه..أناااا قريب بنت أخوه..كنت أبي......
فهد يقاطعه بصدمه / جرح! _يتأمله بحده_أنت تقرب لأمها؟
تميم توترت دقات قلبه / ايه..ولد خالها
فهد بإستخفاف / أمها للحين عايشه؟
تميم بضيق من هذه البدايه / ايه
فهد بإستهزاء غاضب / واللحين فكرت تسأل عنها؟ بعد كل هالسنين!
تميم / عفواً..بس ما عرفت أنت مين؟ وش تقرب لها؟؟
فهد / أنـا ولـد عمـهــا..و زوجـهـــا



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ




أغانـي الشتـاء 05-06-16 11:28 PM

الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 





♥▄الـنـبـ«15»ــضــة▄♥



بعـد أيــام (يـوم الخـمـيــس)...~

كانت تجلس بجانبه في السياره...صامته...لا تعلم أي حديث ستتكلم به معه...
ماتزال مستغربه...أن يتنازل و يوصلها بنفسه...ليس هذا فقط...بل هو من عرض خدماته عليها...

وصلتها رسالة من كادي...[سمو بأطلع من البيت بعد ربع ساعه..ياويلك ماتكونين اللحين بالطريق مابي أوصل قبلك..استحي]
ابتسمت و هي ترسل لها..[لا تخافين أنا اللحين في السياره]

باسل / بتروحين كذا؟
سمو تلتفت إليه / وشلون يعني كذا..أخي باسل ياليت تشرح لي وش ورى كلمة كذا؟
باسل بملل / يعني يد ورى و يد قدام
سمو / لا بأخليهن كلهن قدام لأني شايله فيهن كتبي هههههه
باسل يصد عنها للطريق / أنا الغلطان اللي اكلمك
سمو / (أنا الغلطانه انكت عليك) باسل أنا وش دراني وش تقصد؟ عسى افهم الكلام الطبيعي تبيني افهم الألغاز
باسل بتأفف / يعني الناس الذوق ما تدخل بيت أحد و يدها فاضيه
سمو بإستغراب / و يعني بتقنعني لو اقولك وقف عند محل حلويات أو شوكليت بتوافق؟
باسل بتلاعب / جربي و تعرفين

صمتت...و اعتقد أنها لن تتكلف المحاوله...لكن بعد لحظات...

سمو تضرب راسها / يووو باسل..اللحين يعني بأروح كذا..يد ورى و يد قدام..و اطلع من الناس اللي ما عندها ذوق اللي لراحت لبيت أحد تدخل و يدينها فاضيه!! أبي اروح اجيب شوكليت..معليش توديني؟

التفت إليها..ليرمقها بنظره مغتاضه يكتم بها ضحكته...وهو يرى كيف اعادت كل جمله بهذه الطريقه الساخره...
بالكاد لمحت إبتسامته...قبل أن يلتفت ليركز في طريقه...

باسل / إن كان على طريقنا

ليبتسم مجدداً إبتسامة قصيره...لتحقق ما يرغب به...

و سمو تتأمل تلك الإبتسامه العفويه التي قلما تراها على وجهه...و التي بدلت ملامحه كلياً...لتزداد وسامته بشكل أعذب...و أخطر...

سمو تبتسم معه / باسل أنت ضحكتك حلوه صدق..و إلا عشان ما نشوفها إلا بالسنه حسنه

لتختفي تلك الإبتسامه الصادقه...و تعود إبتسامته المغروره البغيضه التي اعتادت عليها...




بعد عـدة سـاعـــــات..~

كانت تستمع لأحاديثهن مبتسمه رغم شرودها في كثير من الأحيان...
لكن هذه الزياره...و إنشغال فكرها بشرح تلك المعادلات...كان راحة لها من تلك الأفكار...و الذكريات التي تخنقها...

طوال ذاك الأسبوع...و هي لا تحس بنفسها كما تعرفها...
كل شيء لديها بلا طعم...بلا معنى...تتحرك كالآله...تفتقد الراحه...و السكينه...و الفرح...

لقائها المروع مع مالك...و الأكثر ترويعاً تفكيره أنها مازالت على ذاك الحال...و رغبته بإستمراره...
و خيبة مريره مع يوسف...يحرجها أن هناك شهوداً عليها...

أي ثمن عليها أن تدفع...ليعود بها الحال قبل إرتباط أفكارها بكلا الإثنين..؟؟

سلام تقف / دام خلصت منكم بأروح اسوي القهوه لحد ما تخلصون مراجعتكم مع صبح
سمو تتهرب من مذاكرتها / أسااااعدك؟
سلام / لا أدري بنفعك أنا..خليك بمذاكرتك احسن




غابت ساعه...لتعود إليهم و تراهم قد انتهوا أخيراً بعد بضع ساعات من مذاكرتهن...

سمو / الله يفتح عليك ياسلام..يمكن هالقهوه تصحي العقل اللي انخنق بهالمعلومات

تركن كتبهن ليجلسن جميعاً على الأرض...
تتوسطهن القهوه...و حلويات صبح الشهيه...و سلة الشوكلاته الفاخرة التي احضرها باسل...

سمو حين رأت كادي تمد يدها لتلك السله / أنتي لا تآكلين..باسل اللي جايب هالشوكليت..مو دائما تسبينه..لاااتاكلين
كادي تأكلها بلامبالاة / أنتي اللي جايبته مو هو
سمو / الحق ينقال..انا ما عندي هالاتكيت..بس باسل عنده ذوق هو اللي ذكرني
سلام تضحك/ وش عندك راضيه عليه؟
سمو تتنهد بمبالغه / يختي ضحك اليوم ضحكه من قلبه..ياربي عليه أخوي يجنن..الحمدلله إنه ما يضحك كذا دائماً و إلا كان تحسفت إنه أخوي

ابتسمت صبح و هي تستمع إليهن...
سمو تتحدث كثيراً...عن كل شيء...و كل شخص...و كادي لا تتحدث إلا عن سامي...و والدها...
لكن من كل حديثهما...أثار إستغرابها...صداقة باسل العميقه مع سامي...
مما سمعته عن سامي مسبقاً من سلام...و ما تسمعه عنه الآن من كادي...
شخص بعيد كل البعد عن...وقاحة باسل و غروره...

تشعر بالغضب...و الضيق...كلما تذكرت ذاك الموقف البغيض الذي جمعها به...
لا تتخيل كيف يسمح لنفسه...أن يواعد فتاة في منزل أهله...بلا حياء...أو خوف...
و أكثر ما يضايقها...من هي تلك الفتاة التي ترضى بذلك...

لكن هذا لا شيء أمام جرأته...في الرد على هاتف سلام...و تصوره أنها ستجري حديثاً معه...تستمع به لدنائته...
ألا يملك من العقل و الدين...مايجعله يحترم رجولته عن تصرفات المراهقين تلك..!!

سمو تقاطع أفكارها / مليـون ريال و تقولين لي وش تفكرين فيه؟
صبح تفيق من شرودها ضاحكه / ما يسوى خسارتك
سمو بتأكيد / لا لا أنتي ما تفكرين بشيء إلا أكيد يطلع حلو

ضحكت صبح... على دفاع سمو عن أخيها بالرغم من أنها لا تعرف تلك الأفكار التي شغلتها...

و اكملن حديثهن...وسط ضحكاتهن...و ممزحاتهن...
و ضحى اليوم كانت أكثر إندماجاً معهن...فلقد اعتادت قليلاً على صخب سمو...و أحاديثها الغير مترابطه...و على هدؤ كادي و نعومتها في حركاتها...و كلامها...
لكن صمتها...و خجلها الدائمان...جعلاها تعتاد على مراقبة الناس...و التركيز بنظراتهم...و كلامهم...و شخصياتهم...
حتى أنها اصبحت تفكر...أن تتخصص في علم النفس...
و الآن لاحظت بشده...محبة كادي لصبح...مراقبتها بإبتسامه لها...الإهتمام بكلامها...
و حديثها الكثير عن أخاها سامي و التركيز على أثر هذا الحديث على صبح...




بـعــد ســاعه..~

انتهين من زيارتهن...لتخرج كادي هاتفها من حقيبتها...

سمو / لا تدقين أنا اوصلك..أو تروحين معي عند عمتو مزنه
كادي / لا سامي قال بيرجعني..أبوي اليوم في البيت..أبي نجلس معه كلنا...خليها بكره و اروح معك
سمو / لا اليوم أنا قلت لها بأجيها..و امم بآخذلها الملابس اللي زادت عندي..عشان التبرعات
صبح / ماشاء الله عليها..هي تجمعها؟
سمو / ايه ناس كثير تعطيها..و هي تعرف مسئوله في الجمعيه الخيريه توصلها لها
سلام تقف / انتظري..بأعطيك ملابس ماحتاجها
سمو / أوكي




كانت تقف أمام دولاب ملابسها...و أول شيء فكرت بالتخلص منه...هو ذاك الفستان الذي رآها به...
التقطته من دولابها بسرعه و رمته وسط الكيس بقهر...لترفع رأسها وترى ماكان بجانبه...
تلك البلوزه التي رآها بها يوسف...
زفرت بضيق و هي تتذكره...و تتذكر كلام والدته...لتأخذها هي أيضاً و ترميها بذاك الكيس لتتخلص منها...
لقد انتهت منهما...لا تريد أن تفكر في أيٍ من الإثنين...تريد فقط راحة بالها...و ثقتها...و طمأنينتها...




خرجتا معاً...لتذهب كل واحده منهما إلى سيارتها...
و حين دخلت كادي إلى السياره...هتفت بحماس...

كادي / مساء الخير لأحلى أخو
سامي بإبتسامه للفرحه الباديه في صوتها / مساء النور...ليه ما قلتي لسمو نوصلها معنا؟
كادي / السواق معه أغراض تبي توصلها لعمتي مزنه
سامي / وش أخبار المذاكره؟ طولتوا
كادي / ايه مادتين..و شوي سوالف..بس الحمدلله فهمت كل شي..هههههه
سامي / وش فيك تضحكين؟
كادي / يووو فرق بين شرح سلام و صبح؟
سامي / ليه؟
كادي / صبح رايقه..تدخل المعلومه بهدؤ...لكن سلام يمه منها تخلينا نركز غصب عشان ما تعصب علينا هههه و تضرب بعد..والله تتحول إنسانه ثانيه إذا شرحت
سامي يضحك / الله يعطيهم العافيه كلهم..و يوفقكم

و استمرت في حديثها عن كل ما جرى...فهي لا تجد غيره في المنزل تقص عليه يومها...و أحداثه...
و بالتأكيد أكثر ذاك الحديث...كان عن صبح...




♥▓♥▒♥▓♥



وصلت إلى بيت العمه مزنه...و سعادتها تزداد و هي ترى سيارة مالك ماتزال في موقفها...
لتدخل البيت بعجل...و تجده مع جدته في الصاله...

سمو / مـســــااااااء الغلا..للغالين
مزنه تضحك / أنا أو مالك؟
سمو تحتضنها..و تقبل رأسها / غلاكـم واااحد

التفتت عليه...وهو يبعد جهازه المحمول الذي كان منشغلاً به...
لتنحني عليه كما كانت تفعل و هي طفله...و تطبع قبله قويه على خده...

سمو تجلس جانبه / الحمدلله لقيتك..ما توقعتك تكون فيه
مزنه تجيب قبله / فيه و مو فيه..له ساعتين جالس جنبي حاط عيونه بهالأذيه و ما نطق بكلمه
مالك يضحك / يمه أنتي تتابعين البرنامج..ما حبيت ازعجك
مزنه / شوفي الولد! كلمتك مرتين ما رديت علي
مالك بإعتذار / والله ما سمعتك!
سمو تطل بشاشة جهازه / عمه وين يسمعك..وهو مركز بهالأرقام المتراصه..و الخرابيط اللي قدامه
مالك يقفل جهازه المحمول / سكرنا هاللي مضايقكم-يلتفت عليها وبنبرته الآمره-مو اختباراتك بدت وش عندك تسوين زيارات؟
سمو تتصنع الحزن / أفااا تطردني؟
مالك / ايه
سمو / هههه أنا قلت بترحمني..جايه أوصل أغراض لعمتي..بيننا بزنس خيري
مزنه / وش أخباركم مع الدراسه أنتي و كادي؟
سمو / تمام..تونا جايين مذاكرين عند سلام وصبح هههه شفتوا كيف خطيرات عندنا مدرسات خاصات

انتفض قلبه لمجرد مرور إسمها على مسامعه...لتتحول كل الأشياء حوله بخانة لاتهم...و يرغب في الجلوس فقط ليسمع عنها أكثر...
و كأن جدته تعلم برغبته...لتحققها له...

مزنه / وش أخبارها سلام؟ بملكة ساري كان تعبانه بس تكابر
سمو / الحمدلله احسن..والله سلام عليها هبات تعب مادري من وين تجي

زفر بضيق...و جميع المشاعر داخله تبهت..و تسكن بخيبه مريرة...
هل هذا شكل حبه الآن عليها..؟؟ مجرد تعب...و ضيق...و خوف...



♥▓♥▒♥▓♥



دخلت إلى غرفتها...و جلست بجانبها على سريرها...

رهف / تدرين إن أخت سلام و بنت عمتها كانوا عندهم اليوم؟
شوق / ايه قالت لي صبح..إنها بتراجع معهم
رهف / النذله ضحيو..المفروض عزمتني استعرض جمالي عند أخت الثلاثي الوسيم..يمكن يكون عندها نظر و تخطبني مو سلام الـ......
شوق تقاطعها / رهوف أنا اعرف إنك تمزحين بس ترى من كثر ما تكررين هالموضوع أخاف سلام تصدق إنك جاده
رهف / و أنا صدق أبيها تخطبني
شوق بصدمه / رهف!
رهف / يووو أبي واحد ثري و وسيم
شوق بعتب / رهف اتركي عنك الخبال..و نصيبك بيجيك
رهف / و عساه منهم..ياأختي احبهم من حبي لسلام
شوق تضحك / زين بأحاول اصدق..بس خلينا في المهم
رهف تغمز لها / وشو؟ شي عن أحمد؟؟
شوق تبتسم / لا أحمد خلاص دخل القفص..خلينا بالعصفور اللي للحين حر
رهف / مين؟
شوق / يوسف
رهف / و هذا أمي دخلته القفص..واختارت العصفوره بعد
شوق / ايه بس أنا احس يوسف ما يبي صبح
رهف بإعتراض / ليييه؟ بالعكس صبح تناسبه طيووبه و حلوه
شوق بعد صمت / بأقولك شي..بس ياويلك يطلع منك حرف..أو تلمحين ليوسف بشي
رهف بحماس / وش عندك؟
شوق / أنا احس يوسف يبي سلام
رهف بصدمه / سلاااااام!!
شوق / ايه..وش فيك انصدمتي؟
رهف / لا بس..يعني..سلام بتوافق؟ و أمها و اخوانها.....
شوق / احس هذا اللي خلاه يتردد
رهف بتفكير / وناااسه لو اخذ سلام صدق..يصير مشواري اقرب
شوق تضحك / أنا وين و أنتي وين؟؟



♥▓♥▒♥▓♥



بعد ساعه من جلوسها مع العمه مزنه...كان قد غادرهما مالك فيها منذ دقائق بمزاج متعكر غريب...
ليتركها تتسائل...هل يتنافس مع سلام...بتحول هذا المزاج في لحظه من حال إلى حال..؟؟

أغلقت هاتفها...لترميه وسط حقيبتها و تغلقها...و تقف...

سمو / يله عمتو..هذا السواق جاء
مزنه / الله يحفظك يمه..سلمي على أهلك
سمو / يبلغ

تركتها بقبلة على رأسها...لتذهب ترتدي عبائتها...و ما إن انتهت حتى سمعت أنغام هاتفها تتعالى من جديد...
اخرجته...لترى رقم سجى إحدى صديقاتها...و التي لم ترد على إتصالين لها قبل قليل...حين كان منشغله مع العمه مزنه...
فأجابت و هي تخرج...

سمو / مرحبا..سوري ما رديت
سجى بغيض / ياااربي وينك؟ تدرين بآخذ تحديد الإمتحان منك..و كادي ما ترد بعد!
سمو تشهق / ايه صح..والله كنت عند عمتي مزنه استحيت ارد و هي تسولف..و كنت بأطلع بس جلست تسرد لي معلقه بالأخ فراس..ولو إنه ما يستاهل اسمع عنه والمفروض رديت عليك احسن بس استحيت اسكتها..تخيلي ساعه لاعت كبدي من هالفراس..فراس و فراس..من زينه عاد

/ و أنتي من وين تعرفيني؟؟

شهقت سمو بفزع وهي تقف بأعلى درجات المدخل الرئيسي...و اسقطت الهاتف من يدها...
لكنها تداركته بسرعه لتضمه بيديها لصدرها...

و تقف مشدوهه تحدق بصدمه...بالشخص الواقف اسفل الدرجات...
شاب طويـل...جسم رياضي...و عضلات مفتوله و صدر عريض تبينته من تحت التيشيرت الأسود...فيما يحدق فيها بعينين واسعتين...و نظرات حاده...

كان ينظر لها بإستفهام...و إستنكار...
و نظرتها المذهوله لم ترف...حتى تداركت تحديقها به...و أرخت طرحتها السوداء على تلك العيون الكحيله...و أسرعت بهروبها...

لكنه تحرك يميناً ليقف بوجهها...بفضول و قليل من غضب أثارته كلماتها عنه...
شهقت و هي ترفع نظراتها خلفه...و ابتعد هو بسرعه عن طريقها ليلتفت و يرى من هناك...و عقله يبحث سريعاً عن سبب وقوفه أمامها...

لكنها مرت بجانبه مسرعه...و انتبه بغيض لعدم وجود أي شخص حولهما...
غادرت بخطوات عجلى...وهو يراقبها حتى صعدت لتلك السياره...(مين هاذي؟؟ ضي!)

دخل إلى المنزل...ليجد جدته في الصاله...و يستمع لترحيبها الهاتف به...

مزنه / هلا والله يمه..ليه لحالك ما أحد من خواتك معك؟
فراس / كنت طالع و قلت أمر عليك..ما جيت من البيت..._و لم ينسى أن يسأل_كان عندك أحد؟ شفت سياره تطلع من البيت يوم ادخل
مزنه / ايه هاذي سمو..بنت عمك سعود..يابعد قلبي ما تتركني هي أكثر وحده اشوفها من البنات..توي اقولها ما أحد يذكرني و يمر علي دائماً إلا أنتي و فراس

سمـــو!!

إذن هذه هي الفتاة التي تحدثت عنها...أغلب صفحات ذلك الدفتر...
تلك الصغيره التي حملت على عاتقها أحزان صديقتها...فأعطت كل وقتها...و إهتمامها...و مشاعرها لها...
تلك الفتاة هي التي تضحكها...تحدثها...تدافع عنها...
صاحبة القلب الكبير...و الروح المرحه...و الحضور الرائع....
تلك التي تحسدها...بقدر ماتحبها...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تقلب أوراق المجله بتركيز...مدعية قرائتها بينما أفكارها كالعاده شارده في عالم آخر...
و صوت التلفاز العالي الذي تشاهده والدتها يصدح في الصاله...مرفقاً بصيحات غضب منها تعليقاً على ذاك المسلسل الذي تتابعه...

تنهدت بضيق و هي تحس بإنخفاض الصوت...

أم منوه / ما دق ساري؟
منوه بإقتضاب آمله أن يكون نهاية حديثهم لا بدايته / لا
أم منوه / دقي عليه
منوه تتظاهر بالإنشغال / يمه أقرأ
أم منوه بغضب / وش تقرين عاد؟ يله قومي
منوه / يمه تدرين وش اقرأ-تكمل كاذبه- يقولون الوحده ما يصلح تلزق في الرجال و هي اللي تركض وراه لأنه بيمل منها..لازم تعطيه فرصه يشتاق لها يفكر فيها وهو اللي يدور عليها
أم منوه لا تقتنع / ما عليك منهم هاللي يتفلسفون و امسكي صيدك لا يطير..حنا ما صدقنا واحد مثله يفكر فيك

منوه بكذبة أخرى...فالحديث مع والدتها يجعلها تستهلك أكبر كميه من الكذب...و كأنها تستخدمه بين حرف و حرف...

منوه / هو امس قال لي ما اقدر اكلم في الليل لأنه ينام بدري..تعرفين من الصبح بدري يروح لشغله.._تنهي كذبتها بكذبه_إلا لو مصره اقوم اكلمه و ما علي منه
أم منوه / لا خلاص خليها بكره من الصبح تصحينه..و تصبحين عليه
منوه بملل و خلاص / أجل خليني اروح أنام-و بكذبة أخرى- عشان اصحى بدري اكلمه قبل يوصل للشركه و ينشغل
أم منوه تعود لتلفازها / زين

صعدت الدرج تتأف بضيق...انتهى اليوم أخيراً...
لا تدري لما...أيامها من بعد تلك الخطبه تحسها أكثر طولاً...و مللاً...و إرهاقاً...
دخلت غرفتها...بعيداً عن أمها...و توجيهاتها...و تحذيراتها...و إعتراضاتها...
لتختبأ براحه...و رضى في سريرها الصغير الذي يجاور تلك الزاويه...التي تركن إليها لتدفن وجهها...و مشاعرها فيها...

تتوه من واقعها لتغرق أفكارها و مشاعرها بذاك الوهم اللذيذ...
لتنسى العالم...بأناسه...بمظاهره...بمشاكله...بوجوده فيها...
تغفل بلا وعي عن كل شي...لتنسج حياتها الغاليه...عالمها الخاص...
الذي تحيى فيه كما تحب...مع من تحب...فتتغلغل بحياة أخرى...من اختيارها هي فقط...

انتهت حياة تجبر على عيشها...لتعيش الآن مع من ترغب..!!

نعم تعيش حياتين...
تلك الحياة في الخارج بقوانين أمها...و مشاعرها...و تحكمها...
لكن هنا...الحياة تنسج بيديها هي...بمشاعرها هي...

أغمضت عيناها مبتسمه...مشتاقه...و رفعت الغطاء لتخفي رأسها تحت ظلامه...

لتقابل عائلتها الحبيبه..!!

هنا تكون هي...لكن ليست كما تعرف نفسها...
هنا تكون فتاة كما تحب أن ترى نفسها... خلوقه...طيبه...سعيده...محبوبه من الجميع...لا أحد يكرهها...
حتى والدتها تشاركها هذا العالم...لكن بشكل لا يشبه ما هي عليه...
والدتها هنا طيبه...حنونه...تفخر بها...تحبها...تخاف عليها...
اختارتها بلباس واسع بسيط و شعر مشدود للوراء لتظهر صفاء ملامحها المحبه...
كان من الصعب عليها رسم والدتها على هذه الصوره التي لم تراها بها أبداً...
لكنها لا تعرف شكلاً للأم غيرها...حتى بأحلامها اختارت ملامحها لكن بالكثير من التعديلات على روحها...
أيضا يوجد هنا أباها الذي لا تذكره...رسمته حنوناً...كادحاً...هنا تراه سنداً لها مع أخاها خالد..و أختها الكبرى ليلى..و الطفله الشقيه الصغيره الجميله سلمى...

بدأت كعادتها كل ليله...منذ سنوات طوال...
تقص بمخيلتها أحداثاً سعيده وسط عائلتها المتخيله...لتعيش بفرح وهمي كل ما حرمت منه...
كانت دائما تقص هذه الأحداث على زميلاتها و كأنها حقيقه...
كانت تعيش هذه الكذبه سعيده...و ما زالت تعيشها...



♥▓♥▒♥▓♥



عاد إلى المنزل متعمداً تأخيره...تأخير يضمن به نوم الجميع...ما عداها...
ليقف بتردد قبل أن يدخل الصاله...وهو يتذكر ختام حديثه مع ذاك الفهد...

::

فهد / دامها ناسيتها كل هالسنين خلها تكمل نسيانها
تميم / حنا مو جايين نفتح أشياء قديمه..خلنا نصلح الخطأ و نعوضهم عن.....
فهد يقاطعه بغضب / قلها بنتك اللحين تزوجت..و صارت أم..وش جايه تعوضها عنه بعد كل هذا؟؟ هي مو محتاجتها خلها في حالها و حنا بحالنا


كان سيقنعه أكثر...لكن لم يستطع قول المزيد...وهو يجهل سبب كل هذا الفراق...
و إحساس أكيد يخبره أن فهد يعرف كل شيء...و يلوم عمته على هذا البعد...لكنه بالطبع لن يسأله...
لذا غادر...بعدما أخبره أن يفكر فيما قاله له...
يجب أن تعرف تلك الفتاة والدتها...و تراها...و لا يحق له هو إتخاذ القرار عنها...لكنه يخشى أن تلك الفتاة تشاركه رأيه...

::

زفر أنفاسه بقوه ليهدأ توتره...وهو يدخل إلى الصاله ليجدها...
و ما إن لمحته حتى اغلقت الكتاب الذي كان بيدها...

جواهر / تميم!! خوفتني عليك..تأخرت و ادق مقفل جوالك

تنهد وهو يدخل إلى الصاله بخطوات ثقيله... حتى جلس منهك قريباً منها...نعم اقفل هاتفه لأنه لا يرغب بالحديث مع أي أحد...

هي كانت تراقب توتره...و شروده...و تعلم أن هذه الجلسه على طرف المقعد...و تشبيك أصابعه و فكها...ليشبكها مجدداً...خلفها أمر يقلقه...

تميم مبتسماً بحب / عمتي
جواهر / نعـم
تميم يزفر بضيق / يمـه جوااهر

ابتسمت جواهر...و هي تراه بعينين ضيقتين إستغراباً من الكلمه...
(يمه جواهر) لا تسمعها منه إلا إذا كان ما يريد أن يحدثها به موضوعاً حساساً...

جواهر تدفعه للحديث / يا عيون أمك جواهر..قول وش عندك؟
تميم بدأ يتوتر / .........يمه متليقف على أحد..و مدخل نفسي بشي ما يخصني

يحاول أن يمازحها...أن يبسط الموضوع الذي سيتحدث به...أن يخفف صدمتها...
لكن كلما اقترب من إعلان ما يخبأه لها...كلما أحس أنه على شفا جرف سينهار قريباً به...

جواهر بإهتمام / تميم قول..وش مورط نفسك فيه هالمره بعد؟
تميم ممهداً / يمه والله ما سويت كذا إلا من غلاهم بقلبي..مو هاين علي الحزن اللي كاتمينه و حنا لاهين عنهم سنين..أدري صعب عليهم بس والله أهون من اللي هم فيه

يتحدث بصيغة مجهوله...يخشى أن يلمـّح أنه يقصدها...
لكن جواهر بالرغم من إستبعادها الكلي أن الموضوع يخصها...كلامه لامس فيها جروحاً عتيقه...بدأت تأن بصمت...

شد على قبضته التي بدأت ترتجف...وهو يرى الحنين المنقوش بعينيها يبرق من جديد...

جواهر بصوت خفيض / تميم ماله داعي هالمقدمات..أنا عارفه إنك تتصرف بقلبك مو بعقلك..بس قولي هالموضوع يخص مين؟

تميم يرفع عينيه إليها بحذر / ...........يخصك

راقب بذعر شحوب وجهها...و صدرها الذي بدأ يرتفع و يهبط بشكل واضح...و ثقيل...

لا تعلم لما بدأت دقات قلبها تفزع...و تتوالى بهذه السرعه...
لا تتخيل ما هذا الذي يتكلم عنه تميم...لكن قلبها أنبأها بشيء موجع...

تميم قبل أن يتراجع..اكمل بوجل / يمـ ـ ـ ـه..أناااا...أنـا...اعرف وين.....بنتك..لقيت بيتهاااا


ابنتـهـــااااا..!!
يتيمتـهـــــااااااا..!!
كلمة لسعت جروحها العتيقه...بوجع مسعـور...

لتبدأ الصدمه تشق طريقها لملامحها...لشعورها...
تحاول جاهده كتم صرخه اثقلها الوجع...فتصرخ أوردتها ألماً يستعصي عن البوح...و يستقر بالأعماق وجع سحيق...

تتحطم بداخلها المشاعر...و الشعور...
تتكسر الكلمات فلا تخرج...
تموت الحروف قبل أن تنطق...
لهيب من نار يسري حتى أقصى عروق تناسيها ليلهبها...فتتهشم...

بالله عليه...كيف يكشف ذنبها...و جرمها...على ملأ من احساسها...و شعورها..؟؟
كيف استباح دهور الصمت...ليجسد أوجاعها المنهاره أمامها...فتتساقط شظاياها على روحها بقسوه..؟؟

طفى ما أغرقته في أعماق بئرٍ سحيقه...
قوافل أحزان...
نقش حرمان...
دموع لاتجف...
نيران حسره...
وجـع آسر...
و جرح لا يخثر...
الكثير...الكثير دفنته تحت رماد الروح...بعيداً عن ثنايا العمر البارد الذي تعيشه...

مارست حياتها تعتاد على ثقل يجثم على قلبها...و يفقدها طعم الحياة...تجذر في روحها...يرويه نزف جروحها...
تعلمت الصبر المر...باتت تتجرعه مع الأنفاس...كل يوم...
تنزف روحها بلا شعور...في كل صحوة...و نوم...
حتى اصبحت تبكي بلا دموع...تصرخ بلا صوت...تموت بلا عزاء...

شهقت بقوه...يأبى الهواء أن تتنفسه...فقدت التواصل حتى مع حواسها...
لمعة طالما كست عيناها راحت تتناثر دموع ساخنه...احس بلفحها على وجهه...
قبل أن تشتعل ببكاء موجع...تهذي بكلام لا يفهمه...
لحظه ليتوشح كل شيء بعينيها السواد...فيرتمي جسدها أمام ذهول نظراته...و عجز أطرافه عن الحركه...

تميم يهب بفزع / عمتـــــــــــي!!!!



♥▓♥▒♥▓♥





توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ




أغانـي الشتـاء 05-06-16 11:37 PM

الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 



♥▄الـنـبـ«16»ــضــة▄♥



مـضـــى يــومــــان...~

انتهت من إرتداء ملابسها لتجلس على سريرها...بضيق...
ها هي الظروف تعاندها...لكي تسحبها رغماً عنها لبيت والدتها...
منذ يومان ارتاحت أن سمو و كادي زارتهما هنا و لم تذهب لمنزل والدتها...
أيضاً تلك الإمتحانات...اعطتها حجة مقنعه كي لا تذهب على الأقل...حالياً...
لكن تعب جواهر...اجبرها الآن على أن تذهب للإطمئنان عليها...

حين زارتها بالأمس في المستشفى...كانت ترتجف كل ما تخيلت أن تصادفه لو من بعيد...
لكن جواهر الآن عادت إلى المنزل...و في منزل والدتها الخوف أعظم...

قلبها مثقلاً بالضيق من هذه الزياره...لا تدري لما..؟؟

صبح تطل من الباب / سلوومه يله..أبوي بيطلع اللحين
سلام تقف لتزفر ضيقها / يلـه

لحقت بها بخطوات تجرها بخمول...و هي مرتاحه على الأقل لموافقة صبح أن تصاحبها في هذه الزياره...
على الأقل تأخذها هي و الإختبارات...عذراً كي لا تطيل مكوثها عندهم...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تجلس على سرير إبنة الجيران...بعد وقت طويل استنزفته...بالسؤال...و الرجاء...و المبالغه في المدح...و إعادة طلبها عدة مرات...و شرح أسبابه...

تبحث في دولابها عن ما ستتصدق عليها به/ ما تلاحظين إنك ما تنعطين وجه..وش بقى بدولابي ما أخذتيه؟؟
منوه بنفاق تتقنه رغماً عنها/ وش أسوي فيك..أنتي أحلى لبس و أحلى ذوق في بنات الجيران كلهم..أجل لبس سحر يارب لك الحمد..ذيك المره بآخذ منها مالقيت عندها نص اللي عندك.._تكمل كاذبه_دائما أقول لبنات الحاره ما فيه مثل ذوقك باللبس

كانت لتلك الكلمات صدى داخلها...لتستعرض لها أفضل مالديها و تتباهى به...و منوه تغرقها مدحاً...و إنبهاراً...

منوه تقف بعد أن اخذت ما تريد/ أردها لك قريب..لك مني هديه إذا......

تقاطعها بإستنكار/ لا عيوني مو كل الناس تقبل الصدقه
منوه تتناسى الإهانه و كأنها لم تسمعها/ مو صدقه..وش دعوه اعتبريها هديه من صديقه
لترد عليها بإستكبار / ما أظن إننا صديقات

ابتسمت لها ببلاهه...و كأنها لا تفهم معنى تلك الكلمات...و الإهانات...
بينما في داخلها...كانت تتمنى لو ترمي بهذا اللباس السخيف بوجهها...
و ترتاح من إستعراض نفسها بغباء على طريقة والدتها أمام تلك العائله...

خرجت مودعه لها...لتقابل عند الباب أختها الصغيره...
التي نظرت لها بإستهزاء و لملابس اختها التي تحملها بين يديها...
و مرت بها بدون أي كلمه...و هي تدخل لغرفة أختها و تغلق الباب بوجهها...

وقفت تتنهد بقهر...تعصر ذاك الثوب الشفاف بيدها بغيض...و هي تستمع لأحاديثهن....

/ أخذت الثوب الأزرق؟ بس عاري بالحيل والله ما تستحي!
/ تكفين عاد واحد مثله آخذ وحده بهالمستوى وش يبي منها غير كذا

منوه تفكر بغيض...(و دامه عاري ليه تشترينه؟؟)...
و تركت التصنت بدعوه عليهما...و خرجت من منزلهم متوجهه...لجارة أخرى...صديقه لوالدتها...
لترسم لها ملامحاً غير ملامحها...شيء يجعلها أكثر جمالاً...إبهاراً...و إغراء...

هكذا حياتها بعد تلك الخطبه....دوامة من الأوامر..طلب من تلك و تلك...
و حرص أكثر على أن تحبس نفسها...و مشاعرها...وسط ذاك الإيطار التي رسمتها والدتها فيه...

مرت بتلك السيارة التي تقف أمام منزلهم بسائقها...لترمقه بغيض...
تتذكر ساخره فرحة والدتها بهذه السياره و السائق...و ظنها أنها استطاعت أن تحصل على شيء من ساري بسهوله...
لكن لا تدري لما...توقن هي أنه لم يجعل هذا السائق تحت أمرهم ساعة ما يشائون إلا لمراقبتهم فقط...و معرفة كل مكان يذهبون إليه...



♥▓♥▒♥▓♥



كانا يجلسان في صالة المنزل حين عادت إليهما...بعد أن انهت مكالمتها مع سمو...

كادي / يوووو خسآآآره
أبوسامي / وش فيك؟
كادي / سلام و صبح في بيت خالي..يزورون خالتي..شوفوا القهر يوم رجعت و هم يجون
سامي يبتسم...و والده يسأل / مين صبح؟
كادي / أخت سلام

و كما توقع سامي...انهالت على والدها...تتحدث عن صبح...و حبها لها...و عن أخوات سلام كلهن...و تلك الزياره التي ذهبت بها إلى بيتهن...
وهو يستمع لها مبتسماً...على الأقل اتسعت دائرة حديثها لتتعدى سمو...
ليفيق من شروده على سؤال كادي...

كادي/ بأروح اسوي لأبوي عصير برتقال..تبي سامي؟
سامي/ لا أنا بأطلع

تركتهما...و عينا والدها تتبعها بضحكة واسعه...

سامي / وش فيك تضحك يبه؟
أبوسامي / و أنت وش رايك فيها؟؟
سامي لا يفهم / بإيش يبـه؟
أبوسامي يضحك / يعني ما فهمت قصائد المدح اللي من اليوم تلقيها أختك في صبح
سامي / آه..ايه هي مرتاحه لها..تقربت من خوات سلام كلهن و......
أبوسامي / خلك من خوات سلام الباقيات..يعني بالله مو ملاحظ إن كادي تلمح لك تبيك تخطبها
سامي بإستنكار / صبح!!
أبوسامي / ايه وش فيك؟ البنت من كلام أختك ماتنعاب أبدا..يكفي إن كادي حابتها..و أنت يعني إلى متى بتبقى بدون زواج و .....

صمت والده بضيق...و الحديث بدأ يخنقه...وهو يتذكر من من المفترض أن تهتم بهذا الموضوع...
لو لم تلفت إنتباهه له كادي...لا يعلم إن كان سيتذكر أن يسأل ابنه عن رغبته في الزواج...أو يهتم بهكذا موضوع...

سامي يستغل صمته / يبه أنا بطلع..تامر على شيء
أبوسامي / ايه فكر باللي قلت لك..ودنا نفرح فيك
سامي / مو وقته اللحين..يبه لا تطلع هالفكره ببال كادي تكفى

تركه سريعاً...لكن صبح لم تترك افكاره...
يتذكر كل ما قد سمعه عنها...
شيء كنسيم الصباح...كنقاء الغيوم...فتاة كهذه قد تكون بلسم لوحدتهم...و جروحهم...
لكن ما يقف بينهما...باسل...
و تلك الصدفه المشئومه التي جمعتها به...و ذاك التحدي الأخرق الذي لا يعلم لما يتعلق به باسل للآن...
لا يتخيل أن يختارها الآن كزوجه...في حين باسل يمارس عليها تلك الألاعيب...



♥▓♥▒♥▓♥



وصلت لمنزل والده يملأها...التوتر...و الترقب... بعد معرفتها بتعب عمته...و وجوده هو أيضاً هنا...
فحين اتصلت على هاتف منزل جدته...لتسلم عليها و تستشف أخباره...اخبرتها الخادمه أنها هنا وهو من أوصلها...
فقررت أن تحضر لزيارة عمته...كخطوه غير مباشره لتعلم مالذي يؤخره عن حضوره إليها...و إنهاء خلاف طال بينهما...

بالكاد تجاوزت المدخل الرئيسي...
و هي مازالت تعاتب نفسها على ترددها لأن تتصل هي به...و تنهي ما بدأته...
ذاك الخلاف الذي لا تعلم كيف بدأته...و مازالت تستمر به...
لتقف مصدومه بما تراه أمامها...جواباً على سؤال يحيرها منذ أيام...

مالذي كان يصده عنها و يشغله...؟؟ الآن عرفــت...!!

كانا يقفا معاً...قريبةً منه...ممسكاً بكل تملك برسغها...

عذاري بصرخة مقهوره / مــااااااالك!!!

انتفض الإثنان بذعر...
ليترك يدها...بذات السرعه التي غادرته هي بها...
مرت من أمامها كالريح...لكن غضبها المحتقن داخلها جعلها تشدها من يدها بقوه قبل أن تغادرهما...
و توقفها أمامها...لترفع كفها وتهوي به على خدها بكل عنف...و غضب...
لحظه ملأت مآقيها دمعاً لم تتأثر به...و هي تصرخ بها...

عذاري بغضب..و إستحقار / أنتي وحده ماتستحين و لاتتغيرين..مثل ما كنتي حقييييره و.....

لم تكمل...لأنها غادرتها بسرعة البرق...
أما هي فلم تقوى حتى على النظر لمالك...فغضبها منه أكبر من أن تصفعه به كما صفعتها...
لتصد عنه و تغادر بإحساس مهدود...بعد أن كان يرفرف بقلبها ترقباً...و شوقاً له...



غادرتاه...وهو مازال يقف مصدوماً...
عجز أن يتحرك إليهما...فيدرك بصف من سيقف...



♥▓♥▒♥▓♥



بعد أن كان في طريقه ليخرج ...ها هو يتجه إلى المجلس بعد أن علم بوجودها...الذي فاجأه...
لم يعتقد أنها تملك هي أو والدتها...هذا الذوق و الإهتمام بالآخرين...لتزورا عمته...

لكن ما إن دخل و رآها...حتى علم أن غرض هذه الزياره بالتأكيد ليست عيادة مريض...
تنهد بملل وهو يتقدم إليهما...ألا يكفيه إتصالاتها الكثيره و سخافة حديثها...و الآن يجبر على إقتطاع وقته المهم للجلوس معها...
هذا الزواج بدأ يأخذ من وقته الكثير...و يفرض عليه أحاسيس يجب عليه تمثيلها...بالأخص أمام نظرات والدته التي تشاركهم المكان...

ما إن اقترب حتى هبت والدة منوه لتقف للسلام عليه...و البدء بإسطوانه تعرضها على مسامعه للمره الثانيه...

أم منوه / هلا والله..هلا بولدي ساري..هلا بسندنا اللي مالنا غيره..عسى الله يكثر خيرك و يحفظك لنا

صافح يدها الممدوده ببرود...ليلتفت إليها بعد ذلك يلتقط يدها الرقيقه يصافحها أيضاً...

ساري بنظرة مرتكزة عليها / وش أخبارك منوه؟
منوه تخفض أهدابها..لتهمس بدلال / تمام..و أنت؟
ساري / بخير

تحدثوا قليلاً...و كان سيعتذر منهم ليخرج لمشاغله...لكن والدتها سبقته...

أم منوه / تعالي يا أم ساري خليني اسلم على جواهر..و نخليهم مع بعض يمكن عندهم شي بيقولونه ما يبونا نسمعه

خرجت والدتها مع والدته بتلك الحجه التافهه...لتتركها مع تخبط دقات قلبها...و معه...
هربت بنظراتها بعيداً عن تحديقه الذي تحس به منصباً عليها...و إن لم تكن تراه...
و ذكرى آخر لقاء بينهما يجعل الدم يجري ساخناً بعروقها...

عبثاً حاولت شد ذاك الفستان القصير...أو رفع فتحة الصدر السخيه...لتستر القليل...مما كشف منها..لكن لا أمل...
لم تجرؤ على رفع عيناها له...لكنها خافت حين ترائت لها والدتها في خيالها...و فكرت بإحتمال وجودها قريبة في مكان ما تراقبها...
ولو كان من المستحيل هذا الشيء...لكنها عقدة طفوله زرعتها بها والدتها...و مازالت تفلح بإرهابها...

لذا أجبرت نفسها على رفع نظرات متغنجه إليه...لترى ما تخيلته...
ذات النظره البارده...المقيّمه...المستخفه...


هو...كان يراقبها بكثب...و تفكير عميق يتملكه...
لا يعلم كنه هذا الشعور الغريب الذي يحتوي قلبه بوجودها...
حين يراها ينشغل بها بالكامل...لكن بمجرد أن تغيب من أمامه...
لا يتذكرها...لا يتذكر حتى أي ملامح مما يراها الآن...

أشاح بنظره عنها...ليست كدانه...التي بعد غيابها كل تلك السنوات عنه...
يستطيع الآن أن يرسم بخياله كل شعور قد رآه صدفه بوجهها...كل لمحة لها...

تنهد وهو يعود بناظريه لتلك التي وقفت أمامه...تنظر إليه بدلال...

هذا الطول من كعبها العالي جداً...
مكياجها المبالغ به...
شعرها المموج بتكلف...
و فستانها القصيـــر...
و هذا اللباس الذي دوماً يكشف أكثر مما يستر...
لو أن أحداً زار عمته بوجودها...و أشير إليها أنها زوجة ساري...؟؟
كيف سينظر الناس إليها؟؟ وهي بهذا الشكل؟؟ بهذه المناسبه؟؟
ألا تستطيع أن تعرف الفرق بين زيارة مريض؟؟ و حضور حفله؟؟

اقترب منها...و هي تبتسم إليه بدلال...
إبتسامة اغتصبتها...من خجل تئده...إرضاءً لوالدتها...

ساري بلهجة بارده / البسي عبايتك..قبل تطلعين لعمتي
منوه/ ليه؟
ساري لا يرد..و يكمل/ و هاللبس مابي أشوفك مره ثانيه فيه؟؟
منوه تتصنع الصدمه / مو حلو؟_تكمل بدلال_ ما أعجبك؟؟
ساري تعتليه نظرة خبيثه / لا اعجبني..بس خليه بيني و بينك
منوه تبتعد عنه / اللي تآمر فيه قلبـ....._و لكنها لم تستطع أن تكملها و هي أمامه

هربت بنظراتها إلى الباب وهي ترتدي عبائتها كما أمرها تحت نظراته المحدقه بتركيز يربكها...وهي تشد على يديها تجاهد لئلا يرتجفا و ما إن انتهت حتى حثت خطواتها إلى الباب _.آآ أنا بأروح لهم....

كانت سوف تذهب...قبل أن تحس بيده تمسك معصمها و تشدها لتقف أمامه...قريباً جداً منه...

ساري يخفض رأسه لها و بصوت أقرب للهمس / بتروحين قبل تسلمين علي

لا مجال لإرضاء أمها في هذا...
كانت سوف تخترع أي حجه لتذهب...أو حتى تهرب بدون سبب...لكنه لم يمهلها الوقت لذلك...
وهو يأخذ وجهها الصغير بين كفيه...ليغرقها بقبله عميقه...

منوه تبتعد عنه لاهثه...لا تقوى حتى على النظر بوجهه...
منوه بصوت متعثر / بأأأروووح أأناااا.........

و لم يسعفها فكرها المضطرب بأكثر من هذا لتتركه...

وهو يراقبها ببرود إختفائها المضطرب من أمامه...
قد تكون المفاجأه...و لكنه حتماً ليس الخجل..!!
لا يدري لما حتى خجلها الطبيعي يستنكره عليها..؟؟
ألا إن تفكيره عنها ...و مشاعره إتجاهها سلبيه...يريد أن يؤكد سؤ رأيه عنها...كي يقتنع أن معاملته الجافه لها هي ما تستحقه...
لا ليس هذا السبب... بل لتأكده من أنها متصنعه...
تتصنع مشاعرها...تتصنع خجلها...تتصنع هذا الهروب الدائم...رغبة أن يتمسك بها و يتلهف عليها أكثر...
حتى كلماتها تخرج منها مصطنعه...مصفوفه...و كأنها تحفظها عن ظهر قلب...
شيء غريب يحسه بها..و إتجاهها...حاجز دائم بينهما...يحيط بتصرفاتها...و كلامها...

خرج من الغرفه...و ما إن خرج من منزله...
حتى تناسى لحظه جمعته بها في الحال...و غرق عقله في حسابات أخرى أهم...



♥▓♥▒♥▓♥



اقفلت على نفسها بأقرب حمام صادفها...منهاره...مرتجفه...مرتعبه مما مرت به...بسببه...

لحظه كانت التي احست فيها بأحد يمشي خلفها...
مجرد لحظه التفتت بها عليه...ليطبق يده عليها بشده...
فتظهر زوجته من العدم قبل أن تستوعب ظهوره هو أمامها...

اسندت ظهرها على الباب...و دموعها تصرخ...و تحتج...و تغضب...بدلاً من صوت كتمت شهقاته بيدها...
ظلمتها...و ليس لها الحق بأن تلومها...
يسترخصها...و لا تقوى أن تصرخ بوجهه أنها ليست كذلك...
ماضيها معهما يقيدها...حتى لدفاعها عن نفسها...

تخشاه...كم تخشاه و تخشى ذاك الماضي...
تعرف غضبه...و سيطرته...و عناده...و تخشى أن يصبه عليها...
تريده فقط أن يبتعد و ينسى...ينسى كل ما يتعلق بها...و كأنها لم تكن يوماً جزءً لا يتجزأ منه...

كم من الدمع عليها أن تهدر...لينتهي هذا العذاب...و هي على إستعداد أن تغرق نفسها به...

مسحت دمعها بقوه...تبتلع مرارته غصة موجعه...
تعلم أنها ستنهار قريباً...يكفي مجرد إسترجاع تلك اللحظه لتنسكب دمعاتها مجدداً...
لكن ليس هنا...ليس قريباً منه مرة أخرى...

خرجت بخطوات مرتجفه...تتلفت خائفه...و كأنها لا تسير في منزلها...تخشى أن تصادفه...
لتركض باقدام لا تعلم كيف حملتها إلى غرفتها...تقفل عليها...و تتصل بتميم...فوالدها لن يمر عليهما إلا بعد ساعتين كما اتفقا معه...
و هي لا تقوى على الإنتظار هنا لحظة واحده أكثر...
لكن هاتفه كان مغلق...لتشد على أسنانها بقهر يتعاظم داخلها...

سمعت صوت باسل خارجاً في الممر يتحدث بهاتفه...فركضت إليه...

سلام تقف من بعيد تخشى أن تلك الصفعه تبين له / باسل معليش ترجعنا اللحين بيت أبوي
باسل بلا مبالاة بها / مو في بالي اطلع من البيت اللحين
سلام برجاء / تكفى باسل..صبح جايه معي و لازم نرجع اللحين..وعدتها ما نطول

خفقه قويه اختلجت في صدره...ليتسلل داخله شعور مربك...و عيناه تحدقان بها دون أن ترفا...
ليزدرد ريقه بعد ان جف حلقه...لا يدري لما...

باسل / خلاص انتظركم في السياره..لا تطولين
سلام بإمتنان / مشكووور ياااقلبي

تنهدت براحه...و هي تعود لغرفتها و تكتب رساله لصبح...[صبح بنرجع البيت..لازم نطلع اللحين..اذا جيت اقولك قولي لأمي إنك ما تقدرين تطولين ولازم نرجع]

ارسلت كلماتها المتوتره...لترتدي عبائتها...و الأهم تلف طرحتها على وجهها لتغطي أثر تلك الصفعه القويه...

و تطل عليهم من الباب...آمله أن يثبت صوتها...

سلام / يله صبح لقيت أحد يوصلنا
أم ساري / مو تقولين بتجلسون ساعتين!! حتى القهوه ماكملتوها
صبح تراقب سلام بقلق/ معليش خالتي..عندنا تقارير لازم نكملها..أهم شي سلام تطمنت على عمتها..و ما تشوفون شر إن شاء الله
جواهر بتعب / الله يسلمكم..ما قصرتي يا صبح...خليهم على راحتهم يأم ساري

و خرجتا...لتلحق صبح بخطوات سلام العجلى...

صبح بقلق / سلام ياقلبي وش فيك؟
سلام بتوتر..و صوت مهزوز / فيه وحده بتزور عمتي..و مابي اشوفها..تكفين صبح لا تسألين أكثر من كذا




كان يجلس في سيارته بغرور...و ثقة اعتادها...لكن بدأ يتسرب إليها بعض التوتر الذي لا يعترف به...
يربت بيده على ركبته بإنتظار...غريب أنه لم يبدو له مزعج كعادته...
شعور غريب يسري داخله بترقب لذيذ...
هل هي لذة إنتقامه..؟؟

تخيلها ضي...لو أن الفرصه اتيحت لها لركوب سيارته معه...ماذا سيكون شعورها...أي فرح و توتر سيسكنها...
و كأنه بهذا استحضرها...لتواكب أفكاره متصلةً به...
راقب هاتفه بملل...وهو يصمت رناتها...(مـو وقتـك)
و خطرت في باله فكره...لطالما استخدمتها معه...و سيستخدمها مع تلك الصبح...
لتنشغل أفكاره...في البحث عن كلمات أغنيه يسمعها إياها...حين تكون معه...
ليصل بعد عدة محاولات...لكلمات تلك الأغنيه...و يبتسم بغرور متخيلاً أي مشاعر ستسكنها و هي تسمعها...
هل فيها من الذكاء لتفهم أنه يعنيها بها...أم أنها لا تصدق ذلك..؟!
حسناً سوف يرسل لها تلميحات لتستوعب أنه يقصدها هي...

ابتسم بكبرياء واثق...وهو يراقبهما تقتربان...
حتى صعدتا للسياره معه...ليعم بعدها صمت ثقيل...
هو صامت...و سلام صامته...و الجو بدأ يخنقه...لدرجة أنه بدأ يعي حتى دقات قلبه...

تذكر تلك الأغنيه...فليغير هذا الصمت بها...
لكنه بالكاد مد يده...لتشد حركته نظرات سلام التي تركزها بضيق للأمام...
لتهب ممسكه بيد باسل...و تطلبه برجاء منخفض...

سلام / باسل تكفى..لا تشغل شي..صبح ما تسمع أغاني

عادت يده لا شعورياً ببطء...لتهبط بخيبه بمكانها...و سلام تتنهد براحه و إستغراب لإجابته لطلبها بهذه السرعه...
فلا طاقة أو إحتمال لديها يجعلها تقوى على رجائه...ولو أنه عاندها كعادته و احرجها...
لكانت تلك الشعره التي قسمت ظهر تماسكها لتنهار أمامه باكيه...

تدارك باسل خيبته سريعاً و لم يصمت كعادته...و بدأ يتحدث مع سلام عن نفسه...
كان يتحدث بكبريائه المعتاد... بصوته الرخيم...يرسل لها تلميحات يتخيل ردة فعلها عليها...

لكنه لم يعلم أنه كان يتحدث لنفسه..!!

فلا سلام التي كانت ترد عليه بهمهمات...و إقتضاب...لعدم رغبتها بالكلام...
لكنها تجاريه لأنه على الأقل منع أفكارها من الإنسياق مؤقتاً لما يرعبها...
رغم أنها لا تعي ما كان يقول حقيقة...و هي تجاهد أن تتماسك...كي لا تنهار باكيه...
و لا صبح التي وضعت سماعة الجوال بأذنيها...لتكمل إستماع تلك المحاضره التي اعطتها لها والدتها ...و لم تكن تركز أبداً فيما يتحدثان به...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تجلس مع والدتها...و العمه مزنه التي بقت عندهم للعشاء...بعد إنشغال مالك و مغادرته المفاجأه دون علمهم...
مزنه تنظر لأم ساري بنظره ذات معنى...فهمتها أم ساري لتلتفت لسمو التي جلست تعبث بهاتفها...و هي مبتسمه...

أم ساري / سمو وش تسوين؟
سمو / وحده من البنات ارسلت لي شي يضحك..اسمعوا فيه.....
أم ساري تقاطعها / خلي الضحك عنك..و روحي كملي مذاكرتك..من اليوم ماشفتك مسكتي كتاب
سمو تقف / خلاص بأروح اجيب كتابي و اذاكر عندكم
أم ساري / وش هالمذاكره اللي يا قدام تلفزيون..يا وسط الناس
سمو تضحك / عادي أذاكر و انا في قلب الحدث
أم ساري / لا اجلسي في غرفتك ذاكري بتركيز..كلها كم ساعه يجي العشاء و تنزلين عندنا
سمو تغادر بلا رغبه / إن شاء الله

مزنه و عيناها تتابع خروجها / الله يوفقهن بهالاختبارت
أم ساري / آميــن....خير يا عمتي..وش فيه؟
مزنه / جواهر..تدرين وش اللي سبب لها ارتفاع ضغط الدم؟؟
أم ساري بضيق / لا والله..اذكرها طول اليوم ما كان فيها شي..يوم صحيت الفجر قال لي سعود إن تميم اتصل فيه و إنهم في المستشفى و رحنا لهم على طول
مزنه / و تميم ما قال شي؟
أم ساري / لا..قال انهم كانوا في الصاله يتكلمون و تعبت و راحوا المستشفى..و جواهر تقول إنها هاليومين عندها ضغط و مشاكل في الروضه متعبتها
مزنه بتفكير / مادري بس حسيت اللي فيها غير عن التعب.....تميم وينه؟
أم ساري / من يوم قالوا إنهم بيطلعون عمته الصبح..مادري وين راح..تصدقين للحين ما شافها و هي يوم كانت في المستشفى..يومين ما تحرك من عندها
مزنه / يا قلبي عليه..تعرفين إنه أقرب واحد لها يمكن ما هان عليه يشوفها بهالتعب
أم ساري / الغريب..حتى هي ما سألت عنه طول اليوم
مزنه / فاهمين بعض..المهم يا أم ساري بغيتك في طلب إن كان من خاطرك لبيه لي..ولو تشوفين نفسك ما تقوين عليه..والله إنك مسموحه
أم ساري تبتسم بإستغراب / اللي تامرين عليه يا عمتي..و إن شاء الله ما أردك




لا تدري كم مر عليها من الوقت و هي تغرق في مذاكرتها...حتى ملتها...
فذهبت لتستحم رغبه في إضاعة الوقت...و حين خرجت...فكرت أن ترتدي شيئاً جميلاً يحسن نفسيتها...
جففت شعرها سريعاً...لتتركه مموجاً...قصيراً...فقط رفعت بعض الخصلات عن وجهها بمشبك وردي يتناسب مع فستانها البسيط...(لازم نكشخ عشان عمتو مزنه)
لكنها تعلم أنها مجرد حجه...تتهرب بها من مذاكرتها...
وقفت وسط غرفتها لا تدري ماذا تفعل بعد ذلك...(ايه...بأروح عند عمتي اتطمن عليها لين تفك أمي الحصار)

مشت بهدؤ حين اقتربت من غرفتها...و هي تسمع صوت والدها و العمه مزنه في غرفة عمتها...
لكنها لا تسمع صوت والدتها...
اطلت عليهم بهدؤ متسحبه لتلمح عمتها مزنه بجانب والدها فقط كما تخيلت...
فــأظهرت لهم نفسها فجأه في الغرفه...

سمو / تاتتاآآآآآ الحمدلله أمي مو عندكم..تخيلوا نافيتني بغرفــ.........

قطعت كلامها بصدمه...
و هي تنتبه للشخص الواقف بقرب سريرعمتها...و الذي لم تلتفت إليه أبداً...

سمو بصدمه / وجـــــــع

انتبهت لنفسها...لتخرج بسرعه كالمصعوقه و هي تعلم الآن فقط لما كانت نظرة والدها لها مصدومه و كأنه لا يريد وجودها...و العمه مزنه تشير لها بشيء لم تفهمه...
عادت تركض لغرفتها...و هي لا تتخيل أنها مرت بهكذا إحراج...و أمام والدها بالذات...




كان للآن يقف متوتراً...محرجاً بشده و عيناه لا تغادر الأرض...بعد دخولها المحرج أمامه...
لا يقوى النظر بوجه عمه...

فراس / آآ يله أنا استأذن..ما تشوفين شر يا عمتي
أبومالك يقف / أول مره تدخل بيت عمك و تطلع بسرعه..و الله ما تطلع من غير عشاء..تعال ننزل للمجلس اللحين العيال بيرجعون

نزل معه محرجاً...لكن عمه خفف عليه الموقف وهو يتحدث معه و يضحك...
و كأن شيء لم يكن...
لكن حين تركه في المجلس وحده...ابتسم وهو يتذكرها...
و يتذكر دخولها العاصف...و تلك الدعوه التي رمتها عليه قبل أن تخرج...
كانت كدمية ورديه...و خصلاة شعرها القصيره....تتهافت بلهفة على وجهها الباسم...
تشبه تماماً ماوصفتها به كادي...حضورها...حيويتها...دون أي مبالغه...



♥▓♥▒♥▓♥



التفت إليه بعد أن رأى ساعته قاربت الثالثه صباحاً...وهو مازال مستغرقاً في تلك المصارعه التي يلعبها في البلاستيشن...
منذ أكثر من ساعه مل هو مشاركته فيها...وهو مازال يتحدى نفسه...صامتاً...
لا يهزه أي نصر له كعادته...و لا يعتقد أنه مستمتع بما يلعبه...

تنهد بضيق وهو يراقبه...منذ وصوله...وهو ليس تميم الذي يعرفه...شيء يخفيه لا يعلم ما هو...
ندم أنه لم يتصل بطلال...لو كان هنا لأستطاع أن يحدثه...ليعرف ما به...

و رآه أخيراً يتوقف عن اللعب...ليرمي نفسه على الكنب أمامه...
فقرر أن يتحدث معه بطبيعتهما التي اعتادا عليها...
تركي يمطط ذراعاه و يتثائب...ليلتفت عليه تميم...

تميم / تتثاوب من هنا لين الصبح ماراح اطلع اللحين
تركي يضحك / يعجبني اللي يفهمها و هي طايره..ما عندك بيت؟
تميم / لا ضيعته
تركي / عاد تصدق أنا للحين اتذكره..تبي ادلك
تميم / لا أبي قهوه
تركي يقف متذمراً / أمرنا لله..شكلنا ماراح نداوم بكره..ناس تشتغل في شركة أبوها و لا........
تميم لا يأبه به / ماراح يضر خصم يوم

ابتسم حين أصبح وحده...لكلام تركي...لهذا السبب بقي عنده...و لم يذهب لطلال...الذي سيصر على أن يسأله عما به...وهو لا يرغب أبداً في الحديث مع أي شخص عن ما يعرفه...
لكن ضيقته سرعان ما محت هذه الإبتسامه...
لا يرغب العوده هناك...
يخشى العوده...يخشى رؤيتها بذاك الوجع الذي كان هو سببه...
و لا يستطيع أن يتخيل...لم كل هذا؟؟

أفكاره الساذجه...هل صورت له أنها ستفرح بهذا الخبر و تتقبله بإبتسامة بسيطه...
لو كان الأمر بهذه السهوله...لما اختفت هذه الفتاة...و أُنكر حتى وجودها كل تلك السنوات...



♥▓♥▒♥▓♥



مر على غرفتها ليطمأن عليها...قبل أن ينام...حدثها قليلاً...
وهو يبحث بعيناها عن سبب هذا الوجع...الذي تنكره...

جواهر تتذكر / سمو تعشت؟ و إلا استحت منك و لا نزلت
سعود يبتسم / أنا اتعشيت مع العيال..أكيد تعشت.._يقف ليغادرها_يله ارتاحي الوقت متأخر
جواهر تبتلع غصة موجعه..لتهمس / الله يخليك لي

يخنقها شيء ما...يثقل صدرها بقوه...حين تراه هو بالذات...
لا تقوى على أن تلومه...فهي تعلم أنه لم يهدم لها حياتها إلا ليحافظ عليها...
تعلم أن ما فعله...فعله...دفاعاً عنها...
هي نفسها كانت تشاركه الرفض...
لكن مع الأيام...
كثرت عراقيل الحنين...في طريق تناسيها...
تكبلت بالوجع...و الذكرى...ليشلها الندم عن مواصلة حياتها بشكل طبيعي...



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ





أغانـي الشتـاء 05-06-16 11:40 PM

...(N)
 


مســاء الخـيـــر و الـرضــا
كل عام و أنتم بخير..و صحة..و سلامه
و رمضان مبارك ع الجميع إن شاء الله
ربي يجعلنا و اياكم من صوامه و قوامه..و من عتقائه من النـار

:

انتهت الأجزاء الكاملة عندي..و نزلتها مثل ما وعدتكم
لنـا لقــاء بإذن اللـه بعد شهر رمضان
..نكمـل فيه أحلـى مشوار بيجمعني معكم

لذاك اللقــاء..كونوا بخيــر .. و سعــادة


الخاشعه 07-06-16 05:23 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم
مبروك عليك الشهر الفضيل .....الله يكتب لنا ولكم فيه العمل الصالح
مشكوره على الاجزاء الجميله وحنا في انتظار كل جميل منك
بس ليش توقفين في رمضان ...ان شاء الله ما تشغلنا هالروايه عن طاعة ربي
لكن لك حرية التصرف في روايتك
والي لقاء قريب ان شاء الله

أغانـي الشتـاء 11-06-16 03:40 AM

♥...(N)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3610630)
السلام عليكم
مبروك عليك الشهر الفضيل .....الله يكتب لنا ولكم فيه العمل الصالح
مشكوره على الاجزاء الجميله وحنا في انتظار كل جميل منك
بس ليش توقفين في رمضان ...ان شاء الله ما تشغلنا هالروايه عن طاعة ربي
لكن لك حرية التصرف في روايتك
والي لقاء قريب ان شاء الله

غاليتي..يمكن ماتشغلكم الرواية لأنكم تقرون البارت بالكثير خلال ساعه
لكنها تأخذ من وقتي..ساعات و يمكن أيام..سواء بالكتابة أو التفكير

و...عشان ما أحب أرد اللي يتابعني
ما أوعدك...لكن بأحاول اكمل النبضة قريب..و انزلها لكم خلال أيام إن شاء الله
و اتمنى تعطون النبضات حقها..من الردود..و التعليق..


أبها 11-06-16 10:29 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
شكرا أغاني الشتاء على الأجزاء الفخمة ..

سلام .. بشخصيتها المتزنة ترفض الانجراف مرة
أخرى إلى وحل المعصية .. وتأبى أن تعود إلى ظلمة
الخطيئة . لا ألومها حين كانت تغضب بمن يذكرها بماضيها
صفحة سوداء وطويت ..

مالك .. كنت أظن أنه سيسعد عند سماعه بتغير سلام
إلى الأفضل وأنها أصبحت أكثر قربا من الله ، ولكن صدمت
بمحاولاته الخسيسة للتقرب منها .. هل اشتاقت نفسه
للحرام بعد أن ستره الله وسترها و رزق بالزوجة الحلال !!!

باسل .. المغرور .. لا عجب أن أحدا لا يصاحبه سوى
سامي .. ومن كانت لديه مثل صفاته المتخمة بالكبر والعجب
فمن الطبيعي أن ينفر الناس من مصاحبته .
شخصية بغيضة لا تطاق .
هل تصل به دناءته أن يتلاعب بأخت أخته؟ لا استبعد ذلك.

تميم .. الشخصية المحبوبة من إخوة سلام ..
صاحب النكتة والقلب الطيب الحنون ..
بحثك وراء سر عمتك جواهر دلالة على طيبتك ولكن
هل ستسعد جواهر حقاً بما لديك من معلومات ..؟

جواهر .. يبدو أن قصتها كما خمنت بعض الأخوات
من تعرضها لاعتداء ومن ثم حملت سفاحا ..
قام بعدها الأخ سعود بتزويجها
بمن اعتدى عليها ..
ثم طلقها سعود منه و تنازل عن تلك البنت لأبيها.
ولكن قلبها الحاني اشتاق لبضعة منها ،
فهل سيكتب لهما لقاء ؟؟

ساري .. أخطأ كثيرا في زواجه لأن غرضه
أن يغيض من رفضوه ..
ومع بغضي لشخصية العروس وأمها إلا أنني أعارض
أن يتخذ الزواج أداة للانتقام ، الزواج استقرار ومودة ورحمة

شكرا مرة أخرى أختي الكريمة أغاني الشتاء .

🍃🌸🍃

الترف المغنج 15-06-16 06:04 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
والله لا اصدق ما ترا عيني أغاني الشتاء تعود بقلمها الالماسي وعصرها الذهبي يالله ما اروع تلك الذكريات والايام الماضيه التي كانت تضج بالمبدعات كم تمنينا ان تعود احدى مبدعاتنا الله يذكرهم بالخير وييسر امورهم ويتم عليهم نعمه ويسبغ عليهم عافيته
كم إنتي رائعه وكم بِنَا من الشوق لك غاليتي لا حرمنا تواجدك واطلالتك الفخمة
غاليتي تعتذر حروفي منك لعدم تسطيرها بضعت كلمات توازي غلاتك وتعجز عن وصف حروف اقبلي اعتذاري والتمسي لتقصيرنا عذر
نشكرك لعودتك لنا وانا اجدها كلمه قليله مما تعج به خواطرنا لك
تقبلي كلمات المتواضعة في بهاء طلتك
اختك الترف المغنج

شيء من حنين 17-06-16 07:40 PM

فرحت جدا بعودة قلمك المبدع..
مبدعة في نسج خيوط الرواية بطريقة سلسة قريبة من القلب. تمتلكين موهبة خاصة في تحليل نفسيات الأبطال ووصف خلجات أنفسهم . واقعية والخيال عندك ماهو الاتطعيم وتزويق.
قراءة أحرفك بالنسبة لي متعة خاصة.. شكرا لك أيتها المتألقة.💗

أغانـي الشتـاء 21-06-16 04:29 AM

♥...(N)
 



أختي..أبها
شكرا على تواجدك الجميل..و تحليلاتك الأجمل

أختي..الترف المغنج
يسلم قلبك على هالمشاعر الجميلة..
و فرحتي فيك كبيرة..لأنك من الأسماء الغاليه اللي ما انساها
و للكل العذر..لأني اكثر من يعرف مشاغل الحياة
لكن وجودكم معي..هو اللي يعطي للرواية روح..و للشخصيات حياة..
سعدت بوجودك..ربي مايحرمني منك

أختي..شيء من حنين
رأي اعتز فيه..و إن شاء الله القادم يكون أجمل و على قد محبتكم..و انتظاركم

*
*

النبضــة♥ بتنزل بـكــرة..إن شاء الله


أغانـي الشتـاء 22-06-16 04:35 AM

الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 




♥▄الـنـبـ«17»ــضــة▄♥


:
:
:

فـي الــغــــد ... ~


تنام على سريرها الذي لم تغادره منذ الأمس ..مجهدة.. يائسة .. حزينة...
تغرق بدموعها.. و أساها .. و نحيبها لا يقف ..
تحطمت تحت قدميها تلك الأرض الثابتة...التي بنتها من وجع...وقهر...
تلاشى شموخ نقاءها الذي انتشلته من ليالي البكاءات الطويلة..
تدمرت إدعاءاتها بثباتها...و الخوف راح يزعزع أي أمان تتوق أن تتشبث به...علها تستمر...
تتعاقب أمامها الوجوه...الملامح...النظرات...لمن حولها...
تكاد تجن وهي تتخيلها انطفأت منها نظرة الحب...التقدير...و الإحترام...


غادرتاها أختاها منذ لحظات .. يئسن فيها أن ترد على ذاك الإهتمام الذي يغرقانها فيه ..
كم أرادت أن تتكلم .. أن تشتكي .. أن ترمي بنفسها .. و ضيقها...بأحضانهما ..
لكن الخوف الذي بات يسكن روحها...يحجزها بقضبان من صمت...
فتخشى أن تتكلم ..أن تتحرك .. لتجد نفسها عادت إلى ما كانت عليه ...


من هي ..؟؟
أصبحت لا تعرف نفسها حقــاً ..!!
كيف تسكنها روحان تتوه الآن بينهما ..؟؟
ملامح قديمة من روحٍ جامحة سكنتها ..و ملامح جديدة لروح صافية ..ظنت أنها طوت بعيداً صفحاتها السوداء...






بذات الضيق الذي اقتسموه من ضيقها .. كانوا يجلسون جميعاً في غرفة صبح المقابلة لغرفتها ..
ملامحهم واجمة ..نظراتهم حائرة .. تبحث عن سبب هذا الضيق المفاجيء الذي يرقدها منذ الأمس في سريرها ..


أم صبح قاطعة للصمت..بعد أن انتبهت للوقت / يله تجهزوا و روحوا لمدارسكم
صبح برجاء / يمه ماراح أداوم...أبي بأجلس عندها
ضحى / و أنا مابي اروح و هي كذا...أصلا ما بقى براسي شي من اللي ذاكرته
أم صبح منهية هذا النقاش / كلكم بتروحون...و سلام ما عليها شر إن شاء الله أنا معها...يلـه روحوا تجهزوا


خرجوا بصمت بعد نظرة والدتهم المحذرة .. و إشارتها لضيق والدهن الذي جلس صامتاً ..


أم صبح / ما عليها شر إن شاء الله...لا تضايق نفسك و روح لدوامك...أنا اللحين ادخل عندها و ماراح اطلع إلا و هي معي..و بأخليها تفطر و.....
أبوسلام يقاطعها / إذا شفتها بهالحال ودي احلف إنها ما تروح بيت أمها مرة ثانية
أم صبح بإستنكار / تعوذ من الشيطان يا جابر!..تبي تحرمها من أمها و اخوانها؟؟
أبوسلام / ما تشوفين حالها من يوم رجعت منهم
أم صبح / وش دراك..يمكن هالضيق مو منهم...يا جابر سلام هنا غالية و ببيت أمها غاليه..محد بيضايقها أو يرضى لها بالزعل..ربي يشرح لها صدرها و يبعد عنها كل ضيق



♥▓♥▒♥▓♥



متعبة...مرهقة...يملأها السأم...
فليمسها أحد بطرف اصبعه فقط...لتجد سبباً تجهش بالبكاء من أجله...
لا تقوى على الكلام...و لا تتحمل رؤية أحد...
لكن ما يريحها...هو يقينها أنها لن ترى سوى نفسها في هذا المنزل ...

نزلت الدرج بمهل..و ملل .. و عضلاتها تأن من تلك الساعة الرياضية الصباحية .. الجبرية ..
قضت للتو ساعة كاملة و نصف .. تجري .. و تقوم بعمل جميع تمارينها ..


دخلت إلى المطبخ و هي تتضور جوعاً .. لتفتح الثلاجة .. و عيناها ما إن رأت ذاك التوست الأسمرحتى كشرت بإشمئزاز ..
لتتردد يدها لحظة أمامه قبل .. أن تتركه و تأخذ 4 شرائح من التوست الأبيض و تستنشق رائحته بنهم ..
ابتسمت أكثر بمكر و هي تأخذ من الثلاجة كل ماتحب لتضعه داخل هذا الشرائح .. مبتعدة عن ذاك الرف بخطه الأحمر .. قليل الدسم ..
لتختم تواطؤها السري هذا بعلبة بيبسي ..احتضنتها مع تلك المعلبات...و اقفلت الثلاجة...


جلست على طاولة المطبخ براحة .. و اخذت تحشي ساندوتشاتها و هي تدندن بمرح مفاجيء .. يناقض ضيقها منذ لحظات ..


لكنها مجرد قضمة صغيرة .. من تلك الساندويتش .. هي ما تسنى لها أن تضعها في فمها ..
قبل أن تصلها صرخة والدتها...لتفزع و هي ترمي بتلك الساندوتش على الطاولة .. و تقف اللقمة في حلقها ..


/ وووش تسوووووين!! وين التوست الأسمر؟؟
منوه تمتليء الدموع بعينيها / يمممممه مابيه مليييت منه...والله عفته

لترد عليها والدتها بغضب و هي تأخذ ما أمامها لترميه بالقمامة / ما سألتك وش مشتهيه أنا...كولي عشان تسدين جوعك بس...و إلا تبين تسمنين و يخرب جسمك و لا تلقين شي يدخل فيك..صدقتي نفسك يوم تزوجك ساري انك زينه...ماراح يلقى فيك شي سنع خليه على الأقل يلقى منظر زين قدامه


تابعت عيناها بخيبة تلك النعمة التي ألقتها والدتها بلا إكتراث .. في سلة المهملات ..
و وضعت رأسها بيأس على الطاولة لتتساقط دمعاتها تباعاً ..
كانت تظن أنها خرجت لتلك الزيارة التي اخبرتها عنها .. و ستنعم هي بلحظات هدؤ تحرمها إياها ..
لكن ها هي كما كانت دوماً .. تجدها حتى بين أنفاسها ..


صرخت بها / اللحين وش يصيحك أنتي؟ اعوذبالله منك على كثر ما أعدل فيك ما تنفعين...يله قومي اطلعي توك مسويه تمارينك لا تآكلين إلا بعد ساعة


و نهضت هي على عجل .. ليس إطاعة لما تطلب .. لكن لتبتعد عنها فقط...و عن إنتقاداتها ..
دوماً تستمع لذات التجريح .. ذات الإنتقاد .. فلما لم تعتاد للآن عليه ..؟

ركضت على الدرج متجاهلة أنين الألم بعضلاتها .. حتى و صلت غرفتها لتقفلها داعية ربها أن تنطلق والدتها لتلك الزيارة و لا تفكر باللحاق بها ..

جلست فوق سريرها تسند ظهرها للجدار وتضم ركبتيها بيديها .. و عيناها تصب نهراً سخياً من الدمع ..
تلك الدموع الرفيقة الوحيدة التي تخفف من همٍ يثقل قلبها .. عزيزة هي عليها .. لا يكاد يمر يوم إلا ويلتقيان ..
ففي حياتها .. لا يوجد حولها أخت ..و لاصديقة .. و لا قريبة ..
والدتها رسمت لها شخصية جعلت الكل يبتعد عنها ..
والدتها من رسمت كل شيء بحياتها .. او بمعنى أصح دمرته..

مزنة و بناتها .. هم القريبات الوحيدات لها ..
كان من المفترض أن يكونوا خالاتها .. فهم أخوات والدتها و إن لم يكن شقيقات ..
لكن والدتها دمرت العلاقة بينهم...بطمعها... و حقدها على ما يمتلكون و ينقصها هي...
تراهم يصرفون تلك الأموال بسخاء و لا تجد معها ما يكفي لتتفاخر أمامهم...
تجن والدتها حين يتعلق الأمر بهم...طوال حياتها و هي تضع نفسها بسباق معهم...آملةً النصر عليهم يوماً ما...

حتى هي أيضاً تحقد عليهم .. تشربت كرههم منذ الصغر ..و إن كانت لها أسباب تختلف عن والدتها..


فحقدها نابع من غيرتها ..!!
و هي تراهم دوماً عائلة كبيرة .. محبة .. و سعيدة...
مزنة كانت جده رائعة .. حنونة .. لجميع حفيداتها .. بل امتد حنانها لأولاد أبناء أخيها لتشملهم به...
إذن فلما قصر عنها هي ..؟؟ هل بسبب والدتها ؟ أم بسبب خلافها الدائم مع دانة..!!


دانة العدوة اللدودة منذ الطفولة...كم كانت تتمنى...و للآن تتمنى أن تنفيها من عالمها...
لهما نفس العمر .. فقد شاركتها حتى فرحة مولدها لتخطف منها العمر منذ أوله..

كان من المفروض أن يكونا صديقتين ..لكن ذلك الإختلاف الشاسع بينهما...حال دون ذلك...


دانة الفتاة الجميلة .. الأنيقة .. المهذبة .. تملك شهادة جامعية ..
في حين ترى هي نفسها فتاة عادية أضاعت سنوات دراستها بالرسوب حتى تركت المدرسة .. بعد أن أصرت عليها والدتها أن تدخل ذاك القسم العلمي .. و أن لا تكون انقص من دانة...

هي من كانت كل ليلة قبل أي إجتماع...تتدرب كيف تتصرف...تخطط كيف ستتحدث...متى تضحك...ماذا يحب الناس لكي تفعله...ماذا يكرهون لكي تبتعد عنه...
في حين تأتي دانه بكل بساطتها لتسيّـر الجميع وفق قوانينها...تفعل ما تريد أن تفعل...تحب ما تحب فيحبه الناس معها...

كانت الطيبة...المحبوبة من الجميع...يحق لها مالم تستحقه هي...
فعجزت أن تشاركها بكل ذلك...و لم يتبقى لها إلا أن تكون الشريرة...المكروهة...المنبوذة...

هكذا كان دائماً حالها..!
تعيش المقارنات بينهما منذ الطفولة...تعلمت أن تقيس نفسها مقارنة بها...فلا مقياس عندها سواها...
و دوماً...دومــاً كانت تفشل...


فقـط هـــو...كان إنتصــارها الأوحـد عليها...و قـد يكـون هذا الشـيء الوحيد الذي ستشكره عليـه...


اغمضت عيناها مرتجفة و هي تتذكره...و تتذكر آخر لقاء بينهما ...
كم تكره التفكير فيه...و لا تعلم ما هو شعورها إتجاهه ؟؟

فقدت حقهــا في ذلك..!!

والدتها اظهرتها بمظهر فتاة تافهة .. طامعة ..
وهو قبل بها .. و عاملها على هذا الأساس ..

الإثنان رسما لها .. الصورة .. والإحساس بدون مراعاة لشعورها ..؟!



♥▓♥▒♥▓♥



منذ عودته من العمل .. و رفضه للغداء الذي لم يشتهي أن يشاركهم فيه ..
مازال كما كان يمدد جسده على تلك الكنبة .. و يده ترتاح على جبينه .. محدقاً بالسقف مستغرقاً أكثر من ساعة ..
لم يستطع الخروج .. مهاتفة أصدقائه .. أو الرد عليهم ...
يعوقه حزنها عن مواصلة حياته بشكل طبيعي...


كانت كالوردة في حياته و لذكرها شذى تتزين به أيامه ..
مالذي أذبل تلك الوردة؟؟
كيف تسقط من التعب بلا سبب !!
من تجرأ على تلك الوردة ليخدشها ..؟؟


يتسائل كيف هو شكل الحزن بتلك العينان العذبتان ...
كم يتمنى قربها منه...يضمها لقلبه...بين ثنايا روح لم تعشق غيرها...
ليحميها...حتى نسمة الهواء لن يسمح لها أن تتجرأ .. لتعبث بخصلة من شعرها ..
ليحبها بكل ما في العمر من حب...ليعمرها أوطان عشق تستحق أن ترفل بها...
فيحيا حياته بها...و لهـا...


/ يوووووسف


أفاق من خيالاته البعيدة...منكراً على روحه أين هامت به...ليعتدل بجلسته ..


يوسف / الناس تسلم أول...مو يووووسف
رهف / لا والله..طقينا الباب ماحسيت...سلمنا ما رديت..اللي آخذ عقلك
يوسف يغير الموضوع / وش تبين؟
رهف / ماراح تطلع من البيت؟ غريب من أمس غير لدوامك ما طلعت
يوسف / لا مابي اطلع..سوي لي قهوة..........رهــف
رهف تقف بعد أن كانت على وشك الخروج / نعمين
يوسف بتردد / آآ...لا بس استعجلي لا تاخذين لك سنه كالعادة
رهف تضحك / لازم اتفنن لك كم يوسف عندي


أراد أن يسأل عنها .. أن يطمئن و يُطمئن قلبه..
تعلـّم أن يملك ألف طريقة.. و طريقة ...يصل بها إلى مايريده عنها ..لكنه تراجع ..
بات يخشى إهتمامه .. و إلى أين سيقوده معها ..يخشى أن يلمح أحدهم طرف خيط يقودهم إلى ما بقلبه ..
أن يعرف الجميع بمشاعره.. فيعترف بها .. فتقوده نفسه لخطبتها من جديد ..



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تبدل ملابسها على عجل .. و فكرة مجنونة خطرت لها من العدم... تحتلها...لتبدأ العمل بها دون تفكير بعواقبها...
منذ لحظات .. اتصلت بعمتها مزنه لتسأل عن مالك...الذي عاد لعادته البغيضة في عدم الرد على هاتفه...
لكن اتصالها قادها لأمر آخر.. فقد علمت بوجود ذاك في بيت عمتها..
و حين رد على هاتف المنزل...و منذ سمعت صوته...و نغمة غريبة احسته يخصها بها...تلبستها تلك الفكرة...

أن ترد الصاع بالصاع .. !!

حسنـاً...رآها بالأمس .. و تحدثت معه على الهاتف... و أيضاً ستتواجد معه في نفس المكان ..
لتقترب منه أكثر و أكثر ..
لتسكن أفكاره ..
ليحبها ..
ليتعلق بها...
و ترفضــــه....فيذوق هو و والدته نفس الكأس الذي اسقوه لوالدتها و ساري ..

لو كان القهر لها .. قد تكون تناسته .. أو تجاهلته ..
لكن قهر أحبتها .. أهلها ...هذا مالا تستطيع نسيانه .. أو غفرانه ..



♥▓♥▒♥▓♥



أمسكت هاتفها تعتصره بقهر يمر الوقت وهو يتضخم بقلبها .. و لا تجد ما تطفأه به ..
عاجزة أن تشكو منه لأحد...فكيف لها أن تعترف بعمرٍ عاشته للكذب ..
كيف تجرد نفسها أمامهم...من تلك الفرحة التي زفوها بها...من تلك الحياة التي قاسموها ذكرياتها...و أيامها...
لا أحد يستحق أن تشركه بوجعها الخائب...فلا عزاء لوهـم استغرقت خمسة أعوام لتدركه...

كانت ستخمد رنات إتصاله الثالث بها .. لكن اصبعها توقف فجأه فوق ذاك الزر الأحمر ..
لما عليها .. أن تكبت هذا القهر الذي بات يفتك بروحها..؟؟
لما تتهشم وحيدة...دون أن تصل إليه شضايا جريمته..؟؟

لن تجد سواه...هو ...السبب الأوحد لقهرها ...و حزنها ...و خذلانها ..
سترى أي حجة يحملها إليها ..؟ أي كذبات سيصفها على مسامعها .. بعد أن رأت خيانته بهكذا وضوح موجع ..!
هذه المرة .. لن يهرب من لومها .. و لن يجد له عذراً يتشفع به أمامها .. فهذه المرة تحمل الجرم الذي تدينه به ..


عذاري ترد بصوت يهتز ألماً / نعم يا مالك...ليه تدق؟؟ وش بقى كلام ممكن ينقال بيننا بعد اللي شفته!


ثقلت خفقات قلبها و هي تنتظر رده .. نبرة صوته القوية .. الواضحة .. كيف ستكون..؟؟
و لخيبتها وجدتها كما اعتادت عليها .. و رغم الزلل لم تلين ..

/ ماراح اتكلم معك اللحين و أنتي منفعلة..خليك تهدين و بعدين نتفاهم...لكن كل شي صار خليه بيننا لا يطلع...اللي شفتيه لا يكون اسمع إن أحد عرف فيه

هوى داخلها الإحساس بخيبة ثقيلة .. و قهر موجع .. و هي لا تصدق ما تسمعه...لتبحث عما تبقى لها من صوت لم يختنق...

/ حرااام عليك يا مالك أنت ما تحس؟ ماتحس؟ أنا وش بحياتك؟ لهالدرجة مالي قدر! مالي قيمة!! كل هالسنين ماتعني لك شي؟؟ماتشوفني شي؟؟ بعد كل اللي شفته لاجيت تتعذر و لا تبرر..كل همك إن ما أحد يعرف شي!! -لترتفع نبرة صوتها وتحتد لمجرد تفكيرها بتلك الفتاة- همك بس سمعة هالحـيو.....

صرخ مقاطعا لها / لاااا تغلطين عليها..البنت مالها دخل...أنا اللي لحقتها..أنا اللي كنت أبي اكلمها...الغلط كله مني أنا

وبغضب...تشعله تلك الدموع التي بدأت تتهاوى بحرقة من عينيها...

/ و ليه تلاحقها؟؟ وش تبي فيها؟ وش بينكم ؟؟

/ الموضوع ما يخصك شي بيني و بينها لازم اتاكد منه

مع كل كلمة منه...كان يتسع فيها الجرح...فتدرك أنها تعدت مرحلة السيطرة عليه...و لا أمل بشيء منه قد يشفيها...

/ مالك أنت تسمع نفسك وش تقول؟؟ زين يا مالك تشوف هالبنت اللي وش اسوي فيها والله لــ.......

قاطعها بنبرة تهديد / عذاري...أنا تاركك ترتاحين ببيت اهلك على كيفك..لاتخليني اجيبك عندي غصب عليك..خلي موضوعنا بيني و بينك بس..لا تخليني ادخل أهلك فيه..و أنتي تعرفين وش أقدر اسوي فيك و فيهم


اغلقت الهاتف...و لاتعلم مالذي اغلقته معه في حياتها...
حياتــها!!
اشفقت على نفسها و تلك الكلمة تبدو أمامها فارغة...لا تخلف لها معنى سوى البؤس...و المرار...
تدرك الآن بخيبة كسيحة أنها لم تكن موجودة...منذ أعوام...
كل حياتها معه كانت سراب..!! كل تضحياتها .. و صبرها .. بلا معنى ..!!

(حسبي الله عليكم..حسبي الله عليكم..الله يشقيكم وماتذوقون الراحة..الله يذوقكم القهر اللي اذوقه)




♥▓♥▒♥▓♥


أغانـي الشتـاء 22-06-16 04:37 AM

الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 




كادت تتعثر بدرجات السلم .. و هي تحاول اللحاق به ..لو لم تركض خلفه...لما ظنت أنه سيتذكرها...
فاجأها بقدومه لمنزل عمتها...ليغيب هو و مالك طويلاً في ذاك المجلس...
و يخرج منه بوجه أسود ضائق...لم تتخيل أنها قد تراه به يوماً...لتضيق و أفكارها تتجهم...عن سبب هذا الغضب..(وش فيه؟ يارب مايكونون متهاوشين..لا لا الله لايقوله تميم و مالك مستحيل يختلفون..تميم مايزعل من أحد و لايمكن يزعل أحد)


سمو حين ركبت بجانبه في السيارة / تميم بسم الله وش فيك؟

صمت...و هي تنتظر أن يتكلم...و لكن الصمت طال...حتى شكت أنه سمعها...

سمو بإستغراب من تجاهله / تميـــــم!!
ليرد بنبرة تحذير لم تعتادها تثقل صوته / سمو اسكتي عني...لأني مو ضامن إن تكلمت كيف بأرد عليك


صمتت...وهو يحدق بطريق بالكاد يستوعب ما يرى فيه .. يقبض بقوة على المقود عله يصرف بتلك القوة شيئاً من غيضه...من ذهوله...

ثمانية عشر عاماً فقط كان عمرها .. حين حدث ما حدث ..!!
لا يتخيل أن يمس أحد أسماع سمو و سلام بكلمة تخدش كرامتهما .. فكيف احتملت هي .. عمته الغالية .. أمه الثانية .. ما جرى لها في ذاك العمر ..

بدأ غضبه يثور أكثر .. وهو يتخيل تلك الأيام .. محاولاً جمع ما يتذكره منها .. و يربطه بكلام مالك...


::


مالك / و هذا حنا صرنا لحالنا...قول وش عندك؟ وش اللي مغير وجهك كذا

تميم / أبي اسألك عن شي...يخص عمتي

مالك بقلق / أمي مزنه

تميم / لا عمتي جواهر

مالك يبتسم بإستغراب / أنت اقرب لها مننا كلنا..وش اللي بأعرفه أنا بالذات عنها وماراح تعرفه أنت؟؟

تميم يكمل بحذر / بنتها...بنتها ليه مو عندها؟

انمحت تلك الإإببتسامه الهازئة من ملامحه .. لتحتد نظرته .. وهو يصرخ به بغضب ..

مالك / أنت كلمتها عن بنتها؟؟ سألتها عنها؟؟...........عشان كذا تعبت

تميم بفضول يكاد يقتله / هذا اللي أبي اعرفه..وش صار عشان تتعب كذا من يوم سمعت فيها؟؟ وش صار يخليكم تخفون ذكر هالبنت و تحرمونها منها

مالك بعصبية / و اللحين ارتحت! بعد ما طيحتها بالمستشفى!!

تميم بإصرار / أبي اعرف السالفة و ماراح اطلع من هنا لحد ما تقول لي

مالك يعطيه ظهره و بنبرة أمر قاسيه/ تميم هالسالفة مالك خص فيها..تنساها كنك ماعرفتها لا تفتح جروح من سنين اندفنت

و لم يردعه ذاك التهديد الذي قسى به صوته...و لا تلك النظرة المهددة التي صوبها نحوه قبل أن يصد عنه...

تميم يؤكد له / لي خص فيها دامها تخص عمتي..و بأعرفها يعني بأعرفها فخلني اعرفها منك احسن

مالك يلتفت إليه بنفاذ صبر...فلديه مايكفي ليضيق به...لا تنقصه تلك الذكرى التي خرجت له من العدم...

/ ولو ما قلتلك وش بتسوي؟ بتروح تسألها مره ثانيه ما كفاك اللي جاها؟ و إلا بتسأل ابوك بعد

تميم لا يتراجع / لا بسأل اهل البنت..أنا لقيتهم و كلمتهم..بس بغيت اعرف اللي صار منكم..أبي اعرف ليه كلامه يلوم عمتي و كأنها هي الغلطانه

مالك تعب من مجادلته...و ذاك القهر الذي التمع بعيناه و بدل نظراته التي اعتادها ضاحكة...أنبأه أن لاشيء سيردعه حتى يعرف...

مالك / تبي تعرف أنا بأقولك بس السالفة اخر عهدك فيها بهالغرفة..تسمعها و تنساها و ما تحط يدك فيها بعد هاليوم

خفق قلبه بعنف...وهو يستعد لما سوف يسمعه...
مالذي أثار غضب مالك لهذه الدرجة..؟؟
و لم يقوى على الكلام فقط تعلقت عيناه بوجه مالك الذي اقتمته تلك الذكرى...


مالك بصوت خفيض..و كأن الحروف ترفض أن تنساق معه / زوجها أكيد تعرف من يكون..ولد عم أبوي....اعتدى عليها

هبطت أنفاسه...وتهاوى على تلك الكنبة خلفه...لتخرج الحروف مثقلة بالقهر...و الفزع...لا يصدق مايسمعه و لا يريد أن يصدقه...

/ يعني البنت!! البنت! بنت حـ.......

مالك / لااااا..بعد اللي صار جدي اجبره يتزوجها عشان لا ينفضح...خلاه زوجها بالإسم...امي قالت لي انه خلاه مثل الخدام بالبيت له و لها...طلع اللي سواه من عينه..لكنه ما تحمل..بيوم صحى جدي مالقاه و لا لقى عمتي بعد..اخذها و راح....بعدها طاح جدي الشلل اللي جاه من بعد اللي صار و عرف أبوي بالسالفة...و راح يدورها بكل مكان..حلف إنه اذا لقاه بيذبحه...لكن جدي خاف عليه و خاف الفضيحه تكبر و الناس تدري باللي صار..و لقاه هو و عماني قبل أبوي يلقاه..اخذ منه عمتي و خلاه يذلف برى الرياض و أخفى أثره عشان أبوي ما يلقاه
لكن عمتي طلعت حامل..كل يوم كنت اسمعها تدعي على نفسها و على اللي ببطنها..و لا تصيح إلا بحضن أبوي
كل يوم كنا نقول إنها بتفقد عقلها..كل يوم كنت احس إني بأجي اصحيها القاها ميته..
و ذاك النذل كنه ما يخاف و لا يستحي رجع يكلم جدي يطالب بولده اللي سمع عنه..كان كل همه الفلوس او الورث..أو كان يبي أبوي يشوفه ويبتلي فيه..
عشان كذا أول ما ولدت عمتي عطوه البنت و قالوا إنهم ما يبونها و لا يبونه..وهو اخذ البنت و الفلوس وراح و لا رجع بعد ذاك اليوم


::


ثلاثة أشهر!!
مخطوفة...بعيدة عن أهلها...و بيت ضمها كانت المدللة فيه..
أشهر لا ترى فيها سوى من انتهك بياض حياتها..لتعلن حدادها لبقية عمرها...
مالذي رأته معه جعلها تتمنى الموت..؟؟
مالذي فعله..لتكره طفلتها الصغيرة و تبعدها عن حنانها بسببه..؟؟



♥▓♥▒♥▓♥



اغلقت هاتفها...لتلتفت إليها مبتسمة...ها قد مرت زيارتها لها بوقت سعيد...لم يخيب أملها...

جود / يله لقينا لنا أحد يجي ياخذنا شكلي طولت عندك وتقولين هاذي ناويه تبات هنا

كادي تبتسم / لا والله أدعي لك...كنت طفشانه مررره وجيتيني من الله..يكفي هالطبخه الحلوة اللي تساعدنا فيها_تضحك_بس ترى اذا تعشينا ماراح أقول لسامي و أبوي إنها منك يعني بأتميلح إنها من ابداعاتي

جود / حلالك..اتنازل أنا عن كافة حقوقي

كادي تستمع للصوت القادم من الخارج / هذا صوت سيارة أبوي أكيد جاء...بأروح اقوله إنك عندي عشان مايدخل لأنه بيجي يدورني


خرجت تركض بحماس نادراً ماتحسه بين جدران هذا المنزل...
و إن كانت زيارة جود...و جلوسها معها...و ضحكها...تحسه خيانة لسمو...لكنها لاتجد سبباً أو عذراً تبعد به محبة جود لها...
و زيارتها هذا اليوم...حقاً كانت تحتاجها...
فحين تمل من هذا المنزل الفارغ...حين ترهبها وحدتها...
تشعر بالذنب و هي دائماً تجر إليها سمو...بعيداً عن أهلها...و إخوانها...
فهي دائماً معها...في المدرسة...في عطل نهاية الأسبوع...لا تريد أن تتطفل أيضاً على باقي يومها...لتخرجها من عائلتها...و تلصقها كالعادة بها...

فتحت باب المدخل الرئيسي...لتبتسم و هي تجد والدها كان كما توقعت على وشك الدخول إلى المنزل...
لكن مالم تتوقعه...هو أن يكون بصحبة أحد...

انمحت إبتسامتها بلحظة...لتتراجع بسرعة خلف الباب...و تعود راكضة إلى المجلس حيث تركت جود...
و مادام والدها قابل فراس...فبالتأكيد علم بوجود شقيقته في منزلهم...

كادي تدخل عند جود / جووووود الحقي علي
جود ترى وجهها المحمر / بسم الله عليك وش فيك

و حين امسكت بيديها احست بهما ترتجفان...

جود بقلق / كدووو وش فيك؟
كادي تخبرها بخجل / فتحت الباب لقيت أبوي بوجهي بيدخل..و فراس معه

تبدلت ملامحها من القلق...لتنتشر الضحكه بوجهها...و هي تتخيل الموقف...و أكثر تفكر بفراس و موقفه بعد أن رآها...
فتتعالى ضحكتها أكثر...لتدفها كادي بعيداً...

كادي / نذذذله لاتضحكين علي..والله ادعي عليك تطيحين بهالموقف مثلي
جود / ياقلبي والله ماتحملت..هههه اذا أنتي منحرجه كذا أجل وش وضع فراس قدام أبوك_ترفع جوالها_شوفيه يدق يبي يصرف نفسه بسرعه

سلمت عليها وخرجت...و كادي تلتقط هاتفها بسرعة إعتادتها و تتصرف بها تلقائياً...لتخبر سمو عن هذا الموقف...
رغم أنها تكره كيف ستجلجل ضحكتها هي أيضاً عالياً...و كم ستمازحها طويلاً على هذا الموقف...حتى تغيضها...

لكنها توقفت طويلاً عند زر الإتصال...و هي تتذكر كلام سمو لها...(بتروحين لهم بتكلمينهم بكيفك..بس لاتقولين لي نتصالح ولا تجيبين لي طاريهم أبد لا من بعيد و لا قريب)

اخفضت هاتفها...متنهدة بحزن...
أن تكون لها حياة لا تشاركها فيها سمو...أمر صعب...و لا تجد الراحة و لا الفرحة فيه...






منذ جلوسها بجانبه في السيارة...و هي تراقبه بين لحظة و أخرى...
لترى مدى تأثير رؤيته لكادي على ملامحه...و هي تتذكر إهتمامه و سؤاله الدائم عن علاقتها معها و مع سمو...
هل يعتقد أنه خدعها بإهتمامه بمسألة صلحها مع سمو...في حين أن كل مايهمه أن تخبره عن كادي...
فهذه الإبتسامه التي بالكاد يخفيها تبوح ما يكتمه في قلبه...
ماذا قرأ عنها في ذلك الدفتر ليتعلق بها بهذه السرعة..؟؟
أم أنه يحمل مشاعر لها منذ زمن...و هي فقط التي بدأت تحس بها للتو...


هو كان حقاً يكتم ضحكته...وهو يتذكر موقفه المحرج...
يكفيه إحراجه من عمه بالأمس...ليمر اليوم بذات الموقف...مع أبوسامي...
لكن رؤيته للفتاتين...و المقارنة بينهما...شكلهما...تصرفهما...و ما يعرف عن كلاهما...
جعل كادي تخبو بنظره سريعاً...لتتألق سمو بملامحها المشرقة في خياله أكثر...و أكثر...
تملك تأثيراً قوياً تلك الفتاة الصغيرة على من حولها...كادي...و جدته...
هل ستؤثر عليه هو أيضاً...لتملك قلبه...



♥▓♥▒♥▓♥



أغمض عينيه مستنداً برأسه فوق رجليها الواهنتين...جسده المسترخي يناقض تلك الأنفاس الثقيلة...التي تخرج ضائقة من صدره...لا تجد في الهواء من حوله متسعاً لها...

هل أخطأ بعودته؟؟
هل كان عليه أن يمد عمر تلك الكذبة المسماة (نسيانها) ما امتد به العمر..؟؟
حتى ولو لم يعرف لقلبه نبضاً...و لمشاعره معنى..!!

لا...فالعيش براحة ليس له...ليس مكتوباً لقلبه أن يمره الحب بسلام و روية...
نكرانه الذي تغلف به...بدأ يتصدع...و تلك الذكريات المتراكمه بأقاصي روحه أخذت تتضخم...و تتضخم...
لتقوده إليها رغماً عنه...و على غفلة منها...
تلك التي تحركه كدمية مسرح...تلك التي يعجز الكل على أن يخترقوا روحه التي قدت من صخر...في حين تسيطر هي على جميع حواسه...و عواطفه...و طاقاته...

لقاءاته بها تقيده ناراً تستعر...منذ عودته وهي تتفلت من بين يديه...
لتلفه التساؤلات حتى يشعر بيدها تخنقه...فيرغب بلقائها أكثر..

أي دور تلعبه معه؟؟
و إلى متى سوف تجيد إتقانه؟؟
إلى أي حد تنوي أن تصل به؟؟
تسيطر هذه الفكرة عليه...لتتوقف حياته بأكملها عندها...


كانت تراقبه بين لحظة و أخرى...تنتظر أن يتكلم...أن يعود من ذاك العالم الذي يأخذه ممن حوله...و يجول فيه وحده...
هكذا حاله منذ عودته... يجاورها جسداً خاوياً بلا روح...بلا فرح...
ليته يعود كما كان قبل سنوات...حين كانت ترى فرحةً تجهل أسبابها تحيي ملامح وجهه...

/ مالك
مالك يفتح عيناه / سمي يمـه
/ أنت متهاوش مع عذاري صح؟
ليبتسم ببرود / صـح
ضربته مع كتفه...و هي تبعده عنها... ليعتدل جالسا بجانبها / و تضحك!

نعم يضحك...حين لايجد شعوراً يصف حياته التي انقلب على عاقبها منذ عودته
لو علم أحداً ما تفعله تلك الصغيرة به...و بعالمه...لضحكوا على حاله حد الأسى...

مزنه تكمل عاتبه / أنا اشوف البنت ماقامت تتصل فيني..و أنت كل ماجبت لك طاريها تتهرب و لا تتكلم عنها! قولي وش مسوي لها؟؟
مالك / و ليه متأكده يمه إني أنا اللي مزعلها..يمكن هي اللي مزعلتني

أحقاً..هو من نطق تلك الكلمات؟؟
أيجرؤ حتى أن يتحدث عنها هكذا!!
ألا يكفيها عمراً نثرت زهرته بين يديه..لتصدها عنه...مشاعره المرهونة لغيرها...
لكنه كان يتمنى أن يجد أي ذنب قد تكون اقترفته...ليخفف من وطأة اللوم الذي يحرقه عليها...

مزنه تكلل لومه لنفسه ليتعاظم / عذاري عمرها ما اخطت معك..البنت من عرفتها وهي تحت شورك تقولها يمين تروح يمين وان قلت شمال راحت شمال..بس أنت الله عليك عمري ماشفتك راخي معها..أنتم مختلفين على سالفة العيال؟
مالك يطمئنها / لاتشغلين بالك يمه..و لاتتضايقين..هالمشاكل تصير بين أي زوجين وكلها كم يوم وبنتراضى

صمتت بضيق..و هي تراه كعادته...لايشكي...و لا يفصح عن مكنونات صدره...
كم من الهموم تشغله...لتأتي هي أيضاً و تحمله أكثر...
لكن قلبها ماعاد يتحمل هذه الفرقى بين أحبابها...و إن كانت العنود قبلت بالصلح إكراماً لها...
فموضي لن يستطيع أحد التأثير عليها سوى مالك...

مالك بعد أن انتبه لشرودها / يمــه..وش فيك؟
مزنه / والله يمه ودي اقولك و ماودي اثقل عليك..بس كل ما أفكر ماألقى غيرك عندي..الله يخليك لي
مالك بمحبة / كلنا نفداك يمه..بس أكيد بأزعل لو رحتي لأحد غيري..خير يمـه..آمريني
مزنه/ الله يحفظك لي و يحفظهم من كل شر...والله ياولدي الحال بين خالتك أم فراس و أم ساري وهالقطيعه بينهم وبين بناتهم مب مخليتني ارتاح..اقول مابي اغصبهم على شي وهو مب بخاطرهم بس بعد طولوا هالزعل و الظاهر انهم تعودوا عليه..اخاف اسكت عنهم..يجي يوم ألقى حتى العيال ماصاروا يكلمون بعض..أو حتى عمك و أبوك ينقطعون عن بعض..أنا كلمت أم ساري و الله يسعدها ما ردتني و تقول هي مستعدة للصلح...بس عاد خالتك موضي الله يهديها ماراح أقواها..و قلت يمكن تستحي منك إذا كلمتها أنت
مالك يبتسم مطمئناً لها / و بس هذا اللي شاغلك يالغاليه!...لا يهمك أنا اكلم خالتي واعتبريها وافقت..و هالجمعه اعزمهم لك كلهم في المزرعة يتصالحون
مزنه بإمتنان / الله يخليك لي و يوفقك بدنياك..و يريح بالك..و ارجع اشوفك مرتاح مثل أول واحسن



♥▓♥▒♥▓♥



دخل إلى المنزل مجبراً بخطوات ثقيلة .. ترغب في الإبتعاد كلما اقتربت أكثر ..
هو من لا يفكر بالأمر مرتين قبل أن يفعله .. بات الآن يعيد ما سيقوله أمامها مراراً و تكراراً .. مراجعاً كل كلمة .. كل حرف .. قد يجرحها من جديد ..
لكن جميع أفكاره خذلته...ليعجز أن يجد ما يرتق به الجرح بعد فتقه ...

وصل به قلقه .. و أسفه .. و قهره ..إلى غرفتها...
تجمدت يداه بجانب جسده .. غير قادر على رفعهما ليطرق بابها .. كما طرق بكل بساطته على ذاك الجرح .. و يراها تغرق الآن بنزف كان هو سببه ..

وقف طويلاً...طويـــلاً...لايعلم كم مر عليه من الوقت...
حتى كاد نبضه أن يتلاشى...حين انفتح الباب...و ظهرت له تلك الحبيبة...محملة بطعونه التي أهداها...

تميم بصوت أثقله عذرٌ..لايقبله حتى هو / ماتشوفين شر..الحمدلله على سلامتك يالغالية

فاجأتها رؤيته التي لم تكن على إستعداد لها...
و هي ترى في عينيه...جواب...عجزت لسنوات عن أن تنطق بسؤاله...
لتنتشل نفسها مرغمةً من الذكرى...تاركة الروح معلقة بينهما...

بصوت متعب..فاقد و مفقود / تميم احلفك بالله تنسى اللي عرفته...لا تخليني المح بنظرة عينك إنك تذكره

و لم تستطع أن تراه أكثر .. لم تستطع أن تقف أكثر ..
عادت بخطوة مهترئة للوراء .. لتغلق الباب بينهما .. وتستند عليه .. لتجلس أرضاً ..
فعزمها الذي استجمعته حين رأته... لم يسعفها بأكثر من تلك الكلمات التي قالتها .. آمله أن يعود الجرح الغائر للسكون كما كان .. ليجرحها بصمت .. و لايعلن ذنوبها أمامهم ..

سدت فمها بيدها .. لتكتم شهقاتها .. لأنها تعلم أنه مازال خلف الباب قلقاً عليها ..
يصلها دفء اهتمامه و محبته رغم الباب الذي اوصدته بينهما ..


تلك الفتاة...تدعو الله كما تدعوه دوماً أن يقتسم من عمرها...و صحتها...و فرحها...ليعطى لها...
لا تريد أن تشرخ حياتها برجوع تأخر دهراً من الأوجاع...
كل دعواتها لها أن تكون وجدت والدة لها...تدعوها أمي...تكون حضناً دافيء لوحشة أيامها...



تراجع بقهر منها...و عليها...من ما يعرف...و ما يجهله بقلب تلك الحبيبة...
حتى و إن قالتها له...حتى لو رآها تنسى...
لن ينسى هو ذاك الجرح الذي تواريه بعيداً عن عنهم...



♥▓♥▒♥▓♥







توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ



انسام جبلية 23-06-16 08:03 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم عودة محمودة اغانى الشتاء كنت من متابعى الرواية منذ البداية واعجبتنى ثم انقطعت ومعك بعض الكاتبات وقطعت عهد على نفسى بأن لااقرأ رواية غير مكتملة وهاانا انقض عهدى فاعذرينى فى هذه الملاحظة وهى ان الرواية اذا كانت ليست مكتملة عندك كلها فتوقفى الى ان تكون كلها مكتملة ثم نزليها تباعا او اذا طرأ عليك اى ظرف سلميها للمشرفات وهم يقوموا بتنزليها وارجو تقبل ملاحظتى برحابة صدر

الخاشعه 24-06-16 02:51 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم
كيف حالك أغاني...بارت جميل يحمل سر جواهر مع ولد عمها اللي حذر منه ابو ساري لكن العود كان دوبه في كرهه لام ساري
وشلون يطفشها من البيت لين اضاعه امانة
بس صدق بنت جواهر تزوجة ولا ولد عمها يكذب....؟
يوسف يستاهل كل خير وسلام مياله له الله يوفقك مابينهم....وتفتك من مالك اللي استخف ومو مصدق انها ردة لعقلها ويتعامل معها ومع زوجته بتهور وغياء ما تليق برجل في مثل سنه
سمو تلعب بالنار ياليت تلقى من يردعها عن الخبال
شكرا اغاني ولا تحرمينا من طلتك علينا

إسم مؤنث 24-06-16 05:20 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
طبيعي انه قبل يومين فجأة طرت على بالي روايتك وتحسرت أنها من الروايات اللي مو مكتمله!
وبس ادخل الموقع الاقيك فاتحه الرواية ومنزله اجزاء😍
الصدق ماعرفت اقرأ الأجزاء الجديدة كويسه فاضطريت انه ارجع لبعض القديم حتى اقدر اربط السواليف.
عودا حميدا وان شاء الله اخر الغيبات وهذي المره نبيك فعلا تختمين الرواية بشي يليق فيها بدل التعليق. يعطيك العافيه أغاني

radiant star 11-07-16 03:18 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
يا هلا و يا هلا و يا هلا بأغاني الشتاء تو ما نور المنتدى 😍
ما تتخيلين سعادتي لما شفت الرواية مفتوحة و نبضة جديدة نازلة ع المنتدى
اتخيل بس لو يفعلون خدمة التنبيه بالرسائل ع الجوالات لما تنزل اجزاء جديدة من الروايات اللي نحبها و يصير كل ما نزلت نبضة جديدة يجيني sms ع الأقل شي مفيد و حلو بدال الإعلانات اللي تجينا غصب عنا و غاثتنا 🙄😁

نجي للنبضة الجديدة
مالك يا الهي فيه وقاحة و قواة عين مو طبيعية تقههر و مع ذالك جزء مني يعذره الرجال مصدوم ان حبيبته اللي كانت مجنونة بحبه تغيرت لهالدرجة !
سلام يا حياتي رحمتها ماضيها الأسود لازال يلاحقها بظله الكئيب و لازم تتعب شوي حتى تتخلص منه
سمو معقولة بتصير شريرة و تلعب على فارس 🙄 مهماً غلطت دانة بحق اخوها يظل فارس ماله ذنب بس هي من حبها لأخوها ودها تنتقم له
منوة ع كثر ما كنت أكرهها رحمتها احسها دمية تتحرك ع كيف أمها المتسلطة اللي حرمت البنت انها تعيش محبوبة بين اَهلها و أقاربها و زي ما تحب 💔
ساري للآن احس منوة ما تلبق له بتاتا البتة بس نشوف ايش بيصير و هل بيقدر بارتباطه فيها يحررها من سيطرة أمها و يخلينا نشوف الجانب الحلو من شخصيتها ؟
صبح يا زينها جداً متشوقة اعرف كيف بتعطي باسل المتكبر ع وجهه و توقفه عند حده بس اللي مثله تخافين على هالبنت الطيبة البريئة من شره 💔
جواهر الضعيفة ساكتة ع هالوجع اللي بقلبها سنين هل بيكون لتميم دور ف تخلصها من الالم اللي عمّر
في قلبها سنين ؟
واخيرراً ننتظر النبضة القادمة ع أحر من الجمر ❤
متابعتك من سنوات و أتمنى أوصل معاك لنهاية النبضات ❤

إسم مؤنث 14-07-16 08:18 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
انعشينا بنبضة يا أغاني ،،

اللوتس الفواح 15-07-16 09:25 PM

هلا وغلا باااغاني الشتاء نوور المنتدى فيك وفي ابدااعك
ان شاء الله يارب تكملينها على خير
الرواايه جداً راائعة واحداثها شيقه وجديده
اكثر شي قاهرني مالك يعني في البدايه هو الي شجعها انها تتمادى معاه في علاقتها وبعدين اختار وحده ثانيه وتزوجها والحين جاي تخرب عليها حياتها نفسي احد يوقفه عند حده طيب امها قبل اخوانها وينهم عنها معقولة مانتبهوا ولا شكوو ان فيه بينهم علاقة مو طبيعية
وتميمم شخصية جميله وفيها حب الخير ومساعدة الآخرين يارب يحصل الي تناسبه وكفووو ليه
جوااهر ماتعرضت له شي كبير وله سلبيات على نفسيتها وتشكيل حياتها ماالومها اذا عطته بنته ماتبي شي يذكرها فيه وفي الي سواه الله يغير حياتها اللأفضل وتحصل من يستحقها
منوه مظلومه من امها كذا بعض الامهات الطماعات والبنت سلبيه مادافعت عن نفسها
دانه تستاهل ماجاها من ساري
كادي وعائلتها المفروض يعيشو طبيعين وحياه جميله مو بؤس وحزن
الحياه مره وحده والحي ابقى من الميت
سموو اجمل شخصيه مرحه وحبووبه وحيويه يازين شخصيتها والله يكفيها شر بعض الافكار الملتويه
سلام ياقلبي عليها اوصبح شخصية مسالمه هادئة ماتصلح ابد لباسل ومايستحقها الا تميمم
عذااري عيشيي حياتك وخطي خطوة جريئة وبتعدي عن مالك قلبه مو اك وبتتعبين معاه
يوسف لا تعليق عليه

وبس حبيبتي
ان شاء الله نشوف نبضات جديده مشتاقين لقلبك ونبضاته
ربي يسلمك من كل شر 👏🏻👏🏻👏🏻

عذرا ياقلب 17-07-16 03:53 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
تو اشوف الروايه عودا حميدا أغاني الشتاء يالله اشتقنا ثم اشتقنا للحرفك واشتقنا لذيك الأيام

أغانـي الشتـاء 17-07-16 04:13 PM

الفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 



أختي..أنسام جبلية

كأنها طردة من المنتدى!!
وش دعوه يالغاليه كأنك تقولين اطلعي أنتي و روايتك و متى ماكملتيها ارجعي<<فيس مكسور خاطره

بأقولك شي..
هالرواية إن شاءالله إني ناويه و مصممه اكملها
لكن ما أظمن لك أبداً الوقت اللي بتكتمل فيه
مابي استعجل فيها..بس عشان اخلصها
و أكيد تعرفين ان كل وحده عندها بحياتها أشياء تشغلها
مو دايم ألقى الوقت عشان اكتب
و أحيانا..حتى لو كان عندي وقت..و الأفكار تملأ راسي
اعجز اكتب حرف واحد..!
الروايه مابي احسها فرض علي لازم اخلصه
أبي استمتع بكتابتها..عشان اقدم شي راضيه عنه..و يستاهل متابعتكم
أنتم مو مجبورين تتابعونها..و لا أجبركم تتفاعلون معها
اللي تبي تتابعها معي أول بأول..و تبي تشجعني بتعليقها..و تواجدها معي..
ربي يسعدها لأنها بتبقى ذكرى غاليه عندي ما أنساها..
لأن على كثر ما أنسى..ما نسيت أبد التعليقات اللي كانوا البنات ربي يهنيهم يشجعوني فيها
اذكر للحين كل اسم..و كل تعليق..و ادعي لهم من كل قلبي..لأنهم جد هم السبب بحبي للكتابة و عدم انقطاعي عنها
و اللي ماتحب تقرأ إلا شي كامل..و جاهز
تنتظر لحد ماتكتمل الرواية..و تتفضل تقراها براحتها بدون أي إنقطاع

:

أختي..الخاشعه

مشكوره على هالتواجد العسل
مشوار الشخصيات لسى في بدايته..
تابعي..وشوفي وين بيوديهم الطريق اللي مشوا فيه

:

أختي..اسم مؤنث

ماتتخيلين فرحتي يوم شف اسمك
ذكرتيني بالماضي الجميل
انتظر تعليقاتك الجميلة اللي عودتيني عليها
و إن شاء الله نختم الرواية..مع بعض..
و تكون قد إنتظاركم الغالي و تواجدكم الجميل معي

:

أختي..radiant star
هلا فيك ياقلبي..و النور نوركم والله
تعليقاتك جميله ع الشخصيات
تابعيهم..لأنهم بيفاجأونك كثييير
و نشوف مين اللي راح تحبين و مين بتكرهين؟؟

:

أختي..اللوتس الفواح
حبيبتي..يسعدني إن الرواية اعجبتك
و شكراً على تواجدك الجميل..و تعليقاتك الحلوة..
مالك حكايته حكاية..و النبضات بتكشف لكم كل شي عنه
و احكموا عليه براحتكم
هههههه بس تعالي ليه يوسف المسكين
هو الوحيد اللي لا تعليق عليه؟؟

:

أختي..عذرا يا قلب
حبيبتي..الشوق لكم أكثر..و أكبر
الله لا يحرمني تواجدكم الجميل..تعطون الرواية نكهتها..و حلاوتها...
بإنتظار رأيك بالشخصيات..و تعليقك على الأحداث


ا
النبضــــة..♥ بتنزل بكره..أو بعده..إن شاء الله

أبها 17-07-16 07:30 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
حياكِ الله أختي أغاني الشتاء
وبانتظارك بإذن الله .

اللوتس الفواح 19-07-16 10:13 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
صبااحكم جميل بذكر الله لا اله الا الله

يسعد صبااح الجميع
عزيزتي الحبيبه اغاني الشتاء ياحبي لك والله 😘
بالنسبه ليوسف قلت لاتعليق الانه بيحب سلام بصمت وحزن الانه قد خطبها ورفضت فحاسه في مشاعره بيشوف الي يحب ويخاف يتقدم ثاني مره وترفضه
فقاعد ينتظر اي خيط امل انها ممكن توافق عليه وتحبه
بس والله
ومنتظرتك ومنتظره نبضاتك الرائعه
دمتي في حفظ الله

أغانـي الشتـاء 20-07-16 01:03 AM

الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 



♥▄الـنـبـ«18»ــضــة▄♥


:
:
:


فــي الـغـــد ...~


كانتا تجلسان مع زميلاتهما في الصف...يتحدثن...و يضحكن...بعد خروج المعلمة...
و هي بين لحظة و أخرى تلتفت إلى سمو مترددة...تفكر أن تخبرها و تخبرهن عن الموقف المحرج الذي مرت به بالأمس...
لكنها لا تجرؤ على إغضاب سمو...و لا تريد أن تكدرها بذكرهم إن كانت لاتطيقهم...
نعم...كفاها إستغلالاً لسمـو...لن ترغمها أيضاً على مشاركة أبسط أحاسيسها معها...بكل وقت...
لذا فضلت الصمت...و هي تراها تخرج من الفصل...






وقفت في الممر تراقب الفتيات...لكنها كانت شاردة...غير واعية لما يدور حولها...
تفكر فيما فعلته...و الذي ستفعله...ستكمل خطتها و ترى إلى أين سوف تأخذها...خيراً أم شراً...

سجى تطيل النظر لوجهها / وش فيك؟
سمو بلا مبالاة / وش فيني! جميله و مسرورة كعادتي ربي لا تغير علي
سجى تصر/ وش سرحانه فيه؟
سمو كعادتها تعجز أن تحتفظ بسر / بإنتقامي نيهاهاها
سجى بإندهاش / وش انتقامه بعد! و لمين؟
سمو بعد أن لمحت كادي مقبلة إليهما / أوووش جات كادي..بعدين اقولك مابي كادي تدري مابيها تقلق على شي مايسوى
سجى تهمس لها / الله يستر منــك



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تستمع إليه منذ دقائق لم تقاطعه فيها...و مازال شريط حياتها...و أخطائها...يتعاقب أمام عينيها...
منذ اللحظة التي سمعت فيها قرار زوجها بالعودة إلى الرياض...و هي متيقنة أن هذا الأمر سيفتح من جديد...
و إن كانت تنتظره من زوجها...و ليس من والدتها..!!
لكن زوجها ما عاد يكترث...بل أصبح خلافها مع العنود موضوعاَ محضور عليهما الكلام فيه منذ سنوات...
لتأخذ دوره السابق عنه والدتها...و لا تكتفي بذلك فقط... بل ترسل لها مالك...لتحرجها...و ترغمها على القبول...

هل يرون أنه من الكثير عليها...أن تعيش مع من ترغب فقط...و تبعد عنها...و عن أبناءها من لاتحب..؟؟


لم تعد تلك المراهقة...أو المفتونة به...
نسته بالتأكيد...بل تكره حتى تلك المشاعر التي علقتها فيه بيئس...و غباء...
تكره كل ما فعلت من أجله...
تكره أن يكون هو فقط الذكريات التي تحملها منذ مراهقتها...و شبابها...
بسببه... بل بسببهما ...لا تحمل أي فرح...أو سعادة...بماضيها...

لكن ما يبعدها الآن عن العنود ليس الغيرة...بل إنها لا تحبها فقط...لم تحبها منذ سنوات...و لن تحبها الآن...و لا تظن أنها ستحبها يومـاً...


مالك / بأخليك يا خالتي تفكرين براحتك و بأروح عند خالد بالمجلس انتظر ردك..و أنا عارف انه ماراح يهون عليك ترديني و أنا أول مره اطلب شي منك


أجالت النظر في وجهه...و لم تستطع حتى الرد عليه...
نعم...لم يطلب منها شيئاً أبداً...فلما على طلبه الأول أن يكون بشأن العنود بالذات..؟؟
مالك...كان الطفل الأول الذي ربته بين يديها...
لم يكون وسيلتها لسعود فقط...بل أحبته بصدق لأنه طفل شقيقتها الذي لم تهنأ بتربيته...
أرادت أن يكون ابناً بحق لها...اعطته من الحب كثيراً و لم تبخل عليه بشيء...
أرادته هو بالذات بعيداً عن العنود...عن من سلبت كل من حولها لتبعد قلوبهم عنها...
زرعت فيه كرهها منذ صغره...لتجني خيبتها المريرة به...
أسبوع واحد فقط...بعد عودتها زوجةً مرة أخرى لسعود...لتملكه من جديد... وتملك قلب مالك أيضاً...
لتأخذه حتى هو منها...فلا تجعله يغادر بيتهم أبداً حتى لزيارتها هي...

حين تركهما تنهدت بضيق من أفكارها...و التفتت لأختها التي طوال حديثها مع مالك...كانت نظراتها تحثها على أن تصمت و أن لا ترد عليه بشيء...

أم فراس بغيض / شفتي أمي! مب مرتاحه لحد ما تنشب العنود بحلقي..مب هاين عليها ماتشوفها اذا اجتمعنا..مادري مين بنتها أنا أو هي؟؟
أم مشاري / و عساك بترفضين الصلح هالمره بعد؟
أم فراس بعناد ملأ صوتها / ايه..ماااا أحبها...ياربي الحب من الله مو بالغصب
أم مشاري مؤنبة لها / يعني و على بالك هي تحبك! أنتي ما مليتي انها دايم تطلع الطيبه السنعه و أنتي تطلعين نفسك الشينه عندهم
أم فراس/ والله أنا ماأعرف اغصب نفسي على أحد
أم مشاري / يا موضي من سنين كان الموضوع يخصك لحالك..و لا أحد غصبك عليها..لكن اللحين لو مب عشان أمي..عشان زوجك..عشان عيالك..لا تخلينها تكبر بعينهم و أنتي تصغرين





بعـد عــدة سـاعـات...~

دخلت إلى مكتبه...بعد عدة طرقات على الباب...بالكاد سمعت فيها صوته الخفيض...يطلب منها الدخول...
لتدخل...و تتقدم لتجلس بالقرب منه...وهو كعادته لايرفع عيناه عن شاشة ذاك الحاسوب...يتابع أعماله...
التي اصبحت أهم لديه من أي حديث قد يجمعها معه...
لحظات مرت قبل أن ينتهي مما يشغله...ليلقي عليها نظرة سريعة...و يسأل بعدم إهتمام...

أبوبدر و هو يعاود النظر لذاك الجهاز / فيه شيء؟؟
أم فراس / مالك جاء اليوم..جاي وساطة لأمي يبي نتصالح أنا و العنود و نجتمع في المزرعة الجمعة

انتظرت أن يلتفت لها متفاجيء بما سمع...أن يرفع رأسه عما يشغله...لكن لم يبدو عليه أنه يهتم...
ايقنت هذا منذ وقت طويل...لم يعد يهتم ذاك الإهتمام الكبير بها...أو ببيته...أو أولاده...
كل مايشغل عقله العمل...عمله فقط...

أبوبدر / اللي يريحك سويه..تتصالحون أو تبقون على حالكم..أهم شي بعدونا عن المشاكل و وجع الراس

أم فراس بإستسلام / بأصالحها و نجتمع عشان أمي و البنات

هل سوف يصدمه قرارها...إن كانت شقيقتها لم تصدقها حين نطقت بتلك الموافقة...و جود كادت تطير من الحماس...
ما وقع هذا الخبر عليه هو..؟؟
لكنه خيب ظنها هذه المرة أيضاً...بتلك الإيماءة البسيطة التي صدرت منه...و صوت بالكاد سمعته...

/ زيــن

خرجت من عنده...و هي لا تعرف أفعلت بنفسها...و ابنتها...خيراً أم شراً بهذا الصلح..؟؟
لكنها كما قالت أختها...ملت أن تكون هي الصورة الشريرة...الحقودة...حتى في وجه أبناءها...
و ليت هذا التفكير سكنها منذ سنوات...
ليتها تناست سنوات القهر و الإذلال من أجل فرحة صغيرتها...(يارب تطلعه من قلبها و ترزقها باللي ينسيها إياه..يارب لا تعاقبني على اللي سويته فيها..الله يهنيها و يسعدها بعيد عنه)



♥▓♥▒♥▓♥



و انتشر خبر هذا الصلح...و تفاوتت المشاعر في إستقباله و تقبلها له...
لكنه خصّ بالأكثر نبضات ثلاثة قلوب...ليعبث بها..؟!



/ منــوووووووووه!!

انتفضت في سريرها...حين رأت الباب يفتح فجأة و بقووة...حتى ارتطم بالجدار...و وجه والدتها المغتاض يطل عليها من العدم...

لتسألها بفزع / بسم الله خوفتيني!! وش فيك؟؟ وش صاير؟؟

أم منوه بغيض / أم ساري و مويضي بيتصالحن

اتسعت عيناها بوجه والدتها...محاولةً الإستيعاب...
لا..بالتأكيد ما تسمعه ليس حقيقة..
بل إن والدتها تهذر بالتخاريف كما كانت تفعل دوماً...لكن أن تصل والدتها بالخرف إلى هذه الفكرة المضحكة...

منوه ترفض التصديق / أنتي تألفين من راسك..هالثنتين مستحيل يتصالحون! إن كانوا ماتصالحوا عشان زواج عيالهم..اللحين عاد بيتصالحون!!
أم منوه بمرارة / ايه على حضك الطايح تصالحوا و بعد بكرة عازمتنا مزنه كلنا بالمزرعه بهالمناسبه_تكمل متحسرة_اليوم تصالحوا..و بكره يرجعون المياه لمجاريها لين مايبقى لنا مكان بينهم..و يطيرونا

ضحكت بسخرية على والدتها...و على نفسها...و كلما تعمقت الفكرة داخلها تعالت ضحكتها أكثر...و أكثر...حتى أصبحت تضحك كالمجنونة لاتستطيع إيقاف نفسها...

أم منوه بغضب / والله إنك مب صاحيه صدق..وش تضحكين عليه؟ على خيبتك...أنا الخبله اللي جايه أبي منك سنع وأنتي مثل ما أنتي ماتعرفين تنفعينا بشيء...اللحين كم لك تكلمينه يالفاشله ما قدرتي تعلقينه فيك؟ ماقدرتي تاخذين قلبه... عمره ما كلف حاله و دق يسأل عنك أو يفقدك

تركتها والدتها مشتعلة غيضاً..بالتأكيد ذاهبة لتجد مخططاً لهذه الحالة الطارئة...
لتهدأ ضحكتها و تسكن...فلايملأها بعدها سوى الفراغ...و هي ترى نفسها كما تراها دوماً...تلك السخيفة...المنبوذة التي لا تملك حظاً في حياتها...
لتهذي بصوت مسموع و دموعاً مُره تحرق عيناها...(يا فرحتك يا دانه..يااا فرحتك يا دانه..هالفرحه اللي مو كاتب لها ربي تنقطع عنك!!!)

لا جديد في تلك الحرب بينهما...
ففي كل معركة يحدد مسبقاً من الخاسر و من المنتصر...
لما سيكون هو إستثناء لها..؟؟ لا...لن يكون...و لن تتجرأ على الحلم بذلك..!!




موضي رضت بالصلح..!!
خبرٌ تلقاه اليوم كالصاعقة...ليفكر فيه لساعات بمرار...و قهر...
ألم تجد في طلبه ليد ابنتها مرتين...سبباً للصلح..؟؟ لترضى الآن؟ الآن!!
بعد سنوات من الخيبة..؟
بعد أن ربط نفسه بتلك الزوجة التي لايحمل لها نبضاً واحداً بداخله..؟

و هي..!!
هل علمت بهذا؟؟ أي شعور يسكنها بهكذا خبر ترمد قلبهما بإنتظاره..؟؟
هل تسكنها ذات الحسرة التي تملأه؟؟
هل تعرف مرارة أن يجاهد بقلبه...و حواسه...لينجح أمر يتوق إليه...فلا ينجح
و حينما ينساه مرغماً بعد أن اخذ من عمره سنوات ليقصيها حتى من أحلامه...
تعود من جديد..!!
تعود بعدما تباعدت المسافة بينهما أكثر...
بعد أن علق بهذا الحب ضحايا لا ذنب لهم...


لما يستعصي عليه نسيانها..؟؟
و لما تهديها الأيام إليه...في أشد وقت احتاجها أن تكون بعيدة..!!






اغتصبت فرحة باهتة لونت بها ملامحها...لتجاري بها حدود فرحة شقيقتها...و إخوتها...
لكن ما إن خلت بنفسها...حتى تلاشت تلك الكذبة من وجهها...

فحين تتأخر فرحة لطالما انتظرتها...تأتي هكذا كسيرة لا تحمل أجنحةً ترفرف بها...
لا تحمل روح...و لا ضحكة... و لا أمل...
أتت بعد أعوام...باردة بلا معنى...بلا سبب...لا توازي حزن تلك السنوات...فكيف بها تمحوه..؟؟

حسناً...و إن لم تفرح من أجلها فالتفرح لأجلهم...
إن كانت هذه الفرحة لاتعني قلبها...فهي تعني أناس تتعلق روحها بهم...
أخوتها...أختها...والدها...و جدتها...
هذا الصلح خبر سعيد سيجمع الكل...لتجد سعادتها الضائعة بسعادتهم...


وقفت أمام شباكها...تتخيل القادم من أيامها...
بالقرب منه...منهما...
كم عليها أن تجاهد...حتى تخرجه من قلبها...و لا يجرحها ذكر اسمه مرتبطاً بإسم فتاة غيرها...

فلا تجد حل بيديها إلا أن...تكمل كذبة نسيانه...تمثل أنه لايعنيها...تتجاهل حتى نبضها له...فتجعلهم يصدقونها...
لربما يوماً ما تصدق تلك الكذبة هي أيضاً...



♥▓♥▒♥▓♥



فـــي الــغــــد ...~


حينما وصل إلى منزل أبيه...بالكاد تعدى المدخل الرئيسي متجهاً إلى الصالة...ليصله صوت سمـو المرتفع...تتجادل مع والدتها...
و تقدم مبتسماً لذاك الصوت العنيد...ليدخل عليهما ...

مالك / السلام عليكم..

لتردا معاً / و عليكم السلام

لتكمل والدتها / الحمدلله هذا مالك جاء...تصرف معها

مالك يجلس...وهو يسحب يدها الصغيرة ليجلسها بقربه...

/ ليه مزعله أمك؟ و صوتك واصل آخر البيت

سمو بدلال / ما زعلتها..أنا بس قلت إني ماراح اروح هالجمعه للمزرعة..غصب! كيفي احس إن الجمعه راح اتعب_و تسعل بتمثيل واضح_شوفوا من اللحين تعبت

التقت نظراته بنظرات زوجة أبيه المشتكية...ليطمئنها بإبتسامة...

مالك / و محد راح يغصبك تروحين..ماتبين تروحين بكيفك سوي اللي يريحك
سمو ترى والدتها بإنتصار / بعد قلبي يالشييييخ..بأروح اجيب القهوة و الحلى اللي سويته مايستاهل أحد يستفتحه غيرك
مالك يبتسم بمحبة لها / يله ذوقينا ابداعاتك
العنود تعاتبه حين تركتهما تلك الصغيرة العنيدة / مالك الله يهديك..أنا ابيك تعقلها و أنت تقوي راسها!
مالك / يعني ماتعرفين سمو..تحب تعاند لو قلنا لها إلا تروحين بتطلع لك بألف حجه تخليها ماتروح..خليها على راحتها و هي ماراح تزعل أبوي..و عشانه بتروح

صمتت بإستسلام...كما تفعل بأوقات كثيرة...
أحياناً تحس أنها لا تملك السيطرة التامة على أولادها...
دوماً كان هناك من يشاركها في تربيتهم...يغير قراراتها لهم...و ينفرد بهم بعيداً عنها...
و ترجو الله أن لا يفسد مالك سمو بدلاله...كما أفسد منذ سنوات سلام بتدليله...فتركها لها فتاة عنيدة...متهورة...لا ترى سوى نفسها و لا ترد عما ترغبه...




عندمـا حل الليــل...~

اخذت تذرع غرفتها بملل...و هي تفكر...تحتار بين فعلين...لا تدري أيهما تقدم عليه...
تريد حقاً أن لا تذهب...و لكنها تخشى أن تحزن عمتها و والدها...و أن تجد تلك الموضي شيئاً تنتقد والدتها من أجله...
و إن ذهبت...كيف سيكون مكانها وسط ناسٍ لا تحبهم...و لاتدري مالذي سيخرج منها حين تقابلهم...بعد هذه الأعوام...

أرادت أن تتصل بكادي تفكر معها بصوت عالي كعادتهما...لكنها كالجميع بالطبع مسرورة بهذا الإجتماع و الرأي الوحيد الذي ستقدمه هو أن تحثها متحمسة للذهاب معهم...
لتغير رأيها و تتصل بسلام..
تريد أحداً بعيد عن هذه الفرحة الكاذبة التي يتشدق بها جميع من حولها...

سمو بركود لا يناسبها / أهلين سلوومتي
سلام بصوت مازال يحمل بحة التعب / هلابك سمسم..وش أخبارك؟
سمو / أنا بخير..أنتي وش أخبارك أمس أدق عليك ماتردين..دقيت على ضحى تقول إنك نايمه..يالفسقانه أحد ينام يوم كامل
سلام و وجهها يظلم وهي تتذكر حالها / كنت تعبانه اليوم اللي قبله و لانمت زين
سمو تعود لطبيعتها سريعاً / جزاك..هذا لأنك مقصره بحق أختك الزغنونه..ماتسألين عني..و حتى جياتك للبيت صارت ع طياري
سلام بضيق / ياقلبي سمسم..معليش هاليومين جد تعب و اختبارات...
سمو تقاطعها و هي تتصنع الدهشة / لالا شكلك جد تعبانه يوم عطيتيني وجه و صدقتي و تتعذرين بعد..هههه سلامتك أختي عزيزتي
سلام تعاتبها مازحه /توك تصدقين يعني
سمو / ههههه ايه..صح خلينا بالمهم اللي يغث..سمعتي إن حضرة السيدة مويضي تنازلت و رضت عننا وقررت تجتمع فينا
سلام تبتسم لرنة الغيض التي ملأت صوت سمو/ ايه أمي كلمتني اليوم و قالت لي
سمو/ تبين تروحين معهم؟
سلام بدون تفكير / لا ..للحين احس بتعب...بس تعالي أنتي ماراح تروحين؟!
سمو بعناد / لا بكيفي مااابي اشوفهم
سلام تعاتبها / سمو إن كان موضي و هي موضي رضت عشان خاطر اللي حولها..أنتي تبين تخربين عليهم فرحتهم
سمو تهددها / اذا تبيني اروح تجين معي..ترى حتى أنتي معزومه و تصرفيّن بلا تعب بلا بطيخ
سلام بتهور / خلاص أجي معك..أهم شي قولي لهم إنك بتروحين و لاتنكدين على عمي و أمي
سمو تبتسم بإنتصار / صدق..صدق...مو تلعبين علي
سلام / لا صدق..لازم أحد يروح يراقبك و يسوي كنترول على لسانك


اغلقت منها لتتنهد بقوة... حقاً لا تصدق نفسها...و تقلباتها...
بالأمس كانت تتمنى الموت على أن تلتقي بأحدهما...أو أن تكون عذاري قد تحدثت عما رأته...
و ها هي الآن تذهب برجليها إليهما..!!

لكنها سأمت حقاً من تخاذلها...من إنكسارها...و إنهزامها...
و أن يضعاها دوماً بالشكل الذي يرغبانه...متجاهلين إحساسها...و كرامتها...
لقد كبرت...
تغيرت...
و نست...
و لن تسمح لأحد أن ينكر عليها هذا الحق...لن تسمح لهما بالحكم عليها حسب أهواءهما...

فليولي الماضي بهما...ما عادت تهتم..!!



♥▓♥▒♥▓♥



دخلت إلى المجلس بخطوات تهالكت لهفتها...لتجده...و تقف أمام الباب طويلاً تتأمله...قبل أن ينتبه لها...
رباه...كيف لم تعد تعرفه...و لا تعرف نفسها... و لاحياتها معه...
ليس زوجها الذي عرفته...هذا الذي جلس بتخاذل أمامها...
ملامحه المتيقضة كانت شاحبة...ذاوية...كتفاه القويتان...ظهره المنتصب...ارتختا لتعلنا عن همٍ يثقله...
لم تتخيل أن تراه أبداً بهكذا حال...كيف يقوى قلبها أن تقسو عليه و هي تراه بهكذا إنهاك...قريباً منها..؟؟
لكن إن كان حاله تغير...فهي أيضاً تغيرت...
لم تعد تلك المغرمة...المتلهفة عليه...لم تعد تخشاه...لم تعد حريصةً على حياة تجمعها به...
كسر داخلها الحياة...و الحلم...و أي ثقة قد تربطها به...

عذاري تتقدم للداخل و تجلس أمامه و بإستهزاء جارح / زين يا مالك إني جيت على بالك بهالسرعه! ليه ماتركتني أيام بعد؟ و كملت ركض ورى اللي تهمك

نظر لها مطولاً...لتبادله النظر...علها تفهم تلك المشاعر التي اقتمت نظرته...

مالك بهدؤ لايناسبه...و صدق / عذاري ماراح أقول إني مو غلطان لأني عارف إني غلطان و غلطان بحقك أكثر..و لا أبي أتأسف لأني عارف إن هالأسف ماراح يفيدك بشيء
لكن أنا مابي اتركك..و لا راح اتركك لحد ما أنتي تتركيني
بس ماراح اكذب عليك اليوم..اذا رجعتي ارجعي و أنتي راضيه بعيوبي و بأخطائي

عذاري تترك غيضها لتنساب الكلمات منها بحزن / أنا راضيه و ياما رضيت بكل شي منك...مارضيت بس...أنا غيرت نفسي و حياتي عشانك لحد صرت ما عرفني..لكن أنت جاي اليوم تبي تقنعني أرضى بسلام! و كل اللي يصير بينكم من وراي..!!

مالك يتهرب من موضوع لا يريد التحدث به / عذاري أنا عمري قصرت معك بشي؟؟ طول هالخمس سنين حسستك إني أفكر بأحد غيرك؟

لا.. لم تشعر بذلك...
هل كان حقاً وفاءً منه...أم غباءً منها...

عذاري بيأس تام / والحال بيبقى مثل ماكان طوال هالخمس سنين..إذا صارت بين يديك وش بيبقى لي؟؟
قول لي يا مالك...ليه تركتها؟ ليه تزوجتني إن كنت تحبها كل هالحب و خمس سنين معي مانستك إياها

مالك يتململ في جلسته...و كأن الحديث عنها فقط يكفي لزعزعته...و إفقداه هدؤه / لا تسألين..ماراح اتكلم عنها مع أحد...و أكيد مستحيل اتكلم عنها معك
عذاري و قلبها يذوب في صدرها و هي ترى تأثير ذكرها عليه / لهالدرجه تهمك
مالك بصدق لا يخجل منه / تهمنــي...بس ماراح اتكلم معك لأنك انتي تهميني
عذاري تقرر حقيقة رسخت بفكرها..و قلبها لتنطقها جهراً لعل وجعها ينتهي / لهالدرجه اللي بأسمعه عنكم بيجرحني! لدرجة إنك تفكر بمشاعري قبل مشاعرها؟!
كنت غبيه مره وصدقتك...بعد اللي شفته ذيك الليله كان المفروض اعرف إن اللي بينكم أكبر من الكذبه اللي خدرت عقلي فيها_لتقف و هي تكمل_
لا يا مالك ماراح اصدقك أكثر..يكفي اللي راح من عمري و اللي ضاع من احساسي معك
أنا ماعدت اعرفك و لأدري إن كنت أحبك أو اكرهك...شككتني معك بكل شي
مادري ليه تزوجتني؟ لأي سبب؟ لأن هالزواج كان ماشي بمشاعري و تنازلاتي أنا بس
و اللحين مادري ليه جاي تراضيني بعد! واجب؟ أو ضمير؟
أي شي جمعني أو بيجمعني معك يا مالك ألقى له ألف اسم...إلا الحب
أنت ما حبيتني و لا راح تحبني..و ماراح ارضى على نفسي اعيش معك باللي بيبقى لي منك بعدها..إن بقى بعدها شي

تركته بتصميم...و لم تلتفت لحظة للوراء...و آخر كلماتها يتردد صداها بذهنه المتعب...

قد لا يكون الحب صدقاً ما جمعهما... لكنه الأمل...
أمــلاً لطالما خيبته له..
يريدها طوق نجاة لكي لا يغرق كلياً بتلك الصغيرة من جديد...
يريدها جانبه في محاولة لثبات عقله قليلاً...
يريد معها حياة يتشاغل بها عنها...كي لا يعود ذاك المهووس والذي لايسيطر على انفعالاته..و تصرفاته معها...



♥▓♥▒♥▓♥







توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ


أبها 20-07-16 11:32 AM

موضي .. و عودة المياه إلى مجاريها . قد تبدو تلك الخطوة
متأخرة ، لكنها أفضل من استمرار القطيعة .
من المؤسف أن يورّث الآباء أبناءهم الأحقاد .
فلا ذنب لهم فيما حدث في الماضي .

عذاري .. لا ألومك في طلب الفراق ، فأي زوجة
مهما كانت مكانتها في قلب زوجها لا ترضى
أن تشاركها زوجة أخرى في زوجها ،
فما بالك بامرأة لا تربطه
بها رابط مقدس !!!!

سلام .. ما زالت تبحث عن السلام مع نفسها
وقد اختارت الخطوة الصحيحة في نبذ الماضي
والمضي قدما نحو مستقبل مشرق خالٍ من الذكريات
الكريهة .. لن تعيش بسلام ما لم تغمض عينيها
عن الماضي و تبدأ صفحة جديدة مع نفسها أولا .

ساري .. هل عودة العلاقات مع الأسرتين ، تثير
لديه الرغبة في العودة إلى خطبة دانه ..
عن نفسي أتمنى ذلك فمنوة ليست الاختيار الصحيح
وقد أدرك هو ذلك منذ البداية .

شكرا أغاني الشتاء على الجزء

بانتظارك بإذن الله .🍃🌸🍃

اللوتس الفواح 21-07-16 06:36 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
صبااح الخير

ياهلا ومسهلا بالجزأ وكاتبته
ااخيراً وافقت موضي على الصلح والتسامح وان كان في القلوب بعض الأسى بس حلو يلتم شمل الاسرة من جديد

وفعلاً هناك ثلاث نبضات ارتعشت من الصلح ساري ودانه ومنوه
ساري كان يتمنى ان يأتي الصلح في الماضي فالآن لم يعده يهمه بشي

وداانه كذالك كانت تتمناه قبل ملكة ساري

ومنوه لا تتمناه الآن فهو يشكل تهديد على علاقتها بساري والله يعينها منوه على ذا الام المصلحجيه

سلام ومعايشتها الواقع واصرارها على تجاوز الماضي خطوة نحو النسيان وومحو الذكريات الأليمة يارب تنتصر وتتصالح مع نفسها
عذااري يعني هو يعترف لها ان في القلب غيرها خلاص افهمي واطلعي من حياته ابرك لك بيرزقك ربي بأحسن منه
سمووو وتفكيرها انها تلعب بالنار ان شاء الله بترجع عن خبالها وتترك فراس في حاله
ومشكووره على النبضه الجديده وفي نتظار النبضات الجميله 🚓🚓🚓🚓

إسم مؤنث 21-07-16 02:53 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
النبضة اللي فيها تشويق اكثر من الأحداث،
صلح موضي والعنود في هالوقت مامنه فايده الا اجتماع العايله وتصفية النفوس
اما بالنسبه لساري ودانه فمن رايي انه أفضل خيار سواه ساري انه خطب وشاف حياته
منوه مظلومه من طرف أمها بس اتوقع تستاهل تعيش حياة تعوضها اللي شأفته من أمها..
دانه اختارت وتتحمل الاختيار هي وامها من قبلها.. رفضهم بدون سبب ومبرر!

مالك اخيراً زوجته حست وخذت موقف لها عمر التجاهل ماحل المشاكل هذا وقت انها تحدد قرارها لان الأمور انفرطت عند مالك نهائي

يعطيك العافيه أغاني نحتاج نبضات ماتنسى تميم ولا صبح ولا فارس
متى موعدك للبارت بعد إذنك ؟

أغانـي الشتـاء 28-07-16 06:19 PM

..♥
 
*
*
الـغــاليـــات..الجميــلات..

أبها:e106:
اللوتس الفواح:e106:
اسم مؤنث:e106:

ربــي يخليكم لي..و لا يحرمني هالتواجد الجميل..و التعليقات الحلوة



النبضة..بتنزل إن شاء الله بعد أسبوع..(يــوم الجمـعــة)
لأني توي بديت في كتابة النبضة..

:
:

و بأحدد موعد لنزول النبضة..بيكـون جمعــة من وراء جمعــة..
إذا ناسبني هالوقت و قدرت اكتب فيه و اخلص النبض...بنستمر عليه إن شاء الله..
أو لنا تحديث آخـــر..:ekS05142:

:

ردودكم..رأيكم..تعليقاتكم...تعطيني دفعة حلوة للإستمرار..
لا تحرموني تواجدكم..:c8T05285:
*
*

اللوتس الفواح 29-07-16 06:11 AM

هلا وغلا بكاتبتنا المميزه

ننتظرك يالغاليه وننتظر ابدااعك يارب يوفقك ويسعدك زي مااسعدتينا

وموعد يوم الجمعه كل اسبوع مناسب ان شاء الله ويارب يناسب ظروفك

دمتي بود ❤

انسام جبلية 29-07-16 09:21 AM

رد: الفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغانـي الشتـاء (المشاركة 3614007)



أختي..أنسام جبلية

كأنها طردة من المنتدى!!
وش دعوه يالغاليه كأنك تقولين اطلعي أنتي و روايتك و متى ماكملتيها ارجعي<<فيس مكسور خاطره

بأقولك شي..
هالرواية إن شاءالله إني ناويه و مصممه اكملها
لكن ما أظمن لك أبداً الوقت اللي بتكتمل فيه
مابي استعجل فيها..بس عشان اخلصها
و أكيد تعرفين ان كل وحده عندها بحياتها أشياء تشغلها
مو دايم ألقى الوقت عشان اكتب
و أحيانا..حتى لو كان عندي وقت..و الأفكار تملأ راسي
اعجز اكتب حرف واحد..!
الروايه مابي احسها فرض علي لازم اخلصه
أبي استمتع بكتابتها..عشان اقدم شي راضيه عنه..و يستاهل متابعتكم
أنتم مو مجبورين تتابعونها..و لا أجبركم تتفاعلون معها
اللي تبي تتابعها معي أول بأول..و تبي تشجعني بتعليقها..و تواجدها معي..
ربي يسعدها لأنها بتبقى ذكرى غاليه عندي ما أنساها..
لأن على كثر ما أنسى..ما نسيت أبد التعليقات اللي كانوا البنات ربي يهنيهم يشجعوني فيها
اذكر للحين كل اسم..و كل تعليق..و ادعي لهم من كل قلبي..لأنهم جد هم السبب بحبي للكتابة و عدم انقطاعي عنها
و اللي ماتحب تقرأ إلا شي كامل..و جاهز
تنتظر لحد ماتكتمل الرواية..و تتفضل تقراها براحتها بدون أي إنقطاع

:

أختي..الخاشعه

مشكوره على هالتواجد العسل
مشوار الشخصيات لسى في بدايته..
تابعي..وشوفي وين بيوديهم الطريق اللي مشوا فيه

:

أختي..اسم مؤنث

ماتتخيلين فرحتي يوم شف اسمك
ذكرتيني بالماضي الجميل
انتظر تعليقاتك الجميلة اللي عودتيني عليها
و إن شاء الله نختم الرواية..مع بعض..
و تكون قد إنتظاركم الغالي و تواجدكم الجميل معي

:

أختي..radiant star
هلا فيك ياقلبي..و النور نوركم والله
تعليقاتك جميله ع الشخصيات
تابعيهم..لأنهم بيفاجأونك كثييير
و نشوف مين اللي راح تحبين و مين بتكرهين؟؟

:

أختي..اللوتس الفواح
حبيبتي..يسعدني إن الرواية اعجبتك
و شكراً على تواجدك الجميل..و تعليقاتك الحلوة..
مالك حكايته حكاية..و النبضات بتكشف لكم كل شي عنه
و احكموا عليه براحتكم
هههههه بس تعالي ليه يوسف المسكين
هو الوحيد اللي لا تعليق عليه؟؟

:

أختي..عذرا يا قلب
حبيبتي..الشوق لكم أكثر..و أكبر
الله لا يحرمني تواجدكم الجميل..تعطون الرواية نكهتها..و حلاوتها...
بإنتظار رأيك بالشخصيات..و تعليقك على الأحداث


ا
النبضــــة..♥ بتنزل بكره..أو بعده..إن شاء الله

السلام عليكم اهلا مجددا باغانى الشتاء ما عاش من يطردك او يكسر خاطرك وانما هو العتب والذى يكون على قدر المحبة انت تكلمت بمنطوق الكاتبة التى تنتظر اللحظات التى تتجمع فيها الافكار لديها لكى تكتبها وقد يطول انتظارها والكاتبة ايضا انسانة تمر بظروف ومشاغل الحياة ولديها الحق وانا تكلمت بمنطوق القارئة التى اعجبت برواية باحداث مشوقة وتترقب نزول اجزائها بلهفة ثم فجاءة تتوقف هذه الرواية بدون سابق انذار دون توضيح لسبب هذا التوقف ويستمر هذا التوقف لمدة سنتين دون ان نعلم شيئا عن الكاتبة كانسانة لنطمئن عليها وخصوصا ان كتاب النت ليسم كا الكتاب خارج عالم النت الذين نعلم ظروفهم عن طريق وسائل الاعلام باعتبارهم شخصيات عامة الا تجدين فى هذا سبب مقنع لك فى ان تكون الكاتبة لاتكتب فى النت الا وتكون الرواية مكتملة لديها وحين تلم بها ظروف تسلمها للمشرفات ممكن انت لم تجربى شعورنا كا قارئات مع كم الروايات التى تابعناها بكل لهفة ثم تنقطع فجاءة بدون سابق انذار وتتركنا معلقين بأحداثها وتوقعاتنا ,اتمنى ان نصل معك الى بر الامان فى الرواية ولك خالص الشكر

شوقي العنيد 03-08-16 08:04 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم

اغاني الشتاء رووووووووووووووايتك رائعه جدددددااا

وكلما قرات نبضه قلبي يخفق نبضات حب وامتنان انك كتبتي هذا الابداع

احببت ان اعطيك رايي وحبي لك

ووفقك الله

أغانـي الشتـاء 05-08-16 11:02 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 


اعتذر منكم..لعدم نزول النبضة كما وعدت..لظروف خارجه عن إرادتي
نأجل النبضة ليوم الإثنين..بإذن الله

دعواتكم عزيزاتي بظهر الغيب..لوالدي بالشفاء العاجل..لعلها توافق باب مفتوح فتستجاب باذن الله...
لا حرمتم الأجر ..واسأل الله ان لا يريكم فيمن تحبون مكروه..

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفي والدي شفاء لايغادر سقما

همس الفراق 07-08-16 03:30 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
أختي في الله
أسأل الله رب العرش العظيم أن يشفي والدك شفاء لا يغادر سقما و أن يحرسه بعينه التي لا تنام و يكفه بركنه الذي لا يرام و يحفظه بعزه الذي لا يضام و أن يكلأه في الليل و النهار .. ربي يجعل مرضه كفارة له و يثقل موازينه ..
اللهم آمين

ام البنين 08-08-16 04:26 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
الله يشغيه ويعافيه طهور

أغانـي الشتـاء 08-08-16 07:26 AM

الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 


♥▄الـنـبـ«19»ــضــة▄♥



يــوم الجـمـعــة....~


[ .. فـي المــزرعــة .. ]


وقفت ساخرة تتأمل الحوار و المصافحة الباردة...بين والدتها و موضي...
أهذا حقاً مايدعونه صلح..؟
و مايغضبها أكثر أن تترفع موضي هكذا...في حين تقابلها والدتها بمحبة و تقرب..,و كأن والدتها هي المخطئة...و هي التي ترجو منها العفو...

قابلتها جود بفرحة و حماس عجزت أن تحس بهما...لتجاملها....
هـه...هي حتى لاترغب بمجاملتها...لتتكلف المحاولة...

جود تحتضنها لتبتسم وهي تتأملها / تغيرتي سمووو..محلوووه كثير
سمو ببرود و تهكم / لااا معقوله لا تبالغين..ترى كلها خمس سنين اللي ماشفنا بعض فيها..مايمدي اتغير

لترمقها بنظرة متعالية كتلك التي تنظر بها موضي لوالدتها...و تتركها غير آبهه...بتلك الإبتسامة المرحبة بها...
فتصدم جود بهكذا إعلان واضح...اخبرتها به أن هذا الصلح لايشمل صداقتهم المعطوبة...و لن يصلحها...


جلست بعيداً عن جود و أختها و الفتيات غير آبهة بأحاديثهن...تعبث بجوالها لتتجنب أي حديثٍ معهم...
مرت لحظات قضتها بضيق...قبل أن تبتسم بمكر و إنتصار...حينما رأتها تدخل إلى الصالة الكبيرة...بدت اليوم لها ككرت رابح لتلعب به ...وهتفت بترحيب مبالغ لها...

سمو تقف تملأ ملامحها فرحة و حب / يا أهلين بالحلوين..هلا بالعروس..هلا بمرة أخوي الغالي
منوه تبتسم بدلال..لهكذا ترحيب لم تتخيله / هلابك ياقلبي.._و تغمز لها_هـلا بريحة الغالين
سمو تتأملها بإعجاب / لازم هالشياكه ماتفوت أخوي
منوه تجاريها / أجل أنا ليه كاشخه..إن شاء الله عشانكم
سمو / هههه صدق عاد من هنا يستاهل يشوف هالزين..إلا ساري

كان حوارهما عالي اسمع كل من في المجلس...و كأن بينهما إتفاق سري عليه...
فـمنوه التقطت كرهها لهم...لتكمله...فهي تعلم أنها تجاملها...لسبب واحد .. و هي تجاريها لذات السبب ..
إغـاضـة دانه فقط ..

احست سمو بيد تبعدها...و هي تضغط على عضدها بقوة...ليصلها صوت عمتها بنبرة مؤنبة...

جواهر / ما ودك تبعدين شوي..تخلينا نسلم عليها
سمو لا تهتم / من فرحتي بمرة أخوي نسيتكم.._لتكمل ساخرة_من أنتـم؟

و التفتت بكل جرأه لتلقي نظرة توضح لهم مشاعرها نحوهم...حتى لا يتكلفن محاولة الحديث معها طوال الليلة...






بعـد دقـائق...من إجتماعهن...كانت قد انحرجت هي أيضاً من تعليقات سمو المبالغ بها...و تلك التلميحات القاسية التي ترميها كلما تكلمت...
و قبل أن تتهور بالمزيد...حثتها نظرة والدتها على أن تأخذها بعيداً عنهم...

ارسلت لها رسالة على هاتفها...تخبرها بها أن تتبعها...و خرجت من الصالة...
لتقف تنتظرها...في أقرب غرفة رأتها...
و تراها تأتي خلفها على الفور...و إبتسامتها الصغيرة التي بالكاد تخفيها...تخبرها أنها تعرف خطأها...

سمو تهتف من بعيد قبل أن تصل إليها / آآآمري سلووومه
سلام بعتب / سمو تكفين اعقلي..والله عيب اللي تسوينه
سمو تمثل ببراءة / وش سويت؟
سلام / أنتي تعرفين وش أقصد
سمو بصراحة / والله أنا كنت بأجلس أنا و شري..محد قالكم تجيبوني
سلام / سمسم ياقلبي ماتعودت عليك حقودة كذا..خلاص سامحي و .......
سمو تقاطعها بغيض / وهو على كيفي؟ قلبي بريموت اضغط زر اكرههم و اضغط ثاني احبهم..وش جايبهم اللحين؟ و بعد ايش ؟ بعد خمس سنين ؟ أنا حتى اشكالهم ناسيتها احس اني ماعرفهم..كيف تبين احبهم ؟!
سلام بتهور / واللـه غابوا مثل ما غاب مالك..ماشوفك كرهتيه مثلهم
سمو بدفاع / يعني تبين اكره أخوي؟ اكره مالك يا سلام؟!
سلام تتدارك حماقتها / أنا بس اقولك ان الكل يخطي..و حنا مانعرف عن ظروفهم شي..فسامحيهم مثل ماسامحتيه و خلينا نفتح صفحة جديدة
سمو ترفض المقارنة / مالك مع انه قطع فينا بدون سبب..لكنه ما أخطأ بحقنا..ما قهرنا..و لا جرح أحد....سلام أنتي ماشفتي كل اللي أنا شفته..كنتي تعبانه و اغلب وقتك في بيت أبوك..لو كنتي شفتي ساري بالحال اللي أنا شفته فيه كان ماسامحتي..ولو شفتي حرقة قلب أمي عليه..كان ماسامحتي..انتي بس اتذكري ساري قبل و شوفيه اللحين..وحده كرهت أخوي الحياة وخلته كذا ! تبيني اسامحها هي و أمها!! لو يموتون
سلام لا تجد ما تقوله / مو عشانهم..أنا قلت لك عشان عمي وعمتي مزنه بس..ماتبينهم براحتك ماراح اغصبك تكلمينهم..اعتبريهم مو موجودين..بس لاتصغرين نفسك بهالحركات وتحرجين أمي و تسوين شي ماله داعي..يله سمسم عشاني
سمو تتراجع / عشانك بس..المكان اللي هم فيه ماراح اجلس فيه..عشان اظمن نفسي
سلام تبتسم لها / هذا مبدئياً بس..لحد ما نجلس ونتكلم..لا تظنين إني باقتنع اتركك بسهوله
سمو تشاكسها / اشوف عنادي أو عنادك






كان يستند على الجدار...بجانب الشباك المفتوح يستمع لجدالهما...
مر من هنا...حين استوقفه هتاف سمو بإسمها...ليقف...و يقف حتى النبض بقلبه...لهفةً لسماع صوتها...
ليبتسم بشوق...و صوتها الهاديء و تلك النبرة الواثقة التي تزينه...ينساب بكل حنين لمسامعه...

أتستغرب أن سمو لا تكرهه بعد هذا الغياب؟؟ هو نفسه استغرب ذلك!
و كان يخشى أن لا يجد مكانه في قلب تلك الصغيرة...بعد هجره لها...
لكن سؤالـه الأكبر...الأقسى...هل تكرهه هي و لن تسامحه على غيابه..!

أترثان تلك الفتاتان عزة قلب والدتهما..؟
فرغم حبها الشديد لوالده..لكن حين جُرحت كرامتها لم تترد في تركه...و ترك أولادها حتى...
و هاهي سمو تحقد بشدة على من جرح أحباءها...فكيف لو عرفت ما فعل بسلام؟؟
و أي كره تحمله له سلام بقلبها...بعد كل ما فعله؟
إلى أين سوف يصل بها..؟
كل ما يخشاه أن تكرهه بمقدار...ما أحبته...
فـإن كان عجز عن إحتمال حبها بتلك السنوات التي مضت...
اليوم...لا طاقة له بعد هذا الفراق...و الخسائر...أن يجاهد مرةً أخرى في كرهها...



♥▓♥▒♥▓♥



في المجلس الواسع...و من بين تلك الأحاديث المتفرقة...و الضحكات...كان بين لحظة و أخرى يراقبه...
لم يكن على طبيعته...هذا الهدؤ...و السكون...يبدوان غريبان عليه...لا يليقان به...

حتى حين خرج الشباب...ليروا المزرعة و التغييرات التي حدثت بها...
بقي في مكانه لم يبرحه...شارداً عمن حوله...

باسل يقاطع أفكاره / ماراح تطلع؟
سامي / وش فيه تميم؟
باسل ينظر بإتجاهه / وش فيه؟ ما فيه شي!
سامي / من يوم جلس ما سمعنا صوته..مو عوايده
باسل بلا اكتراث / يعني لازم يصير مزعج عشان تحسه طبيعي

و تركه حين رأى أن لا نية لديه أن يذهب معه...منشغلاً بالإتصال الذي استقبله...
لينهض سامي أيضاً...و يقترب ليجلس بجانب تميم...

سامي بإهتمام/ وش فيك تميم؟ عسى ما شر؟
تميم ينتبه له / وش فيني؟
سامي / ما أنت تميم اللي اعرفه
تميم بمزاحه المعتاد / تعرف علي اللحين يمكن اطلع ابرك لك من اللي تعرفه
سامي بمحبة صادقة / لا نبغى خوينا اللي قبل مالنا غناة عنه
تميم يستند على ظهره و ينفخ صدره بغرور / لهالدرجة تحبه..والله شكله ماشاء الله عليه هو حلاة قعدتكم وهو اللي مونسكم الله يخليه لكم
سامي يبتسم بعدما رآه يعود إلى طبيعته / اشوفك صدقت!
تميم يبتسم رغم المرار الذي يملأ داخله / محد قالك تفقدني..هههه اللحين عطني فرصه خلني اعبر عن نفسي و أهميتي بحياتكم


و تشاغل عن همه قليلاً بحديثه مع سامي...لكن كل شيء يبدو له ناقصاً لا يكتمل...مزاحهم...ضحكهم...
أهكذا كانت تعيش هي عمرها بينهم...تدعي فرحةً لا تحسها..؟!
تمنح حباً...عجزت أن تصل به إلى صاحبة الحق فيه...
آه كم هي مؤلمة...تلك السنوات التي ظن بها أنها بنعيم عاشت حياتها بينهم...
في حين كان تقصيرهم يذيب عمرها لسنوات...على غلفة منهم...



♥▓♥▒♥▓♥



اقترب من المسبح...وهو يستمع لأصوات الأطفال الصاخبة...و ضحكاتهم العالية...
كان سيدخل ليلقي نظرة عليهم...قبل أن يتعثر بشيء ما...
فيعود خطوة للوراء بعد أن رأى تلك الأحذية السوداء الأنيقة...ليعرف أن إحدى الفتيات معهم بالداخل...
قبل لحظات اتصل بجود...و لم تخبره أنهم هنا...و سمع أصوات الفتيات حولها...فمن التي تجلس معهم؟!

لم يهتم كثيراً و كان سيرحل...لكنه سمع صوتها قبل أن يبتعد...ليبتسم...و تعود خطاه لا إرادياً ليقف عند الباب المفتوح...

سمـو تصــرخ / مشاااري يالنذل لا ترش الموية عندي..بس ابي اغطس رجليني مابي شعري الجميل يخرب
مشاري يشاكسها / خليها تطلع شوشتك على حقيقتها
سمو لاتهتم / يازيني أنا و شوشتي..حلوه بكل حالاتي
مشاري / دامك حلوه بكل حالاتك..اتركي هالتكشخ و تعالي اسبحي معنا
سمو تروقها الفكرة لأنها اصبحت تشعر بالملل / يله بس خلني آخذ لي كم صورة اوثق فيها أناقتي..و بعدين نخرربها

ليهتف مشاري...و رند...بحماس مشجعين لفكرة إنضمامها لهم...


وقف يستمع بإستمتاع لحديثها معهم...لا يعلم لما تشده إليها هكذا ..؟
حيويتها تجذبه...أحاديثها تضحكه...
فتاة مرحة...و كأن الفرحة أُخذت من ضحكاتها...
يجدها قريبة من الجميع...كادي...جدته...و هؤلاء الصغار...لا يحدها عمر...و لا تكتفي بأحد...

هل الطريق إليها أصبح أسهل بعد هذا الصلح...و القرب بينهم..؟؟





كانت تدور في الفيلا بملل...بعد أن رفضت الذهاب مع سمو للمسبح...خوفاً أن تفسد ملابسها أو مكياجها فهي لا تضمن سمو و مزاحها المبالغ به...
اعتصرت هاتفها بين يديها التي لم يفارقها للحظة...و هي تصل إلى المرآة في المدخل...و تقف تتأمل نفسها بخيبة...على أي مظهر مازالت تحرص؟؟

تأنقت جداً هذه الليلة...امضت ساعات في اختيار ملابسها...و تنسيقها...
و في كل لحظة منذ وصولها و هي تتأكد من زينتها...و مكياجها...
لكن لخيبتها...لم يتصل..!
لم يطلب رؤيتها..!
و لاتعلم هي...هل ترتاح لنسيانه هذا الأمر..؟
أم عليها أن تقلق لأنه لم يعد يهتم...؟

هل تتصل هي..؟؟
هل تطلب لقاءه..؟؟
(كل ما أقول إني قربت منك..تبعد أكثر يا باسل؟ وش الحل معك! )

أملها الأخير أن تجذبه بجمالها...بعد أن يأست أن تجذبه مشاعرها نحوه...
لكن تريده هو من يتلهف لرؤيتها...لا تريد أن تقدم نفسها بسهولة إليه...لكي لا تخسره فقط...
لأنها ما عادت تهتم أن تخسر كل شي...و تربحـه هو...



♥▓♥▒♥▓♥



كان يتمشى على مهل...يطيل المسافة قدر مايستطيع...لا يريد أن يصل...
ماباله اليوم كئيب...لا تسكنه لهفة لقاءها...و للحق...لم تسكنه تلك اللهفة يوماً...
و اليوم لم يعد حتى يشده إليها...منظراً قد اعتاد عليه..!
هل هي السبب..؟؟
هل عودتها ستتمكن منه من جديد..؟

وجودها فقط قريباً منه كان يكفي أن يجعل جميع مشاعره الأخرى تبهت و تخفت رغماً عنه...
أن يجعل فكره يتشتت...و نبضه يثقل...

لكن أن يرسمها الشوق...حلماً صارخاً أمامه..!!
جعل تلك الذكريات تنثال من قلبه دون إرادته...ليعود لقلبه نبضه الدافيء..و ترتوي روحه من ضمأ الغياب...

لحظة فقط كانت فيها تقف أمامه...و برمشة جفن ذاهلة...اختفت بسرعة...وهو مازال ينظر بصدمة للمكان الذي تركته...

لم تتغير..!!
نفسها ملامحها العذبة...المؤثرة...المنقوشة داخل قلبه...
نفسه النسيم الذي يمر روحه برؤيتها...يمنحه الأمل...و الحياة...
و نفس شموخها في عينه
و...نفسه مكانها في عميق الروح لم يتزحزح...لم يتبدل...

و كأن سوط تلك السنوات الخمس...لم يلسع قلبه..!!
لم تمر عليه هموم...و جروح...تركته محفوفاً بالقهر...و الخيبات...
و كأنه لم يبلغ من الوجع أكبره...

كانت نظرة خاطفة بينهما... لم يدم عمرها للحظة...لكنها اهدته فيها الأمل...اخبرته بكل مابقلبها يخصه...و بصدق نوايا لم تفشها له يوماً...

أدرك الآن فقط أن وسط تلك الضلوع الباردة...قلب ينبض فعلاً... بهكذا قوة...و ثقل...بعد أن مرت عليه سنوات لم ينبض...
أدرك انها مالكته...لا يقاسمها فيه أحد...فهي وحدها من تستطيع الوصول إلى قلبه...لتخترق دفاعاته...و جموده...
و أنه رغم النكران...و رغم الفقد...و رغم المرار...مازال على قيد الحب..!!




وقفت قريباً تنظر إليهما بغضب شديد...
إن كانت الصدف ستجمعها معه...فالتجمعهما....
لكن أكثير عليها حتى...أن تكون البلهاء التي لا تدري عما يدور حولها شيء..؟؟
أيجب أن تشهد لحظة خسارتها...و إنهزامها...و قهرها...
أيستخسر الوجع أن لاتحسه؟؟
أتفتقدها الخيبة...و تريد دوماً البقاء حليفتها..!!

مازالت تنظر بغيض حائر إلى شروده بها...هائماً...لا يحس بوقوفها قريباً منه...
عجباً هل يملك حقاً ذاك البارد...مشاعراً من الممكن أن تظهر على وجهه..؟!

مشت إليه يدفعها الغضب...تصف الكلمات بعجز و قهر في عقلها...كل عتب أو شكوى تحملها عليه...و على حظها...
(اكرهك-خاين-انتهينا)

حتى وقفت أمامه...لتموت الكلمات و المشاعر على لسانها قبل أن تنطقها...
حبست داخلها كما اعتادت مشاعرها الحقيقية...لتقضي وقتها معه بدون شعور...
حقيقة ادركتها...اسكتتها..!!
لاتملك معه حقاً بنعم أو لا...كلها مرهونة به..و بحظها السيء...
تريد أن تربحه...و ترجو أن تخسره...

ليختفي غضبها...و يتلاشى من وجهها...و قبل أن يلتفت إليها...لبست قناعها ...لترفع رأسها تنظر بتغنج إليه...

منوه بعذوبة / مساء الخير
ساري ببرود...و كأنه ليس الشخص الذي رأته منذ لحظة / مساء النور

أدارت نفسها أمامه...تستعرض جسدها الممشوق...و تنطق بحوارٍ مدروس...بعيداً عما يعصف بقلبها من قهر...

منوه بدلال / هاه وش رأيك فيني و أنا اسمع الكلام

تأمل تلك التنورة الضيقة...التي أطالتها قليلاً...و بلوزتها التي اتسعت هذه المرة...كانت تشف عما ارتدت تحتها...لتميل جانبها تكشف بها عن كتفها العاري...

ساري يرفع جانب بلوزتها لتعود لوضعها الطبيعي..و يستر ما كشفته / اللحين هذا اللي فهمتيه من كلامي! تغطين من جهه و تفتحين من الثانيه
منوه بغرور / وش ذنبي إني حلوه..و كل شي يلفت علي
ساري يمسك مرفقها ليشدها حيث الكرسي و يجلسا/ طيب..وش أخبارك يالحلوه؟!
منوه تبتسم بعذوبة / تمــام..و أنت؟
ساري يتأمل ملامحها القريبة منه / الحمدلله

التقت نظراتهما...ليطيل التحديق بها...وهي تبادله النظرة...لأول مرة لا تهرب سريعاً بنظرتها منه...

هو....يريد أن يعرف حقيقتها؟ يتمنى لو تتصرف بطبيعتها؟
ألا تملك روحاً حقيقية لتظهرها له..؟؟
أتحبه حقاً كما تدعي؟ أم أن مطامعها فيه..هي من تسيرها؟؟
مشاعرها التي تهديها إياه بسخاء..ماهي نسبة الصدق فيها..؟
من هي؟؟
و كيف للآن مازال يجهل كل شيء عنها؟

هي....لا تدري لما عجزت أن تبعد نظرها عنه...كما كانت تفعل..!!
لما لا تطبق جميع ما أخبرتها والدتها أن تفعله.؟
عن ماذا تبحث في تلك العينين الباردتين..؟؟
هل تبحث عن مكان لها قريباً منه؟ لن تطمع و تطلبه في قلبه!
يكفي أن ينوي إبقاءها بجانبه..و لن تطلب أكثر...
ما هي نواياه بشأنها..بعد أن عادت من كان يهواها..؟؟
تدرك أن فتاة مثلها..لن تنسيه دانه...لن يحبها أبداً كما أحبها...
لكن تتمنى أن يكون مايزال يحقد على دانة...ليتخذها هي سلاحاً لإغضابها...
تريد أن تنتصر عليها فقط به...و لا تكترث كيف ستعيش حياتها معه..!
لا تهتم إن لم يحبها...إن كان سيستخف بها دوماً كما يفعل الآن...
المهم أن تبقى هي...حسرة في قلب دانة تحملها طوال العمر...
أتطلب الكثير..؟؟
فقط حلمها إنتصار واحد...يجبر سنوات القهر...و الإذلال...

ساري بعد تفكير / تدرين إنك اذا شفتك غير عنك اذا كلمتك
منوه تضيع بين تطبيقها لما تريد أمها..و الأفكار التي تجول بخاطرها عنه / كيف غير؟
ساري / ليه و أنا اكلمك تصيرين أجرأ
منوه و تساؤله جعلها تسأل هي أيضاً / و أنت ليه و أنا اشوفك تصير مهتم فيني أكثر منك و أنا اكلمك؟

طال الحديث بينهما لأول مرة..!!
و لا تعـلم لـم؟ إحساسها يخبرها بشؤم أنها...آخر مرة...!
حدس استنتجته من خسائرها الدائمة أنبأها...أنها النهايــة...!





مازال قلبها يخفق بقوة...و إرتباك...و ضيق...تلوم نفسها على شيء لا ذنب لها به...
لا تعلم لما اجتمعا في ذات المكان؟؟ و في ذات اللحظة؟؟
رؤيتها له...جعلتها تحس بأنها مذنبة...بحق نفسها...و بحقه...و بحق منوه أيضاً...
كم تكره وضع...الحبيبة السابقة...الذي يجعلها ترى نفسها مخطئة...و يراها الآخرون بشفقة...و شماته...
لهذا لم تسعد بهذا الصلح...الذي زاد وضعها سؤ...و اجبرها أن تحمل نفسها لوماً أكثر مما كانت تفعل...

زفرت أنفاسها الضائقة بقوة...لتبعد عن تفكيرها هذا الموقف...و هي ترسم على وجهها إبتسامتها الهادئة...لتعود إليهم...قبل أن ينتبه أحد لغيابها الطويل...

كانت سوف تخرج من الغرفة...لكنها رأتها تتقدم إليها بسرعة و غضب لتدفعها من كتفها بقوة...و ترجعها للغرفة التي كانت ستتركها...

منوه بغيض / أنتي وش تبين؟ تتلصقين بأحد مايبيك و اختار غيرك ليه؟؟ وش اللي مخليك تنطين بوجه ساري بدون حياء!!

الصدمة اخرستها عن أي دفاع قد تبرر به موقفها...
كرهت نفسها حين وقفت أمامه هكذا...ضايقتها رؤيته لها...فكيف تكون منوه بالذات رأتها هي أيضاً؟؟
لتغمض عينيها للحظة تحاول التماسك...و هي تحس بالأرض تدور بها...لتعتذر بصدق منها...

دانة بحرج و ضيق / منوه والله آسفه...مادريت إن في أحد..قالوا.......
منوه لاتعطيها الفرصة لتتحدث لأن لا شيء سيزيح ذاك القهر الذي يسكنها/ لاااا تكذبين علي
دانه تحاول أن تفهمها / منوه أنتي معصبه و معك حق بس حاولي تسمعيني والله اللي صار ضايقني اكثر منك....
منوه و غضبها يتزايد..لتفجر غيضاً كبتته أمام ساري فيها / و أنتي من وين تعرفين انه ضايقك أكثر مني؟ ليه عندك قلب و أنا ماعندي!!
عشان كذا رضت أمك؟ عشان بكل مناسبة تتنططين بوجهه؟ ندمتي و تبين تسحبينه لك من جديد؟

كثيرة عليها هذه الإهانات لتتحملها..و لم ترغب أن تستمع لأكثر...
آسفة هي من كل قلبها...على ما حدث...و على رؤيتها لها معه...
لكنها تعلم أن منوة...مهما تحدثت إليها...و اعتذرت...لن تعذرها...
و لا تتخيل لو خرجت الآن...و أخبرت الجميع بما حدث...بأي قلب ستحتمل..؟؟

دانه وهي تخرج لأن وجودها قرب منوه..لن يزيدها إلاا غضباً / ما أقدر أقولك إلا..إنها غلطه و إني آسفه..و ياليت تصدقيني و تعذريني
منوه تلحق بها..و هي تصرخ من وراءها بغضب / سوي نفسك كالعاده الطيبه المسكينه..و أنا عارفه إنك تتمنين تاخذينه و تخربين حياتي معه! الله لا يسامحك

و توقفت بهذه الدعوة عليها...عند الباب...و هي تراها تبتعد عنها...
لتعود إلى الغرفة...و دموعها التي حبستها لوقت طويل...تكتسح بمرار...ملامح وجهها المتكلفة بأناقتها...
لتجلس على الأرض...بعجز...و قهر...و وجع...
ألم يقبض بروحها لا تقوى على التخلص منه...فالتتخلص إذن من ألمها الآخر...
نزعت حذائها لترى الجرح الدامي في قدمها...مازال ينزف..من ذاك الكعب المبالغ به...الذي أصرت والدتها على أن ترتديه...رغم مقاسه الغير مناسب لها...رغم الألم الشديد الذي يسببه لها...
لتتأمل تلك الدماء التي لطخت قدميها...و ترثي حالها الآن...و هي تقارنها بحال دانة...
هل قضت من الساعات؟ كما قضته هي في تصفيف شعرها؟
هل تضع من المكياج ربع ما تضعه هي..لتكون بهذا الجمال؟
هل سمعت خطاباً طويلاً كالذي سمعته..عن كيفية تصرفها..و حديثها..حتى نظرتها كيف يجب أن تكون؟
هل يملي أحدٌ عليها حياتها...و مشاعرها...كما تفعل والدتها بها؟
هل تحس أن الجميع هنا يجاملونها..في حين يرغبون في نفيها بعيداً عنهم؟
كيف تأتي بعد تلك الأخطاء...و خساراتها...و تجرؤ أن تتصرف أمامها...و أمامهم كالمنتصرة..؟؟!!

حتى في موقف كهذا...تخطيء هي فيه...لا تجد لنفسها الحق بلومها...لتهذي بمرار...( على بالك مو جاي على بالي اصررخ و افضحك و اخلي الكل يعرف باللي صار! لكني عارفه إنه أول واحد بيوقف معك..كلهم بيوقفون معك..حتى لو كنتي خطأ و أنا اللي صح )


وقفت بإستسلام...لتمشي و تأخذ منديلان تحشرهما...بين جرحها الملتهب و ذاك الحذاء اللعين...آمله أن لاتنتبه له والدتها...و تأمرها بنزعه...لعله يخفف ذاك الوجع الذي انهك قدميها...
و تقف أمام المرآة...تفكر كيف ستعدل ما فسد من مكياجها...حتى لا تنتبه والدتها لإفسادها له...
و تعود بينهم لتلعب دور الفتاة الحمقاء...الذي تجيده...



♥▓♥▒♥▓♥

أغانـي الشتـاء 08-08-16 07:29 AM

الفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
 




بعد أن رفضتها سمو و لم تعطها المجال حتى لتعتذر منها...و تخبرها كم افتقدتها...و كم ترغب بعودة صداقتهم من جديد...
شعرت بالخيبة القوية...و كادي أيضاً لا تساعدها وترفض الضغط على سمو أو إقناعها...بأن يجلسا و يتحدثا معاً...إن كانت لا ترغب...
لكن إن خسرت سمو...فهي لا تريد أن تخسر كادي...ستتمسك بها...فتستعيد سمو أيضاً...و تعود صداقتهم كما كانت...

لذا بدأت تتحدث معها بحماس...تفتح مواضيعاً كثيرة لتشد انتباهها...
لكن مع كل ذلك لم تكن كما اعتادتها حينما كانت تجتمع فيها لوحدهما...
رأتها تنظر عبر النافذة لسمو التي كانت تجلس مع ضي في الخارج...و عيناها تخبرها أنها ليست إلا لحظات فقط...لتتركها و تذهب إليها...
فتعود هي وحيدة كما كانت...بعيدة عنهما...لذا أرادت أن تستبقيها بأي شكل...

كادي / معليييش جود بأروح اشوف.....
جود تقاطعها / بس بأقولك شي
كادي / ايش؟؟
جود / آآ فراس...فراس يحبك
كادي / هاه!

و كان مثل ما أرادت...عادت كادي لتجلس...بملامح خجلى...غير مصدقة...لكن في عيناها رغبة أن تسمع المزيد...
لتسـرد هي لها حكاية ظنتها حقيقية...أو لشدة رغبتها هي أن تصدقها...فتصدُق...






كانت تجلس خارجاً مع ضي...بعيداً قليلاً عن إجتماع النساء...تتأمل تلك النظرة المشمئزة التي تملأ عينا ضي...و هي تشاهد منوة تتحدث مع عمتها من بعيد...

سمو تقوم بوكزها و تهدد/ هيه أنتي ماسمح لك تشوفين مرة أخوي بإستحقار!
ضي بسخرية/ مرة أخوي! مرة أخوي! يعني انتي من جدك فرحانه فيها و عادي تصير مرة اخوك؟
سمو بإصرار / ايه وش فيها؟
ضي بإستغراب / منوه! وش فيها؟
سمو بتأكيد /ايه..عطيني عيب واحد بس فيها..شي تقدرين تنتقدينها فيه...عمرها سبتك؟ قلت أدبها؟ طولت لسانها على أحد؟ ما احترمت أحد؟ لو فيها عيب كان ساري مارضى يربط نفسه فيها
ضي / فيها الطمع هي و امها
سمو / والله كل الناس تتمنى وتطمع بالأحسن..يعني تبين تقنعيني انك أنتي لو يخطبك واحد على قد حاله بتوافقين؟ أو واحد شكله شين بتوافقين؟ عادي تطلعين للناس بلبس مو حلو أو ماتتكشخين
كلنا نبغى نكون الأحسن و نبغى الأحسن لنا..ليش هي بالذات اللي تشوفون هذا عيب منها!
ضي يزعجها الدفاع عن منوه فتبحث عن مايعيبها أكثر / حتى لبسها مفصخ
سمو بسخرية / يله عاد ضي ترى مو من ستر لبسك
ضي لا تكف عن المحاولة...و هي لا تتخيل أن تكون سمو حقاً جاده في دفاعها عن منوه...
ضي / تراها تمثل إنها تحبنا لمصلحتهم..و إلا لا هي و لا أمها يطيقوننا
سمو لاتهتم و عنادها كالعاده لا يتزحزح / طيب تعالي هذا انتي تحبين خالتك موضي..و هي ماتحبنا و لا كلفت على حالها حتى تمثل إنها تحبنا ! و الا عشان الخطا مو جاي عليك مغمضه عيونك وشايفتها ملاك و تنحب و مافيها العيب..و حاطه حيلك بمنوه؟


صمتت ضي غير قادرة على الحديث أكثر...
هي حقاً ترغب أن يكون ساري زوجاً لدانة...لأنها تخطط أن تصبح هي زوجة لباسل...و لا تريد أن تصبح منوة سلفةً لها...
لذا حين سمعت سمو تخبره أين يلتقي بمنوه...ذهبت هي لتخبر دانه كاذبه أن والدتها تريدها...و تتركها تذهب بذات الإتجاه ليراها...
و لا تعلم ماهي نتيجة خطتها تلك...كل ما تأمل أنه رآها....لعله يعود إليها من جديد...
لكن رغبتها في مساعدة دانة شيء...و أن تخسر رضا سمو...و تخسر هي أي شيء أو شخص يقربها من باسل شيء آخر...
لذا تصرفت بأنانية كما اعتادت...و لم تتكلف المحاولة في التقريب بينهم...أو الدفاع عن خالتها...

ضي / خلاص سكتنا ما يسوى تمدين البوز أكثر..ماشفنا اليوم من ملامحك إلا هالبوز الشبرين..ماراح ازعلك مع انك تسبين خالتي و أنتي قمتي علي بس عشان مرة أخوك الغثيثة
سمو تضحك / ههههه أنتي ما فيك خير مو مثلي

ضي لا تهتم لكلامها...فهي تعشق أن يصفها الناس بالغرور...و هوسها بنفسها...
و تحب كثيراً...تشبيهات سمو دوماً شخصيتها بشخصية باسل...
لعل هذا الحديث يصله حتى هو...ليعرف أنها من يناسبه...و من يليق به...



♥▓♥▒♥▓♥



حين اصبحت وحدها...أخذتها الأفكار...و الهواجس مجدداً...لترحل بخيالها بعيداً عمن حولها...
لم تحضر عذاري لحسن حظها...ارتاحت مبدئياً لعدم رؤيتها...
لكن الآن و هي تفكر...خشيت أن تكون هي سبب خصام بينهما...!!
هل هي...و ماشاهدته السبب في عدم حضورها اليوم..؟؟
و إن تفاقمت المشكلة بينهما بسببها...ألن يعرف بها الجميع..؟
(ليتها جات اليوم و جلست معها و كلمتها..أبيها تتأكد إن مابيننا شي..يمكن تقدر تقنعه يبعد عني)

ابتعدت عن الجمع .. شاردة...غير مدركة أين تسير...
أفكارها تتشابك...و تقذفها كل الإتجاهات لدرب واحد...
حتى قادتها الخطى رغماً عن كل إعتراضاتها لذات الطريق ..

كم من سنوات ركضت بين تلك الأشجار .. إليه...؟؟
هناك .. قضت لحظات و لحظات .. كانت تظن بجهلها أنها متوجة فيها بسعادة لا حد لها ..
رباه .. كم كانت ساذجه ..!!
و رغم كل ما تلومه عنه .. إلا أن هذا المكان .. يجعلها الآن تجد ما تشكره عليه ..

كان هناك خطاً أحمراً رفض أن يتجاوزه معها .. في حين كانت بكل غباء...تهدي نفسها إليه...!!

وصلت لتلك الحجرة...
لهذا المكان...
و الذكريات التي تدينها أكثر منه...
لتقف أمامه واجمة...تشعر بالغرابة من نفسها...و من سنواتها الماضية...






كانت عيناه الهائمة تراقبها بهدؤ...و تملّك...منذ أن لمحها مقبلة من بعيد...على ذات الطريق الذي قادها إليه لسنوات...

كرهته .. أم تتخيل كرهه ..
نسته .. أو تتناساه ..
يقين كاد أن لايصدقه .. أخبره أنها قادمة...

اشتاقها جدا وقت الغروب...وقتها...
فهي ذاك الأصيل في حياته...تغيب وتغرب بداخله...و تعود لتشرق عالمه وتملأه من جديد...بحب جديد...بعمر جديد...

عيناها الشاردة .. و أفكارها المجهولة لديه .. كانت تتجه لذاك الباب ..
حتى أنها لم تنتبه لوجوده .. بالرغم من قربه منها ..
و بصوت يحمل سنوات العشق العتيقة .. يحمل أكاذيب استنزفته لمحاولة نسيان فاشلة... نادى بإسمها...


/ ســــــــــلام


انتفضت بقــوة...و كادت أن تصرخ .. حين سمعت صوته الذي أتى من خلفها .. هادئاً .. و لكن بنبرة ثقيلة...تحمل لها و عداً أنه لن يتركها...
لتركض تلك المسافة القصيرة المتبقيه لها...تفتح باب المخزن بيدين مرتجفتين ..
وهي تأمل أن طريقة إقفاله لم تتغير من تلك السنوات .. والتي لاتتح لمن هو خارجاً فتحه ..
ودخلت...و أقفلت على نفسها ..
لترتمي على ركبتيها خلف الباب تسنده بيديها .. كي لايستطيع فتحه .. و كأن إقفاله فقط لايعطيها الأمان في بعدها عنه ...

أ تكون غبية حقاً..!
لماذا أتت إلى هنا ..؟
لكنها لم تستطع أن تلوم أفكارها .. لأنها انقادت إلى هنا بدون تفكير ..
لو فكرت للحظة واحدة...لما كانت هنا..!


اقترب من الباب ليجلس على تلك العتبة الصغيرة ..
يحاول أن يهدأ لكن غضبه يتصاعد وهو يحس بإرتجافها خلف ذاك الباب الذي بدأ يشاركها الإهتزاز ..
ارتفعت يده بتثاقل شوق يسكنها .. ليضعها على الباب...طمعاً أن يشاركها بأي شيء...حتى لو كان خوفها منه...

مالك بصوت أراده قوياً..لكنه امتلأ حناناً عليها / سلام وش فيك؟ اهدي شوي
سلام برجـاء يائس/ مالك حرام عليك! أنت وش تبي فيني؟ اتركني بحالي الله يخليك
مالك مايزال لا يستوعب خوفها منه / قلت لك أبي اكلمك بس....ليش كل هالخوف؟
سلام / مافيه بيننا شي عشان نتكلم فيه..مالك انت متزوج حرام عليك اللي تسويه..عذاري شافتنا مين تبي بعد يشوفنا؟..لاتخلي الكل يكرهوني..لا تصغرني بعين نفسي و عينهم..اعترف اني انا الغلطانه من البداية بس كنت صغيرة وكبرت كنت مجنونه وعقلت..ربي يقبل التوبه و انت ماتبي تقبلها..مالك انت كنت واحد من اخواني.._لم ترد ان تكمل انه كان اقرب و احب اليها منهم جميعا_
.........ارجع مثل ما كنت الاخو اللي يخاف علي و يعزني و لايرضى علي الخطا

انهت رجاءها لاهثة...و الدمع يقف بأعتاب جفنها...ينتظره...

ليأتيها بعد صمت ثقيل...جوابه/ و أنا أكيد مابيك مثل ما كنتي قبل..بس لا تقهريني و أنا اشوفك خايفة مني كذا...أنا مالك يا سلام..أخوك..لا تنسيـن

أخاهـا! و هل هذه الكلمة مازالت تحمل طهرها و معناها بعد كل مافعلاه..؟؟
لا...
تريده بعيداً جداً عنها...عن حياتها...لسلامة عقلها...و روحها...
لكنها لم تستطيع أن تخبره بذلك...لا تريد الوقوف بوجهه...
فأقل الكلام معه...يستنزف روحها...و يتركها متعبة...مبعثرة...

ليكمل بعد أن يأس أن ترد عليه / أنا بأروح..اطلعـي لا تجلسين بهالمكان لحالك

مضى بطريقه مجبراً بعيداً عنها...
ألهذا كانت تخشاه..؟
هل كبرت حقاً صغيرته...و باتت تخجل من أخطاءها..!
هل ظنت حقاً أنه يريد ذاك العبث معها مجدداً...
لو كان عاد و وجدها كما كانت...لوجد ألف طريقة ليصدها بها...

ها هي تقلبات مزاجها الصعبة تعود...لتحركه كالدمى بين يديها...
تضعه في مكان..و غداً في آخر...

لكن أيا ًكان لها..؟؟
خطأً...أو حبيباً...
أخاً...أو عدواَ...
يعلم أنه يجب أن يلقاها في آخر الطريق...و أن تبقى معه إلى أخر العمر...
فالعمر لايزهو الا بها...و روحه مهما تبتعد تعود لتهفو اليها من جديد...
فإن كانت كل الطرق تؤدي إلى روما...فكل طرقه هو تؤدي إليها هي...

و ليتها تدرك...!


كانت ترخي جميع حواسها...و تلتصق بشدة بالباب...لتتأكد من إبتعاده...و حين سمعت خطاه تبتعد...
عادت أنفاسها المحتقنة بصدرها...لتهدر بشكل طبيعي....و هاديء...
و جميع أطرافها التي كانت تعقدها بشدة...و إرتجاف...تسترخي بهدؤ...
لتهمس...(الحمـدلله..يارب ينسى و يبعد و يطلعني من حياته)
أرادت بكل مافيها...أن يتحقق لها هذا الأمل...أرادت أن تصدقه...ليصبح حقيقة...
و تخرج للأبد من حياتـه...و تعود لأمانها بتلك السنوات التي نسته فيها...



♥▓♥▒♥▓♥



تنهدت بإرتياح...و هي تستند بظهرها على مقعد السياررة الخلفي...ها هي أخيراً تنتهي من هذه الليلة الطويلة الكئيبة...
في كل لحظة فيها كانت تندم على قدومها...لكن حين ترى وجه عمتها مزنة...و تلك الفرحة الكبيرة تتهلل بوجهها...لا تقوى إخفاءها...
تحمدالله أنها قدمت مرغمة...
حتى الآن و هي تستمع لوالدها يسأل والدتها عن أخبار هذا الإجتماع...لا تخفى عليها رنة الفرح بصوته...
رأته يمسك يد والدتها...ليقبلها...إمتناناً لها بقبول موضي قريباً منهم من جديد...
فمن هي لتفسد هذه الفرحة عليه؟؟

التفتت بضيق لعمتها التي بدت في عالم بعيد عنهم...هذه الليلة..لا ليس فقط هذه الليلة...بل منذ خروجها من المستشفى قبل عدة أيام...و شيء ما تغير فيها...
لا تدري إن كانت تتوهم...لكنها تراها و كأنها تتغصب الحياة...تجاملهم بكلامها...و حديثها معهم...لا تبتسم...و لا تهتم...

الكل من حولها تبدل حاله...و تجهل الأسباب..!
عمتها..تميم..سلام..مالك..؟
ما بالهم أحباءها...يتغيرون...و يعانون بصمت..؟!



♥▓♥▒♥▓♥



وصلا إلى الحي...وهو يتأمل بتركيز تلك البيوت الصغيرة المتلاصقة...بدى له الشارع ضيقاً خانقاً...وهو الذي اعتاد على تلك الأحياء الراقية...الواسعة...
في المرات القليلة التي اوصلها بها لمنزلها...كان دائم التفكير...لا يتخيل كيف أن أخته هو...تسكن هنا..!!
و الآن يفكر مالذي قد تمتلكه فتاة تعيش في هكذا منزل...قد يجعلها عظيمة بنظر أهله...كي لايستحقها هو...!
من هــي؟؟
ماذا يرون فيها و لا يراه.؟؟
ليقف حتى سامي بصفها ضده..!


حين اقتربا للمنزل أكثر...ضاقت و هي ترى والدها يقف أمام سيارته...
لماذا صادف وقت عودتها وقت عودته..!
تخشى أن يحرجها باسل...و لايتكلف النزول للسلام عليه...في حين اعتاد تميم على أن يدخل منزلها غالباً معها فقط من أجل السلام عليه...
لذا كان هو اختيارها الأول ليرجعها للمنزل كما اعتادت...لكنها استغربت حينما اتصلت به محرجة لإخراجه باكراً من المزرعة...ليرجعها...لتتفاجأ أنه قد عاد قبلها...
و لانها تخجل أن تطلب شيئا من ساري...لم يكن أمامها إلا باسل...الذي ولدهشتها وافق بحماس و سرعة من دون أي رجاء...
التفتت إليه...تبحث عن كلمات تقنعه لتطلب منه النزول...

باسل يسبقها بالحديث / هذا أبوك صح؟
سلام وهو يوقف السيارة بالقرب من منزلها / ايه..باسل انزل.......

لكن لم يبدو عليه أنه يستمع إليها...و عيناه تركز على والدها بينما فكره شارداً عنها...

كانت ستكمل رجاءها...لكنها صمتت متفاجأه حينما أطفأ المحرك و رأته يفتح باب السيارة...و تنفست براحة...وهي تنزل معه....
لكنها تفاجأت أكثر وهي تقف قربهما و تراه يسلم على والدها بتلك المودة...و اللهفة...
ليس هذا فقط...بل يقبل دعوته للدخول بهذا الوجه المتواضع...و تلك الإبتسامة الودودة...التي لا تليق بملمحه المتكلفة...الأنيقة...






كان قد دعاه إلى الدخول من باب المجاملة فقط...لكنه تفاجأ بقبوله الدعوة فوراً...في هذا الوقت المتأخر..!
و مما يراه الآن...من تلك الحيرة على وجهه...و التردد الذي يملأ صوته...أن لديه سبب لدخوله...و إن كان متردداً بإخباره إياه...

باسل يبدأ بحديث لا يعلم أين سينتهي به /أنا ادري إن الوقت مو مناسب....
جابر يحثه على أن يكمل / حنا أهل يا ولدي و مابيننا تكليف قول اللي بخاطرك
باسل و أفكاره تصف على لسانه الكلمات دون إرادة منه / أنا أبي اخطب بنتك صبح..كنت بأعرف رأيكم قبل اتقدم لها رسمي

لا لم يكن دخوله...هو المفاجيء...ما يقوله الآن هو الصدمة الحقيقية..!!
و لم تكن الصدمة من نصيب والدها فقط...حتى باسل صُدم بما قــاله بعد أن نطق به...و لا مجال للرجوع عنه...

كم أخطأت حين اتبعت ذاك النبض المجهول بقلبي...
لأتركه يقودنى كما يشاء...بعشوائية لم أعهدها...
إلى طرق لا أعرفها...
فينتهي بي الحال...هنا...
اهذي بجنون لا استوعبه...
لم أفكر به للحظة...لم أدركه قبل أن انطق به...
فقط...اتخذت العبث معك وسيلة...
لأقف الآن غير واعي حينما ادركت الغاية...
لا اعلم كيف نسج خيالي تلك الحكاية الساذجة..!! ليجمعني بك..؟؟



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ



أغانـي الشتـاء 08-08-16 07:37 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
أخواتي..أم البنين..همس الفراق
جزاكم ربي كل خير..على دعواتكم الصادقة
ربي مايحرمني منكم..و لا منها..

:

أتمنى تعجبكم النبضة..
و لقاءنا بعد أسبوعين..يوم الجمعه...إن شاء الله

إسم مؤنث 09-08-16 02:01 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
اولا اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفي والدك، الصراحه ضاق صدري شوي لما ماشفت الجمعه بارت لأَنِّي متحمسه للامانه جدا.. لكن الله يفرجها عليكم ويفرحكم بسلامته يارب.

ثانيا نجي للخبطه اللي سويتيها فيهم،. باسل أنجن رسمي
اخر شي توقعته انه ممكن يخطب صبح بهالشكل المتهور.. إحساسي يقول انه بيندم على استعجاله بس اللي بيقهره زياده لما صبح ترفضه. 👀

سلام ومالك مافهم مشاعر الآخوة اللي جتهم فجاة بالرغم انهم حاسين بمشاعر غير وكل واحد متاكد منها

منوة توقعي انها أهي اللي بتطلع شخصيتها الحقيقيه وممكن هي اللي تفركش الموضوع كله

يعطيك العافيه أغاني وتسلم يدك ❤

شيء من حنين 09-08-16 09:07 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
ماشاء الله
ما اروع قلمك (أغاني الشتاء)
لذة الحرف وسحر الكلمة وعمق الاحساس أجدها تتراقص بين سطورك....
مبدعة🌹🌹

أبها 10-08-16 11:01 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
أغاني الشتاء ..
سلامة الوالد ، طهورإن شاء الله .

جود ..( ملقوفة ) 😊
أرادت أن تجذب انتباه كادي بخبر تتوق له كل فتاة
، - أن تكون محط اعجاب شاب -
.. لكنها بذلك قد تحطم قلبين دون قصد منها .
فهل تتدارك خطأها ؟؟

باسل .. اعتياده على عدم رفض طلباته قاده إلى
طلب خطبة صبح . هل نيته أن يثبت للجميع
أن لا شيء يقف أمام رغباته ؟
أظن أن أباها لن يوافق على تلك الخطبة
ففارق المستوى المادي وكونه ابن طليقته
قد يشكل عائقا لتقبل الأمر ..( أرجو ذلك ) .

سمو .. بالغت في ردود أفعالها ، وأخطأت في
حق نفسها حيث بدت طفولية جدا .
توارث الأحقاد جيلاً بعد جيل ، تصرف جاهلي
لا يقبله دين ولا عقل .. فلم ترفض الصلح ؟

شكرا أغاني الشتاء على الجزء 🍃🌸🍃

إسم مؤنث 20-08-16 01:48 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
اليوم موعدنا ؟!
ترى نحسب لك يا أغاني باليوم 💔😔

أغانـي الشتـاء 27-08-16 07:33 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعتذر بشدة عن عدم اكمال الرواية..
أرجو من أخواتي المشرفات..حذفها

ام البنين 27-08-16 07:48 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
هلا اغاني انا كنت معك من بدايه كتابتك له قبل سنين وتحمست مع الأحداث إلا أنه اقول الله يحفظك


زين ماخليتيهم ينتظرون اكثر

حلم رمادي 29-08-16 12:58 AM

[QUOTE=أغانـي الشتـاء;3657161]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعتذر بشدة عن عدم اكمال الرواية..
أرجو من أخواتي المشرفات..حذفها[/QUOTليش تعلقون الناس فيها وبعدين فجأة ما عاد تكملون!!
اكثر من كاتبة عملت نفس الحركة بعد ما نندمج ونتحمس يختفون فجأة
طيب اذا مرة ثانية بتنزلين روايات ي ريت تكلميها الى الاخير وتنزليها كاملة بدل ما تربطي الناس فيها

الخاشعه 29-08-16 03:03 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
السلام عليكم
هذا قرار اغاني....وحنا نحترم قرارها
استودعناك الله الذي لا تضيع ودائعه💐

ياباني 30-08-16 06:20 PM

مرحبا عزيزتي
نقدر لك ظروفك الله يسهل لك امرك يارب
لكن لي عندك رجاء وهو محاولةإكمال هذه الرواية لاني من متابعيك من اول بارت وحزنت لعدم اكمالها اول مرة
واستمريت بمتابعتها حتى تكرمتي وعدتي لإكمالها قبل فترة
فآمل ان لا يخيب املنا فيك وتقدرين متابعينك لاتك من الاقلام المبدعة التي يعجز الانسان عن نسيانها فلا تنسينا واكمليها حسب ظروفك وأعانك الله ووفقك لكل خير 💞🌹

أغانـي الشتـاء 31-08-16 05:43 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 

مساء الخيـر

اعتذر من اللي ما رديت عليهم بالخاص..لأن عدد مشاركاتي لايسمح..*

عزيزاتي..أشكر من قلبي كل من تفهم و قدر ظروفي..و قراري..
و اللي زعل علي من حقه..
لكني والله العظيم..أمر بظروف صرت مو متحمله نفسي فيها..
عشان كذا موب قادرة أفكر..و لا أكتب شيء..يستحق متابعتكم..

فتحت الرواية من جديد..و كان كلي أمل و عزم إني اكملها للنهاية..مهما اخذت من وقت..
لكن سبحان الله..مع هالرواية..دايم يصير شيء يمنعني اكملها
ضغطت على نفسي وقلت لازم اكملها بأي شكل بعد مارجعت و فتحتها..
لكن شفت إني انزل نبضات مو راضية عنها تماماً..و بديت اعطيكم وعود ما أوفي فيها..

و عشان أكره إني أماطل فيكم بهالشكل..قررت احذفها..
لأني حالياً ما اظمن إني أقدر اكملها..

لكن كلماتكم..و تشجيعكم...
يخليني اندم على حذفها...و اتمنى ارجع بينكم من جديد..

فكلي أمل تكون لي عودة إن شاءالله إذا تأكدت إني راح أقدر أقدمها..و انهيها بالشكل اللي يرضيني..و يستاهل انتظاركم كل هالسنين..
سامحـوني..و لاتنسوني من دعواتكم..~

شذاوي الحلوه 04-09-16 06:49 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
الله يفرج عنك يا جميلتي ويسعدك في الدنيا والاخرة ويجعل ايامك كلها خير وسعادة ..
راح نستنااك دائما تذكري ان لك متابعات ينتظرون حروفك ويتحرقون من الشوق لابطال القصة .. متابعات لك من بداية روايتك هذي والروايات اللي قبل .. اباخذ وعدك لنا انك راح ترجعي .. ننتظرك 💜💜💜💜💜

أبها 04-09-16 09:06 PM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم
أن يفرج همك ويشرح صدرك وييسر أمورك ..
في أمان الله .
🍃🌸🍃

shoter1 27-09-16 01:52 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
عيد سعيد وكل عام وانت بخير

~FANANAH~ 27-09-16 01:57 AM

رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)
 
تُغلق الرواية لحين عودة الكاتبة ()..


الساعة الآن 08:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية