|
علي حافة النسيان
علي حافة النسيان ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة . اذن يمكننا بالنسيان ، أن نُشيع موتا من شئنا من الأحياء ، فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا . بامكاننا أن نلفق لهم ميتة في كتاب ، أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث سير ، مفجعة كحادثة غرق ، ولا يعنينا ذكراهم لنبكيها ، كما نبكي الموتى . نحتاج أن نتخلص من أشيائهم ، من هداياهم ، من رسائلهم ، من تشابك ذاكرتنا بهم . نحتاج على وجه السرعة أن نلبس حدادهم بعض الوقت ، ثم ننسي . .. أحلام مستغانمي .. نقابلهم كغرباء .. ومع الوقت تتوطد علاقتنا بهم ويتحاولون إلي أصدقاء .. ومن الممكن أيضاَ أن يصبحون أقرب من الإخوة .. وعندئذ ستشعر بسعادة لا مثيل .. يمكنني أن أصف لك الشعور العارم بالسعادة وأنت تقابلهم والإبتسامة ملتصقة علي شفتيك وكأنها جزء من ديكور وجهك .. يمكنني أن أحكي لك علي النظرات المتبادلة بينكم والتي لا يعرف معنها سواكم وعن الضحك المشترك الذي يلي هذه النظرات .. يمكنني أن أحكي لك عن تعليقاتكم المتشابهة والتي تقولونها في نفس الوقت وكأنكم توائم ولستم أصدقاء .. وعن التقارب الروحي بينكم والذي يجعل الناس يظنون أنكم إخوة ..إذا لم يكن هناك أشخاص مثل هؤلاء في حياتكم فأنتم ياسادة لم تعرفوا معني السعادة الكاملة بعد .. ولكن لا تشعروا بالحسد تجاهنا فــربما ما زال توائم أرواحكم موجودون في مكان ما بإنتظاركم .. حكاية لقاء هل تعرف ذلك الترقب الذي يملأ كيانك وأنت تذهب إلي مكان غريب لأول مرة ولا تعرف أحداَ في هذا المكان .. وهناك أيضا الخجل مع التوتر .. هناك مزيج من المشاعر التي تملأ كيانك وتمنعك من الحديث مع أي شخص .. !! ولكنك تظل جالسا في مكانك وتراقب الجميع في صمت !! هكذا كنت أنا مجرد فتاة منطوية قليلاَ وخجولة بعض الشيئ .. أراقب جميع الفتيات يتحدثن ويرحبن ببعضن البعض .. فمعظم الموجودين في المكان يعرفون بعضهم البعض .. بينما أنا مازلت في السنة الأولي ولا أعرف أي أحد سوي إثنتين فقط ويحملان نفس الاسم .. أجلس بجوار واحدة منهن وأرمق الجميع بفضولي الغريب .. وبين الحين والأخر أتبادل البسمات مع الأخري وأعود فأراقب الوجوه مرة أخري وأكون إنطباعات أولية .. !! وبين الحين والأخر أركز نظراتي علي واحدة من الفتيات تجلس في المقدمة .. كم تبدو هذه الفتاة رقيقة هشة .. أراقبها وهي تتحدث مع الجميع برقة أثارت إعجابي .. وتركزت نظراتي عليها إلي أن دخل المعلم الفصل وبدأ الصمت يسود المكان .. نعم فاليوم هو اليوم الأول لي في المرحلة المتوسطة ..!! وهكذا تساقطت الأيام تلو الأخري لتكون عاما كاملا .. عام كامل مضي منذ أن تعرفت علي تلك الفتاة وعددا من الفتيات الأخريات وتوطدت علاقتنا قليلاَ .. وبدأت أشعر أنها تستلطف وجودي وتتعود علي طباعي الغريبة .. نعم فقد كانت طباعي غريبة بعض الشئ فقد تحولت من الفتاة الخجولة قليلة الكلام إلي أخري ثرثارة ، مرحة ، فضولية ولا تترك أحداَ وشأنها .. بينما هي كانت خجولة ومختلفة قليلاَ .. ولكنها كانت حقاَ مميزة ..!! ومرت الأيام بسلاسة تامة .. لتكون عامين أخرين شعرت فيها بسعادة تامة .. فقد إعتبرتها مثل توأمي .. كنت في البداية مندهشة من هذا التشابه بيننا .. كنا نفكر في ذات الأشياء ونحب نفس الأشياء ونعلق بنفس الكلمات وكأننا حقا توأم .. وهي أيضاَ إعتبرتني مثل أختها .. وملأني هذا بالسعادة التامة .. سعادة لم أشعر بها منذ أعوام كثيرة لا أتذكر عددها .. فدائما ما توجد مشاكل كثيرة في بيتنا .. مشاكل من الطراز الذي يعتبره علماء نفس الأطفال من المشاكل التي تجعل الأطفال يصابون بعقد نفسية عندما يكبرون .. ولكنني وجدت السعادة والأصدقاء الذين يعوضونني عن كل شئ .. فلماذا أصاب بعقد نفسية .. !! وهكذا تمر الأيام وأنا مطمئنة تماما إلي أنني لن أكون وحيدة يوما ما .. فأنا أمتلك شخصاَ يفهمني ويكترث بأمري .. شخصاَ يحبني أكثر من نفسه ويتمني لي الخير .. أمتلك صديقة هي بمثابة الأخت .. فنحن لن نتخلي عن بعضنا مهما حدث .. فهكذا الأخوة دائما .. أليس كذلك ؟!! ولكننا نتقدم في العمر دائما .. وتتغير أفكارنا بإستمرار .. وبالمثل يتغير أصدقاءك فأنت قد تغيرت أفكارك وتريد أشخاصاَ يحملون نفس إهتماماتك .. وهكذا حدثت بيننا بعض الشجارات الخفيفة .. ولكننا كنا دوماَ نتقابل في اليوم التالي بإبتسامة تسامح وكأن شيئاَ لم يكن .. أخبروني أنتم .. هل يوجد في الحياة أروع من ذلك ؟؟! وفجأة وجدت نفسي وحيدة .. وجدت نفسي بعيدة كل البعد عنها بعد أن كنت أعلم كل تفاصيل حياتها حتي ولو كانت تافهة .. بعد أن كنت أعلم كل شئ عنها .. ويمكنني القول بكل شفافية أنها لا تعلم عني ربع الذي أعلمه عنها .. فما الذي حدث .. هل بضعة مشاكل تافهة ستفرقنا إلي الأبد .. هل ستتحول إلي شخص عادي في حياتي .. هلي سيأتي اليوم الذي أقابلها فيه فأشير لها بسلام عابر وأنصرف .. لقد بدأت هذه المرحلة بالفعل .. إنني حقاَ قلقة !! أخبروني أنتم لماذا تحولت هذه الفتاة الرقيقة الهادئة إلي شخص لامبالي لا يكترث لمشاعر أقرب الناس إليه .. لماذا تغيرت طباعها فجأة .. لماذا .. لماذا ؟؟!! |
رد: علي حافة النسيان
اقتباس:
حبيبتى ... نعم عرفتها يوما ما ... الحمد لله على كل حال ... مازال هناك بعضهم فى حياتى لكن للأسف أفضلهم على الاطلاق ذهبوا أو ذهبت أنا وافترقنا اقتباس:
أولا احب ابديلك اعجابى بقوة وصفك وسلاسة كلماتك ... ربنا يباركلك ويديم عليكِ موهبتك يارب نأتى لمشكلتك ... ما الذى غير صديقتك ؟؟؟ هل اكتشفت فجأة انكما لستما متشابهتان !!! هل وجدت من شغلها عنكِ .. هل هى غاضبة منكِ مثلا ؟؟!!! صراحة لست أعلم ... ولا اعتقد أن أحدا بإمكانه أن يعلم سواكما ... انت حاولى ان تجلسى مع نفسك لو قليلا ... حللى ما مر بكما مؤخرا ... هل هناك ماأدى غلى هذا التباعد وتلك الجفوة ؟؟ حاولى أن تصلى للسبب ... أم أنه فعلا أمر غريب لا تجدى له تفسيرا !!! فإن لم يكن هناك تفسير من وجهة نظرك ، فأعتقد أن حقها عليكِ كصدديقة أن تذهبى إليها وتتحدثى معها ... فضفضى لها بكل ما يؤرقك ... ربما تكتشفين أن مايشغل بالك مجرد أوهام لا أصل لها ... ربما تكون فى مشكلة ولا تريد أن تشغل أحدا بهمها ... ربما تكون فقط مشغولة بأمر ما فى حياتها هو ما أبعدها قليلا ... صارحيها واطلبى منها مصارحتك ... وبناءً على ما ستقوله لكِ ، ستعرفى أنتِ إلى اين أنت متجهة .... لكن اعطيها الفرصة أولا ... اعذرينى على الاطالة حبيبتى .. بانتظار ردك |
رد: علي حافة النسيان
تسلمي أختي علي تشجيعك الرائع ...
ربنا يخليكي وما يحرمنا منك أبدا ♥ ♥ |
رد: علي حافة النسيان
لا أدري حقاَ ما الذي جعلها تتغير .. لقد كنا متفاهمتين تماما .. صحيح أننا طباعنا تتختلف ولكننا أعتدنا أن نتقبل عيوب بعضنا البعض .. فمالذي حل بها .. هل إكتشفت فجأة أننا لا نتناسب مع بعضنا البعض .. وإذا كانت لا تريدني في حياتها فقد كان يمكنها أن تخبرني بالأمر بكل هدوء وكنت سأتفهم هذا تماما .. فأنا لا أحب أن أفرض نفسي علي أحد .. صحيح أنني كنت سأحزن لقرارها ولكنني كنت سأتقبل هذا بمرور الوقت ...
إن الأمر قد إنتهي .. أنا أدرك هذا .. وحتي لو أنهينا خالفتنا فلن نعود كما كنا أبدا .. يكفيني فقط أن أنظر في عينيها كي أدرك هذا .. إن العينان نافذة الروح .. يمكنني أن أنظر في عينيها كي أعلم ما تفكر به .. فقد كنا يوما كروح واحدة إنقسمت في جسدين ... لن أضغط علي كبريائي وأذهب لأحادثها .. فقد بدأت أشعر أنها شخص غريب وأنا لا أطمئن كثيراَ في الحديث مع الغرباء .. وكم يؤلمني هذا الشعور .. ولكنها من إختارت هذا منذ البداية .ز أليس كذلك ؟؟!! |
رد: علي حافة النسيان
آآآآآآآآآه منها تلك الكبرياء القاتلة !!! وما أدراك أنها لا تشعر مثلك تماما ؟؟
وما أدراك أنها لا تفكر ايضا انك انت من تغير ... وأيضا كبريائها تمنعها أن تأتى لتسألك السبب !!!! إلى متى ستقف الكبرياء بينك وبين معرفة الحقيقة ... هى ليست غريبة عنك صدقينى !!! لكنها ستصبح غريبة فعلا لأنك أنت من وصمها بتلك الصفة بدون وجه حق ربما ... إن كانت هناك خلافات بينكما فهل هى وحدها المخطئة ؟؟!!! مازلت عند رأيى ... عليكِ أن تتخذى الخطوة لتجلسى معها جلسة مصارحة ... وبعدها لكل حادث حديث تقبلى مرورى |
| الساعة الآن 05:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية