منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   33 - برج الرياح – أليزابيث هنتر – روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t191425.html)

Rehana 02-12-13 05:55 PM

رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
 
ضحك كولين وقال:
" أن هذ اليس بالأهمية التي تخيلينها , أن هذا النوع من الحب لا يدوم طويلا, سترين كيف سنستقر معا ونكون سعداء , ليس هناك أفضل من الحصول على المال , وسنحصل عليه اذا ما تركت الأمر لي".
أفزعتها هذه النظرة المكشوفة للحياة, لدرجة أنها لم تفكر في سؤاله من أين سيأتي هذا المال , وبدأت تحس بالندم لمغادرتها غرفتها للبحث عنه, وعندما قيل لها أنها مطلوبة على التلفون , أحست براحة أخافتها , هل ترغب بالتأكيد في أن تتخلص من كولين الى هذا الحد؟
ومما زاد الأمر سوءا أنها سمعت صوت لوكوس على الطرف اآخر من التلفون , أحست بقلبها يكاد يخرج من صدرها , وأنه لو كان موجودا أمامها في تلك اللحظة , لما أستطاعت أن تمنع نفسها من الأرتماء بين ذراعيه , قالت وهي تحاول أخفاء حالة اليأس التي تشعر بها:
" لقد أتصلت بك تلفونيا لأشكرك على أستضافتك لنا في عيد الميلاد , وردَت عليَ أليكترا".
" أعلم ذلك فقد أبلغتني , لأنني كنت خارج أثينا خلال الأيام القليلة الماضية , وأنا الآن تحت تصرفك لتشاهدي المدينة , ألا تحبين ذلك؟".
" نعم".
" نعم فقط؟".
" ماذا تريد أن أقول؟".
" يمكنك أن تقولي أنك أفتقدتني , وأنك تتطلعين لرؤيتي".
منتديات ليلاس
كان ذلك أقرب شيء للحقيقة, والتزمت الصمت لا تقوى على التنفس , وهي تأمل أن يكون ذلك تشجيعا كافيا له للأستمرار في الحديث, وقد فعل:
" سأمر لمقابلتك عند برج الرياح, أحضري معك كلب الحراسة".
" لا أدري اذا كان كولين يرغب في المجيء أم لا".
ردَ لوكوس بثقة غير متوقعة :
" سيأتي".
" لا أدري".
" قولي له أنك تخشين وجودك معي بمفردك , أن ذلك لن يقلق ضميرك لأنها الحقيقة".
لم تحب تشاريتي أن تقول له أنها أبلغت كولين بالفعل شيئا يشبه ذلك.
" كيف- كيف لك أن تعرف؟".
ضحك وقال:
"سأقول لك اليوم".
لحسن الحظ أن كولين كان راغبا في الخروج معها , وكانت سعيدة لأنهما وصلا الى برج الرياح قبله , أنَ رؤية البرج أعادت لها ذكريات جارفة عن المرة الأولى التي رأت فيها لوكوس في بادىء الأمر .
" لقد أوقفت السيارة عند قمة الدرج, أسرعي يا تشاريتي بالصعود , أنَ الجو بارد هنا ومعطفك ليس ثقيلا بدرجة كافية , سأنتظر أنا كولين".
أسرعت تشاريتي بصعود الدرج , وهي لا تنظر خلفها حتى لا ترى كيف سيحيي كولين لوكوس, ولا تريد أن تحس بالخجل منه مرة أخرى , دخلت تشاريتي الى الجزء الخلفي من السيارة وهي تلهث, تاركة المقعد الأمامي لكولين , كانت تريد أن تجد الفرصة لتعقد مقارنة بين الرجلين بدون أن يعلما بذلك, رغم علمها أنه لا فائدة من تلك المقارنة , لأنها تعلم بالفعل أن كل حيوية ورجولة كولين لا شيء في ظلَ الجاذبية الهائلة للوكاس.

Rehana 02-12-13 05:55 PM

رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
 
دخل الرجلان الى المقاعد الأمامية للسيارة بدون النظر اليها , كان كولين يضحك قليلا وهو يقول:
" هذا جميل منك يا سيد باباندريوس , لم تكن تشاريتي ترغب في مشاهدة الآثار , فهي لا تهتم كثيرا باليونان , ولكنها يجب أن ترى منها قدر ما تستطيع قبل العودة الى أنكلترا , ألا ترى ذلك؟".
" أن أمامها متسع من الوقت".
ضحك كولين مرة أخرى وقال:
" لا يمكنني الأستغناء عنها طويلا".
" لا يمكنك؟ ولكنها ستأتي كثيرا الى اليونان لترى ألكسندروس , لقد كنت أود التحدث معك في هذا الموضوع , بالطبع نفقات السفر مدفوعة كلما حضرت".
" هذا جميل منك , ولكن لا أظن أن هناك ضرورة لذلك, أذا لم تسمح لها بأن تأخذ الطفل, وأعتقد أنه يجب الأنتهاء من هذا الأمر برمته لصالحنا جميعا , أن تشاريتي يصيبها الأنزعاج بسهولة".
" أذا فعلينا ألا نسبب لها أنزعاجا بقدر الأمكان , سنناقش الأمر في وقت آخر".
فزعت تشتريتي , لو أنها تستطيع فقط أن تثق في كولين , لما أهتمت بأن تترك له هذا الأمر, ولكنها لم تكن واثقة من أنه يريد ألكسندر, أو أي شيء متعلق به , قالت من الخلف:
" أريد أن أكون موجودة عند مناقشة الموضوع".
قال لوكوس بهدوء:
" لا أظن ذلك".
" ولم لا؟".
ابتسم لها في مرآة السيارة وقال بمنتهى الهدوء:
" كولين سيتحدث بالنيابة عنك في عدم وجودك, سنكون أكثر حرية في مناقشة الأمر, يجب أن تدركي ذلك يا تشاريتي, اذ كيف يتسنى لكولين أن يقول ما يريده , خاصة اذا علم أنك تريدين شيئا مختلفا , وعندئذ تظنين أنه غير مخلص لك؟".
" ولكنه يريد ما أريد".
" اذا فليس هناك ما يدعوك للقلق".
لا فائدة من الجدال معه , والتفتت الى كولين, ولكن الكلمات ماتت على شفتيها عندما رأت تعبير المرح على وجهه , قالت له في عصبية:
" هل ستوافق على أستبعادي من مناقشة الأمر؟".
" أذا كانت هذه هي الطريقة اليونانية لقضاء الأمور فلا أرى داعيا للأعتراض , أنك لا تجعلين الأمور تسير في يسر أمامي يا تشاريتي, كل شيء سيكون على ما يرام".
كانت تشاريتي تلاحظ نظرات لوكوس الجانبية الساخرة الى كل منهما, لم تكن تعرف ما الذي يجعله واثقا من أن الأمور ستسير على هواه , أنها تعرف أنهما سيفعلان في نهاية الأمر كل ما يريده لوكوس, وكان الأجدر بها أن تكون غاضبة من هذا اليوناني, ولكنها لم تكن كذلك , لقد شعرت بالغضب نحو كولين الذي بدا معتدَا بنفسه وواثقا منها.
ألقت عيناها بعيني لوكوس في مرآة السيارة , كانت تعرف أنه يقرأ أفكارها , وتأكد لها ذلك عندما قال:
" اذا قررت أمرأة الأرتباط برجل ما, يجب عليها أن تثق في أنه سيرعى مصالحها ويحميها , لذا فأننا في اليونان , نبحث الأمر جيدا قبل أن نسمح للرجل بالزواج من أمرأة في عائلتنا".

Rehana 02-12-13 05:56 PM

رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
 
قالت بثبات:
" في أنكلترا نختار أزواجنا بأنفسنا".
" أنني لا أقرُ ذلك , فالمرأة لا يمكن أن ترى الرجل على حقيقته كما يراه رجل آخر".
" ربما لا ترغب هي في ذلك!".
" هكذا؟ يبدو لي هذا نوعا باردا من الحب , أن أمرأتي يجب أن تهب نفسها لي تماما , لا أن تتعامل معي بمثل هذا الفتور , ما هو المستقبل اذا بدون ثقة؟".
" واذا كان الرجل غير جدير بهذه الثقة؟".
"من الأفضل أكتشاف ذلك قبل الألتزام بأي شيء, أعتقد أن كولين يتفق معي في هذا الرأي".
وشعر كولين أنه لا بد أن يقول شيئا:
" أننا نعرف بعضنا بطريقة أفضا في أنكلترا , فأنا أعرف تشاريتي منذ أعوام".
" نعم قلت لي ذلك من قبل, وأن والدها وافق على خطبتها لك, من الأفضل لها أن تعرف أن هناك من يحميها".
احمر وجه كولين لشعوره بالذنب, نظرت اليه تشاريتي وهي تتساءل كم من الأدعاءات نسبها لنفسه وقال عنها للوكوس, هذا جانب جديد مشين تعرفه عنه.
منتديات ليلاس
بعد أن قام لوكوس بسرد أحدى الأساطير اليونانية حول أحد الهياكل, رأت كولين يبتعد متوجها الى أحد المطاعم, كم ودَت لو أنها صحبته بدلا من تركها وحيدة مع لوكوس , دار بينهما حديث تطرَق الى أردياني , ووجدت نفسها تقول له:
" ماذا عن فتاتك أردياني؟".
" فتاتي؟ أن أردياني ليست فتاتي, لا تصدقي ما يثار من أشاعات".
" أنت تعرف تماما ما أعني".
دخلا الى الهياكل وراحا يتفحصان بعض الكتابات على جدرانه , أقترب منها حتى شعرت بأنفاسه على خدها , حاولت الأبتعاد , ولكنه أمسك برسغها في يده وجذبها اليه:
" ما الذي قلته بشأن أردياني؟".
" لا شيء".
ضغط بشدة على رسغها وقال:
" اذا كنت ترغبين في معرفة شيء عني , ما كان عليك الا سؤالي أنا وليس خالتي".
" لم أسأل أليكترا".
" ولكنها قالت لك شيئا , ماذا قالت؟".
" لن أخبرك, لا يعنيني في شيء ما تمثله لك . هذا شيء لا يهمني على الأطلاق".
" حقا, لا أظن أن أليكترا قالت لك أنني كنت في نافبليون خلال الأيام القليلة وأن أردياني كانت معي؟".
هزَت تشاريتي رأسها نفيا , وأحست بشيء يثقل قلبها وودَت لو أنه لم يخبرها أين كان.
" كلا, لم تخبرني".
" أننا ندين لعائلة أردياني بشيء ما, ولكن ذلك لا يجعل منها فتاتي, أرجو أن يكون ذلك مفهوما".

Rehana 02-12-13 05:57 PM

رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
 
أن تشاريتي تفهم ذلك جيدا , ألم تخبرها أليكترا أنه لن يتزوج أردياني مطلقا؟.
ما الذي يدعوه للزواج منها , لقد حصل بالفعل على كل شيء يريده منها, جذبت ذراعها منه بشدَة وأسرعت الى الناحية الأخرى من الهيكل قال بلهجة آمرة :
" تعالي هنا يا تشاريتي "
ترددت , نظرت اليه بعصبية , وقد أربكها بريق عينيه.
" لماذا؟".
" تعالي هنا يا تشاريتي وستعرفين".
كان صوته ضاحكا, مشت اليه ببطء وقالت:
" لوكوس؟ أنا أعرف أنك لا تحب كولين , ولكنك قلت أنك لن تلمسني".
قال مذكرا أياها:
"فقط عندما تكونين وحيدة , وليس هناك من يحميك, ولكن بوجود كولين الآن...".
" لقد ذهب الى الكافيتيريا".
" وتركك لي, تماما كما كنت أتوقع منه".
بعد ذلك, كان عليها أن تتذكر أنها لم تأت بحركة لتمنعه من أحتوائها بين ذراعيه, لمسها عند كتفيها وذاب الذعر في داخلها وتحوَل الى سعادة.
أغمضت عينيها وتركت نفسها لعناقه بشغف وجذبها هو بشدَة, وعندما تركها كانت على وشك السقوط لولا أنه وضع يده تحت مرفقها .
" هل ستخبرين كولين؟".
" ما الذي يدعوني لذلك؟ هذا لا يعني شيئا".
جذبها اليه مرة أخرى وعانقها , ليس برقة كما كان يفعل من قبل, بل كأنه يريد أن يثبت لها من منهما السيد ومن المسود , أحسَت بضلوعها على وشك أن تتكسر.
" أرجوك يا لوكوس, أنك تؤلمني ".
" لا شيء؟ ألم يعن ذلك شيئا؟".
هزَت رأسها وهي تمسح دموعها بظهر يدها.
" لماذا أجرح كولين بأخباره؟".
وضع يده تحت ذقنها ليجبرها على النظر اليه.
" كان يجب عليه أن يرعاك بطلاقة أفضل مما فعل, ماذا تفيدين من رجل كهذا؟".
" أنه طيَب , ويعاملني كأنسانة , لا كشيء لا يصلح الا للعناق".
" وهل هذا فقط هو ما يرضيك؟".
كانت نبرة الأحتقار تملأ صوته , أبتعدت عنه مسرعة نحو الكافيتيريا وكولين , وأتاح له طول ساقيه أن يلحق بها.
" دعني وشأني , ما الذي يعنيك مما أفعل؟".
" أنك تريدين ألكسندروس".
توقفت تماما :
" نعم, أريد ألكسندر , متى ستتخذ قرارا بشأنه؟ أن والديك أكبر من أن يقوما على تربية طفل, مهما كانت رغبتك في أن يشُب يونانيا".
" هذا صحيح, ولكن هل تعتقدين أنه من الأفضل له أن يكون مع كولين؟ أنه في رأيي لا يصلح أن يكون عاشقا , فهو يسمح لك بمغازلة رجال آخرين , بل لا يمانع أن تكوني هدفا لقبلاتهم".
أسرعت أنفاسها لفرط شعورها بخيبة الأمل لأن كولين لم يبق معها في الهيكل , قالت صارخة:
"أن ما أفعله من شأني وحدي".

Rehana 02-12-13 05:57 PM

رد: 33 - برج الرياح – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
 
رفع حاجبه في دهشة وقال متهكما:
" أذا من المناسب لك أن تختاري كولين , لأنك لن تتجرأي على التفوه بمثل هذا الكلام لي".
جذبت عينيها بعيدا عن بريق عينيه , أولته ظهرها وتوجهت الى الكافيتيريا تبحث عن كولين, لم يحاول أن ينظر اليها وهي تجلس الى جانبه وتصب لنفسها فنجانا من الشاي, سألته:
" لماذا تركتني مع لوكوس؟".
" أعتقدت أن ذلك لن يضايقك , وأنك قد تستمتعين بحديثه أكثر من أستمتاعك بصحبتي".
" حسنا , أنني لا أستمتع , أنا لا أحبه على الأطلاق , كولين أرجوك تحدَث اليه عن ألكسندر بأسرع ما يمكنك حتى نعود الى أنكلترا , فأنا لا أريد أن أبقى هنا لحظة أخرى".
هز كتفيه:
" هذا يناسبني".
استمر في تناول قطعة الكعك التي كانت في يده, في نفس الوقت الذي دخل فيه لوكوس متوجها نحوهما , لكزته تشاريتي برجلها من أسفل المنضدة وهمست:
" حاول أن ترتَب معه موعدا الآن , والا فلن نتمكن من ذلك أبدا".
حوَل وجهه ناحية لوكوس وقال:
" هل يمكنني الحضور لرؤيتك غدا ياسيد باباندريوس ؟ تشاريتي تريد قرارا نهائيا بصورة أو بأخرى , وأنني أتفق معها, لا يمكن لنا الأنتظار هكذا الى الأبد".
أخذ لوكوس ينتقل بنظراته من أحدهما الى الآخر وقال:
"حسنا, سوف أراك غدا في الساعة العاشرة والنصف في مكتبي , هل يناسبك ذلك؟".
بدا كولين فجأة سعيدا بنفسه:
" هذا مناسب تماما".
غمز بعينيه لتشاريتي وقال:
" ماذا ستفعلين أنت يا حبيبتي ".
" لا أعرف , أعتقد أنني سأذهب الى دافني لأرى الدير هناك".
قال لوكوس :
" أستقلي تاكسي , هناك باصات ولكَن المحطة بعيدة عن الفندق , وربما يناسبك بعد ذلك أن تتناولي الغداء في شقتي لتري الطفل".
قال كولين مقطبا:
" قد تحب تشاريتي ذلك, ولكنني لا أظن أنني سأفعل , فلديَ أشياء أخرة يجب قضاؤها".
تعجَبت تشاريتي في ضيق , أيَة أشياء ؟ كل ما تمنته هو ألا يضيف هذا لوكوس الى مساوئه , أنها ترى بوضوح أنه لا يحب كولين ولا يعتقد أنه رجل مناسب ليعيش الطفل معه , كانت متأكدة أنه لن يسمح لهما بأخذ ألكسندر , وماذا ستفعل حينئذ ؟ لا يمكنها أن تتزوج كولين هكذا بدون مقابل, في الواقع , بدأت تعتقد أنها لا يمكن أن تتزوج كولين مهما كان قرار لوكوس.


الساعة الآن 04:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية