رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة
اقتباس:
وانت طيبة وعساك ومن عواده |
رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة
اقتباس:
ان شاء الله تعجبك اذا خلصتها وقرأتيها ونورت الرواية بتعليقك |
رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة
1- جرح الماضي
قال تشارلز ( تبدين هادئة ) ولكن كارن كانت تنظر الى العاصفة في الخارج , وعيناها الخضراوان كئيبتان , فلم تسمعه , كادا يصلان , واحست ببرودة قدميها , ربما كان يجب عليها ان تخبر تشارلز بالأمر , ولكن هذا كان سيبدو عدم إخلاص لأمها في حياتها , واحست بهذا اكثر منذ وفاة والدتها. ومرر تشارلز يده امام وجهها : - هاي .. هل انت هنا ؟ فردت عليه مبتسمة باعتذار : - آسفة ! كنت افكر.. عندما خططا لهذه الرحلة الى اوروبا قالت بأنها ترغب في زيارة يوركشاير لرؤية والدها , ووافق تشارلز دون سؤال , هكذا كان طبعه , فهو لا يهتم بالماضي , وكان يقول الحاضر هو المهم , وهذا هو بالضبط السبب الذي جعلها تحبه , فقد كانت سهلة وعرضية , فلم يكن يحتضن او يتمسك بالشكوى كما كانت تفعل دائماً .. وسألها: - كم يبعد المكان بعد؟ يبدو انني سأقود السيارة الى مالا نهاية . - بضعة اميال فقط الآن . - انت على حق... ميلين فقط الى هالوز كروس ! وتطلع الى الإشارة التي ظهرت على طريق وقال . |
رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة
- اسم غريب !
- انه في الواقع اسم مقتبس ! - اسم ماذا ؟ - القرية في الاصل كانت تدعى ( غالوز كروس ) .. اي مفترق المشانق . - لا! لابد انه كان هناك مشانق على مفترق الطرق... - اجل , ولكن في العصر الفيكتوري , والناس كرهوا هذه الذكرى فبدلوا الاسم . - اوه .. لابد انه ذلك النوع من الأمكنة إذاً ؟ كان كلاهما يتكلم بلكنة استرالية , مع ان كارن لم تسكن استراليا سوى منذ عشر سنوات , بينما تشارلز ولد هناك , شمس بلاده اعطته لون بشرة ذهبي , ينسجم مع لون شعره الذهبي , كان يقضي ساعات على الشاطئ , يسبح ويبحر في يخته الصغير , وهذا اعطاه جسماً رياضياً متناسقاً , وتنهدت كارن , استراليا الآن بعيدة جداً , بدأت تشتاق اليها منذ ان غادرتها , كان الربيع قد حل هناك , وهو الفصل المفضل لديها من السنة , عندما وصلا الى انكلترا استقبلهما الخريف الرطب العاصف , وفي تلال وبراري يوركشاير كانت المدافئ مشتعلة , واعشاب الوزال صفراء , لون الاشجار انقلب الى الصدأ والبرونز , وهو لون اقل إشراقاً من الشعر الأحمر الناري المتطاير حول وجهها بفعل الريح الداخلة من نافذة السيارة المفتوحة . منتديات ليلاس كانت الأرض تحمل الواناً متناقضة : مسافات الأخضر الرمادي الغريب , و الوديان المشجرة الغامضة , والتلال المستديرة بلطف , تنتشر عليها الخراف التي ترعى ببطء.ريحانة لم تكن كارن قد شاهدت الريف منذ الثالثة عشر من عمرها , ومع ذلك كان مألوفاً لديها , واستمرت في التقاط انفاسها , فقد كان شعور القلق يزداد قوة كلما اقتربت من موطنها القديم , ولم تستطع ان تجد سبباً واضحا لشعورها بالقلق , فلم يكن لديها اية فكرة عما ستتوقعه عندما يصلان , وقال تشارلز: - ادفع لك ماتريدين لتخبريني بأفكارك. - إنها لا تستاهل.. وقال لها بلطف وهو يضع يده على يدها : - استطيع قراءة وجهك , كما تعليمن ! هل تتمنين لو انك لم تأتي الى هنا يا كارن ؟ وحدقت عيناه الزرقاوان بعينيها الخضراوين , وهزت منفية بحدة, دون ان تدهشها دقة ملاحظته , لقد كانا يعرفان بعضهما منذ زمن , وهو يعرفها جيداً , ومال نحوها قائلاً: - لا تقلقي , سيكون كل شيء على مايرام , استرخي فقط وتقبلي الأمور كيفما اتت. لقد كانت هذه حكمته في الحياة , ولم تستطع إلا ان تضحك , وضحك بدوره , وفي تلك اللحظة وصلا الى قمة التل , وكاد ان يصطدم بسيارة آتية من الناحية المقابلة , حدث الأمر فجأة بحيث انها لم تلاحظ ماجرى تماماً , ولكنها بغير وضوح , رأت سيارة حمراء تمر بسرعة , والزمور يزعق , وا لإطارات تصدر صراخاً . وحدقت كارن مشدوهة بالوجه المجفل من وراء عجلة القيادة , وجه قاس , يتطاير فوقه شعر اسود كثيف. وترنحت السيارة بين يدي تشارلز , فقد اقفل الرجل الآخر الطريق , وكان بإمكانهما تفادي الحادث , لولا ان تشارلز , مذعوراً , فقد السيطرة على السيارة , او ربما ان الفرامل قد فشلت في إيقافها , ومهما كان السبب , استمرت السيارة باندفاعها , واصطدمت بالجدار الحجري , وعلا صوت تحطم الحديد وانكسار الزجاج. |
رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة
كانت كارن تربط حزام الأمان , فمالت الى الأمام و الخلف بقوة , واصطدمت اولاً بالباب ثم بالنافذة , وانتشر شعرها الطويل الاحمر على وجهها , فأعماها , ومالت الى الأمام في مقعدها وهي في حالة ذهول وخلال لحظة كانت بالكاد واعية حتى تذكرت تشارلز فاستوت جالسة , ووجهها شاحب , كان مستلقيا ساكناً فوق المقود , والزجاج المحطم ينتشر على شعره , والدم يجري على جانب وجهه , وصرخت بذعر
- تشارلز !. وفكت حزام الأمان من حولها بيدين مرتجفتين , ولكن قبل ان تزحف نحوه فتح الباب الى جانبها وامسكها احدهم من خصرها وجرها الى خارج السيارة .منتديات ليلاس واجفلت وبدأت تقاوم , وهي تنظر من حولها الى وجه السائق الآخر المتجهم القاتم , لم تكن قد شاهدته سوى لمحة خاطفة عندما كان يمر الى جانبهما , ولكن الوجه انغرز في ذهنها , كانت متأكدة انها لن تنساه ابداً. - لا تهتم بي, فأنا بخير .. اخرج تشارلز , اظن انه مصاب. وحاولت ان تدفعه عنها , من دون فائدة , لأنه لم يلحظ هذا , كان اقوى منها , واخرجها من السيارة , وهي تركل وتحتج , الى مسافة آمنة . - انزلني ! استطيع السير , ارجوك اخرج تشارلز ... منتديات ليلاس ووضعها بخشونة على الأرض الصلبة القاسية مما سبب لها خدوشاً في ساقيها ويديها , وصرخت من الألم , ولكن تجاهلها , وعاد راكضاً الى السيارة , وراقبته كارن وهو يمسك يد تشارلز من الرسغ , وعلمت انه يتحسس نبضه , وشعرت بغثيان وتقلص في معدتها , ولم يظهر على وجهه اي تغيير , وبعد لحظة ترك اليد , ولكنه لم يحاول سحب تشارلز من السيارة . وبدلاً عن ذلك , بدأ يدور حول السيارة متفحصاً المحرك . فصاحت به كارن - لا تهتم بالسيارة! ماذا تفعل بحق الجحيم !؟ وحاولت الوقوف ورأسها يدور , وكانت غاضبة جداً حتى ان صوتها ارتجف , ونظر اليها الرجل متفحصاً , وأمرها قائلاً : - اجلسي مكانك قبل ان تقعي ! وقالت وهي متوترة من الغضب : - لماذا لا تخرج تشارلز ؟ وقال ببرود : - إنه مغمي عليه, من الخطر تحريكه الى ان نعرف مدى خطورة إصابته . - ولكن من الخطورة تركه في السيارة ! ماذا لو انفجرت ؟ - ليس هناك رائحة وقود, ماذا تظنين انني كنت افعل ؟ لقد كنت اتفحص خزان الوقود ولم يتضرر , والمحرك يبدو على مايرام , ولا ارى اي تسرب للوقود , ولا اظن .... - فلتذهب السيارة الى الجحيم ! ماذا عن تشارلز ؟ والتمعت عيناها الخضراوان في وجهها الشاحب الأبيض , وضاقت عيناه وهو يراقبها , ولكن صوته بقي هادئاً .ريحانة - يبدو ان نبضه منتظم ... - ولكنه فاقد الوعي! واظن اننا يجب ان نأخذه الى المستشفى بأسرع وقت ممكن .. يجب ان نصل الى هاتف توقف عن إضاعة الوقت الثمين , واذهب الى اقرب كشك للهاتف ؟ - لقد اتصلت بالمستشفى المحلي , وسيارة الاسعاف ستصل في اية دقيقة. - اتصلت بالمستشفى ؟... ولكن كيف ؟ - لديّ هاتف في سيارتي. - اوه .. اوه اجل .. بالطبع .. وتنهدت بارتياح. |
الساعة الآن 08:55 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية