منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   [قصة مكتملة] خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي (https://www.liilas.com/vb3/t190844.html)

هَتيف 04-06-14 12:07 PM

رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي
 
الله يسعدك يارب
راح ننتظرك ياقلبي


الهنوف الهوساوي 16-06-14 08:42 PM

نحن ننتظرك تكفين لا تبطين بديت أنسى الأحداث
المهم كوني بخير و كله يهون 😊

هَتيف 17-06-14 06:22 AM

رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله
أهلا أهلا , صباح الخيير جميعاً
وش رايك تنزلين بارت حتى لو كان جداً جداً جدً قصيير
عشان مايطفشون البنات اللي يقرون
ويبدون ينسون الأحداث .

بس جد والله إذا تأخرتي في التنزيل , وإذا أنهينا الروايه على خير ان شاء الله
وبديتي تنزلين روايه جديده * ووننااسسهه *الناس ماراح تقرا وبياخذونها منك عاده
فهمتي وش أقصد ؟ ترا والله موب قصدي كذا أتكلم وسوي وأفعلي ومدري إيش لا والله
بس عشانك وعشان مصلحتك والله * كأنّي جدّة سعود نشششببه * :e404:

*فلسفه زززااااييدددهه عشان كذا تجاهلي كلامي وأسحبي عليييه :YkE04454:

جود بدر 24-06-14 06:52 PM

رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله
اعتذار بحجم السماء لجميع حبيباتي متابعات الرواية
جد جد ظروف أكبر منّي , اضطرتني أتأخر
واعتذر جدًا ان البارت مو مرة طويل
قراءة ممتعة أحبتي <3
,
,
بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الخامس والثلاثون
,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة والنصف صباحًا
قالت ببحة , وبعبرةٍ تخنُقُها
: امي !
قالت السيدة جوليا بجديّة
: جئت فقط حتى لا تكوني ذنبًا على كاهلي اذا قابلت الله , كان يجب أن أطمئنّ عليكِ
هزّت رنا رأسها وحنجرتها تؤلمها من الغصّةِ العالقةِ فيها
: اشتقت لكِ
ألجمت كلمتها والدتها , كأنّها لم تسمع كلماتها الجارحة
فقط انتقت كلمة الاشتياق من دون مجلدات الكلمات التي يجب أن تدور بينهن
زفرت برجفةٍ وهي تقاوم قلبها الضعيف , الذي انتحب شوقًا ولوعة
تحاملت رنا على نفسها وهي تحاول النهوض من السرير
لتقول والدتها بعد ان التقطت أنفاسها
: ابقي مكانك
قالت برجاء
: ارجوكِ دعيني أنهض او اقتربي !
صمتت لثوانٍ , ثم زفرت ونهضت لتقترب منها
مدّت كفّها بتردد لتضعه على رأس رنا
التقطته رنا بلهفةٍ كبيرة
قبّلته مرارًا وهي تلهث وتبكي
تمادت ذراعيها وارتفعت لتلتف حولَ رقبةِ والدتها
حينها فقط
شعرت انّها رنا ابنةُ محمد !
حينها فقط عادت حياتها التي توقفت منذ سبعةِ أعوام
وكأنّه شريط توقف لمدّة
وأُعيدَ تشغيله
اطلقت زفراتٍ حادّة
وبكت بحرقة
وهي تهتف
: أمممي , أمممي
سقط قناع جوليا
واندكّت حُصونُ قسوتها
انهمرت أدمعها
وفَلُتَتْ أنفاسها المتعبة
ضمّت ابنتها اليها وكأنّها لم تضمّها من قبل
استنشقت رائحتها التي افتقدتها منذ أعوامٍ شابَ قلبها خلالها همًا واشتياقًا مقتولًا
مرّت دقائقٌ تتبعها دقائق
لتدخل رونا وتشهق بخفةٍ حزينة
اقتربت ومقلتيها تسبحان بالدمع
: امي , رنا !
فتحت رنا عينيها وهي تقول بحسرة
: هذه امي يا رونا ! انا في حضن امي يا روننا
قالت رونا باختناق
: هدّي مو زين عليك الانفعال
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة والنصف مساءً
دخل الى المنزل ونادى
: يا ولد
نادته والدته من المجلس
: اقرب ما حولك أحد
دخل وألقى التحية ثم نظر الى وليد
: سالخير
ابتسم وليد وارتشف من قهوته ثم قال
: سالنور
: ابيك بسالفة
: شعندك
: قوم تعال
نهض وليد وتبعه الى غرفة الضيوف
أغلق تركي الباب والتفت اليه
: لازم تسافر لندن
عقد وليد حاجبيه
: وراه !
: بتروح لندن , انت وملاك
: تركي !
هزّ تركي رأسه وقال
: في واحد بلندن انا مكلمه من كم يوم وقلت له انّك بتقصده في شغلة قال ما عنده مشكلة
قال وليد وقد استفزّه تركي
: أي تكلم وش اسوي بلندن وليش مكلم الرجال ؟
صمتّ تركي لثوانٍ ثم قال
: يمكن تلقى امّك في لندن
وكأنّ صفعةً مدويةً هوت على وجه وليد ليصمت بصدمة
دام صمته لثوانٍ طويلة
ثم قال
: امي !
: ايه , الرجال ذا انا قابلته مرة , احسّ انّه بيقدر يساعدنا بشي , ما بتخسر شي بروحتك يا وليد , ان لقيتها الحمد لله وان ما لقيتها فهذه خطوة في انّك تدور عليها
ضحك وليد بلا تصديق
: انت جنيّت ! امي وش يوديها لندن بالله
: وليد طاوعني
أشار وليد الى رأسه باستخفاف
: انت جنيت رسمي
تركه وخرج من الغرفة
رفس تركي الباب وهو عاقدٌ حاجبيه
: يا كرهك
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
نهض وقال
: يلا انا ماشي , تبين شي
نهضت وقالت بتماسك
: انا مو راضية عن هالوضع
نظرَ اليها بصمت لتتابع حديثها
قالت وهي تحاول ألّا ترفع صوتها
: ابوي وعمامي ويدّي !
زفر ثم قال
: وش فيهم
: شفيهم ! جنّك ما تدري يعني
: مها...
قاطعته بحدة وهي توشكُ أن تبكي
: امّا تشرح لي ولا الحين ابي اشوفهم
ظلّ صامتًا
صرخت وهي تلوحُ بكفّيها بلا تصديق
: مو صج اللي قاعد يصير ! امي والبنات يدخلون الحجز وابوي وعمامي ايّون ولا اشوفهم ولا ادري عنهم , شنو جريمتنا عشان يصير فينا كل هذا ! قولّي تحجّا
صرخ بها بغضبٍ جم
: ما سألتي نفسك قبل ثمان سنوات انا من وين جيت ؟ من اللي جابني وبأي طريقة , ما سألتي نفسك ليه ما عندي أقارب ولا اهل , ما سألتي نفسك عن شي يخصني والحين تسأليني عن اهلك , وتسأليني عن جرمهم ! راشد وابوك وجدّك وعمّك مجرمين يا مها , نزعوني من اهلي وديرتي , حرموني من امي ومن راحة بالي , أبعدوني عن احلى شي في حياتي , اخذوني من رتيل قلبي قرّة عيني وحبيبتي وبنتي وكل شي بالنسبة لي , عشان ينسبوني لعائلة ثانية ويوظفوني وظيفة ثانية ويزوجوني زوجـ...
عضّ على لسانه وهو يتنفس بقوّة
شعر بأنّه قد انفجر , وكانت أولَ مرةٍ يصرخ بها أمامها
كثيرًا ما رأته غاضبًا وحادًا
لكنّ لم يصادف ان يصرخ بهذا الانفجار
قالت بعد برهة
: اهلي حرموك وبعدوك وخذوك ! وزوجوك ؟!
زفر بحرارةٍ ثم قال
: انا ابي امشي
تمسكت به
: مسفر...
صرخ بها وهو يسحب يده
: صققر , اسمي صـــقـــر
تراجعت بخوف , ليتابع
: شفتي بشاعة أهلك , حتى اسمي حرموني منّه , سنين وانا احترق على كل شي بداية برتيل واسمي , ونهاية بأشياء كثير
على وقعِ طرقاتٍ مضطربةٍ على الباب التفتا
سمعا والدة مها تهتف
: يمه مها , ابو راجح , شفيكم يا يمه
زفر وتوجه الى الباب
فتحه ليقول باستقطاب
: ما في شي , انا ماشي , السلام عليكم
تركهن وخرج من الجناح الفندقي
كان يشعر بالغضب يؤلم قلبه ويحيله الى جمرةٍ ملتهبة
انفاسه ساخنة تكاد تحرق جدار أنفه
وقدماه تدكانِ الأرض بقوّة
الى أي حدٍ بالجنون وصل
يتساءل ان كانت رتيل السبب ام وضعه المتخبط !
على وقعِ ذكراها شعر بغضبه يزداد
يشعر ان اشتياقه سيرديه قتيلًا
أغلق باب سيارته وأغمض عينيه
يتمنى لو يذهب ليراها
أخرج هاتفه واتصل بداليا التي ردّت بعد ثوانٍ
: هلا
: داليا
: هلا !
صمتَ لثوانٍ طويلة , ثم قال بنبرةٍ غريبة
: اتصلي على رتيل
: ليه !
: الحين اتصلي عليها وانا معك
قالت داليا برفضٍ قاطع
: مستحيل , ما ترضى
قال بحدة
: قلت لك اتصلي عليها , ماني متكلم ولا بتدري اني معكم
: صقـ..
صرخ بها
: داليا
ازدردت ريقها , تعلم انّه ليس من صالحها ان تعصيه !
اتصلت لتمر ثوانٍ طويلة
حتى أتى صوتها وكأنّه خارجٌ من بئر عميقة
: آلو
قالت داليا بارتباك
: رتيل
: هلا داليا
: شلونك ؟
: الحمد لله
وصمتت
قالت داليا بصدق
: اشتقت لك
: ما تشتاقين لغالي
اختنقت داليا بعبرتها
: رتيل
همهمت رتيل
قالت داليا
: احسّك ميتة !
ابتسمت رتيل بشحوب
: صح , انا ميتة
شهقت داليا بالبكاء وقد نسيّت شقيقها تمامًا
: ليه ! ليه قولي لي بس ليه
قالت رتيل باستسلام
: تصدقين اذا جيت افكر وش السبب ما القى ! ليش صار فيني كل ذا , عادي واذا تزوج واذا كان عايش حياته وما يدري عنّا , الأسباب كلها بسيطة , بس ليش قتلتني ! ليش ضعفت وهزلت , ليش متْ !
انتحبت داليا بوجع
: وش بتسوين طيب !
قالت بتعب
: طلبت الطلاق وعيّا , قلت ابي اخلعه وانقلبت علي
: انتي جادّة ما عاد تبينه ؟
قالت رتيل بعد صمت
: ايه جادّة , ابي اعيش حياتي اللي ما عرفت منها شي من انولدت , مصيري انساه , ابي اتزوج اللي يستاهلني , ابي اجيب عيال , ابي اعيش يا داليا ! صقر ما يقدر يعطيني حياة
: وقلبك !
ابتسمت رتيل بسخرية
: اخلعه وارميه لصقر يشبع فيه
أغلق الهاتف , اكتفى مما سمع
طعنت قلبه بكلماتها
تحلم بحياةٍ جديدة تعيشها , لتتركه خلفها !
من ذا الذي يستحقك يا رتيل لتتزوجيه
مالطفل الذي تحلمين بحمله بين ذراعيك , دماؤه ليست دمائي !
مالحياة يا رتيل ان خلت منكِ , او خلت مني !
ويح احساسكِ الخائن
كيف تناسيتِ ابتسامتي التي كبرتي في ظلها
بل كيف تنسين قلبي الذي غفيتِ على نبضاته أعوامًا
ألهذا الحدِّ وصلَ غضبكِ يا حبيبتي !
لحدٍّ يجعلكِ توليني ظهركِ دونَ عناء
زفر بحرقة وحركَ السيارة , وفي عينيه بؤسٌ حقيقي
أمَا هي فلَم تُطلِ الحديث حتى أغلقت الهاتف من داليا
وابتسامةٌ ساخرة تعلو شفتيها
كانت تشعر بأنفاسه
حتى لو لم تسمعها , كان قلبها ينبؤها انّه يسمعها
أغمضت عينيها وهي تتنفس بضيق
ها قد أوجعتك يا صقر
ها قد لامست مخالب كلماتي , جدار قلبك
تمكنت منك , يا عدوّي الذي أعشق !
فكّرت لثوانٍ
لو لم يكن يسمعها هل كانت لتقول ما قالت !
بعينِ الغضب , تقسمُ أنّها ستقول
وبعين العقل والحلم
حارت لثوانٍ , قبل ان تجزم
انّها ستقول ما قالته
تشعرُ أنّ قلبها نافرٌ منه
واحساسُها توقف عن الهيام به
زفرت وجعها منه وأغمضت عينيها لتجبر نفسها على النوم
لتجبر نفسها على التوقف عن التفكير به !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة والنصف مساءً
زفر بمللٍ ونهض من مكانه
قالت جدته
: وين رايح
حك رأسه وهو ينظرُ لابنِ عمه
: ابي اطلع اتمشى , حسن قوم
نهض حسن وهو يلتقط هاتفه ومفتاح سيارته
: يلا – التفت الى سلطان – تخاوينا ؟
: لا مالي خلق
خرج سعود بصمت وتبعه حسن
التفتت الجدةُ الى سلطان
: وش علمه ولد عمّك
رفعَ كتفيه
: علمي علمك
: مدري وش جايّه , وجهه اغبر
ضحك سلطان
: يمكن ضغط دراسة ولا شي
هزّت رأسها برفض
: لا , جيّته وراها بلاء
: مدري والله
,
صعدا الى السيارة وسار حسن بلا هدى في شوارع الرياض
كان يحاول التحدث الى سعود
لكنّه كان يجيب باقتضاب
تأفف حسن ووضع سيجارة في فمه
التفت اليه سعود بصمت
ابتسم حسن وأنزلها
: خلاص انا آسف
قال سعود بعد صمت
: عطني وحدة
قال حسن بصدمة
: وش اعطيك !
قال ببساطة
: زقارة
رفع حسن السيجارة وهو يسأل ببلاهة
: ذي ؟!
غضب سعود
: ما تبي لا تعطيني وقفني عند أي بقالة اشتري
قال حسن بسرعة
: لا لا ما اقصد والله , يفداك البكت يا شيخ , بس مستغرب , خذ
أخذها دون رد , دسّها بين شفتيه وأشعلها
سحب منها نفسًا
ولم يستطع اخراجه
سقطت من فمه وجحظ بصره وسعل بشدة
أوقف حسن السيارة بفزعٍ والتفت اليه
: سعود
فتح الباب ونزل ملتفًا اليه بسرعة
فتحَ بابه وسحب الى الخارج
: سعود , تنفس عدل , شهييق وزفير
اسنده اليه وفتح أزارير قميصه
تنفس سعود بصعوبة حتى ثقُلَ جسده
ساعده حسن ليجلس على مقعده , وعاد الى مكانه
حرّك السيارة وضحك
: دامك منت كفو تدخن ليه تهايط
قال سعود ببرود
: انطم
ضحك حسن مجددًا
بعد صمتٍ لدقائق
قال سعود
: هات وحدة ثانية
التفت اليه حسن بنصف نظرة
: كل تبن
: هات
: انقلع
صمت سعود , كان مرهقًا ولا يرغب باكثار الجدال
كان يشعر انّه يرغب بسيجارةٍ تُحرق رئتيه
عقابًا له
على حبّه وعطائه , وبلاهةِ قلبه
زفر بقوّة
أين سيجدها
الرياض كبيرة ! كبيرةٌ جدًا
يقسم انّ جنونه لن يمانع ان يبحث عنها في كل بيت في الرياض
التفت اليه حسن
: وش صاير لك
: ولا شي
: سعود , انا اخوك
قال بهدوء
: الله يسلمك , بس موضوع يخصني
: براحتك , لكن ان احتجتني بشي انا موجود وحاضر
تنفس بهمٍ ثم قال
: ما تقصر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة صباحًا
خرجت من غرفتها , ليُفتح باب المنزل ويدخلَ بندر
قالت بتعب
: وين كنت ؟
دخل الى غرفة الجلوس وتبعته
: عند خالد
: ما في جديد ؟
هزّ رأسه بيأس
: كأنّه ميّت
قالت بجزع
: اعوذ بالله من فالك
قال بواقعية
: انا مو قاعد افاول , خالد جد تعبان وما في أي مؤشرات للحياة او التحسن عليه
: ما لقيتوا الكلب فارس ؟
قاطعهما صوتُ البابِ الذي فتح بقوّة , وخطواتٌ سريعة
خرجا بقلق ليجدا فيصل الذي قال بعجل
: كلمني الضابط يقول لاقين واحد نفس مواصفات فارس ويبوني اروح اشوفه
لم تحملها قدميها من الصدمة
جلست أرضًا وهي تقول بلا تصديق
: لقوه ! لقوا فارس !!
نزل فيصل الى مستواها وشدّها الى صدره
: قولي يارب
قالت برجفةٍ , وبكاءٍ دامٍ
: ياارب , يارب فوضت أمري اليك , ياارب
نهض فيصل مستعجلًا
: ابي اغير ذا الخياس كنت بالدوام , وبطلع للقسم
قال بندر
: بجي معك
هزّ رأسه ودخل الى غرفته
نهضت من مكانها الى دورةِ المياه لتتوضأ
بعد ان خرج اخويها استقبلت القبلة , وواصلت تضرعها وصلاتها ورجاءها من الله ان يكون هو
ذاك الشبح الملطخ بالسواد والشرّ
ان دجج بالأغلال ستطمئن
ستنام ليلًا , دون قلقٍ من أن يهجم على غرفتها من الشبابيك
ستجلس في غرفة الاستقبال دون خوفٍ من أن يدخل من بابها الخلفي
ستعيش دون رهبةٍ من مباغتته لها !
سيُأخذُ حقُّ شقيقها , وهذا أكبر همومها
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
العاشرة صباحًا
قالت السيدة جوليا بعد ما ارتشفت من كوبها ووضعته
: هل ستذهبين لشقيقتك ؟
نظرت رونا الى ساعتها
: نعم , انني متأخرةٌ أصلًا
تنفست جوليا بضيق
: اشعرُ بالقلق , هل تحدثتي الى سآود ؟
نظرت اليها رونا
: انّه بخير !
: حسنًا , انتظري حتى أبدل ثيابي لأذهبَ معكِ
نهضت وهي تتنفس بضيق
بعد عشرةِ دقائق كانت السيدتان في السيارة المتجهة الى المشفى
كان تنفس السيدة جوليا واضحًا
التفتت اليها رونا
: امي ؟ هل انتي بخير !
: لا اعلم رونا , قلبي مقبوض وانفاسي ضيقة
امسكت رونا بيدها وهي تقول بخوف
: حينَ نصلُ الى المشفى سنكشف عليكِ
: اريد رؤيةَ رنا أولًا
: لن تطير رنا !
قالت باصرار
: سأراها أولًا
قالت رونا باستسلام
: كما تشائين
توقفت السيارة أمام البوابة لتنزلان وتسيران باتجاه المصعد
صعدتا واتجهتا الى غرفةِ رنا
فتحت رونا لتعقدَ حاجبيها
التفتت الى والدتها
: ليست موجودة
شعرت السيدة جوليا انّها ستسقط صريعة
أمسكت بها رونا وهي تهتف
: امي !
: اسرعي , اسألي عن شقيقتكِ
اتجهت رونا الى استعلامات الدور ذاته
: مرحبًا
رفعت الموظفةُ رأسها وابتسمت
: بمَ أخدمكِ سيدتي
: الغرفة 576 , أين مريضتها ؟
نظرت الموظفة الى الشاشة وعبثت بها ثم نظرت اليها بأسف
: سيدتي انها في العناية المركزة , انتكست حالتها هذا الصباح
صعقت رونا وتراجعت خطوتين
همست بلا تصديق
: ماذا ؟
قالت الموظفة
: انا آسفة , اذهبي الى قسم الطوارئ ان اردتي رؤيتها
عادت رونا الى والدتها , ودمعتين كحبتي بَرَد متجمدتان في عينيها
قالت والدتها بانهيار
: اين اختك
: انها في العناية المركزة
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية عشرةَ ظهرًا
خرجت من غرفتها ونزلت الى المطبخ
دخلت لتجد أمّها فيه
رفعت رأسها لترى من الذي دخل
صُدِمت من نزولها وهي التي لم تغادر غرفتها منذ ذلك اليوم
ظلّت تنظرُ اليها لثوانٍ
لتملأ مقلتيها منها
ثم أنزلت رأسها مجددًا تتابع عملها
تجاهلتها رتيل تمامًا وتوجهت الى الثلاجة
قالت ام علي بنبرةٍ جافّة
: اللي يدخل مكان وش يقول ؟ بنرجع نعلم من اول وجديد !
قالت ببرود
: السلام عليكم
همست ام علي
: وعليكم السلام
ابتسمت رتيل بسخرية
: ليه تعلميني ؟ ماني هديل على فكرة !
رفعت ام علي رأسها مبهوتة
قالت بلا تصديق
: وش قلتي !
أعادت كلماتها ببرودها ذاته
: ماني هديل , علمي ظناك ماهو انا
قالت ام علي بجنون
: وانتي منتي ظناي ؟!!
ضحكت بمرارةٍ وفي عينيها دمعتين مكسورتين
: خالتي وش فيك ! امي ماتت من دهر ! انتي ظناك ثلاث ليش تنسبيني لك...
قاطعت كلماتها صفعةٌ مُدوية
التفتت بحدة لتصرخ
: ليش تضربني
سحبها من ثيابها وهو يزمجر
: انتي جنّيتي !! من متى هالكلام ؟ الحين امي صارت ماهي امّك
نهرته والدته
: تركي
قاطعها بحدّة
: السموحة منّك يمه , الظاهر زواج صقر عليها جننّها خلّاها بدون عقل
قالت والدته بصدمة
: تركي !
همست رتيل
: تعايرني ! كفو يا اخوي !
هزّها بقوّة
: ماهو انا اللي أعايرك , انا بصحيك من جنونك , وش جاك يا رتيل !
تملصت منه وصرخت
: بأيّ حق تصحيني وتمدّ يدّك علي , انت شنو ! من انت أصلًا , انت وامّك تستقوون علي ليش انّ امي وابوي متوفين وزوجي كاسرني وراميني رميّة الكلاب ! لا تفرد عضلاتك يا تركي وتنسى نفسك
قبلَ أن يردّ تركي جاء صوتٌ ثقيل يقول بنبرةٍ غريبة
: لو فرضًا أمّي ما لها دخل فيك , وعلى قولتك امّك وابوك متوفين الله يرحمهم ويغفر لهم , انا وتركي اخوانك وغصب مو طيب انتي تحت امرنا لين تروحين لزوجك وحتى بعد ما تروحين , وامّي اللي حلَت لك سالفة انّها ماهي امّك اذا ناسية اذكرك تراها رضعتك مع هديل سنة وشهرين , لا تجحدين حليبها وسهرها وتعبها وشقاها عليك لين صرتي بهالعمر , انتي اللي لا تنسين نفسك يا رتيل , انتي اللي لازم تصحى على نفسها وتفهم الكلام مثل ما ينقال ماهو مثل ما تبي
همّت بالرد ليقاطعها بحدّة
: لا تجادلين بالباطل وانتي تعرفين الحق وتعلمينه
نظرَ الى والدته التي كانت نظرتها مكسورة
اتجَه اليها وقبّل ما بينَ عينيها وهمس
: اصبري عليها , ما تجهلين قلبها وانتي امّه
التفتت رتيل الى أمّها وتلعثمت أحرفها وتبعثرت أمامها , وعجزت عن جمعها
اكتفت بنظرةٍ وحيدة
وخرجت من المطبخ الى غرفتها
لاعنةً خروجها منها !
متعبةٌ هي
مثقلةٌ بالوجع والخيبة
ألَا يكفيها حِملُ صقرٍ ليثقلوا كاهلها بغيره !
فجأةً كلُّ من حولها أصبحَ قاسيًا
فجأةً , أصبحت ليست هي !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الواحدة والنصف مساءً
رمى الهاتف على الجِدارِ بقوّة وصرخ
: شنو يعني خارج الخدمة ! شنو يعني الرقم مفصول !
قال سلطان باستغراب
: سعود جنيّت !
التفت اليه وصرخ
: ليش يفصل جواله من الخدمة
صرخ سلطان بحيرة
: من هو !
: هالكلب خالد
: من خالد يا حممار !
صرخ سعود بغيض وهو يركل الجدار
: اخو لين
دخلت الجدّة وقالت بخوف
: وش بلاكم ! وراه تصارخ انت وياه
التفت سلطان الى جدّته
: ما في شي يمه
التفتت الى سعود
: خبَل انت خبَل ! وش قام به تصرخ ومن يوم جيت قالب خشتك وتهاوش ذبّان وجهك
زفر بغضبٍ وخرج من الغرفة , بل من المنزل !
التفتت الجدّة الى سلطان
: هاو ! وش جاه ولد عمّك
رفع سلطان كتفيه بحيرةٍ حقيقة
: والله ما ادري يا يمه ! جنّ الولد
: والله ماهو خالي , وراه علم وانا امّك بس عيّا لا يعلم
قال سلطان
: الله يستر عليه وييسر امره
,
خرج الى الشارع وقطعَ مسافةً طويلة سيرًا على قدميه
حتى تعب ولم يعد قادرًا على السير
اهماله لصحته أضعفه
جلس على الرصيف وتفقد جيبه , تلمست اصابعه علبة السجائر
أخرجها ووضع واحدةً في فمه وأشعلها , وأعاد العلبة
تفقد جيبه مجددًا , ثم ضرب جبينه
تذكّر انّ هاتفه محطمٌ الآن !
أخرجَ هاتفه الآخر وظلّ يقلبه
لم يكن فيه سوى ارقامٌ تعدُّ على الأصابع
تذكر رقمَ منزلِ جدّته واتصل به
لتردّ الخادمة
طلبَ سلطان الذي أتى صوته بعد ثوانٍ
: هلا
: سلطان
: سعود ؟
: ايه
: وش فيك !
: بالله عطني رقم حسن
: وينك ؟
قال بملل
: ماهو وقته
: طيب , برسله لك
: لا لقنّي ايّاه
لقّنه سلطان الرقم وودّعه وأغلق الهاتف
اتصل بحسن
: هلا
: السلام عليكم
: هلا وعليكم السلام , من ؟
: انا سعود , تقدر تجي تاخذني
قال حسن
: هلا سعود – تابع باعتذار – والله ما اقدر اجيك الحين , كلم مالك
تأفف ثم قال
: هات رقمه
أعطاه الرقم وأغلق الهاتف
رمَى عُقبَ السيجارةِ واتصل بمالك , الذي أخبره انّه قادم
بعد نصفِ ساعة وقفَ مالك بسيارته أمامه
قال بلا تصديق
: وش جابك هنا !
ركِب بصمت
حرّك مالك السيارة وقال
: وين بتروح ؟
: للعقارات
التفت مالك بحيرة
: وش تسوي !
قال ببساطة
: بشتري بيت
,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة وعشرةَ دقائق صباحًا
قال الطبيب بأسف
: اننا نبذل ما في وسعنا , لكنّ المرضَ متمكنٌ منها
قالت رونا برجفة
: ماذا يعني هذا !
قال باعتذار
: لا استطيع التحدث بأمرٍ الآن , كما ترين الحالةُ طارئة خرجت لاخباركِ عن الوضعِ فقط
تركها وعاد الى الغرفة
جلست السيدة رونا وقالت بحسرة
: اختكِ ليست بخير , ستذهبُ ابنتي كما ذهبَ والدها
قالت رونا , وأدمعها مجمدةٌ في مقلتيها
: امي ادعي لها بالشفاء , لا تتشاءمي
مرّت نصفُ ساعةٍ ما بين دعاءٍ وصلاة
حتى خرج الطبيب وقال
: أأنتما والدتها وشقيقتها ؟
اجابتاه بأمل
: نعم
: ارجوكما تفضلا بالدخول , طلبت رؤيتكما
دخلتا مسرعتين , خائفتين , مرتجفتين
اقتربت رونا وأمسكت بيدها
: رنا
قالت رنا وهي تلهث , وجسدها ينتفض
: رونا تكفين طلبتك , فكتوريا بأمانتك , اهتمي فيها وحطيها بعينك , تكفين رونا
قبّلت رونا كفّ شقيقتها وبكت
: صلي على النبي
التفتت رنا الى والدتها
: امي , ارجوكِ سامحيني وارضي عنّي , سأقابِلُ الله ولا اريد ذنوبًا تثقلُ كاهلي عند ملاقاته , يكفي ما سلف , ارضي عنّي ارجوكِ
قالت السيدة جوليا وهي تحاولُ التماسك
: هيا يا رنا , ستنهضين بخيرٍ يا حبيبتي , اتكّلي على الله بنيتي
هزّت رأسها ثم قالت
: سلمي لي على سعود كثييير , قولي له خالتك تعشقك وتموت عليك , وتمنت انّك معاها وآخر من تشوفه وتغفى عينها للأبد , وصيه يدعي لي يا رونا
اجهشت رونا بالبكاء وهي ترجوها ان تتوقف
: زوجي , اعتذري منّه , قولي له انّي احبّه بس انا متكبرة , انا قلبي اسود وعنيد , خليه يسامحني على كل شي
قبّلت رونا كفّها بحرارةٍ وهي تبكي بجنون
تابعت
: ومحمد , اخوي الكبير الله يخليه لك ويطوّل عمره , استسمحي لي منّه اشغلتك عنّه وسببت له احراجات ومشاكل قديمة
التفتت الى والدتها وقالت برجاء
: ارجوكِ امّي , أحبّي فكتوريا كما أحببتني لا تجعليها تشعرُ باليتمُ أبدًا
زفرَت بقوّة وقبل ان تتحدث اختنقت انفاسها وجحظَ بصرها
قالت بغصة
: لقنيني يا رونا
: رننا...
قاطعتها
: لقنيني يا روننا
لقنتها رونا وهي منهارةٌ تمامًا
انهت نطقها للشهادتين
تنفست بقوّة
همّت بالحديث
لكنّ الموت كان أسرع !
خطف الكلماتِ من حنجرتها , وبعثر أنفاسها
وضمّها اليه كما لو كان أمًّا تضمُّ طفلها اليها !
صرخت رونا بجنون وهي تضمها
: رنــــــــــااا
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
جلسَ قريبًا منه وقال
: شلونك ؟
ابتسم وأجابه
: الحمد لله
قال بعد صمت
: ما فكّرت بروحتك لبريطانيا
عقد حاجبيه وقال
: انا قايلها مو لله جاي تسأل شلوني , فضّها سيرة ماني مسافر قلت لك
قال تركي بغيضٍ وهو يصرّ على أسنانه
: هماك بتدور على امّك وحالف ترجعها , انقلع لندن دوّرها
ضحك وليد بدهشة
: لندن ! لندن يالمسطول , وش يودّيها لندن !
أمسك تركي بكتفه وقال بصدق
: ما قلت لك روح عبث
قال وليد
: اقنعني طيب , وش راس الخيط اللي عندك ممكن يدلني عليها !
: واحد من الشباب سولف قدامي سالفة , واحس لها علاقة بخالتي , تكفى يا وليد طاوعني , انت قل تم وانا احجز لك انت وملاك اوّل طيارة تطلع للندن
صمت وليد لدقائق
ايرضى عنه القدَرُ ويجدها !
او حتى يمسكَ بخيطٍ يوصله لها
شعرَ بقلبه ينتفض
أغمضَ عينيه طويلًا وهو يحاولُ تَخيُّلَ شكلها
قاطعه تركي برجاء
: وش قلت يا ابو خالد !
فتحَ عينيه ونظر الى تركي بانكسار
: تهقى !
شدّ تركي على كتفه
: ربّك كريم يا اخوي
زفرَ بتعبٍ وقال
: طيب توكل على الله
فورًا فتح تركي هاتفه
قال وليد باستغراب
: شتسوي !
: بكلم واحد من الشباب يشتغل في مكتب طيران
نهض وخرج من الغرفة
ضمّ وليد رأسه بينَ كفّيه
يحاول الانغماس برائحةِ الياسمين
رائحتها !
التي لطالما شمّها بها
طالما كانت عالقةً في ثيابها وعلى وسادتها
التقطت ذاكرته تلك الابتسامة
التي يقسم انّه لم يرَ بجمالها أبدًا
لم يرَ برقّتها أبدًا
بدفئها العميق
شدّ على عينيه أكثر ليستشعر صوتَها
حين تناديه بعشقٍ نابعٍ من قلبها ليغمرَ قلبه
" ماما وليد انتبه لنفسك "
انني منتبهٌ لنفسي والذي جعلك سلطانةَ قلبي
مذ أوصيتني , يا جمّارة روحي
آهٍ يا امّي
متى ستعودين لتملئي قلبي الذي خلَى
قاطع افكاره تركي الذي دخل مستعجلًا
: وليد
فزّ وليد
: وش بك
: قوم بسرعة تجهز طيارتكم وحدة الا ربع الليل
قال بلا تصديق
: كيف حجزت عليها !
قال وهو يسحبه
: دفعت الدبل بس مو مشكلة اهم شي تروح عليها
التفت اليه
: تركي ما يـ..
قاطعه تركي بحدة
: اخلص علينا رح جهز شنطتك وكلّم ملاك تجهز
خرج وليد من الغرفة وذهنه مشتت , يكاد يجزم انّ تركي قد جُن !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة مساءً
نادته بتأفف
: بابااا
لم يُجبها
نهضت من مكانها وخرجت من الغرفة وهي تقول بتضجر
: دايمًا سرحان دايمًا سرحان
قالت والدتها باستغراب
: تالا !
التفتت الى والدتها وهي تنفخ بملل
: نعم
: تكلمين نفسك !
اشارت ناحية الغرفة وقالت
: كنت عند بابا , ناديته عشرطعش مرة وما يرد بس سرحان
ضحكت والدتها ومسحت على شعرها الناعم
: معليش يا مامي , هو بس عشان مشغول وعنده شغل وكذا
قبّلت ما بينَ عينيها وقالت بحنانِ الأمّهات الدافئ
: سامحيه
ابتسم لوالدتها وهزّت رأسها ايجابًا , ثم انطلقت الى جدتها
نهضت والدتها ودخلت الغرفة
جلست بجانبه ووضعت كفّها على كتفه
: احمد !
التفت اليها بانتباه
: هلا !
رفعت كتفيها بابتسامة
: وين وصلت !
قال دون تفكير
: حايل
عقدت حاجبيها , ليستدرك
: مشتاق ليوسف ! تعرفين عشت عنده وكذا تعودت عليه
هزّت رأسها وقالت بنبرةٍ هادئة
: اها
ابتسم وقبّل كفّها , ثم أسند رأسه الى الجدار وأغمض عينيه
ثم ماذا يا انمار !
يا بريقَ السعادة في عَيْنَيْ
يا نبضاتٍ مضطربة في قلب مراهقةٍ تعشق ابنَ جارها !
أعدتِي رجلَ الثلاثين الى مراهقته
أزهرتي في قلبه واحات من حبٍ ورديْ !
الى متى تتغلغلين فيْ يا حبيبتي !
نادته زوجته مجددًا , بنبرةٍ غريبة
: اذا مشتاق له لهالدرجة زوره
فتحَ عينيه ورمقها بنظرةٍ طويلة
ثم نهض وقال
: قومي نتقهوى مع امي
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السادسة وخمسٌ وأربعون دقيقة مساءً
قالت بصدمة وهي تضع الأكياس جانبًا
: الليلة !
قالت خالتها
: مدري وش طرى عليه – التفتت الى ابنتها بحدة – انتي وين جوالك اتصلت عليكم لين عجزت
رفعته وقالت
: طفت جوالاتنا طالعات بدون لا نشحنها
زفرت والدتها ثم نظرت الى ابنةِ أختها
: قومي يمه نطلع نجهز شنطتك , ان شالله مانتم مطولين يقول عنده شغله سريعة
قالت بضيق
: طيب ليش اروح معه ! يعني هو عنده شغل يروح له وانا هنا عندك والله ماني شاردة لأبوي !
دخل الى الغرفة وقال
: ملاك
التفتت اليه وظلّت صامتة
آهٍ يا روحَ ملاك
كم مضى مذ رأيتكَ آخر مرة !
مذ تشاجرنا وتقاطعنا
مذ خدشتُ قلبي حين صددتُ عنكَ وتجنبتك
ابتسمت وهي تقاوم دموعها , وتتناسى غضبها
: هلا
زفر وهو ينظرُ الى عينيها
ينظرُ الى وصيّة والدته وهي توصيه ألفًا
" ملاك يا وليد استحلفك بالله "
رفع كتفيه وقال باستسلام
: انا آسف – صمتَ لثوانٍ ثم قال وهو يرخي كتفيه – اشتقت لك
ضحكت واقتربت لتقبّل كتفه
: وانا آسفة
حمحمت هديل
: خلاص تراني بأبكي , يلا لوكا نطلع نجهز شنطتك
نظرت ملاك الى وليد
: ليش بتاخذني معك ؟
زفرَ وقال
: لا تسأليني الحين , ان خلصت شغلي علمتك
عقدت حاجبيها , ليضع اصبعه على موضعِ العقدة
: فكّيها , والله مو استبداد ولا فرض رأي , بعدين بتعرفين
زفرت وقالت
: طيب , حاضر
: يلا حبيبتي استعجلي
هزّت رأسها ايجابًا وصعدت الى غرفةِ هديل مع خالتها وهديل
مرّت هديل على غرفة رتيل
: انا بنادي رتيل
لم تجبها والدتها وتابعت طريقها , والتفتت ملاك اليها
: اجي معك ؟
ضحكت هديل
: وين تجين ! بنادي رتيل قلت !
هزّت ملاك رأسها باستدارك
: معليش والله مخي مشوش
دخلت هديل الى غرفة رتيل
: رتيلان
نظرَت اليها رتيل دونَ رد
: تعالي غرفتي , بنساعد ملاك تجهز شنطتها بتسافر لندن اليوم
لم تُجبها أيضًا
تأففت هديل
: اكلم جدار انا ! قومي معانا
قالت ببرود
: مالي خلق
قالت هديل بضيق
: صايرة ما تنطاقين وربي
تركتها وخرجت
لتغلقَ رتيل عينيها وهي تحبسُ آهةً موجوعةً في صدرها
انتي التي قد شهدتي مقتلي تلومينني
كيف لي يا هديل ان انظر للحياة مجددًا
كيف لي يا هديل ان أعيش !
وانا بقلبٍ مطعون , دماؤه لا تزال تنزف حتى تُصفّى !
زفرت بتعبٍ وهي تفكّر
ابتسمت بسخرية
أتراه مرتاحٌ على صدرها الآن !
ام تراها تلقمه من يديها
ام تراه ممسكٌ بكفّها يسير معها في الأسواق
قاطع تفكيرها هاتفها , لكنّها تجاهلته
رنّ مجددًا
لتسحبه وتردّ دون ان تنظر لشاشته
قالت ببحة
: الو
جاء صوتُه حنونًا
: رتيل !
ابعدت الهاتف عن اذنها لتنظر الى الشاشة , زفرت وأعادته دون ان تتحدث
قال بنبرته ذاتها
: شلونك ؟
صمتت لثوانٍ , قبل ان تقول بزفرة
: الحمد لله
: تعبانة ؟
ضحكت بسخرية
: لا
ضحك هو الآخر , ثم قال بصدق
: البيت مفتقدك
قالت بنبرةٍ جافّة
: قول له ترحم عليها ما لها رجعة
قال بِحُلُم
: بترجعين ان شالله
: ما لي رجعة يا عبد الله , عفت البيت
قال بهدوء
: ماهو على كيفك , امي وابوي وانا وداليا نحتاجك , انتي مننا واحنا منّك , ماهو بمزاجك تتركين كل شي وتعطينا ظهرك
قالت بتعب
: عبد الله
قاطعها بعطف
: رتيل انتي تعرفين غلاتك ومكانتك عندي , انتي تعرفين مين رتيل عند عبد الله , من صغرك وانا ادري انّ لك عقل ماهو عند اللي بعمرك , دايمًا عقلك راجح وعندك حكمة , عمري ما خالفتك برأي , الا رأيّك وقرارك ذا , انتي غلطانة فيه
قالت بتعب
: كان لي قدوة ويوم زلّ زلّيت ! ماهو استاذي ومنّه اتعلم ؟
قال بحدة
: يخسي ماهو استاذك , انتي رتيل وهو صقر , ان شالك في صغرك ما يعني انّك جزء منّه , انتي رتيل ! كيان وروح وانسانة منفصلة عنّه , ليش تصرّين تربطين نفسك فيه ؟ ليش اذا غلط تغلطين ؟ واذا سوّى صح تسوين , خليك احسن منه , وأعلى منّه
قالت بلا تصديق
: عبد الله ! لا تتكلم على اخوك كذا !
قال عبد الله بنبرةٍ غريبة
: وانتي وش ؟ والله ماهو اعز منّك يا رتيل
ازدردت ريقها وظلّت صامتة
قال بهدوء
: راح اعتبر انّ اليوم هو آخر ايّام تعبك , من بكرة انتي رتيل , ماهو شبحها , سامعتني !
زفرت وصمتت
قال بحدة
: سامعتني ولا لأ !
ضحكت بخفّة
: سمعتك
: توعديني ؟
قالت ببحة
: بحاول
,
,
,
الى الملتقى :)

هُدنهّ 25-06-14 03:11 PM

رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي
 
اهلا اهلًا جود
اشتقنا لك ❤️
شكرآ على البارت الجميل زي ماعودتينا ❤️

رنا
تأثرت بموتها كثير بس فعلا احيانا مانغفر للأشخآص الا عند فقدانهم
فيكتوريا بنتها صح!


صقر
سالفته معقدة شوي
مثل ما توقعت هو يعشق رتيل حييل بس للحين هو في حالة صدمة من التغيرات اللي صارت
زي علاقة رتيل وعبدالله الأخوية
وردة فعل رتيل لما شافته
بس أكيد له عذر اكبر من كل شي سواه


رتيل
ماتنلام في اي شي تسويه أبد لانها تحت تأثير الصدمة
هي تحس ان الناس كلهم صاروا قاسيين عليها لان صقر كان بالنسبة لها
كل الناس ولما قسى عليها صارت حالتها كذا


سعود
متأزم من فقدان لين قد مايبي ينتقم منها قد ماهو مفتقدها حييل


لين
مافيه اي شي يشفع لها فعلتها ذا سعود حبيبنا مانرضى عليه😠


وليد وملاك
ممكن تكون سارة أمهم او صديقة أمهم
بس أبوهم أكيد فيه سر وراء تصرفاته


احمد
هو مجرد فترة إعجاب لا اكثر بس أتمنى ما تطول


جود بجد اشتقنا للرواية وجوها واحنا عاذرينك لأنك كاتبة ملتزمة ب مواعيد البارتات
شكرًا لك❤️❤️


الساعة الآن 07:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية