منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 456 - الرهان المجنون - دار ميوزيك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t189656.html)

الامل المفقود 05-09-13 12:07 AM

456 - الرهان المجنون - دار ميوزيك ( كاملة )
 
الملخص :

همست تيفاني جرير :
-كم هو رائع ان اكون بجانبك يا مات
بدأ . مات يشعر باحاسيس خطيرة .. نعم انها تيفاني التي تقوده مباشرة الى الحافة الخطرة ؛ ولكنه لا يريد ان يدهب اليها دون ان تكون هي معه
لفد اقسم ان يكون هادئا وبطيئا في التعبير عن عواطفه حتى لا يفزعها - ابتعد عنها قبل ان يفقد اعصابه وبحنت بقسمه ..
قال لها بحنان :
- لقد خلمت كثيرا بهذه اللحظة التي ترضين فيها عني . خبريني يا حبي انني لا احلم "
اخدت تتامله في حنان و هيام وقالت :
- انت لا تحلم وكل ذلك كان سيحدث ان عاجلا او اجلا .. وانت تعلم ذلك


اتمنى ان ينال اعجابكم
على فكرة انا لم اقرأها بعد
لاتنسوا الضغط على ايقونة الشكر مع شكري المسبق لكم :8_4_134:

الرواية حصرية لمنتديات ليلاس .. لا احلل نقلها دون ذكر اسمي واسم المنتدى

الامل المفقود 06-09-13 12:30 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الرهان المجنون -روايات عبير – دار ميوزيك

الغلاف الأمامي :

تقرر شركة طعام الفردوس – وهي شركة تعمل في مجال الاغدية ولها فروع في جميع أنحاء العالم – ان تمول إحدى المزارع الكبيرة في أقصى الشمال بالولايات المتحدة الأمريكية . ترسل الشركة من مقرها الرئيسي في هاواي – حيث الجو الدافئ – ممثلة لها للتفاوض وإعداد العقد والمقر في مقر المزرعة حيث الجو شديد البرودة والجليد الذي يغطي سطح الأرض فترة الشتاء .
تتعرض ممثلة الشركة لمأزق ومتاعب شديدة نتيجة اختلاف الجو الشديد بين المكانين
ويساعدها على الخروج من تلك المأزق احد أصحاب المزرعة وهو شاب رياضي قوي سبق ان تعرض لحادثة وهو يزاول رياضة الانزلاق كادت ان تسبب له الشلل التام .
وكانت البطلة قد تعرضت هي الأخرى لازمة عاطفية فاشلة كما ان البطل هجرته خطيبته بعد الحادثة .
ورغم ان كلا منهما كان لايثق بالجنس الأخر ألا ان الظروف جمعت بين قلبيهما في حب عارم شديد .
ولكن عقبات ضخمة تقف ضد هدا الحب . الى أين ينتهي هدا الصراع .


نبدأ على بركة الله مع الفصل الأول : ارجوا ان نستمتع جميعا به


الفـصـــــــل الأول :-

أطلقت تيفاني جرير زفرة خفيفة وقد تاهت نظرتها في المنظر الطبيعي الممتد من الأعلى لأسفل . ان ما تراه أسفل عينيها يخيفها وحتى النكات التي أطلاقها زملائها في المكتب لم تفلح بالتأكيد في إزالة تكشيرتها . رفعت المرأة الجالسة بجوارها رأسها وأشارت الى كوة الطائرة المستديرة وقالت :
- هل هناك شيء ليس على ما يرام ؟
عضت تيفاني شفتها و حاولت ان تسيطر على نفسها .
- كل شيء ابيض هنا لقد اعتقدت انه ضباب لكني أرى أضواء و اعتقد ان الأرض مغطاة كلها بالجليد ...

بدت ضحكة جارتها مطمئنة
-ان هاواي تبدو لك بعيدة ألان .. أليس كذلك .
كان تعبير تيفاني الحزين جعل رفيقة السفر تبتسم .
-ان هاواي على كوكب أخر لقد ولدت في هونولولو . وكبرت فيها ولم اترك الجزيرة أبدا ألا من اجل إجازة في المكسيك . والجليد غير موجود بالنسبة لي ألا في البطاقات البريدية أو في تلك الكؤوس المملوءة بقطع الثلج الصناعي .
-هل حقيقي يا صغيرتي انك تغادري "هاواي " يا الهي " وما الفكرة وراء الذهاب الى وينبج في يناير ؟
ردت الشابة وهي تبعد بيدها خصلة من شعرها الأسود :
-هذا ليس باختياري – أنني اعمل بمؤسسة كبرى الاغدية الخاصة بالأنظمة الغذائية مقرها الرئيسي في هاواي وهي في سبيلها للتوسع في نشاطها . وقد اثبت للبحث عن شركاء . ولو تم الاتفاق يجب علي ان امكث في وينبج الوقت اللازم لترتيب اجتماع .
ابتسمت ابتسامة حزينة وقالت :
-وربما سأظل هنا وقتا طويلا على ما يبدو
عبر مات كاتفليد بوابات الوصول بمطار وينبج وخلع قفازيه وفتح أزرار معطفه ثم مسح المكان حوله بنظراته أملا في العثور على الشخص المفروض انه جاء لمقابلته .ذهب الى مكتب الاستعلامات لمراجعة قائمة الوصول .ان الطائرة ستتأخر في الوصول ربع ساعة توجه مات الى منطقة استلام الأمتعة . كانت القاعة شبه خالية وقد أخد راكبان من الشرق الأقصى يتناقشان مع احد المضيفين حول فقد بعض أمتعتهما .
استعد مات للعودة الى مكتب الاستعلامات عندما لمح بالقرب من نافدة استئجار السيارات ساقين طويلتين داخل جيب اسود لامع لا تشبهان على الإطلاق السيقان المحلية . ارتفعت نظراته نحو معطف بلون القش الأصفر في منتهى الجمال وان لم يكن ليناسب جو وينبج وشعر رائع منفوش لونه فاحم يغطي كتفين رقيقتين ابتسم وهو يعبر البهو لينضم الى ذلك الجسم الرشيق ألذيذ . كانت الشابة بأناقتها الحضرية للغاية تعلن بوضوح جهلها بالحياة في الشمال الكبير قال لها :
-ارجوا المعذرة : هل أنت تيفاني جرير ؟
كانت العينان اللتان رفعتهما من فوق البطاقة التي كانت تفحصها قد جعلتا الدماء تندفع داخل عروق " مات " كانتا بلون المحيط الأخضر ورموشها سوداء شديدة السواد تحت قوسي حاجبيها المرسومين بعناية وقد تركزتا عليه في دهشة ممتعة . كان خداها كالتفاح وتقاطيعها رقيقة ودقنها ثابت يناقض رقة فمها الجميل المغري والجميع يكون وجها رائعا . لم تكن صاحبة هذا الوجه الفاتن أكدت هويتها مما اضطره الى تكرار السؤال بصوت مضطرب .لم تجب " تيفاني " في الحال وقد وقعت أسيرة العينين السوداوين العميقتين والابتسامة الحارة

لمحدثها .فكرت انه – لابد – رجل سعيد في زواجه وهي تتصور ان بجواره زوجة سعيدة وساحرة وحيوية تساعده في الأعمال المنزلية وفي مشروع المنتجات الغذائية ولكن ماذا يهمها في ذلك .
هزت رأسها وأجابت على ابتسامته
-هل أنت السيد كاتفليد ؟
-فعلا. ولكننا لسنا رسميين الى هذه الدرجة هنا إنا ادعى مات
سحب يده من يدها التي ظلت ممسكة بها
-أنني في انتظار من يدعى بيت
-بيت هو أخي .وهناك عائق منعه وطلب مني ان استقبلك كررت اسم مات في نفسها وكانت قبضة يدها الرقيقة والثابتة قد استمرت أكثر من اللازم كان يرقبها بإلحاح وتمعن . هل كان يقرا أفكارها . هل أحس في هذه اللحظة أنها تشم رائحته القوية التي يشوبها رائحة التوابل . حاولت " تيفاني " ان تشتت فكرها بسرعة
-كيف استطعت ان تتعرف علي ؟
-هل تمزحين ؟ من خلال هذه الملابس طبعا :
ابتسمت في هدوء وهي حريصة على ألا تظهر اضطرابها
-على إيه حال لست ارتدي ساريا هنديا ولست حافية القدمين . شاب العينين السوداوين بريق غريب وأحست " تيفاني " فجأة ان "مات" لم يكره الزى الذي ظهرت به .
زرر " مات" معطفه مرة ثانية ولبس قفازيه واخذ من المسئولين حقائب سفر " تيفاني "
في البداية . ولكن إذا أرادت ان تاخد وضعها المحتوم في خطواتها القادمة فعليها – من ألان – ان تظهر وجودها وتصميمها – طبعا لقد فات الوقت لتتوقف كي تطلب من" مات كاتفيلد "
ان يدعوها في كياسة ان تتقدمه الى السيارة كما أنها كانت تهدف الى خطة تكتيكية مختلفة .-أنت لم تجب على سؤالي " كيف عرفتني "؟ لا يوجد احد يرتدي مثل هذه الثياب ألا أهل الجزر وهي رائعة خاصة لمن تدعى "تيفاني "- هل هناك ما يزعجك في ملابسي او في اسمي ؟ لم يستطع " مات " ان يمنع نفسه من مضايقتها قليلا كنوع من المزاح خاصة أمام طريقة رفع دقنها " – انه اسم جميل جدا وهو يناسبك تماما مثل ملابسك أيضا ولسوء الحظ أننا ما ان نخرج من المطار المكيف حتى تتجمدي و ... حسنا لنقل انك ستواجهين الإحساس الطيب عندما تصل درجة الحرارة الى الصفر . – عفوا " درجة الصفر " أرجو ان يكون كلامك هذا مزاحا " – ولماذا " أتعتقدين إنني اضبط درجة حرارة المنطقة بنفسي " مطت شفتيها للأمام وقد بدت عليها الحيرة ولكنها تريد ان تظل هادئة . ان صاحب شركة كاتفيلد يبحث عن شريك مالي . وهو الذي اتصل بمؤسسة طعام الفردوس . فلماذا في هذه الحالة يحاول شقيقه البحث عن وسيلة لإخافتها عن طريق المبالغة في سوء الأحوال الجوية أنها
تجهل السبب . رفعت الخصلة المتمردة من على وجهها بلا مبالاة متعمدة .. سألته : - لا تقل لي ان الثلوج تسقط .
- أوه – ان الجو ابرد من ان يكون ثلجا .
- بارد جدا " وكم درجة مئوية تبقى حتى يتكون الثلج – عشر أو عشرون أحيانا ولكنه برد جاف . لقد بدأت المعركة ولا داعي لإخفائها . فحصت " تيفاني " الوجه الطويل المفعم بالرجولة لمحدثها وهي تردد في ان تسأله عن مصدر رغبته في عقابها . هل يجد صعوبة في ان ياخد المرأة ماخد الجد " لا – ما دام استطاع التعرف عليها وعرف اسمها .لابد ان لعداوتهما سبب أخر قال لها : - ما رأيك ان نناقش كل ذلك ونحن في الطريق " ان سيارتي مركونة في مكان ممنوع . كان يتحدث بلهجة هادئة أكثر من اللازم مما زاد ضيق " تيفاني " لقد قررت ان تظهر له مقاومة واضحة . – لست ادري ان كنت سأركب سيارتك على آية حال . وماذا يثبت لي انك شقيق "بيت كاتفيلد " ما ان نطقت " تيفاني" بهذه الكلمات حتى أحست بأنها ساذجة فبدلا من ان تقاوم أظهرت له ضعفها . – هل يبدو علي أنني حضرت لاختطافك . حدجته " تيفاني " في تحد بعد ان قررت ان تكون حازمة . ومع ذلك فان ما تراه عيناها لا يحيد أبدا الهدوء الذهني كان الشعر الأسود القصير والبشرة ذات اللون الذي رقق من الملامح الحادة لوجهه الذي كان شديد الحيوية . كل ذلك لا يوحي بإمكان السيطرة على نفسها . كان " مات كاتفيلد " يسير برشاقة وحيوية البطل الرياضي وأحست أنها محاصرة في فخ : كان الرجل ينتمي الى فئة جذاب لدرجة الخطورة . استعرضت الشابة نظامها الدفاعي الداخلي الذي اثبت فاعليته في أكثر من موقف خلال سنوات ثلاث . صرب تاليه ابتسامة مغرية :
- لا يبدو عليك مظهر ضابط شرطة جاء لتجنيدي . – ممكن – ولكن بدلا من ان تسأليني عن هويتي حتى لا تتراجعي خوفا أمام البرد القارص فأنني أكون شاكرا لك لو تبعتني وهذا – على الأقل – يجنبني دفع غرامة مرور . انفتحت ضلفتا الباب الآلي للمطار واندفع تيار من الهواء المثلج قال لها : - من الأفضل ان تبقي هنا حتى احضر السيارة . حدجته " تيفاني " بنظرة صاعقة واتجهت بخطوات ثابتة نحو الباب وهي تقول : - لست في حاجة الى ان تقول ما افعله .سآتي معك . تجهم وجه " مات " وقطع عليها الطريق : - اسمعي – لأنني لم أشعل التدفئة في السيارة فان داخلها يشبه الثلاجة وكفي عن ثرثرتك الفارغة .انك لا تعرفين المخاطر التي ستواجهك . أنها عندما تطأ قدماها الشركة لن يكون لها إي صلة بذلك المدعو " كاتفيلد " هذا الذي أمامها ألان . – هل هي سيارة ام زلاجة تجرها كلاب الاسكيمو . أيها المتسكع فوق الجليد " – انها سيارة جيب شيروكي . حمراء ولا تخرجي الا
عندما تسمعي نباح كلاب الاسكيمو . – لماذا اخدت حقائبي " – اعتبريها رهنا لأنني لا أحب ان أراك تدورين على عقبيك بدعوى سوء الجو وتهربين . ان "بيت "و" جاكي " يتلهفان على أشركك في مشروعاتهما . استعدت " تيفاني " للرد . ولكن ضلفتي الباب الزجاجي كانتا قد انغلقتا . على إيه حال لابد ان " مات " أراد إخافتها قبل ان تصل الجيب الحمراء . قررت ان ترد علي فعلته فقررت إلا تنتظر ليأتي ليا خدها من الداخل فتقدمت ناحية الباب في خطوات ثابتة وقد رفعت وجهها لأعلى في تحد فور رويتها السيارة تصل . ما ان أصبحت في الخارج حتى صقع الهواء المثلج " تيفاني " وكأنه بحر من الثلج انقطع نفسها وفي ذهولها وجدت نفسها تمسك الذراعين القويتين التين أحاطتا بها . – لقد كنت اعلم إنني في يوم ما ساجد سببا مقنعا لأحب هذا البرد الوحشي . كانت لهجة " مات " مفعمة بالمرح وأعاد الدفء المنبعث من صوته الحياة قليلا الى " تيفاني " التي حاولت ان تتخلص منه كان " مات " يمسكها بقوة لا تستطيع الإفلات منها . – ولكن ماذا تفعل ؟ - استفيد من فرصة ذهبية وأمنعك من ان تسقطي على ظهرك الرائع لان حدائك ليس به مسامير تثبيت .
-وكيف عرفت ذلك ؟ انفجر " مات " في الضحك وزاد ضمه إياها : - سمها موهبتي في التنبؤ – أنها جزء من شخصية متسكع الجليد . – أنت – أنت لا تحتمل . ظلت "تيفاني " مسمرة في مكانها وقد أحست بتعب شديد : - أولا أنت تهزا بي ثم تعطيني الأوامر وكأننا في الجيش ثم بعد ذلك تنكد علي . – أنا لا أنكد عليك وإنما اعتني بك ثن أنت التي وقعت بين ذراعي أليس كذلك ؟ - أنها حادثة . – حادثة لم تكن لتقع لو بقيت في الداخل كما خبرتك .
أغلقت " تيفاني " عينيها وعدت حتى الرقم عشرة ثم قالت بوضوح شديد : - لست اعرف اي نوع من النساء تتعامل معهن هنا يا سيد " كاتفيلد " ولكن تلك التي تواجهك لم تعتد الطاعة .
-ومع ذلك فمن الأفضل ان تتبعي نصائحي – على الأقل – حتى تستطيعي ان تقفي ثانية على ساقيك الدرس الاول لا تحاولي تقديم الأنف للإمام نحو الريح وانظري الى الأرض قبل ان تسيري . الدرس الثاني عندما ينقدك رجل مهذب من متاعب فكوني من الكياسة بحيث تشكرينه .فتحت " تيفاني " فمها ثم تراجعت عن الإجابة انه على حق للمرة الثانية . – شكرا لاتقادك إياي . ولكن هل كان من الضروري ان تبدو متسلطا الى هذه الدرجة " خفف " مات " من قبضته وهو لا يزال يحتفظ بيد فوق ذراع الشابة وقادها حتى السيارة قال لها : - الحق معك فاعذريني . على إيه حال ودون ان ارغب في ان اظهر متسلطا فانه يلزمك معدات أكثر ملائمة لهدا الجو هنا مثل ملابس دافئة وهي ضرورية حتى قبل ان نذهب الى مزرعة الشركة إلا تفكرين في شيء ؟ - ولا أنت ؟ - لدي قبعة في جيبي وقفازا فرو : لان قفازيك بلا فائدة في هذا الصقيع ولا حداءك البوت الذي لا يصلح ألا في الأحلام ولا معطفك الصيفي . امتنعت " تيفاني " عن الرد عليه ورغم الذراعين التين تحميانها والجسد القوي الذي يصد عنها
الريح ألا أنها أحست بأنها تتجمد حتى مفاصلها وصلا الى السيارة . – اصعدي : - حسنا يا سيد .
كانت لهجة الخضوع المبالغ فيها التي استخدمتها قد انتزعت من " مات " الابتسامة . أكملت عبارتها : - ماذا كنت تضن إنني سأفعل ؟ اصعد فوق سطح السيارة ؟ - انك تبدين ساخرة جدا أيتها الصغيرة كما يبدو " لم تكن " تيفاني " لتسمح أبدا لأحد ان يعاملها على أنها صغيرة مند سن السادسة قال لها :
- هل يمكن ان تربطي حزام الأمان " ان القانون مطبق هنا . - صدق أو لا تصدق يوجد هذا القانون أيضا في أماكن أخرى والصغيرة الساخرة التي هي إنا تربط الحزام في السيارة . – حسنا جدا هذه على الأقل عادة تعودت عليها . اتخذت شفتا " تيفاني " مظهر الامتعاض وحاولت ان تحافظ عليه ولكن الأمر انتهى بابتسامة عريضة . ان الرجل مستحيل وعفوي ولكنها في داخلها كانت تعلم انه يعاكسها لقد كانت ساذجة بعض الشيء وجاهلة بالجهة التي ستضع فيها قدميها . ثم ربما لن تستطيع ان تقاوم الرغبة في المزاح هي أيضا . – لقد نسيت ان اليوم هو الأحد أتظن ان هناك بعض الحوانيت مفتوحة استطيع ان اشتري منها بعض الأشياء اللازمة وإذا كنت متعجلا فأنزلني في المدينة وسأستقل سيارة أجرة لأصل الى المزرعة . – لدي الوقت الكافي وسا صحبك الى حانوت أسعاره معقولة وعندما تكتفين سنذهب الى المزرعة . دهشت أمام الاهتمام وتحولت نحو قائد السيارة .. – انه لطيف منك . – العفو . ائما ابتسامة " مات " لا يمكن مقاومتها كما أنها ادفات قلبها .ان نبرة صوته وحركاته الواثقة – وهو يوجه السيارة نحو مخرج ساحة الانتظار – ذكرتا " تيفاني " باللحظة التي أحاطها فيها بذراعيه .أحست برجفة تخترقها ان " مات كاتفيلد " مدرك تماما مدى سحره وتأثيره على النساء وهي مقتنعة بذلك . – انه لن يزعجني حقا ان استقل سيارة أجرة .أنا متأكدة من ان أمامك أمورا مهمة تؤديها و ...
- -هذا خارج المناقشة ... وبالمناسبة ماذا كنت تفعلين في مكاتب تأجير السيارات – ماذا يفعل عادة هناك ؟ عندما لم أجد أحدا في استقبالي استعددت لاستئجار سيارة . – هل كنت تنوين القيادة بنفسك حتى المزرعة ؟ - ولم لا استطيع ان أقرا الخريطة واعثر على طريقي .- هل سبق لك ان واجهت مثل هذه الظروف على الطريق ؟ - لا ولكني تعودت القيادة فوق رمال الشاطئ هل الجليد مختلف انفجر في الضحك كأنها قالت شيئا غير معقول : - أرجوك يا "تيفاني " ان لا تمزحي بالمقارنة بين القيادة على الجليد و الرمال
فضلت ان لا تجادل في هذه النقطة ان الرجل يثير أعصابها ولكنها لا يمكن ان تنكر انه يبذل قصارى جهده بطريقته المثيرة للتوتر حتى يبدو مرحا وشديد الاهتمام والرعاية بها .أنها ليست غلطة " مات " إذا كان ينقصها الصبر مع ذلك الشخص الذي يعرف كل شيء . إما الذي لم تصل الى فهمه فهو .لماذا تحس بانجذاب نحوه هل فقدت مناعتها وكان المصل الذي اخدته فقد مفعوله : سألها : - كم من الوقت تنوين ان تمكثي ؟ - ليس اعرف بعد . – لابد ان لديك فترة – يوما – أسبوعا أو أكثر . – لست اعرف حقيقة حاليا أنا محتاجة لملابس بضعة أيام . – وإذا وقع "أخي و جاكي " عقدا معك فهل من المفروض ان تقيمي هنا . – لماذا تطرح علي هذا السؤال ؟ غمز لها بعينه ومط شفتيه وقال :
-مجرد فضول . فجأة أحست " تيفاني " بعدم الارتياح لقد أحست بحرارة شديدة داخلها . ان اهتمامه بها واضح وأي ضعف منها سيجعلها تستسلم للعبته الصغيرة . وعندها سيصعب عليها المقاومة وفي هذه اللحظة لن تستطيع ان تطلب منه العودة الى حيث جاءت وهو لم يكن ملحا بحيث تتأكد من نياته قالت مقترحة بصوت متوتر : - إذا كان الأمر لا يزعجك أرجو خفض الحرارة بعض الشيء . نفد كلامها . – حسنا لنعد الى السؤال – لقد سألتك . كم من الوقت تنوين البقاء حتى يمكنني ان أعطيك بعض الدروس في القيادة وتجنيبك أخطارا لا داعي لها : - أوه – هذا لطيف منك . – أنا طيب . الم تلاحظي في الحال متانة أخلاقي ؟
-أنت وغد يا " مات " ولكنك تضع الأمور في نصابها ليس من عادتي ان اخلط العمل بـ ...
كانت ابتسامة " مات " هذه المرة ساخرة والوميض الذي في عينيه شيطانيا قال :
- شكرا على المجاملة ؟
- - أيه مجاملة ؟ هل تشعر بالفخر لأنك ربطت بيني وبين الفكرة التي لم تجرئي على التعبير عنها .
- فتحت " تيفاني " فمها ثم أغلقته . وأبقت شفتيها مضمومتين وقد فهمت ان كل ما ستقوله سيتخد ضدها



وعند هذا القدر يكون قد انتهى معنا الفصل الاول .

Rehana 06-09-13 09:28 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الف الف مبروووووووووووووك الرواية الجديدة يا امل
وموفقة ان شاء الله في الكتابة و التنزيل

وتثبت الرواية

زهرة منسية 06-09-13 09:59 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
مبروووووك أمولة
ما شاء الله عليكى
باين من الملخص ان فيها أحداث حلوة كتير
موفقة حبيبتى

عبير عمار 06-09-13 12:34 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الملخص حلو جدا مشكوره حبيبتي عليها

saeda45 06-09-13 12:47 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
شكرا يا امل على الرواية الحلوة

الامل المفقود 06-09-13 08:44 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
من هنا نبدأ معكم ومع :-

الفصــــــل الثاني :-

-هذه المرة عليك ان تنتظريني هنا حتى أتي لاصحبك .
هبط " مات " من الجيب .بدت كل الحوانيت مغلقة .فتح باب السيارة لـــ " تيفاني " وامسك بيدها ليساعدها على النزول .
-أتظن ان علينا ان نكسر واجهة العرض؟ - يمكننا ذلك ولكن لماذا لا نستخدم المفاتيح ؟ اخرج "مات " حلقة مفاتيح ورفعت " تيفاني " عينيها لتقرأ لافتة مكتوبا عليها " محل كاتفيلد " للملابس الرياضية معلقة على أحدى الواجهات فانطلقت في الضحك . انضم اليها "مات " في الضحك وامسك بذراعها وقال :- طبعا لن تجدي هنا ملابس نسائية مبهرجة او على احدث موضة ترضي خيالك . .- ان خيالي ليس من شانك "
-على الأقل لقد اعترفت بان لك خيالا خصبا وهذه صراحة أمينة وصادقة . حدجته " تيفاني " بنظرة صاعقة : - هل من الضروري ان تظل تتصرف هكذا ؟ - نعم حتى نعثر على حداء برت مقاسك . – هل هذا الحانوت ملكك ؟ - نعم – لقد كان علينا ان نطور أنشطتنا مؤخرا وقد استأجرت الجناح الموجود أمامنا .. تاترت " تيفاني " . اخدت تتسكع معه في الممرات . دخلت قسما للملابس الشتوية ذوات الألوان الزاهية . – أنت ناجح جدا يا سيدي العزيز فما حاجتك الى ان تختطفني وان أظنك متشردا جليديا ؟ . – ولكني لست أنا الذي قلت ذلك وإنما أنت " لقد اكتفيت بالإجابة التي توقعتها .. أنا متشرد على الثلج في داخلي . نظر حوله وكأنه اكتشف كل ذلك لأول مرة وأضاف : - ان ما اعتبرناه في البداية مشروعا ذا أبعاد متواضعة يكفيني الحاجة الى الغير قد أخد حجما غير متوقع .
لم تفهم " تيفاني " هذا التغيير المفاجئ في التعبير . – هل هناك شيء لا يريحك في هذا النجاح ؟ - انه يستلزم مني الكثير من الوقت والجهد ". استطاعت " تيفاني " ان تقرأ على وجهه الابتسامة الساخرة التي اعتبرتها نوعا من التحدي . أنها الطريقة الصامتة لــ " مات " أنتي تعني انه يدير وجوده كما يحب وانه الوحيد الذي يضع القواعد لوجوده وانه ليس لديه أي نية لتغييرها مهما كان .. مر خلفها ووضع كفيه على كتفيها وقال : - دعيني اخلع عليك معطفك"
مرة أخرى تعرضت " تيفاني " الى السحر المريب الذي أزعجها في المطار فعضت على شفتيها . ان قرب " مات " يحدث عندها أحاسيس وكأنها شحنة من الكهرباء حتى لو كان احتكاكه بها بريئا استأنفت الحديث وهي تأمل إلا يلاحظ تسارع أنفاسها
-ما الذي تنتظره من الوجود ؟ - إن أحس إنني بخير .. من يدري ؟ ربما يأتي ذلك اليوم الذي اشتري فيه حريتي . . بعد ان علق " مات " معطف " تيفاني " على أحدى الشماعات . استدار
نحوها وهو ينظر إليها بإعجاب صريح . أحست بالاضطراب عندما اكتشفت مدى قصر ثوبها الأحمر والتصاقه بجسدها . وهو ما لا يناسب الوضع الذي هي فيه حاليا . حاولت ان تشتت الانتباه .. –وماذا تفعل بعد ذلك : أتمارس التزحلق على الجليد ؟ . – اعتقد ان هذا برنامج مناسب ..
-ليس لك إذن أي طموح ؟ . كانت " تيفاني " مذهولة . قال :
-لدي الكثير من الطموح .هناك كمية هائلة من الجبال واستطيع ان اهبطها كلها متزحلقا قبل ان يرسلوني الى ذلك الكوخ هناك في السماء .
-اقرصني : لدي أحساس أنني في حلم . – نعم .. حسنا .. اعرف أنني أثير السخرية عندما ابدأ الكلام عن هوايتي التي تملك على نفسي .. وأنت يا " تيفاني " عم تبحثين ؟ . كانت " تيفاني " منهمكة في فحص الملابس .. وأجابت في حرص :
-نفس الشيء بالنسبة لكل الناس . الرضا المهني والأمان على المستوى الشخصي . ولحظات من السعادة خلال طريق الكفاح ..
-هذه فلسفة عامة ولكني أريد بالضبط معرفة ما الذي تبحثين عنه فوق حامل المعاطف هذا ؟
-شيء ما دافئ .. أليس من اجل هذا نحن هنا .
-إذن اقترح ان نذهب الى قسم الرجال.
اندفع في الممر ولم تتحرك " تيفاني " قيد أنملة .
-هذا يسعدك . أليس كذلك ؟ .. – ما الذي يسعدني ؟ . – ان تخلع ملابس الآخرين .
- بعضهم فقط. – ولماذا أنا بالذات ؟ .. كان قد امسك بسترة زرقاء سماوية اللون مبطنه بفرو صناعي واقترب وهو يرفعها عاليا في مواجهة " تيفاني"
-لأنك جادة دون شك . وأنا لا استطيع ان أقاوم سخريتي منك بعض الشيء . ثم هناك ذلك الذقن الذي اعشق رويته . ثم هل يمكن ان تجدي هذه على مقاسك ؟
-ان الحياة شيء جاد واعتقد – بوجه خاص .. انك تحب ان تكون الأعلى خاصة مع النساء
-- ممكن .. مع النساء الساحرات على إيه حال .
ارتدت " تيفاني "قطعة الملابس وواجهت المرأة : - لا باس بها .. هل لديك مقاس اكبر ؟
عاد "مات " وهو يحمل الطاقم كله فتجهمت " تيفاني " :
-ان من يراك يظنك من رواد الفضاء .
-صدقيني ان هذا الطاقم أكثر أنواع الشباب رواجا .ثم في الأيام القادمة لن تتاح لك فرصة ارتداء الملابس القصيرة الأنيقة التي تعشقينها .
-لذي بنطلون جينز ضمن الأمتعة وأفكر في شراء بلوفر بعد وصولي .
-بلفور ؟ حسنا وماذا عن الملابس الداخلية .
-هل تتعامل دائما بألفة مع عميلاتك ؟
-أنني أتحدث ببساطة عن ملابس داخلية عازلة للحرارة ..
فتح أحدى العلب فوق مائدة عرض حيث اخرج منها كيسين وقال :
-هاتان من الحرير الطبيعي .. هل تنوين تجربتها ؟
-أين مقصورة التجارب ؟
-هناك .. ولكن قبل ذلك ركع أمامها فسألته :
- ماذا أيضا ؟ - انك لن تستطيعي التجربة ما تم تخلعي حدائك البوت .
تعاونا على خلع الحداء البوت . وأحس كل منهما بالحرارة تسري في جسده وتزعجه لم تجرؤ " تيفاني"على التنفس وساد صمت عميق كان هو أول من مزقه .
-ألان يمكنك الذهاب لتجربة الملابس وإثناء ذلك . سأذهب لأحضر لك بلفور .حداء بوت بالفرو
هزت رأسها موافقة وهي تائهة في كل تلك الأمور المتشابكة لابد ان تعود الى الواقع أنها تعرف تماما ان ذلك المشهد لابد انه جزء من لعبة " مات كاتفيلد "انه رجل النساء الذي لا يمكن حصر غزواته . رن جرس التحذير داخل رأسها فهي تعرف ذلك تماما ..
كان "مات"منحنيا فوق فرع " البلوفرات " وهو ساهم وشارد في أفكاره انه لا يعرف أين هو . انه ليس من عاداته ان يبحث عن مبرر وراء أخر حتى يتقرب من امرأة . خاصة والأمر يتعلق بامرأة بالكاد تعرف عليها ولإغراض مهنية . ومع ذلك لم يسبق له ان أحس بمثل هذه الأحاسيس. مع امرأة أخرى . عدا – طبعا – ما أحسه عندما سقطت هذه المرأة دون قصد بين ذراعيه من وقت قريب . وعندما تقابلت عيناه مع تلك العينين الخضراوين ورقتهما المتناهية . تمالك نفسه أخيرا وراجع صفا من الاحدية البوت حيث بحث عن موديل أنيق لــ " تيفاني " كان من الطبيعي ان يرغب امرأة ولكن هناك شيئا أكثر من ذلك حدث هنا . ان مجرد التفكير في زيادة معرفته بها يضاعف اضطرابه . لقد أحس انه أكثر قربا منها ومع ذلك ليس هناك اي معنى لذلك . ثم أنها ليست من نوعه المفضل .
عثر على الحداء البوت واخذ معه جوربا سميكا ثم ذهب الى مقصورة القياس .
- كيف الحال ؟
- -أنها ممتازة . ان البنطلون على مقاسي والحرير ناعم للغاية .هل أنت واثق تماما بأنها تحمي من البرد ؟ ان القماش ناعم لدرجة يبدو غير عملية .
- -هذا هو الدرس الثاني الذي تتلقينه في الشمال الكبير . يمكن جمع العملي مع جميل المنظر . لدي أشياء أخرى من أجلك .. أخرجت ذراعها من المقصورة اخدت " البلوفر "
- شكرا .. انه رائع .. ان لك ذوقا ممتازا .
- أنا سعيد لأنه أعجبك .
عندما خرجت وقف " مات " كتمثال من الثلج لقد كان " البلوفر " يضم جسدها الرائع ويظهر فتنتها ويصل حتى بداية ساقيها . ركزت عليه عينيها الخضراوين حيث انبعث منهما وميض جعله مشلولا . سألته : - ما رأيك ؟
انتبه " مات " من أحلامه وقال : - ممتاز " جربي الحذاء البوت .
تركها في الوقت الذي يبحث فيه عن بعض القطع الإضافية ولكنه سمعها تضحك فجأة فاستدار نحوها . قالت : - اعترف انك تهزا بي . لقد شاهدت الألعاب الاولمبية في التلفزيون وحتى أبطال الرياضة لا يرتدون مثلي .
- ربما ولكن صدقيني علينا هنا مواجهة الرياح المثلجة وهذا الطاقم مناسب لذلك ..
- ولكني لا استطيع حتى ان أسير بطريقة صحيحة أنني أتطوح .
- لا تشغلي بالك بل ان تلك المشية فاتنة .
- اسمع عندما أسير كل شيء يصدر صفيرا وكأنني ارتدي ثوبا مصنوعا من البطانة الخشنة .
- وهو لائق عليك تماما . ان ذلك يرجع الى المادة المصنوعة منها الثياب ولكن سرعان ما ستتعودين هيا تعالي تبختري الى هنا حتى تكمل ارتداء الدروع
- لا تقل لي : انه لايزال ينقصني شيء .
- لا شيء تقريبا .
ناولها قبعة من الفراء الأسود مكسوة بالداخل بالأزرق .
- ان الألوان منسجمة تماما .. برافو .
أحاط عنقها بملفعة زرقاء عليها نجوم بيضاء .
-هكذا ستكونين على راحتك لاكتشاف نواحي المزرعة المختلفة
- رائع جدا ولكن هل يمكنني ان ارتدي ملابسي العادية ؟
-كما تحبين .. لقد ادفات السيارة الجيب .
خلعت " تيفاني " الملفعة أخيرا حتى تتمكن من الرؤية :
- وماذا عن فاتورة الحساب ؟

الامل المفقود 06-09-13 08:50 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
- سأرسلها الى المزرعة .
- لا تنسى التخفيض الذي حدثني عنه
كان قد وضع ذلك في اعتباره ولم يستطع ان يمنع نفسه من الانفجار في الضحك . عبر المسافة التي تفصلهما عن بعضهما البعض ووضع يده على ظهرها . رفعت " تيفاني " عينيها إليه في دهشة . قال لها :
- إنني أحب نوعك يا " تيفاني جرير " وأنت كاملة في هذا الزى وأكاد اقسم انك مولودة هنا ...
- يا لها من فكرة رهيبة .
فقالت " تيفاني " تضحك الى ان وصلت مقصورة القياس انها لا تستطيع ان تصدق ان بإمكانها ان تعيش في مكان لابد على المرء فيه ان يضع كل هذه المعدات حتى يستطيع ان يخرج انفه خارج البيت " على أية حال عليها ان تعتبر ذلك كله بمثابة مغامرة وفرصة للعديد من الذكريات التي تقصها فيما بعد على أطفالها فوق رمال شاطئ شمال المحيط الهادي
ولكن هذا لم يمنعها من إلا تثق بذلك المدمر متشرد الثلج ان تمريناتها على الانزلاق باللوحة فوق الماء في : هاواي " علمتها التعرف على محطمي القلوب مثل محطمي الأمواج .
ان " مات كاتفيلد " على أية حال ليس بالتأكيد من النوع الذي يمكن التغلب عليه بسهولة .



والى حد هذا يا حبيباتي ينتهي الفصل الثاني

أراكم بخير مع الفصل الثالث إذا الله راد

قراءة ممتعة للجميع


مع شكري لكل الاخوات على الردود الجميلة وتحياتي لكم مع حبي

الامل المفقود 07-09-13 12:36 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
نتوكل على الله ونبدأ معاً بـــــ :-
الفصــــل الثالث .

حمت "تيفاني " عينيها بيدها . ان لسعات البرد والضوء المبهر يتطلبان النظارة السوداء الخاصة بــــ " مات " سألها :
-هل لديك نظارة شمسية ؟
- هذا سؤال ساذج . لقد تصورت أنها غير مجدية هنا .
- أنها غلطة مفهومة . كان علي ان أفكر في ذلك ونحن في الحانوت عادة يكون معي نظارة احتياطية
ظلت نظراته مثبتة علي الطريق وفتح التابلوه واخذ يعبث داخله قبل ان يعطيها نظارة قالت :
-أنها ممتازة . ان السماء شديدة الإضاءة .
-نعم . عندما تعتادين تقلبات الجو فان السماء تضل شديدة الضوء معظم الوقت حتى تتعودي عليها .
- أنت تحب حقا هذه البلاد ؟
-نعم عندما أكون فيها . وعندما أكون في سويسرا تصبح سويسرا أجمل بلاد العالم وهذا نفس ما يحدث بالنسبة لجزر الكاريبي أو نيويورك أو حتى في هاواي
- هذا كما تقول الأغنية عندما نكون في البلد الذي تحبه فانك تحب المكان الذي أنت فيه "
- فعلا .
-وبقية الأغنية تقول وعندما لأتكون بالقرب من المرأة التي تحبها فانك تحب المرأة القريبة منك "
كزت " تيفاني " علي أسنانها .لقد فات وقت التراجع فقد طرحت المسالة للتساؤل .لم يجب " مات " في الحال وقد استغرق في أفكاره .رد بعد تفكر :
- لنقل أنني أعيش اللحظة الراهنة هل هناك سبب معين لطرح هذا السؤال ؟
- تظاهرت " تيفاني " بعدم الاكتراث
- تذكر فقط أنني بجوارك وأريد بالضبط ان اعرف هل لابد ان أخد مصلا يحصنني ضد... تركت التكملة لــــ " مات " الذي ضحك ضحكة خفيفة :
- أنت لا تواجهين أي خطر يا " تيفاني " ان أخي سيطالب براسي تقدم له علي صحفه من فضة أذا ما تصرفت تصرفا غير لائق معك .. لقد تطلب الأمر منا القيام ببحث طويل قبل ان تقرر أي شركة تعتبر أفضل شريك مالي لنا . ولن أغامر بإفساد العمل بخلق مشكلة مع ممثلة تلك الشركة رغم ما تتمتع به من فتنه طاغية سأحاول ان أقاوم الأغراء ...
تجاهلت " تيفاني " بطريقة ملكية الملاحظة الأخيرة .
-لماذا اختيرت شركة طعام الفردوس ؟
-بسبب مركزها في السوق ولما تتمتع به من سمعة طيبة . ومشروعاتها ذات المدى الطويل . وهناك عوامل كثيرة تدخل في اللعبة واسمحي لي ان أرد السؤال لك . ما سبب اهتمام شركة بــ " هاواي " بالتعاون مع شركتنا في وينبج ؟"
-لدينا مشاركات في كل القارات ثم ان مزرعة " كاتفيلد " يبدو أنها تنتج بضائع من الدرجة الأولى .
- ان علي كتفيك تقع أعباء جسيمة أكثر مما تتحمله امرأة شابة لهذه الدرجة .
امتعضت " تيفاني "
-لست شابة لهذه الدرجة فلدي ستة وعشرون عاما وأنا اعمل في مؤسسة طعام الفردوس مند حصولي علي شهادتي في الصناعات الغذائية وأنا ذات خبرة شديدة .ثم أنني لا اتخذ القرارات وإنما أعطي رأيا . وهذه أول تجربة لي للعمل وحيدة و أتعشم ان اجتاز التجربة بنجاح .
-إذا كنت قد فهمتك جيدا فانك تكونين بين نارين ؟
- كيف هذا ؟
-أدا كللت خطواتك ومساعيك بالنجاح فان عليك مواجهة قضاء بعض الوقت في أقصي الشمال . وإذا فشلت فانك ستعودين الى " هاواي " دون ان تجتازي الاختبار .
- اعتقد أنني على وشك اتخاذ قرارات موضوعية .
- أنني لا أوحي بغير ذلك فانا متأكد بأنك لو خيرت بين راحتك وعملك فان الأولوية ستكون للعمل .
لم تجد " تيفاني " الوقت اللازم للرد حيث اندفعت إمامهما سيارة خرجت فجأة من منعطف جانبي بسرعة رهيبة تشبثت في الحال بالأرض بطريقة غريزية واستطاع " مات " بصعوبة تجنب الشاحنة الضخمة التي برزت في الطريق أخد قلب : تيفاني " يدق بشدة حتى أوشك ان ينفجر وارتجفت يداها . استدارت نحو ذلك الرجل الذي استطاع الإفلات من الاصطدام : .شد فرملة اليد واستدار نحوها بابتسامة عريضة :
-حسنا – ان ذلك المخبول فقد السيطرة على شاحنته وخشيت لحظات إلا استطيع السيطرة على الموقف .
-يا الهي " هل يحدث ذلك كثيرا ؟
فتح باب السيارة وقال قبل ان يخرج منها :
- عن أي شيء تتحدثين بالضبط ؟

الامل المفقود 07-09-13 12:40 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
- غمضت " تيفاني " عينيها وعدت حتى عشرة . مؤكد إنهما افلتا من الحادثة وبعد رؤية حركات سائق الشاحنة فان الأمور أصبحت على ما يرام . ولكن المشكلة بينها وبين " مات " لو وصلت الى المزرعة قبل ان تغتاله فان ذلك ستكون معجزة
عاد " مات " الى عجلة القيادة وبعد فترة قليلة أخد يشير إليها الى الأودية المغطاة بالجليد والتي امتدت أمام عيونهما . ثم قال :
-ها نحن وصلنا . هذه مزرعة " كاتفيلد "
- ولكنها فسيحة .. ورائعة "
-ماذا تصورت ؟ مربعا صغيرا يمرح فيه بعض الأرانب في سعادة
-لا . بالتأكيد ولكني أيضا لم أتصور مزرعة تكساسية
- تلك المزارع التي مساحتها تعادل مساحة منديل الجيب
- انك تبالغ لأنها تشبه فعلا مزرعة تكساسية .
وقفت السيارة أمام البيت . تأملت " تيفاني " المبنى الأنيق المصنوع من الخشب الأسود فوق أعمدة . وكل دور محاط بمظلة للحماية قال " مات " :
- لست أري سيارة " بيت " لابد أنهما لم يعودا بعد
- بالمناسبة لم تقل لي أبدا لماذا لم يستطع شقيقك ان يحضر لاستقبالي في المطار . هل حدث شيء ما ؟
- لاشيء خطير ...لقد صحبا داني الى المستشفى "
- وتسمي هذا غير خطير .ثم من داني "
- داني هو ابنهما لقد سقط وهو يلعب الهوكي وقد فتح ما فوق حاجبه وهو مكان ينزف بشدة ولكنه ليس خطيرا . في الحقيقة أود ان أسالك هل تحبين الهوكي ؟
- ليس لدينا ملعب : هوكي " انزلاق على الجليد في هاواي "
حل "مات " حزام الأمان وهو يضحك :
- لنكمل هذا الحديث أمام نار طيبة – هل توافقين ؟ سادهب لفتح الأبواب وأعود لاصحبك .
- -هل هنا تعيش ؟
- لا . ولكن هذا بيتي الثاني .
- إثناء ذهابه لفتح الأبواب فكرت " تيفاني " ان هذا الرجل لابد لديه مجموعة مفاتيح للأبواب وبعض النساء ينتظرن عودته فتح ساحر النساء البوابة وأصابها البرد القارص في الحال وحتى تستطيع ان تسترد أنفاسها دست وجهها في كتفه أحاطها بذراعيه وساعدها على النزول فكرت " تيفاني "في الجو الذي تركته ورائها في الجزيرة والتي أصبحت بعيدة عنها ألان وفي الموقف الذي أصبحن فيه تركت " مات "
يقودها تماما وكأنها تعرفه مند الأزل . عندما أغلق الباب عليهما استقامت " تيفاني " وهي تضحك . قال برقة بعد ان تأملها بإمعان لحظات ورفع ذقنها بيده :
- ان ضحكتك يا " تيفاني جرير " تجعل المرء ينسى أمورا كثيرة .
- تبثث نظراتها وقتا بدا لــ " تيفاني " كأنه الأبد . تحركت لتبتعد عنه وكان اللون العنبري الذي يتراقص في أعماق عينيه السوداوين قادرا على تنويمها مغناطيسيا وكان يلزمها في الحقيقة جهد لمقاومة أمر أقوى منها ولكنها أثناء محاولتها التعقل ازدادت قربا منه بدلا من ان تبتعد عنه شدد " مات " من قبضته وأصبحت غير قادرة على انتزاع نفسها . رفعت وجها جادا ولكنها خفضته في الحال فقد كان وجهه قريبا منها حتى أنها لم تتعرف عليه . كان عليها ان تقاوم حتى لا تستسلم لرغبتها الجامحة وتصبح بلا قوة اضطرب قلبها حتى أوشك ان ينفجر صاحت فيه .
- - الم تعدني ان تظل متعقلا ؟
- - للأسف لدي أحساس بأنني ظللت عاقلا أكثر مما يجب
- رسمت " تيفاني " على شفتيها ابتسامة مطمئنه وحامية إياها لقد كانت مضطربة وتسترد نفسها بصعوبة
- - الم نتحدث عن رغبتك في إشعال النار ؟
- فور إحضاري ملابسك من السيارة سأهتم بها ... دعيني اخلع عنك معطفك .
- تراجعت " تيفاني " للخلف خطوة
- أفضل ان أظل محتفظة به بعض الوقت .
- كانت درجة حرارة الحجرة لطيفة وقد استطاعت " تيفاني " ان تشعر بالدفء ولكن لا داعي لان تتعرض للمسات " مات "
- بعد رحلتين من والى السيارة وضع " مات " حقائب " تيفاني " في المدخل كانت الشابة قد لجأت الى مقعد ذي مساند تحتمي به وقد غاصت فيه وفي كسوته الجلدية اخدت تتأمل الحجرة البسيطة والتي تعطي شعورا بالود والتي تستخدم صالونا . كان المكان تقيلا ويتناقض مع حالتها المعنوية وضعت " تيفاني" عينيها على يديها داوتي الأظافر الطويلة الحمراء اللامعة ورأت أنها لا زالت ترتجف . تساءلت أي وضع ساقت نفسها إليه
- وضعت الشابة ساقا على ساق ومررت يدها في شعرها من الضروري ان تتظاهر بالهدوء وان تواجه شركاءها بكل اتزان أخرجت أصبع احمر الشفاه بطريقة إليه وكذلك بدارة الوجه اخدت تصلح من زينتها كل هذه الحركات أعادتها الى حياتها اليومية وما تفعله فيها وساعدها على استرداد رباطة جأشها .
دخل " مات " وأغلق الباب خلفه . حاولت " تيفاني " إلا تنظر إليه ولكنه نشر في الجو عطرا منعشا يتميز بالرجولة الطاغية . أصبح مألوفا لديها حتى أنها لم تضطرب منه بعد ذلك .
غزتها موجة من الغضب ضد نفسها . عليها ان تصمد وتقاوم الموضوع ليس مسالة ان تترك نفسها تنجد ب لسحر رجل في بداية مهمة ذات أهمية بالغة .
-سأقوم بنقل حقائبك . هل تساعدينني ؟
طبعا ليست فكرة حسنه ان تتبعه في الحجرة لكي ترتب أمتعتها ولكنها أمتعة ثقيلة وهي ترحب بأي مساعدة قالت وهي تحمل الأكياس التي احضراها من الحانوت
- ساصحبك .
ابتسم لها " مات " ابتسامة خفيفة وكأنه يخمن ما يدور في دهنها ثم صعد سلالم المدخل . ركزت " تيفاني " على ان تستكشف البيت كان البهو يربط قاعة الطعام والصالون الذي كانت جالسة فيه كان الديكور منسجما ومتناغما والأثاث مكونا من قطع خشبية قوية وأنيقة كانت حجرة الضيوف توحي بالترحيب وقد غطيت بورق حائط اخضر فاتح وبها نافدتان تطلان على منظر طبيعي ابيض تماما .كان الأثاث المكون من الخشب الفاتح القديم تفوح منه رائحة شمع التلميع وتوجد باقة من الزهور أضافت مزيدا من الجو الهادئ الرزين داخل الحجرة .
-يا لها من باقة سحرة .
- هل تحبين الزهور ؟ لقد قطفتها بنفسي.
زهور هنا ؟ أين وكيف ؟
أحست " تيفاني " بالارتياح لاثارثها مواضيع عادية .
- الم تسمعي أبدا عن زهور مينو سونا الثلجية ؟
- نظرت إليه " تيفاني " نظرة متشككة وانحنت على الزهور الفواحة وقالت :
- هذا عجيب ان من يراها يقول أنها ورود .
- طبعا هي تشبه الورود بل ان لها نفس خواصها ولها نفس العطر ولكنك لن تجدي أبدا ورودا تنمو وسط الجليد
- هذا أمر غير عادي .
- أنها تنمو داخل أعماق الجليد وكلما كانت عميقة احتمت من البرد ولهذا السبب تكون نادرة .
- يبدو عليك انك تتقن عدة مجالات "
- مثل ماذا ؟
- حسنا – مثل مملكة الجليد الرائعة
ضحك ولكن ضحكته خبت ليحل محلها صمت حاد .. أحاط بيده الأصابع الرقيقة الممسكة
بالوردة .
- ولكن يا " تيفاني " لماذا أحس بكل هذه السعادة وأنا بجوارك ؟
- سحبت " تيفاني " يدها بعنف واتجهت نحو الباب
- من الأفضل ان تهبط .
- نعم . وعندما نصبح أسفل يا " تيفاني جرير" أكون شاكرا لك لو ابتعدت عني المسافة الكافية .
- سأبدل قصارى جهدي .
كانت نبرتها ماكرة ولكن كان لديها النية ان تفي بوعدها . تقدم هو بدوره نحو الباب وأحست مرة ثانية بثاتيره الرهيب عليها .
أقسمت في سرها ان تسرع بمقابلة أل كاتفيلد وتمنت عودتهما بسرعة . إذا كانت هناك نفس مسكينة ظلت وسط منطقة توندرا المتجمدة فهذه النفس هي نفسها

وتصبحوا على خير مع نهاية الفص الثالث



غدا بإذن الله مع الفصــــــــــــل الرابــــــــــــــــــــــــع

الامل المفقود 07-09-13 06:26 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
هيا معي لنبدأ بــــ :-
الفصـــــل الرابع :-

تقوقعت " تيفاني " في ارتياح على مقعد ذي مساند . كانت نيران الخشب تصدر أزيزا يطرد صوت الرياح في الخارج . كانت قد خلعت نعليها و اخدت تؤرجح قدميها بلا اكتراث وهي تحتسي الكوكاكولا كما كانت اسطوانتها المفظله للمغني " شارلي باركر " تضفي جوا يزيد روعة تلك اللحظات التي نسيت فيها – تقريبا – التوتر الذي يفصلها عن " مات "
جلس " مات " أمام النيران ليقلبها وفي يده علبة عصير تفاح .لم يكن ليستطيع ان يتجاهل السعادة التي يحسها وهو يتأملها . وكانت حركاته تنم عن جسده الرياضي واهتمامه بالترتيبات التي تحافظ على لياقته ... دهشت " تيفاني " وهي تتصوره ينهب التلال بطريقة كاملة . لقد تخلت عن ممارسة أي نوع من أنواع التدريب على التزحلق عدا المشاهدة .
امسك " مات " سيخ تقليب النار ورفع علبه العصير الى فمه :
- أنني بدأت اشعر بالحرارة الزائدة .
خلع بلوفره بحركة سريعة واحتست " تيفاني " جرعة من " الكولا " لتخفي اضطرابها . لم يعد " مات " يرتدي سوى قميصه الأبيض وقد برزت داخله عضلاته الرائعة التي جعلت قلب " تيفاني "يسارع في نبضاته . لابد ان تهدا . انه – دون شك – لا يستعرض جسده ويشيع جوا من الثقة برجولته.
القي " مات " البلوفر " فوق المائدة المنخفضة ثم جلس على مقعد في مواجهتها . سألها :
-هل تحسين ألان بأنك أكثر دفئا ؟
في كل مرة تلتقي عيناه بعينيها كانت درجة حرارتها ترتفع فجأة ودعت في نفسها ألا يلاحظ ذلك .. حاولت ان تتكلم بهدوء وعدم اكثرات :
- نعم وشكرا .بالمناسبة لقد قلت انك كبرت هنا فكيف استطعت ان تتعلم التزحلق على الجليد في هذه البراري ؟
- انك تنسين التزحلق العميق . لاشك ان لذي ميلا لتفضيل التزحلق عي جبال الألب . وأحيانا ما الحق بالطائرة لأقوم بعملية هروب الى هناك "
- ولكن كيف تعلمت التزحلق السريع ؟
- أوه ... هناك بعض الجبال في هذه النواحي التي حولنا ولكني تعلمته حقيقة عندما كنت مراهقا . كان لأخي وإياي عم على الساحل الغربي وقد نقلنا الى "ويسلر " وقد ولد شغفي بالتزحلق هناك . لم يكن ليتطلب الأمر أكثر من صعود التلال
وهبوطها .هذه في البداية الحياة التي اخترتها الى ان ...
قطع فجأة عبارته واخذ علبة العصير وتجرع جزءا منها .
- الى ان .
- الى ان كبرت قليلا .
ابتسم ابتسامة تعودت عليها " تيفاني " وأشار بسبابته الى صورة غير ملونه فوق المائدة .
- لقد رايتك تتطلعين الى هذه الصورة عدة مرات . إنهما والداي إنهما لا يزالان على قيد الحياة .لقد أخد " بيت " المزرعة عندما تقاعدا إنهما عصفورا الجليد الحقيقيان وسيسحرانك بروحيهما المرحتين كان من الواضح ان " مات " يحاول تغيير مجرى الحديث . لأنك انه لم يرغب التوسع في الحديث عما سماه أهم عاطفة في حياته وبالتأكيد ليس من شانها ان تسأله عن هذا الموضوع . ومن ناحية أخرى كان صحيحا أنها نظرت الى تلك الصورة أكثر من مرة دون ان تجرؤ على طرح أسئلة .
- أتقول عصفوري الجليد "
- نعم إنهما يهاجران الى الجنوب في كل شتاء ويظلان هناك حتى الربيع .
- إذن صحيح ان بعض الوطنيين من " وينبج " يمكنهم تحمل هذا الطقس ؟
- البعض نعم – ولكن والدي ووالدتي ظلا هنا سنوات طويلة وعندما يعودان كل شتاء من اجل الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يسعدهما وجود الجليد .
- نظرت إليه " تيفاني " نظرة حائرة وقد أربكتها هذه الظواهر الغريبة إنها تتخيل البيت المزين وشجرة أرز فاخرة تزين المدخل وأحست بقلبها ينقبض دون ان تفهم السبب . سألته :
- ماذا تعني هذه النظرة الشاردة ؟
- آية نظرة شاردة تعنين ؟
- تلك التي كانت عندك من لحظة . هل تفكر في جليد عيد الميلاد ؟
- أسمعي " ان بابا نويل الخاص بي يأتي الى المدينة عن طريق البحر تصحبه ثمانية جياد صغيرة . وغزالته المرنة لها انف احمر بسبب إصابتها بضربة شمس- إذن بالنسبة لعيد الميلاد ابيض –
- حسنا . أرى انك لا تزال في حالة الصدمة .
- ضربت الريح شبكة النافدة الحديدية . اتجه " مات " نحو سيخ تقليب النار وحاول تنشيط النار .
- كلميني عن والديك – هل لا يزالان في هاواي ؟
- أبي يعيش في هونولولو "- انه منتج تلفزيوني – وأمي تعيش في " مأوي "
ولكنها تخرج تحقيقات إخبارية بالفيديو مع زوج أمي وهو ما يتيح لهما اوقاتا كثيرة في بلاد خارجية .
- كم كان عمرك عندما ثم الطلاق بين أبيك وأمك ؟
رفعت " تيفاني " حاجبيها دهشة من السؤال :
- حوالي أثنى عشر عامل – لماذا تسألني هذه السؤال ؟
- بسبب تلك النظرة الشاردة – لقد بدا عليك مظهر الحزن هل يمكن ان تقولي . ان أعياد الميلاد التي سبقت الطلاق كانت سعيدة والتي بعده كانت تعيسة ؟
- تعيسة ؟ بالتأكيد لا ولكنها على إيه حال لم تكن رائعة وليس فيها تقارب اسري ووالدي كان دائما – حسنا – فان اخف وصف انه كان يحب النساء وقد سمح طلاقهما لهما بالتخلص من وضع يشبه الكارثة لقد عشت مع أمي وأقوم بزيارات لأبي وأحيانا أجد نفسي مع زوجة أب أو زوج أم رائعين . وعندما تزوج أبي للمرة الثانية رزق بأطفال . ثلاثة أولاد من عدة سنوات بعدها تصرف وكأنه مثال العفة والإخلاص والأبوية إنني اعشق الأولاد الثلاثة وسعدت لان أبي أولاهم رعايته . ولكن عندما بلغت السادسة عشرة لم أكن ناضجة بما فيه الكفاية بحيث اتالقم مع هذه التغييرات الأساسية في العادات – ان الرجال أحيانا ...
أكملت " تيفاني " احتساء كوبها ووضعته فوق المائدة ثم نهضت بعد ان ارتدت حذائها لتعبر الحجرة الى النافدة العريضة الزجاجية مما يعني ان هذه المحادثة اللذيذة قي امتدت أطول من اللازم . لقد أدركت ان " مات " عاش كثيرا في السنوات العشر الأخيرة فوق كوكب نسائي .
فحصت الأفق خلف الطريق المؤدي الى المنزل .
- أتعشم ان تكون قد اطمأننت على ابن أخيك .
- أنا واثق بان الجرح ليس خطيرا لقد اتصلت بــ " بيت " تليفونيا بعد انتهاء العلاج في المستشفى .
كانت " تيفاني " لا تزال تتطلع الى الليل .
- ماذا قلت بشأن الرجال يا " تيفاني "
- إنهم من الصعب توقع ما سيفعلونه .
- وغير أهل للثقة "
- دون شك .
- يمكنني ان أقول نفس الشيء عن النساء .
- لم يكن لدى " تيفاني "بالتأكيد إيه رغبة في ان تسمعه يتوسع في أراء حول هذا الموضوع . كما أنها استغرقت في تأمل عشرات الهكتارات المغطاة بالجليد والممتدة أمام عينيها ومع ذلك فان كل جسدها كان متوترا من حركات " مات "
هل كان يراقبها ؟ هل هو على وشك ان يعبر الحجرة حتى ينظم إليها أم هل يتجاهلها ؟ انتظرت دون ان يكون لديها أدنى فكرة عما تنتظره بالضبط هل تنتظر منه ان يضع يديه على كتفيها أم هل كانت تأمل غير ذلك ؟ لقد تصورت أنفاسه تلفح عنقها .
تنفست بصعوبة وأدركت أنها متأكدة تماما من ردود أفعالها لو قرر فعلا ان يلمسها – أنها ستمنعه دون شك .
كانت الرعشات التي تملكت جسدها في تلك اللحظة لا تنم عن خير . كل شيء يشير الى أنها يمكن ان تفقد السيطرة التي حصلت عليها بصعوبة . ألا يكفيها الدرس الذي تلقته من ثلاث سنوات ؟
انقطعت سلسلة أفكارها عندما سمعت ضجة خلفها – ان وجود " مات " شيء رائع حقا . لقد دق قلبها ونبضها ارتفع لدرجة مخيفة .
أحست بيد خفيفة ورقيقة تستقر على كتفها .
- " تيفاني " تيفاني" أنا ...
في هذه اللحظة كل شيء كان ممكنا . وأحست " تيفاني جرير " في تلك اللحظة بأنه ليس لديها ذرة شجاعة ... هل ستقاوم ؟
لم يكن لديها الوقت لتعرف .
دخلت سيارة سوداء الى الممر – لقد عادت الأسرة – وهو دون شك دافع حقيقي لان تشعر بالارتياح .





عند هذا يكون قد انتهى معنا الفصل الرابع ولكن خلونا نشوف الفصل الخامس على طول
ونبدأ بــــ أحداث جديدة مشوقه :-

الامل المفقود 07-09-13 06:27 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الفصل الخامس :-


لما كانت " تيفاني " تعتقد ان "داني " هو الولد الوحيد لـــ " بيت " فقد دهشت عندما فتح " مات " باب السيارة وترك الطريق أمام العديد من الأطفال ولدين وبنت ذات خدين ورديتين اندفع الثلاثة الى داخل المنزل وهم يطلقون صيحات الفرح سبقوا والديهم اللذين كانا أكثر هدوءا . ابتسمت " تيفاني " على عتبة الصالون أمام مظاهر الحنان بين قبيلة " كاتفيلد"
كان " داني " الجريح الأكبر وبطل اليوم هو اكبر الأبناء وسنه احد عشر عامل وشقيقه " جاسون " كانت سنه سبع سنوات أو ثماني وكان الولدان قويين وأسمرين وعيونهما بندقية رائعة ونظرة قصيرة الى والدهما كافية لإقناع " تيفاني " أنهما نسختان طبق الأصل من أبيهما و " مات " وهما في سنهما لقد رأت التشابه بين الرجلين شديدا لدرجة مذهلة ولكن " بيت "كان بلا شك يبدو أبا لأسرة . أما " مات "
كان من الممكن ألا تعرف من هو " مات " وحسب أقواله فقد ظل مبتعدا عن كل المسؤولية . وهو قريب جدا من عائلته ومن الواضح انه على استعداد لتتدخل عند أول إشارة . وهو يعطي إيحاء باستعداده للعمل وعندما اندفعت " ربيكا " التي لا تزيد سنها عن ثلاث سنوات نحو " مات " انحنى " مات " ليستقبلها ويطبع قبلة رنانة على خدها كانت الطفلة تلعب على راحتها وضعها على الدرج وجلس بجوارها حتى يستطيع ان يخلع حدائها البوت بينما أخد الولدان يحكيان مغامرة " داني " .
قالت في نفسها : ان الرجل إذن حان ولطيف ووغد ودود . ولكن الوغد يظل وغدا .
أمرت نفسها ألا تهتم به كل هذا الاهتمام . على إيه حال فان اللعبة الصغيرة التي لعباها معا لا تورط أيا منهما .
ولكن " بيت كاتفيلد " يواجهها وهو ينتظر في صبر ان تعيره بعض الاهتمام . خرجت من أفكارها وشدت على يده ثم بدأت عملية التعارف حيا الأطفال في أدب الضيفة دون ان يعيروها أي انتباه . ان العم " مات " في نظرهم هو النجم الوحيد الجدير بالاهتمام .
عندما صافحت " تيفاني " يد " جاكي " دهشت عندما وجدت كفها صلبة مثل كف زوجها كانت امرأة صغيرة الحجم شقراء ذات عينين بلون رمادي رقيق ولا تشبه على الإطلاق النمط المعروف والمتكرر لزوجات المزارعين اللاتي يشاركن أزواجهن العمل . أنها مكلفة فقط بتربية الأولاد .
دعت " جاكي " " تيفاني " للجلوس بابتسامة مرحبة وعندما تبعتها الى الصالون لاحظت الشابة ان الزوجة ترتدي ثوبا ازرق جميلا يتراقص حول جسدها .
- نحن ناسف لأننا لم نستطع استقبالك في المطار ولكننا كنا مطمئنين انك ستكونين بين أيد أمينة ؟
قالت " تيفاني " في نفسها – فعلا أيد أمينة للغاية . نظرت الى " مات " خلسة والذي رد عليها بغمزه من عينه وبإحدى ابتسامته التي يحتفظ وحده بسرها . إنهما يحتفظان من ألان بسر لذيذ .
- ان استثماراتكم أكثر بكثير مما توقعت وأحب جدا ان أزورها بعد ان أرسل " بيت " الأطفال اللا قاعة اللعب جاء لينظم إليهم .لم تكن عيناه تتميزان بشيء خاص على العكس من عيني " مات " الفاحصتين .
- هل لديك ملابس ثقيلة ؟
أفرغت " تيفاني "في الحال الذكريات التي شاركت " مات " فيها بشان موضوع الملابس
- لقد بدا " مات " أكثر حرصا ولطفا بحيث أصر على ان يصبحني الى حانوته حتى يزودني باللازم .
- حسنا جدا . و أتعشم ألا يكون قد استولى منك على ثروة ؟
- ولا سنت حتى ألان وانه حائرة لأنه عاملني بطريقة الائتمان
- ان المرء لا يستطيع ان يقاوم هذا الوجه الفاتن .
كانت عينا " مات " تلمعان وتدعوان " تيفاني " الى مباراة كلامية .
- لابد انك على حافة الإفلاس بمثل هذه السياسة التجارية .
- ليس بالضبط فليس هناك العدد الكافي من الوجوه الفاتنة كما تتخيلين في هذه الأحراش .
احمر وجه " تيفاني " فقد حقق هدفا في صالحه .
رفع " مات " " ربيكا " بين ذراعيه ثم وضعها على الأرض وأرسلها لتلحق بأمها . انتبهت " تيفاني "الى أنها نسيت لحظات وجود " بيت " و" جاكي " اللذين كانا يبتسمان أمام المنظر الذي يجري أمامهما . يجب ان تنتهي من كل ذلك بسرعة وللأبد . وإذا حالفها الحظ فلن يتأخر " مات " في الرحيل لان الجدية ليست من طبعه ويكفي " تيفاني " ان تتجاهله بان تتصرف كسيدة أعمال وبشرط ان يرحل قبل وجبة العشاء .
حوالي الساعة التاسعة لم تعد " تيفاني " تتحمل أكثر من ذلك لقد عاشت إحدى الأمسيات شديدة التشتيت والحيرة في حياتها لم يختف " مات " كان جالسا بشحمه وعظمه في مواجهتها تماما وكان يوجه لها الكلام باستمرار ويعاكسها حول الحياة في أقصى الشمال ويدفعها للضحك عندما يجدها على وشك ان تنفجر غضبا . كانت مذهولة وعاجزة عن تحليل تأثيره المتزايد عليها
كان " مات " يضع عينه عليها دون انقطاع وهو مقتنع ان الموضوع بالنسبة له هو لعبة وهي تريد ان تظهر عدم الاكتراث . ولكن إلحاحه في الحقيقة ولد لديها حرارة تقبلتها بعدم رضا .
حاولت ان تضفي على المحادثة جوا فنيا وهي مقتنعة انه سرعان ما يحس بالملل .
بعد نوم الأطفال انتقلوا الى الصالون . اخدت " تيفاني " جلستها في نفس المقعد الوثير مفضلة ألا تغامر بان تجد نفسها بجوار " مات " على الأريكة .
ما ان جلست حتى ندمت على جلستها هذه فقد جلس " مات " في مواجهتها . وكان عليها ان تبدل جهودا شاقة لتقاوم الانجذاب الذي يمارسه عليها انهمكت في شرح أهداف حضورها الى " وينبج " تحول " مات "في الحال الى خبير في التسويق لا يشق له غبار ومحلل مالي ذكي . وجه العديد من الأسئلة ذات الصلة "بشركة طعام الفردوس "
وأجاب بكل دقة على أسئلة " تيفاني " فيما يتعلق بمزرعة " كاتفيلد "
- هل أنت شريك أصلي في هذا العمل يا " مات " أنني لا أريد ان أبدو غير متحفظة في هذا الموضوع – انك تبدو مستثمرا كبيرا .
- إنني جزء من العائلة . هذا كل ما هناك وأنا مهتم بعض الشيء بأمورها .
قال "بيت " بحزم .
- انه أكثر من هذا بكثير . دعيني اشرح لك يا " تيفاني "انا زارع و " مات " هو رجل الأعمال الحقيقي – انه ليس المختص بصفة رسمية بتقنين الوضع بقبول أجزاء من الشركة ولكن رأيه يرشدنا في الأمور المهمة .
- فهمت .
نظر إليها " مات " نظرة برئيه ثم استأنف مسار الحديث بأسئلته الملحة .
بينما " تيفاني "تجيب على أسئلته حمدت ربها على أنها تجيد مهنتها وهكذا تحصل على احترام " مات " على المستوى المهني طبعا . ولكن لماذا لم يحاول ان يدخل في صلب الموضوع دون المناورة في بداية الحديث.
- لقد أعطيتني إيحاء بان محلك كان ناجحا جدا بمجرد المصادفة .
- والحظ رغم ان الحقيقة غير ذلك . لقد درست الإدارة وأنت تعلم مثلي انه لا يوجد حظ أو مصادفة في هذه المهنة .
انفجر " مات " ضاحكا :
- هل يجب بأي ثمن ان تجعلي ذلك يبدو اتهاما ؟
تضايقت " تيفاني " هل يهزا بها ؟ هل يحاول ان يضعها موضع التجربة قبل ان يبدأ المناقشات الجادة ؟ لابد انه تصور دون شك ان يناورها ويخدعها .
- لماذا لم تعلن عن صفتك عندما طلبت مني ان أعلن عن صفتي أو تظهر اهتماما واجبا عندما ناقشنا موضوع نجاح مشروعك ؟
- لم يبد ذلك عندي له أولوية . هل كنت ستشعرين بالأمان معي لو عرفت ذلك
- طبعا – هذا مؤكد .
- أنا اعتقد العكس أنني اعتقد ان شهاداتي . ليست سوى شعارات وانك تحبين الشعارات أنها تطمئنك وتظنين أنها تسمح لك بتوقع ردود أفعال الآخرين – ان التلقائية تخيفك يا آنسة " تيفاني جرير "
- هذا غير صحيح كيف يمكنك ان تقرر هكذا بسرعة وأنت بالكاد تعرفني ؟
- آه – ها هو رد فعل تلقائي أخيرا " إذن حالتك ليست ميئوسا منها .
مرة ثانية نسيت إنهما ليسا بمفردهما . قالت معتذرة .
- يبدو إنني و " مات " مثل النار والماء .
نهضت " جاكي "
- هل هناك من يريد المزيد من القهوة ؟
- بكل سرور دعيني أصحبك الى المطبخ .
- ساخد بضع قطرات أخرى
رشقها " مات " بإحدى ابتساماته المهلكة .
اقتربت " تيفاني "لتاخد قدحها . أزعجها اقترابها منه جزءا من الثانية حتى ان القدح الصغير المصنوع من الصيني افلت من يدها فلحقه " مات " وهو في الهواء . ثم ناوله " تيفاني "التي ابتعدت وحلقها جاف . أنها لا تزال تتذكر أحاسيسها عندما سقطت أول مرة بين ذراعيه يا للأسف ان " تيفاني جرير " تحس برغبة لا تقاوم نحو
" مات كاتفيلد "


نهاية الفصل الخامس

الامل المفقود 07-09-13 06:31 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
ارجوا ان تستمتعوا معي ومع الاحداث القادمة مع اني لم اطلع عليها بعد قرأة ممتعة احبائي" اعضاء" و "زوار " انتظروني في الفصول التالية تحياتي مع حبي لكم جميعا

Rehana 07-09-13 09:25 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الله يعطيك العافية يا امل على الفصول
بانتظار الفصول القادمة

الامل المفقود 07-09-13 11:43 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
نبدأ على بركة الله مع:-
الفصل السادس :-

كانت " جاكي" مذهولة .
- أنني لم يسبق ان رأيت شيئا مماثلا : لقد ... توقفت وسط عبارتها "
أضاف " بيت " :
- لابد انه أغمى عليها .
أخد " مات " يفحص الأنفاس السريعة والقصيرة التي تهز صدر " تيفاني " وقال :
- لا – أنها منهكة بسبب فرق التوقيت وتعب الرحلة . أي إنسان في مكانها كان من الممكن ان ينهار قبل ذلك بكثير . كان من الواجب ان ندعها تنام من وقت طويل .
- يحزنني ان أوقظها ألان ولكننا لا نستطيع ان نتركها هنا وافقها " بيت "
- استطيع ان احملها الى سريرها ويمكنها ان تقضي ليلة في نوم هادئ بغطاء ثقيل .
- سأتولى ذلك .
كان " مات " يتحدث بلهجة لا تقبل المناقشة .
- ان لديك فكرة محددة ودقيقة عن هده الشابة . وهذا ليس من طبعك أبدا يا " مات " ما الذي حدث
- لا تبالغ في الأمر – فانه لو استيقظت " تيفاني " فإنها ستتضايق أكثر لو وجدت نفسها بين ذراعيك بدلا من ذراعي ... اقصد من يحملها .
- لقد فهمت قصدك بالضبط ولكن لأي سبب ستكون اقل ضيقا معك ؟
- دع " مات " في حاله يا " بيت "
ألقت " جاكي " نظرة تأمر الى " مات "
- ولكني أخشى ان تصل به الطيبة لدرجة مساعدتها على خله ملابسها .
- لا تخف فأنني سأتصرف كرجل راق – ثم أنها صغيرة وبريئة لا تصلح لذوقي .
قالت " جاكي "
- هل هذا سؤال أم جواب ... سأجيب إذا رغبت ...
- لا أنت بالذات لا تجيبي .
حمل " تيفاني " بين ذراعيه وهو يدعو السماء إلا تكون قد سمعت شيئا ثم صعد بها الدرج .
كان نبضه قد تسارع بدرجة خطيرة عندما دخل الحجرة ليس بسبب وزن " تيفاني " بالطبع أحس بأنفاسه حارة على رقبتها كان النعاس قد أرخى جسدها وزاد ليونته ولم تعد لديه رغبة في يضعها في الفراش وان يغطيها ويرحل . كان على استعداد ان يظل يحملها طوال الليل حتى ولو لم يحدث أي شيء أخر . تساءل " مات " ان كان فقد عقله عند عبوره باب المطار
وضعها على السرير واخذ يتأملها وأحس بعاطفة تجتاحه .بشيء ما جعله يضطرب . حاول ان يطمئن نفسه بان ما يشعر به هو أمر طبيعي نتيجة اشتراك ظلمة منتصف الليل مع ملمس هذا الجسد الرقيق ورؤية رموشها الطويلة تنزل على بشرتها الحريرية . كل ذلك وعوامل أخرى لا يمكن إلا يهتم في ظل وجود ذلك .
ولكنه كان يعرف انه يكذب على نفسه فان تلك العاطفة التي يحسها لا دخل لها بكل هذه التفاصيل اللذيذة . بل ان كل ذلك لا يعد مهما بالنسبة لهذه اللعبة الصغيرة . ان هذه الفراشة النائمة قد سحرته تماما واستولت على لبه ولو كان لديه أحساس بالواقع لفر هاربا وضع وسادة في حنان تحت رأسها تلك التي لمست داخله وترا حساسا بطريقة فعالة .
لا . انه لن يفر ولن يحمل ضدها أي ضغينة : لقد غمرته موجة من الحنان وطبع قبلة على جبينها .
فتحت " تيفاني " عينيها قليلا . لم يعرف ان كانت عيناها تعبران عن الفزع أو الضيق أو الذهول ولكن قبل ان يبرر فعلته ابتسمت له :
- صباح الخير يا " مات "
نطقت هذه التحية وكأنها تعرفه من زمن ثم تركت يده لتغوص في النعاس على الفور.
توقف الزمن بالنسبة لــ " مات " وقد انحنى فوقها وحلقه جاف . بعد لحظات بدت دهرا أفاق وهز رأسه ليفيق . كيف يجف حلقه هو من اجل امرأة ؟ أنها امرأة تعرف عليها لتوه وهي صغيرة جدا وفي غاية البراءة ومن مواطني الجزر . وهي لا تتحمل برد أقصى الشمال . أتجعله يفقد عقله " لابد ان يخرج من هنا في الحال "
عندما خرج من الحجرة تنفس بعمق مدة طويلة ثم هبط الدرج بخطوات خفيفة . وإذ اختفى بسرعة .
وجد فكرة الابتعاد عن المزرعة وعن أنشطته فترة من الزمن فكرة جيدة .
رفع " مات " سماعة التليفون الموضوع على المائدة وهو ينزع نفسه بصعوبة من النعاس ومن الأحلام اللذيذة وهو يرى نفسه مع " تيفاني "
- الو – نعم " مات "
- القي نظرة على المنبه الذي أشار الى السادسة والنصف لا شك إنهم أبناء شقيقه في المزرعة .
- - " داني " هل هناك شيء لا يسير سيرا حسنا ؟
- هل تذكر ذاك اليوم الذي صحبتني فيه الى المكتبة العامة لأعداد واجباتي المدرسية؟
- بدل " مات " جهدا خارقا حتى يستطيع الإجابة بنعم .
- أنني لم أجد مذكراتي .لقد بحثت عنها في كل مكان دون جدوى . وأنا محتاج إليها اليوم في المدرسة . أنني أتساءل . هل تركتها عندك في حجرتك بالبيت .
عندما ذهبنا لتناول البيتزا ؟
- لا تقلق فسأبحث الأمر .
- نهض " مات " واخرج ساقيه من الفراش واستطاع ان يصل الى الصالون عندما القي نظرة على المرأة أثناء مروره تأكد انه نام ولديه رغبة عارمة للبقاء بجوار " تيفاني " وان هذه الرغبة لا زالت كما هي كان شعره يبدو كأنه خرج لتوه من معركة . وقد أحاطت الخطوط الزرقاء عينيه مما يدل على النعاس العميق الذي خرج منه بأعجوبة .
فكر انه في حاجة الى دش قوي عندما عثر تحث كوب زجاجي على الكراسة .
- هل يمكن ان تشرح لي يا " داني " كيف ان ذاكرتك قوية لهذا الحد ؟ وشرودك كبير الى هذا الحد أيضا ؟
- هذا ما سألتني عنه أمي . اعتقد ان المشكلة أنني أتمتع كثيرا معك حتى أنني أنسى كل شيء أخر .
لقد ورث " داني " القدرة على الأغراء عن عائلة "كاتفيلد " وعند ذلك خطر بباله عرض للصور والمشاهد التي جرت في الليلة الماضية كانت " تيفاني " تضحك من كل قلبها . كانت تبتسم له . كان يحملها بين ذراعيه – أنها ممددة فوق السرير . هز رأسه :
- أرى سليم يا صغيري و ألان ماذا تفعل ؟
- حسنا يمكنني ان اشرح لا أستاذي أنني نسيت كراستي في البيت وهذا يعرضني لفقد درجتين على الأقل .
- هكذا الأمر لقد جعلتني ابكي . لقد انتصرت
- هاي شكرا يا عمي " مات "
- في المرة القادمة عليك ان تكون حريصا . ان أيقاضي في الفجر باستمرار لا يصلح لرجل عجوز كسيح مثلي . سنصل الى هناك قبل وصول حافلتك
- اعرف ذلك يا عمي " مات " وأنا أسف . حقا .
وضع " مات " سماعة التليفون وقد أحبط لان الصغير لم يحتج على مسالة العجوز الكسيح هذه .
انزلق تحت الدش عندما تذكر انه عاهد نفسه على البقاء بعيدا عن " تيفاني " بعض الوقت . على إيه حال لابد أنها ستكون نائمة عندما يصل الى المزرعة
كانت الضجة داخل المنزل والتي حاول كل فرد إلا يحدثها أثناء الأنشطة الصباحية – ومع ذلك – ايقضت " تيفاني " . سمعت " داني " وهو يؤنب شقيقه الأصغر بصوت عال لأنه كان مزعجا . وسمعت أيضا قدحا يسقط على الأرض والسباب الذي أطلقه " بيت " بعد ذلك .
اخدت المنبه الذي وضعته بالأمس بجوارها . لقد استيقظت وهي غير قادرة على معرفة ماذا تصنع في مكانها وهي نائمة على سرير في حجرة تعرفت عليها بعد فترة طويلة . كان المنبه
بين يديها ثم أعادته الى مكانه دون ان تنظر الى الساعة . نهضت وارتدت روب النوم لتعود الى الرقاد دون ان يأتيها النعاس للأسف كانت كل النقاط التي حصلت عليها في نهارها الاول في " وينبج " شيئا مميزا جعلتها تظل مستيقظة لقد ظل لقاؤها مع " مات " يطارد ذهنها حتى الصباح . مع اللقاء تذكرت أحاديثه وتقاربهما الحميم بهذه السرعة الصاعقة .
أعادت النظر الى المنبه حيث أشار الى السابعة صباحا . سحبت الغطاء الذي سبق ان إزاحته ثم غطت رأسها بالوسادة بعد عشر دقائق استسلمت . كان ذهنها يتابع ذكرى غموض اللحظة التي حملها فيها الى السرير ومال عليها لقد رأت عينيه وقد تراقص فيهما وميض اسر . وأحست بكفه تستقر في حنان على رقبتها . أحست أنها غارقة في عاطفة غامضة ترفض إي منطق أو موضوعية ان النهار من عادته ان يعيد الى كل إنسان صوابه فلماذا لا يحدث ذلك لها ؟
فجأة قفزت فوق قدميها لا يمكن توقع ما سيحدث من " بيت " و " جاكي " في اليوم الذي سيبدأ . أنهما سيتساءلان طبعا عن حدثها بالأمس وعن الطريقة التي تشبه طريقة حسناء في الغابة النائمة في تحفة " والت ديزني " قررت ان تهبط لتثبت لهما أنها فعالة وديناميكية
- أنها لا تتصور ماذا يظنان حول توراتها الغاضبة مع "مات " على الأقل لن تخشى مقابلة الأخير ومن ألان حتى يظهر في المزرعة ستعود المرأة الشابة الصغيرة اللطيفة والباردة التي غادرت " هاواي " مند ثمان وأربعين ساعة فقط لقد أعطت اهتماما أكثر من اللازم لنشره سحره حولها – لابد ان ذلك هو تأثير الرحلة الطويلة وسبق ان قرأت ان تغيير المواعيد يمكن ان يحدث متاعب أكثر أو اقل أهمية .
- كان المطبخ يطابق فكرة " تيفاني " عن مطابخ المزارع بأثاثه الضخم من الخشب الذي بلي مع الاستعمال والزمن . وهو ممثلي بالأواني العديدة المرصوصة على الرفوف في نظام كانت الجدران مدهونة بالجير الأبيض المائل للزرقة اللامعة وكانت ستائر النوافذ ذوات بياض ناصع يسمح بدخول ضوء الشتاء
كان الطفلان في الخارج يلعبان وسط الجليد وهما في انتظار حافلة المدرسة . إما بالنسبة لــ " ربيكا " كانت مشغولة للغاية في اللعب تحت المائدة بأزرار بيجامتها الوردية .
ملا هذه الجو العائلي " تيفاني " بشعور الطمأنينة اخدت مقعدا وربطت الشريط الذي يضم شعرها . ان إغماءة تلك الليلة سرعان ما ستنسى أيقظتها رائحة القهوة الساخنة . وكانت كومة من الكعك الساخن في انتظارها في الطبق . كانت " جاكي " تتحرك في نشاط حولها وبحيوية ملحوظة وهي مشغولة بمختلف المهام المنزلية دون ان تتوقف لحظة عن تبادل الحديث معها . حاولت " تيفاني " ان تعتذر عن ثورتها على " مات " وعن خروجها الليلة الماضية عن حدودها ولكن سرعان ما

هبطت عزيمتها أمام ضحك " جاكي "
- لقد كان رأي " مات " مضبوطا – ان تلك الرحلة المرهقة قد أنهكت قواك ولم يكن من الواجب علينا ان نبقيك ساهرة كل هذا الوقت طردت " تيفاني " التفاصيل الإضافية التي خطرت ببالها بشان مساء أمس .
- هل يمكنني ان أساعدك في شيء ؟
- لا شكرا كل شيء معد ومن الأفضل ان تسترخي وان تستفيدي من فترة الصباح اللطيفة سيكون إمامك ما يكفي من المهام تقومين بها إثناء النهار . هناك الكثير عليك القيام به إذا أردت اكتشاف كل أنشطتنا .
اخترق الغرفة تيار بارد واستدارت " تيفاني " نحو المدخل . ادخل " بيت " رأسه من فرجة الباب حيا ضيفته بحرارة ثم ناقش مع زوجته أخر الخسائر الناتجة عن البرد فالشاحنة لا تريد ان تعمل استمعت إليهما " تيفاني " وهي تتساءل ان كانت تستطيع مواجهة الإقامة في هذه المكان بضعة أيام أخرى ؟
ليس أمامها حرية الاختيار لو أرادت ان يتم توقيع العقد يجب عليها ان تبقى رضيت أم لا .
- كل شيء على ما يرام وسأرحل فور تسخين المحرك .
- استدار نحو " تيفاني " وابتسم لها ابتسامة جعلتها تضطرب لأنها كانت تشبه ابتسامة " مات "
- سأذهب الى طبيب الأسنان لم يكن من الواجب ان أسرع بهذه الطريقة .
- ابتسمت " تيفاني " ولكنها حولت نظراتها عندما انضمت " جاكي " الى " بيت " في المدخل لتوديعه بقبلة . لقد كان حنانهما نحو بعضهما البعض يحيرها بعد ذلك ذهبت " جاكي " لإحضار " ربيكا " من الصالون عندما أحست " تيفاني " بتيار أخر من الهواء البارد يمر بالحجرة ويصطدم بظهرها وسمعت صوت فتح ضفة الباب – لابد ان " بيت " نسى شيئا ما ولكنه لم يكن " بيت " الذي وقف في أطار الباب وإنما " مات " الذي خلع قبعته وفتح سوسته السويتر . وقف مسمرا عندما رآها .
- - ماذا تفعلين هنا ؟
- ظلت " تيفاني " أمامه خرساء صامتة ولم يهتم ان كانت سترد على سؤاله أم لا لقد كان سعيدا جدا برؤيتها .


وألان وقد انتهى الفص السادس اسمحوا لي ان أقول لكم تصبحوا على خير

الامل المفقود 07-09-13 11:45 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
لا تنسوا الضغط على ايقونة الشكر تحياتي مع حبي :lol:

الامل المفقود 08-09-13 09:46 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
هيا معنا لنتابع أحداث :-
الفصــــل السابع :-

كان شعر " مات " كأنه خرج لتوه من معركة ومع ذلك لم يقل سحره عن المعتاد . كان على " تيفاني " ان تحتفظ بأفكارها حوله لنفسها . كانت تنقل نظراتها من مكان لأخر وكأنها تحاول اكتشاف مكانها . ردت عليه :
- انك أنت الذي نقلتني الى هنا على ما أظن .
- نعم – ولكن ماذا تفعلين في المطبخ ؟
- إنني أتناول إفطاري إذا لم يكن هذا يزعجك "
- ولكن لماذا بحق استيقظت مبكرة هكذا " كان من الواجب عليك ان تستردي صحتك أو لا .
- لم استطع ان أنام .
- ومع ذلك يبدو انك محتاجة إليه .
قدرت " تيفاني " انه كان يود ان يظهر الرحمة بهذه الملاحظة . ومع ذلك قررت ان تراقب ردودها بحذر . ليس هناك سبب يشير الى انه كان سبب سهادها وان الوضع بالأمس لا يجيب ان يتكرر .
- اعتقد أنني لا زلت معتادة التوقيت في " هاواي " أو على الأقل في مكان ما من المحيط الهادي في الحقيقة أشكرك على انك وضعتني برقة في سريري .
- العفو – لقد أسعدني ذلك كالعادة .
عاد الى المدخل ليخلع حذاءه البوت . لقد بدا لها ان " مات " ليس مبتهجا مثل الليلة الماضية في محاولاته الاغرائية . هل قضى الليل بمفرده أم لا ؟
أنقدتها " جاكي " من ذلك السؤال المزعج بدخولها المطبخ و " ربيكا " بين ذراعيها . قالت :
- " مات " أنت تفسد أبني كيف تريد منه ان يتعلم تحمل المسؤولية إذا كنت تسارع الى نجدته عند أول مشكلة ؟ لقد أخبرته إلا يجعلك تحضر الى هنا هذا الصباح .
- انه سألني ببساطة إذا كانت كراسته عندي ؟ وقبل كل شيء فقد رايته يدخل ومعه كراسته ولم اهتم بمراجعة ما إذا كانت لا تزال معه عندما خرجنا ولذلك اعتبر مسئولا مثله في هذا الموضوع .
نهض " مات " وخلع سويتره ثم علقه على مشجب ثم عاد الى المطبخ وقد اتشح بالسواد وقد ارتداء سويتر ايرلندي وقميص صوف له ياقة عالية مغلقة وفي قدميه جوربان من الصوف الثقيل .
- أيا كان الحال فقد حضرت لحظات فقط قبل مرور حافلة المدرسة واعتقد ان " داني "ارتعب بما فيه الكفاية بحيث لن يكرر فعلته في المستقبل .
فتحت " ربيكا " ذراعيها لتقلي بنفسها بين ذراعيه . أشرق وجه " مات " رفعها من الأرض الى مستوى رأسه وأطلقت الفتاة الصغيرة صيحات السعادة .
أدارت " تيفاني " عينيها عن المشهد الذي أزعجها دون سبب واضح مدت " جاكي " ذراعيها نحو ابنتها .
- أعطني إياها لقد حان الوقت لألبسها زيها .
نفد " مات " طلبها ثم ألقى نظرة حوله .
- هل انتهى كل الناس من الأكل ؟
- يوجد بعض الكعك لقد كان لدي شعور ان " داني " سيتصل بك لتنقده ولذلك صنعت المزيد منه .
صعدت " جاكي " لتهتم بــ " ربيكا " وتعتني بها واعد " مات " لنفسه طبقا وهو متجاهل وجود " تيفاني " على إيه حال هذه المرأة لا تريد الحديث معه . أنها تركز على إنهاء صلتها بشراب التوت . صب " مات " لنفسه القهوة دون ان يلتفت نحوها أخيرا كلمها :
- إنني اعرف يا " تيفاني " ان لديك حذاء لأنني أعطيتك إياه بنفسي من الأفضل لو لبسته .. ان الأرضية باردة في الدور الأرضي خاصة في المكان الذي تجلسين فيه .
تطلعت إليه لحظات ... انه يعرف إذن ان قدميها حافيتان . لا أنها لن تبدأ في الضعف بسبب كل ما يقوله . ثم ان الأمر يتعلق بملحوظة سلبية كالعادة . ابتسمت له ابتسامة شاردة .
- يا لها من سعادة ان أراك مرة أخرى يا " مات " حتى لو خشيت إلا أكون مستعدة لتذوق كل سحرك في هذه الساعة المبكرة "
نظر إليها "مات" نظرة سوداء ثم ابتسم عندما فهم انه تأثر بهذه الملحوظة الساخرة كان عليه ان يبذل جهدا كبيرا حتى لا يظهر شيئا من انفعاله لرؤيته إياها وان يبدو لها غير لطيف.
بينما يصب بعض شراب التوت على كعكته أخد يراجع نفسه داخليا .
كان خلال الطريق الذي قاده الى المزرعة قد أمل في نفسه ان يراها . وحسب ان التغيير في التوقيت الزمني سينزعها من فراشها . كانت الصدمة التي تلقاها وهو يعبر الباب راجعة الى سعادته عندما التقى بتلك النظرة التي بلون المحيط الأخضر أكثر مما ترجع الى دهشته .
جلس أمام المائدة البعيدة عنها . ان العواطف التي يحسها كانت ترعبه وكان وجهها الصبوح الذي يرجع الى جمالها الطبيعي بدون مستحضرات التجميل وخصلات شعرها التي تحيط بوجهها الفاتن كل ذلك جعل مهمته صعبة ولا خطوط جسدها الرشيقة التي ظهرت داخل

الامل المفقود 08-09-13 09:48 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
قماش ملابسها جعلت الأمور سهلة بالنسبة له . وكانت مشاعره قد تأججت بالذات أمام الحركة التي أتت بها عند رويتها إياه وهو يدخل وهي أمور كان يلاحظها دائما بين " بيت " و " جاكي " وهي صلة سرية بين مخلوقين تجعل الرجل يشعر بأنه بطل الإبطال .
ان الأمر يتعلق أذن بمفتاح هذا الموقف . لا شيء خطير في النهاية ما دامت " تيفاني " ترضي – ببساطة – غروره . انه يحس انه مسلح تماما ضد هذه الفكرة .
- ماذا أكلت في إفطارك ؟
- رفعت " تيفاني " قدحها الى شفتيها وابتلعت جرعة من السائل . انه مصمم على ان يبدو اجتماعيا في النهاية
- فواكه وقهوة ونصف كعكة بشراب التوت المركز .
- انه إفطار " هاواي " مثالي .
- هذا ما أحبه .
- ربما هذا ما تحبينه ولكن من الأفضل لك ان تتعودي على الفطير الدسم – ان " جاكي " تعده بطريقة لا يستطيع احد ان يعده مثلها بالبندق والقرفة – انه شهي وستجدين فيه سعرات حرارية عالية تحتاجينها هنا .
- ان هذا لا يهمني . ثم إنني لست في حاجة الى ... فقطعت عبارتها – انه نفس رد الفعل الذي وعدت نفسها إلا تفعله ولكن فات الوقت . كانت شوكة " مات " معلقة بين طبقه وفمه والابتسامة الأبدية مرسومة على فمه . سألته :
- هل ستذهب في الحال للمدينة الى حانوتك لتفتحه ؟
- هل تظنين حقا إنني استطيع العمل في مكان مماثل ؟
تأملته " تيفاني "
- إي مشروع لا يزدهر إذا تمت إدارته بطريقة عدم المبالاة . وأنت تعرف ذلك أكثر مني . أنت تلعب لعبة غريبة يا " مات كاتفيلد " وتغش في اللعب .
نظر الى عينيها مباشرة .
- بالعكس . أنا لا أحاول ان اظهر بما لست عليه هناك ما أخفيه ولا أسرار لدي أخفيها تحت السطح . ولا تنسبي إلي صفات ليست لدي يا " تيفاني " ان النساء يحببن رؤية الرجال على غير حقيقتهم ثم ياخدن في كراهيتهم عندما لا يناسبون الفكرة التي تصورنها عنهم .
- كان عنف تلك الكلمات مذهلا . لقد نطق تلك الكلمات بتلقائيته وبلا اكثرات ولكن تلك الكلمات والقسوة الفجائية في نظرته جعلتها تحس إحساسا قاسيا .
- هل يمكنني ان اعتبر كل ذلك إنذارات يا " مات "
عندما وضع شوكته سأل " مات " نفسه حول دوافع ثورتها وثورته انه تحامل عليها في أنانية وظلم بين نحو " تيفاني " وصغر سنها تجعلانها هشة وضعيفة أمام تصرفاته المبالغ فيها ويجب ان تاخد حذرها
نهض ودار حول المائدة ثم وضع يده على كتف " تيفاني " ثم قال :
- نعم انه إنذار يا " تيفاني " لكل منا .
دهشت " تيفاني " من الرد حتى انها لم تستطع ان تتصرف . ترك " مات " كتف " تيفاني " ليمرر يده في شعرها الأسمر. وأحست بالدوار يصيبها كانت تسبح في استسلام تام وهي ثملة من الأحاسيس التي اجتاحتها قال لها :
- إنني لم اعد افهم شيئا .
كانت " تيفاني " هي الأخرى لا تفهم شيئا وقد أصبح يستوي عندها كل شيء . ان الأرض
تميد تحت قدميها وأصبحت ساقاها من الضعف بحيث لا تتحملان ثقلها .
بدا كأنه يقرا أفكارها وقالت له :
- كيف يمكن ان ترغب المرأة رجلا لم تتعرف عليه جيدا ؟
كان تأثير سذاجة سؤالها عليه كما لو أنها ألقت كرة من الثلج في وجهه . رفع رأسه ليتأمل تلك التي نطقت بهذا السؤال لقد تعود على نساء مختلفات عنها تماما صريحات في علاقاتهن ومجربات . ومع دلك احسب انه في سكينة مع نفسه لان وجود " تيفاني " كشف له عن شيء أخر جديد .
حدجها بنظرة أراد ان تبدو في منتهى الوقاحة والغرور وقال لها :
- ربما لو عرفتني على حقيقتي لما حدثتني هكذا .
ما ان خرجت هذه الكلمات من فمه حتى ندم عليها .
تاهت " تيفاني " وسط ضباب جعلها تجد صعوبة في رؤيته .
- ماذا قلت :
- لا شيء على الإطلاق .
- ولكن –
- لا شيء يستحق ان أكرره .
لقد قطع " مات " سحر اللحظة الراهنة وامسك بيدها ثم سألها برقة :
- كيف تبدو لك الأمور ؟
- أيه أمور ؟
- " وينبج " والشتاء وكل شيء . هل تظنين بإمكانك التعود على قسوة الظروف في أقصى الشمال

الامل المفقود 08-09-13 09:50 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
لو وقعت اتفاقا مع " بيت " و " جاكي " هزت كتفيها :
- لست ادري .
أدركت انه ينتقل من موضوع الى موضوع مختلف وكررت كلامها بطريقة لا إرادية
- لست ادري
- هل ترين ان الموقف في صالحك .
- نعم لو كان الموقف في صالح الشركتين الآخرين أيضا فأنني لا أرى إي هدف يمكن ان يمنع من ان نوقع العقد ثم حتى لو لم أتعود على الموقف فان شركة " طعام الفردوس " لن تعدم وسيلة لإيجاد بديلة تحل محلي . ان مشروعي مهم جدا والمؤسسة لها فروع في جميع أنحاء العالم وأنا واثقة بأنه يوجد بين الموظفين شخص غريب الأطوار يمكن ان تناسبه الحياة هنا . اكتفى " مات " برفع ما على المائدة وهو يتأمل كلمات " تيفاني " الأخيرة . إذن هي مصممة على ترك " وينبج " ولن يراها دون شك .بعد ذلك أبدا ربما كان دلك لصالحه
- هل تعتقدين ان الشخص غريب الأطوار هو الوحيد الذي يمكنه الاستقرار هنا ؟
حاولت " تيفاني " ان تساعده في ملء الغسالة .
- إنني لم احضر الى هنا إلا بالأمس يا " مات "
واعترف إنني شعرت ببعض الخوف من الطقس ولكني لن أتراجع إمام الخطر دون ان أحاول المقاومة
- أنت مثل زهرة الأوركيد .. ضعيفة جدا حتى أنها لا تستطيع مقاومة البرد . ومع دلك أنا مستعد للمراهنة على –
- على إي شيء " على قدرتي على التالقم مع بعض المواقف العدائية وإنها موضع شك .
لقد اكتفت بهذا القدر من التنازلات التي تمنحه إياها باستمرار بدعوى أنها لم تولد وسط الجليد ؟
حسنا جدا ... أنا مستعدة للرهان فما قيمته ؟
انتهى " مات " من تنظيف سطح المائدة ثم استدار في دهشة من رد " تيفاني " انها على استعداد لمواجهة كل مصاعب أقصى الشمال في سبيل إلا تنهزم وعليه هو ان يثبت ان الحياة هنا لا تطاق . ومع دلك فهو ليس واثقا بأنه يريد حقا ان يكسب الرهان "
- ان في انتظار الرد ؟ على ماذا تراهن ؟
كان الوقت لا يزال متاحا لإيقاف هده اللعبة السخيفة امسك بممسحة وحاول وضعها في يدها . عقدت " تيفاني " ذراعيها على صدرها .لقد رأت بريقا يثير القلق في عيني " مات "

- هيا اعتقد انك ستحتاجين الى عشرة أيام لتقييم الموقف .
- بالتأكيد أسبوعين أو ثلاثة هنا على الأقل .
- إذن لنقل أسبوعين لو استطعت التحمل كل هذا الوقت دون إي شكوى أقدم لك عطلة نهاية أسبوع خرافية في جزر الكاريبي "
- في الكاريبي " رائع "
أصبح الوميض في عيني " مات " صافيا . قالت :
- وإذا خسرت – فهل تأتي معي الى " هاواي "
تأملها " مات " فترة قبل ان يوافق .لقد مضى وقت طويل مند عاد الى طبيعته الحية . مد يده لها :
- إذن اتفقنا ؟
تقبلت " تيفاني " يده . كانت قوية وصلبة ولكنها رفضت ان تعير دلك اي انتباه لقد قررت ان تثبت لهذا الوغد من إي معدن صنعت .
- موافقة .
ظلت يده في يدها الى اللحظة التي سمعا فيها ضجة هبوط الدرج وصوت أغنية لا أول لها ولا أخر بنبرة عالية تعلن عن وصول " جاكي " و " ربيكا " .
أخد " مات " " ربيكا " بين ذراعيه وسال أمها :
- ما الذي تتوقعينه اليوم ؟
- لا شيء محدد . لم تتخيل انه بعد رحلة طويلة يمكن ان تكون " تيفاني " في حالة تسمح لها بالعمل . ربما تحبين ان تقومي بجولة بالأملاك ولكني لا استطيع ان أصحبك ما دامت جليسة الأطفال لم تحضر .
- استطيع ان أتمشى بمفردي فلا تقلقي نفسك .
وضع " مات " ربيكا " على الأرض :
-لابد ان تعيدي دراسة هذه الفكرة يا " تيفاني " . لابد ان درجة الحرارة تحت الصفر في الخارج والريح شديدة للغاية اليوم لقد حاول مرة أخرى ان يخيفها ونجح في ذلك أيضا .
- إنني امزح – ان الأرصاد الجوية تعلن عن احتمال انخفاض حدة البرد . وهناك فرصة كبرى ان ترتفع درجة الترمومتر الى عشر درجات مئوية ولن تنخفض عن ثمان على أية حال . هل تسمحين لي بان أصحبك ؟
سأصعد لاستعد وأعطني الوقت الكافي حتى أزود نفسي بالمعدات اللازمة لمواجهة المجهول .
اتجهت نحو الدرج . قال :
- لا تنسي الملابس الحريرية ؟
وقفت " تيفاني " في الحال وهي لا تصدق ما تسمعه .

الامل المفقود 08-09-13 09:53 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
- كيف تجرؤ يا " مات "
لم يكونا بمفردهما – وبدلت " جاكي " جهدا غير عادي حتى تمنع نفسها من الضحك اخدت " تيفاني " نفسا عميقا ثم عدت حتى خمسة قالت " جاكي "
- انه يقصد الملابس الداخلية المضادة للبرودة .
- هذا – هذا ما فهمته
- هيا بسرعة وساصحبك .
- لا داعي فأنت مستعد لمزاولة التزحلق على الجليد فلا تغير خططك من اجلي . سأقوم بجولة مع " جاكي "
- إنني مزود بزي خاص بقيادة الزحافة البخارية لقد توقعت القيام بجولة في البراري وإذا كنت خائفة ...
- ان زحافتك البخارية لن تخيفني أكثر منك .
- حسنا ... أنا انتظرك .
اتجهت " تيفاني " الى حجرتها وبعد ربع ساعة كانت قد استعدت أولا بالملابس الحريرية ثم طاقم خاص بالتزحلق بلون اخضر لوزي وغطت شعرها الطويل الأسود بالقبعة الجميلة التي اختارها لها .. لقد حول " مات " الموقف ... دون شك ... لصالحه

وانتهى الفصل السابع
دمتم بسلام الله وحفظه

الامل المفقود 09-09-13 09:06 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الفصل الثامن :-

وصف " تيفاني مركبة الجليد بأنها ناموسة عملاقة وان ضجتها التي تصيب الإنسان بالصمم قد اخترقت أذنيها ومع ذلك كان " مات " يسير المركبة فوق الحقول المغطاة بالجليد ببراعة فائقة ولكن لم يكن ليقلق الشابة ضجيج المحرك ولا السرعة الفائقة التي كان يقودها بها " مات " ولا حتى البرد القار ساو أضواء الشمس المبهرة التي تعمي البصر التي ضاعفت من بريق الجليد الناصع . لقد كانت محمية أكثر من اللازم بمعدات وأردية كأنها في بعثة الى القطب بقناع التزحلق والطاقم الحصين .
ولكن ما كان يعرض أعصابها للتوتر الشديد ويشتت مسار أفكارها هو قربها الشديد من " مات "وقد اضطرت ان تتشبث به حتى تحتفظ بتوازنها وكانت الطبقات الثقيلة من الملابس التي تفصلهما عن بعضهما البعض لا تكفي في إبطال مفعول مشاعرها في الحقيقة كانت الضجة المستمرة للمحرك قد احدتث لديها مشاعر رفضت ان تنتبه إليها ولكنها كانت تشغلها باستمرار . وأي محاولة للابتعاد عنه كانت تفشل بسبب الزلاجات الخشبية المثبتة خلف المقعد . كانت تفضل لو تزحلقت على السطح اللامع الممتد على مدى البصر .اقتربا من أول محطة وخفت حدة المحرك . أبطله " مات " تماما عندما وصلا إمام مبنى قديم فابتسمت " تيفاني " ابتسامة عريضة :
- طاحونة هواء " هل هنا تحضر الحبوب وتطحنها ؟
- بالضبط ... نحن ننتج الدقيق بنفس الطرق الأولية السابقة – ان " بيت " يدير مزرعته بمزيج من الحداثة والعراقة – انه يدعى انه متأخر لدرجة انه فقد الإحساس بالوقت .
- باختصار أنتما الاثنان يكمل كل منكما الأخر . " بيت " يعتبر فتى المزرعة المتأخر وهو زارع مهذب وراق وأنت ...
- يمكنك ان تتحرري مني ألان ؟
كان " مات " قد قطع كلامها وهو يبتسم لها من فوق كتفه . أرخت ذراعيها الملتفتين بقوة حوله وخلعت القناع وهي تهز رأسها لتحرر شعرها . نزل " مات " من الزلاجة البخارية ومد لها يده . مند تجربة المطار تعلمت الشابة ان من مصلحتها ان توافق على ما يقوله او يطلبه ظل ممسكا بيدها وهما يعبران فناء صغيرا . وقالت له وهما داخل المبنى
- يمكنك ان تدعني ألان .
ترك فعلا يدها ولكن ليمرر ذراعه حول وسطها ليقودها الى الداخل قال لها :
- ان من الصعب التعامل معك . ذكريني ان ألكزك بكوعي عندما تصبحين في حالة تمرد .
- هذا ما أحاول ان أجعلك تفهمه . أنني أحاول ان أذكرك بأنني هنا بصفة رسمية وانتظر ان تعاملني على هذا الأساس .
كان الباب الداخلي للطاحونة مغلقا ولا يمكن لأي شخص ان يراهما . ولكن اي شخص يمكن ان يخرج من المبنى بين لحظة وأخرى .
ابتسم لها " مات " فترة طويلة ابتسامة مليئة بالإيحاءات . تركها أخيرا وتقدم ليفتح الباب وقال :
- تفضلي أمامي .
ما ان دخلا حتى تحول شكل " مات " تماما مثل ما حدث إثناء العشاء عندما أخد الحديث شكلا مهنيا وأصبح سلوكه لا غبار عليه . بعد جولة في المبنى قدم لها العمال وشرح لها تفاصيل كل عميلة تجري في الطاحونة . كان واضحا ورزينا وجادا ومهذبا . كان كل العمال يعرفونه وينادونه باسمه المجرد والجميع وجدوا انه من الطبيعي ان يصحبها الى هذا المكان باعتباره صاحبه . سألته :
- أليس لك إي دور في إدارة هذا العمل ؟
- أنا من الأسرة – هذا كل ما هناك . ولذي كل الثقة بــ " بيت " و " جاكي "في الإدارة والحفاظ على مصالح الأسرة .
- وهل توافق على العقد بين " طعام الفردوس " ومزرعة " كاتفيلد "
- أنا الذي اقترحت ذلك بنفسي وما دمت ستتفاوضين بأمانة دون محاولة لتغيير قواعد الإنتاج في المزرعة فانا راض .
- نحن مهتمون بمنتجات الأرض وليس بالأرض نفسها أو بالمنشات وعليه فأنني سأفاوض على أساس المساواة وإلا فلن أفاوض .
اقتربا من العربة ولاحظ " مات " " تيفاني " وهي ترتدي قناعها ثم فاجأها بان رفعها ليضعها على المقعد . قالت غاضبة :
- لم أكن لأظن انك ستتصرف بنذالة هكذا ؟
- ولماذا هذا الكلام ؟
- لأنك أخذتني على حين غرة .
- لان لك عينين فاتنتين يا " تيفاني جرير "
أحست " تيفاني " في هذه اللحظات بسعادة . ولم تعد تقلق على الماضي ولا الحاضر .لقد شعرت بإحساس غير معقول بالحرية . إما " مات " فقد تمالك نفسه وأدرك من هو وأين هو . قال لها :

الامل المفقود 09-09-13 09:08 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
- من الأفضل لنا ان نرحل قبل ان تحدث فضيحة في مزرعة " كاتفيلد " وافقته
" تيفاني " بالطبع فقد كان على حق ولكنها كانت تفضل لو انه أحس بهذه المسؤولية والضمير الحي نحو العمل قبل ان يدفعها الى حالة من الصعب فيها عليها ان تسيطر على نفسها .
- لدي سؤال أود ان اطرحه عليك . أليس من الأفضل ان تركز كل أنشطتك تحت سقف واحد بدلا من تشتيت جهدك في إدارة هذه المباني المتناثرة ؟
كانا قد خرجا لتوهما من ثالث محطة توقف . كانت عبارة عن مزرعة صغيرة وتحولت الى مصنع لإنتاج الزيت من مختلف أنواع الحبوب الزيتية .
- طبعا أفضل ولكن الوضع الحالي ليس في مصلحة الجمعيات الإنتاجية . ان المزرعة التي كبرت فيها وأنا طفل كانت مختلفة تماما عن هذه المزرعة واقل امتدادا . ان " بيت " و " جاكي "لم يكفا عن شراء الأراضي متوسطة المساحة على مر السنين . لقد حولا المزرعة التي يقيمان بها الى أكثر نفعا ولدينا أيضا العديد من الأنشطة في المدينة . ومشروع " كاتفيلد " هو مثل " طعام الفردوس " منوع للغاية في أنشطته ويقوم على عدة أماكن .
عدد لها الكثير من الفروع وإذا كان " مات " صادقا في وصفه ولا يبالغ في مثالية المزرعة فإنها تصبح ممتازة لاستثمارات جديدة لمؤسسة " طعام الفردوس "
كان منظور التعاون مع عائلة " كاتفيلد " عدة شهور يبدو في نظرها مستحيلا . ان القرب من " مات " في هذه الحالة غير مطلوب ولا تتمناه .
قررت إلا تركز على هذا الجانب من العمل . حتى ألان لم يتخذ إي قرار ولن يتخذ إلا بعد أسابيع ومن الأفضل في الوقت الحالي ان نستفيد من منع تلك النزهة وتساءلت متى تتبخر عصبيتها ؟
كان جمال المنظر يسحرها . وكان البياض الرائع يمتد حتى خط الأفق . بينما قرص الشمس الذهبي يبهر الرائي ويقطع أنفاسه من الإعجاب .
فكرت " تيفاني " كم من الذكريات ستحتفظ بها كي تسترجعها فيما بعد . وعندما أشار " مات " الى جبل يبرز من بين مجموعة من أشجار الأرز . كانت قد استرخت بدرجة كافية .
أبطا سرعة المركبة . ووصلا على مرأى من المزرعة ودهشت " تيفاني "لأنها أحست بالأسف على انتهاء الرحلة ومع ذلك بينما هما يدخلان احد الحقول الفسيحة التي تنحدر خفيفا نحو البيت انفتحت السماء فجأة وانهمر سيل رهيب من الأمطار عنيف وغير متوقع .
انتصب " مات " في مكانه واندفع بالعربة نحو البيت ومع ذلك فان هذا المطر لم يكن سوى مقدمة لما حدث بعد ذلك . أصبحت المركبة وسط أكوام من الجليد مما جعل تقدمها محفوفا بالخطر الداهم وانعدمت الرؤية .
تملك الخوف " تيفاني " كانت فظاعة التغيير ووحشيته قد أرعبتها وأصبحت غير قادرة على توقع ردود فعل " مات " كان فقد التحكم في المركبة أمرا محتما بينما الوقوف ببساطة
لن يؤدي الى بديل أفضل . وتوقع العثور على الممر تحت كومة الجليد أمر غير محتمل .
لم يعد هناك سوى بديل واحد وهو ان تثق بــ " مات " لقد كبر هنا ويعرف كل ركن كما يعرف جيوبه . دست وجهها في كتفه الواسعة هدر " مات " بأقصى قوته حتى تستطيع ان تسمعه وسط الأصوات الراعدة للجليد .
- تماسكي "
لم تحتج " تيفاني "لان يكرر الطلب . أدار المركبة الى اليمين . أنها لا تفهم السبب ولا تريد ان تعرف فــــ " مات " يعرف ما يفعله وأغلقت عينيها بدا كان الريح توقفت فجأة . فتحت " تيفاني " عينيها . أحست بأذرع ضخمة خضراء تحيط بها . كانت فروع أشجار تحميها من الريح والجليد وكانت من كل نوع : أرز وبلوط وتوت وسرو وتفاح وأشجار أخرى جبلية متنوعة الألوان من اخضر فاتح الى درجات فضية أو غامقة . حيث كان الجليد يغطي بعضها وفوق رأسيهما فروع صغيرة مغطاة بالجليد وهي تتلالا مثل قطع الكريستال . لقد انقدها " مات " بان اتجه الى هذه القوقعة من الخضرة أحست " تيفاني "كأنها دخلت ممالك سرية والتي تتحدث عنها الأساطير الخرافية والمليئة بالأميرات الثلجيات والقصور من الثلج . أشار الى نحث في احد الفروع الضخمة لشجرة كبيرة ظنت " تيفاني " أنها شجرة بلوط .
- نحن لسنا في سوء هنا ولكن من الأفضل لو لجانا الى مأوى أتظنين انك تستطيعين السير ؟
فحصت " تيفاني "بنظرها المكان الذي أشار إليه .
- كوخ من الخشب – هل تريد ان تحتمي في كوخ ؟
- أسف . هذا أفضل ما أمكنني اقتراحه وأرجو ان تعذريني لأنني لم أتوقع التغيير المفاجئ في الجو – عادة لا ادع نفسي تفاجأ بهذا الشكل . إنني شارد بعض الشيء هذا اليوم .
- ولكن هل تعتقد حقا إننا يمكن ان نحتمي في هذا الكوخ ؟
- يبدو ان هذا الاحتمال لا يعجبك ؟\بل أنني لن اقبل استبداله نظير ذهب العالم أنني لم يسبق لي ان دخلت كوخا – هل هو ملكك ؟ وهل بنيته بنفسك ؟
انطلق في الضحك وهو يهبط من مركبة الجليد .
- أي نوع من الفتيات غير المحنكات أنت .
- النوع الذي ينوي ربح الرهان والذي سيستقر داخل الكوخ المصنوع من خشب شجرة عجوز .
- كان من الواجب ان أتعرف عليك من بضع سنوات .
- نظر " مات " الى " تيفاني " في انفعال .
عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره كلن لا يزال ذلك الشاب العاطفي الذي يعتقد انه لا يوجد في الدنيا سوى امرأة واحدة هي امرأته وكانت " تيفاني " لابد في الخامسة عشرة من عمرها . فلماذا كان من الممكن ان يحدث بينهما وهما في تلك السن .

الامل المفقود 09-09-13 09:10 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
ولكن " مات " كان يحب حريته بشدة والوجود الذي يعيشه كان يعجبه ويناسبه ولم يكن ليبحث دون شك على إدخال تغييرات مهمة في حياته أو في نفسه . أدرك فجأة ان الخيال شطح به .
- حسنا – هيا بنا واتبعيني في خطوات قصيرة بدا يسير وقدماه في الحذاء البوت تغو صان وسط الجليد العميق الذي كان يتكسر وقلدته " تيفاني " كالتلميذ المطيع المجتهد .
- من المؤكد انك ستصبحين متزحلقة ماهرة على الجليد .
- هل تظن ذلك ؟ لقد مارست التزحلق على الماء كثيرا واعتقد إنني .
- ركزي يا " تيفاني " وإلا تعرضت لخطر الوقوع .
امسك بها " مات " في أخر لحظة وجنبها السقوط . وعندما استقامت ضحكت في ارتياح ثم ركزت حركاتها حتى تصل الى الشجرة دون وقوع .
- سأصعد أولا لاختبر مدى صلابة المكان . انه عمل متين أقمناه أنا و " بيت " من عشرين سنة وتفحصه بانتظام خوفا من ان يغامر الأطفال بالحضور إليه بسهولة حيث وصل الى عتبته ثم فحص المكان :
- يبدو انه على ما يرام ساسا عدك على التسلق .
- لا تشغل بالك فانا معتادة تسلق نخيل جوز الهند . ان حضارة :" هاواي " ليست عاجزة .
امسك " مات " بوسطها ورمقها الى ان تمكنت من ألامساك بالفرع العلوي . مالت كي تدخل الى الشرفة في الداخل كان الكوخ عاريا من الأثاث والديكور . فتحت شراعة النافدة لتسمح بدخول النور .
- انه توجد به شراعات .
- أننا لا نصنع نصف الأعمال ؟
- ولكن هل صنعت ذلك بيديك ؟
- فعلت ذلك تحت رقابة والدي – لقد كان عملا طيبا . أليس كذلك ؟
- لدي إحساس انك وشقيقك لا تصنعان شيئا إلا وينجح – كل ما تلمسه أيديكما ...
توقفت لان ذكر اليدين يثير لديها ذكريات مثيرة . حاولت تغيير اتجاه الحديث عندما وقعت عيناها على بعض الإعلانات عن كرة السلة .
- يبدو انك مغرم بفريق النمور لكرة السلة .
- ولازلت – انه فريق المنطقة .

نظر إليها نظرة قطعت أنفاسها . لابد انه يعرف ما تحس به وتريده بحثت عن موضوع أخر للحديث ولاحظت لافته صغيرة على احد الجدران مكتوبا عليها " مسموح بدخول الفتيات "
- يبدو ان هذا يناسبك تماما يا "مات "
- لقد كتبتها من اجل " بيت " في فترة ما . وقتها لم يكن لذي إمكان وضع قدمي داخل الكوخ . فقد كان دائما يطردني منه وكان هذا هو انتقامي .
- أدار " مات " اللوحة على الوجه الأخر حيث كان مكتوبا غير مسموح بدخول الفتيات ولا يوجد إي استثناء .
اخدت الشابة تضحك من اللافتة والشعار .
- هل تشعرين بالبرد ؟
- لا اعتقد ذلك – أنني ارتدي ملابس كافية ولكني اعتقد ان جسمي لم يتالقم بعد على الجو هنا .
جلس " مات " وامسك بيدها في يده وقال :
- انك ستتعودين بسرعة .
- كم من الوقت تعتقد سيمر قبل ان تهدا الريح ؟
- من الصعب التنبؤ بذلك – هل تحسين بالعصبية ؟
ترددت " تيفاني " أنها تحس بالراحة بجواره في هذا الكوخ . ولكن بهجة الحياة هذه هل تدوم ؟
- لا على الإطلاق – هل يجب ان أكون عصبية ؟ وما الخطر الذي ستواجهه لو ساء الطقس
- توجد معدات طوراي في العربة .لو استمر الحال هكذا وقتا طويلا فأنني سأقوم بتدفئة هذا الكوخ لدرجة قد تضطرين معها للخروج لاستنشاق الهواء المنعش .
صدقته " تيفاني " بسهولة . أغلقت عينيها وتصورت نفسها ممددة على سرير من الخضرة وسط غابة مليئة بعبير الأزهار ولا يوجد سوى حفيف الريح وهو يصطدم بفروع الأشجار ... كم هو رائع ان تكون بعيدة عن ضوضاء العالم المتحضر . ولكن عليها ان تواجه في تعقل نصف الساعة التالي وتفكر في المزرعة وفي الطريقة العتيقة التي تربى عليها " بيت " و " مات " هنا .
بدأت العاصفة تهدا شيئا فشيئا وأوشكت تلك اللحظات الحميمة ان تنتهي .
- ان هذا المكان ساحر فعلا – أتعرف ماذا يعجبني أكثر هنا .
- اخبريني ؟
- الصمت والسكون – قمة الصمت .
- وهل تعرفين ماذا يعجبني ؟
هزت " تيفاني " رأسها نفيا وهي تبتسم .
- أنت ؟ أنت تعجبينني يا " تيفاني جرير " سواء أردت ذلك أم لا . إنني اقضي نصف وقتي اقسم إلا المسك والنصف الثاني في الحنث بهذا القسم .
لم يعد للعالم وجود بالنسبة لهما . ان هذا الكوخ الصغير هو عالمهما الذي يضم كليهما وقد غطى جسمه من اعلى الى أخمصي قدميه بملابس ومعدات كرجال الفضاء ورغم ذلك كانت حرارة العاطفة تخترق كل هذه الدروع لتصل الى الأخر .
ان " مات " من ألان هو الذي يهمها في هذا العالم و " تيفاني " هي التي تهمه أيضا في هذا العالم .
هبت دفعة شديدة من الريح اخترقت نافدة الكوخ . وأفاقا من حلمهما ساعدها على النهوض وهو يقول :
- لست ادري ماذا حدث لنا .
- ولا أنا كذلك يبدو ان عاطفتينا أنستانا ما نحن فيه . لنعد الى البرد والصقيع الذي يكسو الأرض ولنعد الى عالم الجدية والعمل عادا الى العربة البخارية في صمت بعد ان هدأت العاصفة .
- لنرحل وإلا وجدنا جسمينا وقد تجمدا هنا .
ابتسم لها قبل ان ينطلق بينما قلب " تيفاني " يدق بشدة وأغلقت عينيها لتتمتع باللحظة التي أوشكت ان تنتهي ...





وبهذا القدر ينتهي معنا الفصل الثامن

الامل المفقود 09-09-13 09:13 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
احبائي الى حد هذه الاحداث يكون قد وصلكم اكثر نت نصف الرواية تحياتي مع حبي :lol:

عبير عمار 10-09-13 01:49 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
تسلم الايادي حبيبتي :peace:

الامل المفقود 11-09-13 12:44 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الفصل التاسع :-

عند العودة صعدت " تيفاني " مباشرة الى حجرتها لتبدل ملابسها ودخل " مات " المطبخ بحثا عن " جاكي " .
ساد المطبخ رائحة لذيذة بينما وجد ان " جاكي " خرجت للتسوق في المدينة مع " ربيكا " بعد ان تركت كلمة فوق المائدة تقول فيها : إلا ينتظروها على الغذاء . كان عليه إذن ان تواجه البقاء وجها لوجه مع " تيفاني " بمفردها . لقد دخلت في هذه اللحظة بالذات الى المطبخ وهي مرتدية روبا طويلا من الصوف زعفراني اللون أضاء وجهها وشعرها تأمل هذا الظهور المفاجئ وحاول ان يتماسك :
- هل أنت جائعة ؟
- أنني أموت جوعا "
- هل فهمت لماذا يعد الإفطار الدسم مهما في هذه البلاد يا عصفورتي الصغيرة العزيزة
لم يستطيع " مات " الامتناع عن سخريته . أنها بالنسبة له بمثابة وسيلة للدفاع . كان خداها بلون الورد . وعيناها لامعتان وشعرها منسدل على كتفيها ... أنها في منتهى الجمال والفتنة "
- هل ممكن ان تبحثي لنا عن خبز أثناء أعدادي المائدة ؟
- حسنا – وغدا سأتبع إرشاداتك بالنسبة لوجبة الإفطار . أنني على وشك الإغماء .
قطعت " تيفاني " بضع شرائح من الخبز . ونصحها " مات " ان تجعل شرائحها أكثر سمكا . ردت عليه بأنها يجب ان تحتفظ برشاقة قوامها وأنها ستكون شاكرة لو حدثها بأي طريقة أخرى غير إصدار الأوامر امتنع عن اي تعليق وصب الحساء الغليظ الساخن في الإطباق قال لها :
- هل يمكن ان تتفضلي بالجلوس أيتها الأميرة .
- أميرة أنني لا اطمع في ان أصل الى هذه الدرجة .
عندئذ وجد " مات " نفسه غير قادر على عدم التعليق اللاذع أو السخرية منها . فان ذهنه يسترجع ذكريات الكوخ . وأحس من ارتجاف يدي " تيفاني " وارتعاش شفتيها أنها تفكر مثله .
ما ان بدا تناول الطعام حتى ثارت عاصفة " تيفاني " وانهالت على " مات " بشلال من الأسئلة حول المزرعة . كأنها تحاول تغطية انفعالها بهذا الشلال من التفاصيل العملية .
كان يجيب عليها أولا بأول محاولا تناسي البريق العاطفي في عينيها ثم صارت " تيفاني " صامتة
واعتقد أنها تضايقت من ردوده الجافة . ولكن بنظرة واحدة إليها استطاع تحليل الموقف . ان الشابة كانت شبه مغلقة عينيها وكانت تلوح رأسها نحو طبقها في لحظات كان بجوارها يسندها :
- ماذا افعل بك بحق السماء ؟
رفعها بين ذراعيه وصعد بها الدرج وهو يقول :
- لست ادري ان كنت استطيع ان أحملك الى سريرك وأقاوم رغبات قلبي ... أنا رجل وإنسان ضعيف وغير قادر تماما على مقاومتك .
- رفضت " تيفاني " رأسها في صدره وفي هذه اللحظة أدرك " مات " ان عليه ان يتخذ قراره .
من الأفضل ان يبتعد عن المزرعة بعض الوقت . ان الشابة التي تبتسم بين ذراعيه يمكنها ان تفكر في الوضع على راحتها لتعرف ان كان ما يحسه كل منهما نحو الأخر راجع الى التعب أم الى ... شيء أخر .
وسدها الفراش وفرد عليها الغطاء ثم تسمر في مكانه أمام منظرها الملائكي وهي نائمة ... كيف يمكنه ان يقاوم هذا الجمال ."
تمالك نفسه وقرر في حزم ان يغادر الديار من ألان ولأسبوع كامل يمكن ان يصبح الموقف واضحا ويمكن لـــ " تيفاني " ان تقدر مغامرتهما حق قدرها .
بعد أيام ثلاثة من الإقامة المستمرة مع " جاكي " واستيضاح كل النقاط من " بيت " حول العملية صارت " تيفاني " أكثر حماسا عن ذي قبل نحو إمكانات مزرعة " كاتفيلد "
كانت قد حجزت حجرة في الفندق بالمدينة لتسهيل الاتصالات التي يجب ان تتم خلال الأيام التالية . قالت لها " جاكي " بعفوية وكرم طبيعيين وهما يتناولان قدح قهوة في المطبخ بينما تنتظران عودة " بيت " الذي لابد ان يصحب " تيفاني " الى المدينة .
- هل أنت متأكدة من انك لا تفضلين البقاء هنا سعدنا بوجودك معنا . ويمكننا أيضا ان نصحبك الى المدينة في الصباح والعودة لاخدك في النهار بعد ان تنتهي من أعمالك الإدارية .
- شكرا يا " جاكي " لقد تمتعت بلا حدود هنا ولكن ادي الكثير من العمل في المدينة ولابد ان احصل على بيانات حول الإسكان واكتشاف خصائص نمط الحياة هنا وكل تلك المؤشرات التي بدونها لن نعرف كيف يقيم احد المعاونين هنا .
- أو المعاونات "
تبادلت المرأتان نظرات معبرة .
- هذا ممكن على إيه حال لن استسلم إمام هذا الجو الملعون لو فرض أنني سابقي .
قالت في نفسها – ولن العب الألعاب الخطرة في كوخ من الخشب في وقت مثلج .

الامل المفقود 11-09-13 12:48 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
أكملت :
- الى ان يجد لي أصحاب العمل عملا أخر وحتى ذلك الحين سيسعدني ان نضم لهذا المشروع .
- حسنا .
بدا ان " جاكي " راضية تماما عما سمعته من الشابة .إما بالنسبة لــ " تيفاني " فقد كانت مصممة على كسب الرهان الذي عقدته مع " مات " ليس لأنها مضطرة لان تثبت له إي شيء ولكن من المهم بالنسبة لها ان تثبت أمورا معينة . قالت " جاكي " :
- أنا متأكدة من ان " مات " سيسعد بسماع ذلك .
- بالمناسبة أين هو .
لم تستطع ان تمنع لسانها . ردت " جاكي "
- على الساحل الغربي لإقامة احد فروعه للأدوات اللازمة لرياضة الشتاء ... الم يحدثك عنه ؟
- اعتقد ان " مات " بدا كالعادة غير قادر على الكشف عن أنشطته الشخصية المهنية انه يملك سلسلة من محلات الأدوات الرياضية ولكنه مساهم أيضا في مشاركة مالية في افتتاح مجموعة من محطات التزحلق على الجليد وهي تلقي ألان نجاحا باهرا .
- كان حريا به ان يهمل ذكر حانوته لو لم أكن في حاجة الى الملابس الدافئة .
سخرت " تيفاني " من نفسها عندما عرفت انه يمتلك سلسلة من محلات الأدوات الرياضية ونصف محطات التزحلق على الجليد فوق هذا المكان ولكن الذي تسامحه عليه هو محاولة التظاهر بأنه شخص بلا طموح . انه يتصور طبعا ان النساء اللائي يقابلهن من الباحثات عن المهور وشرهات لاقتناص الرجال الأثرياء واللائي يهددن وجوده الثقيل كمتسكع على الجليد . سالت " جاكي "
- أيهما أزعجك أكثر . نجاحه المهني ام لأنه لم يخبرك بذلك ؟
احتست " تيفاني " جرعة من الشاي الساخن وهي تلعن في سرها مدى ذكاء " جاكي "
- اعتقد ببساطة ان شقيق زوجك – مهتم جدا بنفسه ولكن أيا كان ما يفعله فان ذلك ليس من شأني .
- حقا ؟ يا للخسارة .
لجأت " تيفاني " الى الصمت – أنها تفضل عدم الإجابة على الأسئلة التي لا تجرؤ على طرحها على نفسها .
بدل " مات " ما باستطاعته لينسى " تيفاني " فاغرق نفسه في العمل في الأيام الأخيرة . التفت نحو مجموعة المتزحلقين على الجليد قليلي الخبرة والذين يقودهم الى إحدى ساحات المحطة كان يأمل ان تنجح جهوده ومع ذلك لم يكن ليبحث في كل مكان إلا عن صورة " تيفاني " ليلا ونهارا "
وعلى ذلك انطلق في محاولة لتشتيت ذهنه الى التفكير في المتع التي حدثت في الماضي ولكن حتى النساء الجميلات اللائي تابعهن بنظراته لم يستطعن ان يأسرن انتباهه
عندما لمح جسما يخترق احد التلال الخاصة بالتزحلق في تصميم ومهارة . اقترح استراحة على مرافقيه والذي قوبل بابتهاج شديد .
كانت الشابة السمراء الحيوية التي تقترب تذكره بــ " تيفاني " كان فريسة لأحد أحلام اليقظة ألذيذة كما كان يفعل كثيرا في الأيام الأخيرة . اجبر " مات " نفسه على النظر بعيدا عنها والتفكير في شيء أخر . ولكن دون جدوى لقد كان مبهورا بحركات المتزحلقة ثم لم يتصور ان " تيفاني "بمفردها على بعد ألاف الأميال وهي تقطع التلال العميقة داخل الوادي كان " مات " متشككا في ان القادمة نحوه هي " تيفاني " وقد استغرق في تأملها حتى أوشك قلبه ان يتوقف عن النبض قفز فوق زلاجته ليلحق بها .
- يبدو انك تنوين حقا ان تكسبي رهانك ؟
رفعت " تيفاني " عينيها وفتحتهما على اتساعهما .
- " مات " ولكن ماذا تفعل هنا ؟
- انتبهي ؟ انك "
كان الوقت قد فات انزلقت إحدى زلاجتي " تيفاني " وسقطت على ظهرها . اندفع " مات " لاتقادها . يا الهي " كم هو رائع ان يلمسها مرة أخرى دون قصد طبعا ولكنه لن يتركها أبدا
حاولت " تيفاني " ان ترتدي زلاجتيها بطريقة صحيحة
- أنني لا افلح دائما في ذلك بحق السماء كيف تبدل كل هذا الجهد وتسمي ذلك متعة ؟ ان هذا التزحلق فوق الجليد أصعب بكثير من التزحلق فوق الماء ولا تلمني لأنني لم ارتد قناعي ...
- لا تخافي شيئا اليوم لأنك لست في حاجة لذلك . ان الريح ليست شديدة ولكن . لماذا لم تقولي لي . انك تريدين تعلم التزحلق ؟عندما التقت عيناه بعيني محدثته ندم على سؤاله .
- كان على ان اعرف أين أجدك .
اعترف " مات " داخليا انه لم يكن متصلا بها في الأيام الأخيرة ولكن الله وحده يعلم كم هو سعيد بلقائها مرة ثانية الموقف إذن أكثر خطورة مما كان يتصور ؟
- لقد وصلت متأخرا في الليلة الماضية – ولكن خبريني اين " بيت " ؟ هل اخبرته انك رحلت للتزحلق ؟
- أنني لم اخبره ولست أرى شيئا شاذا في ارتداء الزلاجتين والانطلاق في الطريق
- على الأقل لن يكون الأمر صعبا عليك – مثلا – لو اخدت زلاجتين على مقاسك...
- لقد رايتا علانا في الجريدة وبدا السعر مناسبا ولذلك اشتريتهما

الامل المفقود 11-09-13 12:51 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
- هل تدربت قليلا ؟
- إنني أمارس التزحلق ساعة كل يوم مند أربعة أيام
- وهل تحملت المغامرة ؟
- اه – نعم – أليس هذا أمر لا يصدق ؟
فضل " مات " ألا يلتفت الى سخرية كلامها الأخير
- حسنا ... اعتقد ان هذا يكفي اليوم وستلحق بمجموعتي ثم نهبط معا – اتفقنا ؟
عضت " تيفاني " شفتها السفلى . أنها حقا لا تقاوم ان " مات " يعشق اللمعان الذي يضوي في عينيها عندما يعاكسها وذلك المظهر العنيد الذي تتخذه عندما يصدر إليها أوامره
- لا ... لا اعتقد إنني سأهبط معك وإنما سأهبط بمفردي لا شك انك أسرع مني ولا أريد ان إبطي من حركة الجميع ولن اتبع أحدا
- لا تكوني حادة لهذه الدرجة . أنا أعطي دروسا لمبتدئين ولن تجدي صعوبة في متابعتنا .
- ماذا ؟ إلا يكفي إنني ارتدي طاقما غاليا وفاخرا ؟ هل هناك ما يجب ان أتعلمه حتى أسير بطريقة صحيحة ؟
- نعم ويجب ان تنصتي لبعض النصائح – هل يجب ان تسببي لي كل هذا القلق .
تجهم وجه " تيفاني " لقد تجاوز هذه المرة الحدود .
- إنني لا انوي ان اسبب لك إي قلق ثم أنني لم اطلب منك شيئا ؟
- ومع ذلك ستحصلين على مساعدتي سواء رضيت ام لم ترضي ... هيا تعالي .
- حسنا جدا ... ما دمت قلتها بهذه النبرة فسآتي ولكني أحذرك بان إي إنسان لن يستطيع الاستهزاء بي ...
- لا يوجد اي عضو في هذه المجموعة متأكد من نفسه حتى يمكنه ان يهزا بك ثم لقد لاحظت انك نجحت حتى ألان بجدارة .
- حقا ؟
- أضاء السرور وجهها ثم تملكتها دفعة جديدة من النشاط سمحت لها بالهبوط دون الوقوع
تبعها " مات " عن قرب وقد تملكته موجة رائعة من السعادة وقد اهتم بكل حركات جسدها الفاتن .
عندما عثرت " تيفاني " على " مات " أخيرا أحست بومضة من السعادة كانت " جاكي " هي التي أشارت لها بان ساحات الانزلاق هي أفضل أماكن المنطقة وكانت زوجة أخيه هي التي شاركت مصادفة في هذا اللقاء والتي كانت قلقة بعض الشيء على مستقبل " مات " وقد تصورت ان عصفورة الجزيرة يمكن ان تأسر الرجل المتحرر والمتوحش الذي أصبح عليه " مات " ولكن من غير المجدي التفكير في ذلك وإنما من الأفضل التركيز على الهبوط وعلى عكس ما تصورت " تيفاني " فإنها تبعت المجموعة دون صعوبة وقد شجعها الجو العام المرح . عند وصولهم وإثناء خلع " تيفاني " لزلاجتيها اخدت تراقب " مات " المحاط بالمجموعة ليوزع عليهم التشجيع والنصائح وسمعت أيضا العديد من التهاني الموجهة إليه والتي تقبلها بطريقة طبيعية . وتحت مظهره العنيف بعض الشيء بدا منتبها وحنونا وودودا وكريما .
- انا أحب كثيرا هذا العمل .ان هولاء الناس هم مرضى تعرضوا لحوادث في اغلب الأحيان وتنقصهم الثقة بأنفسهم وانا أساعدهم على استردادها كما فعل معي صديقي في وقت من الأوقات .
- اي حادثة تشير إليها ؟
ابتسم " مات " ابتسامة معبرة .
- ه1ا السؤال يحتاج الرد عليه الى عشاء بمفردنا
- أين وفي اي ساعة ؟
- كيف تقبلين بهذه البساطة إذن أنت لم تعودي غاضبة مني ؟
- غاضبة منك ؟ لا على الإطلاق . انا اقبل هذه الدعوة لأنني احب ان أتلقى إجابات على أسئلتي هذا كل ما في الأمر أنت لغز مثير ولكني اقبلها بهدوء لأنني محصنة ضد سحرك وجاذبيتك
- حسنا جدا في هذه الحالة أنت لن تعترضي على ان يتم هذا العشاء في منزلي حول زجاجة من عصير التفاح الفاخر المستورد وأمام نار المدفأة المشتعلة . ان مناعتك لا شك ستحميك بفاعلية . أليس كذلك ؟ دعنا لا نبالغ فانا لن القي بنفسي في وكر الذئب .
- في هذه الحالة لنخرج الى مكان ما وساصحبك الى فندقك ثم أعود لاصحبك للعشاء في الثامنة والنصف .
- كيف عرفت إنني أقيم في فندق ؟
- اوه – حسنا لقد مررت على المزرعة هذا الصباح فقد أحضرت هدايا للأطفال .
نزع " مات " زلاجتي " تيفاني " بقوة .
- لقد حان وقت الرحيل وستشعرين بالدفء في سيارتي .
- ظلت " تيفاني " شاردة تفكر لقد مر اذن على المزرعة هذا الصباح هل احس بالاحباط عندما لم يجدها ؟
- اين سيارتك ؟
- ساصحبك اليها ومن الان فصاعدا ساصحبك في كل انشطتك من تزحلق على الجليد الى القيادة السيارة فوق الجليد وفي الظروف المناخية الصعبة كما سبق ان وعدتك .
- ان هذا المخلوق مستحيل انه يختفي اياما دون اي انذار وعند عودته لا يعتر ولا يحاول ان يبرر سبب غيابه ثم ذلك المسلك المتسلط والرغبة في الحماية لم يختفيا من عنده بعد
- لماذا هل ستساعدني في كسب رهاني ؟
- ان هذا الرهان يعرضك لمخاطر لا داعي لها ولابد ان احميك من جسارتك
- لست مضطرة لان أتبث اي شيء لاي شخص كان واعرف جيدا مدي مقاومتي
- وقف " مات " في مكانه مسمرا ثم القى بالزلاجات فوق الجليد وجذبها نحوه قائلا في حزم .
- اعرف انك قوية المقاومة وانك ايضا حانقة . هل تعرفين يا " تيفاني " ما تأثيرك علي لقد فقدت عقلي . ما الذي حدث لنا ؟

الامل المفقود 11-09-13 12:52 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
- لست ادري يا " مات " نحن نكون زوجين متنافرين وغير متوائمين .
- ربما ولكني لا استطيع ان اصل لطردك من راسي والنتيجة أنني ازداد تفكيرا فيك . ووجودك فقط هو الذي يهدي من توتري
تراجعت الى الخلف خطوة انه يحصل على ما يريد ولا يهم ممن يحصل على ذلك قررت اذن الا ترد عليه وان تحتفظ لنفسها بالكلمات الرقيقة والانفعالات التي يثيرها لديها ان " مات " يريد ان يلقي شباكه عليها هذا كل ما هناك قالت له :
- ليس من حقك ان تقول مثل هذا الكلام واعتقد انه من الافضل الا تتمادى اكثر من ذلك كل شيء سيصبح صعبا واعتقد انني ساستقر هنا بعض الوقت حتى اتعاون مع " بيت " و " جاكي " بذلك هذا الصباح
كان الجليد يتكسر تحت اقدامهما وفهمت " تيفاني " انه يقترب منها التقطت زلاجتيها ولكنه اخدهما من يدها وقال :
- دعيني احملهما عنك لا أريد ان أصبح ضحيتك كم من الجثث خلفتها في طريقك
- عشرات من الذكور المغرورين الذين يصلح لهم هذا العلاج تماما
- أنت المرأة المثالية لاكتمال تلك المهمة – نعم ان هذا يناسبك لدرجة الإعجاب واحلم بان أتعشى مع ديانا ملكة الجمال الفاتنة
- هل لازلت ترغب في اصطحابي للعشاء
- ولما لا الا تشعرين بالجوع ؟
- إنني استسلم ؟
- تستسلمين لماذا ؟
- للتخلي عن فكرة ان أفهمك وان أتابع تقلباتك المزاجية المفاجئة
القي رأسه للخلف في ضحكة صافية وحارة
- هذا غريب ان لدي نفس الفكرة
انتظرت منه تفسيرا لم تحصل عليه


وأخيرا انتهى الفصل التاسع

الامل المفقود 11-09-13 11:26 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الفصل العاشر :-

تغير شيء ما في مسلك " مات كاتفيلد " ولم تستطع " تيفاني " ان تعرف ما هو بالضبط . ولكنها أحست به تماما . فكرت في ذلك التغيير بعد ان اخدت الدش ودلكت جسدها بزيت معطر وهي عادة اقتضتها ضرورة مقاومة البرد . انتهت الى الرأي بان " مات "ينظر إليها نظرة مختلفة ارتدت معطفها الفرو بلون اخضر لوزي فوق ثوب القطيفة الحرير له فتحة عنق واسعة كانت قد عثرت عليه بالأمس في احد الحوانيت في المركز التجاري ثم رفعت شعرها وربطته بشريط من الحرير متعدد الألوان ثم وضعت احمر الشفاه على شفتيها قالت لصورتها في المرأة التي توحي بالاحتشام " كوني عاقلة هذا المساء .
نظرت الى ساعتها . ان " مات " سيصل بين لحظة وأخرى سمعت صوت جرس التليفون الداخلي . ابتسمت وهي تضغط زر الميكروفون طبعا كان في موعده ..
- أنا مستعدة وسأنزل حالا .
- ارتدت " تيفاني " حدائها القطيفة الأحمر الذي يعتبر ارتداؤه جنونا في هذا الطقس ولكنها كانت تحبه لدرجة لا تستطيع معها ان تتخلى عنه واتشحت بملفعة من الصوف الكشمير وألقت نظرة سريعة على صورتها في المرأة الموجودة داخل المصعد . اطمأنت على هيئتها وأدركت أنها ستقابل " مات " وان هذا هو أول موعد للعشاء معا بمفردهما في المدينة . أنها مناسبة تخرج عن إطار العمل . كانت خفيفة وكأنها ترتدي جناحي طائر ولم تلحظ في الحال الجسد الفارغ المستند على احد أعمدة البهو بحثت عن " مات " عند مكتب الاستقبال ثم استدارت بقوة عندما سمعت اسمها :
- " مات " ولكن ؟
لم تكمل عبارتها وقد ذهلت لقد بدا واضحا انه بذل جهدا كبيرا ولم يسبق لها ان راته بهذه الاناقة . ارتدي بدله كاملة لونها كحلي علي مقاسه بالضبط واظهرت جسده الرياضي الفارغ كان قد عقد حول عنقه ملفعة ذات نقوش مزخرفة رقيقة فوق قميس بنفس درجة اللون .
- ماذا تريدين ان تقولي يا " تيفاني "
- أنت – أنت مختلف تماما هكذا .
- لقد أردت ان أضيف شيئا الى جمالك الذي اقدره
- خطت " تيفاني " بضع خطوات ثم دارت على قدم واحدة كراقصة باليه مستعرضة طاقم ملابسها .
- أنني مقتنعة به وهو دون شك لا يناسب النزهات فوق مركبة الجليد ولكني أحببت تلك الملابس جدا ثم إنني استحق بعض التبذير بعد كل تلك الملابس المضادة للبرد التي ارتديتها طوال الفترة الماضية . ظل "مات " صامتا كالأبكم ... لقد كانت فاتنة
امسك " مات " بذراعها وعبرا الفناء الأمامي للفندق .
- سأرسل أول تقاريري الى هونولولو . وانتظر الرد حالا .
كانت " تيفاني " تبتسم بلا انقطاع منذ ان التقت بـــ " مات " بعد اختفائه الغامض . لم يعد سلوكه المتسم بالحماية يدهشها بعد ولم تعد تري فيه أي نوع من الغرور بعد نصف ساعة كانا يأكلان مجموعة من فواكه البحر في احد مطاعم المركز التجاري قرأت " تيفاني " جزءا من تقريرها على " مات " وكان يدور حول أنشطة مزرعة " كاتفيلد " ولكنها سرعان ما أدركت انه لا مزاح لديه للحديث حول الأعمال .
سألها بصراحة ورقة عن حياتها وعن ماضيها ونال ثقتها وجعلها تضحك من صميم قلبها . تحررت " تيفاني " في الحديث بكل صدق وكان ينصت إليها بجدية واهتمام لم تقص عليه حكاية ذلك الذي جعلها لا تثق بالرجال . لم يكن " تريفور بلاك " في أحسن أحوله يشبه " مات " ولكن الأمسية كانت لطيفة حتى ان " تيفاني " لم تقارن " مات " بــ " تريفور " دار الحديث حول التأهيل الذي احتاج إليه " مات " سابقا وهو يشرح ذلك بكل بساطة .
- لقد تعرضت الى حادثة انزلاق على الجليد وهو ما يحدث لأحسن الأبطال وبالمناسبة هل أنت بطلة تزحلق على الماء ؟
كان من الواضح انه لا يريد الحديث أكثر من ذلك حول الحادثة ولم تلح عليه . أجابت على سؤاله .
- لا ... لست بطلة ولكني أؤدي التزحلق بطريقة ممتازة على الماء أكثر من الجليد .
شرح لها " مات " درسا حول القواعد الخاصة برياضة التزحلق على الجليد وقد أحبت طريقته في الشرح . كان يتصرف وكأنه لا توجد امرأة غيرها في العالم وبدا مهتما ومجاملا ورقيقا وأصبحت خاضعة لسحره .
عندما صحبها حتى حجرتها تساءلت كيف سيتصرف حتى يجعلها تدعوه للدخول . ولكنه كان صريحا ومباشرا عندما أدارت المفتاح في قفل الباب وفتحته جعلها تسبقه في الدخول ثم تبعها وأغلق الباب وراءه
- ان هذا لا يناسب أبدا
كان تعليقها هذا بعيدا عن الرومانسية أكمل .
- ان هذه الغرفة ليست جناحا ؟
- هذا الفندق لا يؤجر أجنحة ثم من ناحية أخرى أود ان أذكرك أنني لست من كبار العاملين بالمؤسسة .
- هل طموحك ان تكوني عضوا بمجلس الإدارة ؟
- أليس هذا ما يطمح إليه الجميع "

الامل المفقود 11-09-13 11:29 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
كانت الأمسية لطيفة وكان ينقصه بعض الكياسة لم تكن " تيفاني " في الحقيقة تطمح ان تصبح عضوا بمجلس الإدارة ولكن " مات " احتاج الى درس . ثم أنها تريد ان تدفعه
الى الحفرة التي حفرها لها .
- أنت نفسك لديك طموح أكثر مما تدعي . كم عدد الحوانيت التي تمتلكها ؟
- وما أهمية ...؟
- على إيه حال فان مظهر الفوضوي غير المسئول لم يخدعني واختفاؤك كان دافعه افتتاح محل جديد ورايتك بنفسي وأنت تقوم بدور أخصائي العلاج الطبيعي مع تلاميذك فوق الحلبة ولو اخدت كفايتي من الوقت في فحص " مات كاتفيلد " لاستطعت ان اكتشف بسرعة من يتخفى تحت قناع اللامبالاة .
- هذا لن يضايقني .
- عفوا
- أنني أحب فكرة انك تحتاجين لتحليلي .
- انه مجرد تعبير
- حقيقة ؟
- طبعا .
أليست سعيدة ان تجد تحت جلد الرجل المهذب متشرد جليد أكثر وحشية وصراحة وهو ما يؤكد رغبتها ؟
- لا أريد منك ان تعلق على كل حرف . انك تستخدم إستراتيجية لمحاولة كشف حقيقة انك أهنتني .
- أهنتك ؟
لاحظت في رضا انه يتمتع بلعبتهما الصغيرة ومباراتهما الكلامية .
- عن طريق أظهار رأيين يتميزان بالغرور والاهتمام بالذات أولا باعتبار نفسك لا تقاوم حتى أنني ...
- لا أقاوم " بالمناسبة هل أخبرتك كم أنت جميلة وفاتنة هذا المساء ؟
أنت تبرقين حتى ان بريقك طغى على كل الشموع وقت العشاء ... أوه لقد قاطعتك ... ماذا كنت تقولين ؟
فزعت " تيفاني " في مكانها :
- لم اعد اذكر .
- لقد كان الحديث يدور حول الآراء المغرورة والاهتمام بالذات واعتقد ان أولها كان يدور حول كوني لا أقاوم ... لا أقاوم لأي درجة يا " تيفاني "
- لم اعد اعرف ... إنني اشعر بالحرارة حتى إنني لا استطيع التفكير في أي شيء
- اعرف ... ان هذه الحرارة رائعة ومثيرة .

احتجت في غضب
- ليس هذا ما اقصده . ان وشاحي والحرارة يخنقانني .
في لحظات خلع وشاحها والقي به على السرير .
- هل هذا أفضل ؟
لم ترد عليه كانت تحس بالجنون وتود لو أنها تجعله يشاركها جنونها ولكن " مات " قال بلهجة حاسمة .
- اعتقد أنني يجب ان ارحل من هنا وألا فلن اعرف ماذا سأفعل وهو ما لا أريده
- لماذا ؟
- نحن بمفردنا ولا نخاف من البرد في هذه الغرفة المكيفة . ولكني لم اعد رومانسيا كما كنت أتصور ولا أريد ان يتم لقاؤنا العاطفي الاول بطريقة مبتدئة . أريد ان اتاكد من وجود شيء حقيقي بيننا شيء أكثر من الانجذاب الشكلي .
- لماذا عاملتني بهذه الطريقة العاطفية ان كنت لا ترغب في ذلك ؟
- اسمعي – لست قديسا – أنت جميلة وجذابة ولكني تعلمت من وقت طويل إلا أتورط في علاقة وقتية معك بالذات .
طبع " مات " قبلة حانية على جبينها واتجه نحو الباب وضع يده على الأكره ثم استدار نحوها والقي عليها نظرة طويلة . ثم خرج بهدوء وأغلق الباب قبل ان تصيبه الوسادة التي ألقتها نحوه .
صباح اليوم التالي كانت " تيفاني " في المكتب عند بزوغ الفجر فضت جزءا من الليل باحثة دون جدوى عن النعاس – لم يكن مكتبها فاخرا ولكن لديها – على الأقل – مساعدة وتليفون وفاكس وكل الأدوات اللازمة للعمل – لم يكن لينقصها سوى صفاء أفكارها التي كان معظمها
يحتكرها شاب ضخم اسمر غامض يجعلها دائما تخرج عن شعورها رن جرس التليفون في العاشرة مما قطع على " تيفاني " استرسالها في متابعة أحلام اليقظة .
- كيف حصلت على رقم تليفوني يا " مات "
- لقد أعطتني " جاكي " الرقم . كلمة واحدة منك واتي لاصحبك الى تلك المنطقة لتعرفي كل شيء عنها ويمكنك ان تستقري فيها من الغد
- ولكن عن إي شيء تتحدث ؟
- عن بيتك الجديد بالتأكيد .

الامل المفقود 11-09-13 11:31 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
- لست افهم ؟
- انه ملك لصديق وقد ذهب لقضاء الشتاء في أريزونا وسلمني مفاتيحه حتى اذهب
لري نباتاته بانتظام وقد سألته ان كان يوافق على فكرة ان يقيم شخص في سكنه وقد أسعده ذلك وهذا الشخص هو أنت - هذا كل ما هناك "
- لقد هددته بقتل نباتاته – أليس كذلك ؟
- نعم ولكن .
- رائع – كيف اعرف ذلك وألان لنعد الى ما كنت أقوله فمن الأفضل ان تلقي عليه نظرة في أسرع وقت ممكن يا له من جنون ان تبقى ليلة أخرى في تلك الحجرة الرهيبة من الفندق بينما يمكنك ان تتمتعي ببيت به نباتات وعصافير هل أمر عليك ؟
- كعادتها مع " مات " كانت " تيفاني " تتأرجح بين الغضب والسرور ان تسمع صوته وتعرف انه يفكر فيها ويهتم براحتها كل ذلك كان يسعدها ولكن كيف يتصرف وكأنه لا يوجد توتر بينهما "
هناك شيء ما غائب عنها .
- " تيفاني " ها أنت لازلت معي ؟
- نعم إنا أفكر .
لقد فاض بها الكيل من ان يتصرف في حياتها كما يريد – أنها ستقول له – قطع صوته أفكارها .
- رائع –سامر عليك في الحادية عشرة والنصف وسأريك البيت ثم نذهب بعد ذلك للغداء
استعدت " تيفاني " لرفض الدعوة عندما دخلت السكرتيرة بالملفات التي طلبتها منها " تيفاني "
- شكرا يا سيندي .
قال في التليفون :
- أسف – هل أزعجك سأتركك لعملك وسنلتقي قريبا .
كان تفكير وحركات " تيفاني " بطيئتين للغاية وبينما هي تتساءل كيف توقفه عند حده اعتبر سكوتها علامة رضا ووضع السماعة اخدت " تيفاني " تكز على أسنانها في الساعة الحادية عشرة والثلث وهي تخبط على مكتبها وتنظر الى ساعتها بإمعان – كانت قد طلبت من سيندي إلا يزعجها احد حتى تركز على الملفات ولكن الوجود الوحيد المستمر لــ " مات " في دهنها نزع عنها كل قدرة على التركيز أعدت مشهدا يمكن ان يحيطه ويجرحه ويجعله يرحل ليفكر مرة ثانية لقد فقدت قدرتها على العمل وهو دافع كاف لإيقاف تلك اللعبة الغريبة أنها لم تعد تسيطر على نفسها .
كانت في المساء تتخيله وهي وسط البانيو .
كان أحيانا يشدها الى الحديث في الأمور العامة لقد أصبحت تتعرض لاضطهاده لأفكارها ويجب عليها ان تمنع ذلك بسرعة .
دخلت سيندي بعد طرقه خفيفة على الباب
- لقد وصل السيد " كاتفيلد "
نظرت " تيفاني " الى ساعتها التي كانت تشير الى الحادية عشرة واثنين وعشرون دقيقة لقد وصل " مات " قبل الموعد وبدت سيندي عصبية .
ظلت " تيفاني " ان تلك الشقراء ذات السبعة عشر ربيعا وفي منتهى البراءة هي من النوع الذي يجد " مات " لذة في سحره كنوع من المحافظة على تأثيره مع تقدم السن أغلقت سيندي الباب خلفها وقالت .
- إنني جديدة على المشروع ولكن الفتيات الأخريات كن على حق انه فعلا رائع .
- حقا رائع ؟
تأوهت سيندي وهي تغلق عينيها – يا الهي ؟
فكرت " تيفاني " ان الأمر أسوا مما تخيلته
- من فضلك ادخلي السيد " كاتفيلد " يا سيندي ؟
لقد كانت مصممة على إلا تخضع لــ " مات " عندما دخل المكتب فضلت ألا تستدير وظلت عيناها مثبتتين على النافدة .
- مرحبا ؟
- صباح الخير قبل ان تقول إي شيء أريد ان أؤكد لك إنني ممتنة لكل جهودك التي تبدلها حتى تحسن من وجودي في هذه المدينة .
كانت نبرتها باردة ورسمية وهي تكمل .
- ولكني أضيف إنني لا استسيغ طرقك المتسلطة . ثم إنني أريد ان ادخل الى مخك المسيطر انك لست مسئولا عني وطريقة ارتدائي للملابس ليست من شانك وعليه لو سمحت دعني أؤدي عملي وان احكم بنفسي على أخطائي التي لابد ان تقع منى وان أقرر لنفسي التفاصيل مثل المكان الذي سأقيم فيه فترة وجودي هنا .. اتفقنا؟
ساد صمت طويل قال في نهايته .
- لست افهم
- فزعت " تيفاني " – في مكانها . انه ليس صوت " مات "
- " بيت " ولكن ماذا تفعل هنا ؟
- من كنت تظنينني مع ان سكرتيرتك أعلنت بوصولي آه فهمت .. انه " مات "
- أنني في شدة الإحراج كيف .... ؟
- لا داعي للاعتذار وليس هناك ما يدعوك للانزعاج لقد كنت مارا هنا وحضرت لأطمئن عليك وماذا فعل " مات "
- لاشي يرقي لمريبة الكارثة – لا شيء .
- لقد أثار غضبك – كيف استطاع ان يفعل ذلك ؟
- طرقت سيندي الباب مرة أخرى لتعلن عن وصول السيد " كاتفيلد " الأخر وقد عبرت عيناها عن انزعاج يساوي في نفس الوقت ما بدا عليها من انهيار .
- لدخلته سيندي وهي تطرف برموشها بابتسامة ساذجة وقد بدا واضحا أنها مسحورة من القادم ثم ان " تيفاني " لم تر امرأة من قبل في مثل هذه الحالة . كما ان سيندي أغلقت الباب وهي تبدو مثل الطفل الذي يطلبون منه النوم في اللحظة التي يبدأ فيها احتفال الكبار قال " بيت " بعد ان أغلقت السكرتيرة الباب .
- أنا سعيد يا سيد " كاتفيلد برؤيتك لقد كانت على وشك ان تشرح لماذا هي ثائرة عليك ولكن يمكنك ان تشرح لي ذلك بنفسك

الامل المفقود 11-09-13 11:44 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
- هل أنت غاضبة مني يا " تيفاني "
- فقط لأنني خلطت بينكما .
- وهذا لا يعجبك كما ان ذلك لن يعجب بالتأكيد " جاكي " ولكن في النهاية كيف يمكن الخلط بيننا . " بيت " اكبر مني ثم أنني جذاب للغاية .
سلكت " تيفاني " حلقها :
- كنت أود ان أقول لك يا " مات " حتى ولو كنت أوجه الكلام الى " بيت " إنني سأقوم بإدارة حياتي بالطريقة التي أرغبها وللأسف كنت ... كيف أقولها . كنت مركزة على ما كنت أقول ولم استطع ان ... حسنا لم أكن لأنظر الى " بيت " ولم استطع إذن ان اعرف انه لم يكن أنت ...أوه ... لقد فاض بي الكيل "
قال " مات "
- إلا تستطيعين ان تنظري إلي مباشرة الم أعلمك ان تنظري إلي الاتجاه الذي تسيرين إليه ؟
اخدت " تيفاني " نفسا عميقا وتكومت في مقعدها .
- لا تدهش يا " بيت " إذا جاء لك من يخبرك ان شقيقك تحول الى تمثال جليدي ...
- ولكن خبراني ماذا يدور بينكما ؟ يبدو ان " جاكي " كانت تتابع الأمر ولكني لا افهم شيئا ؟
- ان " تيفاني " تعتبرني متسلطا من ان لأخر .
- عطيل نفسه كان متسلطا من حين لأخر .. أنت حقا ...
- كل ما أحاوله هو ان اجعل حياتك أكثر سهولة .ثم أنني أساعدك على كسب رهانك .
سال " بيت "
- ولكن عن إي رهان تتحدثان ؟
تحول " مات " نحو شقيقه :
- لقد رتبت ان تحل " تيفاني : في بيت جون كوزاك .
- بيت جون كوزاك
تحول " بيت " نحو " تيفاني " وقال لها :
- ولكن ما الذي يمنعك ؟ هيا اذهبي إليه "
تأملت " تيفاني " الشقيقين أنها تلاقي صعوبة بالفعل مع واحد منهما ولن تغامر بان تشرح للأخر . قالت في حزن :
- عندك حق .
كان " مات " قد نهض وامسك بالمعطف الخاص بـ " تيفاني " ليساعدها على ارتدائه .
- ان هذا اللون الأحمر جميل وهو أكثر دفئا من الأخر أيضا ولكن لماذا لا ترتدين بلوفر أفضل من بلوزة ؟
- هانت تستطيع ألان ان تفهم أيها العزيز " بيت " لماذا يجعل شقيقك دمي يغلي غضبا ؟
قال " مات قبل ان يختفي .
- سأذهب لإحضار الجيب وواصلا الحديث .
لم تستطع " تيفاني " ان تكتم ابتسامتها :
خبريني يا "بيت " هل هذا المسلك التوجيهي هو سر نجاح " مات " مع النساء ؟
- لست ادري ولكن الأمر المؤكد أنني لم أره أبدا يهتم الى هذه الدرجة بأي امرأة قبلك حتى مع خطيبته
- خطيبته ؟ أية خطيبة ؟
- لقد كان ذلك من ثماني سنوات لقد رحلت بعد الحادثة عندما عرفت انه ربما لن يعود الى المشي مرة أخرى أبدا وانه سيتخلى عن الشهرة والثروة لذلك فضلت الرحيل
قالت في نفسها أنها الحادثة التي أشار إليها سريعا .
- لم يكن من المتوقع ان يسير " مات " مرة أخرى والشهرة والثروة عن أي شيء تتحدث يا " بيت "
- لقد لاحظت ان هناك أمورا معينه لم يحدثك عنها " مات "
- نعم ليس هناك ما يجبره على ذلك ان كونه فارسي المنقذ المؤقت لا يجبره على ان يقص على تفاصيل حياته وأنا لن أتضايق أبدا لو انه لم يقص علي شيئا .
- يبدو انك لست فضولية.
- بالعكس ولكني اعد ك ألا اسأله أي أسئلة أخرى .
- أنت امرأة فريدة يا " تيفاني " واتعشم ان يكون أخي من الذكاء بحيث يلاحظ ذلك يجب ان ارحل الى اللقاء
ابتسمت له " تيفاني " ثم استغرقت في تأملاتها التي لا تدور الأحول موضوع واحد من يكون حققا " مات كاتفيلد " وماذا يريد منها وماذا تستطيع ان تفعل لتنال ثقته على إيه حال لابد ان " مات " احد الرجال الذين من الصعب ان تجعلهم يتحدثون عن أنفسهم ويجب ان تتالقم على ذلك في المستقبل ان " بيت " اعترف بأنه لم ير أخاه يهتم بأية امرأة بهده الطريقة الأمر الذي حيرها ارتدت " تيفاني " معطفها وخرجت من المكتب وقالت لسكرتيرتها :
- سأتغيب ساعة أو أثنيتين يا سيندي "
- عندما لم تتلق إي رد نظرت الى الفتاة التي كانت غارقة في أحلام من السهل ان تستشف موضوعها .
- لا تأملي كثيرا من الاخين " كاتفيلد " فالكبير متزوج والأصغر ؟
- على وشك ان يفعل.
قالت ذلك بلهجة حاسمة . لــ " سيندي "
هذه دائما الحكاية . ما ان يظهر الرجل المناسب حتى يختطف "
تركت " تيفاني " المكان بسرعة وهي دهشة لأنها نطقت تلك الكلمات وتساءلت ماذا يمكن ان يقول " مات " لو عرف أنها ألقت شباكها عليه


أحبائي مع نهاية الفصل العاشر أتمنى لكم قرأه ممتعة

الامل المفقود 11-09-13 11:48 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
اشكر كل من كلف نفسه وضغط على ايقونه الشكر من اعضاء او زوار اهلا بكم معنا :lol: انتظروني تبقى من الرواية اربعة فصول فقط:toot: تحياتي مع حبي

الامل المفقود 11-09-13 11:55 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الفصل الحادي عشر :-
دخلت سيارة " مات " الجيب شارعا جميلا في حي المساكن الذي يعيش فيه جلست " تيفاني " بجواره تتحرق شوقا وفضولا رغم قرارها الحازم بعدم سؤاله .
أذن كانت هناك حادثة في حياة " مات " كان من الممكن ان تكلفه فقد ساقيه وثروته وأفقدته
خطيبته التي هجرته في اللحظة التي كان فيها في حاجة ماسة إليها .
ظلت هذه النقطة الأخيرة غامضة كيف يمكن لامرأة طلبها " مات " للزواج ان تهجره وتتخلى عنه كيف يمك ترك رجل مثل " مات " كتمت " تيفاني " الأسئلة التي كانت تثيرها أنها تعلم انه من غير المجدي ان تطرحها حالا دارت السيارة الجيب الى حارة خاصة .
- هذا هو بيتك الجديد ما لم ترفضي طبعا خدمة صديق ابتسمت " تيفاني " أنها تشعر بالامتنان نحو " مات " على تقديمه الأمور بهذه الطريقة
.كان البيت ساحرا والتقت عيناها بباقة من الزهور وفروع شجرة الأرز التي تعطي جوا خاصا لهذا الملجأ الفريد بالإضافة الى جمال النوافذ الخضراء والجذران الوردية المصنوعة من القرميد ان تعيش هنا في فصل الربيع لاشك انه السعادة ألذيذة .فهمت " تيفاني " عندما رأت الداخل لماذا إصر " مات " على ان تقبل اقتراحه كان أثاث البيت مختارا بعناية والفراغات تشكل اكبر مساحة في الجدران والأرضية المغطاة بالبار كيه والفتحات الزجاجية الواسعة المطلة على الخارج تدخل شلالات من الضوء وتشعر الإنسان كأنه في المنطقة الاستوائية بدا "مات " كأنه يحدث شبحا :
- أقدم لك " تيفاني " وأنت يا " تيفاني " أقدمك الى النباتات إنني أفضل ان أخطرها في الحال بوصولك خوفا من ان تحاول أحداها ان تموت
- أوه يا الهي ان الحق معك – يالهذه الكائنات المسكينة . لا تخافي فأنني استطيع ان أرد لك الحياة – كيف حالك هيا انتصبي وكوني جميلة – هل تعطيها هي أيضا أوامر. ؟
- لا على الإطلاق – وإنما اخبرها بالأرصاد الجوية
- أنت مجنون تماما يا " مات "
- اعترف بذلك واعترف أيضا إنني بدلت زلاجتيك .
- أنت فعلت ...
- لقد أعطيت لنفسي الحرية ان ...
- نعم .. لقد سمعت . وماذا فعلت بزلاجتي ؟
- لقد سلمتها الى احد العمال ليضبطها على مقاسك – إنهما من الممكن ان تطيحا بك لأنهما اكبر من مقاسك ثلاثة أرقام . أنني على إيه حال لن أتركك تعرضين حياتك للخطر ثم عليك ان تخبريني عن الزلاجتين الجديدتين اللتين أحضرتهما إليك كي

































نتزحلق معا بعد ظهر اليوم هل تحتاجين الى مساعدة ؟
حاولت " تيفاني " ان تخلع إحدى فردتي حدائها البوت .
- لا شكرا ومن ناحية أخرى أريد ان أجعلك تفهم إنني كبيرة بما يكفي للعناية بنفسي و ...
من شدة غضبها أتت بحركة جعلتها تفقد توازنها كان من الممكن ان تسقط لو لا وجود " مات " بجوارها ليمسك بها . مرر ذراعه حول وسطها في سرور . مال عليها وهو يساعدها لتقف على قدميها هامسا .
- هل قلت شيئا ما على ما أظن .
- أنت موجود دائما لتمسك بي "
- أتدرين إنني لست ممن يمكن توقع ردود أفعالهم وصدقيني إنني أعيش ثورة حقيقية معك .
كان يتحدث بنبرة هادئة وأحست " تيفاني " بالاضطراب . إنهما بمفردهما وليسا في حجرة في فندق و " مات " قريب جدا منها بجماله ورجولته الطاغية سحب ذراعه من وسطها وتراجع في خفة وقال :
- اسمحي لي ان أقدم لك البيت .
عقدت " تيفاني " حاجبيها وتنهدت ثم تبعته وهي في منتهى الاضطراب لا تستطيع ان تطرح اي سؤال . دخلت الحجرة ذات الجدران الصفراء والزرقاء وقد علقت عليها بعض اللوحات التجريبية ثم انتقاؤها بذوق بينما رصت نباتات عالية بجوار الفتحات الزجاجية الفسيحة بينما سجادة حريرية ضخمة تغطي الأرضية والأثاث من النوع العتيق القوي والمريح مما أعجب " تيفاني " كثيرا .
- كيف أمكن ان يتقبل ذلك السيد كوزاك ان يشغل شخص غريب مسكنه أثناء غيابه ؟ من الواضح انه يحب التحف والأشياء الغالية .
- لقد أقسمت له بان الشخص الذي سيعيش فيه ضعيف وهو يحتاج بسرعة الى العثور على شخص كفء للعناية بالنباتات التي تتعرض للموت – تعالي معي فأنني سأريك المكان .
كان البيت واسعا والحجرات جميعها ممتعة ويشع جو من الراحة والأناقة في الأثاث .
ولكن " تيفاني " لم تكن متحمسة لماذا أهملها " مات " هل سيجذبها نحوه ثم يهجرها ؟ ربما كان " مات " صورة عصرية من دون جوان "
أنها لا تستطيع ان تهضم هذا الافتراض لقد كان متحفظا ومتوحشا أكثر من اللازم بحيث لا يشبه أي إنسان أخر لا شك ان " مات " ليس بحاجة لان يثبت كفاءته على الإغراء ومع ذلك فان " تيفاني " سبق ان وقعت في مثل هذا الفخ مرة ولن تسمح للتجربة ان تتكرر مرة أخرى ردت عليه :

































- انه بيت رائع وأحب جدا ان أعيش فيه هيا لنتحدث عن الإيجار
***
دارت المناقشة حول وجبة لذيذة في مطعم صغير أوكراني أكد لها " مات " ان صديقه لا ينوي ان ياخد سنتا واحدا وانه يحتاج حقا لشخص يعتني بالنباتات أما بالنسبة لــ " تيفاني " فلم تهضم الأمر ورفضت ان تستغل المكان ما لم تحدد قيمة محددة بينهما أنها تكره ان تعتمد على " مات " وتفضل ألا تصبح مدينة له بأي صورة وصلا الى حل وسط ان تدفع " تيفاني " فواتير التدفئة والصيانة العامة للبيت و سلمها " مات " نسختين من المفاتيح وأصر على ان يصحبها الى الفندق لإحضار أمتعتها حاولت ان تجادله ولكنها في نهاية فترة ما بعد الظهر كانت قد وضعت يدها على مقرها الجديد .
- وألان لابد ان فلدي موعد في الحانوت مع احد الوكلاء وسأحضر لاصحبك حوالي الرابعة حتى نتزحلق معا فترة .
- يبدو انك أعددت كل شيء...
- ها أنت مشغولة ؟
- لا ... لكن ...
- إذن الى اللقاء .

الامل المفقود 13-09-13 12:54 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
هذه تكملة الفصل الحادي عشر :-

أغلقت "تيفاني الباب وراءه وهي تتنهد . وفي حوالي الثانية والنصف كانت قد حررت الملف الذي كان عليها ان تعده وراجعت بقية الملفات . قررت استجلاء بعض النقاط فتركت مكتبها واتجهت الى مكتبة البلدية ورغم وعدها إلا تطرح إي سؤال على " مات " فأنها صممت على ان تقوم بتحرياتها الخاصة .
بعد ساعتين كانت لا تزال في المكتبة وقد انبهرت عندما اكتشفت الى إي حد كان " مات " مجهولا بالنسبة لها كان أمامها تفسير واحد ممكن ان " مات " ان " مات " لا يريد ان يكشف عن تلك الأوقات التي مرت دون ان ينكأ الجراح التي سببها له رحيل خطيبته .
***
اتصل بها " مات " تليفونيا في حوالي الرابعة ليخبرها انه سيتأخر وانه لن يتمكن من اصطحابها للتزحلق اليوم . ردت عليه السكرتيرة "سيندي "
- الآنسة " جرير " خرجت للمدينة . هل هناك ما استطيع ان افعله من أجلك يا سيد " كاتفيلد "
- هل يمكن ان تتلقى رسالة ؟ خبريها أنني سأتصل بها في حوالي السادسة .
في نهاية فترة ما بعد الظهر ما ان وصلت " تيفاني " الى بيتها حتى رفع " مات " سماعة التليفون وقد أضاءت ابتسامة وجهه أمام نبرة " تيفاني " العذبة المتوقعة . ولكن هذه الأخيرة تكلمت بنبرة باردة . اعتذر عن أخلاله بموعده ولكن بدا عليها أنها لم تعر الأمر أي انتباه دعاها الى العشاء .
- لا – ليس هذا المساء أنني منهكة واعتقد ان سندوتش يكفيني تماما ولنؤجل ذلك لوقت أخر . هل هذا ممكن ثم يا " مات " ...
- نعم ؟
- اعتقد ان بإمكاننا ان ننادي بعضنا البعض بأسمائنا المجردة .
- اعتقد ان الأمر لا يثير الدهشة ... نوما سعيدا يا " تيفاني .
- وأنت كذلك يا " مات "
كانت في حاجة الى ليلة طيبة من النعاس . هذا ما فكر فيه " مات " تفسيرا لمسلكها أو ربما هذه طريقتها لتجعله يفهم انه تجاوز الحدود ولكن ليست هذه طبيعتها على الإطلاق فهي عادة
مباشرة واقتراحها باستخدام الأسماء المجردة يناقض هذه الظاهرة .
استقر " مات " في راحة أمام شاشة التلفزيون ومعه طبق من المكرونه كان الفيلم المعروض هو " دكتور زيفاجو "وكان طبعا يفضل ان يشاهد الفيلم وبطلة أحلامه بجواره.
***
عندما رفضت " تيفاني " دعوته للمرة الثانية في التليفون في اليوم التالي بدأت معدة
" مات " تتقلص لقد قبلت العشاء مع إحدى المعاونات وليس لديها إي ساعة حرة للتزحلق . فكر انه لا باس ان يكون لها الحق في وجودها الخاص بها وبدا أيضا أنها آسفة لأنها رفضت دعوته ولكن هل هي في سبيلها لتتخلص منه ؟
طبعا انه يعرف " تيفاني " من فترة وجيزة هل أخطا الطريق عندما كرس كل انتباهه ؟ هل بدا متعجلا أكثر مما يجب . أو على العكس غير مهتم ؟ لقد أحس دائما ان لديها بعض الضعف ربما بسبب طلاق والديها والذي تأكد فيما بعد بسبب أحزان الحب . انه يحتاج الى الصبر حتى يستطيع ان يتجاوز مخاوفها . ان الصبر إذن صفة يجب عليه ان ينالها بأي ثمن ما دام قد ظهر غير صبور من سنوات مضت .
أيا كان الأمر فان " تيفاني " تتباعد لأسباب لا تفسرها في نفس المساء قرر انه ليس مستعدا لتخمين انه سيذهب لمقابلتها من الغد في مكتبها حتى يضع الأمور في نصابها . اطمأن لهذا القرار .
***
كان الوقت منتصف الليل تقريبا . عندما اتخذت " تيفاني " طريق العودة لقد تأخرت في العودة لأنها كانت تهرب من عواطفها الخاصة وأفكارها التي تدور باستمرار حول " مات " لقد كانت بلهاء تماما وجبانة للغاية معه .
طبعا الخوف هو السبب . أنها لا تفخر بنفسها في تلك اللحظات لأنها هربت من عواطفها الخاصة وذلك ليس بالأمر الجديد عليها تذكرت " تيفاني " أنها أنكرت عواطفها نحو والديها لينتهي بها الأمر ان تضع ثقتها برجل من أسوا الرجال – ربما كان من الممكن اكتساب القدرة على الثقة مثل باقي القدرات .
قررت " تيفاني " ان تتصل تليفونيا بــ " مات " وان تكون على الأقل أمينة معه لابد ان تشرح له لماذا راغت منه وأنها تواجه شبح خطيبها وأنها خشيت ان تفقده . غدا صباحا ستتصل به .
كان القرار الذي اتخذته خطيرا وغير عادي وهي في سيارة الأجرة التي قادتها الى بيتها وقد أثارها لدرجة أنها ما ان وصلت حتى استغرقت وقتا طويلا للعثور على نقود في حقيبة يدها – ثم خرجت من السيارة وأسرعت نحو الباب في ذلك البرد القارس المسيطر على هذه الساعة المتأخرة من الليل .
لم تكن لترتدي القدر الكافي من الملابس الثقيلة وكان الجليد يغطي الطريق المؤدي الى الباب . ارتجفت وهي تدرك إنها نسيت ان تترك مصباح الشرفة الأمامية مضاء قبل خروجها . لابد أنها تعرضت الى شرود كبير هذا اليوم و " مات " ليس ببعيد عن هذا الشرود .
اخدت أسنانها تصطك وهزت حقيبتها وهي تبحث عن المفتاح وعندما أحست بملمس حافظة المفاتيح الجلدية في قاع الحقيبة أخرجتها بعنف بيد مرتعشة . أحست بالرعب عندما طارت المفاتيح من يدها بعيدا وسط الجليد فتأوهت .
كان الطريق خلفها خاليا بينما ابتلع الليل صوت محرك السيارة الأجرة . لابد ان تعثر على المفاتيح بأي طريقة . بدأت بحثها وسط العتمة وهي تدس يدها بدون قفاز في كل فجوة على سطح الجليد لم تجد فيها سوى قطع من فروع الشجر وقطع الثلج التي سقطت من الأشجار . دارت بعناية حول المنطقة التي أطاحت فيها بالحافظة ولكن دون جدوى .
وسعت بعد ذلك دائرة البحث وهي تتقدم فوق طبقة الجليد السميكة في الحديقة بحدائها البوت الرقيق المصنوع من الجلد اللامع الذي سرعان ما اخترقه الصقيع . بعد فترة تجمدت قدماها استسلمت أخيرا بعد ان أحست بالإرهاق والتجمد وذهنها غير صاف لم يكن حولها إي ضوء ومن الواضح ان جيرانها كانوا من النوع الذي ينام مبكرا ثم أنها لا تعرفهم وهم لا يعرفونها ومن الصعب ان توقظهم .
" مات " انه " مات " الذي لديه نسخة من المفاتيح وهو يسكن على بعد القيل من الشوارع وقد أشار الى منزله وهما ماران عليه بضعة شوارع " نعم أو ربما العديد من الشوارع ولكن ليس أمامها خيار أنها ستعثر على المكان الذي يقطنه ولحسن الحظ أنها تتذكر العنوان ولابد ان الجيب شيروكي مركونة أمامه مل لم تكن في الجراج أو لم يكن " مات " في البيت أو يقضي الليلة عند امرأة أخرى لا تصده لأسباب صبيانية .
بدأت تسير في طريقها وهي تأمل ان تسرع بالدرجة الكافية التي تسمح لها بالاحتفاظ بالحرارة القليلة التي في جسدها وربما عثرت على تليفون عام أو منزل " مات " أو سيارة أجرة .


انتهى الفصل الحادي عشر


هيا معي على طول مع الفصل الثاني عشر

الامل المفقود 13-09-13 12:57 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الفصل الثاني عشر :-

كان " مات " يستعد للذهاب للفراش عندما سمع طرقا على الباب أثار انتباهه وكان الصوت ضعيفا ومن الممكن إلا يسمعه لولا حاسته السادسة ساعدته في ذلك وجعلته ينتبه .
في الحال تسارعت نبضاته . انه يعرف من يطرق الباب بهذه الطريقة وان لم يكن هناك شيء ملموس يؤكد له حدسه . ارتدى روب المساء ونهب الدرج ثم فتح الباب دون ان ينظر من العين السحرية .
- يا الهي "
- جذب " مات " " تيفاني " الى الداخل بين ذراعيه وأغلق الباب بقدمه قالت :
- لقد فقدت مفتاحي وسط الثلج ...
كان صوتها خافتا غير مسموع تقريبا . ارتجف " مات "
- أنني لن أسامح نفسي " فلماذا لم أعطك النسخة الثانية ؟ من السهل ان يفقد المرء مفاتيحه وسط الجليد ومن المستحيل العثور عليها كيف أمكنني ان أهمل هذه النقطة الأساسية ؟
حكت " تيفاني " رأسها في كتفه .
- كان من الواجب على ان اعد حافظة مفاتيح احتياطية أنا كذلك ولم يكن ليحدث ما حدث واجد نفسي في هذه الحالة لو تبعت نصائحك حول الملابس الثقيلة .
اصطكت أسنانها واستطردت :
- انك لازلت تنقدني ؟ لقد كنت مرعوبة خشية إلا أجدك هنا ولكن –يا " مات " أنت موجود – دائما عندما احتاج إليك .
التصقت " تيفاني " به بحثا عن الدفء . أخد يلعن نفسه مرة ثانية لأنه لم يشتر لها المعطف بنفسه ويشرح لها بوضوح الأخطار التي تواجهها كان عليه ان يتأكد ان لديها معطفا مزدوجا .
لابد ان يعتني بتدفئة " تيفاني " لقد كانت شفتاها زرقاوين .لقد أحس بحاجة عارمة الى ان يحميها ويعوضها عن الخطر الذي تعرضت له .
حملها وصعد بها الدرج ودخل بها الحمام وقال :
- ان أحسن طريقة للتدفئة هي أخد حمام ساخن سأصب الماء في البانيو وأزيد درجة الحرارة تدريجيا .
قام بتشغيل السخان الذي بدا يصدر صريرا وسط الحمام الذي غطى بالقيشاني الأبيض والبني وفتح الصنبور ليملا البانيو الفسيح وقد بدا جو الدفء يشيع في المكان . كان قد لفها في روبه الضخم ورأى صورتها في المرآة وقد تاه جسدها فيه ولم يظهر منها سوى كثلة من
الشعر الأسود الفاحم المنسدل فوق كتفيها لقد عصر هذا المنظر قلبه .
- يا عزيزتي يجب ان تبدئي خلع ملابسك وسابدا بمساعدتك في خلع الحذاء البوت ثم تكملين الباقي بمفردك .
عندما بدا في خلع الحذاء البوت قال :
- ان هذا الحذاء الغبي ...
- لا . أنا الغبية – أنني لم اشعر أبدا بالبرد وأنا ارتدي الملابس التي أحضرتها لي واخترتها بنفسك لقد شعرت بالبرد في الملابس التي أحضرتها انا من المدينة وسبق ان حذرتني عشرات المرات ان علي ان ارتدي ملابس ثقيلة تغطيني تماما .
لمح فجأة الدموع في العينين الخضراوين الرائعتين :
- أوه يا " مات " لماذا لم استمع أليك أبدا رغم انك اثبت في كل مرة انك تعرف ما تقوله ؟
- اعرف أنني لست دبلوماسيا .
- نعم ان الدبلوماسية تنقصك حقا ولكن ليس هذا سببا ... كان علي ان استمع أليك في كل مرة تنصحني فيها .
لم يستطع ان يكتم ضحكته الصاخبة .
- سيكون أمامك الوقت الكافي لتعويض ذلك يا ملاكي . واعدك ان أغرقك بنصائحي في المستقبل ويمكن ان أسامحك لو اتبعت نصائحي دون أي اعتراض .
كانت " تيفاني " تعرف في تلك اللحظة شيئا مؤكدا .. أنها ستنفد كل ما يقوله " مات " لو استطاع ان يشيع الدفء في جسدها : همست :
- دون ان أتنفس ؟
قال وهو يخرج بعد ان امثلا البانيو بالمياه الساخنة وفقاعات الشامبو :
- سأتركك ألان لتتمتعي بالحمام الساخن وسأحضر لك ثوبا ثقيلا من فرو الدب .
ذهلت من فخامة تجهيزات البانيو حيث كانت صنابيره ذهبية .
أحست وسط الماء بان حرارتها عادت الى الدرجة الطبيعية . بدأت المياه تبرد تدريجيا وخرجت من البانيو حيث جففت نفسها وارتدت ملابسها وخرجت من الحمام .
أخد يجفف شعرها بمجفف الشعر . نظرت إليه بامتنان بعينيها الخضراوين وهمست :
- كم هو رائع ان اشعر بالأمان بجوارك "
بدا " مات " يشعر باحسيس خطيرة ... نعم أنها " تيفاني " التي تقوده مباشرة الى الحافة الخطرة ولكنه لا يريد ان يذهب أليها دون وجودها معه لقد اقسم ان يكون هادئا وبطيئا في التعبير عن عواطفه حتى لا يفزعها . ابتعد عنها قبل ان يفقد أعصابه ويحنث بقسمه . قال لها في حنان :
- لقد حلمت طويلا بهذه اللحظة التي ترضين فيها عني خبريني يا حبي أنني لا احلم "
- أنت لا تحلم وكل ذلك كان سيحدث ان عاجلا أو أجلا – وأنت تعلم ذلك .
اخدت تتأمله في هيام وقالت :
- لماذا لم يحدث ذلك من قبل يا " مات " لماذا كنت تهرب مني بينما تعرف كم أنا في حاجة إليك ؟
قال " مات "
- لقد كان لذي سبب وجيه للغاية . ولكني لم أكن قادرا على تذكره يا حبي .
- أرجوك لا تحاول تذكره – من فضلك انسه ...
سبح العاشقان في بحر متلاطم فوق موجة من السعادة المرعبة واخذ كل منهما يهمس اسم الأخر دون ان يضيف الى ذلك أي كلمة أخرى .
أحست " تيفاني " بأنها تغرق و " مات " وحده هو الذي يمكنه ان يقفز من فوق الحافة الخطرة لينقدها ولكن هل يرغب حقا ان ينقدها أم يسقط في الفراغ ويضيع معها ؟ قال لها في صدق :
- أنا هنا ولن اترك كابدا بعد اليوم .
فجأة أحست " تيفاني " ان العالم توقف عن الدوران ولم يعد هناك زمن . صعدت شعلة رهيبة داخل " تيفاني " وحولتها الحرارة الى العدم .
ألقت عليه نظرة متضرعة .
- أنا خائفة يا " مات "
- لا تهتمي يا حبيبتي ولا تخافي شيئا ...
تحولت عينا " مات " الى اللون الأسود كالحبر وقد توترت كل عضلاته لم يعد هناك أي مجال للمقاومة فقد خلق كل منهما ليحب الأخر .
***
ناء كل منهما في أفكاره وهو يبتسم وسط عتمة الحجرة ثم همس " مات " :
- لقد فهمت ألان لماذا انتظرت كل هذا الوقت حتى اعترف لك بحبي كان يتكلم ألان بهدوء شديد . همهمت " تيفاني " إجابة غير مفهومة فأكمل :
- ان هذه الليلة – أنتي تعرضت فيها أنت الى كل هذا الخطر – قربتنا من بعضنا البعض – أنها ليلة رائعة لأنها جعلتني أدرك أنني لا أريد معك مغامرة عابرة . اقصد أنني لا أريد سوى مغامرة واحدة دائمة ... لا بل أريد ما هو أكثر من مغامرة .
أخد " مات " نفسا عميقا قبل ان يلقي بنفسه الى الماء الذي تردد كثيرا أمامه بسبب خطيبته السابقة :
- اعرف ان هناك تفاصيل لابد ان نضعها أمام عيوننا وأسئلة لابد ان نطرحها . وحلولا وسطا لابد ان نصل أليها . ولكن أساس المشكلة واضح تماما - لقد خلق

كل منا للأخر . أنت لي وأنا لك . أنت لي كلية يا حبي " وحتى أذا لم تدركي ذلك فأنني ملكك أيضا منذ أول لحظة في المطار ودون أدنى شك .
استمر في الابتسام وقد شجعه صمتها وعدم احتجاجها . أكمل حديثه :
- وليشهد الله انه أيا كانت المشروعات الأخرى التي استطيع القيام بها فأنني انوي ان احتفظ بك بكل الطرق .
عندما أحس بان عباراته الأخيرة يمكن ان تسبب القلق لدى الشابة – التي تعودت على أجواء أكثر تقلبا وعلى حياة مشوبة بالأخطار يقدمها لها – جرب ان يلجا الى الصمت . ثم قال متابعا حديثه :
انه على استعداد للرحيل الى هاواي في الحال لو أرادت ذلك لقد علمته الحياة ان ينحني أمام أمور معينة ولكن لم تخرج كلمة واحدة من فمها . تملكه الشك فنظر الى معبودته وهي ممددة على السرير وهو راكع بجوارها . رأى الابتسامة تعلو وجهها . ابتسامة ملائكية لم يستطع " مات " ان يكتم ضحكته فقد كانت مستغرقة في النوم . مد يده الى المصباح المجاور للسرير على المائدة واطفاه . لابد أنها لم تسمع كلمة واحدة مما قاله . وربما كان هذا أفضل . قال في نفسه . الصبر والصبر مفتاح الفرج "


هذه تحياتي مع انتهاء الفصل الثاني عشر

انتظرزني غدا بادن الله مع الفصلين الاخيرين وخاصة انهم في حكم المنهيين عندي لم يبقى منهم الا حوالي 10 صفحات فقط

عبير عمار 13-09-13 08:32 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
تسلم الايادي يا عسل:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

الامل المفقود 13-09-13 07:52 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
الفصل الثالث عشر : -

امسك " مات " بذراع " تيفاني " وهو يدخل معها حانوتا ضخما في المدينة .
- لقد حان الوقت لتشرحي لي ما حدث عندما تركتك في بيتك قبل الأمس ؟
هزت كتفيها بلا اكتراث :
- لا شيء مهم . لقد وصلتني أخبار من هونولولو ان مجلس الإدارة يبدو انه يبحث عن المشروع الخاص بمزرعة " كاتفيلد " بسرعة وجد " مات " ما يبحث عنه بسرعة عند مراجعة قائمة أقسام المحل قال قبل ان يستدير نحو " تيفاني " :
- ان الملابس النسائية الجاهزة في الدور الثالث . حسنا يا ملاكي ...
لا تلعبي معي تلك اللعبة : أنت تعرفين تماما لماذا أسالك هذا السؤال .
عندما تركتك من يومين كنا متقاربين للغاية . وعندما اتصلت بك بدأت تلعبين معي لعبة الاستغماية الى ان تحكم شعورك الباطن في الأمور وجعلك تفقدين المفاتيح وسط الثلوج – أشعلي مصباحي يا شعلتي الصغيرة ...
اتسعت عينا " تيفاني " وسألته :
- شعوري – شعوري الباطن – ماذا فعل بالضبط ؟
سحبها نحو السلم وهو يقهقه بصوت مرتفع :
- يا الهي " كم هو رائع العثور على " تيفاني " بطبيعتها المتمردة يا حبيبتي أنا امزح .
ثم عاد ثانية الى حديثه :
- اعترفي على الأقل ان النظرية لها قيمه ؟
- لن اعترف بشيء على الإطلاق لقد فقدت المفاتيح بالمصادفة البحثة وبكل بساطة . وما دمت تطالبني بالإجابة فهذه واحدة . ان السبب الذي من اجله فقدت المفاتيح – حسنا – لقد كنت – كنت – قضيت حاجبيها وهي غير قادرة على الاستمرار أكثر من ذلك – كيف يمكنها ان تجعله يفهم الرعب الذي تملكها وهي تتحدث بصراحة :
- حسنا يا " مات " بعد ان رحلت ذهبت الى المكتبة البلدية واكتشفت شيئين أو ثلاثة في موضوعك أقلقني واثارث حيرتي .
قال " مات " وهو متجهم :
- يبدو انك جادة – ماذا أمكنك ان تعثري عليه ويخصني أسوا مما تعرفينه عني من قبل .
رفعت " تيفاني " وجها جادا :
- أوه – حسنا " لقد اكتشفت الحقيقة – لقد كنت من أبطال التزحلق الاولمبيين بكل بساطة .
- آه ها ؟ يا له من أمر محير فعلا – لقد كشفت الغطاء عن سر خطير ؟ لو انك اكتشفت أنني متعدد الزوجات أو أنني قتلت شخصين أو أكثر فلن يكون أكثر خطورة مما اكتشفته – يا الهي " لن يدهش احد لو انك هربت .
لم ترد " تيفاني " ان ترفع الراية البيضاء .
- ومع ذلك اعرف كل شيء عن مهنتك كمدير التزحلق على الجليد في اكبر محطة أوروبية .لقد كنت احد الإبطال الذين هم موضة العصر والمدرب المطلوب من عدة أميرات ملكيات .
هز " مات " رأسه وهو يضحك :
- وماذا بعد ؟
- بعد ؟ - ولكنك لم تقل لي ذلك أبدا .
- اسمعي كل ذلك حدث من زمن بعيد مضى هل كان من الواجب ان أقدم لك نفسي على أنني " مات كاتفيلد " الامل الاولمبي الخائب ؟
- لا تتحدث بهده الطريقة يا " مات " لماذا تتحدث عن نفسك بكل هذا الاحتقار ؟ في البداية ظننت انك تتصرف هكذا لتحبط النساء قليلات العقل .
قال " مات " بابتسامة مرحة :
- حقا ؟ ولكن الفكرة لم تخطر ببالي – لقد وصلنا .
القي " مات " نظرة دائرية حوله ولم المعاطف ثم جذب " تيفاني " نحو شماعاتها :
- اعتقد انه من الأفضل دفن كل الحكاية . هل تعرفين أيضا ان الحادثة التي تحدتث عنها قد وقعت عندما كنت اسعي للحصول على الميدالية الذهبية ؟ لقد طرت في الهواء حتى احصل عليها .
- لقد قرأت مقاله حول هذا الموضوع . لقد فقدت الميدالية ولكنك نجحت في شيء أخر أهم – لقد بدأت تسير على قدميك ثم اخدت تمارس التزحلق . وهذا هو المهم يا " مات " لماذا لم تقل عن ذلك خاصة عندما حدثك عن الحادثة لماذا حاولت دائما ان تتجنب الإجابة المباشرة ؟
كان " مات " قد وقف أمام صف طويل من المعاطف الطويلة الجبردين وراجعها بسرعة .
- استطيع ان أقول : ان 1لك كان ماضيا . وإنني لم اعد أفكر فيه واستطيع أيضا ان أقول ان ذلك يؤلمني جدا . ولكن الحقيقة هي أنني ليست لدي أي رغبة في الحديث عما يزعجني .
- يزعجك ؟ ولكنك نافست على الميدالية الذهبية وحدثت لك حادثة وشفيت منها رغم كل الاعتراضات الطبية وتقول انك منزعج ؟
- لم تكن حادثة وإنما سداجية وحمق .
سحب نحوه معطفا بلون ازرق بترولي وتأمله :
- لقد أردت تلك الميدالية بشدة وكنت مغامرا شابا متهورا مقتنعا أنني اعرف أكثر من مدربي فتجاهلت نصائحه واندفعت أكثر مما يلزم دون استعداد فأفسدت كل شيء.
- وما المزعج في كل ذلك ؟ انك غير متسامح مع نفسك .
وضع " مات " المعطف فوق الشماعة وهو يهمس – انه أثقل مما تتحمله " تيفاني " وأكمل :
- كل ذلك ما كان سيصبح خطيرا لو كنت الشخص الوحيد في هذه القضية ولكني لم أكن بمفردي . هناك الفريق والكفيل والمدربين والوطن كله . وهم جميعا ينتظرون الكثير مني لقد تطلب الأمر سنوات طويلة وأموالا وأشخاصا عديدين لصنع بطل ولإيصاله للمجد لقد أفسدت كل شيء في ثوان قليلة لان الميدالية الفضية لم تكن تكفيني كل ذلك كان يجب ان يعلمني كيف اختار أولوياتي وان أعيش الحاضر والواقع ولا أتطلع للحظة النصر . لقد فقدت خطيبتي في هذه الحكاية وبفقدها فهمت أنني أحببتها لأسباب سيئة .
- أنت ممثلي مرارة من هذا الموضوع وهذه المرارة قد صبغت كل علاقاتك مع النساء من وقتها .
- أرجو المعذرة – اعتقد أنني لم افهم ؟
- لقد فهمتني جيدا .
استدار نحو صف من المعاطف من الكشمير واختار ثلاثة ثم امسك بيد " تيفاني " ليقودها الى كبائن القياس .
- ليس من حقك الدخول هنا ؟
- لا يوجد احد – لقد فحصت المكان .
- ولكن لو ان شخصا ...
- اسمعيني يا " تيفاني " ان تلك الخطيبة جرحتني عندما هجرتني فليكن ؟ ولكن بعد ثلاثة أشهر وقفت مرة ثانية على قدمي وفهمت أنني لم افقد شيئا . لقد كانت جميلة وفاتنة للغاية عندما ترغب في ذلك ولكنها لم تكن لي – لقد حرمتني سقطتي من الميدالية الذهبية ولكنها أيضا حمتني من ارتكاب غلطة شنيعة ومنذ ذلك اليوم لم أقع أبدا في الحب الملتهب وإنما مغامرات هادئة بل اعتقدت أنني مصاب ببرود العواطف وألان اعرف السبب "
امسك " مات " وجه " تيفاني " بين كفيه وظل ينظر في عينيها بحنان جارف ثم تراجع خطوة :
- ان السبب واضح يا ملاكي – لأنني لم أكن قابلتك .
امتلأت عينا " تيفاني " بالدموع .
- أوه يا "مات " :
ابتسم :
- أنني اعشق الطريقة التي تقولينها بها كرريها ؟
- أوه يا " مات "
- حسنا جربي هذه الأشياء ألان ولن نرحل من هنا قبل ان تحصلي على معطف ثقيل ومناسب .
ضحكت " تيفاني " أم المشاعر الكبرى تعطي " مات " نوعا من السلطة التي تعشقها .
***
اعتبرت " تيفاني " ان مشترياتها من ملابس الشتاء هذا الموسم هي التبذير بعينه ولكن جاء الأسبوع الاول من مارس دون ان يحمل أي بشائر للتحسن في الجو – كان المعطف الخفيف الكشمير الأخضر الذي قدمه لها " مات " ذا قيمة عاليه لمواجهة نهاية البرد هو وبعض الجيبات القصيرة الأنيقة من الصوف وتحتها البنطلونات الضيقة التي تغطي ساقيها
في هذا الصباح من يوم الجمعة عند وصول " تيفاني " الى مكتبها لم تشاهد في الحال رسالة الفاكس التي وصلت من هونولولو لابد أنهم أرسلوها لها في نهاية اليوم هناك وقبل شروق الشمس في وينبج لقد ثم اختيار القرار الشهير . نظرت الى مربع الورق في لهفة . كانت شروط التفاوض التي أتمتها مع أل " كاتفيلد " مقبولة عند " طعام الفردوس " وان محامي الشركة في طريقه خلال الأيام القادمة لتحرير العقود كانت " تيفاني " سعيدة .
ثم قرأت الفقرة الأخيرة من الرسالة وانتابها أحساس بأنها تلقت لكمة في معدتها فأعادت قراءتها ثم همست .
- انه ظلم ؟ انه ظلم لا يطاق ؟
استلزم منها الأمر بعض الوقت حتى تستوعب الصدمة ولترفع سماعة التلفون ولكن في اللحظة التي همت بإدارة الرقم الخاص بــ " مات " تراجعت لقد نظما عطلة نهاية أسبوع رائعة فلماذا تفسدها ؟
كان " بيت " و " جاكي " قد صحبا الأطفال الى الجنوب وسيعودون يوم الأحد مساء . وطلبا من " مات " العناية بالمزرعة واخذ البريد وقد أوحى له ذلك بفكرة .
قال لــ " تيفاني "
- ما رأيك في ان تعتني بالمزرعة بان تقضي فيها معي يومين ؟ أننا بذلك نؤدي لهم خدمة وسيعودون الى منزل دافئ وسنقضي نحن عطلة حقيقية في التزحلق على الجليد بدون جمهور او زحام ولا ضجة المتزحلقين فوق الجليد .
قبلت اقتراحه بحماس وقضت ما بعد الظهر الجمعة في كسب ساعات ثمينة من العمل .
اخدت تتطلع الى الرسالة التي في يدها قبل ان تتخذ قرارها الحقيقي .
- يمكن لهذا الخبر ان ينتظر حتى مساء الأحد . لن تستطيع أي شيء ان يفسد عطلتها
مع " مات " لأنها ربما كانت الأخيرة .
***

الامل المفقود 13-09-13 08:00 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
في الحادية عشرة والنصف كانت " تيفاني " تتقلب قلقة ونافدة الصبر في بيتها الجديد وهي تنتظر ان يمر " مات " ليصبحها لقد وتبا بحيث يتناولان الغداء في المزرعة ما ان شاهدت الجيب شيروكي حتى قفزت داخل معطفها وحدائها البوت وعندما طرق " مات " الباب كانت قد أتمت ارتداء ملابسها .
- أسف للتأخير فقد كان لدي بعض ما اشتريه.
كان أشعت ونظر إليها نظرة أعجاب .
- انك فاتنة وأيضا مستعدة من قبل كما هو واضح هل لديك كل شيء ؟
- قالت " تيفاني " وهي تحمل الحقيبة التي أعدتها .
- بالتأكيد عندما أوصلها الى منزلها كما يفعل كل صباح لتبديل ملابسها كان على وجه " مات " تعبير ساخر عندما كان يصحبها في هذا المشوار الذي أصبح من الطقوس اليومية ولكنها كانت رابطة الجأش وعزا ذلك الى تمسكها باستقلالها .
- وأنت ؟ هل أحضرت كل شيء ؟
كانت قد تركت في منزله معدات التزحلق ضرب " مات " جبهته وقال :
- اعرف أنني نسيت شيئا ما .
صدقته بضع ثوان قبل ان تلحظ بريق المكر في أعماق عينيه السوداوين قالت وهي تهز كتفيها .
- حسنا – لست مضطرة لطرح السؤال – أنا آسفة لأنني اتاكد من كل شيء – وذلك لأنني لم أتعود على الاعتماد على احد .
- لابد ان تتعودي ولكن لك الحق في التأكد من شيئين أو ثلاثة من وقت لأخر فلست معصوما من الخطأ .
رددت " تيفاني " في نفسها عبارة لابد ان تتعودي يا الهي لو كان هذا حقيقيا – قطبت حاجبيها .
- " تيفاني " هل هناك ما يسوء ؟
- ان ملحوظتك لاقت رد فعل عندي ولكني لن اهتم .
ضحك " مات " مرت الرحلة الى المزرعة بطريقة طيبة وقد أحست بالحيوية من الروايات التي أخد " بيت " يقصها على شقيقه في هاتف السيارة حول اللحظات الرائعة التي يقضونها في الجنوب .
ما ان وصلا حتى وضع " مات " الحقائب في المدخل واستدار نحو " تيفاني "
- هل أنت جائعة أم لديك استعداد لجولة من التزحلق لفتح شهيتك قالت " تيفاني " بلا اكتراث
- هيا لنقفز فوق زلاجاتنا .
رفع " مات " عينيه الى السماء ثم ننطلق ضاحكا . وبعد لحظات كانا ينزلقان من فوق السطح اللامع للحقول المجاورة رفعت " تيفاني " انفها نحو السماء الزرقاء وقالت :
- يا له من نهار رائع لا استطيع ان اصدق ان الجو حار لهذه الدرجة ؟
- نظر إليها " مات " متجهما :
- ان درجة الحرارة صفر تقريبا يا عزيزتي – انه جو استوائي أليس كذلك ؟
ولما كانت أغطية الوجه غير صالحة هذا اليوم من شدة البرد فقد طلي " مات " وجهها بطبقة سميكة من الكريم أغلقت عينيها وهو يقوم بعمله حاولت ان تحبس دموعها – أنها ستفتقده كثيرا ابتسامته ومرحه واهتماماته بها كل هذا أصبح ضروريا لها .
اقتربا من مجموعة من الأشجار بدت مألوفة لــ " تيفاني " أدركت فجأة ان " مات " يقودها الى الكوخ خلعا الزلاجات وتسلقا حتى الباب .
ما ان عبرت " تيفاني " عتبة الباب حتى انفجرت في النشيج وجدت داخل الكوخ كل معدات الراحة مع الدفء مع وجبة كاملة وزجاجة من عصير التفاح خلع " مات " قفازيه وقال :
- لقد أردت ان أسعدك .
قالت " تيفاني " وهي تتمنى ان تمنعه من الرحيل :
- لقد نجحت في ذلك يا " مات " أنت تسعدني في كل وقت وكل شيء يصبح احتفالا معك واحبك كثيرا .
سكتت فجأة وقد ارتعدت مما قالته . ما الذي سيحدث ألان ؟ هل سيجيب عليها " مات "في أدب بنفس الطريقة أم سيقدرها كثيرا ولكن الحب ليس ضمن برنامجه ؟
امسك بذقنها ورفعه لأعلى :
- لقد انتظرت ان تقولي ذلك – أنا احبك أيضا .
نظرت إليه " تيفاني " في ذهول . توقف قلبها عن النبض انه يحبها هل حقا يعتقد فيما قاله ؟
ولكنها تعرف " مات " جيدا – انه لا يتكلم إلا بجدية – لابد ان تعترف له أنها استدعيت الى " هاواي " وإنها سترحل خلال بضعة أيام ولكن الشجاعة لم تواتها في هذه اللحظة بالذات لو أخبرته بذلك بدا الأمر وكأنه إنذار هل يحبها لدرجة ان يطلب منها البقاء لو كانت الإجابة بلا فمن الأفضل تجاهل السؤال وإذا كانت الإجابة بنعم فهل هي مستعدة بأي ثمن ان تترك كل شيء من اجله ؟
لقد كان هدا السؤال أيضا من الصعب مواجهته .
- يا ملاكي هل لازلت مصرة على انه ليس هناك ما يسوء
- أنني سعيدة لدرجة لا استطيع معها ان أقول أي شيء هل تعتقد ان هناك ما يجبرنا على الحديث ؟
اخترقت عينا " مات " أعماق عينيها في رقة وهمس .
- اعتقد ان لدي فكرة أو فكرتين حوا ذلك
***
قال " تيفاني " بعد لحظات طويلة من الصمت وهي تتمطى في استرخاء فوق جوال النوم الخاص بالمعسكرات الخلوية والدي وجدته على أرضية الكوخ .
- أنني اعشق أفكارك .
كانت تحس بالحرارة في ملجئهما فوق العالم – لقد صنعا لنفسيهما عالما خاصا بهما وقد نمت العاطفة بينهما مع مرور الزمن : سألها :
- هل تشعرين بالجوع أيتها المخلوقة الفاتنة ؟
قالت له وهي تلقي نظرة نهمة على سلة المأكولات .
- ماذا ستقدم لي ؟
جلسا بجوار المدفأة واخرج " مات " طاجنا من اللحم بالفرن وجبنا وعيشا ودجاجة مجمدة كان قد وضعها من الصباح في الفرن التهما وجبتهما . قالت :
- أكل خرافي أتعرف ماذا أفضل في نزهات الشتاء :
قال " مات " وهو يصب عصير التفاح في القدح الذي مدته نحوه .
- لا – ولكني اعرف ما أفضله دون شك ولكن خبريني أولا ماذا يعجبك .
- العثور على مكان دافئ .
انطلق في الضحك ثم قال :
- أما أنا فأفضل ما يعجبني هو وجود المرأة التي تدفئ هذا الجو القارس .
- مع خبير يستطيع ان يحتفظ بالحرارة لأطول مدة .
أكمل حديثه .
- المرأة التي تشق طريقها فوق الجليد وتتسلق الى الكوخ حتى تتناول طعام الغداء .
- ليس الغداء هو ما جئت سعيا وراءه وإنما لإتمام شيء تركناه ناقصا ...
وضع " مات " يده داخل السلة واخرج علبه صغيرة .
- كفي عن مقاطعتي وألا فلن تحصلي على الشوكولاتة .
قالت " تيفاني "
- حسنا ... موافقة ولكن أعطني الشوكولاتة أولا .
منحها قطعة الشوكولاتة التي اخدت تأكلها في تلذذ .
- أريد ان أخبرك بأنني لن اقبل أي تواضع مزيف من ناحيتك . أنت سيدة حقيقية من أقصى الشمال وستظلين كذلك ومن غير المجدي ان تنكري ذلك .
ابتسمت " تيفاني " في فخر وكررت .
- امرأة من أقصى الشمال "
- لقد فزت بالرهان وأنا مدين لك بعطلة أسبوع في جزر الكاريبي .
- لقد نسيت ؟
- تخيلينا يا ملاكي ونحن نرقص تحت ضوء القمر في المناطق الاستوائية ونستحم في ماء ازرق تركوازي .
- انه أمر مغر ولكني عرفت من مخلوق رائع ان الشيء الوحيد المهم حقا هو هنا وألان علينا ان نعيش ونحتفل بالحاضر يا " مات "
***
عندما أوشك ما بعد الظهر ان ينتهي كان على " مات " و " تيفاني " ان يتركا ملجأهما رغما عنهما كانت " تيفاني "تعلم أنها لن ترى أجمل من القمر الذي يضيء لهما الطريق . كان القمر بدرا وضاء على خلفية داكنة كالأبنوس ويسيطر في فخامة ملكية على الليل .
لم تهب أي ريح تزعج تزحلقهما على الجليد وعندما توقفا لالتقاط الأنفاس أحست " تيفاني " بأنها تسمع صوت تساقط حبات الجليد الكريستالية وسط الليل وكان الجو لطيفا .
عندما وصلا الى البيت وخلعا زلاجاتهما أخد " مات " نفسا عميقا قبل ان يفتح باب الدخول . قال :
- لقد جاء الربيع .
ابتسمت في حنان :
- هل تحس به ؟
- أنني أتوقعه.
- بسبب ارتفاع الحرارة .
- لا . ان الأمر لا علاقة له بجهاز قياس درجة الحرارة . انه أمر أخر بعض الرقة المعينة في الجو . وتيار تحت الجليد ومصدر للحرارة الجوفية تتبعت عندما تطأ الإقدام سطح البركة المتجمدة وتعتقدين انك ستمسكين بتلك الحرارة ولكنها سرعان ما تهرب ثم تظهر بعد ذلك قريبا .
سألته " تيفاني " في تهكم :
- بعد كم من الوقت تعتقد ان الربيع سيصل؟

الامل المفقود 13-09-13 08:03 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
هز " مات " كتفيه بلا اكتراث :
- من الصعب التنبؤ وهو ما يجعل الربيع مثيرا في هذه المنطقة أو ربما بسبب التوتر وكل ذلك يرجع الى وجهة نظرك .
- دعني أخمن ... بالنسبة لك يعتبر مثيرا .
خفض رأسه نحوها :
- بالنسبة لي سيكون اسعد ربيع في حياتي .
أحست " تيفاني " ان معدتها تتقلص في الحال – لابد ان تخبره . ماذا كانت ستحس لو انه أخفى عنها شيئا بهذه الأهمية ؟ ولكن ان تخبره أنها لن تكون معه لتشاركه وصول الربيع لن يفيد في شيء سوى ان يلقي الظلال القاتمة على بهجة اللحظة الراهنة لتنتظر يوم الاثنين فسرعان ما يصل صباح الاثنين جلست " تيفاني " أمام "مات " أمام مائدة الإفطار . كانت تحتسي القهوة وهي تتساءل . كيف ستعترف له بما تعرفه منذ يوم الجمعة ؟ حاولت ان تقنع نفسها انه سيتلقى الخبر بلا اهتمام . ولكنها مرتبطة به بشدة وربما القطيعة الحادة والمباشرة قد تكون لازمة قبل ان تصبح علاقتهما أكثر ارتباطا .
ولكنها لا تصدق كلمة مما يدور في دهنها من تبرير . ان حب " مات " حقيقة مثل حبها إياه ولكنه ولد لتوه وهو من الضعف بحيث لا يتحمل أية محنة
- ماذا هناك يا " تيفاني "
انتزعها سؤاله فجأة من أفكارها ونظرت إليه نظرة مأساوية . أنها لن تستطيع تأخير الخبر .
قال لها وهو يميل نحوها ويضع ذراعيه على المائدة :
- هناك ما يشغل بالك – لنتحدث عنه – هل هذا ممكن ؟ لقد انتظرت من يوم الجمعة ان تقولي لي ما الذي يشغلك ولكن يبدو انك أردت ان تقضي عطلة نهاية الأسبوع دون حديث عن تلك وقد انتهت عطلة نهاية الأسبوع .
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم اخدت نفسا عميقا :
- لقد وافقت مؤسستي على كل ما طلبته منها ولكنهم قرروا ان يقوم شخص أخر على الأشراف على فترة الانتقال . وعلي ان أعود الى " هونولولو "قبل منتصف الأسبوع ... هذا الأسبوع .
ظل " مات " صامتا مذهولا فترة :
- لماذا ؟
قالت وهي تحس بقواها تخونها :
- لست ادري .
أنها تكره الطريقة التي يتأملها بها ألان لقد توقعت صدمة وغضبا من الصعب السيطرة عليه
- ان الرسالة لم تحدد شيئا أكثر من ذلك واعتقد ان رؤسائي سعدوا من عملي وقد طلبت منهم ان يوكلوه إلي حتى النهاية ولكن الرسالة لا تحتمل إي غموض .
سألها " مات " بصوت رقيق لدرجة الخطورة :
- أنت تعرفين ذلك منذ يوم الجمعة ؟
هزت " تيفاني " رأسها علامة الإيجاب وحولت نظرها بعيدا عنه . ظل صامتا لحظات طويلة ثم قال بصوت ثابت :
- حسنا انك لم ترغبي في إفساد عطلة نهاية الأسبوع والحقيقة إننا قضيا وقتا رائعا .ربما كان الحق معك ولكن لو لم أسالك ... متى إذن كنت ستعلنين الخبر ؟
اخدت على حين غرة فنظرت إليه بإمعان :
- السبب الوحيد هو إنني لم أجد الطريقة التي أقوله بها .
- وظننت إنني لن افهم . انك تلومينني لأنني لم أخبرك بما حدث لي ولم تخبريني بأي شيء عن قرار بهذه الأهمية . والخطورة ؟
ضرب " مات " بقبضته المائدة بمنتهى العنف .
- أنت تقولين – انك تحبينني يا " تيفاني " ثم تطعنيني في ظهري وستقولين لي . انك سعيدة بمعرفتي وانه من الخسارة ان نفترق وسترسلين لي بطاقة بريدية من حين لأخر.
طفرت الدموع في مآقي " تيفاني "
- لست أنا التي أردت ان يكون الأمر هكذا يا " مات " لم ارغب في الرحيل ولكن ليس إمامي خيار أخر .
أخد " مات " يذرع المكان ذهابا وإيابا وقد دس يديه في جيبي بنطلونه ثم قال :
- يوجد دائما حل .
- لا – ليس في هذه الحالة .
أمسكت " تيفاني " بمنديل لتمسح عينيها .
- إننا لا نستطيع ان نقول لهولاء الرؤساء ألا نذهب هنا أو هناك حسب مزاجنا .
استدار نحوها وقد رفع احد حاجبيه عاليا :
- ولم لا ؟
نهضت " تيفاني " بدورها وبدأت تخلي مائدة الإفطار .
- كن عاقلا يا " مات " أنت تعرف قواعد اللعبة . لو رفضت فعلي ان أقدم استقالتي "
- هذا الأمر خارج المناقشة .
- أذن ماذا افعل ؟
- يمكنك ان تظلي معي .
وضع كفيه على كتفيها وتأملها في صمت ثم أضاف :
- هل توافقين على الزواج بي ؟
لم تصدق " تيفاني " أذنيها وحتى " مات " نفسه لم يصدق .
- لا اعتقد انك فكرت مليا في هذا العرض ولذلك لن اعتبره جادا ...في الوقت نفسه كان قلبها يصرخ لتقول نعم . قال في إلحاح وهو يجذبها نحوه .
- يمكنك ان تاخديه ماخد الجد وأريد ان تعتبريني صادقا . نعم عندك حق في إنني لم أفكر فيه من قبل ... صمت ثم أكمل :
- ولكن هذا الطلب مدفوع بعامل الغريزة وعدم الصبر ومع ذلك فانا صادق فيه تماما تزوجيني يا " تيفاني " إننا متحابان فماذا يمكن ان يكون أهم من ذلك ؟
- ليس هناك ما هو أهم "
اكتفت هي بهذه الإجابة و اخدت تتأمله ثم قالت :
- ولكن كل شيء ثم بسرعة فائقة – ان اترك مهنتي وأصدقائي والبيت الوحيد الذي عرفته من اجل هذا الحب الذي ولد لتوه ليدوم للأبد ؟ لا اعتقد ان ذلك في استطاعتي – ان الضغط شديد يا " مات " لقد كان لدينا أحساس إننا لابد ان نتقدم مهما كان الثمن وهي الطريقة الوحيدة لتدميرنا ربما أمامنا القليل من الوقت ..
ألقت رأسها للخلف وحاولت ان تبتسم :
- ألا تستطيع ان تحصل على إجازة وتأتي معي الى " هاواي "
فكر " مات " لحظة ثم قال :
- اعتقد ان هذا باستطاعتي ولكن في حالتنا هذه . لا اعتقد ان ذلك سيغير من الأمر شيئا . لست أنا الذي اشك يا " تيفاني " ولا اعتب عليك ولكني لا استطيع ان اطرد شكوكك الخاصة بان اتبعك الى بيتك وبلدك كالكلب الذليل .
- كنت أخشى ان تجيب علي هكذا – ولكن " مات " الذي أحبه لم يكن ليتصرف غير هذا .
- أسف يا ملاكي "
هزت رأسها :
- لا داعي للأسف . ربما بعد كل شيء لم يخلق كل منا للأخر .ربما عرضنا القدر لهذه التجربة حتى لا نرتكب خطا .
أجابها بصوت جاف بعض الشيء :
- هل تؤمنين حقا بما تقولين ؟
أطلقت " تيفاني " زفرة طويلة وابتعدت عنه واستدارت وذهبت الى النافدة التي تطل على الحديقة المغطاة بالجليد . أنها تحس بالبهجة الحقيقية في هذا المكان ولكن الحاضر ألان يبدو لها شديد البرودة قالت بصوت شبه مسموع :
- لا – ولكن ربما كان من الأفضل ان اصدق نفسي ولا اعرف ماذا افعل غير ذلك ....






نهاية الفصل الثالث عشر وهو قبل الفصل الأخير

الامل المفقود 13-09-13 08:06 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
وألان نبدأ على بركة الله مع

الفصل الرابع عشر والأخير :-


ساد " مات " إحساس بان ما يحدث له ألان سبق ان حدث له من قبل ولم يسعد لذلك . مرة ثانية يتجه الى المطار ليستقبل راكبا أتيا من " هاواي " تماما مثل المرة السابقة فقد حدث لــ " بيت " ما يمنعه في أخر لحظة وطلب منه ان يذهب لإحضار ممثل شركة " طعام الفردوس "
غير ان الشخص هذه المرة لا يدعى " تيفاني جرير " ووجد ط مات " صعوبة في ان يكون ودودا معه . لم يخطر بباله ان كان الشخص الذي سيستقبله رجلا أم امرأة .لقد أغلق " بيت " الخط دون ان يضيف أي تفاصيل أخرى . على إيه حال استعد " مات " على النداء على ذلك المخلوق في الميكروفون ومع ذلك تملكه أحساس بأنه لن يجد صعوبة في التعرف على المبعوث الثاني من " هاواي " مثلما حدث مع الاول .لابد ان هذا الأخير سيرتدي قميصا مشجرا من قمصان الجزيرة المشهورة ألقى " مات " نظرة على لوحة الوصول وعرف ان الطائرة قد هبطت بالفعل ولم يبق أمامه سوى بضع لحظات انتظار . اخذ يذرع المكان وهو يحاول طرد الذكريات " تيفاني " بمعطفها الأصفر وشعرها الأسود الجميل يتطاير وسط الريح . وعيناها بلون اللوز الأخضر تتأملانه بكل وقاحة ...
بينما " مات " يسترجع حياتها التي غرق فيها . لقد رأى مجرى الأيام معها واحسب انه يغرق فعلا . رأى " تيفاني " وهي مشرقة بابتسامتها المضيئة وهي تجد صعوبة في السير فوق النهر المتجمد والمصممة على ان تثبت له أنها تستطيع التزحلق بمهارة مرشد الجبال ... رأسها منحن وعيناها مغمضتان وهو يقيلها من العديد من عثراتها فوق الجليد وضحكاتهما المجنونة وهما يحتسيان شراب التفاح أنها " تيفاني " العاشقة لا تستطيع ان تصرح له بذلك بطريقة بسيطة ولكنها تحبه ..
لم يكف " مات " عن السير ذهابا وإيابا ... ان الحقيقة صفعته على وجهه ... ما الذي يفعله هنا يدور حول نفسه في المطار ؟ بينما حياته يمكن ان تتقرر هناك في " هاواي " بدلا من ان ينتظر " تيفاني " من الأفضل ان يقفز في أول طائرة حتى يلحق بها ... لابد ان يصحبها ويظل بجوارها حتى يمحو أخر شكوكه . لقد قالتها له " جاكي " بأقصى قدر من الرقة أما " بيت " فكان مباشرا :
- أنت أحمق يا أخي الصغير "
ان "بيت " عادة لا يفصح بسهولة عن عواطفه ولكنه هذه المرة قالها بوضوح :
- ما الذي تفعله هنا . من الواجب ان تكون في هونولولو من تظنها . انها تعرفك من شهرين ولم تخبرها شيئا عن نفسك معظم الوقت وتجعلها تصدق انك كنت دون جوان ساحر النساء وفوق ذلك تعلن لها انك تحبها وتريد ان تتزوجها وتنتظر منها
ان ترتمي عليك من اجل سود عينيك ؟ كيف أمكنك ان تصحبها الى المطار وتضعها في الطائرة ؟
ان هذا لا يروق لي ... أنت الذي تندفع لتحصل على أي شيء تريده ...
اجتاحته موجه من الحزن . لقد فهم " مات " أخيرا ما فعله . في الوقت الذي كان عليه ان يتريث ويضع الأسس المتينة واقتناص اللحظة المناسبة لجني اكبر جائزة في حياته فضل ان يلعب بمكر ... هذه المرة لم يفقد الجائزة الأولى وإنما فقد ما هو أكثر من ذلك بكثير ... لقد فقد " تيفاني " كيف أمكن ان يكون بمثل هذا الغباء ؟ كيف أمكنه ان يصدق ان يضع كلمات حب وإعلانا عاطفيا يكفيان لإقامة علاقة ؟
وصل الركاب القادمون من نواحي هونولولو وقرر الرحيل في نفس اليوم . انه سيوصل رجله الى مصنع التعبئة الخاص بــ " بيت " ثم يذهب الى درجة ان يصيح ودودا معه تقديرا لذكرى مجهودات " تيفاني " في ذلك الشيء .
ثم يعود الى بيته ويعد حقائب السفر ويرحل على أول طائرة . أخد يفحص الركاب الذين يمرون عليه . فجأة شيء ما جعل الدماء تندفع في عروقه رأى بقعة صفراء بلون القمح بالضبط
تتماوج في رقة فوق ساقين لا نهاية لهما وتظهر وسط كتلة المسافرين .
لم يصدق " مات " عينيه ها هو يخلط بين أحلامه والواقع . ولكن هذا الحلم يبدو حيا تماما . تقدمت " تيفاني " نحوه مبتسمة ولامعة العينين .وعندما رأته أشرق وجهها وسارعت خطواتها همس :
- " تيفاني "
اندفع نحوها وهو يجري كالمجنون وهو يتجنب بصعوبة الاصطدام بالمسافرين الذين يسيرون في اتجاهه . صاح وهو يرفعها بين ذراعيه :
- " تيفاني " يا حبي – يا ملاكي ...
- عجز عن الكلام وقد غرق في السعادة والبهجة وهو يتحسسها ليتأكد أنها موجودة بلحمها وشحمها . بدا المطار يدور حولها فلم تهتم " تيفاني " بذلك . أنها بين ذراعي " مات " ويمكن لهذا الكوكب ان ينتقل الى مكان أخر دون ان تهتم لأنها مطمئنة مع " مات " نعم أنها متأكدة ان " مات " لن يتركها أبدا
- لقد عدت " لقد عدت يا ملاكي "
- لم أكن لاستطيع ان افعل غير ذلك .
أضافت ودموع الفرح والسعادة في عينيها :

الامل المفقود 13-09-13 08:10 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
- لقد كنت ارتعش من البرد في " هاواي " الاستوائية ولا يوجد سوى مكان واحد استطيع فيه ان أتدفأ وهو القرب منك يا " مات " نظر إليها بدوره وهو متأثر لدرجة الدموع :
- لقد كنت انوي ان أكون في هونولولو بجوارك . لقد فهمت إنني أريد ان أكون بجانبك يا حبي وألان هل تحبين ان تظلي هنا أم تعودي لــ " هونولولو "
- أحب ان ابقي – لابد ان أبقى – لدي عمل لا بد ان أنجزه
- هل أنت الشخص المفروض ان استقبله ؟
- وافقت بهز رأسها ثم قالت :
- لقد قررت ان اترك كل شيء وان أتي أليك ولكنك قلت : انه يوجد حل لكل شيء .لقد استجمعت شجاعتي لأطلب مقابلة الرئيس الأكبر وأخبرته أنني التي بدأت مشروع وينبج " وأريد ان أتمه . ثم أتدري ماذا ؟ لقد ظن انه يؤدي لي خدمة بان يرسلني الى مكان معتدل المناخ ؟
- لابد ان رؤساءك سقطوا على رؤوسهم غير مصدقين ان تتركي جنة استوائية لتاتي لتتجمدي هنا .
ابتسمت " تيفاني " وتأملت " مات " طويلا :
- عندك حق
- ما الذي سيحدث في نهاية مهمتك ؟
- ربما لن تنتهي أبدا ... ربما ستقيم فرها دائما في وينبج لإدارة أعمالنا فوق القارة . ولكن إذا لم ينجح مشروعي فلن يهمني شيء أنني عاشقة مخلوق خرافي وهذا هو الأهم .
صمتت لحظات ثم استأنفت :
- مهما حدث لمشروعي ... لايزال عرضك قائما ؟
- بلى ... انه قائم دائما يا ط تيفاني " هل تقبلين ان تصبحي زوجتي ؟
- أوه يا " مات " طبعا اقبل – نعم وألف نعم .
- يا الهي كم احبك .
بعد لحظات لاحظت " تيفاني " التعبير الذي ظهر على وجهه . انه تعبير يدل على قرار حاسم سيتخذه .
- سنتزوج في يونيو في المزرعة – ثم نرحل لرحلة شهر العسل الى الكاريبي مفهوم .
قاطعته " تيفاني " وهي تضع أصبعها على فمه فرفع احد حاجبيه دهشة . قالت له
- ألا ترى انك بدأت تعود الى توجيهاتك المتسلطة ؟

انفجر ضاحكا :
- حسنا .. أنت التي تأمرين .. ماذا تريدين ؟
تظاهرت بالتفكير عدة ثواني ثم قالت :
- الزواج في يونيو في المزرعة يناسبني ثم انك مدين لي برحلة الى الكاريبي .
- من ألان فصاعدا يا حبيبتي سأخضع لكل رغباتك .
- وأنا اعد كالا اطلب منك شيئا .
- كوني على طبيعتك يا " تيفاني جرير" هذا كل ما اطلبه .



تمت بحمد الله وشكره

الامل المفقود 13-09-13 08:14 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
و الان بعد الانتهاء من هذه الرواية اتمنى ان تنال رضا الجميع وانتظروني في رواية جديدة باذن الله ونشكر كل من دعمني ولو بالقراءة فقط مع شكري لكل من كتب بحقي كلمة طيبة تحياتي مع حبي

Rehana 13-09-13 10:03 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
ماشاء الله عليك يا امل

الف مبروك انتهاء الرواية .. واكيد بانتظارك برواية جديدة من اختيارك

http://images.doctissimo.fr/1/cartes...merci-tns0.jpg

الامل المفقود 13-09-13 10:51 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
تسلميلي رياحنتنا الفواحة الغالية على قلوبنا والله لولا تشجيعك ودعمك ما كنا وصلنا الى هذا المستوى الراقي وان ربي يوفق الجميع تخياتي مع حبي

زهرة منسية 14-09-13 06:39 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
مبروك أمولة انتهاء الرواية
برافو عليكى قمة فى النشاط
يسلم أيديكى على المجهود و اﻷختيار
بانتظار جديدك

عبير عمار 14-09-13 08:55 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
:55:حبيبتي مشكوره كثير على الروايه الجميله في انتظارك في تحفه جديده:peace::55::55:وشكر كبير على السرعه والمجهود الي بذلتيه :dancingmonkeyff8:

الاميرة الاسيرة 14-09-13 01:03 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورة يا امل على الرواية الروعة دى بالتوفيق يا قمر

الامل المفقود 14-09-13 06:18 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
شكرا لكم جميعا على تعاونكم معنا والتشجيع والدعم المستمر يا أحلى عضوات بالمنتدانا الغالي وان شاء الله راح ابحت عن رواية مميزة حتى تكون هدية مني لكم جميعا وبدون ذكر اسماء حتى لا انسى احد اقدم لكم احلى التحايا النابعة من القلب والتي اتمنى ان تدخل الى قلوبكم مباشرة دون استأدان تحياتي مع حبي اختكم على الدوام

عطر@المحبة 15-09-13 01:47 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
تسلم اليدين الي كتبتها .. الباااااااااين حلوه و رومانسيه ع الاخر :55:

ندى ندى 19-09-13 12:45 AM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
قمة الروعه والتميز

يسلمو حبيبتي على المجهود

الرائع ووفقك الله

الامل المفقود 22-09-13 10:02 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
شكرا لكم احبتي على الردود والحماس وهذا ما يدفعني للمشاركة معكم حتى احمل بعض الحمل عنكم واتمنى ان اكون عند حسن ظن الجميع بي وشكر خاص لكل من قدم الشكر او رد او شارك حتى بالقراءة فقط تحياتي لكم جميعا دون استتناء
تحياتي مع حبي

ليتني اعود طفلة 25-10-13 10:57 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
ابدااااااااااااااااااااااااع
عندي دوام بكره وما قدرت اطلع من المنتدى قبل ما اخلصها
تسلم ايديكي :55:

حلم المستحيل 17-11-13 08:18 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك
 
شكرررررررررررررررررررررررا كتتتتتتتتتتتتتتتتتتييييييييييير

نجلاء عبد الوهاب 16-01-14 02:24 PM

رد: 456 -الرهان المجنون - من روايات عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
الروايه تحفه رائعه

antheia 20-02-16 05:11 PM

رد: 456 - الرهان المجنون - دار ميوزيك ( كاملة )
 
شكرااااااااااا جزيلاااا :peace:

هتونا 27-01-22 01:27 AM

رد: 456 - الرهان المجنون - دار ميوزيك ( كاملة )
 
جدا رهيبة احلا تحية ودمتم

نجلاء عبد الوهاب 17-09-22 12:09 AM

رد: 456 - الرهان المجنون - دار ميوزيك ( كاملة )
 
:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63: :f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63:

سماري كول 19-09-22 10:05 PM

رد: 456 - الرهان المجنون - دار ميوزيك ( كاملة )
 
يسلموا على الرواية الحلوة


الساعة الآن 02:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية