رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
4- مابعد الغضب
صباح اليوم التالي , عندما نزلت كارن لتناول الإفطار كان والدها قد ذهب الى العمل , ولكن كان هناك امرأة طويلة نحيلة في الردهة , تلمع الاثاث , وتطلعت المرأة وهزت رأسها قائلة : - صباح الخير .. انت ابنته ؟...لقد خرج منذ فترة , لقد انهيت عملي في المطبخ , اذهبي وحضري إفطارك , يجب ان اتابع عملي ! . وتابعت عملها ولم تسمعها تنطق بكلمة بعد ذلك. ووصل روك , وجلست كارن في المقعد الخلفي , لأن كارلا كانت تجلس الى جانبه , وقطعوا معظم الطريق دون ان يتكلم احد منهم .منتديات ليلاس عند وصولهم الى المستشفى , اكتشفوا ان تشارلز في نفس القسم الموجود فيه جاك ارمسدن , فقد كان تشارلز في سرير قرب النافذة والعجوز في سرير قرب الباب , حيث تستطيع الممرضات إبقاء مراقبتهن عليه. وشعرت كارن بالراحة لرؤية تشارلز وقد تحسنت صحته , ولوح لها وهي تقترب منه . |
رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
كان على الوسائد مضمدا , وسترة بيجامته مزررة فوق أربطة ضلوعه , وبدا شاحبا , ولكن عيناه مسرورتان , وابتسم لها وقال :
- مرحبا يا حبيبتي !. - لقد كنت قلقة عليك كثيرا , ولكنك الآن افضل بكثير . - لقد تحسنت لرؤيتك يا عزيزتي. وضحكت لمزاحه , وجرت كرسياً وجلست قرب سريره .ريحانة - لو رأيتيني بالأمس , كنت في حالة سيئة جداً. - مسكين يا تشارلز.. وامسكت يده وابتسمت له : - انا سعيدة جداً لأن اصابتك لم تكن خطيرة , كنت خائفة من الاتصال بوالديك حتى لا ابلغهما خبراً سيئاً. - وهل علما بالحادث؟ - لم ابلغهما , انتظر حتى تتحسن , لا اريد إخافتهما. - تفكير سيلم.. في الواقع , لا تتصلي بهما ابداً, عندما سأخرج من هنا سأرسل لهما بطاقة من اوروبا , وسأبلغهم بالحادثة عندما نعود.منتديات ليلاس - ولكن يا تشارلز لا تستطيع فعل هذا. - كارن .. إذا اخبرناهم الآن سينزعجون كثيراً , وانت تعرفين هذا ! - ولكن عندما يعرفون سيشعرون بالغضب. - سأقنعهم . والآن اخبريني عن والدك والمزرعة ! منتديات ليلاس واخبرته كل شيء عن لقائها بوالدها وماشاهدته في المزرعة , ثم اردفت : - تشارلز .. في الحقيقة اعتقد انني يجب ان اتصل بوالديك ! أمك قد تتألم إذا لم تخبرها عن الحادثة , سيشعران بأننا لا نأبه بهما. - سيسامحاني.. - ولكني لست واثقة انهما سيسامحاني أنا ! لهما الحق بأن يعرفا. - لا تضايقيني يا كارن . - انا لا اضايقك .. بل اظن فقط ... - انهما والدي , بحق السماء , وليسا والدك , سيهرعان الى هنا وتبدأ أمي بالبكاء عليّ , ووالدي سيلومني , لقد كان دائماً يقول انني سائق سيء , لم يكن يثق بقيادتي لسيارته , وسيطلبان عودتي معهما , ولن اعود قبل او ازور اوروبا.منتديات ليلاس واسترعى شجارهما انتباه الممرضة المسؤولة عن القسم , فتقدمت من السرير وتفحصت تشارلز , ثم نظرت الى كارن . - اظن من الأفضل ان تذهبي الآن , فالسيد بيركلي لا يزال تحت تأثير المخدر , ويجب ان يرتاح. - انا لست مريضاً لهذه الدرجة يا آنسة . - لا اظن انك قادر على الحكم سيد بيركلي! ونظر تشارلز الى كارن التي وقفت , وهي تشعر بالانزعاج والخجل وانحنت عليه وقبلته على خده وقالت هامسة : - أنا آسفة .. لن اتصل بوالديك , لا تغضب يا حبيبي فأنا أحبك!. وقال لها تشارلز : - تعالي غداً. وابتسم واستدارت كارن مبتعدة عنه. وخرجت من المستشفى الى حيث تقف السيارة , لتنتظر روك وشقيقته , وكانت السيارة مقفلة , فاخذت تتمشى حول الحديقة الملحقة بموقف السيارات , وهي تفكر بتشارلز ومزاجه غير العادي ,فالحادثة كانت صدمة عليه , وخسر الكثير من الدم , واجريت له عملية , مع عدة اضلاع مكسورة , وأنبّت نفسها : لماذا بحق السماء تشاجرات معه ؟ لقد تشاجرا عدة مرات في الماضي دون ان يؤثر هذا عليهما , وتمنت لو انها لم تتجادل معه اليوم , فلم يكن متمالكاً لنفسه , كان يجب ان تترك الموضوع حتى يصبح احسن حالاً بالفعل. |
رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
وقع اقدام على الحصى جعلها تلتفت , لترى روك نحوها , وكان وحده , ولم تشاهد كارلا معه.
- لقد كانت زيارة قصيرة .. - لم يكن تشارلز بخير .. والمسؤولة اعتقدت انني يجب ألا اطيل الزيارة. - ولم انت غاضبة هكذا؟ - انا لست غاضبة! , اين شقيقتك؟ - إنها تزور خطيبك .. لقد لاحظت انك لم تجلبي له الزهور .. فذهبت الى المحل في المستشفى واشترت له بعضها. - كم هذا جميل منها. شقيقته كان لها نفس طباعه الفضولية , كارن لم تنس ان تشتري له الأزهار , بكل بساطة لم تكن تريد , في وطنهم سيشعر بالإحراج إذا شاهده احدهم وهي تقدم له زهوراً, وتساءلت عما سيقول عندما تتقدم فتاة مجهولة منه وتعطيه باقة زهور وتتبادل الحديث معه , وسألها روك وهو يراقبها : - هل انزعجت من الأمر ؟ - لا .. انا شاكرة لها. وخرجت كارلا من المستشفى وانضمت اليهما , ورفعت ذقنها متحدية كارن , فقال روك : - لقد اخبرتها انك اخذت لخطيبها بعض الأزهار . - اتمنى ان لا تكوني ممانعة . منتديات ليلاس - هذا لطف منك.. شكرا لك .. لم يتحسن بعد, وانا اكيدة ان ازهارك ستفرحه. - لقد بدا معجباً بالزهور .. وصعدت الى المقعد الخلفي , وقبل ان تدرك مايحدث , وجدت كارن نفسها في المقعد الأمامي بالقرب من روك . وبينما هم في طريقهم , مالت كارلا الى الامام وقالت لأخيها : - انزلني في القرية .. أتسمح؟ اريد زيارة صديقة قديمة. - من هي؟ - لا تكن مزعجاً ياروك.. ونظرت اليه كارن من طرف عينها , ولاحظ روك ذلك , فأدار رأسه لينظر اليها , وقال لشقيقته بإصرار : - لماذا لا تقولي من ستقابلين ؟ - اوه .. سينثيا.. إذا كنت مصراً ان تعرف ! - ولماذا كل هذه السرية حول لقائك بسينثيا ؟ وراقبت كارن كارلا من المرآة الأمامية , وهي تتساءل عما اذا كانت ستقابل سينثيا حقيقة , أم انها اخترعت القصة لتخدع شقيقها ؟ - ولماذا عليّ دائماً ان اقول لك كل شيء اريد فعله ؟ - اوه .. حسناً.. لا تتأخري. - مزعج.. - انت تعلمين ان أمي ستبدأ بالقلق إذا تأخرت لساعات دون ان تعرف اين أنت ! واجابته بتنهيدة عميقة , وعندما دخلا القرية قالت كارلا بسرعة : - انزلني عند مكتب البريد , أتسمح ؟ لقد وعدت تشارلز ان اشتري له بطاقة بريد من القرية. ونظرت اليها كارن نظرة مجفلة .. تشارلز ؟ لقد تلفظت باسمه كصديق مع انها لم تقابله سوى اليوم ولخمس دقائق فقط ! هل طلب منها فعلاً ان تشتري له بطاقة بريد ؟ أم هي عرضت عليه؟ ولكن كارلا تجاهلتها . |
رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
واوقف روك السيارة , ونزلت منها كارلا وصفقت الباب وراءها , ونظرت كارن الى الخلف لتجد ان كارلا قد دخلت الى مكتب البريد , آل ميلمان عائلة متطفلة ! ماذا تظن كارلا انها تفعل؟ تتبادل الحديث مع تشارلز وتقدم له الزهور , تشتري الهدايا له ؟
وسألت روك ببرود: - هل تتدرب شقيقتك لتصبح مصلحة اجتماعية . واخذ يضحك , ولكنها قررت تجاهل ضحكته وسألته : - ومتى ستعود الى كليتها ؟ - اوه .. قريباً .. لا تقلقي. - انا لست قلقة . - اوه .. لست قلقة ؟ - لا ... - الست غيورة لأنها تهتم بخطيبك؟ - إنها طفلة .. هل تتطفل دوماً على الناس ؟ أعلم ان المراهقين يفعلون هذا . - وهذا تدعينها مراهقة ؟ - إنها في الثامنة عشر , فماذا تدعوها غير هذا؟ واستدار عبر بوابة المزرعة وهو يفكر بالسؤال .منتديات ليلاس - حسناً .. كنت اقول إن كارلا إمرأة شابة , إنها قانوناً بسن يسمح لها بالزواج , وقيادة السيارات , وان تحارب لأجل وطنها , لذا لا استطيع تسميتها بالمراهقة. منتديات ليلاس واوقف السيارة امام المنزل , واستدار في مقعده ليواجهها : - لا تهتمي بها إنها رومانسية الطبع , وخطيبك جميل , وهو راقد في سرير في المستشفى وبعيد عن وطنه وأهله , وهذا ما يجعل فتاة مثل اختي , لا تستطيع مقاومته !. واستمعت اليه كارن وهي تتطلع له , احياناً تتمنى لو ان معها مسدساً لتطلق عليه النار , واحياناً , مثل الآن , يبدو لطيفاً , خلوقاً , ورقيقاً. آل ميلمان عائلة محيرة , إنهم لغز . وابتسم لها ابتسامة صغيرة مخادعة , واحد حاجبيه يرتفع : - بماذا تفكرين الآن؟ - آسفة ؟ - لقد كنت تنظرين اليّ بطريقة غريبة. - لقد كنت افكر ... - عيناك لهما اجمل اخضر رأيته في حياتي. ومد يداً كسولة ليلمس خدها الأحمر , فتراجعت مذعورة من جراء تلك اللمسة , وتطلعت بعيداً وتمتمت : - شكراً لتوصيلك لي , من الأفضل ان ابحث عن والدي. وفتحت الباب, ونزل روك بدوره ووقف مواجهاً لها عبر سقف السيارة . - لن تجديه هنا , إنه يترك المفتاح تحت وعاء زهور على نافذة المطبخ .. تعالي سأريك اين هو. - واين يكون والدي الآن؟ - إنه عند تلة وندكار يصلح الجدار . - بالطبع .. لقد نسيت ! لست ادري كيف نسيت ! - وهل هناك مايشغل بالك؟ ووصلا الى خلف المنزل , ورفع روك وعاء زهور عن نافذة المطبخ والتقط المفتاح من تحته , ومدت يدها لتأخذه قائلة : - شكراً لك. ولكنه كان قد وصل الى الباب ووضع المفتاح في القفل , ودفع الباب , وأشار اليها لتدخل , وتبعها الى الداخل واغلق الباب وراءه , وتوترت اعصاب كارن بعنف , وقالت له بطريقة لم ترد ان تكون فظة . |
رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
- حسناً .. شكرا لك .
ولكنها كانت متوترة لكونها وحيدة معه في البيت , عندما يكونان لوحدهما كانت تشعر بإحساس غريب , مزيج من الحرارة والغضب , لم تستطع فهمه , كانت تشعر بردة فعل متفجرة , تشعر بها في اعماق نفسها , غضب يغلي الى ان يصبح لضغطه قوة رهيبة , لم يكن قد شعرت بشيء مماثل له من قبل, وهذا ما أزعجها , وقال روك ببرود: - لن يعود قبل ان يحل الظلام. - لا بأس .. لا يهمني الأمر , سأكون على مايرام. - لماذا لا تأتين معي الى منزلنا وتتناولين الشاي مع والدتي؟ - شكراً .. ولكن .. - ستكون مسرورة جداً برؤيتك! - في الحقيقة عليّ ان اغسل الثياب واكويها. - ماذا لديك ضد والدتي؟ الهجوم كان فجائياً وغير متوقع , وارتفعت عيناها اليه , واسعتان ومجفلتان . - لماذا .. لم .. ما الذي يجعلك تظن انني.. - وجهك يتغير كلما ذٌكرت أمامك , هل تعتقدين ان بإمكانك إخفاء الكراهبة ؟ انت في الحقيقة لا تحبين امي .. أليس كذلك؟ - لا .. انا لا احبها .. وانا واثقة انك تعرف السبب! وقال بهدوء : - اخبريني السبب . منتديات ليلاس - لا تدعي انك لا تعرف شيئاً ! انت لست غبياً , وإذا كان غريب مثلي يرى الأمر بوضوح , فيجب ان تكون قادراً على ملاحظة الأمر منذ سنوات . - عن ماذا تتحدثين ؟ وماالذي ما استطعت رؤيته بوضوح؟ - أمك ... وأبي! - اعرف كل شيء عنهما! والدتي اخبرتني القصة كلها , وعندما رأيتهما معاً بعدما وصلت هنا, عرفت انها قالت لي الحقيقة ! ويجب ان تكون تعرفها ايضاً , فلست اعمى لهذه الدرجة ! ووقف جامداً , يحدق بها , وكأنه ينظر مباشرة الى ذهنها , ولم يعجبه ما رأى , قد يكون عارفا بعلاقة الحب القديمة الطويلة بين والدته و جورج كارداس , ولكنه لا يحب ان يتحدث بها احد , لقد فضل ان يغلق عينيه , دون شك , كما فعل والده لسنوات طويلة . ولكن ربما والده لم يكن يعلم ؟ عندما كانت طفلة كانت تشاهد عائلة ميلمان مع بعضهم , وكان هناك شعور دافئ وعاطفي بينهم , وهذا كان يصدمها لأن الأمر كان مختلفاً بين والديها. واستدار روك فجأة وملأ الإبريق من الحنفية, فسألته كارن : - ماذا تفعل؟ - اصنع بعض الشاي . ووضع الإبر يق فوق النار دون ان ينظر اليها , وصاحت به : - افضل ان تذهب .. الآن ارجوك!. فقال : - هناك بعض الاشياء اريد قولها لك اولا واحتاج الى فنجان شاي قوي قبل ان اقولها . واحضر فناجين الشاي , وفتح البراد واخرج بعض الحليب , ووضع الكل على الطاولة , وكارن تراقبه. - احب طريقتك بالتصرف في منزل والدي وكأنك في بيتك. وتجاهلها روك ووضع أوراق الشاي في الابريق , فقالت له بغضب: -هل لأن عائلتك تملك الأرض تظن نفسك انك تمتلك الناس الذين يعملون فيها ايضاً! واستدار نحوها بغضب , وشعرت بأنه سوف يضربها , فتراجعت الى الوراء , وكشف عن اسنانه بابتسامة: - اجل .. كان عليّ ان اضربك ! اعتبري نفسك محظوظة لأنني اسيطر على نفسي اكثر منك , وإلا لفعلت ! والآن اصمتي بينما اعدّ هذا الشاي. |
الساعة الآن 09:01 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية