منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   رواية ذوبت في غرامك الأقلام (https://www.liilas.com/vb3/t189966.html)

أحلام الحربي 16-09-13 12:00 PM

رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
رواية : ذوبت في غرامك الأقلام
كتبتها منذ زمن بعيد .



ملاحظة صغيرة :

1 - حبايبي هذي أول رواية كتبتها ما كان عندي رغبة أني بشرها لأنها ما كانت كاملة , و الحمد لله كملتها و الحين أقدر أحطها بين يدينكم , و أتمنى أنها تعجبكم ?_?

2 - الرواية من عمق الخيال يا أعزائي , رسمتها حسب قدرتي و استطاعتي للتخيل , لاسيما أنها سيكون بها القليل جدا من تلك الأحداث الواقعية من مجتمعي السعودي , وأتمنى عدم التعليق على الخيالات المبالغة فيها ..

[ 1 ]

لماذا أعيش ..؟؟
لماذا أدفن يوما و أرقب يوم ..؟؟
و يدفن عام و يولد عام ..؟؟
و ما في الحياة من جديد
تمر علي الليالي مكفنة بوجوم عميق
تراقص فيه ظلال الملل
سجون مغلفة بالأسى
تسمى حياة
فتحت جفوني .. و يا ليتني
بقيت وراء جدار الوجود
ضريرا كسيحا .. عديم الشعور
ولكن جئت هذي الحياة
ولدت و كبرت و أصبحت شيئا
يقولون عنه فلان
تعبت من الجري خلف السراب
من البحث عن واحة في الخيال
و ما ذا أريد .؟؟
مصابي أني أجهل ماذا أريد
سألت رفيقي ما يريد
فصاح و في ناظريه بريق
' أريد السعادة '
وعدت اسأل نفسي
ترى أي شيء تكون السعادة ..؟؟؟

- للمرحوم بإذن الله : غازي القصيبي





بوسط غرفة صغيرة جدا ..
كان نائم على سرير صغير و يتحرك بانزعاج بسبب رنات ذلك المنبه المزعج ..
أستيقظ بكسل و أصبحت عيناه على المنبه ليرى ما هو الوقت ..
فاتسعت عيناه وبلهجة جنوبية بدوية .:
يا ويلتي ويلاه كل هالوقت نايم ..
و استيقظ مهرولا حتى أخذ فوطته وذهب إلى الخلاء ( أكرمني الله و إياكم )
لم يتأخر بالخلاء ..
خرج يسخن الماء حتى يصنع له حليبا ..
وذهب ليبحث بين ثيابه المرتبة في داخل ذلك الصندوق ..
ثبت على ملابس هادئة تساعده على الحركة ..
فخرج بعدما رشف قطرات قليلة من الحليب ..
ليذهب إلى مكانه المعهود ..
الإسطبلات حيث يدرب تلك الخيول و يهتم بها ..





أما بداخل القصر الكبير الذي يتوسط تلك المساحات الخضراء ..

وبجناح غرفتها كانت تتحدث بالهاتف مع ابنة خالتها ..
شوق .: إيه م قلتي لي .. وش صار معك لمن قابلتيها ؟
صمود .: تخيلي الحيوانا ناظرتني من طرف خشمها من رأسي لأخر أصبع فيني أنقهرت من حركتها وفتحت المويا اللي بيدي و كبيتها عليها وقلت لها مو صمود اللي تناظرينها كيذا ورحت
شوق .: اححححلفي
صمود .: إيه والله صدق
شوق .: صمود جاتها قوة لا , لا م أصدق مو مستوعبه ههههههههههههههههه
صمود .: روحي زين .. أصلا من يومني قوية
شوق تسايرها .: إيه ما عليه .. إلى تعالي
صمود .: ها خير !
شوق .: البنات بيجون جدة يوم الأربعاء مع جدي صقر بتجين ؟
صمود .: م يبي لها كلام
شوق .: أجل ناطرتك .. ويا ويلك لو غيرتي رأيك
صمود .: لا ما راح أغير رأيي إن شاء الله ..
شوق .: اوكي أنا بقفل الحين . بجهز الغداء قبل لا يجي فصيلي
صمود .: أوك و أنا أبي أنزل أبي أشوف الصامدة
شوق .: كويس .. بوسيها لي هههههههههههههههههههههههه
صمود .: ي سخفك .. يالله سكري ..أبنزل تأخرت
شوق .: مشتاقة له هههههههههه*****
(( أغلقت صمود بوجه ابنة خالتها ))
وذهبت لتبدل قميصها القصير .. ولبست / بنطلون قطني من مانجو
بنقشات الورد مع تيشرت لون أبيض و صندل سبورتي اكرمنا الله من لاكوستي ابيض ..
أخذت سكارف أسود و غطت شعرها و تلثمت .. لأن جدها لا يسمح لها بالدخول كاشفة .. أخذت معطفها الأسود حتى تخفي تراسيم جسدها عن الأعين ..
بعدها رشت القليل جدا من عطرها المفضل : عطر فلورا ..
فأخذت كاميرا ألكانون التي لا تفارقها أبد /
ونزلت تسرع بخطواتها ..
و كانت متجهة للزريبة حتى تطمئن على الصامدة ..
عندما وصلت هناك أعجبها المنظر الذي أمامها ..
فرفعت الكانون وبلا أي شعور ..
التقطت الصورة



أثار انتباهه صوت الكاميرا لذا ألتفت ..
ارتبكت و نزلت الكانون بسرعة ..
وتقدمت للزريبة ولا كأن شيء صار ..
أما هو صار معلق عينه عليها ..
ما فيه شيء واصف فيها غير عيونها ..
طلعت منه : آآه طويلة هامسة ..
فقد عذبته عيناها ..
و كعادته
يتمنى ولو شيء بسيط لكنها اتجهت إلى الصامدة
و لم يحصل مراده ..!!
قربت صمود من الصامدة وبدت تمسح عليها وتلعب بشعرها الطويل ..
وبصوت يملئه الحيوية : صباح الخير ي حلوة ..
ها كيفك اليوم * وتمسك العشب وتمده لها *
يا الله أفطري عشان نبدأ التدريب
انتهى معاذ وأعجبه المنظر الذي أمامه ..
فذهب لذلك المنزل الصغير و أخذ لوحة الرسم ..
و قلم الرصاص وعاد فجلس على الزريبة ..
و بدأ يتأملها بإعجاب و يرسمها بإتقان ..





انتهى خالد من العمل وسط المزرعة فذهب حتى يأخذ الأذن لكي يذهب لمنزله ..
وأثناء طريقه للدخول إلى مكتب الجد صقر ..
أستوقفه ذلك الحديث الساخن ..

الجد غانم : أسمعها مني ..
قال بحدة مقاطعا أخيه : خلاص أنهي الموضوع بعدين ما غيره صدقني قاعد يغتلنا للحين ..كافي أنه قتل ولد بنتي .. وأنا كنت منتظر لين يكبر ولده .. ويا نأخذ دمه و إلى دم ولده
الجد غانم : وش فيك أنت ؟؟ ووش ذا الكلام ؟؟
أنت دكتور كبير وفاهم و عاقل .. بعدين ولد بنتك مات بيومه و مالنا حق نعترض ..
أما هو وولده مالهم أيد بالموضوع
الجد صقر : أنا تكلمت وبس و الدم بأخذه هذي اليومين
الجد غانم : ي أخوي أذكر الله وأستغفره ما يصير اللي قاعد تقوله بعدين أحنا أكبر من ذا الشيء ي أخوي
الجد صقر : ما راح أتنازل عن قراري أبد وقفل عن الموضوع







تراجع خالد بخطوات ثقيلة ..
تراجع وهو ما هو مصدق اللي يسمعه ..
يعني للحين م برد الموضوع للحين ما هو مصدق ..
والله لو أدري من زمان لبعدت أنا وولدي ..
ولدي آهــــ ي ولدي بتضييع بتضـييع ي أبوك ..
مشى بانكسار ..
كان يحس بالدوخة يحس ببرودة تتخلل مقدمة جسمه ..
كان يحاول يوصل للبيت ..
يبي يأخذ ولده و يبعدون من ذا المكان ..
مشى وصار يدور ولده ولا حصله ..
وين يلاقيه الحين .. ؟؟
وصل إلى البوابة المؤدية إلى المزرعة و الزريبة ..
هنا ازدادت البرودة و ما قدر يتماسك نفسه فسقط على الأرض ..










لملمت إحساسك ..
شعورك وقلبك خلاص بتسافر

زين التفت لحظة ..
عطني جروحك بس ..
خلها تسليني
في غيابك الكافر ..

وخذ النظر مني وخبه مع أشيائك
ما أبي أشوف الناس ..
وشلون أشوف الناس ..؟!
وشوفي معك سافر ....







وصل للمرحلة الصعبة ..
وصار يرسم بإتقان و كان يصب كل قهره و غيضه ..
على تراسيم وجهها..
و من شدة ذلك الإحساس ..
ملامحها أصبحت محفورة ..
وجهه بدأ يعرق كثيرا ..
رسمها بكل قهر بكل ألم بكل حزن ..
إلى أن توقفت يده على صرخات ماجد له
: مـــــــــــــــــعـــــــــــــاذ مـــــــــــــــــعــــــــــــــــــــــاذ
التفت له معاذ برعب : لبيــــــــه
ماجد وهو يحاول يلتقط أنفاسه : أبوك آهة آه أبوك
معاذ وهو ينط لجهته : أبـــوي وش فيه ؟؟
ماجد : أغمى ع ...
قطع كلامه معاذ وهو يرمي عليه اللوحة : ودي ذي للبيت
وراح يركض بكل م يملك من قوه و جسمه الرياضي ساعده على ذلك
وما فاتت اللحظة مراقبات صمود








وصل إلى أبوه لقاه مغشي عليه رفع رأسه ويمسحه بيديه :
يباه .. يباه حبيبي أسمعني
يباه .. يبـــاه .. يبـــاه .. الله يخليك رد علي ..
يباه أصحى .. قوم يباه .. لا تضيع مني فديتك
قوم يباه .. يالله قوم
يباه لا تخليني بروحي يباه .. يباه طلبتك لا تخليني بروحي ..
مالي غيرك تكفـــــى يبـــاه خذني معك خذني

جاه الجد غانم اللي سمع صراخ معاذ ..
معاذ مسك يدين الجد بترجي وسط دموعه : تكفى يا جـــــــــدي تكفى خله يقوم الله يخليـــــــك باقي أبيه بعدني ما شبعت منه
الجد غانم يضمه : إنا لله وإنا إليه راجعون .. أهدأ يا معاذ أهدأ الحين نأخذه المستشفى
نواف اللي واقف وعينه على معاذ : وش اللي صار ؟
الجد غانم : زين أنك جيت أمسك معاذ وأنا بحاول أرفع أبوه
نواف يقرب بفزع : وش فيه ؟
معاذ مازال يصارع بصراخ لأجل أن يستيقظ .. لكن الجد ونواف أخذوهم لأقرب مستشفى




حيث هناك تجمعت العائلة تنتظر الأدلة ..
وطال الانتظار هناك ..

معاذ حاضن نفسه بإحدى زوايا المستشفى ..
والجد غانم يناظره بألم و حنان أٌبوه طاغي ..
وده يسوي اللي ما سواه أبوه لكن ..!!
ما هو عارف كيف يبدأ ..
أما الآخر جالس جوار أخيه و ينظر لمعاذ ..
و اللي للحين يحس بالشعور تجاه معاذ ووده يفسره..
لكن ما هو عارف وش سر هذا الشعور اللي كل ماله يكبر


خرج الدكتور فجأة ..
وقف له معاذ : ها دكتور .. بشر .. شحال أبوي ؟
نزل الدكتور نظره للأسفل وهز وجهه بحزن : أبوك أعطاك عمره
سقط معاذ بطوله على ركبتيه ..
م توقع الخبر يكون قوي عليه لهذي الدرجة ..

لا تكفى سوي أي شيء بس لا يروح مني ..
رجوتك دكتور ..
عطه قلبي لو يباه ..
بس لا يموت طلبتك يا دكتور لا يموت الله يخليك ..
مالي غيره بهالدنيا ..
تكفى رده لي رده ما أبيه يروح ..

وبلحظة لم يتوقعها الجميع
لحظة إنهيار ذلك الشامخ الصامت
لقد فقد .. والفقد يتطلب القوة
وصل لأسوأ مرحلة وهي الجنون او الهستيريا
في الحزن
| بصرخات هستيرية حزينة |
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوبااااااااااااااه يـــــــــــــــــــــــوباااااااااه
تكفى ارجع لا تروح يبه دخيلك لا تروووح ..
يــــــوباه لا تخليــــــــــني تكفى يـــــــــــــــــــــــوباااااااااه ..
تعال خذني معكم يبـــــــــــــــــــاهه خــذني خذني
مسكه نواف ووقفه : قوم ي معاذ ..
قوم و أذكر الله * وحضنه *
معاذ نفض نفسه من نواف بقوة
دخل عند أبوه ورمى نفسه بين أحضانه ..
رمى نفسه وأصبح يتكلم و يعاتب و يصرخ تارة ..
بالأصح يفضفض لجسد أبيه الملقي على السرير الأبيض ..








وصل الخبر لكلا القصرين .. و حزن الكل لهذا الخبر ..
ومن هنا تبدأ الأحزان
و يعاد الشريط مرة أخرى و بنفس العام و التاريخ .،
فقط اختلف اسم اليوم ..
واختلفت الوفاة ..
ففي ذاك اليوم توفت والدته
وهذا اليوم توفى والده .
فأصبح جزء وحيد من شجرة ميتة ..










بقصر الجد غانم ..
كانت الجدة جالسة على أحدى الكنبات ..
وتحرك شفتيها بالدعاء ..
وتطلب له الرحمة من الله ..
وتفكر في حال ذلك الولد الذي فقد أمه قبل 6 سنوات و الآن يفقد أبيه ..
كيف له أن يعيش بعدهم ..
كــــيـــــف .. !!

وبصوت حزين .: يالله أنك ترحمه يالله و تعطيه الصبر و القوة يالله ..
يا الله يا كريم بعالي سماك إن ترحم وتلطف بحاله
هيفاء : يوووه يا جدة وش فيك ؟ .. من اللي مات ؟
الجدة بحزن : و أنتي كله مدرعمة لا أنش تسلمين ولا شيء
هيفاء : يمه اكلتيني بقشوري .. بعدين مو داخلة بيت غريب أنا
الجدة : و الله لو ما تسنعتي لأقوم أكسر رأسش بهالعصى
هيفاء : أويلي يا جدة وش فيك علي * وتحب رأسها *
يالله عاد روقي يا الحلوة مو زين عليك الزعل
الجدة : قومي مناش قومي
هيفاء تحضنها : ما أقدر أنا أحــبك طيب
الجدة : بعدي عني ما أبي أشم ريحش
هيفاء : هههههههههههههه طيب طـيب بس روقي
دخلت صمود بوجه حزين : سلام عليكم
* وجلست صمود بعد ما قبلت رأس جدتها *
الجدة بصوت حنون : وعليكم السلام يمه .. ها تغديتي يمه ؟
صمود والدمعة خانتها : مين بيأكل بعد هالخبر ؟
* وحطت يدينها على وجهها لتدخل بدوامة بكاء حــــار *
لمتها الجدة وهي تهدي فيها : بس يا يمه أدعي له بالرحمة يا يمه محتاج الدعاء
صمود : بس يا جده أنتي ما شفتي معاذ
والله ما شفتيه يمه مرتين صار نفس الحدث
مرتين يمه والله قطع لي قلبي
وشلون بيعيش من غيرهم يا يمه صعــــبـــــة
* ودخلت بنوبة بكاء *
هيفاء : وش اللي صار قولوا لي ؟
الجدة : لو أنش تسنعتي كان عرفتي
هيفاء : طيب بتسنع بس قولوا لي
الجدة : أبو معاذ توفى
هيفاء : هــــا | ناظرت صمود بحيرة وصمت |











وصلوا الجميع القصر
ومعاذ دخل بيتهم الصغير الذي جمعه مع أهله
إلى أن أتى ذلك اليوم و فقدهم أجمعين
رمى بنفسه على الأريكة القديمة
ووضع يده على رأسه الذي أرخاه على الأريكة
وبدأ يخاطب نفسه :
وش السواة هالحين ؟
وين بروح عقبهم ؟
وين بلقاها الراحة بعدهم ؟
وين بصرف على نفسي ؟
من وين و أنا ما عندي غير شهادة ثنوي ؟
وين و أنا من كبرت و أنا بين هالأحصنة ؟
وين يـــــا ربــــــي ؟
آهــــ ي يمه و ي يبه آهـ من وين بلقا السعادة عقبكم من وين ؟؟؟
تنهد وقام يلبس له ثوب حتى يروح عند أبوه ..
و على طريقه شاف الرسمه بالزاوية

رفعها وحطها بإحدى البراويز وبدأ يتأمل ملامحها الداكنة :
ونهايتها إيش يا صمود يعني تقتليني إن رسمتش ؟
ما بقى إلى أنا !
أمي و راحت أبوي وراح
باقي أنـــــا !!
لكن م أقول غير الله يصبرني و يطول بعمري
و أحقق أمنيتي معش
والله لأصبر و لأتحمل لخاطر عيونش
والله لو وصلت السالفة موت لأوصلش
أدري أن عايلتكم م يقبلون بشخص مثلي لكن أنا بكسرها و أخذش
صدقيني .
تنهد ومسح دمعته ورمى القماش الأبيض على اللوحة
وراح حتى يلبس الثوب وبعدها طلع


انتشر الخبر بالصحف ** الخبر السيئ ** شيء معروف دائما بأن الخبر السيئ ينتشر بسرعة الريح بعكس الخبر الطيب
قد أمر الجد غانم أن مراسم العزاء تكون في قصره ..
وفعلا حصل ذلك ..


دخل نواف مهرول لبيت الجد غانم
و ما حس إلى ووحده ضاربة بصدره
واستدار للخلف
بصوت رجولي أجش يخالطه الغضب : أووووههههههههووووو .. كم مرهه حذرتكم لمن ادخل ما اشووفكن بطريقيييي
هيفاء بلعت لعابها : أويلي أنت
* وراحت تركض من هذا المكان *
رمش بعينه حركة سريعة مع تنهيدة طويلة حتى يهدي نفسه ..
الجدة : بسم الله وش بلاك تلعلع و مروع البنية ؟
نواف : أنا قايل لكم هالبنيات لو تشيلونهن من طريقي بكون بخير
الجدة : الله يهداك بس .. متى بتعقل من هالكلام ؟!
نواف : أقول يمــــــاه في حد ؟
الجدة : أذوني يالثور أبيها
نواف : هههههههههههه زين آسفين يالغالية ان صار فيها شيء علاجك على حسابي
الجدة : اقول أبعد لا اشوتك بآخر عمري تتفاول علي يالرخمه
حب راسها : افا عليكك بس قولي في أحد جوه مستعجل يالغالية
الجده : لا يمه ماشي حد
ودخل نواف وهو ينادي على أمه اللي جاته بسرعة
: ها يمه وش فيك روعتني ؟
نواف : م في شي كلمي هالخدم يزهبون القهوة وجهزوا ثوبي
إيه ويقول أبوي غانم جهزوا أكل لمعاذ
مو مأكل شيء من صحا
أمه : إن شاء الله يمه
وراح من عندها وهي تحس بالألم والحزن تجاه معاذ ..
و يكفي أنه --- صحاها صوت الجدة
: هو وش فيش خمدتي ؟
أم أحمد : لا يمه م في شي
الجدة : إيه هين ..
روحي جهزي الدلال قبل لا تقوم الدنيا على رأسنا
أم أحمد : إن شاء الله يمه
وراحت هي الأخرى


بقصر الجد صقر ..
صحت بهذا الوقت وأخذت شاور بعدها لبست ..
فقضت الصلوات اللي فاتتها و نزلت تحت
: سلام عليكم
الكل : يا هلا و عليكم السلام
الجدة : صح النوم حبيبتي
حنين : صح بدنك يا يمه * وجلست عندها *
أم محمد : ها حبيبتي جوعانة ؟
حنين : إي والله للحين م أكلت شيء
أم محمد : خالتك جالسة تطبخ العشاء روحي شوفيها
حنين : أبريح رجولي شوي و أقوم
* وناظرت جدتها *
وش فيك يا يمه حزنانة ؟؟
الجدة : والله يا أمك توفى أبو معاذ الظهر
حنين : لا صـــــــدق ؟!!
الجدة : إيه يا يمه
حنين : يــــا ربي الله يرحمه الله يرحمه
* و قامت من عندهم للمطبخ *
أم محمد : الله يهداك كان خليتيها تأكل بعدين
الجدة : ما بكذب عليها

جلست حنين على طاولة الطعام بالمطبخ ونظرها ملقي للبعيد ..
دخل محمد مدرعم من الباب الذي بطرف المطبخ ..
وتوه بينادي إلى أخرسه البنت اللي جالسة قدامه ..
صخّ الولد و بلحظة صار يناظرها ..
و أنتبه لنفسه بسرعة وخرج من هذا المكان ..
ودخل القصر من الباب الرئيسي : سلام عليكم
الجدة : يا هلا يمه
محمد : هلابك يا يمه
حب رأسها و رأس أمه ورمى نفسه على الكنبة القريبة
أم محمد : ها يمه وش صار ..؟؟
محمد : ما صار شيء يالغالية .. هناك الرجال مجتمعين
الجدة : والصبي معاذ وش حاله ..؟؟
محمد : والله كاسر خاطري يالغالية كله ساكت ..
وما هو راضي يأكل ولا حاجة ولا حتى يتكلم ..
الجدة : لا حول ولا قوة إلا بالله الله يصبره ويثبت أبوه عند السؤال
الكل : آمين
محمد : تراء جوعان
أم محمد : الحين أكلم خالتك تزهب عشاء لحنين
بروحي عنها و تزهب لك عشاء بعد
محمد اللي ابتسم : زين
* وغمض عيونه ويحاول يسترجع شكل البنت ..
إذا اسمها حنين آهـ يا هي حلوة مبين عليها هادية و حزينة آهـ
وش فيك يا رجال وش قاعد تخربط أنت ..
عمرك ما حبيت هالسوالف وش هالتفكير المنحط .. و بعدين حتى لو كانت مثل ما تقول حلوة مالك دخل في هالشيء .. أنسى تفكر كذا وتطيح يا محمد أنسى *
نفض رأسه ليطرد تلك الأفكار الغبية من رأسه وهو يتمتم : أستغفر الله


بمجلس الرجال ..
كان جالس على كنبة منفردة ..
وضام يدينه و حاط رأسه عليها ..
و تفكيره ما هو مع العالم اللي حوله ..
كان يفكر كله في أبوه ..
و كان يفكر بحياته ..
من وين يلقى على الشيء المسمى بالوظيفة ..
وهو ما عنده أي دبلوم وأي تخصص ممكن يساعده ..
حتى يرتقي قليلا ...
حزن وراء حزن ..
يخرج من غربة ليستقبل غربة أخرى ..
لا راحة .. لا سعادة ..
لا أم والآن لا أب أيضا ..


نواف قرب من معاذ وربك على ظهره عشان يحس فيه ..
معاذ : ها .. هــــا
نواف : تعال معي
معاذ : لا بقعد هنيهة
نواف : بترجع .. بس تعال
معاذ : زين


قام معه معاذ ..
و شد نواف من قبضة يده على يد معاذ حتى يمد له القوه ولا يسقط ..
لأن معاذ كان يحس بالدوار ..
أخذه للحديقة الخلفية و جلسه و جلس نواف قدامه ..


معاذ : ليه جايبني هنيه ؟
نواف : أبد حبيبي جبتك عشان تأكل براحتك
معاذ : بس أنا ما أبا شيء
نواف : أفئ تزعلني
معاذ : الله يخليك
نواف : أنت اللي الله يخليك كافي لازم تآكل لازم توقف على رجلك لا يكسرك موت أبوك .. الحياة م وقفت هنا
معاذ تــنــهــد ..
نواف : أنت تعبان و يكفيك اللي فيك ..
معاذ يناظر يده و يبتسم بأسى ..


شوق جالسة بالصالة ولابسة عبائتها بكل حزن ..
منتظرة فيصل يجي عشان يروحون أبها
فيصل توه دخل الشقة وحالته معتفسة حزين بعد هذا الخبر
: ها إتجهزتي يا قلبوا ؟
شوق : إيوه حبيبي
فيصل قرب منها ولمها وباس رأسها : يالله أجل
شوق أومأت برأسها وحملت شنطتها وخرجوا من الشقة
وركبوا السيارة ليمسكوا الخط لأبها ..


صمود متمددة على السرير و عندها حنين
حنين .: خلاص عاد يا الله ننزل تحت النسوان مجتمعات
ولازم نأدِ الواجب
صمود بصوت مبحوح من كثر البكاء : ما أبي
حنين : يا الله حبيبتي
صمود : الله يخليك ما أبي
حنين : لازم تكونين قوية .. لازم نأدِ الواجب يا الله حبيبتي
صمود : خلاص طيب
عدلت العباية والطرحة بعدها نزلت معها ..




الكل حزين الرجال والحريم تكثفوا .. ناس تخرج
و ناس تدخل .. والمكان لم يهدأ بعد ..

لكن عندما مرت تلك الأيام الحزينة وولت ..
بعدما هدأت الأوضاع ..
اجتمعت العائلتين في تلك المزرعة الكبيرة ..
حتى يتناسوا الحزن .. حتى تلتأم الجروح قليلا




جالس بروحه تحت النخلة الطويلة و يحاول يسلي نفسه بالرسم ..
الذي تعد موهبة الرسم عنده مثل التصوير تماما ..
جالس يرسم الأجواء حواليه ..
من أطفال يلعبون هنا و هناك ..
و الغيوم السوداء تداعب السماء الصافية ..
و فجأة قطع على رسمته رنة جواله الذي أهداه الجد غانم ..
طلع جواله ورد : هلا طال عمرك
الجد غانم : أنا وش قلت لك .. م أبي أسمع هالكلمة ..؟؟
معاذ : إن شاء الله .. بس لا تزعل والله نسيت
الجد غانم : منيب زعلان منك .. بس ليه م جيت ..؟؟
معاذ : أبا أجلس بلحالي
الجد غانم : لا تعال الحين أنا ناطرك
معاذ : إن شاء الله ي الغالي
الجد غانم : يالله ي يبه لا تتأخر ..
معاذ من سمع يا يبه حزن حيل لكن ما حب يبين هالشي
: تأمر أمر
.. قفلوا من بعض ..
وقف معاذ بدأ يرتب ثوبه الأبيض اللي ضيق من جهة صدره فقط ممزمز أو مشمر اكمامه لما قبل مرفقيه بقليل .. شعره الكثيف يصل إلى كتفيه ناعم و خفيف و كثيف أيضا لقد أهمله كثيرا حتى ذقنه أهمله أيضا
ملامحه جنوبية الأصل عينان واسعة ذات رموش سوداء كثيفة
و أنف حاد وصغير مع شفتان ورديتان حادتان ..

رفع ورق الرسم و وضع قلم الرصاص بجيبه العلوي ..
و ما كان فيه طريق إلا أنه يمر من جهة البنات ..
لذا مشى من عندهم وهو موطئ رأسه ..
البنات ظلوا يناظرون فيه ..
و كل وحده فاتحه فمها على وسع
هيفاء بلغة أشبه بالهمس .: هذا مو أدمي هذا ملاك تعرفون وش يعني ملاك
حنين : قل أعوذ برب الفلق على الولد
نوف : ي أخي خقة أبشبك معه وشلون ؟
صمود .: أقول أذكروا الله أنتي وإياها وغيروا الموضوع
هيفاء : لا يكون تغارين ؟
أول ما جت بتتكلم صمود ..
إلى ويسمعون صفير قوي
كلهم وجهوا نظرهم للأمام ..
وكان الغامض ثاير ومعاذ واقف بين قدميه ويصفر له
نوف : متهور بيطيح عليه
صمود اللي وقفت : وش عرفك بذي الأشياء
شوق : لو عادي كان تطلقت لعيونه
أدب .. ذوق .. طيبه .. مهارة .. ذكاء .. أخلاق
هيفاء : لكن ناقصة شهادة عالية ويصنع له مستقبل قسم بيكتمل
نوف : إيه والله عيبه أنه ما معه شهدة و لا وظيفة
حنين : عادي مو مهم الدبلوم ي حلوات والشهادة عمرها م أثبتت شيء
عمرها ما فادت كثير شوفيه عايش بدونها
شوفيه وش كثر متعلم أكثر مني و منك
أخرستهم تلك الجملة ..
و المنظر أيضا :

واقف الفرس الثائر على قدميه و بقوة ..
اما معاذ واقف بين يديه ممسك بالفرس ويهديه

الغامض مازال غاضب ..
و معاذ واقف بنفس المكان يبي يهديه لكن م في أمل .
و مازال يحاول !!
ويلقي تلك الكلمات الغامضة جدا وبصوت هامس جدا
إلى أن توقف عن الثوران فحضنه معاذ ..
كانت هذي اللحظة م فارقت عيونها ..
تبي تعرف الحقيقة ..
هو صدق و إلى كذب !!


مسكه معاذ و طلع على ظهره وبدأ يغيب عن نظرهم ..
هيفاء : ي أخخخخي عججحيب ذا الولد خققققققهههه
صمود : أذكري الله بس
هيفاء : ما شاء الله
حنين : طيب أسمعوا أنا بروح أخذ ماي و بأجي زين
شوق : و أنا جيبي لي معك
نوف : أشك أنك تتوحمين ع مويا ..
هيفاء : الله و أكبر كل ثانيه مويا
شوق : أذكروا الله بلاء ..
نوف _ هيفاء : ما شاء الله ما قلنا شيء
حنين : وشفيكن حاسدات اليوم ؟
هيفاء : طسي بس جيبي لأم كرش موي
صمود : ههههههههههههههه والله لو درى عنك الجداوي لسب سابع أجدادك
هيفاء : وهذا اللي مو مريحني
نوف : عجيب أمره هالقحطاني
شوق : وش العجيب يا معصقل ؟
نوف : العجيب أنه قحطاني وما كان إلا في ذي الطعوس و بالأخير يصير من حقون جده لا وبعد يتكلم جدواي يالمرض
شوق : يالله هناااك لا أشوتك فديته بس حده يهول العقل
هيفاء * وهي تعدل اللثمة * : أقول الولد جاء
نوف : ذكرنا القط جانا ينط
شوق : يالله عاد ما القط إلى أنتي .. أما زوجي زينة الشباب
صمود : أقول لا تخليني أفضحك الحين
شوق : ما راح يصدقك
قرب فيصل : سلام عليكوم يا حريم
هيفاء : أهلا
شوق : هلا حبيبي و عليكم السلام
البقية : وعليكم السلام
فيصل : ها قلبوا حتجي و إلى كيف !
شوق : تعال قومني حبي
فيصل : اوكي يا قلبوا
{ و قرب منها ومد يده إلى أن وقفها .. ومسكها من نهاية ظهرها }


حنين تمشي بين النخل ..
وتغني و ما درت أن قدامها صخور متبعثره ..


هو الثاني يتقدم حتى يوصل للحريم يبي دلال القهوة ..
وانتبه للبنت اللي تمشي بدون تركيز ..
كان يبي يصرخ على أنها تنتبه ..
لكنها سقطت هو رفع ثوبه وركض لناحيتها ..
وقفها بسرعة وصار ينظف الجرح ..
أما هي مخدرة بس دموعها تنزل من ذلك الألم ..
و لثمتها طاحت معها ..
محمد وكأنه عرفها : م شفتي الصخور يا الخبلا ؟
حنين بألم : لا
محمد لف شماغه على رأسها لأن م معه شيء
وقام ومسك يدها والتقت العيون هنا و تجمدت عقارب الساعة حينها ..


عند الرجال الكل جالس هناك ..
معاذ جالس على يمين الجد غانم ..
و نظرات الجد صقر النارية المتفحصة على معاذ ..
مو عاجبه وجود هالشاب بذا المكان ..
صلاح : ها معاذ ما ودك تترك هالخيول وتعيش حياتك شوي ي أبوك ؟
معاذ : أبد متعود عليها يا الغالي
صلاح : يا أبوك أنت كبرت والمفروض تبني حياتك ..
و أنا أبوك لازم تتوظف وتعتمد على نفسك ..
و بعدين أنت لازم تعرس يا وليدي لازم ..
معاذ : محترم رغبتك يا عم .. لكن خليني أدخل الجامعة بالأول
نواف : و ليه ما دخلت الجامعة وش ماسكك ؟
معاذ مالقى عذر لذا اضطر انه يكذب : مالي خاطر قلت ارتاح واساعد ايوي
فهد : عطني اوراقك وأنا أسجلك بجامعة أكسفورد
معاذ جاء بيتكلم
قاطعه الجد صقر : خله بحاله يا فهد و أنت بحالك
معاذ ناظره وكأن الحزن ارتسم له وحده
الجد غانم .: بلاك يا صقر
معاذ اللي يوقف : عن أذنكم أبروح للإسطبلات ..عندي شوي شغل أبخلصه
الجد غانم : أجلس يا يبه
معاذ : برد لك يا يبه
الجد صقر بحدة : خله يرووح وش لنا فيه
ناظره معاذ ولكنه أخفى حزنه و انكساره وبعد
و لمن أوشك على الوصول من جهة الفتيات هرول
عندما رأى الذي أمام عينه و بصرخة جامدة مخيفة
: هشـــــــــام * وركض *
الكل نظر لجهة صراخ معاذ ..



تقدموا الرجال ع صرخات معاذ وصفيره العالي المخيف ...
المنظر كان ذلك الغامض ثاير و هشام واقف بين يديه ...


رفع ثوبه على خصره وركض معاذ بكل قوته فحضن هشام ..
وقبل لا تنزل يدين الحصان الثائر **
تقلب معاذ حتى سقط من على التل وبين يدينه الطفل ..
وضربت قدم معاذ بالصخرة ..
معاذ وهو يصر على أسنانه : صار لك شيء حبيبي ؟
هشام : نااا ( لا )
نزل أحمد بسرعة ومعه محمد ..
ونواف اللي جاء لجهتهم يركض ..
وقفوا معاذ و أحمد م أنفك يشكره ..
: مشكور يا معاذ ما أنساه لك .. مشكور .. مشكـــــور
معاذ بابتسامة مصطنعة يخفي خلفها الألم : عادي ما صار شيء
* وقف وطاح من طوله *
نواف وهو يحضنه وكان يحس بالألم : وش بلاك ..؟؟
معاذ : أبد م فيني شيء * ويصر بقوة على أسنانه *
نزلوا إليه الرجال وشكروه ..
وتقدم ذلك المسن الكبير الجد صقر ..
وأزاح السروال الأبيض* الذي يسمى بالسروال الداخلي الطويل* للأعلى ورأى الضربة ..
وكانت المنطقة القريبة من ركبته تملئها الرضوض الزرقاء ..
و بعد ضغط خفيف تأوه معاذ و قال الجد بسخرية : متأكد ما فيك شيء ؟
معاذ حاط يده قريب جدا من الرضوض و يصر على أسنانه بألم فقط
الجد صقر : مجرد رضوض بسيطة ..
جيبوه أحط له الدواء و ألف عليها الشاش الطبي
معاذ : ما أبي .. ما يعورني شيء
الجد صقر بهدوء : جيبوه
نواف و محمد ساعدوا معاذ عَ الوقوف ..
وأمسكوا به جيدا فذهبوا الرجال لمكانهم وبدأ الجد صقر بشغله ..
الجد غانم : خلاص أنسى هالخيول أنسها
معاذ : م أقدر يا يبه تربيت معها
الجد غانم : يا يبه وش بقى يا يبه خلاص ...
أنت المفروض توقف على رجولك من زمان
معاذ اللي يتنهد : خلوني براحتي و لا تتحكمون بحياتي الله يخليكم
وقف بعد ما عالجه الجد صقر حب رأسه ..
رغم الجروح النازفة بداخله بسبب ذلك الجد ..
لكن مهما كان بيظل يحترمه ..
ويكفي بأنه رجل كبير ..
خبأ الجد ابتسامته عن الجميع ..
ورحل معاذ بعدها وهو يعرج ..
وزاد العرج جمال على جسمه الرياضي..
و على رجولته المكسورة ..


بدأ يمشي موطئ الرأس لا يعلم أين يذهب ..
يجب أن يبحث عن حل يجب أن يبحث عن وطن ..
ولكن أين هذا الوطن ؟؟


أما عند الفتيات أصبحوا بعد ذلك الحدث هاديات ..
عينهم ترتقب معاذ وهو يبتعد عنهم ..

هيفاء : كله من هذي الخبله لو أنها مسكت ولدها كان ما صار كذا
حنين : سكتي حرام اللي تقولينه .. بعدين لو تفتح عمل الشيطان يا خبلة
هيفاء : أوووووفففففف
نوف : والله أنكم تجيبون الهم
صمود : مو بس الهم إلى الغثاء وخصوصا هذي الخبلة *
وترفع أصبعها نحو هيفاء التي قهقهت بغرور
نوف : أقول قومي معي
صمود : م فيني
نوف : ي الله قومي
صمود : أقولك م فيني .. بعدين شوفي أخوك نواف هناك خلينا نجلس مو بايعه جبهتي أنا
نوف : دام منسوف الجبهات هنيا ماني رايحهَ
ضحكوا عليها البنات ..


لوس أنجلوس ..

قال بصوته الرومانسي الهادي : يا عيون عمر
غلا : إذا رحت لازم تتزوج وتعتني بشوق
عمر : حبيبتي وش ذا الكلام
غلا : يا عمر أنا ماني دايمه لكم .. حبيبي أبيك تهتم بنفسك أبيك تكون قوي أبيك تحافظ على شوق
عمر وضع يده على شفتي غلا : خلاص يا قلبي خلاص .. ارحميني تكفين ارحميني ..
غلا تداري دموعها بهدوء ..
أما هو أصبح ينظر لتلك الطفلة الصغيرة .
و بعدها انتقلت عينيه لزوجته ..
التي تحمل مرض اللوكيميا فأي حياة عقب هذا المرض ..؟؟
في زمن قل فيه الدواء لهذا الداء ..




و ترحل عني يوما

واشعر بأنك سافرت من ألف عام

أعيش وحيدا في غربتي

فحين تغيب

ينوح الغدير

و حين تعود

يعود شعاع القمر

إلى غرفتي


ليتني ما انتظرته

ما تجلدت للسهر

ليتني ضعت في السبات

و أبحرت في الخدر

ليتني ما انتظرته

هاهنا أرقب السحر

و أرى الليل كالخضم

هوى نحوه القمر



المرحوم بإذن الله : غازي القصيبي






مر الوقت و انتهى ذلك اليوم السعيد لهم ..
أما معاذ بعد أن غاب عنهم لم يعد أبدا ..
بل أوصد على نفسه باب المنزل وجلس يبكي و يعاتب ..
و يضم ما تبقى من أغراض أمه و أبيه ..
حتى أن رحمه الله فنام ..


أما قبل قليل ..
كان جالس بين أمه وأبيه .. فجأة وقف فسقط على ركبتيه ..
دار بعيونه بثقل في المكان .. خرج إلى البلكونة فاشتدت قبضة يده حتى شق الثوب من المنتصف .. وكأنه بهذه الحركة سيتنفس ..
جلس أبوه و أمه جنبه
صلاح : يباه حبيبي .. وش بلاك ؟؟ .. تكلم يبه وش فيك ؟؟
لا جواب فقط صدره يعلى ويهبط بقوة ..
منال : يمه حبيبي لا تودعني يا يمه .. رجيتك يا يمه لا تودعني يمه حبيبي تبا ماي يمه تبا المستشفى يمه قول لا تروح مني لا تضيع
صلاح وهو يبلل وجه ولده ويمسح عليه
فشهق بقوة ..
منال : إيه يمه تنفس يا يمه تنفس لا تروح مني يا روح أمك لا تروح
بكى نواف وقبض على يد أبوه : وش صار لي يا بوي ؟؟
أنا وش فيني ..؟؟ ليه حالي ينقلب فجأة ..؟؟ ليه تضيق أحوالي فجأة ..؟؟ يبه علمني وريحني يا يبه قووول ..؟؟
صلاح ضم ولد : ما بك شيء يا أبوك ما بك شيء
نواف : إلى فيني شيء بس وش هو ما أدري !
صلاح شدد من ضمه لأبنه : أذكر الله يا أبوك أذكر الله
رفعت نظرها لترى زوجها الذي مازال على موقفه يخبئ الأوراق خلف الظلام عن الأعين و خائفة من المصير ..

أحلام الحربي 17-09-13 03:39 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
صبحكم الله بالخير آل ليلاس ..
و اسمحوا لي بالإنضمام لعالمكم و لصروحكم الشامخة ..
كنت مثل الجميع قارئة لأنامل الجميع و مازلت كذلك و لن أتغير ..
وددت مشاركتكم بروايتي وقد قرأتوا جزأها الأول وسأنزل البارت الثاني إن شاء الله لهذي الرواية
.. بس أبي منكم تفاعل و تعليقاتكم تهمني
وشكرا حبايبي ?.

أحلام الحربي 17-09-13 03:46 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
صبحكم الله بالخير آل ليلاس ..
و اسمحوا لي بالإنضمام لعالمكم و لصروحكم الشامخة ..
كنت مثل الجميع قارئة لأنامل الجميع و مازلت كذلك و لن أتغير ..
وددت مشاركتكم بروايتي وقد قرأتوا جزأها الأول وسأنزل البارت الثاني إن شاء الله لهذي الرواية
.. بس أبي منكم تفاعل و تعليقاتكم تهمني
وشكرا حبايبي ?.

أحلام الحربي 17-09-13 05:20 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
يسعد لي صباحكم آل ليلاس ..
كيفكم ؟ إن شاء الله بخير ؟
بعد ما أخذ الجزء الأول الوقت القليل
راح أنزل الجزء الثاني الحين
وأتمنى .. أتمنى منكم متابعتها
و لا تبخلون علي بالردود .
لكن حابه أقول شيء :
بأني لا أبيح لأي شخص كان
بنشر تلك الرواية من غير أسمي
أنا من كتبتها من كونتها و أنا من وضعتها هنا .

أحلام الحربي 17-09-13 05:43 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
.. 2 ..






يا بشر تكفون حلو عن سمايه
ما يصيب الهرج لو الهرج صوبي

كم سكت لكم بما فيه الكفاية
اشتموني لو زعلتوا و اشتموا بي

عيبوني و اتركوني في عمايه
واتركوا لي واحد يرضى عيوبي

اتركوا لي واحد يمسح شقايه
كل ما حط الزمن دوبه و دوبي

ذاك والله لو ذكرت انه ورايه
اشعر أن الكون كله وسط ثوبي

يكفي انه لو يسولف للمرايه
كن صوته يهمس لصورته .. ذوبي

كيف أنا ما آذوب ما دامه معايه
اسمعه واسهر معه لاخر دروبي

كل ما قال السهر درب الغواية
قلت كله من عيونك هبلوا بي

وكل ما قال الخطأ ما هو خطايه
قلت له قل للعيون السود توبي

ضيعتني و أسأل الله الهداية
وين أجيب العقل ... أجيبه من جيوبي !!

من يعرفك ما يدل العقل راية
يا شروق العمر .... مدري يا غروبي

أذكر أنك كنت لي مثل الهواية
لو تروح و لو تجي يبقى شحوبي

بس مدري كيف صرت اليوم غاية
وصرت أجي و أروح مدري عن دروبي

يا بعد عمر الكتابة و القراية
يالشمالي يابو الملح الجنوبي

لا قريت اللي كتبته يا رجايه
رح وبلغ ربعي اللي جننوا بي

قلهم يمكن يخلون الوشاية
وإن تمادوا خلهم مهما حكوا بي

انت خلك بس في الدنيا عزاية
لا تفكر في العواذل و أنت صوبي

أدري أن كل درب وله نهاية
بس أنا باقي معك لآخر دروبي

للشاعر : فهد المساعد .



بعد م أخذ حمامً سريع لبس ثوبه الأبيض كعادته ..
و خرج للإسطبلات وعلى طريقة ..
صادف صمود التي تنظر وهذه المرة كانت تلبس نظارة الراي بان وتحجب عينيها عنه و هذا الشيء قد ريحه و أزعجه في نفس الوقت ..
: صباح الخير معاذ
معاذ بابتسامته المعهودة : أهلا صباح النور
صمود : اممم رايح الإسطبلات
معاذ : كالعادة
صمود : طيب أبي أتعلم كيف اهتم بالفرس ..
لأني أبي اعتمد على نفسي .
معاذ : وشله هذي الشغلة يبالها مجهود ..
وأنتي مب زين تعتمدين عليها وبعدين هذي شغلتي
صمود : بس
معاذ : لا تحاولين معي
* وبصوته الحنون * أنا م أبي أتعبش
صمود : ما في تعب ع الأقل أتفرج عليك
معاذ : ما به مشكله ألحقيني
صمود : حلو يالله
وبدت تمشي ورآه وسرق نظرها منظر الفراشات ..
التي تتنقل من وردة لوردة على يمين الطريق ..
انتبهت على نفسها تمشي ولا أمامها أحد ..
شعرت بأن وجهها طايح وهي تمشي باتجاهه وصلت عند معاذ
معاذ بسخرية .: وين على الله ؟
صمود اكتفت بالصمت ..
أما هو اكتفى بابتسامة طويلة ..
معاذ كسر الصمت بصوته الهادي : عاجبتش الفراشات ؟؟
صمود : تقدر تقول كيذا
معاذ : هههه تشبهش بالرقة
صمود استحت من كلامه ..
واللي ريحها أنه يمشي قدامها يعني معطيها ظهره ..
سرق نظرها طوله الفارع والمناسب لجسمه الرياضي ..
و شعره الأسود الكثيف الذي أهمله هذي اليومين حتى وصل لأكتافه ..

معاذ يمشي قدامها وعلى وجهه أكبر ابتسامة ..
يشعر بالسعادة لأنها معه ..
والذي أسعده أنها أضافت نكهة لصباحه ..
بصوتها و ضحكاتها الخجولة ..
يمشي و أنصاف عينيه مائلة ليرى عشيقته و يردد في نفسه :
ودام الصبح يبدأ بش
و يملى هالفضا بحكيش
أنا وش عاد أبي أكثر ؟
جعل عيني فدا طاريش
مشى وهي ورآه وتوجهوا لإسطبلات الخيل ..
كان يمر على كل حظيرة يتحدث مع العمال بداخلها ..
ويتطمن على الخيول الموجودة وهي تتبعه ..
معاذ .: قربي يا صمود
صمود : هلا
معاذ : هــا علامش ما تبين تتعلمين ؟؟
صمود ببرائة : أنت قلت لي لا
معاذ : ههههههههههههههههههههههههههههههه
صمود تنظر إليه بغباء : ليه تضحك ..؟!
معاذ اللي مبتسم : و لا حاجه .. زين ادخلي
صمود ترجع كم خطوة : لا أبي أجرب على الصامدة
معاذ : تعالي أباش وأنسي الشغل
صمود : بس الفرس يخوف
معاذ : أنا معش
صمود تتراجع للوراء بخطوات مترددة : لا ما أبي
أمسك بكتفيها وأوثقها داخل صدره ودخل بها ..
وهي تتلوى من يدينه تريد أن تخرج لكن لم تستطع ..
صمود : لاااا فك يدي مَا أبي تخــــوف
معاذ مبتسم : قلت لش أنا معش
صمود دفته عنها : ما أبى
معاذ : ماله داعي هالخوف
صمود بصوت طفولي : طيب أنا مَ تعودت إلى عَلى الصامدة
معاذ اللي مبتسم : يَ روحه أنتي * سكت وهي تنظر إليه بخجل *








أم أحمد : يا أبو أحمد والله خايفه على الولد ..
أبوي ما راح يسكت عن الحق ما يدري عن القصة ما يدري
صلاح : لا تخافين يا مرة ما بيصير شيء دامني عايش إن شاء الله
أم أحمد : قلبي ما هو مطاوعني والله ما هو مطاوعني
صلاح : أهدي يا مرة قلت لك أنا هنيه
أم أحمد : طيب لو دروا هم بعد بتكبر المشكلة
صلاح : أدري بس مو مشكلة .. المهم يعرفون و بس
أم أحمد : الله يعين .. الله يعين
صلاح : يالله أنا بروح تأمرين بشيء
أم أحمد : لا يا الغالي ما أبي إلا سلامتك
صلاح : الله يسلمك .. يالله فمان الله
أم أحمد : بحفظه و رعاته ..
خرج من هنا .. ودخل نواف من الجهة الثانية : سلام يا الغالية ..
أم أحمد : هلا بالغالي و عليكم السلام
نواف حب رأسها وجلس قربها : وش حالك يا بعد روحي أنتي ؟
أم أحمد : بخير ي حبيبي أنت شحالك ..؟؟ و كيف أصبحت ..؟؟
نواف : زين .. والله أني شفت روؤيا خوفتني حيل
أم أحمد اللي ارتعشت : أسم الله عليك يا يمه
نواف نظر لأمه : يمه معاذ وش قصته كل يوم أحلم ب أبوه يوصيني فيه .. ؟؟ تكفين وش القصة ..؟؟ وش سر هالشعور يا يمه ..؟؟ وش سره ..؟؟
أم أحمد اللي تخفي معالم وجهها الحزينة : ما في شيء يا يمه ما في إلى كل خير .. كل خير إن شاء الله
نواف اللي وجه نظره للبعيد ..
جالس يفكر ويحاول يلقى الجواب لازم يلقى الجواب ..
يبي يرتاح من هذا الشعور و يبي يفسر هذي الرؤيا و هذي الوصية ..
وهذا اللي يحس فيه ...











عمر جالس بالصالة و طفلته بين يديه يلاعبها ..:
يا عيون أبوك أنتي ..
أحــبــــك بابه ..
يالله يا الدبا أصحي ..
يهووه خلاص بسك نوم يا الكسولة
ووعاه نداءات زوجته ..
وضع بنته بسريرها وذهب لزوجته .: هلا عيوني
غلا .: أبي شيء أكله
عمر .: من عيوني يا قلبي
* و ذهب للمطبخ يطهي شيء بسيط *








معاذ : قربي يا صمود
صمود : هلا
معاذ : هــا علامش ما تبين تتعلمين ؟؟
صمود ببرائة : أنت قلت لي لا
معاذ : هههههههههههههههههههههههههههه
صمود تنظر إليه بغباء : ليه تضحك ..؟!
معاذ : ولا حاجه .. زين ادخلي
صمود ترجع كم خطوة : لا أبي أجرب على الصامدة
معاذ : تعالي أباش وأنسي الشغل
صمود : بس الفرس يخوف
معاذ : أنا معش
صمود تتراجع للوراء بخطوات مترددة : لا ما أبي
أمسك بكتفيها وأوثقها داخل صدره ودخل بها ..
وهي تتلوى من يدينه تريد أن تخرج لكن لم تستطع ..
صمود : لاااا فك يدي مَا أبي تخــــوف
معاذ مبتسم : قلت لش أنا معش
صمود دفته عنها : ما أبى
معاذ : ماله داعي هالخوف
صمود بصوت طفولي : طيب أنا مَ تعودت إلى عَلى الصامدة
معاذ اللي مبتسم : يَ روحه أنتي * سكت وهي تنظر إليه بخجل *
لم يطيل ب الصمت فأكمل جملته بطريقة أخرى
: مَ راح يضرونش أبراويش حاججتن هنيا
صمود التي مازالت منحرجة منه وحمدت ربها إنها لابسة نظارة : ط طيب
تقدم وأتبعته وهي تنظر لظهره ..
وتهمهم بكلمات لم تصل لمسامع معاذ
( والله أحبك أحب هرجك قلبك طولك كل شيء فيك أحبه كل شيء )
وصل بها إلى أحد الزوايا وكان منظرها جميل جدا ..
توقف معاذ فتوقفت صمود خلفه ..









أعد الفطور و رتبه في طبق أبيض كبير ..
ووضع ألجوري الحمراء على جنب ..
وحولها أطباق الفطور الصغيرة وكأسي الحليب و كأس الماء
دخل عندها وهو يغني :

ما علمك صوت المطر كيف أحتريك
وإلا المطر ما جاب لك طاري أبد
كم قلت لك في غيبتك وش كثر أبيك
أبيك اشتقت لك تقول لي و أنا بـ --

طاح الطبق الكبير من يده وتكسرت الزجاجات ..
ركض لزوجته اللي ملقية على السرير بدون أي نفس ..
بدأ يعطيها نفس لكن ما في استجابة قام خايف ..
ما يدري وش يسوي ..
تذكر ..!!!
ورفع الخط و أتصل بالإسعاف لبس المعطف ..
حط بنته بحقيبتها الخاصة ورجع نزلها حتى يلبسها عن البرد وأعادها .
رجع لزوجته الملقية على السرير ..
طاح عندها دايم يصير معها كذا تفقد تنفسها لكن تعود ..
بس هذي المرة غير فقدت تنفسها لمدة طويلة ..
سارت دموعه على خدوده ومسحها بسرعة ..
عندما رن الجرس ليبشر بوصول الإسعاف ..
وضعوا لها الأكسجين وحملوها ..
ولحقهم بابنته النائمة التي لا يتجاوز عمرها أكثر من 3 أشهر ..









صمود كانت تقف خلفه و لا ترى ما أمامها ..
معاذ مال حتى يواجهها وكان حريص أنها ما تشوف شيء
: تبين تعرفين وشوله جايبش هنيه ؟
صمود : إيه
معاذ اللي يحاول ما يبين شيء : زين هذا المكان مسويه لش بنفسي يعني أن رحت تتذكريني
صمود ناظرته ....
أما هو عظ على شفتيه نادما لسرعة انزلاق الجمل
: يعني كهدية تتقدم من اأأ من أخو لل أأ لأخته
تنهد بسرعة بعد ما أخرج تلك الجمل البعيدة عن التي كان يريد أن يقولها
صمود : هــــــا
معاذ : غمضي عيونش
صمود : لا أخاف من الظلام
معاذ ابتسم لأنه يعرف نقطة ضعفها الخوف ..
و من الظلام تحديدا : كم مرتن قلت لش أنا معش ؟
صمود : زين
وضع يديه على عينيها ثم وقف خلفها و عندما انتفضت ..
أدار برأسها نحوه وضمها لصدره بسرعة ...
صوت قوي كالرعد : مـــــــــــعــــــــاذ







عندما ترحل عني..

لا .. !!
لا تطعني شموخ الوداع بتفاهة الإيضاح ..
لا تشرحي لماذا كان علينا أن نفترق..
فأنا أدرك أنه ما كان ينبغي لنا أن نلتقي ..

إذن /
كانت نزهتنا القصيرة بين النجوم زمردة سرقناها من خزائن الزمن الحديدية بدون حق..
وإذن /
كان جنوننا اللذيذ انفلاتا مؤقتا من سلاسل الحكمة والاتزان ..
وإذن /
كان الانفجار المتدفق شعرا وعطرا وكروما وشلالات حرير نزوة عابرة عاد بعدها البركان الصامت القديم إلى وقاره الصامت القديم ..

أريد أن أقول.:
إن ما كان على قصره ..
يظل دائماً جزأ من خارطة الزمن ..
زمني و زمنك وزمن الأشياء التي أحببناها وأحبتنا ..

الأشياء .. ؟؟
صخور البحر .. القارب العتيق .. الغروب ..
الشجيرات وشريط الموسيقى الذي يجهش

*عندما ترحل عني*
تذكرين ..؟!

أما أنا /
فعندما أعود إلى الكثبان والوديان فسأحمل في صدري ربيعاً صغيراً متنقلاً تختزنه نظرة من نظراتك الكستنائية ..
أما العطر /
أما العطر فقد التحم بخلايا الذاكرة واختفى بين الكريات البيضاء والحمراء.
لا تتكلمي..!
اذهبي إلى الشاطئ واجلسي على الصخور ..
وتأملي الغروب يلف الشجيرات والقارب العتيق ..
ودعي شريط الموسيقى يحقق كل تنبؤاته الدامعة..!!
عندما ترحل عني..



المرحوم بإذن الله : غازي القصيبي







بدأ يسير بسيارته خلف الإسعاف ..
وبنته بدأت تفيق قليلا ...
وصل للمستشفى مشى معهم وهو حامل بنته ..
دخلوها لغرفة الطوارئ ..
وهو ظل ينتظر الدكتور بقاعة الانتظار ..










وضع يديه على عينيها ثم وقف خلفها ..
وعندما انتفضت أدار برأسها نحوه وضمها لصدره بسرعة ...
صوت قوي كالرعد : مـــــــــــعــــــــاذ
بعدها بسرعة وكله أمل أن تلك اللحظة ..
لم تراها عيني ذلك الذي واقف خلفه و بصوت مرتعش
: ها ...... هـ.... هل..... هلا
الجد صقر بعصبية حارقة : وش تساوي هنيه ؟
معاذ : ما ... مــا أساوي شيء
الجد صقر : ما تساوي شيء وجايبن صمود معاك لهنيه و مهملن شغلك
معاذ تنهد : ما أهملت شغلي بس كنت أ
قاطعه الجد صقر : هأصصههه بلا تبرير شفت كل شيء بعيني هالحين تروح للإسطبلات ..
و تروح للمزرعة وتمسك شغل أبوك و شغلك
فــــــــــــاهم
صغرت عيني معاذ و أومأ رأسه بانكسار
: تأمر أمر , أي أوامر ثانية
الجد صقر : هانقلع عن وجهي
معاذ رفع رأسه لجهة صمود حتى يخرجها ..
من هنا وهو مطمئن : تقدرين تروحين للبيت
صمود : هــا
الجد صقر : خلها أباها
معاذ مسك يد صمود : ما أضمنك
الجد صقر : ههه زين أنك عارفني ..
و أترك إيدها لأكسر لك إيدك ..
معاذ : لو تسو اللي تبا فيني ما يهمني ..
أهم حاجتن أنك تبقى بعيد عنها ..
الجد صقر ابتسم بتلك السخرية و الكبرياء معا
: تبعد حفيدتي عني !
معاذ و بصرامة : إيـــــــه
الجد صقر : الظاهر أنك تبا تتربى يا ولد خالد
معاذ : السموحه يا عم أبوي مربيني على أحسن ما يقال .. ومب محتاج منك ذا الشيء .. بس لسلامة صمود أنا جاهز وورني وش اللي بتسويه فيني ..
تراء مب خــــايـــفـــــن منك ..
أنا أحترمك بس أخاف منك لااااااااااااا
الجد صقر : تتحداني يا ولد القاتل !!









مل عمر من الانتظار وجالس يطبطب على ظهر بنته ..
دخل بهذا الوقت فواز : سلام عليكم
عمر : أهلا وعليكم السلام
فواز : وش اللي صار ..؟؟
عمر : كالعادة
فواز .: طيب أعطيني القمورة | وشالها من عمر |
و عمر اللي أرتاح و هذي المرة حرق الممر بالروحة و الردة








الجد صقر : الظاهر أنك تبا تتربى ي ولد خالد
معاذ : السموحة يا عم أبوي مربيني على أحسن ما يقال ..
ومب محتاج منك ذا الشيء .. بس لسلامة صمود أنا جاهز وورني وش اللي بتسويه فيني ..
تراء مب خــــــــايـــفــن منك ..
أنا أحترمك بس أخاف منك لاااااااااا ..
الجد صقر : تتحداني يا ولد القاتل !!
معاذ .: أحترم نفـــســــك أبوي مب قــاتـــل
أبوي تنشد له قبايل و أرباب
الجد صقر : مظلوم بأبوك
معاذ : أعرفه أكثر منك
الجد صقر ارتفع حاجبه كثيرا وبدأ يتقدم نحو معاذ ..
وصمود تختفي خلف معاذ بخوف
: لي دم عندكم و أبا أخذه ..
ومثل ما أنت عارف أن ما بقى أحد بالعايلة غيرك
أرتعش جسد معاذ لكنه تحلى بالقوة : أسمح لي ما أصدقك
الجد صقر : وكيف بتصدق !
معاذ : أبوي أكبر من هالعلوم .. و أنت واحدن كذاب تدور المشاكل صوبنا
و أخرس الجمل الباقية صفعة قوية على خد معاذ أسقطته جانبا ..
ينظر إلى ذلك الجد بحزن بألم ..
لكن الذي فعله الآن زاد من آنـــين معاذ ..
و جعل صمود تهرب بعيدا لتبحث عن منقذ لجسد معاذ












خرج الدكتور و ناظرهم ..
تقدم منه عمر : أخبرني كيف حالها الآن يا دكتور ؟
الدكتور يهز رأسه بأسى : لقد ماتت
عمر : لا لم تمت أنت تكذب
الدكتور : بل ماتت و لم نستطع فعل أي شيء لها ..
أنا أسف | غاب الدكتور |
وغابت روح عمر معه ..
راحت غلا و راح عمر معها ..
طاح على ركبتيه يبغى يصدق ..
يبغى يستوعب لكن كيف !!
نزلت دموعه على خديه بحرارة ..
فواز واقف هناك بألم ..
يصعب عليه فعل أي شيء ..











دخل فهد البيت و كان يحس بالتعب : سلام عليكم
أمه و جدته : و عليكم السلام
جلس فهد في أول كنبة بتعب وبدأ يفتح أزرار ثوبه
: جوعان
أمه : هالحين يمه أزهب الغداء
فهد : لبى قلبتس يالغالية
أمه : وقليبك بعد * وراحت *
الجدة : لو انك تريح شوي من هالشغل
فهد : م أقدر يالغالية لو جلست شوي ..
بتضيع الشركة ونضيع بعدها ..
الجدة : يا يمه العمر يروح والشغل ما ينتهي
فهد : ما عليه يا يمه أهم شيء أنتوا تكونوا مرتاحين و مبسوطين
الجده : يا جعلنا فدى لك و لا يحرمنا منك
ابتسم : ولا منكم
دخلت عليهم ألجازي : سلام عليكم
فهد - الجدة : وعليكم السلام
ألجازي : فهوود حبيبي جابك الله
فهد : هههههههههههههههه وش جابني له
ألجازي : جابك لي يا بعدي
فهد : عليتس نصب هههههههههههههههههه
ألجازي : تعرفني عاد
فهد : ههههههههههههههه ما يحتاج تبرير .. وش بغيتي يا عيوني
ألجازي : أبد كنت بقولك تطلعني المغرب ترى مليت من البيت
فهد : أبشري من عيوني
ألجازي تضم أخوها : يالبى عيونك والله
الجدة : هي أنتي عيب تخمين أخوتس
ألجازي : هوو يمه عادي ما بها شيء أخوي ..
من أمي مب خامتن رجل غريب
الجدة : ياللي ما تستحين على وجهتس عيب و بعدين هذا يمشي مراته المسيكينة بدالتس يالرفلا
ألجازي : زين زين بس لا تصارخين علي أذوناتي أبيها
الجدة : جعلها بالفقع
ألجازي : بل بـل يمه وشو له تدعين عليها يمه وش ضارتس فيه ؟
الجدة : أقول عطيني مقفاتس
ألجازي : أفا أنا بنت أبوي تطرديني يا جدة
الجدة : فههيد
فهد : عيونه
الجدة : جيبها لي خلني أأدبها هاللي م تستحي على وجهها
ألجازي هربت : يصير خير ههههههههههههههههههههههه
دخلت نوف وهي تضحك : أجيبها لك يا جده
الجدة : ما أبي جمايلتس
نوف : يووه وزينها جمايلي تسعد قبايل
فهد : و أنا أشهد
ابتسمت نوف بحياء : فهد متى جيت ؟
فهد : من شوي يا قلبه
اتجهت له و أخذت أغراضه : تعال معاي تأخذ شاور وأجهز لك الأكل
فهد يناظر عيونها و بهمس : آهه يا هالعيون السود كل ما أرتاح ترجع و تعذبني
ارحميني فديتس
نوف خجلت : غبي .. يالله قوووم * ومشت عنه *
ضحك فهد و مشى وراها




أنت كريم حقاً
عندما تعطي
ثم تشيح بوجهك
حتى لا ترى
حياء الذي يتلقى العطية

* * *

أن أكون أصغر إنسان
وأملك أحلاماً
والرغبة في تحقيقها
أروع من أكون
أعظم إنسان
بدون أحلام
بدون رغبات

* * *

عندما كنت أنت
كلمة صامتة على شفاه الحياة المرتعشة
كنت أنا أيضاً هناك
ثم نطقت الحياة
وعبرنا السنين
تنبض بذكريات الأمس
وبالحنين إلى الغد
فقد كان الأمس
الموت الذي قهرناه
والغد
الميلاد الذي تبعناه

المرحوم بإذن الله : غازي القصيبي








أرتعش جسد معاذ لكنه تحلى بالقوة : أسمح لي ما أصدقك
الجد صقر : وكيف بتصدق !!
معاذ : أوزن كلامك قبل تنطقه .. أبوي أكبر من هالعلوم ..
و أنت واحدن كذاب تدور المشاكل صوبنا
و أخرس الجمل الباقية صفعة قوية على خد معاذ أسقطته جانبا ..
ينظر إلى ذلك الجد بحزن بألم ..
لكن الذي فعله الآن زاد من أنــــــين معاذ ..
و جعل صمود تهرب بعيدا لتبحث عن منقذ لجسد معاذ

معاذ : لا تكفــــى لا ..
مو بالسـوط تكفى لا ..
الجد صقر : تأخرت كثير يا ولد خــــــالد
كان يتكلم وهو يمد يده ويأخذ السوط من على سياج الحظيرة..
رفع السوط وضرب فيه الأرض ..
وهو لم نفسه بيديه وأعطاه ظهره ..
و يتقلب في الأرض لكن الضربات أتت لفخذه ..
فبعد يديه عن جسده بفزع من قوة الوجع ..
و هو يصرخ بألم ..
حاول بقوة تحت تلك الضربات ..
حتى أعطاه ظهره ..
و أستسلم لتلك الضربات ..
رفعه مرة أخرى ..
وهذي المرة نزل السوط على ظهره بقوة أكبر
ورفعه مرة رابعة وضرب ظهره..
كان يصرخ بصوت جريح مؤلم..
معاذ كلما يحاول أن يمسك نفسه ..
يريد أن يكون قوي لكن السوط أقوى من أن يمسك لسانه ...
الجد صقر يضرب بقهر بغيض يضرب بقسوة ..
يرفع السوط عاليا و ينزله بقوة على أنحاء جسد معاذ ..
الماضي هو من يسيطر بيديه ..
ليس هو ..
لقد تمحور عليه كل شيء ..
ابنه ..
حفيده ..
الدم الذي يريده ..
النار التي اشعلوها ..










صمود مسكت يده وهي تترجاه..
: تكفى يا جد تكفى خلاص تكفى
الجد صقر رماها بعيدا عنه فخرجت تركض من الإسطبلات ..
وهي تصرخ وتنادي على أي أحد



حتى أمسكت بجدها غانم وبصوت متقطع باكي
: ج د جد جدي ص ص صقر م ع معا معاذ ب ال بال بالسوط
الجد غانم : وش تقولين ؟
صمود لمن حست أن الكلام صعب عليها ..
أمسكت بيدي جدها و أخذت تركض به حتى ذهبت به للحظيرة











معاذ من شدة الألم ما تحمل يظل واقف ..
بعد ما وقفه الجد صقر طاح على الأرض وهو يأن ويتألم..
وصار يزحف يحاول يبعد عنه..
حس بالضربة الأخيرة ..
ومن بعدها صوت الجد المـــرعب..

الجد صقر بغضب : تربيت؟؟ صدقتني ..؟؟ تحب صمووووود..؟؟؟؟
معاذ بصوت مقطوع من البكاء ولكن غير مستسلم : مـــــو مـــصــــدق ومــــتــــربي مــــن يـــومــــي ..
و صـــمــــود أغلى مــا أمـــــلك..
الجد صقر بصوت قوي وهو يضرب بالسوط
: أغلى ما تــــمـــــلك..؟؟
معاذ بألم : إيـــ .. ـــــ .. ـــــــــ .. ـــــــ .. ــه

وصل الإسطبلات والجد صقر واقف كالمجرم رافع سوطه وعيونه على المرمي في الأرض و يزحف على بطنه..
الجد غانم : صـــــــــقـــــــر بـــــــــــــــــــس

عدى عمر .. و ياليت الأعمار تنعاد
وأرجع بلا شيب و بليا تجاعيد

وأرجع أضم أبوي و أقول : لا عاد
تموت وتتركني مثل ليلة العيد

يوم أسألوا عنك الصبايا و الأولاد
وقلت : أمي تقول آنه مسافر بعيد

بكيت ليلتها و ناديت .. ما فاد
وظليت اصوت لك .. و أناديك و أعيد

عود يا بوي و جيب لي ثياب جداد
يا كثر ما تنسى يا بوي المواعيد

بكيتك لحالي و أنا كنت معتاد
تكف دمعي بإيد و تضمني بإيد

كم كنت محتاجك تجي كنك رقاد
تمطر من كفوفك صلاة و عناقيد

احتجت لك طفل كسر قلب الأعياد
واحتجت لك طيش و شباب و تناهيد

احتجت لك و احتاج لك ظل و سناد
العمر ينقص واحتياجي لك يزيد

للشاعر : فهد المساعد .


نزل بجوار معاذ وهو يصرخ على أخوه
: حرام يا صقر وش ذا اللي سويته يا صقر وش اللي سويته ؟؟
صقر وهو يقترب : أبعد عنه خلني أأدبه
دخل نواف يركض ويدف بيديه جده صقر من صدره
: أبعد عنه يكفي اللي سويته يا جد ..
الجد صقر : أنا بربيه ..
وقف له الجد غانم
: معاذ ما هوب محتاج لتربية معاذ رجــــــــــــــال
الجد صقر : مغشوش فيه ي غانم أبعد عني
الجد غانم : منتب مأخذه ولا أنت بــقــــــــاربن منه ..
هأبعد عنه قد ما تقدر يا صــــقــــر
نواف اللي دف جده بكل قوة وبصوت أجش غاضب كاسح : مـــــــالك دخل بمعاذ مـــــــالك حق أنك تمد يدك ي مـــــجـــــــرم فــــــــــــاهم
الجد صقر كان غاضب جدا لذا أن تصرف نواف أغضبه لذا أكمل ما بدأه و صفع نواف بقوة على وجهه أفقدته توازنه .. لكن اتزان جسم نواف الضخم لم يسمح له بالسقوط ..


معاذ بألم : أبـــ...ــ..ـا أبــ..ـ..ـوي
قربت صمود المنهارة من كثر البكاء ..
و أسندت معاذ الذي كان كسير ..
الألم الذي في ففخذه كان أقوى من أنه يقف معها ..
لكنها تمالكت القوة وخرجت به من الحظيرة ..
خوفا من صراخ الأجداد و ابن عمها نواف ..
كانت تمسح دموعها بيدها ..
ثم ترجع تمسك ب معاذ الثقيل الذي يتسحب ..
خائفة هي حتى حدود اليأس..
فليقتله إن هو أراد الدم كما يقول ..
لكن لا يعذبه هكذا ..
لا يسلخ جلده بهذهـ الوحشية ..
دخلت به منزل أبو معاذ لأنه الأقرب ..
و لكنها كانت تريد أن تهرب به للأبعد كانت ستذهب به لأهلها حتى ترتاح ..





رجفــة عظيمة أصابت جسده
فلا يزال يشعر بسوطه ينهال عليه ضرباً ..
تكاد تتمزق أحشائه وكأنه يركله بلا رحمة ..
رأسه يثور كما البراكين وكأنه يمزع شعره بقسوة ..




رمى بنفسه على الأرض وصرخ بـــــــــالآهات المؤلمة و آنينه مازال يرتفع ولم يهدأ : آآآهـــــــــــــــــ ..
أتركني لااااااااااااااا ابعد عني ابعد عني ..
لاااااااااااااا .. أحــــــــبــــــــها واللي خلقني أحـــــــــــبــــــها .. يوبـــــااااا اااااااااااهـ ..
يوبـــــااااه بعدهـ عني ..




صمود زادت شهقاتها بخوف وهي واقفة أمام معاذ
وتراه يرتجف و يتأوه ويصرخ طالب العون من أبيه الميت ..
وكــــأنه جـــــــــــــن ..
جلست قريبة منه واحتضنته ..
غصبن عن نفسها بــــقـــــوة ..
وبصوتها الهامس الباكي
: معاذ بسم الله عليك
أهدأ حبيبي خلاص جدي صقر ..
راح ما بيضرك أهدأ ..


وكأن ذكر أسمه قد زاده جنوناً..


مازال ولازال يصرخ بخوف : والله أسوي اللي تباه بس لا تحرمني منها ..
أحب صمود أحبها
ابــــــــــعد عني ابعد يوبـــــااااااااااااهـ بيذبحني يوبـــــه
لا تضربني تكفى خــــلاص والله خـــــــــلاص..
سامحــني سامحني

صمود وهي تبكي و تشهق : خلاص راح ما بيلمسك حبيبي
أذكر الله ي قلبي لا
يصير فيك شيء من الخوف اهدأ



دخل بألم ورأى الذي يراه كذب نواف و كذب اللي قاله ..
لكن لمن جاء وشافه بهذي الحالة دمعت عيونه ..





وصل إليه و أبعد اليدان التي تحتضنه
انحنى وحاول أن يحمله و سانده أبنه نواف
وما كان منه إلا الصراخ حتى أستوعب الذي يحمله فبدأ يهدأ
و علموا بأنه سيفقد وعيه قريباً ..



كانت صمود تمشي ورائهم وعيناها
تراقب معاذ
لم تصدق بأنه نطقها بكل وضوح ..
لم تصدق أنه تفوه بتلك الجمل ..
و أنه يحبها لهذا الحد , أو أكثر ..
ارتعبت عندما رأت جدها صقر
و تخاف لا يرجع ويكمل على معاذ
أو يمسكها و يكمل عليها الذي بدأه في معاذ










حضن جثتها بكل ألم و بدأ يصرخ عليها .:
غلاي لا تروحين مالي غيرك ..
غلا خذي روحي أن تبين بس لا تروحين ..
من وين بعيش ..
من وين بلقا السعادة من وين
* بكى بكل انكسار *
قومه فواز ..
فواز : يا ولد قوم ذي جنازة ما يصير
عمر : أبــــــيــــــها .. أبـــــيـــــ..ـــــ...ها بعدني ما شبعت منها
فواز : أذكر الله يا عمر أذكر الله
عمر : لا إله إلا الله
فواز : وين تبغاهم يدفنونها ؟
عمر : أرسلوا جثمانها لأهلها ..
لا يدفنونها هنا * و بكى *
فواز بألم : طيب ..
بس لازم تصير قوي أنت معك بنت ..
لازم تقوى عشان خاطرها
عمر اكتفى بالصمت ودموعه التي لم تتوقف بعد ..
وصل الخبر لأهل غلا ..
و طلبوا منهم يستقبلوا جثمان بنتهم بالمطار ...

أحلام الحربي 16-10-13 01:37 PM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
مرحبا أحبتي ..
كيف حالكم أتمنى أن تكونوا بخير .. و كل عام وأنتم بخير
أحب اعتذر عن انقطاعي للمنتدى لظروفي الخاصة .
واليوم حأنزل كم بارت و أتمنى لكم قراءة ممتعة

أحلام الحربي 21-10-13 07:18 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
صباح الخير آل ليلاس
كيف حالكم جميعا ؟ إن شاء الله بخير
و كل عام و انتم بألف خير و ربنا يعيده علينا و عليكم كل عام
أحبتي أعلم بأني تأخرت كثير و اعتذر وأتمنى السموحة ??.
بهذا اليوم الجميل / يوم عودة الطلاب للمدارس
أحب انهي الوقت الطويل للبارت الثاني و أنزل البارت 3 و 4
و أتمنى لكم متابعة ممتعة
لكن مقدما أشكر كل من دعمني سواء بالشكر أو التقييم و كل من تابعها
و هذا يدعمني / أتمنى منكم الرد / العبارات تحفز قليلا .

أحلام الحربي 21-10-13 07:38 AM

: 3 :



من أين ابتدي يا جرحي الوفي
من أين ابتدي وقد خلقت معي
من مولدي .

أأترك العالم وأموت
أم أواجه العالم فتزداد سعة جروحي

العالم !!
العالم هو الألم الذي لم أنساه
هو الجروح
هو الحزن
هو الهم
هو الشتات
هو كل شيء مقييت بالنسبة لي

يقولون لي نحن من نصنع السعادة
حسنا أوافقك الرأي لكن !
ذلك العالم يفسد السعادة

أحلام الحربي .




أخذه لأحدى الغرف بقصره لا يريده أن يبقى في ذاك المنزل من بعد تلك اللحظة ..
دخل لغرفة ابنه نواف ووضعه على السرير فصرخ معاذ متألم لان ظهره ممتلئ بالجروح بسبب السوط

أبو نواف بحنان : لا تخاف خلاص ما بيقرب منك ولا بيلمسك مرة ثانية ....... خلاص اهدأ ي وليدي أهدأ




لم يتوقف عن التأوه و النحيب
فــ هو لا يرى إلا الجد المتوحش
وكأن ذاك الثائر يستعد لضربه من جديد



بصوت مبحوح باكي :
إيه أنا أحبها أبـــــــاها ..
أقتلني خذ الدم مثل ما تبا بس
لا تضربني تكفى لا تضربني أقتلني برد دمك ...
بس لا تضــــ..ــــــربــــ..ــــ..ـــــي
نواف بحزن و بصوته الضخم الغاضب
: خلاص اهدأ والله أنه ما يلمسك مرة ثانية أهدأ
: لااا لاااااا آهــــ يبــــاه أبعده يبــــاه آهـــــــــ آآهههــ
أم نواف بألم و بصوت راح من كثر البكاء
: أبوي راح خلاص .. أهدأ يا وليدي ما بيجي والله خلاص


معاذ لا يحتمل سماع اسمه ..
لا يعلم ماذا يُقال له
لا يفهم بأنه لن سيلمسه مجددا
بل تتردد عبارة واحدة
لم يفهم سواها
وأبت أن تغادر عقله
وهو انه لم يمت
يفهم بأنه * لم يــــــمت *
وهذا يعني بأنه سيعود لقتــــــــــله وسيأخذ الدم منه هو ..
وقف وهو مائل بسبب الألم الذي يشعر به
مسكه نواف من يدينه ..
وأول ما رفع رأسه شافــها واقفة على البـــــــــــــاب ..
طاح من طوله وهو يصرخ بصوت باكي متقطع وهو يفتح يديه لها : أخــــــــــــذيـــــــــنــــــي معش

دخلت الغرفة رغم نظرات عمها وخالتها وابن عمها لها
ساعدته بالنهوض وحطته على السرير
وألتفت لنواف الذي علم أن لا فائدة من وجوده هنا
ولكن معاذ أمانة برقبته و لذا حمل نفسه مسئولية ذلك الجريح
ووكل نفسه محام عنه ضد جده المتوحش الذي لا يعلم ما يريد جده
وسيفعل المستحيل لإبعاده عن جده وعن هذا المكان ..
و أن يعرف القصة بأكملها..
خرج من الغرفة رغم أمنياته بأن يأخذ معاذ معه للبعيد ..
ولكن معاذ يتألم .. وصمود تدرس الطب ..
لذا بقيت تهتم بجروحه بدل أن يلمسه جدها المتوحش ..





هيفاء جلست مقابلة للجازي : جد والله !
الجازي : إيه توه حاتساني فوازوه و يقول إنه يفحصونها الحين
هيفاء : الله يكون بعونها و يشفيها من ذا المرض
الجازي : آمين .. إلا تعالي وش موضوعتس ؟
هيفاء : أكرهها ذيك المجنونه تخيلي درت بإني أحب زوجها
الجازي : أما وش عرفها ؟
هيفاء : سمعتني أولة أمس لمن كلمتك عنه بالجوال
الجازي : يا فضيحتاه وش بيسكتها الحين
هيفاء : ما علي منها .. بعدين ما همتني أنا أبي أحمد و بس أبيه يالجازي
الجازي : هيفاء والله ودي أنتس تنسينه وتعيشين بعيد عنه
هيفاء : هو حياتي و سعادتي كيف تبيني أبعد عنه
الجازي : أبعدي عنه بكل بساطة وأنسيه
هيفاء : ما أقدر بيننا وعد ما ننسى بعض
الجازي : هو بعد عنتس و عرس بعد وعنده ولد ولا مرته حامل هالحين
هيفاء : ما يضعفني شيء و لا هامني مرته قد ما يهمني هو هو بالذات شاغلني و منتظرته لآخر يوم
الجازي : هيفاء والله بتتعبين و بتنهبلين
هيفاء : ما عليكك بأكون بصحتي يمكن بأحترق يمكن أجن بس ما عليك
الجازي ضمتها : يا جنوني ما أبي أخسرتس ما أبيه يقتلتس
هيفاء بكت : أحبه يقتلني فداه بس يرجع لي مالي غيره يا الجازي مالي وطن بعده
الجازي و هي تكفكف دموعها : أهدي يا قلبها أهدي




علموا أب و أم نواف بدخول الجد للغرفة قاموا له ..
أم نواف بغضب : أنت وش اللي سويته يا يبه ؟؟
جنيت يا يبه فيه احد يضرب بها الشكل ..؟؟
يا يبه أتق الله في المسكين ...
مو كفاية أنه يتيم ..
لا أب ولا أم وأنت تجي تكملها عليه ..
أبو نواف : كلمة توصلك وتتعداك يا عم ..
معاذ ولدي و مالك أي حق له ..
ومالك أي شيء عنده ..
لا تعرفه ولا يعرفك ..
تبا أحد يخدمك كاهم العمال والعيال كثار ..
بس مــعـــاذ لاااااااااااااا
نواف وهو يصرخ بين أبيه و جده
: لا أنا ولا معاذ بنجلس عندك بهذا المكان
باكر بأمشي وأخلي المكان لك
الجد صقر : الله معك
كان هذا رده الوحيد على نواف فقط ..











غادر روح غلا ..
ثم غادر جسدها
أما عمر لا حياة فيه بعد اليوم ..
متمدد وسط الظلام بغرفته ..
ضام المخدة اللي تضم ريحة غلا ..
و جالس يبكي بكل ألم بكل قهر ..
وده لو أنه رحل معها ..
ودهــــ

آهـــ يا غلاي من لي بعدك
من بيسعدني مثلك
مين بيشاركني الحلوة و المرة بعدك
مين بيلمني مثل ما كنتي تلميني
مين بيضحكني و يبكيني
مين اللي بيوصل بي لحدود السماء
مين بيهبل فيني و ما بيترك فيني عقل
مين بيملي علي المكان و الحياة
مين يا روح عمر .. خبريني مين ؟؟








أما صمود غادرت الغرفة ثم عادت ..
ووقفت وهي تحاول أنها تكون قوية لأجله فقط
: خــــــلاص حــــــــرام علـــــيــــكم ..
والله حرام
أرحموه من هواشكم ..
خلاص أطلعوا برى أبي أعالجه بروحي
أطلعوا ....... أطــــلـــــعــــــوا

غادروا الرباعي الغرفة متفهمين الطلب عدا الجد صقر ..
سحبوه نواف و أبيه من الغرفة ...
جلست على السرير وقلبت معاذ على بطنه
قصت قميصه من الأعلى للأسفل بالمقص

وضعت يديها على فمها بشهقة باكية من منظر الجروح النازفة
: آسفة ي روحي آسفة ..
أنا ببقى معاك مثل ما تبي ..
بس تحمل الألم على شاني ي روحي تحمل

بدأت تداويه
و فترة تركز نظراتها على ظهره المجروح
تتأمل آثار جريمة جدها
آثار سوطه وقسوته
تلمس جروحه بأصابعها
أزاحت شعره وقبلته على عنقه من الخلف
وقالت بهمس : بوقف معك ..
و أتحمل كل شيء مثل ما أعلنتها أنت ببدأها معك ..


) بعد ما تعب و بعد جهد ما منه كل شيء ... ما بقى معه
شيء فقد الأم و الأب و الشهادة و فقد الصديق ثم القوة .. لتأتي إليه فتطلب البقاء معه !!! (

عقمت جروحه وغطتها بلاصق متفرق ..
لان جروحه منتشرة بظهره ..
و ركزت نظرها للضربات المتفرقة على فخذه الأيمن ..
تراجعت قليلا وشعرت بالخجل لكنها ..
ارتاحت بأنه نائم لذا قصت بنطلونه ..
وعقمت الجروح المتفرقة و غطتها بلاصق أيضا ..
تدري أنه راح يتألم لوقت طويل
ويسخن والصدمة كانت هذي بس بداية الطريق
لكنها وعدت نفسها أنها راح تكون معه ولا راح تخليه أبد ..

غيرت الضمادات المعقمة..
ومثل ما توقعت حرارته ترتفع وسيبدأ في الهلوسة عما قريب ..



بعد ما تأكدت أنه أنضم لعالم الأحلام جيدا ..
خرجت من الغرفة وواجهت جدها غانم و باقي الرجال الكبار ..
ونواف ومحمد و أحمد و خالتها ..
و هذا الشيء حسسها بالإحراج كثيرا ..




فيصل : ها إيش رأيك يا قلبو نروحُ لمكه ؟
شوق : والله مابوه مشكلة
فيصل : يعني فيكي قوه ؟
شوق : أكيد عاد مكة بتجيني لها القوة مسرعه
فيصل : هههههههههههههه طول عمرك مجنونه
شوق : مجنونه فيك والله
فيصل : آآآهه منك بسَ
شوق ناظرته : يا زينك
فيصل : وزينك .. طيب يا حرم فيصل خلينا نقوم نجهز حالنا للرحلة
شوق : راح نطول
فيصل : لا أنتي تعبانه نروح مكة من دحين و نرجع بالليل أو بوكره إيش رأيك !
شوق : مره حــــلو
فيصل : أجل خلينا نقوم
شوق : يالله حبيبي





الجد غانم اللي أول ما وقف تمسك بالكنبة بقوة
: ها يا أبوك كيف جروحه ؟

صمود نزلت رأسها ما كانت بتتكلم
لكن تذكرت عاشقها كيف كان ينقذها بلسانه السليط
قوي لا يهزه شيء .. فضعفه الآن محتاج لقوة
لذا رفعت رأسها فقد تبدلت نظراتها وواجهتهم بقوة
اقتدت بقوة و مدى طلاقة لسان عاشقها
: ما هو بخير محتاج عناية .. و اليوم تبعدونه من هنا الـــــيـــــوم .. و إذا ما تقدرون أنا بأخذه معي لمكان ما أدرس .. وراح أستأجر شقة وبخليه معي ..
لا أنا و لا أنتو نتحمل العذاب اللي يعيشه ..
و لا الجرح و لا الألم اللي فيه لذا بأخذه و أبعده عنكم
الجد غانم : برسله لصاحبه عمر برسله لهنآك
صمود : زين .. جروحه مؤلمه و شكله مطول على وجعها
و بيسخن لذا أنا أقول نسافر في هذي الأوقات ..
الجد صقر وهو يتدخل بكل شموخ وكأنه لم يفعل شيء
: ما هوب طالع من هنا و مالك دخل بالرجال
صمود ضاعت قوتها بثواني ورجعت لصمود الضعيفة تراجعت للوراء حتى تمسكت بأبيها
: مـ .. مالك أمـــــ...ـــــر مالك أمر علي ..
هذا أبوي عايش ومعاذ بظل أحمل جميله لي ..
و بوقف معه مثل ما وقف معي
الجد صقر : مانتيب رايحتن معه ولا أنتي بحابته ..
و لا أنتو بمعرسين على بعض ..
والله اللي رفع السماء و الأرض سبع و وحده العالي في سماه أنكم ما تعرسون على بعــــــــض



دخل ماجد وهو يركض و ينهي صرخات الجد الثائر
: طويلين العمر
محمد : هلا ماجد .. علامك ؟
ماجد : شكلي بظل طول عمري أزف لمعاذ خبر شخص يموت
أحمد اللي وقف : ليه من مات هذي المرة ؟
ماجد : زوجة عمر
أبو عمر : جـــــــــد !!
ماجد : إيه طال عمرك تو وصلني الخبر .



صرخوا الكل و من بين تلك الصرخات
اعتلت صرخة معاذ الذي بداخل الغرفة ..
و دخلت له أم نواف بخطوات سريعة ..



جالس على السرير وأم نواف ساندته بصعوبة
تحاول تقنعه يأخذ المسكن عشان يهدأ ألمه وينام
بس معاذ مو راضي يشرب منها شيء ..
ما غير يتألم و يأن بالـ آآآآآآآآآآآآآهـ ....
أم نواف بقلة صبر : يا يمه خذ المسكن بيخفف عليك الألم
يصرخ و يأن بجنون و يصر على أسنانه : آآآآآآهـ ما أبي آآآآآآهـ أبي ابوي ما أبيكم ودوني لأبوي آآآآهــــ يبااااه
أم نواف : والله هذا مسكن بيريحك )بكت( يمه تعوذ من الشيطان يمه ... بسم الله عليك أبوك توفى من زمان يا وليدي
صرخ معاذ بجنون أحقا مات أبيه : لاااااا ماااا ماااااات أبووووي ما ممااااااات يبـــــــااااااهه يبـــــــــاهه تعال يبـــــه .. تعاااااال خذني لا تخليني معهم تعال يبه .

دخل أكرم و جلس بجواره فاحتضنه : بس يا وليدي لا تعذب نفسك إهدأ لا يجن حالك إهدأ ... هذاني معك إهدأ

بعد ما هدأ تدريجيا قلبوه على بطنه برفق لجل يخففون من الضغط على الجروح ..

و عاد معاذ للـ البكاء والنحيب ..
فالألم لا يحتمل أبــــــــداً..
أم نواف : خذ المسكن ي يمه يريحك وتنام
دفن وجهه في الوسادة دليل الرفض القاطع ..

:
ما أبي شيء ما أبي آآآآآآآآآآآآآآهـ ..
بروح لعمر بجلس معه هو يحبني أكثر منكم ..
ما أبي شيء منكم ما أبي روحوا عني
اتركوني خلوني أعيش مرتاح
عمري ما حسيت بالراحة من صباي لشبابي
بأروح للي أحسن و أكرم منكم
بأروح له و أرتاح منكم
عمر آهــ يا عمر تعال خفف عني أوجاعي يا عمر
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ



رأى الجد صقر أمامه و صرخ مبتعدا عنه لكن الذي قاله الجد صقر أخرسه تماما : عمر مرته توفت و ما هوب ناقص تكمل عليه بجروحك

يسخر من آثار ضربه , يسخر من الألم
الذي خلقه بجسد ذلك المسكين ..
لكن معاذ وقف رغم الألم الذي به ..
و بدأ يمشي بالقوة يريد أن يصل إليه ..
يريد أن يقف بوجهه ..
يريد أن يتحلى بتلك القوة ..

يريد هذا حقا ..
لكن لطالما الذي نريده لا يتحقق ..

سقط بقوة على وجهه .. وضرب رأسه بحافة السرير ..
[

أحلام الحربي 21-10-13 09:01 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
: 4 :







أمن عاصف يا قلب نمضي لعاصف ..

ألم يسأم البحار زمجرة البحر ..؟؟

و من موقف باك على أذرع اللقاء ..

إلى موقف دام على راحة الهجر ..

و من وقع سيف نام بين أضالعي ..

إلى وقع رمح راح يوغل في ظهري ..

ألا فامنحيني هدأه .. رب هدأه ..

ترد شتيتاً من ظنوني و من فكري ..



المرحوم بإذن الله : غازي القصيبي








رأى الجد صقر أمامه و صرخ مبتعدا عنه لكن الذي قاله الجد صقر أخرسه تماما
: عمر مرته توفت و ما هوب ناقص تكمل عليه بجروحك

يسخر من آثار ضربه , يسخر من الألم
الذي خلقه بجسد ذلك المسكين ..

لكن معاذ وقف رغم الألم الذي به ..
و بدأ يمشي بالقوة يريد أن يصل إليه ..
يريد أن يقف بوجهه ..
يريد أن يتحلى بتلك القوة ..

يريد هذا حقا ..
لكن لطالما الذي نريده لا يتحقق ..

سقط وضرب رأسه بحافة السرير بقووة..
وقبل لا يدرك أو يستوعب اللي صار له ضرب وجهه الأرض مرة أخرى وجسمه أيضا ..
و غاب عن وعيه تماما وتقدم ذلك الجد الحزين ..
و أمسك معاذ بيدين مرتجفة خائفة يقلبه على ظهره وشاله عن الأرض ..
وصرخ على الموجودين
: روحــــــــوا جــــهزوا السيــــــــــــارة
فخرج يهرول بجسد معاذ و دم رأسه لم يتوقف عن النزيف



صمود ..
يصعب ضميري أن يتخيل تلك الحالة التي وصلت إليها ..
عندما رأت ذلك سقطت على ركبتيها تصرخ و تبكي بألم ..
فقبل قليل كادت أن تسمح لها الفرص بالبقاء معه ..
لكن ذلك الجلمود ..
حطم جل ما تمنت ..





أم نواف ..
ممسك بها زوجها صلاح المغلوب على أمره ويمشي بها ..
وكل منه يحمل نفس الألم نفس الحزن تجاه ذلك الكسير ..





نواف ..
قبل أن يخرج من المكان صرخ بوجه جده كلمات ..
ربما ثلجت المشاعر .. و ربما بردت الأحاسيس التي به قليلا ..
: الله يطول بعمري وأنتقم منك لأجله ..
غلطة عمر أنك تكون جدي .. ؟؟
أي جد ..؟؟
أي جد يكون بذي الهمجية بذي القسوة .. ؟؟
أي قلب تملك .. ؟؟
ولا الصخر بذي القسوة ..
و لا المجنون يسوي كذا
لكن لااااا ..
ما راح أسمح لك تكمل اللي تسويه فـــــاهــــم ..
معاذ أخووي تعرف إيــش يعني أخـــــــــــوي ..
يعني أقتلك إن قربت منه ولا علي فيك ولا في غـــــيـــــرك










خرجوا مع فهد إلى منزل أهل غلا ..
* طبعا هما جيران من سنين والباب جانب الباب *
كان المكان حزين جدا صرخات الأم لم تكف عن الهدوء أيضا ابنتها ..
الجدة و أم فهد و ألجازي و نوف يحاولون أن يفعلون ما بوسعهم لتهدئتهم ..
لكن أي حزن سيهدأ بعد وفات ابنتهم ..
التي كانت هي بسمة و فرحة البيت ..
أي شوق طار في مهب الريح سيهدأ بعد تلك الشهور ..

نوف * وهي تعانق شقيقة غلا * : بس أهدي خلاص أذكري الله ما يصير اللي تسوينه والله ما يصير
عهد : رااااحت أختي يا نوف راحــــت راحت أغلى ما أملك .. من وين بعيش بعدها من وين قولي لي تكفين ..؟؟
نوف : يا ربي يا عهد والله هذا يومها .. وكلن له يومه .. أهدي خلاص أرحمي نفسك و أرحمي أمك معك
عهد تنتحب : ما أقدر والله ما أقدر هذي غلا يا ناس غلا من يفهمني
نوف عانقت عهد بقوة و جالسه تهديها لكن عهد صعب تهدئتها ..








وصلوا فيصل و شوق الشقة بعد رحلتهم لمكة ..
شوق وهي تتمدد على الأريكة : آهـ يا ظهري يوجعني حيل
خلاص تعبت مو قادرة أتحمل أكثر
فيصل يجلس على ركبه ويضم يدها : يا قلبوا أتحملي ..
خلاص ما حنسافر إلى بعد ما تولدي يا حبيبتي
شوق : يا ربي خايفه و تعبانه ظهري أنكسر خلاص
فيصل : أروح دواء لك يا قلبوا يالله تعالي أروشك و أنومك بين أيديني
شوق : ما فيني أقوم
فيصل وهو يحملها بيديه بحذر
: لا تتعبي حالك / قبلها بحرارة
بعدها دخلوا غرفة النوم ونزل مَ عليه عليها ..
و بعد ما تحموا جفف جسمه و لبس ..
و رجع جففها و لبسها قميص نوم قصير من الحرير و مددها بين يديه على السرير








وصلوا به إلى المستشفى ودخلوا بجسده لقسم الطوارئ ..
و أمضوا ساعات طوال في ساحة الانتظار ..
حتى خرج الطبيب و طمئنهم ..
و أخبرهم بأنه سيفيق بعد بضع دقائق ..





دخلوا عنده نواف والجد غانم وصلاح وزوجته فقط ..
كانوا جالسين حوله عدا منال جالسة عند رأس معاذ تمسح على يديه و ذقنه و على شعره الذي ما يزال جاف بسب الدم
وبصوت حزين كسير : يا رب أنك تلطف بحاله يا رب
صلاح : أهدي يا منال أهدي أرحمي نفسك واللي ببطنك
منال : من وين أهدأ و المسيكين من أصبح لجرح و جرح
صلاح : والله ما بيدنا شيء , أبوك مدري وش اللي برأسه
الجد غانم : محدن بيوقف بوجهه غيري . أنا أدري وش اللي يباه بس هذا الشيء ما راح يتم لا بالطيب ولا بالغــصـــــب
نواف جلس بين قدمي جده و برجاء : الله يخليك يا جد .. قولي وش السالفة حلفتك بالله العلي العظيم أنك تقول لي
الجد غانم : أستغفر الله يا ولد لا تحلفني
نواف : حلفتك ب الله العلي العظيم وجهتك ب الله وأسألك بعزة جلاله إلا مجاوبني بالصدق
الجد غانم : أستغفر الله العلي العظيم .. يا ولد لا تحلفني والموضوع بيبقى بعيد عنكم
نواف : والله أنك تقولي .. أنا مو جاهل ومعاذ يهمني ..
معاذ أمانة برقبتي أبحتفظ بذي الأمانة محدن بيتحمل ألمها غيري ..
قولي تكفى خليني أحتفظ فيه ومو ناقص يصيبه أكثر من كذا ..







رحل أغلب العائلة للرياض .. تاركين خلفهم
صمود ومعها حنين و محمد ..




حنين التي استيقظت قبل قليل و كانت حاضنة صمود وتهدي فيها
: صمود ي قلبي أهـــــدي أهدي .. قولي لي وش اللي صار
صمود : كله منه .. والله أنه ليقتله مثل ما قال .. يقتله
حنين : وش تخربطين يا صمود .. من ذا اللي يقتل من؟
أنا مو فاهمة شيء فهميني وش اللي صار ..؟؟
صمود : جدي صقر راح يقتل معاذ يا حنين يقتله
حنين بشهقة : وش ذا الكلام اللي تقولينه ؟
صمود : اليوم ضاربه ب السوط .. وجاء يتمسخر عليه يا حنين .. جدي فقد عقله .. فيه شيء وراء اللي يسويه صدقيني فيه شيء
حنين : يا ربي وش ذا اللي تقولينه مو مصدقة أبد مو مصدقة
صمود : معاذ طاح علينا وضرب رأسه بحافة السرير يا حنين .. الولد بيموت وما في حد راح يقتله غير جدنا
حنين تضم صمود : يا ربي .. خلاص أهدي إن شاء الله ما يصير شيء يا حبيبتي أهدي .. خلاص يا قلبي لا تقطعين لي قلبي أهدي ..

دخل محمد الصالة العلوية بهذا الوقت وجلس في الكنبة المنفردة بعيد عن الفتيات ..
ملقي برأسه بألم وحزن .. على الاثنان عمر و معاذ






استيقظ معاذ بألم و كان يحس بدوخة .. و ما هو قادر يركز في اللي حوله
قاموا له الأربعة .. منهين الهمسات التي تمت قبل قليل ..
الجد غانم : الحمد الله على سلامتك يا أبوك
صلاح : ما تشوف شر يا أبوك
نواف : الحمد الله على سلامتك يا معاذ
منال : يا يمه ما تشوف شر يا قليبي ما تشوف شر
أما هو بدأ يستوعب شيئا من الذي حصل و لكن رؤيته لذلك مجددا جعلته يصرخ بحزن و بأسى ( وش جابك ؟ وش اللي ما أخذته بعد ؟ آوه نسيت تبي تقتلني صح ! تحـــــلم ما بعدني حققت اللي برأسي و بدري على موضوع قتلي يا عم بدري )
أبعد عني خلني أرتاح منك أبعــــد
التفتوا للوراء فوجدوه واقفا هناك بكل شموخ ..
نواف بصراخ : وش اللي جابك ..؟؟
صلاح : نواف عيب أستح ذا جدك
نواف : واللي يسويه ما هو عيب ..؟؟

هدؤوا لأن الذي قاله شيء صحيح حقا ..

.. أما الجد تقدم إلى معاذ .. غير مبالي بالذي يقال له .. و نطق الجمل مجددا :
عمر زوجته توفت .. مدري إذا بتروح له أو لا؟ بس الأحسن أنك تبقى بعيد عنه لأني ما أدري بيتحمل حزنه و إلا بنته الصغيرة و إلا أنت واللي فيك ؟
معاذ وهو يتنهد بقوة وبشكل ملحوظ ويحاول أن تخرج الكلمات من لسانه كما يريد .. جلس بكل قوة وأمسكت به أم نواف
: الجميل اللي سويته لي أنك قلت لي ذا الخبر ,,
لأني متأكد أن الغير ما بيقولون لي لسلامتي ..
لكن تأكد أن عمر أعظم منك ..
و مو هو اللي يعوفني ..
ولا أنا اللي أزيده حزن على ما به من ضيقه
وألتف لجده غانم وبصوت مرتجي :
تكفى أبا أروح له
الجد غانم : بس يا وليدي أنت اللي بك يصعب لك تسافر
معاذ : ما عليه بتحمل يا الغالي بس خلني أروح له الله يخليك
الجد غانم : أنت مريـــض محتاج للراحة يا وليدي
معاذ : لا تشيل همي الله يخليك
صلاح : بتروح يا وليدي بس نواف يكون معك



هيفاء : الجازي وش فيك ؟
الجازي صامتة .
هيفاء : يمه يا قلبي .. الجازي انطقي قولي شيء
الجازي على نفس حالها .
هيفاء : حبيبتي الجازي وش فيك ؟؟
يــــــا ربببببي الجازي خلاص ما صارت من دريتي أنها ماتت انبلمتي وش صار عليكك تكلمي فديتكك .. الجازي .. الجـــــازي .. الجـــازي تككككلمممي
لا حس و لا حركه أيضا ساكنة صامته منذ ان سمعت بذلك الخبر .
أما هيفاء تحاول معاها تتكلم . لكن كل المحاولات باءت بالفشل .
لا تعلم هل هو حزن ..
أم فرح ..
أم شيء لا تعرفه ..





لحظة صمت اكتفى بها الجميع ..

الجد صقر .: وش له بعد ..؟؟
صلاح : لحدن يسأل عن السبب و معاذ م يتحرك خطوتن إلى و نواف معه
معاذ : وش له ؟؟ .. أنا أعرف أدبر أموري
صلاح .: قلت لكم لحدن يتعمق ..
الجد صقر : لا تتكلم بالألغاز يا صلاح .. ووش لهم ببعض هالأثنين ؟؟ .. معاذ مو منا و مالنا دخل فيه و نواف ماله شغل بأحد ..
معاذ بدأت تتكرر الجملة مليون مرة بأذنه * مو منا و مالنا دخل فيه *
: معاذ ولدي و نواف أخوه وهم بعد أحمد و نوف أخوانه
الجد صقر : وش تهذري أنت وش تخربط ..؟؟
صلاح طنش الجد صقر وناظر معاذ : معاذ يبه ما أبيك تخطي خطوة إلى و نواف داري فيها .. أنت وصية برقبة نواف وأمانة لازم يأديها إلى أن ربي يأخذ الروح تعرف وش يعني وصية ..
معاذ بحزن : أنا وصـــيــــة ..؟!!
تقدم نواف : إيه يا معاذ أبوك دائما يزورني بالمنام ويوصيني فيك ودائما يحذرني و يقول لي أنتبه لك
معاذ بحزن عميق : أنت تشوف أبوي بالمنام ؟؟ و تكلمه كل يوم ؟؟ و أنا اللي مشتاق له و أبي أسمع صوته
نواف وهو يلم معاذ ويحاول أنه ما يلامس الجروح : ربنا رحيم يا معاذ ربنا رحيم
قدر صلاح ينهي النقاش بطريقة غير ملحوظة ..
لكن لن تفوت تلك اللحظات عين ذلك الجد القاسي ..

أحلام الحربي 21-10-13 09:46 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
و ختمت الأربعة البارتات الأولى
و راح أنزل البقية في الليل إن شاء الله
أريد أن أخبركم بأمر أحبتي أن الرواية
كاملة عندي لكن أوقاتي ضيقة
لذا أنزل أجزاء و ابتعد لكن
إن شاء الله ما أتأخر عليكم
و استودعكم الله لحتى التقيكم في أقرب وقت ?

EMYTROY 22-10-13 12:59 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
روايه جميلة ... ومو بعيد يكون معاذ حفيد الجد صقر او من العائلة

EMYTROY 22-10-13 01:01 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
بس بتمني اعرف الرواية من كام فصل ؟؟؟

أحلام الحربي 26-10-13 12:02 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
مساء الخير أحبتي
افتقدتكم كثيرا ..

عزيزتي أشكرك و جمال الرواية هو متابعتك لها )قبلة(
لا أعلم فالأحداث ربما تكون غير ذلك
و الرواية لست طويلة جدا ...
و أشكرك جدا ?.

أحلام الحربي 29-10-13 12:08 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
صباح الخير أحبتي .. كيف حالكم جميعا ؟؟
و بعد ما أخذوا الجزئين الثالث و الرابع الوقت الكافي
حانزل البارت الخامس .

: 5 :






أسلماي .. يا بدرا لمحت بريقه

على أفق ما كان يأنس بالبدر ..

خذي من عيوني قصتي و ملامحي ..

و كيف ذرعت اليأس أحلم بالنصر ..

و كيف صحبت الناس حتى عرفتهم ..

فعدت جريح العين و اليد و الصدر ..

و كيف منحت المجد روحي فباعها ..

فعدت بلا روح أعض على العشر ..


المرحوم بإذن الله : غازي القصيبي




خرجوا الكل من هنا و لم يبقى غير معاذ الجريح الذي ينظر لما حوله بلا شعور ..
يحس بالألم ب الفقد .. يحس بالنار تسعره من جديد ..
ما كان يتوقع اللي صار معه اليوم أبدا ..
قال مخاطبا نفسه :

أنا وش سويت على شان يعاقبني كذا ..؟؟
وش الذنب اللي ارتكبته عشان يعذبني بالسوط ..؟؟
و يتمسخر علي .. ؟؟
دم !!!!!!!!!
يقول له دم عندنا ..
كذاب ما أصدقه ..
أي دم وحنا ما غير نكرف عندهم من سنين !!
أي دم وما حدن من هله ناقص !!
أي دم اللي يباه ؟
أي دم يبي يبرده ؟
تبا تتخلص مني !
مستحييييييل باقي لي أمنية وحدة ..
أبا أحققها معها ..
أبا أعيشها معها ..
ثمن أقتلني ..





دخلت نوف الغرفة : ها وش صار ؟
هيفاء تبكي : مو راضيه تتكلم خايفة عليها
نوف تمسح على شعر الجازي : بسم الله عليك يالجازي وش بكك يا قلبي ! وش صار لك ! قولي أكلم فهد يأخذك للطبيب يعاينك !
ما تحركت ولا تكلمت أيضا .
هيفاء بنحيب : شفتي ما تتجاوب مع أحد ( بصرخة ) الجــــــازي خلاآآآآآص ما صارت بنكمل يوم وأنتي على هذا الحال .
نوف : لااا أنا بأقوم أكلم فهد يأخذها للطبيب
هيفاء : إيه عجلي تككفيـــــــن
وقفت نوف و اتجهت لغرفة النوم شافته جالس على حافة السرير : فهد
فهد : عيونه
نوف : أختكك الجازي من الصبح ساكته ما تتكلم ولا تتحرك حتى ما أكلت
وقف فهد مخترع : وينها فيه !!!
نوف : بغرفتها معها هيفاء
فهد : زين زين ألبسي و جيبيها لي تحت بالسيارة
نوف : زين حبيبي
حاولت تطلعها بس ما تحركت من مكانها تبعد يد نوف بصمت ساعدتها هيفاء و جالسين يحاولون حتى صرخت عليهم :
ممـــــــا أبـــــــي مــــــــا أبـــــــــي خلوني بحـــــالي
مـــــــا أبي منكم شيء مــــــــا أبي أي جميل منكم و لا من غيركم خلوني بوحدي روحوا أطلعوا .. أطـــــــلــــعوا
قفلت باب غرفتها وسقطت على ركبتيها تبكي و تنتحب

فهد بعصبيه : وينها ليه ما جبتيها !؟
نوف تبكي : صارخت علينا ما رضت تجي معي
مشى من جنبها سمع بكائها الغير معتاد دلوعته حبيبته ما تعود يسمع بكاها .. طرق الباب فلم يسمع منها شيء
غير صرخة جعلته يطأطأ رأسه بحزن
: أبـــــــعــــــدوا عــــــنـــــــي






قبل اسافر كنت جالس في زمان الأنتظار
ارتشف هم المكان .. و كل همي حاجتين
كنت خايف من يباس .. و كنت خايف من خضار
كنت اخاف انك تجين و كنت خايف ما تجين
لين شفتك من ورا بيبان صالات المطار
مقبله من كثر شوقك .. كنت اشوفك تركضين
مرةٍٍ ركضك يمين و نظرة عيونك يسار
و مرةٍٍ ركضك يسار و نظرة عيونك يمين
تايهة .. ما كنك الا ضحكةٍ وسط انكسار
ساكته .. ماكنك الا دمعةٍ فيها حنين
خايفة .. وجلة .. حزينة ..
يعني كنتي بأختصار
تشرحين لكل جاهل معنى كلمة
( عاشقين )
بعدها جيتك ولدّت عينك و دار الحوار
من كفوفي دمعتين و من كفوفك دمعتين
كنت اصد و كنتي انتي ثايره مثل الشرار
ماعلى لتغة لسانك غير كلمة
( وين ؟ وين ؟ )
واذكر اني رحت قبل ابدي لك ايّة اعتذار
رحت حتى قبل اطيّب خاطرك في كلمتين
لكن انتي عارفتني زين واللي صار صار
سامحيني واذكريني قدّ ماانتي تقدرين
اذكريني لاانتهت للشمس رحله مع نهار
واذكريني لاصحى للصبح ورد الياسمين
واذكريني لا لمحتي في ليالي البرد نار
واذكريني لا سمعتي للمطر صوت ٍ حزين
اذكريني واذكريني واذكريني .. بأختصار
) أذكريني (

فهد المساعد .



صحوا الجميع من الفجر ..
عشان الكل يمشون للرياض ..
وكل واحد كان مستعد لهذي السفرة ..
ومـــعـــــاذ ..
ما أدراك ما معاذ أول مرة سيسافر فيها ..
أول مرة يطلع من المزرعة لمكان بعيد ..
بعيــــــــــد جدا ..





بالطائرة كان هو جالس على يمينها من الجهة البعيدة و مواجه لها و لم يكف عن النظر لها كأنه يكحل عيونه للمرة الأخيرة ..
أو كأنه يخاطب عينيها بحوار لن يفهمه أحد
هل أغادر و أتركك هنا ؟؟
أم أبقى فأعيش مذلولا و انتظر منك أن ترحميني
أن تعفين عني يا سيدتي
لن أسافر للبعيد بدونك
لإنني لا استطيع العيش بدونك يا جنوبيتي

ما هو قادر يسافر و يتركها ما هو قادر ..
هي اللي بقت له و مستحيل يروح و يخليها لهم ..
تشتت ما يدري يكمل الرحلة أو يبقى معها !!




صمود بنفسها * لا تناظرني لا تناظرني ..
أنت ما تدري أن نظراتك تذبحني ..
ما تدري أن دموعك تقتلني ما تدري ..
معاذ لا تروح تكفى لا تروح أنا أحبك يا معاذ أحبك بس لا تروح *



دخلت هيفاء غرفة الجازي و نفس حالتها أمس ساكته هادية
ما تكلمت ..
هيفاء : الجازي أكلتي ؟
الجازي سرحانة تناظر الفراغ
هيفاء : الجازي يا قلبي تكلمي ما يصير اللي تسوينه في نفسك .. قولي لي وش فيك ؟ وش مضايقكك ؟ ليه ساكته ؟
الجازي رفعت نظرها لهيفاء ناظرتها بهدوء و بعدها مالت بعيونها للجهة الأخرى لتسرح بالتفكير من جديد .
يحق لها هذا الحزن أتعلمون لماذا !
لأن الإنسانة التي توفت هي صديقتها الصدوقة
الصديقة التي تثق بها الجازي كثيرا
كيف لا و الجازي هي من أرسل غلا لخارج المملكة
كي تدرس حتى تعوض عائلتهم
كانت لا تقصر معها و لا تقصر في حقها
لم تكن تعلم بأنه ستتغير الأمور هناك
ولم تكن تعلم بأن غلا تسرق عاشقها منها .
فلم تتكلم الجازي عندما علمت بزواجهم بل التزمت الصمت
أنجبت الطفلة فالتزمت الصمت
علمت بمرضها فالتزمت الصمت
وهاهي قد توفت فالتزمت الصمت
تعلم بأن هناك رب و هذه دنيا ترد لك الغائب ولو بعد ألفين عام .




مغمضة عيونها مستسلمة للهواجس و للذكريات الحلوة

هههههههههههههه يا جنون معاذ مب شذيه يركبونه
صمود : لا تضحك علي طيب
معاذ يحاول ما يضحك : ههههههههههه ما بضحك زين .. بس عطيني إيدش أساعدج ههههههههههههههه
صمود زمت شفائفها الصغيرة : طيب
ساعدها تنزل من على الفرس و هو ما زال يضحك عليها
صمود : معاذ خلاص ما صارت
معاذ : هههههههههههههههههههههههه زين يا مانيب ضاحك بس إنتي الله يهداش ما حفظتي اللي قلت لش إياها من ساعتين أعلمش كيف تركبين الفرس و أحاول معش و شكلش موب يمي
صمود بالفعل ما هي حول الكلام اللي يقوله مازالت تحاول أنها ما تنتبه لكلماته تتأمل شكله بالثوب اللي بارز تراسيم صدره الشامخ و عرض كتوفه .. عيونه الساحرة لها أثر كبير في سرحان صمود .. تتأمله وهو يتكلم و مبتسمة عليه

معاذ : فهمتي الخطوات ؟؟
صمود : هـا........ أي خطوات ؟؟
معاذ : لاا صدق بتهبلين فيني نعنبوا دارش وين عقلش ؟
صمود )معك عقلي ( : سوري كنت أفكر
معاذ : زين أنا تعبت حلقي نشف و ياليتش فهمتي شيء لكن ما كأني أعلمش
صمود : ههههههههههههههه سوري هالحين أروح أجيب لك موي و نكمل
معاذ : زين أنتظرش ....... لا تتأخرين علي
صمود : إن شاء الله
بعدت عنه .. أما هو الآخر ابتسم من خلفها على غبائها و سرحانها الكثير ..
وقف وثبت ثوبه على خصره و ركب الصامدة فبدأها يمتطها بكل مهارة ..

خرجت صمود و ما حصلته : آووف وين راح ؟
دارت بعيونها تدور له .. و فغرت بذهول و إعجاب كبييير


: صمود صموده .... صصصصموود
صمود فتحت عيونها بفزع : ها ... يمه وش فيه ؟
حنين ابتسمت : وين سريتي يالخبلة ؟
صمود : يمه منك روعتيني .. وين بأسري يعني !
حنين : زين يالخبلة قربنا نوصل
صمود : والله
حنين : إيه خليك مستعده / دارت بعينها للأمام
و تركت صمود خلفها مستسلمة لسرب الذكريات من جديد .



أرتفع صوت الكابتن ليخبرهم بربط الأحزمة و أنهم على وصول ..
الكل ربط الأحزمة ..
فهبطت تلك الطائرة بهم للرياض ..
نزلوا الكل من على متنها ..






على صدى أغنية / علمني الحب
جالس بوسط تلك الصالة الصغيرة ينظر تلك الشقة بألم
.. دموعه لم تتوقف حتى الوقت الحالي ..
دخل فواز و قام وأطفئ السيدي
جلس عمر بحزن : ليه طفيتها ؟
فواز : حرام يا عمر أنت بعزاء شغل قرآن ما هو أغنية
عمر تمدد من جديد : شسوي نسيت
فواز جلس جنب عمر : بنتك أمس فتحت عيونها
عمر : بعد شنو بعد ما حاولنا معها أنا و أمها
فواز : عمر حبيبي أنت لازم تتقبل وفاة زوجتك ..
لازم تكون قوي ..
لازم توقف على رجولك عندك بنت صغيرة ..
حتكون فاقدة لحنان الأم و أنت لازم تعوضها هذا الحنان
عمر : قوتي راحت معها ..
غلا ما راحت بروحها غلا أخذتني معها ..
غلا أخذتني معها تفهم يا فواز ..
عمر مات خلاص أنساه الله يخليك أنساه ..
فواز : عمر أنت أكبر من كذا ..
بعدين أدعي لها بالرحمة أحسن من أنك تعذبها بذي الدموع ..
عمر اكتفى بالصمت ...





فيني حزن فيني كسور
عاشقك يا غايتي ماله بقربك وطن
يبي يبتعد لجل الحياة
يبي يعيش يبي يطير
يبي و لو مرة فرح
فاقد حريته من يوم كان طفلً صغير
ماله حياة مثل البشر
وده يكون لو مره غريب
يبي يكون لو مره أحد
عايش و لا يحس بأنه عايش
ميت بس هو حي
هالوطن اللي حولك وحوله أتعبه
غربوه و احرقوه
ما عاد به حيل للنار للحزن للفقد
ما عاد له طعم هالمكان
صاير كئيب .. صاير غريب
مختلف عن زمان

عاشقك يا جنوبيتي يبي يبتعد
لجل الكرامة .. و لجل الحياة
يبي ينتمي لعالمك
بس عالمه ناقص كثير
اتركيه يعيش
اتركيه يقوم

هذا قلب عاشقك يا جنوبيتي
خبيه بين هذي الضلوع
اذكريني بكل لحظة
بس لا تذرفين الدموع
وقبل ارحل أسمعي مني جملة
ياما رددتها لك العيون و اليدين
و القرب الليي منه تنفرين
أحبك ..
أحبك ..
و أحبك يا جنوبيتي







نزلوا الجميع من على متن الطائرة و كان فهد بالمطار وهو الذي أستقبلهم ..
فهد : الحمد الله على سلامتكم
الجد غانم : الله يسلمك .. شحالك يا يبه أربك بخير ؟
فهد : الحمد الله بخير أنت شحالك يالغالي ؟
الجد غانم : ما علي عايش
فهد : وش حالك يا يبه ؟
صلاح : بخير يا يبه أنت شحالك
فهد : بخير دامكم بخير .. تفضلوا
مشوا الكل معه ..
عدا الجد غانم و معه ولده صلاح ..
صلاح : يبه يا نواف أنتبه له زين و أنا أبوك حافظ عليه مثل ما تحافظ على نفسك
نواف : تأمر أمر يا الغالي
الجد غانم : معاذ و أنا أبوك
معاذ بصوت حزين : سم
الجد غانم : ما أبيك تنسى الصلاة ..
أبيك تعتمد على نفسك و أنا أبوك ..
يبه ماهر بيجي لك و بيأخذك معه مثل ما وصيته ..
و أبيك توقف على رجولك تساعد أخوك عمر بحزنه ..
و لا بدأ الجد روح مع ماهر سمعت يبه ..
معاذ اللي ما يدري عن شيء : أنت تآمر يا يوبه
الجد غانم : أنتبه لحالك تراك غالي علي يا ولدي غالي حيل
معاذ اللي يلم الجد غانم : من عيوني يالغالي







مشا خلفهم حتى يودع آخر ما تبقى له ..
بعد ما سلم على أم نواف اللي تبكي .. ومو قادرة تمسك نفسها ..
مد يده صافح حنين .. ثم دار بعينه جهة عشيقته ..
و حبيبة قلبه ..

مضطر أخليش و أروح يا قلب معاذ ..
بس صدقيني محتاج ألملم ما بقى من كرامتي وأرجع لش ..
والله لأرجع لش و أخذش منهم كلهم وأخبيش بداخلي ..
بس اوعديني أنش تكونين بخير ..
و أوعديني أنش تحبيني ولا تنسيني أوعديني يا أطهر ذنوبي أوعديني ..


صمود لسان حالها يكرر و يعيد :
لا تناظرني يا حبيبي وروح .. حتى لا تودعني ومسموح ..
صعبن علي أودعك و أروح والله صعبة ..



مد يده و عانقت يده يدها فتحرك جهة نواف .. و عانق جده و صلاح و محمد للمرة الأخيرة .. فذهب للبعيــــــد ..

هكذا كان اللقاء الأخير بينهم ..



غادروا معاذ و نواف لدبي
فارتاحوا هناك قليلا لأن موعد الرحلة بعد 10 دقائق



بعد ما أتوا من العزاء ..
الكل مجتمع في قصر الجد محمد ..
نوف : يمه أذكري الله ما يصير
أم أحمد اللي من راحوا عيالها وهي تصارخ عمرها ما ودعتهم ...
و كيف اليوم ينتقلان لبلد بعيد ..
صلاح جلس جنب مرته وربك على فخذها وبصوت هامس يهديها : أهدي يا مرة كاهم مع بعض
أم أحمد : خايفه في شيء بيصير صدقني فيه شيء
صلاح : أستهدي بالله يا مرة أستهدي بالله
أم أحمد : لا إله إلا الله
صلاح : قومي خلنا نطلع شوي
أم أحمد : زين
صلاح : عن أذنكم بنطلع شوي .. و أنت يا أحمد خلك هنا لحد ما أرجع
أحمد : تآمر أمر يا يبه
طلع صلاح و طلعت معه أم أحمد ..
و اتجهوا لأحد الفنادق ..




وبالجناح ..
صلاح : يا حبيبتي ليه تسوين بحالك كذا ..؟؟؟
أم أحمد : هذول عيالي عيــــالي يا أبو أحمد
صلاح : و أنا أدري أنهم عيالك بس لازم تتحملين شوي
أم أحمد : قول لهم و ريحني والله تعـبت تعبت يا أبو أحمد
صلاح : و أنا ما يهون علي تعبك يا غلاي ..
بس إحنا لازم نصبر لذاك اليوم فاهمة ..
أم أحمد : ومتى ذا اليوم متى ..؟؟ أبوي يخطط للقصاص يخطط للدم يا صلاح خايفه * وبكت تلك الأم بكل حزن عميق و بكل جرح كسير *
ضمها صلاح ذلك الزوج المحتار ..
لا يعرف ما العمل لكنه أرتاح عندما غادر معاذ مع نواف ..
و لكن كلام زوجته أعاد له الخوف من جديد ..




دخلت هيفاء لغرفتها و انصدمت من اللي شافته .
أحمد !
أحمد بشحمه و لحمه في دارها خير ؟
وش جابه ؟ وش الطاري ؟
ناظرت في الغرفة تتأكد إنها دخلت غرفتها !
إيه غرفتها ذا وش جابه لها ؟

قرب منها و نطق بكل هدوء : مساء الخير
هيفاء بتردد : مساء النور
تاهت عيونه فيها فستان الماكسي القصير واللي يكشف انصاف جسمها رائحة العطر و شعرها الاسود المتموج على كتفها و شفتيها التوتية .. كانت من غير حجاب ..
و هذي أول مره يشوف فيها حبه الأول .
قربت منه وقلبه يطرق من صوت الكعب فطوقته بيديها تبي تعيش هاللحظة معه : حمودي اشتقت لك
مازال تايه فيها ..
هيفاء : تحبني مثل ما أحبك ؟
أحمد بفهاوة : إيه
هيفاء : تبيني ؟
قرب شفته ليقبل شفتيها برغبة و بحرارة ..
وهي تقبله بامتلاك بشوق بحب ..
حملها بين يديه فوضعها على السرير ..
كان تعبان ..
لا يوجد من يداويه ..
لذا ذهب إليها من غير وعي ..
من غير إدراك خبئ جسده بغرفتها .
وجود هيفاء و كأنها قدمت نفسها لأجله ..
و كأنها فهمت ما بداخله ..
كأن حبها له قد محى من عقلها كلمة عذراء
وكأنه جعلها تضحي بجسدها لتنقذ جسد عاشقها من الفساد
كأنها كذلك .
لا بل تصارخ و تصارع لكي تنقذ نفسها منه
أي حبيب يحرق حبيبه ..
أي حبيب يجرح عاشقه هذا الجرح ..
و أي حب يسلب من الحب الآخر أغلى ما يملك .









عمر جالس على الأريكة الحمراء أمام الزجاج الذي أخذ حائط كامل ..
و ينظر للشارع و السيارات الذاهبة و القادمة ..
ينظر للناس بالشارع و للعالم اللي قدامه ..

و تفكيره ما هو حول هذي المناظر أبد ..




فواز : بس يا حياتي بس خلاص خـلاص
* رفع الصغيرة و بدأ يطبطب على ظهرها .. و خرج بها لعمر *
: عــمــر عــــــمـــــرو عمـــــــر
عمر : هـــا هلا
فواز : خذ بنتك تبكي مو راضية تسكت
عمر بحزن : أعطيني إياها *أخذها .. وضمها وهو يمسح على ظهرها*
فواز جلس جنبه و ألقى نظره للعالم : تصدق !
عمر : شنو ؟
فواز : اشتقت للسعودية
عمر : ههه
فواز : أبي أهلي وحشوني كلهم من فهد و غروره و هسترته و إلى الجازي اللي دايم مناقر معها و إلى جدتي أمي كلهم و الله كلهم
عمر : أنا ما أبي إلا معاذ
فواز : شوقتني له أتمنى الزمن يسمح لي و أشوفه
عمر : ندمان إني خليته بروحه ندمـــــــــــان حيل
فواز : مو بيدك يا أخوي
عمر : ما أدري وش مسوي عقب وفاة أبوه
فواز تنهد : صدقت بس الله يعينه
عمر اللي سرح خياله لعالم معاذ اليتيم ..
وتذكر آخر لقاء بينه و بين معاذ :



عمر : معاذ .. موعد رحلتي باكر
معاذ بصوت حزين متكسر : يعني بتروح ؟
عمر : وش أسوي .. لازم أروح
معاذ : وتخليني هنا ؟
عمر : قلت لك تعال معي ما رضيت .. تعال ندرس سواء ونتخصص سواء
معاذ : ما أقدر أخلي أبوي بروحه
عمر : أبوك بيكون بخير إن شاء الله
معاذ : لا أنت تعرف إني لآمن رحت بيتولى أشغالن كثيرة عشان كذا بأقعد معه
عمر : صدقني ما بيصير اللي تقوله
معاذ : راحتي معه و ما أقدر أخليه بروحه تعبان .. و بعدين أنت تعرف السبب الثاني اللي مجلسني هنيا
عمر : لساتك متمسك فيها ؟
معاذ : هذي عشق القلب وشوله ما أتمسك بها ؟
عمر : يا معاذ أنت عارف جدي صقر .. تعال أدرس بأحسن الجامعات و أرتقي بأحسن الشهادات و ساعاتها بيكون مفتخر فيك وبيرضى باللي برأسك
معاذ : أبأخذها غصبن عنه أبوها للحين عايش و رضاها ورضا أبوها أهم من رضاه
عمر : لا تنسى هو شيخ القبيلة وكبيرها .. و أغلب الزواجات هنا تتم بأمره
معاذ : اللي كاتبه الله بيصير .. لكن ما راح يأخذها بإذن الله
عمر : إن شاء الله






شوق : فصيلي خلاااص ما صارت
فيصل يصارخ : هههههههههه أصبري يــــا قلبـــو
شوق : يووهه ما صارت مليت و أنا أنتظر
فيصل دخل الغرفة : ما عندك صبر أبدا
شوق : جوعانه و هذا يوجعني من كثر الرفس
فيصل : بسم الله عليكي يا قلبو ( حط يده على بطنها ) إهدأ يا بابا خلاص دحينه حتأكل بس لا تعور مامتكك يا بطل
شوق ناظرته مبتسمة : يالله خذني أبي أكل
فيصل يساندها : هيا يـــا قلبو
أخذها للصالون و جلسوا على أريكة طويلة حتى يتناولوا الغداء .



بعد مرور وقت ثقيل هبطت بهم الطائرة في أمريكا ..
بعدها صعدوا في السيارة التي كانت تنتظرهم ..
وذهبت بهم إلى لوس أنجلوس ..
معاذ كان ينظر العالم من حوله بذهول .. كم شدته تلك المناظر الجميلة ..
كان ينظر للناس الجدد غريبي المنظر عن السعوديين ..
وده أنه يرسم تلك المنازل الشاهقة و أعمدة المصانع التي تلامس السماء ..
لكن الألم الذي به أقوى من ذلك ..
ظهره بعيد عن الكنبة منذ بداية الرحلة ..
و به المشاعر مختلطة ..
ألم و شوق و فرح و حزن ..

نواف : الحمد الله على سلامتك معاذ
معاذ اللي أنتبه عليه : الله يسلمك
نواف : ها عاجبتك ؟
معاذ : اممم زينه بس ما تسوى السعودية وترابها
نواف : أصيــــــل
معاذ : و مأصل بعد
نواف : هههههههههه زين أبآخذك مكان هنا يسوى تراب السعودية بس ما هو بالحين لمن تهدأ الأوضاع
معاذ : إن شاء الله
نواف : هذا القصر اللي نجلس فيه
معاذ : وعمر وينه ؟؟؟
نواف : داخل
وقف السواق بوسط الحديقة ونزلوا نواف ومعاذ ..
والخدم دخلوا الشنط ودخلوا ورآهم
معاذ ينظر إلى جمال الديكورات و الفخامة من حوله ..
وأخذه جمال الديكورات لبعيد حتى أن صحا ع صوت نواف
: معاذ يا الله نطلع فوق ؟
معاذ : هــــا .. إيه قدام
رقوا الدرج الذي ينتصف القصر و لمن وصلوا للدور الثاني أشرت لهم الخادمة لجهة ما جالسين عمر و فواز
حزن معاذ على عمر الحزين وحس بشعور ما يراوده ..
ما عرف إيش هوا لكن توقع أنها فرحة وراحة بوجود عمر
نواف : سلام يا حلوين
التفوا عمر و فواز حتى يتأكدوا لكن طار عمر لجهة معاذ
: مـــعـــــــــــاذ *فحضنه بقوة *
صرخ معاذ : آآآآآهــــــــ
عمر بعد وراء : وش فيك ؟؟ وش يعورك ؟؟
نواف ناظر معاذ بحزن
معاذ وهو يصر على أسنانه ويحاول يأجل هذا الأمر : ما فيني شيء
* وبصوت مشتاق حزين * وحشتني وحـشتني ي غلاي
عمر دمعت عيناه : وأنت أكثر
عانقه بقوة من جديد بكل حب وشوق وفرح
بكل لهفة وألم وحزن وبكل معنى من المعاني الجميلة
و معاذ يحاول أن لا يتأوه وهو لا يعلم بأن الجرح الذي ضاغط عليه عمر ينزف .

نواف عانق قريبه فواز وأخذ الطفلة منه ليداعبها
فواز : الحمد الله على سلامتكم
نواف : الله يسلمك و يبقيك
فواز : عسى ما تعبتوا ؟
نواف : أنا عني ما تعبت أبد
فواز : ههههههههههه متعود الشيخ
نواف : هالله .. هالله


عمر : معاذ أعرفك على فواز
معاذ * اللي حاس أنه بيثور من قوة الوجع .. وكاد أن يجن وبالقوة مد يده * : أهلا فواز تشرفنا
فواز : الشرف لي أني ألتقي فيك والله
معاذ * وهو يصر على أسنانه * : حبيبي
عمر عندما أدار بعينه صدمه الذي رآه :
مـــعــــــــــــــــاذ أنت تنزف ؟؟ وبعدين وش ذا اللي برأسك ؟؟
معاذ وهو يحاول أنه يكون أقوى من الألم : م ما فيني شيء .. وهذي لأني طحت
عمر : تكذب علي يا معاذ .. الدم اللي بظهرك من وشو ؟؟
معاذ : أي دم !!!!!
نواف : معاذ قول له
معاذ : ما في شيء ينقال .. بعدين أنا تعبان و أبا أرتاح .. دلوني لغرفة
عمر : تعال معي
معاذ : كلم الخدامة .. أنت أرتاح خلك مع الشباب
عمر : لاحق عليهم .. أنا بروح معك يا الله تعـــال * ومشى قدامه *

ومعاذ يتبعه ويأن بينه و بين نفسه ..




استيقظ و لمن شاف اللي معه على السرير وقف برعب ..
مو مصدق اللي يشوفه ..
هيفاء !!!!
وش اللي جابها لغرفته ؟؟
لااا هذي مو غرفتي ؟؟
أنا اللي دخلت لهاا .
ياااا ويلك من الله يا أحمد .. خنت عائلتك ..
أجل تجامع بنت عمك يا أحمد
لااا و بعد متزوج و عندك ولد
وش سويت أنا ياا ربي ؟ وش سووووييييت ؟
لبس ملابسه وخرج هاربا من القصر بكبره
أما هيفاء تبكي ألم و حسرة و ندم ..
ليش سوى كذا ؟
ما توقعت أنه بيكون كذا أو يسوي هذي السواة
توقعت أنه جاي لجل يعتذر عن غيابه
عن الوعد اللي رماه وراء ظهره
عن حياتها اللي خلت منه
توقعت أشياء و أشياء
لكن .....!
خابت التوقعات .. و ماتت الأماني
و تلك الأحلام الجميلة قد دفنت في مقابر القهر و القسى
و تلك اللحظات الجميلة قد طعنت بالخزي و العار
ف لطالما الأشياء التي نرسمها بمخيلتنا تصدمنا في الواقع .

تتانفض برعب و بخوف ..
تبكي و تضحك ..
و تضحك ف تبكي ..
كل ما بها يرتعش ..
تلتحف بالبطانية لتغطي جسدها العاري ..
تشعر بالبرد من الخارج ..
و النار تسعرها من الداخل ..
مرت لحظات حتى غابت الرجفات ..
هدأ جسدها و كفت عن الحراك و عن الكلام ..
عدا تلك الدموع لم تتوقف .






الجازي ربما نفس حالة هيفاء .. هادئة صامتة
لا حس لها ..
الفتاة التي تملىء البيت بحسها قد هدت .
جالسات عندها صمود و حنين يحاولون معاها
حنين : حياتي الجازي تكلمي طلعي اللي بخاطركك لا تكتمين تراء مو زين الكتمان بيوجعك قلبك بعدين
الجازي على ما هي .
صمود : حنين شغلي قرآن يمكن يلين قلبه معه و تبكي على الأقل ترتاح
حنين : نجرب
شغلوا قرآن و مثل ما توقعت صمود .. جلست فترة تراقب المكان حتى انتفض جسدها دلالة لكتمان بكائها حتى دخلت بنوبة بكاء مرير .

أحلام الحربي 30-10-13 08:27 AM

رد: رواية ذوبت في غرامك الأقلام
 
_ 6 _







وحيدا.. مع الحمى و طيفك و الشعر

أسأل عمري كيف بعثرت يا عمري

تمر بي الأيام يشبه فجرها

دجاها.. و لم أنعم بليل و لا فجر

أعلل بالأوهام نفسي كما شكا

إلى الآل عبر القفر ضام على القفر

و أحسو من الآمال كأسا خمارها

يدب بقلب لم يذق نشوة الخمر


المرحوم بإذن الله : غازي القصيبي





مر ذلك اليوم .. كما هو حزين هادئ و صامت ..
لكن من الجهة الأخرى ..
و لوس أنجلوس تحديدا ..
كانت الأوضاع مختلفة ..
بدأت هلوسات معاذ فالحمى قد اشتدت عليه ..
وعادت إليه الآم الجروح النازفة ..
ولا تسمع منه غير الأنين ..
وبعض من الهمهمة الهامسة ..




عمر * الذي أشتد عليه الغضب بعد أن علم بكامل القصة و الذي أغضبه تلك الجروح على ظهر حبيبه وعاشقه وصديقه * :
لا ما هو من جده .. أكيد يستهبل جدي
نواف : أنا مو قهرني إلا ثقته و كأنه ما سوى شيء أبد
عمر : معاذ ما راح يرجع للسعودية .. راح يظل هنا معي
نواف : والله هذا اللي أبيه .. أنا خايف عليه من جدي
فواز : أكيد فيه شيء
نواف : فيه سالفة قديمة يبي يعالجها ..
فواز : واللي ينطقه معاذ هو الدم .. يعني جدك له دم عند أهل معاذ
نواف : لاااا ماله شيء .. جدي أستخف وبس
عمر : أكيد أستخف و إلا أهل معاذ ما يسوون هذي السواة .. على الأقل لو سووها بيكون لمعاذ علم ..
فواز : والله إحنا ما ندري .. بس لو نتحقق في ذا الأمر بطريقة سرية نقدر ساعتها نحمي معاذ منه ونعرف كل شيء
نواف : ما في حد بيعطيك الجواب الكافي .. أنا حاولت و ما لقيت شيء
عمر : المهم حنا لازم نحاول ونعرف كل شيء .. ولازم نأتمن المكان لمعاذ .. ما أضمن جدي بما أن ذا القصر خاص فيه
فواز : يمكن يجي فجأة ويلتهي بمعاذ ويحقق اللي برأسه
الكل نظر لفواز برعب ..
نواف : لازم نلاقي حل .. لازم أستأجر شقة و أبعد معاذ عن ذا المكان
عمر : ما عليك عندنا شقة أنا و فواز نروح لها
نواف : أجل يا الله
فواز : لا الجو ما يساعد .. مطر و برد .. وهو كافي عليه يصارع حمى وجروحه اللي تنزف ..
عمر : صح خلونا نجلس هنا لحد ما يتحسن الجو ونأخذه معنا ..

وسرح الكل يفكر ب الحال ,,
وكيف يصلحون الوضع بطريقة مرضية ..





في أحد الغرف الجانبية ب القصر ..

كان متمدد على بطنه هناك .. و يئن من شدة حرارة ما يشعر به ..
كل دقيقة تزداد الجروح ألما ..

آهـ يا ربي أرحمني من ذا الألم والله مو قادر أتحمل .. يا رب صبرني عليه يا رب ..
آهـ أحس أحشائي بتطلع من عيني من شدة الوجع ..

حاول يتحرك أو ينسدح على جنبه لكن الوجع اللي يحس فيه أقوى من أنه يتحرك .. عشان كذا أستقر على بطنه ..


سرح للبعيد لعالم والده ..
يتذكر كلامه و حكيه ..
تذكر يوووم ما ينساه للألفين عام ..

جلس على الصخرة بتعب يهمز ركبتيه و يهمز قدميه و تارة يمدد ظهره بالهواء ..
التعب بادي فيه .. له ساعات طويلة وهو منحني بظهره يزرع في هذه الأرض ..
وصل للتو الجد صقر بهيبته المعروفة و شموخه المعتاد ينظر للأرضين بتفحص و من ثم وقف بجوار خالد وبعد تفحص نطق : أشوفك لاهي عن شغلك !
خالد بهدوء و بنظرات ذهبت للبعيد : خلصت الشغل
الجد صقر : بس أنا ما أشوف أن هذي نهاية شغلك
تنهد خالد و مال بنظره ليديه : بس أنا ......
قاطعه بحدة : باقي الحديقة و بتروح مع مساعد للمزرعة اللي بحدود ابها وبتكمل الباقي هناك ولا اقبل العصر تعال ارتاح
خالد وقف مبتعد عنه يخبئ عينيه عنه : إن شاء الله
ابتعد وهو يساعد نفسه للمشي بعصا طويلة .. لان الألم الذي بظهره و ركبتيه لا يحتمل بان يقف ساعة اخرى .
عاد للحديقة و هو متأكد بأنه انجز اموره هناك ... فقد لاحظ العكس هناك احد وراء كل الخراب في هذه الحديقة ..
بدا بتعب شديبيد بشغله و لكن ببروووود ..
اوقظ ذلك البرود صراخ الجد : خلككك خفيف عشان تروح للمزرعة
حاول يكون اسرع .. ولكن التعب اخذ من جسده و قوته الكثييير .

مشى الجد غانم لحتى وصل لخالد اللي يتنفس بشكل قوي و جالس على الارض بتعب .. الشغل هذا وصله لعمر السبعينات رغم صغر سنه ..
جلس عنده وقدم له قارورة المويا الباردة : وش فيكك يا أبو معاذ ؟
خالد : ما فيني شيء .... بس ارتاح لي شوي و اكمل هالشغل
الجد غانم : مابه شغل بحزة الظهر انت تعبان ولازم تروح ترتاح
خالد : شغلي كثير لازم اخلص عشان اروح للمزرعة
الجد غانم باستغراب : من متى تروووح للمزرعة ؟؟
خالد : من اسبوع
الجد غانم تنفس بقهر ما توقع اخوه يسوي هالشيء : قم تعال معي انت تعبان ولازم ترتاح يا أبو معاذ
خالد جاء بيتكلم لكن قدوم معاذ انهى الجمل ..
معاذ حب رأسهم : سلام عليكم
و عليكممم السلام
معاذ : كيفك ياعم ؟
الجد غانم ابتسم : طيب يا ابوكك .. وانت شحالك ؟
معاذ : الحمد لله ( وجه نظره لابوه ) كانك تاخرت على البيت يا ابو معاذ !
خالد : مشغول يا ابووك
معاذ : خلاص روح وانا اكمل عنكك انت تعبان لا تتعب نفسك زيادة
الجد غانم : يالله قوم يا ابو معاذ
خالد : خلوني اخلص
معاذ وقف ابوه ومسكه من ظهره : فديتك يا ابوي انت تعبان و ما ابيك تكمل روح ارتاح وانا انجز اشغالكك

اشتغل تحت حرارة الشمس رغم برودة الجو ... خلص الحديقة الأمامية
فانتقل للزريبة فاكمل عمله هناك ليأخذونه للمزرعة لينهي عمله هناك
تذكر كلمات ذلك الجد الساخر : هه أشوفك متأخر بفروضك اليووم يا ولد خالد .
معاذ ناظره : اسف طال عمرك .. بس الشغل كثير اليوم
الجد صقر : مو عذر .. بعدين انت تعرف الأعمال الخاصة بأبوك و فيك ولازم تقومون فيها بأكمل وجه و لا تنسون ان راتبكم خاصم منه كثيييير بسبب اعذاركم بذا التعب
معاذ تنفس بقهر منه : ما اعتقد انك شفت اعمالنا ناقصة
الجد صقر : بس انا اشوف أنكم ما تستاهلون الفلوس أبد
معاذ : أجل عطنا حقوقنا واجورنا دفعة وحدة وننسحب ندور مكان ثاني نأدي فيه الواجب
ناظره الجد صقر : مين بيقبل فيكم إذا أنا اللي يالله متقبل اشغالكم تبوون غيري يوظفكم عنده .. هه رووح كمل شغلكك والا مامن راتب ( ابتعد عنه )
ومعاذ يناظر في ظهر الجد صقر بغيض بقهر لكنه تغاضى و كتم ..
ما حكى لأحد التزم الصمت .. حتى أبوه ما تجرأ وتكلم معه في هالموضوع






سافر للجنوب عند مرته ما هو على حاله من فترة
الجوهرة : أحمد وش فيك ؟
أحمد : ما فيني شيء
الجوهرة : وجهك ما يطمني .. متضايق من شيء ؟
أحمد تنهد : لو متضايق بأقول .. بس تعبان و أبي أنام
الجوهرة : روح ارتاح حبيبي
أحمد : زين ..
دخل غرفته و تمدد على السرير ..
تفكيره كله يتمحور في هيفاء .
وليش سوى فيها كذا ؟
معقولة للحين تحبني ؟
أعرفها تحبني و تضحي باللي تملكه لأجلي
بس أنا خذلتها للمرة الثانية
لا و هذي المرة أخذت منها أغلى ما تملك ..
تعبت وهي تنتظرني لكن ما أشتكت
و أنا رحت لغيرها
أحرجتيني يا هيفاء معاك
لكن ما أقدر اسوي شيء
والله ما أقدر كونت عايلة و مو مستعد أهدم ذا البيت
آسف يا روح أحمد آسف
بأروح وأخليك ما أقدر أصحح غلطتي ولا أقدر أتزوجك آسف .. آســـف





جلست على الأريكة القريبة من السرير ..
و للحين تفكر ب اللي قاله جده لها قبل بضع ساعات :

كانت نازلة وتعدل عباتها حتى تروح للبنات اللي متجمعات في بيت أم غلا ..
و أستوقفها نداء جدها لها :
صـــــمـــــود
حست بالرعب وبرعشة من أعلاها لأسفلها .. رفعت عينها برعب :
هـ.. هــلا
الجد صقر : تعالي أبي أكلمش بموضوع
تقدمت صمود برعب و خوف : و وو وش م موضـ..وعه ؟
الجد صقر : أجلسي
جلست صمود بإنطواعية .. و جلس هو على الكنبة المقابلة لها ..
: أنتي كم باقي عليش سنة و تتخرجين ؟
صمود : باقي أربع سنوات
الجد صقر : حلو .. ومرتاحة بالسكن
صمود ناظرت جدها : ها.. أكيد
الجد صقر : لازم تودعين العزوبية وش رأيش ؟
صمود اللي وقفت برعب وبصدمة : أودع العزوبية ..؟؟!!
الجد صقر : إيه .. و أنتي وش ناقصش زين و سنع وكل اللي يبيه الزوج فيش
صمود : أنا ما أبي أتزوج
الجد صقر : ليه وش حادش عن الزواج ..؟؟
صمود : بس كذا ما أبي أتزوج
الجد صقر : يعني حاطه أمل أنش تتزوجين معاذ ؟
بلحظة تسرع نطقت : إيه ......... أقصد أنا ما أبي أتزوج الحين لساتني صغيرة ومو مستعدة لهذا الشيء
الجد صقر : ترى فيه شيء أسمه غصب .. و إذا تشترين سلامة معاذ تزوجي و أبعدي عنه
صمود : وش دخل معاذ في السالفة .. ما بينا أي شيء
الجد صقر : مو أنا اللي تمزحين معي ب الكلام .. أنا أدري وش اللي بينكم و أعرف أن اللي بينكم أكبر من حب .. بس أسمحي لي و أنا جدش ما أقدر أخليش له
صمود : ما تقدر ليه ما تقدر ..؟؟؟ زين ليه هذا كله .. ؟؟ وش السالفة بالضبط ..؟؟
الجد صقر : صح أن معاذ رجال .. بس بيننا ماضي وحسابات لازم تصفى كان المفروض أواجه أبوه و أنهي الموضوع .. بس ما بقى إلى معاذ .. ولازم يتحمل
صمود : يتحمل إيش ؟؟ جدي أنا مو فاهمة شيء !
الجد صقر : سرقة حسابات الشركة .. و قتل ولد خالتش
صمود جلست بصدمة وتناظر جدها بعدم تصديق :
لا ما أصدق .. والله ما أصدق .. مستحيل
الجد صقر : هذي الحقيقة و أنا جدش .. عشان شذيه أقولش خلش بعيدة عن معاذ و أنتمي لعالم خاص فيش بعيد عنه ..
قامت من عنده بصمت فبعد تلك الجمل أنخرس لسانها عن الكلام ..

حطت يدها على رأسها وهي تقول في نفسها
: يا ربي وش أسوي الحين ؟؟؟ لازم أكلم معاذ لازم ما يصير يكون معمي عن ذا الشيء .. بروح له أمريكا .. بعتذر بألف حجة و أروح لازم يعرف على الأقل يكون مبصر في اللي يسويه جدي ..





لم يعلم بأنه فقد وعيه و حملوه أصدقائه إلى المستشفى ..
و فقد وعيه مرة أخرى يومان ..
كان نائم طوال هذين اليومان بكل أريحية ..
لقد عوضت له هذين اليومين راحة فقدها بعد موت أبيه ..

بدأ يفتح عينيه بثقل ..
ويشعر بدوخة وصداع ..
أول ما استوعب بدأ ينظر للمكان اللي حوله ..

أنا وين .. ؟؟
ومن جابني هنا .. ؟؟
ووش اللي صار علي بالضبط ..؟؟

دخلت عنده الممرضة تجر العربة أمامه : صباح الخير ي سيدي
معاذ ناظرها ببلاهة .. ويحاول يستوعب ما تقوله .. ولكنه تذكر تلك الكلمة ماذا تكون فرد بصوته المتقطع لجفاف حلقه :
أهلا صباح الخير
ابتسمت الممرضة .. وتقدمت منه : كيف حالك اليوم ..؟؟ هل تشعر بتحسن ..؟؟
معاذ : أنا بخير .. و بعدها ثبت نظرها فيها بغباء لأنه لا يجيد تلك اللغة كثيرا ..
الممرضة : حسنا يبدو أنك تشعر بالعطش .. أتريد أن تشرب القليل من الماء ..؟؟
معاذ : ماذا تقولين .. أنا لا أجيد التكلم بتلك اللغة
الممرضة : أوه ي إلهي كيف سأتصرف بعملي الآن .. حسنا لا بأس يا عزيزي
أخذت علبة المويا ورفعتها وبدأت تتكلم بلغة الإشارة معه ..
تنهد معاذ وأومأ برأسه بالموافقة لأنه يشعر بالعطش ..
الممرضة : حسنا سأبدأ بفحصك هل أنت مستعد ..؟؟
نظر لها بغباء : أنني لا أفهم ما تقولين !!
ثم قالت : أووه ي إله السموات كيف ستفهم ذلك ..
حاولت بشتى الطرق أن توضح له ..
معاذ : أوه حسنا .. ي رب من وين طلعت ذي أنا من جابني هنا يا ربي

دخل بهذا الوقت شاب يتسم بملامح شرقية ..

الممرضة : دكتور وسيم أهلا بك يا دكتور .. أشكرك على مجيئك
د / وسيم : أهلا بك .. لماذا ؟؟
الممرضة : أنه لا يجيد الحديث معي بالانجليزية .. ولم أفحصه لأنه لا يفهم ذلك
د / وسيم : حسنا لا بأس قفي خلفي و أنا سأفعل ذلك
الممرضة : حسنا

تقدم وسيم وهو يقرأ الملف بشكل سريع : أوه سعودي
معاذ حمد ربه من قلب أنه طلع سعودي : إيه نعم
د / وسيم : اممم .. حلو معاذ .. أنا دكتور وسيم والمسئول عن حالتك
معاذ : أهلا دكتور
د / وسيم : أنا ببدأ بالفحص أول .. و تذكر أن الحالة اللي أنت وصلت لها حرجة ولازم تتعداها لازم تتحلى بالقوة يا معاذ
معاذ : الله كريم .. بس أنا وش جابني هنا ؟؟
د / وسيم : فقدان وعي .. الجروح اللي بجسمك والنزيف المستمر تعاملت معه مثل ما ينبغي بس أوعدني أنك تترك الحزن على جنب
معاذ * اللي بلع لعابه بقوة * : ما فهمت
د / وسيم : خليننا نشوف الجروح الحين ..

بدأ ب العمل تحت تأوهات معاذ ..
وصرخاته المؤلمة ..
وآنينه الذي يقطع قلب وسيم عليه ..
وسيم كان يشعر ب الشفقة و ب الرحمة تجاه ذلك الإنسان المجروح ..



نام و لكن أستيقظ مرعوب عندما مر عليه طيف ذلك الجد الثائر ..

و تأكد وسيم بأن معاذ لازال تحت تأثير الصدمة..
أول ما يطري خياله أو يسمع صوته يتملكه الخوف الهستيري..
يصرخ برعب ويدفن نفسه ب الوسادات عله يختفي ولا يراه ..
و لكنه ب الحقيقة لا يراه وليس بقريب حتى ..
ولما يحس بأي يدين على ظهره يشهق ألماً ورعب ..
يصرخ ووجهه مدفون بوسادته ولا يتوقف عن الصراخ حتى يبتعد عنه الدكتور ..
يصرخ بألم بكلمة واحدة فقط..
: إيــه أحبهــــــــــا أحـــبــــــــــــــــــــها

تنهد الدكتور وسيم الذي عانى كثيراَ مع معاذ ..
أنقلب فجأة و أصبحت تراوده خيالات و كوابيس مخيفة ..
اضطرت تلك المخاوف أن تدفعه لعالم الخوف المجنون ..
أصبح لا يتكلم و لا يجاوب على أي سؤال ينطرح له ..


اضطر عمر أنه هو يكون قريب منه و يراقب الدكتور
اللي يغير الضمادات اللي بظهر معاذ باليوم ثلاث مرات..
وبكل مرة لازم يتحمل منظره القاتل وهو يحاول يخبئ نفسه عنه ما يبي يشوف أحد ولا يبي أحد يشوف ضعفه ..
يعاني معه و الممرضات أيضا على المسكن اللي ما يرضى يشربهـ في أغلب الأحيان ..
ويظل لوقت طويل وهو يتألم ويئن بتعب ..
لحتى يضطر الدكتور يضربه إبرة مسكنة..
الدكتور وسيم : لازم تأخذها انت ما تدري إن الأبر المسكنة تسبب لك الإدمان ولكن الحبوب مالها آثار .. خذ الحبوب
دار معاذ رأسه عنه
عمر : يالله حبيبي خذها عشان تريحك وتهدي وجعك
ما تكلم وما نظر لهم حتى
تنهد عمر : دكتور لازم نلقى حل
الدكتور : إذا استمر كذا بأضطر أنومه مغناطيسيا ويتكلم حينها باللي بداخله على الأقل ما يكتم
عمر : إنت شايف كذا
الدكتور وسيم : هو محتاج يتكلم لأن اللي صار والصدمة اللي عايشها والأوجاع والماضي كلها كاتمها فيه وأكثر وحالته مرعبة مخيفة بسبب الكتمان وكل شيء في عيونه صار ولا شيء معاذ محتاج راحة محتاج وطن جديد محتاج أمان وشخص يسمعه .
عمر ناظر معاذ : طيب خلينا نتساعد لأجله
الدكتور وسيم : اوكي حننظم له جلسات معك ونشوف حينها إن بدأ يشاركك الحديث أو أقوم بتنوميه مغناطيسيا
عمر : ومن متى نبدأ ؟
الدكتور وسيم : من بكرة وخليك مستعد
خرج الدكتور وسيم وترك عمر وراه يناظر معاذ
اللي عاد لحالته من جديد و كأنه ضربه قبل بضع ساعات
ينام بضع دقائق
ثم يصرخ متوجعا من شدة الألم .



نواف غمض عيوووووونه بقوة فيه حزن كبييير
ما يدري وش سببه الأشياء اللي كان يحس فيها
مأزالت تكثر عليه للوقت الحالي .
وهذا اللي لاحظه فواز : نواف إسم الله عليك وش فيك !
نواف : مدري ....... ما فيني شيء
فواز : وش اللي مضايقك ؟
نواف : ما به أمور مضايقتني
فواز : أجل ليه ضايق ؟؟
نواف : مدري صدقني فيني شعور بحزن فيني شيء مدري وش هو ..... عاجز أفهمني وافهم اللي أحس فيه
فواز : بسم ربي عليك قووم خلنا نشوف لك طبيب
نواف : بأشوف معاذ وش صار معه هالعمر مإ منه فأيده أدق عليه ولا يرد أبي أتطمن عليه
فواز : يالله أجل
قام نواف اللي صار معاذ يهمه حيل و بس ما يدري ليش
يبي يعرف وجاهل السبب .


الساعة الآن 11:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية