وقفت تختلس النظر له للمرة الأخيرة فهى تريد أن تحفظ ملامح وجهه قبل الوداع فهذه هى النهاية لن تقابله مجددا، لن ترى عينيه ولا قسمات وجهه، لن تسعد بأبتسامته الخلابة، حاولت التماسك ومنع نزول دموعها ولكن دموعها أبت البقاء داخل سجون عينيها، كم أحبته، كم تمنت أن تعيش معه ويجمعهم بيت واحد، كم حلمت أن تنجب منه أطفال يشبهونه ويشبهونها يكونوا ثمرة حبهم الأبدى، كل ذلك أصبح سراب الأن، كل تلك الأحلام تحطمت على صخور الواقع، لم يعد يحبها، لم يعد يريدها، لم تعد له ولن يكون لها.

أغمضت عيونها وتركت أمطار دموعها تهطل فى صمت على وجنتيها، تركت قلبها يصرخ من ألمه بين قضبان ضلوعها، نعم تحبه وتريده ولكنه اليوم كتب شهادة وفاتها بقسوته وأنانيته ونكرانه لكل ما فعلته لأجله، أنتهى كل شىء، اليوم سترحل أخاذة معها ذكرياتها وأحزانها وألامها.

أستدارت لترحل لتجده يستوقفها ويعطيها ورقة مطوية، فتحتها لتجد جملة واحدة "سامحينى، لكنى لا أستحقك" أستدارت له بعيون باكية مليئة باللوم والأسى والحزن وفى جملة واحدة أجابته "لن أسامحك أبد الدهر"

رحلت وهى تعد نفسها أنها لن تتذكره ولن تحزن عليه مجددا، لن تبكى مجددا ولن تقع فى الحب ثانية، لن تكون ضحية أنانية رجل لم يعرف قيمة مشاعرها ولم يقدر حب قلبها، لن تضعف أبدا.

هالة الملوانى