منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى العام (https://www.liilas.com/vb3/f2/)
-   -   تلك الدودة التي دسّوها في تفّاحتك (https://www.liilas.com/vb3/t191788.html)

خوآآطر إنسآآنة 10-12-13 06:33 PM

تلك الدودة التي دسّوها في تفّاحتك
 




تلك الدودة التي دسّوها في تفّاحتك





لـ أحلام مستغانمي





في كلّ الدنيا يُلقون بالقتلة في السجون ، عندنا فقط يمكن للقاتل أن يقضي بقية عقوبته تحت قمّة البرلمان . إنه إنجازا تعجز عنه الديمقراطية البريطانية نفسها . " أنس زاهد "

لا يمكن صُنع وطنا كبيرا بمواطنٍ صغير. هي أوطان ما كنّا فيها يومًا مواطنين ، بل جماهير يلازمها الشعور بالدونيّة . فما كان الوطن سوى السادة الجالسين فوق القانون وفوق المحاسبة .
أفراد يتحكّمون في شعوب ، عصابات بأوسمة ونجوم كثيرة ، لصوص محترمون يتناوبون على المناصب الحلوب ، ولا يختلفون إلاّ على اقتسام الغنائم .
يضعون بينك وبينهم علم الوطن ، مزايدين على المواطن وطنيّة ، متنقّلين في السيّارات الرسميّة ، متحدّثين باسمك في المحافل الدوليّة ، موقّعين عنك الصفقات .
إنّهم صوتك وصورتك ويدك.. وحدها جيبهم ليست جيبك !
تقول معزّيًا نفسك " إنّهم على ثرائهم فقراء كرامة " وتُباهي بشعاٍر لن يطعمك. لكن يومًا بعد آخر ، وأنت تذهب لتشتري بما في جيبك من "صكوك عزّة النفس" ما يسدّ رمقك ، تكتشف أنّ عُملتك لا تنفع لتوفيّر حياة كريمة.. وإنّ الكرامة بنك بدون سيولة . حينها تصبح أمنيتك أن تغدو لصًّا.. بعد أن جعل الوطن من اللصوص قُدوتك !
الأنظمة المستبدّة لا تَحكُم بالفساد بل بالإفساد ، مراهنة على التفّاحة الفاسدة التي ستأتي على صندوق التفّاح .
أيّ جهاد أن يحافظ المرء على مكارم الأخلاق ، في بلاد يحكمها طاغية . ذلك أنّ الطاغية يحتاج حال وصوله إلى السلطة إلى كسر سُلّم القيَم ، كي يضمن استمراريّة حُكمه ، فهو لا يثق في رجال لا يمكن شراؤهم . لذا المجاهدون الحقيقيّون ، هم من على حاجتهم تحدّوا على مدى عقود من الزمن ، تلك الدودة التي دسّها لهم الحاكم في قلب التفّاحة !

إن أنظمةً أكلت وتخمت على مرأى من الجياع ، وسرقت ونهبت على مدى أجيال ، وحمت كبار اللّصوص وراحت تطارد صغارهم ، عليها أن تتحمّل مسؤولية خراب أوطان ، هي من أعطت للمحرومين من خيرات الوطن القدوة في استباحتها .

* * *
شارك رئيس تيوان شعبه في الاحتفال بعيد الحبّ على نحو مُبتكر عبر موقع الإنترنت. فقد كانت تهنئته للعشّاق قصيدة نظمها حول الماء ، متلاعبًا باسمه الذي يعني في اللغة الكوريّة " الماء البارد ".
تقول قصيدة الرئيس :" الحبّ مثل الماء.. فهو صاف بالغ النقاء. الحبّ مثل الماء.. جدول ينساب بلا انتماء. الحبّ مثل الماء.. يبذل نفسه لإحياء الأشياء " ..
تساءلت وأنا أقرأ هذه القصيدة في بلاغة إيجازها ، إن كان سيأتي يوم نستورد فيه الشعر والحبّ من تايوان ، فتصدّر لنا آسيا مع أدواتها الإلكترونيّة التي صُنعت بأيدٍ عاملة رخيصة ، بعض ما غلا ثمنه ونفدت بطّاريّاته داخلنا: العشق .
وهل سيأتي يوم عجيب ، يهدينا فيه حكّامنا في عيد الحبّ أو في عيد الاستقلال ، قصيدة يتغزّلون فيها بنا كشعوب جميلة وعظيمة ، بعدما عوّدناهم على التغزّل فيهم والتدافع لتعليق معلّقاتنا على دبّاباتهم ، في المهرجانات العسكريّة.. للشعر .
لماذا في دور مجنون ليلى المجنون هو دائما الشعب ! ؟

romantico triste 11-12-13 07:36 AM

رد: تلك الدودة التي دسّوها في تفّاحتك
 
مرحبا خواااطر

لامستي هنا جانب مهم جدا بنعيش فيه
الحمي الحرامي زي ما بيقولوا
فعلا و الله معظم اللي المفروض شايلين هم الوطن على كتافهم سارقينه
حتى معظم القدوات اللي الفوض ناجحة دلوقتي لصوص و مرتشين بكل اسف
سلة التفاح كلها فاسدة دلوقتي الا من رحم ربي


موضوع رائع اخر و نقل موفق يستحق التقييم
عجبني انتقائك لموضوعاتك بصراحة

خوآآطر إنسآآنة 11-12-13 11:53 AM

رد: تلك الدودة التي دسّوها في تفّاحتك
 
هلا وغلا بالأخ عبدالله



معاك حق .. دلوقتي نادرا ما تلاقي حد كويس ... عشان تقضي أي مصلحة حكومية لازم رشوة الأول ... أو واسطة .. معتش في أمانة ولا عاد في إخلاص .. " أكثر الذين يتشدقون بحب الوطن هم الذين يدمرونه دون توقف " ...



يسلموو يالغالي كلك ذوق :)

جيجى ياسر 12-12-13 02:58 AM

رد: تلك الدودة التي دسّوها في تفّاحتك
 
دائما متألقة ..وراقية باختيارتك فاطمة
فعلا لقد اصبحت المجتماعات على هذه الدرجة من النفاق والكذب
واستخدام الحيل الرخيصة فقط للوصول الى مايطمحون ..وهى التفاح الفاسدة
فالكل يتألق ويخدع الشعب بلسان معسول ..ولكن لااحد يفعل للوطن شئ

اذكر عبارة رائعة ايضا للكاتبة البراقة ..احلام مستغمانى..(كنا نريد وطن نعيش من اجله ..صار لنا وطن نقتل فيه)
هكذا تقتل الامال والطموحات ..فى بلد يعمه الفساد ..ولا استجابة للمواطن البسيط
اى انه القتل الحى للاانتماء والعروبة

دوما تسعدنى

زهرة منسية 12-12-13 10:50 AM

رد: تلك الدودة التي دسّوها في تفّاحتك
 
المشكلة ان حتى اللى بنفتكره كويس لما بيقعد على كرسى او يأخد منصب بيتغير حتى لو كان داخله انسان كويس لكن المناصب بتغير
ربنا يصلح الحال
عجبتنى جدا قصيدة الحاكم التايوانى
بسيطة و سلسلة و مؤثرة

احسنت فاطمة بموضوعك الرائع القيم يستاهل اعلى تقيم


الساعة الآن 04:30 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية