منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   قصة رائعة قلعة ماليبو (https://www.liilas.com/vb3/t191025.html)

الاميرة الاسيرة 07-11-13 10:25 AM

قصة رائعة قلعة ماليبو
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3812109091.jpg


تحياتي الى كافة أعضاء ليلاس الكرام انا اول مرة اشترك فى القسم ده اتمنى اكون ضيفة خفيفة عليكم
حبيت انزلكم هذه الرواية وبصراحة الرواية رائعة جداااااااااا ولقد استمتعت بقرائتها وبتمنى انكم تستمتعو بقرآئتها

بعد قرآئتي لقصص الكاتب ارومى وجدت انه كاتب مبدع ما شاء الله عليه مش بس الرواية دى مذهلة .... كل الروايات الي كتبها رائعة جدا


طبعا الرواية منقولة....

لنبدأ .... بسم الله .....

في زمن مختلف عن زمننا هذا ، بعيد كل البعد ،، ربما ينتمي للمستقبل ، ولكنه في المستقبل يجسد الماضي عندما يحين وقته ، وهو بالتأكيد .. الحاضر لشخصياته ، حدثت قصة عجيبة وسأحكيها لكم بنفسي ...


قلـــــــعة ماليبــــو



في إحدى الأيام جلس أبو سامي يرشف قهوته ويقرأ الصحف الصباحية كالعادة عندما دخلت زوجته وهي تبتسم وجلست إلى جواره ثم التقطت صحيفة أخرى وهي تقول:
- ماذا عن أخبار اليوم؟
ابتسم أبو سامي ووضع الجريدة إلى جانبه ثم قال بعد رشفة أخرى من كوب القهوة:
- كما هو العالم يتسارع بقدر تلك الشعرات البيضاء التي تتسارع في غزو شعري ..
ضحكت أم سامي وقالت مازحة :
- وشعري ، ولكن الأصباغ لم تعد تترك شعر أي امرأة منا علي حاله!
تبادل أبو سامي تلك الضحكة مع زوجته ، وبعد برهة من الصمت قال :
- أنت تعلمين يا أم سامي أننا لا نملك في هذه الحياة أغلى من سامي و سارة ،، والحمد لله خطب سامي فتاة مؤدبة وجميلة يصعب الحصول على مثلها في هذا الزمن ..
ابتسمت أم سامي وتابع الأب كلامه :
- في الحقيقة لقد حضر بالأمس شاب كفؤ وطلب يد ابنتي سارة ..
رفعت الأم حاجبيها بفرحة وقالت بفضول:
- من هو يا عامر؟ ... أخبرني بالله عليك!
ابتسم الأب وقال متفائلا:
- لا تعرفينه ، لكنه شاب محترم وثري ومستعد لفعل أي شيء من أجل الحصول على فتاة محترمة وجميلة ..
نظرت أم سامي متفحصة وجه زوجها المستبشر ثم قالت بخفوت:
- لكن يا عامر ... هل أنت متأكد من أخلاقه .. هل تعرفه منذ زمن؟
- أعرف والده ، كان صديقي المخلص في الجيش أيام الشباب ولكن الحرب فرقت بيننا ،و ... ومات والده منذ زمن ...
تسائلت أم سامي بقلق :
- أتعني أن والده متوفٍ منذ مدة طويلة؟
- لقد فقد عائلته كلها ،، إنه وحيد ... لكنه يعيش في قصر ولديه خدم ومساعدين وأصدقاء .. وهو في حاجة ماسة إلى شريكة مخلصة لحياته ...
أومأت الأم بالإيجاب وهي تستمع إلى كلام زوجها عنه ..
ذلك القادم الجديد الذي يطلب يد ابنتها الوحيدة ... والمدعو " كمال " ...

***********************************

أسندت سارة ظهرها على كرسي مكتبها بعد أن أنهت قراءة أحد الكتب ..
كانت سارة فتاة جميلة جدا ، لديها شعر بني طويل وبشرة بيضاء وعينان بنيتان فاتحتان ، شعرت سارة بخطوات وهي تدلف إلى غرفتها فالتفتت مبتسمة لتواجه والدتها بتلك الابتسامة الجميلة ...
دخلت أم سامي وجلست أمام ابنتها على السرير وقالت باسمة :
- ألم تسمعي آخر الأخبار؟
- ماذا يا أمي ؟؟
ابتسمت الأم ونظرت لابنتها الشابة نظرة لها مغزى ثم قالت :
- هناك شاب رائع تقدم لخطبتك ..
لم يظهر أي تعبير على وجه سارة وقالت وهي تغلق كتابها :
- أتمنى أن يكون كذلك بالفعل !
تعجبت الأم من تصرف ابنتها وقالت باستغراب:
- ما بك؟ كأنك مصابه برهاب الزواج .. كلما سمعت أي خبر عن شخص تزوج أو خطب يظهر السأم على وجهك ... هل هناك أية مشكلة؟
صمتت سارة لبرهة قبل أن تجيب بشرود :
- إنه الحلم يا أمي!
هزت الأم رأسها بيأس وقالت وهي تربت على كتف ابنتها:
- لقد كان الخوف من الأحلام يراودك وأنت صغيرة ،، لقد أصبحت الآن آنسة
... لا أريد للشاب الذي تقدم ليطلب يدك أن يظن أنك غريبة الأطوار ... مفهوم؟
- لكن..
- لكن ماذا .. حبا بالله أجيبي على سؤالي ... هل هناك أي حلم مكرر من أحلامك العجيبة الغريبة تحقق يوما ما؟

نظرت سارة نحو والدتها بشرود ولم تجب ...
ابتسمت أمها مجددا لتزيح جو الكآبة عن كاهل ابنتها ثم قالت:
- ليس لدينا أغلى منك في هذه الدنيا ... نريد أن نفرح بك انا وأبوك!
ظلت سارة غارقة في ذلك الصمت وهي تتذكر مأساتها النفسية ، وقفت والدتها واتجهت نحو باب الغرفة راحلة ولكن صوت سارة قاطعها وهي تقول:
- لكن ، أمي ... أنتم لن تخبروه أنني كنت أتعالج نفسيا ، أليس كذلك؟؟
التفتت الأم وهي تنظر بخوف نحو ابنتها وقالت محاولة إخفاء عصبيتها :
- كان هذا في الماضي يا ابنتي ... أنت الآن بخير...
خرجت أم سامي وهي تحاول إخفاء قلقها بشأن كلام ابنتها سارة ، في المساء جلست إلى جوار زوجها وقصت له ما دار بينها وبين سارة في ظهر ذلك اليوم ... لم تخف قلقها عنه أبدا ، وكان أبو سامي يستمع بهدوء وقال برقة بعد أن أنهت زوجته حديثها:
- لا تخافي يا نور .. سارة فتاة ذكية وستتأقلم على الوضع الجديد ... لكن أخشى أنه لن يعجبها ..
تعجبت الأم وسألت:
- ولماذا؟
صمت الأب للحظة وتنهد قبل أن يجيب :
- الشاب رائع فعلا، إنه يأسرني بابتسامته وبحديثه وأخلاقه .. ولكن .. لقد ... فقد إحدى عينيه في شجار قديم ..
شهقت الأم بخفوت وقالت منفعلة :
- هل تعني انه أعور؟ وكنت تريد تزويجه لابنتنا!!
نظر الأب عامر نحو زوجته باستياء وقال:
- وما المشكلة، تلك العين المفقودة لا تؤثر على جوهره ولا على مظهره! إنه أنيق وثري وأخلاقه عالية .. لما تشهقين هكذا!
شعرت الأم باستياء كبير وكان هذا واضح جدا فقال الأب:
- انتظري غدا ، سوف يأتي ليطلبها رسميا مني ومن أخوها ويجلسان معا لبعض الوقت لقد دعوته على الغداء .... أظن انك سوف تحبينه يا نور!
عدل الأب من وضع نومه ثم وضع رأسه على الوسادة وقال بود:
- تصبحين على خير ..
- تصبح على خير ..

لم تستطع أم سامي النوم ذلك اليوم، كانت تفكر بقلق ... لم تنسى يوما أن ابنتها كانت تعالج نفسيا بسبب تلك الأحلام والهلاوس التي تسيطر عليها ، كان الجميع يعرف بذلك ولذلك فقد تعدت سن
العشرين ولم يتقدم أحد لخطبتها سوى
( أمين) زميلها بالجامعة .. ولكنه تراجع عن الزواج بسبب ملاحظته لشخصية سارة الغريبة وصراحتها الزائدة في تذكر الماضي أمامه ..
تنهدت الأم بألم والقلق يعتصر كبدها على ابنتها الوحيدة ...
ابنتها البريئة جدا ... الغريبة الأطوار ، ولهذا فإن عليها الموافقة على ذلك الشاب الكريم أيا كان مظهره لأنه الأمل الوحيد لابنتها قبل ان يفوتها قطار الزواج ..

لم تستطع النوم تلك الليلة ...

الاميرة الاسيرة 07-11-13 10:29 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البـارت نمبر 2 ^^

--------------------------------------------------------

جاء موعد ( كمال) في اليوم التالي ..
سارة تجلس على مكتبها وتكتب كالعادة، دخلت عليها والدتها وقالت مبتسمة:
- حبيبتي، يجب ان تتجهزي .. فالشاب الذي سيخطبك قادم بعد قليل ...
التفتت سارة نحو والدتها وقالت:
- أنظري إلي، أنا هكذا دائما .. كيف أتجهز؟
- أريدك أن ترتدي الثوب الوردي، وأن تتركي شعرك منسدلا .. هيا ..
قالت سارة بعند:
- لا يا أمي ... لن أقابله ...
خرجت الأم وتركت سارة بمفردها ثم توجهت نحو غرفة أخيها الذي كان يقرأ كتابا فقالت الأم مازحة:
- ما هذه العائلة العبقرية .. كلمة دخلت على شخص رأيته يقرأ أو يكتب!!


ابتسم سامي ابتسامة جميلة وقال وهو ينزل رجليه من فوق الطاولة احتراما لوالدته:
- تفضلي يا أمي ... أجلسي بجانبي هنا ..
جلست الأم بجوار ولدها وقالت ببعض القلق:
- سامي، أريدك أن تذهب لسارة ، وتخبرها ان لا تتكلم عن نفسها بصراحة زائدة مثلما فعلت مع أمين هيا ... أرجوك يا بني ، إنها لا تستمع لي مثلما تستمع لك!
نظر سامي بقلق وقال :
- سأحاول .. ولكن ..
- هيا يا بني ...
وقف ثم وضع كتابه على الطاولة وخرج متجها إلى غرفة أخته ... عندما وصل إليها كان هناك صوت جرس الباب الذي يدعوه لمقابلة كمال ..
نظرت سارة نحو شقيقها الذي قال بسرعة:
- أرجو ان لا تفتحي فمك أمامه!
وتوجه لفتح الباب ،، رأى والده وكمال معا، وتفاجأ سامي للحظة عندما نظر لوجه كمال الذي يضع عصابة دائرية على عينه اليسرى كالقراصنة ولكن ..
للحظات فقط أزالت ابتسامة كمال ذلك الاستغراب وبدا شابا واثقا من نفسه ، وقد نال إعجاب سامي منذ اللحظة الأولى ..
كان كمال شابا وسيما ، لديه صوت عميق ولديه شعر ناعم أسود يسدل قليل منه قرب عينه المصابة ليخفي تلك العصابة التي تغطي عينه ، عندما دخلت أم سامي ، كانت تتوقع رؤية شخص تشفق عليه ولكنها رأت أمامها إنسانا رائعا يستحق موافقتها عن جدارة ..
حان دور سارة .. خرجت والدتها لتحضرها ،، دخلت إلى غرفتها فراتها جالسة على مكتبها فقالت الأم:
- وكأن الأمر لا يعنيك .. هيا تعالي معي ..
التفتت سارة نحو أمها والدموع تملأ عينيها وقالت بانفعال:
- أمي .... لا أريد ان أتزوج .. وإذا أرغمتموني على ذلك ... فسوف ... فسوف ..
اقتربت الأم وقالت بسرعة:
- اخفضي صوتك !! والدك لن يحتمل صدمة قلبية أخرى بسببك !
صمتت سارة وهي تلتقط أنفاسها من البكاء وعادت تقول وهي تهز رأسها بعصبية:
- لقد حلمت بذلك الحلم ... وأنتم لن ترغموني !
وضعت الأم يدها على رأسها الذي أصابه الصداع وحاولت أن تقول بهدوء اكبر:
- حبيبتي، أنت ستقابلينه الآن حتى لا تحرجي والدك وأخوك ، وبعد أن يرحل اصرخي وارفضي كما تشائين، هذا من حقك .... لا يمكن لأحد أن يرغمك على الزواج!

ثم مسحت الأم دموع ابنتها التي استسلمت أخيرا وأمسكت بيدها ثم اتجهتا معا نحو غرفة الجلوس ..
دخلت سارة وجلست إلى جوار والدها بدون ان تقول شيئا، لم تنظر حتى إلى كمال وظهر التوتر على وجه والدتها ولكنها حاولت إخفاؤه فقال كمال بمبادرة لطيفة :
- كيف حالك يا سارة؟؟
لم ترفع سارة عينيها نحوه وظلت صامته وآثار الدموع في عينيها .. فعاد كمال يقول بلطف:
- هل هناك شيء أغضبك؟ أخبريني ...
كان الجميع يراقب بصمت ولم يستطع أحدهم تحريك الجو المشحون، ولكن كمال كان ودودا جدا ويجيد التعامل مع الآخرين فعاد يقول بخفوت:
- هل تفاجأت أنني بعين واحدة ..؟؟
رفعت سارة عينيها ونظرت نحو وجه كمال ببطء فظهرت ملامح الاستياء على وجهها لكنها لم تقل شيئا وحدقت بالعصابة التي تغلف عينه اليسرى لفترة حتى قال كمال:
- هل أنا مفزع إلى هذه الدرجة؟؟
وقفت سارة بطء وقالت بهدوء:
- أنا ،أعرفك ..أنت ..
نظر الجميع باستغراب نحو سارة وشعرت الأم بقلق شديد فقال كمال بترقب:
- ماذا؟
- أنت .. ماليبو؟

ضحك كمال مستغربا وهو ينظر إلى سامي الذي ضحك أيضا، فقال الأب مخاطبا ابنته بانفعال:
- ما الأمر يا سارة؟؟ هيا أجلسي وتكلمي كآنسة ..
نظرت سارة نحو والدها ثم خرجت من الغرفة مسرعة وهي تقول بحزن:
- أنا آسفة ..
ركضت سارة نحو غرفتها وقد تشنجت يداها وألقت بنفسها على السرير ،، في المقابل اعتذرت الأم ولحقت بابنتها إلى الغرفة ..
وقفت الأم إلى جوار السرير وقالت بغضب:
- أنت لن تتزوجي في حياتك!
لم تستدر سارة لرؤية والدتها و عادت الأم إلى الضيوف ، كان الأب يحاول تغيير الموضوع حتى لا يشعر كمال بالإحراج ..
دخلت الأم وقالت بالقليل من التوتر مع ابتسامة :
- انا آسفة لتصرف سارة ولكنها ...
قاطعها كمال قائلا بلطف والابتسامة لم تغادر وجهه:
- إنها فتاة رائعة حقا، لا داعي للاعتذار .. فهي تبدو ... متعبة ..

تنفس الجميع الصعداء عقب كلمة كمال الأخيرة فقال الأب:
- إذن سنذهب لتناول الغداء فقد دعوتكم في مطعم رائع!
ابتسم سامي وقال:
- نعم يا أمي .. أم أن سارة لن تأتي معنا ؟؟
هزت الأم رأسها موافقة وقالت:
- سنتجهز حالا ..


خرجت الأم عائدة إلى ابنتها التي كانت تجلس على الأريكة في غرفتها وهي تتكلم مع نفسها وتبكي ... شاهدتها أمها في تلك الحالة التي يرثى لها فاقتربت ومسحت على شعرها ثم قالت:
- أبنتي .. حبيبتي .. هل تعتقدين أننا سنفعل شيئا يضر بك؟؟
أومأت سارة بالرفض وقالت:
- انا آسفة لأني خذلتكم ... لقد ظننته ماليبو فعلا .. إنه يشبهه .. إنه هو تقريبا ! أنا آسفة!!
ابتسمت الأم وقالت:
- هل تعلمين ماذا قال عنك عندما خرجت؟
لم تجب سارة ونظرت لأمها بهدوء فتابعت الأم :
- قال أنك فتاة رائعة ولكنك تبدين مرهقة ..
- حقا؟
- نعم ، هيا قفي الآن وبدلي ملابسك، لأن والدك دعانا جميعا إلى المطعم ..
تساءلت سارة وهي تمسح دموعها :
- وهل سيأتي معنا .. ماليبو؟؟
- يدعى كمال .. كمال يا سارة ...
- حسنا .. كمال هل سيأتي مـعـ ..
- نعم .. تصرفي بنبل لمرة في حياتك ...
- حاضر ..
قامت سارة بتجهيز نفسها كما أمرتها والدتها ، وكان الرجال بانتظارهن في الخارج ...
عندما وصلوا جميعا إلى المطعم كان كرسي سارة قريبا من كرسي كمال ، تعمد الجميع فعل ذلك لأنها كانت آخر الجالسين ...
تبادلوا في المطعم أحاديث عادية، ظلت سارة صامتة طوال الوقت لم تشترك في أية حوارات بينما كان كمال ينظر إليها بين الفينة والفينة ..
قالت الأم مخاطبة كمال:
- وأنت يا كمال، علمت انك تعمل بالتجارة .. لكنك لم تخبرني عن شهادتك؟؟
ابتسم كمال وألقى نظرة خاطفة على سارة ثم قال:
- أنا طبيب ..
دهشت الأم وابتسمت فقال سامي :
- وماهو تخصصك؟
ابتسم كمال مجددا ثم قال وهو يتبادل نظرة مع أبو سامي :
- الأمراض النفسية ..
اندهش الجميع بينما نظرت سارة نحوه بحدة وتكلمت لأول مرة:
- طبيب نفسي؟ أنت ماليبو حتما!!
نظرت الأم نحو ابنتها بيأس بينما قال الأب:
- سارة! هذا يكفي ..
نظر كمال نحو الأب وقال باسما :
- لا بأس، دعها تقل ما تريد ..
ظلت سارة صامتة وهي تحدق في الملعقة فعاد كمال يتساءل برفق:
- سارة .. أخبريني من هو ... ماليبو؟
رفعت سارة رأسها ونظرت لوالديها بتردد ثم نظرت نحو كمال وقالت بهدوء:
- إنه شاب يزعجني .. وقد فقد إحدى عينيه في الحرب العالمية ..
وضعت والدة سارة يدها على رأسها مستاءة لما تقوله ابنتها ولكن كمال تساءل بدون ان تفارق الابتسامة شفتيه:
- الحرب العالمية الأولى .. أم الثانية؟؟
ابتسمت سارة ثم قالت:
- لا اعلم بالتحديد ..
- لكن .. ألا تجدين أنه لم يعد شابا؟
- ماذا تقصد ..
صمت كمال للحظة وقال:
- لقد .. انتهت الحرب العالمية منذ عشرات الأعوام .. كيف له أن يظل شابا كل تلك الفترة ..؟؟


صمتت سارة للحظة ثم عادت تقول بهدوء:
- نعم، لكنه ليس حقيقيا .. إنه شبح!

سقطت الشوكة من يد كمال على الأرض فابتسم بارتباك ثم انحنى ليحضرها ، في تلك الثانية نظر الكل نحو سارة بانفعال وغضب واستياء شديد ...
بدأ الأب يغير دفة الحديث،، وانتهى ذلك اليوم حيث ودعوا كمال الذي عاد إلى منزله ، ثم رجعوا إلى منزلهم أيضا...

عندما وصلوا إلى المنزل، نزل سيل من التوبيخ واللوم على رأس سارة من والديها وشقيقها ، لكن والدتها كانت الأكثر انفعالا وغضبا بينهم ووبختها بشدة وأمرتها بأن لا تخرج من غرفتها حتى تسمح لها بذلك ..

***************************

في اليوم التالي استيقظ الجميع والتفوا حول سفرة الإفطار وقال سامي باستغراب قبل ان يجلس:
- أين سارة؟
جلس أبو سامي على السفرة ولم يتكلم بينما قالت أم سامي وهي تضع الخبز على السفرة:
- ستأتي حالا، إنها مستاءة قليلا لأني وبختها بالأمس ...
أردف أبو سامي مازحا:
- وبختها وبلا رحمة !!
ابتسم سامي ابتسامة خفيفة وقال وهو يجلس:
- سأذهب اليوم لزيارة " فرح"،، هل ستوافق سارة إن طلبت منها المجيء معي؟؟
في تلك اللحظة كانت سارة تقترب من السفرة وجلست وبدا عليها كأنها لم تسمع أخيها ، ولكن سامي كرر السؤال مجددا فنظرت سارة وقالت بهدوء:
- تريدني ان أذهب معك إلى خطيبتك ؟؟ هذا غريب ..
قال سامي:
- ولماذا هو غريب؟
- لم تأخذني من قبل معك وقد زرتها بمفردك كثيرا ..
ابتسم سامي وتبادل نظرة مع والده ثم قال:
- اعرف ... ولكني وددت لو تخرجين قليلا ..
قالت سارة وهي تتناول فطورها:
- لقد خرجت بالأمس ومللت من الشوارع والمطاعم ..

صمت سامي وبدأ بتناول فطوره،، وبعد انتهاء الفطور دخل إلى غرفة شقيقته بعد أن طرق برقه على بابها ونظر بلطف فرآها تجلس على سريرها بصمت فابتسم وقال:
- هيا .. ما بك،، ألن تخرجي معي ؟؟ هنا شخص يتحرق شوقا لرؤيتك ..
نظرت سارة باندهاش نحو شقيقها وتمتمت:
- من؟؟
ابتسم سامي وقال :
- كمال ..

تابعت سارة كلامها بنفس نبرة الاندهاش:
- كمال! .. يريد رؤيتي مجددا؟؟
جلس سامي على السرير إلى جوار أخته وقال بخفوت:
- إنه معجب بك جدا .. ومتمسك بك أيضا على الرغم من الفزع الذي شعر به من حديثك ..

-----------------------------------------------------------------------------------------
لم تقل سارة شيئا فقال سامي:
- سأنتظرك إذا حتى تتجهزي!
خرج بهدوء وأغلق الباب خلفه بينما جلست سارة تفكر والحيرة لا تفارق نظرة عينيها ..
لم تمر دقائق حتى خرجت سارة من غرفتها وهي ترتدي ملابس أنيقة فابتسم شقيقها الوسيم ومد يده فأمسكت بها وخرجا سويا ..
عندما اقتربا من الجسر رأت سارة كمال يقف وينظر إلى البحر الأزرق ونادى سامي بلطف:
- هيييه كمال!!
نظر كمال وابتسم ابتسامة جميلة وهو ينظر إلى سارة التي تسير خلف شقيقها بخجل وتوتر واضحين،، صافح سامي كمال وتبادلا الابتسامات ثم نظر كمال إلى سارة التي توارت خلف شقيقها وقال مبتسما:
- ما بك يا سارة؟؟ هل انت خائفة مني؟
أخرجت سارة رأسها من فوق كتف أخيها ونظرت إلى كمال ولم تقل شيئا ولكن سامي ابتعد قليلا ثم قال وهو يمشي بعيدا:
- سأشتري شيئا من هناك وأعود في الحال..
نادت سارة:
- سامي!
صاح سامي وهو يعبر الشارع المليء بالسيارات المارة :
- سأعود حالا..
تمتمت سارة بفزع وهي تراقب شقيقها :
- السيارة .. السيارة .. الحمراء ... التـ ..

كان كمال ينظر لسارة الخائفة بتفحص وهو يحاول تفسير ما تشعر به،، وفجأة ،، سمع كمال صوت مكابح سيارة فنظر إلى الشارع ليرى سيارة حمراء تنزلق على الشارع وتوقفت في اللحظة الأخيرة قبل أن تصطدم بسامي بينما ركضت سارة نحو سامي بهستيريا دون أن تنظر إلى السيارات التي توقفت فجأة فكادت تصطدم ببعضها ...

راقب كمال ذلك الحدث الغريب باندهاش وهو ينظر إلى السيارة الحمراء ..
السيارة الحمراء التي تكلمت عنها سارة حتى ... قبل أن تظهر في الشارع ..

لحق كمال بسارة و سامي وحاول اختراق دائرة البشر التي التفت حول سامي وسارة التي تبكي ،، أمسك كمال بسامي وسارت سارة خلفهما وابتعدوا قليلا ثم عاد الشارع مجددا إلى السير الطبيعي ،، كان سامي مفزوعا بعض الشيء وقال لكمال أن حياته كانت على المحك!!
مشت سارة خلفهما ،، بينما توقف كمال ونظر إلى سارة مستغربا ثم قال بصراحة:
- كيف عرفت أن هناك سيارة حمراء .. و .. كيف .. ؟؟
كانت الدموع ما تزال تملأ عينيي سارة البريئتين وأجابت بسرعة:
- لقد حلمت بذلك يوما ما .. لقد كان ماليبو هناك!

هز سامي رأسه بيأس وهو يعض شفته السفلى ،، بينما اقترب كمال من سارة وقال بصرامة :
- مازلت تظنين أنني ماليبو؟
قالت سارة بغضب:
- أنت تشبه ماليبو ..
- أين هو ذلك الوغد!!
ضحك سامي وقال ساخرا:
- أنتما مجنونين مثل بعضكما!!
نظرت سارة نحو شقيقها بصمت بينما قال كمال بابتسامة:
- ألا يعجبك هذا؟؟ نحن متشابهان إذن!
ابتسم سامي وقال:
- بلى،، يعجبني كثيرا ..

سار سامي وكمال وتبعتهم سارة بهدوء،، لم يتكلم أي منهم حتى اقتربوا من المنزل فقال كمال:
- سأذهب الآن ..
قال سامي مصرا:
- اكتفيت من ترهاتك ستدخل مكرها!!
- لا،، يكفيني اليوم رؤية سارة..
ثم نظر إليها نظرة لطيفة فشعرت سارة بالخجل وقالت:
- شكرا!
قبل أن يقول كمال شيئا،، ارتفع رنين هاتف سامي المحمول فقال:
- لحظة! سأجيب المكالمة ...
التفت كمال مواجها سارة وقال بخفوت:
- مهما كنت،، و.. وكيفما تشعرين .. أنت جميلة، ونبيلة .. وأنا ....
صبغ وجه سارة باللون الأحمر فتابع كمال بتردد:
- أنا ....
نظرت سارة إلى وجه كمال فشعرت بشعور غريب سيطر عليها وتابع كمال بتلكؤ:
- أنا معجب بك جدا ... وأتمنى أن توافقي على .. أن ...

توقف كمال عن الحديث ، ونظر إلى سارة نظرة عميقة ..
مرت اللحظة كأنها سنوات حتى انتبه كلاهما وأرخى كمال عينيه بينما نظرت سارة لشقيقها الذي كان يتحدث في هاتفه بعصبية ،، فقال كمال:
- لم هو غاضب هكذا؟
نظرت سارة مجددا إلى وجه كمال ولم تقل شيئا فعاد كمال ونظر إليها بود ..
لم تمر ثوان حتى أنهى سامي المكالمة وعاد يحاول إزالة الغضب من ملامحه ثم قال:
- أصدقاء غريبوا الأطوار حقا!!
تساءل كمال بلطف:
- ما الأمر؟ هدئ من غضبك قليلا ..
- لا تشغل بالك، إنها مشاكل عادية..

في هذه الأثناء ودع كمال الشقيقين ثم انصرف بهدوء، بينما عادا إلى المنزل،، عندما وصلت سارة إلى المنزل ذلك اليوم .. كانت مختلفة ...
لم تحبس نفسها في غرفتها كالعادة، خرجت وألقت نظرة على المطبخ فـ تفاجأت والدتها التي قالت بانشراح:
- مرحبا بالفتاة التي لا تعرف شيئا عن الطهي ولا الأعمال المنزلية!!
ابتسمت سارة وقالت وهي تنظر داخل وعاء الطهي:
- أريد ان أتعلم كل شيء ... لكي أصبح ...
توقفت سارة عن الكلام بينما ضحكت والدتها وقالت بسعادة:
- لكي تصبحي زوجة رائعة .. أليس كذلك؟
نظرت سارة إلى أمها بخجل ثم قالت ببعض التردد:
- أمي .. أشعر بشعور مختلف نحو .. ماليـبـ ... أ... كمال..
ابتسمت الأم سعيدة بينما تابعت سارة بعد نظرت نظرة أخرى لوجه والدتها:
- أشعر أنني أود رؤيته مجددا ... إنه يفهمني ..
احتضنت الأم ابنتها والفرحة تملؤها وقالت:
- أنا سعيدة جدا بذلك التفاهم ..
ثم افلتتها ونظرت لوجهها قائلة:
- كمال مناسب لك ..

صمتت سارة وهي تفكر ملياً وهمست تكلم نفسها :
- يفهمني لأنه يعرفني .. منذ .. زمن ..

الاميرة الاسيرة 07-11-13 10:32 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 3

***************************************

مضت أيام عديدة وسارة لم تسمع شيئا من أخبار كمال، سألت سامي ولكنه أجاب بأنه مختف منذ أيام ولم يتصل به حتى ...

شعرت سارة بقليل من القلق ولكنها سرعان ما حاولت تناسي الأمر وعادت إلى غرفتها منطوية كعادتها ،، تصفحت مذكرتها وأمسكت بقلمها وكتبت :
" اليوم،، هو اليوم التاسع .. حلمي يتحقق بحذافيره، وماليبو .. سيظهر غدا، وسيكون على ثقة أكبر بحبي له، سوف أستمر في ذلك حتى أضع حدا لهذا الحلم ، في الحقيقة .. أنا أتمنى أن أرى نهاية لأحلامي مهما كانت نتيجتها"
أغلقت سارة مذكرتها التي امتلأت بكل ما تراه وما تحلم به ..
في اليوم التالي ، استيقظت سارة مبكرا جدا،، فتحت مذكرتها وكتبت :
" اليوم سيأتي ماليبو،، سأخبر والدي أنني موافقة على الزواج منه،، سوف أذهب وأرى قلعته الكبيرة .. سأكتشف مخبئه السري وأعثر على مساعده "

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

تناول الجميع إفطارهم ووقفت سارة وقالت بابتسامة:
- أنا من سيحمل أطباق الفطور ..
ابتسم الجميع وتبادلوا النظرات بينما حملت سارة أطباق الفطور وتوجهت نحو المطبخ فقالت الأم:
- إن سارة تتحسن كثيرا ..
وقف سامي وتوجه للداخل وخاطب سارة قائلا :
- أين الرواية التي أخذتها مني بالأمس..؟؟
قالت سارة وهي تغسل الأطباق:
- ستجدها على مكتبي ..
توجه سامي من فوره نحو غرفة سارة وبحث على مكتبها ،، سقطت مذكرتها على الأرض وانفتحت على صفحة ما، من وسط المذكرة الكبيرة ..

نظر سامي بدافع الفضول فقرأ:
" من قال له أنني أحبه؟؟ أنا لا أحبه .. ليس لأنه فقد عينه اليسرى في الحرب العالمية، لا .. ولكن لأنه يكذب علي ويزعجني بتلك الأحجار التي يقذفها على زجاج نافذتي حتى أنظر إليه .. إنه مزعج .. ويقول لي أنه يمتلك قلعة في استراليا ولكنني لم أرها أبدا .. إنه لا يمتلك عائلة ولديه مساعد قوي جدا يدعى ( الحفار)، ولا أدري لماذا أطلق عليه هذا الاسم ولكن ... ربما لأنه قوي لدرجة أنه يستطيع الحفر حتى في الصخور... لا أعرف لماذا أصدقه؟ .... !!!!"

توقف سامي عن القراءة لبعض الوقت وهو يحدق بالمذكرة مذهولا ،، ثم تصفحها ليصل إلى الصفحات الأخيرة وقرأ:
" ظهر ماليبو ليوفي بوعده ويأخذني إلى قلعته .. لا أصدق أنني سأتزوج ذلك اللئيم ، ولكن لا بأس به فهو يحبني جدا ولن يؤذيني .. إن عالمه جميل جدا ويعجبني ... "

نظر سامي إلى الباب ليتأكد من أن سارة ليست قادمة وعاد وفتح الصفحة الأخيرة:
" إنه يحاول أن يخبرني أنه ( كمال) وليس ماليبو ، لكنني أعرف جيدا من يكون ... اليوم سيأتي ماليبو،، سأخبر والدي أنني موافقة على الزواج منه،، سوف أذهب وأرى قلعته الكبيرة .. سأكتشف مخبئه السري وأعثر على مساعده "

سمع سامي خطوات سارة متجهة إلى الغرفة ، فأغلق المذكرة بسرعة ووضعها على المكتب بارتباك ثم بدأ في البحث مجددا عن الرواية أسفل المكتب ..
فتحت سارة الباب وقالت مندهشة:
- لا أصدق أنك لم تعثر عليها .. انظر إنها أمامك ..
رفع سامي رأسه مرتبكا وقال:
- حـ .. حقا؟؟
نظرت سارة بشك نحوه ، ثم التقطت الرواية وأعطتها لشقيقها الذي أخذها وخرج بسرعة وهو يفكر في ذلك الكلام الذي قرأه في مذكرة سارة ... أهي مجرد هلاوس ...؟؟
وقفت سارة تنظر إلى مذكرتها التي وضعت مقلوبة وسقط القلم من داخلها ، علمت أن شقيقها عبث بالمذكرة، ربما قرأ شيئا ..
تركت غرفتها متوجهة إلى المطبخ وتجاهلت ما فعله سامي ...
بعد قليل من الوقت كان سامي يجلس في غرفته ويتذكر ما قرأه في المذكرة فسمع طرقا على باب غرفته فأجاب وهو يفيق من سهاده:
- نعم ؟؟ ادخل!

فتح والده الباب وقال بخفوت:
- لقد اتصل كمال ،، وهو قادم اليوم ليسمع ردها الأخير ..
اتسعت عينا سامي مندهشا ، وحدق في والده لبعض الوقت قبل أن يهتف بذهول :
- أبي ... إنها تعرف عنه كل شيء .. إنهما يعرفان بعضهما منذ فترة طويلة ...!!

نظر الأب باستغراب ثم اقترب من سامي وتحسس جبينه عله يهلوس بسبب مرض أصابه ثم قال مستغربا وفي صوته نبرة من السخرية:
- ماذا؟ أهي عدوى وتنتقل في هذا البيت؟ لم يبق سوى أنا وأمك ..
نزل سامي من فوق سريره وتكلم بانفعال وكأنه لم يسمع ما قاله أبوه للتو:
- لقد .. لقد قرأت مذكراتها القديمة .. إنها تصفه باسم ماليبو!
- ماليبو مجددا!!
- انتظر يا أبي ،، لقد كتبت أنه سوف يأتي اليوم ...... كيف تعرف؟؟
صمت الأب ونظر لابنه متعجبا .. ثم تدارك نفسه وقال بسرعة:
- بني .. هل فقدت صوابك ؟؟

صمت سامي مستسلما ونظر لوالده بثقة، بينما كان والده حائرا جدا، ولكنه نادى بأعلى صوته:
- سارة ...
سمعا صوت سارة:
- قادمة يا أبي ..
دخلت سارة وهي مستغربة من ذلك الاجتماع في غرفة أخيها .. وبلا مقدمات سألها والدها:
- سارة .. هل تعلمين أن كمال قادم اليوم؟
لم تتردد سارة وقالت بصراحة:
- أجل!
- كيف تعرفين ذلك بينما لا نعرفه؟
- لقد حلمت بذلك ...
- حلم؟؟
وقف الأب صامتا للحظات قبل أن يقول :
- حسنا ، انصرفي إذا أردت ..
نظرت سارة إلى سامي نظرة غاضبة وخرجت بسرعة فقال الأب مخاطبا سامي:
- إنها أحلامها القديمة ..
أمسك سامي ذراع والده الذي هم بالخروج وقال والانفعال واضحا في صوته:
- لكن! أبي أنا لن أوافق على هذا الزواج!!


نظر الأب نحوه باستغراب وقال:
- كنت تتمنى أن تتخلص من مشكلاتها وتتزوج .. ما الذي جرى لك؟ أنت تعرف أنها مريضة وأن كمال خير زوج لها لأنه الوحيد الذي يستطيــ ...
- أبي أرجوك! إنها تعرفه جيدا .. لقد تقابلا مرات ومرات وهو يحكي لها الكثير من الخرافات وأن لديه قلعة في استراليا و و و ....

صمت الأب مستمعا لكلام ولده وتابع سامي:
- سارة ليست مريضة، إنها تحلم بأحلام غريبة وحسب وهذا ليس مرضا ... ، إنها جميلة جدا وبريئة ومازالت في العشرين من عمرها ... ستجد غير كمال العديد من الشبان اللطفاء ليحبونها وسأبدأ بأخذها معي إلى الأماكن التي أزورها لكي تتخلص من انطوائها وأحلامها ..
قال الأب معارضا:
- ولكن .. كمـال ..
- أبي! أنت لا تعرف ذلك الغريب الأطوار! لقد جاء إليك وادعى أنه كمال ماجد ابن صديقك الذي توفي في الحرب ... هل أنت متأكد من كلامه؟؟ أجبني بالله عليك!
صمت الأب لدقائق ثم قال مستسلما:
- حسنا ... لقد فهمتك!

خرج الأب تاركا ابنه خلفه وهو يفكر بجدية، أما سارة التي سمعت كل الحوار الذي دار بينهما فقد ركضت بخفة عائدة إلى غرفتها ..
لم تكن حزينة ، لكنها كانت غاضبة لأن سامي قرأ مذكراتها بدون أخذ إذن منها ، فكرت ..
ثم فتحت مذكراتها وكتبت:
" قرأ سامي بعضا من مذكراتي،، سيأتي ماليبو اليوم، من الجيد أن والدي سيرفض، لكن من السيئ جدا أنني لن أرى قلعته ومساعده القوي .. هذا لا يهم .. كل ما يهمني الآن هو ما سيقوله أبي وأخي لماليبو .. سيخبرونه أنني فتاة لا تصلح للزواج .. وأنني متلكئة وأنني لم أوافق ....... والعديد من هذا الكلام الذي أعرفه ،، الغريب أنني حلمت أنني أزور قلعة ماليبو في استراليا ..
كيف؟ لا أعلم!"

الاميرة الاسيرة 07-11-13 10:35 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 4- - - - - - - - - - - - - - - - - -

وقف سامي ينظر لكمال الذي وقف عند باب بيتهم قبل ان يقول بابتسامة:
- تفضل ..
جلس كمال وقال يكلم الأب بابتسامة:
- آسف لأنني غبت فترة من الوقت فقد كنت مسافرا، وأظن أن هذا الوقت قد أعطاكم فرصة للتفكير في الأمر بجدية ...
سأل سامي بفضول :
- آه .. وإلى أين سافرت؟
- لقد سافرت إلى استراليا ..

تفاجأ سامي وبقي صامتا وتنحنح والد سامي قبل أن يقول بتردد:
- في الحقيقة يا كمال, أنت شاب رائع ... تستحق كل الخير، أنت تعلم أنني أحبك مثل سامي ، ولكن سارة فتاة غريبة قليلا وهي .. لا تعرف كيف تتصرف أو ماذا تقول .. إنها رافضة للزواج ..

صمت الأب للحظة ونظر إلى وجه كمال المترقب ثم تابع:
- صدقني أنت أفضل من سأضمن حياة ابنتي معه ... لكنها تحرجني دائما، لأنها .. هي لا تريد ...
صمت الأب مجددا فقال كمال بنبرة حزينة:
- فهمت .. تقصد أنها لا تريد الزواج بي ...
قال الأب بسرعة:
- لقد رفضت مبدأ الزواج عموما ... وليس أنت!

ظهر الحزن على وجه كمال الذي وقف وقال:
- حسنا إذن .. سأرحل!
ظل سامي صامتا بينما وقف الأب وأمسك بكتفي كمال وقال بإلحاح:
- لا يمكنك .. نحن لم نرك إلا دقائق .. أجلس أرجوك ولا تحرجني ..
جلس كمال وجلس الأب إلى جانبه بينما قال سامي:
- هل تعيش في استراليا؟
- آ .. أجل .. لا .. لقد ذهبت لزيارتها وحسب..
كانت سارة تنصت من خلف الباب إلى ما قاله والدها لكمال ،، لم تشعر بأي شيء وتركت الباب وعادت إلى غرفتها بينما دخلت والدتها لتقدم للضيف العصير والحلوى..

بعد أن رحل كمال سمعت سارة صوت والديها،، كان صوتهما مرتفعا وقالت الأم بعصبية:
- لا أصدق ما فعلته ... لقد رفضت أفضل شاب يمكنك مقابلته في حياتك!
- اسمعي يا نور ... سيأتي غيره!
- لن يفهموا ابنتك أبدا،، إنها معقدة يا عامر ..
- ابنتي ليست معقدة!
- لا أعرف لما تصرفتما مع الشاب بتلك الطريقة !!
تدخل سامي في الحوار قائلا:
- إنه غريب الأطوار!
قالت الأم بعصبية :
- إنهما مناسبان لبعضهما .. أنتم لم تأخذوا برأيها حتى!
- هذا لن يجدي نفعا!
- لقد كانت موافقة .. وهو .. كان معجبا بها!
- أمي أنت لا تعرفين شيئا ..

فتحت سارة باب غرفتها ونظرت للجميع بهدوء فتوقفوا عن الصراخ والغضب ونظروا إليها فقالت بنفس الهدوء:
- لم تتركوا لي تقرير أي شيء في حياتي، لم تسألوني عن أي شيء .. وتتهموني بالانطوائية والعزلة .. ! والآن لم تتركوا لي حتى التفكير في حياتي الشخصية ... مجرد التفكير! إذا أعجبكم وافقتم وأجبرتموني عليه .. وإذا لم يعجبكم أجبرتموني أيضا على رفضه! كنت أتساءل متى سيكون لي رأي يوما من الأيام؟

قالت ذلك وتوجهت مسرعة إلى غرفتها، بينما خيم الصمت عليهم وتبادلوا نظرات تحمل الحزن واللوم لما فعلوه دون استشارتها ..
شعرت بالحزن ودخلت إلى غرفتها وأغلقت خلفها بابها بالمفتاح ..
لم تمض بضعة أيام واستيقظت سارة في الليل على صوت ما .. كان الجميع يغط في النوم وفتحت عينيها ونظرت إلى نافذتها بخوف فرأت الأحجار الصغيرة تصطدم بزجاج النافذة الواحدة تلو الأخرى ..
تمتمت تحدث نفسها :
- ماليبو!

تطلعت إلى ساعة الحائط التي كانت تشير إلى الثالثة والنصف صباحا .. اقتربت بهدوء من النافذة ونظرت من الزجاج ولكنها لم تتمكن من الرؤية ولذلك قامت بفتح النافذة بهدوء ونظرت إلى الشارع ...

تأملت سارة جيدا فرأت كمال الذي أشار لها بأن تنزل إليه .. ظهر الغضب على وجهها وهزت رأسها نفيا فتوسل إليها ولكنها أغلقت نافذتها وعادت إلى سريرها متجاهلة كل شيء ..
سمعت أصوات الأحجار الصغيرة وهي تصطدم بنافذتها فسدت أذنيها حتى لا تسمع،، كانت تريد أن تفتح ولكنها تحلت بالإرادة القوية حتى توقف كمال عن إلقاء الأحجار ..
لم تستطع النوم طوال الليل .. فكرت فيه طويلا ، لم عاد إلى تلك العادة القديمة؟ لم ييئس أبدا ..

تذكرت إحدى عاداته في إلقاء أوراق جرائد من أسفل الباب وهي تحتوي رسالة ما من أجلها، فتحت سارة باب غرفتها بهدوء ونزلت الدرج ثم توجهت إلى باب المنزل و تفاجأت عندما رأت الصحيفة ملقاة من أسفل فتحة الباب الضيقة فأخذتها وهي تتمتم:
- تبا لك يا ماليبو!!

عادت مسرعة إلى غرفتها وتصفحت الجريدة حتى سقطت ورقة من داخلها .. ورقة شفافة ليس عليها حرف واحد .. وعليها بعض الخدوش البيضاء ..
التقطت سارة الورقة الشفافة ووضعتها على ورقة زرقاء كانت موجودة في درجها فظهرت الكتابة :

" إلى حبيبتي ... سارة ،،
اعترف لكي أنني ماليبو ، كنت أعلم أنك ستكتشفين ذلك، وأعلم لم رفضتني، لأنك تظنين أنني شبح .. لكن هذا غير صحيح .. أنا مجرد شاب أحببتك .. بجنون ، لقد حلمت بك دائما .. كنت سأتزوجك وكنا سنجعل معرفتنا الوطيدة ببعضنا سرنا الصغير ..
لقد أصبتك بالأرق والحيرة منذ سنوات .. كنا مراهقين ،، لكننا الآن أصبحنا أكثر نضجاً، أنا لست كمال ولست طبيبا نفسيا .. ولكنني أيضا لم أفقد عيني في الحرب العالمية .. لقد كنت أحاول لفت انتباهك فحسب .. سارة .. أرجوك لن استطيع العيش بدونك، سأسافر إلى استراليا نهائيا هذا الأسبوع، ولذلك فسوف أعود مساء غد لنهرب سويا ..

إذا رفضت فلن استطيع رؤيتك مجددا .. وإلى الأبد .. وسوف أدع " الحفار" يقتلني لأنني لن أعيش من بعدك، وإذا وافقت على ما أخبرتك به فسأراك غدا في التاسعة مساء عند محطة القطار قرب منزلكم ولا تحملي معك أي شيء لأنني سأحضر لك أي شيء تريدينه في العالم ....... مع حبي ..
ماليبو أليخاندرو رسالة 279 "

قرأت سارة رسالة ماليبو مرات ومرات ...
ولكنها لم تفكر كثيرا في الأمر فقد ألقت بالورقة الشفافة والورقة الزرقاء أيضا في سلة المهملات وتمتمت " لن أتقبل منك رسائل مجددا أيها الماليبو" ، وعادت إلى سريرها وقد قررت شيئا واحدا فقط ..

في اليوم التالي ساعدت سارة والدتها في أعمال المطبخ، كانت هناك دعوة مقدمة من أبيها لبعض الأصدقاء لحضور الغداء في منزلهم .. كانت العاملات يعملن بجد وكانت سارة تشرف على بعض ما يفعلنه ..

لم تقص شيئا لوالدتها فهي لا تخبرها في العادة .. أيضا لم تكتب عن ذلك في مذكراتها وقد انشغل جزء كبير من تفكيرها حتما بهذا الأمر ..
بدأ الجميع بالتوافد إلى ذلك الحفل وجلست النساء في مكان منفصل عن الرجال ورغم ذلك كانت سارة تشعر بالكثير من الحرج والتوتر .. كانت النساء معجبات بجمالها ورقتها وكن يسألنها عن اسمها ودراستها وكانت تجيب بخجل وهدوء ..
بعد وقت قصير نسيت سارة ربطة شعرها فرفعت فستانها الحريري وصعدت على الدرج نحو غرفتها تاركة ورائها والدتها والضيوف ..
ركضت نحو غرفتها وهي تنظر إلى حذائها فاصطدمت بشيء ما أشبه بالجدار ..
رفعت عينيها المذهولتين فرأت رجلا ملثما قويا ينتظرها على باب غرفتها، قبل أن تقوم بغمضة عين .. أمسكها بقوة ووضع منديلا مبللا بمخدر على أنفها بعد لحظات من المقاومة .. فقدت سارة وعيها تماما .
.

الاميرة الاسيرة 07-11-13 10:37 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
فتحت سارة عينيها .. كانت نظراتها مشوشة ولم تر حولها جيدا ولكن بعد دقائق استطاعت رؤية الغرفة التي تنام على سريرها .. شهقت بفزع وهي تتذكر ما حصل لها ..
خرجت بسرعة وسارت في أرجاء المنزل، كان منزلا صغيرا نوافذه مكسوة بورق لاصق أسود اللون والظلام يعم المكان،، نظرت إلى ساعة يدها التي أشارت إلى الثانية ..
الثانية؟؟

إنها لا تعرف أهي الثانية صباحا أم مساءا ..
حاولت فتح إحدى النوافذ ولكن ذلك كان مستحيلا .. ولذلك عادت إلى الغرفة مجددا وجلست على السرير وهي تجهل ما يحصل لها ..

نظرت تتأمل الغرفة فشاهدت حقيبتها ومذكراتها وكتبها ..
أقبلت مندهشة ووقفت تتأمل أشيائها وسمعت صوتا خلفها فالتفتت وأدركت أن الصوت قادم من خارج الغرفة ..
وقفت منتظرة حتى رأت ماليبو الذي دخل وهو يحمل في يده حقيبة صغيرة وتبعه ذلك الرجل القوي الملثم ..
تلاشى الخوف الذي كان يغلف قلب سارة وتحول إلى صدمة ، وعندما رآها ماليبو قال باسما:
- لقد أفاقت !!
قالت سارة باندهاش:
- ما هذا!! كـ .. كيف يمكنك أن ..
اقترب ماليبو ووضع يده على فم سارة ثم قال :
- أهدأي يا حلوة!
اتسعت عينا سارة وأبعدت يده بسرعة بينما تابع:
- لقد حجزنا نحن الثلاثة على طائرة اليوم المتوجهة إلى استراليا...
لم تعرف ماذا تقول ولكنها تمتمت ودموعها تملأ عينيها:
- لكنني لم أوافق على ذلك!
ثم جلست على الأرض وهي تبكي ... جلس ماليبو مقابلها ورفع وجهها وهو يقول فزعا:
- أنت تبكين؟ هل تكرهينني إلى هذا الحد ..؟؟
- أنا مكرهة على فعل ذلك .. أ .. أنا خائفة جدا..
- لماذا!!
- لأننا لسنا متزوجين .. وأنت تحاول خطفي بلباقة!
- سوف نتزوج عندما نصل إلى استراليا .. لقد أعددت لك حفلا ضخما..
وقفت سارة وقالت بعصبية:
- لا ..... إن والداي لا يعرفان ذلك .. وهذا لا يجوز أبدا ، سيموتان من القلق بينما سأهرب معك عنوة!

وقف ماليبو وبدأ الغضب يظهر على ملامحه ثم التفت نحو الشاب الملثم وقال:
- كابتر ... إذهاب وصوب بندقيتك على رأس (سامي) بدون أن يشعر .. إذا حاولت تلك الجميلة الهرب أو التصرف بشكل يلفت النظر سأعطيك إشارة ولا تتردد في قتله ..
لم تصدق سارة ما تسمعه وشهقت وهي تهز رأسها نفيا وقالت باندهاش:
- أنت تهددني !!
ابتسم ماليبو بخبث وقال وهو يشير بسبابته نحوها:
- وستنفذين كل ما آمرك به .. وهناك.. في استراليا .. لن يمكنك الهرب أبدا ..
ألقت سارة نظرة على " كابتر" وقالت:
- أرجوك لا تفعل أيها الشاب ..

لم يتحرك كابتر ونظر بطرف عينيه الزرقاوين القاسيتين نحو سارة بينما قال ماليبو ضاحكا:
- إنه لا ينفذ إلا أوامري ، وهو ... أفضل قناص يمكنك أن تحصلي عليه في العالم أناديه دائما " كاب" وهو محترف .. فقد جربته من قبل لم يخذلني قط!
صاحت سارة بغضب:
- أنت حقير!!
التفت ماليبو مجددا إلى القناص كابتر وقال:
- هيا اذهب ، والحق بنا فيما بعد ..
خرج القناص بعد أن ألقى نظرة أخرى على سارة، وقفت سارة وهي تشعر بيأس عجيب ... كانت تنظر إلى ماليبو بغضب وقالت وهو يضع الحقائب إلى جوار بعضها :
- لقد فاجأتني حقا ... لقد ... ظننت أنك أفضل شخص يمكنني أن أحبه، لكن من الجيد أنك ظهرت على حقيقتك قبل أن أقع في الحب لأول مرة في حياتي!!

التفت ماليبو نحوها والذهول يملأ عينه .. ثم تدارك نفسه وقال:
- أنت لن تحبينني أبدا .. لقد رفضتني وأنا أعرف لماذا!
قالت سارة بانفعال:
- لم أرفضك أيها الغبي .. لقد قرأ سامي مذكراتي و .. وعرف .. أنـك ..
وقف ماليبو منصتا بينما توقفت سارة عن الكلام للحظات، مسحت دموعها ثم سألت:
- ولماذا تظن أنني رفضتك!؟
تلكأ ماليبو للحظات قبل أن يقول:
- إنني بعين واحـدة ..!
نظرت سارة إلى العصابة التي تغطي عينه المصابة وابتسمت ساخرة قبل أن تقول:
- وهل تظن أنني سأكرهك من أجل شيء سخيف كهذا ... تلك العين المصابة .. لم تؤثر أبدا على قراري .. لكن نفسك الحقيرة هي التي اوحت لك بذلك!
- أنا لست حقيرا!
- بلى أنت كذلك ..
- اصمتي!

صمتت سارة بينما حاول ماليبو أن يهدأ ولكنه قال بعصبية أكبر:
- أنت تكذبين .. تريدينني ان أشعر بالذنب وأتركك تعودين إلى منزلك ولكن هذا لن يحصل أبدا!
قالت سارة بهدوء وقد استندت على الجدار:
- أنت الكاذب الوحيد ... أنت تدعي أنك تحبني .. وأثبتت لي أنك إنسان شريف! لـكنك .. لـ .. لقد قمت بعمل شنيع! ... لو كنت تحبني حقا، لما فعلت ذلك بي ...
اقترب ماليبو وأمسكها من ذراعها بعنف وقال بخفوت:
- وسأفعل بك أكثر من ذلك ...
شعرت سارة بالخوف وترك ماليبو الغرفة وخرج وهو يقول:
- وأرجو أن لا تنسي بندقية القناص الموجهة إلى رأس أخيك ..

جلست سارة على الأرض لوقت طويل لم تتحرك من مكانها،، حمل ماليبو الحقائب ووضعها في السيارة ثم عاد ووقف أمامها وقال ببرود:
- هيا بنا .. إنها الساعة الرابعة ستقلع طائرتنا في الخامسة والنصف لقد تأخرنا ..
نظرت سارة إليه بقرف واشمئزاز ... ولكنه تجاهل ذلك وسحبها من ذراعها فسحبت يدها بعنف ووقفت وهي تقول:
- دعني! سأسير خلفك..
- بل أمامي .. وأرجو أن لا تنسي ....
قاطعته بغيظ:
- الهراء الموجه إلى رأس أخي، أعرف!
قال مبتسما:
- أحسنت! هيا يا أميرتي ..
- أميرة! أم أسيرة !!

ركبت سارة وتوجها معا إلى المطار،، أنهيا كل شيء بهدوء وركبا الطائرة ..
قال ماليبو وهو ينظر في جواز سفرها:
- لقد وجد كاب تلك الأشياء بسهولة في حقيبة يدك .. ألا تتحلين ببعض المسؤولية؟ ماذا لو فقدت حقيبتك.. هل سيضيع كل شيء معها؟
- هذا ليس من شأنك!
ضحك ماليبو بصوت منخفض وقال وهو يلوح بجواز السفر خاصته:
- أليس لديك الفضول لتعرفي اسمي الحقيقي؟
كانت سارة تشعر بالحزن وهي تنظر إلى وطنها الذي تبتعد عنه شيئا فشيئا ولم تصغي لما يقوله ماليبو أبدا ونزلت دمعة من عينيها على خدها ..

قال ماليبو وهو يرى دموعها:
- لا بأس .. يمكنك البكاء،، لكن إذا بقيت هكذا لوقت طويل فيبدو أنني سأجعلك تبكين فعلا!
نظرت سارة نحوه شزرا .. فتابع مبتسما وهو يأكل بعض الحلوى:
- أتمنى أن تلتزمي بالهدوء حتى يصل كابتر إلى القلعة حتى لا أضطر لأعطاه أي أوامر ..
ثم مد قطعة شيكولا نحوها وقال بسماجة:
- تفضلي ..
تجاهلته سارة وعادت تنظر من نافذة الطائرة بينما استرخى ماليبو وابتلع قطعة الشيكولا ثم قال:
- كنت أعرف أنك لا ترغبين بالحلوى ..

بعد مرور ساعتين من الزمن .. غفا ماليبو ومالت رأسه على كتف سارة ، نظرت سارة إلى شعره الأسود ثم عادت ونظرت من زجاج النافذة وهي تفكر في خدعة ما، يجب أن تهرب منه قبل أن يحبسها في قلعته ويؤذيها يجب أن تفكر ...
لكن ،، ماذا عن ذلك الكابتر ؟؟ ذلك الشهم الذي يصوب بندقيته القناصة نحو أخيها ويراقبه أينما ذهب ؟!! هل ستستسلم له وتذعن بدون أدنى مقاومة!!
شعرت سارة باليأس الشديد .. ولكنها التقطت بهدوء من حقيبتها قلما وكتبت باللغة الانجليزية في ورقة وهي تراقب ماليبو الذي يغط في النوم:
(( أنقذوني، ذلك الشاب يهددني بقتل أخي إذا هربت منه ... أرجوكم ساعدوني بأي طريقة،، لديه قناص يصوب بندقيته نحو قلب أخي أينما ذهب وينتظر الإشارة، وأظنه يحمل محمولا ليتحدث به))
مرت المضيفة وهي تبتسم وقالت:
- ماذا تريدون من الطعام؟
فقالت سارة بخفوت:
- أرجوك أنه مرهق ويريد النوم .. شكرا لك ..

ثم مدت يدها بخفة وأعطت المضيفة الورقة وهي تنظر إليها في عينيها ...
فتحت المضيفة الورقة واتسعت عيناها مفزوعة وأسرعت بإخفائها ثم ألقت نظرة إلى سارة وعادت إلى سؤال الركاب الآخرين وكأن شيئا لم يكن ...
علمت سارة أن المضيفة ستفعل شيئا ما .... يجب ان تفعل تلك المضيفة أي شيء!!
رحلت المضيفة ومرت ساعة أخرى ..
استيقظ ماليبو ونظر حوله لثوان ثم نظر إلى وجه سارة المرتعب وقال:
- كم مضى من الوقت؟
أجابت بهدوء:
- لا أعلم!
قال بنبرة تهديد:
- حسنا سوف تعلمين كل شيء قريبا! يا .. حبيبتي!

بقيت سارة صامته حتى وطئت قدماهما الأ**** الاسترالية ، في المطار أخرج ماليبو جهازه المحمول المتطور جدا.. كان يتكلم بلغة غريبة وكان كلامه حادا وعصبيا، نظرت سارة يمنة ويسرة وهي تشعر بالعجز وتساءلت في نفسها ماذا يمكن للمضيفة أن تفعل ..
قبل أن يتم ماليبو كلامه كانت هناك رصاصة تخترق هاتفه المحمول وتحوله إلى ركام متناثر ببراعة قناص محترف .. نظر ماليبو بذهول حوله وظهر الاستياء على وجهه وهو يرى دائرة من جنود الأمن الاسترالي يطالبه بالاستسلام ..
رمق ماليبو سارة بنظرة حادة وهمس:
- لقد تصرفت بشكل سيء وهذا في غير مصلحتك ألبته ..

فتح ماليبو حقيبة يده وأخرج بطاقة وهو يقول:
- إنها مصابة بالانفصام .. وهي شقيقتي ..
نظرت سارة بذهول إليه ولكن اقترب أحد الضباط و أخذ ماليبو، حضر ضابط آخر واصطحب وسارة معه بينما تجمهر الناس حول المكان يتساءلون ..
في مركز شرطة كانبرا المحلي ، تفقد الضابط بطاقاتهم وهوياتهم ..

وتأكد أن سارة إليخاندرو هي شقيقة المدعو ماكسميليان أليخاندرو أسبانيان ويحملان الجنسية الأمريكية وجواز سفر أمريكي وأنهما يقدمان إلى استراليا للمرة الأولى ومتوجهان إلى مدينة برث ..
أخرج ماليبو شهادة مرضية تحمل اسم سارة وقال:
- انظر، إنها مصابة بانفصام وتتخيل أحيانا أنني لست شقيقها، إنها لا تدري عن تصرفاتها .. لقد تحملت ذلك كثيرا من أجل أن تشعر بالرضا وهي تضعني في مآزق شتى!!

توجه الضابط إلى الغرفة التي تقل سارة بينما كان يستجوبها الضابط المساعد الذي سألها باللغة الانجليزية:
- هل أنت من كتب تلك الورقة؟
أجابت سارة بخوف:
- أجل ..
- ما هو اسمك ..
- سارة عامر ..
- هل انت اسبانية؟
- لا .. أنا عربية ..
- حسنا .. هل السيد أليخاندرو شقيقك؟
- لا .. إنه لص وقد حاول تهديدي واختطافي!

الاميرة الاسيرة 07-11-13 10:39 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
وهنا تبداء القصة فعلا

البارت نمبر 5
--------------------------------------------------

نظر الضابط الذي استجوب ماليبو إليها بشك وقال:
- انظري إلى جواز سفرك .. إنه يثبت العكس .. وهو سليم تماما ،، وهناك شهادة مرضية تؤكد أنك مصابة بالشيزوفرينيا ..
سمعت سارة ذلك واعتلى الذهول ملامحها وهي تحدق بجواز السفر خاصتها وهزت رأسها نفيا وهي تقول غير مصدقة:
- مستحيل!!
عاد الضابط إلى سؤالها من جديد:
- هل تشعرين أحيانا أنك شخص آخر؟؟
ارتعد جسدها وسالت الدموع من عينيها وهي تقول:
- إنه يهددني بقتل أخي!
نظر الضباط إلى بعضهم باستغراب وقال الضابط الذي استجوب ماليبو:
- أنا لم أهددك بقتل شقيقك!
تابعت سارة بخوف وهي تبكي:
- هو .. ماليبو .. لا تدعوني أرحل معه إنه كاذب!
تبادل الضباط نظرة أخرى وعاد ذلك الضابط مجددا وتساءل:
- ومن هو ماليبو إذن؟
- الشخص الذي قام باختطافي ..
علا الاندهاش وجه الضابط الذي قال منهيا الأمر:
- آسف جدا .. ولكن شقيقك هنا وسيتصرف معك لا يمكننا فعل شيء بصدد إثباته!

-----------------------------------------------------

- - - - - - - - - - - - - - -

قال ماليبو وهو يجر سارة خلفه خارجين من مركز الشرطة بخفوت والغضب يعتلي ملامحه:
- يستحسن بك أن تخرسي وتنفذي أوامري لأن حياة سامي أصبحت على المحك!

صرخت سارة وهي تبكي:
- ماذا تريد مني .. لماذا أنا!!
أوقف ماليبو سيارة أجرة و تكلم مع السائق ، ولم تمض ثوان حتى دفعها داخل سيارة الأجرة وركب إلى جوارها ثم تكلم مع السائق مجددا وهو يحدد موقعه ..

أومأ السائق برأسه علامة الفهم وانطلق ..
نظرت سارة إلى ماليبو الذي نظر في عينيها وقال:
- كنت تظنين أنك ستفلتين بهذه الخدعة السينمائية السخيفة ؟

لم تتوقف دموع سارة التي قالت بخفوت:
- لم أكن أعلم أنك شرير إلى هذه الدرجة!
- أنا لست شريرا .. أنا أذكى مما توقعتِ فحسب .. وأنا مجرد شاب يحاول الحصول على حبه بالطريقة التي تعجبه ...
صمت لثوان ثم تابع مبتسما:
- و .... تعجبني طريقة الإكراه في الحصول على حبي الوحيد! ويبدو أنني سأتعامل بتلك الطريقة كثيرا!
سرت قشعريرة في جسد سارة وقالت مشمئزة:
- كيف! .. كيف فعلت ذلك .. أنت تثير اشمئزازي!!
أخرج ماليبو منديلا من جيبه ووضعه على يد سارة وهو يقول:
- أنت لم تعرفي بعد من هو أنا! أنني الشخص الأذكى والأوسع نفوذا الذي ستقابلينه في حياتك .. والذي ستعيشين معه حتما،، إلى الأبد! جففي دموعك إنها ليست رخيصة!
أدارت سارة وجهها بعيدا وهي تقول:
- تبا لك ولغرورك الذي سأحطمه بيدي!
ضحك ماليبو واقترب من سارة وهو يزيح خصلات شعرها ويقول:
- تعجبينني! لا أعرف لم أحبك هكذا!!

أبعدت سارة يده بعنف ولم تقل شيئا بينما توقفت سيارة الأجرة ونزل الاثنان أمام محلات تجارية ضخمة، رحلت سيارة الأجرة .. بعد دقائق توقفت سيارة سوداء فارهة ودفع ماليبو سارة داخل السيارة مجددا ثم ركب ..
كان هناك شخص بداخل السيارة ينتظرهم ..
نظرت سارة نحوه فوجدته شاب قوي لديه ملامح قاسية ،عين خضراء واليسرى مغطاة بعصابة مثلثة الشكل ، بشرة سمراء و شعر بني فاتح وقصير،، بعد أن تحركت السيارة تساءل الشاب القوي وقال:
- هل هي سارة؟
أجاب ماليبو مبتسما:
- أجل!

مد الشاب يده لمصافحة سارة ولكن سارة أدارت وجهها وهي تمسح دموعها فأعاد الشاب يده وقال ببرود:
- إنها مستاءة!!
قال ماليبو بمرح مخاطبا سارة:
- إنه "حفار" مساعدي الذي كنت أحكي لك عنه .. والذي كنت تتوقين إلى رؤيته ..

نظرت سارة نحو الشاب بسرعة وتمتمت:
- حفـّـار!
أجاب حفـّـار:
- أجل..
تمتمت سارة بحزن وهي تدير وجهها مجددا:
- لقد أخبرتني انه شاب نبيل!
- إنني كذلك!
عادت تنظر إلى حفار بغضب وهتفت بعصبية:
- لقد اختطفتماني عنوة .. ليس هناك أي نبل فيما فعلتماه .. وذلك الكاستر هناك يوجه مسدسه نحو قلب أخي!

ضحك ماليبو عندما سمع كلمة كاستر وقال وهو غارق في الضحك:
- يدعى كابتر! لكنني سأدعوه كاستر عندما يعود .. لقد أعـ .. أعجبني ذلك الاسم الجديد!!
تابع ماليبو الضحك بينما قال حفار بصوته الهادئ:
- لقد أمرت كابتر بالعودة، وشقيقك بخير .. هل أنت سعيدة الآن؟
ابتسمت سارة بسخرية وقالت:
- للأسف .. لا!

نظر حفـّـار إلى سارة الحزينة لبعض الوقت ثم قال مخاطبا ماليبو بخفوت:
- ماذا ستفعل الآن؟
نظر ماليبو إلى سارة وقال مبتسما:
- سنتزوج!
تطلعت سارة إلى ماليبو بحدة وقالت بعصبية:
- لكنني أكرهك! أنا لست موافقة على ذلك ..
توقفت السيارة الفارهة فجأة مما دفع ماليبو للقول:
- لقد وصلنا إذن يا حلوتي!
نزل ماليبو بينما طلب حفار من سارة النزول خلفه وتبعها،، عندما نزلت سارة شاهدت ذلك البناء الرهيب ..
إن القلعة هي شيء حقيقي فعلا!
وقفت تنظر مبهورة إلى التماثيل الحجرية لحيوانات مفترسة تقبع عند بوابة القلعة.. بينما تمتد الغابة الملتفة حول القلعة بمئات الأمتار ..
سار ماليبو ودخل القلعة عندما اجتمع حوله حراس القلعة ليوفروا له سبل الراحة بينما بقيت سارة تمشي ببطء وهي تنظر وخلفها .. الحفـّـار ..
هدأ المكان وتوقفت سارة ثم التفت تنظر إلى حفار وقالت بهدوء:
- أهو اسمك .. أم لقبك ..
ابتسم حفار وقال وهو ينظر إلى الأشجار البعيدة:
- لا يهم ذلك كثيرا ..
- كم هو عمرك؟ كان ماليبو يقول لي انك ولدت من قديم الأزل .. إنه يكذب أليس كذلك؟

ضحك حفار ضحكة قصيرة وقال:
- هذا غير صحيح أنا مجرد بشر .. لكن عمري غير مهم ..
اقترب حاجبي سارة وقالت :
- أنت مجهول الهوية إذن ولا تريد لأي شخص أن يعرفك على حقيقتك أليس كذلك؟
- لا.. ولكن علي إخفاء نفسي لبعض الوقت ..
توقفت سارة عن الكلام فقال حفار مجددا:
- تفضلي من هنا ..

سار حفار متقدما سارة بخطوتين فقالت سارة دون ان تتحرك:
- حفار .. هل أنت شاب نبيل حقا؟
نظر حفار وعلى وجهه تعبير متسائل .. فتابعت سارة والقلق يعتصرها:
- أرجوك ... أرجوك دعني اهرب، ماليبو سيسيء معاملتي .. وسيتزوجني عنوة .. أرجوك أنا أكره ذلك المكان ..
أخفض حفار رأسه ولم يقل شيئا ..
سادت لحظة صمت قصيرة، مرت وكأنها أيام، ورفع حفار رأسه وقال:
- لا يمكنني تركك تهربين .. أنا آسف .. إنه الملك هنا ..
ثم أقترب منها وأمسك بذراعها وسحبها إلى الداخل .. فقالت سارة وهي تسير معه:
- سوف يؤذيني .. أنت تعرف أنه سيفعل ذلك ولكنك لا تريد أن تخبرني..
توقف حفار ونظر إليها بذهول ..
دمعت عينا سارة وقالت:
- أرجوك لا تسلمني إليه ... أرجوك ..

ظل حفار صامتا وهو ينظر إلى سارة بهدوء ويمسك ذراعها ، فقطعت سارة حبل الصمت الطويل الذي ساد بينهما وقالت بعد أن سحبت ذراعها:
- ما بك ... لم أنت صامت هكذا؟؟
أجاب بهدوء:
- أريــــــد .. ولا أستطيع!

ثم امسك ذراعها بقوة وسحبها بسرعة ولكن سارة لم تستسلم فقالت وهي تركض:
- لماذا لا تستطيع ... هل أنت خائف منه؟ أنت قوي جدا .. يمكنك قتله في لحظة ..
لم يظهر على الحفـّـار انه تأثر بما تقوله سارة وتابع سيره السريع فصاحت سارة بألم:
- أنت تؤلمني ، أترك يدي ...
لم يعرها اهتماما ودلفا معا إلى القلعة، القلعة العظيمة .. عندما دخلا إلى ردهة الاستقبال الشاسعة المساحة كان ماليبو ينتظر هناك وحوله حشد من الحرس والخدم الذين يوجه إليهم الأوامر، وترك الحفـّـار ذراع سارة أخيرا بعد ان كاد يتهشم فقال ماليبو:
- هل أزعجتك سارة يا حفار؟
صمت حفار ونظر إلى سارة ببرود .. فعاد ماليبو يقول وهو يمشي مقتربا من سارة:
- أنظري يا عزيزتي ... هؤلاء الأشخاص .. جميعهم .. سيكونون في خدمتك ..

قالت سارة بغضب:
- أريد أن أرحل من هنا ... هل سمعت أيها اللص!

شهق الخدم والحراس مندهشين بعد أن نعتت سارة ماليبو باللص وظهرت ابتسامة مغتالة على وجه حفار .. فصاح ماليبو وهو يلتفت إلى الحرس والخدم:
- هيا ... عودوا إلى أعمالكم ..
تفرق الجميع وقبل أن يخرج حفار قال ماليبو:
- انتظر أيها الحفـّـار!
التفتت حفار مواجها ماليبو فقال ماليبو مجددا:
- سنأخذها في جولة بالقلعة .. أريدك أن تساعدني ..
- حسنا ماليبو!
نظرت سارة بغل إلى الاثنان اللذان يتفقان عليها، واقترب ماليبو وأمسك يدها فسحبت سارة يدها بعنف ولكن ماليبو قال بهدوء:
- سيري إذا بهدوء .. ولا تحاولي ارتكاب حماقات، لأنك الآن في قلعتي .. هل سمعت!
لم تتحرك سارة من مكانها وقالت بعند:
- كل ما أريد معرفته هو .. ماذا تريد مني؟
ابتسم ماليبو وقال بسماجة:
- سؤال جميل جدا!
قالت سارة بثقة:
- أنت كاذب .. أنت لا تحبني ...
- أنت ذكية جدا .. في الحقيقة أنت جميلة وهذا ما جعلني أستمتع بوقتي معك!
تفاجأت سارة وقالت مذهولة:
- أعد ما قلته أيها الحقير!!
قال ماليبو برود:
- لا تفهمي ذلك خطأ .. لكنك تملكين موهبة لا يملكها أحد غيرك وهي مهمة جدا بالنسبة لي ..

صمتت سارة والتساؤل يعتلي نظراتها بينما كان حفار يراقب الحوار بصمت ...
سار ماليبو حول سارة في شكل نصف دائرة ثم قال وهو يشبك أصابعه :
- ستقولين لي .. كيف عرفتك .. وعرفت عنك كل تلك الأشياء ..
ساد الصمت في المكان قبل أن يتابع ماليبو:
- وسأخبرك بسر خطير جدا عن حفار..
اقترب ماليبو من حفار وتابع:
- إنه يمتلك موهبة مكملة لموهبتك ... وزحل .. هي من أخبرتني أن هناك فتاة جميلة تدعى سيارا .. وتحلم بأشياء لم تحدث بعد ...
لم تفهم سارة شيئا وظهر الضيق على وجه حفار بينما استمر ماليبو يقول:
- زحل هي زوجتي الصغيرة، تدعى "مارينا" وأطلقت عليها تسمية زحل لأنها جميلة جدا، وتملؤني بالذهول، مثل كوكب زحل تماما ..
ظهرت الصدمة على وجه سارة ولكن ماليبو تابع دون توقف:
- لقد أخبرتني تلك العرافة الصغيرة بذلك السر الصغير عنك .. ولكنها لم تخبرني المزيد .. لقد كانت عنيدة جدا ..
اقترب ماليبو من سارة وقال بخفوت:
- مثلك تماما .. عنيدة .. لكن ..
عادت ماليبو بهدوء وتوقف وهو يمسك بذراع حفار ويتابع:
- إنها تتعذب كل يوم، لأنها لم تكن في صفي ... لأنها بالأحرى .. ضدّي .. أما شقيقها الوسيم، أطلقت عليه لقب الحفار .. لأنه حفر قبره بيديه وحفر قبر أخته الجميلة ..
كان حفار صامتا والضيق ظاهر على وجهه وكان ينظر نحو سلالم القلعة، فقالت سارة بقوة مخاطبة حفار:
- ما بك! لم انت ضعيف هكذا .. اقتله وحرر أختك ..
أمسك ماليبو سارة بعنف وثنى يديها خلف ظهرها وقال بغضب:
- لا يستطيع أيتها العنيدة .. هل تعرفين لماذا؟؟
دفعها بقوة فسقطت على الأرض وصاح بغضب:
- لأن أخته تحت رحمتي .. ولدي جنود في تلك القلعة بعدد الأحجار التي بنيت بها ...
التقطت سارة أنفاسها وأزاحت خصلات شعرها من على وجهها وهي لا تقوى على قول شيء .. ولوح ماليبو بسبابته في وجهها وهو يصيح بعصبية:
- إذا لم تطيعيني وتكوني عونا لي حتى أجد ضالتي هنا.. سترين مالم ترينه في حياتك!
وقفت سارة بصعوبة ودمعت عيناها وهي تقول:
- لا يهمني أي شيء .. لن أساعد شخصا شريرا مثلك ..
قال ماليبو وهو يحاول استعادة رباطة جأشه:
- إذا كان لا يهمك .. فأعتقد أن سامي يهمك ..
- دع أخي وشأنه!
- حقا؟ ولكني قررت أن أريه قلعتي قريبا، وكابتر سيقوم بإحضاره إلى هنا!
صاحت سارة بغضب ودهشة:
- لا! لا يمكنك!!
تثاءب ماليبو ثم قال:
- أظن أنني بحاجة إلى النوم، سيشرح لك حفار كل شيء بينما أحصل على قسط من الراحة.. وبالطبع لن يمكنك أن تحاولي الهرب بعد أن عرفت أن سامي سوف يشرفنا قريبا

الاميرة الاسيرة 07-11-13 10:40 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 6

-------------------------------------------------------------------------------

صعد ماليبو على سلالم القلعة وراقبته سارة بنظراتها اليائسة المليئة بالغضب حتى اختفى فالتفتت نحو الحفار وقالت بانفعال:
- أنت أيها الجسد الذي لا يحمل عقلا! ما بك!!

نظر حفار نظرة خاطفة نحوها ولم يقل شيئا .. فأمسكت سارة فجأة بمعطفه الأسود وصاحت بغضب وهي تبكي:
- أنت جبان!!
ظهر الاستياء على وجهه وقال أخيرا:
- هلا تخرسي قليلا!! أنت لا تعرفين شيئا..
- أخبرني إذا بالأشياء التي لا أعرفها..

سار حفار خارجا من بوابة القلعة الضخمة فسارت سارة خلفه مترقبة ما سيفعله ..
نزل الدرج متوجها إلى الحديقة ثم جلس على إحدى كراسيها وجلست سارة أمامه على كرسي آخر بعد ثوان من الصمت بدأ حفار يتكلم قائلا:
- حدث ذلك بسبب أمي .. كانت أمي تعرف أشياء كثيرة، كانت عرافة .. وكان عملها لا يعجبني .. أختي مارينا هي من كانت ملتصقة بأمي وتعلمت منها .. أما أنا وشقيقي "خوسيه" فهجرنا المنزل ورحلنا إلى الشرق الأقصى كنت أدرس هناك في المرحلة الإعدادية .. بعد شهور طويلة عدنا إلى أسبانيا لنكتشف أن أمي توفيت، كان ذلك صعبا جدا علينا، وبحثنا عن مارينا حتى وجدناها تعمل في مطعم ويلاحقها الرجال أينما رحلت فأعدناها إلى المنزل وعشنا جميعا بسلام ..

صمت حفار لثوان ثم تابع :
- حتى اكتشفت مارينا أنني أمتلك موهبة خاصة ... بل جحيما خاصا!! يمكنني بتلك الموهبة استنباط مكان الأشياء المختفية والضائعة.. وضع أخي الأكبر خوسيه عدة اختبارات ونجحت فيها ...
عاد حفار للصمت فقالت سارة بانجذاب:
- أكمل يا ...... صحيح، ما هو اسمك؟
رفع حفار عينيه ونظر إلى سارة ثم قال:
- أرجوك .. الأسماء ليست مهمة ..
- هكذا إذا ... حسنا أكمل أيها الحفار!

دقيقة صمت أخرى مرت ثم تابع حفار بقليل من الانفعال الذي ظهر على وجهه:
- تعرفت أختي على ماليبو أليخاندرو .. إنه شاب ثري ووسيم.. أعجبا ببعضهما وطلب ماليبو من أخي خوسيه أن يوافق على زواجهما وكان ماليبو شخصا لطيفا وطيبا، تزوجا بالفعل وذهبا ليقضيان وقتا في استراليا بعد زواجهما .. وانفتح الجحيم ..
- ماذا حصل؟؟
- لا أعرف ما الذي حصل فعلا لكن أختي مارست هواياتها وأخبرت أليخاندرو عندما مرا بقلعة مهجورة بأنها تحتوي كنوزا نادرة وأنه لن يكتشفها سوى شخصان .. فتاة مجهولة تدعى سيارا و أنا .. كنا نظنها مصادفة ولكن أمي كانت قد أخبرتها بهذا السر منذ فترة طويلة ولذلك فقد اختارت استراليا لتقضي فيه إجازتها ... لقد كانت غبية جدا ... اشترى ماليبو تلك القلعة من مالكيها الأصليين وبدأ يهدد أختي حتى تخبره بمكان الكنز، عندما ظهر على حقيقته وظهر جشعه رفضت أختي مساعدته في أي شيء وعندما هددها بقتل خوسيه لم تصدق أنه سيفعل ذلك، ولكنه ....
تساءلت سارة بترقب:
- هل فعل ذلك؟
- أجل! تشاجرت معه وفقأت عينه اليسرى ... لكي أحاول الدفاع عن خوسيه، كان خوسيه مريضا ذلك اليوم .. ولكن جنود ماليبو قتلوه ثم كبلوني وحملني إلى القلعة ... هددني بقتل أختي إذا لم أساعده على إيجاد الكنز .. وعندما أدرك أنني لا أستطيع فعل ذلك بمفردي،، صنع خطة من أجلك .. لقد استمر ذلك كثيرا .. حدث ذلك منذ خمسة أعوام ..

صمت حفار فقالت سارة بخفوت:
- وهل يظنني سأحلم بمكان الكنز، وأنت ستجده ...
نظرت إلى وجه حفار وتابعت:
- مازالت هناك حلقة مفقودة .. في ماذا يفكر ماليبو؟؟ ..
ثم صمتت للحظة وهمست:
- حفار..
نظر حفار إلى سارة فتساءلت:
- هل فقدت عينك اليسرى أيضا؟؟
ظهر الاستياء على وجه حفار وتمتم:
- نعم! لقد انتقم مني ..
همست سارة مواسية:
- هذا لم يغير منك شيئا!
تفاجأ حفار ثم قال بخفوت:
- لم يخبرني أحد بمثل هذا الكلام الجميل من قبل، إن نفسي تشتعل بالانتقام ليلا ونهارا وأعجز عن فعل أي شيء .. كل همي في هذه الدنيا أن أنقذ أختي من ذلك الـ ... أريد أن أقتله!! لم استطع فعل أي شيء بمفردي ... لقد فشلت كل محاولاتي لكي اعرف أين يحبس مارينا ..

حزن شديد غلف وجه حفار فقالت سارة:
- سننجح معا.. لكن أخبرني باسمك أولا ..
شبك حفار أصابع يديه بتوتر وقال:
- لن يعرف أي شخص بما اتفقنا عليه .. أليس كذلك؟
- أجل ..
- أدعى آندريه ..
ابتسمت سارة وقالت بمرح:
- حسنا يا آندريه .. اسم جميل!
- شكرا ..
وقفت سارة وقالت:
- حسنا إذا ... وما هي خطتك يا أندريه؟؟
وقف آندريه وقال:
- لم أر أختي منذ سبع سنوات .. منذ كنت في الثامنة عشرة من عمري ... كل ما أريد معرفته إن كانت على قيد الحياة .. منذ عامين سمعت صوتها فقط وتوسلت إلي أن أهرب وأترك المكان، لم أعد أثق بشيء .. لو وجدتها فلن يهمني أي شيء بعد ذلك .. أستطيع تدميره، لكنها نقطة ضعفي..
فكرت سارة لدقائق واقترحت خطة جيدة .. جدا .
.

الاميرة الاسيرة 07-11-13 10:41 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
ايه رايكم احلى اعضاء وزوار لو عايزينى اكمل اوك حبيت اخذ رايكم الاول لسة فيه احداث مشوقة كثيييييير والى الملتقى
فى حفظ الرحمن

الاميرة الاسيرة 09-11-13 10:39 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موعدنا الان مع قلعة ماليبو اربطوا الاحزمة وهيا لننطلق
البارت نمبر 7

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

سار آندريه تتبعه سارة في ممر طويل داخل القلعة مليء بتماثيل المقاتلين .. وعلى أرضيتها سجاد أحمر قاني منقوش بنقوش ذهبية حتى وصلا إلى غرفة في نهايته .. فتحها آندريه وقال وهو ينظر إلى سارة:
- هاهي غرفتك، أتمنى أن تعجبك .. يجب أن تأخذي قسطا من الراحة...

هزت سارة رأسها موافقة ثم تابعت آندريه وهو يرحل وفي عينيها نظرة إعجاب ..
دخلت سارة ونظرت إلى غرفتها الكبيرة وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح ونظرت نحو الكاميرات المثبتة في كل مكان فأطفأت الشموع والأنوار وتوجهت نحو السرير .. وهي تدعوا أن ينجح آندريه فيما اتفقا عليه..
أما آندريه فقد توجه إلى الحديقة مجددا ..
كان هناك حشد من الجنود في المنطقة الشمالية من القلعة فتوجه إلى نهاية سور القلعة الجنوبي ونظر مليا إلى برج المراقبة ثم تمسك بالأشجار المتسلقة وقفز إلى الخارج، بحذر،، تسلل من تحت برج المراقبة و ركض مخلفا القلعة الكبيرة وراء ظهره ...

استقل آندريه سيارة أجرة حتى المطار وهناك راقب الخارجين من المطار حتى شاهد رجلا أشقرا يرتدي ملابس رسمية ويتبعه شاب آخر، علم آندريه أنه كابتر وأن الآخر هو سامي شقيق سارة ، في تلك اللحظة أمر آندريه سائق سيارة الأجرة بالتوجه نحوهما وعندما اقترب كفاية أخرج آندريه رأسه من النافذة وقال:
- هييه كابتر.. اركبا ..

فتح كابتر باب سيارة الأجرة الخلفي بدون تردد ودفع سامي إلى الداخل أولا ثم ركب وتوجهت سيارة الأجرة في طريق مقطوع فقال كابتر:
- إلى أين يا حفـّـار؟
- ستعرف عندما نصل .. إنها أوامر ماليبو ..
صمت كابتر بينما ظل سامي ينظر إليه والغيظ يعتصره ،، في وسط الطريق المقطوع قال آندريه:
- هنا من فضلك ..
تعجب سائق الأجرة ولكنه توقف بناء على طلب آندريه، نزل آندريه ونزل كابتر وسامي خلفه .. وظلا صامتين حتى أعطى آندريه الأجرة للسائق الذي رحل فورا .. فقال كابتر مستغربا بصوته الغليظ:
- ماذا تفعل بالله عليك!! أين نحن الآن ؟؟
اقترب آندريه من سامي وقال متجاهلا كابتر:
- هل أنت سامي؟
قال سامي بلا مبالاة:
- أجل!!
ألتفت آندريه فجأة نحو كابتر وضربه ضربة قوية بقبضة يده أسقطته أرضا، قبل أن يستوعب كابتر ما الذي يحصل له، وجه له أندريه ضربه أخرى ثم أمسك راسه وكسر رقبته في لحظة فسقط كابتر ميتا ...

حصل ذلك في دقائق أمام عيني سامي المندهشتين فالتفت آندريه نحو سامي الذي سيطر عليه الفزع ولكن آندريه قال محاولا تهدئته:
- إنه قناص وحسب! وهو ضخم لا يجيد القتال ..
ظل سامي ينظر إلى آندريه بخوف فقال آندريه وهو يمسكه فجأة من رقبة قميصه:
- اسمع، لقد ماتت أختك ووجودك هنا لا معنى له ...
- ماذا!!
انحنى آندريه بسرعة على جثة كابتر وأخرج النقود وجواز سفر سامي وأعطاه بسرعة وهو يجره في الشارع و يقول:
- سوف تطاردك تلك العصابة حتى يقتلك أفرادها ويقتلون والدك ووالدتك .. أرحل إليهم حالا وغيروا عنوانكم ..
حاول سامي أن يجاري آندريه في ركضه وصاح وهو يلتقط أنفاسه:
- من أنت؟؟ ولماذا تساعدني .. وكيف عرفت أن أختي ماتت .. من قتلها؟
- لا داعي لكل هذه الأسئلة الوقت مهم جدا ..
نزلت دمعات من عيني سامي وهو لا يصدق أن سارة ماتت، بدون ان يعرف لماذا .. ركض خلف آندريه بسرعة حتى شعر بالتعب ..
شجعه آندريه قائلا:
- هيا أسرع .. أنت قوي!
- أخبرني بما يحدث ..
- إذا أردت أن يموت والديك أيضا .. فضيـّع الوقت في الكلام!!

عاود سامي الركض وهو يتساءل في نفسه عن ذلك الشاب القوي الذي يساعده .. هل هو من العصابة المجهولة التي لا يعرف لماذا تلاحق عائلته؟؟ ولماذا يساعده؟؟
خلال خمس عشرة دقيقة من الركض وصلا إلى المدينة مجددا وأوقف آندريه سيارة أجرة وطلب من السائق أن يقل سامي إلى المطار ..


ركب سامي ونظر آندريه من النافذة وقال:
- كما أخبرتك .. عد وأنقذ والديك .. اتركوا منزلكم لأنهم سيلاحقونكم .. وأسرع أرجوك!

انطلقت سيارة الأجرة حاملة معها سامي إلى المطار وهو لا يعي أي شيء مما يحدث له بالفعل !!
عاد آندريه إلى القلعة بسرعة، لم يستغرق غيابه عنها الساعة .. لقد أنهيا الجزء الأول من الخطة بنجاح وقفز من فوق سور القلعة ثم سار في الحديقة وجلس على إحدى الكراسي يلتقط أنفاسه المتوترة .. فهو يفعل ذلك للمرة الأولى في حياته .. وقد قتل كابتر ببساطة وكأنه لا يمتلك أي شعور ..
كان حزينا جدا مما فعله ولكن ذلك كان دفاعا عن نفسه وأخته و .. سارة .. ابتسم وهو يتذكرها عندما كانت تخطط معه ..
وضع أحدهم يده على كتف آندريه ففزع ونظر خلفه ليرى أحد حراس ماليبو الذي قال:
- ماليبو يستدعيك ... لقد كنا نبحث عنك طوال نصف ساعة!
وقف آندريه وسار متجها إلى القلعة وهو يحاول إخفاء توتره بأي طريقة ..

*****
"استيقظت سارة وفتحت باب غرفتها ثم سارت في الممر .. كان هناك ممر جانبي فنظرت إليه وشاهدت في نهايته مرآة شفافة وخلفها عصا عليها آثار دماء .."

فتحت سارة عينيها على طرق رقيق على باب غرفتها، مدركة أن هذا كان مجرد حلم من أحلامها الكثيرة .. توجهت وفتحت باب الغرفة فشاهدت إحدى خادمات القصر التي قالت بأدب:
- آنستي، السيد ماليبو يستدعيك .. هلا تتفضلين معي؟

دلف آندريه إلى مكتب ماليبو ونظر ماليبو نحو آندريه بطرف عينيه ثم قال:
- أين كنت أيها الوسيم؟
صمت آندريه فقال ماليبو مجددا:
- لا تخرج إلى الحديقة مجددا، لأنك تعلم أنها غير مراقبة بآلات التصوير .. ويمكنك أخذ راحتك ..

ظهر الضيق على وجه آندريه ولم يتكلم، وفي تلك اللحظة دخلت الخادمة تتبعها سارة فنظر ماليبو وقال مبتسما:
- أظنك حلمت حلما جيدا جدا .. هيا .. أخبري الحفـّار بما حلمتي به حتى ينتهي الأمر بسرعة وتعودي إلى وطنك ..
ثم التفت ماليبو إلى حارسه وقال:
- أنت أيها النمر ... اذهب واحضر كابتر من المطار، لأن الآنسة الصغيرة ستنكر إنها حلمت ..
ابتسمت سارة بثقة وقالت:
- ولماذا أنكر أنني حلمت؟؟ أنا أريد أن أنهي هذا الأمر وتحصل على كنزك وتدعني وشأني ..
رفع ماليبو حاجبيه وعدل عصابته ثم وقف واتجه نحو سارة وقال مبتسما:
- تعجبينني .. أحب الفتيات العمليات .. وأكره العنيدات ..
خرج الجميع بهدوء من الغرفة ولم يتبق سوى ماليبو وسارة وآندريه، فقالت سارة بمكر:
- ماليبو .. سأطلب منك طلبا في البداية ..
- أطلبي ما تشائين يا حلوتي..
- حسنا، ليخرج حفـّار أولاً ..
تفاجأ آندريه من طلبها ونظر إليهما للحظة باستغراب قبل ان يقول ماليبو بسرعة:
- أخرج يا حفــّار بسرعة ..
تكلمت سارة بدلال وقالت:
- كنت أود رؤيتها ..
- من؟
- زحل ..
- ولماذا ..
صمتت سارة للحظة ثم تأملت رفوف المكتبة وتساءلت برقة:
- هل هي أجمل مني يا ماليبو؟

ابتسم ماليبو وقال بخفوت:
- إنها الغيرة النسائية إذا؟؟
- ربما ..
سار ماليبو خطوتين إلى الخارج فتبعته سارة ولكنه توقف للحظة وقال:
- وستقولين حلمك لحفـّار حتى يستطيع إيجاد ما أريده؟
- بكل سرور!
- ولن تخبريه أنك رأيت شقيقته؟
- لا!
- ولا عن مكانها؟
- لن أخبره إلا بما تطلبه مني ..
- حسنا أنت فتاة مطيعة ...
خرج ماليبو وتبعته سارة بينما كان آندريه ينتظر في الممر سار ماليبو وقال:
- حفـّار .. كن بانتظار كابتر ..

الاميرة الاسيرة 09-11-13 10:41 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 8

----------------------------------------------------------

هز آندريه رأسه موافقا فتابع ماليبو طريقه وابتسمت سارة لآندريه وتابعت سيرها خلف ماليبـّو ..
دخل ماليبو إلى الممر الذي يؤدي إلى غرفة سارة ثم دخل إلى الممر الجانبي التي حلمت به وشاهدت المرآة فقال ماليبو:
- أغمضي عينيك ..
ابتسمت سارة وقالت:
- يجب أن تثق بي لأنني حلمت بذلك الطريق الذي يوجد خلف المرآة ..
دهش ماليبو وابتسم بفرحة وقال:
- كنت تفكرين ما إذا كانت أجمل منك قبل نومك! ياللنساء ..!!

ضغط ماليبو على إحدى نقوش المرآة وحفظت سارة مكانها جيدا فانفتحت المرآة ودخلت في الجدار الجانبي بسلاسة ثم دلف ماليبو وتبعته سارة صعدا درجا قديما حتى وصلا إلى بوابة كبيرة، فتح ماليبو البوابة ودخلا إلى ردهة صغيرة وسمعا صوتا أنثويا رقيقا من الغرفة المقابلة للردهة يهتف:
- من هناك؟
قال ماليبو:
- هناك من جاء لزيارتك يا زحل ...
خرجت مارينا الرقيقة تركض وهي تقول بلهفة:
- آندريه؟
توقفت فجأة وهي تنظر إلى سارة، كانت مارينا جميلة جدا وكانت بصحة جيدة وتجلس في مكان مريح، لديها شعر بني وعينان خضراوان تشبهان عين آندريه الجميلة .. تأملت سارة تلك الجميلة بهدوء ثم قالت بلطف:
- مرحبا .. أدعى سارة ..
نظرت مارينا إلى ماليبو باستغراب وتمتمت بخفوت:
- هل هي ...
- أجل!
أجاب ماليبو بابتسامة فنظرت مارينا نحوه بهدوء وقالت لسارة:
- سوف تكونين خلاصي .. أنا مسجونة في هذا المكان منذ ثمانية أعوام ..
ثم التفت نحو ماليبو وتوسلت قائلة:
- أرجوك .. أريد أن أرى آندريه .. ولو لمرة واحدة فقط .. نظرة .. أرجوك يا ماليبو ..
قال ماليبو بقسوة:
- هذه المرة الألف التي تطلبين مني ذلك .. وأنت تعلمين أنني لن أوافق حتى ينتهي الأمر ..
دمعت عينا مارينا فقالت سارة:
- إنه بخير .. وهو شاب قوي جدا ولطيف .. لا تخافي عليه ..

نظر ماليبو باستغراب وقال مخاطبا سارة:
- وهل تعلمين من هو آندريه .. ؟؟
- أعلم أنها تسأل عن شقيقها، هذا الأمر لا يحتاج إلى ذكاء خارق..

ثم صمتت سارة للحظة وقالت :
- أم إنها الغيرة الرجالية ؟؟
لم يقل ماليبو شيئا والتفت نحو بوابة الردهة ثم صاح بالأمر:
- هيا يا سارة ..
قالت سارة ساخرة:
- إنها الغيرة إذا!!
ضحكت مارينا فالتفت ماليبو وقال:
- لم لم تخبريها أنه بعين واحدة أيضا؟
اندهشت مارينا وقالت بقلق:
- ماذا؟؟ تبا لك يا ماليبو ماذا فعلت بصغيري؟؟
قالت سارة عامدة:
- إنه وسيم جدا .. وذلك لم يؤثر فيه .. على عكس بعض الرجال الآخرين الذين يستحقون لقب (أعور) عن جدارة!
صاح ماليبو وهو يفتح البوابة:
- هيا .. لقد انتهت الزيارة!

------------------------------------------------

خرجت سارة وتوجهت إلى الحديقة الخارجية تبحث عن آندريه لتخبره بأنها شاهدت شقيقته .. رفعت فستانها الحريري وركضت وهي تنظر يمنة ويسرة حتى شاهدته يقف عند إحدى الأشجار ويقطع أوراقها بعنف وسرعة فاقتربت وهي تقول:
- ما كل هذه القسوة مع الأشجار؟؟
توقف آندريه عن تقطيع الأوراق والتفت ينظر إلى سارة بهدوء فقالت بفرحة:
- لدي خبر رائع..
- وما هو؟
لم تفارق الابتسامة شفتي سارة وهي تقول:
- شقيقتك! لقد ذهبت لزيارتها، إنها بخير وفي صحة جيدة ... إنها سجينة فندق خمسة نجوم! وأعرف أين هي ..
بدا آندريه هادئا وظهرت على شفتيه ابتسامة صغيرة وفرحة في عينيه يحاول وإخفائها وقال بهدوء:
- شكرا، .. سارة..
- لا تشكرني، إنه أبسط شيء فعلته ..
نظر آندريه بامتنان إلى سارة التي قالت بلطف:
- أن مارينا جميلة جدا .. لك الحق أن تفخر بها ..
ابتسم آندريه وقال بخفوت:
- أنت أروع شيء رأيته حتى الآن ..

شعرت سارة بالخجل وتمتمت:
- شكرا!
سادت لحظة صمت فقالت سارة:
- أراك تبتسم لأول مرة ..

ابتسم آندريه مجددا ابتسامة جميلة، وقال:
- لقد نجحت في إنقاذ شقيقك .. لكنني قتلت شخصا ..
- حقا! لم أرد أن تضطر لذلك!
- لا بأس .. كان يجب فعل ذلك ، لكن سامي سيعود قريبا إلى الوطن ..
قالت سارة باستغراب:
- من الجيد انه وافق على العودة، إنه مجنون!
صمت آندريه للحظة ثم قال:
- لقد أخبرته أنك قتلت .. وأن عليه أن ينقذ والديه ..
ظهر الاندهاش على وجه سارة و كانت ستقول شيئا، ولكنهما سمعا صوت خطوات فصمت الاثنان وأمسك آندريه بكفي سارة، فنظرت سارة إليه باستغراب....
ظهر ماليبو من بين الأشجار ونظر إلى يديهما المتشابكتان وقال محاولا ضبط أعصابة:
- ما ذا يحدث هنا؟
لم تقل شيئا وقال آندريه بهدوء:
- لا يمكنك أن تمنعنا من أن نتكلم معا، ماليبو!
أفلتت سارة يديها والتوتر باد على وجهها فضحك ماليبو وقال:
- ستكون قصة حب جيدة، وستنتهي نهاية تعيسة إذا تكلمتا بكلام لا أريده .. هيا تعالا الآن معي ..

*******
جلست سارة أمام آندريه وماليبو يحدق بالاثنان ثم قال:
- هيا .. أخبريه بحلمك ..
ابتسمت سارة ونظرت إلى آندريه، شعر آندريه بالخجل فقالت سارة:
- لا أستطيع ...
قال ماليبو معترضا:
- ماذا؟؟
وقفت سارة وهمست في أذن ماليبو:
- لا يمكنني أن أخبره بمرآة يقبع خلفها جناح شقيقته ... أمهلني بعض الوقت!
نظر اندريه إلى سارة باستغراب وهي تهمس في أذن ماليبو ..
وقف ماليبو وقبل أن يتابع كلامه دخل " النمر" حارس ماليبو الخاص وقال:
- ماليبو! لقد قـُتل كابتر!


لم يكمل النمر كلمته حتى دخل اثنان يسحبان سامي بقسوة وعنف وشهقت سارة بفزع ونظرت إلى آندريه الذي ظهر الاستغراب والاستياء على وجهه فنظر إلى سارة ثم تنهد وفي عينيه اعتذار كبير!!

نظر سامي نحو آندريه بعد ان شاهد سارة فأمسك برقبته وصاح:
- أيها الحقير .. أخبرتني أن سارة قتلت!! تبا لك!!
شهقت سارة مجددا، ونظر ماليبو نحو آندريه الذي كان في موقف لا يحسد عليه،، أمسك الحرس بسامي الذي نظر إلى سارة المرتعبة وقال ماليبو وهو يخرج مسدسه:
- لقد عرفت الآن أين كنت ..
لم يبد على آندريه أنه تأثر بالمسدس الذي أخرجه ماليبو وقال بهدوء:
- لن أقدم لك مبررات، لم أرد أن تهدد سارة كما تفعل معي الآن ..
رفع ماليبو أحد حاجبيه وقال باسما:
- لقد جنيت على نفسك يا حفـّـار، وبالطبع قبرك جاهز ..
عم الصمت أرجاء المكان ونظر سامي حوله وهو يحاول فهم أي شيء ، ورفع ماليبو مسدسه نحو قلب آندريه وهو يقول ببساطة:
- لم أعد في حاجة إليك ...
لم يتحرك آندريه وتحلى بهدوء شديد فقالت سارة:
- لن أساعدك إذا قمت بأذيته!

وجه ماليبو مسدسه نحو سامي وقال:
- يمكنك أن تساعدينني من أجل شخص آخر .. ما رأيك!
شعرت سارة بالغيظ وأطلق ماليبو فجأة عيارا ناريا أصاب صدر آندريه وأسقطه على الأرض فصاحت سارة بفزع وأغمضت عينيها ..

خرجت الدماء من صدر آندريه وزاغت نظراته فركضت سارة نحوه وجلست على الأرض ودمعت عيناها وهي تقول بانفعال وذهول:
- يا ألهي ساعده!! آندريه .. أنظر إلي أرجوك .. لا ترحل ..
نظر آندريه إلى سارة بصعوبة وقال بخفوت:
- أهربي ...
لم يتم جملته حتى سقطت يده وأغمض عينيه وتوقفت رئتاه عن التنفس ..
التفتت سارة نحو ماليبو وقالت ودموعها تسيل على وجنتيها:
- أقسم أنني سأقتلك يا ماليبو ..
ركضت فجأة نحو ماليبو ودفعته بقوة فأسقطته أرضا، سقط المسدس من يده فالتقطته وصوبته نحو رأسه وهي تقول بغل:
- هذا يكفي .. سأقتلك الآن لنرتاح من شرك...
ابتسم ماليبو ببرود وهو يقول:
- حركة جيدة .. تعجبني قوتك أحيانا!
سمعت سارة خلفها صوت حارس ماليبو المدعو " النمر" يقول:
- اتركي المسدس وإلا!
نظرت بحرص فوجدته يصوب مسدسه نحو رأس سامي .. فألقت بالمسدس على الأرض ووقف ماليبو وأشار نحو آندريه الذي غرق في دمائه وسكنت حركته وقال :
- احملوا هذه الجثة من هنا ..

انطلق اثنان من الحرس وسحبا آندريه من رجليه وجراه خارجا بقسوة وعدم احترام للموت ..
أجهشت سارة بالبكاء وهي تنظر إلى آندريه المسكين .. ونظرت إلى ماليبو وتمتمت بحزن:
- لقد قتلته .. تباً لك!
قال ماليبو موجهاً حراسه الآخرين:
- أكرموا ضيفنا الجديد ..
سحب الحراس سامي بعنف، وتبقى ماليبو ينظر إلى سارة التي كانت تبكي وهي تشعر بالظلم .. فقال ماليبو:
- أنا متأسف جدا .. لقد نسيت قصة الحب التي اغتيلت في بداية الطريق ... أنت حقا فتاة مسكينة ..

اقتربت سارة وصفعت ماليبو على وجهه صفعة قوية وقالت وهي تمسح دموعها:
- أنت إنسان مريض إذا كان الطمع يجعلك تفعل كل هذا!
ثم خرجت تركض إلى غرفتها والغضب باد على وجهها، بينما وقف ماليبو والصدمة بادية على ملامحه ..

الاميرة الاسيرة 09-11-13 11:10 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 9

------------------------------------------------------

ظلت سارة تبكي فوق سريرها حتى نامت، لكنها استيقظت فجأة وفتحت باب غرفتها في القلعة، كان آندريه ينتظرها عند الباب وعلى شفتيه ابتسامة مريحة ..
اقتربت سارة غير مصدقة وهمست قائلة:
- آندريه، هل انت بخير ؟؟

اقترب آندريه وقال:
- سأكون بخير طالما أنت بخير ...

نظرت سارة لوجهه وتساءلت بخفوت:
- هل أحلم؟؟
- ربما ...

نظر آندريه في عينيها وقال بالهمس:
- لدي خطة جديدة، من أجل أن تنقذي أخيك .. وأختي ..
- وما هي؟
- راقبي آلات التصوير جيدا .. و .. نسيت أن أخبرك أن شقيقك في البرج الشمالي ..
- آندريه ...
- ماذا؟؟
- كيف عرفت أنـ ..

وضع أندريه طرف أصبعه السبابة على فم سارة وقال بخفوت:
- لقد أحببتك حقا ... تمنيت أن أبقى معك .. وأساعدك... ولكن ..

دمعت عينا سارة وقالت ودموعها تحشرج صوتها:
- هـ .. هل تقصد أنني أحلم الآن ...

اختفى آندريه فجأة من أمام عينيها فبكت سارة وهي تقول:
- لـ .. لم تخبرني .. عن الخطة .. أرجوك! لا ترحل يا آندريه .. أرجوك ..

فتحت سارة عينيها وقد عرفت أنه حلم آخر من أحلامها العجيبة، كانت الدموع تبلل عينيها ...

خرجت من غرفتها وسارت بهدوء في الممر حتى وصلت إلى ردهة القصر .. كان " النمر" حارس ماليبو الخاص يقف وينظر إلى سارة وقال معترضا طريقها:
- ماليبو يريدك..

نظرت سارة شذرا إلى "النمر" وتساءلت:
- أريد أن أعرف اسمك أيها الشاب ..


تفاجأ النمر من السؤال وتردد قليلا قبل أن يقول:
- فيليب ..

ابتسمت سارة ساخرة وقالت:
- ألا تخجل من نفسك وأنت تعمل خادما لهذا الأعور المدعو ماليبو ..؟؟

تفاجأ فيليب مجددا ثم قال بعدوانية:
- لا أسمح لك أن تقولي هذا الكلام عـ ...
قاطعته:
- أليس أعورا؟

صمت فيليب للحظة قبل أن يقول:
- بماذا ترمين من خلف هذا الكلام؟

شبكت سارة أصابعها برقة وقالت بحزن:
- أنا لا أرمي بشيء ... ولكن كنت أريد أن أعرف عن "حفـّار"،، .. هل مات؟؟

- أجل .. لقد توفي من فوره ..

حزنت سارة وهي تتذكر حلم الليلة فقال فيليب :
- كان ماليبـ ..

قاطعته مجددا:
- أخبره أنني لم أحلم بشيء ذا قيمة من أجله ... وأنني لم أكذب عندما قلت ذلك .. لأنني أكثر شخص يتوق إلى انتهاء هذا الكابوس ..

ثم تركت فيليب وتوجهت إلى حديقة القلعة ..

كان فيليب شابا قويا يمتلك عينين زرقاوين قاسيتين ، شعر أشقر وبشرة بيضاء ، وقد أتم الثانية والعشرين من عمره ، لكنه يبدو أكبر من سنه بكثير، وقف فيليب صامتا وهو ينظر إلى سارة وهي تخرج إلى الحديقة ..

دخل النمر فيليب إلى ماليبو وقال:
- لم ترد مقابلتك ... قالت أنها لم تحلم بشيء مفيد وهي لا تكذب لأنها تريد أن ينتهي هذا الـ ...

رفع ماليبو عينيه وقال:
- لماذا لم تكمل أيها القوي؟

صمت فيليب فقال ماليبو وهو يقف:
- اسمع يا أخي الحبيب .. سأعطيك الآن، تلك المهمة المستحيلة، هذه الفتاة (سارة) عنيدة جدا .. إنها تشعرني بقوتها رغم رقتها وضعفها لا أعرف كيف ...

سكت ماليبو للحظة وهو ينظر إلى وجه فيليب المترقب وتابع:
- الخطة تسير جيدا حتى الآن، أريد شخصا تثق سارة به ... وهذا الشخص سيكون ... أنت ..

نظر ماليبو إلى وجه فيليب الهادئ مجددا فقال فيليب:
- هذا ليس سهلا ...
- أعلم .. لكنها مهارة النمر ...

صمت فيليب وهو يفكر فتابع ماليبو:
- أريدها ان تثق بك، تحكي لك عن أحلامها المفيدة وغير المفيدة ... أريدك أن تحميها وتجعلها تعلم أنك في صفـّها حتى نوقع بها ... هل فهمتني ؟؟

- أجل ..
- سأعطيك كل الإمكانيات ... يمكنك أن تخبرها أن حفـّار ما زال حيا وتهربا معا لتراه وتطمئن عليه ..
- حسنا!

ربت ماليبو على كتف شقيقه الأصغر وقال باسما:
- تعجبني أيها القوي! والآن استمع إلى ما سوف تفعله ...

*****

وضعت الخادمات الطعام أمام سارة على السفرة بعد أن أجبرنها فقالت بإصرار:
- لست جائعة ...


دخل فيليب في تلك اللحظة وأشار للخادمات بالانصراف فرحلن .. واقترب فيليب من خلف سارة وقال:
- لم تأكلي منذ فترة، وهذا ليس جيدا ...

نظرت سارة إلى فيليب وقالت بصرامة:
- أظن أن هذا ليس من شأنك ...

سحب فيليب كرسيا مجاورا لسارة وقال وهو يجلس:
- أعلم أنك حزينة من أجل موت حفـّار ..
- هذا أيضا ليس من شأنك ..
- اسمعي .. كنت صديقه ..

نظرت سارة مندهشة للحظة، ولكنها تداركت عواطفها وقالت:
- هذا غير صحيح، ... كان وحيدا ..

ابتسم فيليب وقال:
- حسنا، أنت لا تصدقين ذلك لأنني مساعد ماليبو .. ولكنني أفعل ذلك حتى لا أقتل ..


قالت سارة بعصبية وهي تقف :
- عش ذليلا مدى حياتك إذا، لو كنت مكانك لفضلت الموت!


وقف فيليب أيضا وقال:
- لست ذليلا .. أنا ذكي، لأنني أسعى إلى تحطيم ماليبو بدون أن يشعر، كنت أخطط لذلك مع حفـّار ..

نظرت سارة إليه جيدا وتساءلت:
- هل أنت جاد؟
- أجل ..
- لكن حفـّار لم يخبرني عنك ..
- لأن هذا كان سرا بيننا ..

توقفت سارة عن الكلام ونظرت إلى عينيه ثم قال:
- لكنني ....
- أعلم أنك لا تثقين بي، ولكن اسمعي ، سأخبرك سرا ..
- ما هو؟
- حفـّار ... إنه حي .. لقد أُنقذ!


اتسعت عينا سارة مندهشة وقالت بسرعة:
- حقا، هل هو ..... ؟؟ هل هو بخير؟

ابتسم فيليب قبل أن يقول:
- أجل .. لكن حالته خطرة ..
- ربما يحتاج إلى عناية طبية خاصة ..
- أعلم ذلك..
- هل يمكنني رؤيته؟


صمت فيليب قليلا ثم قال بعد أن ضّم شفتيه وهو يفكر بحيرة :
- يمكنك، لكن سيكون هذا سرنا الصغير، أي أننا سنفعل ذلك بدون أن يعرف ماليبو!
- أنت تتكلم مثله ..


ضحك فيليب ساخرا ثم قال:
- هل اتفقنا؟
- أجل .. لكن .. متى؟؟
- سأخبرك عندما يحين الوقت ..


نظرت سارة حولها وشهقت بخوف ، فقال فيليب مفزوعا:
- ما .. الأمـ .. ما بك؟


قالت سارة بخفوت:
- لقد تكلمنا وهناك آلات تصوير ... سيعرف ماليبو الآن ما اتفقنا عليه ..


ابتسم فيليب وقال:
- لقد قمت بتعطيلها هنا ،، أنا المسئول عن آلات التصوير .. و ماليبو لا يشك فيّ أبدا ..
تنهدت سارة بارتياح وقالت:
- أسعدتني حقا!


قال فيليب وهو يخرج:
- لن يرانا أي شخص معا .. حتى لا يبدأ ماليبو بالشك فيّ ..
أغلق فيليب خلفه الباب، وقفزت سارة سعيدة ثم توقفت وقالت:
- يا ألهي ساعد آندريه!

صعد فيليب إلى مكتب ماليبو الكبير بالدور الثاني .. نظر ماليبو إلى شقيقه الذي قال بابتسامة ثقة:
- يبدو أن خطتنا ستنجح .. ولكن ..
وقف ماليبو وقال بحيرة:
- يجب ان نحذر منها لأنها تحلم بكل شيء ....
- أفهم ذلك ..
- يمكنها أن تعرف أنك أخي .. مثلا!

صمت فيليب وهو يفكر في إجابات لكل سؤال محتمل ..

-------------------------------------


في اليوم التالي سمعت سارة طرقا على باب غرفتها التي حبست فيها نفسها،، قالت وهي تنظر من النافذة إلى الحديقة :

- تفضلي ....
دفع فيليب الباب برفق وقال :
- مرحبا آنسة سارة ..


التفت سارة متفاجأة وقالت مبتسمة:
- آسفة ... ظننتك إحدى الخادمات ..
ابتسم فيليب وقال :
- يريدك السيد ماليبو ...


شعرت سارة بالاستياء وقالت:
- فيليب .. لقد حلمت بأن ماليبو يسقط من أعلى البرج الشمالي ... هل أخبره بهذا الحلم؟


ظهر الخوف على ملامح فيليب ولكنه تدارك ذلك ثم قال:
- أظن أن عليك مقابلته الآن ..
- حسنا ...

سار فيليب خارجا وتبعته سارة في الممر ...
عندما وصلا إلى ماليبو لم يجداه في مكتبه، فسأل فيليب إحدى الحرس الذي قال:
- سيأتي بعد قليل ..
- أعلم لكن أين هو ... ؟؟
- لقد توجه إلى برج القلعة الشمالي ..


ظهر التوتر على وجه فيليب وأسرع عائدا وهو يقول:
- سأحضره!
تعجبت سارة من خوف فيليب الشديد على ماليبو .. ولكنها ركضت خلفه وهي تقول:
- انتظرني .. سآتي معك ..


ركض الاثنان صعودا إلى البرج الشمالي ..
وشاهد فيليب شقيقه ماليبو يقف على حافة البرج مع شاب قوي ويتفقد شيئا بالأسفل .. ركض فيليب نحو ماليبو وقال وهو يمسك بقميص ماليبو :
- أ .. أنزل من هنا حالا ..

وقفت سارة مبتعدة بعض الشيء وهي تراقب ماليبو وهو ينزل من الحافة مستغربا،

قبل أن ينزل فيليب قام الشاب القوي بدفع فيليب فجأة فسقط فيليب من أعلى البرج وصرخت سارة بفزع فالتفت ماليبو نحو الشاب وصاح مفزوعا:
- ماذا فعلت يا جوشوا!!
أخرج الشاب المدعو جوشوا ، مسدسه وأظهره في وجه ماليبو وهو يقول:
- ما رأيك في هذا ...
- لا يا جوشوا استيقظ ..

تركتهم سارة يتكلمون ونزلت بسرعة على السلام وهي مرتعبة لما حصل لفيليب ركضت بسرعة شديدة إلى الحديقة متوجهة إلى المكان المتوقع فيه سقوط فيليب ..


بحثت بين الأعشاب الطويلة وبين الأشجار بدون أن تجد أي أثر له ونادت أخيرا ونبرة الخوف تحتل صوتها:
- فيلييييييييب! فيليب أرجوك!


سمعت سارة فجأة صوت رصاصة أطلقت فنظرت إلى الأعلى وهي تلتقط أنفاسها من الجري، كان هناك شخصا يسقط من أعلى البرج ولم تدرك سارة من هو وظلت تنظر فزعة حتى سقط ذلك الشخص فوقها ففقدت وعيها ..

الاميرة الاسيرة 09-11-13 11:12 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
ايه رايكم احلى اعضاء قولولى رايكم واكمل ولا لا منتظراكم
والى الملتقى
فى حفظ الرحمن

الاميرة الاسيرة 10-11-13 10:43 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هيا نستكمل رحلتنا اربطوا الاحزمة وهيا لننطلق
بسم الله نبدا
البارت نمبر 10

*************************

بدأت سارة تفيق شيئا فشيئا .. حتى شاهدت أمامها " زحل" وهي تنظر خائفة عليها ثم قالت بفرحة:
- إنها تفيق .. إ .. إنها بخير ..
جلست سارة مفزوعة وشعرت بالدوار قبل أن تشاهد فيليب يقف أمامها بخير وهو يحمل سلاحه كالعاده وابتسم لها فقالت سارة بحيرة وهي تضع يدها على رأسها وتنظر إلى فيليب:
- هل كان ذلك حلما .. أم ..
أجاب فيليب بسرعة :
- كان ذلك حقيقيا، لم أتأذى من السقوط لأنني سقطت فوق الأشجار الكثيفة ..
قالت سارة متلكئة وهي لم تفق من الصدمة بالكامل:
- من الـ .. ــذي .. سـ .. سقط من أعلى البرج؟
أجاب فيليب بهدوء:
- إنه ماليبو ... لكنه بخير، لقد سقط فوقك وأخذت أنت صدمة سقوطه .. لم يحصل له شيء، أصيب برصاصة من مسدس جوشوا في ذراعه ولكنه بخير ..
حزنت سارة وأردفت:
- وسنظل في ذلك الكابوس ما دام ماليبو بخير...!
مرت لحظات من الصمت فقالت سارة مجددا:
- ماذا فعل ماليبو في جونش.. جوشوي .. ما اسمه؟
- أتقصدين جوشوا؟
- أجل ..
- لم يفعل به أي شيء ..

قالت " زحل" بابتسامة رقيقة:
- إن جوشوا شقيق ماليبو الأكبر، وهو مصاب بانفصام ، وتصيبه نوبة من الجنون أحيانا ...
قالت سارة مستغربة:
- لم أكن أعلم أن لديه شقيق أكبر ...

ابتسمت زحل وهي تنظر إلى فيليب ثم قالت:
- إنهم خمس أخوة رجال ...

نظرت سارة إلى فيليب وقالت ببراءة :
- إنهم يسيطرون على القلعة يا فيليب، يبدو أنه لن يمكننا الهرب أبدا ..
اعتلت فيليب دهشة خفيفة وتساءلت زحل باستغراب:
- ماذا تقولين .. إن فيليب ........
تدارك ذلك فيليب وقال مقاطعا زحل:
- حسنا، يبدو أنك بخير يا آنستي، ما رأيك أن نعود إلى الغرفة ..؟

ثم استدار من خلف ظهر سارة ليساعدها على الوقوف ونظر إلى زحل نظرة قاسية ففهمت زحل وتوقفت عن الكلام وقالت :
- عودي لزيارتي يا سارة ..
ابتسمت سارة وقالت :
- بالتأكيد ..
خرجت سارة مع فيليب وأفلتت سارة ذراعها من فيليب وهي تقول بخجل:
- لا بأس فيليب! أنا قادرة على السير ..
- ولكن .. الدرج ..
- أرجوك أنا بخير ..
نزلت سارة الدرج القديم وسار فيليب خلفها فتوقفت سارة في وسط الدرج والتفت مواجهة لفيليب وهي تقول ببراءة:
- هل كنت تعرف أن لديه أربعة أخوة غيره ... أنا يائسة حقا!
حاول فيليب إخفاء توتره وقال :
- يمكننا فعل كل شيء ... أخبريه فقط بمكان كنزه وسنرحل ..
قالت سارة بحزن:
- هل سنرحل حقا!! أم إنه سيترك شقيقه المجنون ليقتلنا جميعا ..
- شقيقه المجنون؟
- أجل جوشوا ...

صمت فيليب وصمتت سارة وبدا على فيليب أنه يشعر بالاستياء ولكنه تساءل فجأة:
- كنت أريد أن أعرف كيف تركتك في البرج حين سقطت، ولم تمض دقائق حتى كنت بالأسفل؟؟
ابتسمت سارة ثم قالت :
- لم تصدق! لقد جن جنوني عندما سقطت من الأعلى فهرولت أبحث عنك ...
- لماذا خفت علي؟
- لأنك أملي هنا .. أنت الشخص الوحيد الذي أثق به .. وموتك يعني نهايتي ..

التفتت سارة لتواري توترها وألمها ونزلت الدرج بينما كان فيليب ينظر إليها بحزن، ويشعر بألم كبير لأنه يخدع تلك الفتاة البريئة، شعر أن قلبه القاسي يتحرك لأول مرة في حياته ...
من أسفل الدرج هتفت سارة بمرح:
- فيليب، لما أوقفت محركك؟ هل نفذ الوقود؟
انتبه فيليب فجأة ونظر بعيدا عن سارة ثم حاول أن يقول بنفس المرح:
- لا بأس، كنت أشحن البطارية قليلا ..

ضحكت سارة وقالت وهي تنتظر فيليب:
- كنت أظن أن محركك يسير بالوقود ...
- هل ترين أنني حافلة مثلا؟؟
- لكنك لست جهاز راديو أيضا ..
ضحك فيليب وسار بقية الممر القصير ليوصل سارة التي التفتت وهمست وهي تنظر إلى آلات التصوير:
- هل هي معطلة؟
- أجل، تكلمي ..
قالت سارة :
- هل تعرف كيف هي صحة حفـّار؟؟
صمت فيليب قليلا ثم قال بعد أن ضم شفتيه بحيرة كالعادة:
- في الحقيقة ... لم أره منذ الحادث ولا أعرف إن كان حيا أم ميتا ..
تعجبت سارة وضمت شفتيها ثم قالت مقلدة فيليب بسخرية:
- لا أعرف إن كان ميتا أو حيا!!

توقفت عن التمثيل ثم قالت:
- لا أصدق أن صديقا يترك صديقه بتلك الطريقة ..

تدارك فيليب كلامه الأخير وقال بخفوت:
- هل تريدينهم أن يكشفوا أمري يا سيارا؟
- سيارا؟
تدارك فيليب ذلك مجددا ثم قال:
- إن ماليبو مريض اليوم بسبب تلك الرصاصة، إنها فرصتنا الوحيدة يمكننا أن نهرب ونذهب لرؤية حفـّار .. ما رأيك؟
- موافقة ..
سار فيليب على أطراف حذاءه الرياضي وتبعته سارة بهدوء شديد ،، خرجا إلى الحديقة وتوجها إلى البرج الشمالي فقالت سارة:
- أعتقد أن أخي سامي هنا أيضا ..
توقف فيليب عن السير ونظر إلى سارة بدهشة قائلا:
- كيف .. عرفت أن شقيقك هنا؟
- لقد حلمت بذلك ..
قبل أن يصل فيليب ومعه سارة إلى بوابة البرج الشمالي عثر عليهما الجنود وصوبوا أسلحتهم إلى رأس فيليب وصرخ أحدهم:
- ماذا تفعل هنا أيها النمر بصحبة الآنسة؟

اصطنع الجنود دهشتهم لرؤية فيليب وسارة تماما مثلما اصطنع فيليب الصدمة والخوف على وجهه وقالت سارة والدموع تملأ عينيها:
- لقد كنا نتجول وحسب، كنت أخبره بشيء خاص بيننا ... أرجوكم صدقوني ..
قال أحد الحرس :
- ماذا تفعلون قرب البرج الشمالي ؟؟ خذوه ..

سحب الجنود فيليب فبكت سارة وهي تشعر بالذنب بينما قال ذلك الحارس:
- أرجو منك أن تعودي إلى غرفتك، لن أخبر السيد ماليبو أنك كنت تتسللين إلى البرج الشمالي ..
لم تعر سارة ذلك الحارس اهتماما وأسرعت تركض إلى جناح ماليبو في القلعة .. عندما وصلت فتحت الباب بدون استئذان فوجدت فيليب يقف بدون الحرس وماليبو يجلس على الكرسي وإلى جانبه شقيقهم المجنون جوشوا ..

قالت سارة وهي تمسح دموعها وتتوسل:
- أرجوك يا ماليبو، إنه لم يفعل شيئا ... لقد كنا نتمشى معا .. ولم نقصد ذلك ..
نظر ماليبو وهو يكتم ضحكة خبيثة وقال:
- ماذا كنتما تفعلان بجانب البرج الشمالي؟
- لقد كنا نتحدث وحسب ...

اقترب ماليبو الذي كان يربط ذراعه وقال:
- أريد ان أعرف فيما كنتما تتحدثان؟
نظر فيليب من خلف سارة إلى ماليبو نظرة حادة لكي يكف عن الأسئلة التي تضايقها ولكن ماليبو ظل صامتا وكأنه مصر على الإجابة فقالت سارة:
- كـ .. كنت أخبره بأنني حلمت بأنك كنت ستسقط من أعلى البرج ... وأن ..
صمتت سارة متوترة فقال ماليبو مجددا:
- هذا غير صحيح ...
نظرت سارة إلى فيليب الذي نظر إليها نظرة مشجعة، وتذكرت آندريه عندما امسك بيديها ليخرجا من الورطة إلى ورطة أخف منها فقالت بسرعة:
- كنت أريد أن أخبره أنني معجبة به، ... ولهذا فجعت عليه عندما سقط من أعلى البرج و.. و كـ ..

تفاجأ فيليب من هذا الرد وابتسم جوشوا باستغراب، فقال ماليبو متعجبا:
- لقد نسيت آندريه بسهولة بعد رحيله؟

توترت سارة مجددا ثم قالت:
- لـ .. لا ، ولكنني لم أكن أحب آندريه ... هو من كان يحبني و .. و فقط .
- حقا؟
نظرت سارة إلى فيليب الذي ظهرت عليه علامات الذهول ولم تختف ثم قالت:
- أرجوك سامحه يا ماليبو! لن نتجول مجددا!

ابتسم ماليبو وهو يدور حول سارة وقال:
- سأغفر لكما لأنكما كنتما السبب في إنقاذي اليوم ... هيا اذهبا ..
خرجت سارة ولحق بها فيليب بسرعة وقال:
- لم قلت ذلك .. لقد ورطتي نفسك!
- لم أورط نفسي ..
- سارة ..
توقفت سارة عن المشي والتفت مواجهة فيليب الذي قال بهدوء:
- هل كنت تقصدين ما قلتيه حقا؟
نظرت سارة وقالت:
- لم أفهم يا فيليب ... لقد فعلت ذلك لتخرج من ورطتك ..
شعر فيليب بالذنب الحقيقي وقال باستياء:
- لـ .. لكن .. سوف يعتقدون أنك تحبينني حقا ...
- دعهم يعتقدون، المهم نخرج من هنا .. و .. أطمئن على سامي وآندريه .. هل هما بخير؟
قال فيليب ببعض الحماس:
- سنحاول في المرة القادمة الوصول للبرج عن طـريـ ...
قاطعته سارة قائلة بصرامة:
- لن أسمح لك بأن تعرض نفسك للخطر مجددا.. كاد ماليبو أن يقتلك ...

نظر فيليب إلى الفتاة التي أسرت قلبه وهو يخدعها، وترقرقت عيناه بدمعة محبوسة، فقالت سارة وهي مذهولة:
- فيليب ما بك؟ هل قلت شيئا ضايقك؟
قال فيليب وهو يحبس دمعته:
- سارة ... لا تصدقيني أبدا .. أنا مجرد شخص حقير .. و .. هو يريد ذلك، يريدك أن تصدقي !!

ثم تركها واندفع راكضا إلى الخارج ، بينما وقفت سارة لبرهة وهي تفكر في تلك الكلمة الأخيرة ببعض التركيز ولكنها لم تفهم شيئا وأشفقت على فيليب وشعرت بأنه قال ذلك لأنه يشعر بالذنب من أجلها .. ثم توجهت إلى غرفتها وهي تفكر ..
.

الاميرة الاسيرة 10-11-13 10:44 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 11

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

دخلت سارة إلى غرفتها وكانت الشمس قد أشرقت، نظرت إلى ساعتها مستغربة قبل أن تجلس على سريرها شاهدت فيليب يقف داخل الغرفة فصرخت فزعة وقالت:
- لقد أخفتني .. ماذا تفعل هنا ؟؟
قال فيليب :
- دعينا نذهب إلى البرج الشمالي ...
- مجددا؟؟
- أجل ..
- لكنني لست موافقة، هل تعرف لماذا؟
- لماذا؟
- لأن حرس ماليبو سيرونك وسيقتلك ماليبو ..
- لكنه لن يقتلني ..
- لماذا؟؟
- لأنني شقيقه الأصغر ..

اتسعت عينا سارة باندهاش وقالت:
- ليس هذا صحيحا!
- بلى ... لو كان يريد قتلي لقتلني ...
قالت سارة بذهول شديد:
- هل تقصد أنك كنت تخدعني كل هذا الوقت ؟؟

اقترب فيليب والحزن يعتري ملامحه وقال:
- سأخبرك عن شيء لأكفر عن خطأي ...
لم تقل سارة شيئا وظلت ترمقه باحتقار وحزن في نفس الوقت فتابع فيليب:
- كنز القلعة ... يوجد في سرداب سري في غرفة زحل، إنها تعرف ولكنها تخفي ذلك انتقاما لوفاة شقيقها خوسيه ..
-
******

فتحت سارة عينيها وضوء الشمس يتسلل من النافذة وأدركت من فورها أنها كانت تحلم كالعادة ...
لكن ما هذا الحلم الغريب .. يبدو انه مشوش لأن فيليب هو شقيـ ..
لم تصدق سارة ذلك، وعندما خرجت من غرفتها توجهت إلى الردهة الكبيرة وكان هناك الكثير من الحرس مع جوشوا شقيق ماليبو الأكبر ، والمجنون ..
التفت جوشوا وشاهد سارة قادمة فترك الحرس بعد أن أمرهم بالتفرق ثم قال:
- مرحبا يا آنسة ..
لم ترد عليه سارة واكتفت بابتسامة مقتضبة فعاد يقول جوشوا:
- هل تبحثين عن شيء؟
- أجل .. أين هو فيليب؟
صمت جوش قليلا ثم قال:
- لا أعلم .. لكن ألا تودين زيارة شقيقك؟
قالت سارة بفرحة:
- بلى أود ذلك .. لكن..
ابتسم جوش بلطف وقال برزانة:
- لقد وعدته بأنك سوف تزورينه .. وسوف آخذك ما دام لديك متسع من الوقت ...
- لكن ماليبو .. ألن يغضب؟

ابتسم جوش مجددا ثم قال:
- تفضلي يا آنسة، لا يمكن لماليبو أن يضايقك ما دمت معك، أستطيع رميه من فوق البرج ..
تساءلت سارة بتردد:
- هل تعي ما تفعل؟؟
أجاب جوش بهدوء:
- أجل ... تفضلي من هنا ..

كان جوش شابا قويا يقترب عمره من التاسعة والعشرين، لديه شعر أسود وعينان واسعتان زرقاوتان وهو يشبه ماليبو قليلا ..
ولكن ملامحه طيبة وحنونة ولديه صوت هادئ لا يوحي بأنه شخص مجنون ..
تبعته سارة بهدوء حتى وصلا إلى البرج الشمالي ورآهما الحرس ولم يقوموا بأي ردة فعل غريبة ..
دخلت سارة إلى جناح جميل، وسمعت صوت شقيقها سامي يتكلم .

طرق جوش على الباب برفق ودخل أولا فقال سامي والفرحة تملأ صوته:
- مرحبا جوش .. ظننت انك لن تعود !
ابتسم جوش ثم أخرج رأسه وطلب من سارة الدخول، فدخلت سارة وهي تبتسم وشاهدت سامي وآندريه معا، فابتسم سامي وهرول نحو شقيقته ثم قال:
- سارة .. هل انت بخير ..؟
ابتسمت سارة بسعادة وهي تعانق شقيقها وقالت:
- أجل، وأنت ..
- بخير .. ابقي معي قليلا ..
هز جوش رأسه موافقا وخرج من الغرفة، ونظرت سارة نحو آندريه الذي كان ممددا على السرير وهناك محلول مغذٍ يتصل بساعده الأيسر وقالت:
- أنا سعيدة أنك بخير يا آندريه ..
ابتسم آندريه وقال بلطف:
- وأنا مسرور لرؤيتك ..

قال سامي بقلق:
- أنا لا أفهم لماذا انت؟؟
صمتت سارة وتبادل سامي وآندريه نظرة قلقة فقالت سارة:
- يبدو أنني عرفت فعلا مكان الكنز لذلك .. فأنتم لن تبقوا هنا كثيرا ...
كان آندريه ينظر باندهاش وتساءل سامي:
- وأين هو؟؟
- لست متأكدة بعد إن كان في ذلك المكان الذي حلمت به ..
صمت آندريه وسامي وتبادلا نظرات خوف، وفتح جوشوا الباب قائلا بلطف:
- أرجو من الآنسة أن تتفضل معي ..

خرجت سارة خلف جوشوا بدون أن تقول أي كلمة إضافية، ولكنها كانت سعيدة لأن شقيقها وآندريه بخير ..
في منتصف الطريق فوجئت سارة بماليبو وخلفه فيليب وقال ماليبو لجوشوا:
- لم تخبرني حتى أنك سوف تصطحبها لترى شقيقها ..
ثم نظر ماليبو نحو سارة وقال:
- لقد رأيت آندريه إذن ... ما شعورك؟؟

نظرت سارة إلى فيليب وتجاهلت سخافات ماليبو قائلة:
- فيليب .. هل يمكنني أن أتحدث إليك لحظة؟
تفاجأ فيليب وقال ماليبو:
- اذهب أيها النمر ...
خرجت سارة من الممر على الحديقة وتبعها فيليب حتى ابتعدا عن ماليبو وجوشوا فالتقت سارة وقالت بهدوء:
- فيليب .. اخبرني عن حقيقتك ... أنت تخفي عني شيئا ما ..

تلعثم فيليب ونظر يمينا ويسارا بتوتر عله يخرج من هذا المأزق ..
نظرت سارة إليه قليلا وقد خاب أملها ودمعت عيناها ثم قالت:
- لماذا كذبت علي يا فيليب وأوهمتني بأنك معي ..؟
قال فيليب بتلكؤ:
- لا أفهم ماذا تعنين .... في ماذا كذبت عليك؟
نظرت سارة متعجبة وقالت:
- أنت شقيق ماليبو يا فيليب .. أليس كذلك؟؟
صمت فيليب وقال بتلكؤ أكبر:
- مـ .. ماذا ؟ ليس صحيحا .. إنـ .. فقط ..
كانت سارة تنتظر فصمت فيليب وقال بخفوت:
- صدقيني أنا ..
قاطعته سارة بعد أن تأكدت:
- حسنا، لا داعي للكلام الكثير .. انا متضايقة وأريد التحدث مع زحل ...
ظل فيليب صامتا ثم قال بحزن:
- لن تعودي إلى الثقة بي .. أليس كذلك؟؟

لم تقل سارة شيئا انتظر فيليب أن تقول شيئا ولكنها أدارت ووجها وفضلت الصمت فسار فيليب وتبعته حتى عادا إلى الردهة ..
تبادل فيليب وماليبو نظرة قصيرة، ولاحظ ماليبو أن فيليب متضايق جدا، وسار فيليب متوجها إلى البرج الذي تسكن فيه زحل ..
دخلت سارة وطرقت باب غرفة زحل، ففتحت الباب وابتسمت برقة عندما شاهدتها، لم يتقدم فيليب وأغلق الباب خلفهما فقالت سارة مبتسمة:
- كيف حالك يا مارينا؟؟
- أنا بصحة جيدة .. لكنك تبدين حزينة ..

صمتت سارة ولم تعلق على كلمات مارينا،، ثم قالت:
- مارينا، لقد قلت أنك تريدين الخلاص من هنا .. أليس كذلك؟
- بالتأكيد ..
- حسنا لماذا لا تخبري زوجك عن مكان الكنز وتريحينا جميعا ..
وقفت زحل مندهشة وتمتمت بتلكؤ:
- ماذا تقصدين؟؟
قالت سارة بقوة وهي تقف مواجهة لزحل:
- أقصد أنك تعرفين مكان الكنز ولكنك لم تخبري به أي شخص ... لماذا؟ ألا تدركين أن آندريه تعرض للقتل بسبب حفنة من الذهب اللعين؟؟ ألا تدركين أن أخي سامي تعرض للقتل أيضا؟

هزت زحل رأسها نفيا وقالت:
- أقسم لك أنني لا اعلم شيئا عن مكانه .. و
و قبل أن تكمل زحل جملتها دفع ماليبو الباب يتبعه جوش وفيليب وعلى وجه ماليبو نظرة شريرة جدا

الاميرة الاسيرة 10-11-13 10:48 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 12

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

شهقت زحل مفزوعة واقترب ماليبو منها قائلا بغضب مكتوم:
- مارينا .. أين حدائق المجوهرات التي تكلمت عنها؟؟
دمعت عينا مارينا وقالت متلكئة:
- إ .. إنها مخطئة .. أنا ليس ... لدي فكرة عن ذلك !
وقف ماليبو ونظر إلى سارة فقالت سارة بغضب:
- هل تتجسس على كل شيء؟؟
- نعم ..
- أنت متسرع جدا ... إنها عادة فيك .. لم لا تنتظر حتى أتأكد بنفسي؟؟
صمت ماليبو لدقيقة فقال جوشوا بهدوء:
- ما الذي حلمت به؟ ربما يحتاج حلمك إلى تفسير حفار ..

نظر ماليبو إلى جوشوا وقال مبتسما:
- تعجبني بعض الأحيان يا جوش !!
ثم التفت إلى فيليب الذي كان ينظر إلى سارة وملامح الحزن تعتليه وقال:
- أيها النمر .. أحضر حفار إلى هنا ..
كان الموقف مشحونا بعد خروج فيليب وظل ماليبو ينظر إلى مارينا التي كانت أيضا تنظر إليه وتمتمت مارينا:
- ماليبو ..

نظر ماليبو نحو زحل للحظة ثم أدار وجهه فتمتمت بصوت خفيض:
- سأقول لك شيئا ..
انحنى ماليبو نحو زحل فتمتمت في أذنه بشيء وظهر الاندهاش على وجهه ثم عاد ونظر إلى زحل وقال مبتسما:
- هل تقولين الحقيقة؟؟
ردت زحل بابتسامة:
- أجل يا ماليبو ...
نظر جوش نحو سارة ونظرات التساؤل تشع من عينيهما فقال جوش بالهمس:
- سارة .. هـ .. هل تظنين أنها تخبره بمكان الكنز ؟؟
- ربما يا جوش !! ربما ..
تمتم جوش بصوت خافت:
- وأخيرا سنرحل من هذا المكان!!

نظرت سارة إلى جوش مستغربة نقمته على هذا المكان، وكأنه بقي هنا عنوة .. بعد ثوان من الصمت دخل فيليب وهو يجر حفار الذي لم يقو على السير ...
كان يضع يده على صدره ووقف بصعوبة فصرخت زحل غير مصدقة:
- آندريه!!

رفع آندريه وجهه ونظر إلى أخته مندهشا فركضت نحوه وعانقته وبدأت في البكاء ..
قال ماليبو متحليا ببعض الهدوء وهو يجذب زحل من ذراعيها برفق :
- حسنا .. اهدأي يا زحل .. سوف يكون بخير إنه قوي ..
نظر آندريه نحو ماليبو شذرا ثم قال :
- ماذا تريد يا ماليبو؟
أشار ماليبو نحو سارة فنظر اندريه إلى سارة للحظة وقال:
- سارة .. ما الأمر؟
لم تقل سارة شيئا فقال جوش بلطف:
- لم لا تخبرينه عن حلمك؟؟ أرجوك !!

نظرت سارة إلى جوش اللطيف وقالت بهدوء:
- لقد حلمت .. بـ .. فيليب ..
نظر الجميع نحو فيليب الذي أطرق بحزن فتابعت سارة:
- اخبرني فيليب أنه شقيق ماليبو ،، وأخبرني أن زحل تخفي كنز القلعة في سرداب سري بحجرتها ...
ظهر الاستياء على وجه آندريه بينما نظر إليه الجميع فقال ماليبو:
- ما هو إذا تفسير الحلم .. لأنني أعرف جيدا أنه لا يوجد سرداب سري في غرفتها ..

صمت حفار ونظر إلى شقيقته ثم قال:
- هل تخفي شيئا عنا يا أختي ؟؟
نظرت زحل إلى ماليبو وضحكا هما الاثنان في نفس اللحظة مما أثار عجب الواقفين واستغربت سارة كثيرا وشعرت أنهما متفقان على شيء ما...
قال اندريه باستغراب:
- ما بكما؟؟

توقفت زحل عن الضحك بصعوبة وقال ماليبو وهو يلتقط أنفاسه:
- لا بأس ... لقد كانت تخفي عني شيئا ما وقد أخبرتني عن مكانه ... لكنه ليس الكنز بأي حال ..
عاد الجميع إلى أماكنهم الطبيعية ..

جلست سارة في الردهة وهي تفكر في ذلك الحلم الغريب .. وماهو الشيء الذي تخفيه زحل عنهم ؟
قطع حبل أفكارها رؤيتها لفيليب الذي سار باتجاهها وجلس إلى جوارها ثم قال بهدوء:
- سارة .. صدقيني أنا لست شخصا شريرا ..
ابتسمت سارة وقالت ساخرة:
- ماليبو أيضا ليس شخصا شريرا ..
صمت فيليب قليلا ثم عاد يقول:
- سوف أثبت لك أنني لست كذلك ..
ثم تركها وانصرف ببطء من المكان

الاميرة الاسيرة 10-11-13 10:50 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
هاه ايه رايكم لسة فيه مفاجآت كثير انتظرونا سنستكمل رحلتنا غدا بإذن الله
وإلى الملتقى
فى حفظ الرحمن

Jasmin Princess 10-11-13 04:56 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
سموره تسلمى يا قمر ع المجهود الرائع انا لسه واخده بالى اصل دى اول مره ادخل القسم ده بس موفقه حبيبتى هقرأ واقولك رايي مع انك عارفاه مسبقا بيعجبنى ذوقك ف اختيار الروايات واتمنى مشرفين القسم يقبلونا معاهم

الاميرة الاسيرة 11-11-13 09:40 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jasmin Princess (المشاركة 3388236)
سموره تسلمى يا قمر ع المجهود الرائع انا لسه واخده بالى اصل دى اول مره ادخل القسم ده بس موفقه حبيبتى هقرأ واقولك رايي مع انك عارفاه مسبقا بيعجبنى ذوقك ف اختيار الروايات واتمنى مشرفين القسم يقبلونا معاهم

نانووووووووووووووو حبيبتى عاملة ايه يا قمر وحشانى كثييييييير اوى :dancingmonkeyff8:
ربنا يخليكى يا حبيبتى وميحرمنيش منك ابدااااا
الرواية عاجبتنى كثير اسلوب مختلف ومشوقة تعرفى انا اول مرة اقرا رواية من اولها لاخرها فى يوم واحد
الكاتب اسمه حسام وفى الروايات ارومى بجد ما شاء الله عليه مش دى بس رواياته كلها بصراحة
تسلميلى يا قمر على ذوقك الجميل ده :dancingmonkeyff8:
يارب يقبلونا فى القسم :peace:

الاميرة الاسيرة 11-11-13 09:47 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخبارك يا احلى اعضاء وزوار معنا
هيا موعدنا الان مع رحلتنا الى قلعة ماليبو هيا اربطوا الاحزمة لننطلق
البارت نمبر 13

البارت الجديد مع طلة جاكي الساحرة <<< تعليق حسام )ارومى الكاتب )
******

مرت بضعة أيام ثقيلة ...
لم تحلم سارة بأي شيء .. ولم تقابل أي شخص، كان جوش يسألها في بعض الأحيان إن كانت حلمت وكانت تجيب بالنفي ..

سار ماليبو ذهابا وإيابا في غرفته فاقد الصبر وهو يقول لجوش وفيليب:
- إنها تنفي أنها حلمت .. هل أذهب وأقطع رقبتها؟؟


نظر فيليب إلى جوش للحظات وقبل أن يقولا شيئا سمعا طرقا على الباب.. فقال ماليبو بعصبية:
- لقد عاد جاكي ونحن لم ننجز شيئا بعد .. لقد خسرنا التحدي ..

زفر فيليب بضيق وصمت جوش بينما انفتح الباب ليظهر شقيقهم الرابع " جاكي" ..


جاكي يملك شعرا أشقرا وهو أقرب في الشبه إلى فيليب لكنه أكثر مرحا ووسامه ، دخل مبتسما وقال:
- ما هذا يا ماليبو .. ؟؟ ظننت أنني سأجد حفل عيد ميلاد عندما أعود ... لقد أتممت السادسة والعشرين اليوم ولم يقل لي أحد عيد ميلاد سعيد ..

توجه جاكي نحو علبة مشروب صودا موضوعة على الطاولة ثم فتحها وقربها من فمه وعاد يقول:
- وظننت أنني سأجد الكنز المفقود وسأدعوها رئيس استراليا إلى حفلة عيد ميلادي ..

رشف رشفة ثم قال معترضا وهو يضعها مكانها مجددا:
- ما هذا؟ الصودا ساخنة! وتقول لي أن لديك ثلاجات!!

قال ماليبو وهو يجلس على الأريكة:
- هيـّـا كف عن هذا إننا نحاول أن نسيطر على الوضع ... تلك الفتاة العنيدة اكتشفت أمر فيليب، ما رأيك أن نبدأ في خطة جديدة بك ؟؟

أكمل جاكي ما تبقى في علبة مشروب الصودا .. ونظر نحو ماليبو ثم قال:
- دع الأمر لجاكي الساحر ...

ضحك جوش على الرغم منه، فنظر جاكي له نظرة اعتبرها فيه أنه مجرد شخص مجنون .. بينما زفر فيليب مجددا .. وقال:
- ما هذا الذي فعلته بشعرك أيها الشاب الساحر؟؟

قال جاكي مجددا وهو يضحك:
- الساحر رغم أنفك ...

ثم نظر في الثلاجة الصغيرة عله يجد شيئا آخر يشربه وتابع الكلام:
- ألا تعجبك تلك القصة الجديدة؟ على الأقل لم يعد طويلا كالسابق ..

كان جوش يضحك على جاكي ، فقال جاكي وهو يلتقط تفاحة:
- إحذر يا جوش أن تصيبك نوبة الضحك ... أرجوك!!

ضحك جوش بقوة وضحك فقال ماليبو بخوف:
- هيا بنا نخرج من هنا ..

خرج ماليبو وسار فيليب و جاكي خلفه، ثم أغلقوا الباب ..
ظل جوشوا يضحك قليلا ،، ثم توقف، تنصت ماليبو وفيليب على البوابة بينما ابتعد جاكي يقضم تفاحته .. ثم قال ساخرا:
- يؤرقنا ذلك الرجل!! مع أنه أبسط شخص فينا ...

نظر فيليب نحو شقيقه جاكي ثم قال:
- وأنت أعقد شخص فينا ..

أخرج جاكي من جيبه سيجارا بعد أن أنهى تفاحته ثم قال:
- هل معك قداحة؟؟ قداحتي لا تريد أن تعمل ..

زفر فيليب ثم قال:
- تعلم أنني لا أدخن ...

قذف ماليبو بقداحة إلى جاكي فقال جاكي مخاطبا فيليب:
- صدقني ستفعل يوما ما ..

لم يعلق فيليب على ذلك وانسحب تاركا المكان بينما أغلق ماليبو الباب بالمفتاح وهو يقول:
- لقد بدأ يحطم كل شيء بالداخل !!

استند جاكي على الجدار وقال :
- لما لا تخرجونه عندما يكون غاضبا ... ربما هذا ما يستفزه؟؟

قال ماليبو وهو يعدل من وضعية عصابته:
- لم تره في المرة الماضية عندما أطعت ذلك الأحمق فيليب وتركته،، قذف بي من أعلى البرج ..
ضحك جاكي وقال:
- كنت أود أن أكون هنا حتما لأشاهد ذلك!

تساءل ماليبو:
- وماذا عن خوان؟؟ كيف حاله مع زوجته العقرب؟؟
- مازال يطيع أوامرها كما تعلم ..
- أممم ... يؤسفني أنه شقيقنا الأكبر ..

نظر جاكي نحو ماليبو للحظة وقال:
- ألا تلاحظ أن خوان وجوشوا يفتقران إلى أشياء كثيرة،، وهما شقيقانا الكبيران؟؟
- أنا لا أعتبرهما شقيقانا الأكبران حتما،، لكن جوش أحيانا يفيدني بالكثير من الأشياء ولذلك فأنا أجعله إلى جانبي ..

لم يعلق جاكي على الكلام .. فقال ماليبو:
- إن زحل حامل ... هل تصدق ذلك ؟؟

- - - - - - - - - - - -

اندهش جاكي حتى كاد أن يسقط سيجارة وقال بسرعة:
- ألم يخبرك طبيبك بأنك لا تنجب؟؟

ضحك ماليبو ضحكة شريرة وقال:
- لقد قتلت هذا الأفـّاك !!
- وما هو وضعك مع زوجتك؟؟
- إنه بخير .. لا تقلق على أخوك،، ستعود المياه إلى مجاريها حالما أجد الكنز،، أنت تعلم أنني أضغط على آندريه لكي يساعدني .. لكنها متعاونة معي الآن ..

*******

كانت سارة تمشي متوجهة إلى مكتب ماليبو لكي تطلب منه أن ترى شقيقها وتطمئن عليه،،

ولكنها شاهدت جاكي الذي كان يدخن سيجاره وماليبو يتحدثان،، فاقتربت أكثر لكي يلاحظان وجودها فتوقفا عن الكلام في تلك اللحظة وابتسم ماليبو عند رؤيته لسارة ثم قال:
- أعرفك بـ .. سارة ..

نظر جاكي نحو سارة بإعجاب كبير ثم قذف بسيجاره على الأرض وضغط عليه بحذائه قبل ان يقول بتهذيب كبير:
- مرحبا سنيوريتا! لم أتوقع أنك بهذا الجمال..

لم يظهر أي تعبير على وجه سارة ثم قالت بهدوء:
- من هذا؟؟؟
لم يجب ماليبو فقال جاكي بابتسامة:
- جاكي أليخاندرو في خدمة الآنسة ..

تمتمت سارة وهي تحدق بوجهه جيدا:
- أليخاندرو؟؟

تعجب ماليبو لأنه باح بشخصيته بسهولة،، وتبادل مع جاكي نظرة قبل أن يقول جاكي مبتسما:
- أنا لا أخفي عليك شخصيتي لكي أوهمك بأنني رجل نبيل كما فعل ماليبو .. تلاه فيليب ... لأنني حقا رجل نبيل!

قالت سارة ساخرة:
- أنت شخص لبق وحسب!

ضحك جاكي وقبل أن يقول شيئا ضرب جوشوا الباب بعنف من الداخل فقال ماليبو بيأس :
- وهذا يشعرني بأنه لم يتبق سوى الباب سليما ..

كان جوش يصرخ بالداخل طالبا النجدة فتضايقت سارة وقالت لماليبو منفعلة:
- افتح الباب إنه يستنجد!
- لا .. لأنني إذا فعلت فسوف .... أنت تعلمين ..

قالت سارة بانفعال و جاكي يراقب:
- هذه ليست طريقة حسنة لعلاجه ...
أجاب ماليبو بقسوة:
- إنه مريض للأبد .. أظن أن هذا يريحك أكثر ..

اقترب جاكي وأخرج المفتاح من جيب ماليبو ثم ناوله لسارة وهو يقول:
- أرني شجاعتك أيتها الجميلة ..

التقطت سارة المفتاح وتوجهت نحو الباب بلا تردد وقبل أن تفتح هتفت قائلة بحنان:
- جوش يا عزيزي إهدأ ،، سوف تكون بخير .. سـ .. سأفتح لك الباب الآن ولكن عليك أن تهدأ أولا ... هل اتفقنا؟؟

توقف جوشوا عن ركل الباب وهتف:
- سارة أنقذيني ... إنهم يحبسونني في النار ..

ضحك ماليبو باستخفاف بينما راقب جاكي بهدوء، وأدارت سارة مفتاحها في قلب الباب وفتحته بهدوء فخرج جوش يركض نحو ماليبو ولكن سارة أمسكت بقميصه وهي تصيح:
- لا يا جوش ... توقف عن ذلك إنه شقيقك الأصغر ولا يمكنك أذيته .. إنت تحبه أليس كذلك؟؟

توقف جوش والتفت ينظر نحو سارة ، كان يلتقط أنفاسه وكان شعره الناعم مبعثرا وفي عينيه حزن كبير، العرق يتصبب من جبينه وذراعيه مليئة بالدماء والجروح واقتربت سارة قليلا وقالت مبتسمة:
- انت شاب عاقل ..

تمتم جوش بشيء لم تسمعه سارة فقالت :
- لم أسمعك ..

قال جوش ودمعة تنزل من عينيه:
- أنا أحبك أنت!!
راقب جاكي ذلك بعمق، واندهش ماليبو متوقعا ردة فعل سارة القاسية .. ولكن سارة ابتسمت وقالت:
- أنا أيضا أحبك يا جوش،، أنت أفضل شخص هنا .. وأنت طيب القلب ورقيق المشاعر ولا تحطم الأشياء، أليس كذلك؟

قال جوش وهو يبتسم ببراءة:
- بلى!

أمسكت بيده وسحبته وهي تقول:
- تعال إذا أطبب لك جروحك ..
ابتعدت سارة وجوش يسير خلفها فقال ماليبو مندهشا:
- لا أصدق أنها سارة !! إنها ليست بذلك اللين أبدا ..

كان جاكي غارقا في تفكيره وهو يتابع سارة بعينيه وانتبه بعد كلام جوشوا الأخير ثم قال:
- لقد عاملته كأم تعلم طفلها الصغير ... إنها ذكية، وحنونة ... و ...
- ما بك؟ هل وقعت في الغرام أيها الساحر ..؟؟

ابتسم جاكي وقال:
- إنني لا استحقها يا رجل!! إنها نبيلة فعلا!

ترك جاكي المكان وهو يشعل سيجارة أخرى، ووقف ماليبو يحدث نفسه وتمتم:
- لم أتوقع أن جاكي يتخلى عن غروره للحظة!! ما الذي يحصل اليوم؟؟

جلست سارة تطبب لجوش جروحه وقال جوش:
- سارة، أنت لطيفة ...

قالت سارة بابتسامة:
- شكرا .. ولكنني أريد منك شيئا ..
- ما هو..

نظرت سارة إلى جوشوا قليلا ثم قالت:
- أريدك أن تتحكم في أعصابك عندما تغضب ..
دمعت عينا جوشوا وقال:
- لقد حبساني عندما كنت سعيدا .. ورأيت النار تشتعل من حولي وأحرقتني ..
قالت سارة متسائلة:
- لكنني لا أجد آثار حروق في جسدك ..

سحب جوش ذراعه وقال بعصبية:
- أنت لا ترين أي شيء مما أراه .. أنا لست غبيا!
ثم ترك المكان وابتعد ..
راقبت سارة بصمت وسقطت الضمادات من يدها وهي تراه يبتعد ..

الاميرة الاسيرة 11-11-13 09:49 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 14

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

دخلت سارة عائدة إلى مكتب ماليبو وكان جاكي يجلس هناك ويدخن سيجارا، رمقته سارة بقرف ثم قالت بهدوء:
- أود رؤية أخي،، ولن أتوسل إليك، ولن ترفض ...

دار ماليبو بكرسيه الدوار وأعطى سارة ظهره فقال جاكي:
- لم أنت قاسية مع ماليبو ؟؟ يمكنك أن تكوني أكثر قوة بدون تلك القسوة..
سحبت سارة السيجار من يد جاكي وأطفأته في وعاء زجاجي به بعض البسكويت ثم قالت بقرف:
- ويمكنك أن تكون أكثر قوة بدون تلك السجائر،، تسحب دخانها طوال اليوم داخل رئتيك السوداوين التي حاصرت قلبك بالسواد فأصبح أسودا أيضا!

رفع جاكي حاجبيه مذهولا وقال بخفوت:
- سأقلع عن التدخين،، هذا وعد ..
- مثلك لا يعدون ..
- وكيف تعرفينني ...؟؟
- أنت لا تختلف كثيرا عن أخوتك ..

عاد ماليبو بوجهه وقال مقاطعا الحوار الشائك:
- دعي فيليب يصطحبك إلى هناك ..

نظرت سارة إلى جاكي وقالت قبل أن تخرج:
- جميعكم كاذبون!

خرجت سارة وصفقت الباب خلفها بعنف فتمتم جاكي بمرح وإعجاب:
- ياللهول! إنها قاسية جدا!

توجهت سارة نحو فيليب الذي كان يجلس في الحديقة واقتربت بهدوء فشاهدته يمد يده بالحبوب والعصافير تقترب لتأكل منها ... تعجبت سارة من ذلك الشاب القاسي الذي يطعم الطيور.. وقالت بهدوء:
- فيليب؟

نظر فيليب فجأة خلفه فطارت العصافير وقذف بالحبوب على الأرض بسرعة ووقف والتوتر باد في عينيه وقال:
- لم أشعر بك ..

لم تعر سارة ذلك الأمر اهتماما وقالت:
- لقد سمح لي ماليبو بزيارة أخي .. وقال ..

أكمل فيليب كلامها بعصبية:
- اصطحبي فيليب ... تباً له!
لم تفهم سارة سر غضب فيليب المفاجئ وانتبه فيليب فقال :
- لا بأس سآخذك ولكن عليك انتظاري هنا دقيقة ..

ترك فيليب المكان فجلست سارة على المقاعد الخشبية الجميلة وهي تراقب الطيور التي تتقافز على الأشجار بخفة وتطير من غصن إلى غصن ..

تأكدت سارة من شيء واحد، هؤلاء الأشقاء أغرب أشقاء رأتهم من قبل، فهم على خلاف دائم ..

هناك ثلاثة من الإخوة يكبرون ماليبو ثم فيليب .. ومع ذلك يتحكم ماليبو في كل ذلك .. لماذا؟

فكرت سارة في ذلك، يبدو أن ماليبو يسيطر على الوضع جيدا لصالحه .. هل لأن زوجته هي من اكتشفت ذلك؟ ربما ..

أم إنه يجبرهم على فعل ذلك؟؟

تذكرت سارة جوشوا فجأة، فكرت فيه كثيرا .. إنه شخص رقيق مسكين .. لماذا يدفعونه إلى التورط في هذا؟ إنهم مختلفين .. لكنهم مترابطين برباط العائلة ..

وإلا لما احتمل ماليبو مرض جوشوا العصبي .. حسنا إنها تعرف الآن أربعة منهم وهناك واحد لا خوف منه، وهو جوش .. والآن .. فيليب ...

فكرت في فيليب .. إنه مكره في كل الأحوال لأنه أصغرهم، ومع أنه أقواهم وأكثرهم قسوة إلا أنهم يتحكمون في قوته بحكم أنهم إخوته الأكبر سنا، وهذا يعتمد على سر ترابطهم كأسرة ..

إنها تعرف ماليبو جيدا وتعرف كم هو جشع وقاسي القلب وملائكي الملامح! لا يرجى من ذلك الشاب أي خير!! وهذا المدعو جاكي .. لم تكون عنه إلا فكرة أنه كثير التدخين .. ومغرور جدا بوسامته!

توقفت سارة عن التفكير في ذلك وهي ترى فيليب يهبط درجات واجهة الحديقة فوقفت مستعدة وأشار لها من بعيد وقال:
- اتبعيني ..

شاهدت سارة زهورا جميلة وهي تقترب من البرج الشمالي فقالت منادية:
- فيليب ..

التفت فيليب ونظر متسائلا نحو سارة فأشارت نحو الزهور وقالت:
- هل يمكنني أن أقطف بعضا منها؟

أومأ فيليب إ يجابا ووقف ينتظرها، فركضت سارة وقطفت باقة تتكون من خمس زهرات .. ثم عادت راكضة فتساءل فيليب بابتسامة:
- لمن هذه؟

ابتسمت سارة وقالت:
- إنها هدية شفاء المريض ..
تغير وجه فيليب وقال:
- هل تقصدين أنك ستهدينها إلى حفار؟

- أجل ..

زفر فيليب بضيق ولكنه سار بصمت فقالت سارة:
- ما بك؟ أهي الغيرة الرجالية؟

نظر فيليب نظرة متسائلة فقالت سارة وهي تضحك:
- عندما تمرض سأحضر لك ورودا أجمل منها ..

ابتسم فيليب للمرة الأولى، وكانا قد اقتربا من البوابة فانتبه وقال:
- تفضلي ..

دلفت سارة من بوابة البرج الشمالي وتبعها فيليب وصعدت سارة تركض على الدرجات حتى وصلت إلى البوابة فدفعتها وهتفت:
- سامي !

كان فيليب قد وصل خلفها وقابلها آندريه أولا فصاح بسعادة:
- سارة! إنها أنت حقا!

ابتسمت سارة وأعطته باقة الزهور وهي تقول:
- حمدا لله على سلامتك .. أنا سعيدة أنك بخير ..

تفاجأ آندريه وعدل من وضع عصابته مثلثة الشكل ثم قال بتلكؤ:
- شـ .. شكرا!
حدجه فيليب بنظرة غريبة وخرج سامي في تلك اللحظة وهو يضع منشفة على كتفه وركض نحو أخته وعانقها ثم حملها ودار بها دورتين وقال:
- كيف حالك ..

كانت سارة تلتقط أنفاسها وقالت باسمة:
- لا تفعل ذلك مجددا ..

انتبه سامي للمنشفة فقذف بها على الأريكة وقال:
- لقد أخذت حماما للتو ..

ضحكت سارة وقالت:
- أنت منتعش الآن! كيف تشعر ؟؟
- إنني بخير .. وأنت؟

نظرت سارة نحو فيليب وتمتمت:
- على الأقل على قيد الحياة ..
قال آندريه:
- ألن تبقي معنا قليلا؟

نظرت سارة إلى فيليب وقالت:
- هذا بحسب الإدارة العليا ..

تمتم فيليب:
- يمكنك البقاء، عودي في الوقت الذي تريدينه ..
ثم فتح الباب وخرج فقفز آندريه وسامي وصرخا فرحين وقالت سارة:
- هيا بنا لن أعود إلا غدا ..

---------------

في المساء خرجت سارة بعد أن ودعت شقيقها وبالطبع آندريه ..
كان المكان مراقبا طوال الوقت وتكلموا جميعا في ذكريات قديمة وحسب .. ركضت سارة في الحديقة وكان الجو باردا وسمعت خطوات تسير خلفها فتوقفت ونظرت جيدا ..

لم تر أي شخص فتابعت السير ولكنها ما شعرت بان شخصا ما يتبعها فهتفت:
- إن كان هناك أي شخص فليخرج! هذا يكفي!

لم يخرج أي شخص فشعرت سارة بالرعب وتابعت سيرها بسرعة، من بعيد شاهدت شخصا، لم تره جيدا ولكنه يشبه فيليب .. إنه فيليب بالتأكيد ينتظرها فصاحت:
- فيليب ..

لوح لها ذلك الشخص وبدأ يقترب ..
كلما اقترب تأكدت أنه ليس فيليب لأنه .. كان .. يدخن ..
توقفت سارة عن المشي واقترب جاكي ثم قال وهو يقذف بسيجاره ويضغط عليه بحذائه:
- ما بك سنيوريتا؟

لم تقل سارة شيئا ونظرت خلفها قليلا ثم نظرت له بشك وقالت:
- لقد كنت تحاول إخافتي ..!

لم يفهم جاكي شيئا ولكنه قال:
- لماذا أحاول إخافتك؟ أنا لم أفعل شيئا ؟؟.

ضمت سارة ذراعيها حول جسدها وزفرت وهي تشعر ببرد شديد فقال جاكي :
- الجو بارد، هيا لا تقفي هنا كثيرا ..

قبل أن يتم جملته سمعا معا صوت حيوان مفترس من بين الأشجار فأنصت جاكي وتمتم بخوف:
- هل يربي ماليبو هذه الأشياء؟؟
اهتزت الأشجار والأعشاب وتسمرت سارة في مكانها وكأن الصوت يقترب من جميع الأنحاء فقال جاكي:
- أظن أنه علينا أن ..

خرج نمر متوحش من بين الأشجار والتف مقتربا من جاكي فقال جاكي بخوف:
- ابتعدي إلى الخلف ببطء ..

قالت سارة تلقائيا:
- وأنت؟؟ ماذا ستفعل ..
توقف عقل جاكي عن التفكير للحظة ونظر خلفه إلى وجه سارة للحظة وهمس:
- سأتولى الأمر ..

بدأت سارة بالرجوع إلى الخلف ببطء وقد زال كل البرد الذي تشعر به، أما جاكي فقد ركض فجأة حتى يلفت انتباه النمر وهذا ما حدث فعلا ، فركضت سارة تصيح وتطلب النجدة وصعدت بسرعة على الدرجات القليلة حتى وصلت لبوابة القلعة وشاهدت ماليبو يقف عن الباب فصرخت مفزوعة:
- إنه .. شقيقك .. لقد هاجمه .. نمر ....

قال ماليبو ببرود:
- نمر؟
أمسكت سارة ماليبو من قميصه ورجته وهي تقول:
- هييه ما بك! هل أنت مخبول، سوف يفترسه ... و ..
أشار ماليبو نحو فيليب الذي ينزل درجات سلم الردهة وقال:
- شقيقي هنا ..

قالت سارة بسرعة:
- الآخر ..... شقيقك الآخر ..
ضحك ماليبو وقال:
- لا بأس ... إنه نمري وانا من أحضرته ليتخلص من الأشخاص الغير مفيدين هنا!.

نزل فيليب وتعجب وهو يرى وجه سارة المفزوع وتساءل:
- ما الأمر؟
قالت سارة بفزع تخاطب فيليب:
- لقد هاجم النمر شقيقك .. الآخر ..

نظر فيليب مفزوعا وقال:
- ماذا؟ نمر ..
ركضت سارة وصرخت وهي تأخذ بندقية من فوق احد الطاولات:
- لا فائدة منكم ..

هبطت سارة درجات السلم وتبعها فيليب وقابلا جوشوا يصعد الدرجات بهدوء ويحدق بهما باستغراب ..

عندما وصلت سارة وفيليب فتح فيليب كشافه الكهربائي وسلطه على المكان ليرى آثار الدماء في كل شبر منه، توقف فيليب مصدوما وبحثت سارة فوجدت النمر مقتولا وعلى بعد أمتار قليلة منه يسقط جاكي مجروحا جروحا بليغة وفي يده سكين صغير ..

اقتربت سارة وقالت:
- أيها الشاب ... هل تسمعني؟؟ هل أنت بخير؟
تحرك جاكي بصعوبة ونظر إلى البندقية وتمتم:
- لقد عدت .. مـ ..ن أجلي!
ابتسمت سارة وقالت:
- لقد دافعت عن نفسك بجدارة!

جلس فيليب إلى جوار شقيقه وقال:
- جاكي، هل أنت بخير؟

حمل فيليب شقيقه وسار عائدا وتبعته سارة حتى وصلا ..

استقبلهم ماليبو مفزوعا وكأنه ليس الشخص الذي كان منذ قليل وساعد فيليب على حمل جاكي ووضعاه على الأريكة وقال ماليبو:
- أصمد يا جاكي ..

لم تمض ثوان أخرى حتى حمل الخدم جاكي إلى الأعلى وحضر الطبيب يتبعهم .. وبالطبع تبعهم فيليب وماليبو بينما بقيت سارة تتأمل ذلك الموكب الدامي ..

نظرت إلى الجانب الآخر فوجدت جوشوا يقف وينظر نظرات غريبة فاقتربت وقالت:
- جوش ... هل أنت بخير؟
هز جوش رأسه نفيا ثم أخفض رأسه فقالت سارة:
- هل هناك ما يضايقك؟

تمتم جوش:
- ماليبو هو من أحضر النمر ..

ثم رفع رأسه والدموع تملأ عينيه وقال بألم:
- أنا الوحيد الذي يسير في الغابة في مثل هذا الوقت، لقد كان يريد موتي أنا!

شهقت سارة ووضعت يدها على فمها عندما أدركت ما كان يريده ماليبو فعلا .. ثم استدركت ذلك وقالت:
- لا تقل ذلك يا جوشوا .. بالطبع هم يريدونك .. إنهم يحبونك ..


اقترب جوشوا من الجدار ثم جلس على الأرض ببطء مستندا بظهره وقال:
- أنا لست غبيا .. لقد شاهدت نظرة عينيه عندما تحولت إلى الفزع وهو يراني أصعد السلالم، بدأ بالصراخ على الحرس لينقذوا جاكي ..

دمعت عينا سارة ولم تستطع قول أي شيء وتابع جوش كلامه:
- لماذا يريد قتلي؟ سوف أرحل ... لا أريد شيئا من كنوزه ، أريده أن يدعني وشاني ..
انفعل جوشوا عندما نطق الكلمة الأخيرة ووضع يديه على وجهه ..

انحنت سارة وجلست أمامه ثم قالت:
- جوش .. أنت رجل قوي جدا، لا تضعف الآن ... أنت لا تحتاج إليهم ..

وقف جوشوا ونظر إلى سارة ثم قال:
- شكرا لك يا سارة ... أنت حقا فتاة طيبة .. لا تستحقين ما يحصل لك ..
وقف،، ثم ترك المكان وانصرف بهدوء ، تابعته سارة بعينيها ثم وقفت وبدأت تشعر بالبرد مجددا فتوجهت إلى غرفتها مباشرة ..


شعرت سارة بالدفء وهي في سريرها وذهبت في النوم بعد قليل من التفكير في أحداث ذلك اليوم .. لقد كان يوما طويلا حقا!
آندريه ... ماذا تفعل هنا ..؟؟

التفت آندريه نحو سارة وقال وعلى وجه نظرة شريرة:
- أنت أسيرتي ... لأنني من يسيطر على الوضع الآن ..
ركضت سارة ونظرت من النافذة فشاهدت جوشوا مشنوقا في أغصان إحدى الأشجار العملاقة فصرخت ..
صرخت ..
استيقظت وهي تلتقط أنفاسها وأدركت أنه حلم سيء وحسب ..
إنه كابوس ..

سارت في الممر بعد أن تناولت الإفطار الذي أحضرته لها إحدى الخادمات، وقبل أن تدخل إلى الردهة سمعت أصوات صراخ الخادمات من الطابق الثاني فصعدت بسرعة لترى الخادمات يركضن مفزوعات وقد بدأ الحرس يقتربون من تلك الغرفة فقالت سارة :
- ما الأمر ؟؟
أجاب أحد الحرس بهدوء:
- لقد انتحر السيد جوشوا في غرفته ..

وضعت سارة يدها على قلبها ودخلت إلى الغرفة فشاهدت جوشوا معلقا بالسقف وحول رقبته حبل سميك، لم تستطع أن تنظر وأغمضت عينيها ثم خرجت ولم تستطع التوقف عن البكاء .. حتى أنها لم تعرف إلى أين تركض وسمعت صوت آندريه يناديها:
- سارة!

مسحت سارة دموعها بصعوبة فشاهدت آندريه وقد ارتدى بزته من جديد وحمل سلاحه فقالت:
- ما هذا؟ لقد عدت؟
أومأ آندريه بالإيجاب وتمتم بابتسامة:
- هكذا سأراك كثيرا .. أليس كذلك؟


عادت سارة للبكاء وقالت:
- لقد شنق نفسه ... لم يستطيعوا التعامل معه، لـ .. لقد .. كان بريئا ..
اقترب آندريه وناول سارة منديلا ثم قال:

- لا تحزني، أرجوك ...
حاولت سارة التوقف عن البكاء ولكنها قالت بانفعال:
- كانوا يتمنون موته ..

الاميرة الاسيرة 11-11-13 09:52 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 15
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

مضى يومين على تلك الحادثة ...
لم تخرج سارة من غرفتها كثيرا، لم تصدق تلك القسوة التي تغلف قلوب الأخوة على شقيقهم المريض .. كانت حزينة ومستاءة ..
حلمت سارة أنها تحفر قبرا حينما اصطدمت يديها بشيء صلب ..
كانت تعرف أن هذا الشيء الصلب ربما يكون صندوقا،، أو أي شيء آخر ، وعندما استيقظت كان الضيق يحبسها ويعذبها فخرجت قليلا وسارت تبحث عن آندريه ..
لم تتكبد العناء في إيجاده واقترب آندريه وقال باسما:
- كيف حالك الآن؟
- أنا بخير ..
- لا تبدين كذلك ..
صمتت سارة ونظرت إلى وجه آندريه قليلا ثم قالت:
- آندريه ..
- ماذا؟
- لقد حلمت بحلم غريب ...
انتبه آندريه أكثر وقال:
- وما هو؟
- حلمت بأنني أحفر قبرا في مكان ما من الحديقة حينما اصطدمت يدي بشيء صلب ..

فكر آندريه قليلا ثم قال:
- إنه قبري .. أليس كذلك؟
تفاجأت سارة وقالت:
- لم تقول ذلك؟
فكر آندريه مجددا ثم قال:
- أنت تحفرين قبرا في مكان ما .. واصطدمت يدك بـ .. إنه قبري!
تسائلت سارة مجددا بضيق:
- لماذا تقول ذلك؟
- لأنني أنا من حفر قبره بيديه .. أظن أنك سمعت ذلك من قبل ..
تمتمت سارة باستغراب:
- أهذا هو تفسيرك للحلم؟
- أجل ..

ابتسم آندريه وقال:
- إنه الكنز .. إنه يقع تحت قبري .. لقد انتهينا أخيرا .. أنتهيناااااااااا!
ابتسمت سارة أيضا وقالت:
- أتمنى ذلك حقا! هل سنخبر ماليبو الآن؟
قال آندريه بخفوت:
- لا .. انتظري، يجب أن تعرف مارينا أولا بأننا وجدنا الكنز حتى تستعد للهرب إن حاول قتلها .. إنه يفعل أي شيء أنا لا أثق به ..
استمعت سارة باهتمام وتابع آندريه:
- إنها مهمتك!

***********

توجهت سارة إلى مكتب ماليبو وفي الطريق شاهدت جاكي يتعكز على عصا، توقفت وقالت:
- حمدا لله على سلامتك!
ظل جاكي صامتا ونظر إلى سارة قليلا فقالت سارة:
- هل تحتاج إلى المساعدة؟
قال جاكي بخفوت:
- إن وجدت فيليب .. فأرسليه إلي .. وسأكون شاكرا ..
قالت سارة مازحة:
- أرجو أن تكون قد أقلعت عن التدخين كما وعدتني؟
كانت ملامح جاكي حزينة وتمتم:
- إنني أحاول فعلا!
قالت سارة وهي تبتعد:
- حسنا، إلى اللقاء، سأرسل لك فيليب إن وجدته ..
طرقت باب مكتب ماليبو ودخلت بدون أن يسمح لها فرأت ماليبو يجلس وزحل تجلس أمامه فقالت باستياء:
- آسفة لأنني دخلت بدو ..
ابتسمت زحل وقالت:
- مرحبا سارة ..
وقف ماليبو ونظر إلى سارة بتفحص ثم قال:
- سارة .. أنت بلا عمل هنا .. لقد كنت تحلمين دائما، لا أصدق أن أحلامك انقطعت عندما وصلت إلى قلعتي ..
نظرت سارة إلى زحل وقالت:
- كنت أود أن أتكلم مع زحل قليلا، ربما يخفف ذلك من بعض الحزن الذي أشعر به ..
قال ماليبو معلقا بسخرية:
- حزن!
- أجل، فأنت قتلت شقيقك جوشوا ...
نظر ماليبو بحدة ولم يقل شيئا فقالت زحل:
- أنا أشعر أيضا بالملل والمرض .. لم لا تدعنا نتمشى قليلا؟

قال ماليبو بسرعة:
- لكن .. أخشى أن ..
وضعت زحل يدها على بطنها وقالت:
- لا تخف عليه، سيكون بخير ..
نظرت سارة نحو زحل وبدأت تفهم أنها ربما تكون ...... حاملا ...
ظلت سارة تنظر إليهما مبهوتة ولكنها أخفت ذلك وقالت:
- هيا يا مارينا .. ألن نتمشى قليلا؟
أومأت مارينا بالإيجاب وخرجا يتمشيان معا فقالت سارة:
- إن ماليبو يتركك تمشين حرة لأول مرة؟ أليس كذلك؟
- أجل!
- لماذا؟
نظرت زحل إلى سارة وقالت :
- أعرف ما تفكرين فيه يا عزيزتي ... أنني حامل؟ أليس كذلك؟
- أجل ..
ابتسمت زحل وقالت:
- لكنني لست كذلك! أنا أخدعه ..

قالت سارة باستياء:
- لكن هذا خطأ كبير .. ربما لن تتفادى غضبه إذا علم أنك تكذبين عليه .. وخصوصا في موضوع شائك كموضوع الأطفال!
لم تعلق زحل على هذا وقالت:
- دعك من هذا، أخبريني ... هل شاهدت آندريه؟
- أجل .. لقد وجدنا الكنز .. لقد أرادني أن أخبرك بهذا حتى تأخذي حذرك ..
دهشت زحل وظهرت الفرحة على وجهها وتمتمت في نفسها:
- لقد بدأت الخطة إذا ..
تسائلت سارة قائلة:
- ماذا؟ خطة ؟؟
انتبهت زحل وقالت تغير الموضوع:
- لا .. أقصد أننا ربما سنبدأ خطة للهروب من هنا ..

الاميرة الاسيرة 11-11-13 09:54 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 16

بعض شخصيات ما خلف القناع سيظهر من هذا البارت
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

تابعا سيرهما حتى قابلا ماليبو مجددا وقال ماليبو وهو يمسك زحل من ذراعها برفق:
- هيا، عليك العودة الآن .. سأسمح لك بالسير فيما بعد ..
قالت زحل بدلال:
- ماليبو! دعني أسير قليلا!
- أرجوك ارتاحي!
نظرت زحل إلى سارة وصافحتها قائلة:
- أبلغي سلامي إلى آندريه، وقولي له أنني بأحسن صحة ..
قالت سارة مبتسمة:
- حسنا! سأفعل ...
سارت زحل وهي تستند برأسها على كتف ماليبو الذي أسندها بلطف حتى ابتعدا .. وعادت سارة تمشي وحيدة فشاهدت فيليب يسير أمامها في الممر الخارجي، لم يتوقف فيليب وتابع سيره بهدوء متخطيا سارة فنادت:
- فيليب ..
توقف فيليب ونظر إلى سارة ... كان فيليب شاحبا وعيناه حمراوتان مرهقتان .. اقتربت سارة وقالت:
- لقد كان شقيقك ... الأشقر الذي يشبهك .. كان يبحث عنك ..
- جاكي؟
- أجل، طلب مني أن أرسلك إليه عندما أجدك ..
زفر فيليب بضيق وأخرج تنهيدة حارة ثم قال:
- حسنا، شكرا لك يا سارة ..
- العفو ..

استدارت سارة وتابعت سيرها مجددا وتوقف فيليب ينظر إليها مليا قبل أن ينادي:
- سارة ..
نظرت سارة إلى فيليب فاقترب فيليب هذه المرة وقال بحزن:
- آسف إذا كنت أثقل عليك .. ولكن .. هل أخبرك جوشوا بشيء قبل أن ينتحر؟
- ماذا؟
- أ .. أقصد هل أخبرك إن كان حزينا أو ما شابه؟ هل ضايقه أحد منا؟
صمتت سارة للحظات قبل أن تقول:
- أتقصد، هل أعرف السبب؟
- نعم ..
استندت سارة على سياج الممر الخارجي وهي تتطلع إلى الأشجار وقالت بهدوء:
- النمر هو السبب ..
- النمر؟
استدارت سارة مواجهة فيليب وشبكت يديها ببعضهما وهي تقول:
- هل تعتقد بوجود نمور برية في هذه المنطقة من استراليا؟
- فـ .. في الحقيقة .. لا ..
- لقد أحضره ماليبو .. ليقتل شخصا ما، ذلك الشخص يمشي بمفرده في وقت متأخر من الليل ليراقب النجوم ..

ذهل فيليب وقد بدأ يستوعب الكلام وتابعت سارة:
- صادف ذلك أن جاكي قدم ذلك اليوم، وخرج ليدخن بعض السجائر، أما انا فقد استغللت فرصة بقائي مع أخي وبقيت هناك حتى وقت متأخر مما جعلني عرضة لهجوم النمر ..

رمش فيليب مرات متتالية وهو يحاول استيعاب الأمر وظلت سارة تقول:
- عندما استنجدت بجاكي كنت أظنه يحاول إخافتي، وخرج النمر فجأة ليتعرض جاكي للهجوم، بدلا من الشخص المقصود، وعندما ذهبت لاستنجد بماليبو نظر لي ببرود وهو يعتقد أنني أتحدث عن جوشوا ..

تمتم فيليب:
- عندما نزلت ورأيتك تصرخين وتحملين البندقية ..؟
- أجل في ذلك الوقت تماما .. بعد أن خرجنا لننقذ جاكي، قابلنا جوشوا على الباب .. أخبرني جوشوا أنه رأي الاندهاش والغضب في عيني ماليبو وبدأ يسارع في إنقاذ جاكي .. بعد أن علم أن الضحية ليست جوشوا ..

نظرت سارة إلى فيليب بعد فترة صمت قصيرة فوجد عيناه قد امتلأت بالدموع، كادت سارة أن تبكي ولكنها حاولت ضبط أعصابها، وقالت:
- كنت أظن أنك تعرف ..
نزلت دمعتين من عيني فيليب مسحهما بسرعة وقال بصوت مكتوم:
- لقد اعتبرت جوش و جاكي أخواي الوحيدان .. لأنهما الأفضل .. لقد أحببت جوش أكثر من أي شخص آخر ولم أصدق أنه قتل نفسه .. ظننت ..
التقط فيليب أنفاسه المتلاحقة وتابع ودموعه تنزل:
- ظننت أنه فعل ذلك بسبب شجاري معه قبل يومين من الحادث ..

قالت سارة مواسية:
- هيا يا فيليب كف عن هذا، أنت رجل قوي .. لا أصدق أنني أرى دموعك ..
مسح فيليب دموعه وقال:
- سوف أرحل .. لن أستطيع النظر في وجه ماليبو مجددا..
قالت سارة :
- سترحل؟ ولا يتبقى رجال شرفاء هنا لإنقاذي؟
تفاجأ فيليب ونظر إلى سارة ثم ردد:
- رجال شرفاء ...
- أجل! لأنه يبدو أنني عرفت بمكان كنزكم .. ربما سيسعى ماليبو إلى قتلي ..

ظل فيليب ينظر بهدوء وهو يفكر ثم قال:
- سارة، لا تخبري ماليبو عن مكان الكنز .. اهربي أولا ..
قالت سارة بهدوء:
- أجل .. هناك سامي وآندريه .. يجب أن يهربا معي ..
- إنهم رجال بكل حال ويمكنهم تدبر أمرهم ..
- لا .. لست مطمئنة ..
توقف فيليب عن الكلام للحظات ثم قال:
- من يعرف أيضا أنك وجدت الكنز؟
- آندريه .. ومارينا ..

قال فيليب باعتراض:
- كان يجب ألا يعرف شخص بذلك، أنا لا أثق بـحفار دائما، فهو في صف ماليبو ..
- ليس في صف ماليبو!
- لقد أتيحت له فرص كبيرة للهرب ولم يفعل شيئا ..
قالت سارة بغضب:
- لا .. إنه خائف أن يمس أخته مكروه ..
رد فيليب بثقة:
- إنه يعرف أن ماليبو يحبها بجنون ولا يمكنه إيذائها ..
- لقد أجبره ماليبو على حفر قبره بيديه ..!!

صمت فيليب وهو يفكر قليلا ثم قال:
- لقد طعننا ماليبو ... طعننا جميعا ولم يعد هناك أي رجل منا يثق به .. أشعر أنه سينال حتفه!
مضت فترة صمت قصيرة وشاهدت سارة آندريه يقترب من بعيد فقال فيليب:
- لم ينظر إلي هكذا؟
لم تجبه سارة ولوحت من بعيد وعندما اقترب آندريه نظر إلى فيليب وقال:
- من الجيد أنك هنا!
ثم لكمه بقبضة يده على وجهه فأسقطه أرضا، لم تكن ردة فيليب سريعة من أثر الصدمة وقالت سارة بفزع:
- آندريه! ماذا تفعل بالله عليك!
عندما حاول فيليب الوقوف ركله آندريه في بطنه بقوة فأسقطه مجددا ولكن تلك المرة وقف فيليب بسرعة وركض نحو آندريه وأسقطه ..
دخلا في شجار عنيف ولكن آندريه أخرج خنجرا من جيبه ولوح به في وجه فيليب .. ابتعد فيليب وهو يلتقط أنفاسه وقالت سارة بغضب:
- هذا يكفي يا آندريه ... توقف عن هذا أنت تصدمني !!

حاول آندريه طعن فيليب ولكن فيليب لم يكن خصما سهلا وأمسك بيد آندريه محاولا عرقلته وإسقاطه .. لمس طرف السكين رقبة فيليب وبدأ بالدخول فتمتم آندريه:
- هذا ما أحتاج إليه حقا ..
جرح آندريه فيليب في رقبته جرحا صغيرا وعميقا بعض الشيء وبدأ ذلك الجرح بالنزف فابتعد آندريه لمسافة كافية ...

وضع فيليب يده على رقبته وبدأ ينهار شيئا فشيئا .. لم تمض ثوان أخرى حتى سقط فيليب على الأرض بلا حراك، وعندها اقترب آندريه ليطعنه بقوة فأمسكت سارة بملابسه معترضة طريقه وقالت بغضب:
- ما بك يا آندريه! هل جننت! أن تقتله ..
كان آندريه يلتقط أنفاسه وقال ببرود:
- أليس ذلك ما فعلته من أجل شقيقك ... لقد قتلت ..!! هيا ابتعدي قبل أن يزول المخدر من جسده ..
دمعت عينا سارة وظلت قابضة على الخنجر وهي تقول:
- يبدو أن هذا الأمر راقك كثيرا ..... ولكنني لن أسمح لك بقتله .. لن يؤذيك فيليب بشيء!

أزاح اندريه سارة بعنف فوقعت على الأرض وضحك اندريه ضحكة غريبة قبل ان يقول:
- لقد عثرت على الكنز في المكان الذي أخبرتني عنه ، إنه عبارة عن سرداب مليء بالأحجار الكريمة والذهب، وانا من سيحصل عليه .. لكن هؤلاء القوم سيقفون في طريقي!
زحفت سارة وجلست أمام فيليب وهي تصرخ بغضب:
- لن أسمح لك بأذيته ..

حمل آندريه سارة بيد واحدة وقذف بها بعيدا فآلمها ذلك ولكنها ركضت ورمت بثقلها على آندريه فسقط على الأرض بعيدا وسقط الخنجر من يده ..
أسرعت سارة وزحفت لتلتقط الخنجر فأمسك به آندريه أولا وقال وعلى وجهه نظرة شريرة :
- لقد استخدمت ماليبو طعما لتحقيق حلمي ... ولن تقفي في طريقي مهما فعلت ...

دمعت عينا سارة وقالت مندهشة:
- لا أريد أن أكتشف في النهاية أنك الشرير هنا..
صاح آندريه وقال ضاحكا :
- لقد خدعتك صحيح؟ لقد خدعت الجميع ... أنا بارع .. ومن حقي أن أعيش كما أريد لأنني الأذكى ..
تراجعت سارة واقترب آندريه وهو يصوب خنجره نحوها فقالت سارة وهي تبكي:
- لا أصدق .. لا أصدق أنك .. .. هل أحلم ؟؟
ابتسم آندريه وقال:
- لست تحلمين، وستكتشفين ذلك حالما تشاهدين دمائك وهي تسيل في هذا الممر ، أعدك بأنني سأعطيك وقتاً لرؤيتها قبل أن أذبحك ..

الاميرة الاسيرة 11-11-13 09:55 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
هاه ايه رايكم اتمنى تتفاعلوا معى :lol: انتهت رحلتنا لهذا اليوم وسنستكملها غدا بإذن الله
وإلى الملتقى
فى حفظ الرحمن

الاميرة الاسيرة 12-11-13 09:44 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيكم يا حلوين طبعا مفيش حد هيرد عليا ما علينا انا الظاهر كدة القصة مش عاجباكم على العموم انا هخلصها عشان اللى بدا يقراها بس هى اول وآخر مرة هاجى القسم ده شكرا جزيلا ما علينا
هنبدا الرحلة
بسم الله

الاميرة الاسيرة 12-11-13 09:45 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 17

يا كارهوا ماليبو ... إحتفلوا- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -


استعادت سارة رباطة جأشها وأدركت أنها فعلا .. لا تحلم ..
نظرت خلف آندريه فشاهدت جاكي يسير متكأ على العصا ونظر جاكي فاندهش لما يراه وقال:
- لما لا تقاتل من رجل لرجل وتدع الفتاة وشأنها؟؟
التفت آندريه وقال:
- رجل لمن؟ لرجل؟ أم لضحية نمر؟
ترك جاكي العصا فسقطت من يده وقال:
- لقد حاربت نمرا وقتلته، أنا قوي .. ولهذا يمكنني هزمك بسهولة ..

سار آندريه مقتربا من جاكي فانحنى جاكي بسرعة والتقط العصا ثم لوح بها في الهواء وبدأ بتدويرها كالمروحة ،، كان آندريه يركض باتجاه جاكي فضربه جاكي بعنف بالعصا فسقط آندريه وصاحت سارة:
- إحذر الخنجر.. إنه يحتوي مخدرا ..
وقف آندريه واندفع فأسقط جاكي .. شعرت سارة بأن وجودها لا معنى له .. ولكن بمن ستستنجد؟ هل ستطلب عون ماليبو؟

******

شاهدت زحل آندريه وهو يتشاجر مع فيليب ..
في تلك اللحظة أيقنت بأن تنفيذ الخطة قد بدأ ، وتوجهت إلى مكتب ماليبو وطرقت الباب فقال ماليبو:
- تفضل؟
دخلت زحل بابتسامة مصطنعة فقال ماليبو وهو يتطلع إلى بعض الأوراق بيديه :
- ما الأمر يا عزيزتي؟ لم قمت من سريرك؟ ألست خائفة على طفلنا؟
تمتمت زحل وهي تلتقط سيفا معلقا:
- بلى، إن كان هناك طفلا ..!
ترك ماليبو الأوراق ونظر نحو زحل بذهول وتمتم:
- ماذا تقصدين ؟؟
اقتربت زحل وهي تتظاهر بمشاهدة نقوش السيف ثم قالت:
- لقد أمضيت أجمل سنين عمري وأنا محبوسة هنا، تحت أمرتك ورهن إشارتك ... هل كنت تظن أن ذلك بلا هدف؟
لم يفهم ماليبو ما تقصده زحل وقال مستفسرا وهو يقف:
- ماذا تقصدين بالهدف ؟؟
ضحكت زحل ورفعت السيف أفقيا لتواجه به ماليبو وقالت:
- لم أحبك يوما للأسف، كما أنني لست حاملا ... فعلت ذلك حتى يمكنني الحصول على المال .. من أين لي به لأشتري قلعة باهظة الثمن؟؟
نظر ماليبو مشدوها فضحكت زحل ضحكة مجلجلة وصاحت :
- لقد خدعتك وجعلتك لي .. حتى ظننت أنني لك!!

فجأة، قذفت بالسيف بقوة لتطعن ماليبو الذي نظر إليها مذهولا لدقيقة ثم بدأت الدماء تسيل من أنفه وفمه .. نظرت زحل إلى السيف وهو يخرج من فقرات ظهره وقالت وهي تدور حول المكتب:
- هذا هو قصدي ... بالهدف أيها الوسيم ...
سقط ماليبو على الأرض وهو يرتجف واقتربت زحل وهي تنظر إلى عينيه المفتوحتين وهما تتحركان ببطء وتمتمت:
- سوف أشتاق إليك حقا ...
ثم ضغطت بحذائها على السيف فخرجت آه مؤلمة قصيرة من فم ماليبو وعادت تقول:
- كنت تستحق موتة أبشع من هذه .. لقد كنت ديكتاتورا ..

وتوجهت زحل نحو باب المكتب وألقت نظرة على ماليبو وهو يحتضر ثم خرجت وأغلقت خلفها الباب بهدوء ..
ثم توجهت إلى المطبخ وكانت الخادمات يعملن بجد فقالت زحل:
- أريد موتا فوريا يا فتياتي! لا أريد أن يتبقى أحد من جنودهم الأشاوس بعد وجبة الغداء الشهية تلك ...

********

في تلك اللحظات كانت سارة تفكر وهي ترى آندريه يضرب جاكي بعنف وقد تفوق عليه بسبب إصابته ولكن جاكي كان قويا جدا ..
أمسكت سارة غصن شجرة ثقيل وضربت به آندريه من الخلف فارتطم آندريه بالجدار وسقط منه الخنجر .. أسرعت سارة والتقطت الخنجر ثم قذفت به بعيدا نحو الحديقة فاختفى وسط الأشجار جن جنون آندريه فصفع سارة بقوة لتسقط على الأرض من أثرها وهي تمسك وجهها، واستعاد جاكي بعضا من قوته في تلك الدقائق ليواجه آندريه مجددا ..
نظرت سارة نحو فيليب وقد ملأت دموعها عينيها .. كان ملقى على الأرض بلا حراك وركضت سارة صاعدة لأعلى وقد قررت الاستنجاد بماليبو ..
دفعت باب المكتب ودخلت بسرعة ولكنها توقفت مذعورة أمام منظر ماليبو المطعون ... وعينيه محدقتان بالسقف وأدركت سارة أنه لفظ آخر أنفاسه ..
سقطت سارة على الأرض وقدماها لا تقويان على حملها ..
فكرت ..

لقد سيطر آندريه على القلعة .. قتل ماليبو .. وفيليب .. والآن يريد التخلص من جاكي .. ماذا ستفعلين يا سارة؟؟
ولكن .. سامي ... !!
بعثت القوة في سارة مجددا وراحت تركض بسرعة ونزلت السلالم متوجهة إلى البرج الشمالي .. لم يكن هناك جنود كالعادة ولا حرس ..
تعجبت سارة أين اختفى الجميع؟؟
وجدت باب البرج مفتوحا .. فدفعته بقوة وركضت على السلالم وهي تصرخ ..
- سامي .. أجبني يا أخي أرجوك!

قبل أن تدلف سارة إلى الغرفة شاهدت آثار دماء على الجدران وعلى عتبة الباب ، وبدأت دموعها بالانهمار وتشنجت مكانها فلم تعد تقوى على رؤية شقيقها مذبوحا أو مطعونا ..
دخلت ببطء ويداها ترتجفان ونظرت جيدا ..
كان أثر الدم على كل شيء .. الأرضية والسرير والستائر وحتى السقف .. كانت الدماء جـافة ورائحتها تملأ الغرفة .. وكانت النافذة مفتوحة وعليها آثار دماء ..
اقتربت سارة من النافذة ونظرت بحذر، كان هناك شخص ملقى أسفل البرج ومحطما، فأدخلت رأسها وأغمضت عينيها .. وتمتمت بهستيريا:
- ليس سامي .. إنه شخص آخر .. لا .. لا .. لا .. ليس سامي .. يا إلهي ساعدني ..
فتحت عينيها المليئتان بالدموع ونظرت مجددا فشاهدته .. محطما وحوله دائرة من الدماء، السقوط من النافذة يكفي.. فكيف بكل هذه الدماء قبل أن يسقط ؟؟
لم تستطع سارة تحمل ذلك وجلست على الأرض وهي تبكي بحرقة ..
لم تستطع إيقاف بكائها وجرى الانتقام في دمها فوقفت وهي تجفف دموعها ..



كانت منهارة ... نظرت في المرآة التي رشت عليها نقاط من الدماء سال بعضها مكونا خطوطا حمراء وشاهدت وجهها .. كان فمها ينزف ونصف وجهها أحمر اللون إثر صفعة آندريه .. تذكرت فجأة ما حلمت به .. كانت مقيدة وسألت آندريه:
- آندريه ... ماذا تفعل هنا ..؟؟
التفت آندريه نحو سارة وقال وعلى وجه نظرة شريرة:
- أنت أسيرتي ... لأنني من يسيطر على الوضع الآن ..

لماذا لم تعط سارة ذلك الجزء من حلمها أي اهتمام ... هل أحبته حقا؟؟
لقد أحبته فعلا حتى إنها تتمنى أن يكون ذلك حلما فاسدا من أحلامها .. لماذا يصبح الشخص الذي أحبته هكذا؟؟ لماذا؟؟
كسرت سارة المرآة بماسكة أوراق ثقيلة موضوعة على إحدى الطاولات .. فسقطت المرآة محطمة وتناثرت إلى قطع حادة ..
التقطت سارة إحداها وخرجت تركض على سلالم البرج الشمالي ... وهي ... تتوعد ..

------------------------

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

ظلت تركض عائدة وهي بالكاد ترى طريقها الذي حجبته دموعها عن عينيها ..
عندما وصلت إلى الممر الخارجي، كان جاكي وحيدا وكان ملقى في ركن من الأركان يحاول الوقوف والدماء تغطي أجزاء كثيرة من جسده .. نظرت جيدا فلم تجد أثرا لآندريه أو فيليب وتوجهت مباشرة إلى جاكي وحاولت مساعدته على الوقوف وهي تسأله:
- هل أنت بخير؟؟
أجاب جاكي بمرارة:
- لست بخير أبدا ...
ثم نظر في وجه سارة وقال وهو يشير لها نحو الحديقة:
- سارة، أهربي أرجوك! سيتولى فيليب الأمر .. إنه ماهر ..
توقفت سارة عن البكاء وقالت بجسارة:
- لن أهرب أبدا، يجب أن أقتل آندريه أولا .. لقد قتل أخي ..

نظر جاكي مذهولا وبدأت بعض الدماء بتغطية عينه اليسرى فقالت سارة بحزن:
- إن وضعك سيء جدا .. دعني أساعدك ..
انزلق جاكي بظهره على الجدار وجلس مجددا وهو يتمتم بتعب:
- لقد انتهى أمري .. اذهبي أرجوك .. لن يجدي انتقامك شيئا ... كل ما أعرفه في هذه الحياة أننا سنموت جميعا فوق السرداب .. وسيبقى الكنز لعنة ليبحث عنه آخرين .. وآخرين .. وآخرين ... ثم ..

صمت جاكي ومسح الدماء عن عينه اليسرى بيده اليسرى المجروحة فكأنه وضع الزيت على النار وزادت الدماء فلم يستطع إزالتها ..
نظر بعينه الأخرى نحو سارة التي وقفت تحاول عدم إظهار شفقتها على ذلك المسكين، ابتسم جاكي ابتسامة ساخرة ثم قال:
- اسمي الحقيقي هو آلفريدو .. كنت أود قول تلك الحقيقة لشخص ما لا يعرفني جيدا .. عدا ذلك فالباقيين من أخوتي لا يملكون أسماء مستعارة .. إنهم حقيقيون أكثر مني ..
جلست سارة أمام جاكي وقالت بلطف:
- اسمع يا جاكي .. أو ألفريدو .. أنا لن أتركك جريحا هنا لأهرب، كما أنني أجدك شاباً قويا ولست مصابا إلى هذا الحد .. وأرجو منك أن تتشجع لآخذك إلى مكان آمن على الأقل .. أرجوك!
عاد جاكي إلى ابتسامته الساخرة وتمتم :
- ليس هناك مكان آمن هنا .. كما أنني مصابٌ إلى هذا الحد صدقيني!

تمالكت سارة نفسها وهي تسمع صوت زحل يقول من خلف ظهرها:
- لقد نسينا أمر اللطيفة الصغيرة .. لم أظن أن آندريه سيتركك ..
وقفت سارة والتفت مواجهة زحل وهي تمسك بقطعة المرآة الحادة جيدا، وأخفتها وراء ظهرها وقالت:
- لا أحب الحروب النسائية .. إنها تشعرني بالقرف ..
ضحكت زحل ضحكة لاذعة ثم قالت وهي تحاول إمساك ضحكة أخرى عن الخروج:
- ما رأيك الآن في حرب نسائية - رجالية إن أردت تسميتها؟؟

لم تفهم سارة ماذا تقصد نظرت إليها بحذر، ولكنها سرعان ما فهمت عندما شاهدت آندريه يخرج إلى الممر الخارجي .. لم تعد سارة متأثرة به جدا .. لقد كرهته حتى أذنيها ..
لكنها تأكدت الآن من شيء واحد ، وهو أنه لا يسيطر على القلعة الآن سوى ... حفـّار .. وزحل ..!!

وقفت سارة متأهبة وألقت نظرة على جاكي بسرعة فوجدت عينيه مقفلتين وهو يجلس في ذلك الركن بلا حراك ..
عادت بنظرها إلى آندريه الذي كان ينزف من مكان ما من ذراعه وقال مبتسما وهو يشير بطرف ذقنه نحو جاكي:
- هل مات صديقك بسرعة؟؟ كان سيموت بأي حال فقد كان يدخن بلا انقطاع ..

شعرت سارة بالغيظ ولم تقل شيئا فعاد آندريه يقول وهو يذخر مسدسه:
- أنت حقا قوية .. أتعلمين،، سآسف على موتك .. لقد كنت جميلة ونبيلة وفعلت كل ما احتاج إليه من أجل إيجاد الكنز .. ولقد أحزنني حقا موت فيليب،، كان فتى شهما جدا، لكن مشكلته أنه كان ذراع ماليبو الأيمن، وهذا ما لا يعجبني في الشاب المغرور ..

قالت سارة بحقد:
- انت الشاب الأكثر قرفا وغرورا الذي قابلته في حياتي ..
ضحك بسماجة وهو يقول:
- سيكون آخر وجه مقرف مغرور ترينه في حياتك ..

الاميرة الاسيرة 12-11-13 09:48 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
لقد بدأ الصراع لتوه

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

ضحكت زحل وقالت وهي تلقي نظرة على آندريه :
- آندريه يا عزيزي .. أنهي مهمتك بسرعة .. إنها الأخيرة ..
رفع آندريه مسدسه في وجه سارة، دمعت عينا سارة لأنها علمت كم خدعت بالمظاهر البريئة .. أولا ماليبو .. ثم هو .. الشخص الذي أحبته، أو على الأقل .. سمحت لنفسها بأن تحبه ...
أغمضت عينيها وتمتمت:
- يالي من غبية ..

تردد آندريه كثيرا وبدا كأنه يبحث عن هواء ليتنفسه، فهتفت مارينا مشجعة :
- هيا آندريه .. أقض عليها، ماذا تنتظر .. ؟؟

ارتعشت يد آندريه وهو ينظر إلى وجه سارة وهي مغمضة العينين فخطفت مارينا المسدس من يده بسرعة وكادت تضغط على الزناد قبل أن تفتح سارة عينيها وتقول بثقة وهي تبتسم:
- هل تأكدتم حقا أنه مخزن المجوهرات؟ أم أنكم قتلتم عشرات من البشر بلا جدوى ..؟
نظرت مارينا نحو شقيقها بحدة مما أثار ارتباك آندريه فقال:
- لقد كانت هناك مئات الصناديق مختلفة الأحجام ..
سألت زحل والغيظ يعتصرها:
- هل فتحت إحداها؟
صمت آندريه فصرخت مارينا:
- أجبني وإلا سأنسف دماغك بهذا ..
نظر آندريه إلى مارينا وتمتم:
- إنها تبدو كصناديق المجوهرات، لأنها منقوشة ومغطاة بالـ ..
قاطعته سارة:
- ليس هناك رجل حقيقي تتحكم فيه امرأة بهذا الشكل .. لكم أنت أرعن يا آندريه!!

نظر آندريه بحنق فقالت مارينا وهي تشير بحركة من يدها نحو الخلف:
- اذهب وتفقد المخازن بسرعة .. إنها الوحيدة التي يمكنها اكتشاف مكانه ..
قالت سارة وهي تحكم قبضتها على قطعة المرآة الحادة:
- لقد حلمت أنني أحفر بينما اصطدمت يدي بشيء صلب .. ولكنني لم أر كنزا ..


نظر آندريه إلى سارة نظرة أخيرة وركض مبتعدا فقالت سارة وهي تنظر إلى مارينا بثبات:
- لن أساعدك أبدا يا زحل .. حتى ولو كان الثمن موتي .. وأنا أتحداك إن ظهر الكنز في ذلك المكان ..

بدأت مارينا تتحرك بقلق وتنظر خلفها منتظرة آندريه أن يعود ومعه الخبر اليقين،، وبينما تنظر مارينا خلفها اقتربت سارة بسرعة وضربت يد مارينا بحركة مفاجئة فأسقطت المسدس ..
قبل أن تستوعب مارينا ما يحصل دفعتها سارة بقوة فسقطتا معا على الأرض وسقطت المرآة من سارة بعد أن جرحت يدها وتناثرت إلى فتات ...

صاحت مارينا وهي تخنق سارة بقوة:
- قلت أنك لا تحبين المعارك النسائية!!
ركلتها سارة بعنف لكي تبعدها وتمتمت وهي تلتقط أنفاسها:
- إنني مضطرة!
صفعت مارينا سارة بقوة ثم زحفت على ركبتيها مسرعة لتمسك بالمسدس ولكن شخصا ما أمسك به قبلها ..

رفعت مارينا عينيها ونظرت سارة بانتباه لترى سامي يقف أمامها وهو يصوّب المسدس إلى رأس مارينا التي قالت بفزع:
- ألم تمت!! لقد أرسلت جنديا لذبحك .. لقد قتلتك!
كانت الدماء تملأ جسد سامي ووجهه وكانت ثيابه مقطعة من عند الكتفين والظهر .. وهمس سامي ساخرا:
- في أحلامك فقط ..
دمعت عينا سارة بسعادة وهي تفيق من ذهولها وسمعت صوتا خلفها فألقت نظرة على جاكي فوجدته يحاول الوقوف .. هتفت بفرحة:
- أنت حي أيضا ..
لم تكتمل فرحتها فإذا بآندريه يقترب من الخلف مصوبا مسدسه نحو سارة وقال بصوت عال:
- لا تقم بحركة غير مضمونة أيها الشاب العربي!
كان سامي يلتقط أنفاسه ولكنه لم يلق المسدس وبدلا من ذلك صوبه نحو آندريه، فصوب آندريه مسدسه نحو سامي كنوع من ردة الفعل ..

صوب الاثنان مسدسيهما إلى رأسي بعضهما، ولكن بندقية ظهرت من العدم لتلتصق بظهر آندريه ..
كان ذلك هو فيليب الذي ملأت الجراح جسده وأصبح يعرج بصعوبة ليتحرك، وتمتم فيليب بصوت مبحوح:
- لقد سقطت من البرج الشرقي مرة، لم تكن السقطة الثانية جيدة كالأولى ولكنني هنا بأي حال أيها الفاشل النكرة ..!
صرخ فيليب فانتفض آندريه فزعا :
- ألق سلاحك وإلا ما ترددت في إفراغ رشاشي بجسدك ..

بدت زحل في موقف لا يحسد عليه وألقى آندريه بمسدسه على الأرض بينما وقفت سارة و جاكي وتبادلا ابتسامة النصر ..
بدت زحل غير متقبلة للهزيمة وعلى وجهها ظهرت فجأة ابتسامة واثقة وطرقعت بأصابعها وهي تقول:
- هيا يا جنودي ..

الاميرة الاسيرة 12-11-13 09:49 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 18

هذه ليست النهاية
- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

ظهر بعض الجنود فجأة من خلف الأشجار وأطلقوا النار من رشاشاتهم بدون سابق إنذار..
أطلقوا النيران بكثافة وثار الغبار فألقى جاكي بسارة على الأرض وصاح وهو يضع يده على رأسها:
- هذا ما كان ينقصنا! إنهما مصرين على قتلنا! وهؤلاء الخونة .. إنهم من جنود ماليبو ..!
نظر جاكي إلى سارة وكان سيقول شيئا آخر، ولكن زجاج النافذة تحطم فوق رأسيهما وتناثر فعاد جاكي يكمل كلامه بصعوبة شديدة:
- أهربي ..
صاحت سارة وهي تخرج زجاجة دخلت إلى يدها :
- لن أذهب إلا معك يا جاكي، لن أتركك جريحا خلفي ..

ابتسم جاكي وأغمض عينيه ببطء ...
جلست سارة بصعوبة وهي تحمي رأسها ونظرت إلى جاكي فوجدت ظهره قد اخترق ببعض الرصاصات ..

لقد قتل جاكي بينما كان يتولى حمايتها ..
دمعت عينا سارة وركضت محاولة الهرب ولكنها أصيبت بعيار في ذراعها مما أسقطها على الأرض بقوة .. وفقدت وعيها ..
ظلت العيارات النارية تجوب المكان ووقفت زحل تتأمل الجرحى على الأرض .. والقتلى ..
وقف آندريه مجروحا ونظر إلى زحل وابتسم وهو يقول:
- لقد نجحنا .. وحصلنا على الكنز ..
ضحكت زحل ثم ركلت فيليب بقدمها اليمنى ونظرت إليه جيدا بعد أن مزقته الرصاصات وقالت:
- لم آسف إلا على هذا الشاب ..
ثم تمتمت:
- لم آسف حتى على ماليبو ..
سارت زحل ممسكة بأخيها المصاب وألقت نظرة أخرى على الجنود ثم قالت:
- هيا يا جنودي، اذهبوا لتناول الغداء الشهي، وبعد ذلك سيأخذ كلا منكم نصيبه من الكنز .. ليصبح ..... ثريا!
تفرق الجنود فتمتمت في آذن آندريه بمكر:
- إنه غداء لن تأكلوا بعده أبدا!!
ثم ضحكت بدهاء وسعادة غير طبيعية ..

*******

أفاقت سارة بتعب وقد جفت دماؤها بعد أن نزفت كثيرا، التراب والأوساخ تغطي جروحها وتناثرت دماء أخرى على وجهها وملابسها ..
وقفت بصعوبة وسارت ببطء وهي تمسك بذراعها، كان ذلك مؤلما فهي لم تجرب إحساس المصاب بعيار ناري من قبل، كان الوقت قرب المغيب ونظرت إلى الجثث على الأرض والدماء التي شكلت بحيرة قاتمة من الغضب والألم .. كان هناك جاكي مغمضا العينين وفيليب يمسك برشاشه ..

نزلت دموعها وهي تنظر إلى سامي وقد مزقته الرصاصات ... هناك بعض الجنود أيضا قتلوا برشاش فيليب أو مسدس سامي ..

ارتمت على ركبتيها بيأس وأغرورقت عينيها بالدموع ..
لم تسمع سوى صوت الصمت ..
وكان صوت بكائها يحاول التحرر من حلقها فبكت وبكت وطارت أعشاب جافة من أشجار القلعة لتلتصق بدموعها ومن ثم ترميها فتسقط على الأرض وتلتصق بالدماء التي لم تجف بعد..

وقفت مجددا وسارت في الحديقة قليلا حتى شاهدت مكان الحفر، كان هناك طريق مؤدي إلى سرداب، نزلت سارة ببطء وكان خالٍ من كل شيء ..
البشر والصناديق .. وكل شيء ..
جفت دموعها على وجهها وتأملت الغرفة لدقيقة ..
كان هناك إطار صورة يسقط على وجهه مغطى بالتراب والغبار الكثيف .. رفعته ونظرت كانت صورة شاب غريب يرتدي سترة ذات موضة قديمة، الصورة قديمة باهتة الصفار ومغطاة بالأتربة .. مسجل عليها التاريخ : 1922م ...
إنها قديمة حقا .. مكتوب عليها : السير آرثر بيل ستيوارت ..
كانت ثقيلة أيضا فأفلتت من يدها وسقطت بدون قصد منها ليتحطم زجاجها ..
سقطت الصورة وسقطت من خلفها ورقة صفراء وتمتمت سارة وهي تلتقط الورقة:
- آسفة سيد ستيوارت ..

فتحت الورقة بهدوء فقد كانت مهترئة وقرأت:
" هذا المتحف بمثابة إثبات على الصنع الماهر لتقليد أحجاره الكريمة .. يظل هذا الكنز من صنع السيد سيتوارت من الزجاج الملون والمعادن المطلية رمزا لإبداعه وتخليدا لذكراه المجيدة، وصورة تعكس للناس مدى جمال ثروته الحقيقية .. يحمي القانون أملاك السيد سيتوارت حتى عام 1955م ، بعدها يمكن للمالكين التحكم في الوصية ......."
لم تكمل سارة تلك الرسالة التي لم تفهم منها سوى شيء واحد وهمست تحدث نفسها مشدوهة:
- إنه الكنز ... كان مجرد زجاج مزيف ...
أصيبت سارة بحالة هستيرية ووقفت وهي تصيح ضاحكة وباكية في نفس الوقت:
- هنيئا لكما الزجاج الملون يا حفار.. وزحل!

الاميرة الاسيرة 12-11-13 09:51 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 19

الرسالة الوردية ... كتاب الماضي لم يندثر

______________________________________



----------------

أتمت سارة الخامسة والعشرين من عمرها ،، حاولت عائلتها الاحتفال بذلك اليوم ولكنها لم تحضر حفلها كالعادة وبقيت في غرفتها وهي تطفئ الأنوار وتنظر من النافذة ..

مرت ثلاث سنوات منذ ذلك الحادث، لكن سارة أصبحت مختلفة ..
أصبحت ضعيفة، جبانة ومنطوية ... لا تثق بأي شخص كان .. تكره الحفلات، والقصص والناس والشوارع والزهور وكل شيء، أصبحت هزيلة وشاحبة وغير مهتمة بنفسها، أصبح شعرها أكثر طولا وظهر لون أسود يحيط بعينيها الجميلتين الحزينتين ... تعزل نفسها في غرفتها ممسكة بصورة شقيقها ودفتر مذكراتها ..



لقد زادت حالتها سوءا ووقف والديها عاجزين عن فعل أي شيء ..
جلس الأب والأم يتكلمان وينفسان عن همومهما بعد انتهاء الحفل الصغير وانصراف أقربائهم وقالت الأم:
- لقد فقدنا كل شيء دفعة واحدة يا عامر!! أبننا ... ثم ابنتنا ..
تنهد الأب بألم وتمتم:
- لم نفقد سارة .. بعد ..

نزلت دمعة الأم حارة وبدا لا أمل لها فعاد الأب يقول مواسيا:
- يجب أن نجعلها تخرج من هنا، ثلاث سنوات وقت طويل لكي تنسى ..
- لكنها .. لـ .. لا تنسى يا عامر!
أجهشت الأم بالبكاء فضمها الأب بحنان وقال وهو يربت على ظهرها :
- لا بأس .. لا بأس ..


في الصباح دخلت الأم غرفة سارة وهي تحمل كعكة الحفلة التي صنعتها مجددا ونظرت جيدا فوجدت سارة تنام على الأريكة بوضع غير مريح مستندة على يدها اليمنى وقد سقط منها كتاب مذكراتها القديم ..
ترددت الأم كثيرا قبل أن تلتقطه ووضعت الكعكة على الطاولة ثم فتحت الصفحة الأخيرة وسمحت لنفسها بقراتها:
" لم أكن أتخيل لحظة، أن آندريه بهذا السوء، كنت أظن أنني أحلم كالعادة،، تباً ... تبا لأحلامي ولماليبو وآندريه.. تبا لهما ..
تبا للكنز!!
الكنز المزيف ...
تبا لكل شيء في العالم، وتبا للموت وللأشرار ..
لن أكتب شيئا منذ تلك اللحظة، لن أكتب لأن قلمي جف، أريد فقط أن أضع ذكرى خالدة لأناس لم أعرف أنهم بهذه الشجاعة إلا عند الموت ..
أحبك يا سامي .. يا أخي الحبيب الذي أحببته أكثر من نفسي ..
أحبك يا فيليب .. أيها القاسي الملامح الرقيق القلب، أتذكرك وأنت تطعم الطيور ..
أحبك يا جاكي أو ألفريدو كما أحببت أن أناديك ... رغم أنك كنت تدخن بشراهة ..
أحبك يا جوشوا الطيب ... الذي لم تجد صدرا حنونا يحتويك فآثرت الموت ..
والوداع إذا .. ... سارة عامر "

سقط دفتر المذكرات من يد الأم ونظرت إلى وجه سارة لترى للحظة أنها لا تتنفس .. فزعت وحركتها بسرعة:
- سارة .. سارة ابنتي .. أجيبي يا ابنتي ..
فتحت سارة عينيها ببطء فتنفست والدتها الصعداء وقالت:
- لقد خفت عليك ..
ضمتها بقوة وانهمرت دموعها ومن خلف ظهر والدتها شاهدت سارة الكعكة المزينة بالشموع الخمس والعشرين فقالت:
- شكرا يا أمي ..
أمسكت الأم بوجه ابنتها وقالت ودموعها تسيل بلا توقف:
- سارة، لا تشعريني بأنني فقدتك، لقد تغيرت، ليس موت شخص معناه نهاية العالم،، لقد مات سامي وهو ولدنا وأحب شخص إلينا... ومع ذلك .. مع ذلك لم ننطوي ولم نزوي حتى الموت .. أنت شابة جميلة .. وأمامك مستقبل .. ولا أريدك أن تظلي هكذا مدى حياتك ..

كانت سارة تنظر لوالدتها الباكية وقالت سارة بخفوت:
- أمي ،، لقد أصبحت مجنونة!! وسأظل هكذا، لا أريد أن أتزوج .. ولا أريد أن أعرف أحدا، سأعيش معك أنت وأبي وحسب .. أنا أثق بكما ..
ابتعدت الأم باكية ولكنها توقفت قليلا عند الباب وقالت وهي تجفف دموعها:
- أنت لست مجنونة ... أريدك أن تكوني أكثر إيمانا بالله ..
خرجت الأم وظلت سارة تحدق بالكعكة مليا ثم وقفت وأغلقت الباب..

الاميرة الاسيرة 12-11-13 09:52 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت نمبر 20

ألفريدو أليخاندرو ... و مكالمة هاتفية- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

مضى ذلك النهار وسمعت سارة طرقا على باب غرفتها ... قالت سارة:
- تفضل ..
دخلت والدتها وهي ممسكة بمظروف وقالت باسمة :
- عزيزتي سارة،، لقد وصلت لك تلك الرسالة منذ قليل .. تفضلي ..
أمسكت سارة بالمظروف وهي تتساءل عن الشخص الذي راسلها فهي لا تعرف أصدقاء مخلصين .. جلست الأم إلى جوار ابنتها وقالت:
- هل تمانعين!
- بالطبع لا .. تفضلي يا أمي، فليس لدي أسرار أخفيها عنك ..
جلست السيدة نور بجانب ابنتها وفتحت سارة المظروف وأخرجت الرسالة،، كانت وردية اللون ومعطرة وبدأت سارة تقرأ رسالة بخط اليد :

" إلى الغاليه سارة :

حتماً تتسائلين عن مرسل تلك الرساله ..
صدقيني لكم أسعدني أنني علمت بأنك بخير،

وددت إخبارك أنني حقاً .. اشتقت إليك على الرغم من أنني سوى بضع مرات ولكني تأكدت أنك رائعه وتستحقين كل ماهو جيد في هذه الحياة.

سأخبرك من انا ..

أنا شخص أشقر ممل كنت أدخن كثيراً ، وأدعى جاكي.

استيقظت بعد الحادثة لأكتشف أنني خسرت عائلتي ولكنني الآن أملك واحداً (أنتِ).
لقد أصبت في العامود الفقري وأصبحت مقعداً.

أنا الآن في وطنك بصحبة صديقاي عادل وجيف. و ..

كنت حقاً أود رؤيتك.
هل يمكنك تحقيق أمنيه أخيرة لهذا الشاب المعاق؟

سيسرني ذلك كثيراً ... مع إخلاصي.

ألفريدو أليخاندرو


سقطت ورقة أخرى كان عليها رقم هاتف جاكي ...
ابتسمت سارة وقالت وهي تنظر لوالدتها بعينين دامعتين فرحتين:
- أمي ... إنه جاكي .. لقد أخبرتك عنه،، لم يمت .. أرأيت .. حمدا لله!!
ابتسمت والدتها وقالت:
- أنا سعيدة من أجله ..
صمتت سارة للحظة وقالت :
- أمي .. هل ستسمحين لي بزيارته ..
قالت الأم بلطف:
- أجل ولكننا سنكون معك ..
عانقت سارة والدتها وقالت بفرحة:
- شكرا يا أمي .. شكرا!!

******

قال عامر ببعض القلق:
- لكنه أجنبي بأي حال ..
دافعت الأم قائلة:
- عامر! أنت لم تر الفرحة في عينيها .. سوف يغير حياتها ويجعلها تخرج على الأقل ..
- لكنه أجنبي، لا يمكنني السماح لهما بالزواج ..
- عامر .. إنه مقعد .. وهو فاقد الأمل في كل شيء، هل تفهم ذلك؟
- لم أكن أعرف ذلك!!

في المساء أخذ السيد عامر رقم جاكي من سارة التي جلست هي ووالدتها يراقبن الهاتف ثم قام بالاتصال،، وبعد وقت قصير أجاب شاب:
- نعم؟
- آ .. هل السيد جاكي موجود؟
- جاكي؟
- نعم ..
- حسنا، من أخبره؟
- أخبره أنني والد سارة ..
- لحظة من فضلك ..
لم تمر ثوان حتى سمع السيد عامر صوت شاب حالم وتكلم قائلا بلغة عربية سليمة:
- مرحبا، من المتحدث ؟
- أنا الطبيب عامر،، وأنا والد سارة ..
صرخ جاكي في الهاتف وقال بصوت سعيد:
- حقا، .. هل هذا حقيقي! أنا سعيد جدا لسماع صوتك سيدي .. سعيييييد!!
- نحن أيضا،، لقد أخبرتنا سارة عنك الكثير ..
- شكرا سيدي، إنها حقا فتاة رائعة، هنيئا لكم بها ..
- شكرا لك ..
- سيد عامر، بما أنك اتصلت بي، ألا يمكننا التعارف؟؟
- بالتأكيد وهذا سيسرنا كثيرا ..
- وسيمكنني رؤية سارة ؟
- بالتأكيد، أخبرنا فقط عن عنوانك ونحن سنقوم بزيارتك ..
- يبدو أنك عرفت بالمشكلة، شكرا لك بأي حال!
- أنا متأسف جدا على ذلك الحادث ..
- لا بأس، كان جيدا كفاية لأفيق من الغيبوبة التي عشت فيها طوال عمري!
شعر السيد عامر بالإشفاق على ذلك الشاب وقال:
- إذن سنراك قريبا ..

الاميرة الاسيرة 12-11-13 09:53 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت 21

- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

بعد عدة أيام، خرجت العائلة الصغيرة متوجهة إلى مطعم تواعدوا فيه على اللقاء ..
كانت سارة متفائلة، وهي تخرج في نزهة لأول مرة منذ عامين أو يزيد ولذلك فقد كانت تنظر للشوارع من خلال نافذة السيارة وكأنها افتقدتها منذ زمن ..
تماما كما تفتقد شقيقها سامي ..
عندما وصلوا إلى المطعم، كان هناك ثلاثة شبان يجلسون حول طاولة كبيرة، عرفت سارة أحدهم ألا وهو جاكي، وكان يجلس على كرسي متحرك على عكس الآخرين وقالت سارة بصوت منخفض:
- أبي، إنه هناك ..
التفت جاكي مصادفة ليشاهد سارة، بدا عليه التأثر وأغرورقت عيناه بالدموع ففهم صديقاه ووقفا ليلقيا التحية على السيد عامر .. تعرف السيد عامر عليهما، أحدهما كان أسبانيا، لديه شعر أحمر وعينان خضراوان وهو ملفت جدا للنظر ويدعى "جيفيرو"،، أما الآخر فكان لديه ملامح شرقية ووجه لطيف ويدعى "عادل" ..
في النهاية تعرف والد سارة على " جاكي" أو "ألفريدو" كما هو اسمه الحقيقي ..

صافحت سارة جاكي ونظرت إليه للحظات ثم قالت بعد كادت دمعة تنزل من عينيها:
- سعيدة لرؤيتك مجددا يا جاكي ..
- مازلت مصرّة على جاكي؟
- لقد عرفتك بهذا الاسم ..
- وأنا أحب ذلك ..
جلس الجميع حول المائدة، وكان العشاء شهيا جدا بصحبتهم، وتبادلوا الأحاديث، كان جيف مغتاظا جدا لأنه لا يتقن العربية ولم يفهم معظم الحوار وكان يغني بالأسبانية ويصف مدى شعوره بالعزلة والقهر و جاكي يترجم بنفس اللحن .. أما الباقون فضحكوا على ذلك كثيرا ...

كانت معنويات جاكي مرتفعة جدا، على الرغم من الإصابة المدمرة التي تعرض لها وكان ينظر إلى سارة بابتسامة معبرة بين الحين والحين .. وشعرت والدة سارة أنها خرجت من جو الكآبة الذي كانت تعيش فيه ..
وأكثر ما أسعدهما ... تلك الضحكات الصادقة التي كانت تخرج من بين شفتيها وفرحة من عينيها ..

بعد ذلك الحوار مر أسبوع حتى جاء جاكي بصحبة عادل لزيارتهم،، كان يحتاج معاونا على الدوام ..
في ذلك اليوم وجد جاكي فرصة للتحدث وقال السيد عامر :
- لم لا تأت إلى المستشفى، لدي صديق بارع في الجراحة العصبية، وقد يتمكن من مساعدتك ..
أسند جاكي ذقنه على قبضة يده وقال بيأس:
- لا أعتقد أن هناك علاج ناجع لحالتي،، وإن كان .. فسوف يكون سعره فلكيا،، انا أعرف ذلك ..
- دعنا نر وحسب ..
قالت سارة مشجعة:
- أجل يا جاكي .. اذهب، ربما يستطيع والدي مساعدتك ..
- لا .. لن أثقل كاهلكم بتلك الأمور ..
قال السيد عامر معاتبا:
- لا تقل ذلك، يكفي فقط المحبة التي تكنها لك سارة، لقد أنقذت حياتها بشجاعة .. وليس مرة واحدة .. أليس كذلك يا سارة؟
توردت وجنتا سارة خجلا من نظرة جاكي الممتنة وتمتمت :
- صحيح يا أبي ..

قال عادل شيئا وهو يخاطب السيد عامر، ودخلا في نقاش ما، ولكن سارة لم تشعر بوجود أي شخص سوى جاكي، وكذلك جاكي .. كانا ينظران لبعضهما وقال جاكي مخاطبا سارة بخفوت:
- عندما أفقت في المستشفى، فتحت عيني وأنا أتذكر وجهك، علمت أن وقتا طويلا قد مضى على مكوثي داخلها وظننت أنك قتلت ..

ظلت سارة مبتسمة بهدوء وتابع جاكي حديثه بعد توقفه لثوان:
- عندما خرجت، وجدت أنني فقدت عائلتي تقريبا، جوشوا أولا ... ثم ماليبو، فيليب، وأنت وشقيقك .. وعندما تسلمت مفاتيح القلعة وأوراقها باعتباري الوريث الوحيد في استراليا،، علمت أنك نجوت ..
ابتسمت سارة وقالت:
- هل القلعة لك الآن؟
- أجل .. مع كل ذكرياتها السيئة ..
صمتت سارة تفكر لوهلة ثم قالت:
- لم يحصل حفـّار وزحل على أي شيء منها ..
- لقد أخذا الكنز ..
ضحكت سارة وقالت :
- لقد أخذا ما استحقاه .. زجاج مزيف من العشرينات قلده مالك القلعة الأصلي .. لكي يراه الآخرون بدون المساس بكنزه الحقيقي ..
ألجم جاكي الصمت وظل ينظر بحيرة ثم همس:
- كيف علمت بذلك ..؟
- علمت بذلك مصادفة ..
- لا أصدق!!

قالها جاكي باندهاش فانتبه الجميع إلى حوارهما وقال السيد عامر:
- هذا ما كنا نقصده عن معدات المستشفيات المتطورة حقا، ماذا ظننت يا جاكي؟
لم يفهم جاكي السؤال ولكنه أدرك أن السيد عامر ظن أنه يقول " لا أصدق" وهو يتابع الموضوع الذي كان يناقشه مع عادل ..
ابتسمت سارة وقالت وهي تنقذ جاكي من المأزق:
- إنه التطور السريع يا أبي ..
- صحيح!! ولهذا فإن لجاكي الآن أمل كبير في أن يتعافى ولكنني أريد أن أعرف مقدار الضرر الذي أصابه أم ماذا؟
تمتم جاكي:
- صحيح يا سيدي، لكن .. أعتقد أن إصابتي بليغة ..
- كن أكثر ثقة بالله ..
- صحيح .. أنا لست مؤمنا مثل سارة!

*********

وقفت سارة في المستشفى بجوار والدها و جاكي .. قال السيد عامر وهو ويدخل إلى أحد العيادات:
- انتظروني للحظات ..

نظرت سارة إلى جاكي وقالت مشجعة:
- جاكي ، يجب أن تكون مؤمنا بأن الله سيشفيك ..
ابتسم جاكي وقال:
- سأحاول ..
- ستحاول؟؟؟ هل أنت مجنون، إن الله يتكفلك بحفظه طوال الوقت ..
- أعلم .. ولكن الإيمان شيء صعب يا سارة ..
- ليس صعبا، ألست تعتقد بوجود الله؟ أم أنك ماركسي ؟
ضحك جاكي وقال:
- بالطبع أؤمن بوجوده، ولست ماركسيا .. في الحقيقة .. انا لا أؤمن بأي ديانة!
- هل أنت مجنون! سوف تلقى في الجحيم على وجهك!!
- أنت متحاملة علي .. وما أدراني عن الدين الذي سيدخلني إلى الجنة! على الأقل سيسامحني الله! بدلا من أن أقوم بعبادات تغضب الله علي! وتزيد الطين بله!

نظرت سارة وكانت ستقول شيئا ولكن السيد عامر خرج بصحبة طبيب آخر وأمسكت إحدى الممرضات بالكرسي المتحرك وقال جاكي وهو يبتعد :
- سأكون مؤمنا لا تجزعي!
ابتسمت سارة حتى ابتعدت ثم زفرت قائلة تحدث نفسها:
- لا أصدق أن هناك إنسان لا مبال بتلك الطريقة ..

بعد أن خرج الجميع من العيادة اقتربت سارة وتساءلت بلهفة:
- ماذا حصل؟؟
كان جاكي مبتسما كالعادة وتكلم والدها قائلا:
- هل تريدين معرفة كل شيء بهذه السرعة؟ هناك تحليلات وفحوصات كثيرة أمامنا ..
- ولكن النتيجة الأولية .. على الأقل!
ضحك جاكي وقال:
- ليست مبشرة يا سارة!
ظهر الاستياء على وجه سارة ونظرت بحزن إلى والدها فقال:
- سنقوم بما علينا ... والباقي سنتركه على الله ..
تمتم جاكي:
- أنتم مؤمنون جدا!
نظرت سارة بحدة إلى جاكي وقالت:
- عليك أن تكون كذلك أيضا ...
أومأ جاكي بالإيجاب والابتسامة لا تفارق شفتيه ... ولكن في عينيه الملونتان .. شعرت سارة بحزن كبير يخبئه خلفهما ..
وربما ماضٍ أليم .. تتمنى سارة معرفته .
.

الاميرة الاسيرة 12-11-13 09:54 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت 22

- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

عادت سارة بمفردها إلى البيت وابتسمت والدتها وهي تقول:
- لقد تعلمت طريق العودة .. ما أشد سعادتي!
ضحكت سارة وقالت:
- أنا أيضا أشعر ببعض السعادة من أجل ذلك التطور ..

دخلت سارة إلى غرفتها ووضعت رأسها على وسادتها وهي تنظر إلى السقف وتفكر .. تذكرت القلعة .. كل أحداثها بالتفصيل في ذلك الشهر الذي أطلقت عليه اسم "شهر الجحيم" ..
أغمضت عينيها وهمست:
- أنت السبب يا ماليبو ...
راحت سارة في نوم عميق وحلمت ، حلمت لأول مرة منذ عامين .. كانت دائما تنام في ظلام قاتم، لا أشخاص ولا أماكن ولا ألغاز ..
كانت تحلم بأنها مكبلة من يديها وتجري حول القلعة بسرعة وتشعر بالخوف ...
ومن بعيد شاهدت آندريه .. كان يعترض طريقه بتلك الابتسامة الغريبة التي عهدتها عليه مؤخرا ..

استيقظت سارة فجأة وهي تلتقط أنفاسها ..
كانت مفزوعة ونظرت حولها للتأكد أنها في بيتها وليست في القلعة ، واطمأنت عندما التقت عيناها بعيني والدتها التي دلفت إلى الغرفة وهي تمسح على رأس ابنتها المرتجفة وتقول:
- ما بك يا صغيرتي؟؟ هل أنت بخير؟؟
همست سارة بصوت مرتجف:
- أ .. أجل ..
أمسكت والدتها بكتفيها ونظرت إلى عينيها فبدأت سارة بالبكاء، وظهر الفزع على وجه والدتها وهي تقول:
- ما الأمر ... لماذا البكاء ؟؟؟ سارة ..
مسحت سارة دموعها وقالت بتلقائية:
- لقد عدت أحلم مجددا .. لقد حلمت به ..
- من؟
- حفـّـار!
- ماذا؟؟ إنه مجرد حلم ..
ثم ضمت ابنتها إلى صدرها مجددا وقالت برفق:
- ربما لأن جاكي أعاد إليك ذكريات قديمة ... أليس كذلك؟

أومأت سارة بالإيجاب، فوقفت والدتها وهي تمسك بيد سارة وقالت:
- هيا لقد جهزت الغداء ..
خرجت سارة مع والدتها ونظرت إلى ساعة الردهة فوجدت أنها قد غفت لمدة عشر دقائق تقريبا ..
حاولت أن لا تفكر في الأمر وبدأت بتناول الطعام ..

في المساء عاد والدها إلى المنزل وانتظرت سارة حتى بدأ يقول بنفسه:
- هناك أمل لجاكي ..
رفعت سارة حاجبيها وقالت بفرحة:
- حقا؟؟ هل يمكنه المشي مجددا ..
- إنه أمل ضعيف و لكن .. على الأقل لديه أمل ...
أسندت سارة ظهرها مجددا على الأريكة .. وهي تدعو الله ان ينجح الأمر فعاد الأب يقول:
- هل هو ثري؟
ابتسمت سارة وقالت:
- لا أعلم .. ربما .. ولكن لماذا تسأل هذا السؤال الغريب يا أبي؟
- لربما يحتاج إلى عملية باهظة الثمن ..
- حقا؟
- أجل، لأنه أراد العلاج فعليه أن يسافر إلى أميركا بإشراف طبي .. في مركز أوكسفورد، وهذا سيكلفه كثيرا ..
تذكرت كلام جاكي:
" لا أعتقد أن هناك علاج ناجع لحالتي،، وإن كان .. فسوف يكون سعره فلكيا.."
تمتمت سارة:
- كان يعرف!
انتبه الأب وقال:
- يعرف ماذا؟
لم تنتبه سارة لكلام والدها فقد كانت تفكر في جاكي ..

*********

دلفت سارة من باب المستشفى وشاهدت والدها يرتدي معطفه الأبيض ويتكلم مع شخص في الاستعلامات ..
اتجهت نحوه ولكن هناك من اعترض طريقها وهو يقول:
- مرحبا يا آنسه ..
سمعت سارة ذلك وتوقفت وهي تنظر باتجاه الصوت فشاهدت "عادل" صديق جاكي الذي اقترب مبتسما، ابتسمت سارة أيضا وقالت:
- مرحبا يا عادل ..
- أنت تتذكرين اسمي ..
- أجل ، إنه اسم مميز..
- شكرا لك ..
نظرت سارة حولها وقالت:
- لكن .. أين جاكي ..؟؟
رفع عادل حاجبيه وقال:
- كنت لأسألك نفس السؤال، لقد سألت عنه ولم أجده ..
- ماذا؟
- أقسم لك ..
قالت سارة وهي تسير متجهة إلى والدها :
- تعال، ربما يعرف أبي مكانه ..
سار عادل تلقائيا خلف سارة، ووصلت سارة إلى والدها الذي رآها من بعيد وانتظر حتى قدمت فقال وهو يصافح عادل:
- لقد اختفى صديقك!
فزعت سارة وقالت:
- ماذا تعني يا أبي؟؟
- اعني أنني نومته في المستشفى ليكمل ما تبقى من الفحوصات وعندما حضرت هذا الصباح لم أجده ..
نظرت سارة إلى عادل وقالت:
- أين يكون ذهب؟؟
- لا أعلم ..
- عادل .. ألا تعرف عنوان بيته؟؟
- إنه يقيم مع "جيف" في أحد فنادق الشاطيء ..
عضت سارة شفتها السفلى وهي تفكر وقال عادل:
- لـ .. لكن ما الذي دفعه لفعل ذلك؟
قال والد سارة:
- لدي عمليه جراحية بعد قليل وعليّ الذهاب .. إذا علمتم أين جاكي .. فأنا أريده أن يعود فورا لاستكمال الفحوصات ..
أومأ عادل بالإيجاب فقالت سارة:
- وإذا رأيته فوبخه بشدة!
ابتسم عادل وانصرفت سارة تاركة عادل ووالدها خلف ظهرها وهي تقول:
- إلى اللقاء الآن .
.

الاميرة الاسيرة 12-11-13 09:56 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت 23

********

جلست سارة وهي تستند بذقنها على ركبتيها وتفكر ..
ثم، سمعت فجأة صوت رنين الهاتف .. رفعت السماعة بسرعة وأجابت:
- نعم؟
- مرحبا .. سارة ..
ظهر الغضب على وجه سارة عندما أدركت بأنه صوت جاكي وقالت بحدة:
- جاكي! لماذا؟ .. لماذا تركت المستشفى؟
صمت جاكي للحظات ثم تكلم :
- سارة، لقد طلبت رؤيتك وحسب ... هذا هو الشيء الذي كنت أرغب به حقا، وليس أن تقف مستشفى والدك على قدم وساق من أجلي!
- هل جننت! لقد اعتبرك أبي مثل سامي رحمه الله ...
- أعلم، وأنا شاكر لذلك .. ولكن ذلك الأمر لن يجدي نفعاً ..
- سيجدي، لقد أخبرني والدي عن مركز أوكسفورد ..
- سارة ...
- ماذا؟
- إن هذا مستحيل ... ليست لدي الإمكانية لذلك .. لم أعد مثل السابق لقد .. فقدت كل شيء!
- جاكي، لم تفقد كل شيء !!
سمعت سارة صوت ضحكات جاكي في الهاتف وقال بلا مبالاة:
- أعلم .. لم أفقدك ..
- ليس أنا .. مازالت القلعة ملكاً لك ..
- مـ .. ماذا تقصدين؟
صمتت سارة للحظات ثم قالت:
- جاكي، أنا مستعدة للبحث عن الكنز في تلك القلعة مجددا، وسيكون ذلك بكامل إرادتي!

ظل جاكي صامتا لفترة ثم قال أخيرا:
- سارة، ضعي السمـّاعة، أنا عائد غدا إلى أسبانيا، وسوف أبيع القلعة بأي ثمن، أتذكرين تلك الحكمة الوحيدة التي خرجت من لساني يوما ما؟
- أية حكمة؟
- كل ما أعرفه في هذه الحياة أننا سنموت جميعا فوق السرداب .. وسيبقى الكنز لعنة ليبحث عنه آخرين .. وآخرين .. وآخرين ... ثم ..
صمت جاكي واحتشدت الدموع في عيني سارة ولكنها حاولت أن تكون أكثر قوة وقالت:
- فكر أرجوك ..
- أعرف أنك ترغبين بمساعدتي .. لكنني لست أنانياً، ولن أعرضك لهذا العذاب مجددا ..

نزلت دمعة من عيني سارة فلم تتكلم خشية أن يشعر بذلك جاكي، وقال جاكي:
- سارة، أنت فتاة كريمة جدا .. وأنا أقدر ذلك لكي .. أشعر أنني أركض الآن بسبب ذلك العرض الرائع، على الأقل أنا أعلم الآن أن هناك شخص يهتم لأمري في هذه الدنيا .. لم تفعل أمي ذلك!
استعادت سارة بعض قوتها وقالت:
- أحك لي عنها ..
- من؟
- أمك ..
ضحك جاكي وتساءل:
- لماذا؟
- أرجوك، أريد أن أعرف كيف عشتم؟ أنتم مميزين جدا ولكل منكم شخصية مختلفة عن الآخر ..
- موافق، أين سأراك؟
- هنا!
- في منزلكم؟؟
- أجل ..
- لا أريد لوالدك أن يراني ..
- لماذا؟
- أرجوك .. سوف يدعوني للمشفى مجددا!
- حسنا أين تريدنا أن نتقابل؟

************

دلفت سارة إلى مطعم الفندق فوجدت جاكي بانتظارها على كرسيه المتحرك، على الفور جلست سارة أمامه على إحدى الطاولات وقالت وهي تضع حقيبتها:
- مرحبا؟
ابتسم جاكي وهو ينظر إليها بحنان ثم قال:
- تبدين رائعة ..
ابتسمت سارة والخجل يعتصرها وقالت:
- أشكرك يا جاكي .. هيـّا .. لقد جئت من أجل أن تحك لي عنكم ..
- عنـّا؟
- أجل ..
- أود أن أتكلم عنك ...
نظرت سارة حولها لدقيقة وقالت:
- لا أريد أن أعرضك لضربة قاصمة مني ... هيا تكلم وإلا ..
- ماذا تريدينني أن أقول؟
- كف عن الضحك!
- حـ .. حسنا ولكن اسألي ..
- أممم .. كيف كان وضعكم عندما كنتم صغاراً؟
- آه حسنا، كنا خمس أخوة، أكبرنا هو "خوان"، كانت أمي تحبه وأبي يدللـه، لقد أصبح أكثرنا ضعفا وخزيا بسبب تربية أبي وأمي له التي جعلته كالفتاة الخجولة، زوجته تتحكم به، وهو لا يعلم حتى الآن ما حصل لنا لأنه منعزل جدا ولا يهتم بمعرفة أخبارنا .. .. .. يليه جوشوا الذي يصغره بعامين عاش في مصحة عقلية لفترة طويلة قبل أن ينفذ صبره، لم يكن مجنوناً لكن تصرفاته كانت زائدة عن الحد الطبيعي ... ولم يكن أحد يفهمه أبدا .. ولا حتى أمي!!
- أنا اعرفه جيدا ..
- أجل، أظن ذلك، لقد تصرفت معه برقة متناهية ذلك اليوم!
- ما زلت تذكر ذلك؟
- بالطبع، لقد أغرمت بك في تلك اللحظة !!

شعرت سارة بالخجل وضحكت قائلة:
- أنت مجنون! ... هيا كف عن هذا الكلام وأكمل ..
نظر جاكي بإعجاب إلى عيني سارة المخفضتين ثم قال:
- حسنا، أعتقد أنك لو كنت أمنـّا لما أصبح حال جوشوا هكذا ..
- جاكي، كف عن ذلك!
ضحك جاكي ثم قال:
- ماذا ستشربين أولا؟
- لا شيء .. أكمل ثم نشرب ونفعل ما نريد ... هيا!
- حسناً .. بعد جوشوا ، ولدت أنا عندما كان جوشوا في الثالثة من عمره ، كنت متشردا منذ ولدت وكانت أمي تلعن اليوم الذي ولدتني فيه ليلا ونهارا، أعتقد أنني كنت أفعل كل شيء سيء .. مثل التدخين، وسرقة الطعام لإطعام قطتي المتشردة والمبيت خارج المنزل ..

قالت سارة ضاحكة:
- تعجبني صراحتك!
عاد جاكي يضحك وقال:
- لقد كنت أرسب في المدرسة الخاصة وأسبب المشاكل لوالدي عندما أتشاجر مع الصبية الارستقراطيين .. كنت مشاغبا ففصلني أبي وأدخلني مدرسة حكومية فبدأت أنجح ..

ابتسم جاكي يتذكر وتابع :
- ثم ماليبو كان يصغرني بعام واحد فقط ... أنت تعرفينه أكثر مني، مدلل أمي الصغير، الذي يحصل على كل شيء يريده، لقد تربى هو وخوان أفضل منا جميعا، وحصلا على كل شيء يتمنيانه وكان أبي يلقبهما بالأميران الوسيمان!! وأنا كان يلقبني بالمحتال الأسباني !!

ضحك جاكي وهو يتذكر ذلك وقالت سارة تعلق:
- لقد تغيرت الآن ..
- حقا؟!
- لكنك مازلت مُـتعبا!
ضحك الاثنان وقال جاكي:
- لقد تغيرت مفاهيمي ..
- حقا؟ أنت الآن ماركسي .. ماذا كنت قبل ذلك؟؟ لا شيء ..
- انا دائما لا شيء ..
ابتسمت سارة وقالت:
- أتمنى أن تكون شيئا، لو أصبحت أكثر إيمانا سوف أشعر بسعادة كبيرة .. وسوف تشعر بالسعادة كذلك ..

حدق جاكي بوجه سارة لثوان ثم قال:
- أود أن أفعل أي شيء يسعدك، لكنني أعتقد أن ذلك الشيء لو لم يكن إيمانا حقيقيا فإنه لن يجدي شيئا ..
- معك حق ..
- سوف يحصل يوما ما ..
- أتمنى ذلك ..

سادت فترة صمت فقالت سارة بسرعة:
- هيا، أكمل ما تبقى منكم ..
- لم يتبق أحد ..
- و .. فيليب؟

نظر جاكي فجأة إلى الطاولة وتحركت عيناه وهو يتذكر ذلك .. ثم دمعت عيناه وهو يقول:
- إنه أفضل أخوتي بالنسبة إلى .. إنه شقيقنا الأصغر، لم يكن مدللا، لقد مات أبي عندما كان في السابعة من عمره وماتت أمي عندما كان في العاشرة من عمره واتخذ لنفسه مسلكا جديا في حياته ..

توقف جاكي عن الكلام ونظرت سارة إلى وجهه فرأت دموعه تنهمر على خديه وهو بصوت مرتعش:
- كان على عكسي تماما .. لكنه كان يحبني ويستشيرني لا أعرف لماذا؟ .. لقد أحببته كثيرا، لأنه امتلك كل الصفات الرائعة التي يتخيلها الإنسان .... لقد فقدت كل شيء عندما فقدتـ .. ـه!

دمعت عينا سارة ولكنها قالت مواسية:
- جاكي، أعلم أنك أكثر قوة .. أرجوك كف عن هذا ..
مسح جاكي دموعه بمنديل على الطاولة ثم صمت للحظات قبل أن يقول محاولا أن يبتسم:
- آسف ..
- بل أنا آسفة .. لم أقصد إزعاجك .
مرت دقائق من الصمت وكأنها دهور ونادى جاكي إلى نادل المطعم ثم سأل سارة بابتسامة:
- ماذا ستشربين؟
ترددت سارة وقالت:
- أي شيء ..
- حسناً..
طلب جاكي أشياء من نادل المطعم بينما ظلت سارة تتأمله مبتسمة وعاد جاكي ينظر ثم قال:
- أجل ابتسمي!
- جاكي .. أريد أن أساعدك ..

حنى جاكي رأسه للخلف ثم عاد مجددا وزفر وهو يقول:
- ألم تيأسي يا بنت!
- لا .. وأريدك ان تعود كما كنت ..
- إنظري يا سارة .. هناك أمل ضعيف في الشفاء، لربما ادفع مبالغ طائلة ولا يجدي ذلك شيئا في النهاية ....... هل تفهمينني؟؟؟
- لا أفهمك، كل ما علينا هو المحاولة ..
- لا أتخيل أنك تقولين ذلك! لو كنت مكانك لما وددت سماع اسم أية قلعة في حياتي ..
- ليس هذا وقت الخوف من الماضي!

تفاجأ جاكي وحدق بسارة وهو يهمس :
- لم أكن أعلم أنك قوية إلى هذا الحد !! أنت تذهلينني بشخصيتك كلما عرفتك عن كثب ..
ابتسمت سارة وقالت :
- أريدك أن تفكر .. يجب ان تكون واثقا من الشفاء ..
- يبدو إلي الآن أنني أفتقد الثقة في كل شيء!

وضع النادل العصير مقاطعا كلامهما فشربت سارة القليل منه وأمسكت بحقيبتها وهي تقول:
- سأذهب الآن ..
- لماذا ؟؟ أكملي العصير ..
- قلت لأمي نصف ساعة!
- هذا لا يعقل ..

ابتسمت سارة ثم وقفت وهي تقول:
- فكر يا جاكي، وسوف أكون مستعدة ...

الاميرة الاسيرة 12-11-13 12:07 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت 24

- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

في اليوم التالي كانت سارة تقف مع عائلتها في المطار، كان جيف يحاول التفاهم مع والد سارة وعادل يضحك عليه بينما حدقت سارة إلى وجه جاكي بغيظ وقالت:
- لم أنت مصمم على الرحيل بتلك السرعة؟؟
ابتسم جاكي ورفع رأسه لينظر إلى سارة وقال:
- إنسي الأمر ..
جلست سارة على أحد الكراسي المجاورة لكرسي جاكي المتحرك وقالت:
- متى سنذهب إلى استراليا؟
نظر جاكي بحنان إلى سارة ثم قال مجددا:
- إنسي الأمر ..
- لن أنس شيئا .. جاكي .. لن تكون أنانيا .. لـ .. لأنني من عرض ذلك عليك ..
تمتم جاكي:
- لم أشعر بذلك الحنان من قبل، ستجعلينني أبكي الآن!
قالت سارة بغضب:
- حسنا، سوف ترحل، وسأنساك .. لن أتكلم معك بهذا الأمر أبدا ..
- هل ستكفين عن نظرة الشفقة تلك!
حدقت سارة إليه وقالت:
- أنا لا أنظر إليك نظرات شفقة .. أنت رائع، لا ينقصك شيء ..
صمت جاكي متأثرا ووقفت سارة مبتعدة وهي تنضم إلى والديها ..

*******

مر أسبوعان على سفر جاكي، أصبحت سارة أكثر تجددا وانطلاقا من السابق ..
لقد أحضرت دفتر مذكرات جديد و حاولت التجديد في شكل غرفتها وأصبحت تزور والدها في المستشفى بين الحين والآخر ..
قالت الأم وهي تشرب القهوة مع زوجها:
- أرأيت .. لقد تغيرت سارة كثيرا بعد أن ظهر جاكي من العدم كما اختفى مجددا .. لم يضيرنا ذلك في شيء .. لقد تحسنت كثيرا ..
رشف الأب رشفة من كوبه ثم قال:
- إنها متعلقة بالفتى ..
- أتقصد جاكي ..
- أجل!
فكرت الأم للحظات ثم قالت:
- إنه شاب رائع، لكنه غير صالح للزواج ..
نظر إليها وقال:
- أنت دائما تحكمين على الأشخاص من مظاهرهم، إن جاكي شاب عميق جدا وقوي .. لكن عيبه الوحيد، انه أجنبي عنا ..
لم تقل الأم شيئا وسمعا رنين الهاتف فوقفت الأم ورفعت السماعة:
- مرحبا؟
- مرحبا سيدتي .. أنا ألفريدو ..
- من؟
- آ .. أقصد .. أنا جاكي من أسبانيا .. هل تذكرتني؟
- أجل ..
- آه، مرحبا يا بني كيف حالك؟
- بخير .. كيف حال السيد عامر؟
- إنه بأحسن صحة ..
- و .. سارة؟
- بخير ..
- هل يمكنني مكالمتها ..
نظرت الأم حولها فلم تجد سارة ونادت :
- سارة ، إنه جاكي يريد الاطمئنان عليك ..
نزلت سارة من غرفتها بالدور الثاني بسرعة واختطفت السماعة من يد أمها فضحك عليها والدها وأجابت:
- جاكي؟
- مرحبا يا سارة، لقد اشتقت إليك ..
صمتت سارة مبتسمة ثم قالت بتردد:
- أ .. أنا أيضا ..
ألجم جاكي بالصمت فعادت سارة تقول:
- أين أنت؟
- أنا في أستراليا ..
- مـ .. ماذا؟ أستراليا؟ ماذا تفعل هناك؟
ضحك جاكي وقال:
- أبيع القلعة ..
صاحت سارة بغضب:
- أحسنت! مبارك!
قال جاكي بهدوء :
- سارة، أنا أبيعها من أجلك .. من أجل انتقامك .. هل تفهمينني؟ لا يمكننا أن ندخلها مجددا، لقد قـُُتل أخاك فيها وثلاثة من إخوتي .. لن أسمح بتكرار ذلك .. لن أكون يوما ما مثل ماليبو ..
ابتسمت سارة وقالت:
- أعلم، لكنك ...
- أنا أفضل هكذا، لن أعرضك للخطر مجددا ..

ثم ضحك جاكي ضحكة خفيفة وقال:
- لن أخبر المشتري أن هناك كنز!! سوف يقتل الناس أنفسهم من أجله .. ولن يعثروا عليه في النهاية ..
- هذا رأيك إذا؟
- أجل ..
- حسنا هل هذا هاتفك الخليوي؟
- أجل ..
- سآخذ الرقم .. حتى يمكنني الاطمئنان عليك!
- هذا يسرني جدا، ولا تقلقي لأن عادل وجيف معي ..
- هذا أفضل ..
- حسنا إلى اللقاء يا عزيزتي ! ادعي لي بالتوفيق!
- حاضر، وكن أكثر ثقة بالله!

ضحك جاكي وقال:
- موافق .. إلى اللقاء ..
- مع السلامة ..

الاميرة الاسيرة 12-11-13 12:09 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت 25

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -


مر يومان عاديان، كانت سارة تساعد والدتها في المطبخ بينما ارتفع رنين الهاتف ..
مسحت سارة يديها وأسرعت وهي تقول لوالدتها:
- ربما هو أبي ..
قبل أن ترفع السماعة نظرت إلى الكاشف، لكنها شاهدت رقما غريبا فرفعت السماعة بأي حال:
- نعم؟
- آ ... أهلا سارة ..
أيقنت سارة فورا بأنه ليس صوت "جاكي" وقالت بارتياب:
- من أنت؟
- أ .. أنا .. أنا عادل صديق جاكي ..
- آه ، مرحبا يا عادل كيف حالكم؟
- نحن بخير، لكن هناك مشكلة ما ..
كان صوت عادل قلقا ومتوترا منذ بداية المكالمة وسمعت سارة من خلفه أصوات سيارات وأناس وبدا انه يتحدث من هاتف عمومي فقالت سارة :
- ما الأمر؟
- ألا تعرفين أين جاكي؟؟
- ماذا؟
- أجل ، نحن نفتقده منذ يومين، فال أنه سيبيع منزلا قديما في شمال البلدة ولكنه ... كما يقولون : " خرج ولم يعد"!!
شهقت سارة مفزوعة وقالت:
- هل أخبركم بذلك؟
- أجل ..
- أتعني أنكم لم تذهبوا معه؟؟
- قال لنا أنه أمر شخصي سينهيه بسرعة ويعود ..
- هل تعتقد أنه تعرض للأذى؟؟
- هاتفه الخليوي مغلق منذ ذاك الحين ..
- يا إلهي!
- لم أقصد إزعاجك البتة، ولكن .. خلتك تعلمين شيئا عنه ..
- في الحقيقة لقد كلمني بالهاتف منذ يومين،، وقال لي أنه يشرع في بيع القلعة..
- قلعة؟؟
- أجل إنها قلعة في الحقيقة ...

صمت عادل لدقيقة ثم تكلم قائلا:
- حسنا هذا رائع،، أين هي؟؟
- لا أحفظ العنوان! ولكنني .. أتذكر الطريق جيدا ..
- ليست هناك قلاع كثيرة، سنبحث عنها أنا وجيف ..
- عادل ..
- ماذا؟؟
- أخبرني عن التطورات ..
- حسنا .. سأقوم بنشرة الأخبار كلما علمت شيئا جديدا ..
- هل هذا وعد؟
- أجل لن أبقيك حيرى!
- إن شاء الله .. سأنتظرك!
- حسنا ..

فتك القلق بسارة، وبدا واضحا ذلك في صوتها وهي تحكي لوالديها ما حصل وعلق السيد عامر:
- لا تقلقي يا ابنتي .. سوف يكون بخير..
- لماذا يغلق هاتفه؟؟
- ربما هو في مكان مقطوع من الإرسال ..

لم تشعر سارة بالاطمئنان وقالت:
- حسنا .. لماذا لم يطمئن جيف وعادل على الأقل؟
ربتت الأم على كتف ابنتها وقالت:
- ربما كان مشغولا ..
استسلمت سارة بقلب خائف وتمتمت :
- ربما يا أمي .. أتمنى ذلك ..
صعدت سارة بخطوات بطيئة إلى غرفتها فقالت الأم بحزن:
- أرأيت ذلك يا عامر ... لقد أصبح ذلك شغلها الشاغل ..
نظر السيد عامر من النافذة وقال:
- أتمنى أن يكون بخير ..
- هل تفكر فيه أيضا؟؟
- ربما هو في محنة حقيقية ..
- أتمنى أن لا يكون كذلك ..
جلس الأب بتثاقل وتمتم :
- إن حصل له مكروه .. فسوف تكون نهاية ابنتك ..
- ماذا تقول؟؟
- إنها تحبه ..
تطلعت الأم إلى الدور الثاني وهي تفكر في ابنتها بقلق ..

****************

مر يوم آخر طويل ..
كانت سارة ترد على كل المكالمات، ولكن لا شيء وارد من عادل أو جيف ..
في النهاية سمعت الهاتف مجددا وأجابت :
- نعم؟
- سارة ..
- نعم يا عادل أنا أسمعك ..
كانت هناك ضوضاء كبيرة حول عادل وقال:
- لقد وجدنا القلعة ..
هتفت بفرح:
- حقا؟ وهل جاكي بخير؟؟
- لا أعلم سنتوجه الآن إليها، إنها باسم عائلة أليخاندرو .. من مالكيها آل ستيوارت ..
- هذا صحيح .. طمئني حالما تجد جاكي ..
- حسنا ...
- شكرا لاتصالك ..
- على الرحب والسعة!


شعرت سارة ببعض الارتياح ثم اتصلت بوالدها لتخبره آخر الأحداث ..
بعد مضي يومين آخرين بدأ الشك يساور سارة مجددا .. كانت قلقة جدا، وتريثت حتى مرت أربعة أيام منذ اتصال "عادل" الأخير ..
لاحظت أمها قلقها وعودتها إلى الانطواء والتفكير مجددا، ولا حظ والدها ذلك وسألها :
- هل من جديد ؟
انتبهت سارة وقالت :
- جديد؟ لم أفهم ..
- أقصد في موضوع جاكي ..
احتشدت الدموع في عينيها وتمتمت :
- أخشى أن مكروها أصابه ..
- ألم تحاولي الاتصال به؟؟

أومأت سارة بالإيجاب ثم قالت:
- أجل، إن هاتفه الخليوي مغلق .. وليس خارج نطاق الشبكة ..
استند الأب بظهره على الكرسي ثم قال:
- أشعر أنه سيتصل بك قريبا ويطمئنك على صحته ..
قالت سارة بهدوء:
- أجل يا أبي .. لكنني لا أشعر بذلك ..

جلست الأم إلى جوار ابنتها ثم قالت:
- سارة يا حبيبتي .. عليك أن لا تعطي الأمر أكبر من حقه .. لن يمكنك الاهتمام بالجميع، يجب أن تنطلقي وتهتمي بحياتك .. لقد أصبحت شابة عاقلة ..
نظرت سارة إلى والدتها ولم تقل شيئا ولكن عينيها الدامعتين قالت أشياء كثيرة فتساءل والدها :
- هل تهتمين لأمر جاكي؟
اندهشت سارة من السؤال وتوردت وجنتيها خجلا ثم قالت بتلكؤ:
- كل ما أعلمه عنه .. أنه إنسان صريح ومخلص .. وأنا .. أحترم المخلصين كثيرا ..
- أهذا لأنه ضحى بنفسه من أجل إنقاذك مرتين؟؟
- ربما ..
ابتسم الأب بمكر وقال:
- هل تحبينه ؟؟؟
اتسعت عينا الأم معترضة على مثل هكذا سؤال .. ولكن سارة ظلت صامتة والخجل يعتصرها فعاد الأب يقول:
- هل أعتبر السكوت علامة الرضا ..
نظرت سارة إلى والدها ثم قالت :
- لا .. أنا لا .. أحبه .. إنني فقط، احترمه ..
- هل قلت ذلك لأنه معاق؟
تعبت سارة من أسئلة والدها فأغمضت عينيها بقوة وقالت الأم معترضة:
- يكفي يا عامر .. ليست هذه منصة الشهود!
ابتسم السيد عامر وشبك أصابع كفيه وهو يقول:
- أنا لم أعمل محاميا من قبل .. كل ما أريد معرفته ما يدور بخلدها ..
- لا تقسو عليها ..
نظر الأب إلى سارة المغمضة العينين وقال:
- أجيبي يا سارة، أنا والدك .. لست شخصا غريبا ..
فتحت سارة عينيها ببطء وقالت وهي تسرع صاعدة:
- بعد إذنك يا والدي .. أنا آسفة لا أريد أن أجيب ..

دخلت سارة إلى غرفتها وأغلقت الباب ثم ارتمت على سريرها واحتضنت وسادتها وهي تفكر ..
لماذا يسألني أبي كل تلك الأسئلة؟؟
دمعت عيناها وسألت نفسها سؤالا حقيقيا .. هل حقا أحب جاكي؟؟
ضمت وسادتها البيضاء بقوة أكبر وهي تفكر في ما حل به .. أين هو؟؟ إنها حتما لا تشعر بالاطمئنان وهناك شيء غير طبيعي يحصل معها ..
إن إحساسها رقيق جدا .. ومن الصعب أن يخيب ظنها .. في أي شيء ..
إلا نادرا .. عندما يعميها الحب، وتفكر بقلبها ..
بقلبها ... وحسب!

الاميرة الاسيرة 12-11-13 12:15 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
ان شاء الله غدا نستكمل للنهاية
فى حفظ الرحمن

الاميرة الاسيرة 13-11-13 09:21 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله اليوم نستكمل رحلتنا هيا
بسم الله نبدا

الاميرة الاسيرة 13-11-13 09:23 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت 26

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

غفت سارة فوق وسادتها البيضاء ..
يبدو أنها ترى حلما ما ..
إنها تسمع صوت جاكي يتألم ويناديها، لكن المكان مظلم جدا .. وهي تركض على غير هدى ولا ترى أي شيء .. صرخت بحرقة وهي تبكي: " جااااكي! جاااااااكي!"
ولكنها ظلت تسمع صوته يصرخ متألما ولم تستطع الوصول إليه ..

أفاقت فجأة ..
كانت مفزوعة جدا، والدموع تبلل وسادتها وهي بنفس الوضعية .. مرت ساعة من الوقت وعندما جلست شعرت بخدر في يديها من تلك النومة الخاطئة ..
نظرت في المرآة ورأت وجهها .. كأنها توقفت عن البكاء منذ لحظات .. لكنها أيقنت بأن مكروها أصاب جاكي،، كادت تجن وهي تفكر في ذلك ..

وخرجت تركض في المنزل حتى وصلت إلى والدتها التي كانت تشاهد بعض البرامج في التلفاز وجلست أمامها وهي تلتقط أنفاسها ،، فزعت الأم من منظر ابنتها الباكية وعانقتها وهي تحاول تهدءتها وقالت:
- ما لأمر يا حبيبتي؟؟ ما الأمر ..

بدأت سارة بالبكاء وقالت بصوت مرتعش:
- أمي، إن جاكي في خطر .. لقد حلمت بأن شخصا ما يعذبه، أرجوك يا أمي دعيني أذهب إليه!!
نظرت الأم لوجه ابنتها وقالت بانفعال:
- وهل أنت من سينقذ العالم!!
- أعرف .. لكنـ .. أنا أعلم مكـان القلـ .. القلعة .. ويمكنني إبلاغ الشرطة هناك ..
- لن أسمح لك بذلك أبدا ..

كان السيد عامر يستمع إلى ذلك الحوار من غرفته المجاورة ووقف عند الباب وهو يقول:
- سارة .. الأحلام لا تظهر الحقيقة دائما ..
وقفت سارة واتجهت نحو والدها متوسلة وهي تقول:
- أرجوك يا أبي .. إنني أشعر بشعور سيء للغاية، لا أحد يعرف ما يحصل له غيري .. سوف يموت!! ولن .. لن أسامح نفسي أبدا .. سوف أقتل نفسي!!

نظر الأب باستسلام نحو ابنته ثم قال:
- دعينا نتريث حتى نهاية الأسبوع وبعدها يمكننا السفر معا إلى هناك .. إن لم يردك اتصال من أحدهم ..
- حقا؟ و .. عملك؟
- سيأخذ الدكتور "ماجد" مكاني حتى أعود ..

توقفت سارة عن البكاء وجلست على الأرض تلتقط أنفاسها وتجفف دموعها وهي تترقب ذلك الاتصال الذي سيطرد شبح الخوف عن قلبها ...

**********

مر الأسبوع وسارة تصارع القلق والسهر والخوف ..
لقد ساءت حالها وانخفض وزنها مجددا، ولذلك فقد قرر السيد عامر السفر إلى استراليا بصحبته ابنته الصغيرة، كانت الأم معترضة وبشدة .. ولكنها صمتت من أجل سارة فقط ..
من أجل تلك المعاناة التي كتب عليها أن تعيشها مدى الحياة ..

استعدت سارة جيدا، وكذلك والدها واستقلا أول طائرة متوجهة إلى أستراليا، مع فوج سياحي ..
طوال الطريق، كان المرشدون السياحيين يتحدثون من خلال التلفاز أو مكبر الصوت داخل الطائرة عن مواصفات استراليا ..
كانت سارة تجلس إلى جوار النافذة وتسند جبهتها على الزجاج وهي تنظر للسحاب الأبيض، ثم البحر .. ثم السحاب الأبيض مجددا ..
لم تمل أبدا من هذا المنظر البديع وكانت تكرر رقما .. كان رقم هاتف جاكي الخليوي الذي حفظته عن ظهر قلب وهي تتمنى أن يكون بخير، الرحلة التي استغرقت ساعات طويلة انتهت أخيرا بسلام وأعلنت مضيفة الطائرة عن الوصول وهي تطلب من الركاب ربط أحزمة الأمان ..

تذكرت سارة كل شيء وهي تسير على أرض نفس المطار مجددا ..
لكنها تلك المرة عائدة بقدميها، محاولة أن تكون أكبر قوة وشجاعة من ذي قبل ..
وقف والدها وهو يقول:
- سنحتاج إلى أن نضل طريقنا بعيدا عن الفوج السياحي ..
ابتسمت سارة وقالت:
- أجل، وسآخذ سيارة أجرة ..
- حسنا فالنقم بذلك ..

داخل سيارة الأجرة حاولت سارة أن تتذكر الطريق وبدأت تقول للسائق باللغة الانجليزية:
- إنه طريق طويل، وهو صحراوي ... ويتفرع منه طريق قصير مؤدي إلى قلعة آل سيتوارت .. هل تعرفها؟
أجاب سائق ا لأجرة:
- آها .. أجل .. أجل ..
قال السيد عامر:
- خذنا إلى هناك من فضلك ..
تساءل سائق الأجرة مستغربا :
- إلى قلعة آل سيتوارت؟
- أجل ..
هز الرجل رأسه مستغربا لكنه تابع الطريق بصمت ، تذكرت سارة كيف وصلت إلى هذا المكان، وكيف عادت منه وهي تبكي منهارة في عربة شرطة استرالية .. وهي تسمع صفارات الإسعاف في كل مكان ..

دمعت عينيها وهي تتذكر جاكي،، إنه لن يستطيع الدفاع عن نفسه إن هاجمه نمر، إنه مسكين .. لقد أنقذ حياتها مرات .. وليست مرة واحدة ..
كان بوسعه أن يهرب ولكنه واجه "حفـّار" مع أن النمر كان قد أصابه إصابات بالغة ..
ثم حماها مجددا بظهره عندما ظهر فجأة الحرس الذين أطلقوا العنان لمدافعهم ..
إنه مخلص حقا ... وطيب القلب ...

مرت نصف ساعة توقف بعدها السائق أمام القلعة مباشرة وهو يقول:
- هل هذا المقصود ..
كانت القلعة فعلا .. إنه الطريق الصحيح أومأت سارة موافقة إلى والدها فسلم والدها الأجرة للسائق ثم وقفا أمام القلعة وتكلم السيد عامر مع السائق وقال:
- سأعطيك عربونا الآن، وستعطيني رقم هاتفك لأننا سنستدعيك إن قررنا الخروج من هنا ..

وافق الرجل من فوره ..
وسلم الرجل رقم هاتفه الخليوي إلى والد سارة ثم انطلق بسيارته مبتعدا ..
نظرت سارة إلى البوابة الكبيرة ودفعتها بهدوء ..
كانت بكل بساطة مفتوحة،، مما جعلها تشك في أمر مريب ..

دلفت وخلفها والدها وكانت الحديقة جافـّة والحفر تملؤها، وتكلمت سارة وهي تتخطى إحداها:
- ما سرّ هذه الحفر؟؟
أجاب السيد عامر وهو يعدل من وضعية نظاراته الطبية:
- ربما كان أحدهم يبحث عن شيء ما ..
- لكنها حفر صغيرة بالنسبة لشخص يبحث عن كنز إن كنت تفكر بهذا ..
شعر السيد عامر بحركة داخل الأشجار فنظر بسرعة وشعرت سارة بحركة والدها المفاجأة فالتفتت تنظر إليه وهي تقول:
- ما الأمر يا أبي؟؟
- لا أعلم يا ابنتي .. أظن أن علينا أن نتصل الآن بالشرطة ..
- لكننا لم نجد شيئا بعد .. ربما كان حيوانا صغيرا ..
تابعا خطواتهما وشعرت سارة بصوت مكتوم .. فالتفتت إلى الخلف لتقول لوالدها عن شعورها ولكنها لم تجده.. جن جنونها وهي تبحث بعينيها ونطقت أخيرا بصوت مرتعش:
- أبـ .. أبي .. أبي؟؟

لم تسمع سوى صوت الريح الذي حرك شعرها بقوة وسمعت صوت خطوات خلفها تحطم الأعشاب الجافة فالتفتت مجددا وتحجرت مكانها وهي تنظر إلى وجه حفار المبتسم ...
لم تنطق بشيء وحدقت به مليا فابتسم قائلا وهو يصوب مسدسا نحوها:
- لا أصدق أنني أراك هنا .. ألقد ظننت حقا أنك ... قضيتي نحبك!

حاولت سارة التقاط أنفاسها وقالت ساخرة:
- عدت لتبحث عن الكنز مجددا؟؟
- من الجيد أن أجدك هنا، يمكننا الاستعانة بخدماتك ..
صاحت سارة بصرامة:
- لن يحصل يا آندريه !! لن يحصل ..
ضحك آندريه ضحكة قوية ثم قال:
- أعتقد أن الرجل الذي كان يسير خلفك مهم بالنسبة إليك ..
ابتسمت سارة وهي تقول:
- ليس مهما ..
- لقد نطق كلمة ابنتي؟ هل هو والدك؟
توقفت سارة عن الابتسام وقالت بغضب:
- لن يمكنك تهديدي مجددا يا حفار .. لأن الشرطة في طريقها إلى هنا، ما رأيك؟؟
نظر آندريه مندهشا ولكنه عاد إلى تلك الابتسامة الخبيثة وقال:
- ستكونين غبية جدا إن فكرت في إبلاغ الشرطة ..
- لماذا؟
- أنت لا تعلمين أننا هنا .. أعلم لماذا جئت .. جئت لكي تنقذي الحالم المعاق .. ؟؟
ثم ضحك بعد أن أعجبته تلك التسمية وتابع:
- يمكنني اكتشاف ذلك بسهولة .. فأنت لن تأتي إلى هنا مجددا، وبما أننا أمسكنا به وألقيناه في السرداب منذ خمسة أيام بلا ماء ولا طعام مع صديقيه وبعض الجرذان .. فقد توقعت أنك هنا لكي تحرري العالم ..
صرخت سارة :
- ماذا؟؟ أنت تقتلهم ببطء أيها الوغد!!
اقتربت سارة تركض نحوه ولكنه قال :
- لا تقتربي وإلا ستلحقين بهم ولكن بسرعة ..

توقفت سارة ودموعها تحتشد في عينيها وقالت:
- دعهم يخرجون .. سنترك لكم المكان والكنز .. ولن نبلغ عنكم الشرطة ..
ضحك آندريه وقال:
- ليتني أستطيع التصديق ..
ثم أردف وهو يدور حولها ويصوب السلاح إلى ظهرها:
- سيري أمامي ببطء وإلا .. فلن أتردد في إفراغ ذلك في ظهرك ..

مشت سارة وصعدت سلالم القلعة ثم دلفت إلى الردهة، كانت الأتربة تملأ المكان، ولكنه لم يتغير كثيرا ..
كانت سارة تفكر فيما تريد فعله ..
هل جاكي حي؟؟ هل هو بخير ..
هل ستحاول حقا إنقاذ أربعة رجال؟؟؟

الاميرة الاسيرة 13-11-13 09:24 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت 27


- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -


توقفت سارة عن السير والتفتت تنظر إلى آندريه المتشح بالسواد نظر آندريه باستغراب ولكنه تدارك ذلك وصاح:
- تابعي السير ..
حدقت سارة بوجهه ولم تقل شيئا فلمس آندريه رقبتها بفوهة مسدسه وقال بعصبية:
- تابعي السير وإلا ذبحتك ..
ظلت سارة تحدق صامتة .. حتى نفذ صبر آندريه ولكنه لم يستطع الضغط على الزناد،، وقال محاولا العودة إلى هدوءه السابق:
- تابعي السير .. أرجوك، انا لا أنوي أذيتك ..
تكلمت سارة بهدوء:
- لقد آذيتني وستؤذينني بأي حال ..
- لن أؤذيك ..
- إنك تقتل أحبابي كل يوم .. ومن أول يوم قابلتك فيه ..

اندهش آندريه من تلك الكلمات ودمعت عينا سارة وهي تقول:
- لقد قتلت آندريه أولاً .. ذلك الشخص الرقيق الذي لم أعرفه جيدا،، قتلته وحطمته بكل المعاني الجميلة والشجاعة و كل الصفات التي كان يحملها داخل قلبه ربما أنا من شعر بذلك لشدة غبائي ...
بكت سارة وكررت:
- قتلته شرّ قتله ...
ضعف آندريه وتقارب حاجبيه وهو ينظر إلى وجه سارة التي تابعت تقول:
- لن أنسى أبدا ذلك الشخص، لأنني أحببته حقا ، وهو أول من أحببته في حياتي ... لكنه مات وتركني ..

التقطت سارة أنفاسها ومسحت دموعها التي لم تتوقف وعادت تقول وهي تنظر إليه مجددا:
- ثم قتلت أناسا أبرياء لا ذنب لهم .. قتلت أخي الذي لم يؤذك في شيء ولم يطلب منك شيء .. قتلت قدوتي الذي علمني معنى الحياة .. حرمتني منه ثم من آندريه ... ثم قتلت فيليب ...
ظلت سارة تمسح دموعها ودموع جديدة تنزل وصرخت :
- لم ندفع الثمن ؟؟ ... لماذا؟؟؟ من أجل لا شيء !!! بالله عليك هل وجدت شيئا حتى الآن ... سأجيبك، لا .. أتعرف لماذا؟ ... لأنه لا يوجد شيء!
أخفض آندريه المسدس وقال بصوت متحشرج:
- مـ .. ماذا تريدين؟؟
حاولت سارة أن تهدأ ثم قالت :
- ربما يمكنني ان أسألك هذا السؤال .. لقد قدمت إلى هنا من أجل جاكي، إنه مشلول ومريض ولم يؤذك في شيء، رفض البحث عن الكنز مجددا مع إنه حل لمشكلته أتعرف لماذا؟؟
نظرت إلى وجه آندريه ثم تمتمت بقهر :
- لأنه ليس أنانيا ... ليس مثلك!! كما انه لا يترك نفسه لينصاع لأوامر لا يريدها ..
ظل آندريه صامتاً ..
اقتربت سارة وهي تقول:
- كل ما شعرت به نحوك لم يكن شعورا كاذبا،، لكنني أعرف أنك انقدت إلى أوامر أختك بسرعة لأنك حاقد على ماليبو الذي قتل أخيك وفقأ عينك وآذى أختك .. لم تستطع أن تخفي عني كل الكره الذي تحمله له، لقد شعرت به .. لكن لا تنس أن السبب كان في أختك، فهي من أرادت الحصول على الذهب أولا ...

ابتسمت سارة ساخرة وهي تمسح دموعها وقالت:
- لقد قتلت زوجها، وضاعت حياتها وفنى شبابها وهي تركض وراء وهم ... ثم .. الآن هي مطاردة من قبل الشرطة ومحكوم عليكما بالإعدام،، وحتى لو حصلت عليه، فقد يكون الأوان قد فات .. الناس يتغيرون من أجل المال ... ولكنهم يتغيرون للأسوأ فلماذا سأعود؟؟

بدا آندريه مستسلما وهو يسمع ذلك واقتربت سارة والتقطت المسدس من يده ثم عادت بظهرها وصوبته على رأسه وهي تقول:
- ومع ذلك فلن أندم أبدا على قتلك، لأنك تحولت إلى خليط من الطمع و الجبن و الشر .. لم تعد آندريه الذي اعرفه لقد انطبق عليك اسم حفـّار تماماً .. لأنك تعمل في حفر القبور للآخرين وستستمر كذلك ما تبقى من عمرك!! لقد تحولت إلى قاتل جبان!!

بدا التأثر واضحا على وجه آندريه وتمتم وقد دمعت عينيه :
- لن يمكنك قتلي .. أنت تحبيني ..
ضحكت سارة ساخرة وقالت بصوت عال :
- جربني، أنا أكرهك عدد شعرات رأسك يا حفـّار، ولن أنعتك إلا بحفـّار طوال ما حييت ..
سمعت سارة خطوات خلفها ثم صوتا أنثويا:
- هذا إذا حييت!
ثم صاح الصوت مجددا :
- ضعي ذلك السلاح من يدك وإلا فسوف يكون أخي آخر شخص ترينه في حياتك ..
تمتمت سارة:
- سأكون إذا آخر شخص يراه في حياته ..
صاحت مارينا مجددا:
- ماذا تقولين ؟؟؟
التفتت سارة وهي مصوبة مسدسها نحو مارينا التي كانت تحمل رشاشا صغيرا وقالت:
- يجب أن اقتل أحدكما .. وأظن بأنني أفضلك يا رأس الأفعى ..
قالت مارينا تخاطب آندريه :
- اضربها ..
لم تشعر سارة بان آندريه قام بأي حركة ولكنه تكلم قائلا:
- سارة، أرجوك .. ضعي المسدس من يدك حتى لا أضطر لفعل أي شيء ...
كانت سارة عنيدة جدا وكانت مارينا تقف بعيدة عنها وخشيت سارة أن تخطيء التصويب ولكنها تشجعت وأطلقت.........
سقطت مارينا على الأرض مفزوعة ولكن الرصاصة لم تصبها ومرت من جانبها بعدة سنتيمترات قليلة .. وانطلق آندريه وأمسك سارة بعنف فسقط المسدس من يدها حاولت سارة أن تفعل شيئا لكنه كان قويا جدا ولم تستطع الإفلات من قبضته وعندما وقفت مارينا مجددا قالت بالأمر:
- ألقها في السرداب مع الآخرين ..

حاولت سارة الهرب وضربت آندريه بقبضة يدها ولكن ذلك لم يجد نفعا،، نظرت إليه فتركها آندريه ثم لكمها بقوة فسقطت على الأرض مغشيا عليها .. وتمتم:
- لم أعد أتحمل نظراتها إنها تمزقني !!

اقتربت مارينا وقالت وهي تنظر إلى سارة الملقاة على الأرض باحتقار :
- لا أدري كيف استطاعت أن تأخذ منك مسدسك وهي ضعيفة هكذا ..
لم يجب آندريه وحملها متوجها بها إلى السرداب ..
فتح الباب ثم وضعها أمام الباب بهدوء .... نظر إلى وجهها وقد نزفت الدماء من انفها وفمها،، مسح بعض دمائها بيده وهمس كأنما يحدث نفسه:
- صدقيني لن أؤذيك .. ولن يؤذيك أي شخص مجددا، سأتركك ترحلين بـأمان حالما ينتهي الأمر ...

خرجت آهة من فم سارة وهمست بتعب :
- ومـ .. ماذا إذا لم ينتهـ .. ــي ...

ظل آندريه ينظر إليها لبعض الوقت مذهولا .. وبقي فترة أطول لكنها لم تفتح عينيها .. تعجب كيف بادلته الحديث وهي ما تزال فاقدة لوعيها؟؟ ثم وقف وأغلق الباب بإحكام ..

***********

سمعت سارة أصواتاً حولها ...
بدأت تفتح عينيها وكانت شفتيها تؤلمانها إثر ضربة آندريه، وهي تشعر بالدوار وميزت صوت والدها يقول:
- إنها تفيق ..
ثم صوت جيف ينادي اسمها بلهجة أسبانية :
- سيرا .. سيرا ..
فتحت عينيها وشاهدت مكانا مظلما وله رائحة رطبة و كأنها في مجارير، وشاهدت والدها وجيف و عادل فتساءلت بصوت خفيض:
- أين جاكي، هل أصابه مكـ .. مكروه؟؟
ساعدها والدها على الجلوس ونظرت جيدا إليه وهي تنتظر الإجابة وتبحث بعينيها عنه فقال عادل:
- أ .. أخشى .. أخشى أنه ليس بخير .. لقد ضُرب بشدة وراح في غيبوبة ..

نظرت سارة فانزاح جيف قليلا ورأت جاكي وقد التصق شعر أسه بدماء غزيرة جافة و تلك الدماء الجافة تغطي اغلب ملابسه ووجهه، كان ينفس ببطء وقالت سارة :
- ألم يشرب؟؟ أو يأكل ..
هز عادل رأسه نفيا وقال الأب وهو يشير إلى يده:
- لقد وضعت له محلولا مغذيا كان في حقيبتي .. لقد فتشتها تلك المرأة الحقيرة ولم تجد فيها شيئا خطيرا جدا فساقتني إلى هنا بهدوء ..
نظرت سارة إلى المحلول الذي يتصل بذراع جاكي عن طريق إبرة وهمست وهي تنظر إلى وجهه:
- أتمنى ان يتحسن ..
قال جيف شيئا باللغة الأسبانية وهو يستند بظهره على الجدار المتسخ، فتسائلت سارة:
- ماذا يقول ..
أجاب عادل:
- إنه يفكر بالانتحار،، نشعر بضعف كبير هنا فلم نأكل منذ أيام ...
- وماذا عن المياه ..
ابتسم عادل بتعب وقال:
- لقد تدبرنا ذلك، لقد قام جيف بعمل ثقب في الجدار اتضح أنه يتصل بخزان أرضي جديد الصنع،، كنا نشرب منها ونسدها مجددا بأي شيء .. من الجيد انه لم يفرغ بعد ..
عادت سارة تنظر إلى وجه جاكي ثم اقتربت قليلا وقالت :
- جاكي .. أجبني .. جاكي هل أنت بخير؟؟
لم تتلق سارة ردا من جاكي وبقيت تنظر له لبعض الوقت ثم التفتت نحو والدها وقالت:
- هل تعتقد أنه سيكون بخير؟؟
- آمل ذلك ..

انفتح باب السرداب ونظر الجميع بصمت وبعد قليل ظهر رجل غريب ثم قال بصوته الخشن وهو يقترب من سارة:
- تعالي بسرعة ..
قال والد سارة باعتراض:
- لسنا في السجن هنا لكي تأخذ دور السجـّان ..
نظر الرجل بغيظ إلى والد سارة ثم قال:
- أخرس وإلا ...
عدل والد سارة من وضعية نظاراته وكان جيف وعادل يجلسان أمام جاكي محاولان أن يخفيا المحلول والأدوات الطبية الأخرى ..
ولكن الرجل أمسك بذراع سارة ليسحبها بعنف، لم يتحمل جيف وعادل ذلك فقاما بهجوم مفاجئ وضربا الرجل بقوة لكن يا حسرة ..
عادل نحيل جدا، وجيف انحل منه وكان ذلك بمثابة مهاجمة دبابة تسير بلا رادع .. ووقف والد سارة وحاول المساعدة وقام بقذف بعض الأحجار على رأسه فسقط الرجل أرضا ..
توجه جيف بخفة نحو باب السرداب الذي أصبح مفتوحا وقال مبتسما :
- فرصة ... هيا نهرب..
وقفت سارة وقال عادل :
- سأتولى حمل جاكي ..
وبالفعل نظر جيف من البوابة يمينا ويسارا ثم تمتم بالأسبانية فقال عادل:
- ماذا؟؟
تساءلت سارة:
- ما الأمر ..
أجاب عادل وهو يمسك جيدا بجاكي :
- يقول أن هناك كاميرات مراقبة في كل مكان .. يتساءل إن كانت تعمل؟
زفرت سارة بضيق فقال والدها:
- هل يمكننا أن نتحاشاها إذا راقبناها جيدا؟؟
قال جيف بالعربية:
- صعب جدا ..
ثم صمت دقيقة وقال مجددا:
- سأحاول ..
ابتسمت سارة وقالت :
- أعلم أن هناك ممر لا يحوي كاميرات ..
قال عادل :
- هيا بنا يا جيف .. هيا نركض ..
قال جيف بالأسبانية جملة طويلة جدا فأجاب عادل أيضا بالأسبانية وبدا أنهما على وشك أن يتشاجرا .. فقالت سارة:
- لم تختلفان الآن ..؟
رد جيف مخاطبا سارة وهو يحاول إيجاد الكلمات المناسبة:
- سيجدنا السارق بسرعة بركضنا ..
فهمت سارة قصده وقالت وهي ما تزال تحمل محلول جاكي المغذي :
- حسنا، سنركض بسرعة حتى الممر ..

حمل جيف عصا من الأرض وأمسكها بيده وبالفعل ركضت سارة وعادل ولحق بهما جيف والسيد عامر ..
قابلهما رجل في منتصف الطريق فانهال عليه جيف ضرباً بالعصا وكأنه ينتقم لمقتل والده في فيلم درامي وسقط الرجل من هول المفاجأة وقوة الضربات ثم تابع الباقون الجري ليلحق بهم جيف في النهاية ..

وقف الجميع في الممر الذي لا يحوي أية كاميرات وقالت سارة:
- يبدو أننا نجحنا ..
سار الجميع في الردهة بهدوء ونزلا إلى الحديقة وعلى الدرج لحق بهم آندريه ومعه رجلين آخرين وهو يقول:
- ليس بهذه السرعة ..
التفت الجميع ببطء وقالت سارة بغضب:
- دعنا نخرج من هنا وحسب يا آندريه!!

الاميرة الاسيرة 13-11-13 09:25 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت 28


- - - - - - - - - - - - - - - - - - -

صمت آندريه للحظة ثم قال:
- لا أستطيع ..
قالت سارة ساخرة :
- مثل الماضي تماما ، أريد ولا أستطيع ..
قال آندريه بصرامة وهو مازال يوجه سلاحه إليهم:
- لا أريد ولا أستطيع ...

توقفت سارة عن الحديث فتكلم جيف بالأسبانية،، بالطبع فهم آندريه ما يقول ورد عليه .. كان جاكي قد بدأ يفيق على ظهر عادل وفتح عينيه بصعوبة ليسمع بعضا مما جرى ..
قالت سارة بسرعة لتقطع تلك المشادة الأسبانية:
- توقفا ...
أطلق آندريه من مسدسه عيارا نارياً وأصاب جيف الذي ارتمى على بعد ثلاثة أمتار إلى الخلف ..
شهق الجميع فزعا وصرخت سارة غير مصدقة لما فعله آندريه وركضت نحو جيف غير مبالية بتهديد السلاح ونظرت إلى صدر جيف الذي نزف نهرا من الدماء،، وضعت يدها على صدره محاولة إيقاف الدماء وقالت بعد ان احتشدت الدموع في عينيها :
- لا .. جيف .. أجبني ..
نظر عادل بحزن واقترب أيضا ..


لكن جيف لم يتكلم أبدا وكانت عينيه تحدقان إلى السماء، أدرك الجميع أنه توفي على الفور .. شعرت سارة بشعور سيء جدا وبدأت ترى أمامها ما حصل من قبل تلك الدموع الغزيرة التي تغطي عينيها وهي ترى أخيها ..
تشعر بشعور سيء لإحساسها بالظلم ..
تشعر بالألم والغضب في نفس الوقت،
تشعر بالذل وبالحقد لأنها لم تستطع فعل شيء ..
كانت سارة تبكي ويهز بكائها قلبها ، سمعت صوت والدها الحنون:
- سارة، يكفي يا ابنتي ستؤذين نفسك ..
ظلت سارة تبكي وهي لا ترى شيئا غيرها سوى اللون الأحمر .. كانت تضع يدها على صدر جيف الذي فقد الحياة ومازالت دماؤه دافئة ..
فتح جاكي عينيه جيدا وتمتم :
- عادل .. أنزلني ..
أجاب عادل بصوت محبوس:
- لا يا جاكي، ليس أنت أيضا .. أصمت أرجوك ..
لا يعرف جاكي ما الذي حصل بالفعل ..
كان يسمع صوت بكاء، وقفت سارة ونظرت إلى آندريه وهي تلوح بيدها التي غمرتها الدماء وقالت بصوت مرتعش:
- هـ .. هل علمت .. أنك تتحول إلى .. قاتل .. تعال يا حفـار .. تعـ .. ـال واشرب من الدم الذي أرقته ..

ظل آندريه ينظر بصمت وكذلك الرجلين اللذان يقفان معه .. اتسعت عينا جاكي مذهولا وهو يشاهد سارة.. لم يصدق ما يحصل ... وهمس لنفسه:
- لـ .. لقد عادت من أجلي!!

نطق آندريه فجأة:
- أنت من اضطرني لفعل هذا، كنتم ستخرجون سالمين بعد انتهاء الأمر!!
قالت سارة منهارة:
- لتتركنا بلا ماء ولا طعام حتى نموت وتقول لي سالمين أيها الوقح؟؟ ثم ... ثم يعثرون علينا هياكل عظمية بعد عشرات السنين!!
قال آندريه مصوبا مسدسه نحو عادل:
- عودوا إلى القبو بصمت وإلا ....

اقترب السيد عامر بهدوء،، وفجأة أخرج حقنة من جيبه وغرزها في رقبة آندريه وهو يقول:
- إذا أطلقتم النار فسأقتل ذلك الرجل ..
توقف الرجلان ثم ابتعدا بينما بدأ آندريه يفقد وعيه تدريجيا حتى سقط بين يدي السيد عامر .. حدقت سارة إلى هذا ثم تمتمت:
- أبي !!
قال السيد عامر وهو يمسك جيدا بآندريه:
- لن يمكنهم إيذائنا سنهددهم به ..

ألقى عادل نظرة أخرى على جيف وحملت سارة مسدس آندريه ونظرت إلى وجه جاكي .. كان ينظر إليها بصمت وهمس بخفوت:
- شكرا لأنك جئت يا سارة .. أنت تنقذين حياتي ..
نظرت سارة واقتربت أكثر وهي تقول:
- لم أكن لأتركك أبدا هنا .. و انا سعيدة أنك بخير ..
ثم عادت بنظرها إلى الرجلين الذي انصرف أحدهما ولوحت بالمسدس إلى الآخر وهي تقول:
- هيا بنا، يجب ان نرحل من هنا بأسرع وقت ..

سمعوا جميعا صوتا أنثويا من الخلف يقول:
- ليس بهذه السرعة يا صغيرتي ..
التفتت سارة بسرعة ونظر عادل ... كانت تلصق فوهة رشاشها الصغير بظهر والد سارة وقالت ببرود:
- سأطلب منك أن تضعي مسدسك بسرعة ولا تتهوري مجددا ..

نظرت سارة بغيظ إليها ثم نظرت إلى وجه والدها فألقت المسدس على الأرض ..
اقترب أحد رجالها وجذب آندريه من بين يدي السيد عامر وتساءلت زحل:
- إذا حصل لأخي مكروه، فلن تكون ابنتك بخير .. خذوها ..
اقترب رجلان قويان وأمسكا سارة بقوة وسحباها بعيدا ..
ثم اقتربت زحل ونظرت إلى جاكي وهي تقول:
- أقسمت أنني لن أترك شخصا من أسرة ماليبو .... ومع ذلك أنت مثل القطط .. بسبعة أرواح!!!
التفت عادل ليواجهها وابتسمت زحل وقالت :
- خذوهم إلى القبو مجددا وأغلقوا عليهم الباب بإحكام ..

**********

ربط الرجلان سارة بكرسي خشبي وقيدا معصميها جيدا بذراعي الكرسي ورجليها ببعضهما ..
ظلت سارة هادئة حتى دخلت زحل إلى الغرفة وابتسمت قائلة:
- أين الكنز يا سيارا؟؟ كانت النبوءة تقول أنك من ستجدينه وأنت تعرفين مكانه ..

تجاهلتها سارة وكأنها لم تسمع شيئا وقالت زحل مغتاظة:
- لا تقولي لي أنك عدت من أجل تفقد جاكي، فأنا أعلم جيدا أن ذلك غير صحيح ..
لم ترد سارة عليها واكتفت بالقول:
- ليس كل البشر يفكرون مثل ما تفكرين!

نظرت زحل بقهر إلى سارة وقالت:
- سآمر رجالي بتفجير القلعة كلها،، سيظهر الكنز بين الحطام بالتأكيد ..
ألقت سارة نظرة على كم المتفجرات والقنابل التي تزخر بها الأرضيات ثم قالت بلا مبالاة:
- وماذا إن كان الكنز مدفونا في أرض الحديقة؟؟ ستفعلين تماما مثل الذي ذبح دجاجاته التي تبيض له بيضة من ذهب كل يوم!
قالت زحل باستغراب:
- ما هذا الهراء الذي تقولينه ؟؟
خلخلت سارة حبال قدميها مع الوقت وهي تقول:
- يحكى أن .. كان هناك رجل مزارع وزوجته،، ولديهما إوز ودجاج وأغنام يربينها في حقلهم الصغير، ذات يوم استيقظ الرجل المزارع ليتفقد بيضه،، فوجد إحداها ذهبية اللون .. أخذها مسرعا إلى زوجته وبعد أن تفحصاها تأكدا من أنها من الذهب الخالص ... ثم ..

كانت زحل تتصنع عدم الاهتمام ولكن كان يبدوا واضحا أنها لم تسمع تلك القصة من قبل فعادت سارة وأكملت وهي تزحزح الحبل:
- ثم ،، أصبحا غنيين بمرور الوقت وتلك الدجاجة التي تضع لهما البيضة الذهبية كل يوم ظلا يراقبانها،، وفي يوم من الأيام، طمع المزارع الجاهل طمعا شديدا وقال لزوجته " لما لا نفتح بطنها ونأخذ الذهب دفعة واحدة؟؟" بالطبع أعجبت زوجته بذلك ووافقت ..

أخرجت سارة أحدى رجليها بخفة خارج الحبل .. وتابعت:
- لكنهما للأسف ذبحاها ولم يجدا شيئا في بطنها،، وخسرا الدجاجة والبيض في آن واحد .. ولذلك فنحن العرب نقول دائما هذا المثل : " الطمع يقل ما جمع" ..
ضحكت زحل وقالت:
- أهذه قصة حكتها لك أمك قبل النوم عندما كنت في السادسة من عمرك؟؟
تأهبت سارة جيدا ثم قالت:
- ربما .. لكنها مفيدة بأي حال .. وخاصة لك ..

ثم وقفت فجأة والتفت بكل قوتها لتضرب زحل بالكرسي المقيدة إليه،، سقطت زحل على الأرض غير مصدقة لهذا ثم صرخت:
- ألحقوا بها أيها الفاشلون ..
كانت سارة منحنية والكرسي ملتصق بها،، أما رجليها فكانتا تركضان كالريح، وظلت تركض في الممر المؤدي إلى الخارج ،، كان الحبل ملفوف على قدمها الأخرى،، وأمام الدرج ،،

لمحت سارة الرجال صاعدين ليمسكوا بها فاستدارت لتعود أدراجها ولكنها داست بقدمها الحرة على الحبل المربوط في قدمها الأخرى فتعثرت وسقطت من فوق الدرج بذلك الكرسي ليتحطم فوق الرجلين اللذان سقطت سارة عليهما .. كان جسد سارة يؤلمها من جراء تلك السقطة وفقد أحد الرجلين وعيه بينما كان الآخر يتملل بألم ..

شعرت سارة بأن ذراعها يؤلمها بشدة وكانت الدماء تسيل منه ولكنها تحملت كل شيء ووقفت لتنزل بسرعة ما تبقى من الدرج ..
بدأ الرجل المصاب الآخر بالوقوف أيضا ولحق به رجال آخرون،، كانت سارة قد ركضت نحو ممر الطابق الثاني وبدأ الرجال بالركض خلفها وإلقاء المتفجرات ..
وكانت زحل تصرخ:
- اقتلوها ... فجروها .. أريدها أن تتناثر إلى أشلاء ..

كانت سارة تركض بكل ما تبقى لها من قوة وعزيمة ،، الذعر يملأ قلبها وكل ما مرت بمكان انفجر خلفها وتناثر التراب لكي تتنفسه ..
لم تستطع التقاط أنفاسها ووصلت إلى الردهة الكبيرة التي تؤدي إلى الخروج فوجدت الباب موصدا .. اضطرت لان تسلك الممر الصغير المؤدي إلى البرج الشرقي .. وإلى غرفتها سابقا ...
وبالطبع سمعت انفجارا هائلا في الردهة جعلها تسقط على الأرض بعنف وجرحت يداها بعد ان احتكت بالجدران القديمة الخشنة ...
التقطت أنفاسها،، وعادت إلى الجري لكنها شعرت بأنه لم يعد يلاحقها أي شخص،، صعدت أدراج البرج الشرقي وشعرت بهزة زلزالية ....
كانت القلعة تهتز بعنف وقد بدأت بالانهيار ..

سقطت الأحجار بعنف ونظرت سارة من النافذة فوجدت القلعة تتزلزل وتتهدم فوق الرؤوس ..
شاهدت زحل تركض في الممر العلوي مع رجالها وبدأت القلعة بالانهيار فوق رؤوسهم،، وفوق سارة أيضا .. لم يعد هناك سبيل للتراجع ودخلت سارة تحت سرير خشبي قديم كان لزحل من سنوات ،، كانت تحاول حماية رأسها من التحطم وبدأت تشعر بانهيار كل شيء ...
حتى السرير بدأ يتحطم ومادت بهم الأرض جميعا، صرخت سارة بخوف وسقطت القلعة القديمة صخرة صخرة متكومة فوق بعضها بأعجوبة حقيقية ...

الاميرة الاسيرة 13-11-13 09:27 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت 29

العاشق الرومانسي .... لقد علمتني الحب يا سارة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

فتحت سارة عينيها بصعوبة،، فدخل التراب إليها،، سعلت بقوة ومسحت عينيها الدامعتين تحاول إخراج الأتربة .. كانت سارة مجروحة في ساقها وشعرت بأن ذراعها مازال يؤلمها فتمتمت بيأس:
- لقد كسر ذراعي ...

كادت تبكي وهي لا تعرف كيف تخرج من تلك الورطة وتذكرت أن عليها أن تكون أكثر ثقة بالله ..
لا تدري كم مر عليها من الوقت وهي تحت الركام،، لكن هناك بعض الضوء، ويمكنها أن تتنفس ، إنها على السطح بأي حال وما عليها إلا أن تزيح بعض الركام ولكن وضعها لم يكن يسمح أبدا بذلك ..

شعرت بأن شخصا ما يزيح الأحجار فصاحت بصوت مكتوم:
- أنا هنا ..
بدأ النور يدخل إلى عينيها وانزاحت الصخور بسرعة وبعد اعتادت عينيها على النور حاولت أن ترى الشخص الذي يفعل ذلك ..
نظرت جيدا،، كانت ملامح ذلك الشخص قد بدأت تتضح ولم يكن سوى آندريه ..
ت
جمدت سارة في مكانه وهو أيضا .. ظل ينظر لها لبعض الوقت ثم قال بإنهاك:
- أنت؟؟
نظرت سارة إلى وجهه وحاولت تحرير قدمها المحبوسة لكنها لم تستطع ،، كانت غائرة في الركام،، وقالت سارة بخوف:
- دعوني وشأني ...
مد آندريه يده وقال متجهما:
- دعيني أساعدك على الخروج ..
شاهدت سارة الدماء تسيل على جبهته فقالت مترددة :
- قدمي،، إنها محبوسة داخل الركام ..
نظر آندريه إليها قليلا ثم بدأ بإزاحة الصخور بتعب،، كان يسقط مرهقا ويقف مجددا بصعوبة وكان مجروحا جروحا بليغة فقالت سارة:
- لماذا تريد إخراجي،، دعني أختنق هنا حتى أموت، أليس هذا ما تريده؟

عاد آندريه يتطلع إلى وجهها ثم قال في النهاية :
- بأي حال لم يعد شخص على قيد الحياة هنا غيرنا ...
شهقت سارة بفزع وصاحت:
- أبي و جاكي .. وعادل، إنهما في السرداب ..
التقط أنفاسه وقال بتعب وهو يزيح صخرة كبيرة:
- لم أستطع الوصول إلى المدخل .. لقد فقد كل شيء تحت الركام ..

حدقت سارة بوجهه الشاحب وبدأت بإخراج قدمها ثم قالت :
- شكرا، لقد تحررت ..
نظر آندريه إليها ثم نزل تلا صغيرا من الركام وارتمى على الأرض جالسا وهو يلتقط أنفاسه المرهقة ..
ركضت سارة قليلا وهي تنظر إلى الجبل العظيم الذي تراكم فوق بعضه، دمعت عيناها وقالت:
- أشعر بأنهم ما زلوا أحياء ..
تمتم آندريه:
- انظري خلفك .. انظري إلى المكان الذي خرجت منه ..
التفتت سارة تنظر ..
لم تصدق ما تراه عينيها واقتربت تحدق باندهاش وهي ترى أكوام الذهب والأحجار الكريمة التي تتناثر على الأرض وبين الصخور ..
كانت حقيقية جدا ونظرت سارة إلى آندريه،، لم يكن سعيدا أبدا، كان متجهما ومجروحا ويائسا ..
اقتربت سارة وقالت باندهاش:
- أليس هذا ما أفنيت عمرك لأجله يا حفار!! هيا اقتلني وخذه ..
دمعت عينا آندريه وهمس بتعب وهو يمسح الدماء التي وصلت تسيل إلى عينيه:
- لقد فات الأوان ..

شعرت سارة بالخوف من تلك الكلمة وقالت:
- لماذا تقول ذلك؟
أجاب آندريه وهو يسقط على ظهره :
- لقد شارفت نهايتي ..
ركضت سارة مفزوعة ونظرت إلى وجه آندريه،، إلى عينه الخضراء والعصابة مثلثة الشكل ووجهه المتسخ المغطى بالدم وقالت بقلق:
- لا بأس،، يمكنك أن تبدأ بداية جديدة يا آندريه ..
ردد آندريه مبتسما:
- آندريه؟ لقد نطقت اسمي مجددا،، شكرا سارة،، لأنك جعلتني أفيق .. قبل النهاية ...
- لا تقل ذلك، سوف تكون بخير ..
دمعت عينا سارة وزاغت نظرات آندريه فقالت سارة وهي تجلس إلى جانبه:
- آندريه .. أنت قوي ..
مد آندريه يده المرتعشة فأمسكت بها سارة وضغطت عليها برفق وكان آندريه يحاول قول شيء ما فقالت سارة بسرعة:
- استرخ يا آندريه .. أرجوك .. كف عن الكلام ..
سعل آندريه فخرجت الدماء من فمه .. ثم قال أخيرا وكلماته تتقطع :
- لقد .. علـ متني .. الـ حب .. يا سارة ..
دمعت عينا سارة ولم تستطع قول شيء ..
أغمض آندريه عينيه ومن ثم توقفت أنفاسه .. وخرجت روحه ..
نزلت دموعها من عينيها ساخنة وعلى بعد مرأى كان جيف مستلقيا أيضا ..
كانت الشمس على وشك المغيب ..

*********

تذكرت سارة خزان المياه الجديد وركضت بسرعة ..
حاولت أن تعثر على مدخله وفتحت بوابته الأرضية بصعوبة كبيرة،، لقد كانوا يحصلون على المياه من ثقب صنعه جيف ..
أي أنه متصل بالخزان ..
كان الخزان ممتلئ حتى منتصفه بالمياه وبحثت سارة عن أداة حديديه بسرعة ثم عادت ..
كانت المياه تغطيها حتى كتفيها وسارت بصعوبة داخل المياه ثم بحثت عن الثقب الموجود، غطست وتحسست الجدار بصعوبة ..
مرات ومرات وهي لا ترى أو تشعر بشيء ..
ثم وجدته كان بالفعل موجودا تحت مستوى سطح الماء بمتر واحد ..
أخذت سارة نفسا عميقاً ثم غطست مجددا وبدأت بإدخال العصا الحديدية في الثقب وأزاحت الشيء الذي كان يسد به ، فبدأت المياه بالتسرب ،، صعدت سارة لتلتقط أنفاسها ثم غطست مجددا،، جلست القرفصاء وحاولت بكل قوتها إحداث شرخ جديد لكن ذراعها آلمها بشدة ولم تستطع أن تفعل شيئا ..

عادت مجددا تحاول،، وأحدثت شرخا صغيرا لم تعتقد أن له أية أهميه ..
كانت المياه تندفع بقوة وسببت تزايدا في الشرخ مما أدى إلى تحطم فتحة أكبر، لتندفع المياه للداخل أكثر وانتظرت سارة حتى نزلت المياه أدنى مستوى تلك الفتحة الكبيرة وأدخلت رأسها وسمعت صوت والدها يصيح بجزع :
- الخزان يتحطم .. سوف تغمرنا المياه ..
صرخت سارة وهي تدخل من الفتحة وتزيح بعض الصخور من طريقها :
- إنها أنا .. اخرجوا ..

كان عادل واقفا و جاكي جالسا وصاح والد سارة بفرحة ثم أمسك بوجهها وضمها إلى صدره وهو يقول:
- أحسنت يا ابنتي ..
أجابت سارة بفرحة :
- أنا سعيدة جدا بأنكم بخير،، لقد تهدمت القلعة على رؤوسهم ..
تشبث جاكي جيدا بظهر عادل وهو يقول:
- ونحن سعداء انك بخير ..
نظرت سارة إلى جاكي باسمة ثم شعرت بالخجل من نظرة الإعجاب تلك التي تلمع في عينيه وقالت :
- دعونا نخرج من هنا، لأنكم لن تصدقوا ماذا ستشاهدون ..

تساءل عادل بفضول وهو يحمل جاكي:
- ماذا؟؟
قالت سارة مازحة وهي تخرج وتساعد والدها:
- الفضول قتل القط يا عادل ..
قال عادل وهو يساعد جاكي أولا:
- لست قطا!

الاميرة الاسيرة 13-11-13 09:35 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
البارت 30



الأخـــيـــر



قــلــعــة مــالــيــبــو

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

مر وقت طويل جدا بعد ذلك اليوم ..
حدثت فيه أحداث كثيرة،، أصبحت سارة أكثر حيويا ونشاطا،، تغيرت بشدة ..
كان والديها سعيدين بذلك ..
اكتسبت سارة ثقة كبيرة في نفسها،، وكان جاكي قد أهداها كنوزا كثيرة وأطلق عليها والديها لقب " الفتاة الثرية" وكانت سارة تضحك عندما يناديها والديها بذلك اللقب ..

اليوم،، تقف سارة في المطار منتظرة جاكي،، لقد عاد من مركز أوكسفورد إلى مركز التأهيل هنا ..
كان والدها ينتظر بشوق إلى جانبها .. وقال:
- إن عادل معه بأي حال .. لماذا أشعر بالقلق؟
تسائلت سارة:
- هل تعتقد أنه سيستطيع السير بعد التأهيل الطبيعي؟؟
أجاب والدها وهو ينظر إلى ساعته :
- آمل ذلك .. لم يرد أن يخبرنا بأي شيء أرجوا أن لا تكون الأمور أسوأ ...
وصلت طائرة جاكي،، ونزل الركاب من فوقها وبحثت سارة بعينيها عن أي كرسي متحرك داخل المطار ولكنها لم تعثر على شيء .. وقالت بضجر:
- أين هو؟؟
- سأتصل به ..
أخرج السيد عامر هاتفه الخليوي واتصل بجاكي ،، فجأة،، غطى أحدهم بيديه عيني سارة ..
فزعت سارة وأبعدت اليدين ثم نظرت ..
تفاجأت سارة وهي تنظر إلى وجه جاكي المتألق،، كان واقفا على قدميه ودمعت عينيها وصاحت :
- أبي!!
ترك الأب هاتفه ونظر ثم اعتلت وجهه ابتسامة سعيدة وعانق جاكي وهو يقول:
- أنت رائع بني ..!

--------------------------------------------------

ابتسم جاكي بخجل ثم نظر إلى سارة وقال أخيرا:
- كيف حالك؟؟؟
قالت سارة بسرعة وهي تمسح دموع عينيها:
- بخير وأنت ؟؟
- بأفضل حال ..
من بعيد اقترب عادل ورحب بسارة ثم صافح السيد عامر وبدأ يحدثه عن الرحلة ..

اقترب جاكي ونظر إلى وجه سارة ثم قال:
- شكرا لك ..
قالت سارة بخجل:
- أرجوك لا تقل ذلك ..
- إنه أبسط شيء يمكنني قوله ..
قال السيد عامر :
- هيا إلى البيت لقد أعدت لكم والدة سارة وجبة شهية ..
ضحك عادل و جاكي وسار السيد عامر تبعه عادل،، تبعتهم سارة فأمسك جاكي بيدها وسار إلى جانبها ..
سحبت سارة يديها وابتسمت بخجل فقال جاكي:
- سارة أود أن أخبرك بشيء ولكنني متردد ..

نظرت سارة إلى عينيه الخجولتين وقالت :
- لا تتردد ..
- حقا؟
- أجل ..
ابتسم جاكي وقال:
- أنا أحبك ..
تفاجأت سارة وقالت بارتباك :
- آ .. ماذا؟ .. أجـ .. ولكن .. أل ..
- ما بك .. لقد قلت أحبك فقط ..
شعرت سارة بالخجل وأحمر وجهها ونظرت حولها وهي تظن أن كل الناس ينظرون إليها فابتسم جاكي وقال:
- هل أصرخ الآن لأثبت لك ؟؟
تحركت سارة بقلق وقالت :
- حسنا، أصمت الآن ستفضحني .. أعرف .. أقصد أصدقك !!
ضحك جاكي من قلبه عليها فقالت سارة وهي تبحث عن والدها:
- يا ألهي،، لقد ابتعدا،، لم يلحظا اختفائنا ..

تحركت سارة مسرعة وتبعها جاكي وهو يقول:
- حسنا،، على الأقل قولي أحبك أيضا ..
دمعت عيناها من الخجل وتسارعت خطواتها وظل جاكي يضحك وبعد أن خرجا من المطار قال جاكي :
- سارة ..
توقفت سارة ونظرت إليه فقال جاكي:
- هل تتزوجينني؟؟
ضحكت سارة ونظرت بعيدا .. فقال جاكي:
- هل أطلب نجوم السماء ؟؟
قالت سارة:
- تقريبا ...
- لماذا؟؟ هل هذا لأنني أجنبي ؟؟
- كف هذا تعلم أن أبي يحبك ..
- وانت؟؟
ابتسمت سارة وهي تحاول إخفاء خجلها ثم قالت:
- إسمع يا جاكي،، أنا .. أنا أحبك ولكن ..
- لكن ماذا؟؟
- لا يمكنني أن أتزوج شخصا لا يلتزم بأي إيمان أو دين!
ضحك جاكي وقال:
- أهذا هو ما يزعجك؟؟
- أجل ..
- حسنا لقد أصبحت مؤمنا ..
عادت سارة للسير وقالت:
- لا أظن ذلك ..
أمسك جاكي بذراعها فنظرت إليه وهمس جاكي:
- انا أسير على الطريق الصحيح ...
ابتسمت سارة ابتسامة جميلة وقالت بخجل:
- وأنا أنتظرك .. جاكي!

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

النهاية

الاميرة الاسيرة 13-11-13 09:36 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
تمت بحمد الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Jasmin Princess 22-11-13 05:31 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
راااااااااائعه حبيبتى شكرا ع المجهود الرائع مووووووووواه هو انت بتجيبى القصص دى منين ؟ بيعجبنى اختيارك دايما

همسة حياااة 23-11-13 02:59 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
روعه بداية القصه لاني ما قريتها كلها وان شاء الله اكملها يالغلا


فعلا قصه رائعه ومشوقه



شكرا لابداعك

الاميرة الاسيرة 24-11-13 10:21 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jasmin Princess (المشاركة 3391830)
راااااااااائعه حبيبتى شكرا ع المجهود الرائع مووووووووواه هو انت بتجيبى القصص دى منين ؟ بيعجبنى اختيارك دايما

نانو حبيبتى وحشانى يا قمراية كثير :dancingmonkeyff8:
ربنا يخليكى ليا وميحرمنيش منك ابدااااااااا
انا مدمنة قصص بطريقة متتخيلهاش وبموت فى النوعية دى من القصص بتشدنى بصراحة واحدة صاحبتى جبتهالى فقراتها وعاجبتنى كثير وعندى قصص تانية من النوعية دى لنفس الكاتب ارومى بصراحة كاتب رائع
تسلميلى يا قمر
موووووووووووووووووووووووووووواه

الاميرة الاسيرة 24-11-13 10:24 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة حياااة (المشاركة 3391987)
روعه بداية القصه لاني ما قريتها كلها وان شاء الله اكملها يالغلا


فعلا قصه رائعه ومشوقه



شكرا لابداعك


اهلين همسة :dancingmonkeyff8:
تسلميلى يا قمر الاروع وجودك حبيبتى
منتظراكى :dancingmonkeyff8:
موفقة

عصفورالجنة 04-12-13 08:09 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة

الاميرة الاسيرة 05-12-13 10:08 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصفورالجنة (المشاركة 3395792)
رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة

اهلين حبيبتى :dancingmonkeyff8:
الاروع وجودك
تسلمى
دمتى بخير

saladin 09-01-14 11:03 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
همممممممممممممممم
طويلة جدا هههههه

الاميرة الاسيرة 12-04-14 04:56 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saladin (المشاركة 3408086)
همممممممممممممممم
طويلة جدا هههههه

ههههههههههههههه هى طويلة آه بس رائعة شكرا لتواجدك اخى

سارة صقر 21-05-14 12:36 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
جميل اوى بجد بجد دى من اجمل القصص الى قرأتها فى حياتى ربنا يديمك وميحرمناش من قصصك يا رب
:55:

الاميرة الاسيرة 21-05-14 02:20 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة صقر (المشاركة 3445915)
جميل اوى بجد بجد دى من اجمل القصص الى قرأتها فى حياتى ربنا يديمك وميحرمناش من قصصك يا رب
:55:

سارة تسلمى يا قمر
انا سعيدة ان اول مشاركة ليكى تكون فى موضوعى
انا كمان حبيتها كثير وعندى قصص من نفس الكاتب حسام
وكلها خيالية جميلة بعشق النوعية دى من القصص
شاكرة ليكى مرورك حبيبتى ومرحبا بيكى بيننا
دمتى فى رعاية الله وحفظه

ندى ندى 30-11-14 09:55 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
قمة الروعه والتميز فكرتها مختلفه

جديده يسلمو ويعطيك العافيه

قمر دنيا 12-06-15 08:59 AM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
شكرًا جزيلًا
قصة رااائعة جدًا بمعنى الكلمة, وأحداثها غير متوقعة أبدًا
كما أنها جديدة وبشكل جديد
بوركتم :)

fadi azar 09-07-15 04:30 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
رواية رائعة جدا

fatma m on 24-01-17 06:33 PM

رد: قصة رائعة قلعة ماليبو
 
رررررررررررررررررررررررروععععععععه


الساعة الآن 01:22 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية