منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 1077 - تضحية أم - فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t190513.html)

الامل المفقود 11-10-13 07:48 PM

1077 - تضحية أم - فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
هذه رواية جديدة راح احاول انزلها لكم ولكن قبل ما تنزل الرواية احب ارى ردودكم المشجعة و المعبرة وهي رواية من الملخص راح تكونوا متشوقين لقرائتها وطبعا هذه هديتي للجميع بمناسبة عيد الاضحى المبارك اتمنى ان تنال رضا الجميع اختي زهورة هده الرواية من النوع اللي يعجبك كثير مثلما يعجبني انا ايضا وان شاء الله راح تكون جاهزة خلال ايام العيد المبارك

الامل المفقود 11-10-13 07:51 PM

رد: 1077-تضحية أم- فيليس هالدورسون - د ن
 
1077 - تضحية أم – فيليس هالدورسون – د ن
الملخص ؛؛؛
- لماذا لا تتزوجني إذن يا كلاي ؟
فصعق وكأنما مسه تيار كهربائي :
- لماذا تفكرين في ان تكوني زوجتي ؛يا تمارا ؟
- لأنني ... أحبك .
- ولكنك لم تعرفيني ألا منذ وقت قصير .وقد يكون شعورك نحوي هو مجرد الأسى لأجلي لأنني أرمل وأربي ابنتي وحدي ؛وأنا أعرفك مولعة بابنتي فرانسي ....
فقاطعته :- أنني بالطبع أحب فرانسي .
- أمنية أب -
كان كلاي راتلدج بحاجة الى من يرعى ابنته ...
وإذا المفاجأة تحدث فتظهر تمارا هاو ستون . ورغم ان الأرمل كان يعتقد بأنه لن يقع في الغرام مرة أخرى .فقد استطاعت تمارا يوما بعد يوم ان تكسب قلبه كل شيء كان يبدو مناسبا فقد حصل على أم مثالية لابنته الصغيرة .وزوجة محبة رائعة الجمال لتكون زوجته ....
- سرام –
- لم تكن تمارا هاو ستون قد نوت خداع كلاي راتلدج .فقد كانت جاءت الى تكساس لرؤية ابنتها ... الطفلة التي كانت تخلت عنها منذ سنوات .ولكن عندما قدم إليها كلاي الفرصة لتربي ابنتها الصغيرة لم تستطع تمارا المقاومة وألان لم تستطع رفض عرض الزواج الذي قدمه كلاي إليها ...بالرغم من سر ماضيها ذاك .
تمهيد ؛؛؛
كلايتون راتلدج في طريق الأبوة ...
عندما علمنا ان زوجتي الراحلة "اليسيا" انه لن يكون بإمكاننا الإنجاب أبدا .أصبت بخيبة الامل .ولكن كان باستطاعتي تقبل ذلك لقد كان لدي كل ما أنا بحاجة إليه لكي أكون سعيدا امرأة أحبها ومهنة تدر بحا ومنزل ممتاز ولكن "اليسيا "صدمت .وحيث ان ذلك كان يعني لها الكثير فقد وافقت معها على حضانة طفل .
لقد فوجئت بتلك الصدمة العنيفة التي شملتني عندما حملت تلك الطفلة لأول مرة بين ذراعي لشد ما كانت ضئيلة الحجم لقد سبق وحملت أطفالا من قبل ولكن ليس بهده الضأله .وسويت من الدثار حولها فرأيت عينيها مفتوحتين تتطلعان في عيني ثم ابتسمت لي .لقد اخبرني الناس ان هذا مستحيل ولكن أني لهم ان يعلموا وضعت أصبعي في يدها الصغيرة فأطبقت قبضتها عليها .وسرت في كياني موجة دافئة من العاطفة الأبوية ومنذ تلك اللحظة أصبحت ابنتي .ابنتنا ثمرة حبنا تماما كما لو كنت أنا الذي أنجبتها .
بعد ست سنوات .أصبحت أرملا وابنتي محور حياتي أما ألان فلدينا تمارا التي ملأت الفراغ في حياة ابنتي الصغيرة فهل بإمكانه ان تخفف من الألم الذي في قلبي .كذلك ؟

الى ان نلتقي مع الفص الاول

الامل المفقود 11-10-13 08:00 PM

رد: 1077-تضحية أم- فيليس هالدورسون - د ن
 
والان بعد هذا الملخص والتمهيد قولولي وش رايكم فيها تستاهل انها تكون عيدية او لا وعلى فكرة الرواية 12 فصل وراح تتقسم على ثلاث ايام العيد ولكن بعد ان راى الحماس اللي تعودنا عليه منكم والضغط على ايقونة الشكر هذا اذا كنت استحق مكنم هذا تحياتي مع حبي

الامل المفقود 11-10-13 08:03 PM

رد: 1077-تضحية أم- فيليس هالدورسون - د ن
 
العفوا منكم الرواية 11 الفصل فقط

مارية 12-10-13 12:06 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
مرحبا ويعطيكي العافية اكيد بتستحقي الشكر وشكرا لك على الرواية شكلها رح تشدنا كتير
وكل عام وانت بخير

الامل المفقود 12-10-13 04:52 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
بما انك يا ماري الغالية اول وحدة تدخل على الموضوع ارجوا ان تعتبري هذه الرواية هدية خاصة لكي واعتبريها كعربون حب - وفاء - صداقة - او انقولك خليهم الكل مع بعض المهم شكري لك وان شاء الله تستمتعي بها وعيد مبارك عليكي يا رب

نجوى1 12-10-13 11:11 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
شكرا لك على الرواية الجميلةالرواية من الملخص جميلة ننتظر قراتها بفارغ الصبر تسلمي يعطيك الف عافية

Rehana 13-10-13 09:23 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الف مبرووووووووووووك الرواية الجديدة .. يا امل
وان شاء الله تنال جميع قراء روايات عبير المكتوبة وخاص محبين دار النحاس

وكل سنة وانت طيبة .. وعساك من عواده

http://1.bp.blogspot.com/-zEo5Da930i.../s1600/eid.jpg

saeda45 13-10-13 09:33 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
مرحبا شكرا يا امل الرواية بجد حميلة جدا انا قراتها من زمان وحاقراها تانى معاكى و بشجع الحميع حتى يقراها مستنيينك يا امل وكل سنة وانتى طيبة

مارية 13-10-13 10:25 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
حبيبتي امل بشكرك كتير هي احلى هدية بستقبلها عالعيد وقبلها طبعا صداقتك

الامل المفقود 13-10-13 07:14 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
مشكورين حبايب قلبي على الردود الحلوة ولكن هانت كله يوم ويجي العيد وانا عند وعدي لكم على فكرة انا كتيت منها الى الان ثلاث فصول وان شاء الله اكمل الباقي ها اليومين حتى تنزل خلال ايام العيد واللي يعرف وين زهورة وليه غايبة يطمنا عليها لانها دائما هي السباقة في الرد والمشاركة وتحياتي لكم جميعا دون استتناء وعيدكم مبارك تحياتي مع حبي

عبير عمار 14-10-13 09:41 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الملخص جدا حلو تسلمي حبيبتي على العيديه الحلوه ذي وكل عام وانتي بالف خير:dancingmonkeyff8::lol:

زهرة منسية 14-10-13 07:02 PM

رد: 1077-تضحية أم- فيليس هالدورسون - د ن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الامل المفقود (المشاركة 3379386)
والان بعد هذا الملخص والتمهيد قولولي وش رايكم فيها تستاهل انها تكون عيدية او لا وعلى فكرة الرواية 12 فصل وراح تتقسم على ثلاث ايام العيد ولكن بعد ان راى الحماس اللي تعودنا عليه منكم والضغط على ايقونة الشكر هذا اذا كنت استحق مكنم هذا تحياتي مع حبي

أموووووولتى الله عليكى يا قمر
فعلا بحب النوعيه دى كتير
سورى اتحمست من غير سلام و لا تحية
كل سنة و انت طيبة امولتى
و مبروك على الرواية الجديدة
آسفة ان كنت جيت متأخرة
بس النت اليومين دول عامل عمايله معايا
يسلم ايديكى أمولتى ادمنت الروايات اللى من اختيارك
سعيد كتير بعديتك يا قمر
ليا عودة علشان أقرأ بمزاج

الامل المفقود 15-10-13 12:08 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
لو لاحظتوا الساعة الان تلاقوها 12:7 دقائق يعني اليوم اول ايام عيد الاضحى المبارك عل سنة واحباب قلبي بالف خير شكرا زهورة

الامل المفقود 15-10-13 12:14 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
والان تعالوا معاي حتى نتابع الرواية ونبدا بالفصل الاول على بركة الله ولكن سامحوني لاني خليتكم تنتظروا معاي تنزيل الرواية
اتمنى لكم قراءة ممتعة واظن انها تستاهل هذا الانتظار وفي الاخير كل واحد ورايه ولكن اتمنى منكم الضغط على ايقونة الشكر

عيــــــــــــــــــــــــــــــــ مبارك ــــــــــــــــــــــــــــــدكم للجميع وكل من يقراء هذه الكلمات يعتبر التهنئه موجه له شخصيا

الامل المفقود 15-10-13 12:17 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الفصل الأول ؛؛؛
تصاعد صوت وقع حذاء تمارا البالغ ارتفاع كعبه ثمانية سنتمترات .والذي جعل طول قامتها بالكاد تبلغ مائة وثمانية وخمسين سنتمترات تصاعد على أرضية الردهة لتتوقف أمام باب كتب عليه ( بول والأس .مخبر خاص )الامل المفقود
ازدردت رقيها وهي تحاول تمالك نفسها فهي لم تكن مقدمة على عمل طائش متهور دون تفكير ذلك أنها أمضت سنوات تفكر فيه ومنذ أسابيع وهي تقلب الأمر على مختلف وجوهه شاعرة بمنتهى العذاب فهي لن تغير رأيها ألان .
فتحت الباب ودخلت الى غرفة استقبال صغيرة نظيفة ولكنها غير فخمة الأثاث كان ثمة مكتب متواضع يحتل معظم المساحة بينما النافدة مغطاة بستارة معدنية هذا الى خزانة للملفات وأريكة بنية اللون كان يمثل الأثاث الوحيد في هذا المكتب والذي مع هذا بدا مزدحما نظرا لصغر مساحته .
نظرت إليها المرأة المتوسطة السن والتي كانت جالسة أمام جهاز كمبيوتر على المكتب ثم قالت وهي تصلح من وضع نظاراتها نعم هل يمكنني مساعدتك بشيء ؟
فتقدمت منها تمارا قائلة :- أنني تمارا هاو ستون ان لدي موعدا مع السيد والأس الساعة العاشرة أشارت المرأة الى باب بجانبها .قائلة :- يمكنك الدخول . وعادت الى عملها أمام الجهاز .
تجهم وجه تمارا وهي تفكر في انه كان عليها لكي تختار مخبرا خاصا ان تستشير أكثر من مجرد الصفحات الصفراء في دليل الهاتف فهم يطلبون أجرا باهظا وستكون محظوظة لو انها استطاعت ان تدفع حتى اجر هذا الذي يبدو متواضعا .
قرعت الباب بخفة ثم دخلت وابتسم الرجل الجالس خلف المكتب وهو يقف لتحيتها :- صباح الخير .أنني بول والأس – هل أنت تمارا هاو ستون ؟ الامل المفقود
أجابت :- نعم إنا تمارا هاو ستون كيف حالك ؟
وعندما استقر بهما الجلوس انطلق في الموضوع مباشرة :- أظنك ستخبرينني ألان عما تريدين ان أقوم به لأجلك ؟
كان في صوته رنة خاصة تبعث الهدوء .وكذلك الرضي في النفس ما جعلها تقرر ان تضع ثقتها فيه رغم سوء اختياره لأثاث مكتبه وبموظفة الاستقبال الجالسة فيه .
اخدت نفسا عميقا ثم انطلقت تتحدث :- أنني أريدك ان تجد الطفلة التي كنت تخليت عنها منذ سبع سنوات ...
تلاشت ابتسامة بول والأس ليبدو مكانها تعبير ينم عن الذعر :- غير ممكن ان يكون سنك منذ سبع سنوات أكثر من إحدى عشرة أو اثنتي عشرة سنة ..
فقالت له :- بل كنت في السابعة عشرة وأنا ألان في الرابعة والعشرين ...
هز كتفيه قائلا :- أسف ولكن سنك لا يبدو ألان أكثر من السابعة عشرة ولكن هذا غير مهم وعلى كل حال فانا لا أقوم بهذا النوع من التحريات . كان صوته ألان قد فقد حرارته وهو يستطرد قائلا :- يمكنني إذا شئت ان انصحهم باللجوء الى مخبر يقوم بذلك ..
قالت وهي مندهشة :- ولكنك لا تفهمني ... الامل المفقود
فقاطعها :- كلا ولهذا لا أقوم بتحريات الأولاد ليس بإمكاني ان أكون محايدا ذلك إنني وزوجتي قد ربينا صبيا ولا يمكننا احتمال ظهور أمه من مكان ما تطالبنا به ...
- كلا انك مخطئ في ما فهمته فانا ليس في نيتي استعادة ابنتي إنني أريد رؤيتها فقط ان اعلم ما إذا كانت سعيدة محبوبة ...
هز بول رأسه :- ربما أنت مقتنعة بما تقولين ولكن عندما تقع أنظارك عليها ... وهز رأسه وهو ينظر الى تمارا :- كم قلت يبلغ عمرها ؟
- أنها في السابعة من عمرها ألان كما إنني لم أرها قط وقط لم أخدها بين ذراعي ... واختنق صوتها .
فقاطعها قائلا :- لا تفعلي هذا أرجوك ان هذا لن يغير من الأمر شيئا فانا لن أساعدك في إقلاق حياة أسرة لأنك بعد سنوات غيرت عقلك في التخلي عن طفلتك ...
أصرت قائلة :- ولكن الأمر لم يكن بهذا الشكل فانا لم اترك ابنتي بإرادتي كنت مرغمة على ذلك ...
حملق فيها قائلا :- أنني لست محاميا ولكنني اعلم الكثير عن هذا القانون لا يمكن أرغام المرأة على تقديم ولدها الحديث الولادة للحضانة فهذا مخالف للقانون ...
قالت بمرارة :- كان على البعض ان يخبر أهلي بذلك ... الامل المفقود
كانت تعلم انه على حق في ما يمكن لظهورها ألان بعد كل ذلك الوقت ان يحدث من أضرار بمشاعر طفلتها وأبويها المربيين ولكن كان من المهم عندها ان تجعله يفهم السبب في رغبتها في تتبع اثر طفلتها :- أرجوك يا سيد والأس إلا تريد ان تستمع الى قصتي ؟ إنني سأدفع لك أجرة الوقت الذي ستمنحني إيه لذلك وبعد ذلك إذا كنت مازلت تشعر بالرفض لهذه القضية فانا سأقبل نصيحتك بمخبر أخر ...
تنهد وقد بدا شيء من اللين على ملامحه :- اسمي هو بول هل ادعوك باسمك تمارا ...
- نعم من فضلك ..
- حسنا يا تمارا إذا كنت تريدين ان تتكلمي فافعلي ولن أحاسبك على الوقت ولكن من غير المحتمل ان تتمكني من تغيير رأيي واتكأ الى الخلف :- وألان تكلمي واخبريني عما حدث ...
حاولت ان تتمثل به فتتخذ وضعا مريحا ولكن وطأة الذكريات ولهفتها الى اطلاعه على حاجتها الماسة لرؤية طفلتها جعلتها تميل الى الإمام قائلة ببطء :- الأفضل ان أبدا منذ البداية ليس فقط بداية طفلتي وإنما بداية حياتي ...
رفع بول حاجبه إنما لم يقل شيئا بينما تابعت هي :- جئت الى الحياة لأبوين غير صغيري السن كانت أمي في الواحدة والأربعين وكان أبي في السادسة والأربعين وكانا قد تزوجا منذ عشر سنوات دون ان ينجبا أولادا وكان الاثنان مطمئنين في عمل ثابت وصلات وثيقة

الامل المفقود 15-10-13 12:18 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
بمختلف النواحي الاجتماعية في مدينة ريفية صغيرة في ولاية ايوا موطنهما فكان لمجيئي غير المتوقع ان احدث لديهما مشاعر متضاربة بطبيعة الحال ... الامل المفقود
قهقه بول ضاحكا :- يمكنني ان أتصور ذلك لابد انك احدث في حياتهما خضه قوية ...
ابتسمت تمارا :- هذا صحيح لقد كان أبي رئيسا لاثنين من المصارف المحلية كما كانت أمي سكرتيرة لأحدى المدارس الثلاث هناك ولم يكونا قط متفهمين لطبيعة الأطفال فكانا يميلان الى الحزم والصرامة في معاملتهما لي أكثر من أباء أصدقائي الأصغر سنا منهما كانا يعيشان طبقا لمفاهيم أخلاقية بالغة التزمت كان يعتنقها معظم السكان هنالك وان كانوا لا يلتزمون بها على الدوام وهذا هو السبب في إنهما وجدا الأمر صعبا عندما تزوجت دون إرادتهما ... ومنعتها غصة من متابعة الكلام فغالبت دموعا أوشكت على التدفق من عينيها ...
سارع بول الى نجدتها بقوله :- تعنين إنهما لم يساعداك عندما علما بأنك حامل ؟
فأطلقت تمارا ضحكة اختلطت فيها السخرية بالمرارة :- يمكنك ان تقول هذا نعم لم يساعداني قط لقد ثار غضبهما وقاطعاني أنا وزوجي الذي ما لبث ان توفي في حادث سيارة وكنت حينها حاملا في شهري الرابع وتصاعدت شهقاتها الحبيسة وتدفقت دموعها فوضعت وجهها بين يديها وانفجرت بالبكاء ...
دفع إليها بول بعلبة مناديل ورقية وهو يقول :- تابعي البكاء يا سيدتي واخرجي كل أحزانك أنني سأنتظر في المكتب الخارجي وعندما تهدئين وتصبحين على استعداد لمتابعة حديثك ناديني لكي أعود ...
نجحت أخيرا في استجماع قواها وتهدئة بكائها وبعد ان ذهبت لغسل وجهها عادت مع بول الى المكتب عادا الى الجلوس متقابلين مرة أخرى حيث نظر إليها بعطف لم يستطع إخفاءه ...
سألته :- كم يبلغ عمر ابنك ؟ الامل المفقود
أجاب :- إثناء عشر عاما وأنا أحاول ان أكون صديقه ...
- هذا رائع لأتابع قصتي .فوجئ والذي بنقله الى فرع أخر من فروع المصرف ولكن في ولاية أخرى وطبعا رحلت والدتي معه وجدت نفسي وحيدة بلا سند ولا معين ... – الم يتصل بك والديك بعد ذلك ؟
- اجل ولكن مكالماتهما كانت جد قصيرة وجامدة المشاعر وفي الشهر الأخير من أشهر الحمل تعرفت بامرأة في حديقة عامة ووجدت نفسي احكي لها عن مشكلتي وخوفي خاصة وكما ذكرت لك أنني كنت في السابعة عشر من عمري أي سن الطيش والتهور وعدم الإحساس بالمسؤولية .
سكتت لتلتقط أنفاسها وبدا بول متعاطفا معها :- هيا يا سيدتي ما الذي حصل ؟
- في الأسبوعين الأخيرين من الحمل زارتني قائلة بأنني ما زلت صغيرة كي أكون أما ولن انجح كوني بمفردي دون زوج ودون أهل مقترحة ان افرح به قلب زوجين حرما نعمة الأبناء ودأبت على زيارتي ومحاولة إقناعي في هذه السن سيعرقلها على كل الأصعدة ...
- وأخيرا وافقت على اقتراحها ؟
اومات تجيب :- كنت مرغمة على ذلك وقد حطم هذا قلبي ولكن لم يكن في أمكاني تربية طفلي إذا هما لم يقدما إلي العون لقد ولدت الطفلة في الثلاثين من آب (أغسطس ) لم أرها قط ألا لمحة حين أسرعوا بالخروج بها من غرفة الولادة وبعد ذلك بأسبوع عدت الى منزلي حيث ابتدأت سنتي الدراسية الثانية .
- وكيف جرت الأمور بعد ذلك ؟
- قدمت طلب التحاق بجامعة ايوا وقبل طلبي وحالما تخرجت من المدرسة الثانوية جئت الى أيمس حيث وجدت عملا بدوام غير كامل وحصلت على ليسانس في الآداب منذ عامين ومنذ ذلك الحين وأنا أقوم بالتعليم في مدرسة ابتدائية ... الامل المفقود
أخد بول ينقر على المكتب بقلمه :- كم هو محزن التفكير في مأساة كهذه ...
فقالت :- نعم انه لأمر محزن وهذه هي النقطة التي أريد ان أوضحها لقد تمزقت حياتي كليا وصدقني أنني لم أتعمد إلحاق الضرر بأحد خصوصا بابنتي ولكن ألا ترى ؟ أنني اشعر نحوها بالمسؤولية فقد حملت بها وولدتها ثم سلمتها لغرباء لكي يربوها .
كاد بول ان يقول شيئا لولا ان سبقته بالكلام :- كلا أرجوك دعني انهي كلامي ان شعورا يتملكني بان والديها بالحضانة يسيئون معاملاتها ...
فقاطعها :- أنهم في إدارة الشؤون الاجتماعية لا يراقبون سير الأمور في الأسرة بعد ان تتم الإجراءات أنني اعلم ان هذا موضوع حساس بالنسبة أليك وأنا لا أريدك ان تظن أنني اعتبرك وزوجتك غير مثاليين لابنكما ولكنني يجب ان اطمئن الى ان ابنتي تعيش محبوبة راضية هي أيضا فهذه مسؤوليتي نحوها ولا يمكنني باي شكل ان أجد راحة بال وأنا اعلم أنني تخليت عنها رغم تهوري وجريمتي في ذلك الا بعد ان اطمئن عليها بنفسي ...
بدا عليه التردد وهو يقول :- أنني افهم شعورك ولكن ما الذي تنوين عمله عندما تعثرين عليها ؟
- بول اقسم أنني لم أتدخل في حياتها فيما لو كانت سعيدة معافاة وتعامل معاملة طيبة إنني ساجد طريقة لرؤيتها دون ان تعرف هي أو والداها من اكونا نني معلمة اعمل طوال النهار مع أطفال في سنها وأنا اعرف الفرق بين الحزم والمعاملة السيئة فإذا كان كل شيء على ما يرام فسأعود الى هنا واستمر في حياتي ...
وضع القلم الذي كان يعبث به من يده وقال :- انك تقولين هذا ألان ولكن كيف اثقب انك ستقومين بذلك بعد ان تريها ؟ الامل المفقود
هوت تمارا رأسها بحزن :- لا يمكنك ذلك ان عليك فقط ان تثق بي .. ونظرت إليه ضارعة :- أرجوك ان تساعدني ان بإمكانك ان تجدها أنا واثقة من ذلك ..
تهدج صوتها وكرهت نفسها من هذا التصرف العاطفي ولكن لم يكن بيدها حيلة فقد بددت دموعها ما كانت تتحلى به من ضبط النفس ..
تملك بول التردد فترة طويلة فازدادت خشيتها الى ان أوشكت على الصراخ .وأخيرا قال :- لا باس سأقوم بتحريات لأجلك ولكنني أنذرك ... إذا أنت قمت بأي أمر سيء الى تلك الأسرة دون حاجة فانا سوف ...
ولم تسمع بقية كلامه وهي تنفجر باكية للمرة الثانية في مدى ساعة واحدة ..
***

الامل المفقود 15-10-13 12:19 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
مر أسبوع أمضت تمارا الجزء الأكبر منه بقرب الهاتف رغم ان بول كان انذرها بان هذه الأمور تستغرق وقتا لقد انبت نفسها لعدم تحركها لهذا الأمر قبل حلول العطلة الصيفية أنها على الأقل كانت وجدت شيئا يشغلها .
وأخيرا في اليوم الثامن تصاعد رنين الهاتف وهذه المرة كان المتكلم هو بول :- ان لدي خبرا حسنا لقد وجدت الطفلة غمرت الغبطة تمارا ولكن بول رفض ان يضيف شيئا أخر في الهاتف :- تعالي الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر هذا اليوم وسأعطيك كل المعلومات ... الامل المفقود
وصلت الى مكتبه الساعة الواحدة وهكذا كان عليها ان تنتظر الى حين عودة بول وموظفة الاستقبال من الغداء أشار إليها بالدخول الى غرفة المكتب الداخلي حيث بسط ملفا على المكتب :- ان طفلتك موجودة عند زوجين من سان انطونيو وهما السيد كلايتون راتلدج وزوجته اليسيا انه طبيب وجراح أسنان وهي مهندسة كانا يعيشان في منطقة كينغ ويليام في سان انطونيو وهي منطقة تضم بيوتا قديمة واسعة يسميها الكثيرون قصورا وكانت رممت وأصبحت ألان كنوزا تاريخية ...
وبدأت تمارا تكثر من الأسئلة :- هل هي بخير ؟ ماذا سمياها ؟ هل رايتها ؟ كانت الأسئلة تتدفق في ذهنها بأسرع ما تتفوه بها شفتاها ولم تترك له مجالا للإجابة فضحك بول ورفع يديه قائلا :- مهلا مهلا أعطيني فرصة ان اسم الطفلة هو ماري فرانسيز وحسب معلوماتي صحتها جيدة لقد كنت أخبرتني ان دخلك محدود وليس بإمكانك أنفاق الكثير وهكذا حاولت تخفيض التكاليف وذلك باخد هذه المعلومات من التسجيلات فقط فأنت إذا أردتني ان اذهب الى تكساس لا تحقق من كل هذا شخصيا فالتكاليف ستكون اكبر بكثير ...
وقالت تمارا بفرح بالغ :- آه أشكرك كثيرا هذا ليس ضروريا أنني سأتابع من هذه النقطة هل هناك شيء أخر تريد ان تخبرني به عنها ؟
- فقط أنها تذهب الى مدرسة خاصة سأعطيك الاسم والعنوان ثم أنني تفحصت أمر الدكتور راتلدج وعلمت انه احد أفضل جراحي الأسنان وأكثرهم احتراما في تكساس ... وسكت لحظة ينظر إليها ثم أضاف :- ها قد أنهيت القسم الذي يختص بي من العمل فماذا عما يختص بك أنت ؟ ماذا تنوين ان تفعلي بالنسبة لهذه المعلومات التي أحضرتها أليك ؟
لم تكن تمارا بحالة تسمح لها بالكلام أو حتى بالتفكير ماذا افعل ؟ سأذهب الى سان انطونيو بالطبع ...
فعبس قائلا :- وماذا بعد ذلك ؟
- سأذهب لرؤية ابنتي الصغيرة واطمئن الى أنها بخير ... الامل المفقود
ماذا جرى لبول ؟ لقد كان يعلم ماذا تنوي عمله عند العثور على ابنتها ...
- أنها لم تعد ابنتك الصغيرة يا تمارا ولا حاجة بك الى رؤيتها لقد علمت ان والديها المتكفلان بتربيتها هما مهنيان ومحترمان في مجتمعهما ومركزهما المالي راسخ ما يسمح لهما بالعيش في حي راق في المدينة وإرسالها الى مدرسة خاصة ماذا تريدين ان تعلمي أكثر من ذلك ؟
اخمد استنكاره الواضح لما تريد القيام به شيئا من بهجتها فقالت :- أنني بحاجة الى رؤيتها يا بول لقد سبق وقلت لك هذا أنني اشعر برغبة ساحقة لرؤية ابنتي وليس بإمكانك أو بإمكان أي احد أخر ان يمنعني ...
مال على المكتب وهو يرمقها عابسا :- لقد كنت أخبرتني انك تريدين ان تتأكدي من أنها سعيدة محبوبة حسنا لقد أخبرتك لتوي بأنها كذلك ولهذا ليس ثمة سبب يجعلك تذهبين لرؤيتها دعيها لشانها يا تمارا لا تتدخلي في حياتها بعد كل تلك السنوات ...
لم يعجبها كلامه هذا الذي افسد عليها بهجتها العارمة فوقفت تواجهه وحيث أنها لم تجد وقتا كافيا لتغيير بنطلونها الجينز وحذائها المنخفض الكعب فقد كان عليها ان ترفع نظراتها إليه مسافة قدم تقريبا كل ما قلته لي هو أنها تعيش في سان انطونيو ولديها والدان ثريان . وندمت لما تضمنه صوتها من ضيق ولكنها لن تدعه يدمر بهجتها ... وهذا لا يضمن مطلقا أنها سعيدة عند أل راتلدج ألا إذا كانت ابنتي ماري فرانسيز شقية معهما وأنا سأحفظ عهدي ذاك ولكن لا بد لي من رؤية الطفلة التي ولدتها ولو لدقائق معدودات أريد ان اتاكد من ان والديها يحبانها ويعاملانها بشكل حسن ... الامل المفقود
حملق بول فيها عدة ثوان ثم تهالك في مقعده وهو يقول :- كل ما ارجوه هو أنني لم اجر نفسي الى مصائب لا قدرة لي على مواجهتها ... الامل المفقود




انتهى الفصل الاول

الامل المفقود 15-10-13 12:23 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الفصل الثاني ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كان الوقت عصرا عندما استدارت تمارا بسيارتها الزرقاء متجهة الى الشارع الرئيسي المؤدي الى قلب مدينة سان انطونيو لقد بقيت تسير بثبات منذ الفجر حتى حلول الظلام وذلك طوال يومين كاملين ما جعلها مرهقة تماما ولكن ذلك لم يؤثر على حماسها .الامل المفقود
غدا سترى ابنتها الطفلة التي حملتها في أحشائها تسعة أشهر الابنة التي تنادي امرأة أخرى ماما لن يكون بإمكانها قط المطالبة بها كانت تعلم ذلك ولكنها منذ ألان والى نهاية حياتها ستعلم من هي ابنتها وأين توجد وكان أعظم مما تستطيع مقاومته .
لم تكن تمارا قد ذهبت قط الى سان انطونيو من قبل ولكن موظف مكتب السفريات أعطاها خرائط لها وكان الطريق مؤشرا عليه من طريق السيارات الى منطقة كينغ ويليام في المدينة كما ان الموظف قد زودها بقائمة بأسماء الفنادق والنزل فحجزت غرفة في احد تلك القصور العديدة في المنطقة والتي تحولت الى نزل للنزل مع الإفطار .
كانت قررت الذهاب الى هناك أولا حيث تمضي ليلة تنام فيها جيدا قبل ان تبدأ بالبحث عن منزل راتلدج ولكن يديها لم تطاوعاها في عدم الالتفاف حول المنعطف الأيمن لكي تتوجه رأسا بدلا من ذلك الى المنزل المنشود .
وبينما كانت تسير ببطء ناظرة الى الشوارع وأرقام المنازل علمت بالسبب الذي جعل هذه الأبنية الشامخة تلقب ب القصور فالبيوت القديمة الجميلة رغم أنها ليست باتساع و فخامة القصور إلا أنها واسعة بالنسبة الى بيوت هذه الأيام كما يغلب عليها طراز الهندسة الايطالية والقوطية ومبنية من الحجر والخشب والقرميد وقائمة في أراض فسيحة تظللها أشجار السنديان والإنس العتيقة شعرت تمارا بالسرور إذ تعيش ابنتها في هذه المنطقة التاريخية الثرية من المدينة صحيح ان المال لا يضمن السعادة ولكن من يملكه لا يشعر بالحرمان من ضروريات أو كماليات الحياة .
ولم يستغرق عثورها على الشارع الذي تبغيه سوى دقائق قليلة كما كان البيت المنشود هو الثالث فيه كان هذا المنزل ذو الطابقين والمبني من الحجر الكلسي نموذجا صادقا للطراز القوطي الهندسي .
اجتازت تمارا بسيارتها المنزل الى نهاية المبنى ثم استدارت راجعة الى الحديقة العامة في الناحية الأخرى من الشارع حيث تتمكن من النظر الى الامل المفقود المنزل دون ان يلحظها احد لم تكن هناك سيارات على طول الشارع ولكن كان هناك كاراج ملحقا بالمنزل الى الناحية
الشمالية من السياج يسع سيارتين على الأقل لو كانت الأسرة في المنزل لكانت سيارتهما في داخله على الأغلب جلست بعض الوقت تراقب المكان والمنطقة ولكنها لم تر أثرا للسكان وشعرت بألم لطول ملازمتها المكان وإرهاق الرحلة التي قامت بها وأخيرا فكرت في ان من الأفضل لها ان تذهب الى النزل الذي حجزت فيه الغرفة لتسجل اسمها قبل ان تؤجر الغرفة لأحد أخر .
وجدت النزل على بعد عدة مبان فقط من منزل راتلدج ولم يكن فيه ما يشير الى انه حول من مكان للسكن الى نزل للتأجير فقد بدا كأي منزل أخر في المنطقة كان بناء من الخشب مؤلفا من ثلاث طبقات وشرفة أرضية تلتف حوله وقد طلي بلون ابيض رمادي الحواشي وكان أثاثه جميل قديم الطراز وقد أعطيت غرفة في الطابق الثاني تطل على الحدائق الخلفية .
رفضت دعوة المشرفة على النزل للانضمام الى بقية النزلاء في غرفة الجلوس في الطابق الأسفل وذلك لتناول القهوة أو الشاي وفضلت ان تأوي الى فراشها حيث استغرقت في النوم على الفور .
استيقظت تمارا في الصباح التالي شاعرة بالانتعاش والرغبة في متابعة تحرياتها وعندما بدلت ثيابها كانت قد قررت الخطة التي كانت تفكر فيها وهي في طريقها من مدينتها أيمس.
بعد تناولها طعام الإفطار في غرفة الطعام حيث الفطائر كانت صنع البيت سالت المشرفة عما إذا كانت المدارس قد ابتدأت عطلتها الصيفية وكان سرورها بالغا وهذه تخبرها ان العطلة ستكون بعد أسبوع .
وبالرجوع الى خريطة المدينة مرة أخرى وجدث أكاديمية ميشين ترايل وهي المدرسة الخاصة التي تتعلم فيها ماري فرانسيز كانت المدرسة عبارة عن بناء عصري ضخم ذي ممرات عديدة وزجاج كثير وملعب واسع شعرت تمارا بالاضطراب وهي تنزل من السيارة أنها سترى ابنتها المفقودة ( الامل المفقود ) من زمن طويل وذلك في غضون دقائق قليلة .
اخدت نفسا طويلا ثم فتحت باب المدرسة ودخلت قدمت الامل المفقود نفسها كمعلمة إثناء العطل المدرسية ثم طلبت رؤية مديرة المدرسة وكان الحظ معها حيث أدخلت الى مكتب داخلي وقدمت الى امرأة بهية المظهر في منتصف العمر تدعى السيدة اوكزنبرغ .
حيتها المديرة من خلف مكتبها – أهلا وسهلا يا آنسة هاو ستون تفضلي بالجلوس بماذا يمكنني ان أساعدك ؟
جلست تمارا على كرسي أمامها وقالت باسمة :- أنني معلمة الصف الثاني في المدارس الرسمية في أيمس ولاية ايوا وكذلك ادرس لنيل درجة الماجستير وموضوع أطروحتي
هو الكتابة عن المناهج الدراسية والأساليب الجديدة التي تسير عليها المدارس الخاصة في مختلف أنحاء البلاد وهكذا استغل عطلتي الصيفية في القيام ببعض الرحلات والأبحاث في نفس الوقت .
فقالت السيدة اوكزنبرغ :- يا لها من فكرة رائعة إذ تستغلين عطلتك الصيفية في العمل للحصول على درجة اعلى أنني أهنئك لتكريسك نفسك لمهنتك ...
شعرت تمارا بالخجل والارتباك ومع أنها قد صممت فعلا على نيل درجة الماجستير في النهاية ألا أنها لم تبدأ بها بعد وكرهت ان تكذب على هذه السيدة الطيبة ولكن هذه كانت الوسيلة الوحيدة التي وجدتها لكي تحصل على إذن بمراقبة غرفة صف ماري فرانسيز راتلدج .
حبست تمارا أنفاسها وهي ترى المديرة تتردد قليلا قبل ان تجيب قائلة :- علي ان أرى بطاقة أثبات شخصيتك أولا وهذا احتياط ضروري كما تعلمين وبعد ذلك ليس لدي مانع من هذا ولكن طبعا بعد موافقة المعلمة هل تريدين القيام بذلك ألان ؟
فأجابت شاعرة بالارتياح :- نعم إذا كان يمكن تدبير هذا الأمر أنني اعلم ان الوقت قصير ولكن ... وفتحت حقيبة يدها ثم ناولت المرأة بطاقة رخصة القيادة بالإضافة الى إجازة التعليم التي تذكرت إحضارها معها تفحصت المديرة المستندات ثم أعادتها قائلة أذا أنت انتظرت هنا فسأتحدث الى المعلمة ... ثم تركت الغرفة لتعود بعد عدة دقائق بخبر سار وهو قبول المعلمة ثم اتجهت بتمارا الى غرفة صف مشرقة في الناحية الخلفية من المبنى .
عندما وصلتا الى غرفة الصف . وجدتاها فارغة ألا من المعلمة والتي كانت امرأة جميلة بسن تمارا تقريبا قدمتها إليها المديرة باسم جيني لوبيري فقالت وهي تعبس مازحة :- ادعيني جي - أل ان أمي تحب الأسماء المزدوجة فأخواتي أسماؤهن ماري الين وبيت ان وبيلي جو . وضحكت – بيلي جو هي الصغرى وكان المفروض أنها صبي .

الامل المفقود 15-10-13 12:24 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
ضحكت تمارا معها ما خفف شيئا من اضطرابها قالت الامل المفقود جي أل :- ان الأطفال في فرصة الاستراحة ولكنهم سيعودون بعد دقائق أتريدين مراقبة صفي ؟
اومات تمارا بالإيجاب ثم حدثتها بنفس القصة التي سبق وحدثت بها المديرة مضيفة :- أعدك بالا أكون مزعجة سأجلس فقط في الزاوية وسينسى الأطفال وجودي ...
قالت المعلمة ضاحكة :-
آه كلا انك لن تقتصري على هذا أنني أريد منك ان يكون لك حصة في التعليم ...
وفي هذه اللحظة تصاعد رنين الجرس وبعد ذلك بلحظات اهتز البناء بضجيج العشرات من الإقدام الصغيرة تقرع ارض القاعة الاسمنت وسرعان ما اندفعت مجموعة من الأطفال الى الغرفة حيث توزعوا على كراسيهم .
تفحصتهم بسرعة كانوا اثنتا عشرة فتاة وتسعة صبيان كانت الفتيات متماثلات في اللباس الذي كان عبارة عن تنوره زرقاء بثنيات وقمصان بيضاء بينما ملابس الصبيان كانت عبارة عن بنطلون قاتم اللون وقميص ابيض .
كان العدد صغيرا بالقياس الى مجموعتها في صفها في المدرسة الرسمية والتي كانت ثلاثين تلميذا وشعرت بالحسد لجي أل للوقت الزائد الذي بإمكانها ان تنفقه على كل تلميذ .
أي من هذه الفتيات كانت ماري فرانسيز ؟ كانت أربع منهم أميركيات من أصل أفريقي واثنتان كانتا شرقيتين ما جعل مجال الاختيار أمامها ضيقا هل سيكون بإمكانها ان تعرف ابنتها من بينهن ؟
وقبل ان تستطيع التركيز على كل منهن على حدة أمسكت المعلمة بيدها مستجلبة انتباههن ثم قالت بعد ان ساد الهدوء بينهن :- أيها التلاميذ لدينا هنا زائرة ... ونظرت الى تمارا مشيرة إليها بالوقوف :- هذه هي الآنسة هاو ستون أنها معلمة في ولاية ايوا هل بإمكان إي منكم ان يرينا على الخريطة أين تقع ايوا ؟
رفعت أحدى الفتيات يدها وكانت زرقاء العينين وفكرت تمارا أيمكن ان تكون هذه طفلتها ؟ ولكن ليس لها ولا لزوجها الراحل عينان زرقاوان .
- حسنا يا كساندرا دعينا نعرف مبلغ معلوماتك ... الامل المفقود
كساندرا ؟ ليس هذا هو الاسم كان واضحا ان تلك الطفلة ليست ابنتها .
وفي الوقت الذي عادت فيه تمارا تنظر الى الطفلة كانت هذه قد أشارت الى مكان ولاية ايوا على خريطة الولايات المتحدة المعلقة على الجدار ثم عادت الى مقعدها.
قالت المعلمة :- هذا حسن يا كساندرا وفي غضون دقائق ستخبركم الآنسة
هاو ستون كل شيء عن ايوا أنما ألان أريد من كل واحد منكم ان يقف ويخبرها باسمه وسنبدأ بريكاردو .واو مات ناحية صبي اسباني قاتم الشعر كان يجلس في أول مقعد من الصف الأمامي .
عندما اخدت كل فتاة تقف بدورها دار رأس تمارا وحين وصلوا الى صف المقاعد الثالث اخدت تشعر بالاضطراب ثم في وسط الصف وقفت فتاة صغيرة قاتمة الشعر كانت اصغر حجما من بقية الفتيات وذات عينين واسعتين باستدارتهما نسخة طبق

الأصل عن عيني تمارا –اسمي فرانسي راتلدج قالت ذلك ثم عادت تجلس في مقعدها غامت المرئيات أمام عيني تمارا وأدركتها الخشية لحظة من ان يغمى عليها ولكن حيث ان همهمة الأطفال استمرت حاولت تمالك نفسها وألا فهي ستدمر كل شيء إذا تركت لمشاعرها العنان .
فالمسئولون في المدرسة لن يتسامحوا معها إذا هم علموا بأنها كذبت عليهم لكي تتمكن من الدخول وإذا هم علموا بالحقيقة وهي أنها كانت تبحث عن ابنة راتلدج فسيأمرون بالقبض عليها .
وهكذا أرغمت تمارا نفسها على ان تبعد نظراتها عن فرانسي الصغيرة كما سمَت نفسها . وتركز اهتمامها على المهمة التي بين يديها ان المعلمة تريدها ان تتحدث الى الأطفال عن ولاية ايوا ولو أنها خذلتها في ذلك لحدث مالا يحمد عقباه .مرت الساعتان السابقتان للغداء بسرعة فقد امتثلت تمارا لطلب جي أل المعلمة بان تعمل مع الأطفال كمساعدة لها وكان هذا أمرا محببا إذ أصبح بإمكانها ان تطلب من فرانسي الإجابة على بعض الأسئلة أو تلاوة قطعة ما ... ولكن عليها ان تحرص على ألا تخص الطفلة باهتمامها من بين الآخرين فتجلب إليهما الانتباه .
تملك تمارا الحنين الى أخد الطفلة بين ذراعيها أو فقط تتخلل بإصبعها ذلك الشعر الحريري الأسود الذي يماثل لون شعرها ولكنها استطاعت بشكل ما ان تبقى بعيدة عنها راضية بمجرد النظر إليها وسماع صوتها الطفو لي الحلو ذي اللكنة المحلية لأهالي تكساس . الامل المفقود
عندما قرع جرس الغداء تاقت نفس تمارا الى الانضمام الى الأطفال في الكفيتريا والتحدث مع فرانسي إثناء تناول هذه لطعامها ولكن الوقت الممنوح لها كان ينتهي عند الظهر ولم تجرؤ على طلب التمديد وبدلا من ذلك شكرت الأطفال مجتمعين لسماحهم لها بقضاء الصباح معهم ثم ودعت المعلمة جي أل والمديرة السيدة اوكزنبرغ ثم غادرت المكان وهي تعلم أنها لن تعرف بعد عن ابنتها كل شيء ..
عادت تمارا الى المنزل ومن ثم اتصلت هاتفيا بمكتب الدكتور كلايتون راتلدج لجراحة الأسنان وعندما سمعت رنين الهاتف في الطرف الأخر اخدت يداها ترتجفان واستمر الرنين الى ان خطر لها ان المكتب ربما كان مغلقا بسبب فرصة الغداء كان عليها ان تنتبه الى هذه الأمر من قبل ...
كانت على وشك الأقفال عندما رفعت السماعة في الطرف الأخر وسمعت صوتا يقول لاهثا :- هنا مكتب الدكتور راتلدج ...
تنهدت تمارا بارتياح وهي تجيب :- أنني تمارا هاو ستون وتابعت القصة التي سبق وقررتها في ذهنها :- أنني امضي أجازة في سان انطونيو واشعر بألم في ضرسي أنني أريد الحصول على موعد لرؤية الدكتور راتلدج وذلك في أسرع وقت ممكن ...
فقال الصوت :- ان الدكتور راتلدج جراح ونحن لا نعمل إلا مع المرضي المحولين ألينا بإمكاني إذا شئت ان أعطيك رقم مؤسسة علاج الأسنان ...
لم تشأ الاستسلام فقالت :- كلا ان الضرس الذي يؤلمني هو ضرس العقل وكان طبيبي فر موطني قد اخبرني انه يستوجب الخلع ولكن لا بد ان يقوم بذلك جراح أسنان كان كل ما قالته صحيحا ما عدا ان الضرس لم يكن يؤلمها .
ولم يظهر في لهجة موظفة الاستقبال القبول وهي تقول مترددة حسنا ...أنا ...
فأسرعت تمارا تقول :- أنني معلمة وقد عملت هذا الصباح كمساعدة في الصف الثاني من مدرسة ميشين ترايل وقد ذكرت الم ضرسي هذا لإحدى الموظفات هناك فقالت ان والد فرانسيز راتلدج هو طبيب أسنان وقد يتمكن من مساعدتي ...
- آه هل تعرفين ابنة الدكتور ؟

الامل المفقود 15-10-13 12:25 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
- حسنا ليس تماما ولكنها كانت إحدى التلميذات اللاتي قمت بتعليمهن أنها فتاة رائعة الجمال وذكية أيضا سأكون شاكرة له لو انه قبل ان يراني إذ ان الضرس إذا لم أعالجه من ألان حتى الغد فسأتألم طوال العطلة الأسبوعية ... وسكتت أملة ان تستدر عطف المرأة .
مضت لحظة صمت قالت المرأة بعدها :- ان هناك إلغاء موعد غدا الساعة العاشرة ولدينا مرضى ينتظرون ولكن إذا كانت حالتك طارئة ... الامل المفقود
فقاطعتها تمارا :- آه أرجوك سأكون شاكرة جدا فهو يؤلمني حقا .
فترددت الموظفة مرة أخرى ولكنها عادت فتكلمت بصوت حازم :- لا باس يا آنسة هاو ستون إننا لا نريد ان يفسد الم الضرس عطلتك في مدينتنا فإذا تمكنت من القدوم الى هنا الساعة العاشرة ...
- آه طبعا سأحضر ... ولم تستطع ان تمنع رنة الفرح في صوتها كان هذا الموعد مع والد ابنتها بالحضانة شيئا بالغ الأهمية بالنسبة إليها وشكرت الموظفة عدة مرات قبل ان تقفل الهاتف ..
استيقظت تمارا باكرا في الصباح التالي وبعد ان تناولت طعام الإفطار قادت سيارتها باتجاه منزل راتلدج حيث أوقفتها عبر الشارع مرة أخرى ثم انتظرت كانت تأمل في ان تلقي على الطفلة ووالديها عند ذهابها الى المدرسة .
وفي الساعة السابعة والنصف كوفئت على صبرها عندما وقفت حافلة مدرسية أمام البيت فخرجت فرانسيز برفقة امرأة بدينة معدومة الجمال ...لا يمكن ان تكون تلك المرأة اليسيا راتلدج فهي كبيرة في السن فقد كانت تبدو في الخمسين من عمرها على الأقل .
سارت المرأة الى الحافلة ممسكة بيد الطفلة ووقفت هناك الى ان صعدت فرانسيز واتخذت مقعدها .أغلق الباب وسارت الحافلة الى ان توارت في المنعطف عند ذلك فقط استدارت المرأة وعادت تدخل المنزل ...
بعد ذلك بوقت قصير فتح باب الكاراج وخرجت منه سيارة كاد يلاك سوداء لامعة مبتعدة نحو الشارع كانت نوافذها معتمة ما منع تمارا من رؤية من بداخلها . الامل المفقود
وصلت تمارا الى مكتب عيادة طب الأسنان قبل الوقت المحدد ومع هذا فقد كانت غرفة الانتظار مزدحمة وعند وصولها اخبروها بان الدكتور تلقى حالة طارئة منذ فترة ولهذا فقد تأخرت المواعيد .سلمتها موظفة الاستقبال استمارة طبية لتملاها بمعلومات شخصية وطبية وبعد ان أجابت على كل الأسئلة أعادتها الى الموظفة ثم عادت الى مقعدها .
بعد حوالي العشر دقائق استدعى مريض أخر الى غرفة العمليات وعندما ألقت نظرة في أنحاء الغرفة الى عدد الأشخاص الذين ما زالوا في الانتظار قررت ان تستغل هذا الوقت بالاستعلام عن طبيب الأسنان هذا قدر ما أمكنها فاستدارت الى امرأة مسنة الى يسارها كانت قد ابتسمت لها فاستدارت الى امرأة نحوها تمارا وتمتمت تقول :- عفوا .
ولكنني كنت أتساءل ... هل سبق وعالجك دكتور راتلدج من قبل ؟
فعادت المرأة تبتسم :- آه نعم لقد اشتغل بأسناني كثيرا في المدة الأخيرة كان الأمر مزعجا لي تماما ولكن ذلك أفضل من وضع أسنان صناعية .
- أنها المرة الأولى التي احضر فيها الى هنا وأنا اشعر بشيء من الخوف هل هو
رقيق ؟ اعني ألن يؤلمني ؟
- -آه كلا انه في غاية الرقة انه أكثر حذرا من أكثر أطباء الأسنان أنني اعرف ذلك لأنه في السنة الماضية تعطل عن العمل شهرا كاملا بعد وفاة زوجته مما اضطرني للذهاب الى طبيب أخر ...
- فتملك الذهول تمارا .زوجته ماتت ...ولكن متى ؟ وكيف ؟ وكيف لم يذكر بول والأس هذا في تقريره ؟
- ولكن بول طبعا لم يكن يتحرى عن الوفيات .
- استمرت المرأة في الكلام ولكن تمارا لم تكن تستمع الى ما كانت تقوله .
- إذن فماري فرانسيز ليس لديها أم كيف كان تأثير هذا عليها ؟ وكيف كان تأثيره على أبيها . وهل هو يعرف كيف يرعى فتاة صغيرة ؟
فتح الباب وبرزت مساعدة الدكتور تشير الى احد المرضى ما جعل نظرات تمارا تتحول مجددا الى المرأة التي الى جانبها والتي كانت قد كفت عن الحديث واخدت تنظر الى تمارا باستغراب فقالت هذه :- أني آسفة فقد كان دهني مشتتا هل قلت ان الدكتور راتلدج هو أرمل ؟ ... اومات المرأة تجيب :- نعم ويا لها من مأساة فقد ذكرت هذا الصحف والتليفزيون أنها من أل كونراد وأسرتها هي من الرواد الأوائل الذين استقروا في منطقة كينغ ويليام في المدينة لقد انشاوا ثروتهم من المطاحن قد تكونين سمعت عن مطاحن كونراد ... الامل المفقود
- ولكن ماذا حدث لها ؟ صرخت تمارا بهذا محاولة ان تخفي من صوتها ما بدا فيه من فروغ صبر . على كل حال من أين للمرأة المسكينة ان تدرك مبلغ أهمية هذا بالنسبة إليها ؟
- كان حادثا مؤسفا كانت مهندسة وكانت في ورشة بناء كان يقام فيها احد أبنيتها لا ادري ما حدث بالضبط ولكن الآلة الرافعة أصابها خلل ما فصدمتها ولم تعش سوى ساعات قليلة بعد ان نقلت الى المستشفى ..
- فارتجفت تمارا لبشاعة ما حدث .
تابعت المرأة :- كان الدكتور شديد الحزن ولم يأت الى عيادته إلا بعد أكثر من شهر والحزن ما زال يبدو عليه الى هذا الحين لقد اعتاد ان يضحك ويمزح مع مرضاه ؛ولكنه لم يعد كذلك نعم انه ما زال ودودا ولكن بإمكان المرء ان يشعر بأنه ما زال متألما .
غمر تمارا فيض من العطف نحو الرجل ولكن أول ما تبادر الى ذهنها هو ابنتها فسالت المرأة :- هل لديه أولاد ؟
- عنده بنت واحدة أنها فتاة صغيرة جميلة جدا ..
فحملقت تمارا فيها هل تعرفينها ؟ الامل المفقود
- فهزت المرأة رأسها :- كلا لم أرها قط شخصيا ولكنه يضع صورها في جميع أنحاء عيادته ويغيرها بأحدث منها كل بضعة أشهر من الواضح انه يحبها جدا ...
وقبل ان تعلق تمارا بشيء فتح باب العيادة وأطلت المساعدة ناطقة بأحد الأسماء وإذا بالمرأة تنهض قائلة :- هذا اسمي ثم تبعت المساعدة .
انتظرت تمارا نصف ساعة أخرى قبل ان تدعى للدخول كان ما أخبرتها به المرأة صحيحا فقد كانت صور ماري فرانسيز في مختلف الأوضاع منظمة على جدار واحد وتمنت تمارا لو تحصل على صورة منها مهما كان الثمن .
أجلستها المساعدة على الكرسي المستطيل وهي تقول :- فهمت انك حالة مستعجلة هل ما زال الضرس يؤلمك ؟
ولم تكن تمارا بالطبع ترغب في خلع ضرسها دون سبب ولهذا اعترفت بأنه لا يؤلمها حاليا وقالت بارتباك :- اشعر بأنني غبية إذ ألححت بطلب موعد مع الدكتور
ولكن يبدو أنني عضضت على شيء بشكل خاطئ ولكن ما دمت أصبحت هنا أرجو ان يلقي الدكتور نظرة على الضرس على كل حال إذ ربما كان هناك صدع فيه .
فبدا الضيق على المساعدة ولكنها قالت :- إذن فما زال علينا ان ناخد له صورة بالأشعة ثم سترتها بغطاء واق بعد ان حشرت في فمها فيلم .

الامل المفقود 15-10-13 12:26 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
وعندما انتهى هذا الأمر المزعج خفضت المساعدة الكرسي الذي كانت تمارا جالسة عليه معلنة ان الدكتور سيكون معها بعد دقائق معدودات ثم تركتها وشعرت تمارا بالانزعاج لما كان عليها ان تعانيه من الانتظار مرة أخرى ولكن صوت رجل من خلفها جعلها تقفز من مكانها :- هل الضرس يؤلمك ؟ فهمت من بلانش ان الألم توقف .
ارتفعت نظرات تمارا لتتعلقا بعينين يشع منهما الحزن لا بد انه كان يبدو صبياني الشكل قبل ان تنطبع عليه المأساة بشكل خطوط من الألم حول عينيه وفمه ومع أنها كانت تعلم انه ما زال في أواخر الثلاثينات من عمره فقد دب البياض في سألفيه ... كان رجل يتألم .
كبحت هذه الأفكار التي فاجأتها . والتي لم تكن معقولة فهو رجل غريب عنها ولا يهمها منه سوى علاقته بابنتها وازدرت ريقها وهي تجيبه قائلة :- كلا ... اعني كلا لا اشعر بألم ونعم لقد ذهب الم الضرس .
فبدت على شفتيه ابتسامة ولكنها لم تذهب بالحزن الذي في عينيه وقال بلطف :- أنني أنا الأسف فانا عادة أحاول ان أرى الأشخاص الذين ما يزالون على أقدامهم قبل ان يلتصقوا بذلك الكرسي .ولكننا اليوم غارقون في العمل أنني الدكتور راتلدج وحسب ملفك أنت تمارا هاو ستون ؟ وعندما نظر إليها استحال الهدوء في ملامحه الى الحيرة :- هل سبق وعالجتك من قبل ؟ ان وجهك مألوف لدي . الامل المفقود
سؤاله بعت الحذر في نفسها هل يرى فيها فرانسيز ؟ فهما متشابهتان تماما .
فأسرعت تطمئنه :- كلا فانا لم احضر الى سان انطونيو قط من قبل فقد عشت طيلة حياتي في ولاية ايوا وأنا هنا في إجازة فقط وبعد ان ألححت على موظفة الاستقبال عندك لتعطيني موعدا معك إذا بالألم يتلاشى .
تناول قفازين طبيين ادخل فيهما يديه وهو يقول حسنا سألقي نظرة لأرى ان كان ثمة مشكلة إذن فأنت فقط أخذت اسمي من دليل الهاتف ؟
مضت لحظات استجمعت فيها أفكارها قبل ان تجيب قائلة :- آه كلا فانا معلمة وكنت أمس أقوم بزيارة مدرسة ابنتك وذلك كجزء من مشروع أبحاث اعمل فيه وكان هناك من نصحني باللجوء إليك .
لم تبد عليه الدهشة وإنما اوما فقط وهو يقول :- لقد أخبرتني فرانسي بمجيء مساعدة معلمة صباح أمس .هل ستمضين وقتا طويلا في سان انطونيو؟
ثم استدار بخفة يتناول بعض الآلات من على الصينية .
فقالت وهي تعني كل كلمة تقولها :- ليس بالقدر الذي أحب ان امكته فعلا فهي مدينة قديمة رائعة ويمكنني ان امضي طوال الصيف هنا إذا استطعت ان احصل على عمل مؤقت .
ثم فحص الضرس بالآلات وهو يقول مازحا :- إذا كنت تريدين عملا فعلا فانا بحاجة ماسة الى مديرة منزل .
تملك تمارا الذهول إذا كان جادا في كلامه فهذا معناه انه جعل لها سبيلا للمشاركة في تربية ابنتها مؤقتا على الأقل وقد تتمكن بعد ذلك إذا كانت ذكية من إقناعه بان يجعل وظيفتها تلك دائمة ولحسن الحظ كان فمها مليئا بالآلات ما منعها من الكلام وهذا أرغمها على التفكير أولا يجب ألا تبدو عليها اللهفة للقبول والأفضل ان تمثل دورها ببرود فتمزح قليلا بالنسبة للموضوع قبل ان تعلمه بقبولها للوظيفة فقالت بمرح بعد ان اخرج الآلات من فمها :- اسمع ربما اخذ هذا الموضوع جديا فهو يبدو وظيفة صيفية ممتازة . الامل المفقود
فبدا عليه شيء من الدهشة ثم قهقه ضاحكا :- لا تكوني واثقة من هذا تماما فبإمكان ابنتي ذات الوجه الحلو البري ان تكون شقية صغيرة إذا هي شاءت .
ضحكت تمارا :- لا اصدق هذا فانا لم أر من قبل طفلة بمثل تأدبها ...
فاوما برزانة :- نعم ان سلوكها جيد فقد كانت أمها تصر على تنشئتها كذلك لقد كانت دوما تقول ان لا عذر للولد بان يكون سيء الأدب لقد علمت فرانسي جيدا.
كان في لهجته أسف واضح ومرة أخرى تدفقت مشاعرها ولكنها أخذت تتمالك نفسها تدريجيا وعندما أجابته تعمدت ان تتكلم بصيغة المضارع :- أتمنى بصفتي معلمة ان تكون هناك كثيرات من الأمهات مثل زوجتك فهي تقدم الى ابنتها هدية لا تثمن وذلك بتعليمها ان تكون مهذبة مع الآخرين .
رأت تمارا لمحة الألم التي مرت على ملامحه :- نعم لقد كانت زوجة وأما محبة ولكنها ... ماتت السنة الماضية وأنا أجد صعوبة في ان أكون حازما مع فرانسي فهي تفتقد أمها كثيرا .
كان ما شعرت به من عطف عليه بالغا فقد كان واضحا انه ما زال يشعر بصعوبة في التحدث عن موت زوجته .
قالت بصوت حاولت جعله خاليا من العطف :- أني آسفة لا بد ان الأمر صعب بالنسبة لكليكما هل هذا هو السبب في انك تريد مديرة منزل ؟ الامل المفقود
كانت تعلم أنها قد تجاوزت حدها إذ تلقى بأسئلة عن أشياء لا تخصها . ولكن كانت هذه هي فرصتها الوحيدة لتحصل على المعلومات التي تريدها .
قال بإيجاز :- جزئيا .ان مديرة منزلنا الحالية كانت عملت عند أسرة زوجتي سنوات كثيرة ومعنا منذ زواجنا ولكنها وصلت الى سن التقاعد ألان وكان موت
اليسيا صدمة لها لم تشف منها حتى ألان وقد نصحها الطبيب بان تتقاعد وتبتعد عن هذا المكان وتعيش بقرب ابنتها وأحفادها في ولاية مكسيكو .
فقالت :- أنها نصيحة طيبة وأظنها اتبعت بها .
وعاد يتفحص الضرس وما حوله مرة أخرى ثم أجاب :- نعم وهي ستتركنا حالما تبدأ العطلة المدرسية في الأسبوع القادم لم أكن أتوقع ان أجد مثل هذه الصعوبة في العثور على بديلة لها . ولكنني سرعان ما اكتشفت أنني أعيش في عالم غريب حيث لم يعد ثمة اثر لموظفين من نوع هيرتا لقد كانت دوما فردا من أسرتنا وحتى ألان لم اعثر على واحدة أثق بها الى حد السماح لها بان تكون بمثابة أم لابنتي.
وشعرت تمارا بارتياح بالغ إذ ترى مبلغ اهتمامه بالعثور على المرأة المناسبة للعناية بــ فرانسي كما ان هذا يسهل عليها أمر أقناعه بتسليمها هذه الوظيفة أثناء الصيف حيث أنها مؤهلة تماما فهي معلمة وتحب الأطفال وخصوصا فرانسي .
قالت :- أنني لم أكن امزح يا دكتور راتلدج عندما قلت ان هذه الوظيفة قد تصلح لي فقد خلبت سان انطونيو لبي وأتمنى لو امضي الصيف هنا أنني غير متزوجة وليس لي أي علاقة أسرية أو غيرها أنني لا ادعى أنني أفضل طاهية أو مديرة منزل في العالم ولكنني معلمة ولدي خبرة سنتين في التعامل مع الأولاد وملفي نظيف مما يشين .
فأجفل قائلا :- هل أنت جادة في ما تقولين ؟
- أنا جادة طبعا لقد اعتدت أخد وظائف مؤقتة في مدينتي أيمس أثناء فصول الصيف لكي أزيد من دخلي ولكنني لم أجد وظيفة بعد لهذا الصيف ان بإمكاني ان اعمل لديك الى ان تجد مديرة منزل تناسبك ... الامل المفقود


انتهى الفصل الثاني

الامل المفقود 15-10-13 12:28 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الفصل الثالث ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
دخلت مساعدة الدكتور وهي حاملة مغلفا سلمته إليه فخلع قفازيه وفتحه وهو يشير إليها بالخروج ثم اخرج صورة الأشعة وتحول عن تمارا ليضعها على الشاشة الضوئية حيث أخد يفحصها بينما هي تنتظر بقلق . الامل المفقود
أتراه سيتجاهل طلبها للعمل دون ان يعبا حتى بإجابتها ؟
أتراها اخطات حين أسرعت بقبول العمل ؟ أتراه يظنها مجرد طالبة عمل تقول أو تعمل إي شيء في سبيل الحصول على وظيفة مريحة عند أسرة غنية يمكنها أثناءها ان تسرق أيا من مقتنياتها الثمينة ؟
كانت على رشك ان تصرخ باسا عندما استدار عائدا إليها :- لا يبدو في هذه الصورة إي سبب لألم ضرسك هذا فليس ثمة التهاب أو تسوس كما ان الضرس غير مصدوع ولكن اصطدام الأسنان ببعضها البعض يمكن ان يسبب مشاكل . كان يتكلم وكان هذه هو الموضوع الوحيد بينهما . تك تقدم ليضغط على زر في كرسيها جعلها في وضع الجلوس وقد لا يزعجك مرة أخرى في المستقبل القريب ولكنني أنصحك برؤية طبيب أسنانك عندما تعودين الى موطنك لكي يخلعه ...
خافت تمارا انه سيرفضها إذن من دون ان يرد عليها بجواب . ما الذي عليها ان تفعله ألان ؟ فان هي جادلته أو توسلت إليه فان ذلك سيقوي من شكوكه في أنها معتوهة وبينما اخدت تحاول الخروج من هذا الضباب الذي غلف ذهنها . مد هو يده يفك إزاره الأبيض ويلقي به جانبا ثم يقول باسما :- آه أما بالنسبة إلي وظيفة مديرة المنزل فإذا كنت تريدينها حقا فاتركي عند موظفة الاستقبال أسماء وعناوين وأرقام هواتف ثلاثة أشخاص يعرفونك وذلك قبل ذهابك سأدرسها ثم اعو داليك بالجواب حالا ..
كان حسنا ان أسرع بالابتعاد عنها إذ ماذا كان سيظن وهو يرى البهجة العارمة التي أضاءت وجهها ؟
***
لم تغادر النزل طوال عطلة نهاية الأسبوع خوفا من ان يفوتها الاتصال الهاتفي من الدكتور راتلدج .لقد كانت قدمت إليه أسماء ثلاثة مراجع يعرفونها هم مدير المدرسة التي تعمل فيها ومعلمة زميلة لها وإستادها المفضل من الجامعة عندما كانت دوما من الخمسة الأوائل في صفها .
كان القلق يتملكها وهي تجلس بجانب الهاتف في المكتبة عندما تصاعد رنينه رفعت السماعة على الفور . كان المتكلم هو كلايتون راتلدج والذي دخل في الموضوع مباشرة :- لقد راجعت الأشخاص الذين وضعت أسماءهم وكانوا ممتازين فإذا كنت ما تزالين مهتمة بالوظيفة هذه فانا أريدك ان تأتي الى منزلنا غدا مساء لتناول العشاء وذلك للمزيد من التعارف بيننا وذلك قبل ان نقوم بأي اتفاق بيننا هل لديك وقت ؟ الامل المفقود
هل لديها وقت ؟ وهل لديها غيره يشغل وقتها ؟ ولكنها طبعا لم تخبره بذلك بهذا الشكل .
في المساء التالي اختارت تمارا ثيابها بعناية من الملابس القليلة التي كانت أحضرتها معها وصلت الى منزل راتلدج في الساعة السابعة تماما حسب الموعد وشعرت بالاضطراب وهي تصعد الدرجات الى الباب الأمامي ثم تقرع الجرس كل ما كان يشغل ذهنها هو أنها سترى طفلتها مرة أخرى ولكن ما ضايقها أيضا هو سرورها لرؤية والد فرانسي مرة أخرى .
لو كان الأمر فقط لأنها كانت تأمل في ان تحصل على تلك الوظيفة الصيفية فهي لذلك تريد ان تحدث لديهم انطباعا جيدا عنها لو كان هذا هو الأمر لما اهتمت ولكن هذا لم يكن صحيحا كان ثمة شيء ما بالنسبة لذلك الرجل الذي شغل أفكارها وكان شيئا خطيرا وقبل ان تصل في أفكارها الى قرار إذا بالباب يفتح ويقف أمامها بنفسه ابتسم لها وهو يتراجع قائلا :- ان مواعيدك مضبوطة تماما تفضلي بالدخول ..
أجابت بشيء من الارتباك :- أشكرك .ثم دخلت الى ردهة واسعة مبلطة بالقرميد وتتدلى من سقفها ثريات رائعة من البلور هذا الى سلالم فخمة .
قال بصوت يماثل صوتها ارتباكا :- سيكون العشاء جاهزا خلال دقائق كان جليا أنهما هما الاثنين مضطربان وكان يتابع قائلا :- ابنتي ماري فرانسيز تنتظر في غرفة الجلوس هل نذهب لنجلس معها ؟
فقالت باندفاع :- بالتأكيد . وتبعته الى غرفة فسيحة الى اليمين تسع طقمين من الأثاث بكل سهولة وكانت فرانسي تقف منتظرة بصبر أمام مدفأة رخامية رائعة كانت تبدو كأميرة صغيرة مرتدية ثوبا وردي اللون مزخرفا بالتخاريم بينما شعرها الجعد يتهدل حول كتفيها وأشرق وجهها بابتسامة عندما دخلت تمارا وأبوها الغرفة .
قالت بفرح وهي تتقدم أليهما بسرعة :- مرحبا يا آنسة هاو ستون قال أبي انك ستحضرين للعشاء معنا وانك ستعميننا في المدرسة مرة أخرى . الامل المفقود
ودون وعي منها انحنت تمارا لتصبح موازية للطفلة التي كانت قصيرة بالنسبة لسنها كما هي تمارا بالضبط .
- كلا يا فرانسي أنا لن افعل ذلك ان المدرسة في ايوا حيث اعلم قد أقفلت للعطلة الصيفية وأنا ألان في إجازة كنت ازور مدرستك فقط .
كان الدكتور راتلدج واقفا بجانبهما فقال :- لماذا لا تجلسين وتتحدثين الى فرانسي بينما اذهب أنا واخبر هيرتا بأنك هنا وان بإمكانها تقديم العشاء في إي وقت ؟
جلست تمارا على الأريكة بينما ابتعد هو وتبعتها فرانسي وجلست بجانبها ما جعل نفس تمارا تفيض بهجة وجاهدت نفسها لكي لا تمد ذراعيها تحتضنها خوفا من ان تفزعها بإظهار مثل هذا الشوق العارم .
أجالت نظراتها حولها بحثا عن شيء تقوله :- إذن يا فرانسي هل أنت مسرورة لحلول العطلة المدرسية ؟
لوت الفتاة الصغيرة وجهها :- نعم أظن ذلك ولكنني لا أحب الذهاب الى المزرعة .
أجفلت تمارا :- المزرعة ...
- مزرعة جدي وجدتي قال أبي أننا إذا لم نجد مديرة منزل قبل ان تقفل المدرسة فسنمضي الصيف في المزرعة ولكنني أحب ان أبقى هنا فليس هناك من العب معه

الامل المفقود 15-10-13 12:29 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
إذن فهدا هو السبب في لهفته الى العثور على مديرة منزل فعندما ترحل مديرة المنزل الحاضرة لن يكون هناك احد مع فرانسي في البيت ليعتني بها وقبل ان تتمكن من الإجابة عاد الدكتور راتلدج فقفزت فرانسي وركضت إليه فامسكها من يدها قبل ان يجلس على كرسي .
لقد أشرق وجهه بابتسامة امتدت الى عينيه كان واضحا انه شغوف بابنته من كل قلبه وشعرت تمارا بالارتياح وقد خفف هذا شيئا من شعورها بالذنب الذي تملكها منذ تخلت عن طفلتها .
سال فرانسي بزهو ملحوظ هل أخبرت الآنسة هاو ستون ماذا حدث في المدرسة اليوم ؟
فأعلنت قائلة وقد بدت عليها السعادة :- جئت الأولى في كل المواد .
شعرت تمارا بفيض من الزهو هي أيضا فقالت بحماس ما أعظم هذا ولكنني غير مستغربة لأنني واثقة من انك تحصلين دوما على العلامات الأولى .
لقد حصلت على العلامة الثانية في المرة السابقة ضحكت تمارا حسنا ليس هناك علامات متكاملة طوال الوقت . وتحولت الى الدكتور راتلدج قائلة :- فهمت ان المدرسة لن تقفل قبل أواخر الأسبوع . الامل المفقود
فاوما مجيبا :- هذا صحيح ولكن مدرسة ميشين ترابل تبكر في توزيع الشهادات عدة أيام لكي يسهل التداول مع أية مشاكل أو اعتراضات يتقدم بها الإباء بالنسبة الى الدرجات وفي هذه اللحظة برزت امرأة متوسطة السن تعلن ان العشاء جاهز فدعاها الدكتور راتلدج الى الدخول وهو يقف مع تمارا هيرتا هذه تمارا
هاو ستون السيدة الشابة التي كنت حدثتك عنها . تمارا هذه هيرتا غروس
صديقتي العزيزة ومديرة منزلي .
فتأثرت تمارا بإحساسه البالغ هذا نحو موظفته القديمة واحنث كل من المرأتين رأسها للأخرى وقالت هيرتا بارتباك :- أنني مسرورة بلقائك . كانت امرأة عديمة الجمال قد خالط الشيب شعرها البني وكانت ترتدي ثوبا منقوشا بالإزهار وفوقه مئزر طويل ..
فأجابت تمارا :- أنا أيضا مسرورة بلقائك إذا كنت أنت التي طهوت طعام العشاء فلابد لي ان أخبرك بان رائحته الشهية أسالت لعابي .
كان العشاء لذيذا مؤلفا من روستو و بطاطا وهليون وسلطة خضار أما الحلوى فكانت بوظة ايس كريم وكعكا حلوا وقدمت هيرتا الطعام ولكنها نزعت مئزرها وجلست معهم الى المائدة ولم يمض وقت طويل حتى سادت الألفة بينهم جميعا .
كان أول شيء قام به الدكتور راتلدج هو انه جعلهم يستعملون أسمائهم الأولى فقد قال لتمارا ان اسمي هو كلايتون ولكن أصدقائي يدعونني كلاي وأرجو ان تفعلي أنت ذلك أيضا . هل من الممكن ان ندعوك تمارا ؟
- نعم أرجوكم قالت ذلك وهي تشمل بنظراتها هيرتا وفر انسي لقد أحببت منزلك يا كلاي لابد ان لديكم غرفا كثيرة ؟
فقال :- أنها زائدة عن حاجتنا ولكنه كان منزل أسرة زوجتي الراحلة وقد بناء جد جد جدها وكان تاجرا ألمانيا استوطن هذه المنطقة في القرن الثامن عشر وللمنزل سور خارجي من الحجر الكلسي يبلغ سمكه عشرة إنشات وكذلك سطح ازرق كان شائعا بين المستوطنين الألمان . الامل المفقود
فاتسعت عينا تمارا سطح ازرق ؟ لم ألاحظ ذلك لماذا كان هذا النوع من السطوح شائعا ؟
فقال :- أنها في الواقع زرقاء رمادية ولا ادري السبب فهناك عدد من النظريات ولكن ليس منها واحدة مؤكدة فوالدا اليسيا متوفيان ولم يكن لها أخوة أو أخوات .ولهذا أصبح البيت مودوعا تحت الوصاية لفر انسي بعد موت أمها ولم يسمح لي ضميري ببيعه والانتقال الى منزل اصغر .
وهكذا فرانسي بصفتها وريثة أمها ستستلم أرثا مرموقا عندما تبلغ سن الرشد وكان هذا سببا أخر يمنع تمارا من العبث بمستقبل ابنتها فابنتها ألان طفلة ثرية جدا ولن تقوم تمارا بأي عمل يلقي بظل من الشك مهما يكن باهتا حق الطفلة بإرثها .
طرقت تمارا أثناء العشاء موضوع تقاعد هيرتا .
- علمت انك سترحلين للعيش مع ابنتك وأسرتها في ولاية نيو مكسيكو .
فاومات هيرتا مجيبة :- نعم ان لديها أولاد واحد منهم معوق وبحاجة الى عناية خاصة فهي فعلا بحاجة الى مساعدة مني رغم انه من الصعب علي ترك هذا المكان فقد عملت عند كونراد قبل ان تولد اليسيا ولو كانت ابنتي لما كان حبي لها أكثر كما ان فرانسي ... ومدت يدها تمسك بيد الفتاة الصغيرة تضغط عليها . فرانسي هي كواحدة من حفيداتي وهزت رأسها وكأنها تتخلص من حزنها ولكن أسرتي بحاجة إلي ألان ولهذا علي ان اذهب ان علي من ستاخد مكاني أيا كانت ان تعامل كلاي وفتاتي الصغيرة بشكل حسن وإلا فأنني ...
فابتسمت تمارا وقاطعتها قائلة :- أطمئنك الى انه ليس عليك ان تقلقلي لهذا الأمر إذا ... إذا ثم الاتفاق على كل شيء الليلة فانا شديدة الشغف بالأطفال .
ولاحظت ان كلاي كان يستمع بهدوء دون ان يقول شيئا عندما انتهى العشاء سلم كلاي فرانسي الى هيرتا لكي تساعدها على الاستحمام والذهاب الى الفراش قائلا للطفلة :- عندما تمسين على استعداد للنوم تعالي اخبريني .ثم رافق تمارا الى غرفة أخرى مجتازا بها الردهة . الامل المفقود
كانت هذه غرفة المكتبة بجدرانها المبطنة برفوف الكتب وكانت اصغر مساحة بشكل ملحوظ من غرفة الجلوس ومدفأتها القرمزية اقل جمالا من تلك المدفأة الرخامية . ولكن تمارا شعرت فيها براحة أكثر حتى وكأنها في بيتها ..
سألها :- كم عمرك يا تمارا ؟
فشعرت بالضيق المعتاد الذي اعتاد هذا السؤال ان يبعثه فيها :- أنني في الرابعة والعشرين ولكن الناس دوما يظنوني خلاف ذلك لان طولي خمسة أقدام ووزني مائة رطل .
فقال ضاحكا :- أسف أرى انه موضوع حساس بالنسبة إليك إنما لا تستعجلي بان تظهري اكبر سنا وتبدلت أساريره ليبدو عليها التأمل سيحدث هذا بسرعة وعند ذلك ستتمنين لو ان مظهرك يعود صغير السن مرة أخرى .
أدركت انه كان يتحدث عن نفسه لا بد ان موت زوجته جعله يبدو اكبر سنا فمثل ذلك الحادث الصاعق بإمكانه ان يوثر بشكل مريع على من يبقى بعد الضحية .
تنهدت قائلة :- أظنك على حق ...
قال :- وهل يوافق والداك على تمضيتك عطلة الصيف بعيدة عنهم ؟

الامل المفقود 15-10-13 12:30 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
تأوهت تمارا في داخلها ان أخر شيء تريده هو ان تتحدث عن علاقتها بهما ولكنها لم تشأ ان تكذب عليه زيادة عما سبق وفعلت فقالت :- كلاي أنني أتصرف بحياتي بنفسي فانا لم اعش مع أمي وأبي منذ ست سنوات حين دخلت الجامعة فهما إنسانان مشغولان على الدوام في التحصيل وحياتهما مليئة باهتماماتهما الخاصة ثم أنهما غادرا الى ولاية أخرى بحكم عمل والدي . الامل المفقود

وندمت على ما تضمنته لهجتها من نبرة متهجمة كانت تبدو في صوتها كلما أتت على ذكر والديها راجية ألا يكون لاحظها .
ولكنه كان رجاء باطلا إذ قال :-أنا أسف فانا ما زلت أتصرف معك وكأنك مراهقة اليس كذلك أنني لم اقصد هذا كل ما في الأمر هو أنني والد شديد الحرص على حماية ابنته وأظن ان كل الإباء بهذا الشكل دعينا نجلس هناك أمام النار .
جلست متكئة الى الخلف وهي تتنهد طويلا . ورفعت نظراتها لترى لأول مرة اللوحة الزيتية المعلقة فوق المدفأة .
كانت صورة لامرأة شابة ترتدي ثوبا ذا لون بنفسجي حالم جالسة على مقعد خشبي في الحديقة تحدق بها خمائل الزهور والمروج الخضراء وكان وجهها الجميل مرتفعا قليلا الى اعلى ما جعل عينيها تحدقان حالمتين في الفضاء .
وتمتمت تحدث نفسها أكثر مما كانت تحدثه :- آه يا لها من لوحة مذهلة ...
فقال بهدوء :- نعم أنها زوجتي اليسيا لقد عمل أهلها على أخد هذا الرسم لها حال تخرجها من الجامعة ...
انبث تمارا نفسها بصمت لعدم انتباهها الى هذا كان عليها ان تخمن أنها زوجته ولا عجب لانهياره ذاك لدى فقدها . وأي رجل مكانه لا ينهار ؟ وألان كل ما بإمكانها عمله هو تلطيف الجو وتغيير الموضوع في أسرع وقت ممكن لقد كانت رائعة الجمال . وكان .هذا كل ما فكرت تمارا في قوله قبل ان يغلق ذهنها . نعم لقد كانت كذلك . - أظن ان المفروض ان انزل هذه الصورة الى القبو ولكنني لا أريد لفر انسي ان تنسى شكل أمها . قال ذلك بلهجة حزينة .
شعرت تمارا بموجة من الغيرة تتملكها كلا أنها هي أمها ولكنه لن يعلق صورتها لكي لا تنساها عندما ترحل هي .
وأطبقت شفتيها بشدة تمنعهما ان تصرخ احتجاجا ثم تحولت الغيرة الى شعور بالخزي اليس لها الحق في ان تكره هذه المرأة التي اتخذت الطفلة التي تخلت عنها تمارا اتخذتها ابنه لها كان عليها ان تكون شاكرة لاليسيا راتلدج وهي فعلا كذلك ولكن من الصعب عليها ان تستمع الى هذا لثناء على المرأة وكأنها هي حقا والدة ابنتها هي .
أتراها ستقترف خطا كبيرا لو أنها بقيت هنا للعناية بفرانسي هذا الصيف ؟ وهل ستتمكن من التخلي عنها مرة أخرى عندما يأتي فصل الخريف ويحين وقت عودتها الى ايوا ؟ أترى ستسبب لنفسها حزنا هو أكثر عمقا مما كان ؟ اجفها كلاي عندما أعاد أفكارها إليها قائلا :- انك لم تسمعي كلمة مما أقوله .
قالت معتذرة وقد سادها الارتباك :- ا ه أنا ... أنا آسفة لقد كان ذهني مشغولا بشيء أخر ماذا كنت تقول ؟ الامل المفقود

أجاب وقد بدا عليه القلق :- كنت أسالك عما كنت مازلت مصممة على قبول وظيفة مديرة المنزل المؤقتة التي قدمت طلبا بشأنها .
ذعرت وهي تسمع نفسها تقول :- مازلت مصممة طبعا فانا شديدة الرغبة بها .
وهتف في أعماقها صوت يحذرها . كفى أيتها الغبية انك تثيرين التساولات .. عن مبلغ .. الصواب في قرارك المكوث هنا مدة الشهرين والنصف بأمر قد تندمين عليه كثيرا .
قال كلاي :- ثم انه مازال لدي عدة أسئلة أريد طرحها عليك وضحك متابعا :- ولا بد ان لديك أنت ما تسألينه . فأنت لم تسأليني كم سأدفع لك او ما هي الوظيفة بالضبط .
ذلك لأنها لم تكن تهتم فإنها على استعداد للقبول بهذا العمل حتى ولو اقتضى الأمر ان تدفع هي إليه راتبا فقط في سبيل إراحة ضميرها .
وضحكت بدورها شاعرة بالخلاص من تأنيب الضمير الذي طالما عذبها ستقبل الوظيفة أولا وبعد ذلك تواجه على مهل . ما قد يسببه هذا لها قالت :- لا باس ساسا لك كم ستدفع لي أجرة وماذا على عمله مقابل ذلك ؟
فعاد يضحك :- أرجو انك لم تكوني بمثل هذه الشجاعة بالنسبة الى الراتب وشروط العمل عندما تقدمت بطلب وظيفتك التعليمية .
فقالت :- لم يكن أمامي خيار بالنسبة لذلك فقد كان علي بصفتي معلمة مبتدئة ان اقبل ما يتوقعه اتحاد العمال أما بالنسبة إليك ... حسنا المفروض انك ستزودني بالطعام والمأوى . والمأوى هنا هو أكثر رفاهية بكثير من بيتي . ولهذا أي اجر أناله منك سيكون كثيرا فنظر إليها بشيء من السخرية لهذا المنطق ثم اخبرها بالمبلغ الذي سيكون أجرها فبدت عليها الدهشة وقالت :- أنني سأقبل به قبل ان تغير عقلك وألان ما هو المفروض ان أقوم به لكي احصل على كل هذا المال . الامل المفقود

قال محذرا :- ا هانما لا تنسي ستعملين أربع وعشرين ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع .
صرخت هازلة تتصنع الذعر :- آه هذا ليس عدلا الم تسمع عن إعلان تحرير العبيد رسميا ؟
فتمتم هازلا هو الأخر :- آه إذن أظن ان علي ان أمنحك إجازات نهاية الأسبوع أنما حصتك من الطعام أثناء الأجازات تلك ستقتصر على الخبز والماء .
عند ذالك ضحك الاثنان وسرت تمارا وهي ترى ظل الحزن يتلاشى من ملامح كلاي وهو ينطلق بالضحك على سجيته .
وعندما هدأ أدار كلاي دفة الحديث الى الناحية الجدية :- واجباتك الرئيسية هي العناية بفرانسي أثناء الأسبوع وأعداد وجبات الطعام وأنا سأستلم العمل في الإجازات الأسبوعية عندما تكونين في إجازة وأنا لا استضيف احد لم أقم بدلك مند
توفيت اليسيا ولن أقوم بذلك هذا الصيف ولكن إذا طرا شيء واحتجت الى استضافة احد فساخدهم الى المطعم أو أكلف موظفي المطعم بإعداد كل شيء في المنزل ..
وتسالت تمارا عما إذا كان يريد ان يخفف عنها العمل أم انه لا يراها أهلا لان تعد حفلة عشاء يبدو انه لا يريد ان ياخد أصدقاؤه فكرة أنها تعمل كمضيفة لديه وتابع قائلا :- ان لدي طاقما من عمال التنظيف يأتون كل نهار خميس لتنظيف المنزل وهكذا لا يكون عليك ان تقومي بأي عمل كهذا بل الاهتمام فقط بان يبدو المنزل منسقا الى حد معقول وأكون شاكرا إذا أنت قمت

الامل المفقود 15-10-13 12:32 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
بشراء المواد الغذائية حيث انك أنت التي تعلمين ما تحتاجينه ان لي حسابا جاريا في محل كايزرس كيتش وهو قريب من هنا وسأرتب الأمر بحيث يمكنك القيام بذلك .
فاتسعت عينا تمارا :- كايزرس كيتش ؟ اهو سوبر ماركت أم مطعم .؟
فبدا عليه الهزل :- انه سوبر ماركت الذي يوفر كل ما يحتاجه حي كينغ ويليام الذي نسكن فيه وربما أنت لا تعلمين ان هذا الحي أطلق عليه اسم كايزر ويليام حاكم ألمانيا أثناء الحرب العالمية الأولى وحفيد الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا .
فقالت تمارا :- هذا شيء ممتع حقا وكم يدعو الى الأسى ان يحارب هذا الحفيد بلاد جدته التي حكمت البلاد طويلا ... الامل المفقود

وبينما كان الاثنان يتحدثان في هذا الموضوع التاريخي إذا بصوت طفولي ينادي من خارج الغرفة :- بابا أنا مستعدة وبرزت فرانسي مرتدية بيجاما زينت مقدمتها بصورة علاء الدين ومصباحه وهي تركض نحو أبيها ..فقال لها ك- لا باس يا حلوة سأضعك في الفراش وأقرا لك حكاية ولكن يجب ان تكون حكاية قصيرة أننا لا نريد ان نترك تمارا بمفردها هنا .
فقالت الطفلة :- يمكنها ان تأتي معنا هي أيضا وخفق قلب تمارا طربا أنها ستساعد في وضع ابنتها في الفراش وهذا شيء كانت تحلم به كل ليلة تقريبا وذلك منذ تخلت عنها وهكذا سارعت تقول قبل ان يجد كلاي فرصة للرفض :- يسرني هذا جدا .
كان في الطابق الثاني أبواب مغلقة على الناحيتين من القاعة أبواب كثيرة ولم تعرف تمارا ما إذا كانت كلها غرف نوم ولكنها فكرت بان معظمها كذلك ووقف كلاي أمام الباب الثاني الى اليسار ثم فتحه كان غرفة كل ما فيها ذو لونين وردي وابيض تبدو وكأنها صممت حسب رغبات الطفولة وكانت الدمى المحشوة متناثرة في كل مكان ومن كل الأحجام والأشكال كما ان الرفوف على الجذران كانت تعرض دمى مرتدية ملابس مطرزة باليد بمهارة فائقة .
صدرت عن تمارا شهقة وهي تدخل الغرفة لقد منح أل راتلدج ابنتها كل شيء يمكن ان تطلبه فتاة وفكرت في شقتها ذات الغرف الثلاث في بلدتها أيمس كانت أنيقة نظيفة حسنة الجيرة ولكن ما كان بإمكانها أبدا ان تنشئ ابنتها في مثل هذه الرفاهية .
كانت حياة فرانسي حياة أسطورية تحلم كل أم بمثلها لولدها وقليلات من يمكنهن توفيرها ويبدو أنها كانت على صواب حين تخلت عن ابنتها فلماذا لا تعترف بذلك إذن ؟
ومن ناحية أخرى هل ستتمكن فرانسي من مواجهة واقع الحياة ومرارتها ؟ ولكن تمارا سارعت الى نبد هذه الفكرة شاعرة بفضلهما لن يتوجب على فرانسي خفض مستوى معيشتها .
جلست تمارا على كرسي أطفال بينما وضع كلاي فرانسي على ركبتيه وهو يقرا لها الحكاية وعندما انتهى وضع الطفلة في سريرها واحكم الغطاء حولها .
بعد ان تمنى لها ليلة سعيدة مدت فرانسي ذراعيها الى تمارا قائلة :- أريد ان أقبلك وأقول لك أنت أيضا ليلة سعيدة . وتراخت ركبتا تمارا ولحسن الحظ كانت واقفة بجانب السرير فبدت وكأنها هبطت جالسة عليه اخدت ابنتها بين ذراعيها لأول مرة في حياتها و اغرورقت عيناها بدموع لم تستطع مغالبتها بينما كانت فرانسي تحيط عنقها بذراعيها تحتضنها .
كانت قبلة الطفلة الرطبة التي طبعتها الصغيرة على وجنتها كانت أثمن من ان تضاهى وتساءلت عما إذا كان سيطوعها قلبها ان تغسل وجهها بعد ذلك ثم وبخفة مسحت دموعها بطرف ملاءة السرير قبل ان تترك الطفلة . الامل المفقود

تمتمت بكلمتي ليلة سعيدة ثم تحولت خارجة من الغرفة بسرعة متقدمة كلاي كانت بحاجة الى عدة ثوان تتمالك فيها نفسها قبل ان تتاح لكلاي فرصة النظر الى وجهها يجب ألا تسمح له أبدا بان يرى مبلغ عواطفها نحو ابنته يجب ألا تساوره ذرة من الشك فهو بالغ الدقة بوجه خاص من ناحية من يوظف للعناية بابنته
و عندما التحق بها في الردهة سألها :- هل تريدين رؤية غرفتك ألان ؟ وعندما اومات إيجابا قادها الى الباب الثالث في نفس الناحية فتحه وأضاء المصباح كانت غرفة خلابة لا تشبه تلك الغرفة التي تقيم فيها في ذلك النزل وقال :- ان غرفتي هي الأولى على قمة السلم في نفس الناحية تليها غرفة الطفلة ثم هذه الغرفة لم يكن في مثل هذه المنازل القديمة حمامات كثيرة ولهذا ستشتركان انتو فرانسي بحمام واحد وهنالك حمام أخر عبر الردهة .
فضحكت تمارا قائلة :- في المنزل الذي نشأت فيه في مدينتي الريفية ولاية ايوا كان لدينا حمام واحد في كل المنزل وان أتشارك بالحمام مع طفلة لن يكون مشكلة مطلقا متى تريدني ان انتقل الى هنا .؟
فقال :- لننزل الى الطابق الأسفل ونتحدث في هذا الأمر .
ومرة أخرى جلسا في غرفة المكتبة وأخذا يستمعان الى فرقعة الحطب في النار.
قال بعد عدة دقائق :- ستترك هيرتا المنزل يوم الأحد ولكنني أريدك ان تمضي معها عدة أيام قبل ذلك إذا كان هذا ممكنا وبذلك يمكن لهيرتا ان تطلعك على نظام المنزل وعلى شواذ الأسرة .

الامل المفقود 15-10-13 12:33 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
فرفعت تمارا حاجبها تسأله :- ماذا تعني بشواذ الأسرة ؟
فابتسم قائلا :- لا تقلقي فليس هناك شيء غريب أو غير مألوف فقط صفات صغيرة مميزة تجدينها عادة في إي أسرة مثل ان يحب فرد فيها هذا الشيء أو لا يحبه العادات وغير ذلك فإذا أنت عملت مع هيرتا ليومين أو ثلاثة فان العمل يسهل عليك .
أظن علي ان اتبع رأيك هذا قالت ذلك مازحة ولكنها ما لبثت ان قالت بجد :- هناك مشكلة واحدة فقط وهو إذا كنت سأمضي طوال الصيف هنا فعلي ان أغلق شقتي في أيمس كذلك أنا بحاجة الى ملابس وأشياء أخرى . الامل المفقود
-
فقطب كلاي حاجبيه :- اليس لديك أقرباء أو أصدقاء بإمكانهم تنبيه صاحب الشقة الى انك ستتركينها ثم يحزمون أمتعتك ويرسلون إليك ما تحتاجينه منها ؟
ففكرت لحظة :- ان لدي أصدقاء يمكنهم القيام بذلك في أي وقت وليكن ذلك غدا إذا شئت .
معنى هذا ان بإمكانها ان تنتقل الى هنا خلال ساعات قليلة وتمضي بقية الصيف مع فرانسي وكلاي .
وتكلم الصوت في داخلها محذرا ما هذا يا تمارا ؟ انك لم تأت الى هنا من اجل كلاي راتلدج فهو لا علاقة له بالأسباب التي دفعتك الى البقاء هنا ان ابنتك هي فقط من عليك الاهتمام به ولا تنسي هذا .
كانت تعلم ان صوت ضميرها هذا كان على صواب رغم كرهها لتأنيبه القاسي هذا لها .
وقالت تجيب كلاي باستسلام وكأنه استطاع ان يقرا أفكارها :- أشكرك دعني اتاكد مما إذا كانوا سيهتمون بأشيائي هناك في بلدي وسأتصل بك غدا هل من الممكن ان اتصل بك في العيادة ؟
فقال :- هذا حسن سأخبر هيرتا بأنك ربما تنتقلين ألينا غدا .
فنظرت تمارا حولها :- بالمناسبة أين هي هيرتا ؟
فقال :- أظنها أنهت تنظيف المطبخ ثم صعدت الى غرفتها ان غرفتها هي التي تلي غرفة فرانسي وهي تمضي أكثر أمسياتها هناك أظنها تحب الانفراد ان غرفتها واسعة وقد جعلتها تبدو كشقة استديو . الامل المفقود

نظرت تمارا الى ساعتها فدهشت إذ وجدتها تقارب العاشرة فقالت :- آه لقد تأخرت وكنت أرجو ان مازال بإمكاني القيام ببعض الاتصالات الهاتفية هذه الليلة الأفضل ان اعو دالان الى النزل .
سألها :- هل بإمكانك ان تميزي طريقك في هذا الظلام ؟
ولم تشأ ان تخبره بأنها أصبحت تحفظ الطريق بين بيته والنزل عن ظهر قلب لكثرة ما قطعته ذهابا وإيابا أملة ان تحظي بلمحة من ابنتها وقالت تطمئنه :- آه نعم أنني ماهرة في تذكر الطرقات كانا يسيران نحو الباب وعندما وصلا إليه فتحه لها فخطت الى الخارج ثم استدارت تواجهه قائلة :- أشكرك يا دكتور راتلدج لا عطائك لي الوظيفة الصيفية هذه أعدك بأنك لن تندم لذلك .
قال : ان اسمي هو كلاي ألا تذكرين وأنا الذي على ان أشكرك إذ أخرجتني من مأزق صعب لولاك لكان على ان أرسل فرانسي الى المزرعة لتمكث مع أهلي ولا أظن باستطاعتي الصبر على فراقها وقتا طويلا .
وبدا لها حزينا مستوحشا وبأسف تمتمت بتحية المساء واندفعت شبه راكضة الى سيارتها . الامل المفقود


انتهى الفصل الثالث

الامل المفقود 15-10-13 12:36 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
والان يكون في علم الجميع اذا كان التشجيع غير كافي راح اتاخر بكتابة باقي الفصول لاني اريد الحماس منكم حتى اعرف ان الرواية نالت الرضا والاستحسان والان اخليكم مع فرحة العيد والمة الحلوة تحياتي مع حبي

مارية 15-10-13 07:21 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
عزيزتي امل الرواية كتير شدتني وانا متشوقة ﻷعرف باقي التفاصيل
بتمنى ما تتأخري علينا وبشكرك كتير على كتابتك ومجهودك اكيد تعبتي انتي وعم تكتبيها

tamene2002 16-10-13 07:03 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
بانتظار بقية الفصول ,



القصه مشوقة تسلم ايدك

زهرة منسية 16-10-13 08:39 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
واااااااو أمولتى الرواية روعة
واﻷحداث مشوقة جدا حبيت الرواية كتير
عجبتنى شخصية كلاى أكتر من تمارا و حبه
لبنته و حسه المرح المدفون تحت حزنه
يمكن اكون قاسية لو قلت انى مش متعاطفة مع تمارا
بانتظارك امولتى و لا تأخذنى اخدت وقت فى قراءة الفصول
زى ما انت عارفة اﻷعياد و الزيارات كل سنة و انت طيبة
بانتظارك يا قمر لا تطولى بليز

الامل المفقود 16-10-13 11:26 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الفصل الرابع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

وقف كلاي عند الباب المفتوح ينظر الى ان اختفت سيارة تمارا عن الأنظار ثم اقفله وهو يطلق زفرة الم طويلة ما الذي حدث له لكي يدخل مثل هذه المرأة الرائعة الجمال الى منزله؟ الامل المفقود
صحيح انه كان في أمس الحاجة الى مديرة منزل وراعية للطفلة ولكنه لم يستطع زحزحة شعوره بأنه اقترف غلطة كبيرة في دعوة هذه المرأة بالذات لتدخل حياته وذلك لأنه لم يدرك مقدار ما هي عليه من جاذبية ...فقد بدت له صغيرة في العيادة وتلك المريلة البلاستيكية البيضاء حولها بينما فمها مفتوح بالآلات وإذا به يجفل هذه الليلة وهو يرى جمالها كانت أشبه ما تكون بدمية هشة .
كان عليها فقط ان تنظر إليه بهاتين العينين الكبيرتين البراقتين لكي يذعن ويقبل توظيفها عنده دون اعتبار للعاقبة التي من الممكن حدوثها لم يكن يبدو عليها أنها قوية أو ناضجة بما فيه الكفاية لكي تتمكن من منح وقتها الكامل لمنزله و صغيرته و فرانسي طفلة خفيفة صحيحة الجسم تحتاج دوما الى من يركض خلفها أنما من ناحية أخرى تمارا معلمة مدرسة تدربت على التعامل مع أطفال بسن فرانسي .
تملكه الارتباك لهذه الفكرة التي كانت تزعجه طوال السهرة فهو لن يحب امرأة أخرى كما كان يحب زوجته فقد كانت مركز وجوده كله كانت صديقته العزيزة وحبيبته الوحيدة وشريكة حياته المحبوبة .
***
وفي الصباح التالي كان كلاي في عيادته عندما استدعى الى الهاتف . وكان نادرا ما يقبل المكلمات الهاتفية حين يكون منشغلا مع مريض ما ولكن موظفة الاستعلامات قالت أنها تمارا هاو ستون ما جعله يشعر بالذنب إذا هو لم يتحدث إليها.
لقد أمضى الليلة الماضية وقتا طويلا مستيقظا يفكر في طريقة يخبرها فيها بالسبب الذي يدعوه الى إلغاء الاتفاق بينهما ولكنها جميعا كانت تتسم بالقسوة والتهرب .
وعندما استيقظ في الصباح كان قد نوى على الاتصال بها قبل ان تبدأ ترتيبات الانتقال الى منزله ولكنه لأمر ما لم يجد وقتا لذلك .
كلا هذا غير صحيح كان بإمكانه ان يجد الوقت لذلك ولكنه لم يفعل فقد اتخذ مختلف الأعذار لكي يؤخر ذلك وألان فات الوقت للانسحاب من هذا الاتفاق ولو بأثر ضئيل من الكرامة . الامل المفقود
رفع سماعة الهاتف وابتدأ يتحدث :- تمارا لقد كنت موشكا على الاتصال بك ...
فقاطعته وقد اسات تفسير ما يهدف إليه :- لا باس اطنك وجدت الخط مشغولا لأنني كنت على اتصال مستمر مع ولاية ايوا طوال الصباح ولكنني استطعت الاتفاق أخيرا مع صديقة لي ان تغلق شقتي وتشحن ألي ثيابي الصيفية وبعض الأشياء الخاصة ...
اصعقه صوتها فقد كانت تتحدث كطفلة صغيرة وهي تلهث وتابعت قائلة :- أنني اتصل بك لأعلمك أنني سأغادر هذا النزل بعد دقائق قليلة . وبعد ذلك احضر أمتعتي الى منزلك إذا كان هذا يناسبك ويناسب هيرتا انك أخبرت هيرتا بأنني قادمة اليس كذلك كانت تتكلم بشكل متلاحق دون ان تدع له فرصة للنطق بكلمة .وعندما انتهت قال :- كلا ... أنني ... أنا ...آه ليس بإمكانه التراجع عن الاتفاقية ألان فهو لا يريد ان يخذلها كما انه لم يفهم السبب الذي يجعلها متلهفة بهذا الشكل للعمل عنده مديرة منزل وراعية للطفلة وأخيرا قال وهو يشعر لسبب ما وكان حملا تقيلا قد انزاح عن ظهره سأتصل بها ألان واخبرها بقدومك مرحبا بك في أسرتنا يا تمارا .
***
عملت تمارا بقية الأسبوع بجانب هيرتا حيث تعرفت الى نظام المنزل وما يحبه كلاي و فرانسي وما لا يحبانه من طعام وأشياء أخرى ومركزها كمديرة منزل وقد أصرت هيرتا على الأمر الأخير قائلة :- إياك ان تنسي مركزك ان كلايتون رئيس عمل ودود وغير متكلف ولكنك لست فردا في الأسرة لست زوجة ولا قريبة أو حتى صديقة انك مستخدمة فقط وهذا كل ما ستكونينه مهما كانت معاملته لك طيبة وبتذكرك هذا ستوفرين على نفسك الكثير من وجع الرأس .
أدركت تمارا أنها نصيحة جيدة ولكنها كانت من الانغماس في علاقتها بهذه الأسرة بحيث لم تحسب لها حسابا ليس فقط لأنها والدة الطفلة ولكنها كانت تزداد تأثرا بالرجل الذي تكفل رعاية وتربية ابنتها كل يوم وسينسف هذا حتما كل شيء إذا حدث واكتشف كلاي الأمر . الامل المفقود
رحلت هيرتا الى نيو مكسيكو مساء الأحد كما كلن مقررا ومضى الأسبوع التالي بشكل ممتاز أثناء النهار عندما كانت أحلى أحلام تمارا تتحقق بقضاء ساعات مع ابنتها دون انقطاع أنما الأمسيات كانت تسبب الارتباك .
كانت رتابة النظام اليومي نادرا ما تتغير فقد كان كلاي يصل الى البيت عادة الخامسة
والسادسة حيث يمضي الوقت مع فرانسي بينما تعد تمارا العشاء وبعد العشاء كانت فرانسي أما تلعب في الخارج مع أولاد الجيران وإما تتفرج على التلفزيون في غرفة الجلوس العائلية قرب المطبخ وكان كلاي يشغل نفسه بالعمل في الحديقة أو في مكتبه في غرفة المكتبة وإثناء ذلك كانت تمارا تنظف المائدة وتغسل الإطباق .
في الثامنة كانت تحمم الطفلة ثم تعيدها الى أبيها الذي كان يقرا لها حكاية قبل النوم ثم يغطيها في فراشها وبعد ذلك كله تبدي الحيرة والارتباك .
كان كلاي يمضي الوقت بالقراءة في المكتبة أو يتفرج على التلفزيون أو متحدثا في الهاتف ولم تكن تمارا واثقة من ان عليها ان تجلس معه أو انه يفضل ان تبقى في غرفتها .كانت غرفة واسعة تحتوي على مقعدين مستطيلين وتلفيزيون وسرير مزدوج وخزانة بأدراج كانت غرفة مريحة وبإمكانها ان تسمع منها فرانسي إذا صرخت أو كانت قلقة ولكنها الغرفة كانت موحشة نوعا ما .
كانت تمارا اجتماعية بطبيعتها تحب الناس تحب الزيارات وتغيير المناظر وتبادل الحديث مع الآخرين وأكثر من كل ذلك كانت تريد ان تجلس الى كلاي كان وحيدا هو أيضا لابد انه كذلك وكيف لا يكون

الامل المفقود 16-10-13 11:28 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
وهو يمضي الوقت جالسا في الطابق الأسفل بمفرده في هذا البيت الكبير لا بد ان يرحب بالصحبة انه لم يطلب إليها الجلوس معه
كانت نهاية الأسبوع هي أول إجازة لها فلم يسمح لها كلاي حتى بإعداد الإفطار قائلا :- لقد كنت اشتغلت أثناء نهاية الأسبوع الماضي بجانب هيرتا إثناء استعدادها للرحيل كانا واقفين في المطبخ بعد ان رآها تعد القهوة :- وألان أنت حرة في القيام بأي شيء يسرك.
قالت له وهو ياخد من يدها أبريق القهوة :- ما يسرني هو ان اعد الإفطار لك ولفر انسي .
فوقف ونظر إليها قائلا :- هذا جميل جدا منك ولكنك بحاجة الى عطلتك اخرجي وتفرجي على المدينة اذهبي الى السينما اذهبي في قارب بنزهة في النهر ...
فقاطعته :- كلاي بإمكاني ان أقوم بكل ذلك .حتى ولو أعددت طعام الإفطار وبجانب ذلك فانا لا اعرف أحدا يرافقني لكل هذا فليس في تجوالي وحيدة في الأنحاء ما يبعث البهجة في النفس .
فتمتم مفكرا :-همم ... إذن فما تريدينه هو الصحبة ما رأيك في ان ناخد كانا و فرانسي في جولة في المدينة ام ان الضجر تملكك ألان منا ؟ الامل المفقود
فهتفت :- لا تكن سخيفا ان هذا يسرني جدا ولكنني لم أكن اعني ... اربد ان أقول ليس عليك ان ...
فقاطعها :- أنني اعلم ان ليس علي ان أقوم بذلك ولكنني ارغب به لقد كان يسرني دوما ان أرى المدينة للقادمين الجدد . ولكن هذا كان منذ وقت طويل ... وتلاشى صوته . فعلمت انه لم يخرج منذ وفاة زوجته ان من الأفضل له ان يعود الى الاختلاط بالآخرين .
- كلاي يسرني جدا ان اخرج للتفرج على المدينة معك أنت و فرانسي إذا كنت واثقا من ...ان هذا ما .....
فلاحت على شفتيه شبح ابتسامة وهو يقول :- تمارا إنني واثق إنني ارغب حقا في تمضية النهار معك .
واشتبكت نظراتهما . وبرد الدفء في عينيه ما كانت صممت عليه من البقاء بعيدة عنه لتكون مجرد موظفة .
ما لبت ان أشاح بوجهه عنها قائلا بصوت جاف :- سأذهب لإحضار فرانسي . ثم أسرع يغادر الغرفة .
وعندما عاد مع فرانسي التي كانت تقفز فرحا منذ علمت بخروجها مع أبيها و تمارا للتفرج على المدينة كانت هي قد أنهت أعداد الإفطار .
بعد ذلك بساعة وبعد ان أعيد تنظيف المطبخ استقلوا . هم الثلاثة سيارة كلاي الكاديلاك قال لــ تمارا :- ان اقرب مكان نبذا منه هو الامو – وهو على مسافة قصيرة من هنا في منتصف المدينة الو تريه بعد ؟
- لقد مررت بسيارتي بقربه ولكنني لم ادخل اليه .
فتدخلت فرانسي من المقعد الخلفي حيث كان الحزام مشدودا حولها قائلة :- لقد ذهب تلامذة صفي في رحلة الى هناك وقالت معلمتي ان اسمه أيضا هو مهد تكساس ... آه ... مهد حرية تكساس ..
لم يكن لزهو تمارا بذكاء ابنتها حدود فقالت توافقها :- هذا صحيح فقد حارب سكان تكساس مكسيكو لأجل حريتهم مرتين لقد كانوا يفوقونهم عددا .وقد فشلوا في حصار الامو ولكن بعد أكثر من شهر بقليل ربحوا المعركة في سان جاسنتو لتصبح تكساس فيما بعد قطعة من الولايات المتحدة الأميركية .
نظر كلاي إليها وهو يدير المحرك ثم قال مازحا :- انك أكثر خبرة بتاريخ أميركا من غيرك من الأميركيين كثيرون من سائحينا حديثي السن لم يسمعوا بـ الامو من قبل . الامل المفقود
فقالت تذكره ذلك أنني معلمة فلا عجب ان اهتم بتاريخ هذه الولاية .
ضحك كلاي وهو يخرج السيارة من الكاراج :- هل أنت منتبهة أيضا الى ان الامو ليست قلعة فقط وإنما أيضا مدرسة اسبانية ؟
وهي الأولى في سان انطونيو واسمها الحقيقي هو مدرسة سان انطونيو دي فاليرو .
قالت فرانسي :- قالت معلمتنا ان المدرسة هي أشبه بمكان خيري ولكن الناس يعيشون فيها أيضا .
وعندما وصلوا الى حيث يقصدون أوقف كلاي سيارته قرب الامو بلازا الساحة الحجرية أمام المبنى المرمم ثم دلفوا الى الداخل كان المبنى اصغر مما كانت تمارا تتصور وغرفة صغيرة مفتوحة على الغرفة الرئيسية وكان من الصعب ان يصدق المرء ان حوالي مائتي شخص كانوا محشورين في هذه المساحة وحقيقة ان هذه الحفنة من الوطنيين استطاعوا ان يصمدوا أمام الألف الجنود من الجيش المكسيكي مدة ثلاثة عشر يوما الى ان كانت صيحة الحرب عند أهالي تكساس منذ ذلك الحين هي ( تذكروا الامو )
بعد ان تركوا الامو قطعوا المسافة القصيرة الى ازيو ذيل ريو على الأقدام وقال كلاي وهو يتجه بــ تمارا و فرانسي هابطا بهم درجات من الاسمنت الى حيث كانت حديقة حقيقية تقوم تحت مستوى الشوارع المزدحمة قال :- كان نهر سان انطونيو قدي للعين عندما كان يخترق وسط المدينة وها هو ذا ألان قد أصبح أهم ما يجتذب السواح .
فقالت تمارا وهي تنظر الى المنتزهات الفخمة والمتاجر ومعارض الفنون والمطاعم :- استطيع ان أدرك السبب .
ثم قاموا بنزهة في النهر في قارب اخذ يتحرك بهم مع مجرى النهر خلال المدينة ومروا تحت أشجار سرو ونخيل عملاقة وافتتنت تمارا بكل هذا فهي لم تر قط شيئا كهذا في ايوا .
الامل المفقود
قالت له :- آه يا كلاي ما أروع هذا تصور جمالا استوائيا في قلب أحدى اكبر مدن البلاد .
فأجاب :- نعم لقد كان عملا ذكيا من أهالي المدينة استغلوا فيها إمكانيات هذا النهر ... وتوقف عما كان يقوله وأشار أمامهم :- انظروا الى هناك عند اقترابنا .ذلك المسرح في الهواء الطلق على الضفة اليمنى من النهر هو مسرح نهر ارنيزون ومدرج المقاعد على الناحية الأخرى حيث يجلس المتفرجون أنصتا بإمكانكما ان تسمعا الموسيقى .
وعندما اقتربوا استطاعت تمارا ان ترى الموسيقيين يعزفون على خشبة المسرح وعلى الضفة المقابلة من النهر كان المتفرجون جالسين يصفقون مع الموسيقى .
وهتفت :- لا اعتقد ان هناك مسرحا أخر مثل هذا .
تناولوا غداءهم على مهل في مطعم دوار يقوم على قمة برج كانت المناظر حوله غير محدودة ثم امضوا بقية العصر في حديقة براكنريدج حيث اخدت فرانسي تلهو

الامل المفقود 16-10-13 11:31 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
في قسم الأطفال من الحديقة وعندما تعبت ركبوا جميعا التلفريك الى حديقة الحيوانات القريبة.
وعندما وصلوا عائدين الى البيت كانوا مرهقين قذرين غارقين في الغبار .
قال كلاي متذمرا وهو يدخل السيارة الى الكاراج ويفك حزامه إذا استمرت هذه الحال فستجعلانني أنتما السيدتان الصغيرتان رجلا عجوزا لقد نسيت كم هو متعب التجوال في المدن.
فقالت تمارا بابتسامة واسعة لا تدل على شيء من الأسف :- أني آسفة هل تريد مساعدة في دخول البيت ؟ إذا أمسكتك فرانسي من جانب وأمسكتك أنا من الجانب الأخر أظن بإمكاننا سحبك الى الداخل .
فقال ببطء بلهجة مازحة :- آه افعلي ذلك وسأريك من هو العاجز الضعيف ...
- بابا بابا . أرجوك .لا تؤدي تمارا .
كان في صوت الطفلة خوف حقيقي .
فجمد الاثنان جالسين وقد ذهلا لحزن الطفلة الخاطئ هذا . وأسرعت تمارا تطمئنها وهي تفك حزام مقعدها :- لا تخافي يا حبيبتي كنا نمزح فقط . ثم احتضنتها قائلة :- كنا نغيظ بعضنا البعض ان أباك لم يسبب لي أي أذى قط .
فقال كلاي وهو يمر بيده على رأس الطفلة :- أنا لم افعل هذا طبعا .
بعد ان وضعا فرانسي في فراشها تلك الليلة شرعت في مغادرة الغرفة بينما جلس كلاي على جانب السرير ليقرا الحكاية لفرا نسي . الامل المفقود
قبل ان تصل تمارا الى الباب . ناداها كلاي :- تمارا أريد ان أتحدث إليك في غرفة المكتبة عندما انتهي من هنا .
كانت الكلمات مهذبة ولكنها شعرت بشيء في لهجته فأجابت وهي تبتعد :- نعم بالطبع .
كانت جالسة على الأريكة محاولة التركيز على قراءة صحيفة بين يديها عندما دخل كلاي الى غرفة المكتبة حاملا معه كوبين من عصير التفاح ناولها احدهما ثم جلس .
اخذ رشفة من كوبه ثم قال :- تمارا ... ان كنت قد اسات إليك حين كنت امزح معك فانا استميحك عذرا .
فتملكت الحيرة تمارا لقد كان خائفا حقا من ان يكون قد أساء الى مشاعرها كيف أمكنه ان يظن ذلك .
فقالت له :- كلاي ... حقا الأمر لم يزعجني بل من المؤكد ان ما قلناه كان بادرة طيبة تنم عن ارتياح كل منا للأخر .
هنالك شيء عليك ان تعرفيه يا تمارا لقد كنت أحب زوجتي جدا لقد بقينا متزوجين قرابة الأربعة عشر عاما وكان زواجنا سعيدا وعندما قتلت بذلك الشكل المفاجئ كاد ذلك يدمرني وأظن أنني ما كنت استمررت بعملي لولا وجود فرانسي .
وضع كوبه على المنضدة ثم بدا يذرع الحجرة وهو يقول :- لقد نشانا أنا و اليسيا معا رغم أنها كانت تعيش هنا في المدينة بينما والدي كانا مزارعين لقد كان جداها لامها يملكان مزرعة بجوارنا . وكانت هي تمضي فصول الصيف والعطل المدرسية معهما . وعندما كبرنا الى حد كان يمكننا فيه قيادة سيارة أصبحنا نتقابل بشكل أكثر ثم دخلنا جامعة أوستن معا .
سكت ثم وقف بهدوء يحدق في رسم زوجته وابتدأت تمارا تظن انه قد نسى وجودها هي في الغرفة الى ان عاد الى الكلام وهذه المرة كان صوته منخفضا وكأنه يفكر بصوت عال .
- لم يكن لأي منا علاقة جدية مع أي احد أخر كان من المسلم به أننا عندما نكبر سنتزوج وهذا ما حصل إذ تزوجنا بعد مضي اقل من شهر على تخرجنا من الجامعة ثم انتقانا الى لوس انجلوس حيث أكملنا دراستنا العليا . الامل المفقود
كانت تمارا تستمع متشوقة الى سماع ما أمكنها عنه ولكن السؤالين اللذين ألقاهما لم يأت على ذكرهما وهما لماذا تكفلا بتربية طفلة بدلا من ان ينجبا أبناء بنفسيهما ؟وإذا كان احدهما عقيما .فأيهما ؟
توقف عن السير ثم وقف ويداه في جيبيه . محدقا في المدفأة الخامدة وقد بدا في نظراته الساهمة شعور عميق بالوحدة .
وضعت كوبها بجانب كوبه ثم سارت نحوه ووقفت بجانبه وهي تقول :- أني آسفة يا كلاي ... فأجفل لسماعه صوتها وقفز ما جعلها تدرك انه كان حفا قد نسى وجودها في الغرفة .
قال بشيء من التجهم :- أنني لا أريد العطف . ان على ان أوضح نقطة ولكنني أخشى إنني أتخبط دون هدى .
لم تستطع ان تدعه يعتقد انه يسبب لها الضجر فقالت :- آه كلا ...
فقاطعها :- ما أحاول ان أقوله هو أنني افتقد اليسيا و ... وتهدج صوته مرة أخرى ثم تابع قائلا :- ما أحاول قوله لك يا تمارا هو انك تعيدين ألي ذكريات كنت أظنها ماتت أظن من المفروض ان أكون شاكرا لك هذا ولكنني لست كذلك فهذا يعقد كل شيء فانا ليس في نيتي الزواج مرة أخرى لأنني لن أحب امرأة أخرى أبدا كما أحببت اليسيا كما أنني لن اقبل أنشاء علاقة غير الزواج فالعلاقات العابرة ليست في حسابي ان هذا لن يكون أمثولة يحسن ان اعلمها لابنتي .
وسرت تمارا وهي تسمع انه يكن لها شعورا قويا هل يعني هذا انه سيصرفها من العمل ويرسل فرانسي الى مزرعة والديه الى ان يجد موظفة دائمة عنده ؟ وتمنت ألا يكون ظنها صحيحا هل تسال هام تبقى ساكتة أملا في إلا تكون هذه الفكرة قد خطرت بباله ؟
الامل المفقود
كلا لا يمكنها ذلك ان عدم معرفتها ما إذا كان سيصرفها من العمل سيذهب بعقلها .
وابتدأت تقول :- كلاي هل ستغير رأيك فلا تدعني اعمل هنا هذا الصيف .
خافت وهي تراه يتردد . ولكنه هز رأسه :- كلا ... كان صوته أسفا أنما حازما :- صدقيني أنني كنت فكرت في ذلك حتى أنني وصلت في تفكيري الى انه ينبغي علي ذلك ولكنني وجدتك محبة لفرا نسي كما أنها هي أيضا تبدو مخلصة وفية لك كما أنني لم أجد امرأة أخرى استطيع ان أثق بعنايتها بابنتي ولهذا أظن أنني ... وأطبق شفتيه بقوة قبل ان يكمل جملته فقالت تكمل عنه :- انك ستبقينني هنا ؟ وأدركت ان تخمينها كان صحيحا عندما رأت الضيق في ملامحه .
انفجر قائلا :- أف منك يا تمارا لا تجعلي الأمر أكثر صعوبة مما هو عليه فإذا شئت الذهاب فانا لن أمنعك أنما أذا أردت البقاء فأهلا بك واندفع خارج الغرفة ومن ثم خارج المنزل صافقا الباب خلفه وهو يهبط الدرجات متوجها نحو البوابة
كان يفكر في ما حدث لقد ابتدأ يشرح مشاعره نحو اليسيا والحزن الذي مازال يشعر به لموتها كوسيلة لتخفيف الصدمة عن تمارا عندما يصرفها من العمل حتى انه اعترف بشعور المودة والعطف نحوها لأنه لم يكن يريدها ان تظن نفسها ملومة في ذلك الظرف ولكنه كان كلما ازداد كلاما صعب عليه الوصول الى لب الموضوع وبدلا من ان يقول لها بكل بساطة أنا أسف يا تمارا ولكن عملك هنا لم يأت بنتيجة حسنة ثم يناولها شيك بمبلغ ضخم إذا به يتردد ويتلعثم ويدور حول الموضوع الى ان سمع نفسه يتوسل إليها فعلا بالبقاء .
ربما قد نالت منه الوحدة أخيرا فالسنة الأخيرة كانت كابوسا بالنسبة اليه ولكن هذا ليس سببا يجعله يلتمس التعزية عند فتاة مثل تمارا حسنا أنها ليست فتاة في الواقع ولكنها كذلك بالنسبة اليه فسن الرابعة والعشرين هو سن صغير بالنسبة الى من هو مثله في السابعة والثلاثين وأكثر من ذلك أنها مستخدمة في منزله ... الامل المفقود


انتهى الفصل الرابع

الامل المفقود 16-10-13 11:33 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الفصل الخامس ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
لم يكن ترك العمل ما تريده تمارا لكنها أثناء الأسبوع الثاني كانت تتمنى لو كان ذلك فالحيرة والإحراج اللذان ضايقاها في الأسبوع الاول لعملها في هذا البيت قد استحالا ألان الى تعسف واضح ذلك ان تيارا خفيا من الارتباك لوضعهما ذاك قد أقام بينهما جدارا جعلهما كغريبين في منزل واحد . الامل المفقود
أصبح سلوك كلاي الودود باردا وكذلك سلوكها كان واضحا انه يتجنبها فلم يعد يتناول طعام الإفطار معها ومع فرانسي وفي ذلك الأسبوع لم يأت لتناول العشاء وذلك لمرتين متتاليتين وأثناء ذلك كان يتصل بها ليخبرها بأنه غير قادم . ولكنه لم يقل قط الى أين كان يذهب وأدركها الذعر وهي تشعر بكل تلك الغيرة لفكرة انه قد يكون على ارتباط مع احد وفي الليالي التي يكون فيها غي البيت كانت الأحاديث بينهما تدور بشكل متكلف رسمي وأكثرها تتناول فرانسي وبعد ان تأوي الطفلة الى فراشها ينسحب هو الى غرفة المكتبة دون ان يفكر بدعوتها معه وما ان حل مساء الجمعة حتى تفاقم شعور تمارا بالإهمال والوحدة ولولا أنها كانت هناك لأجل فرانسي لكانت قدمت استقالتها وعادت الى بلدها ولكنها كانت مستعدة لتحمل أي شيء في سبيل ان تطيل مدة بقائها مع ابنتها قدر الإمكان ولسوء الحظ كان تأثرها بكلاي يتصاعد ويزداد بالرغم من ابتعاده المهذب عنها وأدركت انه لم يكن يتعمد ان يكون فظا وإنما كان فقط يقي نفسه من الوقوع في الحب مرة أخرى .
في مساء الجمعة ذاك تصاعد رنين الهاتف أثناء تناولهما الطعام فأجاب كلاي المكالمة من المطبخ وسمعته يقول :- الو . آه مرحبا يا أمي ماذا هناك ؟ الامل المفقود
فهتفت فرانسي بلهفة – أنها جدتي . وقفزت من على كرسيها ثم اندفعت نحو المطبخ – دعني أتكلم معها أنا أيضا يا بابا .
وشعرت تمارا بأنها أنما تسترق السمع بجلوسها في غرفة الطعام تستمع الى حديث من جانب واحد ...
وحاولت ان تصرف ذهنها عن ذلك وتفكر في شيء أخر ولكن بعد ان تكلمت فرانسي عدة دقائق سمعت كلاي يقول – ولكن يا أمي ذلك يوم عطلتها ربما كان لديها خطة أخرى لقضائها . وأدركت انه كان يتحدث عنها .
لم تكن تمارا قد قابلت والدي كلاي قط من قبل فقد كانت مزرعتهما على بعد خمسين ميلا من سان انطونيو ولهذا كانت رؤيتهم لبعضهم البعض نادرة ولكنها لاحظت أنهم كانوا يتحدثون هاتفيا كل عدة أيام وكان كلاي قد ذكر ان لديه شقيقتين يعيشان ويعملان في
المزرعة هما أيضا وعندما سألته عن السبب الذي دعاه الى اختيار مهنة لا تمت بصلة الى هنة الأسرة .ل يزد على ان هز كتفيه وتمتم شيئا عن انه ل تشده مهنة عائلية للعمل .
وألان بعد ان أدركت أنهم يتحدثون عنها ضايقها ان تترك جانبا كان قد سكت لحظة ث عاد يقول :- اسمعي يا أمي أنني لا أريد ان أتطفل على عطلتها ولكن ...
فقاطعته تمارا وقد سرتها هذه الفرصة التي سنحت لها للتعرف الى أسرة فرانسي الواسعة من أعمام وأخوال وربما أبناء عم لم تكن لتحصل عليهم لو كان سمح لــ تمارا بتربيتها .قاطعته قائلة :- ليس لدي أيه خطة لقضاء عطلتي وأحب الذهاب جدا . الامل المفقود
وبدا شيء من الاضطراب عليه وهو يقول :- آه هذا حسن سأخبرها أذن بأننا سنأتي جميعا .
استيقظت تمارا صباح الأحد على صوت الرعد والبرق وسحب سوداء مثقلة تنذر بوابل من المطر في أية لحظة .
آه كلا هل يعني ذاك أنهم لن يذهبوا الى المزرعة ؟
فحفلة الشواء ستكون في الحديقة طبعا ولكن بإمكانهم بكل تأكيد ان ينتقلوا ذلك الى داخل المنزل إذا ساء الجو فالسماء لم تمطر سوى مرتين أثناء وجودها في سان انطونيو وقد كان كلاي أبدى ملاحظة حول هذا الجفاف قائلا بان شهر حزيران يونيو هذا هو عادة أكثر الأشهر مطرا عندهم .
أنها ستتضايق جدا لو أنهم الغوا هذه النزهة فقد طالما تطلعت بشوق الى رؤية المزرعة حيث نشا كلاي والتعرف الى الناس الذين سيشاركون في تشكيل حياة فرانسي أثناء سنوات نماؤها اكتأبت تمارا لهذه الفكرة حيث انه لن يعود لها دور في تنشئة ابنتها بعد هذا الصيف كما أنها كانت تدرك أنها كانت تستغل سلاسة طبع كلاي لحمله على الموافقة على الذهاب معهم بينما هي تعلم انه لا يريدها وبعد فهي ليست سوى مديرة منزل فهو ليس ملزما بان يلحقها بأسرته أو بخططه الاجتماعية وانهمر المطر بينما كانت ترتدي بنطلون الجينز وقميصا صوفيا حسب اقتراح كلاي الليلة الماضية عندما سألته عن طبيعة الجو هناك وكانت قد اطمأنت الى ان العاصفة لن توقفهم عن الذهاب أملة في ان تكون على صواب .
وعندما نزل كلاي وفر انسي الى المطبخ كانت تمارا قد أنهت أعداد طعام الفطور وكان الاثنان يرتديان الجينز و الاحدية الطويلة وقبعات رعيان البقر وتنهدت بارتياح يبدو ان أهالي تكساس يولدون أقوى باسا وتحملا من ان يدعوا جوا سيئا يغير من خططهم .
حدق إليها كلاي وعيناه تلتمعان استحسانا – تبدين رائعة لا أظن لديك حذاء طويلا .
فأجابت ضاحكة :- أنني لا احتاج حذاء طويلا في أيمس .
فقهقه ضاحكا :- كلا لا أظنك بحاجة الى ذلك حذاء التنس هذا مناسب انه يبدو متينا ولكنك ستكونين بحاجة الى قبعة ليس ثمة تكساسي يحترم نفسه يجول راكبا على ظهر الحصان في البراري من دون قبعة .. الامل المفقود
فقالت بشيء من الدعابة :- ماذا تعني بقولك يجول راكبا على ظهر الحصان في البراري فالجو ماطر هذا الى أنني فتاة من المدينة لم اركب حصانا قط ..
وهنا قهقه كلاي ضاحكا :- أمامك إذن متعة كبرى سنجعلك راعية بقر .أما بالنسبة الى المطر .
فقالت فرانسي بلهفة :- بابا لا بد ان احدي قبعات أمي ستناسب تمارا .

الامل المفقود 16-10-13 11:34 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
فصعق الاثنان وران عليهما الصمت برهة ما لبث كلاي بعدها ان هز رأسه وقد شحب وجهه ولكنه عندما تكلم كان صوته هادئا رغم رجفة بسيطة تخللته لقد أعطينا ثياب أمك الى جمعية خيرية ألا تذكرين ؟
- آه نعم . وبدا في صوت فرانسي خيبة الامل أنما ليس الحزن بشكل خاص وبدا أنها ترى الحديث عن فقدانها لامها أسهل مما يراه أبوها .
- -تحركوا للسير الى المزرعة بعد فراغهم من تناول طعام الإفطار بوقت قصير وبعد ان وضع كلاي الأطباق القذرة في غسالة الأطباق إذ كان لا يزال مصرا على منع تمارا من العمل أثناء عطلتها .
انقطع هطول المطر وهم في منتصف الطريق الى حيث تحولوا فيه من الطريق الرئيسي الى طريق خاص مترب كان واضحا ان المطر لم يهطل هنا وانتهى الطريق أخيرا أمام بوابة تعلوها لوحة كتب عليها مزرعة راتلدج .
كان المنزل كبيرا ابيض بطابقين مستكينا بين أشجار قديمة ضخمة وبدا لــ تمارا ان هذه الأشجار لا بد غرست قبل سنين كثيرة لتظلل المنزل وتحيط بالمباني حيث ان بقية المنطقة كانت على مدى النظر عبارة عن براري عديمة الأشجار .
أوقف كلاي السيارة بجانب الكاراج المنفصل عن المنزل ولكن حتى قبل ان يطفئ المحرك كانت فرانسي قد فكت حزام مقعدها وقفزت خارجة من السيارة :- جدتي جدتي . وكانت تنادي امرأة كانت ظهرت على الشرفة أمام الباب .لقد أحظرنا معنا تمارا . الامل المفقود

فانحنت الجدة واحتضنت الطفلة بينما سار كلاي و تمارا نحو المنزل بشكل أكثر رصانة ثم صعدا الدرجات الى الشرفة فوقفت السيدة راتلدج وعانقت كلاي ثم استدارت الى تمارا اتسعت عيناها وارتسمت على وجهها النحيل دهشة سرعان ما تلاشت وهي تمد يدها تصافحها قائلة دون انتظار ان يجري كلاي بينهما التعارف :- أنني روث راتلدج ولا بد انك تمارا .
مدت تمارا يدها . كانت يد امرأة تعمل في مزرعة سمراء خشنة قوية القبضة . تمارا هاو ستون أنني مسرورة جدا بمقابلتك يا سيدة راتلدج .
فقالت المرأة بذهن غائب :- ادعيني روث أننا هنا أسرة كبيرة ولكنني كنت أظنك ... لا باس لقد اخبرني كلاي انك معلمة ولكن هذا غير ممكن فسنك غير مناسب .
كانت روث راتلدج في الستينيات من عمرها حيث ان كلاي كان اخبر تمارا ان لديه أخا اكبر منه وكذلك أخر اصغر منه ولكن سنها لم يكن يبدو عليها . وكان شعرها الداكن يخالطه قليل من البياض ولكنه مقصوص بشكل ابرز وجنتيها العاليتين وذقنها الحازمة وكان من المدهش ان وجهها كان خاليا من التجاعيد ألا من غضون خفيفة عند زاويتي عينيها الحادتين .
قالت تمارا تكرر ما اعتادت ان تقوله دوما :- أنني في الرابعة والعشرين واعلم الصف الثاني في أيمس وأنا أبدو اصغر سنا لكوني صغيرة الحجم وعندما كنت في العاشرة كان الناس يظنوني في السابعة وألان ما زلت أبدو كمراهقة .
ويبدو ان الانزعاج قد بدا عليها أكثر مما كانت تريد لان والدة كلاي بدا عليها الضيق وقالت معتذرة :- أني آسفة اعلم ان هذا يسبب الإحباط لك ولكن ان يبدو المرء اصغر سنا يعوض عن ذلك انتظري الى ان تصبحي في مثل سني عند ذلك ستكونين سعيدة لأنك كذلك .
واستدارت تدفع الباب وهي تمسك بيد فرانسي وتسير أمامهما :- تفضلا بالدخول ان القهوة على النار لقد خبزت لك جوا نيتا الخبز بالقرفة الذي تحبه يا كلاي وهو ما زال ساخنا .
همهم كلاي بسعادة غامرة وهو يدخل المنزل لتعبق في انفه رائحة القرفة الطازج والفطائر :- لقد اشتقت الي خبز القرفة الذي تصنعه جوا نيتا ونظر حوله قائلا :- أين أبي ؟
فأجابت روث :- انه مع جيم في الخارج يصلحان الاسيجة لقد حان وقت عودتهما.
وفي المطبخ القديم الطراز حيا كلاي و فرانسي المرأة المتوسطة في السن والتي هي جوا نيتا الطاهية ومديرة المنزل كانت متينة البنية سوداء الشعر . الامل المفقود
قالت وهي تشير الى كرسي أمام المائدة :- اجلسي وكل الخبز الذي خبزته لتؤي .
كانت الفطائر ساخنة لذيذة وكان الحديث حول المائدة مليئا بالحيوية ولكنه لم يكن يهم تمارا التي سرعان ما تخلت عن محاولة فهم ما يتحدثون عنه .
وأثناء فترة صمت مالت نحو فرانسي تسألها ان كان بإمكانها ان تريها حظيرة الحيوانات المختلفة التي كانت لمحتها عند وصولهم .
هتفت الطفلة :- نعم هذا عظيم ان لديهم خيولا وبقرا ودجاجا و ...
فقاطعتها تمارا ضاحكة :- اووووه على مهلك ... أنا اعرف ان كل هذا موجود دعينا نذهب ونراهم .
فقالت فرانسي وهي تترك كرسيها :- لا باس . ومشت نحو أبيها تشد كمه لتسترعي اهتمامه – بابا أننا سنخرج أنا و تمارا أنني سأريها الأحصنة والبقرات و....
واستمرت في الكلام بينما بدا الإجفال على كلاي وهو يرى تمارا تنهض عن كرسيها ونقل نظراته بينها وبين ابنته ثم قال لفرا نسي :- ولكنني أنا الذي كنت سأريها هذا .
فأجابت بشهامة – لا باس يمكنك ان تأتي معنا أنت أيضا .
فنظر أليها قائلا :- شكرا كثيرا . ووقف قائلا لامه – هل ستا تين معنا يا أمي ؟
فهزت الأم رأسها – كلا شكرا سأساعد جوا نيتا في أعداد العشاء.
قادتهم فرانسي خارج المطبخ الى حيث اجتازوا الباحة الى حيث حظيرة الحيوانات أوسعت خطاها لتسير بجانبه وهما يسيران بين الفراخ التي كانت تنقر الأرض بينما تملا الجو نقيقا .
وعندما دخلا الحظيرة قالت فرانسي – سأريك حصاني .
فسألتها تمارا باهتمام :- الديك حصان ؟ ولكنك اصغر من ان تحسني الركوب ؟
فقالت فرانسي باشمئزاز :- آه يا تمارا لقد أهداني أبي الجمال الأسود في ذكرى مولدي الثالث وكنت اركب الخيل قبل ذلك .
فقهقه كلاي ضاحكا – أظن ان عليك دون الناس جميعا ان تحاذري القول لأحد انه اصغر من ان يقوم بعمل شيء فقد لاحظت انك تكرهين ان يقول لك احد هذا لا بد انك كنت بنفس حجم فرانسي عندما كنت في سنها . الامل المفقود
فسرى في نفس تمارا موجة من القلق أخرستها لحظة كان على صواب في كلا الأمرين ولكن الأمر الثاني هو الذي أخافها.
لقد كانت فرانسي في نفس الحجم الذي كانت عليه تمارا عندما كانت في السابعة وليس هذا فقط ذلك ان الفتاة الصغيرة تشبه تماما تمارا حينذاك كان الشبه بين الأم والابنة صاعقا وعليها ان تحاذر من ان ينتبه احد من أل راتلدج الى هذا .

الامل المفقود 16-10-13 11:36 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
قالت له وهي تفتش في ذهنها بسرعة عن موضوع أخر :- الحق معك فقد كان الأمر حساسا بالنسبة إلي .أنا آسفة يا فرانسي فانا واثقة من انك فارسة ممتازة .

لقد قلت ان اسم الحصان هو الجمال الأسود فهل لونه هو اسود كله ؟
فغرق كلاي بالضحك بينما بدت البلاهة على وجه فرانسي ليس تماما ولكن أمي دعته بهذا الاسم الذي هو للحصان الذي في الحكاية .
وقال كلاي وهو ما زال يبتسم :- ان الجمال الأسود هو من نوع ألبوني الصغير الحجم .
ويبدو انه أراد بهذا تفسير كل شيء ولكن تمارا لن يكن لديها فكرة عما يكونه هذا ألبوني فقالت :- أنا آسفة ولكنني لا افهم في أنواع الخيل مطلقا .
فتابعا السير ووقفا أمام إسطبل ثم قال – هذا هو الجمال الأسود .
فنظرت ثم ضحكت نعم كان الحصان صغيرا رشيقا جميلا ولكن لونه كان بنيا باهتا ولم تكن فيه بقعة واحدة سوداء .
تسلقت فرانسي بوابة الحقل ثم امتطت الحصان ألقت بذراعيها حول رقبة الحصان تحييه بحماس – هالو يا حصاني العزيز لقد اشتقت إليك كثيرا ولكنني احضر تاليك حلوة انظر .. ووضعت قبضتها تحت انف الحصان ثم فتحت يدها تكشف عن قطعتين من السكر التهمها الجمال الأسود على الفور . فأغرقت فرانسي في الضحك ثم أدارت وجهها الى أبيها :- أيمكننا ان نذهب بنزهة على الخيل يا بابا ؟
أرجوك أنني لم اركب الحصان منذ زمن طويل أترى انه يريد ان يركض .
فنظر كلاي الى تمارا :- حسنا ... لا ادري يا حبيبتي ان تمارا لم تركب حصانا قط من قبل ...
فازدردت تمارا ريقها بذعر وهي تتصور نفسها على ظهر احد هذه البهائم وهذا يعدو بها في السهول ولكن فرانسي قالت :- آه ان هذا سهل أنها ستحب ذلك كثيرا اليس كذلك يا تمارا ؟ حتى ان ذلك لم يكن سؤالا وتابعت تقول :- بإمكانها ان تمتطي البرق فهو ليس سريعا جدا .
البرق لا يمكن ان تمتطي حصانا يسمونه البرق .
وكانت على وشك ان تقول هذا عندما تدخل كلاي قائلا :- كان البرق في البداية ذا عنفوان ولكنه ألان عجوز كسول وستكونين محظوظة إذا استطعت ان تحمليه على الهرولة .
فارتجفت تمارا – لا أريده ان يهرول ان المشي هو أقصى سرعة أريدها .
واثبت البرق انه حيوان جميل حقا بلونه البني والبقعة البيضاء على جبهته واخذ يتشمم تمارا حين اخدت تلاطفه ثم التهم من راحة يدها ما قدمت اليه من قطع السكر وأسرجه كلاي وبعد أقناع قليل سمحت له بان يساعدها في امتطائه وبعد ان استقرت على ظهره قال لها :- أترين ؟ الحصان العجوز بمثل وداعة الحمل . الامل المفقود
قاد الحصان حول الحظيرة وهو يطمئنها طوال الوقت وبدا لها أنها على علو كبير من الأرض في حال سقطت ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها وشعرت بالارتياح .
عندما تبددت أكثر مخاوفها ناولها اللجام وأعطاها بعض التعليمات الأولية مثل كيف تجعل الحصان يتحرك وكيف تدفعه الى الإسراع أو الإبطاء أو الوقوف وكانت تحس بالسعادة في هذا كله .
وتملكها أحساس بالقوة وهي ترى نفسها قادرة على السيطرة على هذا الحيوان الكبير .
سألها بعد ان عادت اليه بعد جولة قصيرة :- هل ستكونين على ما يرام اذا تركتك وذهبت مع فرانسي لنسرج حصانينا ؟
كان خوف تمارا قد تبدد ذلك ان جلوسها على ظهر الحصان الذي كان يتحرك تحت قيادتها جعلها تتجنب الحذر فقالت بغاية السعادة – أنني بأحسن حال أنني سأقود البرق حول المرعى أثناء الانتظار .
فغاضت ابتسامة كلاي قليلا – لا باس أنما لا تغيبي بعيدا عن الحظيرة فنحن لن نتأخر سوى دقائق معدودات .
ويبدو ان البرق قد أدرك ما تريده تمارا حتى قبل ان تعطيه الإشارة لذلك فاخذ يعدو خببا مجتازا المرعى كان ذلك بالنسبة أليها تجربة بهيجة شعرت بأنها تحررت من قيودها الأرضية .
وكانت مسرورة بذلك كليا عندما سمعت صوتا يهتف باسمها وبدون تفكير نظرت من فوق كتفها الى الخلف وبعملها هذا جذبت اللجام بقوة فوقف الحصان على قائمتيه الخلفيتين . لتجد نفسها تعلو في الجو ومن ثم شملها الألم والظلام .
كان كلاي يراقب وقد تملكه الهلع .البرق وهو يتراجع ثم يقف بينما كانت تمارا تسقط بعنف على الأرض كان قد خرج من الحظيرة ليرى تمارا تختفي تدريجيا في الأفق على ظهر الحصان السريع .
لقد صرخ عند ذاك لفرا نسي لكي تبقى مكانها ثم ركض لنجدة تمارا لم يكن يتوقع ان يجفلها هذا أو انه سيجعلها تشد اللجام بهذا الشكل .
أوقف حصانه بسرعة ثم قفز عنه ليركض الى حيث كانت ملقاة على الأرض الصلبة هبط بجانبها ثم تجمد في مكانه :- اووووه ... كان نواحا لا إراديا صدر من أعماقه ألا انه لم يخفف من ذعره .
وصدرت آهة منه تمارا ومد يده يقلبها بحذر كان قلبها يخفق .ولكن لم يبد عليها أنها تتنفس . الامل المفقود
كانت غائبة عن الوعي وقد خف تنفسها وبسرعة أمال رأسها الى الخلف .
تنهد بارتياح بشكل لا أرادي وهو يراها تتنفس ثانية وهو يتمتم بلهفة :تمارا
عزيزتي .استيقظي .افتحي عينيك .انك بخير يجب ان تكوني بخير عزيزتي انظري إلي لا استطيع تحمل فقدانك أنت أيضا . إذا كانت إصابتها سيئة فهو لن يصفح عن نفسه أبدا ما كان له ان يسمح لها بركوب ذلك الحصان .
ثم تحركت كانت حركة لا تكاد تلحظ في البداية ثم فتحت عينيها واستطاع ان يرى الاضطراب في عينيها .
كلا . ماذا ؟ كيف ؟ كان صوتها لا يعدو الهمس ولكنها كانت واعية على الأقل كما أنها عرفته .
أنا هنا يا عزيزتي . وارتجف صوته .
اليسيا ... وكاد يخنقه الشعور بالذنب ما الذي كان يفكر فيه ؟ ما كان له ان يبادل مثل هذه الفتاة الصغيرة الساذجة إي عاطفة لقد كانت له زوجة هي اليسيا التي ستبقى حية في قلبه على الدوام عليه ان يتوقف عما يقوم به . ألان في هذه اللحظة .

الامل المفقود 16-10-13 11:38 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
ولكن .رغم تبكيت ضميره له فقد بقيت أفكاره مركزة على المرأة التي معه تمارا التي أذابت جليد سنة حزن بكاملها .
سمع وقع حوافر حصان فرانسي وشدت الفتاة الصغيرة لجام حصانها الجمال الأسود فوقف .
- أبي هل سقطت تمارا من على ظهر الحصان ؟ وهل أصيبت بضرر ؟
قال يطمئن الطفلة بقوله – نعم سقطت تمارا ويبدو أنها لم تصب بضرر ما عدا الخدوش والرضوض ولكن ما الذي تفعلينه هنا ؟ لقد كنت أخبرتك ألا تتركي مكانك ألي حين عودتي .
وإذ طرق هذا الموضوع تذكر انه غاضب كذلك من تمارا فقال عابسا – وأنت ؟ أظنني طلبت منك نفس الشيء فلماذا شردت عبر المراعي ؟ هل ركض بك الحصان ؟
فهزت رأسها وقد امتلأت عيناها بالدموع – كلا أني آسفة كنت فقط مستمتعة بالركوب الى حد لم انتبه معه الى المسافة التي قطعتها .
وسكتت وهي تشهق باكية ما جعله يفقد أعصابه فتمتم بصوت أجش – لا تبكي يا تمارا لا أتحمل رؤيتك تبكي . الامل المفقود
وعندما تأكد من ان صوته لم يعد يرتجف قال لفرا نسي التي كان الندم يبدو عليها هي أيضا أنا أسف يا طفلتي لم أكن اقصد ان أتكلم معك بمثل تلك الخشونة ولكن عليك ان تفهمي انك عندما تكونين على ظهر حصان فان عليك ان تتبعي إرشاداتي وألا فلن اسمح لك بالركوب .
- ولكنك تأخرت طويلا يا بابا فخفت ان تكونا أنتما الاثنين قد تهتما أو سقطتما .
وأدرك كلاي أنها على حق فالذنب كان ذنبه هو أكثر منه ذنبها فما كان يجب ان
يقضي كل ذلك الوقت مع تمارا كان عليه ان يعيدها الى المزرعة فورا بدلا من ان يتصرف كمراهق .
ماذا عليه ان يفعل ألان ؟ من الواضح ان عليه ان يبعدها عن منزله .
وشعر لهذه الفكرة بطعنة الم . وصدرت عنه آهة عميقة فقال لفرا نسي :- أنني أسف لا استيائك . وإنما تذكري دوما ما أقوله لك وألان أريد منك ان تعودي الى المزرعة وتخبري جدتك بما حدث اطلبي منها ان ترسل أحدا الى هنا بسيارة الجيب لــ ياخد تمارا الى البيت .
فرفعت تمارا رأسها وهزته قائلة :- كلا سأعود على ظهر الحصان البرق .
فحملق فيها حائر ثم قال بغضب – لا سبيل الى ذلك فانا لن أضعك مرة أخرى على ظهر حصان .
فقالت :- ولكن لا بد من ذلك أنني لا أريد ان أخاف ولكنني سأكون كذلك إذا لم اعد الى ظهر الحصان فورا لقد كان ذنبي ان وقعت وليس ذنبه .
كان يعلم ان منطقها صحيح ولكنه ما زال لا يريد لها ذلك فقال أنا أسف ولكننا ما زلنا لا نعرف درجة إصابتك لقد كنت غائبة عن الوعي ...
فقاطعته – كان ذلك لعدة دقائق فقط .
هذا يكفي ليدل على إصابة في الرأس انك معرضة للإغماء في أي وقت .
فأصرت قائلة وهي تنهض واقفة :- ولكنني بخير يا كلاي سأريك . ولكنها ما لبثت ان ترنحت وقد انتابها الدوار ولولا ان قفز وامسك بها لسقطت على الأرض .
قال ارايت ؟ انك لن تعودي على ظهر حصان الى المزرعة وحدك ولكن إذا شئت يمكنك ان تعودي معي على ظهر حصاني الراقص الهوائي . فنظرت الى الحصان الفحل ذي اللون الأسود اللامع وهي تتمتم وقد بدا عليها الذهول :- الراقص الهوائي .؟
فقال باسما نعم عندما يمشي تشعرين وكأنه يرقص في الهواء . الامل المفقود
فضحكت قائلة :- انه من كان ينبغي ان يسمى الجمال الأسود .
فشعر بالارتياح لكونها أصبحت قادرة على المزاح معه كالعادة وهذا يدل على ان لا ضرر أصاب رأسها وقال لها مداعبا :- فهمت ألان السبب الذي جعلك تتخذين التعليم مهنة لك فعقلك لا يعمل سوى بالواقع والمنطق .
وقبل ان تتمكن من الجواب قال لابنته اركبي حصانك وسيرى أمامنا يا فرانسي أنما ببطء و لا تسرعي .
كان حلما رائعا ولكنه لن يخرج عن يكون مجرد حلم فليس أمامهما سوى بقية هذا اليوم وغدا سيرسلها الى منزلها في ايوا حيث صفها المدرسي ملئ بتلامذة السنة الثانية الذين هم بحاجة اليها .
ولكن هو أيضا بحاجة إليها .
انه بحاجة الى ابتسامتها المتألقة على مائدة الفطور والى ترحيبها به عندما يعود من عمله انه بحاجة الى ان تمنح ابنته المحبوبة الحنان الذي تغدقه عليها ألان انه يحتاجها الى ان تهيمن على منزله كليا ...
آه أتراه يخدع نفسه ؟
ان تمارا فتاة بالغة الصراحة فهي لم تحاول أخفاء مشاعرها وهذا ما عرفه عنها جيدا أثناء الوقت القصير الذي أمضته في منزله . أنها لن تكون سعيدة مطلقا مع زوج لا يحبها وربما الحب هو الشيء الوحيد الذي ليس بإمكانه ان يمنحها إياه .
انه يشعر بالمودة نحوها كلا بل شعوره أعمق من ذلك فهو يهتم بها كثيرا ولكن اليسيا ستبقى دائما حبه زوجته شريكة حياته وهو لن يستمر أبدا في اعتبار نفسه رجلا شريفا إذا هو حرم تمارا الفرصة في العثور على رجل يحبها بالشكل الذي تستحقه ..... الامل المفقود


انتهى الفصل الخامس

الامل المفقود 16-10-13 11:39 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
لا تنسوا الضغط على ايقونة الشكر ارجوا لكم الاستمتاع بها ......


الفصل السادس ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

احدث نبا سقوط تمارا عن ظهر الحصان بلبلة عنيفة في المزرعة وعلى كل حال بعد ان اغتسلت ووضعت بعض المطهرات على الخدوش التي في وجهها ويديها وغسلت روث وجوا نيتا ثيابها خفت عنها وطأة ما حدث لها
كانا جالسين على أرجوحة الشرفة عندما فتح الباب الأمامي وخرج منه رجل ضخم قوي البنية منتفخ الصدر ذو بطن متدلية من فوق بنطلون الركوب الحائل اللون وكان هو أيضا يرتدي قبعة رعيان البقر الإلزامية وكان حذاؤه الطويل رثا أنما مريحا دون شك وقف كلاي قائلا :- أبي وتقدم الواحد منهما نحو الأخر يتعانقان وكل منهما يربت على ظهر الأخر وقال الأب ضاحكا :- لا شك انك تسخر مني اليس كذلك ؟ ذلك انه لا يوجد مزارع وكل اسيجته مضبوطة إذ انك ما ان تصلح سياجا منها ينهار الأخر . الامل المفقود
وضحك الاثنان ثم استدار كلاي الى تمارا التي كانت وقفت هي الأخرى أقدم أليك تمارا
هاو ستون يا أبي تمارا هذا هو أبي ولتر .
مدت تمارا اليه يدها مصافحة وهي تقول بخجل لشد ما أنا مسرورة بمقابلتك يا سيد راتلدج كان والد كلاي ذا صوت هادر عال وقبضته بإمكانها ان تحطم بسهولة عظام يدها الصغيرة .
ولكن ابتسامته صريحة وهو يقول – ادعيني باسم باد فكلهم يفعلون ذلك ها قد حان الوقت لكي يحضرك ابني لنتعارف يقول انك مدرسة من ايوا .
قالت نعم أنني كذلك واخدت تشرح له كيف حدث وجاءت الى سان انطونيو لقضاء فصل الصيف لتعمل عند ابنه وبطبيعة الحال لم تخبره عن سرها العميق في أنها والدة فرانسي وقد جاءت الى تكساس تبحث عنها وكانت تتابع قائلة – أنها طريقة رائعة للتعرف الى مدينة لم تسبق لي رؤيتها بالإضافة الى اكتساب مزيد من المال وهكذا انتهزت هذه الفرصة التي سنحت لي قبل ان يخطر لكلاي التراجع . الامل المفقود
فقال كلاي لم تكن تلك نيتي قط ولكنها لاحظت ان مزاجه قد أصبح حادا ما جعلها تعجب لذلك وكان هو يتابع قائلا – ففيها كل ما أتطلبه في مربية ومديرة منزل ويتملكني الأسف حقا لعدم تمكننا من الاحتفاظ بها بصورة دائمة .
كان يتكلم وكان رحيلها وشيك بعد شهرين هل من الممكن انه يتمنى حقا ان يكون عملها في
بيته بصورة دائمة ؟ إذا كان هذا صحيحا فما عليه ألا ان يسألها فهي ستحصل على السكن والراتب السخي الذي يدفعه لها ان بإمكانها ان تتابع التعليم في المدرسة قدر إمكانها بالإضافة الى اشتراكها في تربية ابنتها وربما سيقع في حبها بالرغم من إصراره على انه لن يتمكن من حب أي امرأة أخرى بعد زوجته .
كانت تمارا تدرك ميله إليها حتى انه اعترف بذلك مرة وإذا كان لتصرفه معها بعد ظهر اليوم أي معنى فهو انه يهتم بها وبصحبتها وأعادها الى واقعها مجئ المزيد من الأشخاص وهذه المرة كان اخو كلاي الأصغر وزوجته الجميلة .
وقال داستي وقد شهر كل منهما قبضته في وجه الأخر من باب المزاح – أين كنت مخبئا نفسك يا رجل ؟ لم أرك منذ اجتماع الأسرة في عيد الأم . واستدار ينظر الى تمارا . ولا بد ان هذه تمارا انك لم تخبرني أنها صغيرة رائعة الجمال ومد يده أليها مرحبا – أنني داستي وهذه ليندا زوجتي التي ستقدم لي ابنا بعد شهر .
وكانت تمارا قد لاحظت منذ لحظة دخولها ان المرأة حامل ولم يسعها ألا الضحك لطريقة داستي في التعارف . فسألته – هل تعلم فعلا انه صبي أم انك فقط ترجو ذلك ؟
فضحك الزوجان هما أيضا وأجابت ليندا – أننا نرجو ذلك .
وفي هذه اللحظة اقبلن فرانسي خارجة من الباب صافقة إياه خلفها ثم ألقت بنفسها على عمها وحملها داستي بين ذراعيه يرفعها عاليا وهو يهتف من كل قلبه – ها هي ذي حلوتي أما زلت تتطلعين الى ان يكون لك ابن عم طفل ؟
فسألته فرانسي بلهفة – الم يأت بعد ؟ الامل المفقود
فأجابها وهو يضعها على الأرض – لم يأت بعد ولكنه لن يتأخر طويلا اذهبي وامنحي عمتك ليندا قبلة وقد تدعك تتحسسين رفس الطفل في بطنها .
فركضت فرانسي نحو المرأة الحامل التي انحنت بصعوبة تحتضنها ثم منحتها قبلة كبيرة وهي تسألها – هل الطفل يرفس حقا ؟
فأجابت ليندا وهي تمسك بيد الطفلة وتضعها على بطنها –انه يرفس طبعا تحسسي بنفسك .
فأشرق وجه فرانسي وصرخت مبتهجة لقد رفس يدي . وتساءلت قائلة – متى سيخرج ؟
كانت تمارا تشعر بالدهشة أنما مسرورة للطريقة الطبيعية التي يتحدثون بها عن الحمل
مع طفلة بعمر فرانسي ذلك ان والديها والمعلومات القليلة التي عرفتها أخذتها عن أطفال آخرين وكانت مزيجا من قليل من الحقائق وكثير من الخيال وأجابت ليندا على سؤال الطفلة بعد أربعة أسابيع فهو ألان يكبر ويقوى ذلك انه لكي يولد يلزمه الكثير من القوة .
نظرت فرانسي الى تمارا قائلة بشيء من الزهو – أنا لم أولد وإنما انتقوني .
فذهلت تمارا – ماذا قلت ؟
فتولى كلاي الجواب بسرعة – كلا يا فرانسي لم يحدث الأمر بهذا الشكل ألا تذكرين ما كانت أخبرتك به ماما ؟ لقد ولدت بنفس الطريقة التي يولد بها غيرك من الأطفال أنما لم تلدك ماما فالسيدة التي ولدتك لم تستطع العناية بك ولكنها أحبتك كثيرا وأرادت لك ان تعيشي بأحسن حال وهكذا عرضتك للتكفل عند ذلك اخترناك أنا وأمك لتكوني ابنتنا .

الامل المفقود 16-10-13 11:42 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
لا تنسي يا زهورة الدافع اللي عند تمارا و السبب الي خلاها تتخلى عن قطعة منها بهذه الطريقة .... الامل المفقود ؛؛؛
************************************************************ ***********************

فغالبت تمارا دموعها التي أوشكت على التدفق لشد ما كان كلاي اليسيا إنسانين عطوفين فقد جعلا فرانسي تاخد عن أمها عنها هي فكرة حسنة . الامل المفقود
احد الأشياء التي كانت تعذب تمارا على الدوام هو الخوف من ان تكبر ابنتها وهي تظن ان أمها الحقيقية لم تكن تحبها أو تريدها كان هذا الاحتمال وماذا عسى ان يكون تأثيره على نفس الطفلة لقد كانت درست الكثير من علم النفس أثناء دراستها مهنة التعليم وعرفت مبلغ الدمار الذي يمكن ان يحدثه في نفس الطفل رفض أبويه له ولكن هذا لا يعني أنها كانت رفضت جنينها لقد كانت أحبته ورغبت في أنجابه بشكل بالغ ولكنها هي نفسها كانت اقرب الى ان تكون طفلة وكانت ما تزال في المدرسة تحت أشراف ورعاية أبويها وما كان بوسعها ان تعيل نفسها بعد وفاة زوجها فكيف بإعالة طفلتها معها ؟ وشردت بها الأفكار مبتعدة بها عن الآخرين .
وكانت متكئة على احد أعمدة الشرفة عندما برز كلاي بجانبها وهو يسألها قلقا تمارا . أتريدينني ان أعيدك الى سان انطونيو ؟ أظن عليك ان تستشيري الطبيب ان حالتك لا تبدو حسنة إذ ان وجهك شديد الشحوب وأنا اعرف بالتجربة ان السقوط من على ظهر الحصان يسبب الكثير من الالالم حتى ولو لم يكن هناك كسور في العظام .
فاستدارت تنظر اليه ثم ابتسمت قائلة – ان اهتمامك بأمري هو لطف كبير يا كلاي أنني بخير وكل ما في الأمر هو أنني اشعر بألم في راسي وأنا أفضل البقاء هنا .
قال أنني لست لطيفا أنني قلق فانا لا استطيع احتمال ما إذا حدث لك شيء أنت أيضا .
أنت أيضا ؟ أذن فهو كان يفكر في الحادثين اللذين وقعا لها و لاليسيا سقوط تمارا وإغمائها
القصير قد أعاد الى ذاكرته كل شيء وكان يتصرف تبعا لذلك الرعب أكثر مما يتصرف تبعا للرقة واللطف وشعرت بخيبة أمل جارفة ولكن ليس لها ان تلوم سوى نفسها .
حاولت ان تبدد ما قد يكون ظهر في عينيها من أسف وهي تقول :- أنني اقدر اهتمامك هذا ولكنني كنت في الحقيقة أتطلع الى رؤية حفلة شواء تقليدية على الطريقة الأميركية القديمة في تكساس وذلك مع أسرتك وأنا لن ادع سقطة صغيرة تدمر تطلعي هذا وشعرت بالراحة وهي ترى صوتها قويا ثابتا دون ان يكشف شيئا عن الاضطراب الذي في داخلها .
بان على وجه كلاي شيء من الحيرة وهو يقول :- لا باس إذا كنت واثقة من انك بخير ولكنني أريدك ان تعديني بان تخبريني إذا أحسست بشيء فيما بعد . الامل المفقود
فوعدته تمارا بذلك وما لبث ان وصل المزيد من الأقرباء وكان هذه المرة اخو كلاي الأكبر إذ انه بدا أشبه ما يكون بابيهم وكانت معه امرأة وبرفقتهما ولدان مراهقان .
حياهما كلاي بنفس الطريقة المرحة التي حيا بها شقيقه داستي وزوجته ثم قدم تمارا إليهما – تمارا هذا الرجل الثقيل الوزن هو أخي جيم و زوجته كآتي و ولداهما جيم الصغير وسكوت أقدم إليكم تمارا يا رجال وقد سبق لكم معرفة من تكون .
فاتسعت عينا جيم الكبر – هل هذه تمارا ؟ ولكنها لا تبدو اكبر من ابني جيمي .
كانت تمارا قد تعبت حقا من ملاحظات الناس هذه وقد رأت من ملامح كلاي انه هو أيضا كذلك إذ قال ساخطا :- فكيف إذن أكملت تعليمها الجامعي بالإضافة الى قضائها السنتين الأخيرتين في التعليم ؟
ويبدو ان جيم أدرك خطاه فتراجع قائلا وقد بدا عليه الندم . آه هذا صحيح أسف يا تمارا لا تهتمي كثيرا بما أقوله فانا ثرثار الأسرة اسأليهم وأشار نحو الآخرين المجتمعين على الشرفة فاوماوا جميعا موافقين على كلامه بحماس .
فشعرت تمارا بالشفقة عليه فقالت ببشاشة :- لا تعتذر يا جيم فالمرأة عندما تخرج من طور المراهقة تحب ان تبدو اصغر سنا مما هي عليه .
فقال :- شكرا وشعرت بنبرة الارتياح في صوته بينما كان يتابع قائلا كل ما أريد قوله هو أنني لم يكن لدي معلمة مثلك عندما كنت طفلا .
فضحك الجميع وبهذا زال الاضطراب من الجو .
وسرعان ما شعرت تمارا حقا أنها أصبحت احد أفراد الأسرة فساعدت النساء في أعداد
الأواني والسلطة والأرغفة الفرنسية الطويلة والتي حشوها بالثوم المهروس وسخنوها في الفرن وعندما أصبح كل شيء جاهزا وضعوا هذا كله على مائدة مستطيلة ومن ثم ابتدءوا يشوؤن اللحم والدجاج . الامل المفقود
علمت تمارا إثناء عملها معهم الكثير عن أسرة راتلدج وذلك من أحاديثهم كان جيم و داستي وأسرتاهما يسكنون في منزلين خاصين بهما في نفس المزرعة وكانت كآتي مثل حماتها روث سيدة منزل ولكن ليندا كانت تعمل محاسبة في شركة في مدينة قريبة .
وشعرت تمارا بكثير من خيبة الامل إذ لم يأت احد منهم على ذكر زوجة كلاي الراحلة أو الأسباب التي أدت الى التكفل بتربية فرانسي وتمنت لو يتكلمون ولكنها لم تجرؤ على ألقاء أية أسئلة حول ذلك .
كانت مسرورة على كل حال ان كلاي قد أجرى الحديث عن مسالة حياة الطفلة في حضورها وهكذا لن تلجا الى الحذر من ان تكشف علمها بان فرانسي ليست ابنته كذلك أصبح بالإمكان فتح هذا الموضوع فيما بعد معه دون ان يشك بشيء .
وبعد ان انهوا طعامهم ذهب الرجال للتفرج على مباراة رياضية في التليفزيون بينما نظفت النسوة المائدة وغسلن الأطباق أما فرانسي وابنا عمها فقد خرجوا للنزهة على طهور الخيل. الامل المفقود
كان يوما سعيدا رائعا بالنسبة الى تمارا حتى رضوضها المؤلمة من اثر السقطة لم تستطع ان تخمد سرورها فهي لم تجلس قط من قبل الى تجمع عائلي من قبل فقد كان جداها توفيا منذ كانت طفلة صغيرة ولم يكن لها أخوال أو أعمام أو أقرباء ولم تكن الإجازات العائلية تعني شيئا بالنسبة الى والديها ا واليها ولم تكن تعرف ما كان ينقصها ألا ألان لقد تقبلتها أسرة كلاي يعلم مقدار ما يتمتع به من حظ بهذا وعندما انتهى غسل الإطباق وعاد المطبخ الى نظامه الذي كان عليه توزعت النسوة في اتجاهات مختلفة وكانت تمارا ما زالت تشعر بشيء من عدم الارتياح لذهاب فرانسي على ظهر

الامل المفقود 16-10-13 11:46 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الحصان مع ابني عمها رغم تأكيد كلاي والآخرين لها ان ذلك يحدث غالبا وان الغلامين يعرفان كيف يحافظان عليها .
ومع هذا فقد قررت تمارا ان تتمشى قليلا في انتظار عودتهم فانسلت من الباب الخلفي متجهة نحو الإسطبلات .
توقفت قليلا لتحمل هرة كانت تتبعها ثم تابعت طريقها وعندما وصلت الى الإسطبل دخلت لترى ان كان الأولاد قد وصلوا وما زالوا في الداخل لكنها لم تجد لهم أثرا ولكن عندما وصلت الى غرفة خلفية سمعت أصوات رجال وإذ ظنت أنها قد تكون أصوات الغلامين وقفت
برهة تستمع ... أنها تحب فرانسي جدا وأدركت انه صوت كلاي .
وجاءها صوت جيم . هذا مؤكد فانا لاحظت ذلك بنفسي ولكن ما بك يا رجل ماذا سيظن جيرانك ؟ فأنت تعلم ماذا سيستنتج أصدقاءك من هذا .
كانا يتحدثان عنها وازدادت تمارا اقترابا .
قال كلاي . لا يهمني ما قد يضنونه .
فقال جيم بسخرية هذا واضح ولكن الأفضل ان تبدأ بالاهتمام فهي رائعة وجذابة جدا حتى ان رجلا مثلي متزوجا منذ زمن طويل يدرك هذا فلا تجعلني أثور عليك إذا أنت ادعيت انك لا تلاحظ ذلك ان إقامتها في منزلك سيثير الكثير من الأقاويل هذه إذا لم يحصل حتى ألان .
شهقت تمارا بدهشة وقد تملكتها خيبة الامل يبدو أنها غير مقبولة في أسرتهم كما كانت تظن ولكنهم كانوا لطفاء جدا معها وودودين فهل هذا مجرد تهذيب منهم نحوها لا غير . الامل المفقود
وجاءها صوت كلاي الغاضب لا أريد ان أدافع عن نفسي إمامك بالنسبة لأي شيء وبصراحة فهذا ليس من شؤونك .
فضغطت تمارا على فمها بقبضتها تمنع نفسها من الصراخ لم تكن تريد ان يتشاجر كلاي مع أخيه لأجلها حتى ولو كان أخوه هو المخطئ في هذا الأمر كما أنها فكرت في انه قد يكون محقا في راية ولكن ليس في وسعها ان تصحح الوضع بتقديم استقالتها والعودة الى ايوا فهي ستبدل كل ما في وسعها لكي تمضي هذا الصيف مع ابنتها الغالية .
وخافت وهي تسمع صوت جيم يعلو قائلا :- لا تنسي ان تكساس ما زالت متعلقة بالتقاليد والناس ليسوا منفتحين مثلهم مثل الناس في بقية أنحاء البلاد ولكن ليس سمعتك فقط هي التي تهمني ان سمعة تمارا هي الأكثر تضررا فهذا هو حال المرأة وماذا بالنسبة الى فرانسي ؟ أتريد ان يعيرها أصدقاؤها الصغار بان أباها لديه فتاة غريبة في منزله ؟
أيها الوغد تصاعد صوت كلاي كالرعد وسط الشغب الذي تلا .
وتجمدت تمارا مكانها لا تعرف ماذا عليها ان تفعل هل تظهر أمامها توقفهما عن الشجار . أم تهرب متظاهرة بأنها لم تسمع شيئا ؟
وقبل ان تستطيع التصرف توقف الشغب ولم يعد يسمع سوى صوت تنفس ثقيل ثم صوت جيم يقول متذمرا متى ستتعلم ان لا تهز قبضتك في وجهي فانا اكبر منك وألان هل ستهدأ لكي ادعك تخرج ؟ الامل المفقود
ومرت لحظة لم تسمع إثناءها سوى اللهاث ثم كلاي يقول نعم أظن ذلك أنما الأفضل ان تمسك لسانك .
وحسب ما أدركت تمارا كان جيم بعد اشتداده على كلاي قد أخد ألان بالتراجع وهو يقول أنني أضعك فقط أمام الأمر كما هو ومنذ ألان فصاعدا أصبحت الكرة في ساحتك وسمعت صوت حذاء ثقيل على الأرض الخشبية وهو يتابع قائلا :- تعال والق نظرة على ثورنا الجديد انه رائع الجمال .
أدركت تمارا ان هذا يعني ان عليها ان تبتعد قبل ان يراها احد فتتهم باستراق السمع ولكن هذا الحديث بعث الاضطراب الى نفسها أترى سيوافق كلاي أخاه على ما قاله ؟ وإذا فعل هل بإمكانها ان تقنعه بالعكس ؟
***
عندما وصل كلاي و تمارا وفر انسي الى بيتهم في سان انطونيو كان الوقت متأخرا وكان الحديث المزعج الذي تبادله كلاي مع أخيه جيم يتردد في أدنيه طول الوقت وكان يعلم ان الحق مع أخيه وقد منحه هذا سببا أخر لكي يبعد تمارا عن منزله ولكن كم يكره هذه الفكرة انه سيفتقدها فهو لا ينكر ذلك ولكن الأهم من ذلك أنها مديرة منزل ممتازة ومربية
جيدة لفر انسي . الامل المفقود
كان قد صمم على التحدث مع تمارا عن الوضع هذه الليلة ولكن عند وصولهم بدت من التعب والإرهاق بحيث صمم على ان يهتم بفرانسي .
لقد تصرف كفلاح جلف تنقصه الحساسية ذلك ان تمارا كانت سقطت عن ظهر الحصان وكان عليه انه يحضرها الى المدينة على الفور لإدخالها المستشفى وأجراء فحوصات لها.
بعد ان أطفا المصباح بجانب سرير فرانسي قرر ان يتحدث الى تمارا غدا ليخبرها بان عملها هنا ليس من المناسب استمراره .
استيقظ كلاي في الصباح التالي بقلب مثقل وتصميم عنيد على ان يخبر تمارا بان عليها ان ترحل حتى انه سيكاشفها بان السبب هو انه لا يثق بنفسه بالنسبة إليها رغم ان قلة من رجال تكساس من يمكنه الاعتراف بمثل هذا الضعف المذل .
وهبط السلم لكي ينتهي من هذا الموضوع قبل ان يغير فكره ولكنه قبل ان يصل سمع صوت تحطم شيء ما في المطبخ فركض مجفلا صارخا باسمها وفي المطبخ وجدها فوق كومة من الإطباق على الأرض وهي تئن تمارا ماذا حدث ؟ هل جرحت نفسك ؟ وجثا بجانبها على الأرض وهو يتابع – انظري إلي يا عزيزتي هل أصبت بضرر ؟ وكان صوته يهتز قلقا .
رفعت رأسها لكي تنظر اليه . وكانت الدموع تسيل على وجنتيها .
قال يسري عنها – لا باس عليك استمري في البكاء إذا كان هذا يريحك
إنما اخبريني هل أصبت بضرر ؟
فهزت رأسها قائلة – كلا ليس هذا النهار .
لم يكن هذا جوابا مطمئنا فسألها – ماذا تعنين بقولك ليس هذا النهار ؟ الامل المفقود
اعني ... اعني أني اشعر وكان ذلك الحصان قد ... قد داسني بحوافره ولم يلق بي فقط وكانت تتلعثم بين الشهقات . وألان ... ألان حطمت أطباقك الثمينة ... أنني ... أنني لا أصلح لشيء .
واخدت تنوح مرة أخرى ولكن كلاي كاد يضحك لشعوره بالارتياح وقال – تلك الأطباق من الممكن شراء بديل لها وغير صحيح انك لا تصلحين لشيء انك تشعرين بالتعب من اثر سقطتك أمس وهذا أمر متوقع وما كان لك حتى ان تنهضي من فراشك .
قالت – ولكن على ان اعد الإفطار لك ولفرا نسي .
فقال – يمكننا أنا و فرانسي تدبير إفطارنا بنفسنا أنني سأعيدك الى غرفتك وإذا لم تكوني حساسة للأسبرين فان لدي منها حبوبا زائدة القوة وهي ستساعدك في التخلص من الألم ستشعرين بالتحسن .
فقالت متأوهة – غدا ولكن علي العناية بفرانسي اليوم .
ساخدها معي الى العيادة ان لدينا غرفة أضافية هناك قد أعددناها غرفة لموظف وفيها تلفزيون ويمكنها ان تاخد معها ما تحب من الألعاب والدمى لتتسلى بها ليس لديها أي اعتراض فقد فعلت ذلك من قبل .
استمرت تمارا في الاحتجاج ولكن كلاي قال محذرا . حذار من حطام الأطباق وسار بها صاعدا السلم الى غرفتها وهو يقول – سأوقظ فرانسي واطلب منها ان ترتدي ملابسها وتختار ما تريد من لعبها لتاخد ها معها .
كان جوابها الوحيد هو ان تمتمت تقول لا باس لقد كانت المسكينة متضررة صحيا وعاطفيا من جراء السقطة تلك وشعر كلاي بالتعاسة والشعور بالذنب لو لم يفزعها بمناداتها باسمها لما وقف الحصان على قائمتيه الخلفيتين .
وفي غضون دقائق قليلة كانت تسبح في ما يشبه الحلم وعندما سمعته يتمتم برقة – نامي جيدا يا حبيبتي ظنت نفسها تحلم ..... الامل المفقود


انتهى الفصل السادس


يمكن غدا اتغيب عنكم ولكن خليها على ظروفي واذا قدرت راح انزل حتى فصل المهم ارجوا ان تعذروني في حالة تغيبي عنكم وعيدكم مبارك ( الجميع )

زهرة منسية 17-10-13 03:13 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
يسلم ايدكى أمولتى
اﻷحداث كل فصل بتزيد جمال
هههههه حلو التذكير اللى فى نص الفصل
علشان يعنى قلت انى مش متعاطفة مع تمارا
بس ما تنسيش انى قلت يمكن تكون قسوة منى انى مش متعاطفة معاها
ان فهم وضعها و يمكن اللوم يقع على اسرتها علسان ما اهتموش بمساعدتها
بس برضوا مش متعاطفة معاها و جالى احياس انها أدعت المرض علشان كلاى ما يطلبش منها انها تمشى
لكن مستنية أعرف رد فعله لما يعرف انها ام بنته
بانتظارك يا قمر فى اى وقت
و اتمنالك قضاء وقت ممتع

الامل المفقود 17-10-13 05:28 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
المهم زهورتي الاحداث تتطور بسرعة وهي صحيح حتخبي عليه اشياء ولكن راح تقوله عن نصف الحقيقة اللي مخبيتها عليه بعد ان ................ واحدث هذا الفصل واللي بعده حتكون مفاجاة لكم ارجوا الاستمتع ... وللظروف احكام ...

الامل المفقود 17-10-13 05:30 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الفصل السابع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

في الأيام الثلاثة التالية بقى كلاي يذكر نفسه برزانة بأنه حالما تتعافى تمارا من اثر السقطة سيقوم بإرسالها الى بيتها بـ ايوا حتى انه ألف في ذهنه الجمل التي سيقولها لها ثم بقى يضيف عليها جملة من هنا وينقص كلمة من هناك تماما بالطريقة التي يفحص بها ضرسا مؤلما ولكنه لم ينجح ألا في بعث المزيد من الاضطراب في تحركاته وإطالة أمد العذاب . (الامل المفقود)
لم يكن يحتمل فكرة أيدا شعورها أو جعلها تظن انه لا يريدها ولا يحتاج إليها ولكنه أيضا لا يستطيع الاعتراف بأنه يريدها حقا وفي أمس الحاجة إليها الى الحد الذي يجعله يبعدها عنه.
لك يكن مفترضا انه يريدها في حياته ولم يكن هناك سبب يجعله يتطلع الى لقائها في منزله بعد انتهاء عمله اليومي أما ان يجد المنزل فارغا موحشا أثناء خروجها في إجازتها الأسبوعية فهذا كلام فارغ كما ان ليس ثمة داع لذلك الفزع الذي شعر به عندما رآها منهارة على الأرض كانت تلك مشاعر اختص بها شخصا محبوبا هي زوجة يحبها اليسيا وليس تمارا فهي مجرد فتاة تقوده الى الخبل فلماذا إذن يستمر في إشاحة وجهه عن طلبات للعمل عنده من مدبرات منزل كان يرسلها اليه مكتب التوظيف كانت أهمية تمارا تزداد بالنسبة اليه يوما بعد يوم وهذا لن تكون نتيجته سوى تحطم القلوب
كلا . لقد حان الوقت للكف عن كل هذا الأرجاء وإنهاء هذا العبث الذي يقوم به وهذه الليلة هي الفصل ان رأس تمارا لم يعد يؤلمها رغم انه مازال يراها تجفل كلما حركت رأسها كما ان الرضوض قد بهت لونها ثم هناك ما هو أهم من ذلك وهو ان فرانسي قد أصبحت أكثر اعتمادا عليها في شؤونها .
وتجاهل مشاعر الوحشة التي أنشبت مخالبها به لدى فكرة خسارته لها وأرغم عقله على مواجهة الأمر .
اتصل بالمنزل إثناء فترة الغداء فإجابته تمارا كان صوتها خفيضا حتى على الهاتف وكان في هذا الكفاية لكي يسكت ويدع الأمور كما هي فليدع الطبيعة تاخد مجراها وبعد ذلك سيحاول إصلاح ما سيحصل من ضرر ولكنه بدلا من ذلك قال :- إنني اتصل بك لأخبرك بان لا تهتمي بإعداد العشاء هذه الليلة فانا أحب ان أخدك للعشاء في الخارج إذا أنت شعرت برغبة في ذلك .
فأجابت بلهفة – أنني دوما أحب تناول الطعام في الخارج . وبدت له كطفلة وعدت بشيء
محبب الى نفسها . (الامل المفقود)
- هذا حسن سأحجز مائدة إذن في احد المطاعم على شاطئ النهر هل تناسبك الساعة السابعة ؟سأكون في المنزل حوالي السادسة .
- هذا عظيم وسأكون أنا وفر انسي جاهزين حين قدومك .
- بوغت لقولها هذا وأسرع يقول دون تفكير كلا . كلا يا تمارا أنني سأحضر جليسة أطفال لتجلس مع فرانسي وسأحضر معي طعاما تحبانه وانخفض صوته الى درجة الهمس وهو يتابع هذه المرة سنكون فقط أنا وأنت .
ما هذا ؟ انه يبدو وكأنه موعد ... ولكن ليس هذا ما كان يهدف اليه . كان يريد فق\ ان يوجد جوا سارا ودودا وهو يخبرها بان عليها ان ترحل وبهذا لن تفكر في انه يطردها من عملها بشكل جاف مستعجل .
وتمتمت هي تجيبه أحقاً ؟ ان هذا ... هذا لطف كبير منك سأراك إذن حوالي السادسة .
أعاد كلاي السماعة الى مكانها ثم مر بيده على وجهه ما الذي فعله ؟ لماذا يدور رأسه الى هذا الحد كلما اقترب منها أو سمع صوتها ؟ كان يحاول ان يبعدها عن حياته وليس ان يدخلها إليها .
وألان ربما هي تفكر في انه يشعر باهتمام شخصي بها .
بينما هذا غير صحيح حسنا انه صحيح ولكنه لا يعدو ان يكون شعور صداقة وهنا وخزه ضميره حسنا ان شعوره نحوها قوي ومزعج حقا ولكنه مجرد شعور عابر لا اثر للحب فيه .
وما الذي يجعلها ترغب في الخروج في موعد معه ؟ فهو يكاد يكون في سن عم لها وقد كان متزوجا قرابة الأربعة عشر عامل قبل ان تموت زوجته ربما تأثرت بمكانته في المجتمع وبثروته التي لا باس بها . (الامل المفقود)
فهو سيعيدها الى ايوا بالتأكيد .
****
أمضت تمارا طيلة النهار تعد نفسها للخروج مع كلاي وقد تملكها السرور غسلت شعرها ورفعته عاليا فوق رأسها وبعد دقائق من التنقيب في صندوق زينتها وجدت أنبوبا يحوي كريم للوجه فوضعت منه على وجهها بسخاء .
لم يسبق ان طلب منها كلاي من قبل الخروج معه من دون فرانسي وهذا يعني طبعا انه حنون عليها منذ سقطتها تلك كان في تلك الأوقات سيدا غاية في التهذيب ما ضايقها نوعا ما .
وانتابها شعور بالذعر إذ خافت ان لا يكون منجذبا إليها وعندما كلمها فجأة في الهاتف طالبا منها الخروج معه لم تفهم ولكنها لم تشاء ان تتساءل عن السبب
في عمله هذا لقد كانت هذه هي البداية وهي عازمة على ان تستفيد منها الى أقصى حد .
اختارت ان ترتدي ثوبا جديدا اشترته هنا في سان انطونيو وطرازه يشبه ثوب عرس مكسيكي
كانت تمارا من السرور والفرح عندما كانا جالسين الى مائدة صغيرة في مطعم بحري اخدت تثرثر مسرورة طوال المساء ويبدو ان خطته في ان يخبرها في هذه الجلسة الرسمية في المطعم بأنه لم يستطع مداومة توظيفها عنده الى نهاية هذا الصيف يبدو ان خطته هذه لن تنجح .
ليس بإمكانه ان يباغتها بهذا الخبر ألان بعد سعادتها بهذا الموعد الودي الذي لم يكن يقصده هذا عدا عن انه أسعده هو أيضا ولولا وخز ضميره الذي كان يثقل نفسه لكانت سهرتهما هذه رائعة .
كانت تشكره على الدوام لأقل خدمة يؤديها لها أو مجاملة ما يجعله يشعر بالرضي عن نفسه .
حتى ألان وهو يعلم انه على وشك ان يفصلها من عملها هذه الفكرة كانت مؤلمة الى حد لا يطاق ولكن عليه لهذا السبب بالتحديد ان يقوم بالأمر الفصل هذه الليلة . وإذا هو أرجا الأمر هذه المرة أيضا فانه يخاف ألا يقوم به أبدا بعد ذلك .
قال – إذا كنت قد انتهيت من تناول الطعام ربما تحبين ان نتمشى قليلا على ضفاف النهر .
فأجابت دون تردد - هذا يسرني جدا . (الامل المفقود)

الامل المفقود 17-10-13 05:32 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
بعد ان دفع الحساب أخدا يتمشيان في ذلك الممر المضاء خلال المتاجر الجميلة والمحلات التي تعرض الصناعات اليدوية والمعارض الفنية وفي الوقت الذي عادا فيه الى حيث أوقفا سيارتهما كانت المتاجر قد ابتدأت تقفل أبوابها .
في طريقهما القصير الى البيت تنهدت تمارا وهي تقول – أشكرك يا كلاي .
فنظر إليها وسألها – تشكرينني لماذا ؟
فابتسمت لهذه السهرة الرائعة كانت مميزة تماما الطعام . الجلسة . التفرج على كل تلك المتاجر .
أريد ان أتحدث إليك عندما نصل الى البيت يا تمارا . وقبل ان تتمكن من الجواب استدار الى طريق البيت ثم توقف وهو يقول.أريد ان أخد جليسة الأطفال الى بيتها ولكنني لن اتاخر فانتظريني من فضلك في غرفة الجلوس .
فحملقت فيه قائلة غرفة الجلوس ؟ كانت تلك الغرفة فسيحة رسمية لا يستعملونها ألا نادرا عندما يجيئهم زوار – ألا تعني غرفة المكتبة ؟
كلا . أنني أفضل غرفة الجلوس وربما لا تمانعين في صنع فنجان من القهوة .وفتح باب السيارة ليخرج فاجتاحت تمارا موجة من القلق ما الذي جرى ؟ أتراها اخطات بشيء ؟
لا يبدو عليه انه غاضب منها ولكنها لاحظت انه كان طوال السهرة مشغول البال قليلا .
أدركت ان استجوابه ألان لن يعود عليها بأي فائدة وبدلا من ذلك حالما ابتعد أخدا معه جليسة الأطفال صنعت القهوة التي طلبها وكانت قد وضعت لتوها صينية القهوة الفضية على المنضدة أمام الأريكة عندما سمعته يدخل الى المنزل . (الامل المفقود)
وخلال ثوان كان يقف في العتبة فبدت على وجهها ابتسامة مرتجفة وهي تقول لقد صنعت القهوة هل تريدني ان اسكب لك فنجانا ؟
فتقدم نحوها إنما لم يبادلها الابتسام – نعم من فضلك .
سكبت القهوة وناولته الفنجان ثم سكبت فناجانا لنفسها وجلست على الأريكة ومرت لحظة لم يتكلم فيها أي منهما لماذا لا يقول ما يريد وينتهي ؟
تمارا ...
كلاي ...
تكلم الاثنان فجأة في وقت واحد ثم سكتا معا فقال كلاي – أسف تكلمي أنت أولا .
فهزت رأسها . كلا أنت أولا كنت فقط أريد ان أسالك عما تريد ان تكلمني .
فأضاف القشدة الى قهوته ولاحظت ان الملعقة الفضية قد اهتزت قليلا في يده ثمة شيء يجعله عصبيا وأخيرا تنحنح قائلا – لقد انتبهت مؤخرا الى ان ثمة كلاما بالنسبة الى بقائك هنا .
فأجفلت هذا هو الأمر إذن فهو مستاء لما كان جيم قد اخبره به فقالت – نعم اعلم ذلك فقد كنت ذهبت الى الإسطبل يوم الأحد للبحث عن فرانسي وسمعتكما أنت وجيم تتحدثان . أني آسفة فقد كان على ان اظهر نفسي حينذاك ولكن الأمر فاجأني وقد انتهى بسرعة .
فبدا عليه الإجفال أنما ليس الغضب إذن فأنت قد سمعت ما قيل ان الحق معه كما تعلمين فان بقائك هنا يجعلنا في وضع مشبوه وكان علي ان انتبه الى هذه النقطة قبل ان اطلب منك البقاء ولكنني لم أكن أظن ان العثور على مديرة منزل دائمة سياخد كل هذا الوقت .
هل تراه سيفصلها من العمل ؟ وشعرت بفنجان القهوة وصحنه يهتز ان في يدها فوضعتها على المنضدة لقد تملكه السخط يوم الأحد الماضي عندما أتي أخوه على الموضوع وبعد فهما لم يكونا يقترفان أي خطا . (الامل المفقود)
أخد كلاي يراقب التعبير الذي أخد يتغير على ملامح تمارا من الفضول الى التفهم الى الهزيمة
رفعت نظراتها اليه وقد امتلأت عيناها حزنا وهي تقول – هل تطلب مني الرحيل؟
يا عزيزتي أنا ... أنا لا أريد ان أخسرك .ولكن يبدو ان لأخيار لي في الأمر .يجب ان تعلمي أنني ... إذا كان علي ان احضر امرأة لتعيش هنا فهي ستكون زوجتي .
وتجاوبت كلماته الأخيرة في هذا السكون الغامر . وإذا بصوت تمارا يجيبه من خلفه يشوبه الخجل والتهيب .
لماذا لا تتزوجني أذن يا كلاي ؟
فصعق وكأنما مسه تيار كهربائي لا بد انه لم يسمع جيدا .لماذا تريد ان تتزوجه بعد ان أوضح لها ان ليس بإمكانه ان يحبها ؟
واستدار ببطء ينظر إليها ليعلم مما ارتسم على ملامحها ان ما سمعه كان صحيحا.
سألها - لماذا تفكرين بان تكوني زوجتي يا تمارا ؟
( لأنني ... احبك .)
لم يستطع ان يتكلم ألا بعد ان أخد نفسا عميقا : هذا أجمل شيء سمعته من احد منذ وقت طويل جدا لشد ما اشعر بالزهو . ولكن . ألا تظنين ان ما تشعرين به نحوي قد يكون مجرد افتتان يا عزيزتي وليس حبا ؟
فهزت رأسها . ولكنه استمر يقول :- صدقيني أنني لا أريد ان اقلل من شان عواطفك ولكنك لم تعرفيني ألا منذ مدة قصيرة جدا وقد يكون شعورك هو الأسى لأجلي لأنني أرمل واربي ابنتي وحدي وأنا اعرف مقدار ولعك بفرانسي .
فقاطعته – أنني مشغوفة حبا بفرانسي ولكن ذلك ليس له علاقة بشعوري نحوك .
تملكه الحنين الى ما تقدمه له بسخاء هل من الجبن حقا ان يتقبل ذلك منها ؟ ان عليه ان يقنعها بأنها تسيء فهم مشاعرها .
قال لها –ربما وبسبب عيشنا معا أنا وأنت و فرانسي تظنين نفسك واقعة في غرامي ولكن يبدو انك نسيت شيئا .
سكت وقد شعر للحظة ان ليس بإمكانه الاستمرار إذ لم تكن هناك وسيلة يقول فيها ما يريد قوله دون ان يبدو فظا عديم الإحساس وإذا بها تقول ذلك عنه تعني أنني نسيت انك لا تحبني . كانت تقول ذلك بلهجة فاترة . أنني لم انس هذا يا كلاي أنا لا أريد ان أقول ان هذا غير مهم ولكنني لا أرى سببا يجعلنا غير سعداء في حياة زوجية تجمعنا على كل حال أنني اعلم انك ما زلت حزينا لخسارتك الزوجة التي كنت شديد الحب لها ولكنني اعلم أيضا انك تهتم بي .
فأسرع يقول – طبعا أنا اهتم بك اهتم بك كثيرا جدا ولكنك تستحقين أكثر من ذلك.
فقالت تجاريه في ذلك ربما الأمر كما تقول ولكن قليلا من الناس يحصلون على ما يعتقدون أنهم يستحقونه وحسب رؤيتي للأمر . ان أمامي أمرين . (الامل المفقود)
- فأما ان انتظر العريس المجهول . وأما ان اسلم قيادي الى شخص لن يتمكن من تقديم ما تقدمه أنت لي من أخلاص ورعاية ولهذا أفضل ان أجرب حظي معك .

الامل المفقود 17-10-13 05:33 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
ما الذي بإمكانه ان يجيبها عن ذلك يبدو أنها تعرف تماما ما الذي تريده ولكن هل بإمكانها ان تدرك كم سيخيب أملها ؟ انه يعرف مقدار السعادة التي تنتج عن حب متبادل .
ولكن ليس بإمكانه ان يوفر لــ تمارا مثل تلك السعادة الزوجية لان قرأته على مثل ذلك الحب قد ماتت مع اليسيا فهل لديه الحق في ان يحرم تمارا من فرصة العثور على رجل يحبها بذلك الشكل ؟
قال لها – أريد ان اتاكد من انك تدركين جيدا ما أنت مقدمة عليه ذلك أنني إذا كنت سأتزوج ثانية فان القسم الزوجي الذي سألتزم به سيكون هو نفسه الذي سبق واقسمته عند زواجي الاول وهو ان أحافظ على هذا الرباط حتى يفرقنا الموت فانا لا أريد ان أتعرض أنا وفر انسي الى خسارة أخرى مفجعة للام والزوجة .
فإذا لم تكوني تريدين حقا ان تمضي بقية حياتك معنا فتفضلي ألان بحزم أمتعتك واتركينا بسلام .
فاومات برأسها قائلة – أنا طبعا أريد ان يكون ذلك حتى أخر يوم من عمري ولا أريد غير ذلك
ومع أنها كانت تتحدث بهدوء . رأى كلاي مما ارتسم على وجهها أنها قد جرحت فشتم نفسه خفية لحماقته فقد كان فظا خشنا حيث لم يكن يريد سوى ان يكون صريحا معها لكي لا تقدم على شيء تندم عليه فيما بعد .عند ذلك قال – سامحيني إذا كنت أتحدث بمثل هذه اللهجة العملية وكأن الأمر مسالة مقايضة وليس زواجا. الذي أريد ان أقوله هو ان لك في نفسي مكانة خاصة فانا مهتم بك ولا أريدك ان تقدمي على عمل قد تندمين عليه .
كان الاضطراب يعلو وجهها ولكن صوتها كان قويا واضحا وهي تقول – هنالك شيء واحد فقط نحوك وألان قد أصبح الأمر يعود إليك هل تريدني زوجة أم لا ؟(الامل المفقود)
فتنهد قائلا – نعم إنا أريدك فقد دخلت حياتي عندما كان اليأس يتملكني من التخلص من إحزاني فأعدت النور والضحك الى حياتي ومنحت ابنتي السعادة والأمان اللذين افتقدتهما منذ ماتت أمها ان زواجنا سيكون اتحادا بكل معنى الكلمة وليس زواج مصلحة كما يقال ومقابل هذا أعدك بان اهتم بك باستمرار وأكرمك وأكون زوجا أمينا مخلصا .
كان عرضها الزواج عليه أمرا غير مألوفا وكان يمكن ان يضحك منها أو يشعر بالانزعاج ولو أنها كانت فكرت بالأمر قبل ان تنطق به لما تجرأت على ذلك ولكن هذا لم يخطر ببالها قط ألا بعد ان ذكر احتمال اتخاذه زوجة عند ذلك خرج هذا السؤال منها بسرعة خاطفة ودون تفكير .
همس قائلا – انك تعلمين ألان تأثيرك علي ارجوا لا تصري على خطبة طويلة الأمد .
فهزت رأسها قائلة – هل أربعة أيام مدة طويلة ؟
فنظر إليها ذاهلا وقال – أربعة ؟ ولكن ليس بإمكانك التحضير لحفلة الزفاف في أربعة أيام .
قالت – ولم لا ؟ أنني لا أريد ان أستعجلك ولكنك قلت ...
فتبدد الذهول من وجهه ورق صوته وهو يقول – أنني لا أرى ذلك موعدا قريبا ولكن ألا تريدين ان تتزوجي في موطنك في ايوا ؟ وترتدي ثوب زفاف ابيض طويل مرصع هذا الى المدعوين وكل أسرتك الذين سيكونون هناك ؟
فكرت في ان ليس هذا ما تريده ولكن أتراه يريد هو ذلك ؟
فقالت بجمود – ان موطني هنا في سان انطونيو معك ألان يا كلاي ولكن إذا كنت تفضل ان تقيم الاحتفال في ايوا ....
فقاطعها – أولا دعينا نتأكد من شيء واحد وهو أنني أريد ان نتزوج بأسرع وقت ممكن ..ولكنك لا بد تريدين عرسا خياليا وعشاء حافلا بينما أمك تمسح دموعها عندما يسلمك أبوك لعريسك . (الامل المفقود)
فقالت بمرارة لقد سلمني أبي وانتهى من أمري منذ وقت طويل أما دموع أمي فهي بسبب خسارتها لأحلامها وليس خسارتها لابنتها .
فبدا الفزع على وده كلاي فأدركت تمارا أنها تدوس على ارض خطرة ولم تشأ ان يسألها تفسيرا لما قالت فسارعت تصلح ما خربته – الذي اعنيه هو أنني وأبواي ما زلنا متنافرين منذ دخلت الكلية وليس لدي أقرباء آخرون ولكن الذي أريده هو ان يكون عرسي ... إذا لم يكن في ذلك إزعاج أريد ان نتزوج في مزرعتكم بحضور جميع أفراد أسرتك .
قال – إذا كان هذا حقا ما تريدينه فهو يسرني جدا وكذلك ... أبي وأمي . أنني لا أحب تلك الرسميات المتكلفة التي تبدو كمشهد على المسرح وليس احتفالا محترما يربطنا مدى الحياة .
هل كان لك لاليسيا عرس كبير ؟
لقد انطلق هذا السؤال منها قبل ان تتمكن من كبحه ولكن يبدو ان كلاي لم يهتم – نعم لقد كنت أريده عرسا بسيطا صغيرا ولكنها لم تصغ إلي فقد كانت طوال حياتها تحلم بعرس كبير مهيب ولم يكن أمامي سوى الموافقة .
نعم كان لابد ان يوافق فهو من المراعاة لشعور الآخرين وعدم الأنانية .
وحيث أنها أتت على موضوع زواجه الاول فقد كان هناك موضوع ثان بحاجة الى بحث ولكنه كان صعبا عليها التطرق اليه اخدت نفسا عميقا ثم قالت كلاي هل سيكون بإمكاننا أنجاب أطفال ؟
فشعرت به يجفل ولكن صوته كان هادئا وهو يجيب هل تريدين هذا ؟
فاعترفت قائلة – أنا ... أنا أريد ان يكون لدينا أطفال ولكن أذا كنا ... اعني أذا كان علينا ان نتكفل أطفالا فليس لدي اعتراض على ذلك .
لقد جاءها الحظ للمرة الثانية في ان تربي ابنتها فإذا لم يكن بمقدور كلاي ان يمنحها أولادا فسيكون لديها الحق في ان ترعى أولئك الذين هم بحاجة ألي بيت و أبوين محبين كما سبق واتخذ هو وزوجته فرانسي .
قال ضاحكا – آه أنني اعرف ما تقصدين انك تظنين لأننا نربي ونرعى فرانسي أننا أنا وأنت لا نستطيع الإنجاب .
أنني أسف كان علي ان أوضح هذا الأمر ولكنني أنسى دوما أنها ليست من لحمي ودمي .
سكت برهة ثم عاد يقول – حسب ما اعرفه فانا بإمكاني أنجاب الأطفال ولكن بعد زواجي اليسيا بسنتين نشا في بطن اليسيا ورم ليفي ما استوجب عملية استئصال ولقد حطمها هذا ولكنني شعرت بالارتياح لان الأمر اقتصر على هذا وبقيت هي سالمة .
كان صوته وهو يتكلم قد أصبح خشنا وأدركت تمارا ان ذكريات ذلك الوقت العصيب كانت قاسية حين يكون على زوجته الرائعة الجمال ان تضحي بإنجاب الأطفال لكي تتمكن من العيش وإذا بها تموت بعد ذلك وهي مازالت شابة . (الامل المفقود)
وتابع قائلا – بعد ذلك بسنوات كنا مشغولين بمتابعة الدراسة لنيل شهادات اعلى ومن ثم ابتدأنا في العمل بمهنتينا ولكن عندما استقرت حياتنا بدأنا في البحث عن طفل نتكفل بتربيته والاعتناء به ثم وجدنا فرانسي وكانت طفلة جميلة أكثر مما كنا نتمنى فلو كانت ابنتنا حقا لما أحببناها أكثر .
سرت كثيرا في أعماقها لحصول ابنتها التي أرغمت هي على التخلي عنها على هذه الأسرة الرائعة التي أحبتها كابنة لها حقيقية .
وقالت – أذن أذا كانت توافق فانا أريد ان يكون لنا أخوة لفرا نسي ..
فقال – ليس أحب إلي من ذلك .
وفيما بعد عندما جلست تمارا في غرفتها عادت بها الأفكار الى حديثهما ذلك عن تربية فرانسي لم تكن تريد التفكير في هذا الأمر فهو موضوع يسبب لها الكثير من العذاب هل من المفروض ان تخبر كلاي أنها والدة فرانسي ؟ أم تترك الموضوع ولا تقول شيئا ؟
لم يكن بإمكانه ان يعرف ذلك إلا إذا هي اعترفت فليس هناك سوى والديها وكذلك بول والأس الذين يعلمون بأنها أنجبت طفلا ومن المؤكد أنهم لن يخبروا أحدا وهي لم تتصل بوالديها منذ فترة طويلة وكان ذلك عبارة عن حديث هاتفي قصير تمنت لهما فيه عطلة سعيدة
كانت تحية جوفاء حيث ان الحديث كله كان باردا متكلفا أما بول والأس فكان مرتبطا بشرف المهنة لا يفشي سرها .
لم يكن لدي والديها فكرة عن أنها تبحث عن ابنتها وسيكون رعبهما بالغا لو إنهما علما بذلك حتى إنهما لا يعلمان ان تمارا في سان انطونيو ومع ذلك فستكتب إليهما غدا ورقة تبلغهم فيها بأنها ستتزوج . (الامل المفقود)
أتراها ستسبب أي ضرر لكلاي بإخفاء سرها عنه ؟ لم تستطع ان ترى سببا لذلك وليس ثمة حاجة لفرا نسي بان تعلم بأنها هي أمها الحقيقية كل ما كانت تريده تمارا هو حب ابنتها لها ولو كانت اليسيا ما زالت حية لكان هذا من تمارا شيئا حقيرا ولكن اليسيا ميتة ألان وعليها هي ان تمنح ابنتها كل الحب الذي يحتاجه الأطفال .
لقد أفلحت تقريبا في أقناع نفسها بان لا ضرر من وراء حفظ سرها ولكن ماذا سيكون شعور كلاي لو انه علم فيما بعد بما كانت تخفيه عنه ؟
لم يكن عليها ان تتساءل أنها تعلم انه سيثور غاضبا وسيعتبر ذلك شيء لا يغتفر . انه لن يتمم هذا الزواج إذا ما اكتشف ان تمارا كانت تكذب عليه وسيتألمون هم الثلاثة لهذا . ان لدى تمارا الكثير من الحب تغدقه عليهما فما الذي ستجنيه من وراء إثارتها للعاصفة التي ستدمر مستقبلهما كليا بينما بصمتها سيعيشون جميعا بعد ذلك بسعادة تامة .
كلا أنها لن تعترف برباط الدم الذي بينها وبين فرانسي . أنها مغامرة غير مأمونة .
الأفضل إذن ألا يعلم كلاي الحقيقة وستجاهد هي في سبيل حفظ ذلك السر ... الامل المفقود


انتهى الفصل السابع

زهرة منسية 17-10-13 07:06 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
يسلم ايديكى امولتى و مشكورة على المجهود الجبار
شوفى حبيبتى انا معى تمارا انها تفضل مخبية عليه انها أم فرانسى الحقيقية فى الوقت ده لانه لو عرف أكيد مش هيتمم الجوازة لكن أكيد هيعرف فى اﻵخر لكن اسم الرواية عطانى احساس انها مش هتعترف ان فرانسى بنتها هى دى التضحية اللى هضحيها تمارا مش جوازها من كلاى التضحية علشان هى بتحبه
هو صعبان عليا كلاى رفض الفكرة احتراما لذكرى اليسيا و مش متخيل
انه ممكن يحب حد غيرها لكن هو وقع فى حب تمارا خلاص
مشششششششششكورة كتير امولتى متابعة معاكى للنهاية

الامل المفقود 18-10-13 12:02 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
مشكور اختي هو تفسيرك صحيح لبعض الوقت ** و اعتقد انه يقصد بالتضحية هو شعور كلاي يعتقد انها اضحي لما تزوجته من اجله ومن اجل ابنته لانهما وحيدين ويمكن من جهتها هي فلا يمكن ان نعتبرها تضحية لان عملت كل هذا من اجل ابنتها ومن اجل انها تحبه . والان تابعي معي الفصل القادم لان حتجدي فيه بعض التفسيرات تحياتي

الامل المفقود 18-10-13 12:09 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الفصل الثامن ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

أشرقت شمس صباح الأحد متألقة رائعة على مزرعة راتلدج واخدت تمارا صعود الشمس في قمة السماء بينما هي مازالت في سريرها النحاسي الأثري في أحدى غرف الطابق الثاني من منزل المزرعة وقد تملكتها السعادة .
اليوم هو يوم عرسها وبع ساعات قليلة فقط سيكون اسمها السيدة تمارا راتلدج زوجة كلاي وأم فرانسي لم تحلم قط من قبل بأنها ستستعيد أخيرا ابنتها الغالية .الامل المفقود
ليس هذا فقط ولكن فرانسي عادت بمنحة ثمينة ... وهي أبوها كلايتون راتلدج الرجل الوحيد الذي أحبت وستحبه في حياتها فماذا لو لم يحبها كلاي ؟
ربما . ربما فقط عندما يرى كم هي زوجة جيدة ومبلغ جدارتها كأم لابنته ستلتئم جراح الماضي في قلبه وسيتعلم كيف يحبها .
وأجفلت مستيقظة من أحلام اليقظة هذه عندما فتح الباب بعنف لترى فرانسي تدخل راكضة وما زالت في بيجامة النوم كانت عيناها تتألقان ووجهها يشرق بابتسامة عريضة وهي تصرخ قائلة تمارا ثم قفزت بين ذراعي تمارا استيقظي اليوم سنتزوجك أنا وأبي .
جلست تمارا تحتضن الطفلة التي كانت تطوق عنقها بذراعيها – أنني مستيقظة يا حلوتي ولن أضيع لحظة واحدة من هذا النهار مهما كان الأمر .
كانت نفسها تفيض بالسعادة كل شيء كان يسير بشكل رائع منذ اعلناء هي وكلاي خطوبتهما وقد سرت أسرته وخصوصا عندما علمت بأنهما سيتزوجان في المزرعة و فرانسي . فرانسي الحلوة الغالية قد تقبلت الفكرة دون تردد كان أول ما سألتها عندما اخبروها بذلك هو هل استطيع ان ادعوك ماما ألان .
هذا السؤال كاد يدمر تمارا لم تكن واثقة من ان بإمكانها ان تكتم كل هذه البهجة التي كانت تغمرها ولكن كلاي أخمدها الى حد ما بجوابه لابنته .
يبدو انه بوغت واستحال ضحكه الى عبوس لدى سؤالها هذا بقى دقيقة صامتا وعندما تكلم كانت لهجته كئيبة وهو يقول حسنا يا عزيزتي صحيح ان تمارا ستكون زوجة أبيك وأمك الثانية ولكن أمك اليسيا ستبقى هي ماما على الدوام وأظن من الأفضل ان تستمري في مناداتها باسمها تمارا اتفقنا ؟
لقد نظر عند ذلك الى تمارا . قرأت في عينيه اعتذارا حزينا لقد تلاشى بعض بهجتها حينذاك لم يكن من السهل عليها ان تسمع ابنتها تنادي امرأة أخرى ماما ولكنها لن تدع ذلك يدمر سعادتها .
ها هو ذا يوم العرس قد حان وقد كان كلاي و تمارا و فرانسي قد ذهبا في اليوم السابق الى المنزل ليساعدوا في تزيينه وأعداده للاحتفال سيبدأ الاحتفال الساعة الرابعة بعد الظهر ليتبعه استقبال المهنئين ومن يعده العشاء ثم يترك العروسان فرانسي مع جديها ويذهبان الى كور باس كريستي حيث يمضيان شهر العسل أنما لأسبوع واحد .
ضربت تمارا ابنتها على ظهرها مداعبة ثم استدارت تجلس على حافة السرير وهي تقول لفرا نسي – اركضي وارتدي ثيابك ألان يا طفلتي فهذا سيكون يوما حافلا بالعمل وعلينا ان نبدأ باكرا .الامل المفقود
فحركت فرانسي وجهها باستياء وهي تحتج بقولها – أنا لست طفلة . فنظرت أليها تمارا وعلى فمها شبه ابتسامة حزينة –
كلا انك لست كذلك أنت تكبرين بسرعة وفكرت بأسى في أنها خسرت السبع سنوا ت الأولى من حياة ابنتها .
تفاجات متلعثمة – آه حسنا ... أنا وأبوك نأمل في ان يكون لنا طفل فيما بعد هل تحبين ان يكون لك أخ أو أخت ؟
فأجابت بحماس – نعم هل يمكنني ان اغسل وجهه وأطعمه وأخذه للنزهة في عربته ؟
فضحكت تمارا ذلك أنها سبق واكتشفت ميزة في فرانسي وهو أنها تريد كل شيء على الفور – يمكنك ذلك بكل تأكيد أنما الأحسن ان تذهبي ألان وترتدي ثيابك لابد ان جوا نيتا تعد طعام الإفطار فانا أشم رائحة فانطلقت خارجة من الغرفة بينما اخدت تمارا في تبديل ثيابها وما ان خرجت من غرفتها حتى فتح باب في أخر الردهة ليخرج كلاي .
قال – كنت ذاهبا أليك أتراك كنت تريدين رؤيتي ؟ اقتربت وهي تتمتم قائلة – كنت أود ذلك ولكنني خشيت ان يكون هذا غير مناسب أظن هناك قاعدة تمنع العريس من رؤية عروسه قبل العرس؟ ما كنت لأجرح شعور والدتك .
لا يمكنك ان تجرحي شعور أمي فقد أصبحت ذات مناعة من الصدمات بعد عيشها مع زوج وثلاثة أبناء هذا مع العديد من إجراء المزرعة و لا بد ان من وضع تلك القاعدة هو سادي
يحب تعذيب الآخرين يا عروسي الرائعة هل أنت واثقة تماما من انك تريدين أتمام هذا الأمر معي ؟ انك صغيرة السن والحياة أمامك ممتدة حافلة ...الامل المفقود
فشعرت بوخزه من الحذر أصعقتها وقالت بلهجة خشنة حادة – أتحاول ان تقول انك تريد ان تتراجع ؟ وانك لا تريد الزواج مني بعد كل هذا ؟
فأجاب – كلا . كلا أبدا ليس هذا ما قصدت قوله لا أظنني سأدعك تذهبين ألان حتى لو شئت أنت ذلك ولكنني لا استطيع مقاومة الشعور ... الشعور بالذنب ففي الوقت القصير الذي عرفتك فيه . منحت حياتنا الكثير من الحنان وبكامل إرادتك ولكن كل ما تحصلين عليه بالمقابل هو رجل متوسط السن قد تدمر عاطفيا وأسرة جاهزة .
هزت رأسها قائلة – لا تقل هذا حتى لا أريدك ان تفكر فيه انك لست متوسط السن وأنا احبك صدقني إذا أنا قلت انك منحتني أكثر كثيرا مما تظن أكثر من ان استطيع ان أسددك إياه ...الامل المفقود

الامل المفقود 18-10-13 12:11 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
وسرعان ما انتهت لدى رؤيتها الحيرة التي ارتسمت على ملامحه كلمات قليلة أخرى وتكشف كل شيء ربما الأفضل لها ان تستمر فتخبره بما تخاف ان يعرفه هل عدم اعترافها بأنها هي والدة فرانسي يعتبر خداعا ؟
(( انتبهي أختي زهوره .... الامل المفقود ...))
وهل جعله يظن انه حرمها مما يسميه زواجا طبيعيا يعتبر قسوة منها بينما في الواقع قد أعطاها الشيء الذي لم يستطع احد غيره ان يعطيها إياه وهو أول طفل لها ؟
- تمارا ..... ماذا جرى ؟الامل المفقود
فعادت بانتباهها اليه لتقول بذهن مشتت . لا ... لا شيء . ثم نظرت اليه وأشرق وجهها بالابتسام . تريد بذلك ان تبعده عما كانت على وشك قوله .
مرت الساعات والأسرة با جمعها تضفي اللمسات الأخيرة على الزخارف وتحضير الطعام وعند الساعة الثانية ذهب كل واحد الى بيته لا ارتداء ثياب الحفلة وابتدأت تمارا بالتفكير كانت تريد ان تبدو عروسا رائعة ولكنها لم تكن تريد ان تذكره باليسيا وبعرسه الاول .
كانت تعلم أنها لا تشبه زوجته الأولى بشيء .
ومع هذا فكل العرائس يبدين متشابهات ولهذا السبب فقد قررت ألا ترتدي ثوبا طويلا ابيض ذا ذيل ونقاب طويل واختارت بدلا من ذلك ثوبا يصل لتحث منتصف الساق مزينا بدانتيل مشمشي اللون ولطرحة الرأس أكليلا من الزهور بنفس اللون المشمشي كانت قد جففت شعرها وباشرت بتزيين وجهها عندما سمعت نقرا على الباب وصوتا يقول ان روث .
فأجابت – دقيقة واحدة . وأسرعت ترتدي معطفها المنزلي قبل ان تفتح الباب .
قالت والدة كلاي وهي تدخل الغرفة – لا أريد إزعاجك يا عزيزتي ولكن كأتي وجيم اصطحبا فرانسي معهما الى المنزل لكي تلبس كأتي فرانسي ثيابها وما دامت أمك ليست هنا وليس لديك شخص راشد يرعاك فكرت في انك قد تحتاجين بعض المساعدة .الامل المفقود
فشعرت تمارا بغصة لما شعرت به من شكر لها وغالبت دموعها هذه رعاية منك كبيرة لي يا روث أنني بحاجة الى بعض العون بالتأكيد فحالما انتهي من زينة وجهي سأكون شاكرة لك جدا لو ساعدتني في ارتداء ثيابي وتثبيت شعري .
كانت والدة كلاي امرأة جميلة المظهر لا تعد رائعة الجمال لنحولها الزائد ولكنها في ثوبها ذي اللون البنفسجي الفاتح والعقد الثمين الأرجواني اللون حول عنقها وكذلك القرطين كانت تبدو رائعة حقا .
وفي الثالثة والنصف عاد أفراد الأسرة كما ابتدأ الضيوف وأصدقاء أسرة راتلدج الذين يعيشون في المنطقة يتوافدون واخدت تمارا تختلس النظر إليهم من النافدة وهم ينزلون من سياراتهم كانوا غرباء بالنسبة إليها ولكنهم كانوا أصدقاء كلاي وكانت متشوقة للالتقاء بهم ماذا عسى ان يكون رأيهم فيها ؟ هل سيشعرون بأنها صغيرة السن بالنسبة اليه ؟ أم أنها غير جميلة بما فيه الكفاية ؟
قالت لها روث من خلفها – لا تدعي القلق ينتابك فالعرس سيكون جميلا لقد عرفنا هولاء الناس وإباءهم وأجدادهم طوال حياتنا وهم يعتبرون كلاي واحدا منهم ولا يتمنون له سوى الخير وسيتقبلونك دون تحفظ لأنك جعلته سعيدا مرة أخرى .
شعرت تمارا بالدفء لكلمات المرأة الهادئة ولكنها ما زالت متشككة فقالت متأملة تحدث نفسها أكثر مما تحدث روث هل فعلت ذلك حقا ؟
فأجابت والدة كلاي – آه نعم فهذا واضح جدا لنا جميعا كان عليك ان تعرفي كيف كان أثناء السنة التي مرت لكي تدركي التغيير الذي أحدثته في حياته الامل المفقود
أذهل تمارا ما شعرت به من عرفان بالغ عن ان تتكلم لم تكن تريد ان تبكي لئلا تتلف زينتها ولكن المرئيان اهتزت أمامها من خلال دموعها فسارت تتناول منديلا ورقيا أخذت تجفف به دموعها لتستدير بعد ذلك تواجه المرأة وهي تقول ببساطة – أنني أحب كلاي من كل قلبي .
فقالت روث – وهذا ما لاحظته وهو أيضا يحبك .
فهزت تمارا رأسها – كلا انه لا يحبني انه يشعر فقط نحوي بإعزاز كبير ولكنه ما زال حزينا لأجل اليسيا .
فقالت روث – انه طبعا حزين لأجلها فقد عرف الواحد منهما الأخر منذ الصغر وقد دام زواجهما مدة طويلة ولكن بإمكانه ان يحزن عليها ومع ذلك يحبك .
لم تكن تمارا قد فكرت قط في الإفضاء بما في نفسها الى احد وخصوصا والدة كلاي ولكن المرأة كانت تبدو ودودة من السهل الإفضاء إليها بما يشغلها .
ولم يكن لدى تمارا احد غيرها فقالت – يبدو انه لا يفكر هكذا لقد كان اخبرني انه لن يحب امرأة أخرى كما أحب اليسيا .
فاتسعت عينا روث ذهولا – هل قال ذلك حقا ؟
فاومات تمارا – نعم لقد قال ذلك لم يكن زواجنا فكرته هو يا روث وإنما أنا التي عرضت عليه ذلك .
فقالت المرأة – ولكن ها هو قد وافق .الامل المفقود
فهزت تمارا كتفيها – انه وحيد وهو بحاجة الى من يعتني با بنته ويدير بيته .
فهزت روث رأسها بذهول غير مصدقة انه أحمق أعمى فهو دوما عنيد غير مرن بالنسبة الى مصلحته وهذه هي مشكلته ألان فهو لم يعرف امرأة سوى اليسيا وربما هو يشعر في أعمق أعماقه بأنه إذا هو احبك فهذا يعني عدم وفاء لها .
فقالت تمارا توافقها على رأيها أظن هذا هو السبب ولكنها إذا كانت تحبه فمن المؤكد أنها ما كانت سترضى بان يمضي بقية حياته وحيدا ألا من فرانسي .
فقالت روث – الحق معك أنها لا ترضى بذلك وهو سيعلم ذلك إذا هو سمح لنفسه بالاعتقاد به امنحيه وقتا قليلا يا عزيزتي فعندما تتزوجان وتستقران سيدرك انه يحبك بنفس القوة والعمق اللذين أحب بهما اليسيا .
فتمتمت تمارا سيدرك ... ان هذا يبشر بالخير ... تماما مثل الحكايات عندما ينتهي كل شيء بالسعادة ولكن الحياة الحقيقية لا تسير دوما حسب المخطط لها وقد ينتهي الأمر بالا يسمح لنفسه أبدا بان يحبني .
فبدا القلق على روث – إذا كان لديك شكوك في ذلك فلا تتزوجي أن الأوان لم يفت بعد للتراجع قبل أداء اليمين .
فاتسعت عينا تمارا ذهولا وقالت بشدة – آه لن افعل ذلك أبدا أنني أحب كلاي وسأكون معه أكثر سعادة مما لو كنت وحدي وسأقوم بكل ما في وسعي لكي أسعده هو أيضا .الامل المفقود

الامل المفقود 18-10-13 12:13 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
فبدا على روث وكأنها على وشك البكاء غالبت دموعها وهي تمد ذراعيها تطوق بهما تمارا قائلة – انك أفضل من صادف ابني وفر انسي أنها تحبك من كل قلبها وكذلك هو انه فقط لم يسمح بعد لنفسه بالاعتقاد بذلك . الامل المفقود
وعند الساعة الرابعة كان كل المدعوين على الكراسي التي كانت صفت في غرفة الجلوس واتخذت تمارا مجلسها على قمة السلم .
بعد ذلك بلحظات خرج كلاي من غرفته ليقف بجانبها كان يضع في عروة سترته زهرة مشمشية اللون لم تره من قبل قط بهذه الأناقة وهو يناولها باقة الورود التي كانت تتلاءم مع أكليل شعرها وهو يقول بصوت أجش – تبدين رائعة الجمال بهذه الزهور .
كانت تعلم أنها لا بد كانت تتألق بالسعادة التي كانت تشعر بها فقالت بصوت مرتجف – وأنت تبدو بالضبط كالعريس الذي كنت دوما أتمناه .
فقال بصدق – ولكنك كذلك فعلا .
لم يستطع العروسان الابتعاد عن المكان ألا بعد السابعة مساء لقد كان لجمال الاحتفال من التأثير على تمارا ما لم تشعر به من قبل وكانت فرانسي تبدو فاتنة في ثوبها السكري اللون بحزامه ذي اللون المشمشي كانت عيناها الكبيرتان تتألقان بالبهجة وهي ترى أباها و تمارا يهبطان السلم نحوها ونحو أخيه داستي وعندما ابتدأ عقد القران بقيت جامدة تملاها الهيبة .
وبعد ذلك اقبل المدعوون عليهما يهنئونهما ويتمنون لهما السعادة .
وبعد ان انتهى هذا قطعت كعكة الزفاف أخيرا وألقيت باقة العروس وقد تعمدت تمارا إلقاءها على فرانسي وشعرت بالارتياح عندما أفلحت الصغيرة في التقاطها وكان سرورها لهذا كبيرا .
وعندما سجلا اسميهما في الفندق الذي كانا حجزا فيه جناحا في مدينة كور باس كريستي كان الظلام قد غمر المنطقة ونقل الموظف حقائبهما الى حيث غرفهما الامل المفقود
في الطابق العشرين الذي كان يطل على مناظر تخطف الأنفاس وما ان توارى الرجل حتى استدار كلاي نحو تمارا وهو يتمتم – كم تبدين صغيرة وجميلة لا أريد إيلام مشاعرك أريدك ان تكوني سعيدة ولكنني أحيانا أتصرف بفظاظة دون قصد فافعل أو أقول شيئا دون ذوق ...
كفى يا كلاي فأنت لست فظا ولا عديم الذوق انك حساس جدا وتراعي مشاعر الآخرين وأنا احبك أنني افهم شعورك نحوي وأنا اقبل به فكف عن هذا القول .
فهمس قائلا – أتدرين انك ضرورية لي كالهواء الذي أتنفس ؟ وأنني لن ادعك ترحلين أبدا لأنني لن استطيع العيش من دونك ؟
قالت وقد شملها الرضي – أرجو ان تعتقد ذلك على الدوام .
***
عندما وصلا الى جناحهما ترددت قبل ان تقول كلاي لدي شيء أود أخبارك به فارجوا ان تصغي إلي بهدوء وألا تنفعل .
قال لها – ماذا هناك يا تمارا ؟
أجابت – أنت تعلم كيف جاء قرار زواجنا سريعا ووليد اللحظة ... وأنا ... ولم تعد تعرف كيف تختار كلماتها كانت خائفة ان تكون باعترافها لجزء من حياتها ان تهدد سعادتها معه بقرب فرانسي .
قال وقد بان القلق في عينيه – تمارا لقد أقلقتني ما الأمر ؟
عدني ان تتقبل ما أود أخبارك به بروية وان لا تسي فهمي فانا لم اقصد أخفاء الأمر عنك ولكن ... الامل المفقود
- ما هذا يا تمارا ؟ هل هي الغاز ؟ حسنا أعدك ان أكون هادئا ومتفهما هيا تكلمي .
قالت وصوتها يرتجف – كلا . باختصار لقد سبق لي وتزوجت .
رفع حاجبيه منذهلا سائلا إياها – كيف حدث هذا ؟ ولماذا لم تخبريني من قبل ؟ ما سبب طلاقك ؟
كلاي أهذا لقد وعدتني بالا تنفعل أولا تزوجت صغيرة برغم أرادة والدي . ثانيا لم أخبرك من قبل لأنك وكما تذكر انه لم تسمح لي الفرصة للتحدث في هذا الأمر فقد كان قرار زواجنا سريعا وقصيرا جدا أما جوابي عن سؤالك الثالث فهو أنني لم أطلق زوجي بل هو توفي في حادث سيارة وكان هذا منذ وقت طويل . الامل المفقود
كلاي أنا احبك ولم اقصد أخفاء الأمر عنك صدقني أرجوك لا تدع هذا الأمر يؤثر علينا خصوصا في بداية زواجنا .
عزيزتي ... أرى ان ظروفك تشابه قليلا ظروفي .
قال له – كلا ظروفنا ليست متشابهة لأنك تزوجت زوجتك عن حب حقيقي دام حتى وفاتها ولكني تزوجت عن طيش وعدم نضج فكري .
أخد يذرع الغرفة ذهابا وإيابا دون ان يتفوه بكلمة لوقت أحست به يوما بأكمله ثم عاد عن صمته قائلا – لولا أنني عرفتك من خلال إقامتك في منزلي لشككت في قولك ولكني ما لمست فيك سوى الصدق والصراحة لذا لا تقلقي لن أفكر بهذا الأمر لقد انتهى وكان هذا جزء من ماضيك فلنعش حاضرنا ومستقبلنا بسعادة دون ان ندع شيئا يؤثر على حياتنا معا هل أنت راضية ؟
نظرت اليه نظرة امتنان وأجابت ((( احبك ))) الامل المفقود


انتهى الفصل الثامن

زهرة منسية 18-10-13 08:16 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
هل عدم اعترافها بأنها هي والدة فرانسي يعتبر خداعا ؟
فى نظرى حبيبتى أن دخولها حياهم هو الخداع بحد ذاته
بس هى معذورة - ومش قادرة أحس بتعاطف معاها و زى ما قلت من قبل أنها قسوة منى -
كنت مستنية الوقت اللى تعترف فيه أنها كانت متجوزة و رد فعل كلاى
أسعدنى تقبل أسرة كلاى لجوازهم و خصوصاً الحوار اللى دار بين تمارا و روث
تمار أكتر حاجة محتاجها هو أسرة زى أسرة كلاى حاجة اتحرمت منها
و الذنب فى كدة أمها و أبوها هم السبب فى كل اللى جرالها
يسلم أيديكى أمولة بنتظارك حبيبتى موفقة يا قمر

الامل المفقود 18-10-13 08:35 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الفصل التاسع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كان ذلك الصيف حارا رطبا في سان انطونيو ولجا السكان والسائحون الى بيوتهم ومساكنهم المكيفة أو هرولوا الى المتاجر الفخمة والمسارح للترويح عن النفس. الامل المفقود
ولا يعني هذا ان تمارا هاو ستون راتلدج قد لاحظت شيئا فقد كانت من البهجة بحيث لم يكن ليؤثر عليها شيء مثل حرارة الجو وفي الواقع لم يكن هناك شيء بإمكانه تعكير هدوئها النفسي وكيف يمكن ذلك ولديها كل ما تحتاجه لكي تكون سعيدة راضية ؟ ابنتها المحبوبة وزوج مثالي .
بعد شهر العسل ذاك الرائع عادا الى البيت حيث كانت سعادتهما كبيرة وإذا كان سبق وتملكها أية شكوك وهي تقدم على الزواج من رجل اعترف بصراحة انه لا يحبها فقد تلاشت تلك الشكوك ذلك ان كلاي كان زوجا مثاليا وحريصا على أرضائها ورعايتها صحيح انه لم يقل لها احبك ولكن كثيرات من النساء يشيكن مثل ذلك من أزواجهن .
ولم يكن ذلك ضروريا مع كلاي فقد كان يبدو حبه لها في طريقة معاملته لها ففي اليوم الذي تلا اتفاقهما على الزواج نقل بكل هدوء صورة اليسيا من غرفة المكتبة ووضعها في المخزن حتى انه استأجر من يعيد زخرفة وتأثيث غرفتهما الكبيرة في بيته وذلك أثناء قضائهما شهر العسل وهكذا عند عودتهما معه زوجة له الى البيت كانت كل أثار اليسيا وذكرياتها قد نقلت . الامل المفقود
وأقام الجيران والأصدقاء وزملاء العمل عدة حفلات على شرفهما ومع أنهم جميعا كانوا أصدقاء لاليسيا فقد رحبوا بــ تمارا وبدت عليهم السعادة بوضوح لزواج كلاي مرة أخرى ولكن أجمل شيء كان هو تقبل فرانسي غير المشروط لــ تمارا زوجة لأبيها وأما لها ورغم ان كلاي لم يسمح لفرا نسي بان تناديها ماما أو أي شيء مشابه لهذا اللقب فقد كانت خيبة أملها لا تقاس بتلك البهجة التي تجدها في كونها أصبحت جزءا من حياة ابنتها .
ومر الصيف وفي ثالث سبت من تشرين الثاني (نوفمبر) يكون قد مر على زواج كلاي و تمارا ثلاثة أشهر كاملة وكانت فرانسي قد دخلت عامها الثامن في شهر آب (أغسطس) وصعدت الى الصف الثالث في مدرستها ميشين ترابل وتملكت تمارا السعادة والفرح وهي تحتفل معها بذكرى مولدها لقد فاتها الاحتفال بذلك في السنوات السابقة ولكنها لن تسمح لذلك بان يحدث مرة أخرى .
كان الوقت بعد الظهر وكانت فرانسي قد ذهبت الى حفلة أحدى صديقاتها من الجيران وكلاي في مكتبه في الناحية الخلفية من المنزل و تمارا في المطبخ تصنع بعض الكعك كانت تحب العمل لأجل أسرتها . أسرتها ما أجمل زنين هذه الكلمة في أذنيها لقد كانت مغمورة بالنعمة حقا .
***
جلس كلاي الى مكتبه محاولا ان يركز أفكاره في الأرقام التي يحويها بيان المصرف الذي أمامه ذلك ان صورة تمارا وهي تدور في أنحاء المطبخ كان يشغله عن عمله لقد أصبح بيته مكانا مختلفا عما كان عليه وذلك منذ قدومها لتقيم فيه مربية لفرا نسي أولا ومن ثم زوجة له .
كان ما يزال حائرا بالنسبة لمشاعره كيف يهتم بها بهذا الشكل العنيف في حين ان اليسيا كانت حبه وحياته ؟ فقد أصبحت تمر عليه أيام لم يكن يفكر فيها بزوجته الراحلة حتى ان جملة الزوجة الراحلة لم تعد تخطر له .ذلك ان تمارا هي زوجته ألان وهي حية ترزق ولكن مشاعره لم تكن مفهومة وهذا ما كان يضايقه .
كانت رائحة الكعك الطازج وصوت تمارا وهي تغني أثناء العمل أعادت الى أفكاره المضطربة اتزانها كان غناؤها حلوا رقيقا وعندما أعرب مرة عن ذلك أخبرته بأنها كانت تغني في المدرسة . الامل المفقود
كان واضحا أنها تلقت تربية صالحة ولكنها لم تكن تأتي على ذكر والديها أو عن طفولتها مطلقا كل ما كان يعرفه أنها لم تكن على وفاق مع والديها ولكن لم يكن لديه فكرة عما كانت تعنيه بهذا القول أيمكن ان يكون الأمر عدم تفاهم طفيفا أم ان ثمة كراهية متبادلة بينهما ؟
لم يكن يستطيع ان يتصور ان تمارا تكره أحدا وكان واثقا من ان لا احد يمكن ان يكرهها فقد كان قلبها دوما عامرا بالمحبة ولكن ما الذي يعرفه عنها في الحقيقة سوى أنها أرملة ؟ في كل مرة حاول فيها ان يسألها عن ماضيها كانت تغير الموضوع بحذق بالغ لم يكن يدري معه أنها تتعمد ذلك .
حسنا . لم يكن الأمر يعنيه في الواقع وعندما تقرر ان تخبره به فستفعل ذلك والى ان يحين ذلك الوقت فهو لن يتطفل عليها .الامل المفقود
وكان رنين الهاتف هو الذي نبهه من أفكاره هذه وحيث انه كان جالسا الى مكتبه فقد امسك بالسماعة حال سماعه الرنين – منزل راتلدج كلاي يتكلم .
- كلاي أنا فيكتور يورك .
فتملكت كلاي الدهشة ذلك ان فيكتور يورك هو محاميه . ولكن علاقتهما كانت عملية بحثه ولم يحدث قط ان كان بينهما اتصال هاتفي الى المنزل وقال يجيبه – كيف حالك يا فيكتور ؟ لم أرك منذ مدة طويلة .
- نعم هذا صحيح كيف الأمور معك ؟ سمعت انك تزوجت منذ وقت قريب .
- أترى فيكتور يتصل به ليهنئه فقط ؟ فأجاب – نعم لقد تزوجت ونحن سعيدان جدا .
- أنا مسرور لسماع ذلك . الامل المفقود
وساد صمت غير عادي قبل ان يعود فيكتور فيقول بلهجة كارهة – اسمع يا كلاي أنا لا أريد ان اسبب لك القلق ولكنني تلقيت لتوي مكالمة من السيدة اندرو ود مديرة مستشفى الولادة ذالك في فورت وورث حيث ولدت طفلتك .
فتملك كلاي شعور بالخوف – نعم تذكرت هذا ما علاقة هذا معي ؟
ربما لا شيء مهما ولكنها أخبرتني بأنهم وجدوا حديثا الملف الخاص بوالدة ابنتك في درج الموظفين بينما كان هذا الملف قد أودع خزانة الملفات المنتهية وذلك منذ سنوات .
ازداد الخوف في نفس كلاي ادخل الموضوع حللا يا فيكتور أرجوك .
الموضوع هو أنهم قاموا بالبحث وكانت النتيجة ان الموظف والذي كان يعمل لديهم بصفة مؤقتة كبديل لموظف كان في إجازة مرضية هذا الموظف قد اعترف بأنه تلقى رشوة مقابل معلومات عن ابنتك الصغيرة .

الامل المفقود 18-10-13 08:36 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
الفصل التاسع ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كان ذلك الصيف حارا رطبا في سان انطونيو ولجا السكان والسائحون الى بيوتهم ومساكنهم المكيفة أو هرولوا الى المتاجر الفخمة والمسارح للترويح عن النفس. الامل المفقود
ولا يعني هذا ان تمارا هاو ستون راتلدج قد لاحظت شيئا فقد كانت من البهجة بحيث لم يكن ليؤثر عليها شيء مثل حرارة الجو وفي الواقع لم يكن هناك شيء بإمكانه تعكير هدوئها النفسي وكيف يمكن ذلك ولديها كل ما تحتاجه لكي تكون سعيدة راضية ؟ ابنتها المحبوبة وزوج مثالي .
بعد شهر العسل ذاك الرائع عادا الى البيت حيث كانت سعادتهما كبيرة وإذا كان سبق وتملكها أية شكوك وهي تقدم على الزواج من رجل اعترف بصراحة انه لا يحبها فقد تلاشت تلك الشكوك ذلك ان كلاي كان زوجا مثاليا وحريصا على أرضائها ورعايتها صحيح انه لم يقل لها احبك ولكن كثيرات من النساء يشيكن مثل ذلك من أزواجهن .
ولم يكن ذلك ضروريا مع كلاي فقد كان يبدو حبه لها في طريقة معاملته لها ففي اليوم الذي تلا اتفاقهما على الزواج نقل بكل هدوء صورة اليسيا من غرفة المكتبة ووضعها في المخزن حتى انه استأجر من يعيد زخرفة وتأثيث غرفتهما الكبيرة في بيته وذلك أثناء قضائهما شهر العسل وهكذا عند عودتهما معه زوجة له الى البيت كانت كل أثار اليسيا وذكرياتها قد نقلت . الامل المفقود
وأقام الجيران والأصدقاء وزملاء العمل عدة حفلات على شرفهما ومع أنهم جميعا كانوا أصدقاء لاليسيا فقد رحبوا بــ تمارا وبدت عليهم السعادة بوضوح لزواج كلاي مرة أخرى ولكن أجمل شيء كان هو تقبل فرانسي غير المشروط لــ تمارا زوجة لأبيها وأما لها ورغم ان كلاي لم يسمح لفرا نسي بان تناديها ماما أو أي شيء مشابه لهذا اللقب فقد كانت خيبة أملها لا تقاس بتلك البهجة التي تجدها في كونها أصبحت جزءا من حياة ابنتها .
ومر الصيف وفي ثالث سبت من تشرين الثاني (نوفمبر) يكون قد مر على زواج كلاي و تمارا ثلاثة أشهر كاملة وكانت فرانسي قد دخلت عامها الثامن في شهر آب (أغسطس) وصعدت الى الصف الثالث في مدرستها ميشين ترابل وتملكت تمارا السعادة والفرح وهي تحتفل معها بذكرى مولدها لقد فاتها الاحتفال بذلك في السنوات السابقة ولكنها لن تسمح لذلك بان يحدث مرة أخرى .
كان الوقت بعد الظهر وكانت فرانسي قد ذهبت الى حفلة أحدى صديقاتها من الجيران وكلاي في مكتبه في الناحية الخلفية من المنزل و تمارا في المطبخ تصنع بعض الكعك كانت تحب العمل لأجل أسرتها . أسرتها ما أجمل زنين هذه الكلمة في أذنيها لقد كانت مغمورة بالنعمة حقا .
***
جلس كلاي الى مكتبه محاولا ان يركز أفكاره في الأرقام التي يحويها بيان المصرف الذي أمامه ذلك ان صورة تمارا وهي تدور في أنحاء المطبخ كان يشغله عن عمله لقد أصبح بيته مكانا مختلفا عما كان عليه وذلك منذ قدومها لتقيم فيه مربية لفرا نسي أولا ومن ثم زوجة له .
كان ما يزال حائرا بالنسبة لمشاعره كيف يهتم بها بهذا الشكل العنيف في حين ان اليسيا كانت حبه وحياته ؟ فقد أصبحت تمر عليه أيام لم يكن يفكر فيها بزوجته الراحلة حتى ان جملة الزوجة الراحلة لم تعد تخطر له .ذلك ان تمارا هي زوجته ألان وهي حية ترزق ولكن مشاعره لم تكن مفهومة وهذا ما كان يضايقه .
كانت رائحة الكعك الطازج وصوت تمارا وهي تغني أثناء العمل أعادت الى أفكاره المضطربة اتزانها كان غناؤها حلوا رقيقا وعندما أعرب مرة عن ذلك أخبرته بأنها كانت تغني في المدرسة . الامل المفقود
كان واضحا أنها تلقت تربية صالحة ولكنها لم تكن تأتي على ذكر والديها أو عن طفولتها مطلقا كل ما كان يعرفه أنها لم تكن على وفاق مع والديها ولكن لم يكن لديه فكرة عما كانت تعنيه بهذا القول أيمكن ان يكون الأمر عدم تفاهم طفيفا أم ان ثمة كراهية متبادلة بينهما ؟
لم يكن يستطيع ان يتصور ان تمارا تكره أحدا وكان واثقا من ان لا احد يمكن ان يكرهها فقد كان قلبها دوما عامرا بالمحبة ولكن ما الذي يعرفه عنها في الحقيقة سوى أنها أرملة ؟ في كل مرة حاول فيها ان يسألها عن ماضيها كانت تغير الموضوع بحذق بالغ لم يكن يدري معه أنها تتعمد ذلك .
حسنا . لم يكن الأمر يعنيه في الواقع وعندما تقرر ان تخبره به فستفعل ذلك والى ان يحين ذلك الوقت فهو لن يتطفل عليها .الامل المفقود
وكان رنين الهاتف هو الذي نبهه من أفكاره هذه وحيث انه كان جالسا الى مكتبه فقد امسك بالسماعة حال سماعه الرنين – منزل راتلدج كلاي يتكلم .
- كلاي أنا فيكتور يورك .
فتملكت كلاي الدهشة ذلك ان فيكتور يورك هو محاميه . ولكن علاقتهما كانت عملية بحثه ولم يحدث قط ان كان بينهما اتصال هاتفي الى المنزل وقال يجيبه – كيف حالك يا فيكتور ؟ لم أرك منذ مدة طويلة .
- نعم هذا صحيح كيف الأمور معك ؟ سمعت انك تزوجت منذ وقت قريب .
- أترى فيكتور يتصل به ليهنئه فقط ؟ فأجاب – نعم لقد تزوجت ونحن سعيدان جدا .
- أنا مسرور لسماع ذلك . الامل المفقود
وساد صمت غير عادي قبل ان يعود فيكتور فيقول بلهجة كارهة – اسمع يا كلاي أنا لا أريد ان اسبب لك القلق ولكنني تلقيت لتوي مكالمة من السيدة اندرو ود مديرة مستشفى الولادة ذالك في فورت وورث حيث ولدت طفلتك .
فتملك كلاي شعور بالخوف – نعم تذكرت هذا ما علاقة هذا معي ؟
ربما لا شيء مهما ولكنها أخبرتني بأنهم وجدوا حديثا الملف الخاص بوالدة ابنتك في درج الموظفين بينما كان هذا الملف قد أودع خزانة الملفات المنتهية وذلك منذ سنوات .
ازداد الخوف في نفس كلاي ادخل في الموضوع حالا يا فيكتور أرجوك .
الموضوع هو أنهم قاموا بالبحث وكانت النتيجة ان الموظف الذي كان يعمل لديهم بصفة مؤقتة كبديل لموظف كان في إجازة مرضية هذا الموظف قد اعترف بأنه تلقى رشوة مقابل معلومات عن ابنتك الصغيرة .

الامل المفقود 18-10-13 08:38 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
فاخذ كلاي يشتم وقد تملكه غضب عنيف . إذا سبب هذا مشكلات بالنسبة الى فرانسي فسأقتل الموظف ذاك وسأرفع دعوى قضائية على دار الولادة ...
فرفع المحامي صوته قائلا – تمهل ولا تستعجل فدار الولادة قد ضبط الأمور لقد طرد الموظف من العمل والموضوع قد استقر تماما وأصبح كما كانوا يقولون في الأفلام البوليسية القديمة أصبح يغني كالعصفور . الامل المفقود
قال كلاي ببطء – هذا الأمر ليس مزاحا يا فيكتور .
فتنهد المحامي قائلا – اعلم ذلك يا كلاي ولكن ليس بالضرورة ان تعتبره مأساة فقد القي القبض على مخبر سري خاص في أيمس بولاية ايوا فهو الرجل الذي اتصل بدار الولادة وقدم الرشوة للموظف في شهر حزيران ( يونيو ) الماضي .
أيمس ايوا ؟ أنها بلد تمارا التي كانت تعيش فيها يا لها من مصادفة غريبة وسأله ما الذي كان يريد ان يعرفه وما الذي كان يريد ان يفعل بتلك المعلومات .
حسنا . كان يريد ان يعرف من هو الذي اخذ طفلة تمارا هاو ستون ...
كانت الصدمة التي شعر بها كلاي أقوى من ان يستطيع الوقوف . وسرعان ما هبط جالسا على الكرسي بعد ان عجزت ساقاه عن حمله .
تمارا هاو ستون كلا مستحيل ... تلك مجرد صدفة ان تكون تمارا نفسها لا بد
ان عقله يخادعه .
كان فيكتور يهتف خلال الهاتف – كلاي كلاي أما زلت هناك ؟ هل تسمعني ؟
حاول كلاي ان يتكلم ولكن حلقه كان من الجفاف بحيث لم يستطع معه النطق وتنحنح ثم حاول مرة أخرى فنجح صوته في الانطلاق هذه المرة أنما كان أجش صدئا – تا .... تمارا هاو ستون ؟ الامل المفقود
- نعم هذا اسم والدة ابنتك لقد أعطوني اسمها وأخر عنوان يعرفونه عنها حيث أنها قد نقضت العهد القانوني بإفشائها سر هذه الحالة في الوقت الذي ولدت فيه طفلتها كانت في السابعة عشرة من عمرها وكانت تعيش في مدينة صغيرة في ايوا وحيث أنها كانت في شهر حزيران ( يونيو ) من هذه السنة تعيش في مدينة أيمس فقد استأجرت مخبرا سريا خاصا .
قال كلاي وقد شعر بالدوار – هل ... هل استأجرت مخبرا خاصا ؟
- هذا ما قلته لك . يا كلاي هل أنت بخير ؟ سأله ذلك بصوت بدا فيه القلق .
فجاهد كلاي لكي يتمالك نفسه لم يكن يريد ان يدع فيكتور يعلم مقدار الصدمة التي تلقاها – كلا أنني لست بخير فانا أكاد اجن لن يستطيع احد ان ياخد ابنتي مني لن يستطيع احد ذلك .
فقال فيكتور بحدة – لن يحاول ذلك احد انتبه لما أقوله لك هذه المرأة
تمارا هاو ستون دخلت الى مكتب ذلك المخبر الخاص ذات يوم وأخبرته بأنها كانت تخلت عن طفلتها عندما كانت أرملة ووحيدة وهي تريد منه ان يعثر على الدين تكفلوا برعيتها لقد رفض الرجل في البداية ولكنها طمأنته الى ان ليس لديها نية في المطالبة بالطفلة فهي تريد ان تعرف مكانها فقط وما إذا كانت سعيدة وتحظي بمعاملة طيبة . الامل المفقود
فتمتم كلاي ساخرا – كم هذا مؤثر كيف إذن صبرت ثماني سنوات ؟ كان من الممكن ان يقتل المتكفلون غير الملائمين هذه الطفلة أو يحدثوا فيها عاهة مستديمة أثناء ذلك الوقت .
- كلاي أنا اعلم ان هذه كانت صدمة لك ولكن لا يمكن لك ان تنظر الى هذا الأمر من ناحيتين هل أنت غاضب لأنها حاولت العثور على ابنتها أم لأنها انتظرت طوال ذلك الوقت لتقرر ذلك ؟
فقال بخشونة – فيكتور ليس لديك فكرة عن مقدار ما يتملكني من غضب جامح عنيف ان جنوني منها هو لأشياء لم تخطر لك ببال سأتصرف أنا معها أما أنت فعليك ان تقيم عليه دعوى لسحب رخصة عمله منه قانونيا وتأكد من ان ليس بإمكانه ان يقوم بشيء كهذا بعد ألان ...
***
(( الله معاك و يكون في عونك ... الامل المفقود ولا شن رأيك يا ......))
أخرجت تمارا أخر صينية كعك من الفرن ثم أغلقته وكان الجو يعبق برائحة كعك الشيكولاته الطازج كانت ستاخد منه طبقا الى كلاي حالما
تنتهي من تنظيف المطبخ رغم دهشتها لعدم شمه الرائحة ومجيئه ليتذوق بعضها .
كانت تضع الأطباق القذرة في غسالة الصحون عندما سمعت دويا عاصفا من ناحية غرفة المكتب وكأنما القي بشيء ثقيل على الجدار فقفزت من مكانها وهي تقفل صنبور المياه .
أسرعت نحو تلك الضجة وهي تنادي كلاي ولكن صراخها حجبه صوت تحطيم يصم الأذان بدا وكان كل ما هو قابل للكسر في المكتب قد تحطم وتناثرت أجزاؤه .
ركضت وهي تصرخ مرة أخرى عزيزي ماذا حدث ؟
وكان باب المكتب مغلقا فأدارت المقبض ولكنه لم يدر في يدها لقد كان الباب مقفلا .
كلاي ما الذي يجري ؟ كانت وهي تدير المقبض بعنف الباب مقفل دعني ادخل .
فسمعت سبابا قبل ان يصرخ قائلا – ابتعدي من هنا . تبتعد من هنا ؟ أي جواب هو هذا ؟ ولماذا يقفل الباب وما الذي يفعل ؟
اخدت تطرق الباب وقد اختلط في نفسها الخوف بالغضب دعني ادخل يا كلاي راتلدج ما الذي حدث ؟ هل سقط شيء ؟ هل أصابك ضرر ؟ الامل المفقود
فأجاب بقسوة لم يسقط شيء ولم يصبني ضرر فقط دعيني وحدي .
ولأول مرة أدركت انه مجنون كلا ليس مجنونا فقط بل ثائرا غضبا ومنها هي ولكن ما الذي فعلته ؟
وتملك ألان تمارا خوف حقيقي لم تر قط كلاي بمثل هذا الغضب من قبل كما انه لم يكن هناك شيء يستدعي ذلك عندما استيقظا هذا الصباح .
كان بشوشا سعيدا أثناء الغداء الى ان حان وقت ذهابه الى المكتب حيث كان يجري دائما حساباته وحسابات الأسرة . كان قد قال انه ذاهب لمراجعة بيان المصرف أتراه وجد فيه شيئا تسبب في استيائه الى هذا الحد ؟ هذا غير محتمل .
لا شيء اقل من الانهيار المالي الكامل ممكن ان يثير فيه كل هذا الغضب .
عادت تطرق الباب بعنف كلاي أوقف كل هذا العبث افتح الباب ودعني ادخل أرجوك أنني قلقة .

الامل المفقود 18-10-13 08:40 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
فاخذ كلاي يشتم وقد تملكه غضب عنيف . إذا سبب هذا مشكلات بالنسبة الى فرانسي فسأقتل الموظف ذاك وسأرفع دعوى قضائية على دار الولادة ...
فرفع المحامي صوته قائلا – تمهل ولا تستعجل فدار الولادة قد ضبط الأمور لقد طرد الموظف من العمل والموضوع قد استقر تماما وأصبح كما كانوا يقولون في الأفلام البوليسية القديمة أصبح يغني كالعصفور . الامل المفقود
قال كلاي ببطء – هذا الأمر ليس مزاحا يا فيكتور .
فتنهد المحامي قائلا – اعلم ذلك يا كلاي ولكن ليس بالضرورة ان تعتبره مأساة فقد القي القبض على مخبر سري خاص في أيمس بولاية ايوا فهو الرجل الذي اتصل بدار الولادة وقدم الرشوة للموظف في شهر حزيران ( يونيو ) الماضي .
أيمس ايوا ؟ أنها بلد تمارا التي كانت تعيش فيها يا لها من مصادفة غريبة وسأله ما الذي كان يريد ان يعرفه وما الذي كان يريد ان يفعل بتلك المعلومات .
حسنا . كان يريد ان يعرف من هو الذي اخذ طفلة تمارا هاو ستون ...
كانت الصدمة التي شعر بها كلاي أقوى من ان يستطيع الوقوف . وسرعان ما هبط جالسا على الكرسي بعد ان عجزت ساقاه عن حمله .
تمارا هاو ستون كلا مستحيل ... تلك مجرد صدفة ان تكون تمارا نفسها لا بد
ان عقله يخادعه .
كان فيكتور يهتف خلال الهاتف – كلاي كلاي أما زلت هناك ؟ هل تسمعني ؟
حاول كلاي ان يتكلم ولكن حلقه كان من الجفاف بحيث لم يستطع معه النطق وتنحنح ثم حاول مرة أخرى فنجح صوته في الانطلاق هذه المرة أنما كان أجش صدئا – تا .... تمارا هاو ستون ؟ الامل المفقود
- نعم هذا اسم والدة ابنتك لقد أعطوني اسمها وأخر عنوان يعرفونه عنها حيث أنها قد نقضت العهد القانوني بإفشائها سر هذه الحالة في الوقت الذي ولدت فيه طفلتها كانت في السابعة عشرة من عمرها وكانت تعيش في مدينة صغيرة في ايوا وحيث أنها كانت في شهر حزيران ( يونيو ) من هذه السنة تعيش في مدينة أيمس فقد استأجرت مخبرا سريا خاصا .
قال كلاي وقد شعر بالدوار – هل ... هل استأجرت مخبرا خاصا ؟
- هذا ما قلته لك . يا كلاي هل أنت بخير ؟ سأله ذلك بصوت بدا فيه القلق .
فجاهد كلاي لكي يتمالك نفسه لم يكن يريد ان يدع فيكتور يعلم مقدار الصدمة التي تلقاها – كلا أنني لست بخير فانا أكاد اجن لن يستطيع احد ان ياخد ابنتي مني لن يستطيع احد ذلك .
فقال فيكتور بحدة – لن يحاول ذلك احد انتبه لما أقوله لك هذه المرأة
تمارا هاو ستون دخلت الى مكتب ذلك المخبر الخاص ذات يوم وأخبرته بأنها كانت تخلت عن طفلتها عندما كانت أرملة ووحيدة وهي تريد منه ان يعثر على الدين تكفلوا برعيتها لقد رفض الرجل في البداية ولكنها طمأنته الى ان ليس لديها نية في المطالبة بالطفلة فهي تريد ان تعرف مكانها فقط وما إذا كانت سعيدة وتحظي بمعاملة طيبة . الامل المفقود
فتمتم كلاي ساخرا – كم هذا مؤثر كيف إذن صبرت ثماني سنوات ؟ كان من الممكن ان يقتل المتكفلون غير الملائمين هذه الطفلة أو يحدثوا فيها عاهة مستديمة أثناء ذلك الوقت .
- كلاي أنا اعلم ان هذه كانت صدمة لك ولكن لا يمكن لك ان تنظر الى هذا الأمر من ناحيتين هل أنت غاضب لأنها حاولت العثور على ابنتها أم لأنها انتظرت طوال ذلك الوقت لتقرر ذلك ؟
فقال بخشونة – فيكتور ليس لديك فكرة عن مقدار ما يتملكني من غضب جامح عنيف ان جنوني منها هو لأشياء لم تخطر لك ببال سأتصرف أنا معها أما أنت فعليك ان تقيم عليه دعوى لسحب رخصة عمله منه قانونيا وتأكد من ان ليس بإمكانه ان يقوم بشيء كهذا بعد ألان ...
***
(( الله معاك و يكون في عونك ... الامل المفقود ولا شن رأيك يا ......))
أخرجت تمارا أخر صينية كعك من الفرن ثم أغلقته وكان الجو يعبق برائحة كعك الشيكولاته الطازج كانت ستاخد منه طبقا الى كلاي حالما
تنتهي من تنظيف المطبخ رغم دهشتها لعدم شمه الرائحة ومجيئه ليتذوق بعضها .
كانت تضع الأطباق القذرة في غسالة الصحون عندما سمعت دويا عاصفا من ناحية غرفة المكتب وكأنما القي بشيء ثقيل على الجدار فقفزت من مكانها وهي تقفل صنبور المياه .
أسرعت نحو تلك الضجة وهي تنادي كلاي ولكن صراخها حجبه صوت تحطيم يصم الأذان بدا وكان كل ما هو قابل للكسر في المكتب قد تحطم وتناثرت أجزاؤه .
ركضت وهي تصرخ مرة أخرى عزيزي ماذا حدث ؟
وكان باب المكتب مغلقا فأدارت المقبض ولكنه لم يدر في يدها لقد كان الباب مقفلا .
كلاي ما الذي يجري ؟ كانت وهي تدير المقبض بعنف الباب مقفل دعني ادخل .
فسمعت سبابا قبل ان يصرخ قائلا – ابتعدي من هنا . تبتعد من هنا ؟ أي جواب هو هذا ؟ ولماذا يقفل الباب وما الذي يفعل ؟
اخدت تطرق الباب وقد اختلط في نفسها الخوف بالغضب دعني ادخل يا كلاي راتلدج ما الذي حدث ؟ هل سقط شيء ؟ هل أصابك ضرر ؟ الامل المفقود
فأجاب بقسوة لم يسقط شيء ولم يصبني ضرر فقط دعيني وحدي .
ولأول مرة أدركت انه مجنون كلا ليس مجنونا فقط بل ثائرا غضبا ومنها هي ولكن ما الذي فعلته ؟
وتملك ألان تمارا خوف حقيقي لم ترى قط كلاي بمثل هذا الغضب من قبل كما انه لم يكن هناك شيء يستدعي ذلك عندما استيقظا هذا الصباح .
كان بشوشا سعيدا أثناء الغداء الى ان حان وقت ذهابه الى المكتب حيث كان يجري دائما حساباته وحسابات الأسرة . كان قد قال انه ذاهب لمراجعة بيان المصرف أتراه وجد فيه شيئا تسبب في استيائه الى هذا الحد ؟ هذا غير محتمل .
لا شيء اقل من الانهيار المالي الكامل ممكن ان يثير فيه كل هذا الغضب .
عادت تطرق الباب بعنف كلاي أوقف كل هذا العبث افتح الباب ودعني ادخل أرجوك أنني قلقة .

الامل المفقود 18-10-13 08:42 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
لم تسمع جوابا . وأخيرا جلست على الأرض وقد تملكها الضجر والإذعان وذلك أمام باب المكتب مباشرة مسندة ظهرها الى الجدار ليس من عادة كلاي ان يتعمد جرحها بهذا الشكل وهي لن تدعه يغيب عن بصرها قبل ان يخبرها عن هذا الأمر . الامل المفقود
بعد ذلك بدقائق فتح الباب ووقف أمامها وهو يترنح وكأنه أفاق من صدمة فشهقت وقال – عزيزي ماذا حدث ؟ ومدت يديها اليه ولكنه تراجع الى الخلف ما أثار حيرتها .
- لا تلمسيني كان صوته منخفضا أنما خشنا خاليا من أي شعور كما كان وجهه شديد الشحوب كما ان النظرة التي بدت في عينيه قد أذهلتها .
لم تحاول تمارا ان تخفي جرح كبريائها أنها لن تبقى واقفة هناك باستكانة وتدعه يشتمها بكلامه ولكنها من ناحية أخرى لم يعد لديها شك في سبب غضبه هذا كان غاضبا منها كلا بل أكثر من غاضب كان ثائرا .
وحيث أنها كانت دوما متفائلة فقد كانت واثقة من انه مهما كان سبب غضبه فان ذلك من الممكن حسمه ووضع حد له إذا هما جلسا يتناقشان فيه بهدوء بصفتهما إنسانين عاقلين . ازدردت رقها وهي ترخي ذراعيها الى جانبيها ثم تقول
- كلاي لا ينبغي ان تعاملني بهذا الشكل أنا زوجتك ومن حقي ان اعرف ما الذي جرى ليدفعك الى توبيخي بهذا الشكل .
- فحملق فيها قائلا :- آه أحقا ؟ من حقك ان تعرفي اليس كذلك ؟ إذن كيف تكونين أنت وحدك صاحبة الامتياز في هذه الأسرة ألا تظنين أنني أنا أيضا كان لي الحق في ان اعلم قبل ان أدخلك منزلي وحياتي بأنك والدة ابنتي ؟
شعرت وكأنه دلق فوقها دلوا من الماء المثلج وجمدت لهول الصدمة فعادت تستند الى الجدار وهي تحدق فيه – كيف علمت ...
ولكن النظرة الهائلة في عينيه أنباتها بان الدمار الذي أحدثه قولها هذا قد وقع .
قال بصوت بارد – كيف علمت بالأمر ؟ انك طبعا واثقة من انك لن تخبريني .
- كلاي أنا ....
فقاطعها – هل ظننت حقا بإمكانك ان تفلتي من العقاب بعد الرشوة والكذب ؟
فقالت مذهولة – الرشوة ؟ الامل المفقود
اخبريني ماذا كانت خطتك الأساسية ؟ هل اقبل تالي هنا لتا خدي فرانسي مني ثم بعد ان وجدت أنني أرمل قررت ان الزواج مني هي طريقة أسهل للحصول عليها ؟
أم انك جئت عالمة بأنني أرمل وليس بإمكاني مقاومة تأثيرك الخداع ؟
- كلاي أرجوك انك لا تفهم ...
معك حق فانا لا افهم كيف ان آية امرأة أيه أم بإمكانها ان تتخلى عن طفلها ثم بعد سنوات وبعد ان يصبح الطفل جزءا من أسرة تحبه تقتفي أثره لتمزق بعد ان تجده . حياته بكل أنانية ...
أنا لم افعل ذلك استمع إلي يا كلاي ...
استمع إليك ؟ كرر كلماتها هذه بكره لكنه تابع قائلا – لا باس سأستمع أنما أجيبي على هذين السؤالين فقط الاول هل أنت والدة فرانسي ؟
ولم تشأ تمارا ان تستمر في الكذب فأجابت بصدق – نعم أنني أمها .
فلم يبد على وجه كلاي أي شعور الثاني هل كنت تعلمين عندما جئت إلي عيادتي لأول مرة أنني أبوها بالتكفل ؟
أدركت تمارا الفخ ألان ولكن الوقت قد فات لتجيبه فقالت وهي تحول نظراتها بعيدا – نعم كنت اعرف أنما ...
أذن حتى وجع الضرس كان كذبة ومازلت تتوقعين مني ان استمع إليك أتراك ربما تفكرين في ابتزازي ؟ فتطلبين مني مالا على ألا تطالبي بالوصاية على الطفلة ؟
فقالت تمارا – يا له من شيء كريه هذا الذي تقوله .
- آه انه شيء بسيط بالنسبة للأشياء التي أفكر فيها ولكنني لم اقلها لقد بقيت مفتونا بعذوبة كلامك أشهرا ومن المستحيل ان أمنحك فرصة بعد ألان لتعاودي نفث خداعك . الامل المفقود
واستدار فجأة مجتازا القاعة نحو المدخل فنادته تمارا - إلي أين أنت ذاهب ؟
ويبدو ان صفقة الباب خلفه بعنف قد هد من عزيمتها على الصمود .فانهارت على الأرض وقد منعتها الصدمة حتى على البكاء فجلست على السجادة السميكة وقد دفنت وجهها بين يديها الى ان سمعت صوت دقات الساعة الأثرية في غرفة الجلوس تعلن الرابعة .
كان هذا هو الوقت الذي عليها ان تحضر فيه فرانسي من الحفلة الى البيت .
سارت نحو الحمام لم تستطع في البداية ان تميز صورتها في المرأة لقد بدت بنفس المظهر الذي بدا عليه كلاي تقريبا كان وجهها شديد الشحوب وقد انبعثت نظراتها من أعماق نفس حزينة تعسة .
لم تكن تريد ان تراها فرانسي وأصدقاؤها بهذا الشكل إنما ليس بإمكانها أيضا ان تغتسل وتزين وجهها فاقتصرت على غسل وجهها بماء بارد ثم وضعت نظارات قاتمة على عينيها واندفعت خارجة من المنزل .
لم تكن سيارة كلاي في الكاراج ولكن السيارة الجاكوار الصغيرة التي كان قدمها إليها هدية العرس كانت هناك فاستقلتها وسارت تلك المسافة القصيرة الى منزل
صديقة فرانسي .
فتحت لها الباب والدة الفتاة التي نظرت الى تمارا بدهشة – مرحبا يا تمارا تفضلي بماذا استطيع ان أساعدك ؟ الامل المفقود
أرادت تمارا الدخول .ثم توقفت وقد تحيرت لهذا السؤال لقد جئت لأجل فرانسي يا مايبل لقد كنت قلت الساعة الرابعة اليس كذلك ؟ آسفة إذ تأخرت قليلا .
فقالت مايبل – ولكن فرانسي ليست هنا لقد أخذها كلاي منذ ساعة تقريبا لقد قال ان ظروفا قد الجاته الى ان ياخد ها لرؤية جديها لقد كانت تمارا تعرضت الى اعنف المشاعر ألما عقوبة لها ولكن الخوف تملكها ألان ولا بد ان هذا قد ظهر على وجهها لان الاهتمام بدا على وجه مايبل لم يكن هناك باس في ان ادعها تخرج معه اليس كذلك ؟ فهو أبوها .
فازدردت تمارا ريقها – نعم نعم طبعا أظن ان وجهتي نظرنا أنا وكلاي قد تعارضتا آسفة لإزعاجك .
ودعتها وعادت مسرعة الى سيارتها حيث جلست فيها وهي ترتجف لماذا ذهب كلاي الى المزرعة أخذا فرانسي معه ؟ لماذا لم يخبرها بما سيفعله ؟ ومتى يعودان ؟
وعندما تأكدت من ان بإمكانها ان تسوق السيارة دون ان تسبب حادثا تحركت بها عائدة الى البيت حيث أخذت تفكر في وضعها .

الامل المفقود 18-10-13 08:43 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
لم تسمع جوابا . وأخيرا جلست على الأرض وقد تملكها الضجر والإذعان وذلك أمام باب المكتب مباشرة مسندة ظهرها الى الجدار ليس من عادة كلاي ان يتعمد جرحها بهذا الشكل وهي لن تدعه يغيب عن بصرها قبل ان يخبرها عن هذا الأمر . الامل المفقود
بعد ذلك بدقائق فتح الباب ووقف أمامها وهو يترنح وكأنه أفاق من صدمة فشهقت وقالت – عزيزي ماذا حدث ؟ ومدت يديها اليه ولكنه تراجع الى الخلف ما أثار حيرتها .
- لا تلمسيني كان صوته منخفضا أنما خشنا خاليا من أي شعور كما كان وجهه شديد الشحوب كما ان النظرة التي بدت في عينيه قد أذهلتها .
لم تحاول تمارا ان تخفي جرح كبريائها أنها لن تبقى واقفة هناك باستكانة وتدعه يشتمها بكلامه ولكنها من ناحية أخرى لم يعد لديها شك في سبب غضبه هذا كان غاضبا منها كلا بل أكثر من غاضب كان ثائرا .
وحيث أنها كانت دوما متفائلة فقد كانت واثقة من انه مهما كان سبب غضبه فان ذلك من الممكن حسمه ووضع حد له إذا هما جلسا يتناقشان فيه بهدوء بصفتهما إنسانين عاقلين . ازدردت رقها وهي ترخي ذراعيها الى جانبيها ثم تقول
- كلاي لا ينبغي ان تعاملني بهذا الشكل أنا زوجتك ومن حقي ان اعرف ما الذي جرى ليدفعك الى توبيخي بهذا الشكل .
- فحملق فيها قائلا :- آه أحقا ؟ من حقك ان تعرفي اليس كذلك ؟ إذن كيف تكونين أنت وحدك صاحبة الامتياز في هذه الأسرة ألا تظنين أنني أنا أيضا كان لي الحق في ان اعلم قبل ان أدخلك منزلي وحياتي بأنك والدة ابنتي ؟
شعرت وكأنه دلق فوقها دلوا من الماء المثلج وجمدت لهول الصدمة فعادت تستند الى الجدار وهي تحدق فيه – كيف علمت ...
ولكن النظرة الهائلة في عينيه أنباتها بان الدمار الذي أحدثه قولها هذا قد وقع .
قال بصوت بارد – كيف علمت بالأمر ؟ انك طبعا واثقة من انك لن تخبريني .
- كلاي أنا ....
فقاطعها – هل ظننت حقا بإمكانك ان تفلتي من العقاب بعد الرشوة والكذب ؟
فقالت مذهولة – الرشوة ؟ الامل المفقود
اخبريني ماذا كانت خطتك الأساسية ؟ هل اقبل تالي هنا لتا خدي فرانسي مني ثم بعد ان وجدت أنني أرمل قررت ان الزواج مني هي طريقة أسهل للحصول عليها ؟
أم انك جئت عالمة بأنني أرمل وليس بإمكاني مقاومة تأثيرك الخداع ؟
- كلاي أرجوك انك لا تفهم ...
معك حق فانا لا افهم كيف ان آية امرأة أيه أم بإمكانها ان تتخلى عن طفلها ثم بعد سنوات وبعد ان يصبح الطفل جزءا من أسرة تحبه تقتفي أثره لتمزق بعد ان تجده . حياته بكل أنانية ...
أنا لم افعل ذلك استمع إلي يا كلاي ...
استمع إليك ؟ كرر كلماتها هذه بكره لكنه تابع قائلا – لا باس سأستمع أنما أجيبي على هذين السؤالين فقط الاول هل أنت والدة فرانسي ؟
ولم تشأ تمارا ان تستمر في الكذب فأجابت بصدق – نعم أنني أمها .
فلم يبد على وجه كلاي أي شعور الثاني هل كنت تعلمين عندما جئت إلي عيادتي لأول مرة أنني أبوها بالتكفل ؟
أدركت تمارا الفخ ألان ولكن الوقت قد فات لتجيبه فقالت وهي تحول نظراتها بعيدا – نعم كنت اعرف أنما ...
أذن حتى وجع الضرس كان كذبة ومازلت تتوقعين مني ان استمع إليك أتراك ربما تفكرين في ابتزازي ؟ فتطلبين مني مالا على ألا تطالبي بالوصاية على الطفلة ؟
فقالت تمارا – يا له من شيء كريه هذا الذي تقوله .
- آه انه شيء بسيط بالنسبة للأشياء التي أفكر فيها ولكنني لم اقلها لقد بقيت مفتونا بعذوبة كلامك أشهرا ومن المستحيل ان أمنحك فرصة بعد ألان لتعاودي نفث خداعك . الامل المفقود
واستدار فجأة مجتازا القاعة نحو المدخل فنادته تمارا - إلي أين أنت ذاهب ؟
ويبدو ان صفقة الباب خلفه بعنف قد هد من عزيمتها على الصمود .فانهارت على الأرض وقد منعتها الصدمة حتى على البكاء فجلست على السجادة السميكة وقد دفنت وجهها بين يديها الى ان سمعت صوت دقات الساعة الأثرية في غرفة الجلوس تعلن الرابعة .
كان هذا هو الوقت الذي عليها ان تحضر فيه فرانسي من الحفلة الى البيت .
سارت نحو الحمام لم تستطع في البداية ان تميز صورتها في المرأة لقد بدت بنفس المظهر الذي بدا عليه كلاي تقريبا كان وجهها شديد الشحوب وقد انبعثت نظراتها من أعماق نفس حزينة تعسة .
لم تكن تريد ان تراها فرانسي وأصدقاؤها بهذا الشكل إنما ليس بإمكانها أيضا ان تغتسل وتزين وجهها فاقتصرت على غسل وجهها بماء بارد ثم وضعت نظارات قاتمة على عينيها واندفعت خارجة من المنزل .
لم تكن سيارة كلاي في الكاراج ولكن السيارة الجاكوار الصغيرة التي كان قدمها إليها هدية العرس كانت هناك فاستقلتها وسارت تلك المسافة القصيرة الى منزل
صديقة فرانسي .
فتحت لها الباب والدة الفتاة التي نظرت الى تمارا بدهشة – مرحبا يا تمارا تفضلي بماذا استطيع ان أساعدك ؟ الامل المفقود
أرادت تمارا الدخول .ثم توقفت وقد تحيرت لهذا السؤال لقد جئت لأجل فرانسي يا مايبل لقد كنت قلت الساعة الرابعة اليس كذلك ؟ آسفة إذ تأخرت قليلا .
فقالت مايبل – ولكن فرانسي ليست هنا لقد أخذها كلاي منذ ساعة تقريبا لقد قال ان ظروفا قد الجاته الى ان ياخد ها لرؤية جديها لقد كانت تمارا تعرضت الى اعنف المشاعر ألما عقوبة لها ولكن الخوف تملكها ألان ولا بد ان هذا قد ظهر على وجهها لان الاهتمام بدا على وجه مايبل لم يكن هناك باس في ان ادعها تخرج معه اليس كذلك ؟ فهو أبوها .
فازدردت تمارا ريقها – نعم نعم طبعا أظن ان وجهتي نظرنا أنا وكلاي قد تعارضتا آسفة لإزعاجك .
ودعتها وعادت مسرعة الى سيارتها حيث جلست فيها وهي ترتجف لماذا ذهب كلاي الى المزرعة أخذا فرانسي معه ؟ لماذا لم يخبرها بما سيفعله ؟ ومتى يعودان ؟
وعندما تأكدت من ان بإمكانها ان تسوق السيارة دون ان تسبب حادثا تحركت بها عائدة الى البيت حيث أخذت تفكر في وضعها .

الامل المفقود 18-10-13 08:45 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
في الساعتين الاولتين استطاعت ان تبقي نفسها مشغولة ما تمكنت معه من دفع مخاوفها جانبا لقد جن جنون كلاي منها وهو قد أراد ان يبتعد عنها ولهذا اخذ فرانسي الى المزرعة وسيعودان بعد ان يهدا قليلا .
حاولت ان تتفرج على التلفزيون من السابعة الى التاسعة ولكنها في كل مرة كانت تسمع فيها صوت سيارة تمر قرب المنزل كانت تقفز لتنظر من النافذة لترى ان كانا قادمين ولكن عبثا .
ومن الساعة التاسعة الى العاشرة كانت تنتقل من نافذة الى أخرى أملة ان ترى ضوء سيارته .
في العاشرة وخمس دقائق طلبت المزرعة هاتفيا وعندما سمعت الهاتف يرن في الناحية الأخرى ارتجفت خوفا . ماذا لو لم يكونا هناك ؟ ماذا لو ان كلاي كان قال لــ مايبل أنهما ذاهبان الى المزرعة لأنه لم يكن يريد ان تعلم تمارا مكانهما ؟ أتراه يخطف ابنته لكي يبعدها عن أمها الحقيقية ؟
وأخيرا أجابت روث على الهاتف . الامل المفقود
- روث أنا تمارا هل .... هل كلاي وفر انسي عندك ؟
وحبست أنفاسها بانتظار الجواب .
وعندما جاءها الجواب كان حياديا لا يحتوي على المودة ولا الجفاء – نعم أنهما هنا يا تمارا الم تكوني تعلمين بذلك ؟
فأجابت متلعثمة – لم ... لم أكن متأكدة هل بإمكاني ان أتحدث الى كلاي ؟
فقالت روث – سأناديه . ثم سمعت تمارا لغط أصوات ولم تستطع تمييز ما كان يقال .
وأخيرا عادت روث تقول – آسفة يا تمارا ولكن كلاي يقول انه لن يتكلم معك .
فصعدت شهقة باكية من تمارا تبعتها آهة فسألتها روث بقلق – تمارا هل انت بخير ؟ ما الذي يحدث اخبريني لقد جاءنا كلاي وهو كالمجنون انه يقول انك تحاولين اخذ فرانسي منه .
ولأول مرة منذ ابتدأ كل هذا فاضت الدموع من عيني تمارا لتغسل وجنتيها وهي تصرخ – هذا غير صحيح أنني لم أفكر في ذلك قط .
- وهل أنت والدة فرانسي الحقيقية ؟
فتناولت تمارا منديلا ورقيا من العلبة بجانب الهاتف وهي تجيب – نعم ولكنني لا ادري كيف علم بذلك ...
وأدركت لتوها انه كان لها ان تقول ذلك فبدا الجفاء في صوت روث ألان وهي تقول – لا أظن انه خطر لك ان تخبريه بذلك بنفسك .
فقالت تمارا بصوت باك – آه يا روث لقد كنت أعاني من العذاب المبرح لهذا الأمر منذ البداية من الواضح ان قراري كان خاطئا ولكنني لم اقصد الأضرار به قط .
فقالت روث وقد بدا ألان غضبها واضحا – ولكنك أضررت به فعلا الى حد بالغ وشديد القسوة انه هنا منذ ساعات وما زال لم يهدا بعد الى حد يمكنه ان يقدم لنا تفسيرا واضحا لما حدث أنني أرى من الصعب التسامح في ذلك واشك في انه سيصفح عنك أبدا .
فارتجفت تمارا بسلسلة من الشهقات ومضت لحظة قبل ان تقول – ولكنك لم تسمعي قط القصة من ناحيتي أنا وكذلك لم يسمعها احد أخر .
فاعترفت روث قائلة – هذا صحيح ولكنني رأيت ما فعلته بابني . وبصراحة لا أرى كيف يمكن ان يكون ثمة عذر لذلك . الامل المفقود
كانت تمارا تعلم ان الحق مع حماتها في هذا الغضب فقد كان سيتملكها الشعور لو ان أحدا اضر بفرانسي كما فعلت هي بكلاي ولهذا لن تسامح نفسها قط على العذاب الذي سببته لزوجها لقد فتح لها قلبه كما فتح لها منزله فكان ان قابلت هذا بالكذب والخداع .
وأخذت منديلا ورقيا أخر جففت به انفها ودموعها – روث هل فرانسي بخير ؟ هل هي خائفة أو مستاءة ؟
- ان فرانسي بخير ما ان أدركنا مبلغ انهيار وتحطم كلاي حتى أخذها جيم الى منزله وكأتي تعتني بها .
فتملك تمارا الارتياح على الأقل لم تكن ابنتها في وسط هذه المعمعة الرهيبة وستبدل كل ما في وسعها لتبقي الأمر بهذا الشكل ومن ناحية أخرى فقد خسرت هي رضي أل راتلدج عنها فقالت – أظن ... أظن الأسرة جميعها تعلم ألان بما حدث ؟
لم تكن تعني بقولها هذا سؤالا لها ولكن روث أجابت - نعم بالطبع وهذه هي فائدة الأسرة وهي ان يساند بعضها البعض في الملمات .
فقالت متألمة بصوت عال – ما كنت اعرف هذا لم تتصرف أسرتي معي بهذا الشكل قط .
لم تكن تقصد ان تفكر بصوت عال ولهذا غيرت الموضوع بسرعة ان أخر شيء تريده هو الشكوى وإظهار نفسها ضحية مسكينة ... وقالت - هل ... هل سيعود كلاي وفر انسي الى المنزل هذه الليلة ؟
ساد الصمت لحظة قبل ان تجيب روث – اشك في ذلك ولكنني ساسا له إذا شئت ذلك .
كانت تمارا تعلم الجواب مسبقا ولكنها أرادت السؤال فقط لترى ان كان هناك أمل فقالت – كلا لا تزعجيه وانطلقت شهقاتها متتابعة ما لم تستطع معه متابعة الكلام فأقفلت الهاتف وتهالكت على الأرض وهي تنشج وتنوح ... الامل المفقود


انتهى الفصل التاسع

الامل المفقود 18-10-13 08:51 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
والان اذا انتم حابين تعرفوا باقي الاحداث في الفصلين الاخيرين انا حابة اشوف ردودكم على الفصول اللي وصلتكم ...
والا راح اتعبكم معايا حتى اوصلكم للنهاية سامحوني طالبة منكم شوية حماس فقط طبعا هذه اذا كنتم تحبوا تعرفوا .....

تحياتي للجميع طبعا مع حبي

saeda45 18-10-13 11:05 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
شكراااااااا على المجهود الرائع و مستنيين التكملة على نار ما تطولى كتير علينا و كل سنة وانى طيبة عيدك سعيد

زهرة منسية 18-10-13 11:49 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
يسلم ايديكى امولتى
فصل رائع ما تصورتس ان رد فعل كلاى هيكون بالطريقة دى
بانتظار الفصلين بليز لا تطولى

الامل المفقود 20-10-13 09:18 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
ولعيونكم نبدأ مع
الفصل العاشر ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

استيقظت تمارا في اليوم التالي وكان الأحد لتجد نفسها وحيدة في غرفتها وفي المنزل بأسره لم يرجع كلاي ولم يكن لديها فكرة متى سيكون ذلك وكانت هذه هي أول ليلة يمضيانها متفرقين منذ ليلة العرس ووجدت نفسها ضائعة محطمة القلب .الامل المفقود
استغرقت الليلة الماضية في النوم حالما دخلت غرفتها وقد تملكها الإرهاق ولكن نومها ذاك كان مضطربا حافلا بأولاد ضائعين وأحباب دون وجوه ولكنها تعرفهم وكانوا يشيرون إليها إشارات تحوي خيبة الامل والاتهام بالعار . الامل المفقود
وبعد ان أنهت ارتداء ثيابها نزلت الى المطبخ في الطابق الأسفل لتصنع فنجان قهوة ولم تكن قد أكلت شيئا منذ غداء أمس .
أثناء انتظارها غليان أبريق القهوة أجفلت لسماعها المفتاح يدور في قفل الباب الخارجي . انه كلاي . لا بد انه هو فالمفتاح لا يملكه سواهما هما الاثنين .
فتح الباب ثم أغلق فسقط من يدها الفنجان الذي كانت قد أخرجته لتوها من الخزانة. سقط على الأرض محطما ولكنها لم تنتبه لذلك وهي تركض نحو المدخل .
كان كلاي متكئا على الباب يحدق في الفراغ فقالت له – عزيزي أرجوك ان تسامحني لشد ما أنا آسفة ...
وأخرستها النظرة التي رمقها بها وأوقفتها عن التقدم اليه كانت نظرة تفيض عداء وقسوة.
لم يقل شيئا وإنما بقى فقط يحدق فيها وليس فيه ما يشجعها على الاقتراب منه كان واضحا ان عودته هذه لم تكن للمصالحة وعند ذلك فقط انتبهت الى ان فرانسي ليس لها اثر فسارعت تقول – أين فرانسي ؟
لا تقلقي عليها لقد رعيتها طوال حياتها ولن أغير مسلكي هذا ألان أنها ستقيم في المزرعة مع أمي وأبي الى ان تستقر الأمور بيني وبينك .
فهزت تمارا رأسها وقد ملاها الندم لشد ما كرهت ان تسبب لهذا الرجل كل هذه الآلام ولكنها كانت تزيد من ذلك كلما تكلمت :- كلاي انك موضع اهتمامي الاول ألان لأنني اعلم انك لن تدع أي ضرر يلحق بفرانسي ولكنني كنت أتوقع ان تأتي بها معك . الامل المفقود
وبدا لحظة وكأنه يوشك ان يترنح ولكنه تمالك نفسه – لا أريد مزيدا من الكذب يا تمارا لا استطيع تحمل هذا كان يتكلم بضعف .وبدا وحيدا منهزما الى حد كان كل ما عليها ان تفعله هو ان تقرب المسافة بينهما ولكن ما بدا على ملامحه انذرها بان تبقى حيث هي ولا تتقدم نحوه .
فقالت بدلا من ذلك – أنني لا اكذب عليك أنني لم اكذب قط بالنسبة الى مشاعري نحوك انظر لقد صنعت قهوة لتوي فتعال الى المطبخ وتناول فنجانا منه هل أكلت ؟
فكان كل جوابه ان هز رأسه .
أذن فسأصنع فطورا واستدارت سائرة ببطء نحو المطبخ دون ان تدري ما إذا كان سيتبعها أم لا .
لكنه قال – لا أريد ان أكل .
فحاولت ان تجعل صوتها هادئا وهي تكلمه – سأصنع فقط شيئا من الشاي والخبز المحمص .
فشعرت بالارتياح وهي تراه يتبعها فاخدت تحضر الشاي بينما سحب هو كرسيا بعيدا عن المائدة وكاد يسقط وهو يجلس عليها لم يكن يبدو لها انه أوى الى سريره الليلة الماضية كان في حالة صدمة قوية ولكنها كانت تعلم انه لن يدعها تساعده عليها ان تكون حذرة فلا تبعده عنها مرة أخرى فقد كان وصوله الى البيت سالما بمثابة أعجوبة وقيادته السيارة وهو بهذه الحالة كان يمكن ان يؤدي به الى كارثة .
لم يأخذ صنع الشاي وتحمص الخبز أكثر من دقيقتين . قالت وهي تضع أمامه الخبز والشاي – هاك ان عليك ان تأكل شيئا . الامل المفقود
اوما برأسه مطيعا وقضم لقمة ولكنه لم يدعها للجلوس معه ولم تكن هي في العادة بحاجة الى دعوة منه لذلك ولكنها لن تشأ ان تفترض أي شيء يتعلق به وبدلا من ذلك تركت المطبخ الى الخارج لتحضر جريدة الصباح كانت جارتها القريبة وهي زوجة طبيب أمراض جلدية وشديدة الولع بالعمل في الحديقة كانت تشذب صفا من أشجار الورد بين منزليهما فابتدأت بالحديث الذي لم تستطع تمارا بتره دون ان تبدو فظة .
مرت خمس دقائق قبل ان تستطيع التخلص منها وعندما عادت الى المطبخ وجدت كلاي نائما ورأسه بين ذراعيه وامتلأ قلبها عطفا يا للعزيز المسكين انه محطم تماما .
بعد ان جمعت الأطباق الفارغة بكل هدوء ووضعتها في الحوض تقدمت تقف بجانبه تراقبه أثناء نومه كان يبدو غاية في العجز وعدم الارتياح في نومه على المائدة بهذا الوضع لو انه فقط يسمح لها بان تخبره بوجهة نظرها من القصة لما كان شعوره بأنه مخدوع في مثل هذه القوة .
ابتدأ يتحرك فهزته برقة بالغة كلاي استيقظ ودعني أساعدك في الصعود الى غرفتك فترتاح .
فرفع رأسه يتمتم بخشونة وهو يعاود وضع رأسه على المائدة – لا أريد رعايتك لا أريد أما فان لدي واحدة .
شعرت بالارتياح لأنه على الأقل لم يصرخ بها عادت لتقول اعلم ذلك ولكنك بحاجة الى الراحة ولن ترتاح ألا في غرفتك استيقظ فقط بشكل يكفي لكي أساعدك في الصعود الى الطابق العلوي .

الامل المفقود 20-10-13 09:20 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
وهذه المرة لم يرفع رأسه فقط وإنما دفعها عنه وهو يجلس قائلا – لست بحاجة الى مساعدة ووقف مترنحا ثم كاد يهوي الى الأرض الى ان تماسك واستدار يصعد السلم وعندما أخد يجر نفسه صاعدا درجة درجة كانت هي في أثره .
وصل متعثرا الى غرفته ومن ثم انهار على جانب السرير وهو يئن كان نائما على غطاء السرير ولكنها لم تشأ ان تجعله ينهض مرة أخرى فأحضرت دثارا خفيفا غطته به .
في هذه الأثناء كان هو قد نام أو ظنته على الأقل ولدهشتها الشديدة إذا به يهمس – آه يا حبيبتي لشد ما احبك . ثم إذا به يستغرق في نوم عميق .
أغلقت تمارا باب غرفة النوم بهدوء ثم قفزت تهبط السلم بسرعة بالغة .
لشد ما احبك لشد ما احبك لقد اعترف بذلك انه يحبها . الامل المفقود
هل يعني هذا انه سيصفح عنها ؟ وانه ما زال يريدها رغم خداعها له ؟ وانه سيعترف بها أما لــ فرانسي ؟ وانه ما زال يريد ان يمنحها أولادا ؟
لم تدم بهجتها هذه سوى ربع الساعة هدأت بعدها لتتخلى عن أفكارها تلك تاخد في مواجهة الحقيقة القاسية .
اخدت أولا تحاول تقييم الوضع بينما ابتدأت في أعداد الغداء وكانت تقف أمام الثلاجة تلقي نظرة شاملة على ما لديهم من اللحومات ماذا عندنا ؟ ان كلاي يحب الكستلاته المشوية ولكن فرانسي لا تحبها ولكن فرانسي وكلاي يحبان هما الاثنين الدجاج ...
ثم توقفت وقد أصيبت بصدمة . ان فرانسي غير موجودة لقد تركها كلاي في المزرعة مع جديها ولكن لماذا فعل ذلك بينما جاء هذا الصباح ليخبر تمارا انه يحبها وقد صفح عن كل شيء ؟ ولماذا ما زال يشعر بكل ذلك العذاب إذا كان قد حل المشكلة كما يحب ؟ لماذا ما زال يبدو غاضبا منها أذا كان قد اكتشف أنها حبيبة عمره ولا يستطيع العيش من دونها ؟
عند ذلك تبددت أفكارها لتوجهها الحقيقة الباردة القاسية ان كلاي لا يحبك أيتها الحمقاء . حتى المودة لا يشعر بها نحوك انه في الواقع لا يكاد يطيق البقاء بقربك صحيح هو قال انه يحبك ولكنه لم يكن يتحدث إليك لا بد انه وهو بين الإرهاق والنوم قد ظن ان اليسيا هي التي تكلمه أنها اليسيا التي يريد اليسيا التي يستميت في حبها الى درجة يفضل معها ان يعيش مسترجعا صورها في خياله .
وأغلقت باب الثلاجة ثم ابتعدت .
بعد ان رفعت أجزاء الفنجان المكسور عن الأرض توجهت الى المكتبة حيث رفعت سماعة الهاتف واتصلت بالمزرعة وإجابتها والدة كلاي أنا تمارا يا روث أريدك فقط ان أطمئنك الى ان كلاي هنا انه ما زال غاضبا مني ولكنني استطعت ان اجعله يأكل شيئا سقط بعدها نائما على المائدة لقد ساعدته للوصول الى غرفته وهو مستريح ألان تماما وقد يمضي الساعات نائما .
فقالت روث شاكرة – أنا اقدر لك هذا الاتصال بي لكي تطمئنيني يا تمارا لقد كنت شديدة القلق عندما خرج في سيارته هل قلت انك ساعدته للوصول الى غرفته ؟ الامل المفقود
فأدركت تمارا قصدها فقالت – لا تاخدي لهذا أي معنى فهو لم يرضى بمساعدتي له ألا مرغما ولأنه لم يستطع القيام بذلك بنفسه أظن ... أظن بإمكانك ان تعتبري انه كان في حالة انهيار ولم اعرف ما افعل . ولم تشأ ان تتحدث عن مخاوفها وهي تتابع قائلة – اعلم انه لا يريدني ان أخده الى الطبيب ...وأنهت كلامها وهي تشهق باكية .
فقالت روث – إذا شئت نصيحتي فانا أرى ألا تفعلي شيئا فقط دعيه ينام فهو بحاجة الى هذا أكثر من أي شيء أخر فمن تجاربي أثناء تربية أولادي هو ان النوم العميق هو أكثر الأمور شفاء وترددت ثم عادت تقول – وألان دعينا نتكلم عنك يبدو ان حزنك يعادل حزن كلاي هل أنت بخير ؟
كبحت تمارا شهقة أخرى أنها لا تريد ان تبكي أكثر من ذلك لم يبق في عينيها دموع فقالت بصدق اشعر وكأن فأسا قد هوت علي ولكنني تعودت على التماثل فلدي تجارب كثيرة ولهذا سأنجو هذه المرة أيضا فقط لو استطيع ان اجعل كلاي يستمع الى دفاعي عن نفسي في هذا الأمر ولكنه شديد الغضب مني ...
فقاطعتها روث – ان جرحه بالغ وقد فارقه ألان الكثير من اضطرابه عليك ان تمنحيه وقتا يستجمع فيه شتات نفسه وأثناء ذلك إذا أردت ان تتحدثي فانا أحب ان استمع أليك .
فاتسعت عينا تمارا – أحقا ستستمعين إلي ؟ الامل المفقود
فأجابت روث مؤكدة – طبعا . أنني آسفة لأنني كنت غاضبة منك أمس ولكن كلاي كان يتكلم كالمجنون فلا يفهم احد منه شيئا . كانت الأسرة كلها في هرج ومرج فإذا أمكنك ان تسمعيني القصة منذ البداية وتخبريني بما حدث بالضبط فسأكون شاكرة لك على الدوام .
وشعرت تمارا بالهدوء . لقد وجدت أخيرا من يستمع إلي وجهة نظرها . وقد لا تصدقها روث ولكنها ستستمع على كل حال وستحاول ان تفهمها – أنا ... سأحدثك عما قاد الى تلك العاصفة أمس . ولكنني ما زلت لا اعرف ما حدث قبل ان يخرج كلاي من مكتبه بذلك الشكل العاصف .
ابتدأت تتحدث عن خلفياتها الأسرية ثم زواجها المتهور وحملها ثم وفاة زوجها أعقبه هجرة والديها الى ولاية أخرى حدثتها عن تحطم قلبها وهي تضع توقيعها متنازلة عن طفلتها نفورها من والديها ضيق ذات اليد عدم توفر العمل ولا المال ولا أي شيء وأخيرا قرارها للبحث عن ابنتها . الامل المفقود
قالت بصوت حزين أنني لم اقصد قط التدخل في حياة فرانسي كل ما كنت أريده هو ان أراها واطمئن الى أنها تحظي برعاية جيدة وعندما جئت الى سان انطونيو لم يكن لدي فكرة عن ان زوجة كلاي قد ماتت . وهكذا عندما وجدت انه أرمل وبحاجة الى مربية لفرا نسي ... حسنا لا بد انك تفهمين ... كان هذا الوضع مساعدة لي بحيث لم استطع تجاهله .
وصدرت عنها شهقة أخرى كادت تمزقها فاخدت نفسا عميقا ثم تابعت – كان يجب ان اخبر كلاي بأنني والدة فرانسي ولكنني كنت اعلم انه سيرفضني حينذاك ولهذا لم استطع القيام بذلك . أنني أحبه بقدر ما أحبها وأنا لن أؤذي أيا منهما بتاتا .
وساد صمت بين الاثنتين ثم قالت روث – هل تقسمين بان لن تاخدي أبدا فرانسي بعيدا عن كلاي ؟

الامل المفقود 20-10-13 09:22 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
فقالت تمارا بحرارة اقسم ان كلاي هو أبوها من الناحيتين القانونية والفكرية و اليسيا كانت أمها ان هذا رباط لا يمكنني فصمه حتى ولو شئت أنا ذلك ان فرانسي تحبني ولكنها تحب أباها وذكرى أمها وهي لن تعلم بحقيقة صلتي بها ألا إذا أراد كلاي ان يخبرها .
وساد صمت قصير مرة أخرى قبل ان تقول روث – إنني أريد ان أصدقك يا تمارا بل أنا أصدقك فعلا ولكنك تفهمين ان وفائي الاول هو لابني .
فأسرعت تمارا تطمئنها قائلة – وهذه ما يجب ان يكون وأنا أتمنى لو كانت أمي مثلك هل من الممكن ... اعني هل استطيع ان أتحدث الى فرانسي ؟ أعدك بالا اجعلها تستاء من شيء . الامل المفقود
كان الصمت من ناحية روث هذه المرة أطول ولم تدهش تمارا عندما قالت روث أخيرا أنا آسفة ولكن كلاي ترك أوامر مشددة بالا يسمح لك بالتحدث الى فرانسي هاتفيا أو ان تريها ولدى عمال المزرعة أوامر بان لا يسمحوا لك بالدخول أليها .
وشملت تمارا موجة من اليأس وكانت ألان هي التي لم تستطع الكلام ما الذي فعلته ليكون معتبرا بهذا المبلغ من السوء نعم لقد كذبت عليه ولكنها لم تكن تنوي قط التسبب له بدمار أو أذى لقد كانت منحته حبا غير مشروط أو متحفظ وقد قبل هو هذا وسعد به رغم انه كان اعترف بان ليس في أمكانه ان يرد بالمثل فلماذا أذن كل هذا العناد وهذه السرعة في ظن السوء بها ؟ الامل المفقود
وعندما تكلمت أخيرا كان ناضحا بالألم - أنني متفهمة وأشكرك للاستماع الى توضيحي ...
واختنق صوتها فقطعت الاتصال .
بقى كلاي نائما الى ما بعد الظهر وملأت تمارا فراغ الوقت بأعمال لا معنى لها حاولت القراءة أولا الصحيفة ثم مجلة كانت في بريد الصباح وأخيرا رواية تحمس لها النقاد ولكنها لم تفهم شيئا كان كل ما يدخل ذهنها يعود فيخرج منه .
وعندما ابتدأت تشعر بالدوار أدركت ان ذلك سببه عدم تناول الطعام منذ مدة طويلة فسخنت علبة حساء وأرغمت نفسها على ابتلاعها ثم أدارت التلفزيون كانت أخبار الظهيرة متوسطة الأهمية ولكن كل شيء بعد ذلك كان فاترا مملا وأخيرا أقفلت الجهاز ثم تكورت على الأريكة كانت عيناها محمرتين من الدموع التي ذرفتها والتي أمسكتها ربما إذا هي أراحتهما فترة ...
تحركت تمارا بضيق واخدت تتقلب تبغي مزيدا من الراحة كان ثمة شيء غير مستحب
وساورها أحساس بشيء يتحرك على وجنتها وكأنما هناك من يراقبها ولكنها لم تستطع الاستيقاظ هذا الى أنها كانت وحدها في المنزل ما عدا ...
وفتحت عينيها فجأة فرات كلاي واقفا بجانب الأريكة ينظر أليها كان قد اغتسل وحلق ذقنه وبدل ملابسه فلم يبد أكثر ارتياحا فقط وإنما كذلك أكثر نشاطا واستعدادا للعمل كان على وجهه كذلك تعبير بالغ الغرابة كان تقريبا مزيجا من العطف والندم ولكن قبل ان تتمكن من حل رموزه كان قد تلاشى وحل محله العبوس . الامل المفقود
اندفعت جالسة وهي تفرك عينيها – أنني لم أسمعك أظنني غفوت ... الامل المفقود
فقال بصوت مجرد من المشاعر – لقد وضعتني في غرفتي هذا الصباح فلماذا لم تذهبي الى غرفتك أنت أيضا بدلا من النوم على تلك الأريكة المتعبة ؟
فنظرت اليه وقد تملكها الاضطراب – لم أكن أظنك تريدني ان ادخل الغرفة .
فانتفض قائلا – ما هذا يا تمارا ؟ ان في هذا البيت العديد من غرف النوم ما يجعله كالفندق كان يمكنك ان تنامي في أي واحدة منها .
كان واضحا أنها نطقت مرة أخرى بالكلام غير الملائم لماذا طوال اليومين الماضيين لم تكن تتكلم ألا لتنطق بحماقة جديدة ؟ حتى لكانها ليست خريجة جامعة ؟ ان عليها بعد ألان ان تفكر جيدا قبل ان تتكلم .
وإذ صممت على الإسراع بتغيير الموضوع اتجهت نحو القاعة وهي تقول – أظن ان علينا نحن الاثنين ان نأكل وإذ اتجهت نحو المطبخ كان هو يسير بجانبها سألته – هل بمقدورك تناول طعام خفيف ؟ وكانت تحاول جهدها التحول بالحديث عن مشكلتهما الى ما بعد تناولهما شيئا من الطعام ولكنه امسكها بذراعها وأدارها نحوه باستسلام سأخبرك بما ليس بمقدوري وهو الشجار معك لقد مزقني هذا أشتاتا فلندع أذن هذا الخصام ولنحاول التوصل الى نوع من الحسم .
فرفعت نظراتها اليه فعلمت ان الرعب الذي شعرت به لكلماته هذه لا بد ظهر في عينيها – الحسم .؟ الامل المفقود
فبدت عليه الحيرة – طبعا يا تمارا ان لي الحق في ان اعلم بما تفكرين في تحقيقه من وراء مشروعك الكبير هذا هل خططت لكل ذلك بما فيه الزواج مني قبل ان تأتي الى هنا أم انه خطر لك بعد قدومك ؟
يبدو انه متأكد تماما من الأمر ولكن ربما كان يعني بكلمة الحسم هو معرفة ما حدث .
فقالت – لقد جئت الى هنا لسبب واحد فقط وهو ان أرى ابنتي و اتاكد من أنها سعيدة ومعافاة ولم يكن في نيتي ان أفصح عن شخصيتي لأي منكما وأنا لم اعلم بأنك أرمل ألا بعد وصولي الى هنا ولو لم تذكر انك بحاجة الى مديرة منزل ذلك النهار في عيادتك لكنت عدت الى بلدي في الصباح التالي امنحني شيئا من الثقة يا كلاي لم يكن ثمة سبيل الى ان اعلم أنني سأقع في غرامك .
كان في الواقع قد انكمش إزاء انفجارها هذا وأشاح بوجهه وهو يقول بصوت أجش – لا تقولي هذا لا أريد سماع المزيد من أكاذيبك كل ما أريده ألان هو الحقيقة . الامل المفقود
فمالت تمارا فجأة مستندة الى الجدار وقد شعرت بالانهيار في الوقت الذي استعد فيه كلاي للاستماع الى إيضاحها للأمر لم تشعر بالمقدرة على القيام بذلك كانت المرارة والشكوك تملا نفسه وربما سينتهي بهما الأمر الى تمزيق كل منهما للأخر .
قالت هذا ما كنت سأخبرك به الحقيقة كلها ولا شيء غيرها ولكن قبل ذلك ساعد شيئا نأكله ان الشجار مع شخص يستنفد الكثير من الطاقة ونحن الاثنان قد استنفدنا طاقتنا هل يناسبك طبق من الأيس كريم ؟
فاوما دون ان ينظر أليها ثم قال وهو يبتعد سأنتظر في غرفة المكتبة .

الامل المفقود 20-10-13 09:23 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
تبعته تمارا بعد دقائق حاملة صينية عليها طبقان كبيران من الأيس كريم وكوبان مستطيلان من الشاي المثلج وضعتها على منضدة صغيرة ثم ناولته احد الطبقين وكان جالسا على مقعد جلدي قرب المدفأة ثم وضعت كوبه على منضدة صغيرة بجانبه .
جلست على الأريكة وطبقها بيدها وهي تقول راجية ان يكون في هذا الحديث القصير ما يخفف من كآبة الجو بينهما يقولون ان ليس ألابس كريم قيمة غذائية معتبرة ولكنه في الحقيقة كذلك . الامل المفقود
فتمتم قائلا بصفته طبيب أسنان . انه سيء بالنسبة الى الأسنان ففيه سكر كثير .
بدت على شفتيها شبه ابتسامة – نعم أنا اعلم ذلك ولكنني على استعداد للتضحية بأحد أسناني أذا كان في ذلك ما يساعدني على ان أجعلك تفهم ما سأقوله لك .
فقال – لا أظنني صعب الفهم أو غير منطقي ان فرانسي هي ابنتي ألان ولي الحق في ان اعرف ماضيها .
لم تكن المعلومات موجودة عندما تكفلنا رعايتها أنما ألان أريد ان اعرف هذه التفاصيل مثل لماذا تخليت عنها ؟
هذا صحيح فهو ليس غير منطقي ولكنه يجعل الأمر بالغ الصعوبة بالنسبة الى تمارا وتنفست بعمق أملة ان يبدو صوتها ثابتا وهي تقول كنت أخبرتك انه سبق لي الزواج من قبل ولكنني لم أخبرك أنني لم أكن أتممت السابعة عشرة بعد عندما ولدت ابنتي .
كان الأجرام يبدو في عينيه دون ان يعذبها هي بذلك ولكن تلك كانت موجهة نحوها هي فانكمشت متكومة في زاوية الأريكة .
تمارا وخفض كلاي من صوته وهو يجلس بجانبها ممسكا بكتفيها . تمارا ماذا جرى .رباه هل ظننت أنني سأضربك ؟
فرفعت رأسها ببطء تنظر اليه كان الشحوب قد كسا وجهه كما بدا عليه الذهول وهي تهمس ظننت انك ...ربما تفعل ذلك . الامل المفقود
أخذت تبكي بهدوء .فتركها تبكي وهو يتمتم بكلمات التسرية وعندما هدأت مرة أخرى قال – أنني أسف إذ أفزعتك هيا . تابعي قصتك . الامل المفقود
فتابعت تكرار ما حدث بنفس النص الذي أخبرته لوالدته قبل فترة ولكن عندما وصلت الى الجزء الذي استأجرت فيه بول والأس المخبر الخاص قاطعها كلاي ليسألها هل طلبت من ذلك الرجل ان يستعمل وسائل غير قانونية لكي يحصل على المعلومات التي تريدينها ؟
فحملقت فيه وهي تقول بغضب .كلا بالطبع كيف بإمكانك ان توجه إلي سؤالا كهذا ؟
فحملق كلاي فيها هو أيضا قائلا – أنني أسالك لان هذا ما فعله هو لقد قدم رشوة الى موظف في المستشفى الذي ولدت فيه فرانسي وذلك لكي يحصل منه على معلومات سرية من ملفاتهم .
فسرى في تمارا مزيج من الذهول وعدم الاقتناع – لا اصدق هذا لا يمكن ان يقوم بول بمثل هذا ...
فقاطعها بحزم بل عليك ان تصدقي .ثم حدثها عن المكالمة الهاتفية التي تلقاها أمس .
استمعت تمارا بحيرة وقالت بصوت طافح بالندم . هكذا علمت إذن بأنني والدة فرانسي آه يا عزيزتي كم أنا آسفة ويالها من صدمة هائلة لا بد قد شعرت بها لا عجب ان بدا عليك كل هذا ذلك الانزعاج ...
فقاطعها بمرارة – الانزعاج فقط ؟ هناك أوصاف أخرى كانت تنطبق على حالتي الذهنية حينذاك اختلاط العقل مثلا الهستيريا . الانسحاق ... الامل المفقود
وفجأة لم يعد بإمكان تمارا ان تسمع أكثر من ذلك فوضعت يديها على أذنيها وهي تصيح ((( كفى ))) ونهضت عن الأريكة – ما هذا يا كلاي ؟ أنني أحاول جهدي ان أجعلك تفهم مقدار أسفي لذلك ومقدار ما اشعر به من ذنب أنني سأقوم بأي شيء ...بأي شيء على الإطلاق لكي أضع هذا الأمر بين يديك ولكن عليك ان تقبل على الأقل الاستماع وتحاول ان تصدق ... الامل المفقود
وقبل ان تنتهي كان كلاي قد نهض أيضا وهو يتمتم قائلا – معك حق يا صغيرتي فانا أتصرف دون عقل أنا أسف . آه كم أنا أسف .
وارتجف صوته ما أثار دهشتها فرفعت عينيها اليه وإذا بها ترى دموعا في عينيه وغمرتها موجة من الحب عليهما ان ينتهيا من كل هذا وغي اقرب وقت قبل ان تصبح جراح مشاعرهما لا شفاء منها .
صمتا لحظة يحاولان فيها استمداد القوة وعندما تكلم كان صوته قد عاد الى ثباته فقال – أتريدين ان تستمري في قصتك إذا أنا وعدتك ان أبقى ساكتا فلا أزعجك ؟ أم تريدين تأجيل ذلك الى وقت أخر ؟ الرأي رأيك .
كان كل ما تريده تمارا هو ان تنتهي من هذه القصة فقالت له هذا فعادا الى مقعديهما لتتابع ما بدأته من كلام كانت معاناة طويلة مرهقة بالنسبة إليها . ومع ان كلاي وعد بعدم المقاطعة فقد كان يفعل ذلك أحيانا فيلقي عليها بعض الأسئلة وكان على كل حال يتقبل أجوبتها دون مناقشة وعندما انتهت أخيرا من سرد قصتها كان الإرهاق قد استبد بها ورأت انه هو أيضا كان كذلك وجلسا عدة دقائق صامتين وقد شردت بهما الأفكار
ثم نظر كلاي في ساعته ووقف قائلا – أنني بحاجة الى وقت أفكر فيه يا تمارا أنني عائد الى المزرعة لقضاء الليلة هل ستكونين بخير بمفردك هنا ؟ سأحجز لك غرفة في فندق أذا شئت .
فتملكت تمارا خيبة أمل عميقة ولكنها عنفت نفسها لتوقعها ان يتخذ قرارا سريعا وفي الواقع عدم قيامه بهذا هو أمر جيد الدلالة فإذا كان بحاجة الى تقليب الرأي في الأمر فقد يعني هذا رغبته في تصديقها . الامل المفقود
فقالت تطمئنه – بل أفضل البقاء هنا فانا لست طفلة وأنا استطيع العناية بنفسي .
لم تنم تمارا تلك الليلة جيدا فقد جعلتها تصوراتها في غاية من الاضطراب . هل سيتقبل كلاي الحقيقة الخالصة غير المنمقة التي أخبرته بها ويصفح عنها ؟ أم انه سيرفضها معتبرا إياها أكاذيب ثم ... ثم ماذا ؟ لم تستطع التفكير في الذي سيحصل عند ذلك .

الامل المفقود 20-10-13 09:25 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
واستسلمت أخيرا الى النوم قبيل انبلاج الفجر وعندما استيقظت كانت الساعة التاسعة تقريبا كان قد أنهت لتوها ارتداء ثيابها وكانت في منتصف الطريق الى الطابق السفلي عندما سمعت صوت مفتاح كلاي يدور في القفل تملكها الخوف والتوجس وهي تنتظر الى ان فتح الباب ثم دخل كان منظره غير مطمئن كان يبدو بمثل سوء المظهر الذي تبدو هي عليه فهو متعب وحول عينيه هالتان قاتمتان وخطوط تنبئ عن الانزعاج في زاويتي فمه ولم تكن فرانسي معه .
رفع رأسه ينظر إليها حيث كانت تقف على السلم وقال بلهجة متكلفة – صباح الخير هل نمت جيدا ؟
فقالت بصراحة – كلا لم انم جيدا وتابعت هبوطها الى ان وقفت أمامه . الامل المفقود
فقال – وكذلك أنا لم انم واستدار متوجها الى غرفة الجلوس وهو يقول – هل لديك مانع في ان نتبادل حديثا قصيرا أريد ان انتهي من هذا الأمر .
تبعته وقد أثقل خطواتها شعور بالغ بالخوف الى حيث دخلا تلك الغرفة الواسعة الرسمية أشار إليها لتجلس على كرسي أمام المائدة ثم جلس هو على كرسي أخر الى الناحية الأخرى من المنضدة التي كانت بينهما . الامل المفقود
تلاقت نظرات تمارا بنظراته فعلمت ما الذي سيقوله ووجدت لسبب ما ان من الأفضل ان تبدأ هي بالكلام أولا فقالت تسأله انك تظن أنني ما زلت اكذب عليك اليس كذلك ؟
فحول نظراته بعيدا لا ادري ماذا اصدق وكان صوته قد أثقله الإحباط أظنك أخبرتني بالحقيقة الى الوقت الذي تخليت فيه عن الطفلة ولكنني لا استطيع تقبل فكرة انك لم تدسي نفسك بشكل ماكر في حياتي وذلك لكي يسهل عليك الهرب بفرانسي مني في وقت ما فيما بعد أنني أيضا لا استطيع تقبل عذرك في انك وقعت في غرامي ووجود فرانسي ما هو ألا خير على خير كما يقال ...
فاعترضت تمارا قائلة – أنا لم اقل هذا الكلام قط فان قدرتي على الاشتراك في تربية ابنتي هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلي ولكنني ما كنت لأقول لك قط أنني احبك لو لم يكن هذا صحيحا وبجانب ذلك فأنت لم تتزوجني ألا لأكون مديرة لمنزلك .
فلماذا تهتم فيما لو كنت احبك أم لا ؟
فجفل قائلا – انك تعلمين أم الأمر لم يكن بهذا الشكل الذي تصفين وكنت صريحا معك على الأقل فانا لم أتظاهر بالوقوع في غرامك لكي أتزوجك وأتنفس بعمق ثم عاد ينظر في عينيها متابعا – أني أسف يا تمارا . وبدا في لهجته العذاب ولكن زواجنا قد تأسس على الكذب أنني سأرفع دعوى بأبطال زواجنا هذا وأريدك ان تحزمي أمتعتك وتتركي المنزل في أسرع وقت ممكن . الامل المفقود

انتهى الفصل العاشر

الفصل الحادي عشر والأخير ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

تملك الهلع تمارا فلم تستطع ان تتحرك أو تنطق بشيء وإنما جلست بكماء وقد أعجزها الحزن عن الحركة لا بد ان هذا هو شعور كلاي عندما اخبروه ان اليسيا ماتت . الامل المفقود
ما عدا ان خسارة تمارا كانت مزدوجة لقد خسرت في وقت واحد الاثنين زوجها وابنتها الطفلة انه يطردها وهي تعلم أنها أذا هي رحلت فلن ترى أيا منهما بعد ألان فكلاي لن يسمح لها بذلك .
شعرت بطنين في أذنيها ومع أنها كانت تراه يتكلم ألا أنها لم تكن تفهم ما كان يقول .
قال ضارعا – لا تبدي بهذا الشكل يا تمارا وكان الخوف يتخلل ضراعته تلك يا ليثني كنت صفوحا أكثر من ذلك لقد حاولت ولكنني لم استطع مقاومة واقع انك غير موضع للثقة لقد كذبت علي وخدعتني بالنسبة لكل ما هو مهم في علاقتنا .
وعندما تابعت سكوتها وقف واخذ يذرع الغرفة بإمكاني ان افهم الى حد ما السبب في قيامك بهذا العمل فانا اعرف انك تحبين فرانسي وقد لاحظت تصرفاتك معها أثناء عيشك معي وأنا اسلم معك بهذا ولكن ذلك يجعلك أكثر خطورة .
ووقف أمامها وكأنه يريد ان يؤكد ما يقول . ذلك انه يبدو انك لا تشعرين بتأنيب الضمير أذا احتاج الأمر الى ان تكذبي لكي تحصلي على ما تريدين فإذا نحن استمررنا في هذا الزواج الزائف فأنني لا ادري متى يتملكك الضجر من التظاهر بحبي وهكذا تاخدين فرانسي وتختفين عن العيان وأنا لن أمنحك هذه الفرصة .
كانت تمارا تجلس منحنية الرأس لم تستطع ان تنظر اليه فيرى ما كانت كلماته تعكس في عينيها من العذاب كما أنها لم تستطع ان تلومه فلو كان الأمر بينهما معكوسا وكان هو الذي كذب عليها وخدعها لما وتقت به مرة أخرى كذلك .
بعد دقائق من الصمت سألها بلهفة تمارا هل أنت بخير ؟ هل تسمعينني ؟ هل تفهمين ما أقوله ؟
فاومات برأسها ثم تنحنحت وهي تجيبه بصوت أبح - نعم أنني افهم وأنا لا ألوم في ذلك ألا نفسي وأنا آسفة فقط لأنك لا تصدق أنني احبك بنفس القوة التي أحب بها فرانسي . الامل المفقود
فتنهد وهو يتمتم بلهجة مرتجفة – أنني أسف أيضا بالنسبة لهذا الأمر أكثر أسفا من ان تتصوري . وعاد يذرع الغرفة .أرجو لخيرنا نحن الاثنين . ان توافقي على الرحيل خلال الساعات القليلة القادمة لقد ألغيت كل مواعيدي في العيادة لهذا النهار كما ان فرانسي تأخرت عن مدرستها أظن من المهم بالنسبة ألينا نحن الثلاثة وخصوصا بالنسبة إليها ان نعود الى الحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن .
كان رأس تمارا يدور . كانت الأمور تحدث بسرعة فائقة كيف بإمكانها ان تتخذ قرارا منطقيا في حين لا تستطيع ان تفكر بشكل مستقيم ؟ وهل هو لا يريدها حتى ان ترى فرانسي مرة أخرى ؟ ان تقول لها وداعا ؟ وكيف سيكون تأثير كل ذلك على الطفلة ؟ ألن تفكر في ان تمارا قد هجرتها ليس ألا ؟ كلا . أنها لن تسمح بذلك .

الامل المفقود 20-10-13 09:27 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
وعاد عقلها الى العمل مرة أخرى . كلاي ألا يمكنك ان ترى المشكلات التي ستنتج عن تركي المفاجئ لفرا نسي ؟فهي الطريقة التي فقدت فيها أمها هكذا فجأة ودون سابق إنذار يبدو أنها نجت من تأثير تلك الخسارة وبشكل حسن جدا وهي تعتبرني ألان ...
وترددت لم تستطع ان تقول أمها ذلك ان كلاي لن يقبل بذلك أبدا فتابعت تقول – تعتبرني بمثابة أم لها فإذا أنا اختفيت من حياتها أيضا فان ذلك قد يحدث لها أذى لا سبيل الى أصلاحه وذلك بالنسبة الى صورتها الذهنية عن نفسها .
توقف كلاي عن السير ووقف لحظة جامدا في مكانه ثم قال معترفا ان هذا لم يخطر ببالي قط أنني أوافقك على ان ذلك قد يجعل خسارتها لك أكثر إيلاما لها ولكن لماذا يدمر هذا اعتبارها لنفسها .؟
فأدركت تمارا ان عليها ان تكون بالغة الحذر في تناولها هذا الأمر فأجابت قائلة حتى في سنها هذا فهي سترى الأمر وكأنه هجران لها وعندما تكبر وتزداد معرفة بالنسبة للتكفل ستتصور ان أمها التي ولدتها قي هجرتها هي أيضا والأمر لا يتطلب طبيبا في علم النفس لكي نعلم التطور الطبيعي في النفس نتيجة لذلك وعندما تصبح في سني المراهقة وربما قبل ذلك ستعتبر فرانسي نفسها فتاة غير مرغوبة ولا محبوبة . الامل المفقود
فاستدار كلاي ببطء ينظر إليها أرى كلامك هذا معقولا ولكن لماذا على ان أثق بما تقولين ؟
فهزت رأسها- بحزن لا أتوقع منذ منك ذلك ولكن لأجل مصلحة فرانسي أرجوك ان تتحدث الى طبيب نفسي قبل ان تطردني لابد انك تعرف أحدا صديقا أو جارا أو احد مرضاك هو مؤهل في الطب النفسي فقط اتصل به والق عليه هذا السؤال على سبيل الافتراض .
ان بإمكانهم ان يخبروك ما الذي يحدثه مثل هذا الكبت من دمار خطير في النفس .
استمر ينظر أليها عدة ثوان ثم استدار وغادر الغرفة عند ذلك أسرعت تمارا في تكوين خطة تطلب فيها مهلة عدة أسابيع وهذا كل ما كان يمكنها ان تأمل فيه ذلك انه لم يكن هنالك أمل في ان يغير عقله من ناحية رفع دعوى أبطال الزواج ولكن بكثير من التمني والحظ قد يمكنها ان تجعل انهيار أسرتهم اقل إيلاما لابنتها الصغيرة العاجزة فتكون هذه أخر نفحة حب من والدة ليس لدي فرانسي فكرة عن أمومتها لها .
وعندما عاد كلاي الى الغرفة كان يبدو عليه مزيج من الحيرة والإحباط معا لقد وافقك الطبيب النفسي الذي اتصلت به على رأيك هذا لقد اقترح ان تمنح فرانسي فرصة تتعود فيها على فكرة انك قد ترحلين قريبا لمدة طويلة وبعد رحيلك يمكن ان يمدد ذلك الغياب الى ان ادر كانا أنها أصبحت مستعدة لقبول فكرة انك لن تعودي . وانهار على كرسي واخذ يفرك وجهه بيديه لماذا لم تنفذي وعدك في ذلك العقد بينك وبين المستشفى والذي ينص على بقائك بعيدة عن حياة الطفلة فتتركين للوالدين اللذين اراداها فرصة تربيتها ؟ لماذا لم تتركينا أنا وفر انسي وحدنا بسلام ؟
وكانت تمارا تلقي على نفسها السؤال نفسه فقالت من الواضح أنني عندما قررت البحث عن طفلتي كنت أفكر بعواطفي وليس بعقلي وكل ما يمكنني ان أخبرك به هو أنني عندما ابتدأت العمل كان الأمر يبدو عديم الضرر هل ستاخد بنصيحة الطبيب تلك أم انك تفضل ان أغادر المنزل ألان ؟ أنني سامتتل لكل ما تريده مني .
فتنهد كلاي – ليست القضية هي ما أريده بل ما هو الأفضل بالنسبة لفرا نسي صدقيني أنني لا اعرف كيف أتصرف بالنسبة لهذا الأمر ولكن الطبيب النفسي الذي استشرته يفوقني علما بشكل بالغ .فالأفضل أذن ان اتبع نصيحته فإذا شئت ان تمكثي فترة أسبوع أو نحو ذلك فانا على استعداد للقيام بهذه التمثيلية الصغيرة ولكنني لا ادري كيف اجعل لك عذرا مقبولا عند فرانسي لرحيلك . الامل المفقود
ولم تكن تمارا تعلم كم بإمكانها ان تتحمل من هذا العذاب أكثر مما تحملته ولكنها ستمسك بأيه فرصة تمنحها مزيدا من الوقت تقضيه مع الشخصين اللذين تحب في هذا العالم أكثر من أي شيء أخر فقالت سابقي وإذا سمحت لي فسأساعدك في تأليف قصة مقبولة تقولها لفرا نسي . وصدرت عنها ضحكة مرة وبعد لقد كنت قلتها بنفسك فانا كذابة عالمية .
***
ذهب كلاي ليحضر ابنته من المزرعة وأثناء ذلك أخذت تمارا تؤلف قصة تبدو سببا مقبولا
لعودتها الى ايوا وفي ذلك المساء بعد ان نامت فرانسي طرحت الفكرة بينها وبين كلاي للمناقشة حيث ابدي الملاحظات الى ان اتفقا على صيغة معقولة .
وعندما حان أوان نومهما سادهما الارتباك لقد صعدا السلم معا ثم توقفا أمام باب غرفتهما وقال كلاي بجفاء أنني ساخد ملابسي التي سألبسها في الصباح وأنام في أحدى الغرف الأخرى وغدا سأنقل كل أشيائي من هنا .
كلا ردت عليه محتجة على الفور قبل ان تستطيع كبح كلماتها فاتسعت عينا كلاي ولكنها ازدردت رقها ثم عادت تقول – اعني أنني أنا التي سأرحل فلا حاجة بك الى تغيير مكانك سأعود أنا الى الغرفة التي في أخر القاعة .
بدا عليه وكأنه سيجادلها ولكنه عاد فهز كتفيه كما تريدين ثم أشاح بوجهه .
وفي الصباح التالي كان واضحا ان أيا منهما لم ينم جيدا . الامل المفقود
وفي ذلك المساء بعد العشاء أخبرتهما تمارا بتلك الكذبة التي اخترعتها لمصلحة فرانسي ولكن هذه المرة شاركها كلاي في هذه أخذا الفتاة الصغيرة الى المكتبة حيث وضعت تمارا ذراعها حول الفتاة وهما تجلسان معا على الأريكة ثم ابتدأت تقول – حبيبتي ان لدي خبرا سأقوله لك لقد اتصلت أمي بي اليوم ان أبي قد كان أصيب بذبحة صدرية وهو ألان في المستشفى وإذا لم تتحسن حالته سيكون على ان اذهب لرؤيته .
فرفعت فرانسي نظراتها أليها تسألها أيمكننا الذهاب أنا وبابا معك ؟
فهزت تمارا رأسها لا أظن ذلك ان بابا مشغول في عيادته كما ان عليك ان تذهبي أنت أيضا الى المدرسة .

الامل المفقود 20-10-13 09:28 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
فسألتها بقلق – ولكن من سيعتني بنا ؟
فأجاب كلاي على هذا السؤال – آه هناك من سيعتني بنا جيدا ان هيرتا غروس ستعود من نيومكسيكو لتكون مديرة بيتنا مرة أخرى .
كانت إعادة هيرتا هي فكرة كلاي وكانت فكرة جيدة فقد بقيت مربية لفرا نسي منذ الوقت الذي احضراها فيها من المستشفى الى ان تقاعدت واستلمت تمارا منها العمل وعودتها ستساعد على تخفيف الخسارة التي ستشعر بها فرانسي عندما ترحل تمارا وقد شعرت هيرتا بالسعادة عندما اتصل بها كلاي يدعوها للعودة .
من الظاهر ان التقاعد لم يعجبها ولكنها لن تستطيع ترك منزل ابنتها قبل أسبوعين وهكذا لن يكون بإمكان تمارا ان تترك مدينة سان انطونيو قبل هذا الموعد .
كان سرور فرانسي بالغا عندما علمت بقرب عودة هيرتا ما جعلها تنسى بسرعة احتمال سفر تمارا وعلى كل حال فالبذرة قد غرست . وستروى بأخبار الاتصالات الهاتفية من حين لأخر مما يمنح الطفلة وقتا تتعود فيه على فكرة غيابها .
كان الأسبوع التالي محنة هائلة بالنسبة لــ تمارا كانت تستغل ما بقى لها من وقت في اختزال ما تستطيعه من وجود ابنتها أما كلاي فقد أبقاها بعيدة عنه فكان لا يتحدث معها ألا عند الضرورة والوقت القليل الذي كانا يمضيانه معا كان يمضيه صامتا أو متحدثا الى فرانسي وفي الليل يذهبان الى غرفتيهما المنفصلتين وغالبا ما كانت تمارا لا تستطيع النوم ألا بعد ان تبكي ما شاء لها البكاء .
ولكن كلاي و تمارا لم يكونا يتكلمان بخشونة أو يرفعان من صوتيهما لقد كان جو المنزل كئيبا خاليا من الضحك أو المرح وكانت تمارا ترجو ألا تلاحظ فرانسي ذلك لصغر سنها ولكنها ما لبثت ان لمست خطا هذا التقدير .
لقد سالت فرانسي أباها مرة باهتمام واضح ما إذا كان متخاصما مع تمارا ولكنه و تمارا أنكرا ذلك بشدة وبعد ذلك أخد كلاي يبدي بعض المودة نحو تمارا في حضور الطفلة وعلى كل حال يبدو ان هذا لم يقنعها .
لقد استطاعا هما الاثنان ان يهدئا من قلق الطفلة أنما بشكل مؤقت فقط ففي ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء وبعد عشرة أيام من ذلك الانفجار العنيف الذي حطم زواجهما استيقظت تمارا فزعة على صرخة عالية ثاقبة – ماما . ماما . كلا . كلا.أرجوك يا ماما . الامل المفقود
*******************
كنت استشرته الأسبوع الماضي لقد استغرق الأمر عدة أشهر ولكن في الوقت الذي جئت أنت فيه ألينا كانت الكوابيس قد توقفت وكذلك العلاج النفساني ..
فاكتسحت تمارا موجة من الشعور بالذنب فتمتمت – وألان ها قد عادت مرة أخرى لماذا لم تخبرني ان الكوابيس كانت تنتابها بعد موت أمها عند اقتراحي أرجاء رحيلي من هنا ؟
فهز كتفيه – لم أجد ذلك ضروريا .
- ولكن قد يكون ذلك ....
فقاطعها قائلا – تذكري يا تمارا أنني كنت حينذاك قد تحدتث الى طبيبها النفساني وذلك حسب رأيك لم نتحدث عن الكوابيس ولكن راية كان حازما في ان ليس لك ان تختفي من حياتها بنفس الطريقة التي رأت اليسيا تختفي فيها لم يستطع أي منا ام يفكر بهذا التعقد الذي حدث
ولكن تمارا لم تطمئن لقد تأكدت ألان من انه كان عليها ان ترحل عندما اخبرها كلاي بذلك وتتركه يواجه أي مشكلة قد يسببه هذا لفرا نسي ولكنها لم تفعل وألان قد حان لها ان تخرج من حياتهما قبل ان تسبب المزيد من الدمار .
تنفست بعمق وقالت محاولة ان يكون صوتها هادئا – بما ان خطتي كما يبدو تسبب للطفلة المسكينة عودة الكوابيس مرة أخرى فانا لا أرى سوى حل واحد بعد ان تذهب فرانسي الى المدرسة هذا الصباح سأحزم أمتعتي وارحل الى ايوا .
فذهل كلاي واخذ يحدق فيها وقال – ستفعلين ماذا ؟
بدا عليه الذهول وكأنه لم يكن قد طلب منها قط الرحيل ولكنني لا أريد ان اعرض ابنتي الى مزيد من المعاناة التي تعانيها حاليا أنها تتوقع مني ان ارحل فجأة ولهذا لن يكون الأمر صدمة لها و قبل ان يمضي وقت طويل ستكون قد نسيت كل شيء عني . الامل المفقود
فقال عابسا – أنها ستنسي بكل تأكيد أنها ستنسي عنك كل شيء مثلما سأفعل أنا .
أجفلت كان يتهكم .ولكنه كان لا يعدو الحقيقة في قوله هذا فعندما ترحل هي وتعود هيرتا سينسيان عنها كل شيء ولكن كيف ستعيش هي بقية حياتها من دونهما ؟
قالت – بالضبط وأثناء ذلك لا بد ان لديك أصدقاء أو جيرانا تستطيع فرانسي المكوث عندهم بعد حضورها من المدرسة الى ان تعود أنت من عيادتك .
لم يجب وإنما نهض وسار الى درابزين الشرفة حيث حدق نحو الشارع المضاء ثم سألها بصوت أجش لماذا تتحرقين ألان الى الرحيل ؟ عندما تكلمنا في البداية عن ذلك كنت واثقة من انه من الخطأ تعريض فرانسي الى هجران أخر حسب تعبيرك .
فقالت بأسى – لقد كنت مخطئة ولكن هذا شيء غير جديد يبدو أنني لا استطيع ان أقوم بعمل صائب فيما يتعلق بها .
لماذا تظنين نفسك مخطئة ؟
لان كوابيسها عادت إليها لم أكن أتوقع أنها ستلاحظ هذا الخلاف بيني وبينك كان هذا خطا فادحا فهي لم تلاحظه فقط وإنما خافت منه .
فقال – وهل أنت الوحيدة في هذا المنزل المؤهلة لاقتراف الأخطاء ؟
فقالت وقد لسعتها سخريته – هذا ما يبدو على الأقل أنا هي التي تخطيء فقد كنت انتو فرانسي في أحسن حال الى ان حضرت أنا الى هنا .
فقال – كنا قد أخدنا بالاعتياد على نمط حياتنا الجديد وهذا كل شيء .
واستدار ينظر أليها – ما الذي يجعلك واثقة من انك أذا أسرعت بالرحيل ألان بعد ان عادت أليها كوابيسها فان هذا لن يجعل حالتها أسوا .
كان لافتراضه هذا مثل طعنة السكين في قلبها فصرخت أف منك يا كلاي لماذا تتعمد تعذيبي ؟ أنا لست واثقة من أي شيء . ومع ذلك أقوم بهواية التجارب النفسية بما يتعلق بسعادة ابنتي .

الامل المفقود 20-10-13 09:29 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
وهذه المرة أشاحت بوجهها عنه ثم تابعت وقد خفضت صوتها لقد وجدت الجواب على ما جئت الى هنا لأجله فالطفلة التي تخليت عنها منذ ثماني سنوات هي أيسر حالا كثيرا عندك مما كان يمكن ان تكون معي انك أب مثالي لا يكاد يوجد مثله وهي أمنة معافاة وسعيدة وقد قمت بعمل ممتاز في التوجه بها خلال محنة فقدها لامها الى ان دخلت أنا حياتكما فأفسدت كل جهودك تلك ...
وتهدج صوتها وأمسكت بالدرابزين وهي تتنفس بعمق . لماذا تجادلني في قرار الرحيل مبكرا يا كلاي ؟منذ عشرة أيام كنت تريد التخلص مني في أسرع وقت انك لا تريدني هنا انك تكرهني ...
وعاد صوتها يتهدج مرة أخرى . وساد الصمت حولهما عدة ثوان ثم تكلم كلاي . مكرها بصوت منخفض – أنني لا أكرهك يا تمارا .أنني احبك .
فذهلت . ثم قالت مستنكرة – أنت تحبني ؟ ثم استدارت اليه .
ملامحه كانت تعبر عن الحزن والجفاء في نفس الوقت مما يعني انه إذا كان صادقا في ما قاله لتوه فهو ليس مسرورا به .
قال بحزن – أخشى أنني احبك فعلا . لماذا تظنين ردة الفعل عندي كانت بمثل ذلك العنف والقسوة عندما أدركت انك كنت تخدعيني ؟ لقد كنت ذلك الحين بالضبط قد أدركت لأول مرة انك بعذوبتك وتصرفاتك المليئة بالحنان قد استطعت ليس فقط اقتحام منزلي وحياتي بل قلبي كذلك ونظر بعيدا وهو يتمتم بصوت اقرب الى الهمس لقد كاد يقتلني هذا . الامل المفقود
ولم تستطع تمارا سوى الصمت وقد أعمتها الدموع وأخرسها الألم لقد ظفرت أخيرا بحب كلاي ولكن ليسلبه منها تخطيطها الملتوي رغم سلامة نيتها .
قال متأملا – كنت واثقا من ان ليس بإمكاني ان أحب امرأة أخرى بعد اليسيا بنفس العمق الذي أحببتها به ولهذا لم استطع مواجهة شعوري نحوك إلا بعد فوات الأوان . وشعرت تمارا بالدوار وعدم الفهم:
– فات ... فات الأوان ؟
فاوما برأسه مجيبا – هذا ما أراه . فالزواج الناجح أنما يقوم على الثقة وأنا لم يعد بإمكاني الثقة بك .يا ليثني استطيع لقد حاولت فعلا ولكن ...
أدركت تمارا أنها خسرت أكثر من مجرد حب كلاي لقد خسرت مع ذلك الحب كل حظ لها بالسعادة أنها لن تحصل مرة أخرى على الزوج والبيت والأسرة كما هو الحال مع كلاي
وفر انسي فقد كان هذا كل ما كانت بحاجة اليه لتكون سعيدة ولكن كلاي هو من يمكن ان يوفر لها كل هذا وهو لن يفعل أو بالأحرى لا يستطيع .
قالت وهي تتوجه ببطء نحو الباب – أنني ذاهبة الى غرفتي فانا سأكون بحاجة الى شيء من النوم ما دمت سأقوم برحلة طويلة بعد ساعات سأرسل فرانسي الى المدرسة . ولكن عليك ان تتدبر أمر وجودك هنا حين عودتها اخبرها أي تفسير تريده لغيابي .
استدارت تمارا داخلة الى المنزل وهي رافعة الرأس ولكنها لم تنم بقية الليل ألا قليلا .
عندما أيقظها المنبه نزلت الى الطابق الأرضي كان كلاي وسيارته قد اختفيا عن الأنظار .
استمتعت بأخر لحظاتها مع فرانسي بينما كانت تصنع طعام الإفطار وتساعدها في الاستعداد للذهاب الى المدرسة . كانت تمارا تريد بعد رحيلها ان تتذكر الطفلة هذا الوقت بصفته وقتا سعيدا وهكذا جعلت مزاجها مرحا وهما تتحدثان وتروي كل منهما للأخرى النوادر وتغنيان معا أغاني سخيفة .
مضى كل شيء على ما يرام الى قبل وصول حافلة المدرسة بدقائق عند ذلك شعرت تمارا بالهلع يتملكها يجب ألا تدع نفسها تنهار ألان ذلك ان فرانسي لم تعرف بعد ان تمارا راحلة كما ان تمارا لم تكن تريدها ان تعرف بذلك قبل عودتها بعد الظهر .
اخدت تساعد فرانسي على ارتداء سترتها ثم أرغمت نفسها على ابتسامة متألقة وهي تقول – ما رأيك ألان في عناق قوي فوق العادة وقبلة كبيرة قبل ان تذهبي ؟ الامل المفقود
فأغرقت فرانسي في الضحك وسألتها – اتعنين اكبر وأكثر عاطفية من العادة ؟
فاومات تمارا وقد منعتها غصة في حلقها من الكلام . قالت فرانسي بابتسامة عريضة – لا باس . وألقت بذراعيها حول تمارا كان عناقا يحطم العظام وأحرقت قبلة فرانسي الدافئة وجنة تمارا .
قالت وهي تعانق ابنتها للمرة الأخيرة – تذكري دوما أنني احبك كثيرا جدا جدا إياك ان تنسي هذا قط .
ونبههما صوت فرامل الحافلة المدرسية وهي تقف في المنعطف في الخارج فانتزعت فرانسي نفسها من بين ذراعيها مندفعة لتخرج من الباب الى الحافلة المنتظرة . وهي تناديها قائلة بسعادة فائقة وأنا احبك أيضا .
خرجت تمارا الى الشرفة واخدت تنظر الى الحافلة وما ان توارت هذه عن الأنظار حتى شعرت وكأنها جفت وشاخت ان دلوا من الدمع قد يريحها لو كانت بقيت في عينيها دموع .لقد جفت مآقيها تماما ولم يبق أمامها سوى ان تحزم أمتعتها وتترك الأب والابنة ليجمعا أجزاء حياتهما التي جاءت هي فشتتها .
بعد ذلك بساعات . كانت تمارا في غرفتها تضع ملابسها بشكل عشوائي في الحقائب تنشد السرعة أكثر مما تنشد التنظيم فهي بما أنها قد صممت على الرحيل أنما تريد القيام بدلك بسرعة لا تريد ان تفسح لنفسها مجالا للتفكير في الحياة التي ستخلفها وراءها .
كان المفروض ان تعود الى ايوا حيث أنها عاشت فيها على الدوام ولكن بعد أعمال فكرها وجدت ان ليس هناك سبب حقيقي يجعلها تذهب الى هناك فقد كانت استقالت من وظيفتها وتخلت عن شقتها عندما تزوجت من كلاي .
لم يكن لديها مسؤوليات لا احد يهتم بالمكان الذي ستعيش فيه أو كيف وحيث ان الشتاء على الأبواب ربما من الأفضل لها ان تعيش في الولايات الجنوبية الدافئة فلوريدا مثلا . أو أريزونا أنها معلمة ومعلمة جيدة وبإمكانها ان تعمل في أي مكان ولديها مبلغ جيد تعيش به الى ان تجد عملا .

الامل المفقود 20-10-13 09:30 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
كانت مستغرقة في أفكارها المشتتة ورغبتها في الإسراع فلم تسمع صوت السيارة التي وقفت أمام البيت ولا الباب الأمامي وهو يفتح ويغلق ولهذا أجفلت عندما سمعت صوت كلاي يناديها من الطابق الأرضي بانفعال تمارا . تمارا هل أنت هنا ؟ أجيبيني . الامل المفقود
فشعرت بالارتياح وهي تخرج الى الردهة تناديه من فوق السلم – أنا هنا في غرفتي يا كلاي .
صعد الدرجات مثنى وثلاثا فبدا عندما وصل إليها وقد ملأته اللهفة وهو يقول مبررا تصرفه الغريب هذا – كنت ... كنت خائفا من ان أجدك قد رحلت .
- كلا ما زلت احزم أمتعتي ولكنني لن اتاخر طويلا .. ثم عادت الى غرفتها .
تبعها الى الغرفة حيث وقف ينظر حوله بينما عادت هي الى متابعة مهمتها ..
قال – لقد استدعيت الى المستشفى الساعة السادسة صباحا كانت حالة طارئة لأحد مرضاي ولم استطع ترك المستشفى ألا ألان .
لابد ان ذلك كان عندما سمعته في الردهة ولا بد ان صوت الهاتف هو الذي كان أيقظها ولكنها لم تنتبه الى ذلك وكانت مسرورة لان ظهرها كان الى ناحيته لم تكن تريده ان يرى الى أي حد كان يعني لها انه لم يشأ ان يدعها ترحل دون ان يودعها .
قالت برقة أنا آسفة لدعوتهم لك باكرا فأنت لم تنم سوى ساعتين ا و ثلاث على الأرجح حيث ان فرانسي قد أيقظتك من النوم هي أيضا .
مضت لحظة بقى فيها صامتا وعندما تكلم لاحظت رجفة في صوته وهو يقول – بعد معاملتي هذه لك لم أكن أتوقع منك الاهتمام حتى ولو لم انم مطلقا .
فألقت من يدها السترة التي كانت تطويها ثم استدارت اليه كان متكئا الى الجدار وقد بدا عليه التعب و .... وماذا أيضا ؟ الاستسلام هي الكلمة التي تبادرت الى ذهنها فقالت له – أنني اهتم طبعا وكان في صوتها ارتجاف ملحوظ لماذا لا تعود الى النوم ؟ لا بد ان موظفة الاستقبال عندك قد سبق وألغت كل مواعيدك الصباحية ...
تمارا لا تتركيني . نطق بهذه الكلمات بصوت منخفض ظنت أنها لم تسمعه جيدا .
نظرت اليه بعجب : - أرجو ... أرجو المعذرة لم أسمعك .
فرفع رأسه ونظر في عينيها مباشرة :- أرجوك لا تتركيني يا حبيبتي .
وكان صوته ينطق بالعذاب :- لشد ما كنت حمارا أحمق ولكنني سأبدل كل ما بوسعي لكي أصلح الأمور بيننا .
وما زالت لم تفهم ما يقصد بكلامه هذا . لا افهم لقد كنت طلبت مني الرحيل فأنت لا تريدني ...
- إنني أريدك الى حد لن استطيع العيش معه بهناء إذا فقدتك أظن شيئا من الجنون أصابني عندما علمت انك والدة فرانسي فخفت ان زواجك مني ليس ألا للبقاء معها وانك لم تحبيني مطلقا وإنما كنت تستغليني فقط .
فقاطعته وهي ما زالت مشوشة الذهن :- ولكن لا بد انك تعلم ان هذا غير صحيح لقد أخبرتك واريتك بمختلف الطرق أنني احبك .. الامل المفقود
فقال نادما :- اعلم ذلك ولكنني كنت مصمما على عدم تصديقك لقد كنت واثقا من ان ليس بإمكاني الوقوع في الغرام مرة أخرى بعد اليسيا ما جعلني غير قادر على الاعتراف بان من الممكن ان تكون مشاعري نحوك هي حب فقد بدا لي ذلك انعداما في الوفاء لها فبقيت اصد هذه المشاعر استنكرها حتى بعد زواجنا أنا وأنت وأنني بحاجة ماسة الى العناية التي أغرقتني بها بكل سخاء .
وقفت تمارا تحدق فيه مضطربة دون ان تتكلم لم تستطع ان تصدق انه يقول لها كل هذه الأشياء التي طالما تمنت سماعها منه ولكن دون ان تتوقع ان هذا سيحدث .
- لقد سحقني الألم لفقدان اليسيا فلم أشأ المغامرة في حدوث ذلك مرة أخرى وحتى الليلة الماضية كنت أنا من يقرر أما بقاءك أو رحيلك آه لقد حدث نفسي بأنني سأبعدك عن ابنتك ولكنني كنت دوما اوجد الأعذار لأرجاء ذلك ففر انسي سيتملكها الأسى . ثم ان هيرتا ستتأخر في مجيئها ولكن ميزان القوى تغير فجأة بعد الكابوس الذي انتاب فرانسي فقد أعلنت انك سترحلين ولم تعودي تستمعين الى أعذاري في أرجاء ذلك عندئذ انتبهت أخيرا الى انه ليس لي ان أقرر ما إذا كنت واقعا في الغرام آو لا فقد سبق وغرقت فعلا في حبك الى درجة بالغة العمق فإذا أنا فقدتك فلن يحرقني العذاب فقط ولكن الذنب سيكون ذنبي أنا وحدي لكوني ذلك الحبيب العنيد .
- فتمتمت تقول – هل معنى كلامك هذا انك تريدني ان أبقى ؟
فقال – أنا أتوسل إليك ان تبقي فانا أريدك الى درجة تجعلني لا امتنع عن تقديم رشوة أننا سنخبر فرانسي بأنك أمها الحقيقية .
كانت تمارا تعلم ضخامة هذا التنازل من جانب كلاي فازداد حبها له لقيامه بذلك لأجلها فقالت – لا يمكنني وصف مقدار شكري لك لاهتمامك هذا بي يا عزيزي ولكن هذا ليس ضروريا فانا سأبقى لأنني احبك وأريد ان أبقى معك على الدوام وليس فقط لأنني أحب فرانسي . سنخبرها عن علاقتي بها في الوقت والطريقة المناسبة .... الامل المفقود



انتهى الفصل الحادي عشر والأخير؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
*****************************************
وألان أرجو منكم الرد بكل صراحة عن رأيكم في الرواية ؛؛؛
ولا أنسى أن أقدم شكري لكل من كلف نفسه ...
بالرد أو بالضغط على أيقونة الشكر ؛؛؛
والى ان نلتقي في رواية جديدة ؛؛
تحياتي مع حبي ؛؛؛

زهرة منسية 21-10-13 07:33 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
يسلم ايديكى امولة الرواية حلوة
و شكرا على تعبك فى تنزلها فى وقت قياسى
بانتظار جديدك

Rehana 21-10-13 05:42 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
تسلمى الايادي يا نحلتنا النشيطة

واكيد دائما بانتظارك برواية جديدة
ونحن الى بنشكرك على سرعتك في الكتابة والتنزيل
حتى تكون الرواية جاهزة للقراء

http://www.4showers.com/Store/media/...You-Cards1.jpg

الامل المفقود 24-10-13 09:26 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
شكرا ريحانتي الغالية

ندى ندى 26-10-13 10:17 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
روايه رائعه جدا وقمة التميز

تسلم ايدك حبيبتي ووفقك الله

nona &mody 27-10-13 02:17 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
شكرا حبيبتى على الروايه الرائعه وشكرا على سرعتك فى تنزيلها وخصوصا ان الكتابه صعبه قد ايه ومنتظرينك فى روايات قادمه

الامل المفقود 28-10-13 11:39 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
شكرا لك على الرد و المتابعة تحياتي

حياة12 03-11-13 07:26 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
امووووووولتي :dancingmonkeyff8:
واااااااااااااااو واااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااو
رواية راااااااااااااااائعة و مجهود ارووع ما شاء الله عليكي عاملة احلى شغل
مجهود خيااااااااااالي ربنا يعينك و يوفقك دايما يااارب

استمتعت جدااااااااا بالرواية و انا مع زهورتي ان تمارا اخطأت كتيرررررررررررررررررر لدرجة ان انا و رغم سمعت اني نصيرة البطلات و عدوة الابطال شايفة انها تيت و متستحقش كلاي!!!!!!
الراجل بصراحة عملة نادرة قمة في الاحترام و التفهم و المراعاة يا نهار ابيض و كمان في الخر هو اللي بيطلب منها و بيتسول ليها انها تفضل؟!!!!!!!!!!!!!
فيــــــــــــــــــن باقي البطال و رجال هذا لكوكب يتعلموا الجنتلة من كلاي :lol:

بجد رواية راااااااااااائعة و ما شاء الله من متابعتي ليكي واضح ان اختياراتك ممتااااااااااااااااااااااااااازة :55: :55:
شكــــــــــــرااااااااا بحجم السماء على المجهود الاكثر من رااااااااااائع ده
موووووووووووووووووووووواه يا قمراية :flowers2:

الامل المفقود 08-11-13 08:21 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
شكرا حياة على الرد ومبسوطة انها عجبتك ولكن الغلطة من البداية كبيرة ولكن الحمد الله في النهاية تفهم موقفها وساكحها عليها تحياتي

الامل المفقود 08-11-13 08:23 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
شكرا حياة على الرد ومبسوطة انها عجبتك ولكن الغلطة من البداية كبيرة ولكن الحمد الله في النهاية تفهم موقفها وسامحها عليها تحياتي

نور عيوني ضياء 11-11-13 04:25 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجوى1 (المشاركة 3379645)
شكرا لك على الرواية الجميلةالرواية من الملخص جميلة ننتظر قراتها بفارغ الصبر تسلمي يعطيك الف عافية

باين عليها رواية حلوة و انا في انتظار قراءتها بفارع الصبر مشكورة على الجهد المبذول و يعطيك الف عافية:55:

ملك فارس 24-11-13 11:42 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
جميله وتسلم الايادى

نجلاء عبد الوهاب 14-01-14 06:54 PM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
حلوة كتيير

الجبل الاخضر 11-08-14 08:26 PM

رد: 1077 - تضحية أم - فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

الخنساء الشاعره 23-06-15 04:33 PM

شكرا على المجهود من زمان ما قريت روايه روعهههه كذا تسلم الايادي😍😍😍😍😍😍👍👍👍👍

منى على سيد 24-06-15 12:12 AM

رد: 1077 - تضحية أم - فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
رواية تحفة

ملاك صعب الامتلاككك 02-08-15 04:53 AM

رد: 1077 - تضحية أم - فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
شكرررررررااا

حروف مضيئه 04-08-15 04:57 PM

رد: 1077-تضحية أم- فيليس هالدورسون - د ن
 
الروايه من ملخصها واضح انها ممتعه

لامار جودت 04-08-15 05:01 PM

رد: 1077 - تضحية أم - فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
اهلين والله حلوة كتير

Hiam 17-10-15 12:39 AM

رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
 
يعني وقعت بالمحظور!!!! العلاقة اللي فيها اسرار حتكون عرضة للمشاكل!!!
بس برضه لو عرف حيخاف على بنته تاخدها منه!!!
:(

الاميره ناديه 27-10-15 09:52 AM

رد: 1077 - تضحية أم - فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
مشكوره على الروايه

القلب الهامس 04-11-15 05:02 PM

شاكرين لكم جهودكم

القلب الهامس 04-11-15 05:06 PM

تستحق القراءة جميل جدا

حنان محمد ابراهيم 09-11-15 11:04 PM

رد: 1077 - تضحية أم - فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
الرواية اكثر من رائعة تسلم ايدك

سماري كول 30-08-22 12:09 AM

رد: 1077 - تضحية أم - فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
يسلموا على الرواية الحلوة

Omshahd 28-12-22 06:19 PM

رد: 1077 - تضحية أم - فيليس هالدورسون - دار النحاس ( كاملة )
 
باين عليها حلوووووووووة


الساعة الآن 04:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية