منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 7 - جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t190559.html)

Rehana 23-10-13 11:28 AM

رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
4- مابعد الغضب

صباح اليوم التالي , عندما نزلت كارن لتناول الإفطار كان والدها قد ذهب الى العمل , ولكن كان هناك امرأة طويلة نحيلة في الردهة , تلمع الاثاث , وتطلعت المرأة وهزت رأسها قائلة :
- صباح الخير .. انت ابنته ؟...لقد خرج منذ فترة , لقد انهيت عملي في المطبخ , اذهبي وحضري إفطارك , يجب ان اتابع عملي ! .
وتابعت عملها ولم تسمعها تنطق بكلمة بعد ذلك.
ووصل روك , وجلست كارن في المقعد الخلفي , لأن كارلا كانت تجلس الى جانبه , وقطعوا معظم الطريق دون ان يتكلم احد منهم .منتديات ليلاس
عند وصولهم الى المستشفى , اكتشفوا ان تشارلز في نفس القسم الموجود فيه جاك ارمسدن , فقد كان تشارلز في سرير قرب النافذة والعجوز في سرير قرب الباب , حيث تستطيع الممرضات إبقاء مراقبتهن عليه.
وشعرت كارن بالراحة لرؤية تشارلز وقد تحسنت صحته , ولوح لها وهي تقترب منه .

Rehana 23-10-13 11:41 AM

رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
كان على الوسائد مضمدا , وسترة بيجامته مزررة فوق أربطة ضلوعه , وبدا شاحبا , ولكن عيناه مسرورتان , وابتسم لها وقال :
- مرحبا يا حبيبتي !.
- لقد كنت قلقة عليك كثيرا , ولكنك الآن افضل بكثير .
- لقد تحسنت لرؤيتك يا عزيزتي.
وضحكت لمزاحه , وجرت كرسياً وجلست قرب سريره .ريحانة
- لو رأيتيني بالأمس , كنت في حالة سيئة جداً.
- مسكين يا تشارلز..
وامسكت يده وابتسمت له :
- انا سعيدة جداً لأن اصابتك لم تكن خطيرة , كنت خائفة من الاتصال بوالديك حتى لا ابلغهما خبراً سيئاً.
- وهل علما بالحادث؟
- لم ابلغهما , انتظر حتى تتحسن , لا اريد إخافتهما.
- تفكير سيلم.. في الواقع , لا تتصلي بهما ابداً, عندما سأخرج من هنا سأرسل لهما بطاقة من اوروبا , وسأبلغهم بالحادثة عندما نعود.منتديات ليلاس
- ولكن يا تشارلز لا تستطيع فعل هذا.
- كارن .. إذا اخبرناهم الآن سينزعجون كثيراً , وانت تعرفين هذا !
- ولكن عندما يعرفون سيشعرون بالغضب.
- سأقنعهم . والآن اخبريني عن والدك والمزرعة !
منتديات ليلاس
واخبرته كل شيء عن لقائها بوالدها وماشاهدته في المزرعة , ثم اردفت :
- تشارلز .. في الحقيقة اعتقد انني يجب ان اتصل بوالديك ! أمك قد تتألم إذا لم تخبرها عن الحادثة , سيشعران بأننا لا نأبه بهما.
- سيسامحاني..
- ولكني لست واثقة انهما سيسامحاني أنا ! لهما الحق بأن يعرفا.
- لا تضايقيني يا كارن .
- انا لا اضايقك .. بل اظن فقط ...
- انهما والدي , بحق السماء , وليسا والدك , سيهرعان الى هنا وتبدأ أمي بالبكاء عليّ , ووالدي سيلومني , لقد كان دائماً يقول انني سائق سيء , لم يكن يثق بقيادتي لسيارته , وسيطلبان عودتي معهما , ولن اعود قبل او ازور اوروبا.منتديات ليلاس
واسترعى شجارهما انتباه الممرضة المسؤولة عن القسم , فتقدمت من السرير وتفحصت تشارلز , ثم نظرت الى كارن .
- اظن من الأفضل ان تذهبي الآن , فالسيد بيركلي لا يزال تحت تأثير المخدر , ويجب ان يرتاح.
- انا لست مريضاً لهذه الدرجة يا آنسة .
- لا اظن انك قادر على الحكم سيد بيركلي!
ونظر تشارلز الى كارن التي وقفت , وهي تشعر بالانزعاج والخجل وانحنت عليه وقبلته على خده وقالت هامسة :
- أنا آسفة .. لن اتصل بوالديك , لا تغضب يا حبيبي فأنا أحبك!.
وقال لها تشارلز :
- تعالي غداً.
وابتسم واستدارت كارن مبتعدة عنه. وخرجت من المستشفى الى حيث تقف السيارة , لتنتظر روك وشقيقته , وكانت السيارة مقفلة , فاخذت تتمشى حول الحديقة الملحقة بموقف السيارات , وهي تفكر بتشارلز ومزاجه غير العادي ,فالحادثة كانت صدمة عليه , وخسر الكثير من الدم , واجريت له عملية , مع عدة اضلاع مكسورة , وأنبّت نفسها :
لماذا بحق السماء تشاجرات معه ؟ لقد تشاجرا عدة مرات في الماضي دون ان يؤثر هذا عليهما , وتمنت لو انها لم تتجادل معه اليوم , فلم يكن متمالكاً لنفسه , كان يجب ان تترك الموضوع حتى يصبح احسن حالاً بالفعل.

Rehana 23-10-13 11:41 AM

رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
وقع اقدام على الحصى جعلها تلتفت , لترى روك نحوها , وكان وحده , ولم تشاهد كارلا معه.
- لقد كانت زيارة قصيرة ..
- لم يكن تشارلز بخير .. والمسؤولة اعتقدت انني يجب ألا اطيل الزيارة.
- ولم انت غاضبة هكذا؟
- انا لست غاضبة! , اين شقيقتك؟
- إنها تزور خطيبك .. لقد لاحظت انك لم تجلبي له الزهور .. فذهبت الى المحل في المستشفى واشترت له بعضها.
- كم هذا جميل منها.
شقيقته كان لها نفس طباعه الفضولية , كارن لم تنس ان تشتري له الأزهار , بكل بساطة لم تكن تريد , في وطنهم سيشعر بالإحراج إذا شاهده احدهم وهي تقدم له زهوراً, وتساءلت عما سيقول عندما تتقدم فتاة مجهولة منه وتعطيه باقة زهور وتتبادل الحديث معه , وسألها روك وهو يراقبها :
- هل انزعجت من الأمر ؟
- لا .. انا شاكرة لها.
وخرجت كارلا من المستشفى وانضمت اليهما , ورفعت ذقنها متحدية كارن , فقال روك :
- لقد اخبرتها انك اخذت لخطيبها بعض الأزهار .
- اتمنى ان لا تكوني ممانعة .
منتديات ليلاس
- هذا لطف منك.. شكرا لك .. لم يتحسن بعد, وانا اكيدة ان ازهارك ستفرحه.
- لقد بدا معجباً بالزهور ..
وصعدت الى المقعد الخلفي , وقبل ان تدرك مايحدث , وجدت كارن نفسها في المقعد الأمامي بالقرب من روك .
وبينما هم في طريقهم , مالت كارلا الى الامام وقالت لأخيها :
- انزلني في القرية .. أتسمح؟ اريد زيارة صديقة قديمة.
- من هي؟
- لا تكن مزعجاً ياروك..
ونظرت اليه كارن من طرف عينها , ولاحظ روك ذلك , فأدار رأسه لينظر اليها , وقال لشقيقته بإصرار :
- لماذا لا تقولي من ستقابلين ؟
- اوه .. سينثيا.. إذا كنت مصراً ان تعرف !
- ولماذا كل هذه السرية حول لقائك بسينثيا ؟
وراقبت كارن كارلا من المرآة الأمامية , وهي تتساءل عما اذا كانت ستقابل سينثيا حقيقة , أم انها اخترعت القصة لتخدع شقيقها ؟
- ولماذا عليّ دائماً ان اقول لك كل شيء اريد فعله ؟
- اوه .. حسناً.. لا تتأخري.
- مزعج..
- انت تعلمين ان أمي ستبدأ بالقلق إذا تأخرت لساعات دون ان تعرف اين أنت !
واجابته بتنهيدة عميقة , وعندما دخلا القرية قالت كارلا بسرعة :
- انزلني عند مكتب البريد , أتسمح ؟ لقد وعدت تشارلز ان اشتري له بطاقة بريد من القرية.
ونظرت اليها كارن نظرة مجفلة .. تشارلز ؟ لقد تلفظت باسمه كصديق مع انها لم تقابله سوى اليوم ولخمس دقائق فقط ! هل طلب منها فعلاً ان تشتري له بطاقة بريد ؟ أم هي عرضت عليه؟ ولكن كارلا تجاهلتها .

Rehana 23-10-13 11:42 AM

رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
واوقف روك السيارة , ونزلت منها كارلا وصفقت الباب وراءها , ونظرت كارن الى الخلف لتجد ان كارلا قد دخلت الى مكتب البريد , آل ميلمان عائلة متطفلة ! ماذا تظن كارلا انها تفعل؟ تتبادل الحديث مع تشارلز وتقدم له الزهور , تشتري الهدايا له ؟
وسألت روك ببرود:
- هل تتدرب شقيقتك لتصبح مصلحة اجتماعية .
واخذ يضحك , ولكنها قررت تجاهل ضحكته وسألته :
- ومتى ستعود الى كليتها ؟
- اوه .. قريباً .. لا تقلقي.
- انا لست قلقة .
- اوه .. لست قلقة ؟
- لا ...
- الست غيورة لأنها تهتم بخطيبك؟
- إنها طفلة .. هل تتطفل دوماً على الناس ؟ أعلم ان المراهقين يفعلون هذا .
- وهذا تدعينها مراهقة ؟
- إنها في الثامنة عشر , فماذا تدعوها غير هذا؟
واستدار عبر بوابة المزرعة وهو يفكر بالسؤال .منتديات ليلاس
- حسناً .. كنت اقول إن كارلا إمرأة شابة , إنها قانوناً بسن يسمح لها بالزواج , وقيادة السيارات , وان تحارب لأجل وطنها , لذا لا استطيع تسميتها بالمراهقة.
منتديات ليلاس
واوقف السيارة امام المنزل , واستدار في مقعده ليواجهها :
- لا تهتمي بها إنها رومانسية الطبع , وخطيبك جميل , وهو راقد في سرير في المستشفى وبعيد عن وطنه وأهله , وهذا ما يجعل فتاة مثل اختي , لا تستطيع مقاومته !.
واستمعت اليه كارن وهي تتطلع له , احياناً تتمنى لو ان معها مسدساً لتطلق عليه النار , واحياناً , مثل الآن , يبدو لطيفاً , خلوقاً , ورقيقاً. آل ميلمان عائلة محيرة , إنهم لغز .
وابتسم لها ابتسامة صغيرة مخادعة , واحد حاجبيه يرتفع :
- بماذا تفكرين الآن؟
- آسفة ؟
- لقد كنت تنظرين اليّ بطريقة غريبة.
- لقد كنت افكر ...
- عيناك لهما اجمل اخضر رأيته في حياتي.
ومد يداً كسولة ليلمس خدها الأحمر , فتراجعت مذعورة من جراء تلك اللمسة , وتطلعت بعيداً وتمتمت :
- شكراً لتوصيلك لي , من الأفضل ان ابحث عن والدي.
وفتحت الباب, ونزل روك بدوره ووقف مواجهاً لها عبر سقف السيارة .
- لن تجديه هنا , إنه يترك المفتاح تحت وعاء زهور على نافذة المطبخ .. تعالي سأريك اين هو.
- واين يكون والدي الآن؟
- إنه عند تلة وندكار يصلح الجدار .
- بالطبع .. لقد نسيت ! لست ادري كيف نسيت !
- وهل هناك مايشغل بالك؟
ووصلا الى خلف المنزل , ورفع روك وعاء زهور عن نافذة المطبخ والتقط المفتاح من تحته , ومدت يدها لتأخذه قائلة :
- شكراً لك.
ولكنه كان قد وصل الى الباب ووضع المفتاح في القفل , ودفع الباب , وأشار اليها لتدخل , وتبعها الى الداخل واغلق الباب وراءه , وتوترت اعصاب كارن بعنف , وقالت له بطريقة لم ترد ان تكون فظة .

Rehana 23-10-13 11:43 AM

رد: 7- جرح السنين - ليليان كيد - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
- حسناً .. شكرا لك .
ولكنها كانت متوترة لكونها وحيدة معه في البيت , عندما يكونان لوحدهما كانت تشعر بإحساس غريب , مزيج من الحرارة والغضب , لم تستطع فهمه , كانت تشعر بردة فعل متفجرة , تشعر بها في اعماق نفسها , غضب يغلي الى ان يصبح لضغطه قوة رهيبة , لم يكن قد شعرت بشيء مماثل له من قبل, وهذا ما أزعجها , وقال روك ببرود:
- لن يعود قبل ان يحل الظلام.
- لا بأس .. لا يهمني الأمر , سأكون على مايرام.
- لماذا لا تأتين معي الى منزلنا وتتناولين الشاي مع والدتي؟
- شكراً .. ولكن ..
- ستكون مسرورة جداً برؤيتك!
- في الحقيقة عليّ ان اغسل الثياب واكويها.
- ماذا لديك ضد والدتي؟
الهجوم كان فجائياً وغير متوقع , وارتفعت عيناها اليه , واسعتان ومجفلتان .
- لماذا .. لم .. ما الذي يجعلك تظن انني..
- وجهك يتغير كلما ذٌكرت أمامك , هل تعتقدين ان بإمكانك إخفاء الكراهبة ؟ انت في الحقيقة لا تحبين امي .. أليس كذلك؟
- لا .. انا لا احبها .. وانا واثقة انك تعرف السبب!
وقال بهدوء :
- اخبريني السبب .
منتديات ليلاس
- لا تدعي انك لا تعرف شيئاً ! انت لست غبياً , وإذا كان غريب مثلي يرى الأمر بوضوح , فيجب ان تكون قادراً على ملاحظة الأمر منذ سنوات .
- عن ماذا تتحدثين ؟ وماالذي ما استطعت رؤيته بوضوح؟
- أمك ... وأبي!
- اعرف كل شيء عنهما! والدتي اخبرتني القصة كلها , وعندما رأيتهما معاً بعدما وصلت هنا, عرفت انها قالت لي الحقيقة ! ويجب ان تكون تعرفها ايضاً , فلست اعمى لهذه الدرجة !
ووقف جامداً , يحدق بها , وكأنه ينظر مباشرة الى ذهنها , ولم يعجبه ما رأى , قد يكون عارفا بعلاقة الحب القديمة الطويلة بين والدته و جورج كارداس , ولكنه لا يحب ان يتحدث بها احد , لقد فضل ان يغلق عينيه , دون شك , كما فعل والده لسنوات طويلة .
ولكن ربما والده لم يكن يعلم ؟ عندما كانت طفلة كانت تشاهد عائلة ميلمان مع بعضهم , وكان هناك شعور دافئ وعاطفي بينهم , وهذا كان يصدمها لأن الأمر كان مختلفاً بين والديها.
واستدار روك فجأة وملأ الإبريق من الحنفية, فسألته كارن :
- ماذا تفعل؟
- اصنع بعض الشاي .
ووضع الإبر يق فوق النار دون ان ينظر اليها , وصاحت به :
- افضل ان تذهب .. الآن ارجوك!.
فقال :
- هناك بعض الاشياء اريد قولها لك اولا واحتاج الى فنجان شاي قوي قبل ان اقولها .
واحضر فناجين الشاي , وفتح البراد واخرج بعض الحليب , ووضع الكل على الطاولة , وكارن تراقبه.
- احب طريقتك بالتصرف في منزل والدي وكأنك في بيتك.
وتجاهلها روك ووضع أوراق الشاي في الابريق , فقالت له بغضب:
-هل لأن عائلتك تملك الأرض تظن نفسك انك تمتلك الناس الذين يعملون فيها ايضاً!
واستدار نحوها بغضب , وشعرت بأنه سوف يضربها , فتراجعت الى الوراء , وكشف عن اسنانه بابتسامة:
- اجل .. كان عليّ ان اضربك ! اعتبري نفسك محظوظة لأنني اسيطر على نفسي اكثر منك , وإلا لفعلت ! والآن اصمتي بينما اعدّ هذا الشاي.


الساعة الآن 09:01 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية