منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   [قصة مكتملة] رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي (https://www.liilas.com/vb3/t188803.html)

آثَارْ ! 18-08-13 10:27 PM

رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترانيم الصبا (المشاركة 3360806)
يعطيك العافيه آثار مابقول البارت قصير يمكن خطه مدروسه منك لتشويق والاثاره هههههه بس بقولها البارت قصييييييير

عذوب الي تضح انها راح تعاني كثير ويمكن هذا الشي هو الي صدم فيصل وخلها حنون بزياده معها أتوقع لو كملت دراستها او حملت بتنشغل وتنسى شوي من مصابها


فراس ماعنده دق الحديد وهو حامي ومستعجل بس الله يعينه ان ما هبلت فيه سوير
خصوصا بعد ما تفركشت خطبة نواف
ورب ضارة نافعه يمكن نواف أخلاقه موزينه او اعجب بشكلك بس أخته دخلت عرض ودخلتك برأسه

أتوقع بعد انها سوير الي قابلت فراس واشهقت من الخرعه



بتوفيق آثار لك كل الود

الله يعآفيك ي قلبي
إيه إيه أكييـد عشآن التشويق ^^ ي فديت الفآهمين والعآقلين =)

تسلمي حبيبتي ع هالتوقعآت الحلوة ..
أسعدني وجودِك ..
نورتي ي ألبي

آثَارْ ! 19-08-13 04:30 AM

رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي
 

السسلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
شلونكم ؟

؛

صبآح الخيـر عزيزآتي $$
و هالجزء الجديد بينزل لكم اليوم ،وطبعاً أكيد ومية ف المية ..بتستغربون من هدوء الأحدآث و قصر البآرت
بس إعرفوآ أن ذا الجُزء والجُزء اللي قبله ..مآ هو إلآ هدوء مآ قبل العآصفة ..
لإن إحنآ اللحين إنتهينآ من البدآية ولله الحمد ..
واللحين نبدأ في العد التنآزلي للروآية ..مو معنآة هالكلآم أن الجُزء الأخير قريب ..لأ !
بس الروآية اللحين وصلت لمرحلة الذروة
بعد ما فهمنآ الشخصيآت ..وعرفنآ كل وآحد ومشكلته ..اللحين نبدأ نتعمق أكثر وأكثر في حيآتهم !


إقروآ البآرت بروآقة ،
الروآية مفتوحة + كوب كآبتشينو أو شآي ^^



قرآءة مُمتعة








أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ..









الجُزء [13]




في فرنسآ ..

بعدمآ وصلآ إلى الكوخ ،غآدة تملأ روحهآ فرحة غآمرة ..وقد تبددت جميع شكوكهآ
بينمآ أيوب ،يشعر بالفرح لكن ..هُنآك مآ يخرب عليه فرحته !
يُريد معرفة السبب !لمَ كذب عليه ؟أو أنه لم ينتبه ؟!

سيتأكد عندمآ يعود لعُمآن بعد غد ..
غآدة إلتفتت إليه بإبتسآمة وآسعة :الحمدلله يا أيوب ،شفت كيف؟لو كنت ما متأكد ..كنت اللحين بمستشفى المجانين من القهر
أيوب جلس على الكنب وهو يقول :إيه والله ،بس أنا أبي أعرف وش السبب اللي خلا الدكتور يقول لي إني عقيم ؟

غآدة وقد أثار هذا الموضوع إهتمآمهآ ..جلست بجآنبه لتقول :إنت تعرف ذا الدكتور؟
أيوب بهدوء :إيه ومتعود أعمل معه فحوصآتي كل سنة ..
غآدة لوت شفتيهآ ،لتقول :غريبة ! طيب روح كلمه بعدين

أيوب :ترا كِذا ،لما نرجع ..بروح له وأستفسر منه ..
غآدة تذكرت كلآم الدكتور ،لتقهقة ضآحكة :أنا ما ضحكني إلا الدكتور ..لما قال إنتقم منه ،عايش الجو معنا

أيوب إلتفت إليهآ ،ليرى وجههآ الضآحك عكس ذلك الوجه العبوس عندمآ كآن يتجآهلهآ
يشعر بتأنيب الضمير حقاً ،قآل بإبتسآمة مُحبة :الظآهر كثير حآلآت كِذا

غآدة وهي تقف ،لتتجه بإتجآه المطبخ التحضيري :تبي أسوي لك شي؟
أيوب وهو يريح جسده على الكنبة :سوي لي أي شي دآفي ،حآسس أن البرد كسر عظآمي
غآدة وهي تبحث عن إبريق الشآي :إي والله ..صح ..أمس إتصلت أمي فيني ،تقول لما بعد بكرة ترجعوا عمآن على طول بعد يوم بنطلع كِلنآ رحلة إحنآ وكل أعمامنا ..!

أيوب عقد حوآجبه :وين ؟

غآدة :مدري ،بس قآلت رحلة ..أتوقع صلآلة ،لإن سمعت كذا مرة أنهم يبون يروحون لها
أيوب :حلو ،بس بنكون هلكآنين من السفر
غآدة :لآ واللي يسلمك ترا مو على طول نروح ! في اليوم الثآني ..يعني يمدينآ نرتآح



؛


في منزل أبو صآلح ..

دخل صآلح إلى المنزل ، و وجد وآلدته تجلس في الصآلة بمفردهآ ،من دون شوق
عقد حوآجبه بغرآبة ..

إقترب منهآ ،ليقول :السسلآم عليكم
أم صآلح رفعت نظرها إليه :وعليكم السلام والرحمة ! ما بغيت تجي
صآلح بإستغراب :ليه وش هناك ؟
أم صآلح بإمتعاض :مدري والله ،حرمتك لها يومين ما نزلت من الغرفة !وش فيها ؟ولآ إقتربت من جناحكم سمعتها تأن !
صآلح بهدوء :يمة تعرفي أن قريب بتجيها ..
أم صآلح فهمت ما يقول :طيب روح شوف وش فيها !

صآلح إمتدت خطوآته للطآبق الثآني ،إقترب من جنآحه ..فتح البآب ،ليصله صوت أنينهآ
عقد حوآجبه بدهشة ! إقترب من السرير ..ليرآهآ تتلوى من شدة الألم
إقترب منها بهلع ليقول :شوق ؟وش فيك ؟

لم ترد عليه ! هز كتفهآ بهدوء ليقول :شوق !
رفعت رأسها ببطء ،كآن محمر جداً ..و ممتلئ بالدموع !قآل برهبة :شفيـــك؟

شوق بألم حقيقي :بطنـي يوجعني !
صآلح وهو يبتعد عنهآ ،ليقترب من عبآءتهآ المتروكة على "الشماعة" :طيب قومي نروح المستشفى ..حآلتك مو طبيعية

شوق رضخت له ،إقترب منهآ وأعطآهآ عباءتهآ ..لبستهآ بإنهآك ولفت الحجآب على وجههآ بعشوآئية ..
ثم همت وآقفة معه ..


نزل معهآ وهو يقف بجآنبهآ ممسك بيديهآ ..أم صآلح وقفت بخوف وهي ترى شكلهآ الشآحب :بسم الله ؟وش فيها ؟
صآلح :بطنهآ يوجعهآ !
أم صآلح إبتعدت عنهمآ لغرفتهآ وهي تقول :طيب بروح ألبس عباتي بجي معكم ..


؛



في مطعم [....]

إحدى الطآولآت التي تقبع على حآشية المطعم ،شعرت بالملل من تأخرهآ ..لقد قآلت بأنهآ ستذهب إلى الحمآم ..لِتُعدل "شيلتهآ" ولكنهآ تأخرت ..!

إمتدت يديهآ لكوب القهوة التي أمامهآ ،إرتشفت منه ..وهي تغلي من دآخلهآ !
لآ تكآد تصدق أنهآ ستكون له ..لفراس !

إبتسمت إبتسآمة جآنبية بسخرية كبيرة ! سيعلم قريباً جداً من هي سآرة !
أخذهآ عنوة عنهآ ،تزوجهآ وهي لم ترضى به ولن ترضى أبداً
ستلقنه درساً لن ينسآه

"آه بس متى الملكة ؟و متى العرس ؟ والله أبيهم يكونوا قريب ..عشان أعلمك زين من هي سارة يا الأشقر .."

عقدت حوآجبهآ بغرآبة ،من تأخر مجيء عنود ! اليوم دعتهآ على الفطور قبل الذهاب إلى الجآمعة في هذا المطعم !
لترآضيهآ عمآ حدث ،وتفهمهآ مالذي حدث قبل خِطبة نوآف !
وقد رضت عنود بسرعة ،فسآرة صديقتهآ الغآلية ..لآ تحتمل زعلهآ أو فرآقهآ ..

لمحت سآرة عنود تأتي بخطوآت مسرعة لنآحية الطآولة ..
جلست أمامهآ وهي تتنفس بصعوبة ..رأت سآرة ملآمحهآ المصدومة !

قآلت بدهشة :عنود ! وش فيك؟
عنود ونفسهآ يكآد أن ينقطع :تخيلي من شفت ؟والله بغيت أموت !
سآرة بدأت تشعر بالخوف :وش شفتي ياللي مانيب قايلة ؟
عنود وهي تتلفت من حولهآ بخوف :شفت فراس ،ولد عمك

إتسعت محآجرهآ بصدمة ..لحظة سكون مرت عليهآ !لم تستطع أن ترد على عنود !
قآلت بصدمة:فـــــراس؟
عنود :إيه ..طلعت من الحمآم وشفته بوجهي
سآرة وهي تبلع ريقهآ :طيب قومي خلينآ نطلع قبل يشوفنآ ؟
عنود بمعآرضة :لا يالغبية ،بيشوفك إذا طلعتي ..خلينا نقعد ،ولمآ يطلع هو نطلع !وبعدين أنتِ مو مغطية وجهك
سآرة زفرت بقهر :أوووووف ،الله يلعن الساعة اللي قلت لك فيهآ نروح ذا المطعم المنحوس
عنود :يالله مافيها شي،تصير بأرقى العوايل ..المهم إنتِ نزلي راسك لقهوتك ..وأنا أراقب اللي حولي

سآرة أنزلت رأسهآ للقهوة ،مخآفة أن يلمحهآ ..وقد يكون لمحهآ !بسبب خلوة هذا المطعم
فعدد الزبآئن ضئيل جداً ..

عنود إلتفتت إليهآ لتقول :شفته شفته ..
سآرة بسرعة رفعت رأسها :وين ؟
عنود :نزلي راسك يالهبلة ..شفته اللحين طالع هو و وآحد ..
سآرة بهدوء :طيب طلع هو اللحين ؟
عنود :إيه
سآرة همت وآقفة لتقول :عيل يلا نروح ..
عنود وهي تسحب مفتآح سيآرتهآ :يلآ ..

وقفتآ بسرعة ،لتخرجآن خآرج المطعم !
ولكن ترآجعت خطوآتهن إلى الخلف بصدمة عند عتبة المدخل ..

سآرة أنزلت رأسهآ بسرعة ،وكأنهآ تريده أن لآيعرفهآ
ولكن ..بعد فوآت الآوآن ..
فِراس شتت أنظآره بصدمة عليهمآ ..!
عنود أنزلت أنظآرهآ بخجل ،من نظرآته المصدومة ..

إقترب أكثر منهمآ ،ليقول بحزم لعنود :ممكن تخلينا ؟
عنود بفهآوة :ها؟
فراس بحزم :ممكن تخلينا بروحنا؟

رفعت سآرة رأسهآ بدهشة إليه ..تريد أن تتأكد مما قآل ..أيهذي هذا ؟
ما الذي يقوله هذا المتهور البغيض الأشقر؟
عنود إلتفتت لسآرة ،تنتظر أمر منهآ ..هل تذهب للسيآرة ؟أم تبقى هنآ ؟

سآرة أمسكت بيد عنود ،لتقول :لأ مو ممكن !
فِراس وهو يضع عينيه على عينيهآ اللآمعة :لأ ممكن ..
سآرة بقهر :قلت لأ ،وأصلاً ما بيننا حكي ..إنت مو محرم لي عشان تختلي بي
فراس كآن يود أن ينفجر ضآحكاً ،لكنه كتم ضحكته ليقول :والشعب اللي وراك جالس ؟
سآرة علمت أنه يقصد الزبآئن ،قآلت بهدوء :طيب قلت لك ما بيننا حكي !
فراس بحزم :لأ بيننا ،ولآ تخليني أعصب ..ترا وقفتنا هنا مو حلوة ..
سآرة رفعت حآجب بسخرية :تعصب ؟هه عصب يا بعدي وخذ راحتك ..وبعدين ذي الوقفة إنت إخترتهآ ..

عنود إنصهرت حرجاً من وجودهآ بينهم ،نزعت يديهآ بخفة من بين يدي سآرة ،لتقول بخفوت :أنا بنتظرك في السيآرة ..

ثم ذهبت من دون أن تسمع أي رد من سآرة ،كآنت سآرة تود أن توقفهآ ..لولآ أنهآ إبتعدت خآرجة من المطعم بالكآمل ..
فراس بهدوء :تعالي نجلس على طآولة ..
سآرة تعدته لتخرج من دون كلمة ،لولآ أنه أوقفهآ ..ممسكاً بذرآعهآ ..
فراس من بين أسنانه :قلت لك حركاتك مو حلوة ،خلينا حلوين !تراني ما غريب عليك ..
جذبت شفتيهآ بقلة صبر لتقول بخفوت :فراس إبعد وخلني أروح ..لآ تخليني أصرخ اللحين وأجمع الناس !
فراس بهدوء عكس غضبه الذي بدأ يتفآقم ،سحبهآ بهدوء ..إلى إحدى الطآولآت وأجلسهآ على الكرسي ثم أدخلهآ بالطآولة ..

وكل من يرآه يظن أنه زوج بغآية الرومآنسية والإهتمآم بزوجته !
جلس أمامهآ بسرعة،ثم أدخل قدميه بأرجل الكرسي ..ليكبل أي حركة للهروب منهآ !



قآلت بقهر :يلا بسرعة قل وش تبي ؟
فراس من بين أسنانه : بقولك كلمة وحطيها حلقة في أذنك ! طلعة من البيت ما فيه إلا للجامعة والسوق بس ..فآهمة ؟مطآعم وكوفيهات ما فيه

إتسعت محآجرهآ بقهر لتقول :نعم ؟ومن انت أصلاً ؟
فراس رفع حآجب :زوجــــك !
سآرة وهي تحآول أن تبعد الكرسي لتخرج ! لكنهآ لم تستطع
قآلت :ما بعد صرت زوجي !وما بعد صار شي ..لآ صرت زوجي إقعد إفرض قوآنينك
فِراس قآل بإستفزاز :خليك عآقلة وإسمعي الكلآم !ولآ بيصير شي ما يرضيك

إرتعشت سآرة بخوف ..لكنهآ أخفت هذا الخوف بسرعة ..لتقول :ممكن تخليني أروح ؟
فِراس بخفوت :إيه ،ممكن يا قلبي

أبعد قدميه عن أرجل الكُرسي ،لتهم سآرة وآقفة بسرعة ،خرجت من المطعم بالكآمل ودقآت قلبهآ لم تهدأ عن الضجيج المستعر ..
مالذي يفعله هذا الأبيض الغبي ؟

"هذا وأنتِ تبين تكسرين رآسه !وما بعد صار شي وهو قدر يهزمك .."

"لآ لآ ..ما يقدر ..مستحيل ،أقدر أهزم روحه ..وأذوقه مرارة الهزيمة ،مثل ما ذوقني إياها"




؛


في روسيآ ،و في موسكو تحديداً ..

إنتهت من صلآة المغرب للتو ،بعدما دعت الله بتضرع أن يشفي وآلدهآ ..طوت سجآدتهآ بهدوء ،وتركتهآ على الطآولة المصنوعة من الجرآنيت الأسود ..خلعت حجآبهآ وتركته على الشمآعة البسيطة ..

وقفت أمام المِرآة ،وقآمت بتعديل شعرهآ المسدول ..مشطته بهدوء ورقة ..
تذكرت ،شوق في هذهِ اللحظة ..لآ تدري لمَ أتت صورتهآ أمامهآ ؛
إبتسمت بخفة ،قد تكون إشتآقت لمشآجرتهآ !
تركت المشط على طآولة التسريحة !

فُتِح بآب الغرفة بقوة من خلفهآ،إلتفتت بهلع ..لترى فيصل ممسك بيديه اليسرى والدمآء تسيل على الأرض
وقفت ،وقد هوى قلبهآ لآخر نقطة في قلبهآ من الهلع والخوف وهي ترآه يدخل إلى الحمآم مسرعاً ..
أسرعت نحوه ،لتدخل إلى الحمآم ..رأته يفتح المآء ..ويترك يديه مفتوحة تحت المآء
إقتربت منه ،لتقول بصوت مرتعش :وش فيك ؟
فيصل وهو يعقد حوآجبه من شدة الألم :إنجرحت ..لآ تخافي جرح بسيط !

وقفت بجآنبه ،لتنزل أنظآرهآ للجرح الغآئر ببآطن كفه ،تلقائياً وضعت يديهآ على الجرح لتضغط عليه ..قآل بصوت مخنوق :آآخ ..
إنتفضت من صوته المُتألم ،قآلت :وش جرحك ؟
فيصل :كاس ماء ..الظآهر منكسر من قبل
شهقت ،لتقول :إيه ..أنا خليته على صوب ،قلت أرميه في الزبالة آخر شي ..عشان ما يعور أحد !
بإبتسآمة :و في الآخر أنا تعورت
عذوب بتأنيب ضمير كبير :لآ تقول كِذا !تحسسني إني أنا السبب
فيصل وهو يرفع يديه من تحت المآء :لأ ما أحسسك وربي

تعدته ،لترفع يديهآ للدولآب الذي بالأعلى ،فتحته وأخرجت صندوق الإسعآفآت الأولية ..
خرج هو وهي خرجت خلفه ،ليجلس على السرير ..إقتربت منه وجلست بجآنبه وهي ترآه يضغط مكآن الجرح بالمحآرم الورقية ..

فتحت الصندوق وأخرجت المُعقم ..وضعت القليل منه على مكآن الجرح ،وهي ترى إرتعآشآت يديه ..و مع كل رعشة ،تهتز هي بالكآمل ..!

بعدمآ إنتهت ،لفت يديه بالشآش ..قآلت بإبتسآمة :وهذاني خلصت !
فيصل بإبتسآمة مُمآثلة :تنفعين ممرضة والله ..

عذوب لم ترد عليه ،وهي تتذكر مآ فآتهآ من سنوآت درآسية على حسآب نفسهآ بسبب الظروف المعيشية التي حدثت لهم ..

قآل وهو يرى سرحآنهآ :عذوب ..!
إنتبهت لتقول :هآ ؟
فيصل بإبتسآمة :وش كآن حلمِك بمآ إنك مختآرة علمي ؟

عذوب إبتسمت على تلك الذكرى ،عِندمآ كآنت تشآور أخآهآ طآرق ..في إختيآرآتهآ للموآد ..
قآلت بهدوء : أُستآذة جآمعيـــة
فيصل وقد كبرت في عينيه :أووه حلو ..مقدر أنا على هالطموح الحلو ..
عذوب بتكشيرة :بس مآ صآر اللي ببآلي ..
فيصل :يالله ماعليه ،قضاء وقدر ..وبعدين كل اللي يصير في حيآتِك مكتوب ،يعني لآ تعترضي أبد ،ما عليك إلآ أنك تحمدين ربِك على النعم اللي عايشة فيهآ ..
عذوب بتنهيدة :الحمدلله ..



؛


في فرنسآ ..
و في إحدى المجمعآت التجآرية الضخمة ببآريس ..

تمشي هي بجآنبه وهو محمل بالعديد من الأكيآس ،قآلت بهدوء :أيوب ،وش رايك ندخل ذاك المحل؟يمكن ألقى شي مناسب لسآرة ..
أيوب :طيب .،خلنآ نشوفه

دخلآ لذلك المحل المنشود ،كآن وآسع جداً ..يبيع أجمل الفسآتين والأزيآء العصرية..
إبتسمت غآدة بإعجآب ،قآلت بتشتت :والله مدري وش أخلي و وش أشتري
أيوب بإبتسآمة :لو تبين تآخذين المحل كآمل ما عندي مانع ..
إلتفتت إليه بحب:يا فديتك أنا ..

أيوب وهو يقترب لأحدى المقآعد :أنا بجلس هِنآ..وإنتِ شوفي اللي يعجبك
غآدة وهي تبتعد عنه :طيب ..

جذبتهآ إحدى الأزيآء ،كآنت عِبآرة ..عن بلوزة من دون أكمآم يتمآزج لونهآ بين الفيروزي والوردي مع تنورة تصل لأعلى الركبة قليلاً ..
أخذتهآ لسآرة ،إبتسمت بدآخلهآ ..وهي تتخيل ردة فعل سآرة عندمآ ترى هذهِ البدلة ..
ستفرح كثيراً ..و أخذت أيضاً من نفس الزي إثنتآن
لهآ ولعنود ولسآرة ..ليكونن توآئم مُتشآبة في الملبس ..

إقتربت من أيوب :خلآص أيوب إشتريت ثلاث لبسآت ..تعال حاسب
أيوب وهو يقف :بسرعة ما شاء الله ..
غآدة :كل شي حلو أصلا والله ما عرفت وش أخلي و وش أختار !


دفع أيوب قيمة البدلآت ،ثم أخذهن معه ..خرجآ من المحل ،ليقول أيوب :بقى شي؟
غآدة فتحت هآتفهآ سريعاً ،و فتحت على المفكرة التي كتبتهآ مسبقاً ..تضم أسماء الأشخاص الذين تود إعطآءهم الهدآيآ ..بمنآسبة عودتهم

غآدة :اممم ،باقي عٌمر و زوجة خالد ..
أيوب بهدوء :عُمر خليه لي أنا ،بشتري له هدية على ذوقي و حرمة خآلد ..شوفي لها اللحين أي محل ..
غآدة إقتربت من أحد محلآت المكيآج ،قآلت :بما أنها عروس جديدة بشتري لهآ علبة مكيآج طبيعي ..!
أيوب وهو يقترب منهآ ليدخلآن إلى المحل :طيب ،وإشتري بعد لك ..أفضل من المكيآج الصناعي ..لآ يأثر على بشرتك بعدين
إبتسمت على إهتمآمه :لآ لآ تخآف أستعمل مكيآج مضمون ..
أيوب بمعآرضة :طيب وأشتري ذا الطبيعي اللي تقوليه ما يضر ..
غآدة إنكمشت ملآمحهآ :ريحته مو حلوة ..كله بالأعشاب ..
أيوب :طيب نشوف اللي ريحته حلوة ،أهم شي طبيعي ..
غآدة :خلاص مثل ما تبي ..


؛


في دولة الإمآرآت العربية المُتحدة ..

عآدآ إلى الفندق وهمآ مُحملآن بالأكيآس ،جلست وعد على أقرب كُرسي ..قآلت بإنهآك :أوووف حر حر ..
خآلد :هذا وإحنا داخل المول ما طلعنآ أبد إلا لسيآرتنآ ..
وعد زفرت بتعب :أحس نفسي تعبآنة والله ،ثلآث أيام ورا بعض وإحنا ندور في المجمعآت ..
خآلد وهو يفتح أزآرير ثوبه ..جلس مقآبلهآ :يلآ ما عليه ..هذا إحنا خلصنآ من المولآت ..أهم شي إشترينا للكل؟
وعد توميء رأسها إيجاباً :إيه ،بس ترا ما إشتريت لزوجة فيصل ولد عمك ..
خآلد :لآ عآدي ،تراهم ما في عمان ..
وعد :آهـآ زين بعد ؛

خآلد مد يديه لقنينة المآء التي بجآنبه ،صب له بالكوب ..ثم شربه بدفعة وآحدة ..قآل :إيه صح نسيت أخبرك ،بكرة العآيلة الكريمة كلهآ بتروح صلآلة ..
وعد بدهشة :بكرة؟
خآلد :إيه بكرة ..الكل يروح أعمامي وزوجآتهم وأولآدهم ..وخلآص حجزوآ التذآكر وكل شي..
وعد عقدت حوآجبهآ :نحن اليوم متى نطلع ؟
خآلد أنزل رأسه لسآعة يديه :أممم السآعة خمسة العصرإحنا طالعين، يعني بعد سآعتين ..
وعد :وبكرة متى يطلعوا لصلآلة؟
خآلد بهدوء :مغرب ..
وعد تنهدت بإرتيآح :يعني أقدر أشوف أمي وأجلس عندهآ ..
خآلد :إيه تقدرين ..



؛


في منزل أبو أيوب – ليلاً-

يجتمع جميع أفرآد العآئلة ..يتبآدلون أطرآف الحديث ..بينمآ هي مُنكمشة على الكنبة بمفردهآ
وكل تفكيرهآ يجول حول ما حدث اليوم الصبآح ..

قآل أبو أيوب :ترآ بكرة المغرب إحنا متحركين ،أيوب اليوم فجر واصل ..وخالد يمكن وآصل عآد ..
أم أيوب :الله يوصلهم بالسسلآمة يا رب ،بس ما تعبة لهم؟
أبو أيوب :يرتاحوا لهم كم ساعة ،وبعدين إحنا رايحين بطايرة مو بسيآرة ..
عٌمر بإهتمام:أجل متى بتعزم سالم ربيعك يبة؟
أبو أيوب بهدوء :ما بعد علمني بوصوله ..إذا وصل بعزمه على طول ..

عٌمر إعتدل في جلسته ،وهو لآ يدري لمَ مهموم هكذا !
إبتسم بخفة وهو يتذكر ميَ الشقية ،لربمآ الآن مغتآضة منه لإنه لم يأخذهآ معه ..

إلتفت أبو أيوب لسآرة ،التي كآنت عينآهآ تٌركز على مكآن وآحد فقط ..
قآل بإهتمام :وش فيك سارة مو على بعضك اليوم؟
سآرة رفعت رأسها بسرعة ،لتقول:ما في شي ..
أم أيوب :تراك هالأيام مو عآجبتيني أبد ..من يوم خطبك فراس وأنتِ مو على بعضك ..

أبو أيوب شعر بوخزة في قلبه ،من ذكر أم أيوب هذا الكلآم ..
شعر بتأنيب ضمير كبير يوبخه ،هم واقفاً ..ليجلس بجآنب سآرة ..
وضع ذراعه حولهآ ،ليقول بهدوء :سمعي يا بنتي ،لو ما تبين فراس ..قولي تكلمي ..ترا وضعك مهوب عاجبني ..إذا كل اللي فيك ذا بسبب خطبة فراس ..بفركش الخطبة فهالساعة ..وما يسر خاطرك الا الطيب وأنا أبوك ..

سآرة ،إبتسمت بألم لوآلدهآ الذي يشعر بالندم ..قآلت وهي لآ تود أن وآلدهآ بأن يتهم نفسه هكذا ..:لآيبة والله مو عشان فراس ..اليوم كان عندي إختبار وشوي صعب ..
أبو أيوب بإبتسآمة :وليه متوترة كذا؟عاهدك ما شاء الله محد يعلى عليك ..
إبتسمت سآرة لوآلدهآ ..ألذي يحآول أن يخفف من وجعهآ الذي تشعر به بنفسهآ ..

عُمر :يبة ،جدتي من زمان ما شفتها ودي أزورها ..
أبو أيوب إلتفت إليه ليقول :الله يهديك إحنا بسالفة وإنت بسآلفة ..جدتك كلنا بكرة رايحين لها قبل السفرة ..نسلم عليهآ ..
عٌمر بإبتسآمة محبة :يالله ..إشتقت لها كثير والله ..
سآرة :وأنا بعد ..أحس إنا مقصرين في حقها كثير ..
أبو أيوب :الله يهديكم ..مو السبب منكم وأنا أبوكم ..أنتو عارفين إنها سآكنة بالظآهرة ..يعني الطريق بعيد يبغا لنا ساعتين أو ثلآث سآعآت لين نوصل لها ..تبونا كل إسبوع نروح لها ؟و مخاطر الطريق وحدها

أم أيوب :إيه والله وأبوكم صآدق ..


؛




في سيآرة صآلح ..
التي كآنت تمضي بسكينة على شآرع العودة من المستشفى ..

صمت قآتل ،سآكن ..يلف أجوآء السيآرة من الدآخل ..
و لكن ما يخفيه هذا السكون ! رعشآت متضربة ..تستكين بدآخلهمآ ..
كلآهمآ يلفه الصمت ،وكأن الصدمة قد ألجمت ألسنتهمآ عن الحديث ..

عندمآ سمعآ مآ قآلته الدكتورة ،تلآقت أنظآرهمآ بصمت عميق ..
لم يستطيعآ أن ينطقآن بحرف وآحد ..
ما تخلل ذلك الصمت ،صوت أم صآلح ..الفَرِح ..المحمل بالتبريكآت !

أم صآلح ولآ تزآل تعطي وصآيآهآ لزوجة إبنهآ :مثل ما قلت لك يا شوق ..حركة في البيت مافي ،حمل ثقيل لا تحملي ،وبعدين ما من كثر شغل البيت ..لـ طبخ وتنظيف بس ،وذا خلييه عليَ متعودة تراني على الشغل ..

شوق تجلس خلف مقعد صآلح ،والصمت يلفهآ ..فقط ما تسمعه الآن
هو رجفآت قلبهآ المجنونة ..يرتجف بشدة بين أضلعهآ ،،
لآ تدري لمَ لم تشعر بالفرح !وكأنهآ قد أنجبت العديد من الأبنآء ..
وهي التي كآنت شغوفة جداً بأن تحمل بطفل ،يبهج صدرهآ ..
لمَ هي غير سعيدة بهذا الحمل الميمون ؟
لقد إنتظرته عدة أشهر ..إنتظرت هذا الخبر ..منذ مدة ..
هي وصآلح ..متلهفآن جداً لطفل صغير يضفي نكهة حلوة على حيآتهمآ

صآلح قآل بهدوء عكس نبضآت قلبه المهرولة :تبون أجيب لكم عشا ؟
أم صآلح التي كآنت تجلس بجآنب إبنهآ :إيه جيب عشا ،ترا ما مسوين ..
صآلح ركن سيآرته أمام إحدى المطآعم البسيطة ،طلب سندويشآت وعصآئر ..




[إنتهى]


ولقآءنآ يتجدد بيوم الخميس بإذن الله ..
لآ تشغلكم الروآية عن الصلآة ..
أكثروآ من الصلآة على النبي ،ولآ تهملوآ قرآءة القُرآن ..


ولتجعلوآ بآقي شهوركم مثل رمضآن $$











بحفظ الرحمن *


آثَارْ ! 21-08-13 07:16 PM

رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي
 
_


السسلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
شلونكن ؟

أسعد الله مسآءكن ..


الجُزء [14]





أمآم منزل أبو خآلد – ليلاً-
ركن سيآرته بعدمآ أوصل وعد لمنزل وآلدتهآ لتقضي الليلة معهآ لحين غد ..

نزل من السيآرة ،يتهآوى في مشيته ..من النهك العظيم الذي أصآبه ..
فتح البآب ..ودخل ،ليجد وآلديه يجلسآن في الصآلة ..يتبآدلآن أطرآف الحديث ..

أم خآلد عِندمآ رأته يدخل ،همت وآقفة بفرح وهي تقترب منه ..ضمهآ لصدره ..
قآلت بإبتسآمة :هلا والله هلا ..أنورت وأسفرت بك ،شخبارك يا العريس؟
خآلد بإبتسآمة :هلا فيك ياالغالية ،الحمدلله يمة بخير ..كيفك إنتِ؟عساك طيبة؟
أم خآلد :الحمدلله يالغالي ..بخير ..

إبتعد عنهآ ،ليضيع مرة أخرى في أحضآن وآلده ..
أبو خآلد :هلا يالغالي ..شخبارك وأنا أبوك؟
خآلد بإبتسآمة :الحمدلله تمآم ،شخبآرك إنت ؟
أبو خآلد وهو يبعد إبنه عنه :ماشاكي باس ..

أم خآلد وهي تعقد حوآجبهآ :وعد وينهآ ؟
خآلد وهو يمشي مع وآلده ليجلسآن على الكنب :وصلتهآ بيت عمتي ..و بكرة إن شاء الله تجي
أم خآلد وهي تجلس مقآبلهم :تعشيت ؟
خآلد :إيه يمة ،تعشينا في الطريق ..

مدد جسده ،يشعر بأن عظآمه تتكسر في هذهِ اللحظة ..
قآل أبو خآلد :هآ شلون دبي ؟
خآلد :زينة والله ،بس وش أقولك ..حر وزحمة !بس ما أحر عن مسقط هههههه
أم خآلد :الحمدلله على سلآمتك ..ما تدري شلون قلقانين عليك ،الله يهديك بس ،مخآطر الطريق و الظلمة !
أبو خآلد :إيه وأنت ما قصرت ..رحت في الليل ورجعت في الليل ..
خآلد بضحكة :إيه والله ،تصدقون ما جربت الطريق في النهآر ..



؛


في سيآرة أيوب العآئدة من المطآر ..

حنت الكرسي قليلاً ،لترتآح في جلستهآ ..

قآلت بهدوء :أيوب ،أول شي توصلني بيت أهلي؟
أيوب :لأ ..خلينا نروح أول شي بيتنا ،وبكرة زوري أهلك ..
غآدة برجاء :لا أيوب ،وصلني بيت أهلي أول ..والله مشتآقة لهم
أيوب برفض :وش تستفيدين يعني؟الكل نايم ذا الوقت ..خلينا نروح بيتنا وبعدين مو حلوة ،أدخل البيت بروحي وأنتِ مو معي
غآدة زفرت بقهر :أيوووب ،قلت لك وديني بيت أهلي الله يخليك..
أيوب بقلة صبر :لا حول ولا قوة إلا بالله ،شفيك؟شكل التعب لاعب فيك ..
غآدة لفت للجآنب الآخر بقهر :إيه لاعب فيني ..

أيوب لم يتحدث ،لم يشأ أن يخترعا الآن مشكلة في هذا الوقت ..
فهو يشعر بتعب كبير جداً ،من نهك السفر ..
لفه الصمت ،وهي أيضاً ..و لكن أصبح الجو مشحون بينهمآ ..

بينمآ هي ،كآنت تزفر كومآت من القهر ..
حقاً ،فقد إشتآقت لوآلدتهآ و وآلدهآ وفِراس
وايوب ،يرفض زيآرتهآ لهم في هذا الوقت ..

ركن سيآرته أمام منزل وآلدِه ..

أغلق المُحرِك ،ثم فتح البآب لينزل ..مشى إلى أن وصل لبآب المنزل كي يدخل
لكنه إنتبه ،أنها لم تكن خلفه تمضي ..

إلتفت للسيآرة ،و لآحركة تذكر ..تنهد بقلة صبر ثم تقدم من السيآرة ..
فتح الباب ..ليجدهآ ،تحدق في نقطة وآحدة ..
قآل بهدوء :ما تبين تنزلين؟
غآدة :لأ ...

رفع رأسه للأعلى بقلة صبر ..و غآدة تزيد الطين بلة عليه ..أيوب في لحظآت التعب والنهك ..
يكون "خلقه ضايق" ،لآ يود أن أحداً يضآيقه أو ينرفزه ..
خوفاً أن يتحول لبركآن ثآئر ..

قآل من بين أسنانه :غآدة الله يهديك ،إنزلي وخلي عنك لعب الأطفال ذا الوقت ،تعبآنين ونبي نرتآح ..ولا إنتِ ما تعبآنة ؟

ترجلت من السيآرة من دون رد ،تعدته لتصل إلى بآب المنزل ..بينمآ هو تنهد وأغلق بابهآ ..
وصل إليهآ ،أخرج من جيبه مفتآح المنزل ..فتح الباب
ودخل هو لتدخل خلفه ببطء ..

كآن يود أن يُجآدلهآ ،لكنه أجل ذلك لوقت آخر ..ففي هذا الوقت ..يود فقط أن يأخذ قسطاً من الرآحة لآ غيــر ..!
دخلا إلى المنزل ،وكآن هآدئ سآكن ..
مسك يديهآ ،وأخذهآ معه للطآبق الثآني ..حيث يقع جنآحه هُنآك ..
فتح البآب ،ثم أغلقه من خلفه ..

أيوب بهدوء :الظآهر الكل نآيم ..
غآدة بإمتعاض :لو كنت ماخذني بيت أهلي أحسسن!
أيوب :و بيتكم ذا الوقت مو نآيمين يعني ؟

لم ترد عليه ..إلتفتت عنه ..لتدخل للغرفة بخطوآت غآضبة،رمت نفسهآ على السرير بإنهآك ..
دخل هو للغرفة ..ليجدهآ تستلقي بعشوآئية على السرير..

أيوب :شفيك غآدة اليوم ؟مو طبيعية !
غآدة :يعني ما تعرف ؟
أيوب :لا يكون عشان بيت هلك ؟

لم ترد عليه ،قآل بإنفعال :لحوووول ،أزعجتيني ترا ..قلت لك بكرة !تحسسيني إني بحرمك من الروحة لبيت أهلك
غآدة بهدوء :خلاص طيب مابي أروح بيت أهلي ..

أيوب صمت لبرهة ،رآقب تعآبير وجههآ ..عَلِم أنها تضآيقت من تصرفه ..لكن الحق معه !
تود الذهآب لمنزل أهلهآ في هذا الوقت ؟!الجميع يغط في نوم عميــق !

إبتسم بدآخله بخفة ،حقاً إنها تحمل عقل طفلة صغيرة ..
لم تبلغ الرشد بعــد ..


؛


في صبآح يومِ جديد ..

حيث الآن تضج منآزل عآئلة الـ *** بالتجهيزآت لسفرة اليوم إلى صلآلة ..
كآن صبآح مفعم بالنشآط ،تلفه فرحة الذهآب وفرحة اللقاء بـ خآلد ،أيوب وغآدة ..

في منزل أبو فيصل ..

إنتهى جميع الخدم من وضع حقآئبهم في السيآرة ،نزلت أم فيصل من غرفتهآ ..إرتدت سآعتهآ الذهبية بكل هدوء ..
رأت زوجهآ منشغل بالإتصآلآت مع أخوآنه "أبو أيوب و أبوخآلد" ..للإتفآق على أمور الرحلة ..
جلست بالكنبة التي كآنت بجآنبه ،لمحت فِراس يدخل و برفقته غآدة ..هَمت وآقفة بفرحة كبيرة ..

أم فيصل وهي تحتضن غآدة بعمق :يا هلا يا هلا ..شخبارك يمة ؟شمسوية ؟لك وحشة !
غآدة تنآثرت دمعآتهآ على خديهآ ،وقآلت :الحمدلله يمة بخير ،إنتِ شخبآرك ؟
فِراس وهو يتعدا هذا المشهد "الرومنسي" ،قآل :خفوا على عماركم ^^

أم فيصل :تمام بشوفتك والله ..
أبو فيصل من خلف زوجته ،تقدم لمهجة صدره ..جذبها إليه ليحتضنهآ بحنآن :حمدلله على السلآمة ،كيف حالِك ؟

غآدة إبتعدت عنه بإبتسآمة ممزوجة بشوق كبير ..
لآ تدري كيف تحملت هذا البٌعد عنهم ،لآ تستطيع العيش من دونهم ..
ستموت لآ محآلة ..
جآءتهآ فِكرة مجنونة ..بأن تعيش معهم هي وأيوب ..!
ولكن تعلم أن هذهِ الفكرة لن يتقلبهآ أي الطرفين ..!!

قآلت :الحمدلله يالغالي ..شخبآرك أنت ؟
أبو فيصل :تمآم ،هآ وين الشمج – العديل "أيوب" - ؟
قآلت بهدوء :بيجي بعدين ..
أبو فيصل بإستغراب :ليه إنتِ من جابك ؟
غآدة بإرتبآك :فِراس ..

أبو فيصل فسر ذلك ..من نَهك أيوب ..أو قد يكون نآئم لهذا الوقت ..فلربمآ وصلآ هُنا فجراً ..
ولم يأخذ أيوب له قسطاً وآفراً من الرآحة

أبو فيصل وهو يمشي ممسكاً بِهآ لحيث الجلسة ..:هآ كيف تجهيزآتكم لصلآلة ؟
غآدة :والله ما بعد جهزت شي !
أم فيصل :طيب يمديك تجهزين لكم فسختين "لبستين" العصر ..
غآدة بهدوء :إيه ..سمعت بتروحوا لجدتي ؟
فِراس وهو منشغل بهآتفه :إيه ..بنروح بعد شوي ..
غآدة بإبتسآمة :صح ..مبروك مبروك ،أجل خذيت سوير ها ؟
فِراس بإبتسآمة مُحبة :الله يبآرك فيك ..
غآدة :وأنا كنت اللي أبي أخطب لِك على ذوقي ؟
فراس بضحكة :وليه سارة مو من ذوقك يعني ؟
غآدة بإنفعال :لأ أكيد من ذوقي ،وأصلاً كنت بخطبها لِك ..
فراس بضحكة :صح إنك خبلة ..و أيوب زآيد عليك ..
أردف بغمزة :هآ ما جبتي لِنا هدية منا مناك ؟!

غآدة بإبتسآمة :جآيبة ..بس في سيآرة أيوب ،وما بعد نزلنآهم ..
أم فيصل :وأيوب ليه ما جاء معِك ؟

غآدة بتوتر :نايــم،وما قدرت أنتظره لين ينهض فأتصلت بفروس يجي ياخذني ..
فِراس بنص عين :إيه وأزعجتيني بإتصآلآتك .."وهو ينظر لوآلدته" تصدقين يمة ،إتصلت فيني فوق الثمآن إتصآلآت ..نعنبو بليسك كل ذا شوق لنا؟

غآدة بإبتسآمة جآنبية :ومن قآل إني مشتآقة لِك ؟"وهي تنظر لوآلديهآ"مشتآقة لحبيآيب قلبي ..

أردفت بهدوء :إلا فصولي متى بيجي ؟
أبو فيصل :بعد أربعة أشهر بالكثير ..
غآدة :والله مشتآقة له ..
فِراس بسخرية :ما يردك إلا جوآلك ..وكمان أزعجيه بإتصآلآتك ..


غآدة "بتطنيش" ،إلتفتت لوآلدتهآ لتقول :والله يمة تمنيتك معي في فرنسآ ..الأجوآء هناك خيآل ..و المولآت كشخة ..كل شي أحلى من الثاني ..
فراس "داخل عرض" :إيه أكيد فضيتي جيب أيوب مسكين ..
غآدة إلتفتت إليه لتقول :أصلا هو قآعد يقول لي إشتري وإشتري ..و أنا فديتني ما إشتريت إلا شوية ..
فِراس بسخرية :إيه صح ..

أم فيصل :وش أبي بأجواء فرنسا ..وإحنا اليوم سايرين صلآلة ..تسواهم وتسوى اللي خلفوهم ..
فِراس يصفق لوآلدته بحركة تمثيلية بآرعة :فديــت الوطنيين أنا ..إيه كذا أبيك ما مثل بعض الناس يمدحون دول الأجانب ..
غآدة أمسكت رأسها بعدم تصديق ،قآلت بإنفعال :أقول فراسووه ..مو أنت اللي رحت ذيك المرة بريطانيا ..و تغيرت علينا مرة وحدة ..صرت تتكلم كلمتين عربي كلمتيين إنجليزي ..بعت عمان ببيسة
فِراس بإستفزاز :بس ما مدحتهآ مثل ما مدحتيها إنتِ
غآدة :أقول لا تصير بايخ ..ترا أنا ما قلت شي ..ما قلت غير الأجواء حلوة ..

أم فيصل بإبتسآمة :صدق إنكم خبلين ..أقول غآدة ..تروحين معنا لبيت جدتك ؟ولا تروحين مع أيوب؟

غآدة إلتفتت لوآلدتهآ ..إرتبكت جداً ،وهي تتذكر ما إقترفته اليوم من حمآقة ..

تنهدت بعمق لتقول :أنتو متى تروحوا؟
أم فيصل :اللحين بعد شوي ..
غآدة بتردد :خلاص بروح معكم ..
أم فيصل :بس ترا إحنا من نطلع من عند جدتك على طول نروح المطار ..
غآدة :لكن ما بنتلاقى إحنا وأعمامي هناك؟
أبو فيصل بهدوء :إيه ..الكل بيكون مجتمع هناك ،وبنتغدى معهآ بعد ..
غآدة بإبتسآمة :يا عساني فدوة لها ..والله مشتآقة لها هي وعمتي نجود ،إلا جدي ما بعد رجع من البحرين؟
أبو فيصل :لآ بعد ،بس يمكن بعد إسبوع يوصل ..
غآدة :الله يوصله بالسلامة ..
أم فيصل :عمتك نجود قبل أيام طلعت نتيجتهآ ..
غآدة بفرحة :ما شاء الله ..كم نسبتها؟
فِراس :94 ..
غآدة :أوووه ما شاء الله ،إن شاء الله الجآمعة ..


؛


في روسيآ ..

إنتهت من آخر قطعة ملآبس ،أغلقت الحقيبة بصعوبة ..تنهدت بإنهآك ،منذ أن إستيقظت وإلى الآن ..فهي فقط تحزم أغرآضهآ هي و فيصل ..فاليوم سيستقلآن في شقة بدلاً من الإيجار اليومي لهذا الفندق .

دخل عليهآ ..ليرآهآ مُنهمكة في التفكير و الحقيبة الكبيرة بجآنبهآ ..كآنت ترتدي تي شيرت أصفر يعكس لون بشرتهآ البيضآء ..و بنطآل قطني باللون الأخضر الفسفوري ..
و شعرهآ ينزل بفوضوية على وجههآ ..كآن شكلهآ فآتن جداً ..

قآل بإبتسآمة وهو يقترب مِنهآ :هـآ ..كل شي تمام ؟
عذوب إرتعبت من وجوده ،فقد كآنت منغمسة في تفكيرهآ :أأ ..إيه كل شي تمآم ،متى يجوا يآخذوا الأغراض؟
فيصل وهو يجلس خلفهآ على السرير :بكرة الفجر يمكن ..

تثآءبت بكسل ،همت وآقفة ..ثم سحبت الملآبس التي كآنت على الكآمدينة ..لتدخل إلى الحمآم
لكنهآ تفآجأت بذرآعيه اللتآن أمسكآ بعضدهآ الزبدي ..
سحبهآ إليه ، وأجلسهآ على فخذه ..إنتفضت بين يديه ..

أقرب وجهه منهآ ،ليقول بخفوت :عذبتيني بذا الأصفر
إرتعشت بعنف ،لتقول :أنا ؟
فيصل وهو يلقي نظرآته على التي شيرت :إيه إنتِ ..و الأصفر اللي لآبستيه ..
همت وآقفة لتقول بصوت مرتجف :خلاص طيب ،ما بلبس أصفر مرة ثانية ..
فيصل بضحكة :ههههههههههه ،لا واللي يسلمك ..أبيك تلبسينه كل يوم ..

سحبت ملآبسهآ بخجل كبير جداً ،وقد توردت وجنتيهآ ..إبتعدت عنه بخطوآت مرتجفة ثم دخلت إلى الحمآم ..وأغلقت الباب من خلفهآ مرتين ..

وضعت يدهآ على قلبهآ ..وهي تستشعر نبضآته المجنونة
ثم وضعتهآ على خديهآ ..شعرت بسخونتهمآ ..
"يمة وش سوا لي ذا وخلآني أتنافض كذا .."

أسرعت إلى البآنيو ،وفتحت المآء ..لينصب عليهآ بغزآرة ..



بينمآ هو في الغرفة ..

بعدمآ هربت من عنده ..إبتسم بدآخله على حركآتهآ الخجولة ، وهذآ مآ يزيده ولعاً بِهآ ..
تورد وجنتيهآ وصوتهآ المرتعش ..

أخرج الحقيبة التي جهزتهآ عذوب مسبقاً ..و وضعهآ في الصآلة ..بجآنب الأغرآض الأخرى ،ثم دخل إلى المطبخ .. صب له كأس ماء ..شربه بهدوء ،وهو يفكر بخطبة فِراس من سآرة
الآن بدأ يفهم حركآت فِراس و ردآت فعله ..
عندمآ رغبت وآلدته بخطبة سآرة له ..قد بدأ عليه الوجوم والرفض ..
إبتسم بدآخله على أخيه ..


؛


في منزل أبو صآلح ..
و في جنآح صآلح – صباحاً-

سحب مفآتيح سيآرته ومحفظة نقوده ليخرج إلى العمل ،لكنه قبل أن يخرج ..إلتفت إليهآ ليجدهآ تغط في نوم عميق ..ويدهآ تضعهآ على بطنهآ بخفة ..
إبتسم بدآخله عليهآ ..فهآ هو الحلم الذي لطآلمآ حلمآ به هو وهي تحقق ..

لكن ..يشعر بإستغرآب كبير مِنهآ ..لم تبدي أي ردة فعل تدل على أنها سعيدة بهذا الحمل ..
لكنه فسر ذلك ..بصدمتهآ !
و لآحقاً ..ستظهر فرحتهآ ..

إقترب منهآ بهدوء ..مسح على خدهآ ليقول :شوق ..شوق إنهضي ..

شوق تحركت بإنزعآج ..وبدت علآمآت الإستيقآظ تظهر عليهآ ..وقف يتأملهآ ويتأمل حركآتهآ ..إلى أن جلست بكسل وخمول ..
صآلح بإبتسآمة :صبآح الورد ..
شوق رفعت رأسهآ إليه ..و قآلت بهدوء :صبآح الخير ..ليه مو رايح الدوام؟
صآلح وهو يجلس بجآنبهآ :بروح بعد شوي ..
شوق وهي تود أن تقف :طيب روح لآ تتأخر ..

أمسكهآ من ذرآعهآ وأجلسهآ مرة أخرى ..قبل أن تذهب عنه ..
أنزلت رأسهآ ..ليقول هو :شفيك شوق مو على بعضك ؟
شوق بإقتضآب:ما فيني شي!
صآلح بإصرار :لأ فيك شي ..من يوم أمس جينآ من المستشفى وأنتِ متغيرة !
شوق بجمود :ما فيني حآجة صآلح ..يمكن ذي آثار الحمل
صآلح وهو يلوي شفتيه :يمكن ..بس عسى مو تطول ذي الآثار ..

لم ترد عليه ..هم هو وآقفاً ،وهو يقول :يلا أنا رايح ..ومثل ما أمي قالت لك أمس ..لا تمسي شي ..الله يعلم ذا الحمل يثبت ولا لأ ..وأنا طالع من الشغل اليوم بروح مكتب الشغالات وأقدم لشغالة ..
شوق وهي تهم وآقفة ..لتدخل دورة الميآة :طيب ..الله معك !

أغلقت الباب من خلفهآ ..بينمآ هو تجمد في مكآنه ..
ما بها؟
لمَ هي هكذا ؟
هل يعقل أن هذهِ إحدى آثآر الحمل؟

تنهد بعمق ..ثم خرج من الغرفة ..ومن الجنآح بالكآمل ..


؛



في منزل أبو أيوب ..
و في جنآح أيوب ، السآعة 11 – صباحاً –

إضطربت عينيه بإنزعآج من رنين المنبة المستمر،إستيقظ من نومه ..ظل جالساً لفترة وهو يطرد آثار النوم من على عينيه وجسده ..مدد جسده ،ثم إلتفت للجآنب الآخر يود أن يوقظ غآدة ..

لكنه لم يجدهآ ..ظل يحدق في مكآنهآ لفترة ،قد يتوهم !
لكن فعلاً ..كآن مكآنهآ فاضٍ ..هم واقفاً ،ليذهب لدورة الميآة ..قد تكون تستحم الآن
فتح البآب ،ودخل ..كآن أيضاً خالِ من وجودهآ ،غسل وجهه و فرش أسنآنه
ثم خرج من الجنآح بالكآمل بعدمآ بحث عليهآ في المطبخ التحضيري البسيط والصآلة ..

أوهم نفسه ،بأنها قد تكون بالأسفل عِند وآلدته !

نزل للأسفل ..ليجد وآلدته ترتدي عباءتهآ و بجآنبهآ سارة ..شتت أنظآره بينهمآ بآحثاً عنها ..لكنه أيضاً لم يجدها
إنتبهآ على قدومه!

لتقف وآلدته بصدمة من وجوده ،قآلت :أيوب !!
أيوب بإبتسآمة وهو يقترب منهآ :يا عيون أيوب – إحتضنهآ – شخبارك يمة ؟شخبارك يالغالية؟
أم أيوب بفرحة غآمرة إمتلت روحهآ الظمآنة له :حمدلله على السلآمة .. الحمدلله يمة بخير ،إنت كيفك؟شخبارك ؟
أيوب وهو يقبل رأسها :الحمدلله يالغالية بخير وما شاكي باس الله يسلمِك ..

إبتعد عنهآ ..إقتربت سآرة مِنه ،والإبتسآمة الفرحة ترتسم على ثغرهآ الصغير
ضمهآ إليه وهو يقول :شخبارك يا العروس؟
تشنجت بين يديه ،لتقول بخفوت :الحمدلله على سلآمتك ..أخبارك إنت؟
أيوب :تمآم الحمدلله ..

جلس بين وآلدته و سآرة ..ليقول بإبتسآمة :هآ وين أبوي وعٌمر ؟
سآرة :برا يرتبوا الأغراض بالسيآرة ..تروح معنآ بيت جدتي ولآ تروح بروحك؟
أيوب :لأ بروح بروحي ..الله معكم !
أم أيوب وهي تعقد حآجبهآ :أجل ..غآدة وينهآ ؟

سرت الصدمة بجسده ،هذا يعني أنها غير موجودة هُنا !
إذن ..أين ذهبت هذهِ المتهورة ،أيعقل أنها ذهبت لمنزل عائلتها ؟ولكن !من أخذهآ ؟
حسناً يا غآدة ..تعآندين ،و تفعلين ما يحلو لك !

زفر بغضب ..ليقول :أمس وصلتهآ بيت أهلها قبل أجي ..
سآرة بقهر:الكلبة ..بالمرة راحت ؟وأنا مشتاقة لهآ
أيوب بإبتسآمة مقتضبة :خلاص طيب بتلآقيها في بيت جدتي ..


؛


إنطلقت جميع سيآرآت عآئلة الـ *** لمنطقة الظآهرة حيث هُنآك يقبع بيت الجدة !
خمس سيآرآت إنطلقت ،جميعهآ بِهآ فردآن أو عدة أفراد
عدا ..سيآرة أيوب ،الذي يقود سيآرته بمفرده ..دون غآدة

كُل زفرة غضب يزفرهآ ..يتوعد بِهآ ،دائماً ..ما تخلف كلمته
وتفعل ما تهوى بِه هي ..ولآ تعر بآلاً على مآ يترتب على تهورهآ المستمر

بعد مرور سآعتين ..من المضي ،دون توقف!
كُل السيآرآت قد إستقرت أمام المنزل الشآهق ..و بعد الترحيبآت بين الأعمآم وخآلد وأيوب دخل الجميع للمنزل ..

بالدآخل ..كآنت الجدة ذآت الـ 80 عام ،تقف بجآنب الخدم الذين يُرتبون المجلس
وهي تؤشر بعصآهآ ..:و أنتِ سوي ذاك زين ..و أنتِ روحي جيبي المبخرة وبخري المجلس يالله بسرعة عجلن ،عيالي تو بيوصلوا

خرجت من المجلس ،لترى إبنتهآ نجود ذآت الـ 18 عام ..:هآ وأنتِ خلصتي مسوية الحلاو؟
نجود وهي تٌعدل إسوآرتهآ :إيه يمة كل شي تمام خلصته ..

رن جرس المنزل عِدة رنآت مُتتآلية ..
الجدة بفرحة :هذا هم جوو [بصوت أعلى] خلهم يفتحوا الباب ..

بدأت أصوآت السلآم تتعآلى ..وهم يدخلون إلى الدآخل ..و أول من سلم على الجدة كآن عُمر ..
إحتضنهآ بقوة وهو يقول :هلا بأمي العودة هلا ..شخبارك يا الغالية ..؟
الجدة – شيخة- :نعنبو بليسك وإبليس أمك ،خنقتني يا ولد
أبو أيوب من خلفه :قم عن جدتك ،خنقتهآ وهي عندها الربو ..
عُمر بضحكة وهو يبتعد عنهآ :والله مشتاق لها وش أسوي عاد ؟
الجدة شيخة :مو حالك إنت ؟و مو حال دراستك ؟
عُمر بإبتسآمة :كل شي تمام ..

غآدة إقتربت من جدتهآ ،وضمتهآ بخفة ..وهي تقول بإبتسآمة :والله لِك وحشة يا جدة ،شخبارك حبيبتي ؟
الجدة شيخة بإبتسآمة مُمآثلة لُمدللتهآ :الزين هِنا ! الحمدلله يا بنيتي ما شاكية باس ..إنتِ كيفش؟وكيف زوجش ؟
غآدة بإبتسآمة :الحمدلله تمام ،وزوجي بخير ويسلم عليك ..
الجدة وهي ترى من خلف غآدة :هآ ما أشوفه هِنا !!
غآدة :اللحين بيجي ..

ثم إبتعدت غآدة مُقتربة من عمتهآ نجود ..إقترب أيوب وهو يحدق بغآدة التي كآنت تتصرف بعفوية ..مُتجآهلة وجوده !
سلم على جدته سلآمه الحآر المُعتآد ..

وبعد سلآم أبنآءهآ لهآ و زوجآت أبنآءهآ ..جلس الجميع حولهآ على الجلسة _ المصرية_ الكبيرة الفآخرة ..
أبو فيصل بإبتسآمة :هآ يمة شلونك؟وشلون الخدم هِنا؟عسا بس زينين ويآك ؟
الجدة شيخة بنرفزة :الخدم لآ تذكر لي إياهم يا بو فيصل ،يشهد الله إني أبي أقرعهم – أطردهم- من هنا اليوم قبل باكر ..
أم أيوب بإبتسآمة – تُغطي وجهها هي و أم فيصل وأم خالد و وعد - :شفيهم يا خالة ؟

نُجود وهي تجلس بجآنب فِراس :لا عاد يمة حرام عليك ..والله إنهم زينين !ما شفنا منهم شي

الجدة شيخة وهي ترفع حاجب وتنزل الآخر بإستنكآر: وأنتِ وش دراش ؟ما تعرفي عن البيت شي ..من الغرفة لين المدرسة ومن المدرسة لين الغرفة ..منتي بدارية عن شي في البيت ..

نجود بإبتسآمة جآنبية :إيه يمة ولآ ما كنت أجيب ذي النسبة ..
فِراس ضرب رأسها بخفة من الخلف :إيه صح مبروك ..
نجود بخبث :وأنت بعد مبروك ..منك المال و منها – وهي تنظر لسارة الجآلسة بجانب أبيها – العيال ..
فِراس بخفوت :أقول نجود ..
نجود وهي ترفع حاجب :ها يا أبو المصالح ؟
فِراس ضحك بخبث :أما إنتِ داهية وستين داهية ..
نجود بإبتسآمة جآنبية :ترا فآهمتنك ..مو أنا مربيتنك على يدي ؟
فراس بضحكة :أرجووك ..والله لو كنت متزوج وأنا في العشرين يمديني أجيب بنت زي عمرك ..
نجود بشهقة :يا الشلاااخ ..المهم المهم ،وش تبي؟
فِراس وهو يقترب من أذنها ،قآل بخفوت :أبيك تروضين سارة على يدك ..قبل نروح صلالة !
نجود أبعدت رأسها عن شفتيه لتقول :وليه ما تروضها أنت على يدك ؟وش دخلني أنا فيكم ؟

فِراس وهو يريح ظهره :والله تعبت ..من قبل الخطبة وأنا أحاول فيها لين اليوم ..
نجود ترفع حآجب :أكيد مسوي لها شي ،أنا عاهدة سوير ..الشخص لآ صآر لها طيب تحبه بالمرة ..
فِراس وهو يلوي شفتيه :عاد أنا حظي كِذا .. المهم أبيك تروحين اللحين وتجلسين معهآ وتسولفي وكذا يعني
نجود بضحكة :طيب لا تصيح ..لكن كم تعطيني؟
فِراس إتسعت محاجره :يالشينة !وش تبين بعد؟
نجود :أي شي ..أنت طيب وأنا أستاهل
فِراس :خلاص طيب ..بجيب لك أي شي من صلالة ..
نجود وهي تعقد حاجبيها :بخور؟ولا نارجيل؟ لالالا ما أبي من صلالة !أنا مستواي ما من هناك
فِراس ينظر إليها بنظرآت مستنكرة :أرجوك يا بنت الظاهرة أرجوك ..أجل من وين تبين ؟من فرنسا ولا بريطانيا؟
نجود بإبتسآمة وآسعة :أمريكا ..
فِراس :أقول عن البيآخة ،ويلا روحي عند سوير ..وأنا أقعد هِنا أفكر بهديتك ..

نجود وهي تهم وآقفة :طيب طيب ..


في جآنب آخر ..
عند خآلد و و عد ..

وعد بإبتسآمة :يا فديتها جدتِك ،تنحب والله بالمرة ..تصدق !قعدت تسألني عن أمي وأهلي..مدري كيف أصلا عرفتني إني أنا حرمتك ..
خآلد بإبتسآمة مُماثلة :أكيد بتعرفك ..مو أنتِ الوحيدة من البنات اللي متغطية ..
وعد :إيه متغطية ،بس حتى عمتي وخالتي أم فيصل وأم أيوب هم متغطيات ..ما شاء الله عليها..
خآلد بهدوء :لأ هي في التركيز والحفظ ما شاء الله عليها ..ما أخفي عليِك ..ذآكرتهآ للحين زينة مع انها كبيرة في السن ..

وعد بإبتسآمة مٌحبة :ما شاء الله ..الله يحفظها يارب ..
خآلد :آميــــن ..


في هذهِ اللحظة شعر خآلد بوخزآت مؤلمة ..إنكمش في جلسته بحدة ..
و وجهه أيضاً إنكمش ..إلتفتت وعد إليه بخوف :شفيك ؟
خآلد بصوت مُتألم :مدري حسيت بألم كذا فجأة ..
وعد بإستغراب :وين ؟!
خآلد وهو يؤشر إلى المنطقة التي يشعر بِها :هِنا ..

خآلد وهو يقف :يمكن عشان بروح الحمام ..
وعد :ترا ذي الأيام ما تشرب ماي كثير الله يهديك ..يمكن إلتهاب ..
خآلد وهو يستأذن ..ذهب إلى حمآم الضيوف ..و تلك الآلآم ..تٌقطعه آلآف المرآت ..
!!!!

عِند أيوب الجآلس بجآنب عمه أبو فيصل ..

كآن يرمق غآدة بِنظرآت حآدة ..وهي لم تنظر إليه مُطلقاً ..قد تكون تتجآهله !
مسك هآتفه النقال ،وأرسل لهآ رسالة
"أبي أكلمك .."

في الجآنب الآخر ..
عِند غآدة وسآرة ونجود ..

سآرة :أي لون جبتي لي ؟
غآدة :فيروزي و وردي ..لكن يا سارة والله لو شفتيه بتخقي عليه ..يجنن بشكل !
نجود بإبتسآمة وآسعة :وأنا وش جبتي لي ؟

غآدة إنحرجت من عمتهآ ،لآ تعلم كيف نست أن تجلب لها هدية ..
قآلت بحرج :لأ جايبة لِك نفسي انا وسوير ..- تقصد بدلة عنود-
نجود :يا فديتك ..تسلمي والله ..
غآدة بهدوء :الله يسلمك ..
أردفت غآدة بصوت مُتلآعب :إلا سوير البقرة !كيف كذا وآفقتي على فروس ؟اللي أعرفه إنك ما تطيقينه !
سآرة بقهر :وإلى اللحين ما أطيقه ..
نجود بإبتسآمة :سآرة ..ترا فراس مرة حبوب ..مدري ليه كذا ما تطيقينه !
سآرة بنرفزة :مدري ..يمكن ذوقي غير عن ذوقكن ..
غآدة وهي "تقرص" سآرة من فخذها :أقول ..عن أخوي زين؟
سآرة تألمت قليلاً ..لتقول بإنفعال :أرجوك ..من زينه عاد ..
غآدة :ههههههههههه ..إيه والله فيه الحلا كله ..
نجود :وأزيدك من الشعر بيت ..أحلى مِنك ..

سآرة حقاً ..شعرت بقهر كبيـــر ،يتكلمون عنه ..و يمدحونه لهآ..
في نظرهم ملك ..ملك ،ملك
لآ يعلمون أبداً ..بمدى خبثه !و مالذي كاد أن يفعله بي هذا المتهور حقاً ..
سحقاً..

سآرة تمثل عدم المبآلآة :و إذا أحلى مني ؟عادي بالعكس لو أحلى مِني ..عشان ينقرف مني ويتزوج ثانية ..
نجود بشهقة :تبين يتزوج عليك !؟
سآرة ببرود :إيه عآدي ما فيها شي ..بالعكس أفتك منه ومن غثاه !


سمعت غآدة رنة على هآتفهآ النقآل الذي يوجد بحقيبتهآ ..
فتحت الحقيبة ..و أمسكت بهآتفهآ النقآل ..لترى الرسآلة التي أرسلها أيوب ..
إرتعشت أوصآلهآ بجزع مِنه ..
و هذهِ هي اللحظة التي لم تود أن تصل لِهآ ..
صحيح أنها إرتكبت مآ هوت بِه ..لكنهآ الآن تشعر بندم فضيع جِداً ..
جذبت شفتيها السفلى بتوتر ،تعلم أن الآن يراقبهآ ويراقب حركآتهآ المتوترة ..

تحركت أصابعهآ على الشاشة بإرتبآك ..لآ تعلم ماذا تفعل ؟
هل ترسل له رسالة ؟أم تتجاهله؟

لكنها لآ تستطيع فهو الآن يراقبهآ لآ محآلة ..وقد علم أنها قرأت الرسالة ..

و بسرعة طبعت له رسالة ..
"اللحين ؟"

أنزل أنظآره للرسالة الوآردة
و رد عليهآ بسرعة
"إيه اللحين ، سوي نفسك تبين تروحين الحمام ..وأنا بتصرف بروحي .."

قرأت غآدة رسالته ..
لتشهق بدآخلهآ ..إستأذنت سارة ونجود ،ثم ذهبت لدورة الميآة بخطوآت مُرتجفة ..
لم تجرب بعد غضب أيوب !
واليوم ستخوض تجربتهآ العنيفة معه ..تعترف أنها غلطت وإرتكبت حمآقة من خلفه ..
لكنهآ نآدمة جداً ..


؛



في موسكو ..و في شقة فيصل وعذوب الجديدة حالياً ..
السآعة الخآمسة – مساءً –

عذوب وهي ترى زوايا الشقة الفآضية الخآلية من أي أثآث ..عدا حقائبهم التي شغرت مسآحة وآسعة من إحدى الزوآيا ..

قآلت بإبتسآمة :ما شاء الله الشقة وآسعة !
فيصل :إيه ،والحلو إن سعرها مناسب ..[وهو يرى ساعة يده] ها كيف نروح اللحين نشتري بعض الأثاث؟
عذوب بهدوء :إيه نروح اللحين نشتري بعضهن ..

فيصل وهو يخرج الورقة التي إتفق فيها مع عذوب على الأثآث والأجهزة المنزلية والإلكترونية ..

فيصل ألقى نظرة سريعة على القائمة ..قآل بتلقائية :اليوم نروح نشتري غرفة نوم لنا و ثلاجة وطباخة ..هذه أهم الأشياء للحين ..و بكرة نكمل الباقي..
عذوب وهي تسحب حقيبة يدها :طيب ..

وهما يخرجآن من الشقة ،فُتِح باب الشقة التي كآنت بجوارهِم ..ليخرج منها رجل هو وزوجته ..لم يعر فيصل وعذوب لهما أي إهتمام ..
أغلق فيصل الباب ،ثم مضى بجانب عذوب إلى المصعد ..

ولكن قبل أن تمتد يد فيصل لزر إغلاق المصعد ..دخل ذلك الرجل هو وزوجته ..
الرجل بالإنجليزية :مرحباً ..
فيصل رفع رأسه إليه وأستغرب من لغته الإنجليزية ..فالواضح أنه غير روسي ..:مرحباً ..

ظل فيصل يحدق بِه ..ملآمحه أيضاً غير أجنبية البتة ..أسمر البشرة ..و ملآمحه عربية بدوية ..
قد يكون عربي !ولكن زوجته غير مُحجبة !

ظل الجميع يلفه الصمت ..همست تِلك المرأة التي بجانبه :متى سنعود ؟
لم يرد عليها هو ؛همست مرة أخرى :متى سنعود عزيزي؟


و أيضاً لم يرد عليهآ ..رفع فيصل رأسه بإستغراب إليه ..
لمَ لآ يرد عليها؟
هل هو أصم ؟

عِندما إستقرت أنظار فيصل إليه ..وجده يحدق بعذوب ..بنظرآت غريبة ،إلتفت لعذوب ليرآهآ مُنشغلة بهاتفها ..شتت فيصل أنظاره بين الرجل وعذوب ..
ما بِه ؟لمَ يراها هكذا ؟

فيصل شعر بالغضب حقاً ..ود لو أنه يستطيع أن يلكمه على عينيه ،إنه يحدق بِها وكأنها إحدى أملآكه ..فيصل مد يديه ومسك يدهآ وضغط عليها بقوة ..وكأنه يرسل رسالة للرجل بأنها له هو فقط !

ولكن لم يعر ذلك الرجل بالاً على حركة فيصل ..بل ظل يحدق بِها بنظرآت غريبة جداً ..

وصل المصعد ..للطآبق الأرضي ..

ليفتح الباب ،يُفترض أن يخرج الرجل وزوجته أولاً ..لإنهما بقرب البآب ،لكن ذلك الرجل ..ظل واقفاً ،ينتظر خروج فيصل وعذوب ..!

فيصل سحب عذوب وخرج من المصعد ..بخطوآت غآضبة ..
خرجآ من العمآرة بالكآمل ،لتستقر أقدآمهمآ على الشآرع ..صعد فيصل السيآرة الخآصة بِه ..وهي أيضاً ..
أغلق الباب بقوة ..

ثم حرك سيآرته مُسرعاً لحيث المجمع التجآري ..وهو يزفر بأكوآم مُلتهبة من القهر ..
إلتفت لعذوب ..ليقول :ما حسيتي بشي غريب؟
عذوب رفعت رأسها له :لأ ..مثل أيش؟
فيصل بجمود :مدري ..بس ذاك الرجال اللي كان معنا بالمصعد ما داخل مزاجي ..
عذوب بإستفهام :ليه وش فيه؟
فيصل لم يرد وهو يتذكر نظرآته الغريبة لعذوب ..

رفع أنظآره للمرآة الأمآمية ..ضيق بصره بحدة ،وهو يرآه بسيآرته يمضي خلفه ..إتسعت فيصل محآجره ..
أيعقل أنها أيضاً صدفة ؟
لمَ يلآحقنآ ؟
سرت الريبة في فيصل !!

أراد فيصل أن يختبره ..غيّر مسآر الطريق ،ليلتفت لشآرع فرعي ..رفع أنظاره أيضاً للمرآة ،ليجده أيضاً يمضي خلفه !
جذب فيصل شفتيه السفلى ،وهو يريد أن يعرف غآيته !

"والله لو كانت غايته عذوب ،ما بيمسي اليوم حيّ وأنا ولد أبوي "

إلتفت فيصل لمسآر المُجمع المنشود ..و هو لم يعر له بالاً ..إذا كآن خلفه أم لآ ..
لكن توعده بدآخله ..لو رآه مرة أخرى ،سيتصرف معه تصرف آخر ..

ركن فيصل سيآرته بموآقف السيآرآت ..
ثم نزل هو وعذوب ..يمشيآن جنباً إلى جنب ..مسك يديهآ للمرة الثآنية ..
شعرت بالإستغرآب منه ،فقد إعتادا مسبقاً أن يخرجآ إلى أماكن عآمة ..ولم يمسك يديها هكذا !

قآل ليوضح :عشان ما تضيعين ..
شعر برعشتهآ بين يديه ..ليضغط عليها بقوة ،إلتفت للخلف ..ولم يجد أحداً خلفه ..
تنهد بإرتيآح ..فقد كآنت محظى شكوك لآ غير ..

إبتسم بدآخله بِخفة ..على الجنون الذي إرتكب رأسه ..
دخلا بدآية إلى محل الأثآث ..كآن أثاث من نوع راقِ جداً ..عذوب شتت أنظآرهآ بإعجآب على الأثآث المركون على الزوآيا بطريقة جذآبة ..

فيصل وهو يترك يدها :ها شرايك ؟
عذوب بإبتسآمة :والله مدري ..كل الأثاث حلو هِنا !

فيصل وهو يقترب من إحدى الأسرة التي كآنت على شكل بيضاوي :شرايك بذا ؟
عذوب :حلو ،وحركة جديدة ..أول مرة أشوفها ..

فيصل وهو يعقد حوآجبه :تذكرين وش لون غرفتنا؟
عذوب بخفوت :سُكري تقريباً ..
فيصل بتفكير :شرايك نصبغ الشقة كامل ؟أنا وياك !
عذوب بإبتسآمة :من جد؟
فيصل بهدوء :إيه ..نشتري أصبآغ ،ونصبغ الشقة كآمل ..
عذوب بفرحة :طيب ..بس مو أحسن أول نصبغ بعدين نشتري الأثاث ؟
فيصل :لأ عادي نشتري أثاث غرفتنا باللون الأبيض أو سكري محروق ..ما بيضيع شي !أهم شي لون الفراش ..والإكسسوارات !
عذوب بإبتسآمة :ما شاء الله عندك خبرة فذا المجال؟

فيصل بضحكة :ترا أنا اللي مأثث بيتنا بالكامل ..
عذوب :ما شاء الله ..ما طلعت هين أجل ..

فيصل بإبتسآمة :أجل ؟ المهم ..عجبك ذا السرير البيضاوي؟
عذوب :إيه مرة حلو ..بس شوف الدولاب والتسريحة ..شكلهم ما لايق أحس ..
فيصل وهو يرى "الدولاب والتسريحة":لأ هذيلا مو تابعين لذا السرير ..للسرير ذاك "وهو يشير لإحدى الأسرة" ..
عذوب :آهـآ ..

فيصل وهو يقترب من لوحة السعر الموضوعة على التسريحة : قيمته حلوة ..مو مبالغ فيها..
عذوب وهي تقف بجانبه :كم يعني بالريال العماني؟
فيصل :أممم سبعة آلآف تقريباً ..( سبعين ألف سعودي) – قيمة خيالية ^^ -
عذوب بدهشة :و مو مبالغ فيها؟
فيصل بضحكة :ترا الأسعار هِنا نار ..فلازم من نوصل الشقة أسوي لك دروس في تحويلات العملات ..
عذوب :إيه والله يبي لي ..

فيصل وهو يمشي مُبتعداً عنهآ ..لحيث صآحب المحل ، يخبره بأنه يود أن يشتري هذه القطعة من الأثآث ..
بعدمآ إنتهى من إخباره وأتفقا على موعد جلب الأثاث والمبلغ إلتفت لحيث عذوب ..ليجد ذلك الرجل يقترب منها من الخلف ..

إتسعت محاجره بصدمة ..والشيآطين قد تجمعت أمام عينيه !


[إنتهى]


ويتجدد لقاءنا بيوم الإثنين
لآ تشغلكم الرواية عن الصلآة


بحفظ الرحمن *

آثَارْ ! 24-08-13 11:46 PM

رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي
 
_

السسلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
شلونكن ؟عسآكن طيبآت ي جميلآت ؟


و قدمنآ في موعد البآرت مرة ثآنية ..
بس للحين ما حصلت أي تفآعل على روآيتي على عكس المنتدى الآخر !
هل السبب قلة الأعضاء هُنا ؟!

douaa hammad, بنت محمد و البنآت البقية اللي تحط لي شكراً ..
زين لو تشآركني برأيكن ..
حتى لو "الله يعطيك العافية" عآدي ..أهم شي أشوف رد ..يخليني أستمر ..
ما تتصورون شلون منحبطة منكم !!





الجُزء [15]



فيصل وهو يمشي مُبتعداً عنهآ ..لحيث صآحب المحل ، يخبره بأنه يود أن يشتري هذه القطعة من الأثآث ..
بعدمآ إنتهى من إخباره وأتفقا على موعد جلب الأثاث والمبلغ إلتفت لحيث عذوب ..ليجد ذلك الرجل يقترب منها من الخلف ..

إتسعت محاجره بصدمة ..والشيآطين قد تجمعت أمام عينيه !
تحرك مُسرعاً بغضب كبير إليه ..مسك كتفه ولفه إليه بعنف ،ليقول :نعم؟ماذا تريد منها ؟

في هذهِ اللحظة ،عذوب كآنت مُنشغلة برؤية الأثآث ..عِندما سمعت صوت فيصل الغاضب ،إلتفتت برعب ..لتراه يمسك ذلك الرجل ..شتت أنظارها بين فيصل والرجل ..!

الرجل وهو يضع يده فوق يد فيصل :وخر عني !
لم ينصدم فيصل أبداً ..فقد توقعه أنه عربي خليجي !قآل بصوت خافت غاضب :شتبي ؟
الرجل وهو يرسل نظرآته لعذوب ..مُتجاهل غضب فيصل :إنتِ إسمك عذوب مو ؟

إرتعدت للخلف بدهشة !كيف عرفها !؟
فيصل حدق بعذوب..يُريد منها جواباً ..أردف الرجل :بنت محمد الـ ... ؟
إرتجفت شفتيها بخوف ،كيف يعرفها ويعرف إسمها الكامل ..
فيصل إزداد غضبه ..مسكه من طرف ياقته ،مُتجاهل تماماً أنه في مكآن عآم ..
قآل من بين أسنانه :كيف تعرفها ؟
الرجل ببرود ..وضع يده على كفه ،ليقول :إتركني ..ونتفاهم !
فيصل زفر بقهر ..تركه بِحده ..

قآل :ممكن نجلس في مكان عشان نتفاهم ..؟ما يصير كذا واقفين ..
فيصل بنبرة وآجمة :ما بيننا كلام أصلاً ..قل اللي معك اللحيـن ..
قآل بإبتسآمة :اللي أبي أقوله ،يبي نجلس له يومين ..!

فيصل بقلة صبر وهو يخرج ..يود ولو مرة أن يتحكم بأعصابه ..
لطآلمآ تفلت أعصابه من سيطرته في هذهِ الموآقف ..
حتى أنه إستغرب من نفسه ..كيف سمح له يتحدث بهذهِ الطريقة !


مسك فيصل يد عذوب المُرتعشة ..كآنت ترتجف بشدة ،صآمتة !
يلفها صمت قاحل،فقط تُحدق بِه ؛

مشى خلفهم ،وهو منزل رأسه للأرض ..
إستقرت أقدامهم عند أحد الكوفيهات ..ثم جلسا حول الطاولة ..
كآن الرجل مقابلهمآ ..يجلسآن جنب إلى جنب ..!

قآل بهدوء :أنت أكيد زوجها؟
فيصل بقلة صبر :إيه ..ويلا خلص ،أقلقتنا!

قآل وهو يرسل نظرآته لعذوب :ما شاء الله كبرتي ..وتزوجتي ![أردف بهدوء] ما عرفتيني؟

عذوب بفهاوة ..شتت أنظآرها بين عينيه بعشوآئية ..
تود أن تعرف من هو ..عينيه تشبهها ..تشبه غاليتي ..!

قآلت بخفوت :لأ ..
بإبتسآمة مُتألمة تحكي تفاصيلها وجع حقيقي :أنا خالك يا عذوب !!


"أنا خالك يا عذوب"
"أنا خالك يا عذوب"
"أنا خالك يا عذوب"

ترددت صدى جملته بأذنها ،حتى شعرت بأنها قد أصيبت بالصم ..!
لكم أن تتصورون مدى صدمتهآ !لكم أن تتصورون ما تشعر بِه الآن ..
تفتت ،جملته ..هزت أوصآلهآ بشدة ..
صدآع يفتك برأسهآ ..شهقآت تأبى أن تخرج !
خالها !
لم تستوعب بعد ما قال ..لديها خال !رائحة من أمها ؟
كـيف ذلك ؟

لآ زآلت مقلتهآ تدور بين عينيه بتشتت وآضح ..
كيف تركهم هكذا ؟
أين كآن كل هذهِ المٌدة ؟لمَ لم يزورنا!
يتفقد أخبارنا المريرة ؟

قآل بخفوت :أدري إنك مو مستوعبة اللي قلته ..بس هذا الصدق يا عذوب ..إيه أنا خالك فهد !أخو أمك ..

فيصل القآبع بجآنبهآ ..يجزم أنه يسمع ضربآت قلبها المُتتآلية
هو لم يستطع التصديق !فكيف هي؟!
كيف لها أن تصدق ..
خآف أن تنهار ..أو تصرخ !وهم في مكآن عآم ..
وضع ذرآعه حول كتفهآ ..يود أن يسآندهآ ..!
يمنحهآ في هذهِ اللحظة من قوته ..

عِندما لم يسمع ردهآ ..أردف :من مآتت أمك الله يرحمها بالسرطآن ،أنا ماعاد للحياة طعم عندي !كآنت لي الأم والأخت والصديقة وكل شي !سآفرت برا الديرة ..كان ما ودي غير إني أنسى اللي صار ..أبي أنسى أنها رآحت ،لكن ذا دفعني الثمن ..تركتكم وأنتو صغار ..وذا أكبر ذنب بحياتي ..

تجمعت الدموع في عينيهآ ..لتقول برجفة :لـ ..ليه ما سألت عنا؟تركتنا بدون أم ..تدري وش صار بأبوي بطارق؟

لحظة صمت دنت من روحه ..ألم ينخر بقلبه ..!
خَجِل من نفسه جداً ..

قآلت بصوت مُرتعش ..أدمى قلب فيصل :طآرق راح وخلاني ،وأبوي ......

لم تستطع أن تُكمل ،أغمضت عينيهآ بِقوة ..وأنزلت رأسها !
تنآثرت الدموع على حضنهآ ..
فيصل عِندما رأى تأثرهآ ،سحبها لِصدره ..لم يعر بالاً للمكآن الذي يجلس بِه ..
شد عليها بقوة ..وهو يقول بخفوت :خليك قوية ..

فهد هم وآقفاً من مكآنه ..ليجلس بجآنبهآ على الكنبة الطولية ..
وضع كفه على كتفهآ ..ليقول :عذوب ..!عذوب ناظريني !لا تخليني أتعذب أكثر من ماني متعذب ..أدري إني غلطت يوم تركتكم وما سألت عنكم ،بس ياروح فهد ..لا تزيدينها عليّ ..

إنفجرت في بُكاء صآمت ،لآ يسمع أنينه ..سوى قلب فيصل !
بكت بصوت مكتوم ،أرهقها جداً وجداً


فهد رفع أنظاره لفيصل ..ليقول :أفضل أن يكون لنا لقاء ثاني !كذا ما يصير ،أبي أكلمها بهدواة ومن دون إنفعالات ..دامكم جنب شقتي ،بجي معكم !

أخرج من جيبه ورقة بِهآ رقم هآتفه النقال ..وضعهآ على الطاولة ،ثم هم واقفاً ليذهب ..
هو لم يستطع أن ينطق تِلك الحقيقة ،فكيف بِها هي !
تنهد بعمق ،وهو يبلع تِلك المرآرة الموجعة ..

عذوب ولآ زآلت تبكي بألم على كتف فيصل ،تبكي بِحرقة ..
تركهم ،يعيشون على حافة الهآوية من الفقر والذل ..والوحدة ؛
لآ أحد يسآندهم ،سوى جآر ..قد منحه الله الرقة في قلبه ..فيصل إحتضن رأسها ،ليقول بخفوت :عذوب ،خليك قوية ..لا تضعفين قدام اللي يسوى واللي ما يسوى ..إمسحي دموعك يا روحي ..

قلبه يتفتت بِشدة عليهآ ،فقط يتذكر كلآم وآلدته عنها عندما حكت له ما حدث لها ..
ويشعر بالعبرة تخنقه ..

عذوب من بين دموعها وعبرآتهآ العنيفة :وين عنا كل هالمدة ؟ما سأل عنا ؟ميتين حيين ؟حالتنا كيف؟


؛


في بيت الجدة ..


سمعت غآدة رنة على هآتفهآ النقآل الذي يوجد بحقيبتهآ ..
فتحت الحقيبة ..و أمسكت بهآتفهآ النقآل ..لترى الرسآلة التي أرسلها أيوب ..
إرتعشت أوصآلهآ بجزع مِنه ..
و هذهِ هي اللحظة التي لم تود أن تصل لِهآ ..
صحيح أنها إرتكبت مآ هوت بِه ..لكنهآ الآن تشعر بندم فضيع جِداً ..
جذبت شفتيها السفلى بتوتر ،تعلم أن الآن يراقبهآ ويراقب حركآتهآ المتوترة ..

تحركت أصابعهآ على الشاشة بإرتبآك ..لآ تعلم ماذا تفعل ؟
هل ترسل له رسالة ؟أم تتجاهله؟

لكنها لآ تستطيع فهو الآن يراقبهآ لآ محآلة ..وقد علم أنها قرأت الرسالة ..

و بسرعة طبعت له رسالة ..
"اللحين ؟"

أنزل أنظآره للرسالة الوآردة
و رد عليهآ بسرعة
"إيه اللحين ، سوي نفسك تبين تروحين الحمام ..وأنا بتصرف بروحي .."

قرأت غآدة رسالته ..
لتشهق بدآخلهآ ..إستأذنت سارة ونجود ،ثم ذهبت لدورة الميآة بخطوآت مُرتجفة ..
لم تجرب بعد غضب أيوب !
واليوم ستخوض تجربتهآ العنيفة معه ..تعترف أنها غلطت وإرتكبت حمآقة من خلفه ..
لكنهآ نآدمة جداً ..


أيوب رآقبهآ بأنظآره إلى أن ذهبت ،ثم قآل بهدوء :أنا بروح أنزل الهدايا ..
فِراس بفرحة مصطنعة :وأخيراً ..ما بغيت
سآرة رمقته بحدة ..

"يبي يسوي كوميدي هو و وجهه ههههههه "

هم أيوب واقفاً ..ثم خرج من المجلس بالكامل ،إلتفت لحيث مكآن الحمامات ..
ذهب إلى هُناك ،ليرآهآ تقف أمام المِرآة ..تُعدل حجابها ،عِندما رأته يقف بكامل طوله
إهتزت بكاملها ..

قآل وهو يرمقهآ بسخرية :أجل سويتي اللي في راسك ها؟
غآدة صمتت لم ترد عليه ..

أردف :لفي لي ..عشان أقدر أكلمك يا الجبانة
إنصعقت من كلمته !عآد إلى أيوب القديم ..إلتفتت إليه برجفة ..والدموع قد تجمعت في عينيها ..
إقترب منها ..ليقول :ليه تعاندين ؟أنا مو قايل لك إني بروحي باخذك؟

أنزلت غآدة رأسها للأسفل ..لتقول بصوت مخنوق :كنت نايم !
أيوب بإنفعال خافت :وإذا نايم؟خلاص خربت الدنيا ؟! يعني ما بأنهض وآخذك؟خليتيني مثل الغبي عند أهلي ..نازل لهم من الغرفة بروحي !

غآدة شعرت بألم الندم ينخر قلبها !قآلت بصوت مخنوق متوجع :أيوب دام حياتنا بتكون كذا ..طلقني
إنصدم من ردة فعلها ..إقترب منها أكثر ،ليبتسم إبتسآمة جآنبية ساخرة :غويد حبيبتي !كبري عقلك شويتين ..زين؟الطلاق مو لعبة ..
غآدة بإصرار والدموع قد تناثرت على خدها بحرقة :قلت لك طلقني !أنا صبرت عليك في البداية ..واللحين ما أقدر أصبر عليك ..

تنهدتُ بقلة صبــر !مجنونة ،متهورة ..طفلة
لآ تعي أبداً ما تقوله ..وما تنطق بِه ،لو كآن شخص غيري لنطقها بسرعة ..!
تحكمتُ بأعصابي مرة أخرى ..و لكن بدآخلي أود لو أني أضربها وألقنها درساً على لسآنهآ المتهور !


أيوب من بين أسنانه :خلي ذي العزيمة تنتهي على خير ..وبعدين يصير خير
غآدة بنبرة باكية :إحلف إنك تطلقني
أيوب بقلة صبر :لا حول ولا قوة إلا بالله ..صدق إنك بزر ..قلت لك بعدين يصير خير ،ما أقدر أتفاهم معك هِنا في الحمام ..روحي اللحين وخليك عادية ومسحي دموعك ..


؛


بعد إنتهآء العزيمة عند الجدة ..كل عآئلة ذهبت بسيآرآتهآ الخآصة لحيث المطآر ..

في سيآرة خآلد و وعد ..

وعد بقلق :خالد ..كيف اللحين ؟فيه آلام؟
خآلد وهو يعقد حواجبه :تروح وترجع ..!
وعد بشفقة:حبيبي والله ما تهون

إلتفت إليها بإبتسآمة :يا فديت الخايف عليّ ،إن شاء الله مافي شي ..
وعد بتنهيدة :إن شاء الله ..


؛


وصلت جميع السيآرآت ..للمطآر !
قرروا أن يأخذوا سيآرآتهم معهم لصلآلة ؛نزل الجميع ..إنتهوا من وضع الحقائب وإنهاء إجراءات الجوازات ..

لم يتبقى إلا القليل و سيعلن نداء الرحلة ..وفعلاً بعد عدة دقائق
سمعوا نداء الرحلة لصلآلة ..

جميعهم ..مضوا نحو الطائرة ،صعدوا السلالم ..وإستقرت أقدامهم على أرض الطائرة بسلآم ..
كآن ترتيب جلوسهم كالتالي ..

سائح آسيوي،أبو أيوب^^ أبو خالد، أم خالد
عُمر،فِراس^^ سارة، أم أيوب
غادة،أيوب^^أبو فيصل،أم فيصل
وعد،خالد ^^ شابان عُمانيان

ربطوا أحزمتهم ..و مددوا جلستهم بإرتيآح
عِند "سارة وأم أيوب"

كآنت تشعر بضيق كبير جداً ،بسبب وجوده بجآنبهآ ..صحيح أن الممر يفصل بينهما إلآ أنها تشعر بقربه جداً منها
وهذا يشعرها بالإختناق ..!
تلمحه من زاوية عينها اليسرى كيف يتبادل أطراف الحديث مع عُمر بكل مرح ..و ود
زفرت بقهر ..

"مقدر أبلعه ذا الآدمي ..مدري شفيني عليه كذا ،قلبي للحين ما راضي عليه ..مع إني نسيت السالفة ..لكن لا زلت أكرهه وأكرهه حيل "


إلتفتت لوآلدتهآ ..تود أن تتبآدل معها أطراف الحديث ،لتتناسى وجوده
قآلت بهدوء :يمة ..
إلتفتت أم أيوب لها :همم
سآرة بإبتسآمة :فأيش سرحانة ؟- بخبث- غيرانة من فوزية لإنها جالسة مع زوجها ؟- أم خالد - ..ترا عادي بقول اللحين لأبوي يجلس جنبك وأنا اروح أجلس مكانه ..

أم أيوب بدهشة :الله يلعن بليسك !وش ذا الكلام الماصخ؟
سآرة بضحكة خافتة :اللحين ذا كلام ماصخ الله يهديك؟والله ما قلت إلا الصدق ..
أم أيوب بحزم :إسكتي واللي يسلمك ،جسمي للحين يرجف
سآرة بدهشة :ليه؟
أم أيوب :ليه؟ من الطايرة يوم أقلعت ..حسيت روحي طارت معها

سآرة بضحكة :هههههههه ..ترا مو أول مرة تركبينها
أم أيوب :إيه مو أول مرة ،بس آخر مرة ركبتهآ قبل ثلاث سنين !


بجآنب غآدة وأيوب ..

تُحدق على زُجاج النآفذة ،و العبرة تخنقها ..تمنعها من التنفس ..!
مالذي أوصلت به نفسها من تهور؟
إلى أين وصلت ؟

تنهدت بضيق كبير ..
بينما أيوب كآن الصمت يلفه ،وآجم عن الحديث ..لا يود أن يتطرق معها إلى أي حديث الآن
يشعر بأنه إكتفى عن الكلام معها ..!

غآدة بخفوت :أيوب ،ترا ما أقصد من الكلام اللي قلته أبد ..
أيوب إلتفت إليها ..ليرى عينيها مُكتضة بالدموع :ومن قال إني أخذت كلامك على محمل الجدية ؟"وهو يؤشر لأذنه اليمين ثم اليسار" أدخله من هنا وأطلعه من هنا !

أردف بهدوء :بس أبيك تفهمين يا غادة ،إن كلامي ما ينكسر أبد ..مهما قلت لك وأمرتك تطيعيني ..
غآدة بإنفعال خافت مخافة أن يسمعها أحد :وليه تكلمني كذا؟كأني طفلة؟
أيوب :توك إنتبهتي لنبرة كلامي؟أنا بصراحة ماعرفت بأي أسلوب أتعامل معك ..عجرت أدور طريقة عشان أتعامل فيها وياك ..!


إلتفتت عنه بحدة ،لتقول :شريــر ><
هز رأسه بضحكة ..ليقول بصوت هادئ :صدق إنك بزر ..


بجآنب عُمر وفِراس

يتبآدل أطرآف الحديث مع عُمر ،وهو متعمد في تجآهلهآ تماماً ..
و لكن ..ضحكآتهآ الخآفتة ،تُرغمه أن يلتفت إليهآ ..ضحكتهآ جذابة ،فآتنة !

"خلنا نوصل على خير يا سارة ..و بتشوفي منهو فراس ! "

قآل بهدوء :شفيك سكت ؟
عُمر وهو يلوي شفتيه بملل :اللحين أنا اللي سكت ؟ولا أنت ؟أنادي فيك وما تسمع
فِراس بضحكة :إحلف؟قسم بالله ما سمعتك
عُمر :مدري شتفكر فيه؟
فِراس بنبرة بآردة :خصوصيآت – أردف- إلا عمران ،أبيك تتكلم معي اللحين إنجليزي ..تصدق ما سمعتك أبد تتكلم معي ..
عُمر بإبتسآمة :أخاف تفك حلقك ما فاهم شي ^^
فِراس :هه ..أقول لا تخليني أذكرك بماضيك الأليم ههههههههههههههه
عُمر ببغض :يا سخافتك !

فِراس وهو يقترب من جبهة عُمر ..وضع أنملته السبابة عليها ،وكأنه يتفقد شيء ما
أبعد عُمر رأسه بإستغراب :شفيك؟
فِراس بهدوء:لا بس أتفقد أثر الإنفجار على جبهتك ..

عُمر ضرب يده بخفة وهو يقول :والله إنك بايخ ..
فِراس بضحكة :طيب ما لازم تحلف ..- أردف بملل- مدري وش اللي خلاني أقعد جنبك أووف!بزر
عُمر :اللحين أنا بزر؟مدري من اللي حركاته بزر
فِراس :أقول لا يكثر ..شف ساعتك كم بقى ؟
عُمر وهو ينظر لسآعة يده :عشر دقايق ،إلا أنت وش فايدة الساعة اللي بيدك؟

فِراس وهو ينظر لهآ :خربانة ما تشتغل ؟
عُمر بدهشة :إحلف؟يا خسارة ! والله إنك ما تستاهلها
فِراس :طاحت في المسبح!

فِراس وهو يتذكر تِلك الحادثة التي جمعته بِ سآرة ..
إبتسم بدآخله ،ثم إلتفت إليها ..كآنت تلعب بأظآفرهآ ،و الوآضح على مُحياهآ السرحآن
تنهد بدآخله ،و هو يتمنى لو يتكرر ذلك الموقف !
كآنت قريبة مِنه وبشدة ،إبتسم ..وهو يتذكر كيف تشبثت بِه وتعلقت ،والخوف يطفح بعينيها ..

عُمر زفر بقهر ..ليقول :يا ليل البعارين!
إلتفت فراس بإستغراب له:شفيك شفيك؟
عُمر إقترب منه ليقول بخفوت خبيث :أقول شكلك تبي سوير تجلس جنبك مو؟
فِراس إنفجر ضاحكاً ..جعل كل من حوله يلتفتون إليه ..
وأولهم ..سآرة !

قآل بصوت خافت :يا خبثك يا رجال!أشك أنك داخل بمخي
عُمر بدهشة :يعني صح؟
فِراس بهدوء :إيه صح !وبعدين شفيها؟زوجتي
عُمر بغضب :صدق إنك ما تستحي !ما بعد صارت زوجتك يا المعفن ..
فِراس وهو يلتفت إليهآ ..لآ زآلت تحدق بِه بإستغراب
على تلك الضحكة التي أطلقها ..

قآل بخفوت :قريباً بتصير..



؛







في منزل أبو صآلح – عصر-
و في جنآح صآلح تحديداً ..

تُدوّر ملعقة الشوربة المُفلطحة بوسط الشوربة بملل ،تسأل نفسها مِراراً وتكراراً
ما بي؟لمَ لست سعيدة؟

لآ تشعر إلا بالضيق فقط !مُنذ أن سمعت بخبر حملها ..
وضعت الملعقة في فمهآ ،لتنكمش ملامحها :يع باردة!

وضعتها بالصينية ،ثم همت وآقفة عن الغداء ..أخذته وأنزلته بالأسفل و وضعته بالمطبخ !
عآدت إلى جنآحهآ ..و الضيق قد رسم ملآمحه عليها بوضوح ..

جلست بطرف السرير ،و بدأ الشيطآن يبعث وسوآسه فيها ..
طوفآن من الأفكآر إنهالت على مُخيلتها ..
تآرة تُفكر ..بـ صالح
أم صالح
عذوب ..

هُنا توقف تفكيرهآ تماماً ..تذكرت البآرحة كيف صآلح تكلم عنها !
لتكتظ عينيها بالدموع وهي تتذكر آخر ما قاله ..

بعد إنتهاء تنآول وجبة العشاء ..صعد لجناحه وهي معه ..بعدما جلس على مكآنه في السرير وهي أيضاً

قآل بهدوء :إتصلتي على عذوب تشوفي أخبارها؟
شوق إلتفتت إليه ..لتقول بغضب كاسح :وش لي بها وأخبارها؟تزوجت وخلاص
صآلح إستغرب من نبرة صوتها الغاضبة :طيب ما قلت شي ..أقصد تشوفي أخبارها موحلوة كذا حتى عرسها ما رحتيه ..

شوق إلتفتت عنه ..وقآلت بنبرة وآجمة :عاد كيفي وبعدين سوالف الحريم لا تتدخل فيها
صآلح رفع حاجبه بدهشة :نعم ؟شقلتي؟
شوق قآلت وهي تمدد كل حرف عمداً :سوالف الحريم لا تتدخل فيها!إهتم في شغلك إذا تقدر
زفر بغضب ليقول :ماشاء الله ..اليوم طالعة بأسلوب جديد معي؟!

أردف بزفرات ساخنة :ذا الحمل مهبل فيك وبعقلك ..
شوق :الحمدلله الحمل ما سوا فيني حاجة ،قول إنت الظاهر ذي العذوب اللي مهبلة فيك وبعقلك ..لا جلست معي ما تطري غيرها محد في لسانك غيرها ؛مو كأنها حرمة متزوجة

سحبها من ذرآعهآ بقوة ..لتسقط على صدره ،قآل من بين أسنانه :لسانك يبي له قص يا بنت عبود – عبدالله –
تنآثرت دمعآتهآ على صدره من ألم ذراعها ..لتقول بصوت مخنوق :شيل إيدك عني ..أوجعتني!

أبعدها عنه بعنف ..ليهم واقفاً بغضب :ترا راعيتك وصبرت عليك وكثير يا شوق ..لا تخليني أجن وأسوي شي ما يعجبك
شوق بصوت مُرتجف :إنت أصلاً متى راعيتني؟حتى بحملي تهزأني
صآلح بقهر ..وهو لا يعي ما يقوله :عساه ما يثبت !

سحب مفتاح سيآرته وخرج بخطوآت غآضبة ..
بينمآ هي تجمدت في مكآنهآ من دعوته ..بصدمة ..!
ألجمتها حتى عن التنفس ..

"عساه ما يثبت!"
"عساه ما يثبت!"
"عساه ما يثبت!"

إرتجفت شفتيها بألم ،لتنكب على سريرها ببكاء مُر جداً ..


؛


في موسكو – ليلاً-
و في شقة فيصل وعذوب ..

هآهي تنتظر وصول خالها المزعوم ،ولآ تزآل عِبرآت بدآخلها تود الخروج ..
لم يقصر فيصل معها مُطلقاً ..سهر البآرحة الليلة معها ،فقط يهدءها ويمنحها قوة لتحمل الصدمات في المُستقبل ..!

كم هي ممتنة له .. زوج ،صديق ..أب ،أخ ..وأكثر من ذلك ..
لربما شغر مكان طارق في قلبها الآن ..
إحتل عرشه على قلبها وبعنف أيضاً ..لآ تتخيل حيآتهآ من دونه ..
أصبح لها كُل شيء في هذهِ الحيآة ..!

و أخيراً ،سمعت جرس الشقة يرن ..إرتعش قلبهآ ..!
فخالها الآن قد وصل ..
همت وآقفة لتفتح له الباب ..لكن فيصل سبقها خآرجاً من الغُرفة ..
فتح الباب ..ليدخل فهد ..
بإبتسآمة :السلام عليكم ،عسى ما أزعجتكم !
فيصل :وعليكم السلام ،لا أبد مافي إزعاج ..تفضل
فهد :زاد فضلك الله يخليك ..

إمتدت خطوآته ..عابراً عتبة الباب ،لتستقر قدميه على أرض شقة إبنة أخيه ..!
عذوب عِندما رأته يدخل ..إغرورقت عيناها بالدموع ..
لآ تدري لمَ لم تنتبه مُسبقا لملآمحه المُقتبسة من وآلدتهآ ..
يُشبهها رغم أن وآلدتهآ توفت وهي بعمر الخآمسة ..
تحفظ ملآمحهآ جيداً ؛

تقم إليها بإبتسآمة ..ليضمها إليه ،يود أن يحظى بحضنها
لربما يجد رآئحة أخته بِها ..يود أن يروي عطشه منها !

أبعدهآ عنه بهدوء ،ليقول بنبرة هآدئة :لا تبكين عذوب ،لا تبكين يا روح أمك ..
عذوب إستنشقت جميع الهواء من حولها ..ملأت رئتيها بالهواء ..
لتمنع عبرتها التي كآدت أن تقتلها ..

سحبها معه ،وأجلسها على الكنب بجآنبه ..
و بدأ بسرد جميع ما كآن يود أن يخبرها بِه ..
أخبرهآ ..بوحدته وألمه الذي شعر بِه عندما توفت وآلدتهآ ..و هروبه من الوآقع ،
كيف طلب من مدير شركته بأن يعطيه أي دورة للعمل في الخآرج
فقط كآن ..يود أن ينسى ..!
لكن على حساب ،أبنآء أخته الحبيبة ..
و فعلاً ..سآفر لروسيا ،وعمل بِها ..و تزوج !و حدث ما كان يرغب بِه
وهو النسيآن ..طوى صفحآت الماضي ..
و إنغمس بحيآته وملذآتهآ ..نآسياً ما تركته أخته له ..


؛


وصلوا لأرض صلآلة ..أرض اللبآن والأصآلة !
كل عآئلة ذهبت بسيآرتهآ متوجهين جميعهم إلى الفندق الذي حجزوه مُسبقاً ..
و قد حجزوآ لهم جنآحين فخمين ..!

جنآح لـ"أبوفيصل،أبو أيوب،أبوخالد،فراس،أيوب،خالد،عمر"
و جنآح لـ"أم فيصل،أم أيوب،أم خالد،غآدة،سارة،وعد"

في جنآح النساء
المُتكون من غرفتين و صآلة ومطبخ تحضيري ..
في غُرفة "سارة،غادة،وعد"

تركن حقآئبهن بالزآوية في الغُرفة ..
جلست سآرة على طرف السرير
سآرة بنبرة تنم عن التعب :آآآه ،متكسرة متكسرة للآخــر ،ما فيني حيل حتى أدخل الحمام أتروش..
غآدة وهي تجلس على الكنبة :إيه والله ..كذا بعد رايحين بطايرة مو سيارة !

وعد وهي تدخل إلى الغُرفة بإبتسآمة :بنات تعالن تعشن ..
سآرة وهي تستعد للنوم :أنا ما أبي ..
غآدة وهي تهم وآقفة :لا انا أبي ..ما ماكله شي من الغدا ..

خرجت وعد وغآدة للصآلة حيث هُناك جميع النساء ..

أم أيوب وهي تتفقد بنظرآتهآ سارة من بينهن :وين سارة؟
غآدة :ما تبي ..
أم أيوب وهي تضع صحن الحُمص :إيه ترا إذا النوم جاها ..ما تشوف شي غيره
جلست غآدة و وعد حول الطعآم الموضوع على الأرض ..
وذلك بسبب الأربعة كراسي الموضوعة حول طآولة الطعآم ..
فهي لآ تكفي عددهن ..!

أم فيصل بإبتسآمة :ما شاء الله بس ،من يوم حطت رجلي برا المطار ..و الجو يجنن تبارك الرحمن ..ما تقولي تعبانة أبد ..يروح التعب كله..!
أم خالد :إيه والله ..عآد أسمع برا كأنه سيل ..

غآدة بفرحة :سيل؟
أم أيوب :إيه ..قبل شوي سمعت أيوب يقول ..
خفق قلبهآ بشدة ،فمنذ آخر حديث تحدثا فيه في الطائرة ..إلى الآن ولم يتطرقا إلى حديث آخر ..

أم خالد :والله لو كنا حاجزين شاليه أحسن من الفندق ..!
أم فيصل :إيه وأنا معك فذي النقطة ..بس سمعت أبو فيصل يقول أنه زحمة كثير
أم أيوب بضحكة :هو زين إن حصلنا ذا الفندق ولا كان بننام اليوم في الشارع ..
وعد ضحكت بخفة :ههههههه ،الحمدلله أجل ..
أم فيصل بهدوء :يلا اليوم عاد نامن من وقت ،عشان بكرة الفجر طالعين لدربات و المغسيل ..
غآدة بفرحة :أهم شي المغسيل ،يالبيه بس ..النافورات أحلى حاجة فيها والبحر هناك خيال ...


في جنآح الرجال ..
و في غرفة الشباب "فراس،أيوب،خالد،عُمر"

دخل خآلد للغرفة ..ليجده نآئماً على الكنبة ،إقترب منه وهزه بخفة :فراسووه ..إنهض قوم تعشى ..
عقد حوآجبه بخفة وهو يقول بخفوت :ما أبي ..
خالد بإبتسآمة جانبية :غريبة ما تبي!

تركه ،ثم خرج من الغرفة متوجه للصالة حيث يجلسون هناك الآن حول سفرة الطعآم ..
خآلد جلس بعد تنهيدة :ما رضى يقوم ..
أبو فيصل :براحته ،نحن نترك له ..لآ قآم يسخنه وياكل ..

أبو أيوب :إلا كيف التخطيط لبكرة ..؟
أبو خالد بهدوء :إن شاء الله نكون طالعين الفجر ..أول شي نروح دربات نفطر هناك ..بما أنه هدوء أكثر ..

أيوب :إيه حلوة دربات الصباح ،بس ترا برد عاد ..
إستأنف الحديث أبو أيوب :و نتغدا في أي مطعم ،وبعدها نسير المغسيل ..
عُمر بإبتسآمة :يا إني مشتاق للبحر من يوم رجعت من بريطانيا وأنا ما رحت البحر ..
أيوب بهدوء :طيب إسكت خل أبوك يتكلم ..

عُمر صمت بإمتعآض ..أكمل أبو أيوب :و الليل عاد أتوقع نكون في الفندق !ولا أنتو شرايكم؟
خآلد :لا يا عمي كل اللي قلته ممتاز ..بس بالنسبة للمغسيل !أحس أن ما لازم ناخذ الحريم والبنات معنا

عُمر بإستغراب :ليه؟
خآلد وهو يعقد حوآجبه بضيق :المكان زحمة والشباب فيه واجد ..
أيوب بنفس نبرة خالد :إيه وهو الصادق ..
أبو خآلد :دام كذا ،نأجل سالفة المغسيل اللحين ..شوفوا لكم مكان ثاني ..

في هذهِ اللحظة ..صدح رنين عالِ على هآتف أبو أيوب ..
أنزل رأسه لهآتفه الذي كآن بجآنبه ..ليجد إسمه "سالم عُمان"يتوسط الشآشة بشموخ
و بسرعة هم واقفاً ،ساحباً معه هاتفه النقآل..
ليدخل إلى إحدى الغرف ..

أبو أيوب بإبتسآمة وآسعة :السلام عليكم ورحمة الله وبركآته شيخنا
سآلم بود كبير :وعليكم السلام والرحمة ..
أبو أيوب :ما شاء الله وصلت عُمان هآ .. الحمدلله عالسلامة ،كيف الحال والأحوال؟
– علم ذلك من الرقم –

سآلم بإبتسآمة إتضحت لأبو أيوب من نبرة صوته :الله يسلمك ويخليك ،الحمدلله كل شي تمام ما شاكيين باس ..أنتو شخباركم ؟وصلتوا صلالة إن شاء الله ؟
أبو أيوب :الحمدلله يا رجال الكل تمام ،إيه والله على صلاة العشا إحنا وآصلين
سآلم :ما شاء الله ..عساها رحلة طيبة لكم
أبو أيوب :آمين ،إلا أنت والأهل متى بتوصلون صلالة؟
سآلم :إن شاء الله فجر اليوم طالعين والصباح نوصل عندكم ،إلا أنتو بأي فندق مستأجرين؟
أبو أيوب بإبتسآمة :فندق الـ **** ،وإذا تبي أحجز لك اللحين ..عادي ،ترا راعي الفندق يعرفني ..يعني أقدر أسوي لك واسطة ..لإن الفندق مزحوم

سآلم بود :تسوي خير ،يالله أجل أنا بخليك اللحين ..وسلم على عُمر يعلم الله مشتاق له كثير وبنتي الصغيرة ما صدقت على الله إنا بنروح بلاد عُمر على قولتها هههه
أبو أيوب :هههههه ،الله يخليها لك ..وسلآمك وآصل إن شاء الله ،يالله فخاطرك شي؟
سآلم :الله يخليك ما تقصر ،تصبح على خير

أبو أيوب :وأنت من أهل الخير ..مع السلامة
سآلم :بحفظ الرحمن ..

أغلق أبو أيوب هآتفه بإبتسآمة وآسعة ،ثم خرج من الغُرفة ليخبرهم بمجيئه ..
لكنه لم يجد هُناك سوى عُمر وأيوب ،يتبآدلآن أطرآف الحديث ..بهدوء سآكن ..
أبو أيوب بإستغراب :وين راحوا؟
عُمر :قالوا تعبانين وراحو ينآموا ..
أبو أيوب بهدوء :آهـآ ،وأنتو بلاكم ما نمتوا ؟الساعة وحدة إلا ربع عاد !
أيوب :اللحين بنروح ..بس قاعدين نتشاور أنا وعُمر فحاجة ..

أبو أيوب وهو لآ يحب أن يتدخل في أمور أبناءه ..
يود أن يتشاوروا بمفردهم ويتفقوا ثم يخبروه بقرارهم النهائي ..وهذا ما أكسبهم الثقة العالية بالنفس ..!

أبو أيوب :آهـآ ،وترا بكرة عمكم سالم بيجي الصباح ..يعني بنلاقيه يمكن في دربات ..
عُمر الذي كآن يشرب الماء من القنينة الصغيرة التي بيده ..
ليتشرق ..:كح كح كح كحكح ..
أيوب بضحكة ضرب ظهره بخفة :سلامتك سلامتك ..شفيك؟

عُمر رفع رأسه لوآلده ..ليقول بعدم تصديق :بكرة ؟
أبو أيوب بإبتسآمة :إيه بُكرة ..ويسلم عليك يقول مشتاق لك كثير خاصة بنته الصغيرة ههههه

جآءت صورة ميّ أمامه ..لتليهآ صورة أروى ..
إبتسم بحب لذكرآهآ ..قآل :يا فديتهآ أنا ..
أيوب بإستغراب :كم عمرها؟
عُمر إلتفت إليه وهو يلوي شفتيه :لا يروح بالك بعيد ..عمرها يالله 4 ،5 سنوات
أيوب بإبتسآمة :يحليلها ..وما لقت غير خشتك تشتاق لها ،يالله معليه صغيرة وما فاهمة شي

عُمر بقهر :وش قصدك ياللي مانيب قايل؟
أبو أيوب وهو يبتعد عنهم ،والإرهآق قد وضح على مُحياه :يالله أنا بروح أنام ..تصبحون على خير ..
عُمر وأيوب في نفس اللحظة :وانت من أهله ..

هَم أيوب وآقفاً ..إلى أن وصل لعتبة باب الغرفة ،إنتبه لعدم وجوده خلفه ..إلتفت إليه ليجده جالساً وعيناه تُحدق على علبة المنديل بسرحآن وآضح :مطول بالجلسة؟ما فيك نوم؟
عُمر إنتبه من سرحآنه ليلتفت إليه :لا توني جاي ..أنت إسبقني ..
أيوب وهو يدخل للغرفة :لا لاتخاف ما مستخف على جيتك ..إن شاء الله تنام بالصالة

عُمر تجآهل كلمآته ..ليغوص مرة أخرى في دهآليز أفكآره ..
يُفكر بِهآ ..مُتضآد جداً في مشآعره !
يشعر بشيء مُتضآرب دآخله ،يشعر بالود نآحيتهآ و أحياناً البغض والكُره
وهو يتذكر كلمآتهآ وسخريتها اللاذعة بِه ..
ولكنه يشفق عليها عِندما يتذكر محآولآتهآ في إرضاءه ..
تنهد بعمق ..
ثم هَم وآقفاً ،ودخل الغُرفة ..ليجد الجميع يغط في نوم عميق ..
إنكمشت ملآمحه بقرف
"أووف وش ذي الريحة ؟ريحة عرق خايسة ..الظاهر ناموا وما تروشوا ،الله يخس بليسكم !كيف أنام اللحين أنا؟"

وبسرعة سحب بطآنيته وهآتفه ،ثم خرج إلى الصآلة لينآم على إحدى الكنب الطولية ..



؛



في موسكو – فجراً-
و في شقة فيصل وعذوب وتحديدا بغرفتهمآ ..

طوت سجآدتهآ بعدما إنتهت من صلآة الفجر ،شعرت بلذة عظيمة تسري بجسدها بعد إنتهاء الصلآة ..صلت بخشوع تآم ،و دعت الله بتضرع ..أن يسكن وآلدتهآ وطآرق فسيح جنآته
و يشفي وآلدهآ من مرضه ..و يغفر الله لهآ ولفيصل ولخآلهآ جميع ذنوبهم ..!
دعت للكل ..لكل الذي تعرفه وترك بصمة لهآ في حيآتهآ ..

حتى شوق ..دعت لها بالخير !
مُتنآسية تماماً ..كلمآتهآ المؤلمة ..

سمعت صوت باب دورة المياة يُفتح من خلفهآ ..
عَلِمت أنه خرج ،قآل وهو يقترب من سجآدته ليؤدي صلآته :كيف جهزتي كل أغراضي ؟
عذوب بهدوء :إيه ..لبستين بس ؟
فيصل وهو يفرش سجآدته :إيه ..و إن شاء الله بكرة في الليل أرجع ..
عذوب تنهدت لتقول :أجل إسمح لي أجلس مع خالي و زوجته ،أخاف أقعد بروحي في الشقة !
فيصل بإبتسآمة :إن شاء الله ..روحي لشقته

عذوب وهي تبتعد عنه لتخرج من الغُرفة :يالله صلِ وتقبل الله ..أنا بروح أجهز لك الفطور ..
خرجت من الغُرفة لتتوجه للمطبخ التحضيري البسيط ..
حضرت له سندويشآت ..بالجبنة الفرنسية و قطعت له شرآئح الخيآر والطمآطم ..
كآن فطور بسيط جداً ..

وضعته في الصآلة ..و جلست تنتظر مجيئه ..
ركزت بأنظآرهآ على حضنهآ ..تذكرت كلمآت خآلها ،وهو يحكي عن وحدته وألمه ..عِندمآ توفت وآلدتهآ ..
كآنت في ذلك الوقت ..لآ تعي شيئاً ..لآ تعي ما معنى الفقد ؟
أو الموت !
فقط قال لها وآلدهآ أن وآلدتهآ سافرت ..وقد إقتنعت بعد بكآء مقهور بِعَدم أخذهآ معهآ ..
تشعر بالشفقة نآحيته ..كآن نآدم جداً ..متوجع جداً وجداً حد الصميم
ودت لو أنهآ ضمته إليهآ ؛لكن لم تشأ أن تفعل ذلك أمام عين فيصل
لآ تدري لمَ ؟!

رفعت رأسهآ لفيصل المُرتدي بدلة رسمية سودآء ..كآن في غآية الأنآقة والوسآمة
يرفع شعره من الأمام بجل ،و رآئحة عِطره تسبقه ..
خفق قلبهآ بوجع ،من رآئحته التي إخترقت خلآيا أنفهآ بعنف ..
دائماً هو هكذا ،يفرض وجوده بفكرها وأحسآسيهآ وكل ما تملك ..لآ تفكر بشيء إلا وفيصل يكون جزء من تفكيرهآ ..!

قآل بإبتسآمة وهو يجلس بجآنبهآ :شفيك سرحآنة ؟
عذوب أنزلت أنظآرهآ لأصآبعهآ بتوتر :قآعدة أفكر بكلآم خالي ..
فيصل بهدوء وهو يشرب من الحليب الدآفئ :أهم شي إنك مرتآحة له
عذوب رفعت رأسهآ إليه :أكيد مرتآحة له ،قسم بالله حسيت بالشفقة نآحيته
فيصل إبتسم لعذوبتهآ ورقتهآ ،ثم قآل وهو يعقد حوآجبه :بس أنا لما شفت بطآقته الشخصية مو نفس إسم أبو أمك ؟!!!

عذوب بهدوء :هو أخو أمي من أم ..يعني جدتي تزوجت بالأول جدي وتوفى الله يرحمه ثم تزوجت أبو خآلي ..
فيصل :آهآ ..كذا السالفة يعني
عذوب بإبتسآمة :إيه ..

فيصل بحزم :ومتى ناوية تفطرين إن شاء الله؟
عذوب :بعدين ..من تروح
فيصل بدهشة :وليش مو اللحين؟ما أحب أفطر بروحي!
عذوب بهدوء: اللحين ما نفسي في شي ،
فيصل بحزم :لأ غصب تآكلين ،وقدآمي بعد ..
عذوب برجاء:خلاص فيصل قلت لك بعدين ..إنت كل اللحين قبل تتأخر عن شغلك
فيصل بإصرار :لا ما تخآفي ماني بمتأخر ..بس اليوم بتآكلين يعني بتآكلين ..وقدامي بعد
عذوب إبتسمت على إصراره :رآسك يآبس ..

رفع حآجب ليقول :يابس؟
عذوب إبتسمت بشقاوة :إيه يابس ..
فيصل أنزل رأسه وأقربه من صدرهآ ليقول :طيب لمسيه ..تأكدي!
عذوب بضحكة خآفتة ،وضعت يدهآ على رأسه بخفة ..لتقول بضحكة :والله يابس ..








؛



في صلآلة ..
و في الصبآح البآكر – الساعة السابعة –

في جنآح النسآء وغرفة البنآت تحديداً ..
إستيقظت سآرة أولهن ،دخلت لدورة الميآة وأستحمت ..إرتدت تي شيرت بيج بأحجار كريمة بنية أعلى صدرهآ و بِنطآل بني جينز ..

خرجت للبنآت ..و رأت كُل وآحدة تغط في نوم عميق ..
وقفت بمنتصف الغرفة ،وصفقت بكلتآ يديهآ بقوة :يلا بنــــات نهــضوا ..
تحركت وعد بإنزعآج ..عندمآ رأت أن صفقتهآ أتت بمفعول لآ بأس به ..

صفقت مرة أخرى ..:بنـــــات يــــلا مــــا تبـــــون تــروحـــون لدربــات
إستيقظت وعد من نومهآ ..لتهم جآلسه على السرير ،أنزلت رأسهآ للأسفل
تطرد النوم من عينيهآ ..قآلت بكسل :يووه! الساعة كم؟
سآرة وهي تلقي نظرة على سآعة يديهآ البُنية :سبعة عاد ..يلا نهضي ونهضي ذيك الدبة – غادة –

خرجت سآرة من الغُرفة ..لترى وآلدتهآ وزوجآت أعمآمهآ ..يجلسن على الكنب ،يشربن القهوة ويتبآدلن أطرآف الحديث ..
سآرة بإستغراب :هآ؟ليه ما متجهزين؟ولا أخرتوا؟
أم أيوب بضيق :صبآح النور ..!

سآرة ضحكت على وآلدتهآ ،دائماً هكذا !تنسى قول "صباح الخير" ..
قآلت :صبآح الخيـر ..بس ليه ما متجهزين؟
أم فيصل :ما دق عمك علينا للحين ..بس يدق نلبس عباياتنا..
سآرة وهي تقترب من الطآولة ..سحبت لهآ كروسون محشو بالشوكولا السآئلة ..
جلست على الكنب مُقابلهن لتقول :آخ ..والله إني ما نمت زين كل شوية أتقلب من الجوع !
أم أيوب بدهشة :و ما قمتي تاكلي لك شي؟
سآرة :لا ..تدرين يمة إذا نهضت ما بيجيني نوم بعدين .

أم خآلد بإبتسآمة :تذكرين سوير أول يوم تجين بيتنآ ..وتكفخين خالد؟
سآرة عقدت حآجبيهآ بضحكة :هههههههههههههه أكفخ خالد ؟لا والله ما أتذكر ..
أم أيوب بضحكة :ههههههههههههه ،محد سالم منها من يوم كانت صغيرة
أم فيصل :يحليلهآ ..بس يوم كآنت تجي معي ،طايح فراس فيها تكفيخ ..

سآرة إنكمشت ملآمحهآ بقهر من ذكر إسمه ..
"شوف الكرية كان يكفخني ؟يا ويلك يا فراس إن ما كفختك !"

سآرة بإبتسآمة :فديتني والله ..- إلتفتت لوآلدتهآ – يعني كنت شريرة يوم صغيرة؟
أم أيوب بضحكة :إلا مجرمة ما شريرة وبس ..ما غير تسحبين غادة من شعرها مسكينة !
إنفجرت سآرة ضآحكة ،وهي تتخيل غآدة بين يديهآ ..تسحبهآ من شعرهآ ..

سآرة بضحكة : وأنا أقول ليه شعر غادة يتسآقط ههههههههههه ،أثاريني أنا السبب ؟لا وبعد أنصحهآ بعيآدآت للشعر ..و طلعت أنا ورا تساقط شعرها هههههههههههههه

أم فيصل بضحكة :يا حليلهآ غآدة ..

في هذا الوقت ،إعتلى هآتف أم فيصل رنة قصيرة ثم إنقطعت
جذبت هآتفهآ ..لترى الرنة من فراس
قآلت :هذا فراس مسوي لي رنة ..يعني تجهزن ينتظرونا..

سآرة همت وآقفة وهي تتأفف بقهر مِنه ..
"أعوذ بالله !في كل وقت أسمع إسمه .."

دخلت للغرفة لترى غآدة لآ زآلت نآئمة و وعد تجلس أمام المرآة وهي تلبس شيلتهآ برقة
قآلت بصدمة :ما نهضت للحين ؟!
وعد بقلة حيلة :والله حاولت فيها ..بس مافي فايدة ..
سآرة إقتربت منها مُسرعة ..هزتهآ بعنف :غووووويد ..نهضي يالكلبة ،الرجال ينتظرونا عشان نطلع ..نهضي نهضي نهضي نهضي نهضي نهضي ..

غآدة أبعدت يد سآرة عنهآ بإنزعآج ،وبنبرة ملؤها الكسل والخمول:سآآآرة ..خليني أنام
سآرة بشهقة :وش تنامين ياللي مانيب قايلة!أقولك برا ينتظرونا عشان نطلع ..
غآدة وهي مُنغمسة في نوم عميق جداً :ما أبي أروح ..

ثم سحبت البطآنية عليهآ ..وأكملت نومهآ بمتعة ..!
سآرة حدقت بهآ بدهشة ..
"من جدها ذي؟!"

ذهبت عنهآ مسرعة وهي تسمع نداء أمها بأن تُعجل في الخروج ..
إرتدت عباءتهآ ،وشيلتهآ ..سحبت حذائهآ ،إرتدته على عجلة ثم خرجت لتخبر أم فيصل بأمر غآدة ..

لكن ..توقفت خطوآتهآ بخفة ،بوسط الصالة ..وهي ترآهآ خآلية ..
"توهقت" ..خرجت مسرعة من الجنآح ..و من حسن حظهآ أنها رأت آخر الخآرجين من جنآح الرجال "أيوب"

تنهدت بإرتيآح بدآخلهآ ..إقتربت منه ،لتقول :أيوب ،أيوب..
إلتفت إليها ليقول بدهشة :إنتِ هنا بعدك ؟الكل رايح ما أتوقع أحد بقى ..بسرعة عجلي
سآرة بشهقة :إحلللف ؟لأ أنا أبي أروح مع أبوي ..
أيوب بسرعة :طيب روحي عجلي ..وش فيك وآقفة؟
سآرة وهي تؤشر على جنآحهن ..قآلت بصوت مُتقطع :أأ غآدة ..غآدة للحين ما راضية تنهض ..الله يخليك روح شوفهآ ..

ثم تعدته ونزلت السلآلم بسرعة ..خرجت من الفُندق بالكآمل واستقرت أقدآمهآ على موآقف السيآرآت ..ولحسن حظهآ لمحت سيآرة وآلدهآ لم تمضي بعد ..
إقتربت منهآ ،وفتحتهآ ..دخلت و تنهدت بإرتيآح كبير ..
أبو أيوب :تأخرتي يا سارة ..!
سآرة بربكة :كنت ألبس عباتي ..


[إنتهى]



آثَارْ ! 26-08-13 03:11 PM

رد: رواية على كثر العيون اللي ضحكت لي ما بكت لي عين /بقلمي
 
_


السسلآم عليكم ورحمة الله وبركآته ..
شلونكن ؟

اليوم بنزل لكم الجُزء الأخيـــر من روآيتي ..
لإن عآرفين قرب الدوآمآت ..لآ أنا بكون فآضية ولآ أنتو ولآ الشعب كآمل
فـ مليون بالمية ما أقدر أكتب لكم بآرت
فقررت أخلصهآ قبل ..



الجُزء [16] والأخير


أيوب إقترب من جنآح النسآء بخطوآت مُترددة ..دخل للغَرفة المفتوحة ،ليجد جسد بشري متكوم تحت الفراش علم أنها هي ..من طريقة نومهآ !
أغلق البآب من خلفه ثم إقترب نآحيتهآ ..

جلس على طرف السرير ..وهزها ليقول :غادة ..نهضي !
غآدة إضطربت عينيهآ من سمآع صوته ..تظن أنها تحلم ..
أيوب:غادة ..يالله نهضي ،ورانا سيرة
غآدة وهي تحت البطآنية ،فتحت عينيها ببطء ..لآ لم تكن تحلم
بل صوته وآقع رن في أذني ..

لآ تدري لمَ هي خجلة مِنه ،ولآ تستطيع إزآلة الغطاء من عليهآ ..
أيوب فتح الغطاء عنها ،لتغلق هي عينيها بسرعة ..
أيوب بإلحاح :يالله غادة ..بسك نوم

غآدة ولآ تزآل عينيهآ مغلقة ..قآلت بصوت خآفت :مابي
لوى أيوب شفتيه :ليه إن شاء الله؟
غآدة فتحت عينيها لتستقر على عينيه :أبي أنام ..ما نمت زين من يوم رجعنا من فرنسا
أيوب :هذا اعقاب لك ..يلا قومي ،الكل راح ومحد بقى ..
غآدة وهي تلتفت عنه وتعطيه ظهرها :إنت روح ..وخليني أنام ..
أيوب لفها إليه :لآه؟يالله أشوف نهضي ..
غآدة عقدت حآجبيهآ بإنزعآج ،ثم همت وآقفة وهي تقول بصوت يملأه الضيق:مزعـج ..

دخلت لدورة الميآة وأغلقت الباب خلفهآ ..
بينمآ هو تنهد بعمق ،من حركآتهآ التي لم يطيقها ..
هم وآقفاً وجلس على الكُرسي ينتظر خروجهآ ،فتح هآتفه النقآل وأجرى إتصآلاً لسكرتيره حمد

حمد بالا مبالاة:سلام
أيوب لوى شفتيه .."رجع لأسلوبه ولد اللذينا" :وعليكم ،وين إنت؟
حمد بهدوء :في الشركة !
أيوب :أجل أبيك تسوي لي موعد مع نفس الدكتور اللي متعود أروح معه ..بعد ما أرجع من صلالة ..
حمد شعر بالتوتر قليلاً ليقول :ليش؟
أيوب وهو يعقد حوآجبه :وشهو اللي ليش؟
حمد :لأ ما في شي ..طيب متى تبيه الصباح ولا المسا ؟
أيوب وهو يتنهد :شوف لي جدول أعمالي ،وقت ما أكون فاضي سوي لي الموعد وأرسل لي تاريخه ..
حمد وهو يبلع ريقه :إن شاء الله ..في خاطرك شي؟
أيوب :لأ ...

ثم أغلق الهآتف ..إلتفت إليها ،تخرج من دورة الميآة ..والروب يلتف عليها
عندما رأته يجلس على الكُرسي ولآ زآل هُنا
شهقت بعنف ..
أيوب بإستغراب :وش هناك؟
غآدة :ليه قاعد هنا؟
أيوب ببرود :أنتظرك
غآدة إقتربت من حقيبة ملآبسهآ بخطوآت متوترة ..سحبت لها ملآبس بسرعة ..ثم ذهبت خلف الحآجز الموضوع لتغيير الملابس..
إرتدت ملآبسهآ على عجلة ،ثم خرجت له ..

لبست عبآءتهآ وشيلتهآ ،ثم إستقرت أقدامها أمامه :يالله ..
أيوب رفع عينيه لهآ ..مسك ذرآعهآ ثم شدهآ لتجلس بجآنبه ..
غآدة تأوهت لتقول :وش هناك؟ما تأخرنا عليهم!
أيوب :متى تتركين عنك حركات العدم إهتمام؟
غآدة إلتفتت عنه لتقول :لما إنت تبطل تعطي أوامر
أيوب رفع حآجب ..وقال :والله أنا عادي أعطي أوامر وقت ما أبي ..أنا زوجك ولا نسيتي؟!
غآدة بهدوء :لأ ما نسيت ..
أيوب وهو يعقد حوآجبه :ما توقعتك كذا أبداً يا غادة ..في فرنسا كنتي إنسانة ثانية ولما وصلنا عمان إنسانة غيــر !!
غآدة :بس إنت تدري يا أيوب ..إني ما أحب أحد يعطيني أوامر أو يتأمر عليّ..
أيوب :ياسلام !أجل زوجك عالفاضي أنا؟
غآدة تأففت :أووف ..زوجك و زوجك !

أيوب زفر بضيق ،ثم هم وآقفاً ..خرج من الغرفة وهو يقول :تبين تجين تعالي ما تبين إنطقي هنا

ثم خرج عنهآ ..بينمآ هي همت وآقفة بسرعة
وتأنيب الضمير يوجعهآ ..حقاً لآ تدري لمَ تغيرت عليه هكذا فجأة !
تأففت بضيق ثم لحقته ..


؛


في دربآت ..و أمام الوآدي الوآسع ..الذي إنعكس على ماؤه اللون الأخضر ..
كآن منظر جميل جداً يبعث على الإرتيآح ..
غيوم مُكتظة بالمآء قد حجبت أشعة شمس الصبآح عنهم ،جبآل عالية ذات عشب أخضر ..
والأرض يلفهآ ذلك الحرير الأخضر القآني ..

كل من يرى هذه المنآظر ..لآ ينطق إلا بـ "سبحآن الله"
يزول جميع الضيق المتكبد على صدر أي إنسآن ..فقط برؤيته هذه المنآظر الخلآبة ..!

يجلسون على بسآطين وآسعين ..للرجآل والنسآء ..!
على بسآط النسآء ..

سآرة تعطي ظهرها للنسآء ..و موجهة جميع حوآسهآ للوآدي الذي أمامها ..تغمض عينيهآ برقة ،و تتنفس بعمق
تشعر بأنهآ تُنقي فكرهآ من هذه الطبيعة الخلآبة ..
إستنشقت نسمآت الهوآء ..
فتحت عينيهآ ..لترى بعض الأورآق على الوآدي تسبح بإنسيآب فوق المآء ..
منظر رآئع جداً وجداً ..يعجز قلبهآ عن وصفه ..

و بسرعة أخرجت هآتفهآ ..وأصبحت تلتقط لهآ صور لهذه الطبيعة ..
همت وآقفة وهي تقول :أنا بروح أصور ..
أم أيوب :طيب بس لا تتأخرين ..

سآرة إرتدت حذآئهآ على عجلة ثم إبتعدت عنهم ،إستقرت أقدآمهآ خلف شجرة عآلية جداَ ذات ظلال وآسعة ..
وأصبحت تلتقط لهآ الصور ..تآرة من زاوية الغصن وتآرة من زآوية الأورآق ..




في بسآط الرجآل ..


أبو أيوب وهو يرفع هآتفه :هذا سالم مسوي رسالة يسأل عن مكاننا ..
عُمر رفع رأسه بإهتمام لوآلده ..
طبع أبو أيوب رسالة لسآلم وأرسلهآ ..

فِراس ..لمح سآرة تهم وآقفة من بساط النسآء ثم تذهب مبتعدة عنهن ..
ليهم هو أيضاً خلفهآ لآ يريد أن يضيع هذه الفرصة من بين يديه ..
أبو فيصل :على وين ؟
فِراس :أروح أتمشى شوي ..

إرتدى حذاؤه ،ثم هم وآقفاً ليبتعد عنهم هو أيضاً ..سآر بنفس الطريق الذي سارت فيه سارة ..
إقترب من الشجرة التي كآنت خلفهآ ..ليلمح يدهآ مُمسكة بهآتفهآ تلتقط لها بعض الصور ..
ظل واقفاً يُرآقب حركآتهآ ..كآنت مُندمجة جداً ..

- وش تسوين هنا؟

إنتفضت بعنف ليسقط الهآتف من يديهآ ..إلتفتت إليه لتجده يقف بكآمل طوله خلفهآ ،مُرتدي برمودآ رمآدي وتي شيرت أبيض ..كآن وسيم جداً ،قآلت بنبرة خآئفة :روعتني !

بإبتسآمة :ما قصدت أروعك ..إلا وش قآعدة تسوين هنا ؟
إنحنت سآرة وجذبت هآتفهآ النقآل ..نفضت ذرآت التراب التي علقت بشاشة هآتفهآ

قآلت ببرود :ما يخصك :/
أدخل فِراس يديه بجيب البرمودا ..إقترب منهآ إلى أن أصبح أمامها ليقول وهو يرفع حاجبه اليمين :وش اللي ما يخصني؟
رفعت سآرة رأسهآ إليه ..لتقول بهدوء :تسأل عن شي ما يعنيك ..!
فِراس بإبتسآمة جآنبية :و وش اللي ما يعيني؟
سآرة :أنا ..

فِراس ضحك بخفة ،ثم قال :دامك زوجتي فأنتِ تعني لي كل شي!
لوت شفتيهآ بقهر ،ثم إلتفتت عنه :ما بعد صار شي ..فقط خطبة للحين وممكن أفصخها فأي وقت
فِراس وهو يلقي نظرآته على ظهرها :أتحداك !
إلتفتت إليه بسرعة لتقول :ف وشو؟

فِراس بغرور :في إنك تفصخين الخطوبة ..- بثقة- صدقيني ما تقدرين !
سآرة بتحدي :ما أقدر؟

فِراس حرك رأسه إيجاباً ..بثقة عآلية !
سآرة زفرت بقهر وهي ترى الثقة ترتسم على مُحيآه
حتى أنها شكت في نفسهآ وفيما تهذي بِه ..!

سآرة بإبتسآمة جآنبية :لا حبيبي أقدر ..وبتشوف اليوم بعد ..
فِراس من بين كلآمهآ إلتقط كلمة "حبيبي" ..قآل بإبتسآمة :عيدي الكلمة !
سآرة بإستغراب :أي كلمة ؟!

فِراس :اللي قبل شوي ..حلوة منك !
سآرة علمت أنه يقصد "حبيبي" ،لكنهآ تصنعت عدم المعرفة :تصدق يوم جيت هنا كآن مزآجي رآيق ..بس جيتك عندي عكرت لي مزآجي ..
و إنتهت كلمآتهآ بـ "أووف" مقهورة

فِراس إنفجر ضآحكاً وهو يرفع رأسه للأعلى ..حدقت به بإستغراب
ما بِه هكذا يضحك ؟كالمجنون !


قآل بهدوء بعد نوبة الضحك هذهِ:شرايك نتمشى ؟
سآرة ولآ تزآل تحدق به بإستغراب :طيب ليه كل ذا الضحك ؟
أمسك أرنبة أنفه ليقول بإبتسآمة جآنبية :بس كذا ..جتني ضحكة وضحكت ..المهم ،شرايك نتمشى ؟
سآرة وهي تود أن تتعدآه :لأ ..
أمسكهآ من ذرآعهآ وأرجعهآ لمكآنهآ ..قآل :وين بتروحي؟
سآرة :بروح مع البنات ..قرفتني
فِراس رفع حآجب وقآل :قرفتك؟إنتهبي على كلآمك يا سارة ولا بتندمين ..للحين ساكت عنك ترا ..ما بعد عصبت
سآرة صحيح أنها شعرت بالخوف إلا أنها قآلت :بقول الكلام اللي يعجبني ..ما تجي إنت تقولي قولي ذا وما تقولي ذا

فِراس إستشآط غضباً من تمردهآ هذا ..ويود أن ينهي هذا التمرد الذي أغضبه
دفعهآ من كتفهآ إلى أن ألتصق ظهرها بساق الشجرة ..
تأوهت بألم..وضع يديه على ساق الشجرة ليمنع أي حركة منهآ

قآل بحزم :لآخر مرة أقولك ..تكلمي معي بأسلوب زين ،وإلا والله بتندمين ..
سآرة نبضآت قلبهآ لم تهدأ ..قآلت وتنفسها قد ضاق : قلت لك لا تتحكم فيني ..
فِراس وهو يقترب منهآ أكثر:يعني ما تسمعين الكلام؟

سآرة بهدوء :إيه ما أسمع الكلام ..واللي براسي اسويه ..
وضع يديه حول عنقهآ ..وكأنه يود أن يخنقهآ ..سآرة إتسعت محآجرهآ بصدمة :بتخنقني؟
فِراس كتم ضحكته وقآل :اللي ما يسمع الكلام نخنقه ..ونمحيه من الوجود !
ضغط قليلاً على عنقهآ ..حقاً شعرت بضيق في التنفس الآن ..

قآلت بصوت مخنوق :لا فراس إبعد ..
فِراس وهو مُستمتع بهآ ..ويظنهآ خآئفة منه :يعني اللي بقوله بتسويه ؟
سآرة وقد شعرت بالإختنآق فعلاً :إيه ..اللي تبيه ،بس أبعد !
ضغط أكثر على عنقهآ :مشكلة قلبي أسود وما يسامح !
سآرة إتسعت محاجرها بدهشة ،لتقول :لا فراس إبعد والله إختنقت ..

فِراس ضحك بخفة ثم تركهآ ،إرتفع صدرهآ إلى الأعلى تود أن تسحب أكبر كمية من الهواء إلى رئتيهآ ..
خنقتهآ العبرة حقاً ،هذا هو لم يتغير متهور جداً
كآد أن يخنقني ويلقي بحتفي ..
متهور
متهور
متهور

قآلت بصوت مخنوق :قسم بالله إنك مو رجال ..لو كنت رجال صدق كان ما سويت اللي سويته اللحين ..!
فِراس الذي كآن يُعدل ربآط حذآئه ..عندمآ سمع كلمآتهآ السآمة
وقف بسرعة وأصبح أمامها ..ليقول بصوت غاضب :نعم ؟وش قلتي؟

سآرة بلعت ريقها بخوف ،لتقول بإصرار:أجل أحد يخنق زوجته ؟
فِراس دفعهآ بقوة إلى سآق الشجرة مرة أخرى ..تأوهت بألم من كتفهآ
قآل من بين أسنانه:اللي قلتيه قبل وشو؟ - زمجر – وشو؟؟؟؟؟
إحتقنت عينيهآ بالدموع ..من صرآخه وألم كتفهآ
وأخيراً ..ما فعله قبل قليل !

قآلت بنبرة بآكية :أوجعتني ...
فِراس شتت أنظآره بين عينيهآ التي ستفيض قريباً من الدموع ..
إبتعد عنهآ ..تنهد بعمق كبيـــر ..

إلتفت إليهآ ..ليجدهآ تجلس ورأسها في حضنهآ ..وكتفيهآ يهتزآن بألم ..!
عَلِم أنها تبكي ..
"ي الله!وش اللي سويته ؟بغيت أكحلها عميتها ...."

جلس بالقرب منهآ ..ليرفع رأسهآ إليه ..كآن وجهها مُحمر والدموع قد غسلت وجههآ
قآل وهو يلوم نفسه :خلاص سارة ..آسف والله
عضت شفتيهآ السفلى ..و بكت بكآء حآد ..

فِراس "توهق" فعلاً ..
"ي ربي لا رجعت اللحين عند الحريم !بيسألونها ليش تبكي ...أووف وش هالبلوة!"

وضع يده خلف رأسهآ ..ليغرسه بوسط صدره ..
قآل وهو يضمهآ إليه أكثر : والله آسف ..بس خلاص لا تبكين ..

و سآرة لآ تزآل تبكي بحدة ..
إعتصر قلب فِراس من سمآع بكآؤهآ ..لقد ضعفت أمامه تماماً ..
كآنت تتوشح بالقوة ،واليوم زآل الوشآح
وظهرت أمامه سآرة الحقيقية ..!

قآل وهو يقرب شفتيه من أذنهآ :لآ تبكين ..خلآص ،أوجعتي قلبي


عند بسآط الرجآل ..

و أخيراً لمحوا سيآرة سآلم الـ جمس السودآء تطل عليهم من البعيد ..أوقف سيآرته ،ثم نزل وهو يؤشر لزوجته وبنآته بأن يذهبن لبسآط الحريم ..
بينمآ هو إقترب مآشياً من بساط الرجآل والإبتسآمة ترتسم على ثغره ..

وقف جميع الرجآل ترحيباً به ..
أبو أيوب وهو يسلم عليه بود :يا هلا والله ..نورت صلالة وأنا أخوك ..حمدالله عالسلامة
سآلم بإبتسآمة :منورة بأهلها ..الله يسلمك الله يسلمك ..

و من ثم سلم على جميع الرجآل ..إلى أن أستقر عِند عُمر ..
أبو أيوب بشوق حقيقي :هلا هلا بعُمر ولد الغالي ،شخبارك وأنا عمك؟
عُمر بإبتسآمة يتخللها الحرج قليلاً :الحمدلله ..يا هلا فيك ..


عِند بسآط النِساء ..

تقدمت أم أروى وأروى وميّ خلفهآ..سلمت على النساء بحرج ،فهي لآ تعرف أي وآحدة منهن ..

أم فيصل وهي تقوم لتُرحب بهآ بود :يا هلا يا هلا ..نورتوا حياكم
أم أروى بحرج :أهلين فيك ..الله يسلمك !
أم فيصل :تفضلي حياكِ ..

أم أروى سلمت على النسآء ،وأم فيصل رحبت بأروى و ميّ .
جلسن جميعهن ،أم أروى التي كآنت بجآنب أم أيوب ..قآلت أم أيوب :ما قصرتوا في عمر كفيتوا و وفيتوا الله يوفقكم ..
أم أروى :ما سوينا إلا الوآجب يا خيتي ..و عُمر صآر ولدنآ ..

أروى التي كآنت بجآنب وآلدتهآ ،إنتفضت من ذكر إسمه ..
مي ّ همست بأذن أروى :عادي أروح عند عُمر؟
أروى بحزم :لأ ما تروحي اللحين ..وبعدين هناك كلهم رجال..
ميّ برجاء: بلييز أروى ..والله عادي أروح
أروى بهدوء :طيب روحي ..

همت ميّ وآقفة بفرحة ..و إمتدت خطوآتهآ رآكضة نحو بسآط الرجآل ..
و رمت بنفسهآ في حضن عُمر ..
الجميع ضحك على حركتهآ ..

عُمر بضحكة وهو يسألها :كيفك حبوبة؟
ميّ :زينة

أيوب بإبتسآمة :ما شاء الله متعلقة فيك ..

سآلم :إيه والله ..ما ينطري في لسانها غير عُمر وعُمر ..
أبو أيوب بضحكة :يحليها الله يخليها لك ..
خآلد بإبتسآمة :ما شاء الله عليهآ ..تعآلي حبوبة عِندي ..
ميّ بسرعة قفزت من حضنه وقفزت على حضن خآلد ..الذي لف ذرآعيه حولهآ بضحكة ..

خآلد بخفوت :شاسمك؟
ميّ بهدوء :ميّ ...
خآلد :يا سلام مرا حلو إسمك ..تعطيني إياه ؟
ميّ بإبتسآمة :لأ ..
خآلد يتصنع الزعل :أفااا ..ليه؟
ميّ :إسمي ما أعطيه أحد ..كيف أعطيك وأنت عندك إسم ؟
خآلد :شدراك إن عندي إسم ؟أصلاً إنت ما تعرفي شإسمي..
ميّ بثقة :أعرف..
خآلد بضحكة :وشو؟

ميّ وهي تُنآدي على عُمر :عُووومر ..
عُمر إلتفت إليها :هلا
ميّ وهي تؤشر لخآلد :وش إسم ذا ؟
عُمر بإبتسآمة :خالد الدب ..

ميّ إلتفتت لخآلد وقآلت :شفت أعرف إسمك ..إنت إسمك خالد الدب..
خآلد إنفجر ضآحكاً وهو يقول :قسم بالله ذي البنت فللة ..


في بسآط النسآء ..

أم أيوب وهي تلقي نظرآتهآ على أروى :ما شاء الله عليهآ ،بأي صف إنت؟
أروى بحرج :ثآني عشر ..
أم أيوب وهي تنظر لأم أروى :يعني بعُمر عُمر ..

أروى حبست نفسهآ من ذكر إسمه ..قآلت أم أروى :إيه نفس العمر هم الإثنين ..
أم أيوب بإبتسآمة :أجل محجوزة أروى !!

رفعت أروى نظرهآ بدهشة لأم أيوب ..تجمدت تماماً ..!
أم اروى بضحكة :هههههههههههههه ،خلآص تم ..

أروى إنصهرت تماماً بحرج ..عضت شفتيهآ السفلى ..
عِند وعد ..كآنت مُنشغلة بهآتفهآ النقآل ،لَمحت خآلد يهم وآقفاً بسرعة غريبة لسيآرته ثم صعدهآ ..
إندهشت من حركته ..
لتهم هي أيضاً وآقفة ..

أم خآلد :على وين يا بنيتي؟
وعد بهدوء :أروح أشوف خآلد ..

إقتربت من سيآرته التي كآدت أن تمضي ..طرقت زجآج نآفذته بخفة ..
فتحهآ و وجهه مُحمر ..وعد بإستغراب :وش هناك؟وين رايح ؟
خآلد بضيق :إركبي السيارة ..
وعد بإستغراب فتحت الباب وجلست بجآنبه ..
ليقول هو بهمس متوجع:شوفي بنطلوني ..!
وعد أنزلت أنظآرهآ لتنصدم بعنف ..شهقت :دم !
خآلد وهو يحرك سيآرته :زين إني إنتبهت له قبل حد يلاحظني ..
وعد وصوتها مُرتعش بخوف:طيب وش السبب !!؟؟
خآلد تنهد بضيق :مدري ،أروح أبدل في الفندق وبعدها أروح المستشفى أشوف ..


*بعد مرور 4 أشهر*


في إحدى المُستشفيآت ..خرجت وهي تتهآوى في مشيتهآ ..مُنصدمة تماماً
عقلهآ لم يستوعب مآ قآلته لهآ الدكتورة ..

صآلح هَم وآقفاً ..ليقول :ها بشري !
شوق إقتربت منه ..لتمسك كفه بقوة ،قبل أن تتهآوى على الأرض نزلت دمعآتهآ لتسقط على كفه ..
صآلح برهبة :شوق !وش هناك؟
شوق وهي ترتجف في وقفتهآ :طـ طلع مُعآق ..

تجمد في مكآنه ..إرتجفت شفتيه بعدم تصديق ..
قآل :مُعآق؟!!!!!!!!!!!!!!

شوق وهي تجلس على أقرب كرسي ،لتخر في بكآء مؤلم ..على قلبهآ ..
شوق :إنت السبب إنت ..!
صآلح إتسعت محاجره :أنا؟ف وشو ؟
شوق و وجهها مُمتلئ بالدموع :إنت اللي دعيت على حملي ..شف وهذه نهاية دعواتك ..

و إنتهت جملتهآ ببكآء عميق جداً ..هز أوصآلهآ ..


؛


في روسيآ ..

فيصل وهو يخرج معهآ بمهل من الشقة :شوي شوي عذوب ..
عذوب وهي تضع كفهآ على بطنهآ الذي تكور قليلاً :طيب إنت لا تسرع ..
فيصل وهو يرفع حاجب :اللحين أنا أسرع ؟و الله قاعد أمشي معك حبة حبة
عذوب بإبتسآمة :فديتك ..ههههههه حبيت حبة حبة !

فيصل وهو يدخل معها إلى المصعد :أقول ما بنخلص إذا كذا بتمشين لي ..بنتأخر على الطايرة كذا ..
عذوب بهدوء :ما مشكلة ..خلنآ نتأخر وش ورانا..
فيصل :إيه ما فيها شي معك إنتِ ..
عذوب :إلا خالي فهد متى تقلع طايرته ؟
فيصل وهو ينظر لسآعته :يقول بعد خمس ساعات ..
عذوب :يحليله ..مسكين حاول عشان يلقى حجز وما لقى ..


؛



دخل على أخاه بغضب كبير ..مسكه من طرف يآقته ..و رفعه إليه ليقف !

يزمجر غاضباً :أنت السبب أنت ..الله يلعنك من أخو ..
حمد وهو يبعد يده عنه :إبعد عني ..ما بس أنت اللي طردوك بعد أنا ..
يوسف وهو يستشيط غضباً :والله لو كنت ما سامع كلامك يا **** خليت كل اللي بالمستشفى يستهزوؤن فيني ..تشمت فيني اللي يسوى واللي ما يسوى من عرفوا السالفة ..

حمد أبعد يده عنه ،ثم جلس على الكنب وهو منهآر تماماً
طُرد من عمله هو وأخاه ..
كيف سيعيل أخوآته السبع و وآلدته !؟
يجب أن يبحث عن عمل فوراً ..

رفع نظره لأخاه الجآلس أمامه ..يضع رأسه بين كفيه و الهم يرسم هآلة حوله ..
عض على شفتيه بندم ،هو من اوصله وأوصل نفسه لهذا الحد ..
هو من أقحم أخاه معه في مشآكله ..

تنهد بضيق كبير ،ومرارة الندم تكويه ...


؛


في منزل أبو أيوب – ليلاً –
و في جنآح أيوب وغآدة ..

كآنت تُحظر له مفآجأة ..شموع حمرآء ،وعشآء فآخر صنعته من يديهآ ..
و الروآئح الطيبة تنتشر في الغُرفة ،و ترتدي لهآ فُستآن أحمر ..

عِندمآ سمعت صوت باب الغرفة يفتح ..
جلست بسرعة على طرف السرير ..

دخل هو ..لتلفحه رآئحة الفروآلة ..رآئحتهآ الخآصة ..إستنشقهآ بعمق .
إستقرت أقدآمه بوسط الغُرفة ..لتتسع محآجره بدهشة ..

ألقى نظرآته عليهآ ..كآنت جآلسة على طرف السرير ،والحمرة تعتلي وجنتيهآ ..
أيوب بإبتسآمة :وش ذا كله ؟
غآدة بخفوت :مُفاجأة لك ..بمنآسبة .......
ثم صمتت ..

أيوب وهو يقترب منهآ ،أوقفهآ لتصبح أمامه
قآل :بمناسبة وشو؟
غآدة أنزلت نظرآتهآ للأسفل بحرج كبير :أنا حآمل !

لحظة سكون مرت عليه ..يستوعب ما نطقت بِه ..
وضع يده أسفل وجهها ..ورفعه إليهآ
ليقول بدهشة :حامل؟
غآدة بصوت مخنوق :إيه ....

ضمهآ لصدره بفرح عميــــــــــق ..وأخيراً سيصبح أب ..
الحُلم الذي لطآلمآ حَلِم بِه ..


؛


في مُستشفى الـ ****

أمام غرفة العمليآت ..

أم خآلد ،أبو خآلد .. و وعد ،ينتظرون خروج الدكتور ليطمنهم ..رغم أنه قآل أن العملية بسيطة جداً ونسبة نجاحها 99 % ..

لكن لآ زآل الخوف يسري في عروقهم ..
فُتِح بآب العمليآت ..ليخرج الدكتور والإبتسآمة تعتلي مُحيآه :الحمدلله أبشركم ..العملية إنتهت على خير ..
وعد وقفت وأقدآمهآ ترتجف بشدة ..قآلت بعدم تصديق :نجحت ؟
الدكتور :إيه ..وتقدرون تشوفونه اللحين ،بس ترا بعده في تحت وضع التخدير ..

أم خآلد تهلل وجهها فرحاً :اللهم لك الحمد والشكر اللهم لك الحمدوالشكر..
تمتمت وعد بفرح عميق:الحمدلله يا الله ..
أبو خآلد بهدوء ،رغم هيجآن مشاعره الخآئفة على إبنه :الحمدلله ..

بعدمآ أخرجوه من غرفة العمليآت ..وضعوه في غُرفة خآصة ..
دخلوا عليه ..

وعد وهي تقترب مِنه ،والدموع قد إجتمعت في عينيهآ :الحمدلله على السلامة ..
أم خآلد من الجآنب الآخر :حمدلله عسلآمتك ..
خآلد والإرهآق وآضح على مُحياه :الحمدلله ..الله يسلمكم ..
أبو خآلد وهو يدخل عليهم ،إقترب منه وهو يقول :حمدلله على السلامة يا الغالي ..عساه تكفير لذنوبك ..
خآلد بهدوء :الله يسلمك ..

و بعد فترة ..خرج أبو خآلد وأم خآلد ..
لتبقى وعد بجآنبه ..وعد وهي تضع كفهآ فوق كفه :كيف عسى ما تعبت ؟
خآلد وهو لآ يستطيع أن يتحرك من العملية :شوي ،تخيلي الدكتور كل شوي يسوي لي بنج ..مدري شفيني ما جاب مفعول البنج عليّ ..
إبتسمت برقة :أهم شي إن العملية عدت على خير ..
خآلد :الحمدلله ..
وعد بتسآؤل :يعني خلآص اللحين ما بينزل دم عليك مثل قبل؟
خآلد بهدوء :لأ مثل ما فهمت من الدكتور ،دام أنهم أخذوا قطعة من الكلية ..عشان يزيلوا الثقب اللي ينزل منه البروتين ..


؛


في منزل أبو أيوب ..
و في مجلس الرجآل ..

عُمر وهو يخرج عن فِراس :اللحين بنآديهآ يا الغثيث ..أزعجتنا كل يوم قاط وجهك عندنا..
فِراس بضحكة :يلا أقول روح ..زوج البريطآنية – يقصد أروى –
عُمر إنحرج ..فمنذ أن أخبرته وآلدته أنها حجزت له أروى ..وكل العآئلة تستهزئ بِه :وجع يوجعك ..

ثم خرج لُينآديهآ ..

بينمآ فِراس إنفجر ضاحكاً من ردة فعله ..

بعد فترة ..رفع رأسه للبآب الذي فُتِح ..طلت من خلف الباب ..ليقف هو ويقترب مِنهآ
فِراس :يا هلا بالزين ..
سآرة برقة :يا هلا فيك ..
فِراس وهو يمسك يدهآ ويجلسهآ بجآنبه على الكنب :هآ كيف إختبار اليوم ؟
سآرة :الحمدلله تمآم ..
فِراس بغمزة :يعني تبين أذاكر لك مرة ثانية ؟!
سآرة إبتسمت ،لتقول :زين تسوي والله ..شرحك أحسن عن الدكتورة ..

فِراس وهو يرفع رأسه بغرور :لآ أنا كذا مقدر ..خلآص طيب روحي جيبي كتبك وخليني أذاكر لك لأختبار بُكرة ..
سآرة وهي تتقدم منه لتقبله على خده سريعاً :طيب ..

فِراس إبتسم بحب لهآ ،وهي تبتعد عنه بخطوآت مُحرجة ..


؛


في منزل أبو فيصل ..
ركن فيصل سيآرته أمام المنزل ..ثم نزل وعذوب بجآنبه ..

عذوب وهي تمشي بجآنبه ..:فيصل أحس الحركة ما حلوة اللي نسويها ..يعني ما حلو كذا ما خبرناهم بجيتنا !!
فيصل بإبتسآمة :لا عادي ..بالعكس ذي مفاجأة ..

فتح فيصل الباب ..ودخل هو وهي للدآخل ..
فتحوا الباب الدآخلية ..لتستقر أقدامهم في الصآلة ..

كآنت غآدة تجلس بجآنب وآلدتهآ يتبآدلآن أطرآف الحديث
وعندما سمعآ صوت الباب يُفتح ..إلتفتا لمصدر الصوت ..
لتتسع محآجرهمآ بصدمة ..

غآدة تجمدت في مكآنهآ ،لتقول بعدم تصديق :فـــفيصل؟
فيصل وهو يقترب مِنهآ ،ضمهآ إليه وهو يقول :إيه فيصل ،شخبآرك يا روح فيصل؟
غآدة لآ تزآل غير مستوعبة :الحمدلله بخير ..

تركهآ ليقترب من وآلدته ..إحتضنهآ بعمق وشوق كبير ..
فيصل :وش أخبارك يمة ؟عساك طيبة؟
أم فيصل وهي الآن بدأت تستوعب وجوده ..نزلت دمعآتهآ تلقائياً
قآلت بحب كبير :الحمدلله على السلامة يمة ..وينك يا مطول الغيبات ؟وحشتنا وأنا أمك ..
فيصل بإبتسآمة :فديتك يالغالية ..

غآدة وهي تقول بضحكة :اللحين صدق إنت جآي؟؟
فيصل بضحكة :إيه صدق ..ما مصدقة للحين؟

أم فيصل وهي تحتضن عذوب :شخبارك يمة ؟عساك طيبة !
عذوب برقة :الحمدلله يا الغالية ..إنتِ شخبارك؟
أم فيصل : بشوفتك أنتِ وفيصل صرت تمام



[تم بحمد الله ]






الساعة الآن 08:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية