منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   33 - برج الرياح – أليزابيث هنتر – روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t191425.html)

Rehana 25-11-13 03:12 PM

رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
 
" أنها تسأل اذا كنت تودين أطعامه...".
سعدت تشاريتي وقالت:
" هل يمكنني ذلك حقا؟ أنه صغير جدا , أليس كذلك؟".
" كل الأطفال المولودين حديثا يبدون هكذا . أن عمره الآن لا يتعدى سبعة أسابيع".
" لاأعرف كيف كانت فيث ترتاح لتركه".
" كان الأجدر بها أن تبقى معه, أن النساء العصبيات يسببن الأزعاج لغيرهن".
قالت تشاريتي محتجة:
" لم يكن هذا قولا طيبا منك".
" لو كانت زوجتي لعرفت كيف أتعامل معها, لن تهرب من بيتي بهذا الشكل مهما كانت تصرفاتي , كان يجب عليها البقاء مع أبن نيكوس , لا أن تهرب وتسبب لنفسها الشقاء".
" أكيد أن نيكوس فعل شيئا لا تطيقه!".
" كان زوجها , ولها طفل وكان يجب أن يكفيها ذلك".
" أن معظم النساء الأنكليزيات يشعرن أن لهن حقوقا مثل أزواجهن , ربما نيكوس أساء معاملتها لدرجة أن صبرها نفذ".
" يجب على المرء أن يكون اما رجلا أو أمرأة".
يبدو أنه لم يكن هناك رد على ذلك, وهكذا شغلت تشاريتي نفسهابأطعام الطفل , وهي منبهرة بالطريقة التي التهم بها حلمة الزجاجة وأخذ يرضع الحليب منها, راقبها لوكوس لفترة , ولكن يبدو أن المنظر لم يرق له لأنه ألقى بنفسه على المقعد وأخذ يدق الطاولة بأصابعه, لاحظت تشاريتي بشيء من المتعة أن يديه نادرا ما تظلان ساكنتين , فهو يستخدمها عندما يتحدث ليؤكد على نقطة ما , أو حتى للتعبير عن أشياء بدون اللجوء الى الكلام أطلاقا.
وعندما يكون صامتا فهو يلعب دائما في أشياء تقع بين يديه, لا عجب اذا أن اليونانيين كانوا نحاتين قبل أن يكونوا شيئا آخر, كان الطفل قد أنتهى من رضاعة نصف الزجاجة عندما سمع نهيق الحمار معلنا وصول زائر, ونظر لوكوس عبر النافذة اتجاه الباب , لكنه لم يحاول النهوض لأستقبال الزائر.
منتديات ليلاس
نادى أفيجينيا وأومأ لها برأسه اتجاه الباب , تعثرت المرأة اليونانية وهي تسير عبر الغرفة لتفتح الباب الذي تدفقت منه رياح باردة , وصاحت مرحبة باليونانية ... ورد عليها باليونانية , صوت أنثوي رقيق , وسمعت أصوات وقع الأقدام مسرعة على الدرج الحجري , حولت تشاريتي نظرها عن ألكسندر , وهي تتساءل ترى من تكون هذه المرأة المجهولة, دخلت المرأة مندفعة الى الغرفة وتوقفت عند المدخل لتتبادل معهما النظرات , كانت ذات ملامح أغريقية أصيلة, وبنية قوية مع بعض الثقل عند كتفيها وصدرها , وعندما وقع بصرها على تشاريتي بدا عليها الأرتباك بوضوح , وقالت فجأة بالأنكليزية:
" أنت شقيقة فيث؟".
أنطلق ألكسندر بالصراخ بشكل حاد , عندما توقف الحليب في الزجاجة عن الوصول الى فمه , وكان كفيلا بأعادة تشاريتي الى الأهتمام به , ابتسمت له وأخذت تربت عليه لتهدأ من ثورته , قال لوكوس من خلال الهدوء الذي ساد الغرفة:
" أقدَم الآنسة تشاريتي , الآنسة أدرياني فوزاس وحدة من أشهر ممثلاتنا , وكانت ستظهر في مسرحية نيكوس".
قالت أدرياني وهي تبدو عابسة:
" لقد استأجر لي غرفة في القرية".
ونظرت الى لوكوس نظرة سريعة من بين أهدابها وأضافت:
" لم يكن لوكوس موافقا , وسأعود الى أثينا لأرضائه, ولكنه رجل يصعب أرضاؤه, صدقيني!".
وافقت تشاريتي على كلامها , وراقبتها بأنبهار , وهي تعبر الغرفة وتلف ذراعيها حول رقبة لوكوس في حركة مسرحية قائلة له بأستعطاف:
" قل أنك مسرور لرؤيتي".
" لماذا تمكثين هنا؟".
" ظننت أنه ربما يقوم شخص آخر باستكمال المسرحيات , ولكن أحدا لن يفعل , كل شيء يبدو مختلا بدون نيكوس".
مال لوكوس الى الأمام ولمسها برقة فوق خدها قائلا:
" وأكثر أختلالا ... بالنسبة الى ألكسندروس".
" أن له خالته".
" وأنت كل شيء لك وفي أنتظارك في أثينا".
قالها وهو يبتسم....

جنى وكرمه 25-11-13 05:03 PM

رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
 
مبروك اخت ريحانه الروايه رواياتك كلها متميزه وجميله واشكرك جدا على اغلفة الروايات فكره رائعه بتخلينى اتخيل الابطال بترسمي الاحداث كأنى بشاهد فيلم مش روايه :0041:

Rehana 27-11-13 05:43 PM

رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
 
جنى شكرا لكلامك الرقيق
وانا بحب دائما اضيف اغلفة الروايات الاصلية كل ماتوفرت عندي
نورت الرواية بردك

Rehana 27-11-13 05:45 PM

رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
 
4- أنت لا تحبني

حاولت تشاريتي تجنب نظراتها , وهي تعجب من شعورها بالغضب, ربما كانت علاقتهما تسمح لهما بهذه التصرفات أو كانت العائلتان متعارفتين منذ أعوام, بالأضافة الى أن أردياني كانت تعمل لصالح نيكوس , وأن ما يحدث ليس له علاقة بلوكوس , ولكن ما الذي ينتظرها في أثينا؟ شقة جديدة؟ وبدأ ألكسندر يحتج, ملوحا بقبضة صغيرة في الهواء عندما بذلت خالته ما في وسعها لتنظيف فمه بمنديل , راقبتها أردياني وعلقت قائلة:
" يبدو أنك تعرفين جيدا ما تفعلين!".
وافقتها تشاريتي:
" الى حد ما, كان لي أصدقاء لهم أطفال صغار , ولكن لم يكن لي تجربة شخصية معهم".
ابتسمت أردياني في خبث وتحولت الى لوكوس قائلة:
" مما يؤسف له أن أفيجينيا لن تذهب الى أثينا , ماذا ستفعل بالطفل؟ أن والدتك لن تسعد بوجوده في كيفيسيا".
" هناك دائما أليكترا".
قالها بجفاء, ردت ضاحكة:
" آه , نعم , أليكترا , لقد نسيتها , يا للمسكين ألكسندروس , آمل ألا تخنقه بحبها".

Rehana 27-11-13 05:48 PM

رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
 
قطب لوكوس جبينه وقال مؤنبا الفتاة اليونانية:
" أنت تخيفين تشاريتي عندما تتحدثين بهذه الطريقة , أنها تريد أن تأخذ ألكسندروس لنفسها".
" ألكسندروس فقط؟".
" ليس هذا من شأنك , تشاريتي , اذا لم تنتهي من أرضاع الطفل , دعي أفيجينيا تقوم بذلك , علينا الأسراع اذا أردت رؤية المتحف وأنا لا أرغب في تسليم الطفل الى والداي في وقت متأخر".
أخذ الطفل منها بيدين قويتين وذهب بنفسه الى غرفة النوم وأعاده الى مهده وتابعته أردياني بتهجم:
" أعتقد أنكما ذهبتما هذا الصباح لمشاهدة دلفي؟ لو علمت بعودتكما الى هناك مرة أخرى لما أتيت , أشعر بالتعاسة لرؤية هذا المسرح الرائع, وأنا أعلم بعدم تمثيلي هناك أبدا, كان لدينا خطط رائعة, نيكوس وأنا, أنه عبقري بطريقته الخاصة , برغم أن أختك لم تقتنع أبدا , أو تقدر ما يحاول القيام به, كانت تريد منه أن يعود الى أثينا".
تجولت تشاريتي بنظراتها في أنحاء الغرفة وقالت:
" أنني لا أستغرب ذلك".
" هل تعنين الأثاث؟ هذا ليس مهما لم يكن عليها المجيء الى أراخوفا".
ظهر لوكوس خارجا من غرفة النوم , وقال شيئا باليونانية لأردياني جعلها تلوذ بالصمت , ثم قال لوكوس بالأنكليزية :
" ما دام نيكوس قد أتى الى أراخوفا فمن الطبيعي أن تحضر معه فيث, كانت أمرأة بيته وزوجته يا أردياني!".
ثم دار بينهم حديث عن فيث شعرت منه تشاريتي بمدى كراهيتها لأراخوفا , ثم خرج الجميع.
أطارت الرياح العنيفة تنورة تشاريتي لتصطدم بشدة بساقيها بينما كانت تمر عبر الحارة المنحدرة , لاحظت أن أردياني تمسك بذراع لوكوس بقوة, لم تعتد تشاريتي التعلق بذراع أحد, وشعرت بالغباء لأن الأمر لم يكن سوى أحساسها بالحسد الأنثوي عندما شاهدت أقتراب رأسيهما, وعينا أدرياني لا تفارقان وجه لوكوس , ما هذا التفكير الصبياني! أنهما أصدقاء منذ زمن بعيد, في حين أنها دخيلة ووجودها غير مقبول, أذا ماذا يهمها ماذا يفعلان؟.
عندما وصلوا الى السيارة أبدى لوكوس حرارة وودا اتجاهها , الأمر الذي زادها كرها له , وقال لنفسها: ليحتفظ بسحره لأردياني.
وصل جميعهم الى دلفي . وكانت في نظر تشاريتي بلدة رائعة الجمال, نظر لوكوس نظرة ذات معنى الى ساعته وقال لتشاريتي:
" أمامك نصف ساعة فقط . لا يمكننا الأنتظار أكثر من ذلك".
وتساءلت: هل سيأتي لوكوس معها أم سيظل في السيارة مع أردياني , ولكنه نزل من السيارة ناصبا قامته القوية ذات البشرة الذهبية.
" هل تريدين أن آتي معك؟".
هزت رأسها بسرعة موافقة , بالفعل كانت تريده معها , وقالت وهما يقتربان من مدخل المتحف معا:
" هل يمكنك ذلك؟".
" كنت سآتي في أي حال, لأنني أتعجَلك في أول زيارة لك , ولكنك ستعودين الى زيارته مرة أخرى".
" نعم, فسأقوم بزيارة ألكسندروس كلما تمكنت من ذلك".
" لا أعتقد أن هذا آخر عهدنا برؤيتك".


الساعة الآن 06:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية