منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات ألحان (https://www.liilas.com/vb3/f480/)
-   -   حصري 121 - غرام حتى الموت ( روايات الحان المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t190249.html)

Rehana 28-09-13 09:13 AM

121 - غرام حتى الموت ( روايات الحان المكتوبة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023761.gif



http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالغلاف الخارجيhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif


حائرة بين وفائها لذكرى كيل من ناحية و شغفها بـ جيرالد من ناحية اخرى, والكراهية التي تشعر بها تجاهه بعد اكتشافها الخطاب من ناحية ثالثة, وجدت انتونيا نفسها في ورطة.
احتضنها بين ذراعيه فاستسلمت.
لكن ماحقيقة مشاعرها تجاهه؟ هل تحبه حقاً ام انها لا تستطيع إلا انجذاباً جسدياً نحوه ؟


اذا اعجبتكم الرواية فلا تنسوا ان تضغطوا على ايقونة الشكر

ولا احل نقل جهدي وتعبي بدون ذكر اسمي Rehana و اسم المصدر منتديات ليلاس

Rehana 28-09-13 09:14 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالغلاف الامامي http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

كان لدي انتونيا العديد من الاسباب المقنعة التي تمنعها من الانسياق وراء سليلة آل سانكلير الفاضلة الموقرة. لقد نشأت في وسط من الفنانين والكتاب, ربما لم تكن قد تلقت تعليما تقليديا مثلما تتلقى أي فتاة من أسرة عريقة في فيرفيو إلا انها لا تخجل من اصلها ولا تجد داعيا الى ذلك.

Rehana 28-09-13 09:15 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifشخصيات الروايةhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

حيرالد سانكلير : رجل وسيم يعمل مديرا لبنك سانكلير .
انتونيا : سيدة ارملة لفنان مخمور ولديها منه طفل.
ماثيو : الطفل ابن انتونيا.
فيكتوريا سانكلير : جدة جيرالد وكيل.
كيل سانكلير : زوج انتونيا الراحل.
كاثلين بلفورد: والدة انتونيا.
كاثي: جليسة ماثيو .
دوريس جريسون: سمسارة عقارات.

Rehana 28-09-13 09:16 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالمقدمةhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

الحب من أول مرة , ذلك هو ماحدث عندما رأى جيرالد سانكلير رجل المال المشهور انتنيا التي لم يكد يعرفها على الشاطئ ترى هل عندما يعرف انها ليست إلا ارملة ابن عمه كيل الذي لم يكن له أي حب سيتراجع عن هذا الشعور ؟ أم انه لن يستطيع ذلك خاصة ان لديها طفلا من كيل.

Rehana 28-09-13 09:17 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifفصول الرواية http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

الفصل الاول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر و الاخير

Rehana 29-09-13 07:25 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالفصل الاولhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

تقدم بخطى متانية على الرمال الرطبة , عند اطراف الامواج التي تموت على الشاطئ مخلفة شريطاً من الزبد, يرافقه سرب من طيور النورس المتصايحة الجائعة وقد كشف الجزر عن كنوز الطحالب والاصداف وبقايا الخشب المتعطن.
أي شخص سواه قد ينبهر ويتوقف ليتأمل هذه الطبيعة الخلابة, لكن ليس جيرالد, لقد تعود على رؤية هذا المشهد.
كل صباح يؤدي نفس الجولة فقط ليجدد نشاطه وستنشق الهواء الطلق قبل ان يحتبس طوال اليوم في مكتبه.
خلف كثب رملي , لمح جيرالد خيالاً , لم يكن هناك احد حين مر من هنا أول مرة, اصابته الدهشة فأسرع الخطى, إنه شاطئ خاص. بجاور منزله ومنزل ابن عمه كيل في الحقيقة كان الشباب ينجذبون لطبيعة هذا الشاطئ البرية فيأتون ليستحموا في هدوء, لم يكن جيرالد يجد في وجودهم أي سوء فكان يمر بجانبهم ويغلق عينيه.

Rehana 29-09-13 07:28 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
زالت حيرته عندما اتضح امام عينيه صورة سيدة شابة تجلس على بشكير مع طفل امام منزل كيل شاردة البصر لم تره قادماً نحوها . كان الصغير يضرب بيديه الرمال ويقذف بها في الهواء, فجأة ترك كرته تتحرج نحو البحر امسك جيرالد الكرة فراته الجميلة وابتسمت , تقدم وجثا على ركبتيه.
وعندئذ رأى عينيها , هما جوهرتان من الزبرجد المتوهج.
قال وهو يعيد اليها الكرة.
- لابد ان هذه لك.
اجابت:
- نعم إنها لـ ماثيو , ماثيو قل شكراً للسيد.
اصدر الطفل ضحكة منغمة.ريحانة
ابتسمت السيدة الشابة بفخر:
- انه يشكرك.
- عفواً.
فجأة شعر جيرالد بالحماقة, لقد هربت منه الكلمات شعر بفراغ رأسه كأن الغيم قد حجب عنه التفكير .
- كم عمره؟
- ستة شهور.
مدت يدها بدب من الفراء الى الصغير فامسكه بيد غير ماهرة.
تأمل جيرالد هذا المشهد مشدوهاً من الاعجاب, كانت ترتدي قميصاً بسيطاً أبيض وجيب قصيرة جداً تكشف عن ساقين رقيقتين و برنزيتين.
سألته :
- هل تأتي لتمارس رياضة الركض كثيراً هنا؟
منتديات ليلاس
- كل صباح , في المعتاد, اتى في وقت اكثر تبكيراً ولكن اليوم اخرتني مكالمة تليفونية من اليابان.
ثنت ساقيها واحاطتهما بذراعيها.
- هل تسكن في هذه الانحاء؟
استشف جيرالد انه ليس مجرد فضول.منتديات ليلاس
أومأ برأسه.
- منذ وقت طويل؟
أومأ برأسه مرة اخرى.
- الجو رائع, أليس كذلك؟
اجاب كان صدى صوتها, غير قادر على طرد انبهاره بها:
- رائع , بلى..
تراقص شعرها الطويل في الهواء حجبت وجهها خصلة شعر.
مد جيرالد يده ليرفع خصلة الشعر.
تسمرت وقد تملكتها الدهشة , لمس جيرالد برفق خديها المخمليين فتوردا على الفور, اتسعت عيناها وارادت ان تعترض ولكن لم يخرج من فمها أي صوت , لا احد يستطيع تمييز من منهما كان أكثر اضطراباً , إنهما خاضعان لنفس الشعور :
شعور الاعجاب.
اكتشف جيرالد , فجأة رغبة مجنونة في تقبيلها,منتديات ليلاس
نعم, هكذا , لم يصدق نفسه, هل يصدر ذلك عن رجل بطبيعته منضبط جداً ومتحفظ جداً ! ؟ لكنها جميلة وجذابة للغاية.
أوه ! يالهي.. انه لم يمض الا خمس دقائق على مقابلتهما.
وعلى الرغم من ذلك شعر جيرالد انه يعرفها منذ امد بعيد.

Rehana 29-09-13 07:29 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
نظر الى شفتيها بإعجاب ودون إخفاء , تنهدت السيدة الشابة دون ان تتفوه بكلمة.
تقابلت نظراتهما وغاصت نظرته في عينيها الزبدجديتين.
ارتعشت.
سألها:
- هل تشعرين بالبرد؟
همست:
- نعم, لابد انه كذلك.
نظرت الى طفلها , اخرجت من حقيبتها سترة قطنية متناسبة مع جيبتها, امسك جيرالد السترة على الفور.
همس وهو ينتقل خلفها:
- دعيني أساعدك .
ذراعا بعد الاخرى, لبست السيدة الشابة سترتها في صمت كشف عن الاحراج الذي تشعر به.
استدارت فتبادلا ابتسامة أكثر بلاغة وتعبيراً من أي كلمات.
منتديات ليلاس
اسعدته هذه الابتسامة العطرية, واستكمل مساعدتها في ان يحرر شعرها الذي احتجزته بياقة السترة, ياله من عطر ساحر يفوح من شعرها الذي احتجزته بياقة السترة, ياله من عطر ساحر يفوح من شعرها الحريري , لم يستطع ان يمنع نفسه من استنشاقه, اذا استمر على هذا المنوال فالله وحده يعلم ماقد يبدر منه , انه حاله كالذي يلعب بالنار.منتديات ليلاس
كان ماثيو يجلس في هدوء على بعد بضعة امتار منهما فيجب ان ينتبه لذلك وإلا تلقى الطفل اول درس له..
انه حتى لا يعرف اسمها! هم جيرالد بسؤالها عنه في حين لمح سلة من الغاب:
- اعتقد ان هذا افطارك.
أومأت برأسها في شرود, اراد جيرالد ان يعرف - بأي ثمن - فيم تفكر.
- ان تناول الإفطار في الهواء الطلق افضل.
- نعم بالتأكيد.
- لا تبدو مقتنعاً , هل تتناول الطعام في الخارج كثيراً.
- نادراً.
ترددت لحظة قبل ان تستطرد:
- هل لي ان أدعوك الى بعض القهوة والكرواسون؟
إنها ليست إلا دعوة عادية ليس وراءها أي تداعيات وعلى الرغم من ذلك شعر جيرالد ان دقات قلبه اخذت ايقاعا سريعا.
انتظرت إجابته والابتسامة مازالت فوق شفتيها بينما بقي جيرالد ماخوذا بعينيها العميقتين المعبرتين.
في هذه اللحظة فقط رأى خاتم زواجها , وعندئذ هبط من فوق سحاب خياله , ياللكارثة! إنها متزوجة! ان هذا أمر واضح الشمس , كيف لم يفكر في ذلك منذ اول وهلة مع وجود الطفل؟
السبب في سوء الفهم هو عدم معرفته بها قبل ذلك.
وقع فريسة للإحراج فلم يستطع التفكير او التصرف بشكل منطقي, لقد فتنته من اول نظرة , هل لديها فكرة.. كم هي جميلة ؟
انها تجربة غير مسبوقة بالنسبة له, لم يحدث له قبل الآن ان فتن بامرأة من أول نظرة , ماسر سحرها الباهر؟
رفض جيرالد دعوتها بأدب.
- لم أرك هنا من قبل . هل أنت عابر سبيل؟

Rehana 29-09-13 07:32 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- نعم , لقد اردت ان أرى..
- ماذا إذن؟
اجابت:
- الخليج , انه رائع.
استشف جيرالد مسحة حزن في صوتها فكر , ان العمر كله لا يكفي لكي يعرف الأوجه المختلفة لهذه الشخصية المتقلبة.منتديات ليلاس
انطلقت فجأة بضحكة شفافة:
- ماثيو ياعزيزي, ماذا تصنع؟
كان الطفل الذي انزلق بعيداً عن المفرش يزحف على الرمال. امسكته ووضعته فوق ركبتيها ليخلع حذاءه وبنطلونه, عندما التفتت نحو جيرالد ادرك انها تتاهب للرحيل.
- ماثيو يريد ان يقوم بجولة صغيرة على الشاطئ.
- حسناً , اسعدني لقاؤك وشكراً مرة اخرى على الكرة.
حاملة طفلها توجهت ببطء نحو حافة البحر.
نظر اليها جيرالد وهي تبتعد وتدخل في الموجة حتى كعبيها.
صاح الطفل عندما اغرقت الموجة قدميه الصغيريتين مهللاً, اخذ يضرب بقدميه في الماء فبلل امه التي اخذت تقهقه.
بقي جيرالد مكانه يراقبهما منتظراً منها ان تلوح له مودعة, ولكن دون جدوى اخيراً ابتعد.
فكر وهو في طريق العودة انه من الأفضل انه لم يعرف اسمها , بسرعة اخذ دشاً منعشاً ليعيد ترتيب افكاره قبل ان يذهب الى عمله في صحة ممتازة!
منتديات ليلاس
ازاح جيرالد بقوة كومة الملفات المتكدسة فوق مكتبه الخشبي جالساً في مقعده , مغلقاً عينيه, اخذ يدلك خديه ليخفف توتره على الرغم من انه مازال في اول النهار إلا ان الشعور بالتوتر العصبي قد انتابه.
منذ مجئيه تشاجر مع مجموعة من الإداريين المزعجين الذين لم يكفوا عن معارضته بشدة , لكن ليس في ذلك ماهو غير معتاد, لقد اعتاد مشاجرات العمل لكن اليوم جيرالد ساكلير المدير والشريك في أعرق بنوك مدينة فيرفيو عكر المزاج.
ترى ماسبب مظهره العابس وعصبيته؟ إنها هي , بكل وضوح , لا فائدة من الذهاب بعيداً , إنه يحاول محو أثار مقابلتها برجوعه الى ذكرى هذا اللقاء, شعر بلذة غريبة , إن هذه الذكرى تمنعه من التركيز في عمله.منتديات ليلاس
ماذا بها يختلف عن الاخريات حتى تحدث به هذا الاثر؟
عينان ساحرتان ينعكس في بريقهما كل ذهب الشمس الغاربة. ابتسامة برئية ومضطربة و ساقان تتالقان رشاقة.
تأملت اليزابيث ماكارثي في حيرة السيدة الشابة المائلة امامها, خلال ثلاثين عاماً من العمل الجيد والإخلاص لدى بنك ساكلير لم تقابل ابداً مثل هذا العناد.
إن هذه السيدة تصر على مقابلة جيرالد في حين انه ليس لديها موعد سابق معه, فماذا تفعل؟
لنقل ايضاً إنها ليست المرة الاولى التي تطلب فيها امرأة طائشة مقابلة رئيسها من الممكن تخيل انزعاجها.
سيدة عجوز وسكرتيرة مثالية , تقدمت اليزابيث في العمر وفي نفسها غيرة على مديرها, كانت تتحجج بالقوانين لتمنع الدخلاء من اختراق بابه وكذلك الدخيلات.

Rehana 29-09-13 07:33 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
ولكن رفضت محدثتها الإذعان, حاولت اليزابيث بشتى الطرق إقناعها بعدم إمكان مقابلته وذلك بلطف , محافظة على تقاليد المكان في حسن المعاملة, كان بإمكانها التخلص من تلك المرأة اللحوح باستدعاء احد افراد الأمن إلا انها خشيت الأثر السيئ لهذا التصرف ..
بصوت انهكه الكلام. استطردت اليزابيث في شرحها:
- اكرر لك ان السيد سانكلير لا يستقبل احداً بدون موعد سابق ولا استطيع استثناءك.
اجابت الزائرة بابتسامة ملائكية:
- بلى, قولي له إنني هنا.
تنهدت اليزابيث بصوت مرتفع ومدت يدها نحو التليفون:
- ذكريني باسمك.
- انا لم أقله لك بعد, اسمي انتونيا سانكلير.
اتسعت عينا السكرتيرة, واخبرت على الفور مديرها, لم تستطع انتونيا إخفاء دهشتها عندما جلست في المقعد المواجه للمكتب من الظاهر ان جيرالد ساكلير يشبه تماما الوصف الذي وصفه لها كيل إنه في بدلته المكونة من ثلاث قطع يشبه تماما العاملين في البنوك.
ولكن تكمن المشكلة في ان رجل المال المتزمت الذي لا يدخل اليه فرد بسهولة .. والرياضي الأشعث المفعم بالجاذبية الذي قابلها هذا الصباح على الشاطئ ليسا إلا شخصا واحداً.
كان عليها ان تستنتج ذلك عندما صرح لها بأنه يسكن في الجوار, ولكن وقتها كان ذهنها شارداً حتى إنها لم تستطع الا ستنتاج من السهل تخيل ماتشعر به من إحراج.ريحانة
إنها تتوقع انه يتفحصها بدقة , بل ويدرسها بإمعان .. بعينيه الزرقاوين بلون حجر السفير.
منتديات ليلاس
سيطرت على اضطرابها ونظرت اليه:
- إذا كنت تشك في شخصيتي, فاستدع محاميك ماكسويل جوردن فسيؤكد انني انتونيا ساكلير . هل تقابلنا يوم التأبين؟
اجابها:
- لقد كانت جدتي متأثرة جداً لموت كيل.
قالت:
- آه فيكتوريا الملكة فيكتوريا كما تطلقون عليها.
- منعتها حالتها الصحية من الانتقال لحضور الجنازة ومن ناحيتي فضلت ألا اتركها بمفردها.
- بالتأكيد.
بالنسبة له, اهم شيء هو انها غير مرتبطة , فلايهم وفاة هذا العزيز كيل الذي لم يحمل له في قلبه أي حب سيهتم بمواساة أرملته وإعادة البهجة الى حياتها.
هل هذا هو الواجب بين أولاد العم؟
- لابد ان ماكسويل اخبرك برغبة العائلة في دفن كيل هنا.
بدرت منها حركة تنم عن فقدان الصبر بالإضافة الى اضطرارها للتعامل مع عائلة كيل التي طالما حدثها عنها هذا الأخير بالسوء كانت شخصية جيرالد هذا تثير اعصابها.
- نعم, لقد اصر السيد جوردن على هذا كثيراً , ولكن كان كيل يحب ايبيزا تماماً الى الدرجة انه فضل ان يدفن فيها , اعتقد بصدق ان هذه كانت رغبته.
فكر جيرالد ليبق فيها , لقد انتابه شعور غريب بالغيرة تجاه ابن عمه المتوفي, إنسانة بهذه القيمة, سيدة بهذا الجمال والغموض والسحر وبكل هذه الجاذبية , يالها من صغيرة مسكينة!

Rehana 29-09-13 07:34 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
كيف كانت تعيش مع هذا القبيح؟!
قال جيرالد ساخراً:
- اعتقد انكما لم تناقشا ذلك ابداً اثناء حياته , اليس كذلك؟
قالت بصوت به مرارة :
- نعم , كنا نتحدث عن المستقبل.
قد نرى الزمان طويلاً ولكن الحاضر يجري دائماً.
إن فكرة علاقة كيل الزوجية مع اللجميلة انتونيا ونعيمه ببراءتها وسذاجتها لم تكن واضحة.
لقد كان فظاً وثائراً!
- لم يتحدث ماكسويل عن الطفل.
اجابت باشمئزاز:
- ببساطة لأنني لم أكن اعرف في هذا الوقت بحملي.
- لماذا لم تخبري العائلة بعد ذلك؟
- لأن ذلك لا يهمهم في شيء.ريحانة
ادار جيرالد القلم الرصاص من بين اصابعه واستطرد:
- انتونيا.
- ارجوك ياجيرالد.
رجع الى الخلف متكئا الى مقعده.
- في حالة كونك ارملة كيل فأنت ترثين المنزل, ولكن ان يكون لك منه اطفال فهذا يعطيك الحق في ميراث اسهمه وسنداته التي عادت الى الاسرة, للأسف لقد جاء ماثيو متأخراً.
- من قال لك إنه ابنه؟
منتديات ليلاس
لاشيء كان هذا السؤال يحرق شفتيه , فهذا هو أول مايسأله أي شخص غير جيرالد , لكنه كان حريصا على الا يصدر عنه أي عمل اخرق وخاصة بعد مقابلتهما القصيرة على الشاطئ.
- تماماً.
- يمكنك الاطمئنان ياسيد سانكلير , ماثيو ليس بحاجة الى هذا المال وليست لدي حالياً اية نية في المطالبة به.
- بالتأكيد, الم يكن كيل ليوافق على هذا الرأي لو كان حياً.
- ماذا تعرف انت عن ذلك؟
نهض وجلس على حافة مكتبه , افزعتها هذه الحركة التي قربته من مكان جلوسها , حتى لو تحلت بكل إرادة العالم لما استطاعت ان تتجاهل حضور المدعو جيرالد سانكلير بكل وسامته ورجولته انه الصورة المثالية لرجل الاعمال الذي تخيلته.
سألته:
- هل تعود نبرتك المعادية لي الى كيل؟ إننا لم نتحاب ابداً..
نظرت اليه في عينيه مباشرة :
- ساكون في منتهى الصراحة معك, كان كيل لا يحبك على الاطلاق وكذلك اسرته باكملها حتى إنني كونت فكرة مسبقة غير طيبة عنكم , اي انني لا اعرفكم.
كانت هذه الفرصة التي لن يأتي بعدها . ومن الآن فصاعداً , لايهم إذا كانت زوجة ابن عمه المتوفي, او انها عاشت معه عشر سنوات وانجبت منه طفلا, كان كل هذا قصة قديمة, اما الآن فكل مايشغل باله ان يأخذها بين ذراعيه وينهل من رحيق شفتيها العذب.
- هذا صحيح ولكن الآن لدينا كل الوقت لنتعارف.
تذكرت انتونيا لقاءهما السحري على الشاطئ والشعور الغريب المجنون الذي زرعه فيها بمجرد لمسة.
قالت مفسرة :
- جئت فقط لأطلب منك مفتاح المنزل.
- فهمت.
نهض وبداه في جيبيه:
- متى وصلت؟
- بالأمس.
نهضت بدورها, ووقفت خلف مقعدها.
سأل جيرالد:
- اين ماثيو؟
- في فندق ريفاج تقوم برعايته فتاة شابة دبرها لي مدير الفندق.
- لست مضطرة إذن الى العودة على الفور.
أومات برأسها :لا.
- في هذه الحالة سأوصلك الى المنزل.
- لا عليك.
- بلى ياعزيزتي , بلى.

Rehana 30-09-13 08:06 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالفصل الثانيhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

كان منزل طفولة كيل مماثلاً تماماً للوصف الذي وصفه كيل لزوجته بناء قديماً , كئيباً وصارماً , مجهزاً بأثاث ملائم.
قال جيرالد بينما تضع انتونيا سترتها على ظهر المقعد:
- يرجع تاريخ هذا المنزل الى بداية القرن الحالي.
لقد وافقت انتونيا على ان يوصلها بشرط ان تتبعه في سيارتها الخاصة.
استطرد:
- كما تستطيعين ملاحظة ذلك, إنه منزل فني على الطراز القديم.
أقام فيه والدا كيل بعد زواجهما بدون شك , وفي نيتهما إقامة أسرة كبيرة العدد..فهناك غرف لخمسة فرداً وعلى الرغم من ذلك كان كيل طفلهما الوحيد.

Rehana 30-09-13 08:08 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
فتحت انتونيا الصالون , كان يكيفيها ان ترى الاثاث المكسو بالقطيفة, والصور الشخصية المعلقة على الحوائط و المزهريات الصينية الموضوعة على الطاولات لتدرك ان شابا مفعما بالموهبة والرجولة لابد ان يضيق ذرعا بهذا السجن الانيق وينتهز اول فرصة ليفر.منتديات ليلاس
قالت:
- لم يعجب كيل هذا المنزل ابدا , كان يقول إنه كان يشعر فيه بالاختناق.
واقفا في منتصف الغرفة تبعها جيرالد ببصره:
-لا بد انه تحدث معك كثيرا عنا, اما بالنسبة لنا , فلم يرسل لنا باخباره منذ عشر سنوات , كنا نعرف فقط انه يشغل مهنة فنية , وبدون اي تحديد آخر, أو أي شيء عنك سوى ان اسمك انتونيا.
قالت انتونيا:
- المكان ضعيف الإضاءة.
ازاحت الستائر الثقيلة التي تحجب النوافذ الفينيسية الطويلة , اغرقت اشعة الشمس المكان وانعكست على قطع الاثاث الفخمة اللامعة.
قال جيرالد:
- إن شارلوت لا تفتح النوافذ ابداً على مايبدو.
- ومارأيك ؟
منتديات ليلاس
ابتسم اليها في لطف ممازاد دقات قلبها:
- هذا يبدو لي دائماً كئيباً, على الرغم من انني قد تربيت في مثل هذا الجو.
- لايبدو انك عانيت كثيراً هذا الجو بما انك مازلت هنا , اقصد في نفس المدينة.
- نعم , لكن لاحظي انني املك منزلي الخاص.
إنه أبهى واكثر إضاءة ومؤسس على طراز حديث لويس السادس عشر ولم تحصل إلا على خط رفيع من التراب.
قال جيرالد:
- يأتي احد الاشخاص كل اسبوع لتنظيف.
لم ترد فيكتوريا ان تضع غطاء ضد الاتربة لأنها كانت تنتظر دائماً عودة كيل.
- كان يمكنها ان تنتظر طويلاً.
قال جيرالد معلقاً في رفق:
- هذا سلوك يخلو من الرحمة, هل كنت ستوافقينه.
- هذا السلوك صادر عن كيل وليس عني.
- يسعدني سماع ذلك.
اقشعرت بسماعها تلك الكلمات تنبهت انتونيا لأثر ذلك الرجل عليها فقررت على الفور ان تضع حداً حتى لاتنشأ تعقيدات لا تنتهي.
بخطى ثابتة, توجهت صوب السلم.
قالت:
- إذا كان الطابق الأعلى بحالة جيدة ايضا فسوف يمكنني الانتقال الى هنا من الغد مع ماثيو سيكفيني ان أعيد الكهرباء والخط التليفوني.منتديات ليلاس
- اتنوين البقاء هنا إذن؟
كان يتبعها كظلها بينما كانت تتفحص الغرف الواحدة تلو الاخرى.
اجابت وهي تدفع باباً آخر:
- نعم, مؤقتاً , إن بيع المنزل يعد أكثر نفعاً من البقاء فيه.

Rehana 30-09-13 08:11 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- ها؟
امسك ذراعها.
- لا تستطيعين بيعه.
كان يفصلهما بضعة سنتيمترات, استطاعت ان تتبين ملامح وجهه الصارمة في الظلام , شفتيه وكذلك نظرته القاسية مع احتفاظها بقدرتها على النظر في حنان.
- انت حر في ان تحقق من ذلك سترى انني وفقاً لوصية كيل أرث المنزل باكمله ويمكنني التصرف فيه وفقا لرغبتي.
- كنت اتوقع على عكس ذلك انك ستمكثين به بصفة دائمة.
أومأت برأسها , لا.
بدا جيرالد متأثراً جداً بقرارها.
اتخذت نبرة اكثر لطفاً وامسكت يده.
- انصت الي, إني مدركة تماماً ارتباطك بهذا المكان , ودهشتك إذن لأني..
- بالنسبة لي, دهشتي , هي أنت!
في لحظة وجدت نفسها بين ذراعيه.
همس:
- كم أنت جميلة , وغامضة ومفعمة بالانوثة وستكونين لي.
اجابت في فزع وهي تتخلص من قبضته:
- لا.
حاول ان يضمها من جديد ولكنها ابتعدت:
- لنتوقف عند هذا الحد , ارجوك.ريحانة
مأخوذاً بانجذابه نحوها , لزمه بعض الوقت ليستعيد تفكيره.
منتديات ليلاس
شيئا فشيئا عاد ذهنه الى العمل ورتب افكاره , وهاهي قد فحصت الحجرة , إنها مضاءة بشكل جيد وموثثة بتواضع وتؤدي الى حجرة اخرى أصغر حجماً.
قال جيرالد بصوت أجش:
- هذه الحجرة لم يشغلها احد ابداً.
قالت موجهة اليه ظهرها:
- ساقيم فيها وسينام ماثيو في الحجرة الصغيرة المجاورة.
- انتونيا..
- أروع مافي الاطفال انهم يستطيعون النوم في أي مكان.
- انظري اليّ يا انتونيا.
استدارت , كم هو وسيم في هذه البدلة , كم يبدو مفعماً بالحيوية والحزم!
- لاتستطيعين إنكار مايحدث بيننا.
- بلى.
انبعث من عينيه الزرقاوين وميض.
- هناك شيء غامض يحدث بيننا يا انتونيا وهذا واضح ,انجذاب لايقاوم , قوة تدفعنا الواحد نحو الآخر, كما حدث في هذا الصباح عندما اعطيتك الكرة .
مرت بيدها بين شعرها.
- نعم , لكن ليس في نيتي على الإطلاق الانسياق وراء هذا الانجذاب وانصحك بأن تفعل نفس الشيء, وهذا سيجنبنا الكثير من التعقيدات.
- التعقيدات.
- التعقيدات!
وقفت عند النافذة المطلة على الخليج كان المنزل معزولاً وسط الكثبان الرملية مظلاً على المحيط ذي اللون الاخضر الزمردي.

Rehana 30-09-13 08:12 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- فسري لي موقفك يا انتونيا.
- إنني أرملة ابن عمك يا جيرالد.
امسك ذراعها واجبرها على الا لتفات اليه.
- تماماً أرملته ولقد مر أكثر من سنة على وفاة كيل.
- هذا لا يغير في الأمر شيئاً.
- لا افهم .
- انوي ان أربي ابنه كما كان سيفعل بنفسه.
- أين هذا؟
- مازلت لا اعرف.
- هذا يدهشني فيك تبدين واثقة .. المنزل , الاسرة , نحن الاثنان.
اعترضت قائلة :
- ليس هناك شيء بيني وبينك ! إننا لم نتقابل إلا هذا الصباح.
- وأنا عجبت بك من أول نظرة.منتديات ليلاس
تلعثمت:
- أنا ..أنا آسفة, إنه خطئي بالتأكيد.
منتديات ليلاس
- هذا ليس خطأ احد, انه عطرك , شفتاك , عيناك...إنني لا افكر إلا في ذلك منذ الصباح.
- اخيراً يا جيرالد حاول ان تفهم!
- اشرحي لي.
- اكتفي بما قلته لك تواً, ليس هناك شيء بيننا. آسفة حقاً .
- لا عليك.
خيم صمت ثقيل على الحجرة .
- اعتقد انه لا طائل من أن اسألك. أما زلت تحتفظين بخاتم زواجك؟!
اخرج من جيبه بطاقة . قال وهو يمد يده اليها:
- خذي هذا مكتب عقاري.
وبنبرة لطيفة استطرد:
- لم يسعفني الوقت بالتأكيد لأخبر فيكتوريا بقدومك لكني متأكد انها ستتلهف على لقائك وكذلك ماثيو.
قالت:
- إني دهشة لأنك تتحدث بلسانها , وفقاً لكلام كيل : إنها امرأة فظة.
- انا لاشك في انها ستسعد بالتعرف على زوجة ابنها وحفيدها في حالة كون ماثيو ابن كيل.
- وماذا إذن؟
فزعت فجأة لهذا الموضوع: إن ماثيو هو بالتأكيد آخر ابن شرعي لسلالة عائلة سانكلير النبلاء.
عرض عليها جيرالد ان تأتي في اليوم التالي لتناول العشاء عند فيكتوريا . رفضت رفضاً قاطعاً, أصر وبقيت عند رأيها:
- سأقضي اليوم في إفراغ اشيائي من الحقائب وساكون متعبة في اليوم التالي.
- هل ساخبرها إذن بزيارتك لها غداً؟
- سنرى.
- ليكن.
غادر جيرالد على وعد بإعادة الخط التليفوني والكهرباء .

Rehana 30-09-13 08:13 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
سمعت انتونيا خطواته على السلم ثم اغلق الباب محدثا صوتاً اف لقد رحل اخيراً ستستطيع ان تفكر ملياً لتزيد الامور جلاء وتتخذ قرارت اكثر تعقلاً.
على البطاقة التي اعاطاها إياها كان مدوناً عنوان ورقم تليفون مكتب عقارات وكذلك اسم المديرة.. سيدة تدعى دوريس جريسون.
لقد قدرت انتونيا هذه الحركة البطولية حق تقديرها , إن هذا الفعل يشهد على شهامة جيرالد وسمو نفسه بدرجة ادهشتها.
على الرغم من ليلتها المؤرقة, استيقظت انتونيا في كامل لياقتها .
صباح اليوم التالي, ارتدت الجينز وتي شيرت واجرت جولة استكشافية في الانحاء ثم تولت العمل. بعد نصف ساعة كانت النوافذ مفتوحة على مصاريعها , تغيرت ملامح الصالون راضية بالنتيجة , تمددت بضع لحظات بجوار ماثيو على السجادة.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
قالت وهي تنظر الى طفلها:
- هذا افضل, أليس كذلك؟ على الاقل اصبح المكان الآن اكثر إضاءة واكثر اتساعاً لتتجول فيه. حاول الطفل ان ينهض لكنه سقط على الارض.
- لا تقلق يا عزيزي لن تتأخر في المشي على اربع, وعندئذ لن أضطر الى حملك بصفة مستمرة.
تنهدت:
- انه حقاً منزل والدك , وحاول ان يمسك بكرته الحمراء التي تدحرجت الى نهاية الحجرة.
تذكرت انتونيا مشهد الامس , عندما احضر جيرالد اليها الكرة .
لقد قال : إن ماحدث له عندما رأها هو الحب من أول نظرة.
هكذا وبدون أي تفسير , صحيح أم خطأ؟ على أية حال, لم يكن بوسعها إلا ان تهنئ نفسها بقدرتها على مقاومة جاذبيته. امكست الطفل ووضعته على بطنه.
قالت وهي تداعبه:
- استمتع بسنك ياعزيزي سترى ان المرء عندما يكبر تبدأ معه المشكلات.
على غير المتوقع ظهر جيرالد بعد قليل برفقة فيكتوريا الشهيرة , دهش الا ثنان عندما شاهدا انتونيا وراء احد المقاعد تلاعب طفلها لعبة الاختباء وهو يضحك ويزحف على السجادة.
- انتونيا.
نهضت على الفور وقد اعتراها الخجل لظهورها بهذا المظهر امامه وامام حماتها , اعتذر جيرالد عن اقتحامه المنزل وعلل ذلك بوجود الباب مواريا, لقد استبدل ببدلته قميصا لبنياً مفتوحاً يكشف عند صدره الأسمر وبنطلوناً رمادياً.
- انتونيا اقدم لك جدتي فيكتوريا سانكلير , إنها كانت تتحرق شوقاً لمقابلتك.
دعتهما انتونيا ليجلسا.
كانت فيكتوريا امرأة ضئيلة الحجم , جافة , شعرها ابيض وموثوق الى أعلى على شكل شنيون , بدت لها من أول وهلة امرأة مقيتة.

Rehana 30-09-13 08:14 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
جالت ببصرها في الحجرة قبل ان تجلس في احد المقاعد:
قالت بصوت غاضب:
- إني ألاحظ انك غيرت وضع الاثاث.
نظرت انتونيا حولها:
- نعم, هذا اكثر مرحاً ألا تجدينه كذلك؟
اجابت فيكتوريا بنبرة حادة:
- منذ اكثر من أربعين سنة لم يلمس شخص أي شيء في هذا المكان.
- حقاً؟ يالها من خسارة!
اختار ماثيو هذه اللحظة لصراخه مطلقاً صيحات عالية:
سبق جيرالد والدة الطفل واخذه بين ذراعيه وجلس معه على الاريكة.
قال وعلى شفتيه ابتسامة عريضة:
- هذا هو ماثيو ياجدتي.
- ام م.. من الواضح انه لم يأخذ الكثير عن ابيه.
اجابت انتونيا وقد جرحها هذا التعليق:
- إنه ليس بحاجة الى ان يشبه أحد.
إن كيل لم يكذب كانت فيكتوريا حقاً لا تطاق , لولا خشيتها من الإساءة الى جيرالد لقذفت بها خارجاً هذه العجوز الجافة.ريحانة
منتديات ليلاس
ابتعلت انتونيا غضبها وقررت ان تحتفظ بهدوئها امام المدعوة فيكتوريا سانكلير التي لم تكف عن النظر اليها بعداء.
قال جيرالد:
- إن لـ ماثيو نفس لون شعر كيل.
تحرك ماثيو بين ذراعي جيرالد. ظلت انتونيا ساكنة كالتمثال .
قالت فيكتوريا:
- هذه المرة الاولى التي أراك فيها تضع طفلاً على ركبتيك.
كان جيرالد يتأمل الطفل الذي اظهر إعجابه بساعة معصمه.
اجاب:
- بدون شك لأن الفرصة لم تسنح لي بذلك.
- نعم, إنك تقضي كل ايام السبت في لعب الجولف مع اصدقائك.
اجاب:
- من الطيب التغيير من آن لآخر.
- لماذا؟
- لأن الوقت قد حان.
التفتت فيكتوريا نحو انتونيا وقالت:
- يؤسفني انك لم تجيبي على خطاباتي. ولكن في النهاية يسعدني انك ترضخين لالتزاماتك العائلية.
قالت انتونيا:
- انا لا ارضخ لشيء على الاطلاق.
قال جيرالد:
- لقد اخبرتك ياجدتي ان انتونيا تريد ان تبيع المنزل وتقيم في مكان آخر.
- نعم, اخبرتني بذلك , لكني لم اصدق كلمة واحدة.
إن انتونيا قد اصبحت أرملة الآن وتحمل اسم عائلة سانكلير.
شعرت انتونيا بالدماء تغلي في عروقها. قالت منفعلة وقد القت نظرة على ماثيو الذي تسلق كتف جيرالد واخذ يلعب بازرار القميص.

Rehana 30-09-13 08:15 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
استطردت فيكتوريا:
- ليكن , انا لا اعرف اجدادك , لكني اتمنى فقط ان تكوني تربيت على تحمل المسؤولية.
اجابت انتونيا:
- مع احترامي , اسمحي لي ان اقولك : إن هذا الأمر لا يعينك.
قاطعها جيرالد وفي صوته مسحة سخرية:
- لا جدوى من الإصرار يا فيكتوريا لن تؤدي في..
استطردت فيكتوريا:
- هل لي الفخر ان اتعرف على اسم عائلتك؟
لم تستطع انتونيا ان تمنع نفسها من الابتسام.ريحانة
- يبدو انه سيكون امراً مدهشاً ان تدورا في حلقات مفرغة.
اومأت السيدة العجوز رأسها :
- هذا تماماً مافكرت فيه.
فكرت انتونيا بعمق في المكانة المرموقة المرتبطة باسم سانكلير وفي الالتزامات الاجتماعية التي تترتب على هذا الاسم إن الأمر يعني - قبل أي شيء - ان تحافظ على شرف وسمعة العائلة.
لم تصبر انتونيا على ابداء استيائها وقد جرحها تلميح فيكتوريا بافتقادها للالتزام.
منتديات ليلاس
قالت بانفعال:
- لا تسعي الى ان تجعلي مني نموذجاً لأرملة سانكلير انت تضيعين وقتك بمجرد ان ابيع المنزل سأذهب أنا وماثيو.
- ماثيو ابن كيل ومكانه هنا.
فاقدة الصبر ومضطربة في نفس الوقت لمشهد ماثيو جالساً على ركبتي جيرالد , امكست انتونيا طفلها واجابت:
- دون أي قصد في إهانتك اعلمي ياسيدتي ان كيل لم يعجبه ابداً هذا المكان ولم يكن ابداً ليعود الى هنا.
بدت فيكتوريا مهتزة فجأة , قالت بصوت مهتز فجأة:
- بالنسبة لموته ..
- نعم؟
- هل كان يعاني؟
- لا, لقد رحل بسرعة.
لقي زوج انتونيا حتفه في حادث طائرة عندما كان في طريقه من مدريد الى باريس ليحضر احد المعارض , تحطمت الطائرة فوق بيرنيه. مات كل الركاب في الكارثة.
غير جيرالد وضع جلوسه فلفت انتباه انتونيا التي ابتعدت بحركة آلية.
اقترح عليها جيرالد قائلاً:
- هل تريدين ان اطلب من جاسبير توصيلك حتى تنالي قسطاً من الراحة؟
اجابت السيدة العجوز بانها ليست متعبة , وبأنها على أية حال قادرة على استدعاء سائقها بنفسها القابع امام المنزل.
لمعت عينا جيرالد فكرت انتونيا ان هذين الشخصين يفهمان بعضهما البعض.
اعتدلت فيكتوريا في جلستها.
- حسنا الآن لابد انك ستقيمين حفلاً.
- حفلاً!
- نعم لكي تقدمي نفسك الى المجتمع الراقي في فيرفيو . السبت القادم مثلاً سيمنحنا هذا اسبوعاً للإعداد.

Rehana 30-09-13 08:16 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
تبع كلماتها حوار بين الجدة والحفيد, وكل منهما يصر على ان يكون الحفل في منزله واخيراً توصلا الى اتفاق: ان يقام الحفل في منزل جيرالد ويعهد الى فكتوريا بتوجيه الدعوات.
نهض الاثنان وقال جيرالد:
- سأرافقك حتى السيارة.
- الن ترحل الآن؟
- نعم سأبقى قليلاً.
قبل ان تغادر الحجرة التفتت فيكتوريا الى ماثيو وقالت:
- إن له حقاً نفس شعر والده, لقد كان كيل ولداً جميلاً جداً.
أومأت انتونيا برأسها ونظرت اليهما وهما يبتعدان , إنهما شخصان مؤثران للغاية كل على طريقته.
تأملت طفلهابحب.ريحانة
- انت ايها الطفل الجميل, كيف ترى عائلتك؟ إنهم اناس غريبو الاطوار, أليس كذلك؟ غرباء ولا يسهل العيش معهم, كما كان يقول والدك.
تمتم الصغير:
- ماما, ماما.
ثم وضع يده في فمه.
منتديات ليلاس
- يبدو انك منسجم جداً مع جيرالد , أليس كذلك؟ لتكن حذرا في اختيار اصدقائك ياصغيري.
عاد جيرالد
- لقد فاجأتكما وانتما منغمسان في الحديث.
- نعم, أنا وماثيو نتحدث كثيراً , لقد حان الوقت ليتلقى بعض النصائح.
علق بلطف:
- يبدو معجباً ايضاً بصوتك ووجهك الجميل.
قالت:
- اشكرك.
- عفواً.
تبادلا النظرات, سألها:
- ماذا استطيع ان افعل لكي أساعدك؟
- لتساعدني؟
- نعم , لقد بدلت اماكن كل الاثاث تقريباً في هذه الحجرة. إذا استمررت في هذا في كل المنزل فسوف اجزل لك بعض العون.
قالت انتونيا في خاطرها , لماذا يظهر لها إذن كل هذا اللطف والود؟
- لا انوي إجراء أي تعديلات جديدة اليوم , وعلى الرغم من ذلك مازال هناك خدمة اطلبها منك.
- إني اسمعك.
- هذا المنزل يحتاج الى نظافة كاملة وليس فقط مجرد إزالة الغبار , هل تعرف احداً؟
خبط جيرالد على جبهته.
- بالتأكيد كم أنا غبي.. مربيتي لديها اخت شابة تبحث عن عمل . سأحدثها بطلبك بمجرد عودتي و سأخبرك بما توصلت اليه.

Rehana 30-09-13 08:17 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- تماما, آسفة ولكنه وقت إرضاع ماثيو.
حملق اليها جيرالد.
- هل ترضعينه رضاعة طبيعية.
توردت انتويا خجلاً. اجابته وفي حلقها غصة:
- لا, للآسف, لااستطيع إرضاعه, وفقاً لتشخيص الطبيب, يرجع ذلك الى الصدمة التي تعرضت لها بعد وفاة وكيل , لكن اطمئن إن ماثيو يفرغ البيبيرونة دون عناء.
همس :
- مازال هناك شيء واحد.
سألته بصوت لا يكاد يسمع.
- ماذا إذن؟
- تعالي لنتناول العشاء عندي هذا المساء.
- لا..
أصر مؤكداً لها انه سيجد شخصا يوثق به يعتني بـ ماثيو , ومادحاً مهارة آنا مربيته في الاعتناء بالاطفال.
تمسكت برفضها دون جدوى أعاد جيرالد دعوته لها محاولا التأثير عليها بابتسامته الساحرة.
همس :
- مساء غد إذن؟
هزمتها رقته وانتهى بها الأمر ان سلمت له. تنهدت :
- حسناً.
ارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة.
منتصرا وسعيداً, انصرف جيرالد مشدوهة, نظرت اليه انتونيا وهو يبتعد , بينما كان يخترق الباب صاحت:
- هيه! انتظر ! انا حتى لا اعرف اين تسكن عاد .
- لا ابعد كثيراً عن الشاطئ, على بعد حوالي خمسمائة متر. تستطيعين رؤية المنزل من غرفتك.

Rehana 01-10-13 09:10 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالفصل الثالثhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

اغلقت انتونيا بهدوء باب غرفة ماثيو المجاورة لغرفتها , لقد نام الطفل تواً حتى الآن , تمر الاحداث في سلام , تمنت ان يستمر الحال على ماهو عليه.
في اول اليوم جاءت اليها فتاة , ارسلها جيرالد حتى تخفف عنها اعمال التنظيف في المنزل.
كانت الفتاة مفعمة بالحيوية والنشاط حتى انها كانت نعم العون لها .. لقد اهتمت بالشراء , التنظيف والطفل وكل شيء ووجدتها انتونيا فتاة طيبة تعاطفت معها ايضاً لتقارب سنهما.
كاثي اثنان وعشرون عاماً وانتونيا خمسة وعشرون . كانت كاثي طالبة , وبعد هذا العمل بالنسبة لها فرصة للحصول على تكاليف نفقاتها بعد خروج انتونيا كان من الطبيعي ان تبقي في غرفتها حتى تكون قريبة من ماثيو وبذلك تستطيع ان تعتني بـ ماثيو.
لكن كان هناك شيء واحد لا تستطيع كاثي ان تقوم به بدلاً عن انتونيا ألا هو ان تذهب لتناول العشاء مع جيرالد.منتديات ليلاس
ممدودة على سريرها , حملقت انتونيا الى السقف وفكرت في ان إقامتها قد بدت اخيراً اكثر بهجة مما كانت تتصور , اكثر بكثير حتى إنها لم يعد لديها أي شكوك, ألم يمض كيل عشر سنوات معها يذم اعضاء عائلته وجيرالد أولهم؟ لابد انه كان لديه السبب من اجل كل هذه الكراهية.
وعلى الرغم من ذلك ,فمن أول وهلة , لم يبد آل سانكلير بهذا السوء, فيكتوريا أولاً على الرغم مما اشتهرت به من قسوة , رق قلبها لـ ماثيو لقد شعرت بتأثرها لرؤية الطفل في اثناء رحيلها. وجيرالد ثانيا الذي يوليها كل اهتمامه في كل لحظة, إنه نعم الفارس النبيل.
حقاً, إنها لم تتوقع منه ذلك , كيف - من الآن فصاعداً سيمكنها الاختلاء به ؟ ذلك لأن أسوأ مافي الأمر هو انها عادت لا تتأثر بوجوده الى جانبها.
دق جرس الباب .
- نعم ؟
اطلت كاتي برأسها من الباب .
قالت:
- اردت فقط ان اعرف إذا كنت مستعدة.

Rehana 01-10-13 09:13 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
اجابت انتونيا وهي تخرج من حلمها:
- يالهي , كلا, إنني حتى لم ارتد ملابسي.
قفزت من فوق السرير
علقت كاثي بنبرة جادة:
- اذا كنت انا التي على موعد مع جيرالد سانكلير لما تركته ينتظر.
ابتسمت انتونيا توجهت نحو النافذة , كان منزل جيرالد واضحاً على مرمى البصر.
اوضحت لها كاثي قائلة :
- لابأس به, أليس كذلك؟
كانت عائلته تسكن في نفس المكان, ولكن بموتهم هدم جيرالد الفيلا القديمة , ثم احل محلها هذه الفيلا, مما اثار فيكتوريا بطريقة مختلفة , فكرت انتونيا في هذا الحديث , لقد تصرف جيرالد بإيجابية في مواجهة اسرته وذلك على العكس من ابن عمه, بدلاً من ان يهرب , لقد فضل ان يفرض طريقته في الحياة بشجاعة متجاهلا ثورة فيكتوريا, علام يدل ذلك؟
غير انه أكثر عناداً من جدته!
التفتت نحو كاثي وقالت:
- اذا كنت تريدين إسداء خدمة لي فاخرجي لي ثوباً من صوان الملابس, أي شيء الذي يروق لك, أي الذي سيقع في يدك, لست ادري ماذا ألبس؟
منتديات ليلاس
عبرت كاثي عن إعجابها بغني وتنزع ماحواه صوان ملابسها , بتواضع اجابت انتونيا بأنه كان عليها ان تأخذ كل ملابسها لأنها لا تعرف كم من الوقت ستمكث في فيرفيو.منتديات ليلاس
اخذت علبة زينتها وجلست الى المرآة استطردت:
- بالإضافة الى انني توقفت بضعة الايام في نيويورك مع ماثيو .
سألتها كاثي :
- آه , هل ذهبت لمشاهدة العرض؟
اجابت انتونيا وهي تكحل عينيها.
- كلا, كنت هنا! من اجل العمل.
- هل قمت بالشراء؟
- ليس بالكثير.
- على أي حال , إنه صوان ملابس زاخر بالفساتين الجميلة .
الآن تلون انتونيا اهدابها الطويلة.
قالت:
- لقد احضرت كل شيء تقريباً.
ظلت كاثي مسمرة امام الصوان , تكشف عن اسراره وكنوزه. انتهت بأن اختارت فستاناً رائعاً من الدانتيل .
قالت انتونيا:
- هذا في الا صل مفرش اشتريته من سوق فالانسيا بإسبانيا.
- بدون مزاح!
ظلت كاثي مشدوهة هل من الممكن تحويل مفرش لهذا الفستان الشيك, إنها تعرف شيئا من هذا القبيل, هي الطالبة الشابة المثالية التي ترتدي مثل أغلب الفتيات المجدات من ركن الملابس في السوبر ماركت حيث تكون الملابس عملية وليست غالية الثمن.
اخرجت انتونيا من درج من الملابس قميصا حريريا جميلا ابيض اللون بدون اكمام مزينا من عند فتحة الصدر بطريقة جميلة و جيبونة مطرزة وضعتهما على السرير وعادت الى المرأة لتكمل زينتها.

Rehana 01-10-13 09:13 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
اثارت النتيجة إعجاب كاثي:
تنهدت:
- لو استطعت فقط ان يكون لي نفس سحرك.
اجابت انتونيا :
- لكنك ساحرة بالفعل! انظري الى ذلك بعض المكياج المناسب وشعر كهذا تستتطيعين ان تلفتي انتباه أي رجل مهما كان.
نصحتها بأن تحل شعرها وتتركه ينسدل على كتفيها.
نفذت كاثي اقتراحها بحماس وبمساعدتها , انتهت انتونيا من استعدادها للخروج, سلكت انتونيا الطريق الساحلي , اختارت ان تمر عبر الشاطئ لتصل الى بيت جيرالد.
كانت تسمع صوت الطيور البحرية ومهيل الرمال تحت قدميها حافيتين وتشعر بمداعبة الهواء لشعرها الذهبي الجميل, لم يكن هناك أي وجه شبه بين كونكتبات و ايبيزا حيث عاشت السنوات العشر الاخيرة, لكنه كان مكاناً لا يقل جمالاً وخاصة في فصل الشتاء عندما تنام المدينة تحت الثلج.
كانت فيلا جيرالد مضاءة بأكملها قابعة فوق ربوة تواجه المحيط ونوافذها كلها مفتوحة, عندما تخيلت صاحب هذه الفيلا احتواها شعور بالرهبة أسرع خفقان قلبها , وبشكل آلي , اسرعت الخطى, هل من المعقول ان يكون جيرالد قد زرع بداخلها هذا الشعور الغامض خلال ثلاثة ايام فقط.
منتديات ليلاس
تماما قبل ان تصل , ليست حذاءها, استقبلها جيرالد في الشرفة الخلفية التي تحيط بالفيلا في الدور الاول.
قال بمرح:
- سلام! بما اني لم اعرف من أي جهة ستأتين وقفت أراقب كل الجهات .
اجابت مبتسمة:
- هذا لايبدو سهلاً مع الاخذ في الاعتبار محيط الفيلا.
قال بلطف بالغ:
- نعم , هذا خطئي, كان لابد اتي لآخذك.
حاولت انتونيا ان تسيطر على إحساسها بالغبطة لرؤية هذا الإنسان الساحر المفعم بالرقة والدماثة .
قالت:
- اوه هذا غير مهم على الاطلاق, لقد استفدت من هذه الفرصة بأن تريضت على الشاطئ.
دخلا الفيلا سألها جيرالد عما تريد شربه, اجابت:
- عصير فاكهة.
ذهب جيرالد الى المطبخ تاركاً إياها تكتشف الحجرة سرعان ماتأثرت انتونيا بالهدوء والفخامة التي سيطرت على المكان , كانت الحجرة مؤثثة ببساطة, أريكتان في ناحية , وفي الناحية الاخرى طاولة , إنه مكان يبهث على الراحة النفسية ويعد دليلاً على ذوق رفيع.ولكن كمنت خاصية المكان في مجموعة اللوحات الزيتية المبهرة المعلقة على الحائط.
إن جيرالد يتمتع إذن بشغفه بفن الرسم, على اليمين طبيعة صامتة لـ سبزان , فوقها لوحة مشرفة لـ ماتيس, في مواجهتها لوحة فاخرة لـ شاجال, تجاوزها لوحة موقعة سيرفينو رأتها بالفعل في مكان ما.

Rehana 01-10-13 09:14 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
لوحة لـ مونيه وواحدة لـ ترنر يضيئان حائطا بأكمله, لقد غمرها هذا الفيض من الاعمال المشهورة لفنانين كبار بالانبهار, ولكن كان دهشها الأكبر عندما وقع بصرها على سجادة من الصوف والقطن والحرير جميعها , عليها رسم لشاطئ تغمره الشمس حيث تمثل خيوط الذهب.
قال جيرالد خلفها:
- رائعة , أليس كذلك؟
فزعت انتونيا ممسكة بكوبها , التفتت نحو السجادة التي تحمل توقيع بتلوب.ريحانة
قال جيرالد موضحاً:
- لقد حصلت عليها مقابل مبلغ باهظ في معرض مشهور في نيويورك , لقد استوقفتني فقررت على الفور شراءها.
- آه..
ارتشفت كوبها ثم تنحنحت, اشار جيرالد بإصبعه الى خيوط الذهب المنزلقة بين النسيج. كثيرا مايلجأ بنلوب الى هذه الطريقة حتى يبرز الألوان.
إن وجود جيرالد فقط بالنسبة لها يمحو شعورها بوجود أي شيء. لا شيء يصمد امام بهائه , حتى الاعمال الفتية الأكثر إشراقاً تفقد بريقها امام سحر عينيه الزرقاوين. اضاف:
- قد تعبر ايضاً عن النار المشتعلة.
منتديات ليلاس
طوق كتفيها بذراعه بتلقائية ابتعدت عنه حتى لا يسبب لها إحراجاً لم يكرر المحاولة, قال وهو يتأملها :
- انت جميلة جداً هذا المساء.
- قديماً كنت استخدمه كمفرش.
- ماذا ؟
- إنه في الأصل مفرش.
سألها :
- وقميصك ماذا كان قبل ذلك.
اجابت في حرج:
- لاشيء , لقد لقد كان كما اشتريته.
قهقه قبل ان يصرح لها باناقتها وتميزها, قالت:
- لست واثقة برضاء جدتك عن مظهري في ذلك اليوم الذي جاءت فيه لتقابلني.
قال وهو يشرب كوبه دون ان يتركها بعينيه.
- جدتي حالة خاصة , وانت كذلك.
قاطعهما رنين التليفون , ذهب ليجيب وعاد بعد برهة قصيرة.
قال:
- إنه من اجلك.
اسرعت انتونيا على الطرف الآخر من التليفون , شرحت لها كاثي ان ماثيو قد استيقظ بعد رحيلها بقليل وانه منذ ذلك الحين لم يكف عن البكاء , شخصت انتونيا ذلك بانها الاسنان التي تؤلمه لم يكن الأمر خطيراً ولكنه سبب كاف على أية حال يجبرها على ان تعود الى المنزل . ابدى جيرالد تفهمه للموقف وأصر فقط على ان يرافقها حتى منزلها.

Rehana 01-10-13 09:15 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
قالت انتونيا وهي تأخذ الطفل من بين ذراعي كاثي:
- ليس هناك أي داع بالتأكيد للقلق, لو اصابه سوء ساندم على ذهابي لهذه الدعوة.
هزت كاثي رأسها.
- انا مدركة لماتقولين , ماذا استطيع ان افعل؟
اجابت:
- انظري اذا كان هناك بعض العصير, سيكون ذلك لطيفاً منك.ريحانة
قال جيرالد:
- نعم, عندي بعض العصير الطازج , هناك في منزلي.
اصطحب كاثي ليريها الطريق , لكنه عاد بمفرده.
قال :
- لقد اخبرت كاثي ليريها الطريق , لكنه عاد بمفرده.
قال :
- لقد اخبرت كاثي بأن تعود الى منزلها.
- لقد احسنت صنعاً.
في حضن امه , بدأ الطفل يهدأ من بكائه.
افرغ جيرالد بعض العصير في كوبه بينما , انشغلت انتونيا في مسح لثة ماثيو الملتهبة بدواء مسكن.
- لا تشعر بأنك مجبر على البقاء معي , لست بحاجة الى شخص يساعدني في الاعتناء بـ ماثيو.
اجاب:
- بل إني أصر على ان ابقي معك.
منتديات ليلاس
طبعت انتونيا قبلة حانية على جبين الطفل .
- إني لا احتمل ان أراه يتألم , انه صغير جداً.
- إنه طفل رائع.
سيطرت على صوته نبرة حزن عميقة.
- شكراً , هذا ايضاً ما أعتقده.
من جديد, مسحت على لثة طفلها بالدواء , فتنهد الطفل.منتديات ليلاس
قال جيرالد بصوت منخفض حتى لا يزعج ماثيو.
- لقد حلمت دائماً ان أكون أسرة.
- أحقاً؟ ماذا منعك من فعل ذلك؟
وفقاً لحديث كيل فإن جيرالد سانكلير نموذج للرجل الأعزب ذي القلب الخالي , يتقاسمه العمل وعلاقاته النسائية العابرة.
اضاءت ابتسامة عريضة وجه جيرالد.
- عدم وجود من استطيع ان اقترن بها.
- ماذا؟ لا تقل لي إن رجلاً مثلك يجد صعوبة في العثور على المرأة المناسبة.
آه النساء! كلهن سواء , كلهن يسعين لنيل المجاملات.
اجاب باختصار:
- لنقل إنني رجل صعب المراس.
يجب دائما ان يريد المرء على الواحدة منهن انها فريدة و إلا فلن تصغي اليه , لقد بات هذا الأمر محتوماً.
نعم, لكن الآن , يشعر بات واضحاً في عينيه ولقد ادركته انتونيا على الفور , تأمل جيرالد الطفل النائم في حنان.
تمتمت:
- آسفة على العشاء.
- لا بأس , سنأكل هنا.

Rehana 01-10-13 09:16 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- هنا!
- ألم تقومي بالتسوق أمس؟
- بلى, لكني لم اشتر شيئاً خاصاً, لنعد إذن الى منزلك حتى نتذوق ما أعدته لنا آنا , إني متأكدة أن ما أعدته شهي للغاية .
- ماذا اشتريت من السوبر ماركت؟
اجابت بصوت منخفض:
- حفاظات.
لقد استسلم ماثيو اخيراً لنوم هادئ و عميق حمله جيرالد بين يديه ووضعه برفق في مهده , ظلت انتونيا برهة طويلة جالسة عند رأسه تربت رقبته داعية الله ان تمر هذه الليلة على خير وبدون مضايقات.
قال جيرالد محدداً:
- اقصد ماذا اشتريت من الطعام؟
اجابت :
- لا شيء غير تقليدي , طبقين او ثلاثة اطباق سابقة التجهيز وبعض البقالة.
- و لا شيء غير ذلك؟
- هوت دوغ واسباجيتي , إنني لم أكل هذا الصنف من الطعام من وقت طويل.
- حالاً! ساعد كل ذلك .
منتديات ليلاس
لم يكن امامها خيار إلا ان تتبعه , نزلا الى المطبخ , إنه مطبخ قيم به ادوات عتيقة , ذو سقف عال ونوافذ كبيرة تطل على الخليج , هبت نسمة أطارت الستائر حتى لمست ورد المزهرية الموضوعة فوق الطاولة, جلست انتونيا على حافة الطاولة .
بينما اشتعل جيرالد النار في المدفاة.
- ماذا تفعل ؟
صاح متظاهراً بالفزع.
- لا تقولي إنها المرة الاولى التي تشوين فيها هوت دوغ.
- في الحقيقة لا , لكن هذا لا يمنعني من ان أدهش منك.
قال مفسراً:
- يجب ان اقول لك , إنني كنت في الكشافة في صغري.
- لابد ان أشك في ذلك, و أراهن انك ستقول إنك كنت طالباً مثالياً . أليس كذلك؟
- تماماً, كنت اهدي كل صباح الورد الى معلمتي.
- طفل مثالي في كل شيء.
- كنت طفلاً فضوليا ايضاً, ودفعني ذلك الى ان املأ , في يوم ما غليون أبي بماء به صابون لأرى إذ كنت استطيع عمل فقاعات لها اشكال مختلفة بعد عدة سنوات قمت بأفعال اخرى جرئية ومشابهة , كان جيرالد يقص عليها نوادره وببراءة وسذاجة اثارت ضحكها.
انه يستطيع دائماً ان يجعلها تتخلص من توترها ويضحكها وهذا مااثار قلقها, وضع جيرالد المشهيات فوق المنضدة وذهب ليراقب السجق على النار.منتديات ليلاس
قررت انتونيا اخيراً ان تطرح عليه السؤال الذي يحرق شفتيها.
- لماذا كان كيل تعساً في حياته بسببك انت وفيكتوريا؟
لاحظت ماطرأ عليه من انفعال لكنه ظل موجها اليها ظهره.
- كنت اسأل نفسي , كم من الوقت سأنتظر حتى تطرحي علي هذا السؤال .

Rehana 01-10-13 09:17 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
شعرت انتونيا بمدى انفعاله , ايقنت انها قد احزنته بسؤالها فندمت على الفور لفضولها , إنها لم تكن سوى محاولة من جانبها لتغير الحديث وسيلة تكسر بها سحره وتصعد بها امام فتنته.
استطردت:
- كان كيل يبغضك تماما.
- اعرف , لكنها للأسف كانت مشكلة لا حل لها.
- هل حاولت على الاقل ان تعالج هذا الأمر ؟
عاد بالسجق ووضعه على طبق خلفها , التفتت انتونيا وهي لا زالت جالسة على حافة الطاولة .
- ماذا إذن؟
اجابها وهو ينظر مباشرة الى عينيها:
- تصوري انه نعم .
استند الى مقعد.
- مثلي تماماً, فقد كيل والديه مبكراً جداً , ولقد جمعتنا فيكتوريا وتولت تربيتنا , ولم يتيسير لها ذلك بدون حدوث بعض الصدمات. كما لاحظت , انها ليست سيدة مرنة , وعلى الرغم من ذلك كانت تحبنا.
- آه , نعم . هل تعتقد ان هذه هي الوسيلة الصحيحة لتربية طفل؟
- إنها كذلك , ماذا تريدين ؟ إن هذا لا يعني انها لم تكن تحبنا, على العكس , كانت تسعى دائماً لتثبيت مفهوم الترابط العائلي في ذهننا وكذلك تحمل المسؤولية.
- ولكنها لم تنجح تماماً , أليس كذلك؟
منتديات ليلاس
مر بيده في شعره وقد بدأ القلق على وجهه.
- كنت أحب الدراسة والعائلة و تمنيت دائماً ان اخلف والدي في رئاسة بنك سانكلير , انها مسألة سمة شخصية , هل هذا كفيل بان يجعل مني وحشا بغير قلب؟
- كلا, بشرط ألا نقذف ابن عمك بالحجارة لمجرد انه لا يريد اتخاذك مثالاً له ولا يريد اتباعك في نهجك.
- هذه الفكرة بعيدة عني كل البعد !
اجابت بشيء من التردد:
- بالتأكيد , مهما كانت الحقيقة , انا متأكدة ان كراهيته لك لم تكن راسخة في اعماله, بل هي كراهية ناتجة عن عدم التوافق واختلاف السمات الشخصية.
اجاب جيرالد بان عداوة كيل في رأيه ترجع الى الغيرة وذلك على الرغم من ان معاملة جدتهما لهما كانت ترتكز على قدم المساواة , لقد اختار الصبيان منذ صغرهما نهجين مختلفين , نشأت بينهما منافسة صامتة, وخاصة من جانب كيل لأنه كان يعاني عقدة النقص تجاه جيرالد الأكثر بهاء , والأكثر نجاحاً وكان كيل بالمقارنة به شخصا عاطلاً.
قالت انتونيا بعد برهة صمت:
- على إية حال لقد كان محقاً في ان يرحل.
- اعتقد ذلك انا ايضاً.
- ومارأي جدتك في ذلك؟
- لقد كسر قلبها برحيله , لقد حاولنا بشتى الطرق ان نظل على اتصال به ولكن دون جدوى, وذلك املاً في عودته يوماً ما , لقد لعب القدر , بعائلة سانكلير حتى حولها الى عائلة تعسة اصبحت فيكتوريا أرملة في مقتبل عمرها ثم فقدت آنا وكيل والدينا في بداية مراهقتنا , وفي سن العشرين , رحل كيل واخيراً مات.
توقف وابتسم ثم استطرد:
- لكن الآن لدينا ماثيو لقد بدأ الحظ يبتسم لنا.
راقت انتونيا هذه المجاملة الصادقة لكنها في نفس الوقت رفضت ان تحن امام هذا الكلام المعسول.
- انت على خطأ يا جيرالد سنرحل من هنا أنا وماثيو وسيباع المنزل.
نظر اليها ثم قال:
- هل اتصلت بمكتب العقارات.
- انوي الاتصال به صباح غد.
هز رأسه :
- اعرف جيداً انك كنت تحبين كيل , ولهذا السبب ليس لنا مكان في قلبك فيكتوريا وأنا , هل لي على الرغم من ذلك ان أمل في ان تدعي لي الفرصة للتقارب في اثناء إقامتك هنا؟
أذعنت في صمت رب جيرالد برفق خدها.
- لن استسلم ابداً صدقيني.
تسارعت نبضات قلب انتونيا , واخذت أذناها في الطنين حملق الى شفتيها قبل ان يديها قبلة حانية.
همس وهو يستدير:
- ولكن الآن سأدعك تتناولين عشاءك.

Rehana 02-10-13 04:00 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالفصل الرابعhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

اخذ سوار دوريس الذهبي يجلجل مع كل حركة من يدها على الملف قالت وهي تنهض لتأخذ احد الملفات من الحجرة المجاورة.
- سيكون هذا هو أسهل عمل اقوم به من خلال وظيفتي.
سألتها انتونيا وهي تتحرق شوقا لمعرفة رأيها:
- هل تعتقدين ذلك حقاً؟
رفعت دوريس عينيها الى السماء:
- تريدين ان تضحكي! لم يحدث الجميع , ولن تجدي صعوبة في اختيار العرض المناسب ثقي بي, ستحصلين على مبلغ كبير مقابل بيع هذا المنزل!
قالت انتونيا:
- انها ليست مسألة مال. اريد بكل بساطة التخلص من هذا المنزل في أسرع وقت ممكن .

Rehana 02-10-13 04:05 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
صاحت دوريس :
- لا تقولي لي إنك على استعداد للتخلص منه بثمن بخس.
ابتسمت انتونيا ممشوقة وشقراء , شعرها مسترسل فوق ظهرها , كانت دوريس جريسون تتألق سحراً واناقة بتناييرها الرقيق وحذائها ذي الكعب العالي, نعم حقاً, لقد كانت مبهرة الجمال.
إن هذه المديرة الشابة لمكتب العقارات جميلة بدرجة ايقظت في نفس انتونيا شيئا من الغيرة والشك حول طبيعة العلاقة التي تربطها بـجيرالد.منتديات ليلاس
- لو كنت مكانك لمالمست أي شيء في المنزل ولتركت للمالك الجديد الاهتمام بكل الاعمال الخاصة بالمنزل.
اجابت انتونيا:
- لا اعرف الكثير عن هذا الأمر ..إنها المرة الاولى التي ابيع فيها منزلاً.
- في حالتك, كل مايلزمك هو الانتظار, ولن يطول انتظارك.
دخلا حجرة المكتب , قرأت دوريس بعض الاوراق الخاصة بالعقار واللوحات والمقتنيات المختلفة, لا حظت دوريس ان الفيلا بها العديد من الاثاث الفاخر مما سيرفع ثمنها جداً فاقترحت ان تعرض الفيلا للبيع إما مؤثثة او خالية.
لم تستطع انتونيا ان تهرب من هذا الشعور بالتوتر الذي داهمها هناك شيء من الفظاظة في التصرف ولكنها عندما فكرت في ان ماتفعله هو بدون شك ما اراده كيل قبلت عرض دوريس.
منتديات ليلاس
قالت والابتسامة تضيء وجهها:
- حسناً ,هذا كل شيء الآن , لا يبقى سوى ان أشكر جيرالد لأنه نصحك بالتوجه الي.
- هل تعرفينه جيداً.
ابتسمت دوريس:
- ليس بالقدر الذي كنت اتمناه. لقد خرجت معه مرات قليلة لكنه لم يكرر بعد ذلك هذه اللقاءات وعلى الرغم من ذلك بقينا صديقين.
إذا كانت انتونيا قد سمعت جيداً حديث دوريس فلن تجد فيه شيئا يجرح قلبها.
رافقتها دوريس ثم ذكرتها بالسهرة القادمة في منزل جيرالد .
- مساء السبت !
اجابت انتونيا في مرح:
- هل انت آتية ! حسناً على الأقل سيكون هناك من أعرفه .
- لا تقلقي , كل ابناء المجتمع الراقي في فيرفيو يتحرقون شوقاً لمقابلة أرملة كيل سانكلير .
تلقت دوريس مفاجأة سارة عندما سمعت صوت جيرالد على الطرف الآخر من الخط التليفوني, إنها مصادفة غريبة إذ كانت تستعد لتتصل به.ريحانة
قالت:
- أردت ان أشكرك لأنك بعثت إلي بـ انتونيا سانكلير, إني أتصل بك بشأنها .
أخفت دوريس ريبتها بصعوبة, لقد كانت تحتفظ ببعض الأمل في استرجاع جيرالد على الرغم من مظهرها الواقعي.
- ماذا يحدث؟
قذف اليها جيرالد بصاروخ لم تتوقعه , لقد طلب منها شيئا واحداً لا اكثر منه ولا اقل وهو ان تؤجل تسجيل البيت في السجل الرسمي الخاص بالبيع بضعة اسابيع.

Rehana 02-10-13 04:07 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- أنا لا افهم , لقد اكدت لي انتونيا انها تريد التخلص من المنزل في أسرع وقت ممكن.
- لقد تغير رأيها , ولدك من الأفضل عدم التسرع.
- لقد ارتبطنا بعقد نحن الاثنان.
- اسمعي.
في المقابل , وعدها جيرالد ان يخصص لها حق بيع المنشأت الجديدة التي تبني برؤوس اموال بنك سانكلير.
اجرت دوريس عملية حسابية سريعة , وجدت انها فرصة لا تكرر , وإذا أجادت استغلال هذه الفرصة فستعود اليها ثروة صغيرة على شكل سمسرة تكون كافية حتى تفتح مكتب عقارات خاصاً بها.
- اتفقنا؟
لم يكن هناك مايدعو للتردد.
- اتفقنا ,سيكون امراً بالغ السعادة ان أعمل من اجلك.
وقبل ان ينهي المكالمة أوصاها جيرالد بعدم الإفصاح عن هذه الاتفاق واكدت له دوريس كامل الكتمان, سببت مكالمة جيرالد الهاتفية حالة من الشرود انتابت دوريس , إن حياتها العملية بصدد تحول هائل وهذا بفضل جيرالد وكان هذا سبباً على الرغم من حزنها لإدراكها انها فقدت جيرالد سانكلير الى الأبد لكي تصيح من الفرحة.
خرجت انتونيا من فراشها لتلقي نظرة عبر النافذة .ريحانة
منتديات ليلاس
شمس شاحبة ليوم جديد تبزغ على الخليج المغيم وقد اختفى الشاطئ تحت غيمة بيضاء.
بتلقائية نظرت في اتجاه منزل جيرالد كان المنزل معتماً إنه لم يعد إذن , لقد اتصل بها صباح اليوم التالي لسهرة السجق ليخبرها ان ظروفاً طارئاً اضطرته للسفر عدة ايام الى نيويورك ومنذ ذلك الحين لم تعد هناك اخبار عنه , وكان هذا غريبا جداً,إذ إنه يقيم حفل استقبال في منزله نهاية الاسبوع على شرفها.
من جانبه لم يلق جيرالد بالاً الى هذا الحفل إلا ان إنه يقيم حفل استقبال في منزله نهاية الاسبوع على شرفها.
من جانبه لم يلق جيرالد بالاً الى هذا الحفل إلا ان فيكتوريا كانت على عكس ذلك تماما, لقد اتصلت بها هذه الاخيرة مرتين : اولاً بهدف مساعدتها في اختيار الملابس المناسبة ليوم السبت , يوم الحفل, ثم لكي تعلمها العادات التي يتبعها ابناء المجتمع الراقي في فيرفيو في مثل هذه المناسبات , وفي كل مرة كانت انتونيا تخالفها ولكن بأدب وفي نفس الوقت بإصرار .منتديات ليلاس
ملعونة تلك الارستقراطية العجوز بهيئتها المتعالية ونبرات صوتها المتكلفة !
كانت انتونيا لديها العديد من الاسباب المقنعة التي تمنعها من الانسياق وراء سليلة آل سانكلير الفاضلة , الموقرة , لقد نشأت في وسط من الفنانين والكتاب , ربما لم تكن قد تلقت تعليماً تقليديا مثلما تتلقى أي فتاة من اسرة عريقة في فيريفو إلا انها لا تخجل من اصلها ولا تجد داعياً الى ذلك ولا حتى الى ان تتلقى دروساً في التعامل في المجتمعان الراقية .
إن انتونيا ابنة لرسام ومؤلفة روايات موهوبة , اتسمت العلاقة بين والديها بالحب ثارة والصخب والشجار تارة اخرى.
وتربت في ظل حياة شبه بوهيمية وسط اناس مشهورين وموهوبين , هي نفسها اشتهرت بمهارتها في صناعة السجاد اليدوي الغني فكانتتدور في فلك مضيء منذ نشأتها الاولى.

Rehana 02-10-13 04:09 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
بالإضافة الى عم رئيس وزراء وجدة كانت راقصة مشهورة وابن عم رجل فضاء.
مرتدية قميصاً وبنطلوناً جينزا, نزلت انتونيا الى المطبخ حيث وقعت على كاثي التي وصلت منذ بضع دقائق وتعد القهوة .
سألتها دهشة لوجودها:
- هل أنت المبكرة ام أنا المتأخرة ؟
- أعرف ان أغلب الناس يستيقظون متأخراً يوم السبت لكني لا استطيع البقاء في السرير وقتاً طويلاً, لقد اعتدت الاستيقاظ مبكراً لأستذكر دروسي.
قالت انتونيا وهي تصب لنفسها بعض القهوة .
- افهم ذلك, انا نفسي عندما يكون لدي عمل ابدؤه دائماً في الصباح الباكر.
- آه حسناً ؟ ماذا تفعلين .
- سنتحدث في ذلك في وقت آخر , اخبريني: هل تستطيعين الاعتناء بـ ماثيو مساء الغد؟
- بكل سرور.. إنه طفل محبوب.منتديات ليلاس
تمتمت انتونيا في فخر :
- أليس كذلك؟
سألتها كاثي:
- الا تشعرين بالتوتر عندما تفكرين في الغد؟
- نعم لا.. الحمد لله!
- لو كانت مكانك لشعرت بالتوتر , سيكون هناك كل أغنياء فيرفيو وكثير من الشخصيات المهمة في نيويورك.
- وماذا إذن؟
- سيحاولون التأثير عليك.
تنهدت بداخلها لقد حدث ذلك , منتهزة وجود صديقتها الشابة , صرحت لها عن رغبتها في تناول القهوة في الخارج.
قالت كاثي في سعادة :
- عظيم ! على هذا النحو سيكون ماثيو لي أنا وحدي.
اعتلت انتونيا قمة كثيب يطل على خليج يكسوه الغيم فردت مفرشها فوق النباتات الشائكة مستمتعة بوجودها بمفردها يحيطها الضباب على الشاطئ الخالي.
إن الوحدة رفيق قديم وحميم لـ انتونيا عندما كانت صغيرة , كانت تحب العزلة لتقرأ او ترسم , ولم يغير زواجها شيئا في هذه العادة , كيل مثل باقي الفنانين , كان يشعر هو الآخر بحاجته الى العزلة حتى يعمل , كانت للأسف , هي عادتهما المشتركة الوحيدة.
مسكين كيل ! إنها لا تستطيع إنكار شعورها بالذنب عندما تتذكر السنوات العشر الماضية من حياتهما الزوجية, وعلى الرغم من التوافق الظاهري إلا ان علاقتهما كانت ترتكز في الحقيقة على سوء تفاهم.
لم تكن تحبه على الاطلاق كل جهودها لم تفلح في ان تشعر نحوه بشعور آخر غير الاحترام والصداقة , بالتأكيد لم تكن تفصح له عن ذلك إلا انه كان يقرأ كل ما تشعربه في عينيها.
***
صفعه هواء الصباح الر طب فشعر بالانتعاش في اثناء سيره ببطء على الشاطئ الملبد بالضباب , لقد شغلته كثرة الاعمال في نيويورك فمنعته من ممارسة رياضة الركض التي اعتاد ممارستها كل صباح واليوم قد سعد لاستعادة عادته القديمة المحببة الى نفسه.

Rehana 02-10-13 04:11 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
كما كانت هذه هي المرة الاولى التي يشعر فيها بالسعادة, لعودته الى مدينته لقد بذل قصارى جهده في نيويورك وعمل بكل طاقته حتى يختصر مدة اقامته , نعم , لقد كان يتوق شوقا للعودة الى فرفيو حيث دفء البيت وحيث توجد من لايمل رؤيتها انتونيا, إنها هي من يشتاق اليها قبل كل شيء, عندما رأى فيلتها , ابطأ السير مفكراً.
حريص بطبيعته , كان يحسب دائماً المخاطر قبل ان يقدم على أمر ما ما بخلاف عدد كبير من المشتعلين بالاقتصاد , كان جيرالد يدير اعماله بحكمة واعتدال دون ان يسعى الى الاضواء والشهرة.
لقد تغير كل ذلك فجأة منذو وصول انتونيا , انه لم يعرف نفسه , اولاً في طريقة حديثه معها , ومغازلته لها , ثم عندما شعر بالإرتياح عندما عرف انها أرملة , مامعنى ذلك؟
إن لم يكن هو الحب من أول نظرة ؟ فإن هذا الشعور لايمكن التنبؤ به, كما انه شعور يجلب الكثير من المخاطر , و عندما تملكه الخوف, عندما عرف برغبة انتونيا في بيع المنزل كان رد فعله غريباً حتى على نفسه , إنه لم يتورع من ان يتواطأ مع دوريس حتى تعطل البيع.منتديات ليلاس
لكن من يلومه على حرصه على الاحتفاظ بالمرأة التي يحبها؟ في قرارة نفسه وضميره كان جيرالد مقتنعاً بأنه محق والآن , لقد تأخر كثيراً على رؤيتها.
منتديات ليلاس
وعلى الفور , تحققت امنيته , عندما كان يتسلق الكثيب المؤدي الى فيلته , لمح انتونيا جالسة في مواجهة البحر.
ارتجفت من شدة الفرحة عندما رأته انتونيا يسرع في اتجاهها بدون شك اتخذت هذا المكان في هذا الوقت المبكر من الصباح على امل رؤيته.
جلس الى جوراها على المفرش, ظهرت من الشورت ساقاه الطويلتان بارزتي العضلات , شعره اشعث من شدة الهواء وخداه متوهجان من شدة الجهد اما التي شيرت فقد التصق بجسده بفعل العرق , كل ذلك لم يزده إلا جمالاً مفعماً بالرجولة , إنه بدون ادنى شك أكثر الاقتصاديين الذين قابلتهم رجولة ووسامة.
قالت بصوت عذب:
- صباح الخير.
بتلقائية, رفعت انتونيا كتفيها وعقدت ذراعيها فوق صدرها. سألته:
- متى عدت ؟
- الليلة الماضية , فكرت في الاتصال بك , لكني خشيت ان اوقظ ماثيو.
صمت برهة ثم استطرد .
- لقد انشغلت طوال هذا الوقت في فرز الاشياء التي قد تنفع ماثيو في المستقبل.
- فكرة طيبة.
- بعض صور كيل , بعض التذكارات الخاصة به, لاشيء غير عادي في الحقيقة ..
- خذي كل مايعجبك , هذا من حقك.
هزت رأسها متجنبة النظر في عينيه خشية ان تغرق فيهما.

Rehana 02-10-13 04:12 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- انتونيا؟
التفتت ببطء , احاط وجهها بكفيه ونظر الى عينيها.
- هل تسمحين لي ان اقبلك؟
- كلا!
- يجب ان افعل , إنني لم افكر إلا في ذلك خلال الايام الماضية , لقد حلمت بأن اتذوق شفتيك العذبتين وان اشعر بك بين ذراعي .
طارت بها كلماته الى السماء, همس:
- وانت ايضاً تبادلينني نفس الشعور, ارجوك لا تقولي عكس ذلك.
- أنا...
اختنقت الكلمات في حلقها , إنها لحظة سحرية , على شاطئ خال, حبيبان يتذوقان فرحة لقائهما بعد طول انتظار, بلطف طبع قبلة رقيقة على شفتيها , منهزمة ومتوسلة حاولت انتونيا ان تمنعه.
- جيرالد..
لكنه لم يدع لها الفرصة , همس:
- لست بحاجة الى الإصرار ياعزيزتي.
تراجعت لغة الكلمات امام لغة العيون ومشاعر الحب الدافئة, في ظل هذا التوافق السحري الذي جمعهما لم يعد هناك مايشعر ان به إلا ثمالة حبهما.
نظر جيرالد خلفه فجأة.
- صه! اسمعي..
لم تكن تسمع إلا صوت خفقان قلبها في صدرها , ثم فشيئا فشيئا سمعت نباح كلب قادم من بعيد.
قال جيرالد :
- الكلب يقترب , لابد ان هناك من يأتي خلفه.
- أوه..
شعرت انتونيا بمرارة صاحبت هذه العودة الى عالم الواقع .
فتحت انتونيا عينيها ثم اغلقتهما على الفور لأول مرة تكتشف انتونيا , كم هي متعطشة الى الحب والى كلماته الر قيقة التي تملأ قلبها بالنشوة .
ابتعد عنها جيرالد, قالت انتونيا :
- لا يجب ان يحدث ذلك بيننا مرة اخرى.
- لا, لا مجال لمناقشة ذلك, في المرة القادمة لن أدع أحداً يقاطعنا.
قالت في حزم وهي تنهض:
- لقد قلت لك تواً, لن ينشأ ذلك بيننا مرة اخرى.
فرت من امامه بسرعة , ايقظتها رنين التليفون في قلب الليل فزعت انتونيا عندما عرفت صوت والدتها . سألتها في قلق:
- ماذا يحدث ؟.
- لا شيء.. مازال والدك يعيش مغامراته العاطفية المتجددة.
- هل انت بخير؟

Rehana 02-10-13 04:13 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
اجابت بضحكة عصبية كادت ان تتحول الى بكاء .
- نعم . نعم , لا عليك.
- هل انت متأكدة؟
- نعم , لا تقلقي, وماذا عنك أنت ؟ الم يحول آل سانكلير حياتك الى جحيم؟
- كلا, على العكس , إني مدعوة في بيت جيرالد سانكلير, لقد اقام حفل استقبال على شرفي.
- آه , عادات المجتمع الراقي.. استطيع ان أرى ذلك من هنا, بالمناسبة كيف ترين فيرفو.
اعتدلت انتونيا في جلستها على السرير.ريحانة
- في الحقيقة , انا لم اخرج لذلك , لا استطيع الإجابة عن سؤالك مع ذلك فالناس يبدون منغلقين على انفسهم باستثناء شابتين تعرفت عليهما واحدة تعمل سمسارة مكتب عقارات والثانية طالبة تأتي لتجالس ماثيو.
- كيف حال حفيدي؟
- انه بحالة رائعة إلا انك أوحشته.
- يالها من خسارة .. إنه يشبه جده المخادع.
- ماذا فعل ثانية؟
- هذا المحتال, لقد اتخذ عشيقة جديدة.
تنهدت انتونيا بصوت مرتفع:
- كما تقولين بنفسك انها ليست المرة الاولى.
- تباً! إنني لم أعد المرات التي يقع فيها في حب هؤلاء التافهات , ولكن مايدهشني انه مازال لديه الوقت ليرسم.
منتديات ليلاس
ارادت انتونيا ان تطمئنها , اخبرتها بأنه لا يوجد مايثبت ان والدها يخونها حقاً مع هؤلاء الشابات الفاتنات اللاتي يستخدمهن كنماذج للرسم.ريحانة
استطردت :
- على اية حال لن يدوم هذا الحال طويلاً.
انفجرت والدتها قائلة:
- هذا لا يمنع انه في تلك المرة سفيه للغاية؟
- كيف ذلك؟
- هل تذكرين سيلفيا ؟ تلك الفتاة الضئيلة التي كانت تريد ان تصبح كاتبة وكان لديها بعض الموهبة , ثم جاء دور ببتاني التي لم تكن سيئة على الإطلاق وكانت تقوم بالتسوق وتؤدي بعض الخدمات .
استرجعت انتونيا صورة فيلا اسرتها الفسيحة التي تغرقها اشعة الشمس في ايبيزا ومنذ عدة سنوات اصبح كل من والديها يعيش في غرفة منفصلة وذلك بناء على اتفاق متبادل.
- ولكن هنا تكمن المصيبة , إنها علاقته مع روندا , لقد تجاوز كل الحدود.
مناهضة للأمتثال بطبيعتها , كانت كاتلين بيلفورد والدة انتونيا , لا يهتم إلا بالوفاء لحياتها الزوجية فكانت تتأقلم دون مشقة بالغة مع مغامرات زوجها الذي تعشقه, نعم لقد كانت تعشقه هذا المتمرد , ومن ناحيته كان انطونيو سيرفينو يتمتع بدماء ثائرة وروح فياضة وكان يظهر ذلك في كثرة علاقاته بالشابات والسيدات الجميلات واعتادت زوجته إغلاق عينيها عنه , وعلى الرغم من ذلك كانت الإهانة تحطم قلبها , فما الذي يجعلها في هذه الحالة الآن ؟
كانت كاتلين بلغورد تعرف الإجابة , إنها تفاهة روندا هي التي تثيرها إن انطونيا واقع في غرام صغيرة حمقاء لها عقل العصافير.منتديات ليلاس
- إنها غبية تماماً , هل تسمعينني, إنها بلهاء حقيقة!
وهو الذي يبتهج بمجرد ان يقع بصره على هذه الحمقاء سالتها انتونيا.
- هل هي حمقاء الى هذا الحد ؟
صمتت برهة ثم اجابات ابنتها:
- لست ادري , في الحقيقة , ربما انا..

Rehana 03-10-13 05:32 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالفصل الخامسhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

كان جيرالد بعيداً كل البعد عن مشاركة مدعوبة في مرحهم, لقد كان هذا الحفل بالنسبة له عقابا ينتظر نهايته بفارغ الصبر, إن الحفل الآن في اوجه و الجميع يمرحون ويتسامرون في سعادة.
الجميع إلا هو , كيف له ان يكون غير ذلك وهو لا يستطيع ان يرى بعينيه إلا امرأة واحدة , تلك التي يحبها انتونيا ليذهب الجميع الى الجحيم!
كانت انتونيا في هذا المساء تتمتع بمظهر ملائكي في ثوبها الذهبي الرقيق المرصع باللؤلؤ الذي يجسم رشاقة قوامها ويتسع عند ركبتيها.
شعرها الطويل يتموج فوق كتفيها بانسيابية, كانت تتحرك برشاقة واناقة بهذا الحذاء ذي الكعب العالي , كم يتمنى ان يراها حافية القدمين, شعرها اشعث على طبيعتها تلقي بنفسها بين ذراعيه.

Rehana 03-10-13 05:35 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
وكم يتمنى ان يخلع من إصبعها خاتم الزواج البراق ليضع مكانه خاتم زواج آخر حفر عليه اسمه.
انفلتت دوريس جريسون من بين الحشد وذهبت لتتحدث مع انتونيا , لقد تحققت امنية تلك الاخيرة ونجحت في اختيار المرور ودخلت قلب مجتمع فيرفيو , لقد جذبت انتباه الجميع واثارت فضولهم ببساطتها , لم تستطع دوريس ان تخفي دهشتها من براعة انتونيا في تلقي الاسئلة الشخصية التي امطرها بها المدعون.
كانت انتونيا تتحدث دون ان تجيب عن أي شيء لا تريده , التفتت نحو فيكتوريا التي وقفت في منتصف الحجرة , اخيراً قررت ان تتركها وشأنها , إنها لم تتركها لحظة منذ بداية السهرة , وذلك بدون شك لتراقب تصرفاتها خشية ان ترتكب أي حماقة .
ان انتونيا ليست بحاجة الى مثل هذه الحماية , كانت تحتوي بصعوبة غيظها كما كانت تتحرق شوقاً لكي تبعدها عنها.
ومع ذلك لم تمثل الجدة فيكتوريا همها الاول ولكنه الحفيد جيرالد او بالأحرى شعورها نحوه , إنه لم يوجه اليها أي كلمة خلال السهرة إذ انه أسرع ليرحب بالمدعوين بعد ان صافحها , لكنه لم يتركها بعينيه واخذت نظراته تتبعها بإلحاح سبب اضطرابها .
منتديات ليلاس
تنهدت دوريس:
- في الحقيقة ..إذا استطعت بيع فيلتك , فربما استطيع شراء فستان مثل فستانك.
- ماذا تقصدين؟ كنت اعتقد على العكس ان الأمر سيكون بالنسبة لك مثل لعب الاطفال.
- نعم , بالتأكيد , ليست قلقة بهذا الشأن , كلا على الإطلاق.
قالت انتونيا في تعجب:
- هاقد مر اسبوع والفيلا معروضة للبيع ولم يأت احد حتى الآن ليشاهدها.
ارتشفت دوريس كوبها, قالت مفسرة وقد بدا عليها الارتباك :
- إن الأمر يستغرق بعض الوقت حتى ينتشر الخبر.منتديات ليلاس
- لكنك قلت لي.
- هل لاحظت هناك السيدات الثلاثة؟
التفتت انتونيا نحو الاتجاه الذي تشير اليه .
- ماذا عنهن؟
- انهن مديرات الجمعية الخيرية لـ مدينة فيرفيو. أليس هناك شيء يلفت انتباهك؟
- كلا, لماذا؟
بطريقة تلقائية اتجه انتباهها نحو جيرالد الذي انشغل بالحديث مع مجموعة من الاصداقاء , شاهدته انتونيا من قبل في ملابسه الرياضية اما الآن فقد اكتشفته في زي السهرات الرسمي الذي يلائمه تماماً ويبرز وسامته , إنه يشع بهاءً وسحراً وسط كل الحاضرين.
- ثلاثتهن مرتديات بنفس الطريقة.
- عفواً؟
- ربما يرتدين ملابس باشكال مختلفة ولكنها ملابس ذات طراز واحد , إن شكلهن مضحك.
- حقا؟
- نعم شكلهن يدهشني , إنه يشبه الزي الموحد.

Rehana 03-10-13 05:36 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
شرحت لها دوريس انه كقاعدة عامة , هؤلاء السيدات يتبعن ما يسمينه الهئية الملائمة للسيدة العصرية و للحصول على هذه الهيئة يرتدين قميصا حريريا له كمان قصيران وجيب مجسمة وحذاء ليس له كعب , بالإضافة الى شيء اساسي وهو عقدة في شعرها او حول رقبتها , اما في ملابس السهرة فهن يرتدين فساتين طويلة ضيقة ذات اكمام طويلة تغطي اذرعهن الى الرسغ حتى تبرز قيمة حليهن.
- حليهن؟.
رفعت دوريس كتفيها وقالت:
- الأساور , لكي يتضح لك الأمر لن تشاهديها ابداً باستثناء خاتم في كل إصبع يد , ونادراً جداً ماتجدين قرطاً في أذن إحداهن.
- إنك تخدعينيني!
- كلا على الاطلاق, انظري جيداً إنهم متقيدات بمظهر واحد, ومثلهن الاعلى هي فيكتوريا سانكلير , هاهن يقتربن , حسناً سأفر بجلدي .
ذابت دوريس بين حشد المدعوين , بينما كانت السيدات الثلاث موضوع الحديث يتقدمن , قدمت كل واحدة نفسها كانت تلك التي تقف في الأوسط , صغيرة الحجم شعرها اسود , تضع نظارة سميكة ذات إطار ازرق على أنفها وتدعى جوان ,رفقيتها التي على اليمين كبيرة الحجم , شقراء , ذات ابتسامة بلهاء , وتدعى كلوديا, اما الأخيرة فمتوسطة الحجم , ذات اذنين صغيريتن تجيبك إذا ما ناديتها جودي بالإضافة الى انهن من اليمين الى الشمال : الرئيسة, نائبة الرئيسة , والمسؤولة المالية لجميعة فرفيو الخيرية , تصافحت تلك المجموعة من السيدات .
منتديات ليلاس
قالت جودي :
- نحن سعداء بمقابلتك.
ثم استطردت بجدية:
- وحتى اذا كان ماساقك الى فيرفيو مناسبة سيئة وهي موت كيل سانكلير الذي كان يكن له الجميع كل الحب والود.
ابتسمت انتونيا بأدب , تجاذبت السيدات اطراف الحديث ثم اتجه الحديث الى ثوب القادمة الجديدة.
قالت كلوديا:
- هذا ثوب رائع, إني لم أر مثله قبل اليوم.
اجابت انتونيا:
- انت تقصدين انه يتعارض مع ملابس الموجودين في الحفل , أليس كذلك؟
هزت كلوديا رأسها.
استطردت انتونيا:
- في الحقيقة, لقد صممته لي إحدى الصديقات بناء على طلبي.
عدلت عن ان تخبرهن ان هذه الصديقة هي احدى مصممات الأزياء التي لها شهرة عالمية.
تبادلت السيدات الثلاثة النظرات , منبهرات سألت جوان:
- هل تقصدين انك صنع لك في المنزل؟
- تماماً.
- يبدو انك عشت طويلاً على سطح جزيرة منعزلة.منتديات ليلاس
ليس شيئاً عملياً ان تتبعي الموضة. اجابت انتونيا مفضلة تجاهل ملاحظة كلوديا الحمقاء:
- لقد حدث ان خرجت من تلك الجزيرة الى استراليا واليابان وبريطانيا , اليست كل هذه البلاد جزراً ايضاً؟
لمحت جيرالد فتسارعت دقات قلبها.

Rehana 03-10-13 05:41 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- ياله من حظ!
- عفواً؟
استطردت جوان!
- نعم ياله من حظ ان تهربي من وقت الى آخر لتتسوقي من محلات المدينة.
تنهدت انتونيا ناقمة هذا الحديث الممل.
- نعم , تماماً.
كان كل انتباهها موجها صوب جيرالد يا إلهي كم هو جميل!
صرخت كلوديا:
- يسعدنا كثيراً ان نأتي اليك يوماً لنتناول الشاي. حتى يتسنى لنا مناقشة بعض الموضوعات.
لاحظت انتونيا بشيء من الغيرة ان جيرالد يتحدث مع سيدة مبهرة الجمال.
صاحت كلوديا بحماس:
- سيدة سانكلير , كم هو سعيد ان اراك!
التفتت انتونيا القت السيدة العجوز التحية بإشارة من رأسها , على الرغم من ان إحساس انتونيا تجاهها يفتقر الى المودة إلا انها لم تستطع ان تنكر اناقة فيكتوريا سانكلير بفستانها الحريري الاسود الطويل وعقد اللؤلؤ الثمين الذي يزين رقبتها ,إنها هي من جاءت لتأخذها حتى تقدمها الى السيد و السيدة ثورنجود,
لحسن حظها تخلصت انتونيا اخيراً من هذا الثلاثي المزعج وتبعت جدة جيرالد , سألتها تلك الاخيرة وهي ترمقها بنظرة فاحصة:
- هل انت بخير الآن؟
- نعم لماذا؟
منتديات ليلاس
- رأيتك وانت تتحدثين معهن , لقد بدا عليك التململ.إنهن مثيرات للسام هؤلاء الثلاثة وبخاصة عندما لا تكونين متعودة عليهن مثلك.
جحظت عينا انتونيا قالت مشدوهة.
- إذا كنت قد فهمت جيداً فإنك جئت لإنقاذي منهن؟
ظهرت ابتسامة غامضة على ركني شفتي فيكتوريا:
- ألست الأكثر حنكة في القيام بذلك؟ حسناً اتبعيني والزمي يساري إن السيد ثورنجود لايسمع بأذنه اليمنى.
سألها جيرالد :
- كيف تجدين الحفل إذن؟
- إنه حفل ساحر, لقد نجح كثيراً في الحقيقة , ومما زاد من سعادتي انني نجمة هذا الحفل.
كان يبدو عليه الاضطراب و القلق , كما كان يطيل النظر اليها , سألها :
- يبدو انك قد تلقيت تعليماً ممتازاً , أهنئك عليه, هل والداك هما من علماك كيفية التصرف في الحفلات؟
اكتفت انتونيا بأن هزت كتفيها:
- ماذا لو حدثتني عنهما قليلاً على سبيل التغيير؟
- ماذا تريد ان تعرف عنهما, إنهما يقيمان في ايبيزا.
- لا اكاد اعرف عنك شيئاً , على سبيل المثال , أنا لا أعرف , إذا كنت قد قضيت حياتك كلها خارج الوطن ام لا.
استشفت انتونيا حدة ظاهرة في صوته , رأت ألا تعلق على ذلك.

Rehana 03-10-13 05:42 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
قالت بسخرية :
- لا, لقد ولدت في سانتا في نيومكسيكو وقضيت طفولتي في سان فرنسيسكو, هل هناك اسئلة اخرى؟
قال بدوره في سخرية:
- نعم, امازلت تلبسين خاتم زواجك؟ إنك لم تعودي متزوجة, هذا حسب ما اعلم!
لحسن الحظ غطى صخب الحفل على صوته العالي.منتديات ليلاس
- هذا ليس شأنك وليس هذا هو المكان المناسب او الوقت المناسب للخوض في هذا الحديث.
امسك ذراعها دون اكتراث بمن حوله وصرح لها:
- تعالي من هنا, سنكون على راحتنا اكثر حتى نتحدث.
قالت وهي تسحب يدها:
- ماذا دهاك ياجيرالد؟
- إني اراقبك منذ بداية الحفل, إنك مثال للأناقة والجمال النبيل , لقد أسرت الجميع بسحرك دون ان يتوصل شخص واحد الى معرفة أي شيء عنك, إنك تتصرفين دائماً لتتجنبي الأسئلة الشخصية, لماذا؟
منتديات ليلاس
خفضت انتونيا عينيها.
- بدون شك لأنه ليس في ذلك اية اهمية.
- هل تمزحين؟ ان الجميع هنا يتحرقون شوقاً ليتعرفوا عليك وانت لا تكفين عن التهرب.
- لست افهم ماذا تقصد.
- بلى , إنك مدركة تماماً ما اقصده, على العكس.
استطرد وهو يمسك ذراعها من جديد:
- و أعرف تماماً لماذا تتصرفين على هذا النحو , إنه على سبيل الحرص , إنه رد فعل طبيعي للدفاع حتى تحمي نفسك في حالة ان تقرري بقاءك هنا.
مافائدة إنكار الحقيقة الواضحة وضوح الشمس؟
وعلى الرغم من ذلك رفضت انتونيا ان توافقه في تحليله لتصرفاتها و عارضته بحرص:
- لست ادري ماذا دهاك, ان تأتي فجأة وتلقي علي باللوم, لنبق هنا من فضلك , لقد بدءوا يتلفتون الينا.
- هذا الأمر لا يهمني على الإطلاق.منتديات ليلاس
- فكر في جدتك, ماذا سوف تقول إذا تسببت في فضيحة؟ حسناً , ستعتذر الي , لكني اريد التحدث مع شخص اكثر هدوءاً.
مضطربة , فرت انتونيا من امامه عاقدة العزم على الرحيل, في عجالتها, سلكت اول ممر قابلها وهو الممر المؤدي الى طريق مسدود.
يا للأسف ! كانت تستعد للدوران الى الخلف عندما سمعت صوتاً خلفها, دفعت باباً مقابلاً لها لتجد نفسها.. في حجرة الزينة! هذا هو الأذهى.
مجروحة القلب , استندت انتونيا الى الحوض ولشدة غيظها سالت دموعها لاعنة هذا الشيطان جيرالد , اربكها ويمح لنفسه ان يؤنبها على الملأ لأنها لم تسلم له بسرعة كما كان ينتظر لأنه في الحقيقة , كان الأمر يتلخص في ذلك , لقد فقد صبره , لم يعد يسيطر على رغبته في القرب منها , انه لم يعد يستطيع الانتظار .. وهي ايضاً!.

Rehana 03-10-13 05:43 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
اما الذئب الذي انطلق في البحث عنها فهو لم يتأخر في اللحاق بها في هذا المكان المنعزل المظلم , قالت في فزع:
- اخرج!
قال مدافعاً عن موقفه:
- اذا كنت لاتريدين ان يزعجك احد لأغلقت الباب بالمفتاح.
- لقد نسيت.
كاذبة !
- ليس هناك مايضر يا عزيزتي.
أوصد الباب بالمزلاج خلفه , هاهي قد وقعت في الفخ, لن تستطيع الفرار منه , وعلى الفور تقدم نحوها , التصقت بالحوض ويداها على رقبتها.
- جيرالد , من فضلك تعقل.
همس:
- إن كل الجنون هو ان أراك يا حبيبتي تهربين مني دون توقف.منتديات ليلاس
- أنا لا اهرب منك !
- اوه , بلى ياحبيبتي , كما بالأمس على الشاطئ , او كما حدث منذ قليل في الصالة .
منتديات ليلاس
همس وهو يغوص بيديه في شعرها الذهبي.
- فسري لي , ماالذي يخيفك ياعزيزتي؟
تلعثمت:
- لا اعرف.
اجبرها على ان ترفع رأسها ببطء.
- على أية حال لن أتأخر طويلاص في معرفة ذلك.
ادركت انتونيا انه قد فات الأوان , لم يعد هناك فرصة لمقاومة سحر هذا الرجل , إنها تحبه , وقد ظهر حبها في عينيها وهذا مالا تستطيع ان تخفيه كما ان جيرالد لم يفته إدراك مايدور بداخلها من صراع بين الاستسلام لحبه والمقاومة وليزيل عنها هذه الحيرة اقترب منها وطبع على شفتيها قبلة مفعمة بالحرارة.
- منذ بداية السهرة وانا اموت شوقاً لأتذوق عذوبة شفتيك.
- إن الناس منتشرون في كل مكان.
- لايهم, لقد قلت لك مراراً , عندما اكون معك لا يهمني أي شيء حولي.
همست عند سماع طرقات خفيفة على الباب , هناك من يريد الدخول قال:
- لا تلقي بالاً .
اجابت انتونيا على الطارق :
- معذرة.
همس جيرالد .
- صه ياعزيزتي.
قالت :
- سيأتي غيرها.
همس :
- لايهم.

Rehana 03-10-13 05:44 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
جاء طارق جديد يزعج خلوتهما حتى في هذا المكان لايتركهما احد وشأنهما , هولاء فضوليون.
- جيرالد ؟ هل انت هنا؟.
تسمر الحبيبان في مكانهما فزعاً عندما تعرفا على صوت فيكتوريا ردد في إصرار.
- نعم, ماذا هناك؟
كتمت انتونيا انفاسها.
- إني ابحث عن انتونيا الم ترها؟
نظر اليها بعينيه الزرقاوين المتوهجتين, اجاب:
- لا, امهليني دقيقة واحدة وسأجدها.
سألته بعد برهة تردد:
- حسناً , هل أنت بخير؟
- نعم, نعم, لا تقلقي سألحق بك على الفور .
بمجرد ان غادرت المكان , استند جيرالد الى الباب وعقد ذراعيه فوق صدره , تهربت انتونيا من نظراته ونظرت الى المرآة حتى تصلح من زينتها وتستعيد سيطرتها على اعصابها , بعد كل هذه الانفعالات , نظر الى ساعة معصمه, ثم قال:
- لابد ان المدعوين يستعدون للرحيل , اما انت فأريدك ان تبقي.
- سأعود الى منزلي.
- انتونيا .. اعرف ان المكان ليس ملائما لكني قد حصلت منك على اعتراف بليغ بحبك وتأكدت انك تبادلينني نفس الشعور .
هزت رأسها وقالت بصوت معتز:
- اصمت من فضلك , لاجدوى من الإصرار على بقائي بعد ذهاب الجميع , لن يتكرر ماحدث منذ قليل , تأكد من ذلك.
- انتونيا ...
- اخبر جدتك بأنني ذهبت الى المنزل وبأنني سوف اتصل بها غداً.
- انتونيا ارجوك اسمعيني.
- لا ياجيرالد إنك انت من ستسمعني, اريد ان اعود الى المنزل الآن واطلب منك ان تتركني .
لمعت عيناه , فتح لها الباب وخرجت مهرولة.

Rehana 04-10-13 08:42 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالفصل السادس http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

تأملت انتونيا طفلها في حنان وهو نائم كالملاك يتنفس بهدوء , منظر رائع يكفي لتهدئتها ولكن ليس هذا المساء , إنها في قمة عصبيتها هذه الليلة .
لقد رحلت كاثي وهي الآن وحيدة مع ماثيو , فشعرت فجأة بفراغ المنزل , مالم يكن فراغ حياتها بأكملها.
خلعت انتونيا ملابسها والقت بها على السرير لمع اللؤلؤ و الازرار الذهبية عندما انعكس عليها ضوء الأباجورة, خلعت حذاءها وجوربها وارتدت قميصاً حريرياً شفافاً, على الرغم من ذلك , كانت تشعر بالاختناق, إن العديد من التناقضات تتصارع بداخلها , فمنذ ان واجهت جيرالد ونيران الحب تضطرم في قلبها. نزلت درجات السلم , اضاءت مصباح الصالون , ثم فتحت النوافذ الواحد تلو الاخرى, رفعت النسمات الرقيقة الستائر حاملة بعض الانتعاش.ريحانة
علاج ناجح ليهدئ اضطراب انتونيا , كم كانت تتمنى ان تجد جيرالد من جديد ولا تتركه يرحل عنها ابداً.
تمددت على الأريكة واغضمت عينيها وعندما فتحتهما زفرت بصيحة , هو , هنا , هل اصابتها غشاوة؟
لاجدوى من سؤاله عن سبب مجيئه , تبادلا النظرات , خلع جيرالد سترته ووضعها على ظهر المقعد.
سألها بصوت أجش:
- لماذا تزوجت كيل؟
اجابته بتلقائية :
- لأنه كان يحتاج الي.
لمعت عيناه بوميض حجر السفير.
- اذا كان هذا هو كل مايلزم للزواج بك , فهاناذا!
احتضنها بين ذراعيه .
- هذه المرة لن يأتي احد ليزعجنا .
- اوه يا جيرالد.
اكملا السهرة في اعترافات الحب العذبة , يشاركهما القمر الفضولي الذي ينظر اليهما بإعجاب والنسمات العليلة خيمت عليهما السعادة لم يذوقاها من قبل , لقد جمعهما الحب اخيراً.
بزغ الفجر في الأفق وظهرت السماء بلون شاحب فوق بحر صاخب , تمدد جيرالد بكسل ثم التفت نحو انتونيا فلم يجدها .
- انتونيا؟
لم يتلق اجابة نهض ونظر حوله فلم يجد احداً , لقد رحلت .

Rehana 04-10-13 08:44 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
مامعنى ذلك؟
كانت انتونيا في المطبخ تعد القهوة وتعيد النظام الى المكان , إنها لا تعرف مدى صواب مافعلت , إنها حائرة هل يحق لها الحب بعد وفاة زوجها؟ كان هذا السؤال يؤرقها.
فاثرت ان تتحرك , تفعل شيئا حتى تصرف تفكيرها عن هذا السؤال .
- هل قمت منذ وقت طويل؟
التفتت نحوه .
- منذ ساعتين تقريبا.
نظر اليها بإمعان , كانت ترتدي فستاناً للشاطئ اصفر ليمونيا يتناسب معها تماماً.
- هل أنت مستعدة؟
هزت رأسها وهي تداعب بأصابعها الشريط الذي يزين رقبتها .ريحانة
- لماذا لم توقظيني؟
- لم اجرؤ, لقد كنت نائماً نوماً عميقاً.
قال بصوت عاتب:
- لم تجرئي؟
اخرجت انتونيا قدحاً آخر من الدولاب.
- هل تريد قهوة؟
منتديات ليلاس
اجاب وهو يدفعها لتنظر اليه:
- لا, لكنك مدينة لي بتفسير, لماذا هربت عندما كنت نائماً؟ ماذا يحدث يا انتونيا؟
- لاشيء على الإطلاق.
- لا ياعزيزتي, لابد ان هناك سببا وراء تصرفك هذا؟
خفضت انتونيا عينيها, قال في إصرار:
- يبدو انك نادمة.
- احاول , فقط الا افكر في الأمر , هذا كل شيء.
- ماذا؟ هل تمزحين؟
اقترب منها.منتديات ليلاس
- على اية حال , ليس بهذا السوء مايجري بيننا ولكن يمثل لي عبئا ان اجعل من حبنا سبباً لسعادتك وليس لشقائك.
لجأت انتونيا الى مؤخرة المطبخ , ازدردت بصعوبة ريقها وقالت له:
- إن حبهما ليس له مستقبل , إنها لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها دون ان تتخلص من أي عاطفة تجاهه أي انها لم تكن حرة .
- إنه كيل , أليس كذلك؟
حملق اليها طويلاً.
- الى متى ستظلين في حداد على وفاته.
- إني حريصة على ان اربي ابني كما اراد له والده, هل ترى في ذلك سوءاً؟
- لا, مادام ذلك لن يعوقك من ان تعيشي حياتك الخاصة.
- إن الأمر لا يعني التضحية , بل القيام بواجبي.
- هل تحبينه الى هذا الحد؟
ترقرق الدمع في عينيها البنيتين.
- لا, هيهات , ليس بالقدر الذي كان يتمنى او الذي كان واجبي ان احبه به.

Rehana 04-10-13 08:47 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
ربت خدها بلطف , كم يشعر بالسعادة عندما ينظر الى هذا الوجه الملائكي.
- حديثيني عن زواجك.
فكرت انتونيا ما فائدة ان تحيي النار من الرماد؟
قالت بصوت مجهد:
- لقد جاء الى ايبيزا حتى يتدرب لدى والدي.
عبس جيرالد وسألها وهو يستند الى الطاولة :
- وماذا يعمل والدك؟
- إنه رسام معروف الى حد ما من عادته ان يحتوي الشباب ويساعدهم على شق طريقهم ليحققوا ذاتهم في فنهم, عندما وصل الى ايبيزا , كان كيل في قصة يأسة وكان بالتأكيد يحتاج الى احد يقف الى جواره وانا ايضاً.
قال جيرالد بمرارة تختلط بالسخرية:
- ربما, على هذا النحو , قطع كل أواصر الود مع عائلته.
- بالتأكيد , ولكن في هذا الوقت , لم يكن لديه الخيار , حاول ان تتخيل نفسك مكانه.
- لنفترض ان هذا المسكين كان يحتاج الى من يقف الى جواره, ولكن هذا لا يفسر لماذا تزوجتما, لايوجد من يتزوج شفقة , أليس كذلك؟
منتديات ليلاس
اما هي فقد فعلت , عندما وجدت كم هو محطم وفي نفس الوقت مليء بالموهبة , رق قلبها له وارتبطت به.
- آه , بلى!.
- تماماً, لن تفهم ابداً يا جيرالد كنت أنا نادمة لأني لم اهبه كل الحب الذي يستحقه وكم أتالم لأنه لم ير ابنه...
نظر اليها طويلاً قبل ان يستطرد:
- حسناً , لكني لا ارى علاقة لذلك بحبنا.
- في الحقيقة لا جيرالد انا لا أتخيل نفسي اخونه بعد موته.
خيم الصمت على المكان , تقطعه صيحات طيور النورس على الخليج.
- هذه حماقة لم اسمع مثلها من قبل.
ذراعاها مكتوفتان فوق صدرها , التفتت وقالت :
- دعني وشأني يا جيرالد , ارجوك دعني.
- موافق , ربما سيكون من الأفضل ان اتركك الآن لكني اؤكد لك إنك لن تفلتي بهذه السهولة !
***
قالت دوريس على الطرف الآخر من الخط التليفوني:
- انتونيا كم أنا سعيدة لسماع صوتك.
سألتها انتونيا:
- كيف حالك !
- حسن جداً وانت ؟
- مثلك اخبريني يا دوريس أود ان أسألك .
- كم كانت سهرة رائعة ليلة امس! لقد عدت الى منزلي في قمة الانشراح ومازلت تحت تأثير هذا الشعور حتى الآن.
هل لاحظت ان ابناء المجتمع الراقي في فيرفيو يكونون احياناً مقتحمين ويصعب التخلص منهم؟ لكن في الحقيقة..
إنها تتحدث ولا تقول شيئا وتترقب اول فرصة حتى تضع السماعة , إن محادثة انتونيا التليفونية قد اصابتها بارتباك كبير.

Rehana 04-10-13 08:49 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
استطردت:
- في الحقيقة انها مسألة تعود , كيف حالك إذن؟
- لقد قلت لك توا بخير.
- آه نعم , لقد تذكرت , يا إلهي اين ذهب رأسي؟
اخذت دوريس تدق بعصبية على مكتبها وقالت:
- وابنك؟ مالجديد عن ماثيو؟ إنه طفل جميل.
- لاشيء , انه في احسن حال, حسنا إني اتصل بك بشأن المنزل.منتديات ليلاس
- اوه , سامحيني , لقد تلقيت رسالة توا, يبدو ان حريقا قد شب في عمارتي.
- اوه يا إلهي.
- حسنا , آسفة , يجب ان اتركك.
- كلمة واحدة فقط, اردت فقط ان تؤجلي زيارة البيت من أي مشتر الآن.
سألتها دوريس دهشة .
- ماذا؟
شرحت لها انتونيا انها ستمد إقامتها في فيرفيو وفي انتظار تسوية مشكلاتها , فهي لا تريد ان يزعجها أي شيء اجابت دوريس التي شكت منذ الوهلة الاولى ان هناك شيئا مايحدث بين جيرالد والصغيرة انتونيا:
- فهمت.
منتديات ليلاس
على الطرف الآخر من الخط , لاحظت انتونيا صمتاً كاملاً, سألتها دوريس :
- متى تريديني ان أعيد نشر خبر البيع في الجريدة الخاصة بذلك؟
اجابت انتونيا بحزم:
- انت لم تفهميني , لم اطلب منك شطبه من القائمة.لكن تضعينه في الانتظار الآن.
- لقد قلت تواً , إنك لا تريدين عرضه!
- نعم, في هذه الفترة فقط لأني لست مستعدة للرحيل , ولكن هذا لا يمنعك من ان تحدثي عملاءك عن رغبتي في بيع المنزل , هل تدركين ما اقصد؟
تنهدت دوريس بصوت مسموع:
- بالتأكيد, سأهتم بذلك الأمر على الفور.
- شكراً آسفة , لأني عطلتك , اتمنى ان يكون إنذار الحريق خاطئاً.
- عفواً؟
اوضحت انتونيا:
- اتحدث عن الحريق الذي شب لديك.
- اوه ياالهي كدت انسى! سأتركك الى اللقاء.
وضعت دوريس السماعة وابتسامة عريضة تعتلي شفتيها ثم استلقت على مقعدها في ارتياح , جلست انتونيا الى طاولة المطبخ , نتأمل الاسباب التي دفعتها الى التصرف على هذا النحو, كان هناك شيء مؤكد, إنها ليست مستعدة لمغادرة فيرفيو الآن.منتديات ليلاس
لقد كذبت على دوريس , لم يبق لها شيء تفعله في فيرفيو بفضل مساعدة كاثي استطاعت إحصاء متعلقات كيل , وهي لا تستطيع استدعاء أي سبب جاد يبرر مدة فترة إقامتها في فيرفيو.
يجب إذن أن تقرر البيع ثم ترحل بعيداً مع ماثيو والذكريات الحلوة التي مرة بها في هذا المكان.
ترحل الى أين ؟ تعود الى ايبير ؟ إنها تمتلك هناك منزلاً, ليس بعيداً عن منزل والديها كاتلين و انطونيو , لكن هل تستطيع ان تعود الى الوراء كمن يربط حياته بزيارة قبر من احب؟
ان الحياة واسعة , ولاتخلو من مكان تستطيع ان تعيش فيه وتكرس حياتها لفنها وابنها, نظرت الى خاتم زواجها , استرجعت ذاكرتها اليوم الذي البسها إياه كيل في إصبعها , لقد تزوجا في كنيسة صغيرة في الريف على شاطئ البحر.
كان ذلك في الربيع واشجار البرتقال مزهرة, وكانت ترتدي ثوبا ابيض طويلاً, كانت امها في قمة سعادتها ووالدها يبكي من فرط سعادته.
داعبت انتونيا الخاتم في إصبعها فتحرك بسهولة في الحقيقة ليس هناك اسهل من خلعه, ولكن هيهات , لايستطيع المرء التملص من ارتباطاته بهذه السرعة .
ممزقة بين حبها لـ جيرالد ووفائها نحو كيل , او على الاقل نحو ذاكره وجدت نفسها في موقف صعب لا تعرف كيف تتصرف فيه .
ماذا تفعل؟ في الحالات المماثلة, يكون الحل الوحيد هو الاندماج في العمل , فكرت لحظة ولم لا؟
نعم , هذا هو الحل , ستسناف نشاطها العملي.

Rehana 06-10-13 09:44 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالفصل السابعhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

جلست انتونيا في مواجهة الشابات الثلاثة اللاتي كن يلتهمنها بنظراتهن , جالسات الواحدة بجوار الاخرى على الاريكة , لقد اخبرتها كاثي منذ قليل بقدوم مديرات الجميعة الخيرية لـ فيرفيو.
لم تكذبها دوريس جريسون القول , إن هؤلاء الزائرات لهن وصف بنطبق تماماً على وصفها , متأنقات , مرتديات ملابس بسيطة وصارمة, كل منهن تضع شريطا في شعرها مثل جوان او حول عنقها مثل كلوديا او تطوق به خصرها مثل جودي.
دهشات بدون شك لرؤية انتونيا في مثل هذا المظهر البسيط , حافية القدمين ترتدي شورت أزرق , ظلت الشابات الثلاثة صامتات , سألتهن انتونيا وفي صوتها مسحة سخرية :
- مالسبب السعيد الذي شرفني بقدومكن؟

Rehana 06-10-13 09:46 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
ظهرت على ثلاثتهن علامات الدهشة , اطرقت جوان بأهدابها خلف نظارتها السميكة, وقالت:
- لقد عبرنا , الليلة الماضية , في منزل سانكلير عن رغبتنا في الحديث معك بشأن موضوع بالغ الأهمية.
اصلحت كلوديا العقدة التي تربط بها شعرها وقالت:
- ألا تتذكرين ذلك؟
قالت جودي معززة كلمات رفيقتها , جالسة بدون ارتياح على طرف الأريكة:
- مقدرين حضور ممثلة لعائلة سانكلير بيننا ولن نستطيع ان نفعل شيئا بدونها.
اصاب صوتهن الرتيب ومظهرهن الغامض انتونيا بالاكتئاب , إنها قادمة من مجتمع مختلف وذي افاق ذهنية متناقضة , استمرت في سماع شرحهن,سألتهن :
-أحقاً؟ ولكن قلن لي , ماالذي كنتن ستفعلن مالم أكن هنا؟
لم يزدهن سؤالها إلا دهشة , اجابت كلوديا بصوت هادئ:
- كنا سنقيم هذا الحفل الخيري كما نفعل كل عام , ولكن في الحقيقة بما انك معنا سنشركك وهذا من كامل حقك في هذه الجمعية.
- ماالموضوع بالضبط؟
رددت كلوديا :
- إنه حفل خيري.
- آه .
منتديات ليلاس
نهضت انتونيا لتدق الجرس لـ كاثي حتى تحضر الشاي, دخلت كاثي التي كانت تنتظر في الردهة حتى يسمح لها بالدخول.
استقبلت انتونيا دخول صديقتها الشابة في ارتياح , كانت كاثي ترتدي بنطلوناً جينزا قديماً وتي شيرت احمر مطبوعاً عليه اسم إحدى الفرق الرياضية .
سألت انتونيا وعلى شفتيها ابتسامة مصطنعة.منتديات ليلاس
- هل كما اعتقد , الأمر يتعلق بحفل خيري؟
اجابت جودي في حماس.
- إنها فرصة عظيمة لمشاهدة فساتين السهرة الحديثة .
مالت كاثي نحو انتونيا وهمست في أذنها :
- من يقول ان زوج هذه السيدة يدير واحداً من اوائل مراكز البحوث والدراسات في البلاد؟
نظرت اليها انتونيا في دهشة.
صرحت كلوديا بصوتها الغليظ :
- معك حق , هذا الحفل يقام لصالح مستشفى الاطفال.ريحانة
قالت جوان مؤكدة حديث رفيقتها :
- نحن نشارك , بإسهامها المالي كل عام بتزويد المستشفى بالمعدات.
سألت انتويا:
- وهل تقمن حفلاً خيرياً كل عام؟
كانت انتونيا قلقة بشأن عادات مجتمع فيرفيو الحضرية , إن لديها اموراً اخرى تشغلها.
صرحت جودي :
- تماماً , انه تقليد في فيرفيو.
التفتت انتونيا نحو كاثي.
- من فضلك يا كاثي احضري لنا الشاي .
وبصوت منخفض اضافت:
- هؤلاء يفتقدن الى القدرة على التخيل .

Rehana 06-10-13 09:47 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
اجابت كاثي على نفس الوتيرة :
- ثقي بأنهم لا يستسلمن بسهولة .
تركت الحجرة مبتسمة وعادت انتونيا لتجلس, استطردت:
- قبل أي شيء يجب ان اخبركن بأني لا انوي البقاء طويلا هنا في فيرفو.
صاحت السيدات الثلاث:
- لكنك حضرت لتوك .
- لأي سبب تريد احدى سيدات آل سانكلير مغادرة فيرفو ؟
- لست ادري.
سألت انتونيا نفسها كيف تشرح لهن ان فيرفو ليست مركزاً للعالم؟
عادت كاثي ومعها الشاي مما اتاح لها برهة من الراحة وضعت الصينية على الطاولة المنخفضة , وقدمت الشاي بمهارة, نظرت كلوديا باشمئزاز الى كوبها.
- كنت اعتقد اننا سنتناول الشاي..
اجابت كاثي:
- نعم , لكنه مثلج هناك دائما شاي مثلج في الثلاجة, إنه باعث على الانتعاش في الصيف.
منتديات ليلاس
شرحت لهن, ان هذا الشراب مزيج من عدة اعشاب.
ارتشفت جودي كوبها ثم قلدتها كلوديا , قالت الاولى:
- يجب ان اعترف انه لذيذ.
قالت الاخرى:
- بل هو رائع.
اضافت جوان :
- انه عذب جداً.
عادت كاثي من المطبخ ومعها البسكويت ثم جلست في المقعد المجاور لمقعد انتويا تتابع ماسينتهي اليه هذا الاجتماع, شربت جوان جرعة كبيرة ثم قالت:
- لنعد الى موضوعنا , لن نعهد اليك بعمل كبير.
لقد طلبوا منها بالضبط ان ترأس رسمياً الحفل الذي ستنظمه الجمعية الخيرية , اجابت انتونيا بجفاف انه ليس هناك داع لتحقير اسم آل سانكلير العريق على هذا النحو , اكدت لها جوان انها متفهمة مخاوفها , وطمانتها انه على العكس مماتظن فإن في هذا العمل ما يشرف العائلة , فإنها مناسبة يجتمع فيها نخبة من سكان فيرفيو .
تنتحنحت جودي وهي تقضم بسكويت , نهضت كاثي على النور لتقدم لها بعض الماء من المطبخ ثم عادت بعد دقيقة واحدة .
قالت انتونيا دهشة من سرعة كاثي.
- حسناً ياكاثي.
- نعم , اردت ان احرك ساقي.
ثم جلست بالقرب من انتونيا واضافت بصوت منخفض.منتديات ليلاس
- لم ارد ان يفوتني شيء من هذه المحادثة .
وجهت انتونيا حديثها الى كلوديا وسألتها:
- هل فكرت في تنظيم شيء آخر غير هذا الحفل ؟
صاحت ثلاثتهن:
ضمت جودي اصابعها على كوبها .
- شيء آخر؟ ماذا تقصدين؟

Rehana 06-10-13 09:48 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
لاحظت انتونيا ان المستفيدين الاساسيين من الحفل هم الاطفال وان من الممكن في إشراكهم في الحفل.
قالت جودي:
- نعم, لكن هل ستكون سهرة بالملابس الرسمية؟
اثارت كلوديا جانباً اخر, وقالت وهي تضغط على كلماتها:
- انتونيا ياعزيزتي , بما انك لست من عائلة سانكلير إلا بالزواج , فلن تدركي بالتأكيد جيدا الدور الذي تلعبه التقاليد في مجتمعنا الصغير .
شدت ياقة قميصها.
- الجو حار, ألا تشعرين بذلك ؟
قفزت كاثي على قدميها.
سأفتح احدى النوافذ.
متعبة قالت انتونيا معترضة:
- انا لا انوي التمرد على عادات هذا البلد, اطمئني لكن يبدو لي ببساطة انه من المهم إشراك الاطفال في حدث يخصهم في المقام الأول.
- اوه, الأطفال, إنهم مزعجون بشكل مؤلم.
مدت جوان يدها بالكوب الى كاثي التي اسرعت بملئه.
منتديات ليلاس
دهشت انتونيا لسماع هذه الكلمات تخرج من فم شخص راق مثلها , وضعت جوان ساقا فوق الاخرى واصلحت جيبها لينزل حتى حذائها الابيض.منتديات ليلاس
قالت كلوديا:
- من الممكن استقبال الاطفال مع المربيات .
حلت عقدة الشريط .
- الجو خانق هنا.
قالت كاثي قبل ان تقدم الشاي .
- هل تريدين مزيدا من الشاي؟
سألتها جودي وهي تمسح اصابعها في المنشفة.
- فيم تفكرين بالضبط؟
- في سوق خيرية.
صاحت الثلاثة:
- سوق خيرية! او حفل شعبي!
ظهرت على وجه ثلاثتهن الدهشة والفزع , كما لو كانت قد تحدثت عن تنظيم حفل عربدة.
استطردت انتونيا مقترحة ان يقام الحفل حتى في حديقة منزلها .
- قد يكون حفلاً مثيراً , ألاتصدقونني؟
استرخت جودي على الاريكة وقالت بصوت حزين:
- باختصار هذا يعني انه لن يكون هناك فساتين سهرة طويلة.
همست جوان :
- ليس بالضرورة, إذا كان الحفل سيقام في منزل آل سانكلير .
وضعت كوبها على الطاولة:
- ماذا بهذا الشراب يا كاثي؟ إنه لذيذ جدا.
اجابت الفتاة في فخر:
- انه شراب تخصصت فيه عائلتي.
خمنت انتونيا ان هذا الشراب محل النقاش به جرعة من الكحول فابتسمت لهذه الفكرة.
قالت مقترحة:
- ربما تناولتن بعض القهوة؟

Rehana 06-10-13 09:49 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
رفضت السيدات اقتراحها واصرت على مواصلة شراب هذا الشاي السحري , قالت كلوديا:
- سأفرغ كوبي هذا ثم املئيه لي مرة اخرى.
وضعت الكوب بين شفتيها او افرغته في جرعة واحدة.
للمرة الخامسة على الاقل في نفس الساعة توجهت كاثي الى المطبخ.
لحقت بها انتونيا:
- اخبريني ياكاثي ماذا وضعت في هذا الشاي المزعوم؟
اعترفت لها كاثي بسذاجة انها قد اضافت الى الشاي بعض الاعشاب الخاصة , فهو مزيج عالي الجودة لتنتشي هؤلاء السيدات المزعجات وليصبحن سهلات المراس.
عبست انتونيا:
- قدمي لهن الآن شاياً عادياً.
- لن يعجبهن , إن الكوكتيل الذي اعده هو مايسعدهن, ثقي بي كوب آخر او اثنان وسينتهي الدور.
تنهدت انتونيا التي بدأت تندم لتورطها في عمل لا يعنيها, إنها تسخر من جمعية فيرفو الخيرية وكذلك مستشفى الاطفال.
لم يفت الوقت لكي تتراجع وتنسحب وترفض في أدب عرض هؤلاء السيدات , لكن هل تستطيع التملص من عمل شرفي كهذا؟ واخيراً قبلت الانضمام لهذه اللعبة .
منتديات ليلاس
قالت جودي عند عودة انتونيا:
- في النهاية , إني جدها فكرة طيبة ان ننظم سوقاً خيرية.
قالت انتونيا:
- الأمر ليس صعباً.
بدا الشراب يدير رؤوس السيدات الثلاث, وفجأة صرن مبتهجات , صدر عنهن تصرفات تتناقض مع شخصياتهن, اولاً جوان استخدمت الشريط المطاط الذي تربط به شعرها كالنبلة وقذفت بواسطة ورقة على صورة احد اجداد جيرالد.
قالت ورأسها يترنح:
- مم.. هذا حسن ماالذي يحدث في مثل هذه السوق؟
نظرت اليها انتونيا نظرة قلق:
- اشياء كثيرة, اولاً كل انواع العروض و الألعاب التي تحتاج الى إعداد مسبق , ربما نستعين بمساعدة بعض السادة.
نظرت كلوديا في اشمئزاز :
- ان زوجي لا يجيد التصرف ! خارج نطاق عمله , لايجب ان يطلب منه شيء خاصة في علاقته الشخصية بي!
جحظت عينا انتونيا دهشة لهذا الاعتراف:
- اما بالنسبة للطعام فإني افكر في تقديم الحلوى والفطائر والجاتوه.
استكملت جودي حديث صديقتها:
- ان زوجي لا يستطيع حتى دق مسمار , يجب ان اعترف انه ليس هناك مااشكو منه, من أي شيء آخر.
شعرت انتونيا برغبة كبيرة في الضحك, فعضت شفتيها, سقط قناع هؤلاء المتنصعات الثلاث.
قالت كاثي وهي تخفي ضحكتها بيدها :
- هل ترين؟ إنهن الآن يعترفن لك بإسرار حياتهن الخاصة وضع مجيء جيرالد حداً لهذه الاعترافات الحميمة.
قال فرحاً:
- طاب مساؤكن ياسيداتي .

Rehana 06-10-13 09:52 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
قالت كلوديا وهي تقفل زرار ياقة قميصها:
- اهلاً ايها الوسيم! كنا نتحدث عن حياتنا كنساء متزوجات.
دهشاً التفت جيرالد نحو انتونيا, مالت جوان الى الامام تبحث عن حذائها, قالت مترنحة:
- أراهن ياجيرالد ان وراءك قصة كبيرة.
همست اليه انتونيا:
- يجب ان تساعدني في اعادتهن الى منازلهن.
لم يكن هناك أي أمل في مساعدة كاثي التي احتمت في احد الأركان .
- ماذا حدث لهن؟ إنهن في غيبوبة تماماً!
- صدقني اذا اردت لقد كنا بصدد الإعداد للحفل الخيري الخاص بجمعية فيرفو الخيرية.
- لقد كنت اسأل نفسي عما قد يحدث في هذه الاجتماعات المشهودة.
- حسناً , والآن من فضلك ساعدني.
قال وهو يسرع في اتجاه التليفون:
- من الأفضل استدعاء ازواجهن.
طلبت انتونيا من كاثي ان تعد قهوة قوية جداً, قالت جودي قبل ان تسقط على الأريكة :
- اريد مزيداً من الشاي.
قالت انتونيا بحزم:
- لا, ليس هناك المزيد من الشاي.
تأوهت جودي:
- اريد الذهاب الى الحمام.
منتديات ليلاس
نهضت جوان مترنحة وقالت قبل ان تسقط من جديد:
- في الحقيقة , إنها فكرة عبقرية ,ان ننظم هذا الحفل.
جاء الثلاثة رجال يبدو على ملامحهم الوقار ليستعيدوا زوجاتهم السكارى , اطعمت انتونيا بعد ذلك ماثيو ثم وضعته في السرير , رحلت كاثي واخيراً وجدت نفسها بمفردها مع جيرالد.
في الخارج , عند حلول الليل كانت الامطار قد بدأت في السقوط تراقصت النيران في المدفأة وقد جلست الى جانبها انتونيا, سألته:
- كيف كان يومك؟
قال وهو يتكئ على احد المقاعد:
- اوحشتني.
فكرت انتونيا بأن هذا ماتشعر به تماماً, متعجبة من السرعة التي تحول بها عداؤها الذي اتت به الى هذه المدينة الى حب مجنون.ريحانة
قال ضاحكاً:
- يبدو انك لم تضيعي وقتك, يبدو ان جمعية فيرفو الخيرية تعيش لحظات لا تنسى.
قهقهت:
- لقد انحرف الاجتماع عن هدفه قليلاً.
- لايهم, اعتقد ايضاً ان ذلك لا يستطيع ان يجلب لهم الخير كما ان فكرة السوق الخيرية تعجبني تماماً, وساساعدك.
- شكراً.
تفحصها بنظراته :
- ما الذي دفعك الى مثل هذه الفكرة؟
- لست ادري , لقد بدأت بأن اعلنت لهن عن رحيلي المرتقب , وبعد ذلك عرضت عليهن فكرة السوق الخيرية.
- هل لي ان استنتج انك عدلت عن الرحيل وستبقين؟

Rehana 06-10-13 09:53 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
ابتعدت خطوة .
- على الاقل الآن.
زفر بارتياح:
- حتى الآن لم ارغب في ان اجبرك على فعل مالا ترغبين لكني الآن لم اعد استطيع , إني في شدة الحاجة اليك , احبك كثيراً.
انقبض قلب انتونيا , ثم اخذ يدق بسرعة , اخترقت الحجرة نسمة هواء عبر النافذة المفتوحة , فزمجرت النيران في المدفاة.
- ماذا قلت؟
- إني احبك يا انتونيا.
نظرت اليه بحدة:
- لا يجب ذلك يا جيرالد.
- لماذا ياعزيزتي ؟ إني احبك وأريد أن اتزوجك, هذا كل شيء.منتديات ليلاس
اجابت وهي تقترب منه:
- انت لست جاداً, انا لست مستعدة للزواج.
احاط خصرها بذراعيه :
- إيه حسناً... اما أنا فمقتنع ومستعد للمخاطرة.
منتديات ليلاس
حاولت ان تبعده عنها لكنه ضمها بشدة :
- ليس من طبيعتي الاستعجال , لكني عدلت الآن عن طبيعتي , إنه معك يكون كل شيء مختلفاً, إنني لا استطيع الاستغناء عنك , هل تفهمين ذلك؟
جاهدت انتونيا حتى تحتفظ بهدوء اعصابها .
- يجب ان اعترف انا ايضاً بأنك اصبحت تمثل الكثير بالنسبة لحياتي ولكن..
- ليس هناك لكن! انت شجاعة جداً يا انتونيا , لقد فقدت زوجك اثناء حملك ووضعت طفلك وانت وحيدة.
- آسفة.
قابلت عيناه عينيها وقال بإصرار:
- تزوجيني يا انتونيا.
- هذا مستحيل.
- حسناً, على الأقل اجيبي عن هذا السؤال : هل تريديني؟
همست:
- نعم, ولكن ...
- صه! ليس هناك مجال لتردد , إن كلينا يريد الآخر فلم الانتظار ؟
إنها لا تعرف بماذا تجيبه , فالحب الذي تولد في قلبها منذ ان رأته يزيد اشتعالاً كلما مرت الايام, إنها عاطفة مجنونة , عارمة كلما احتوتها ذراعاه شعرت بسحر يتولد في قلبها , إنها تموت عشقاً وتعشقه حتى الموت.
قطرات الامطار تصفع زجاج النافذة , والبحر يزمجر , سهر الحبيبان مع القمر الفضولي يتطلع اليهما من خلف النافذة بالكاد حتى لاح الأفق فجر يوم جديد.
نام جيرالد ساعة واحدة فقط , عندما استيقظت انتونيا وجدت كلمة صغيرة من جيرالد يقول فيها احبك , ضمتها انتونيا الى قلبها .
كل شيء كان مضيئاً , لقد اكتشفت كل من جيرالد و فيكتوريا في وضح النهار على حقيقتهما , شخصان محترمان وشديداً الإحساس في نفس الوقت , اما كيل فقد كانت له شخصية ليست على نفس القدر من القوة فشعر بالدونية تجاههما واثر الفرار الى الطرف الآخر من العالم حتى يعيش حياة الفنان.

Rehana 06-10-13 09:55 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
هل سيكتب عليها ان تمر بنفس المصير مع جيرالد ؟
ماذا سيقول عندما يعرف الحقيقة ؟ هل سيصاب بالصدمة , كانت كل مخاوفها تتعلق بالمستقبل ولد في قلبها شعور لطيفاً وجانباً, يؤكد لها انها تحبه , تحبه بشكل غير قابل للعلاج, مما اصاب كل مشروعاتها المستقبلية بالاضطراب بعد يومين, قامت فيكتوريا بزيارة غير منتظرة للمنزل.
لم تتصل بها انتونيا منذ اليوم التالي للحفل الذي اقامه جيرالد في منزله , حيث اتصلت بها لتشكرها , متجهمة كعادتها دخلت فيكتوريا المنزل بخطى ثابتة.
قالت بصوت يعتريه اللوم:
- كنت آمل ان تأتي لزيارتي .
اجابت انتونيا :
- نعم, اعرف, كان يجب علي ذلك, لكني كنت منشغلة جداً خلال الاسبوع الماضي.
نظرت فيكتوريا الى المساحات المضيئة التي يفترشها ضوء الشمس عبر النوافذ والستائر المفتوحة عن آخرها قالت مثيرة دهشة انتونيا:
- لقد تغير شكل المنزل , هذا افضل أليس كذلك ؟
- ألم اقل لك قبل ذلك , قدرت انني لن استطيع ابداً الحياة في هذا الجو المظلم .
- هذا لا يدهشني.
منتديات ليلاس
نظرت فيكتوريا حولها.
- وصلني انك عرضت مساعدتك لصديقاتي في الجمعية الخيرية.
- إنهن بحاجة فعلاً الى المساعدة.
- هذا يسعدني تماماً ياعزيزتي.
- انا لست عضوة رسمية في الجمعية , ارتباطي بهن يتحدد فقط بالإعداد لحفل الخيري الذي سيقام لصالح مستشفى الاطفال.
بعد برهة طويلة من الصمت , استطردت فيكتوريا:
- هاهي قد مرت الاسابيع وانت هنا, هل استطيع ان استنتج من ذلك انك تفكرين الآن في البقاء هنا؟
ياله من تغيير في لهجتها الاولى!
كانت فيكتوريا قد اوضحت الالتزامات التي تقع على كاهل من تمثل عائلة سانكلير التي لن تقيم في أي مكان غير فيرفو , كانت تتكلم في ذلك الوقت عن الواجب اما اليوم فقد اكتفت فيكتوريا باستدعاء رغبتها في ان تبقى انتونيا في منزل حفيدها كيل .
لقد تغير رأي انتونيا في هذا الموضوع جذرياً منذ حبها لـ جيرالد , فهي تواجه حقاً احتمال بقائها في فيرفو, وعلى الرغم من ذلك فهي لم تقرر بعد ولن تفصح بأي كلمة للسيدة العجوز حتى لا تعطيها آمالاً زائفة .
- لست أدري بعد يجب ان افكر في الأمر وخصوصا ما يتعلق بـ ماثيو .
- نعم , بالتأكيد , إني مدركة تماماً مخاوفك وخاصة بعد المشاعر التي زودك بها كيل بشأننا , وعلى الرغم من ذلك يجب ان اخبرك ان جيرالد حفيدي سيتأثر كثيراً برحيلك.

Rehana 06-10-13 09:57 PM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
هل تشك في شيء ما ؟ من المحتمل ذلك , هذه السيدة الوقور العجوز ليست بلهاء , كما ان الاخبار تنتشر بسرعة , في مدينة صغيرة مثل فيرفو.
سألتها انتونيا لتغير الموضوع :
- ماذا استطيع ان اقدم لك ؟ شاي , ام عصير فاكهة؟
- لا شيء على الاطلاق , شكراً, لن ابقيك طويلاً, جاسبار ينتظرني في الخارج في السيارة ومعه صندوق مليء بمتعلقات كيل , كنت قد احتفظت بها , لقد اخرجت الخادمة تلك المتعلقات , لابد ان بها كل شيء عنه.
تأثرت انتونيا باهتمام فيكتوريا بذلك فأعربت لها عن عرفانها ثم اخبرتها فيكتوريا برغبتها في ان ترى ماثيو قالت:
- بشرط الا يكون نائماً .
صعدت انتونيا لتحضر الطفل كما توقعت تماماً, لقد وجدته مستيقظاً يلعب مع كاثي , لقد اصبحا لا يفترقان , عندما عادت الى اسفل اعطت الطفل الى فيكتوريا التي وضعته بدورها فوق ركبتيها .
فكرت فيكتوريا بصوت مرتفع :
- هذا غريب , إني لم احمل اطفالاً غير اطفالي , كما ان اغلب الاوقات كنت اعهد بهم الى المربية.
- ألم تحملي كيل وجيرالد فوق ركبتيك؟
- لا, لا اعتقد ذلك , لقد تربيا على الطريقة القديمة مثل والديهما وجديهما.
قالت انتونيا:
- لم اتلق دروساً تتعلق بتربية ماثيو.
منتديات ليلاس
امسك ماثيو عقدها ووضع حبات اللؤلؤ في فمه , اسرعت انتونيا تمنعه.. فأوقفتها فيكتوريا بحركة من يدها.
- دعيه سيمل هذه اللعبة.
اسدل الليل ستائره , كان قد مر على اكتشافها عدة ساعات , وعلى الرغم من ذلك , ظلت انتونيا تحت وطأة الصدمة, عندما افرغت محتويات الصندوق وسط كومة من الصور والأشياء الشخصية , وجدت انتونيا خطاباً من كيل موجها الى فيكتوريا بعد رحيله الى ايبيرا بقليل.
من الواضح انه خطأ من ثلاث ورقات بخط رقيق منمق , حيث يشرح كيل لجدته انه حبا فيها وإثباتاً لموهبته قد رسم سراً صورة شخصية يفخر بها كل الفخر, إنها العمل الأكثر قرباً الى نفس كيل وكان جيرالد هو الشاهد الوحيد على هذا السر؟ للأسف لقد فعل ماهو افدح من ذلك , نعم لقد ترقرقت الدموع في عيني انتونيا وهي تقرأ ماكتبه كيل عن هذه الحادثة الكئيبة التي لم تتخيل ابداً حدوثها.
حتى لا يكتشف احد أمر هذه اللوحة خبأها في كوخ في مؤخرة الحديقة في عصر يوم ما , عندما كان موجوداً في مكتبه , حرق الكوخ واللوحة معه.
سيطر رجال المطافئ على الحريق وانتهى التحقيق الى ان الحريق بفعل فاعل, وظل المجرم مجهولاً إلا بالنسبة لـ كيل , لقد صرح بأن جيرالد بفعل الغيرة لم يتردد في إشعال النار ليدمر عمل إبن عمه!
لقد فكرت فيما يصيب الفنان عندما يرى عمله الذي يعتز به قد تحول الى رماد بفعل الغيرة والحقد!
كيف لها ان ندهش بعد ذلك من ان كيل كان يشعر تجاهه حتى موته بكل هذه الكراهية ؟ ولكن كيف استطاع جيرالد , جيرالد الذي احبته ان يقوم بمثل هذا العمل الإجرامي؟

Rehana 10-10-13 06:58 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالفصل الثامنhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

وضعت انتونيا عدتها التي تستخدمها في نسج السجاد اليدوي الفني في الطابق العلوي , في غرفة المؤخرة حيث الهدوء والاضاءة الجيدة بما انها تطل على الخليج.
بدأت انتونيا في العمل من اليوم التالي لاكتشافها خطاب كيل ومنذ ذلك الحين وهي تعمل ليل نهار دون كلل او ملل , كانت لا تكاد ترى ماثيو وكاثي , فقد كانت تصعد اليها كاثي من وقت لآخر حتى تطمئن عليها , اتصلت بها والدتها لتخبرها بأنها ستأتي قريباً الى فيرفو دون ان تظهر أي حماس خاص.
اسرعة انتونيا بوضع السماعة لتعود الى العمل اما جيرالد فقد حاول مراراً وتكراراً ان يقابلها ولكن كانت كاثي تجيبه بناء على تعليمات انتونيا بأنها مشغولة دائماً.

Rehana 10-10-13 07:11 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
لم يكن الوحي هو السبب الوحيد وراء هذا الحماس المتقد. كانت تعتقد انه بانخراطها في نسج السجاد ستتجنب التفكير في جيرالد والألم الذي يصاحب مايثيره عقلها من اسئلة لا تجد إجابة .
ازاحت خصلة شعر متمردة من فوق جبينها , وركزت انتونيا على العمل الفني الذي تنجزه , كانت تنوي نسج سلسلة من السجاد عددها اربع , لكل فصل سجادة, وقد بدأت بالشتاء لترسم نهاية نوفمبر, هذه الفترة القاتمة والباردة التي يموت فيها الخيال.منتديات ليلاس
استخدمت خامات قاسية من قطن خشن , مجدول مع خيوط غليظة من الصوف الخام شاحب اللون , مادة خشنة لترسم بها خيوط غليظة من الصوف الخام شاحب اللون , مادة خشنة لترسم بها خيوط النهار متشابكة تعبر عن الأمل واليأس في آن واحد.
منهمكة في عملها , لم تسمع انتونيا القادم.
- انتونيا.
فزعت.
- ماذا تفعل هنا ياجيرالد؟
- جئت لأراك, آسف لأني اخفتك؟
منتديات ليلاس
التفتت نحوه. وتقدم ليقبلها , ياإلهي كم يريد ان ينعم بمذاق شفتيها العذبتين لكن لا يجب ان يفعل , لم يعد يجب ان يفعل , لكنه سرعان ماتغلب على تردده وماهي إلا لحظات حتى حقق امنيته وشعر بدفء عناقهما , همس:
- انتونيا لم اعد اطيق البعد عنك.
كيف يستطيع ان يقاوم سحر هذه المخلوقة البديعة , التي تملك دون نساء العالم , القدرة على إسعاده , اما هي فقد كانت ضائعة بدونه ولكنها معه تشعر بالضياع ولكن من نوع آخر.
لقد وترها خطاب كيل وجعلها تعيش في الساعات التي تلت قراءته في قلق وبأس كبيرين.
هل سيكون من السهل عليها ان تحب رجلاً قادراً على اقتراف كل هذه الخطة و الوحشية ؟ هل ستستطيع ان تنسى فعلة جيرالد الشنعاء يوم ان يعلن انه المذنب؟
وباي حق تخون ذكرى زوجها المتوفي, والد ماثيو بين ذراعي عدوه اللدود , اسئلة مؤلمة عديدة لم تكف عن تعذيبها او عن إغراقها في بحر من الهم والحزن.
لاحظ جيرالد تغيرها, سألها بعد ان قبل وجنتها:
- ماالذي يحدث ياعزيزتي؟
- لا شيء.
ليكن مايكون , حاولت انتونيا ان تحتفظ بصلابتها امامه.
- لقد اخبرتني كاثي بوجودك هنا ماذا تفعلين؟
- إيه.
رأى في هذه اللحظة النول.
- ماهذا؟
شعرت انتونيا بالدماء تتجمد في عروقها.
- هل تنسجين السجاد؟ إنك لم تحدثيني ابداً عن ذلك.

Rehana 10-10-13 07:12 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- بالتأكيد إن الفرصة لم تسنح لي ابداً بأن احدثك عن ذلك.
تركها ليذهب ويتأمل عملها الفني عن قرب كتمت انتونيا انفاسها: إن هاويا مثله تفوته ملاحظة إبداعها واسلوبها المتميز.
كانت تنتظر تعليقه وقلبها يكاد يفر من بين ضلوعها. ريحانة
- انت موهوبة بحق يا انتونيا.
- شكرا.
استقام ونظر الى وجهها.
- انت بنلوب إذن.
- نعم.
ومضت عيناه الزرقاوان بلمعه تشبه لمعة حجر السفير, سألها في دهشة:
- لماذا لم تخبريني بذلك مبكراً ؟
- لم يكن الأمر مهما ولم اقصد الكتمان.
- هذه لاتعد إجابة.
- بلى, إن عملي لايهم سواي , ولهذا السبب احرص تماماً على عدم الإفصاح عن اسمي.
- انت تمزحين! انت معروفة في العالم اجمع.
- وماذا إذن؟ ماذا سيغير ذلك في المشكلة.
منتديات ليلاس
افتح عينيك وسترى ان لدي الكثير من الأعمال الأخرى.
استطرد جيرالد ويداه في وسطه.
- لدي في منزلي احدى سجاجيدك.
- اتذكرها , اتمنى فقط ألا تكون قد اشتريتها بثمن باهظ!
اعتلت شفتيه ابتسامة عذبة.منتديات ليلاس
- لم يهمني المال في اللحظة التي رغبت في امتلاكها , اخبريني لماذا اخترت بنلوب اسما مستعاراً.
شرحت له انتونيا ان هذا يعود الى فترة مراهقتها .
كانت انتونيا بطبيعتها محبة للكمال فكانت لاتكف عن إعادة ما بدأته من عمل دون كلل ومن هنا أطلق عليها والداها هذا الاسم بنلوب, نسبة الى زوجة أوليس التي وفقاً للأسطورة كانت تستخدم الخداع للتخلص من خطابها.
عندما رفضت ان تصدق ان زوجها قد مات في حرب طروادة اقسمت الا تتزوج إلا عندما تنتهي من نسيج طرحة الحداد وعند قدوم الليل كانت تحل ماقامت بنسخه في الصباح.
قالت جيرالد معلقاً:
- لست ادري اذا كنت صارمة على هذا النحو ايضا مع نفسك , لكن يجب ان اعترف بأن اسم بنلوب يلائمك تماماً.منتديات ليلاس
- كيف ذلك؟
في الواقع , كانت بنلوب رمزاً عالمياً لوفاء الزوجة تجاه زوجها وللحب الذي يصل الى إنكار الذات.
قال:
- إنك تكرسين نفسك لذكرى زوجك.
خيم جو من عدم الارتياح بينهما, قالت راغبة تغيير الموضوع .
- هناك شيء آخر يجب ان تعرفه.

Rehana 10-10-13 07:13 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- ماذا؟
- ستصل امي هذا الاسبوع.
- انت غير مدرك إنها كاتلين بلفورد.
جحظت عينا جيرالد:
- هل تقصدين ان والدك هو..
- انطونيو سيرفينو.
- ياإلهي.
- لقد قلت لك , إنه رجل ذو موهبة.
- انت تمزحين, إنه واحد من اشهر رسامي هذا الجيل, ووالدتك.
كان هذا هو سبب حرض انتونيا على ان تحفظ سر حقيقة شخصيتها رافضة ان تستغل شهرتى والديها , قررت ان تنجح بنفسها وبفضل موهبتها وجهودها.
- إيه حسناً, نجحت , تهئنتي.
استطرد جيرالد بصوت اراده عذباً.
- بصراحة , هل كنت ستخبريني لو لم ادخل ورشتك؟
- لست ادري.
منتديات ليلاس
كظم غيظه , استشعرت غضبه فحاولت نهدئته, قالت انتونيا:
- على اية حال كنت ستعرف الحقيقة عندما تقابل والدتي.
- نعم.
ربت خدها , إن انتونيا جميلة جداً وجذابة للغاية , كيف سيستطيع تحمل صدمة فراقها عندما ترحل؟, قال بهدوء:
- إني احبك.
- عفواً.
حائرة بين وفائها لذكرى كيل وشغفها بـجيرالد وكراهيتها التي تشعر بها تجاهه بعد اكتشافها الخطاب , وجدت انتونيا نفسها في ورطة, احتضنتها بين ذراعيه فاستسلمت, لكن ماهي حقيقة مشاعرها تجاهه ؟ هل تحبه حقاً ام انها لا تطبع إلا نجذاباً جسدياً نحوه؟
ابعدها عنه ببطء, ممااثار دهشتها .
- جيرالد؟
نظر اليها بعينيه الزرقاوين ملياً.
- هل تحبينني يا نتونيا؟
صاحب متعجبة:
- ماذا؟
- اريد ان اعرف اذا كنت تحبينني.
مرة اخرى, وجدت انتونيا نفسها مدفوعة لقول الحقيقة , فبعد ان فتح لها قلبه , فإن جيرالد يطالبها بأن تفعل معه نفس الشيء بدورها وهذا يعد طبيعياً جداً.
لكنها دائماً نفس المعضلة , كيف تعترف له بحبها دون ان تخون ذكرى كيل؟ وفي نفس الوقت كيف تكتم عنه حبها وتذكر مشاعرها؟

Rehana 10-10-13 07:14 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
رمقها بنظرات مفعمة باللوم ثم استدار عائداً من حيث اتى.
انهارت انتونيا باكية , قالت كاتلين بلفورد وهي تدخل المنزل يتبعها سائق التاكسي حاملاً حقائبها.
- لقد تركت والدك.
ثم سألت ابنتها :
- اين سأقيم؟
اجابتها انتونيا:
- في الطابق العلوي , ثاني باب على اليمين.
طلبت كاتلين من السائق ان يحمل الحقائب الى الدور العلوي, ابتسمت انتونيا يالها من سيدة رفيعة المستوى , لقد اعتادت والدتها منذ الأزل ان تخدم , التفتت الى ابنتها.
- الن تقبليني؟
صاحت انتوينا وهي تعانقها.
- لو تعلمين كم انا سعيدة لرؤيتك.
- وانا ايضاً ! سوف تسعديني بان تحكي لي كل ماحدث لك منذ البداية خصوصاص اني اتحرق شوقاً لمعرفة كل شيء عن آل سانكلير هؤلاء , ولكن اولاً سأقول صباح الخير لـ ماثيو اين هو؟
- اتبعيني.
منتديات ليلاس
صعدت كاتلين خلف ابنتها درجات السلم بسرعة وبخفة , فكرت انتونيا ان لا شيء يغير هذه السيدة, عصبية وبركانية , كانت والدتها توحي لكل من حولها بالاحترام وبالغيظ في آن واحد.
اما والدها فقد كان له نفس الطباع مما يفسر ارتباطهما, منذ بداية حياتهما يتنازع هذان الشخصان بصفة مستمرة مع حرصهما حتى الآن على عدم الانفصال, بعد قليل في العصر جلست السيدتان في الشرفة تتحدثان بينما جلس ماثيو فوق مفرش , يلعب بالمكبعات البلاستيكية عند قدميهما.
صرحت كاتلين :
- لن اعود ابداً الى والدك وانت تعرفين جيداً لماذا؟
- بسبب روندا.؟
- انها جديرة بشهرتها كعارضة ازياء بجسدها الفاتن وعينيها اللتين تشبهان عيني الغزال , لكنها في نظري ليست إلا حمقاء صغيرة .
ابتسمت انتونيا:
- وعلى الرغم من ذلك , لست ادري كان يجب ان تكوني قد تعودت.ريحانة
- على ماذا؟ على ان ارى والدك يلاحق الفتيات كالمراهق المجنون؟
- تماما.
فكرت كاتلين بصوت عال وعيناها شاردتان في الأفق حيث تغرق الشمس في قلب المحيط.
- انه بحق ذو موهبة , ولكن هذا لا يمنعه من ان يبقى الرجل الأكثر انانية والاقل اهتماماً بمشاعر غيره الذي قابلته في حياتي.
- ربما, لكني مازلت دهشة من رد فعلك حتى الآن تمرين بهذه المشاجرات ومازلتما متزوجين.
اجابت كاتلين بلفورد:
- هذا بدون شك لأني تقدمت في العمر , لقد حان الوقت لأفكر في نفسي.

Rehana 10-10-13 07:14 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
هذه الملاحظة التي قد تبدو ساذجة لكنها اثارت قلق انتونيا إن والدتها لم تعودها هذه اللهجة معتزة بنفسها وقوية.
كانت كاتلين بلفورد تبدو مكافحة تعيش شباباً دائماً , تماماً مثل زوجها إن سن الخمسين يدق ناقوس الخطر وقد اعرب عن نفسه باولى علامات تقدم العمر, العلامات الاولى للزمن قد ظهرت على الوجه الجميل الذي اصبح اقل نعومة وقد خطته تجاعيد رقيقة وحتى شعرها قد تلون باللون الرمادي.
- قولي لي يا أمي : هل انت بخير؟
- نعم , نعم , لا تقلقي بشأني , إني مجهدة فقط بسبب طول رحلة السفر.
استطردت وهي تربت يد ابنتها :
- تعلمين انني لم احب السفر ابداً.
ضحكت انتونيا تلاطف والدتها.
- هيا بنا إذن حديثيني عن اخبار اخرى , سوف تجدين الراحة عندما تتحدثين .
- ليس الآن , لقد هدأت بالفعل.
- هذا هو الخبر الأول.
- حديثيني عن جيرالد سانكلير يبدو شخصاً مثيراً.
***
من حجرتها في وقت متأخر من الليل , وقفت انتونيا تتأمل من بعيد منزل جيرالد المضاء , ماذا يفعل ؟ فيم يفكر ؟ هل يفكر فيها كما تفكر في مثل حالتها , يجب ان يشعر بالمرارة.
إن سلوكها معه يتصف بالغموض, والاضطراب إن لم يكن بالقسوة .
لقد رفضت ان تتزوجه ولم تستطع بالتأكيد ان تفصح له عن مشاعرها وفي نفس الوقت اصرت على ان ترحل في اقرب وقت وعلى الرغم من كل ذلك , يبقى انها تستسلم لأحضانه بكل رضا.ليلاس
مع الأخذ في الاعتبار طفلها ماثيو واحتراماً لذكرى ابيه , كان لديها كل الحق في مغادرة فيرفيو بالإضافة خطاب كيل وكشفه عن الاسرار المؤلمة التي لا تكف عن مطاردة انتونيا وعلى الرغم من كل ذلك, ساورها شك في اعماقها , إنها لا تستطيع ان تجزم بأن جيرالد قد اقترف هذا الفعل الشائن.
فماهو سبب اضطرابها الحالي إنها تسبح ضد التيار ذاهبة من شاطئ مقابل , لقد اصبح من المهم والعاجل ان توضح كل الأمور المتعلقة بها هي وجيرالد.
خلف الباب الزجاجي رأته ممددا على الاريكة يقرأ وفي يده كوب عصير , صدره عار وبدون حذاء وقد وضع قميصه على ظهر المقعد.
خفق قلب انتونيا بشدة وترددت في ان تطرق الباب , فجأة رفع بصره استغرقت بضع ثوان تتأمله فلاحظت التوتر على ملامحه والقلق في نظرته.
اخيراً دقت الجرس , أسرع ناهضاً :
- انتونيا يالها من مفاجأة سارة!.

Rehana 10-10-13 07:15 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
كما هو متوقع حدثها بلهجة ساخرة , قال يدعوها للجلوس.
- هل مازلت خارج المنزل حتى هذه الساعة؟
جلس في المقعد المواجه لها .
- لم استطع ان أنام.
- افعلي مثلي .. اقرئي كتاباً واشربي كوباً من العصير الطبيعي.
- ماذا تقرأ؟
- الحرب والسلام, إني اقرؤه طوال الليل اخرجت انتونيا الخطاب من جيبها.
- لقد احضرت لك شيئاً مختلفاً يصلح للقراءة.
- عفواً.
اوجزت له في كلمتين موضوع الرسالة التي وجدتها عن طريق المصادفة .
- قولي مابداخلها .
- لا, افضل ان تكتشف انت ذلك بنفسك .
منتديات ليلاس
قالت ذلك وهي تمد اليه بها يدها, اخرج جيرالد الخطاب من الظرف وبدأ يقرؤه, لم تتوقع رد فعله , رفع بصره على الفور بعد انتهائه من القراءة وصاح:
- اين وجدت هذا الخطاب ؟
- لقد قلت لك وسط مجموعة من الاشياء الخاصة بـ كيل وقد اعادتها لي فيكتوريا .
- هذا هذا منذ وقت طوي؟
- صباح اليوم التالي لسهرتنا.
استطردت :
- اسمع ياجيرالد , ماذا عن هذا الخطاب؟ .
نهض بعصبية من فوق مقعده والقى الخطاب على الطاولة , زأر كالأسد المجروح.
- هل تصدقين ماجاء به؟
- لقد كان كيل زوجي وعشنا معاً سنوات , إني اعرفه عن قرب وأنا متأكدة انه صادق في اتهامك , اما انا فلا جدوى من ان اقول لك إنني اجد تصرفك بشعاً ولا يمكن وصفه , لم اتخيل ابداً انك تستطيع ان تتصرف بهذه الوحشية.ريحانة
وضع يديه في جيبيه.
- هل تصدقين حقاً انني متهم بالوحشية ؟
قالت متوسلة والدموع تترقرق في عينيها :
- قل لي انه ليس انت واقسم لي على صدق كلامك, ارجوك يا جيرالد اعطني سبباً واحداً, فقط لاشك في كلام زوجي.
قهقه ساخراً:
- ها نحن نعود من جديد , إنك تتحدثين عن كيل كأنه مازال حياً !
- قل شيئا بحق السماء.
لمعت عيناه الزرقاوان كحد السكين.
صاحت غاضبة :
- إن لم يكن انت من اشعل النار فمن الفاعل إذن؟
شحب جيرالد التقط الخطاب واعطاها إياه.
- طابت ليلتك يا انتونيا.

Rehana 10-10-13 07:17 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالفصل التاسعhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

جاء يوم الحفل الخيري الذي طال انتظاره, عبر نافذتها , في الطابق العلوي , تأملت انتونيا الفوضى والمرح اللذين يخيمان على المكان .
اتخذت الحديقة والشاطئ المجاور جو الاحتفال والبهجة, لقد كان إعداد الحفل عملاً سهلاً وبسيطاً كلعب الاطفال, بالنسبة لـ انتونيا نظراً لمهارتها في التصرف في مثل هذه المناسبات , بناء على طلبها , احضر اعضاء جمعية فيرفو الخيرية كل الألعاب والمراجيح وثبتوها على الحشائش وعلى الرمال الناعمة.
حتى الآن كل الامور تسير على مايرام لم يعكر هذا المشهد الجميل الا سلوك جيرالد تجاه انتونيا , لقد كان رائعا في تعامله مع الجميع وخصوصاً في قمة الدماثة مع والدتها كاثلين بلفورد وعلى العكس اظهر لـ انتونيا تجاهلاً مريراً إنه حتى لم يوجه لها كلمة.
عجلت هذه المعاملة اتخاذها القرار, إن هذا الوقت هو اكثر الأوقات التي اصرت فيها على العودة الى ايبيرا, لذلك قررت الذهاب لمقابلة دوريس جريسون دون تأخير لتطلب منها السرعة في بيع المنزل اما والدتها فتستطيع ان تبقى هنا اذا كان ذلك يروق لها .منتديات ليلاس
من ناحية اخرى , لقد انتهت من سجادتها الاولى الشتاء التي تنتمي الى سلسلة السجاد التي تعتزم إنتاجها, راضية عن النتيجة , لا ينقصها الآن إلا ان تبدأ الفصل الثاني الربيع ولكن , يجب ان تعود الى ايبيرا اولاً.
لماذا لا تشعر انتونيا بأي سعادة لفكرة انها ستعود الى هذه الجزيرة الساخرة التي عاشت عليها عشر سنوات؟
بالتأكيد, لأن جيرالد قد سرق قلبها , جيرالد الذي تحبه جيرالد الذي تريد ان تتزوجه جيرالد الذي دمر لوحة كيل دون رحمة.
في بداية وقت العصر , كان المكان مزدحماً بالناس , لاقت المراجيح إقبالاً كبيراً من الجميع, كما جذبت العاب المهارة واليانصيب مجموعة كبيرة وصاخبة من الناس, اما بالنسبة للأطفال فكان المهرجون بملابسهم ذات الألوان الزاهية هم مركز انتباههم في مكان آخر من الحديقة , كانت هناك غرفة مفاجات يدخلها الاطفال حيث يجدون المفاجات والهدايا.
وعلى المنصة , وقف ساحر يقدم عروضه التي خطفت إعجاب الجمهور , وكان مقدرا ان يليه فرقة موسيقية تعزف الموسيقى الشعبية آتية من تكساس خاصة بناء على دعوة من انتونيا.

Rehana 10-10-13 07:19 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
كان المغني وعازف الجيتار صديقي طفولتها , قالت جودي وهي تنظر يميناً ويساراً .
- حتى الآن كل شيء يمر بشكل طيب.
طار شعرها بفعل الهواء ليصفع وجهها , اجابت انتونيا وفوق شفتيها ابتسامة عريضة:
- نعم , يبدو ذلك.
منذ يوم الشاي المشهود اصبحت كل من جودي وجوان وكلوديا متعاونات بشكل مدهش كما لو ان شراراً من الحماس قد انبعث داخلهن, اما طريقة لبسهن فقد شهدت تطوراً كبيراً بعد ان تخلين عن الظهور الصارم لسيدات المجتمع الراقي , فاليوم ترتدي كلوديا جيب مفتوحة من الخلف وقميصاً شفافاً وجوان فستاناً للشاطئ طويلا وله حزام يطوق خصرها , اما جودي فقد ارتدت سالوبيتاً واسعاً يخبئ امتلاء جسدها كان ذلك اقصى درجة من الجرأة.
بالنسبة لثلاثتهن, هذا الكوكتيل السحري الذي اعدته لهم كاثي كان له على ارواحهن المتحفظة تأثير السحر , مثل اكسير الحب, اما زواجهن فقد طرأ عليهم نفس التغيير, لتسمع هؤلاء السيدات .
تنهدت جودي وهي ترتشف عصير البرتقال.
منتديات ليلاس
- هذا لا يضاهي ابداً لذة الشاي الذي تناولناه في ذلك اليوم . ولكن في الوقت الحالي , هذا العصير اكثر ملائمة.
قالت كلوديا حالمة:
- صباح اليوم التالي , استيقظت وانا اشعر بصداع رهيب , ولكن كان زوجي في قمة اللطف.
صرحت جودي :
- لقد حدث نفس الشيء معي , لقد كان لطيفاً جداً طوال اليوم.
إذا كن يمثلن دور البريئات , فهذا لا يعني لم يفهمن شيئاً على العكس , ومن ناحية اخرى , لقد جاء سراً السادة الأزواج يسألون انتونيا عن سر هذا الشراب.
عل اية حال إن كاثي تملك بين يديها سراً مربحاً , بمجرد ان تنوي تحويل الكوكتيل الذي تعده الى مشروع تجاري ستضمن ثروة محققة بالإضافة الى ماستشعر به من رضا لتقديم السعادة والتوافق بين الازواج , نظرت انتونيا الى برنامج الحفل.
- من الذي يقف عند منصة لعبة بحيرة البط؟
هذه اللعبة تنص على ان يقذف اللاعب في كرة في اتجاه الواقف عند المنصة بغرض إسقاطه في حوض السباحة, قهقت كلوديا:
- اعتقد انه جيرالد , لقد رأيته ماراً منذ خمس دقائق إنه جذاب للغاية يرتدي الشورت.
قالت جودي مازحة:
- نعم , دعينا لا نضيع لحظة, هل تتخيلينه مبتلاً تماماً وقطرات الماء تلمع على شعره؟

Rehana 10-10-13 07:20 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
قالت جوان:
- ربما كان علينا ان نذهب الآن ونجرب حظنا.
صاحت كلوديا:
- نعم, اعتقد انني ساقذف كرة او اثنتين من يدري..
منتظرة عند منصة الدببة ذات الفراء , تمنت انتونيا لثلاثتهن حظاً سعيداً , في فترة الاستراحة, اخذت دوراً في المراجيح, مع ماثيو جالساً على ركبتيه, قهقة الطفل سعيداً بينما كانت مهمتها , فيما تبقى سهلة جداً تتلخص في ان تلتقط القطع التي على الأرض وان تعطي من وقت لآخر لعبة الى احد الاطفال الذي نجح في قذف قطعة خشبية على اللعبة.منتديات ليلاس
وفجأة طرأ امر مؤسف ولكنه ليس خطيراً , لقد سقط اللوح الذي صفت فوقه اللعب ذات الفراء فسقطت كل اللعب , انفجر الاطفال المتجمعون ضحكاً , اعلنت انتونيا عن توقف اللعب مؤقتاً حتى تصلح هذا العطل.
قال للأطفال :
- اذهبوا والعبوا في المراجيح, ولن يستغرق إصلاح ذلك وقتاً طويلاً .
منتديات ليلاس
هلل الاطفال فرحين. تلخص الامر كله في ان تعيد انتونيا تثبيت اللوح مكانه وبالفعل شرعت انتونيا في العمل.
حدثت الكارثة عندما لمحت جيرالد فجأة يمر بجانبها , تظاهرت بالانشغال عنه فخبطت بالشاكوش على إبهامها وصرخت من الالم اسرع جيرالد نحوها.
- ماذا حدث؟
قالت متألمة وهي تمص إصبعها .
- لا شيء .
- دعيني أرى .
- انحنى وامسك يدها.
- قد يسبب لك بعض الألم بعض الوقت.
رفعت رأسها:
- هل تريدين اسبرين؟
- لا, سأكون بخير.
لقد كان قريباً جداً, على بعد بضعة سنتيمترات ممن تهيم به عشقاً وهاهو يعتني بإصبعها , بعد ان اهملها بقسوة ساعات شعرت انها الدهر.
ازال الحب الألم , مفتونة , تحملها السعادة , ابت عيناها ان ترى إلا هذا الرجل المرح مفتول العضلات يوليها كل عنايته , ترك يدها فاعادت إصبعها المصاب الاحمر الى فمها , قال :
- ساحضر احداً ليساعدك في إعادة هذا الرف الى مكانه .
- لايهم, استطيع ان اقوم بإصلاحه بمفردي.
قال لها بلهجة امرة:
- لا تتفوهي بالحماقات , اذهبي لتستريحي قليلاً.

Rehana 10-10-13 07:34 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
لم تواتها الشجاعة لتعرضه, على حافة البكاء , عادت الى المنزل مسرعة.
بعد ان ابتعلت قرصين اسبرين , انضمت انتونيا الى فيكتوريا وكاتلين اللتين كانتا تتحدثان في الشرفة برفقة ماثيو ولعبة تحيط به , قالت كاتلين :
- انه لا يريد ان ينام.
قالت فيكتوريا:
- اعتقد انه ساخن.
استطرد كاتلين:
- سأرفع عنه سترة , لكن من الأفضل إحضار مروحة .
سألتها فيكتوريا:
- انتونيا هل لديك مروحة؟
لقد بات واضحاً , وفقاً لمصادفة كاملة غير متوقعة ان تم التوافق بين السيدتين, الجدة المحترمة والوقور لال سانكلير والكاتبة الحساسة الموهوبة قد صارتا صديقتين! وكل واحدة منهما قد وقعت في حب الصغير وأذعنا لكل اهوائه.
لقد مثل وجود كاتلين بلفورد في فرفيو حدثاً فيكتوريا نفسها اظهرت دهشتها عندما اكتشفت والدة انتونيا , لم تكن هذه إلا بداية لم يتأخر والدها في الحضور, الرسام الكبير المشهور انطونيو سيرفيو.
- اخيراً اشعر بالارتياح لأننا ننتمى لعالم واحد.
منتديات ليلاس
هزت كاتلين رأسها:
- اردت دائما ان يكون لي سرب من الاطفال ولكن هيهات , يبدو انه قد فات الأوان.
نجحت انتونيا في العثور على مروحة , وضعت الجهاز وجلست بالقرب من ماثيو وشيئاً فشيئاً بدأت في النعاس, لم تفتح عينيها إلا بعد مرور ساعة, قالت والدتها بحنان:
- تبدين مرهقة ياعزيزتي, لقد افادتك هذه الغفوة .
نهضت انتونيا لتتناول كوبا من عصير الليمون, اجابتها :
- انا لا اشعر انك تنامين بالقدر الكافي.
- آه هذه عادتي.
استطردت موجهة حديثها الى فيكتوريا :
- هل تعرفين يافيكتوريا لقد بدأت احب هذا المنزل فعلاً , بشرط القيام ببعض الاعمال , ثم عمل نوافذ جديدة , فهذا سيجعل من المنزل مكاناً رائعاً.منتديات ليلاس
- لقد اسعدني كلامك , حاولت ان اشرح لـ انتونيا ذلك, لكنها لم ترد ان تسمع أي شيء واذا غادرت فيرفيو فسافقد ماثيو كما فقدت كيل.
رافضة ان تقع تاثير كلماتها التي تستدر عطفها , عادت انتونيا الى الحفل, ان فيكتوريا تثبت تعاطفاً كبيراً تجاه جيرالد من الواضح انها قد محت تماما قصة اللوحة التي حرقت دون ان توليها أي اهتمام لو استطاعت انتونيا فقط ان تفعل نفس الشيء ! ولكن هيهات ان موقفها مختلف تماماً.

Rehana 10-10-13 07:35 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
قالت كاثي عند دخولها:
- مرحباً, يالها من فكرة رائعة هذا الحفل! إنني لم امرح مثلما حدث اليوم.
- والأطفال؟
- إنهم في قمة سعادتهم , اطفال المستشفى خاصة , لقد بدءوا في الرحيل مع ممرضاتهم.
- إنه نجاح كامل إذن.
- بكل تأكيد , في الحقيقة اود ان اطلب منك خدمة , يجب ان أسلم هذا الصندوق الى جيرالد ولكن اختي تنتظرني هناك, هل تستطيعين الذهاب بدلاً مني؟
- إيه.
- شكراً , حسناً , سأهرب اذا احتجتني لأجلس مع ماثيو , عليك دق الجرس .
مكتئبة سلكت انتونيا الطريق المؤدي الى اليمين , إن فكرة الوقوف مع جيرالد الآن وجهاً الى وجه تزعجها.
الاطفال ينتقلون من لعبة الى اخرى في مرح جيرالد , الآن ينفذ بنجاح لعبة الحيتان الزرقاء وسميث بهذا الاسم بسبب اللعبات العشر المصغرة التي تجسم الحوت وتعوم على سطح حوض السباحة , ومن استطاع ان يمسك بإحداها بواسطة حبل باخره عقدة ..
منتديات ليلاس
لم يلاحظ وجودها في بادئ الأمر , لأنه كان منشغلاً مع احد الاطفال يحاول اصطياد احد الحيتان .
- لا تحزن ياداني , سيكون لك حظ اسعد في العام القادم , خذ .
ولمواساته اعطاه لعبة الـ يو يو تهللت اسارير الطفل. مبتهجاً , ابتعد مع ممرضته, قالت انتونيا:
- هذا لطف بالغ منك.
فزع جيرالد:
- ماذا تفعلين هنا مع هذا الصندوق الضخم.
قالت وهي تضع الصندوق فوق الطاولة.
- إيه , انه ليس ثقيلاً.
- هاته.
خلصها من حمولتها , ترنحت وكادت تفقد اتزانها , امسكها بسرعة.
- هل انت بخير .
هزت رأسها بالإيجاب دون ان يتركها نظر اليها بدقة , لا احد يستطيع ان يعرف من الأكثر منهما حباً للآخر؟
- هل مازال إصبعك يؤلمك؟
- لا, لقد اتبعت نصائحك واخذت قرصي اسبرين .
غير عابئ بالمارة ربت ذراعها ثم كتفيها , تشبثت به وشعرت بقوة ذراعيه تطوقان خصرها , ياالهي كم تشعر بالسعادة بين ذراعيه , سعادة تحلق في السماء.

Rehana 10-10-13 07:36 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- لقد قلت للصبي انه سينال حظاً آخر في العام القادم.
همس بصوت أجش:
- سيكون هنا , لا تقلقي.
سألته:
- هل تقصد انه سيكون هناك حفل العام القادم؟
اخترق تفكيره فكرة مجنونة ان يقبلها ويتذوق رحيق شفتيها .
- لم لا؟ سيصاب الاطفال بخيبة الامل لو لم يحدث ذلك!
تنهدت :
- على الاقل لقد اثمر وجودي هنا شيئاً نافعاً.
قال :
- إن الكبار سيتمتعون كالأطفال تماماً.
تأوه:
- انتونيا.
سألها ببراءة صوت رفيع لأحد الاطفال .
- سيدتي , سيدتي هل استطيع ان ألعب؟
- دقيقة!
لقد قطع هذا الطفل لحظة سحرية أذكت نيران الحب في قلبيهما , كان الليل قد أسدل ستائره عندما خرجت انتونيا الى الشرفة .
منتديات ليلاس
كانت مصابيح الزينة تضيء اشجار الصنوبر وتنافس القمر المستدير الفضي في تألقه برحيل الأطفال , اصبح أغلب الحضور من الكبار.
على المنصة بدأت الفرقة الموسيقية في العزف, دخلت انتونيا المنزل لتستبدل ثيابها , فلبست فستان سهرة قصيراً ملفحاً من على الصدر.
عندئذ رأت جيرالد يتوجه الى المنزل بخطى سريعة , يبدو عليه انشغاله بالتفكير , جيرالد ايضاً بدا جميلاً وانيقاً استعداداً للسهرة إلا ان ماثيو لم يترك له الخيار , لقد لطخ وجهه بايس كريم الشكولاتة , عندما حمله جيرالد بين ذراعيه هذا العصر , ابتسمت انتونيا عندما تذكرت هذا المشهد.ريحانة
ثم عاد وجهها عابساً , تنهدت ولعنت سخرية القدر القاسية التي وضعت في طريقها رجلاً خطيراً مثل جيرالد فقلب تفكيرها رأساً على عقب.
دخلت المنزل تحضر طفلها , ولكي لا تتركه بمفرده في حجرته قررت ان تضع مهده في مدخل البيت تحت عيني كاتلين وربما فيكتوريا ايضاً بعد رحيل الاطفال , كما هو مقرر بدأ الحفل الخيري وفيه زادت التبرعات بشكل سيساعد مستشفى الاطفال في استكمال المعدات اللازمة.
كان النجاح على كل المستويات , لقد لعب اطفال المستشفى وقضوا اوقاتاً سعيدة ستظل عالقة بأذهانهم, كما حققت التبرعات رقماً كبيراً , لماذا تشعر انتونيا إذن بكل هذه المرارة؟ مامصدر شعورها بالوحدة التي تثقل كاهلها على الرغم من جو السعادة الذي يحيط بها؟ لم تكن انتونيا من ذلك النوع الذي يستسلم لليأس والحزن.

Rehana 10-10-13 07:37 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
قررت ان تقوم بجولة في المراجيح , كانت واحدة من اهم المراجيح في الحفل مرجحية السجاد , مدفوعة بالفضول وكذلك برغبتها في الكف عن التفكير فيما يزعجها , اشترت تذكرة .
سألها بائع التذاكر :
- هل انت بمفردك ياحلوتي؟
- نعم , لماذا؟
حك الرجل رأسه:
- افضل ان يكون هناك شخصان في المقعد , إنها مسألة زيادة حرص.
نظر حوله ثم هلل:
- ايه انت ! هل تريد ان تركب دوراً صغيراً مع الآنسة؟
تقدم الرجل نحوهما, فزعت انتونيا عندما تعرفت على جيرالد , حثه صوت رجل:
- هيا بنا يا جيرالد لا تدعها تنتظر!
قال شخص آخر:
- نعم, اسرع بالانضمام اليها , إنها فرصة طيبة على اية حال!
منتديات ليلاس
متردداً انتهى به الامر بأن اشترى تذكرة ليجلس بجانب انتونيا , بدا المقعد صغيراً , فجأة , ملتصقة به في هذا المكان الضيق شدت انتونيا فستانها الى اسفل ركبتيها حياء.
قال بسخرية :
- لا تقلقي.
عابساً ثبت نظره امامه , اما انتونيا فقد عقدت العزم على استغلال هذه الفرصة حتى تسوي مابينهما من سوء تفاهم , فحاولت تلطيف الجو, قالت كمقدمة لحديثها:
- الجو لطيف , أليس كذلك؟
دمدم بإجابة مختصرة, قالت مغتاظة:
- لماذا , ألا تحب الليل؟
في نفس اللحظة بدأت المرجيحة في الدوران, صاحت انتونيا من المفاجأة , سألها متخلياً عن صمته .
- ماذا يحدث لك؟
فزعة , امسكت بالعمود الحديدي.
- هل من الطبيعي ان تتحرك بهذه السرعة؟
استمرت المرجيحة في الدوران بسرعة مما زاد فزع انتونيا .
سألها :
- ألم تركيبها ابداً .
اجابت ومازال الفزع يهز صوتها .
- لا , لم اركبها.
- لا تقلقي , ليس هناك أي خطر.قالت وهي ترمقه بنظرة قلقة .ريحانة
- هل تعتقد ذلك؟
- بالتأكيد, لقد ركبتها مئات المرات.
- بهذا العدد؟

Rehana 10-10-13 07:37 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- لنقل خمسين مرة.
لم تهدئها كلماته , تشبثت انتونيا بالعمود المعدني , احاط جيرالد كتفيها بذراعه تاركة الرفيقين على مسافة اكثر من ثلاثين متراً بعيداً عن الأرض .
صاحت انتونيا فزعة .
- ماذا يحدث؟
قال جيرالد موضحاً بصوت هادئ, لقد اوقفت ليركب أناس آخرون.
نظرة سريعة اكدت اقواله , هدأت انتونيا والتصقت بمقعدها.
- لابد انك تعتقد انني حمقاء.
- لا.
منتديات ليلاس
اخيراً زال العبوس عن وجهه واضاءت ابتسامة عريضة ملامحه , التفتت برأسها وتأملت الحفل المتألق اسفلهما , إن المشهد من أعلى رائع بحق , في الليل تتلألأ المصابيح متعددة الالوان , والفرقة الموسيقية تعزف موسيقى شاعرية , هدأت مخاوف انتونيا شيئاً فشيئاً , التفتت مرة اخرى فقابلت عيناها نظراته المفعمة بالحنان وبالعاطفة المتقدة.ريحانة
- هل تعتقد من وجهة نظرك التجارية , ان حفل الليلة قد كسر الرقم القياسي في ارباحه؟
- لقد اطلعت على الارقام المحققة في العام الماضي , اعتقد ان معك قاطعته:
- هل تحضر هذا الحفل بانتظام؟
- كل الاعوام.
على الرغم من توترها استطردت انتونيا :
- بالتأكيد , لا تأتي بمفردك.
عادت المرجيحة تعمل وبتلقائية تعلقت انتونيا به:
- قل لي .. هل؟
- عفواً ؟
- هل كنت تقضي وقتاً سعيداً معهن؟.
- بالتأكيد وإلا لما اصطحبتهن.
- هل كنت تراقصهن؟
اوما برأسه , ندمت انتونيا على فضولها فسكتت.
- ولم كل هذه الاسئلة؟
صفعتهما نسمة قوية اطارت فستانها فكشف عن ساقيها , اسرعت انتونيا بإمساك الفستان , ابتسم جيرالد مستمتعا بهذا المشهد, اجابت :
- لا شيء , اردت فقط ان اعرف .. إذا كنت تحتضنهن وتتأمل سيقانهن.
فجأة توقفت المرجيحة عن الحركة , هناك عطل كامل في الكهرباء انطفأت الانوار في المكان بأسره .

Rehana 10-10-13 07:38 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
فزعت انتونيا وصاحت:
- جيرالد .
- لا تخافي, إنه فقط انقطاع في التيار الكهربائي , لن يستمر ذلك وقتاً طويلاً, إن المدينة بأكملها غارقة في الظلام.منتديات ليلاس
تنهدت انتونيا :
- من حسن الحظ انني تركت ماثيو مع أمي.
اسفلهما لايبدو انهم قلقين لهذا الحادث الطارئ , كان الناس يضحكون ويتنادون بمرح غطى صوت القائم بالإصلاح على الضجيج باستخدامه الميكروفون.
- الذين يتعلقون عالياً! لا تتحركوا ! سيعود التيار الكهربي في وقت قصير.
قال جيرالد بصوت يريد طمأنتها:
- ماذا قلت لك؟
هدأت انتونيا وبدأت تقييم مدى السعادة التي تشعرها بالقرب من جيرالد , في هذه اللحظة الفريدة.
- هل انت خائفة؟
اشارت برأسها , لا متحققة انه لا يستطيع رؤيتها , قهقهت.
- لا, لكني سعيدة انك معي.
- وأنا ايضاً.
منتديات ليلاس
شيئاً فشيئاً اعتادت عيناها الظلام.
- إني آسفة حقاً يا جيرالد على كل مايحدث , ولكن هناك بدون شك عدة حواجز تفصلنا.
قال وهو يضع إصبعه فوق شفتيها .
- صه.
اطار الهواء شعرها الى الخلف , ربت جيرالد خدها فوجدها ساخنة. قال:
- لايجب ان اقبلك.
- لا يا جيرالد , ارجوك.
- اعرف.
- اكرر على مسمعك ذلك , أنا لا اريد .
- لا , انا ولا انت نريد ذلك.
- تماماً .
- لكني لا اقوى على الاحتمال.
تبادلا قبلة حارة تبين جيرالد ان هذا ضرب من الجنون , لكن لا يهم إنها مناسبة رائعة في هذه المرجحية , على بعد ثلاثين متراً من الأرض , في قلب الليل , يالها من سيدة جميلة انتونيا.
- مم.. كم انت جميلة وعذبة ياانتونيا؟
- كلا, يا جيرالد , ليس هنا.
همس :
- إن الليل يخيمنا ونحن بعيدان عن الانظار , وقد يستمر الظلام مدة طويلة .
تلعثمت :
- جيرالد ارجوك.
لكنها لم تدفعه بعيداً , إنها لم تقو على ذلك , لقد جمعهما القدر ليحتفلا بوادعهما بهذا العناق الذي سيظل ذكرى عالقة في ذهنيهما.
- أن الجو شاعري جداً هنا بعيداً عن الأرض.
- لكن ليس آمنا .
- ربما كذلك , لكن مادمنا معا ليس هناك شيء نخشاه.
فجأة عادت الانوار . فزع الاثنان.

Rehana 10-10-13 07:39 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gifالفصل العاشرhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...0352023782.gif

بدأ الترس الكبير في التحرك من جديد والتوقف من ان لآخر حتى يسمح للركاب بالنزول.
اصلحت انتونيا من فستانها على عجل بينما التصق جيرالد في ركن المقعد ذاهلاً من سلوكه , كيف استطاع ان يستسلم لرغبته الى هذا الحد؟ ما الذي جعله يهيم حباً بامرأة اتهمته بإحراق لوحة فنية بدافع الغيرة ؟ امرأة لا تحب ان تسمعه يتحدث عن الزواج.ريحانة
شعرت انتونيا بالعصبية وهي تحاول ان تربط شعرها الذي اشعثه الهواء.
- دعيني افعل ذلك.
قام جيرالد بهذه المهمة بسهولة بالغة ولكنه في نفس الوقت قاوم كثيرا حتى لا يضعف اما عطرها فيضمها اليه من جديد. لكنه قد نجا من ذلك الشرك و إلا لا قترف خطا جسيما .

Rehana 10-10-13 07:51 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
ماالذي يجذبه اليها الى هذا الحد؟ ان انتونيا لا تريده , من الافضل ان يذعن لذلك بدلا من ان يبني آمالا لا طائل منها , إنه الآن يشعر بالمرارة .
يالها من مآساة , إنها اكبر من احتماله بمجرد ان توقف الصندوق الذي يركبانه امام شباك التذاكر , قفز من مقعده واختفى وسط الجمع .
كان رد فعل انتونيا اقل سرعة ولكن كان المها مدمرا, حائرة , مضطربة , غاضبة من نفسها اتجهت نحو المنزل بخطى ثقيلة, لابد ان تقطع كل شيء مع جيرالد على وجه السرعة حتى لا يزداد الموقف سوءا.
حولها كان الجو مرحا بوجه عام كما لو ان الهطل قد اضاف الى الحفل إثارة و بهجة , كانت هي الشخص البائس الوحيد في هذه الليلة .
منتديات ليلاس
كانت والدتها و فيكتوريا ينتظرانها في الشرفة ومعهما ماثيو في مهده .
- كيف حاله؟
اجابت كاتلين بابتسامة عريضة .
-انه نائم نوما عميقا.
سألتها فيكتوريا :
- اين كنت اثناء العطل , لقد قلقنا عليك.
اجابت بعد فترة تردد:
- أعلى مرجحية الترس الكبير.
- يا إلهي , كل هذا الوقت وانت ؟؟؟
- لم يكن الامر خطيرا كما انني لم اكن بمفردي.
سألتها فيكتوريا:
- آه حسناً مع من كنت؟
- مع جيرالد.
- آه, هذا يغير كل شيء إذن.
نظرت فيكتوريا الى ساعة معصمها.
- لقد حان الوقت لكي اعود الى المنزل .منتديات ليلاس
اقترحت عليها انتونيا ان توصلها , لكن شكرتها فيكتوريا على عرضها إن جاسبار ينتظرها في السيارة , قالت حديثها الى كاتلين:
- اعتمد عليك لتتصلي بالدكتور ماك اليستر غداً هل سمعتني ياعزيزتي؟
بدا القلق على كاتلين والقت نظرة على ابنتها التي ظلت شاردة .
- نعم , شكرا لأنك اشرت علي به.
- هذا طبيعي , ستجدينه شخصاً جيداً وطبيباً ممتازاً.
نهضت فيكتوريا وحيت رفيقتها , بمجرد ان مضت طلبت انتونيا من والدتها تفسيراً لما سمعته.
- هل انت مريضة ؟ لماذا لم تخبريني بشيء؟
دوت صرخة مزقت سكون المنزل.

Rehana 10-10-13 07:52 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- حريق ! حريق!
- اتصلوا بمركز الإطفاء.
كانت فيكتوريا في الطريق عندما ظهر جيرالد , قال:
- بسرعة يجب ان تكون والدتك و ماثيو في مكان آمن .
اجابت كاتلين بحدة:
- ايها الشاب استطيع الاهتمام بسلامتي وكذلك الاهتمام بالطفل .
امسك جيرالد الطفل, سألته انتونيا غير مصدقة:
- هل تقصد ان الحريق في هذا المكان؟
- نعم, في الطابق العلوي , اعتقد انه في ورشتك.
منتديات ليلاس
اسرع الجميع الى الخارج , انقبض قلب انتونيا تصاعدت من الطابق العلوي , اعمدة الدخان وخرجت من إحدى النوافذ ألسنة النار الحمراء.
قالت بحزن:
- معك حق, إن ورشتي هي التي تحترق.
رد اليها الطفل:
- ابقي هنا.
اندفع نحو المنزل حاولت انتونيا ان تمنعه دون جدوى , دخل الصالة ,لو لم يكن ماثيو بين ذراعيها لتبعته دون ادنى شك ,اما والدتها فحاولت تهدئة من حولها , لقد احدث الحريق تجمعاً واطلق كل فرد تعليقاً على مايحدث .
متسمرة في مكانها والقلق يعتصرها, حملقت انتونيا الى النافذة, على أمل جيرالد .
ماالذي حدث حتى يندلع هذا الحريق ؟ لابد انه ماس كهربائي, هذا ليس غريباً مع الحالة التي يرثى لها للمحطة الكهربائية, لكن ماذا يفعل جيرالد بحق السماء ؟ ماذا اصابه؟ وماالذي دفعه ليقوم بهذه المخاطرة ؟
عادت كاتلين مصابة بالتوتر :
- هناك بين الجمع سيدة هيستيرية كثيرة التوتر العصبي , كما لو اننا سنحرق جميعاً ! لست أدري لماذا لم اقذف في النار؟
عهدت بـ ماثيو الى والدتها واندفعت صوب الفيلا , من الخارج كان يصعب عليها تحديد مدى خطورة الحريق , كان عليها ان تراقب مكان الحريق عن قرب.
صعدت درجات السلم وقلق يعتصرها: ياإلهي جيرالد .. جيرالد ياحبيبي , لماذا لا تريد ان تخرج ! اتمنى ألا يحدث له مكروه!
جيرالد الذي اشعل النيران في قلبها , هل راح الى مكان الحريق صاحت :
- جيرالد اجبني.
وجدت نفسها وجهاً لوجه مع جيرالد .
- الحمد لله إنك على قيد الحياة.

Rehana 10-10-13 07:52 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
بهدوء , اعطاها إطاراً كبيراً , تعرفت عليه اوه يالها من مفاجأة , إنها سجادتها ( الشتاء )!
قال:
- لم ارد ان أترك هذا العمل الفني الجميل يذهب ضحية النيران .
سلط طريقه الى الخارج وكأن شيئاً لم يحدث , ثابتة مكانها تبعته انتونيا بعينيها , شعرت بأنها حمقاء وهي تقف وسجادتها بين يديها.
اقتحم رجال الإطفاء المنزل مكممين وتولوا مهمتهم في إطفاء الحريق.منتديات ليلاس
في الخارج نادتها والدتها , خرجت برأس ثقيل وساقين واهنتين, تقدم بخطى ميكانيكية, يالصدمة! إن تصرف جيرالد قد اخرس الكلمات في حلقها , إنه لم يستمع إلا لصوت شجاعته , وعرض حياته للخطر , واقتحم النيران لينقذ عملاً فنياً ! نعم لقد تعرض لخطر عظيم بهدف واحد هو ان ينقذ سجادتها!
كيف تستطيع الآن ان تصدق انه المسؤول عن تدمير لوحة كيل؟ إن خلافهما مرتكز على سوء تفاهم كبير , لقد اعمى عيني انتونيا تعاطفها مع زوجها المتوفى عن كل مااظهره لها جيرالد من حب وحتى هذه اللحظة لم يتوقف عن التعبير عن هذا الحب , بسرعة , لابد ان تصلح هذا الخطأ قبل فوات الاوان.
قالت والدتها:
- من حسن الحظ ان النار لم تمتد الى باقي الشقة.
منتديات ليلاس
كان ذلك في صباح اليوم التالي حيث يتناولان الافطار في الشرفة , حوصرت النار في حجرة واحدة , ولذلك لم يحدث إلا بعض الخسائر الطفيفة .
الحد لله كان الخوف من الحرائق اكبرحجماً من الحريق نفسه . كانت رائحة الحريق تملأ المنزل بأسره , كما اتخذ السقف لوناً اسود بفعل الدخان .
كان الجو في المنزل لا يحتمل وخصوصاً بانقطاع الكهرباء , كان المنزل يحتاج الى إصلاحات بناء على توصية من جيرالد , اتصل الكهربائي ووعد بالحضور لإصلاح الكهرباء سعيداً بأن اتيحت له الفرصة لخدمة آل سانكلير.
اجابت :
- نعم , ولكن مايضايقني انه سيحتم علي ذلك إطالة مدة إقامتي في فيرفيو إن الامور تتعقد.
قالت كاتلين مسببة ألماً كبيراً لـ انتونيا التي مازالت تحت رحمة سمسارة العقارات دوريس جريسون:
- على اية حال , يبدو ان هذا المنزل لا يجذب انتباه احد.
غيرت انتونيا الموضوع وسألت امها عن سبب لجوئها الى الدكتور ماك اليستر, اجابتها كاتلين دون تردد انها اكتشفت ورماً في صدرها الايمن , في هذه الحالة يتجه التفكير مباشرة الى السرطان .
شحبت انتونيا وصاحت في تعجب:
- لم تستشيري الطبيب بعد !؟
مشهورة بصراحتها واسلوبها المباشر القاطع الذي يمثل ثروة رواياتها , لم تكن كاتلين بلفورد من ذلك النوع الذي يهرب من المواجهة ام يدفن رأسه في الرمال , اعربت عن رغبتها في ان افحص في الولايات المتحدة , مضطربة نهضت انتونيا لتأخذ بيدها.

Rehana 10-10-13 07:53 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- يلزمك بعض الشجاعة , ماذا قال لك والدي في ذلك؟
- لم احدثه في هذا الشأن , ان لديه الكثير الذي يشغله بـ روندا.
- ان تعلمين يا والدتي انه على الرغم من كل هذه الخلافات انه يعشقك.
تنهدت كاتلين :
- ربما , لكن هانأ ذا لم اعد شابة وبدأت اشعر بثقل السنوات فوق عاتقي.
حاولت انتونيا ان تطمئنها , مشيرة الى تقدم الطب الذي يسمح بتحقيق الشفاء الكامل , دون اللجوء الى الجراحة بشرط التدخل مبكراً , ومن هنا تأتي اهمية التشخيص المبكر وقد يكون ورماً حميداً او ليس إلا كيسا دهنياً.
اجابت والدتها بصوت يشوبه الغيظ:
- لا جدوى من تلقيني هذه المحاضرة , إني متمسكة بالحياة مثلك تماما يا انتونيا ولدي النية الكاملة في ان اعرض نفسي للفحص في أسرع وقت ممكن.
منتديات ليلاس
لم تصر انتونيا على ان تتصل بالدكتور ماك اليستر خشية الاطالة في المناقشة , نهضت كاتلين وطلبت الدكتور بنفسها قبل ان ترحل , تأملت ماثيو في حنان, منذ عملية الولادة , لم تطأ قدماً انتونيا مستشفى ,إنها تشعر بعدم الاتياح في هذا الجو المهيب , اخذت تروح وتجيء في صالة الانتظار بالمستشفى تترقب بفارغ الصبر عودة الممرضة.منتديات ليلاس
اجرى الدكتور ماك اليستر إشاعة لكت لم تكن نتيجتها مؤكدة ولكي يستطيع ان يحصل على تشخيص قاطع قرر إجراء مزرعة , تملك انتونيا الخوف , اخيراً استسلمت للتعب وجلست على احد المقاعد .
شعرت بيد تربت كتفها جيرالد , انه هو بلحمه وعظمه قال:
- آسف لأني اخفتك.
على الرغم من انها تره منذ ليلة الحفل إلا انها لم تكف عن التفكير فيه .
- ماذا جاء بك الى هنا؟.
جلس في المقعد المجاور لها :
- لقد اخبرتني فيكتوريا , بماحدث لوالدتك , لم ارد ان اتركك بمفردك .
لقد تأثرت كثيراً بسلوكه هذا ومع ذلك رفضت ان تظهر له تأثرها هذا , اجابت:
- لقد ارادت فيكتوريا الحضور لكني قلت لها , إنه لا داعي لذلك.
- اعرف وهذا مايدهشني .
- لقد اصبحنا صديقين نحن الاثنان.
استطردت:
- اسمع ياجيرالد , يجب ان تحتفظ بسجادة الشتاء , إني اقدمها هدية لك وكذلك التي تليها عندما انتهى منها.

Rehana 10-10-13 07:54 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
اجاب بجفاء:
- الباقي لا يهمني.
مهزومة استطاعت انتونيا رغم كل شيء ان تجد الشجاعة لتستطرد:
- اعرف جيداً انه متأخر جداً لكني اريد ان اقول لك , إنني متأكدة الآن من انك لم تحرق لوحة كيل, سلوكك في اثناء الحريق قد اكد لي ذلك.
ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة:
- إني كنت واثقة في داخلي ببراءتك.
- ربما, لكنك تفضلين الحصول على تفسير لماجاء في هذا الخطاب الملعون.
ليكن مايكون , ترددت انتونيا ان تفتح له قلبها .
- عاجلاً ام آجلاً كان سينتهي بي الامر بمعرفة الحقيقة .
رفع جيرالد كتفه , استطردت :
- كان يكفيني ان اعرف شغفك بالفن لأدرك انك لا تستطيع ابداً إتلاف لوحة فنية , لكني في عقلي الباطن لا استطيع ان انفصل عن كيل.
منتديات ليلاس
- انت لست مدانة لي بأي توضيح.
- بلى, أريدك ان تعرف ..اولاً انني آسفة .. ثانياً يا جيرالد أني احبك.
بعد برهة صمت قال جيرالد :
- هذا لا يكفي يا انتونيا .
قالت والدموع تتصاعد الى عينيها.
- ماالذي تريد أكثر من ذلك؟
- خمني .
- انتونيا ! انتونيا!
كان ذلك رجل طويل القامة ظهر في الحجرة فجأة إن والدها ! .
نهضت وارتمت في حضنه .
- اين والدتك؟ يجب ان اراها فوراً.
تخلصت انتونيا من عناقه ببطء, قالت:
- إنها في حجرة العمليات منذ خمس واربعين دقيقة.
- هيه! كان عليها ان تنتظر بحق السماء ! لقد اخبرتها بأنني سأصل على أول طائرة .
إنه انطونيو سيرفينو ذو موهبة فذة وقلب ينبض بالإحساس والشجاعة ولكن هيهات لم يكن قادراً على ان يفهم انه ليس مركزاً والعالم لا يدور حوله .
- صه! لا تتحدث بصوت عال فنحن في مستشفى, . كان الجراحون متعجلين ولم يستطيعوا الانتظار , هذا كل شيء.
قال:
- لن تندمي على الرغم من ذلك انه كان يوماً قريباً.
- أبي!
- حسناً .. كيف حالها؟
- إنها قلقة بعض الشيء ولكنها تتحلى بالشجاعة في نفس الوقت .ريحانة

Rehana 10-10-13 07:54 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
قطب الوالد حاجبيه:
- هل اخبرتها بأنني سأتي؟
- لا, انها غاضبة منك بسبب روندا.
- عفواً؟
- نعم , بطلة مغامراتك الاخيرة.
- آه , هذه الفتاة .. إنها غبية تماماً , لقد قذفت بها خارج المنزل بمجرد رحيل والدتك.
- خبر سار.
- اخبريني يا انتونيا , أليس الأمر خطيراً.
- اتمنى ذلك يجب انتظار النتائج.
- ستتغلب على هذه المحنة , إنها لا تستطيع ان تتركني هكذا.
- هل اخبرتها بذلك؟
- مافائدة ذلك؟ إنها تعلم هذا الكلام جيداً.
- هذا لا يمنع من ان تذهب اليها بنفسك بعد ان تستيقظ وتردد على مسامعها هذه الكلمات, وفي انتظار ذلك بحق السماء , حاول الا تتحدث بصوت عال إذا لم ترد ان يطردونا من هذا المكان : اجابها.
- اريد ان ارى ذلك.
تنهدت :
- حسناً , اتبعيني اريد ان أقدم لك شخصاً ما.
منتديات ليلاس
قالت فيكتوريا وهي تدخل الصالون :
- لقد رأيت كاتلين تواً في الطابق العلوي.
كانت انتونيا جاثية على ركبتيها تجمع لعب ماثيو المبعثرة على السجادة , نهضت:
- إذن , لابد انك قد رأيت والدي ايضاً إنه لا يفارقها لحظة منذ مجيئه المسكين , لقد كان يعتقد انه قد فقدها بالفعل, من حسن الحظ ان الأمر ليس خطيراً.اثبتت الاختبارات انه ليس إلا كيس دهن ,اجابت فيكتوريا:
- نعم, إنهما صورة مثالية للزوجين المتحابين , سيلفتان انظار كل من في المدينة, مع الاخذ في الاعتبار عدد السكان .
- عفواً؟
- ماذا, ألا تعرفين , إنهما يفكران في الاستقرار هنا في هذا المنزل بشرط إجراء بعض التعديلات.
- هل انت جادة في هذا الحديث؟
أومأت لها فيكتوريا برأسه وقالت:
- إن والدك كما يصفه الجميع , شخصية مفعمة بالخيال.
قالت انتونيا مبتسمة :
- لتقولي على الاحرى انه شخصية غريبة الاطوار.
فتحت انتونيا درج المكتب وقالت وهي تمد يدها الى فيكتوريا بجواب كيل:
- تفضلي , لدي شيء من اجلك.
شحب وجه فيكتوريا :
- ياإلهي ! اين وجدت هذا الخطاب.
انهارت فوق احد المقاعد اسرعت اليها انتونيا :
- هل انت بخير؟

Rehana 10-10-13 07:55 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
- نعم .
- هل انت متأكدة ؟ متأسفة, لم أرد ان أسبب لك الألم , هل احضر لك كوب ماء؟
- لا شكراً. إنها فقط المفاجأة.
- اسمعي فيكتوريا , من ناحيتي , انا اجهل من الذي اشعل النار , لكني على اية حال, لا استطيع التأكد من ان جيرالد هو الفاعل.
- لا, بما انني انا الفاعلة .
دهشت انتونيا للغاية :
- لماذا لم تفصحي عن ذلك مبكراً؟
وعيناها مثبتتا على الخطاب , وبصوت مهتز حكت لها فيكتوريا انها في يوم ما اكتشفت عن طريق المصادفة لوحة كيل , كان هذا الاخير يتحدث دائماً عن عزمه الرحيل . مماحطم قلبها , لم تكن ترى في رغبته هذه إلا جحوداً , وتحت تأثير الغضب وانتقاماً منه اشعلت النار في الكوخ الذي يضع فيه اغر اضه دون ان تعي انها بذلك قد فقدته نهائياً.منتديات ليلاس
مضطربة بسبب هذا الاعتراف , حاولت انتونيا ان تواسيها , قالت وهي تربت يدها :
- لا تشعري انك ملزمة بالحديث معي عن هذا الموضوع .
- لا, إن الوقت المناسب لأتخلص من العبء الذي احمله على كاهلي منذ عدة سنوات.
- صه يافيكتوريا انت تعذبين نفسك.
منتديات ليلاس
رفعت السيدة العجوز بصرها.
- لقد كان موهبة كبيرة , أليس كذلك؟
هزت انتونيا رأسها.
- في ذلك اليوم تبينت مابه من موهبة وعرفت انني كنت مخطئة في حقه والى أي درجة لم أقدره حق تقديره , عندما رأيت هذه اللوحة البارعة , لا ادري ماذا ألم بي , فقدت صوابي واشعلت فيها النار .. هذا فظيع , ووحشي , لن اغفر لنفسي هذا الصنيع.
- فيكتوريا.
استطردت فيكتوريا وهي تمسح دموعها.
- في اليوم التالي للحريق , جمع كيل اغر اضه ولم اره ابداً .
تأوهت و سألتها :
- هل أطلعت جيرالد على الخطاب؟
- نعم.
- الآن , يجب ان يشك في اني من اشعلت النار في اللوحة.
- هل تعتقدين ذلك؟ على اية حال حدثني عن شيء.
- هذا من طبيعته ولو كان حدثك لدهشت منذ لك .
- هذا صحيح, لابد انك تعرفين يا فيكتوريا إن جيرالد رجل متميز , احبه , نعم إني أحبه من كل قلبي ولكن مازال بيننا بعض العوائق , انا ايضاً , بطريقة ماقد اخفيت عنه الحقيقة , إن ماكان بيني وبين كيل , لم يكن حباً بل حياة زوجية يغلب عليها التعود .ريحانة
امسكت فيكتوريا يدها:
- هوني عليك ياصغيرتي ولا تدعي نفسك تنساقين وراء الانفعال.

Rehana 10-10-13 07:56 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
مستنداً على الدرابزين كان جيرالد يتنفس الهواء النقي, في الشرفة في ظل هذه الليلة المقمرة حيث يتلألأ المحيط بضوء فضي تحت القمر , كل شيء ساكن حوله , إنه يشعر بالإجهاد , الأرق , القلق وانفعالات تلك الايام القليلة الماضية.
لقد اتت على روح التفاؤل التي اشتهر بها , إن السبب الاول في الإحباط الذي يشعر به هي انتونيا , انتونيا التي تسكن افكاره , انتونيا التي يحلم بها في كل ليلة , انتونيا التي لا يستطيع ان ينساها.
ما فائدة ان يعذب نفسه؟ من الأفضل مواجهة الامور واتخاذ قرار حاسم , مكتئباً ومهموماً , كان يستعد للدخول الى فراشه , عندما رآها آتية.
انتونيا , إنها هنا, امام الباب الزجاجي , تفيض بهاء واناقة في فستانها القطني القصير , بجهد كبير , حاول ان يخفي فرحته برؤيتها .
- مرحباً يا جيرالد .
- مساء الخير يا انتونيا , ماالريح الطيبة التي اتت بك الى هنا في هذه الساعة المتأخرة؟
- يجب ان اتحدث معك.
- عم تتحدثين ؟ لم يعد لدينا مانقوله.
- بلى .إني حريصة على توضيح بعض الامور , وأريدك ان تسمعني.
منتديات ليلاس
كيف له ان يرفض حديثهما الاخير؟ انه يحبها كثيراً ويحتاج اليها بشدة, ويرغبها بكل جوارحه , لاشيء يساوي وجودها معه في هذه الليلة المقمرة.
تنهد :
- حسناً , لنتكلم هنا اذا اردت.
اذعنت في هدوء ووضعت يديها في جيبيها, استطردت :
- جيرالد , لقد فكرت كثيراً في الايام الاخيرة وتوصلت لبعض الآراء.
عقد ذراعيه واستمع اليها بانتباه .
استطردت والتوتر واضح عليها :
- حتى الآن, اشعر ان كيل قد عانى معي...
ان انتونيا مقتنعة بأن زواجها لم يكن زواجا سعيدا لأنها لم تكن تحب زوجها بالقدر الكافي, لهذا السبب يلازمها شعور طبيعي بالذنب بعد موته , وهذا مامنعها من الاستسلام لعاطفة الحب التي ولدت في قلبها , عندما قابلت جيرالد ولكنها عندما امعنت التفكير , اتضح لها ان كيل قد قضى اياماً سعيداً بالقرب منها خلال سنوات طويلة في ايبيرا , لقد قدمت له التشجيع والعون المالي فاستطاع ان يكرس وقته للرسم ويعيش لفنه دون ان يدور في فلك انطونيو سيرفينو الذي كان يكن له كل الحب والإعجاب وعلى الرغم من ذلك كان كيل يتمتع بموهبة كبيرة وخلف اعمالاً مستقلة وعالية القيمة , لذلك فكرت انتونيا في ان تقيم معرضاً بهذه الاعمال الجميلة.

Rehana 10-10-13 07:57 AM

رد: 121- غرام حتى الموت - روايات الحان المكتوبة
 
قالت انتونيا:
- لقد كان والداي يعتبرانه ولداً لهما , ولقد لاحظت ان فيكتوريا تكن له حباً عظيماً وانه لا شيء واساها عندما رحل وعندما مات, لهذا فإنه قد عاش سعيداً ولست ملومة على أي شيء بشأنه.
- هل انتهيت؟
- لقد احضرت لك شيئاً.
- إذا كانت السجادة , فيمكنك الاحتفاظ بها.
- لا وأنا لا اتكلم عن ذلك.
اقتربت منه :
- اعطيني يدك.
خلعت خاتم زواجها ووضعته في راحة يده , قالت:
- هاهو, لن ألبسه ابداً.
صامتاً , تأمل جيرالد الخاتم برهة قبل ان يدسه في جيبه.
- هل انت متأكدة؟
- احبك جيرالد .
- انتونيا.
منتديات ليلاس
ضمها الى صدره وقبلها بحنان.
- احبك يا انتونيا احبك ياعزيزتي, منذ اللحظة الاولى التي رأيتك فيها.
كانت انتونيا في قمة سعادتها عند سماعها هذه الكلمات, جلسا على الاريكة تحت المروحة , ضحك عالياً .
- هل ترين؟ لم نعد بحاجة الى ان نختبئ او ننتظر الليل او عطلا في التيار الكهربائي!
- من اجلك يا عزيزتي انا مستعد لفعل أي شيء.
- حقاً ؟
- مم....
همس في اذنها بمشروعات ساحرة لا يستطيع ان يتحدث عنها بصوت مرتفع.
قالت بلهجة جادة :
- موافقة , ولكن قبل ذلك دعني ألقي عليك سؤالاً.
- اعرف جيداً ان هذا يتطلب بعض المرونة ولكن..
- اسمعني ارجوك يا جيرالد مارأيك في ان نتزوج ؟
تأملها برهة , قلبها يخفق بشدة معلقة بالأمل ترقبت الإجابة التي يتعلق عليها كل مستقبلها.
قلقة من هذا الصمت الممتد, احتبست انفاسها , تخشى ان تكون قد انساقت وراء اهوائها , ألم تقسم الا تتزوجه ابداً, وهاهي بدورها تعرض عليه الزواج؟
مدت يدها لتضيء المصباح المجاور لها , امسك يدها:
- انتونيا يا عزيزتي , لماذا لم تطلبيي ذلك مبكراً؟
احتضنته في سعادة , إن المستقبل المشرق ينتظرهما ولا يوجد ما يقف في سبيل سعادتهما .
غداً , ربما تخبره انها غيرت رأيها في مسألة بيع المنزل.
ألم يكن يبحث عن ذلك ؟
- جيرالد احبك.
- انتونيا يا حبيبتي.



تمت

فلورنسيا 08-12-17 04:56 AM

رد: 121 - غرام حتى الموت ( روايات الحان المكتوبة )
 
ميرسى كتيييييييييييييير

paatee 12-12-17 03:31 AM

رد: 121 - غرام حتى الموت ( روايات الحان المكتوبة )
 
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ئعه تسلم الانامل ياعسل شكرالك على الاختيار الممتاز

هتونا 16-05-22 01:46 PM

رد: 121 - غرام حتى الموت ( روايات الحان المكتوبة )
 
حلوة جدا احلا تحية واحلا شكر


الساعة الآن 08:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية