منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   في حضورك...و الغياب!! (https://www.liilas.com/vb3/t187954.html)

N.O.O.F 30-06-13 11:19 AM

في حضورك...و الغياب!!
 
~ بعثــرة .. ممــا سيـفـيـــض هـنــــــا....×


___________________



وقف الأطفال الخمسة .. بعد أن اخرستهم الصدمة .. لينطق أحدهم بخوف .. و عيناه تتلفتا بالمكان خشية أن يكون هناك من يراهم ..

: وش نسووي؟؟

أفاقوا البقية من شرودهم .. ليمعنوا النظر في نافذة جارهم المكسورة .. و الكل يتخيل برعب ردة فعله .. حين يعود من عمله و يرى ما قاموا بفعله .. ليهتف أصغرهم بقلق ..

: اذا عرف اننا حنا اللي كسرناها..بيعلم أبوي! ياااا ويلنا

ارتعبوا من تخيل ماذا سيحدث لهم .. فهذا الجار بالذات .. صاحب مزاج عصبي و لسان سليط .. و لا أحد يرغب بإزعاجه ..
وقفوا خائفين حتى لمح أحدهم القادم من بعيد .. ليفكر بخبث ..

: اوووص تخبوااا تخبوااا هاذي بنت الاعرج جايه.. إذا قربت هنا نطلع ونقول اننا شفناها تكسرها..و نقول لهم كذا وأكيد بيصدقون...ما أحد بيكذبنا و يصدقها
.
.
.
و هذا ما كان .. فكلمتهم أمام كلمتها .. بالتأكيد كانت ستغلب ..
حتى لو عُرف عنهم الشغب .. لكن هي بنت الأعرج .. حتماً الأسوأ ....!!!


~ ~ ~


للمرة الأولى ترى والدتها بكل هذا الغضب...كانت عيناها تتطاير شرراً .. و هي تتوعد بها .. من شيء تكرهه .. أو حتى تخافه ..

: اقولك هالبنت مابي اسمع إنك تمشين معها بعد هاليوم...تفهمين أو لا؟؟

لم تقوى إلا على الصمت .. و هي ترى إندفاع والدتها الغاضب نحوها ..و هي تخشى أنها قد تتمادى لضربها ..
حتى قاطعها دخول والدها .. لتتسارع نبضات قلبها ..
هل ستتضخم غلطتها أكثر بعيني والدتها .. أم أن والدها بطبعه الهاديء قد ينقذها كما اعتادت ..

: وش فيك على البنت

التفتت لها والدتها لترمقها بنظرة عداء .. مليئة بالخيبة .. و اللوم ..

: قولي له قولي لابوك من اللي رايحه عندها اليوم

لم تستطع الكلام .. فقط ارخت رأسها آملة أن تهدأ هذه المشكلة .. فهي لم تعتاد يوماً أن يوبخاها والداها على شيء ..

ليسأل والدها ..

: مييين

يمتلأ صوت والدتها إستهجاناً و هي تجيبه ..

: بنت الاعرج!!

اغمضت عيناها بشدة .. تنتظر ردة فعله .. ليجيبها بهدوء .. يحمل أمراً قاطعاً يعلم كما تعلم أنها لن تقوى على مخالفته ..

: الوحده تصادق البنات اللي مثلها وش تبين بوحده كذا...هي غير عنك...خليك بعيده عنها و لاتزعلينا منك

تنفست بإرتياح .. و هبت تقبل رأسه .. و رأس ولدتها .. لتقطع الحديث أكثر عن هذا الموضوع ..

: إن شاء الله


~ ~ ~


في وقت ا لإستراحة .. و بعد ساعات من التركيز .. امتلأ الفناء بالطالبات .. اللاتي تشكلن بمجموعات صغيرة .. و كبيرة .. و ضحكاتهن تنطلق بالأجواء .. و همهماتهن تملأ المكان ..
صرخات .. و ضحكات .. و بالطبع لا يخلو الأمر من النميمة ..

: شوووفيها جايه ههههه تحسينها موب صاحية

: هههه تراها تتقلب مره احسها طيبه و احيانا احسها مو بعيد تقتل لها أحد..الله يستر أي وجه اليوم لابسه

: احس هي بنفسها ماتدري وش تبي

: شوفيها شوفيها من غيرها تجيه الجرأه يتمشى بالساحه لحاله

: هههه عادي احسها عايشه بعالم لحالها

: مع كذا اشوف بنات يكلمونها يمه مادري كيف مايخافون منها..احس ما ظمنها

: عاد بنت جيراننا تقول ان بنت عمها قد جلست معها..تقول مره ماتملين منها اذا كانت رايقه ولها خلق تسولف

تتأملها للحظات .. لتخطر لها فكرة متهورة .. فتلتفت لصديقتها بعينان متسائلتان ..

: وش رايك نتعرف عليها

مع أن الفكرة كانت مغرية .. إلا أن عواقبها التي تخيلتها كانت أكبر من أن تسمح لها بهكذا مجازفة ..

: لا والله هذا اللي ناقص يشوفوني البنات مع بنت الاعرج...!!!


~ ~ ~


دخلت لغرفة المعلمات .. بعد إنتهائها من الحصة .. لتستمع لموضوعهم المعتاد ..
فهي لا تتخيل أن أي معلمة تدرس ذاك الصف .. قد تخرج بدون أن تشتكي من بنت الأعرج كما يدعونها ..

: والله هالبنت احس أحياناً إنه موب صاحيه..فيها خلل بعقلها

: لا هي تفهم بس تحب تستعبط...تنبسط لرفعت ضغطك وخلتك شوي وتنفجرين..و اذا نويتي تمسحين فيها الارض مادري كيف بكلمتين تقلب الوضع وتنسيك كل شي

: هههه يمكن ساحرة

سألت إحدى المعلمات التي دخلت خلفها .. و شدها كما يبدو الحديث ..

:عن مين تتكلمون ؟

لتجيب احداهما بلا مبالاة ..

: بنت الاعرج

استنكرت هي الإسم الذي بالرغم من تكراره على مسامعها .. إلا أنها لم تعتاد .. و لن تعتاد .. على سماعه ..
فتلك الفتاة طالبة مدرسية .. لها إسم كقريناتها .. لماذا يدعونها بهذا اللقب ..!!

: والله عيب..أنتي معلمة و هذا اسلوبك

لم تهتم و هي تجيب مازحة ..

: وش اسوي الكل يناديها كذا لين ثبت الاسم براسي...والله أكثر من مره بغيت أناديها فيه بالحصة

رمقتها بنظرة عدم رضا .. لم تكن كافية لإيقاف حديثها عنها .. لأنها واصلت الكلام عنها ساخرةً مرة .. غاضبة حيناً آخر .. و الكل يشاركها إنتقادها لها ..

لكن هي جلست خلف مكتبها لتخرج من أحد أدراجه تلك الأوراق ..
تأملتها مجدداً .. فهي أيضاً قد تغتاض من تلك الفتاة أحياناً .. لكنها حين تصل إلى مرحلة قد تفقد عقلانيتها و إتزانها فيها .. كنات تتصفح هذا الأوراق ..

كان إمتحاناً في مادة التعبير .. بعنوان الأم ..

للآن تذكر تلك النظرة الواجمة على وجه الفتاة .. صمتها الغريب .. جلوسها دقائق طوال قبل أن تمسك القلم لتكتب شيئاً على تلك الأوراق ..
لكنها حين كتبت لم ترفع يدها عن الورقة حتى بعد إنتهاء الوقت .. حتى بعد طلبها منها أن تحضر ورقتها ..
لم ترفع يدها .. حتى قامت هي بسحب الورقة منها ..
.
.
.
لتجد كل ما كتب في تلك الأوراق السبعة .. كلمة....(أمي)... فقط ..
كررتها بإنتظام بكل تلك الأسطر المتراصة ...!!!


~ ~ ~


التفت لصديقه ليجده مازال يحدق في المكان الذي غادرت منه تلك الفتاة .. و نظرة إصرار خبيثة تملأ عيناه ..

: وش تشوف للحين؟ البنت خلاص راحت

: هالبنت قاهرتني! مسويه لي فيها شريفة و هي سيرتها على كل لسان

: خلك منها تراها راعية مشاكل

: و أنا احب المشاكل و هالبنت اجيبها يعني اجيبها...مو هالاشكال اللي بتوقف بوجهي...لازم اكسر راسها و اعرفها مقامها_ليكمل بإستحقار_بنت الاعرج هاذي


~ ~ ~


عصبية دوماً منذ عرفها .. لكن اليوم رأى لعصبيتها وجهاً آخر .. و كأن أحداً مس أحد ممتلكاتها و عاث فيه خراباً ..

: بنت أخوك تطلع اليوم يعني تطلع من بيتي

و بقلة حيلة .. أو حتى لعدم حماسته في الدفاع عنها .. أجاب ببرود ..

: وين تبينها تروح؟ أنا عمها الكبير و...........

: تروح بستين داهيه... تدري اليوم وش يقول ولدك اللي انخبل؟؟ يبي يخطبها!

: يخطبها؟ و زوجته!!

: اقولك منخبل قال وش قال يحبها...الا حبته القراده يوم انه ما حب الا بنت الاعرج


التزم الصمت .. و هم كان يثقل صدره بدأ ينزاح ..
حسناً هذا سبب مقنع ليتخلص منها و لا أحد يستطيع أن يلومه .. أو ينتقده ..


~ ~ ~


دخل الصالة الواسعة ..و لم يلحظه أحد .. فالجميع يتابع بحماس ما يعرض على شاشة التلفاز .. الذي كان صوته مرتفعاً ..
لكن مع علو الصوت .. جذب إنتباه الكل حين اعلن خبره المفاجيء ..

: تدروووون بنت الاعرج بتعيش عندنا؟

التفت أحد أشقائه ليرمقه بعدم تصديق .. و يمتلأ صوته إستهجاناً

: تستهبل!!

: والله...و اخر هالاسبوع بتجي

لتفزع أخته .. و هي تقف بغضب ..

: هذا اللي ناقص بنت الاعرج تسكن معنا ويعرفونها الناس

ليوبخها أخاها الأكبر ..

: بنت وش هالكلام! مهما كان هاذي اختك

: سلامات يا أختي متى عرفتها عشان تصير اختي...!!!


~ ~ ~


تحاول أن تكبت غيضها .. لا تريد أن تصرخ بها .. فما عجزت عن فعله طوال تلك السنوات بالغضب .. أملت أن تفعله اليوم بالهدؤ .. و الإقناع ..

: هاذي بنتك و لازم تتحملين مسئوليتها يكفي وصلت لهالعمر وهي تتحذف من بيت لبيت خلاص خليها عندك

:كأنك ما تعرفينها يعني و لا تعرفين أطباعها...أنا بأتحملها لو فيها عذاريب الدنيا لكن أبويوسف كيف اقنعه؟ تتوقعينه يرضى تجلس ببيته! بين بناته؟

لكن لم يكن يفلح معها لا إقناع .. و عناد .. و لم تجد حلاً سوى إرضاخها للأمر الواقع ..

: اللي عندي وقلته لك و ما أحد بيتحمل بنت الأعرج غير بيت أمها لأنها أصلاً ما بقى لها غيرك رضيتي و إلا مارضيتي



/

/

/



*...اتمنى تواجدكم..لتمنحوا شخصياتي....الحياة
كل ما بخاطركم لا تتركوه هناك فيكم ..مكانه هنا
الروايه لكم..و بكم......

شبيهة القمر 30-06-13 11:55 AM

رد: في حضـورك...و الغيــاب!!
 
السلاام عليكم

هلابك اختي بيننا وان شاءالله تشوفين اللي يسرك في منتدى الابداع ليلاس

بصرااحه شدني العنواان .. " في حضورك .. والغياب .!!

عنواان فيه الكثيير من الغموووض تماماا كماا تلبس قصه " بنت الاعرج "

تبين الجد رحمتها الكل ضدهاا .. بس احس شخصيتها قويه .. والدليل خوف الناس منها

وهالشي يعجبني خااصه لما تكون البنت بدون سند ..

يمكن تذبذب شخصية بنت الاعرج بسبب انفصال والديها .. وحياة التشتت الي تعيشهاا

صحيح الى الان مابعد شفناها بس هذا من كلام اللي حولهاا ..

عموماا لنا لقااء بعد مانتعرف على بنت الاعرج اكثرررر >> فيس تحمس لقصتها

بانتظااار الكشف عن باقي الاحداااث ..

وياهلا فييييك ألف ...


shymaaAhmed 30-06-13 12:50 PM

رد: في حضورك...و الغياب!!
 
افعل ما شئت فانه مكمل لعالمنا

أبها 30-06-13 02:09 PM

رد: في حضورك...و الغياب!!
 
تبدوا قصة شيقة .. بدءاً من العنوان إلى أحداثها التي تدور حول بنت الأعرج.

لم تخلت عنها والدتها؟ أين والدها ؟ هل هو متوفى؟

هل هي من السوء بمكان لدرجة أن يتجنبها الجميع ويحذرون من مصاحبتها؟

أرجوا أن تتضح الصورة أكثر في الأجزاء القادمة


أسلوبك رائع ما شاالله أخت نوف . بانتظارك.

نجلاء الريم 30-06-13 03:00 PM

رد: في حضورك...و الغياب!!
 
ياهلا ومرحبا فيك بليلاس الغالي مجمع الابداع والاحبه
انشالله تلقين الي يرضيك و تصلين بروايتك لبر الأمان ....
http://www.liilas.com/vb3/t178243.html

اذكرو الله 30-06-13 11:29 PM

رد: في حضورك...و الغياب!!
 
ما شاء الله بداية روعه

قداام وحنا معك

N.O.O.F 01-07-13 01:36 AM

رد: في حضورك...و الغياب!!
 
فديتكـــم .. آل ليلاس
على هالترحيب الحلــو
اتمنى تكون الرواية بمستوى يليق فيكم ..
مازلنا في البداية...و القادم أدسم .. و أكثر....(أعدكــم)

N.O.O.F 01-07-13 01:38 AM

رد: في حضورك...و الغياب!!
 


...........[ 1 ]


×

×


نهضت من نومها .. و هي تسمع بضيق صوت التلفاز .. الذي غفت وهي تشاهده ..
تململت في سريرها بإنزعاج .. و هي تدفن رأسها أكثر في وسادتها .. ليخف عن سمعها تلك الموسيقى العالية التي تصدح من هذا التلفاز ..


مدت يدها تتلمس جانب سريرها .. بحثاً عن هاتفها الذي لم يفلح يوماً بإيقاظها على الوقت ..
لتعرف كم الوقت الآن .. فغرفتها المعتمة بتلك الستائر الثقيلة لا تحدد لها وقتاً .. دوماً يسودها الظلام و كأن لاوقت فيها إلا ليل دامس ..
وحده التلفاز من يرسل لها أضواء براقة .. تخفت .. و تسطع .. حتى أصابتها بالصداع ..

هتفت بصوت ضائق .. ناعس .. (ووووين ذلفت؟؟)

و كأن ذاك الهاتف .. خاف هو الآخر من غضبها .. ليظهر ليديها من تحت الغطاء ..

فتحت الهاتف .. لتشاهد الساعة الثامنة مساءً .. و عشر مكالمات وصلتها من ليلى ..
ارسلت لها .. [توي صاحية .. ساعة و جايه عندكم]
نهضت من سريرها تتلمس طريقها .. حتى تشعل الضؤ ..

.
.
.

خرجت من غرفتها .. ليصلها صوت التلفاز العااالي و هي ما تزال بالدور الثاني .. كشرت بملامحهامن هذا الإعاج الدائم الذي تعيش وسطه ..
(الظاهر أنا بيجيني صمم بعد)


نزلت الدرج .. لترى جدتها أمام التلفاز .. تتابع أحد مسلسلاتها التي لا تنتهي ..و لا تنهض هي الأخرى إلا نادراً عنها ..
و لم يكفها إزعاج تلفازاها .. حتى تشاركه هي أيضاً بتعليقها على ما تشاهده بصوتها العالي ..

وقفت قريباً منها لعلها تقطع إنسجامها .. و تحس بوجودها .. لتهتف بصوت عالي ليصل لمسامعها الضعيفة ..

: يمــــــــــــــــــه أنا بأطلع...و بأتعشششى برااااا

: و أنا وش اتعشى

: بأرووووح اجهزلك شششي اللحيـــــن...و اغطييييه لك على الطاااااوله إذاااااا جعتي تعشششي


لم تعلم إن كانت سمعتها أم لا .. و هي تغرق بما تشاهد و كأن أحداً لم يكلمها .. وتتفاعل أكثر مع مسلسلها .. لتخاطب بطله و كأنه يسمعها ..

: هاللحين أنت وش تبي فيها .. خلهااا تروح باللي مايردها

رمقتها بملل و لا مبالاة .. (أنا سويت اللي علي و جهزت اكلها تاكل ما تاكل بكيفها)

و بهذه النية الحسنة .. السيئة .. توجهت للمطبخ ..
و فتحت الثلاجة تلتقط قارورة ماء لترطب حلقها الذي جف كالعادة بعد أي حوار لها مع تلك الجدة .. (هي كل ما يضعف صوتها الظاهر أنا بيبح صوتي أكثر)

و جهزت لها على عجل .. شاي و ضعته في ترمس حتى يبقى دافئاً لحين رغبتها بالعشاء .. و حافظة طعام بها بعض الساندوتشات ..

.
.
.

خرجت من منزلها .. لترى إن كان سائق صديقتها قد وصل ..
لكنه لم يكن وصل بعد .. كانت ستعود للداخل .. لكنها حين رأت الباب المقابل يفتح .. تراجعت ..

اغلقت باب المنزل بهدؤ .. و هي تنزل الدرجات الثلاث .. و عيناها الكحيلتان تراقب زوج جارتهم الذي خرج ليركب سيارته .. و عيناه تلتفت نحوها حيناً و تتحاشها حيناً ..

ضحكت بسخرية .. هي الفتاة تراقبه بلا خوف .. لم تنزل عينها عنه .. و هي غير مهتمه به ..
بينما هو يكاد يحترق وهو يراقبها خلسة ..
لا يريدها أن تعلم .. أم لا يريد لزوجته أن تشك به .. أم حتى هو لا يريد ان يعترف لنفسه أنه يراقبها ..

حسناً كما هو المفترض بفتاة سيئة أن تفعل .. ها هي تروح أمامه و تجيء .. خطواتها ترن بكعبها العالي .. و تلك الأساور تخشخش بيدها مع كل حركة لها ..
رفعت هاتفها لأذنها .. تحادث صديقتها .. بصوت لم تبالي إن كان يسمعه .. لا بل تعمدت أن يسمعه ..

: هلا حبيبتي .. و ينه السواق؟ حرام عليك تخليني كذا بالشارع لحالي ترى أخاف على نفسي

: وش عندك على هالذوق! و النعومه!!

: ههههاي وش دعوه! ما أنفع؟

: تنفعين ونص عيني...بس لو تلينين راسك شوي و تطاوعيني

: أقول كووولي تراب

: هههههه مو أقولك ما تبطين


و اغلقت هاتفها حين كما أرادت خرجت زوجة جارهم .. و هي بالتأكيد غاضبة ..
يبين لها ذلك من تلك الخطوات السريعة ..
لتغافل زوجها الذي كان شارداً عن مراقبة الباب .. بعد أن استغرق بمراقبتها أثناء مكالمتها ..

سمعتها تشتمها بشيء ما .. لكنها لم تنتبه لما قالته .. و لم تهتم ..
و ما إن ركبت السيارة حتى اغلقت بابها بقوة .. لينطلق زوجها بلمح البصر و كأنه بهذا ينفي الجرم الذي وقع به .. عن نفسه ..

و هي أيضاً بعد أن وقفت أمام نظرات تلك الجارة بكل تعالي و شموخ .. وصلتها السيارة بعد رحيلهم .. لتمشي بمهل و دلال لها .. و تركبها بهدؤ .. و تغلق الباب بكل نعومة .. يملأها شعور بالرضا و الإنتصار .. (هههههه كذا يقفلون الباب يا مدام...بس مسكينه من الحره)


اسندت رأسها و عيناها تراقب الطريق .. تعلم أن ما فعلته خطأ ..
و لكنه خطأ متوقع منها .. خطأ حتى لو لم تفعله .. فإنها ستحاسب عليه ..


لم تكن تهتم بتلك الأمور .. لديها في حياتها الكثير يشغلها .. عن مراقبة زوج إحداهن أو إختطافه منها ..
لكن جميع جاراتها كانوا يخشون منها .. يكرهونها .. يرعبهم حتى إستقبالها بمنزلهم ..
يلومونها في كل دخول .. و خروج لها من منزلها ..
يحملونها ذنب أعين أزواجهم الخائنة ..

هه .. و كأنها سلعة متوفرة للجميع .. و كأنها متاحة لأي أحد يريد أن يعبث بها ..
و ليس لها قرار .. و لا حتى حق الإختيار ..
فكل ما على هذا الخائن أن ينوي خيانة زوجته .. لتكن هي خياره الأول ..


سحقاً لهم .. لن ينفع تبرئة نفسها لأن لا أحد سيصدقها .. فالشرف .. يبدو دوراً كبيراً عليها لتلعبه بحياتها ..
لذا كانت لهم كما يريدون .. فتاة سيئة .. فتاة سهلة .. لكنها تستعصي على الجميع ..
شوكة في خاصرتهم .. تعطيهم هماً يريدون أن يحملونه .. خلافاً يسعون له ليؤرق حياتهم ..
شبحاً دائم لكل زوجة .. أنها قد تكون على علاقةٍ سرية بزوجها ..

.
.
.

وصلت لتلك الحفلة .. التي لا تعرف من حضورها سوى فتاتان فقط .. لكن لا يهم ..
فقط شيء يشغل وقتها .. فمن بعد تخرجها .. و تنقلها بين وظيفة و أخرى ..سرعان ما تسئمها ..
ها هي عاطلة عن كل شيء .. و تبحث عما يسليها ..

دخلت لمنزل تلك الفتاة التي تقيم حفلةً لا تدري ما سببها .. و لم يعجبها كثيراً مما ترى .. أو تسمع ..
و لكنها أيضاً .. لا تملك حق إختيار صديقاتها ..
ف بنات الناس كما يسمّون .. لا يرضون بمصاحبتها .. و إن استمالتهم كما تجيد .. فإن أهلهم يكونون لها بالمرصاد ..
ليس متوقع منها .. إلا أن تصاحب فتيات على هذه الشاكلة .. فتيات بلا حسيب و ر قيب ..

هذا حكم آخر حُكم عليها .. و يجب أن تنفذه كما يراه الناس ..

لذا ذهبت لذاك الستيج الواسع .. لترقص بجنون .. ضاربة بالناس و أفكارهم .. و أفكارها عرض الحائط ..


~ ~ ~


عادت من تلك السهرة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل .. لا تعلم من قد يكون نائم في تلك الحارة .. و من قد يعرف و ينتبه .. لفتاة تعود إلى البيت في هذا الوقت المتأخر ..

: راااااويه...اصحي وصلنا بيتك

أفاقت من غفوتها .. لترى بيتها كما تسمع .. لا تعلم لما تنتابها السخرية من تلك الكلمة ..
و هل أي مكان نسكنه يسمى بيت! بيتها!

نزلت بدون أن تنطق بكلمة .. فلا ترغب بشكرها على تلك الحفلة الصاخبة .. التافهة ..
و لا أن تقول لها حتى _مع السلامة_ لأنها حقاً لا تهتم هل تصل سالمة أم لا ..

.
.
.

انتهى وقت مجاملتها لنفسها .. و للناس ..
لا ترغب سوى أن تدفن نفسها بذاك السرير .. و تلك الغرفة .. تشاهد تلك الأفلام و المسلسلات التي تملأ جهازها .. حتى تغرق بالنوم ..

و في الغد .. تقرر أي فتاة ستكون .. و ماذا ستفعل؟ و من تقابل ؟
و من يكون ضحيتها لتفرغ به بعضاً من غيضها .. فهذا حق لن تتنازل عنه أيضاً ..

.
.
.
.

وبعد نصف ساعة من وصولها .. و هي في سريرها تعالى مع صوت التلفاز .. أنغام هاتفها ..
لتلتقطه و ترى اسمه يلوح أمام عيناها على الشاشة .. استقامت في جلستها تحدق بإسمه ..!

هو!!
ماذا يريد؟؟
لما يتصل بهذا الوقت المتأخر؟؟
هل مر على البيت و لم يجدها ؟؟
هل سأل عنها؟ و علم بتواجدها خارجاً حتى وقت متأخر؟؟

و الأهم من كل تلك الأسئلة .... هل ترد ؟؟



الساعة الآن 09:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية