منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   وراء الأبواب الموصدة (https://www.liilas.com/vb3/t189853.html)

سحر الشفق 10-09-13 04:18 PM

وراء الأبواب الموصدة
 
رواية // وراء الأبواب الموصدة


" الجزء ((1))"


" صهيب "


صرخت بصوت عالي وأنا أشوف البنت الواقفة على حدود الجرف العالي"لا..انتبهي لا تطيحين "
لكنها ما التفتت لجهتي ابد، بل ما زالت واقفة على حافة المنحدر بشكل خطير.

تقدمت لجهتها بخطوات متشنجه خوفاً من أنها تلتفت وتسارع لرمي نفسها وتنهي حياتها بلحظات.
واصلت خطواتي وأنا أحاول أنتظم في سيري بخفة حتى ما تنتبه لتواجدي خلفها.

قبل لا أوصل بخطوات بسيطه فاجئتني بإلتفاته سريعه وهي تصرخ " لا تقرب مني"
رفعت ايديني حتى أهديها وكل خوفي بأنها تتهور وترمي نفسها " اهدي ما راح اقرب منك، لكن انتي بعدي عن الجرف لا تطيحين"

ملامح وجهها ما كانت متضحه بسبب الشعر الكثيف النازل على وجهها ، لكن عيونها كانت واضحه، والنظرة المستعرة فيها وهي تصرخ فيني حتى أبعد عنها كانت واضحة تماماً" مالك دخل، ابعد عني ، ابعد، هنا راحتي أنا "
وبعدها رجعت تعيد صرخاتها حتى أبعد عن المكان.

حاولت أتكلم معها بهدوء ممزوج بتحذير وتخويف " هنا المكان خطير ، مافي أي راحه هنا، هنا موت ، وعذاب"
رفعت يدها وبعدت خصلات من شعرها الهايج عن عيونها ومن بعدها أشرت بيدها على أسفل المنحدر " انت ما تشوف المكان هنا مريح وحلو، كيف تقول هنا موت وعذاب"

بهزة رأس ممزوجة بغضب جاوبتها" نظرتك خاطئة"
بلسان مستهزئ ردت علي" وهم بعد نظرتهم خاطئة"

بحيرة وإستغراب سألتها " من هم "
قالت وهي تحرك يدها بحركة تضخيم حتى تبين العدد الكبير اللي أردفته من بعد بكلامها" كلهم ..أهلي، صديقاتي، وكلهم متأكدين أنه هناك راحه، وشفهم ينادوني، أكيد ينتظروني"
وختمت كلامها وهي تقتنص نظرة إلى أسفل المنحدر الجبلي، وحركتها قربتها أكثر للسقوط

صرخت عليها " هناك موت ، وأفظع من الموت "
سألت بصوت كان يحمل قدر من السخرية " ايش أفظع من الموت ؟"

رفعت عيني لعينها وقلت لها بصوت جدي " أنك تتمنين الموت وما تحصلينه "

لاحظتها تحرك رأسها بعدم تصديق ونفي، ومن بعدها رفعت يدها بشتات لشعرها وقالت بضعف " لا "
في ثواني بسيطه اهتزت الصخره اللي كانت واقفة عليها بعدم اتزان، ولاحظت عيونها ترتد لعيوني وهي تحمل خوف ورعب ، ويدها تمتد لي حتى أساعدها قبل لا تسقط ..

لكن في ثواني قليله وقبل لا أوصل لها وصلتني صوت صرختها وهي تشق السكون اللي كان بالمكان

استيقظت من نومي بعد هالحلم اللي صار يتكرر بشكل دائم خلال هالسنة، ولكنه كثر في هالأسابيع الأخيره،
الضيق صار يملأ صدري بعد كل مره صرت أشوف فيها هالحلم ، مدري ايش نهايتي مع هالحلم.

امتدت يدي للدرج اللي بجنب سريري وأخذت آيفوني أشوف الساعه ، بعدها ثلاث الفجر باقي ساعتين قبل لا يأذن الفجر، فتحت الواتس آب أشوف آخر تواجد لماجد وحصلته قبل دقايق بسيطه اتصلت فيه وصلني صوته" ايش عندك صاحي"
"كنت نايم ومرتاح ، لحد ما رجعت أحلم هذاك الحلم وخرب علي نومي"
وصلني صوت ضحكته " أحسن ، لأجل تسليني، ولا أقولك لا تطول أبي أنام لي شوي"

جاوبته بإمتعاض" لا والله، أنا متصل فيك أبيك تشوفلي احد يفسر هالحلم ويفكني منه، وين عنك المرضى ما يسلونك"
" ابد المستشفى الليله فاضي، الظاهر أبقضي هالشفت بالنوم، الله يديم العافية على المسلمين"

قلت بضحكه " آمين ، روح نام عسى المدير يطب عليك وأنت نايم، ولا تنسى اللي وصيتك عليه"
قال بضجر " يصير خير"

أخذت تيشيرتي ولبسته وأنا طالع من الغرفة، نزلت للطابق الأرضي البيت هادي ومعتم كالعاده، توجهت للمطبخ المفتوح على الصالة بتصميم مريح ويناسبني أكثر لسهولة الوصول والإشراف على أي حاجه أطبخها لا تحترق.

دخلت كوب القهوه بحركه كسولة بالمايكروويف، وانتظرت لدقايق وأخذت كوبي معي وأنا أجلس على كرسي من الكراسي المرتفعه المحيطه بطاولة المطبخ الطويلة اللي جاية على شكل نصف دائرة.

أخذت رشفات بسيطه من كوب القهوه وتفاجأت بصوت الجرس ، من اللي جاي في هالساعه ، ماجد ومداوم أكيد توني مكلمه، لو أحد من الشباب كان اتصل ، وبعدين ايش اللي يجيبه في هالساعه.

رنين الجرس المتتالي ما ترك فرصة كبيرة للتفكير حطيت كوبي على الطاولة وتوجهت للباب الخارجي بخطوات سريعه ، لما وصلت وفتحت الباب تفاجأت بعمي طلال اللي صارلي سنين ما شفته واقف قدامي وملامحه متغيره كثير عن زمان، الشيب غزاه وترك علامات واضحه عليه .
سأل وهو ما زال غير متأكد " صهيب صحيح؟"
أكيد ما عرفني ، آخر عهدي بعمي طلال لما كنت بآخر مرحلة بالثانوية وقبل لا أدخل الجامعه في نفس السنة اللي توفى فيها أهلي بحادث أليم وكنت توني في بدء الشباب ، لكن أنا الحين واقف قدامه رجل غير الولد اللي كان يذكره.
" هلا عمي طلال ..تفضل..تفضل..إيه أنا صهيب"

بعدت عن الباب وأنا أحث عمي اللي كان صامت بشكل غريب ، حتى السلام ما سلم، ممكن سنين البعد أثرت وسببت برود في علاقتنا ..
دخل عمي وقبل لا أصك الباب من بعده تفاجأت بالكائن الأسود الصغير اللي وراه ، بعدت بسرعه عن الباب وتركتها تدخل،وتقدمت لجهة عمي، من هذي اللي معه يمكن زوجته ، بس رقم كم يا ترى ، اللي أعرفه أن عمي طلال إنسان يغير الحريم مثل تغيير السيارات من دون أي إهتمام، إنسان دنيوي من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى أنه كاره لذكر الأولاد حتى لا يتقيد بأي مسؤولية.

رحبت بعمي وأنا أوجهه للصالة ، لما استقر هو واللي معه بالكنب قمت حتى أجيب قهوه ، ماي، ما أدري من وين جايين، اذا يبوني أصلح لهم أي شي كنت محتار ..

لكن صوت عمي ما ترك لي أي فرصة قال بسرعه " لا تجيب شي ، أنا مستعجل بروح..وراي سفر"
أجل إيش جايبنك في هالوقت يا عمي قلت بخاطري !
تنحنح وقال بصوت هادي" أبي منك خدمه يا صهيب"

رغم البرود وعدم التواصل اللي بينا إلا أني جاوبته بحميه " أنت تآمر يا عمي "

قال بشكل مباشر وهو يأشر على الكائن اللي معه " هذي هند بنتي ، أبيك تخليها معك لحد ما أرجع من السفر"
لأول وهلة تخيل لي أني ما سمعت صح ، أو أني على الأقل يمكن ما فهمت كلامه ، لكني بعد ما قلت " كيف" وعاد عمي الكلام ذاته صرت أقل ما أوصف أني إنسان متفاجئ ومصدوم.

قلت بإستغراب " تبي تخلي بنتك معي أنا، هنا ببيتي"
جاوبني بصورة عادية، وكأن الموضوع طبيعي وخالي من أي موانع وتعقيدات " إيه، وأدري أنك ما راح تردني ، أنا إنسان مشغول ومو فاضي ، ما أقدر أوديها معي كل مكان "

سألت وأنا ما زلت أحس اني بحلم " وين أمها "
قال بإستغراب " أمها ؟!"ثم أردف " اهاا أم هند،، أمها بدوله ثانية "
بدولة ثانية ، طيب تآخذ بنتها معها " وليش ما تخليها مع أمها "
" أنا مطلق أم هند من سنين طويله، وهي تزوجت بعدها، لكن قبل خمس سنين جابت هند وقالت هذي بنتك انا تعبت من الإهتمام فيها "

سألت بتعجب من كلامه " وأنت قبل ما تعرف أنه لك بنت "
قال بضيق " لا ، أنا من الأساس رافض مابي أي عيال يربطوني فيهم ، لكن هذيك الغبية مدري شلون لعبت علي"

بعد كلامه هذا لان قلبي لهالمسكينة اللي تسمع هالرفض لوجودها من أبوها ، بعد ما سمعته أكيد من أمها ، إيش ذنبها يتقاذفونها كأنها شيء بلا روح ولا إحساس.

وصلني صوت عمي اللي قال بصوت صادم " والحين أنا بروح مستعجل ، مابي أتأخر"
لحظه لا يكون يبي يروح ويترك هذي هنا ، أعوذبالله من الشيطان الرجيم ، لا أنا أحل لها ولا هي تحل لي شلون هذا يفكر .
" والبنت؟"سألت بصوت عالي
قال بإستغراب " إيش فيها..خلها معك "
قلت وأنا أحس أني راح أطلع من هدوئي" كيف أخليها معي ما يجوز"
قال بلامبالاه " خلك من هالكلام بس"وتوجه ناحية الباب حتى يطلع.



" هند "
البيت اللي رحت له مع أبوي كان شكله غريب ، تصميمه مختلف من الخارج وحتى من الداخل، يجمع بين الحداثه والغرابة لكنه مودرن وجذاب ، لكن مو كثر صاحب البيت ، لو رفيقاتي هنا كان ماتوا على صاحب هالبيت شياكه وشباب وملامح ضخمه ولانجوم هوليوود أوبوليوود، لكن أنا ما عجبني شكله أحسه مخيف أكثر من كونه جذاب، لكن لو جينا للمعايير الحقيقية يبقى جذاب .أووف أنا وين والعالم وين القيت نظره عليهم ما زالوا يتكلموا بس ما يهمني كلامهم، ولا أبي أسمع أي شي، زدت على صوت مشغل الإم بي ثري وصوت الموسيقى العالي يتردد بأذني .

لما رجعت للعالم من حولي شفت أبوي واقف وواصل جنب الباب ، والغريب واقف بمنتصف الصالة ويحرك يدينه وملامحه غايمة كأنه متضايق.
وأنا إيش علي، قمت بسرعه من مكاني وتوجهت للباب لجهة أبوي مروراً بالغريب اللي مازال على وقفته السابقة.

أبوي رجع يلتفت للغريب وكلمه من هذا وثانية من هذا وأنا أراقب حركة أفواههم من دون لا أسمعهم ، يعني إيش راح يقولوا أكيد تفاهه وأمور عمل ما تنتهي.
فجأة شفت وجه أبوي يشرق أكيد تمت الصفقه بنجاح ..أخيراً راح نطلع من هالبيت اللي حسيته يضيق الصدر .
لكن الغريب وجهه أظلم بضيق ليش يا ترى، شكل الصفقة ما عاجبته وما هو راضي عنها .

فجأة شفت أبوي يرجع من عند الباب ويجلس بالكنب، الصفقة وتمت ليش ما نروح ونرجع البيت ،اووف شكل هالليلة ما راح تخلص .

جلست من جديد على الكنب وأنا خاطري أتمدد وأنام ،مجرد أمنية فقط ، ليتني بغرفتي ولوحدي الحين.
الغريب اختفى من الصالة ، لكنه رجع ظهر بعد ما لبس ثوب وشماغ وآيفونه بأذنه وهو ينزل من السلالم، وبعدها طلع.
رجعت بنظراتي لأبوي وجهه ما زال مشرق، شكلها جد هالصفقة شي ، أول مره أشوفه كذا فرحان ومرتاح.

مرت لحظات صمت طويلة ما تم خلالها أي تحاور بيني وبين أبوي، كالعاده مافي اختلاف ، لحد ما رجع الغريب وقام أبوي معه شكله ناداه ، نهضت أنا لما شفت أبوي طالع ، لكنه التفت ناحيتي وبدأ يتكلم نزعت السماعات بسرعه وسمعته يقول " خليك هنا ، ما راح أتأخر " وبعدين طلع.

مرت لحظات طويلة وممله، جالت خلالها عيوني في المكان ، مالمحت فيه اي كائن حي غيري، حسيت بالوحشه، لو أنه فيلتنا مماثله لهالبيت إلا أن حركة العمال والشغالات تخليها مختلفه عن هالبيت .

حسيت بحركه جنبي وشفت أبوي جايب كتاب وقلم وطلب مني أوقع ، على إيش أوقع لا يكون صفقة أبوي هذي تحت إدارتي وعلى شرفي أنا أو أنها أعمال بإسمي ، بس لو يبعد أبوي أصابعه حتى أقدر أقرأ اللي مكتوب وأفهم بس شكله رافض.

أخذت القلم ووقعت بإمتثال لأوامر أبوي اللي انحنى من دون لا أحس وقبلني على رأسي من فوق الغطاء وطلع بسرعه من دون لا أحس.

حسيت بأنفاسي تتقطع وتصعب وأعراض النوبة تجيني لكني حاولت أهدي نفس عادي هذا أبوي ، هذا أبوي، مو شخص غريب، وأصلاً هو راح يعني ما راح يصير شي..أخذت نفس عميق وحسيت بالإرتجاف يقل..

بعد لحظات طويله فتحت عيوني وبديت أتنفس بهدوء ، غريبة هذي أول مره أبوي يسلم علي مو بالعاده...لكن حتى انه بعيد بقلبه عني، إلا أن تواجده يحسسني بالأمان .

تحركت بخوف لما سمعت صوت باب يغلق وقفت وأنا أشوف الغريب يتقدم لجهتي ..أجل وين أبوي ...وين راح.

سألت وأنا أحس بأعراض النوبة تباغتني بصورة أكبر عن السابق " وين أبوي"

طمووح 10-09-13 08:05 PM

رد: وراء الأبــواب الموصــدة
 
البداية جدا موفقة ... اتحمست كتييييير مع هند المسكينة ...
اتوقع إنها مريضة بالصرع أو شي مثله ..

هاذي أول مرة اقرا فيها رواية تصور مشاعر البطل كمان ... :)
ياريت تنزلي الباقي بأسرع وقت :)

سحر الشفق 15-09-13 07:54 PM

رد: وراء الأبــواب الموصــدة
 



رواية // وراء الأبواب الموصدة



" الجزء (( 2)) "


" صهيب "

اللي صار اليوم حدث مفاجئ إلى الآن ما أصدق إني أقدمت على خطوة الزواج من دون تفكير عميق، أو اتخاذ قرار عن قناعة، لأول مره بحياتي أكون متسرع بهالصورة، والأسوء أن التسرع جاء في موضوع مصيري.

بعد ما طلعوا المملك واثنين من ربعي اللي كانوا شهود واحد منهم كان ماجد اللي تفاجئه كان بقدر تفاجئي وأكثر
لأنه يدري أني ناوي أخطب أخته عن قريب، سبق وفتحنا هالموضوع أنا واياه لكنه اقترح التأجيل حتى تنهي دراستها الجامعية لأن أبوه ما يرضى يزوج أحد من بناته إلا بعد ما يخلصون من الدراسة الجامعية .

لذلك كان ماجد مصدوم من زواجي المفاجئ من بنت عمي اللي ما عمري دريت عنها، لكنه وقف جنبي كعادته وبارك لي وطلع حتى يواصل دوامه اللي ما كان منتهي بعد.

ودعت عمي بعد ما نزلت شنط بنته ، دخلت الشنط بالصالة اللي كانت هادية ولا كأن أي شخص جالس فيها
ألقيت نظره على البنت كانت بنفس الموقع اللي كانت فيه من ساعات ما تزحزحت منه ، احنا صلينا الفجر من فتره
والشمس قريب بتشرق، هذي ما قامت تصلي الفجر ولا كيف.

بحركة متعمدة حتى أنها تنتبه لحضوري أغلقت الباب بصوت عالي وتقدمت لجهتها شفتها توقف وهي ما زالت متغطية بنفس الطريقة التي كانت من لما جات، وسألتني بصوت مفزوع " وين أبوي"

استغربت من سؤالها لأنه مو بمحله فما هو من المفترض أنها تسأل هالسؤال وبهالطريقة الفزعة بعد لكني جاوبتها بهدوء " عمي سافر "

ردة فعلها فاجئتني وشككتني بالموضوع لأنها ابتعدت بخطوات خايفة وهي تحرك رأسها بخوف
وتتمتم بكلمات غير مفهومه وقفت بمكاني إيش المشكله هنا ، سألتها بلين " إيش تقولي ، ما أسمعك أنا "

لكنها جاوبتني بسقوطها المباشر على الأرض قدام عيني ركضت بسرعة حتى أحميها من أضرار السقوط لكنها كانت تبعد عني بخطوات فما لحقت عليها، لما وصلت جنبها اقتربت منها كانت متكومة على الأرض وجسمها يرتجف بشكل واضح أول ما تبادر في ذهني أنها تعاني من نوبة صرع ، بعدت الغطاء عن وجهها ورأسها وسندت به أسفل رأسها من تحت حتى لا يضرب في الأرضية ، فتحت الأزرار العليا للبلوزة البيضاء اللي كانت لابستها وبعدت الجوال ومشغل الإم بي ثري اللي كانوا ساقطين على الأرض جنب يديها ، جلست جنبها وأنا أتأكد من مجرى تنفسها أنه سليم، وما في أي عائق يصعبه.

جسدها ظل يرتجف والتمتمات الغير مفهومة ظلت تصدر من فمها، عيونها مغلقة بشكل كلي ، وبشرتها الرقيقة لونها مشوب بإحمرار بتوقعي أنه بسبب الحالة، لأنه الشرايين متضحه بسبب ضغط الأعصاب.

انتظرت لدقائق وأنا على نفس الحالة، ما قدرت أقترب منها أكثر، ما زلت غير مصدق أن هذي البنت تصير زوجتي وبإمكاني أقرب منها من دون أي حرج.

لاحظت بدايات ارتخاء بجسدها، وانتظرت صحوها، حتى أقدر أسألها أي دواء تستخدمه وأقدر أجيبه لها.

لكن ما صار شي، عيونها ما زالت مغلقة بإصرار، وكأنها رافضة تفتح من جديد أو أنها رافضة تفتح وتشوفني .

ناديتها بصوت هادئ" هند" لكنها ما جاوبتني ، رجعت أناديها من جديد" هند، تسمعيني" لكن دون أي فائدة تذكر،

إيش اللي ابلشت نفسي فيه ، إيش الموقف الصعب اللي حطيت نفسي فيه، عمي ما طرى لي أنها مريضة، ولا وصاني عليها كان مثل من رمى بحموله ثقيله من على عاتقة كانت مضيقة عليه بحياته ولا كأنها بنته.

ماجد صحيح مالي إلا أتصل في ماجد وهو اللي راح يساعدني " هلا بالعريس"

" هلا ، أقول ماجد كيف أعرف أن الشخص اللي قدامي يعاني من صرع أو بالتحديد جات له نوبة صرع، وإيش أسوي معه حتى يستيقظ منها "

أخذت نفس عميق وأنا ما زلت راكع بجنب الجسد النحيل اللي جنبي، فحصت البؤبؤ ، وتأكدت من حركة يدينها، وتأكدت من أنها خالية من الأعراض اللي ذكرها لي ماجد واحد بعد واحد "أجل إيش المشكلة "سألت ماجد

وصلتني تمتمات ماجد الخفيفة اللي كان ما يزال معي على الخط " panic attack"

بإقتضاب سألت " نوبة هلع "

رد بهدوء " بالضبط..ماهي معضلة جسدية أو مرض خطير ومستحيل علاجه ، حالة نفسية دايماً لها أسبابها
وعلاجها ممكن لكن يبيله صبر من الشخص المرافق حتى يكون هو المعالج للمريض ، شوف صهيب أنا الحين أحس أني دايخ وما أقدر أشرح لك لكن اللي لازم تعرفه أنك خلي نفسك طويل ، خلك هادي، وامسك اعصابك دائماً مهما تضايقت حافظ على هدوئك، حاول تزرع الثقة بينكم، ولا تستعجل في أخذ الحديث منها، وأهم شي الثقة ، لا تنسى يا صهيب"

من دون لا أوضح الموضوع ماجد بنفسه فهم اللي صاير بصوت محرج " مشكور ماجد، تعبتك معي"
" من متى بينا هالكلافة يا صهيب، عموماً في أي وقت راح تحتاج فيه لأي سؤال اتصل فيني"

قبل لا افصل قلت له بضحكه" انسى الحلم، وتفسير الحلم، هذا هو صار واقع ما يحتاج له تفسير"
جاوبني بضحكة خفيفة " يا أخي ريحتني عن العنا، عسى الكوابيس تحل عنك بس"

بخاطري كنت أقول إلا قول الكوابيس صارت واقع مو حلم يا ماجد.

طوال السنين الماضية كانت حياتي تتسم بالهدوء، خالية من أي مسؤولية حقيقية نحو أي إنسان، لكن من الواضح
أن الأمور في طريقها للتغيير، ارتفعت يدي تمسح على جبيني بتوتر، البنت صغيرة، وخايفة، وتعاني من نقص إهتمام من والديها، وإلا ما ما كانت راح تعاني من نوبات مثل هذي لو أنها محصله الأمان التام بحياتها.

تأملتها بنظرات متفحصة هي نايمه أو أن الخوف أجبرها أنها تغلق عيونها حتى ما تتفاجئ بمنظر غير متوقع
يا ترى هي موافقة على زواجنا، أو يمكن عمي جبرها على الزواج مني.

امتدت أصابعي تلامس جبينها إلا أن إنكماش جبينها وزيادة تنفسها أكد لي أنها يقظة.

ناديتها بخفة " هند " لكنها ما ردت ، رجعت أناديها من جديد، ومن دون جواب.
هديت أعصابي وتكلمت معها بصوت لين " هند، أدري أنك صاحية..قومي كلميني"

لكني ندمت على اني تكلمت معها بعد ما شفت الدموع تنحدر على خدودها "
قلت لها بتشتت" اهدي ..اهدي..لا تصيحي"ثم أردفت بسرعه" شوفي أنا راح أصعد فوق لغرفتي وأنتي ارتاحي هنا، وإذا تبي تنامي في غرفة ثانية فوق بعد، لكن أهم شي اهدي ولا تصيحين"

وصلت لغرفتي وأنا شبه هارب من هند بعد ما شفت دموعها، ما عرفت اشلون أتعامل معها وأنا ما زلت أجهل كثير من تفاصيل الأزمة اللي تعانيها، خايف أقرب منها وأهديها لكنها تخاف مني وتصير النتيجة عكسيه.

فتحت صفحة جوجل على جهازي بهدف أني أبحث عن أكبر قدر من المعلومات اللي ممكن تفيدني في هالحالة.

بعد أكثر من ساعة نزلت للصالة بأفكار جديدة، وبوعي أكثر من السابق عن الحالة اللي بين يديني
جالت عيوني في رحلة بحث عن هند ..لأتفاجئ بأنها ما زالت على الأرض الباردة ومنكمشة ونايمة بعمق ، بدليل ارتخاء جفونها بشكل مختلف عن اشتداده في السابق.

حسيت قلبي ينفطر لمنظرها الصغير المنكمش النائم، بلا تفكير دخلت ذراعي الأيمن تحت رجليها والأيسر تحت رقبتها، ورفعتها بخفة بين يديني للكنب الطويل والمريح اللي جنبي، رجعت فوق لغرفتي وجبت معي غطاء ومخدة بعد ما غطيتها تنفست بإرتياح لأنها ما حست فيني جنبها، لأنه لو صار مدري إيش راح تكون ردة فعلها ، لكن الأكيد أنها ما راح تكون سلمية أبداً.


" هند "


ثقل هائل يضغط على صدري ، يمنعني من أخذ أي نفس بسهولة ، في عقلي أدري أنه مجرد حلم، أو حالة
بين اليقظة والنوم، إلا أني ما أمتلك أدنى قدرة على التخلص منها، حاولت أجذب نفس وأنا أردد
حلم، حلم، يا هند، مثل كل مره حاولي تتغلبي عليه وتتنفسي ، إلا أن الثقل وضيق الأنفاس مازالت لها السلطة علي .

بعد فترة كنت أحسها طويلة
صحيت وجلست وأنا أتنفس بصوت عالي ، كأني كنت في مكان مغلق خالي من أي ذرة من غاز الـO2

عيوني ما زالت مغلقة وكنت حاسه بالدموع اللي تبلل خدودي، بسبب ضيق أنفاسي، وبسبب
حالة الألم اللي تجيني دائما، مليت وتعبت ، نفسي أنام وأصحو مثل باقي العالم، ليه أنا كذا.

رفعت أصابعي اللي كانت ماسكة أطراف الفراش بقوة ، ومسحت بها على عيوني أبعد بقايا دموع
ثابته على رموشي، فتحت عيوني وتفاجأت بالإنسان اللي جالس على طرف الكنب جنبي.

للحظات تجمدت في مكاني، لا أقدر أصرخ، ولا أبعد عن المكان، ولا أقدر أتنفس
كأني صورة مجمدة، هو حس بحالي لأنه وقف بسرعه ورفع يديه بحركة استسلام من بعيد
وهو يردد " اهدي ، اهدي ما راح اقرب منك، بس انتي اهدي ، واخذي نفس "

وصلني صوته الهادئ رغم الغشاوة اللي كانت محيطة بي بالكامل، إلا أن صوته تردد بداخل رأسي بغرابة.
ما دريت كم من الوقت مر ، لكني لما تنبهت واسترديت تركيزي فهمت جزء من الواقع
أني ما زلت في هذا البيت مع الغريب لوحدنا، أنا وإياه أبوي راح وتركني لحالي معه

أمي راحت وتركتني مع أبوي، والحين أبوي راح وتركني مع شخص غريب في مكان غير مألوف بالنسبة لي
ليه حياتي كذا، ليه ما في بأهلي من راضي يتقبلني ويحبني مثل باقي العالم، ليه حياتي مشتته ومختلفة عن باقي صديقاتي، ليه كل يوم جديد يكون أسوء من اللي سبقه، وما في أي شي يحفزني للغد.

مرارة قلبي ترجمتها عيوني بدموع ملتهبة تساقطت على وجهي من دون اي اكتراث بالغريب اللي أمامي
الخوف اللي عايشه فيه دائماً بلغ ذروته وتعداها، ودخلني في مرحلة جديدة من الإستسلام والصمت.

كنت راح أطيح من على الكنب لما سمعت صوت الصينية والغريب يحطها على طاولة القهوة اللي أمامي
" احنا الحين ظهر، وانتي ما فطرتي ..ما عرفت إيش تبي بالضبط، إذا تبين شي محدد قولي"

لمحت الصينية فيها كوب قهوة وعصير سندويشات وسلطة ثم رجع يتكلم من جديد" هو المفروض تاكلين بطاولة المطبخ، لكن ما عليه هالمره سماح"

رفعت عيوني له بنظره بعيدة عن التأمل، لكنها بقصد الإستفهام، انا إيش موقعي هنا، ولمتى راح أظل مع هذا الشخص.
رفعت يدي ومسحت الدموع اللي ما زال باقي أثرها وسألته بصوت مبحوح " أنت من "
قال بتساؤل " أنا من "
" أنت من..وليه أنا جالسه هنا ..وأبوي .. أبوي وين راح"

رغم الصدمة اللي انرسمت على ملامحه بالبداية إلا أنه قال بتجاوب " أنا صهيب ولد عمك وزوجك"
وأردف بعدها "وعمي مسافر، مدري كم من الوقت راح يتم، بس أظن أن سفرته بتطول"

في هاللحظه ماتت كل الأفكار والأحاسيس، بإستثناء حاجة وحده وهي معرفتي بضرورة الهروب من هنا

رميت الغطاء والتفتت للغريب ومن بعدها ألقيت نظرة على باب الصالة اللي دخلنا منه أول ما جينا، وبثواني بسيطة كنت واقفه جنب الباب أحاول أفتحه. حتى أطلع من هالمكان بأكمله.

" إذا تبي تفتحينة لازم تحصلين على المفتاح بالأول يا هند"وصلني صوته ببرود

برعب وخوف استوعبت كلماته يعني الباب مقفول والمفتاح معه، يعني أنا سقطت في شرك هذا الغريب ..

برعب قلت له " أبي أبوي، أبي أطلع من هنا"
" وين تروحين عمي سافر ، وأنتي الحين زوجتي"
قلت له بضعف "الله يخليك، أبي أطلع "

رد بصوت هادئ" وين تطلعين يا هند، أنتي زوجتي..انتي نسيتي أنك وقعتي على عقد الزواج صباح اليوم"

شبكت أصابعي بخصلات شعري المكشوف وقلت له بشتات" أنا ما أدري عن شي، أنا بس وقعت ومو داريه عن شي"
زم شفايفه بضيق وسكت للحظات ثم قال بهزة استسلام من اكتافه" هذا انتي عرفتي الحين، هالشيء ما راح يغير من الواقع "
وأردف " تعالي اكلي غداك، أنا سبقتك..وغرفتك فوق جاهزة وشنطك فيها"

وتوجه نحو الدرج بطريقه لفوق، لكنه وقف بعد العتبه الأولى وقال بتذكير" لا تنسي صلي صلاة الظهر، وما أدري عنك صليتي الفجر ولا"

وواصل خطواته..وتركني أنا بمكاني جنب الباب منكسرة ، محتاره ، متشتته ..وآخر كلامه يتردد في بالي " لا تنسي صلي صلاة الظهر ، وما أدري عنك صليتي الفجر ولا "

رددت بداخلي بإستغراب "الصلاة ".

بدون اسم كول 15-09-13 10:29 PM

رد: وراء الأبــواب الموصــدة
 
رواعه الرواية
اتوقع هند تحتاج قراية قرآن بدال الاغاني الي تسمعها واابوها اشلون يزوجها بالطريقة هذي اشلون مايفكر في بنته ننتظر باقي الرواية بالتوفيق

F H A O A H 18-09-13 07:11 PM

رد: وراء الأبــواب الموصــدة
 
جمميلله بشكل !! حتى تصويركَ ل مشآعر البطل
يَ شيخخه تحمسسَّت وياك كثير ، بِ إنتظارك

سحر الشفق 19-09-13 08:21 PM

رد: وراء الأبــواب الموصــدة
 
رواية // وراء الأبواب الموصدة

" الجزء (( 3 )) "


" صهيب "


قضيت الوقت المتبقي من الظهر في قيلولة ساعدتني على الإسترخاء من جديد وهدت من أعصابي
لما طلعت من غرفتي لاحظت أن باب الغرفة المجاورة اللي كان مفتوح مغلق الآن وعرفت أنها دخلت غرفتها

هالأمر ريحني شوي لأنه يعني أنها تقبلت الوضع بشكل مبدئي والبداية أنها استقرت بغرفتها
ومن ثم الأمور راح تتعدل بالتدريج..نزلت العتبات بسرعة لا أتأخر عن صلاة العصر.

فترة العصر من بعد رجوعي من المسجد قضيتها بين أوراقي وحاسوبي وتصاميمي ، على الرغم من أني أمتلك عقارات ورثتها عن أبوي إلا أني ما درست إدراة أعمال مثل ما كان الكل متوقع مني، ولا أني تخليت عن دراستي الجامعية
والتحقت بالأعمال، والسبب أني مغرم بالهندسة والتصميم المعماري، لذلك بالنسبة لي التصميم موهبة ومتعه أكثر من كونه عمل، كان من السهل أني أحصل وظيفة بمؤسسة أهلية مع شخص من معارف أبوي، وتساهل معي في دوامي المحدود بأيام قليلة بالشهر ، لذلك تواصلي مع زملاء العمل في الأمور الهامه واستقبال الإيميلات أغلبه عبر الإنترنت، وهالأمر سهل علي إدراة عقاراتي الثانية بشكل أسهل.

فترة المغرب قضيتها مثل العصر بإستثناء جولتي بالمطبخ لأجل أسوي كوب شاي.
وأنا راجع من صلاة العشاء اتصل فيني ماجد يطمئن على الأوضاع من حولي، أعطاني كم نصيحة طبية
إلا أني ما قدرت أتعمق معه بالموضوع ، مهما صار إحنا شرقيين وغيرتنا ما تسمح لنا نكشف أمور حريمنا قدام معارفنا.

لما وصلت البيت دخلت آيفوني بجيبي وألقيت نظرة على الصالة ولكن ما كان في أي أحد
كنت متأمل انها تنزل تتكلم معي، تاكل ، تشرب، يعني لحد متى راح تظل على هالحال حبيسة غرفتها.

بدلت ملابسي ودخلت المطبخ وأنا محتار إيش راح أصلح على العشاء ، أنا خاطري برز لكن خوفي أنها ما تاكله
لذلك تراجعت عن قرار الطبخ ، هم البنات إيش ياكلون ، إيش الوجبات اللي يحبونها.

اللي أعرفه أنهم يحبون اللون الوردي غير كذا ما أعرف عنهم شي ، بالنهاية استقريت على طلب بيتزا بأنواع مختلفة
البيتزا وجبة منصفة وترضي الجميع أتمنى أنها ترضيها.

فتحت الثلاجة وأخذت مشروب روحي يسليني حتى توصل البيتزا وجلست أفكر بالفروق اللي صارت
بين الأمس واليوم ، بالأمس كنت عزوبي ووحيد، واليوم أنا متزوج ..لكن ما أقدر أقول أني صرت أمتلك صحبة
لأني ما زلت وحيد، وكذلك ما أقدر أقول أن الفروق توقفت عند هالحد، لا، لأني رغم مرور أقل من يوم على تواجدها هنا
أحس أني مسؤول عن هالبنت وأبي أحميها من أي خطر ، نفسي أشوفها طبيعية ، لأني متأكد أنها تفتقد الكثير في حياتها.

حطيت العلبة الفارغة على الكاونتر ورحت أفتح الباب ، أخذت الطلبية من الموصل ، حاسبته وقبل لا يعطيني الزائد من المبلغ طلبت منه يحتفظ فيه ، حطيت البيتزا بطاولة المطبخ، وتوجهت للطابق العلوي ، الوضع أصبح يضايقني وجودها طوال الوقت بغرفتها يصعب الأمور أكثر من أنه يسهلها.
قبل لا أفتح الباب تذكرت أنها لازم تنعم بالخصوصية ولو أنها زوجتي الآن ، لكن من اللازم أني أعاملها بهالطريقة بالبداية حتى أكسب ثقتها.

طرقت الباب وانتظرت لثواني تلتها دقائق من دون رد، طرقت الباب مرة ثانية ونفس الحال، تحليت بالصبر
وطرقت الباب للمره الثالثة وانتظرت دقائق من دون أي جواب..

لا يكون صار لها شي وأنا مخليها طوال اليوم لحالها وهي مريضة ولا جات لها نوبة ولا إغماءة بقلة صبر فتحت الباب بقوة وبثواني كنت واقف أمامها بمنتصف الغرفة.

هند متمددة براحة فالسرير وعيونها مغمضة ومشغل الإم بي ثري موصول بسماعات والسماعات بأذنيها ورغم كل هذا صوت الموسيقى الطبول العزف أقدر أسمعها وأنا واقف بمكاني ، الصبر اللي مجهز نفسي له
تحول إلى غضب ، لما شفت الوداعة بعيونها وبملامحها ظنيت فيها الخير لكن وأنا أسمع صوت الأغاني اللي لا أنا
ولا أحد من ربعي يسمعها حسسني بنفور منها .

غمضت عيوني وأنا أردد الصبر يا صهيب الصبر، الغضب ما راح يصلح الأوضاع هديت أنفاسي
وفتحت عيوني لمحت أقرب شي منها لي، وكانت رجلها على السرير ضربتها بخفة
وبسرعة البرق حصلتها واقفة أمامي وعيونها مفتوحه بأكملها والسماعات ومشغل الموسيقى سقطوا على السرير

قبل لا تتكلم قلت لها بهدوء " تعالي تعشي معي"

لما تكلمت حسيت أنها تأكدت أنها ما تحلم لأن خطواتها ارتدت للخلف وقالت بتقطيع " أ أأنا ..مابي عشاء "

أتوقع أني لو أتكلم معها ليما الفجر ما راح تقول جواب يرضيني، لذلك بهدوء تقدمت جهتها وأخذت يدها الصغيرة الناعمة بوسط يدي وطلعتها معي من الغرفة ، يدها كانت دافية بالأول ، لكن بعد لحظات صارت جميد من خوفها، صرت أنزل من السلم وإياها وهي كأنها متخشبة بجنبي.




" هند "



من وصلنا المطبخ ترك يدي ، وقتها قدرت أتنفس بشكل طبيعي ، من شفته بغرفتي وأنا حابسة أنفاسي
خوفي منه ما زال مثل الصبح ما تغير شي، إلا أني ارتحت طوال الفترة الماضية لما خلاني لحالي.

أصابعي كانت ماسكه على الطاولة لما وصلني صوته الهادئ " اجلسي"
جلست على ستول والطاولة أمامي وقطع البيتزا رائحتها دخلت براسي، ما أذكر متى كانت آخر وجبة أكلتها
حتى صينية الغداء اللي جابها لي ظهر اليوم ما أكلت منها شي، لذلك حسيت أني أقدر ألتهم كل مافي علب البيتزا اللي بإعتقادي أنها تطعم جيش بأكمله لكثرتها ، هذا من جده طالب كل هالبيتزا حق شخصين .

" إيش تبي مشروب "

صوته صحاني من تفكيري ورجع الخوف لقلبي، أنا شلون راح أقدر آكل أمامه ، لا مستحيل مابي شي
سأل بصوت أرفع من قبل " أنا سألتك إيش تبين من مشروبات "

جاني إحساس أني لو ما جاوبته راح يعصب علي وهذا اللي ما أبيه يصير أنا لوحدي هنا، ولو هو تضايق مني من اللي راح ينقذني منه ، أكيد مافي أحد " ما ..مابي..شي"

كان راح يرد لكنه غير رأيه بالأخير، توجه للخزانات وطلع منهم كؤوس زجاجية وجاب من الثلاجة علبة مويه وعلبتين كولا وحطهم بالطاولة وجلس.

توتري بدأ يتصاعد نزلت يديني من حافة الطاولة وحطيتهم على رجليني حتى أخفي الإرتجاف اللي فيهم

اعتمدت على أخذ نفس عميق يهديني واستمريت على هالوضع إلى أن وصلني صوته البارد " أكلي عشاك ، وأخذي النوع اللي يعجبك"

مديت يدي وأنا ما أعرف النوع اللي أمامي وأخذت قطعه مدري إيش فيها ربيان ، دجاج، لحم، الطعم موحد بلساني
أهم شي أني أخلصها .

لما انهيت القطعة، رفعت رأسي وطاحت عيني بعينه غمضت عيوني بقوة خطأ يا هند خطأ

بلعت ريقي بخوف لكن للغرابة وصلني صوته بصورة هادية وهو يقول " أخذي هالنوع حلو راح يعجبك"

فتحت عيوني على وجل وقابلتني يده الممدوده وفيها قطعة بيتزا وماسكها بورق محارم،
هذا ليه يسوي معي كذا وهو ما يعرفني ، ليه مهتم فيني ويطعمني إيش يخفي وراء هالتعامل اللين.

رجعت عيني ليده الممدوده وبصورة إضطرارية أخذت قطعة البيتزا من يده ، لكن اللي ما حسبت حسابه هو رجوع يدي واصطدامها بصورة غير متعمده في كاس المويه اللي سبق وسكب فيه هالغريب مويه .

كأن العالم تجمد على منظر كأس المويه وهو يسقط من الطاولة المرتفعه إلى الأرضية ويتهشم مصحوب بصوت رنين صم آذاني.

منظر إنكسار الكأس وصوت الرنين هم الشيئيين الوحيدين اللي صاروا مسيطرين على عقلي ، و التفاتت الماضي تعزز
من رداءة الوضع .

نفس الموقف ، ذات المنظر، ذات الرنين المزعج ، الطنين يزداد من دون توقف بأذني رفعت يدي المرتعشة مثلها مثل بقية جسدي وغطيت بها آذاني ، وحرارة دموعي تغطي وجهي .


ايد قوية التفت على عضدي أجبرتني على الوقوف والمسير ومن ثم ساعدتني على الإستلقاء في كنب مريح ، لكن عقلي وقلبي ما زالوا بعيدين بعالم آخر بعيدين عن أي مشاعر ارتياح.


صوت دخيل بدأ يحارب الألم اللي بداخلي، ويحاول يفصلني عن العتمة والألم ، ويصحيني بإجبار، ويرغمني على التنفس براحه أكثر، إلى أن بالفعل دخلت جزيئات الهواء بسلاسة أفضل من السابق..

" أيوه كذا...تنفسي بعمق ..وما راح يضرك شي بإذن الله"


بالبداية ما قدرت أفتح عيوني، ما امتلكت القدرة ،لكن بعد لحظات لما سمعت تمتمات بدت تدخل لروحي
قاومت اصطكاك جفوني وفتحتهم لكن الدموع حجبت عني الرؤيا، رجعت أرمش حتى أتخلص من دموعي إلى أن تسمرت عيني على منظر الغريب وهو مستند على حواف الكنب وايده مرخية أعلى جبيني.


استمعت لتمتماته عن قرب ، قرآن ، بإستغراب استمعت لصوته وهو يتلو القرآن ليش يسوي كذا ، إيش معنى قرآن بالتحديد، رفعت يدي المرتجفة وبعدت يده عن جبيني ، ورجعت لأبعد ركن في الكنب حتى أبعد عنه.

راقبت انكماش جبينة بغضب ، لكن سرعان ما هدأ وهو يرجع يده على جبيني ويكمل قراءته، هذي المره حاولت أقوم وأبعد عن المكان بالكامل، لكن يده اليسار ثبتت كتفي الأيمن على الكنب ويده اليمنى ما زالت أعلى جبيني.

بضعف وبصوت مهزوز ترجيته " بعد عني..خلني أروح "

إلا أنه ما اهتز ولا رد علي واصل قراءته، وأعصابي الخايفة بدت تخلق سعير لبكاء عميق بداخلي ، بلحظات كان نحيبي ظاهر ومغطي على تلاوة الغريب وعلى كل صمت بالمكان.

حاولت أترجاه يبعد أبي أرجع غرفتي، أبيه يتركني لحالي لكن صوتي صعب يظهر وسط نحيبي اللي صعب علي
الحديث ، لما شهقاتي الساخنة بدت تتعاقب امتدت يد الغريب تحت ظهري ورفعني حتى ألصقني بصدره، ورجعت ايده تلتف حول ظهري تقربني منه أكثر ، وايده الثانية مستمره فوق جبيني وهو يكمل القراءة.



شرقاوية عسل 24-09-13 10:27 AM

رد: وراء الأبــواب الموصــدة
 
تحية طيبة وبعد

عزيزتي الغالية سحر الشفق

كم أنت ساحرة بكلماتك الحلوة مثلك

تزيدينا تشويق في كل مرة 3 فصول مرت ونتتظر ماذا بعد هذا

جميل جداً الغموض وحافز الاثارة

بانتظار جديدك قبلها نبارك لكم يا أهل السعودية يومكم الوطني

كل عام وانتم بألف خير

سحر الشفق 28-09-13 08:09 PM

رد: وراء الأبــواب الموصــدة
 
رواية // وراء الأبواب الموصدة


" الجزء ((4))"


" صهيب "


انكسار الكاس شيء ما يستحق بأن يسبب نوبة رعب لأي شخص كان، لذلك لما شفت بوادر نوبة هلع في هند أرجعتها إلى خوف سابق متجمع من لحظة دخولي إلى غرفتها، وهو اللي أدى لهالنوبة، أو بإعتقادي أنه من الممكن أن يكون في سبب آخر خفي بالموضوع.

لما شفت نظراتها متجمده على منظر حطام الكاس، ومن بعدها يدها اللي ارتفعت تغطي آذانها وعيونها تغمض بشدة
حسستني كأنها تبي تبعد عن المكان روحياً، وما تبي تسمع أو تشوف اللي راح يحدث بعد ما ينكسر الكاس.

حاولت أفهم شيء من تمتماتها إلا أني ما استوعبت أي شيء منهم، مديت يدي على عضدها ووقفتها جنبي، وأخذتها للكنب وأنا أشعر فيها تمشي من دون أدنى وعي منها، مددتها بالكنب وبدأت أقرأ بصوت خفيف بعض السور والآيات المطمئنة اللي راح تبعث الأمان والإرتياح لقلبها، وتخفف من الخوف اللي فيها، لأني متيقن بأن القرآن أهم عامل لعلاج نوبات الهلع والخوف.

بعد دقائق طويلة حسيت في هند اللي بدت تصحى بين ايديني بدليل محاولتها للإبتعاد ، لكني رافض لبعدها عني، ثبتتها في موقعها وما استمعت لرجاءاتها الضعيفة ولا لجريان دموعها لأني أدري أن القران فيه شفاء ورحمه، وعلاج للأمراض الجسدية والنفسية والروحيه، وراح يهدئ من روعها .

بالوقت اللي اوصلتني فيه شهقاتها اللي تدل على استسلامها الواضح لضعفها، كأنها إنسانه تايهه وما هي عارفة إيش موقعها بالحياة، ولا عارفه كيف تتصرف وتواجه المواقف ، رق قلبي بأكمله لها ومن دون أدنى تفكير جذبتها وألصقتها بصدري ، أبيها تعرف اني جنبها وما راح أتركها ، للحظات حسيت بتجمدها ، ومن بعد دقات قلبها أصبحت في تزايد بخوف واضح، وهذا اللي ما أبيه ، ما أبيها تخاف مني لأني لا يمكن أأذيها ، أبيها تتعود على وجودي بحياتها، تقرب مني، تتكلم معي بشكل طبيعي، لكن من الواضح أنه هالقرب يبيله مشوار طويل قبل لا يتم.

ناديتها من وسط نحيبها وشهقاتها " هند "لكنها رفضت تستجيب لندآءاتي، إلا أني أصريت على سماع رد منها لحد ما وصلني رد خفيف منها ، من الممكن أن خوفها مني هو اللي خلاها ترد.
استمريت امسح بيدي على ظهرها حتى ترتاح شوي ويهدأ نبضها ..سألتها بهدوء " ليش تصيحين يا هند، أنتي خايفه مني "

بعد وقت طويل كنت راح أفقد خلاله أي أمل في أنها تجاوبني وصلني صوتها الضعيف " الكاس انكسر"
الكاس انكسر..! لا يكون تحسبني راح أتضايق من انكسار الكاس.." طيب ما صار شي يا هند، والكاس بداله ألف كاس..يفداك يا هند "

وصلتني شهقتها اللي تبشر بعودة نحيبها من جديد ..شددت عليها بأحضاني وقلت لها بصوت هادئ " وبعدين يا هند ، ما راح تقولي ليش تصيحين"
قالت من بين دموعها اللي بللت قميصي " أأأنت....ما راح تعصب ...لما...لما ..."
قلت لها بمحاولة في أخذ الحكي منها " لمن إيش "
" لما...انكسر...الكاس.."

معقول كل هالبكاء لأجل الكاس ..تفاجأت لأني ما توقعت أن توقعاتي خاطئة...قلت لها بطمئنة" أبداً..الكاس وانكسر عادي ما فيها شي، وانتي ما كنتي متعمده" ثم جات في بالي أفكار غريبة وسألتها بضربة حظ " من اللي كان يعصب عليك" حسيت بتجمدها بصدري،نوبة جديدة، رفعت وجهها بين يديني وقلت لها بهدوء " هند افتحي عيونك وشوفيني"

بعد عدت محاولات وكلام لين معها رجعت من جديد وفتحت عيونها ، والتقت عيني بعينها ، سألتها بجدية حذرة" مين اللي مخوفك يا هند"
قالت بشفاه راجفه " مدري"قلت لها بنفس الجدية " إلا تدرين، انتي تعرفي انك معي الحين، وما راح يوصل لك أحد انتي معي وبحمايتي ، فلا تخافي قولي لي يا هند مين اللي مخوفك "
من بين خوفها ودموعها وارتجافها لاحظت نبرة الإصرار اللي بكلامي وجاوبتني بضعف " عمي"

أبوي وعمي طلال وحيدين وجدي ما أنجب غيرهم ، لذلك من المستحيل أنها تقصد عمها أخو أبوها بالمعنى لكن عمها
شخص ثاني زوج أمها يمكن ، سألتها " زوج أمك "
جاوبتني بإيماءة من رأسها، هذا سبب رعبها وخوفها ، عمها مسبب لها نوبة هلع ورعب بحياتها ، إيش مسوي لها، ليته بين ايديني الحين واطلع منه حق الضعيفة المنهارة بين ايدني.

بعدتها شوي ، وأخذت يدها ونزلتها من الكنب واتجهت فيها لغرفتها ، لما وصلنا قلت لها بهدوء " هذا يكفي لليوم ارتاحي..وبكره يوم جديد..راح نتكلم فيه..الحين ارتاحي ونامي ..طيب يا هند "
جاوبتني بصوت ضعيف " طيب "

رجعت لغرفتي ورفعت آيفوني مباشرة وأجريت اتصال لجدتي، لو أن الوقت ممكن يكون متأخر شوي لكن ما أقدر أتحمل، لازم أسألها وآخذ منها معلومات عن زوجة عمي طلال أم هند اللي كان متزوجها، حتى أقدر أعرف من يكون زوجها .
" السلام عليكم"
" وعليكم السلام..هلا يمه كيف حالك..وكيف صحة جدي"
" هلا صهيب..كلنا بعافية..اشلونك انت يمه ، وينك من زمان ما شفناك"
"الحمدلله انا بخير يمه..والله مشاغل يمه..والسفر ما طرالي هالشهر، يمه عمي طلال ما مركم هالأيام"
" إلا جانا بالأيام اللي طافت مثل كل مره ، جلس شوي وراح..ما مدانا نشبع من شوفته"
"يمه ..تعرفين أن عمي طلال معه بنت "
" بنت ...طلال معه ذريه"
" إيه يمه معه بنت شابه ماهي صغيره ..من وحده من حريمه يقول ما معه خبرها إلا قريب يوم أنها جابت البنت له
وقالت اخذ بنتك "
سكتت جدتي للحظات طويلة، كأنها تبي تستوعب كلامي، ثم قالت" يالله ترحمنا ..وانت إيش يدريك يا صهيب"
" عمي زارني في بيتي يمه..وزوجني بنته "
" إيش هالعلم يا صهيب..انت تمزح "
" لا يمه ..ما امزح..البنت صارت زوجتي..وهي معي بالبيت"

" انت خبل واتبعت شور خبل..إيش يدريك أن هالبنت لعمك، وان المره ما كانت تضحك عليه يوم جابت له البنت، وبعدين من متى وانت تطيع عمك وانتوا من سنين ما تقابلتوا "

جدتي صارت مثل الإعصار من الضيق، ما تخيلت أنها ممكن تتضايق لهالدرجه من موضوع زواجي، طول عمرها لينه بالكلام معي ..وما اذكر انها زعلت مني بهالشكل..
" يا يمه اهدي شوي..لو البنت ما كانت بنته، عمي طلال أول من يتخلى عنها ويرجعها لأمها، لكن عمي طلال أكيد أنه عمل كل التحاليل وتأكد أنها بنته"
" ويوم أنها بنته ويبيها، ليه يزوجها لك "
" وأنا إيش ينقصني يمه "
" ما ناقصك شي يا امك،لكن عمك طلال ما ينوثق فيه..هو وليدي وأنا أدرى فيه "
"وأنا ماني بضعيف يمه..لا تخافي علي، إلا يمه أنتي تعرفين أحد من زوجاته "

.......



" هند "

قضيت أغلب ليلتي في البكاء وأنا متكورة في الفراش ومتغطيه حتى أقدر أخفي صوت نحيبي، وما نمت إلا لما قرب الفجر ينزل، لكني سرعان ما صحيت على قرع الباب، ما أقدر أصحى وأفتح عيوني توني نايمه، من هذا اللي يطق الباب الحين.
واصلت نومي من دون اهتمام لحد ما توقف طق الباب، تنفست براحه ورجعت أنام، لكن بعد فتره رجع الطق أشد من قبل حتى اني صحيت بإنتباه هالمره وأنا أناظر الغرفة اللي أنا فيها، يعني أحداث الأمس كانت حقيقه وما هي إحدى كوابيسي، صوت الباب قومني من سريري بإتجاه الباب فتحته على مشهد الغريب وهو متكئ على الباب والضيق باين في ملامحه إلا أنه قال " هند..انتي بخير "

إيه أنا بخير لولا طق الباب والإزعاج " إيه...بخير "جاوبته وأنا أرفع يدي لجبيني أهدئ من نفسي اللي بدت تثور بسبب لمحة الغضب اللي كاتمها الغريب إلا أني أقدر أشعر فيها، سألني بإستغراب " ليش قافله باب غرفتك"

" أأنا...أأنا كذا متعوده"

زم شفافيه ثم قال " اهمم..طيب خلاص مره ثانيه لا تقفلي الباب..ماله داعي البيت آمن وأنا جنبك ولو طلعت راح أقفل الباب الخارجي..طيب"
حركت رأسي بمواقفة بخضوع، ثم سأل من جديد " انتي صليتي الفجر "
ما تعودت أصلي، ولا عمري أحد سألني هالسؤال،لكن موضوع الصلاة يحسسني بثقل ومسؤوليه وشيء متعب
فكرت أسكته وأقول إيه حتى يروح ، لكن لو عرف أو اكتشف اني أكذب إيش راح يكون موقفه مني.

من دون لا أجيبه قال "قومي توضي وصلي الفجر" وراح..
فكرت أسوي اللي قالي عليه، وأقوم أصلي لأني أعرف طريقة الصلاة من المدرسه ، وكنت أنجبر أحياناً أصلي مع زميلاتي بالمدرسه، لكن ماهو برفيقاتي المقربات لأن أغلبهم مثلي، ما يهتمون بالصلاه وهالأمور.

بالأخير اقتنعت أني تعبانه كثير وما فيني حيل إلا للنوم ، لذلك رجعت لفراشي الدافئ وحطيت رأسي بالمخده وتغطيت ونمت.

مرت الأيام بسرعه كبيرة ، رغم أنه من المفترض أني أحس بالملل إلا أنه هذي حياتي في السابق كانت كذا، دايماً لحالي، ووحيدة في غرفتي أسمع أغاني ولا أتابع فيلم ولا نايمة ، بإستثناء أني كنت أكلم رفيقاتي وأتقابل معهم أحياناً والحين لا، كيف أرد على اتصالاتهم وأخبرهم باللي صار وأشمتهم فيني، أنا أعرف طباعهم، وأعرف أنهم راح يضحكون علي، وينشرون السالفة وممكن يضيفون فيها أحداث من عندهم ، عشان كذا ما صرت أستقبل مكالماتهم أبد من أول يوم قضيته في هالبيت.

مر أسبوع ما اتصلت فيه أمي ولا أبوي، ولا كأنه لي أهل شي ما هو غريب لكنه ما زال يجدد الألم في قلبي، الغريب أو صهيب مثل ما صرت أناديه بداخلي ، أحس أنه كل يوم جديد يصير فيه ألطف معي من سابقه، يهتم فيني ويوفرلي كل حاجه أبيها ، أصحى من كوابيسي وأنا مدفونه بأحضانه وهو يسمي علي وما يتركني إلا لما يتأكد أني صاحيه وهاديه والإرتجاف اللي يجيني بسبب الكوابيس مفارقني ، يظل معي حتى أوقف من البكاء بعدها يرجع رأسي للمخده
وهو يطمئني بصوته العميق أنه ما راح يصير لي شي وهو جنبي ، وكل شيء طيب وأرجع أكمل نومي.

الحياة هنا مع صهيب كونت بداخلي شعور غريب، أعطتني نظرة مختلفه من الحياة، صحيح أنه في كثير من الأمور ما أحبها، وأحس أنها تشكل فارق كبير بين شخصيتي أنا وصهيب، إلا أني ما أقدر أنكر بدايات للإحساس بالأمان لوجوده، رغم أنه ما يطلع إلا قليل إلا أني ما ارتاح إلا لما أحس بوجوده في غرفته أو تحت في الصاله.

صهيب محافظ على صلواته جميعها بالمسجد، ولسانه دايم الذكر لله، وصوت القرآن من التلفزيون، أو من جهازه يتردد بالبيت بشكل يومي، وهذا الشي ضد طبعي أنا.

وما أنسى اليوم اللي أخذت فيه الريموت وحطيت على قناة أفلام أجنبية متعوده أشوفها دايم واشتقت لها ، ولما رجع صهيب من الصلاة وشاف أني أتابع هالقناة أخذ الريموت وحط قناة ثانية، لما جيت أبحث عن القناة في اليوم الثاني حصلت كل القنوات اللي أبيها ممحيه من قائمة البحث.

هالأيام أحس عينه علي ومركز علي في أوقات الصلاة وهالشي مخوفني أخاف يكتشف أني ما أصلي ومن بعدها يعصب علي، لكنه ما صار وناقشني ، ببساطه تاركني لحالي.

لما خلصنا العشاء، قمت أغسل الصحون، وأنظف الطاولة بسرعه مثل كل يوم حتى أهرب لغرفتي وأكون لوحدي
لكن صهيب الليله له رأي ثاني " هند تعالي أبيك بالصاله "

سرعتي تحولت لبطئ مابي أخلص بسرعه حتى أتجنب الكلام معه، إيش يبي مني، إيش راح يقول، أكيد أنه ما مشت عليه كذبة الصلاة وعرف أني ما أصلي.

مررت فوطة التنظيف على الطاوله من جديد رغم أني متأكده من لمعتها، لكني أبي أشغل نفسي وأهدئ أعصابي
" هند وينك "
خلصت بسرعه ، وغسلت إيدي كويس ونشفتها ، أخذت نفس عميق واتجهت للصاله لما وصلت كان صهيب مشغول بالحاسب بين ايديه ، لكن لما شافني أقفل جهازه وحطه على طاولة القهوة ، وأشر على الكنب جنبه وقال بهدوء " اجلسي".


جلست جنبه ودقات قلبي في تزايد هدوءه الزائد عن الحد بعث الرعب في قلبي، رفعت عيني أبي أقرأ شي من ملامحه
لكن ولا شي، نفس البرود اللي يدل على أنه كاتم غضبه بشده، لأن ملامحه ما هي لينه ومتسامحه مثل كل يوم.

رددت في نفسي لو أستمر صهيب على هالصمت والبرود دقيقة ثانية ما راح أقدر أتمالك نفسي، متأكده أني راح أبدأ في البكاء.

" هند انتي مرتاحه هنا معي، ولا منتي مرتاحه "

جاوبت بسرعه من دون تفكير " إلا ...أأنا مرتاحه هنا "

رجع يسأل من جديد " طيب يا هند..في سبب يمنعك من الثقة فيني أو يبني حاجز بيني وبينك، وما يخليك صادقة معي"

ابتلعت ريقي وجاوبته بحركة نفي من رأسي ، لكنه قال " جاوبيني يا هند..أبي أسمع صوتك "

جاوبته بهدوء " لا..مافي سبب..أأنت طيب وكويس معي "

رفع يده لراسه وخلل أصابعه بين شعره الأسود الكثيف وقال " أجل راح تجاوبيني بصدق على سؤالي يا هند"

شبكت أصابع يديني ببعض وأنا أحس بقطرات العرق بين ايديني وقلت بإرتجاف " ايه "

حط عينه بعيني لأول مره من جلست معه وقالت بصوت جاد " أنتي تصلي ولا ما تصلي يا هند "

شرقاوية عسل 29-09-13 09:02 PM

رد: وراء الأبــواب الموصــدة
 
مرحبا

سحر كيف حالك يا عمري غن شاء الله تمام

صهيب

شاب نادر جداً معقولة في شباب ما يحبون يشفو تي في

هو فيه بس قلة

،

هند

توقعتها ما تعرف تصلي أصلا تضايقت لما شفتها تعرف تصلي بس متكاسله يا له من ذنب عظيم الله يحاسبنا إذا قمنا للصلاة ونحن كسى فكيف بتارك الصلاة.......

،

ألأحين وش راح يسوي فيها راح تكذب ولا راح تقول له الحقيقة

كل هذا ننتظره في البارت القادم

وما لنا إلا الصبر

إلى اللقاء

19_soma_ 03-10-13 05:58 AM

رد: وراء الأبواب الموصدة
 
صباحك خير حبيبتي ،،

شدني قلمك ،، قررت احط روايتك من ضمن الـ لست ريدنج

بس ممم في الجزء الاول ،، حكيتي عن صهيب انو صحى بوقت متأخر من الليل ، وجاه ضيوف بهالوقت ،، لكن السؤال ،، يعني كيف اقولك ، بس احس مادخلت مخي ((ملكه وشيخ ومملك يجي باخر الليل))

سحر الشفق 04-10-13 03:51 AM

رد: وراء الأبواب الموصدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 19_soma_ (المشاركة 3376784)
صباحك خير حبيبتي ،،

شدني قلمك ،، قررت احط روايتك من ضمن الـ لست ريدنج

بس ممم في الجزء الاول ،، حكيتي عن صهيب انو صحى بوقت متأخر من الليل ، وجاه ضيوف بهالوقت ،، لكن السؤال ،، يعني كيف اقولك ، بس احس مادخلت مخي ((ملكه وشيخ ومملك يجي باخر الليل))

صباح الورد، لي شرف متابعتك، وكافة الأخوات، شرقاويه عسل والجميع،للأسف وقتي ضيق
للرد على المشاركات، ولكني احرص على قراءة كل حرف،بالنسبة لسؤاك يمكن انتي عديتي الجزء
اللي ذكرت فيه أنه الأحداث صارت بعد الفجر، وتحديداً بعد الصلاة، وهو امر طبيعي ومحتمل..

اشكرك على المتابعة.

سحر الشفق 04-10-13 03:53 AM

رد: وراء الأبواب الموصدة
 
رواية // وراء الأبواب الموصدة


" الجزء ((5))"


" صهيب "

أعرف الجواب ، إلا أني أجهل الأسباب، بنت بهالسن وصحيحه جسدياً وعقلياً إيش اللي يمنعها من الصلاة مثل أي مسلم ، على مدار أيام الأسبوع وأنا أراقبها حتى أتأكد من أنها تصلي أو لا ، كان نفسي أكون على خطأ وتوقعاتي خاطئة ، لكن للأسف كل شي يثبت أني على حق وحتى جوابها لما قالت بإعتراف خرج من شفايفها المرتجفة " لا"

تمالكت نفسي وهدوئي بأعلى درجه أمتلكها وسألتها " والسبب '
ما جاوبت سوى بدموعها اللي بدت تنزل، لا يا هند اليوم هالموضوع راح نناقشه بأكمله هذي صلاة عمود دين، فريضة، ركن أساسي، سألتها بصوت أعلى " ليش ما تصلين يا هند، إيش المانع "

رجعت تصيح ، لكن اليوم ما اقدر أعطف عليها لأن الموضوع خطأها هي لوحدها ، هي اللي لها يد بهالتقصير ، فاجئتني بحركة سريعه بوقوفها، تبي تهرب لغرفتها وما تبي تناقش وتعالج هالموضوع معي، ما عليه يا هند لكن اليوم ما عندي استعداد أسامح ، جذبت يدها وجلستها جنبي" اجلسي .!"قلت لها لما شفتها تبي تعاند
وين البنت الضعيفة ، الهادية ، ايش اللي خلاها تصير كذا حزة ذكر الصلاة.

سألتها بضيق مافيني أخفيه أكثر من كذا " تعرفين تصلين ولا ما تعرفين"
زمت شفايفها برفض لسؤالي ، لذلك كررت السؤال بصوت أكثر جديه ، لحد ما نطقت " ايه أعرف أصلي"
"تعرفين أن الصلاة فريضة على كل مسلم ومسلمه عاقل وبالغ ، وأن تارك الصلاة له عقوبة كبيرة"

رفعت يدها الحره اللي ما كانت وسط قبضتي وغطت فيها على أذنها برفض " مابي أسمع شي، ومالك دخل فيني ، أنا مابي أصلي بكيفي "
" شلون يعني ما تبين تصلين، منتي بمسلمه ، تبين الله يغضب عليك، تبين عذاب بالقبر وعذاب فالنار "
" لا تقول كذا، لا تقول كذا،لا تخوفني ، بس خلاص اسكت "
" يعني تعرفين ، وتخافين، أجل ليش ما تصلين "
قالت وهي تحاول تفلت من يدي وأنا أشدد قبضتي ليدها " كذا ما جاء في بالي أصلي.وانت مالك دخل فيني، اترك يدي خلني اروح"

" شلون مالي دخل فيك وأنا زوجك، وان الله كتب راح تكونين أم لعيالي، اشلون راح أأمنك على تربية عيالي وانتي الصلاة ما تصلينها، كيف راح تصونيني وانتي في حق الله مقصرة، أجل كيف في حقي أنا"

" انت إيش تقول، انا مابي اتم هنا، أبي أروح، مابي أجلس معك "
قلت لها بغضب " وين تبين تروحين ، أمك وما تبيك، وعمي تركك وسافر ، ماحد بقالك غيري انا ، وطالما أنتي بهالبيت معي غصبن عليك راح تطيعيني، وتنفذين اللي أقولك عليه "
في هاللحظه هند صارت تبكي بجنون بين ايديني، لكني ضغطت على نفسي وواصلت حديثي اللي أكيد يجري لصالحها" وأول شي راح تبدين بالصلاة، راح تصلين قدامي كل فريضة ابتداءً من بكره الفجر، راح ارجع من المسجد للبيت وراح تصلين قدامي، فاهمه يا هند "

تركت يدها وهي ما صدقت راحت تركض لغرفتها بسرعه قلت لها من بعيد " لا تتعثرين بالعتبات "
ردت علي بصوت باب غرفتها وهو يغلق بقوة ، تنهدت بتعب..يعني هذا الوجه الثاني لك يا هند لما تحسين بالأمان
وتوثقي بالشخص معناته تبدين مسلسل العناد، هذا اللي ما أعرف أتعامل معه ، أنها تعاندني أو تخفي عني شي، آه يا هند ورانا مشوار طويل أنا وإياك.

صباح اليوم الثاني رجعت من المسجد واتجهت مباشرة لغرفة هند طرقت الباب وانتظرت وكالعادة مافي رد، ما انتظرت كثير فتحت الباب دخلت للغرفة اللي يعم فيها الظلام، فتحت النور وقابلتني البعثره اللي فالغرفة ملابس في كل مكان وفوضة كأنه معركة صايرة بالغرفة.

اقتربت من هند اللي شكلها بسبات عميق وأجهزتها حواليها، آيفونها، والمشغل، والتاب اللي جبته لها من يومين كلهم متناثرين حولها بالسرير، بنفس عميق وصبر ابتديت أصحيها، إلا اني حسيت أني اصحي جدار مو بني آدم.

بالأخير اقتربت منها ويدي لامست كتفها العاري بسبب ملابسها الخفيفه العارية اللي أصبحت تضايقني في بعض الأحيان.!،هزيت كتفها وناديتها " هند " إلى أن رضت تصحى بالأخير فتحت عيونها برعب وكأنه قدامها عدو أو أنها شايفة شي مخيف قلت لها بتهدئة " اهدي مافي شي، بس جاي أصحيك لأجل تصلي الفجر"

راقبت ملامحها وهي تتحول من الصدمة إلى تكاسل ، وجاوبت بضيق وهي تشد الغطاء من حولها، وتحاول تغطي نفسها بالكامل " ما أقدر تعبانه ، توني نايمه "
مسكت الغطاء بيدي " وإيش اللي مسهرك، والله هذا خطاك لحالك، والحين قومي توضي أشوف"
التفت بضيق وأصدرت تمتمات غضب ، قلت لها بتهديد بصوت جاد " هند ..بتقومي ولا اشلون "

شفتها تنفض الغطاء وبثواني وصلني صوت باب دورة المياه وهو يغلق، هند ما تختلف عن طفل بحاجة لمساعدة في وضع أول خطواته على الأرض، إلا ان الطفل في الغالب يكون سليم ، ولكن هند تعرضت لعواصف في الحياة زرعت فيها توجه غير صالح، ولكن الشي الإيجابي الوحيد اللي مريحني هو الفطرة السليمه اللي بداخل كل إنسان وهي فقط بحاجه لمساعدة حتى تظهر من جديد.

تنبهت على صوت الباب وهو يفتح ومنظر هند وهي تناظرني والأمل اللي بعيونها أني أروح مات لما شافتني ما زلت هنا بالغرفة ، كان بودي أضحك على منظرها المرتجف وكأنها حمامة مبتله ، أخذت منشفتها اللي جنبي ورميتها لها " امسكي،ودامك ما تتحملي البرد، غيري هالقطع اللي تلبسينها "
ما ردت لكنها أخذت المنشفة، ومن بعدها لبست شيلة طويله، وقالت بتوتر " ما عندي شيلة صلاة، اللي جهز شنطي ما حط كل أغراضي فيهم"
قلت لها بنرفزة " ما حطوها بشنطك، ولا من الأساس ما عندك " سكتت وما ردت ، قلت لها بهدوء" يا الله صلي ، والقبلة مثل ما علمتك الأسبوع اللي طاف، لما كنت أحسبك راح تصلين"

قالت بضيق " خلاص أبي أصلي الحين، أنت اطلع "
رديت عليها بصبر " أقول يا هند، صلي قبل لا تطلع الشمس، لا يضحك عليك شيطانك "






" هند "



لحد الحين ما أدري اشلون خدعت نفسي وقلت هنا راحتي بهالبيت، لأنه الإحداثيات الجديدة تثبت أني كنت غلطانه
أي راحه راح أحصلها من صهيب ، وأنا أحس نفسي بأكاديميه تماماً مثل الأفلام اللي كنت أشوفها، كل صلاة بوقتها
كل وجبة بوقتها، لازم أساعده بالطبخ والتنظيف ، وآخر شي طلعلي فيه هو أني أنهض من الصبح مثله هو، والله يستر بإيش راح يطلع لي بعد خلال الأيام الجاية، صحيح أن ثقتي بصهيب تعلى يوم بعد يوم، وخوفي منه ما هو رعب مثل ما كان بالأول، لكن لا قال شي أحس لازم أنفذه مدري ، لأنه مجرد الجدية العالية بصوته توترني.

" في أحد يبشر جبن بهالطريقة ، أنتي ما عمرك شفتي أحد يبشر جبن"
رديت بتوتر " ما صار معي، مدري إيش فيه"
قال بإستهزاء " الجبن ما فيه شي، لكن المشكلة فيك، امسكيه بقوة ومرريه كذا " وختم كلامه وهو يعلمني.

طيب أبي أنام ، وما فيني قوة أساعده فالفطور، ولا أبي فطور أساساً من هالصبح، لكن ما بيدي إلا التنفيذ.
لما انتهيت من بشر الجبن، صهيب كان خالص من تقطيع الطماطم، وخلط البيض وباقي المكونات.

راقبته وهو يصنع الأومليت بمهارة وخبره، ومن بعدها استمتعت برائحتها اللي جننتني، وفتحت شهيتي للفطور سألته بتردد" انت..كيف تعرف تطبخ، من علمك " قال وهو يقطع الأومليت لمثلثات مشابهه لقطع البيتزا" أولاً انا عزوبي وعايش لحالي طوال السنين الماضية فشيء طبيعي أعرف أطبخ لأني ما بتحمل أكل المطاعم على طول، ثانياً إسمي مو انت ، اسمي صهيب ، أبي أسمعك مره وحده تقولي صهيب مثل ما انا أناديك هند، وأظن أننا من المفترض معدين هالمرحلة من فترة"

حسيت الحرارة تغزي وجنتي، اشلون اناديه بإسمه ، سكتت على مضض، وباشرت بتجهيز طاولة الفطور ، بعد ما فطرنا وخلصنا من تنظيف الصحون، سمعته يقول " روحي بدلي ملابسك ولمي شعرك ، ورانا تنظيف شامل للبيت وتغسيل لدورات المياه ، حسيت بالضيق يوصل ذروته، لا يكون يحسبني شغاله هنا، وأنا حدي تعبانه ما نمت إلا أقل من ساعتين، قلت برفض" مابي ما أقدر وتعبانه، جيب شغاله وخليها تنظف، أنا ما عمري نظفت "
رد بلامبالاه " اللي ما يعرف يتعلم، وفالحركه بركه ، خلصينا اليوم جمعه وما معنا إلا كم ساعه "

على منتصف النهار جلست على الكنب بتعب وإرهاق ما عمري اشتغلت كذا، كلي غبرة وعرق وعظامي أحس فيها متكسره ، لو يشوفوني رفيقاتي إيش راح يقولون عني، ألقيت نظره على أظافري واحد منهم انكسر أما البقية فحالتهم صعبة من الأوساخ ، لا وفوق كذا السيد صهيب القي عليهم نظره بوسط تنظيفنا وقال بصوته الواثق " كويس انك ما حاطه عليهم صبغة ، انتبهي لا تحطين ترى تمنع الصلاة" قلت له بقهر " وانت إيش يدريك كنت تحط زمان "
ضحكت وأنا أذكر القهر اللي بان بملامحه من ردي ، إلا إنه رد ببرود" سمعت احد المشايخ يقوله بمحاضرة"

بعد لحظات وأنا ما زلت جالسه بمكاني سمعت صهيب وهو يكلم أحد بجواله وهو يردد " يا ابن الحلال ما له داعي"
" إلا ، لكن جوالي كان فوق بالغرفة " " لا لا ما أقدر على زعله " " مدري إيش أقولك "
ثم سكت للحظات وقال " طيب طيب على امرك" " إن شاء الله "

" هند، معك أقل من ساعه تجهزي وبدلي والبسي عبايتك وانزلي تحت ، واحد من الربع عازمنا في بيت أهله على الغدا"
ما فهمت استعجاله على كلامه ، قلت بعدم استيعاب " اشلون ، ما فهمت "
قال بتكرار " تجهزي بنطلع معزومين على الغدا" بقلق وبدون تفكير جاوبته " بس أنا مابي أروح مكان"
قال بتأكيد " الناس ينتظرونا على الغدا ، رفيقي كان يتصل من الصباح لكن جوالي بالغرفة"
ثم أردف " الناس طيبين، وأنا أعرفهم من زمان ، روحي تجهزي بسرعه ، الوقت ضيق، وأنا وراي صلاة"

أخذت شاور يزيل تراكمات أعمال التنظيف اللي بجسمي، وجففت شعري ولبست وحطيت مكياج خفيف، ونزلت لصهيب ، وأنا أحس خطواتي غريبة كأن عقلي مفصول عن جسدي، أتحرك من دون وعي حقيقي، ما أحب الزيارات فكيف بزيارة ناس ما أعرفهم ، طوال الطريق كنت ساكته وصهيب بعد ساكت مدري بإيش يفكر، ما هو مرتاح أو أنه متوتر مثلي، أو يمكن خايف أفشله قدام الناس ، ما أدري إيش بالضبط.

وقف أمام منزل فخم وراقي جداً من منظره من الخارج ، قال " انزلي..الحريم داخل وينتظروك..اممم هند ؟"
التفتت له بتساؤل ، قال " انتبهي لنفسك"هذي الجمله اللي قالها بلسانه ، لكن الكلام اللي بداخله مختلف كان يبي يقول هند خليك عاقله ، هند لا تفشليني في الناس ، لو من الأول ما جابني طالما هذا تفكيره .

توتري مع الضيق اللي سببه لي صهيب أمر يصعب علي الزياره أكثر وأكثر ، أخذت صينية التشوكليت وشنطتي ونزلت، أول ما دخلت من الباب استقبلتني مره كبيره بالسن وسلمت علي ورحبت فيني كثير وما سكتت حتى تعدينا البوابة ودخلنا لمجلس بباب مباشر، لكنه ملاصق لباقي الفيله.

هنا بدأ الجد بنات شابات، صغيرات، في منتصف العمر، شكلها عائلتهم كلها هنا ، اهدي يا هند، ماله داعي تتوتري ، اخذت نفس عميق ، شهيق، زفير، مررت يديني بعبايتي أمسح منهم حبات العرق وأنا أحس بنظراتهم علي بعد ما أرخيت الشيلة من على وجهي، وابتديت أسلم على الموجودات بإبتسامه تخفي الضعف اللي داخلي.

بعد التحايا، والضيافة، وبعد ما صلينا الظهر، جلست في كنب فردي بأطراف ذهبية راقية جداً، اقتربت مني بنت صغيرة يمكن عمرها حوالي ست أو سبع سنوات ، ظلت تتفحصني ثم قالت لوحده من الحريم اللي موجودات وهي تأشر علي " ماما هذي هي اللي خذت عمي صهيب خطيب خالتي حنين"

صدمة، كلام صاعق، شيء لا يوصف، كلمات هالطفلة اسحبت مني أنفاسي للحظة، ونشفت الدم من عروقي،وأنا تتكرر في بالي صور لوجه صهيب، وتتمحور في بالي تصرفاته الغريبة، ومنها صمته، أنا جاية لناس من المفترض أنه صهيب يتزوج بنتهم، قبل لا يرميني أبوي عليه، تمنيت لو تنفتح الأرض وتبلعني ، إحراج وقمة الإحراج، وجمله مؤلمه من هالطفلة ، صرت أسمع اعتذارات من المره الكبيرة، وأم الطفله ، بس ما فهمت إيش يقولون بالضبط.

إيش اللي جابني لهالناس أنا مو حمل هالكلام وهالجمعات، أنا غير، وحياتي غير عنهم، هم طبيعيين لكن أنا لا ، مكاني مو هنا ، وخصوصاً بعد ما عرفت صعوبة الموقف، ليش يعزمونا في هالحالة، ابتسمت ابتسامه ضعيفة لهم واعتذرت منهم أبي أروح دروة المياة، أو بالأحرى أبي أهرب من هالمكان بأسرع وقت، جات شابة ناحيتي وقالت بإبتسامه " تعالي أنا أوديك"كنت أبي أقول لها ما يحتاج ، سبق ودخلتها لما توضيت، لكنها سبقتني.

لما وصلنا جنب الباب، وصلني صوتها " تدرين ..ما توقعنا صهيب رفيق ماجد..يتزوج وحده مثلك"
ناظرتها وهي ما زالت محتفظه بإبتسامتها ، سألتها وأنا مبهوته ' إيش قصدك"
قالت بلا مبالاه " أبد..لكن بصراحه أنه كل المقاييس تقول أنك غير مناسبه له، هيئتك وكل حاجه، صهيب يستحق وحده أفضل منك، وحده مثل حنين"

وراحت بعد ما أراقت كل ماء وجهي ، أبي أبكي لحالي، أبي زاوية منعزلة خالية من أي إنسان آخر، أبي أصرخ فيها، وأطلع كل اللي بصدري من ضيق وأبكي، المكان ما هو مناسب ، وأنا مافيني أي قدرة للتحمل، اعتذرت منهم ورحت لدورة المياة وأنفاسي متلاحقة، وقفت قدام وحده من المرايا وايدي مستنده على الحوض, فتحت على الماي حتى يخفي صوتي وأنا أسحب أنفاسي ، بالأخير ما قدرت أوقف، جلست على الرخام البارد دون اهتمام، وحطيت رأسي بين رجليني وغمضت عيوني، وأنا أحس أني أنسحب من العالم .

ريم السعودية 04-10-13 03:34 PM

رد: وراء الأبواب الموصدة
 
ية رائعة سﻷمت اناملك بانتظار القادم روا

شرقاوية عسل 04-10-13 04:33 PM

رد: وراء الأبواب الموصدة
 
مرحبا سحر

تصدقين سحر في ناس ما تستحي على وجهها

ألحين البمت ضيفتكم تهينونها في بيتكم

بس تدرين سحر إنتي ما بنتي أوصاف هند عشان كذا هي مجهولة بالنسبة لنا تخيلنا صهيب إن ممثل بولودي

لكن هند لا تزال غامضة جداً

تنمنى البارت القادم يكون أطول شوي ويحتوي على مواصفات هند عشان ما تظل غامضة هذا البارت 4 ولا تزال هند مجهولة الشكل والعمر أيضاً وكذلك صهيب

بكل شوق ننتظرك في البارت القادم

قلب المحرق 05-10-13 06:37 PM

رد: وراء الأبواب الموصدة
 
ماتوقعت منتدى ليلاس فيه كل هذي الكمية من كتاب الروايات اللصراحة انصدمت
والشي الي قهرني اشلون مافيها اقبال كبير عليه مع انه يستحق
كل رواية اجوفها احلى من قبلها وكل كاتبة مميزة بش في رواياتها
انا فخورة جداا لاني وحدة من كاتبات هالمنتدى الرائع
بقرا الرواية في وقت ثاني لكني متأكدة انها حلوة واعدج بالتشجيع

شرقاوية عسل 27-10-13 07:34 PM

رد: وراء الأبواب الموصدة
 
حبيبتي سحر

ترددت كثيراً قبل أن اكتب

بس في النهاية أردت فقط الاطمئنان عليك

عسى المانع خير

غيابك مفاجا وغريب لأنك كنت ملتزمة و روايتك روعة

إن شاء تعودي تنوري صفحات المنتدى

ريم السعودية 16-11-13 06:28 AM

رد: وراء الأبواب الموصدة
 
بانتظار البارت القادم
رواية رائعة جدا ومميزة
سلمت اناملك ياسحر
بانتظارك لاطولين علينا
يا عزيزتي وشكرا


الساعة الآن 05:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية