منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   شفاه تطلب الارتواء (https://www.liilas.com/vb3/t187214.html)

اسطورة ! 20-06-14 10:02 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
;



لم أكن لأدع الأمر يمضي من دون أن أعرف عنه شيئاً..فمن تكون ضي تلك؟..وكيف تدعوها لحفلتي او ليست في الأساس غير راضية لا عن الحفلة ولا عن ارتباطي بمروان؟!!!..ذهبت لبيت عمي راشد فعلاقتي بجدتي أصبحت جيدة وطلباتي شبه مُجابة..ذهب لغرفتها ..وجدتها ترتب أغراضها في خزانة الملابس ..

شعرت بالامتعاض وأنا أراها داخلة لغرفتي ليس كرهاً ولكن شفقة عليها ولغباءها الذي يدفعها وراء حبها المزعوم..كنت استقبلها بالترحيب والسعادة أما الأن فلا اريد مجاملتها ولا الكذب عليها يكفي الكذبة التي تعيش فيها وتوهم نفسها أن سعادتها فيها..تعمدت أن استقبلها بمزاج متعكر ووجه عابس ولكن لن اتجرا على طردها من غرفتي فهذه ليست اخلاقي ولا ارغب في الشعور باللوم لنفسي إن فعلت ذلك فاكتفيت بالجلوس على طرف سريري في صمت مطبق..

دلال وهي تتقدم قليلاً وتظل واقفة وربعت يديها قائلة:منو ضي اللي يت الحفلة؟

ندى بعدم اكتراث رغم انها استغربت ذاك السؤال:يهمج تعرفين؟...قلتلج ربيعتي من المعهد

دلال بضيق تحاول كتمه: امممم...بس انتي قلتي مابتحضرين وحضرتي وفوق هذا بعد ربيعتج

ندى رغم كونها في السابق تحب الحديث معها اما في هذه اللحظة فالأمر مختلف: مابغيت اخلي يدتي بروحها وانا متأكدة انها بتحتايلي بقربها وانتي شفتي بعينج كم مرة زقرتني وانا ما اثق باحد يهتم فيها كثري

نغزت بضحكة استخفاف لم تفهما ندى:هههه..انزين وضي وايد كنتن قراب من بعض حتى انج مابغيتي تيلسين وياي

ندى بملل:دلال شو سالفتج؟..تلفين وترجعين ع ضي وانا قلت هي ربيعتي من المعهد وبعدين طبيعي بهتم فيها مش عشان بس ربيعتي لا هي بعد ضيفتي وواجبي اهتم لها مثل ما كنتي مهتمة لربيعاتج

دلال:اوكي ربيعتج انزين حوراء شو يخصها هي بعد ربيعتها؟

عبست مستنكرة كلامها:مافهمت!

تقدمت اكثر من السرير وبقيت واقفة:اول شي زقرتيها وهي كانت يالسة عندي وراحت عندكن وعقب مارحتي تشوفين يدتج شفتهن خذن على بعض واعتقد تبادلن ارقام بعض ..باين ربيعتج اجتماعية بزيادة

حتى تفز من مكانها بعد ان استفزتها بكلامها:دلال ما سمحلج ولا انتي غيرانة ؟

دلال رغم ماتشعر به إلا أنها ادعت العكس:انا اغار ومن شو ان شاء الله؟..انا مش متفيجة للغيرة باجر مروان بيعوضني عن كل العالم

نغزت بضحكة ساخرة وبلكنة متهكمة قالت:بيعوضج عن كل العالم؟!!..اوكي دام الموضوع جيه عيل ليش ياية وتسألين ؟

دلال بمراوغة وتبرير:بس فضول..بعدين انتي بنت عمي واخت زوجي وتهميني وايد ولا ابيج ترابعين اي حد

كتفت يديها وفي نظرتها قهر:وشو بيضرج اذا رابعت اي حد؟

دلال:يعني تعترفين انها ضي اي حد؟

ندى بدفاع وتوضيح:اذا ماقصدت ضي اتكلم بشكل عام

دلال كمن يبحث عن ثغرة توصلها لشيء ما:وضي بشكل خاص

ملأت فمها بالهواء ونفذته في ضيق من اسلوب دلال المستفز:خلي ضي بعيد ..انتي شو مشكلتج؟!!..شوفي عشان ما تصدعيني بهذرتج اللي ما ادري شو هدفج منها اقولها لج وبشكل نهائي ارابع اللي ابيه وايلس مع اللي ابيه وانتي مالج خص مفهوم؟

دلال بعصبية تحاول كتمها:اوكي يا ندى اوكي

تركتها بعد ان عكرت مزاجها لتقول وهي عابسة:شو مشكلتها؟!!!



;



يبدو أني تسرعت في قراري ..كنت سأبني سعادة ابنتي على شيءٍ اعتقدته في صالحها ولكن بعد الذي رأيته أيقنت أن هذا ليس الحل الأنسب ..المفروض أن اذهب لرؤيتها بعد أن استفاقت ولكن أردت تصفية ذهني أولا ..اخترت احد الكافيهات المفتوحة فقد كرهت الأماكن المغلقة..

اراه ينظر لجهة العابرين وفكره شارد وعيناه غائصتان خلف تفكير عميق متعب..لأقول:الحين شو الحل؟..شو بنقول لدانه؟

نظر لها وعيناه تحمل التشويش:ما بنقولها شي..بنحاول تكون بعيدة عن اي شي..لين ما اشوف حل..انا لازم اشوف يوسف

تعجبت من جملته الأخيرة:ليش؟!! شو دخل يوسف في الموضوع؟!

تنهد ونحنى للأمام مشبكاً اصابع كفيه معا على الطاولة:كيف يعني شو خصه؟..انتي ناسية هو بعد ضحية مثل دانه..يعني نحن صرنا في ثنين مش واحد

لتفاجئه بقولها:بس يوسف مب هنا

عقد حاجبيه في اندهاش:كيف يعني مب هنيه؟!!

بلعت ريقها لتقول بعد ثواني من الصمت المتعب:عقب اللي صار عمي عيسى سفره برا

اعاد جذعه للخلف واخرج زفرة طويلة من الهواء ليقول بصوت يحمل الضيق:عمج عيسى...عيسى هو أساس كل هاللخبطة اللي نحن فيها..راح تكون لي يلسة وياه ..ساره..اعرف انج تحملتي وايد وبعدج تتحملين بس كل شي بيكون له حد ..

تذكرت والدتها وقبل ان تنطق قالت في نفسها"ليت امي يكون هذا رايها":بلعكس وجودك الحين يخليني اتحمل واصبر تعرف ليش؟..عشان انت وياي مب بروحي

نحنى للأمام وسحب يدها قليلاً ممسكاً بكفها:ساره ما ابي اشوف الحزن اللي اشوفه الحين بعيونج ..ابيج تنسين كل شي وتعيشين حياتج ..لا تخلين شي ينسيج نفسج

ساره بأسى:كيف تبيني اسوى كل هذا وانا اتفرج على اللي قاعد يصير.. ما اقدر احس ليي دور في اللي صار.. انا ما واجهتهم ولا عارضتهم مثل البهيمة

ضغط على كفها حين رأى دموعاً على وشك السقوط:ساره هذا مب كلامج انتي متأثرة من اللي تسمعينه واللي قاعد يصير..بس انا رجعت وانا اللي بتصرف

وضعت كفها على كفه:وانا سعيدة بهالشي وجودك بقربي يخفف عني وايد .._بنبرة توسل_..ابويه لا تخليني احتاجلك

نظر إليه بتأكيد:ما بخليج يا ساره اوعدج..وكل اللي صاير بيتعدل وبينتهي ..وانا اللي بنهيه



;



ابعد أن استفاقت سأفقدها ؟...لا ليس بهذه السهولة سأعلن استسلامي سأبقى اواجههم فلن يحرموني منها..أشعر بتعب وضيق وصداع يسيطر على كل عصب في رأسي ..دخلت للمنزل وأنا أبحث عمن سيخفف من وجعي ولكن ما إن أخبرتهم ..حتى بدأت التهكمات

منيرة وهي في غيض مما يفعله ابنها ومن حاله: وانت شو مزعلنك دامها قامت..ليش متعب عمرك على وحدة مثل هذي

عيسى بتدخل:منيرة اذا ماعندج كلام طيب اسكتي

منيره بغضب:تبيني اسكت يا عيسى؟... يعني عايبنك حال ولدك شو كيف متبهدل تقول خبل لا مرتاح ولا ياكل

احمد: انا ما شتكيت ودانه لي انا ومحد بياخذها مني

حوراء:حبيبتي دانه انا فرحانه انها قامت وان شاء الله بزورها

حتى تصرخ منيرة:انتي انثبري مكانج..

حوراء:امايه صح انا ما اعرفها وايد بس حب احمد لها وكلامه عنها انا حبيتها وبنكون صديقات ..احمد..انت خلها علي انا برمسها

منيره:حوراء بس عاد..عيسى

وقف عيسى وتقدم من احمد وامسكه من ذراعه:امش وياي

احمد بنظرة ذابلة متعبة:وين؟

عيسى:بنكلم عمك ابراهيم

نزع يده بانزعاج:انا مب رايح ولا برمسه ولاحد له خص فيني

ذهب تاركاً اياهم متضايقون من اجله..منيره التي تشعر انها ستفقده:ياويلي ولدي بيضيع يا عيسى حسبي الله ونعم الوكيل_وما ان دنت منها حوراء حتى وقفت ونظرت لعيسى بغيض وذهبت

تقدمت حوراء من والدها وبان عليها التكدر فما كان من عيسى سوى انه لف ذراعه عليها محتضن اياها وقال:كل شي بيكون بخير لا تحاتين ياحوراء



;



ارتاب في أمره ولكني مستفيد من تعاملي معه رغم عدم علمي بما يفعله ..في كل مرة كنت احضر لمكتبه إلا هذه المرة طلب مني الحضور لمنزله وبسرية تامة..

سيف وهو ينتظر منه رد على سؤاله:انزين وشو طبيعة الشغلة اللي تباني فيها وليش ماقلت لمنصور عنها؟

ذياب بخبثه المعتاد وعدم الافصاح عما يريد:لالالا منصور ما ينفع لهالمهمة

سيف:هييه قول جذا عشان لو تورطت اخوك بيطلع من السالفة وبشلها انا

ذياب:جاهل يا سيف ومتسرع...منصور له مهمة سهلة وبسيطة وما يبالها اما انت فاللمهمات الصعبة اللي يبالها شغل

سيف بعدم تصديق:ع قولتهم اكل بعقلي حلاوة

ذياب وهو يحاول استمالته:هذي الصفقة بطلع منها بمبلغ اكبر عن الصفقات الماضية

سيف:انزين ليش ما تقوم فيها بنفسك ويكون الربح كله لك ومحد بيشاركك؟

بدأ يشعر بالضيق من كلامه ولكن اجابه في هدوء دون أن يظهر امتعاضه:انا مشغول وبعد ابا اقوم بالواجب وازور راشد من عقب الطيحة اللي طاحها اخر مرة

سيف باستنكار:وانت شو لك فيهم ؟

ذياب:يعني ماسألتني عن طبيعة المهمة ووين بتكون

سيف:انزين انت خبرني

ذياب:المهمة مالك فيها انت بس بتقابل ريال وبتخلص وياه

بدأ الشك ينغز عقله:انزين ووين بقابله؟

ذياب:في تركيا

اندهش واصابه التعجب:فتركيا؟!!..وانا شو يوديني تركيا..لا يا ذياب انا متنازل عن المبلغ وكلف غيري

ذياب:شو بلاك تنافضت..قلتلك تركيا مب إسرائيل ..بعدين محد راح يعرفك من التنكر

زاد خوفه وارتعد:وشو هالمهمة لا يكون مخدرات ..لا يا ذياب انا مايخصني ..قال تركيا..سير بروحك انا مب ساير..والله انا مب بايع عمري

وخرج دون ان يعطيه فرصة للكلام حتى علق :جبان يا سيف ..مالي غير بدر هو اللي يساعدني



;

اسطورة ! 20-06-14 10:04 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
كلام ريم اصاب الحقيقة.. اجل انا اغار منه واحتقره لأنه احتل مكاناً من المفروض هو لي وحدي..وازدادت غيرتي حين اتجهت لمكتب والدي حتى يفاجأني سكرتير مكتبه انه ذهب برفقة راكان لتفقد فرع الشركة الجديد ..لتشتعل الغيرة اكثر واغادر الشركة عائداً للمنزل ومن حسن حظي وجدت من يستحق أن افجر فيه شعوري..دخلت للصالة لأجده جالساً ..على مايبدو لم يشرب اليوم فلا وجود للكأس وليس هناك رائحة تفوح مع الهواء ..كان الوضع مناسب لي فرؤيته بكامل صحوته سيجعلني اكيل له ما اريد ..فهو الأخر سيفقدني صوابي بتصرفاته الرعناء ..تقدمت حتى اصرخ بكل غضب:شو سالفتك مع الموظفات مب مخلي موظفة بحالها

نايف الذي احب ان يغيض شقيقه:هذا اسلوب تستقبليني فيه؟..ولا نسيت اداب الاتيكيت يا استاذ ريان

ريان بحنق:لا مانسيت بس اللي مثلك هذا اللي يستاهلونه يا استاذ نايف

فإذا بهيفاء التي اقبلت لتوها وقد اندهشت من تعليقاتهما:انتوا شو سالفتكم ليش تنادون بعض بالألقاب ؟

نظر لها ريان :هيفاء خلج بعيد

وقف نايف بحيث اصبحت هي خلفه وقال وعينه على ريان:هيفاء جد خلج بعيد عشان بعض العقول الصغيرة حرام تعبين مخج وياها

ريان بعصبية:ليش تظن اني مثلك سكير ومغازلجي ولا عندك ذرة مسؤلية

لم يعجبها كلامه فصرخت فيه:ريان عيب عليك

الاح رأسه على جانبه مخاطباً اياها:هيفا لا تدخلين.._ثم نظر لريان_..وهو لو فيه خير خليه يقرب

ريان وهو يتقدم بغضب:ترا مب قدي

حتى يمسكه نايف من ياقة ثوبه وسحبه له ومن تحت اسنانه قال:شو بتسوي؟ بتضربني

هيفاء وهي تتمسك بنايف:نايف

نايف وهو يدفعها عنه بكتفه قائلا وعينه تنظر لريان بغضب:هيفاء لا تدخلين..واذا على هالنذل انا ارويه من يكون نايف

وهو يكور قبضة يده حتى يسددها لوجه شقيقه فإذا بصوت والدتهما صارخة:نايف

توقف قبل ان يوجه لكمة لوجه شقيقه وكليهما يناظران بعض بعينين يتطاير شرارهما حتى انزل يده في غيض وترك ياقة ثوب ريان وتقدمت والدتهما ساخطة موجهة كلامها لنايف:انت ما تستحي على ويهك

هيفاء التي رأت والدتها تتحامل على نايف وهو لم يكن من بدأ:امي...

حتى تخرسها وتكمل كيل الاتهامات له:تشرب الزفت في البيت وسكتت تسافر وانا مب راضية بعد سكتت بس توصل انك تمد ايدك هنا عاد تلزم حدودك.._حتى تصرخ_انقلع

لم يجادل رغم انه يستطيع نظر لشقيقه بغيض ثم رحل ..اما هيفاء فأحست بالضيق ورمقت ريان بنظرة قاسية ثم ذهبت

ام ريان:ليش كان بيضربك؟

ريان وكأنه ليس هو سبب ماحصل:ما ادري عنه

ام ريان:لا تحتك فيه حتى اذا قالك شي تجاهله ..انا خلاص غسلت ايدي منه وما اظن انه راح يتسنع

ادنى رأسه من رأسها مقبلاً إياه وقال وكأنه لم يكن هو السبب:خليه يولي يمكن الأيام تعلمه


;




إلى هذه الدرجة أخيفها؟!!..ربما يكون تصرفي معها فيه شيء من الغلظة ولكن ليس لدرجة أنها تفزع مني..ولكن لا يحق لي في لومها فأنا أبدوا قاسياً معها...كنت قاصداً القسم الخاص بنا حين التقيت ببيان

عبدالعزيز:السلام عليكم

بيان:وعليكم السلام.._وقبل ان يكمل سيره استوقفته_..إلا وش هالرعب اللي معيش فيه نوره؟

يعرف أنها تحب رفع ضغطه دائماً فتجاهلها حتى اجبرته على الاصغاء باهتمام:نوره مو قادرة تتحرك ولا تسوي شي خايفة تسقط وطلقها

نظر إليها بتجهم:انتي وش تقولين؟!!

بيان:إلي سمعته...نوره نفسيتها تعبانة وانت بدل ما تسعدها مزود همها..حرام عليك ياخي ترفق بحالها والله نوره ما تستاهل اللي يجيها منك

عبدالعزيز ونوبة غضب تلوح في الأفق:انتي وش قاعدة تخربطين

بيان:انا مو قاعدة اخربط انا انبهك للي قاعد يصير..نوره شايلة هم والبركة فيك وكلامك اللي مثل السم

عبدالعزيز بنظرة متفحصة:هي اللي قالت كذا؟

بيان:لا كل شي واضح ومايحتاج قول..عز حاول تغير معاملتك لنوره ..عن اذنك

ليمضي لجناحهم كانت نوره مستلقية في سريرها تقرأ احد الكتب عن الحمل ..القى السلام وتقدم من السرير وجلس على طرفه ناظراً لها وهي قد تعجبت من نظرته وسكوته

عبدالعزيز:صارحيني يا نوره خايفة مني؟

تجهمت وشكت في أن احداً قد نقل له كلام:لا ليش؟

عبدالعزيز:منك على بعضك..ولما تشوفيني احس انك مو على طبيعتك

نوره وهي تنفي:كل شي طبيعي ومافيني شي بالعكس انت اوكي معاي وانا مو خايفة منك واصلا ليش اخاف

عبدالعزيز:يعني قلت يمكن عشان الحمل وكذا

رفعت جذعها بثقل:عبدالعزيز فيه احد قايل لك شي؟

عبدالعزيز:ليه انتي قايله لأحد شي

نوره:لا

وقف واعطاها ظهره ومشى قليلاً ينزع ثوبه:اجل لا تصورين لنفسك اشياء مو موجودة.._رمى الثوب جانباً ونظر لها_ياللا قومي...

نوره بتعجب:وين؟!!

تقدم ونحنى إليها:تحركين جسمك شوي..ابغي زوجتي تخدمني .._قبل وجنتها حتى شعرت برعشة سرت فيها ..نظر إلى عينيها وهي تاهت فيهما_انزلي بالأصنصير عشان ماتتعبين..بروح اتحمم اطلع القى الاكل .._قبلها ثانية_..وخلي الشغالة تجيبه ما ابيك تتعبين ..سامعة

ذهب إلى الحمام وهي بقيت ساكنة بلا حراك متعجبة من تصرفه


;


كرهتها منذ أن رأيتها وكرهت تدخلها في كل صغيرة وكبيرة وكأنها أمه..إلى متى ستظل ملتصقة في حياتنا ..فلابد لي أن ابعدها عنا..أتت لزيارتنا هي وعمته ..كنت انا وخالتي طرفه ومها وخالتي وضحه لا أنكر أني كنت غاضبة منها ولكن نسيت كل شيء ..كنت اغلي في داخلي وهي تتكلم عن ليلة زواج ابنتها الراحلة بداية من القاعة وانتهاء بالزفة ..ولم اتمالك نفسي حين قالت:ماعتقد فيه عرس مثل عرسهم يعني ياعذايب اذا حد قالج عن ليلة زواجهم لا تغارين

عذايب بلكنة مقصودة:ماتهمني الشكليات ولا بهتم لكلام الناس ..لكل عروس ليلتها وانا اللي يهمني من هالليلة عبدالله وبس

شيخه التي لم ترد الخسارة قالت:هيه بس ترا عبدالله تعود على ام عياله كانت تحب كل شي مرتب

ابتسمت:لكل عروس شي يميزها والمرحومة غير وانا غير واعتقد عبدالله فاهم هالشي ..اشكرج انج قلتيلي عشان افكر من الحين كيف اعلقه فيني وانسيه بنتج

شيخه التي بدأت تغلي قالت في نفسها:وانا اللي ظنيت انج طيبة وعلى نياتج طلعتي مب هينة ياعذايب بس صبرج علي وبتشوفين

اسطورة ! 20-06-14 10:05 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
اغلق باب الثلاجة الفارغة من اي شيء..في اللحظةالتي كان يتقدم فيها من الصالة لمح منحوتة من الجبس جلس يتأملها..تقدم راكان الذي كان قادماً من الخارج ومعه كيس

وضعه وجلس قائلاً:عيبتك؟

طارق:حلوة..من وين شارينها؟

راكان:مش شارينها هذي ناس عطوني اياها ..بصراحة شغلهم وايد حلو وعندهم ابداع بس للاسف مافي حد يشجعهم عشان يظهرون موهبتهم قدام الناس وفيه ناس طلبوا مني اساعدهم ويتني فكرة نسوي معرض وانا اكيد بستفيد

وضعها من يده على الطاولة وعينه عليها:حلو..المهم شو يايب

راكان:ادريبك مابتهز طولك وبتيب عشا

طارق:عشان جيه الثلاجة فاضية؟

راكان:بصراحة انا متعمد ياخي قرقع جيوبك واشتري شي حتى وجبتك عليي..يعني لو تطلع في كل مكان دكاكين مطاعم مقاهي واحات الشيشة

طارق:هههههههههههه استغفر الله ياخي قول ما شاء الله

راكان:ماشاء الله والله يزيد ويبارك ويحفظ البلاد..بس انت مصختها

طارق وهو يسحب الكيس:اشوف انت شو يايب..من ريحة الكاري باين انه هندي

راكان:هيه قلت نغير ناكل من مطعم هندي

طارق وقد ذكره بالطفولة:تذكر مطعم راجو اللي كان في الشعبية اللي كان فيها عبدالله وسلطون

راكان:الله ايام كنا دوم القايلة والشمس تصلي روسنا وين سايرين مطعم راجو..الريال راقد وحنا دوم عند بابه حتى صار مايرقد الظهر ههههههههههه

طارق:والا يوم يسوي هاذيج الصالونه(سوست/مرق) الحارة اللي لو تشرب تنكر ماي مابيكفيك من الفلفل اللي فيها هههههههههههه

راكان:ولا يوم سلطون وعمه عبود يتحدون بعض من ياكل فلفل اكثر ياخي ايام ...انزين تعال ع طاري عبود وسلطان وينهم؟ ..نحن اصغر عنهم صح؟

طارق:هيه هم اكبر عنا.._صمت قليلاً_..راكان تذكر يوم كنت في لندن وقلتلك شفت واحد عند بيت عمي محمد؟

راكان وقد استغرب من سؤاله:هيه شو بلاه؟

طارق:فيه شبه من سلطان

وهو يقف:سبحان الله الناس تشابه

طارق:عاد مب لهدرجة؟

استدار نحوه وهو كان قاصد المطبخ:لا فيه ووايدين

طارق وهو يأخذ المنحوته يتأملها قال:يمكن ..راكان..بحتفظ بالمنحوته عادي؟

اتى وهو يحمل الصحون:عادي خذها


;



عاد بعض الهدوء لحياتي المتوترة ولكن هيهات أن يبقى كما هو ..تعرفت علي وأصبحنا صديقات ولكن ما هدفها مما فعلته هذا اليوم؟!!..

اخذت وقتي حتى اقنعتها بالقدوم لرؤيتها والتعرف عليها دخلنا وكلهن يعلمن إني اتعامل معها..وهذا ما قالته احداهن وذهبت لمناداتها ..

ثواني وأقبلت أماني وتقدمت ملقية السلام ..

ظبية:أماني أعرفج الوالدة..

أماني بابتسامة رقيقة:هلا وسهلا

ام ظبية:هلا فيج

ظبية وليس ماقالت هو هدفها: انا من كثر ماكلمت الوالدة عن شغلج وايد عيبها حتى انها قررت اتي هنا اليوم بس عشان تسويلها ..

هي مابين ريبة وتصديق ولكن اختارت حسن الظن رغم الشك الذي يحاول السيطرة على عقلها...ولكن ما إن جلست ام ظبية على الكرسي واماني على وشك البدء بعملها جاءها ذاك السؤال الذي يذكرها بأول لقاء بها مع روضة

ام ظبية وهي تنظر لها من انعكاس المرآة:شحالها امج؟

بلعت ريقها وتذكرت كلام ضي_قلتلها مسافرين_ اخفت شعور الضيق وقالت:بخير

ام ظبية:هي مواطنة؟

تشعر أن تلك الأسئلة تخنقها:هيه مواطنة

ام ظبية:خاطري اشكرها بنفسي واتعرف عليها

صعقتها ولكن ماقالته ضي لندى كان يسعفها للخروج من المأزق_هم حالياً مسافرين_:هي مسافرة حالياً..ابوي يشتغل في السفارة وهي مرافقتنه

ام ظبية:هي شو تشتغل؟

لا تعلم من اين اتت بالوظيفة :باحثة اجتماعية

ام ظبية وكأن الأمر أعجبها فسترسلت في طرح الأسئلة:بس غريبة تخليج بروحج وتسافر

ودها لو تسكتها تخرسها تصرخ في وجهها توقفي ولكن هي من توقف عن الصراخ في داخلها لتجيب:ابوي كان تعبان شوي وامي وايد تحاتية يوم يمرض محد يعتنيبه غيرها ولا ترتاح الا اذا طمنت عليه ..بعدين انا مش بروحي معاي اختي

ام ظبية:باين انهم يحبون بعض وايد

اماني وهي تشعر بالاحتقان ورغبة في البكاء ولكن تجاهلت الأمر رغم صعوبته:هيه فوق ماتصورين الله.._لتصمت في أسى وتردف_الله يسعدهم

بهد ذاك الاستجواب والتحقيق الذي لا أعلم الداعي له عدت إلى الشقة ولا اعلم بأية حالة عدت فقط اردت الدخول لغرفتي لأخذ حريتي في تفجير دموعي التي أخفيتها عنهما ..أرتميت على سريري بعد أن بالكاد استطعت تبديل ملابسي احتضنت وسادتي لأنخرط في بكاء مُر ..ومضى بي الوقت حتى افتح عيناني وأرى بضبابية بالكاد اميز أني أرى أحد واقف ..حتى اتضحت لي ساقان ابيضان رفعت طرف عيني انها ضي مرتدية" بيجامة شورت" وقلت اسمها ولكن لم تلقي بالاً استدارت واقتربت من النافذة وازاحت الستارة فإذا بضوء يزعج عيناي..لم أشعر بالوقت :كم الساعة؟

ضي:سبع

اغمضت عينيها ولكنها لم ترفع رأسها عن الوسادة:ليش ماصحيتيني؟!

ضي بسؤال بدل من الإجابة:ليش كنتي تصيحين؟!!

اماني بعبوس وشعور بالكسل:ماصحت

مشت واستدارت نحوها:امبلا ..كنت بدخل بس سمعتج تشاهقين بس ماحبيت ازعجج فخليتج ورحت..ماقلتي ليش كنتي تصيحين؟

نهضت بخمول وضيق صمتت قليلاًً ثم قالت:تعبت يا ضي تعبت من هالكذبة اللي أنا فيها ..تعبت ارتيا الفرج

اقتربت وجلست القرفصاء امامها :شو اللي صار؟

تنهدت في ضيق واحساس بشيء ثقيل يكتم على صدرها ونزلت دموعها:ليتني سمعت كلامه ...ليتني ما عمقت علاقتي بظبية..._استنشقت بعض الهواء رغم احتقان انفها ومسح الدموع التي اخذت مجراها إلا أن حرقة في الصدر تشتعل وتزيد المرارة وانسكاب الدمع أكثر_..تخيلي يت الصالون... بس ماكانت بروحها..كانت وياها امها.. في البداية قلت يمكن عيبها شغلي وصدق ياية تجرب بس عقب تمت تسأل وتسأل لين خلاص ما كان فيني حيل اتحمل

ضي:لو طلبتي منها تسكت

اماني:زبونة ولازم اتحمل واعطي انطباع زين عن الصالون

نهضت وجلست على طرف السرير:يعني عشان الصالون وسمعته تقهرين نفسج

اماني رغم ماتعانيه إلا ان لها وجهة نظر قد لا تفهمها ضي وتستوعبها:لازم اخلى مشاعري الخاصة على صوب واكسب الصالون زباين ...بس تعرفين افكر اترك الشغل..._ناظرتها بتعجب_لا طالعيني بهالنظرة _نظرت امامها_..يمكن ماتصدقيني بس جد افكر استقيل .._نظرت لها_اريد ارتاح خلاص تعبت يا ضي .._قربت جسمها منها فقد لاحت في رأسها فكرة ما_ انتي قلتي انه عندج اعطيني ياه

عبست متعجبة:شو اللي اعطيج اياه؟!!!!!

اماني كذاك الغريق الذي يتعلق بأمنية:رقم سلطان...بتصل عليه بخليه ايينا__وضعت يدها على فخذ شقيقتها_تتكلم كمن يتخيل حلم بعيد كاحد احلام اليقظة_..ينسير وياه لندن او اي مكان بعيد فيه حنا الثلاثة بس بعيد عنهم وعن شرهم ..بنكون مع بعض..بتقولين كيف وهو مش محرم..بنتزوج انا احبه وهو بعد يحبني ..بنتزوج وانتي بتعيشين ويانا_كل هذا وضي مشدوهة من طريقة كلامها_..شو قلتي؟

حتى تصدمها بقولها:ظنج يتذكرنا؟

اماني وبدأت تشك:ليش لا ..هو دوم كان ويانا ..قريب منا..يعني تقدرين تقولين واحد منا

لتأتيها بجملة أخرى تثبت الشك في رأسها :سنتين يا مروى ..سنتين مرن ..وهالسنتين كفيله تنسي الانسان كل شي..سلطان كان قريب منا بس هو مب منا..عادي تتصلين فيه هذا اذا بعده محتفظ بالرقم..يعني ممكن تتصلين فيه ويصدمج ويقول انه ما يعرفج ولا يتذكر وحدة اسمها مروى ..اكيد هو عايش حياته الحين ورقم الفون كنسله ..انسيه يا مروى عشان هو اكيد نسانا..قومي جهزي عمرج للشغل..

لتخرج وتغلق الباب وتتكئ عليه واضعة يديها خلفها..تذكرت يوم الحفلة عندما ذهبت للحمام برفقة حوراء وهي عائدة لمحت هاتفاً وقالت:تلفون ثابت..يشتغل؟

حوراء وهي تدنو منه وترفع السماعة:اعتقد ...هيه يشتغل

ضي:بتصل على اختي اخاف فوني مافيه شحن

وهي تمد السماعة لها:اوكي

تقدمت واخذتها وابتسمت لحوراء لم تتصل بأماني ولكن احبت ان تتأكد ان الرقم مستخدم وانه مازال عنده..سمعت الرنين فتأكدت انه مستخدم بقي أن تعرف انه لسلطان!..كان قادماً من المطبخ يحمل كوب عصير واستغرب رنين الهاتف واسرع واضعاً الكأس على الطاولة واخذ الهاتف ..جلس ناظراً لشاشته:هذا الرقم دولي وتحديداً من الامارات...

سمعت صوته ووقفت مشدوهة متجمدت الحواس كم هي في شوق له ولحديثه هذا صوته اجل صوته وهي تسمعه يردد:الو الو ..الو منو معاي؟

كادت شفتيها تتحرك ناطقة باسمه ولكن قبل لفظ حرف السين فإذا بالسماعة قد اعيدت لمكانها لم تستطع ان تكلمه ولكن سمعت صوته ..

لتعود للواقع وهي ملتصقة بباب غرفة اماني لتتذكر أخر ذكرى جمعتها معه وهي تقلب الهاتف الذي اعطاها اياه بين يديها كانا في المنتزه القريب من الحي الذي تقطنه يتمشيان:تخيل يضيع ينسرق او يخترب من وين بييب رقمك

ابتسم:عندي لج فكرة..احفظيه وردديه وانتي في الطيارة لين توصلين الامارات

أروى:ههههه ما تخيل اسويها..بس لا تنسى انت مديون لي بشي

عقد حاجبيه:وبشو مديون لج؟!!!

أروى:انك واعدني يوم نزور مزرعتك بتعلمني الرماية

ابتسمت:يصير خير ان شاء الله..._استغرب وقوفها فجأة_..شو بلاج وقفتي؟!!

أروى ولا يتحرك منها سوى عينيها:تشم اللي اشمه؟

سلطان وهو لا يشم شيئاً:لا شو تشمين؟!!

اغمضت عينيها ورفعت انفها قليلا مركزة في معرفة الرائحة ثم فتحت عينيها والاحت رأسه له بابتسامة قائلة قبل ان تجري لناحية الرائحة:كوورن (ذرة)

ضحك على تصرفها الطفولي ولحق بها:ههههههههههههههه

وبالفعل كان هناك على طرف المنتزه بقليل رجل بريطانيا كبير السن يشوي ذرة..وقفت على مسافة تنظر واتي سلطان من خلفها وتعجب منها:ما شاء الله عليج

الاحت رأسها له:انا عند الاكل .._استنشقت_ ذيبة

ومضت ناحية الرجل وهو وقف وابتسم ولحق بها ..اشتريا منها اكملا سيرهما..

سلطان:بصراحة فاجأتيني معه انه مب مبين عليج انج تحبين الاكل وضعيفة

أروى وهي تقضم من الذرة قالت :اممم..صح ضعيفة بس احب الاكل وايد بس مايأثر فوزني على قولتهم فيني دودة

ضحك:هههههه..كأنه الوقت بدا يليل ..ياللا خليني اوصلج بيتكم ..وثانكس على المعلومة

أروى بمزح:ترا ما اشم الا الاكل بس

سلطان:هههههههههه ..اهم شي..ياللا مشينا

لتبتسم في نفسها وتكتفي من الوقوف عند غرفة اماني وتبتعد لمشغلها...


;




لم يكن خروجه من المجلس يحمل مفاتيح سيارته رأها وهي تعطي الصينية للخادمة وعادت للداخل..وما إن تقدمت الخادمة ودخلت للمجلس وقف ينتظرها وحين خرجت استوقفها ذياب:هذي بنت راشد؟

كادت الخادمة ان تحدث فضيحة بسبب صوتها العالي:انت مايستهي شو هذا سؤال

ذياب الذي غضب فكيف لخادمة ترفع صوتها:لسانج هذا اقصه واعرف كيف.._اخرج محفظته واخرج مبلغ_..هذي الفلوس بتكون لج اذا جاوبتي على سؤالي

الخادمة وقد طمعت في النقود:هذا ندى بنت بابا راشد..يالله جيب فلوس

ابتسم وقال:بس بشرط لا تقولين لاح داني سألتج عنها

وهي تمد يدها وعينها على النقود:لا انا مافي يقول

وهو يعطيها لها:اوكي..ياللا سيري

وقف قائلاً:والله وعندك بنت حلوة ياراشد


انتهى



لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت 37



قراءة ممتعة^^


مع تحياتي


اصداء الحنين


أبها 25-06-14 01:56 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
مرحبا بالحامل والمحمول 🌺

كل الشكر لأصداء الحنين .

وتحية عطرة للأسطورة على النقل .

fadi azar 25-06-14 03:50 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
فصلين رائعين جدا مشكورة اسطورة على النقل

أصداء الحنين 29-07-14 01:45 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام والجميع بخير

سامحوني ماقدرت ادخل المنتدى ولا انزل شي بسبب الاكاونت فقررت اسوي واحد يديد

شاكرة لأسطورة تنزليها للبارت تسلمين غلاي

وشاكرة كل من تابعني وتحمل غيابي بس والله غصب عني وان شاء الله راح اعوضكم ببارت طويل

دمتم بود^^

أصداء الحنين 29-07-14 01:50 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
بنزل لكم الحين البارت 37 & 38 اللي نزلته ع المنتدى المجاور

والبارت 39 راح انزله هنا بالاول لغرض في نفسي هههههههههههههه

المهم ثواني وانزل البارت ومتى ماكان البارت 39 جاهز راح اعطيكم خبر

^^

أصداء الحنين 29-07-14 02:18 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 



البارتـــــ37


اختنق.. بل أشعر أني في غيبوبة منذ ذاك النهار! .. لا أريد رحيلها لا أريد فقدها... مازلت أحتاج لحضنها لصوتها لأنفاسها .. لترانيم الحب التي تغدقها ..لتلك اللحظات التي تجمعني بها ..لسخطها لغضبها لرضاها لكل شيء فيها ..كلما ابتعدت تلك الفكرة عادت كشيطان يفرض نفسه..يكفي يكفي لماذا أفكر هكذا؟..هي بخير الكل يقول ولكن عقلي يصر أنها راحلة!..بين هواجسي المريضة وكلامهم الجميل أجدني تائهة وكيف لا أتيه وأنا كل يوم أرى وجوهاً شاحبة وأخرى عليها علامات الأحتضار!.. هل سيرمي بها الحال كا تلك المرأة على ذاك الكرسي ذو العجلات والذي تدفعه ممرضة واخرى تحمل السقاية.. قد هزل جسد تلك المرأة وتساقط شعرها في انتظار الأجل ..وأنا غارقة في النظر ومتتبعة بعيني تلك المرأة والممرضتان وقد مررن بجانبنا حتى ارتعش قلبي قبل جسدي لأذوق خوف الأفكار السوداء واتخيلها بدل منها على ذاك الكرسي ..حتى أتاني صوته من خلفي..

حتى وإن لم أرى وجهها ولكن شعرت بها حين توقفت ناظرة لتلك المراة على الكرسي ذو العجلات ومعها ممرضتان يساعدنها وقد لمحت فكرة متشائمة زارت مخيلتها حتى دنوت من خلفها واضعاً كفي على كتفها قائلاً:ولا حتى لمجرد التفكير..امج بخير وما راح توصل لهالمرحلة

ألحت رأسي لها اسأله بنظراتي اطلب منه القسم على أنها بخير استدرت له ودفنت رأسي في صدره باكية بصمت:داااد

احتضنتها فلا ألومهما إن فكرا بهذا فهي ليست أي شخص في حياتهما قد يرحل فيعوضهما غيره:أروى حبيبتي ابيكم تتماسكون تكونون وياها لا تخلون هالأفكار تسيطر على عقولكم ..امج بخير أنا تكلمت ويا الدكتورة وطمنتني..وهي بعد تبي تشوفكم وتتكلمكم عن حالة والدتكم وشو ممكن تسوون

مازال محتضناً إياها حين رفعت عيناها له بنظرة تحبث عن الاطمئنان :داد..ما بي امي تروح ..انا خايفة..خايفة

تشبثت به تحاول البحث عن الأمان وهو احتضنها وفي الروح يسكن الخوف عليهن رغم ما قاله الاطباء ولكن لا يريد ان يستسلم وسيضع كل ثقته بالله وهل هناك من يستحق الثقة منه سبحانه؟!!..



;



رغم أني لا احبذ ما يفعله ولكن الموقف الأخير جعلني اكون في صفه ربما لأنه كان في موقع المجني عليه..اعتقدت أنه سيلوم نفسه سيوبخها سيبحث عنه ويعتذر إليه ولكن لم يحدث ولن يحدث وواضح انه غير مكترث هاهو يقبل علينا انا ورانيا وهو في قمة أناقته وهو مرتديا الدشداشة والغترة ..كنت مقهورة مما فعل وزاد ضيقي حين قالت رانيا:اووف شو هالاناقة..ريان لمن هالشياكة والاناقة

ريان:شغل

رانيا بمشاكسة فهي تعلم أن ريان ليس من هذا النوع:شغل ولا موعد غرامي

ريان:لا الاولى

نظرت لهيفاء وقالت:هيوف شرايج فريان مب يباله عروس

رميت بالوسادة الصغيرة وانا اقف وتقدمت منه ونظراتي تقدح غضبا:ليت المظاهر دل على داخل اصحابها

فهم انها غاضبة من اجل ما حدث:كل هذا عشان نايف

غضبت لتنفجر فيه:نايف طلع ولا رجع وكله بسببك..انت تسوي المشكلة ونايف اللي يتعاقب عليها..حرام عليك

لتقف رانيا مشدوهة مستغربة لتقترب من ربان بعد ذهاب هيفاء:شو بلاها هيفاء؟

ريان باستهزاء وعدم اكتراث:زعلانة عشان الاخ نايف

زاد تعجبها:ليش؟

تنازعت وياه وكان بيضربني بس الوالدة تدخلت وهو زعل وطلع

رانيا:انزين ليش؟

نظر لساعته:ماعندي وقت اشرحلج شي ياللا سلام

اخذت تناديه وهو ذاهب:ريان..ريان..اوففف..الحين شو الحل..صح هيفاء هي اللي بتخبرني بالسالفة



;



لماذا لا ترحمني تلك الصور والخيالت المتشبثة في عقلي؟..لماذا لا ترحل مثلما رحلت اجسادهم ؟.. لماذا تلاحقني لحظاتي معهم ؟..اسمع ضحكاتهم كلماتهم حتى الدقائق تحملني منهم إليهم..كلما قلت اقتربت تبعدني تلك الأفكار ..جميلة ذكرياتي معهم لكن تحولت إلى سواد سرمدي تتلاشى فيه اوصالي فلا أعود أميزها..كان يوم لندني بارد تحتاج فيه كوب من القهوة الساخنة والجلوس أمام مدفئتك لتشعر بدفئها ..خرجت مرتدياً قبعة صوفية تغطي رأسي واذناي تعودت على جو لندن ولكن البرودة لم أعتدت عليها ارتجف رغم أني مرتدياً القفازات وادفء يداي في جيوب جاكيتي الشتوي الأسود الطويل وأسفل منه بنطال أسود وسترة صوفية ..كنت متجهاً لهم حتى أراهما مقبلان وبينهم حوار يبدو أنه ممتع فهاهي تمشي وتتكلم بمرح ووالدها يبتسم لها ويبادل بعض الكلمات حتى تسترسل في حيوة رغم برودة الجو وخروج البخار انفاسها تحرك يداها تشرح موضوعها وعلى ثغرها الوردي ابتسامة جميلة ..توقفت عن المشي واخذت انظر إليهما حتى اقتربا أكثر فرأتني وصرخت باسمي:سلطان

لم أجبها إلا بابتسامة فهي فعلاً تجعلني ابتسم.. مشاكسة فوضوية جريئة ومتهورة.. فيها طبع طفولي ولكن احياناً تبهرني بتفكيرها الناضج!..

سلطان كم سيفرحني لو يطلب يد مروى سيكون معنا ولن يتركنا افرح اذا رأيته فهو الاب الروحي لي!..:هاي سلطان

سلطان بكل سعادة برؤيتهما:هاي...

محمد وهو يمد يده مصافحاً إياه:شحالك سلطان؟..

سلطان بابتسامة:الحمدلله ..اكيد مع هالجو البارد الواحد وده مايطلع من البيت

أروى بمرح يكاد يسوق سلطان لتطفل والمعرفة :سلطان شرايك اتي ويانا للسينما... الليلة بنتابع فلم اكشن من اللي يحبه قلبك

سلطان بضحكة خفيفة بعد أن رفع عينه ناظراً لمحمد قبل أن يعيدها لها:ههههه..بس انتم بتسيرون كعايلة انا ليش اكون بينكم؟

عينها بعينه حين لفت يديها على ذراع والدها وانحنت عليه قائلة:داااد شوف سلطان

سلطان واحتراماً لمحمد لم يكن يتكلم معاها ككل مرة اعتادها معها:ههههههه..ليش أنا قلت شي غلط؟..جو عائلي ليش اقطعه عليكم

ابتعدت عن والدها وتقدمت منه:اولاَ انا و دااد بس بنسير ثانياً مام ومروى مابيسيرون ويانا ثالثاً هذا امر ولازم تنفذه

عفويتها تبهره فرغم وجود والدها إلا أنها تتصرف بطبيعتها: هههههه ..امممم انزين اعطيني صفة تخليني اسير وياكم ..بس لا تقولين صديق العايلة قولي شي يقنعني

شبكت يديها خلفها وصغرت عينها تفكر بشيء:امممممم.._فتحت عيناها وابيتسمت وعادت تتأبط ذراع والدها ناظرة لسلطان قائلة_

You’re my godfather

(الاب الروحي)

اندهشا من المسمى الذي قالته بدعابة حتى يضحك محمد:هههههههه..الحين ماعندك عذر..يعني بتسير ويانا

وبلكنة استفزاز مرحة قالت:اصلا هو غصب عنه بيسير مش بكيفه

حتى تخرج تلك التنهدية مودعة تلك الذكرى على نبرة خرجت مثقلة بالشوق والتمني وهو مضطجع على الأريكة:وليتني بقيت وياكم بكيفي!

الاح رأسه ناحية هاتفه القابع وسط الطاولة التي بقربه حتى ينهض حين اتاه رنينه بنغمة الرنانة اخذه ليجيب بعد أن رأى الرقم:الو هلا عبدالله

عبدالله والواضح من الشارع الذي خلفه والملابس التي يرتديها انه في لندن حاملاً مظلة تقيه زخات المطر والجو غائم:سلطان انت وين؟

استغرب سؤاله وبان العبوس على وجهه:فلندن بعد وين؟

عبدالله وبصوت منزعج مثقل تكاد السماء تنطبق على صدرة من الضيق الذي يشعر به:انا بعد في لندن تعال اترياك وما اقدر ايي الشقة

سلطان كمن يضيف إلى همومه هماً أخر:انزين اوكي,,,هيه اعرفه ..اوكي اترياني فيه بييك اوكي سلام

جهزت نفسي وذهبتُ لقاءه في ذاك المكان الذي تفوح منه ذكرى أخرى من ذكرياتي معهم ..مازال هذا المقهى كما هو سوى الديكور الذي تغير أما العاملين فيه فهم نفسهم ..رأني ذاك النادل فعرفني واخذ يتكلم معي وقد لمحت عبدالله في تلك الزاوية من ايحاءاته عرفت أنه يريدني أن انهي حديثي وأتجه له وقفت لثواني واقبلت له رأيت الهم في محياه وأظنني أستطيع توقع السبب..فما إن جلست بعد السلام :شو صاير؟

فأتاني جوابه يؤكد ظني:سلطان بصراحة تدخل شيخه في حياتي يمكن يسبب المشاكل بيني وبين عذايب

تجهمت فعدم معرفتي للاسم الذي قاله استوقفت تفكيري:منو عذايب؟

عبدالله وقد أجابه على عجل حتى ينتقل لسبب قدومه له:البنت اللي خطبتها..سلطان هي صح يدت عيالي ما اقول شي بس عاد مب تدخل في اشياء ماتخصها بصراحة البنت عايبتني ولا ودي فغيرها بس تدخل شيخة راح يفسد علاقتنا

سلطان بتعقل وانحيادية :انزين انت ليش ما كلمتها وقلت لها هذا الكلام؟

عبدالله وشعور كمن يقعد بين نارين:ما ابيها تزعل مني مها كان هي بحسبة امي مب بس يدة العيال ..

سلطان بتفهم لموقفه:عبدالله انت شايف انه تدخلها فيه مضرة لحياتك المستقبلية مع عذايب..انزين ..ليش ما تصارحها واذا ماتبي تقولها بصراحة قولها بالتلميح

عبدالله ولم يرق له الاقتراح فالموضوع ليس سهلاً وشيخه ليست بالمرأة الهينة هو يعلم أنها قد تعاند.. تأفف من ضيق سرى في داخلة من حيرة تشتت عقله:اوففف..ماادري شو اسوي يا سلطان..ليش ما تكلمها انت وتسوي فيني خير؟

لم أرغب بصده ولكن هذه مشكلته هو .. قد أعطيه نصيحة أو رأي ولكن فكرة أن أقحم نفسي في موضوعه لم أحبذها:عبدالله إنت اللي تقدر تحل الموضوع...

أغضبه كلامه ألا يكفي أنه متضايق من الموضوع حتى يأتي سلطان ويخذله فوقف قبل أن يكمل :خلاص يا سلطان راح أحل الموضوع بنفسي

لم يعطني فرصة للكلام فغادر ساخطاً.. سأعطيه وقتاً ليهدا وبعدها سأكلمه ..حتى أعود على صدى ذكرى يعبق بها هذا المكان ..لأبتسم رغم عني وأنا أتذكر ذاك اليوم ..يومها كنت أشعر بخجلها حتى أعقد مقارنة بينهما فهي فيها نوع من الخجل والاستحياء عكس أروى هي ايضاً خلوقة ولكن الفرق أنها اجرأ..كنت أمشي معها ومعظم الوقت في صمت سأحاول اجتذابها للحديث افتقد مرح أروى بوجود خجل مروى..فهل للعمر دور؟!!..مع أنه لا يوجد فرق كبير في السن بينهما..لأسألها من باب الاطمئنان:ايدج تويعج؟

ذرات جسمي ترتجف أشعر بأني سأذوب من الخجل لماذا دائماً القاه في وقت محرج ..لو لم انسى القهوة ماكان سيحدث ماحدث..

قبل نصف ساعة من لآن كنت قد وضعت غلاية القهوة(الركوة / بُرآدي) فوق النار ..لم أظن أنها ستغلي وما إن دخلت وبسبب ارتباكي وأنا أرفعها نضحت على يدي بشكل كبير.. في نفس اللحظة دق جرس الباب وضعتها وانا اشعر بالألم ..خرجت وبسرعة وأنا أمشي أخذت جلال الصلاة من على الكنب وأكملت سيري للباب نظرت من العين وكان هو تحاملت على اصابعي ويدي الملتهبات تنحيت جانباً لأوبخ نفسي لظهوره دائماً في مثل هذه المواقف شعرت بالضيق من نفسي حتى يقطع رنين الجرس تفكيري عدلت من وضع الجلال وانا اشعر كأن جلدي ينصهر..فتحت الباب بعد أن أخذت نفساً عميقاً قد يساعدني أن أمثل وكأن لا شيء يؤلمني

فتحت الباب واخفيت يدي حتى لا يلمحها رسمت وجهاً عاديا لا يحمل ملامح الألم وفي داخلي احترق:هلا سلطان

سلطان ولم يلاحظ عليها أي تغيير:شحالج مروى؟

مروى وهي تحاول التمثيل ولكن تشعر ببعض الوخز بسبب تهيج الحروق ونطقت بنبرة اقرب للوجع:بخير

حتى هو شك في أمرها:مروى فيج شيء

مروى وهي تحاول الكذب ولكن ملامحها بدأت تكشفها رغم نفيها:لالا مافيني شي

ولكن ازداد شكه اكثر وهو يلمح على وجهها الم تحاول ستره:مروى لا تكذبين قولي شو فيج

لم تجد غير الاستسلام فأخرجت يدها ..حتى يلمح الاحمرار الذي على اصابعها:من شو هذا؟!!

مروى وهي تشعر بالإحراج منه وتلوم نفسها ألفاً على تصرفها الأرعن:كنت اسوى كوفي ..

سلطان:امشي خليني اوصلج المستشفى

تود لو تختفي من أمامه في هذه اللحظة :لا ما يحتاي بحط عليها ثلج وبتكون أوكي

سلطان باصرار وبلكنة أمر لا تقبل النقاش:مروى ياللا بوديج المستشفى ولا ابي اي اعتراض

مروى برضوخ:اوكي بس دقايق وبييك

لتنظر إليه وهي تمشي بقربه لا تحب تلك المواقف السخيفة فهي تشعرها أنه يُشفق عليها حتى تقول بعد أن تنهدت:سلطان وايد تاعبينك معانا

نظر لها وابتسم وقال:ما سمعت شي

جملته جلبت لها التجهم وشعور بالضيق ليس منها بل من العبء الذي يحمله:لا جد وايد..

هي تشعر بأنهم يضايقوني ويحملوني فوق طاقتي وانا اتضايق من شعورهم هذا.. فأنا لا أعتبر نفسي غريباً وليتهم هم ايضاً لا يبحثون عن العوائق لوضعها يجب ان اسكتها فكلامها يؤلمني رغم النية السليمة التي وراءه

سلطان:مروى ممكن تنسين الموضوع..

لمحت مقهى على الزاوية اعتقد فُتح قريباً فأردت تجربته وفي نفس الوقت فرصة حتى تنسى ثرثرتها حول ذاك الموضوع الجالب لكلينا هماً نظرت لها ببشاشة:شرايج ندخل المقهى ..عازمنج على كوفي

ظنتت انها كنغزة لما حدث ولكن لم أرد أن أبين سخطي فأخذتها كدعابة حتى أرد عليه:يعني تعويض

اصدر ضحكة خفيفة استغربت هي منها حتى أردف بعد تلك الضحكة:ههههه لا طبعاً بس أنا مشتهي كوفي وهذا الكافيه شكله يديد فأكيد دامه في بدايته فالخدمة بيرفكت

اذهلني كلامه مقنع تماماً كنت افكر فإذا به يناديني :مروى..ياللا خلينا ندخل

ودخلنا للمقهى الذي كان ثاني يوم من افتتاحه زرته معها وجلسنا في نفس الطاولة التي كنت عليها مع عبدالله ..بعد دقائق احضر النادل وهو نفسه الذي استقبلني ..وضع كوبي الكوفي ذات الحجم الكبير ومن ثم وضع صحن فيه قطع الدونات لا أحب هذا الصنف من الطعام لهذا تعجبت منه فرفعت رأسي له:ولكننا لم نطلب غير الكوفي

ابتسم النادل ناظراً لمروى قائلاً:هذا للأنسة الجميلة .. عن إذنكما

حتى يسكب من انية القهوة لي وربما انتبه لأبتسامتي وأن أعيد تلك الذكرى في رأسي ..وقف معتدلاً وبسؤاله ذاك أعاد الذكرى مرة أخرى:سيدي ما أخبار الأنسة التي أتت معك

يااه ما زال يتذكر وأنا من ظننت الوحيد الذي مازالوا يسكنون عقله وقلبه نظرت إليه بابتسامة سيترجمها هو سعادة واترجمها أنا حنين وشوق لأجيب وفي القلب يعتلج الألم:بخير..إنها بخير

النادل بابتسامة:بلغها تحياتي

مازلت على وتيرة الشوق والحنين :حسنا سأبلغها

استأذن النادل وذهب نظر سلطان إلى الكرسي الفاضي وقال :حتى النادل يتذكرج يا مروى



;




إلى متى سنبقى ندور في فلك هذه القصة الغير معروفة ملامحها؟..لم اتنفس بعد حتى يأتي من يفتح صفحات قد حددت نهايتها ..حتى ارتشف من كأس كنت قد تفلت ما فيه... حتى يعود من يؤجج النار بعد إخمادها ..أتى من يحرك أجراس كانت قد هدأت رناتها ..أتى من يريد إعادة جذوة الكره إلى قلوب عرفته وتريد نسيانه...كان قد أخبرها أنه لن يفرط في ابنتيه كم أشعر براحة وهو يردد سأحميهما سأدفع بكل قوتي من يريد أذيتهما سأكون لهما ظل وأمان يلجأن له بدون خوف..ربما بسبب الصفعات التي تلقتها قديما من يد الخذلان من يده لم تعد تصدقه لم تعد تأبه بكلماته لأنها ببساطة نسيت كيف تصدقه ولكني عكسها افتقدته قديماً ووجدته حاضراً فإن كان قد خذلك فأنا أرفع رأسي ولا أبالي فهو معي ..

أتت تهذي كالجريح الذي يحاول حماية نفسه لا ألومها فهذا ابنها ولكن من تشتمها هي أختي ..كانت تكلم والدتي بتعالي وكأننا من أجبر ابنها على الزواج من أختي وليس العكس وهي تكلم أمي لفت عينها بنظرة جارحه كانت قد رمقتني بها بعد جملة نطقتها:شوفي يا منى أنا ما تعبت على ولدي وربيته عشان يتخبل على يدين بناتج

المتني ولكني صمتت نظرت لأمي التي لا تقل استعلاء عن منيرة فكليهما لديهما شيء من التكبر والحزم أمي بعد صمت ثواني قاطعتني قبل ان أتكلم

:خلي ولدج يطلق بنتي ساعتها ما راح يتخبل اما انج تتهمين بناتي فهذا الشيء ما اسمح فيه ..بعدين سألي ريلج وولدج وين كانت دانه يوم تزوجها

منيرة التي لم ترد ان تنكسر شوكتها ولا تشعر بالهزيمة قالت قاصدة بالقول ساره:والله سألي بنتج هي عندها العلوم

حتى تحرك كرسيها ذو العجلات ناحية ساره وتوقفت قائلة:ساره..

نظرت لأمي بصمت مطبق حتى تأمرني بقولها:افتحي لها الباب

منيره بغيض ممزوج بسخط وشعور بالقهر:انزين يا منى ..تطرديني بس ماعليه بييج يوم انتي وبناتج وبتذوقن فيه شر أفعالكن

خرجت بغضب بانسحاب من تلك المعركة المتقاربة الطباع ولكن مختلفة في القوة لا أعلم هل هي هزيمة ام تحقيق نصر ولكن ما عرفته هو أن نتائجها ستعود علي ..أمي بعد خروج منيره وبموقفها ذاك المدافع عني هاهي تكيل لي التهم والعتاب:لا تظنين إذا رمست قدامها جذي معناها مسامحتنج لا يا ساره بعدها الحرقة فقلبي ولا بسامحكم على اللي صار لأختج انتي من قبل والحين أبوج

ساره وهي تدافع عن نفسها:بس ابوي قالج ماراح يسمح لهم ولأحمد بالذات انه يقرب من دانه

منى بعصبية ممزوجة بالألم على حال ابنتها وكيف لا تتوجع وهي تشعر بأنهم غدروا بها :بعد شو ..عقب ما بعتوها لهم ..عقب ما صارت على ذمة ريال ثاني..لا تقنعيني بشي انتي عارفة إنه غلط ولا في أي شي يبرره..وتصرف ابوج الاخير انا مب مقتنعه فيه ولا تعتقدين كم كلمة اللي قالها واسلوبه الرنان اني صدقته لا يا ساره انا ما بسامحكم

لتستدير بكرسيها متجهة لغرفتها تاركة إياي في عبوس وضيق وكأنا التي امامها ليست ابنتها



;



هل سأعود أنبش في ماض قد هجرني ونسيته ...مازالت كما هي ذات المشاعر ولو أرادت إخفاءها ولكني شعرت بها.."رانيا" وقصة حبي بها كم تمنيتها لي ولكن شاءت الأقدار أن تستبدلها بـــ مها ..لا وجود للمقارنة بينهما ..تلك كانت من اختياري وقلبي أحبها أما مها فمن إختيارهم فما أن تعود عليها قلبي ابتعدت ..الحب ليس سهلاً واستبداله يحتاج لقلب غير قلبي!,,

عادت لتراه مضطجعاً على الأريكة سابحاً في عمق التفكير ولم يسمع صوت كعبها يلامس الأرضية ..وقفت تنظر إليه شيء ما بداخلها يلومها يعنفها على بعدها وقسوة قلبها فمن أين أتت مها هذه أين رحلت تلك الإنسانة الجميلة المحبة ؟..كيف لها ان تتحول إلى مسخ لا تبالي بمن اقترنت به ويربطها به ابن لم يرى النور بعد ..

;

أجلس أمام مرآتي كامرأة تبحث عن تجاعيد في وجهها وتحتضر..نقاء هذه المرآة لا يشبه إطلاقا البقع الداكنة التي تملأ روحي وجسدي من الداخل أشعر بنتانة ورائحة كريهة تخرج من جسدي إنها رائحة الخطيئة رائحة العر رائحة الذنب الذي لا يغتفر..

توجعني تؤلمني تُخيفني منها وعليها حبسها لنفسها في غرفتها يقظ تفكيري ويعمر في صدري ضيقاً مالذي يحدث لبناتي هل هو عقاب وجزاء ..استغفر الله العظيم واتوب إليه..هذا ظلمك يا نوره !..رحماك ربي لا تريني مكروه في بناتي..دخلت عليها لأراها جالسة أمام المرآة ..تقدمت منها وقلبي يعتصر الوجع على حالها ..دنوت منها ووضعت يداي على كتفيها:ملاك امي قومي نزلي وياي خالج تحت يبي يشوفج

رفعت رأسها لتسألها ولكن نظرت للباب حين فُتح ودخل قائلاً:دامني مب غريب قلت ايي بنفسي أشوفها هذي ملاكي

ذاك اليوم المشؤم تراه أمامها وهذا الشخص جزء منه وقفت بهستيرية:اطلع برا..

اقترب منها:شو بلاج انا جاسم..حبيبج اللي تحبينه زود عن كل خوالج

تشبثت بوالدتها ملتصقة بها غير ناظرة له:امايه خليه يروح ما ابيه عندي

اقترب فهو مندهش ايعقل هذه هي ملاك؟!!.. لا مستحيل ليست هي ملاك التي تهتم بنفسها ليست فوضوية بل تحب الترتيب والتجمل وما إن لمس مرفق ذراعها:ملاك

حتى دفعت بيده بعيداً ناظرة إليه بكره صارخة:اطلع براا ما ابي اشوفك اطلع اطلع

والدتها وهي تمسك بها وتشعر بالمرارة على حال ابنتها صرخت فيه:اطلع يا جاسم اطلع

مصدوم لا يمكنه ان يستوعب أن هذه هي ملاك وقف لبرهة ثم خرج لكنه لم يبتعد بل ظل في الممر ينتظر أخته ..انتظر بعض الوقت ودنا منها حين رأها تخرج:طرفه معقولة هذي ملاك؟ّّ!!..شو مستوي لها؟

طرفه وهي تشعر بالضيق لتجيبه بملل: ادري يا جاسم ..ملاك هذا حالها من يوم ما طلعت من المستشفى

جاسم ولا يستطيع ابعادها عن مخيلته:مستحيل هذي ملاك لا الشكل ولا الجسم حتى ملابسها منقعة من كل لون بذمتكم مخلينها جذي وساكتين

حتى تصرخ بقهر:وشو تباني اسوي..تعبت يا جاسم..سوينا لها فحوصات واشعة بس قالوا مافيها شي بس ضربة فراسها بسبب الطيحة

جاسم بشك يغلفه شيء من الحيرة:انتو متأكدين انها طايحة؟!!

طرفه بتأكيد:هيه اخوك قال لقوها طايحة..كانت فبيتكم واخوك اللي لقاها

جاسم:انا ما كنت موجود في البيت

طرفه وقد خطر في بالها ماحدث منذ قليل:ليش عصبت يوم شافت كانت مزعلنها قايل لها شي؟

جاسم:والله ماقلتلها ولا سويت لها شي ..انا برمس أخوي وبفهم منه السالفة كاملة..من رخصتج يا طرفة

قالت وهي تراه يغادر:مع السلامة...الله يشفيج يا ملاك ويعفو عنج

;

لن تصل إلى ما تريد فأنا لا أرغب بالزواج من قريب لطالما حلمت بشاب من خارج العائلة بل من خارج المملكة ..كان الموضوع سراً حتى أخبرتني نوره من بعد اسئلة طرحتها ادخلت بها الشك لقلبي فتذكرت ذات مرة أن خالتي لمحت بكلامها ولكن لم اعرها انتباهاً حتى أتت نوره على ذكرها فعرفت أو بشكل أصح فهمت المغزى ..ومن بعد محاولات اخبرتني نوره بنية خالتي التي تهدف إلى تزويجي لإبنها..كنت عائدة للمنزل بعد أن قضيت وقتي مع بنات عمي ..وعلمت من الخادمة أن إحدى خالاتي أتت لزيارتنا وبالتأكيد كل خالتي يسكن بعيدا ما عاداها هي ..ابتسمت بمكر وقت جيد لقدومها فقد كنت مع البنات والآن أنا في قمة السعادة ولا ضير إن أكملت باقي المرح معها..كانت جالسة مع أمي ونوره تشرب من القهوة وتأكل من الحلويات لقمة في البلعوم والأخر في اليد وفنجال القهوة في اليد الأخر لا أتخيل ولا أتمنى أن أعيش معها تحت سقف واحد..تقدمت وناظرتني نوره واحسست بترجي في عينيها ولكنها فرصتي ولن افوتها..

تقدمت نحوها:السلام عليكم

طبعاً تريد تلعب دور الكبيرة وعلي أن أهوي مقبلة إياها اوليست هي الكبيرة؟!!..جلست بقربها :كيفك يا خالة؟

خالتها بسعادة:الحمدلله يا بيونه انتي وش اخبارك؟

أعلم أن ذاك الطف ليس سوى طريقة تستميلني بها ولكن هيهات ما تتمنى فأنا لن أكون لإبنها ابداً:الحمدلله بخير..والبنات وش اخبارهم ليه ماجبتيهم معك؟

خالتها:الحمدلله امورهم تمام..ليه ما تزورينا البنات مشتاقات لك كثير

هذه هي البداية حتى أبدأ بالتلميح لها:ودي يا خالتي اجي عندكم واجلس مع البنات بس عاد انتي ادرى واسمحيلي بذي الكلمة بيتكم ضيق وانا بصراحة ما احب اقعد هاديه يعني لازم استهبال وفله وحتى لو بنجلس في المجالس ماراح ناخذ راحتنا عشان كذا ليه مايجون البنات هنا ..البيت كبير وبناخذ راحتنا اكثر ولا وش رايك يا خالة؟

من وضعها للفنجال بذلك العنف علمت أنها تأثرت:ايه معك حق

فأردت أن أزيد الجرعة: الا ما قلتي لي يا خالتي اخباره ولدك خطبتي له ولا لسى؟

خالتها وهي الأخرى تلعب على نفس الموضوع:يستنى موافقة العروس

أردت ادعاء الغباء حتى تستمتع بمكرها واستمتع أنا بغباءها:والله..افا يا خالتي ولا تقولين خطبتي له عشان نبارك لك

خالتها:قصدك يباركون لك يا عين خالتك

بدأت الجدية تظهر علي وتتبعها العصبية:ليه وانا وش دخلني؟

خالتها:ما انتي العروس يا قلبي

بيان وقد بدأت تغضب:اجل يا خالتي قولي لولدك يتشهد على روحه

لم يعجبها اسلوبها فقد ظنت أنها ستخجل ولكن للأسف فلا حياء لديها:ليه ان شاء الله

دنت وجهها لها قائلة:عشان انا بلوة..تعرفين وش يعني بلوة؟!!..يعني ولدك ما راح يتوفق فحياته كلها ..اذا انتي بايعة ولدك وتبينه يتعذب ولا يتهنى خليه يتزوجني

لم يعجبها ما قالته وعبست قائلة:وش ذا الكلام..انتي بنت اختى مو بلوة وولدي ما راح يلقى احسن عنك

بيان وهي تريد أن تقلب النتيجة لصالحها:يا خالتي انتي ما تعرفين شي عني واكيد امي وأبوي ما راح يقولون شي عني واللي هم متأكدين منه..اسمعيني كويس ..صدقيني ولدك سعادته مو معي أنا.. أولاً انا ما اعرف اطبخ وما احب شي اسمه مطبخ ..لا تقولين معليش راح تتعلمين.. نجي للنقطة الثانية أنا ما عندي حظ وفاشلة ومنحوسة يعني باختصار مايجي من وراي الا الشقى.._وهي تمسك خصلة من شعرها_...شايفة شوشتي لو افك الربطة تصير كدش يعني عادي ولدك يموت من شعره

خالتها وقد اشتعلت غضباً:من الأخر يا بيان

بيان وقد أعجبها ما يحدث فهو انتصار لها على خالتها:من الأخر أنا ما بغي اتزوج ولدك..يعني دوري له ع بنت الحلال من مكان ثاني يعني انسوني

نظرت لشقيقتها بغضب:عاجبك يا ليلى عاجبك كلام بنتك؟

بيان وهي تزيد من غضب خالتها:خلك من ليلى كلامك معي أنا..وأنا اقلك ولدك ماله نصيب معاي.._وهي تطبق يديها معاً قائلة_لو تنطبق السما على الأرض ما اتزوجه

حتى تقف خالتها غاضبة وقالت قبل أن تمضي غاضبة:طيب يا بيان طيب

بعد ذهابها نظرت ليلى لبيان بعتب:عاجبك كذا؟

زمت شفتيها بعد أن قالت:ما تهمني

ليلى بلوم:على الأقل احترمي انها اكبر عنك وهي خالتك مو تقعدين تسمعينها كلامك الزفت.. ما تبين ولدها قولي هالشي بشي من الين والاحترام مو بطريقتك المستفزة واللي تقلل من قدرها

بيان:يمه هي اللي بدت ما شفتيها قاعدة تلمح وتتميلح وانا بصراحة ما قدرت أسكت

ليلى:انا تعبت من كل ذا بصراحة ما دري شو الحل..

بيان :الحل انها تشيلني من راسها وما تعود تفكر فيني...نوره؟

نوره:نعم يا بيان

بيان:ما في واحد يقربلك حليو ومزيون

رمقتها والدتها باستهزاء اما نوره فقالت وهي تقف:لا ما في ولا أظن فيه اللي يناسبك

بيان:يا خسارة ودي اتزوج اماراتي

نظرت لها والدتها قائلة:حلم ابليس

تجهمت قائلة:يمه..لا تقللون من احلامي ..احلامي كثيرة منها اتزوج شاب اماراتي ..راح اجيك يا ام عزوز ولا راح تعرفين إني أنا راح اهرج لالا مو اهرج ..وش تقولون يا نوره؟..ايه استني لا تقولين امممم..ارمس ..ايوا هي كذا ارمس ..ارمس يا ام عزوز

فما كان من نوره الا نفجرت ضاحكة:ههههههههههههههههههههههه

اما والدتها فوقفت وقد ملت من ثرثرتها وقالت قبل أن تذهب :لما تحج البقر على قرونها

بيان باستهبال:ليه كذا دايم يحطموني؟

نوره بحنان وحب:ما عليك ان شاء الله راح تحققين كل اللي نفسك فيه يا بيون

تنهدت وقالت بحب:والله محد فاهمني الا انتي ربي يخليك لي يا نوارتي

نوره بحب فهذه الفتاة تُرغمها على الابتسام:ويخليك لي يا عيون نوارتك..طيب انا رايحة اشوف وش سوت الخدامة طلبت منها تنظف الجناح اليوم أخوك راح يرجع من السفر

بيان وهي تقف وبمداعبة وابتسامة على ثغرها:ياعيني ياعيني من قدك يا بو العز

نوره وهي تعلم ان بكلمتها هذه ستفتح لها المجال باظهار الحالمية ودها لو تعلم لما البنات يفكرن في الزواج وهن بهذا العمر الصغير:بكرا تزوجين وتسوين لزوجك مثلي

بيان وهي تقترب منها:لا مو زيك اكثر راح ادلعه دلع ما دلعته له امه وهو صغير..واذا كان والله لا يقولها ولا يقدر لي هالشي وكان نصيبي مع ولد خالتي والله لأطلع فيه الشعر الابيض وادخله اشهار

نوره بضحكة:هههههههه..انتي مو هينة..خليني أروح لو طولت معك ماراح نخلص

سحبتها برفق بيدها حين كانت تعتزم الذهاب:استني

نوره وهي لا تريد ان تنشغل أكثر:بيااان وش فيك يا بنت ؟

بيان بمكر:اجي معك واتعلم السنع لزوجي

نوره وهي تعلم أنه ليس مقصدها:هههه تبين تتعلمين ولا تشوفين وش مسوية؟

بيان:منها اشوف وبالمرة اتعلم

تنهدت:اوكي ياللا خلينا نروح

بيان بحماس:اوكي ياللا


;


تُبهرني فيزيد تعلقي بها أحبها فنادراً أن تجد قلباً ملائكي هي كالماس جميلة رقيقة تعجبني شخصيتها ورفقتي لها كنز لي ..كنت جالسة معها نتكلم عن المعرض والتجهيز له

ضي وهي ترى السعادة تغمر ندى وكأن المعرض لها:اشوفج وايد متحمسة

ندى بعفويتها وطيبة قلبها قالت بمرح:اكيد متحمسة عشانج...

ضي بضحكة خفيفة:هههه ثانكس حبي..تعرفين بتكونين وياي في المعرض

امنيتها أن تستطيع فعل ماتريد فهي ليست بجرأة غدير ولا بدلع حوراء حتى يُلبى ماتريد هي محكومة من قبل اثنين لا تستطيع عصيانهما أو التمرد عليهما..:ليتني أقدر

ضي:وليش ما تقدرين

ندى بشيء من الضيق قد لامس روحها:كان ممكن اقنع دلال واخليها اتي معاي بس عقب اللي صار صارت علاقتي فيها مب مثل قبل

ضي وهي تجد لها الخيارات:امممم انزين حوراء

ندى:يمكن ما توافق ما اعتقد حوراء بتهتم

ضي وقد اتتها فكرة:بتوافق اذا قلتي لها بتشوف طارق.._اقتربت من ندى_..شوفي انتن الثنتين بتستفيدن هي بتشوف طارق وانتي اتين المعرض

ندى:انزين يمكن طارق ما ايي

ضي:قولي لراكان يقنعه..صدقيني بنساعد حوراء

ضحكت ندى:ههههه..ما شاء الله انتي وحوراء صرتن ربع

ضي:بس اكيد مب مثلج..بس صدق كاسرة خاطري وهي تتكلم عن طارق وهو مب مهتم فيها وانا خاطري اساعدها واكيد انتي بعد

ندى بفخر بها:يا حياتي يا ضي انتي مافي مثلج ..حوراء اكيد بتكون ممنونة لج لمساعدتج لها.._احتضنتها بحب_,,انتي غير.. طيوبة وقلبج من الماس انا فرحانة اني عرفتج ..الله لا يفرقنا

ضي بحب:آمين..وأنا اسوي هالشي عشان افرح حوراء وانا متأكدة وواثقة انها ما بتنسى

ندى وهي سعيدة جداً:جد يا ضي انتي اروع من عرفت..._شهقت وهي تنظر لهاتفها_..هييي تأخرت أكيد راكان يتريانا ياللا انا بسير..وبينا فون اوكي؟

ضي بابتسامة:اوكي

قبلتها وذهبت وهي خارجة من الشقة التقت بأماني فسلمت عليها سريعاً وقالت:امون بقولج شي انتي محظوظة

عقدت أماني حاجبيها:ليش؟

ندى:عشان عندج اخت عسل ..فديتها تخيلي فكرت فيني وفي حوراء وبتقرب بينها وبين طارق..الموهيم انا مستعيلة سألي ضي وهي بتشرحلج ياللا سلام

اماني وهي محتارة فيما قالته ندى ودخلت للشقة ومشت للصالة وكانت ضي جالسة تقدمت ووضعت اغراضها على الكنب وظلت واقفة:السلام عليكم

ضي:وعليكم السلام

اماني:حذرتج بس ماشي فايدة..قلتلج لا تستغلين طيبة ندى..وأكدتيلي انج ما تفكرين بهالشي

ضي بتعجب:الحين شو مناسبة اللي تقولينه؟!!

اماني با نفعال واستنكار لما يحدث:مناسبته انج تحاولين تتقربين منهم على حساب ندى..مسوية من ندى جسر يوصلج لهم..لا مهتمة لمشاعرها وهي مسكينة على نياتها رافعتنج للسما ما تشوف القذارة اللي فيج

وقفت بغيض:خلصتي؟..انا مب مستغل ندى في شي..ولا بستغلها

كتفت يداها ورمقتها بنظرة تدل على عدم الاقتناع تقدمت منها ضي:انا مب مثل ماتصورين هذا بس فراسج وتفكيرج اللي يظن فيني ..مروى انا اعز اماني ومستحيل اذيها

اخذت اغراضها ونظرت إليها وقالت قبل ذهابها:انتي ما بتأذينها بس راح تستغلينها

تنهدت بعد ذهاب اماني



;



نوره وهي تخرج ملابسه من الحقيبة وترتبها في خزانة الملابس:تخيل بيونه ما خلت خالتك في حالها تجيها يمين تروح لها شمال هههههه لين اخر شي زهقت منها

ابتسم قائلاً وهو ممسكاً بكأس الشاي وقد ارتشف منه:بيان من يومها رجة وهبلا

نوره وهي تدافع عن بيان:لا حرام هي كانت تدافع عن نفسها وتعبر عن رايها

عبدالعزيز:بس هذا ما يعني تقل ادبها قدام خالتها

نوره وقد اندهشت من كلامه:وانت وش عرفك انها قلت ادبها؟

وقد صب له كأس أخر من الشاي:خالتي اتصلت فيني وكانت معصبة من تصرف بيان حتى قالت امي ما سوت شي وكله ساكتة

نوره وما زالت في دفاع عن بيان:بصراحة هي صح زودتها شوي بس ما الومها عشان خالتك من جد ترفع الضغط..بعدين على فكرة بيان مو جاي على بالها تزوج لا من ولد خالتها ولا من السعودية كلها

جذبته كلمتها الأخيرة وبانت تكشيرة خفيفة :نعم!!..ليه من وين تبي تتزوج الست بيان؟

اقبلت بعد ان انتهت من الترتيب:من الامارات

عبدالعزيز وبشيء من الاستهزاء:يا سلام لا شي يفتح النفس ..ليه وش فيهم شباب السعودية؟

وهي تجلس ببطء على حافة السرير:مافيهم شي بس هي تبي من برا السعودية

هو كان يستدرجها وهي تجيب بعفوية ربما لأن ذهنها لم يكن معه:وانتي ايش رايك في شباب السعودية؟

نوره بعفوية تامة:فيهم الزين وفيهم الشين مثلهم مثل اي بلد

وضع كأس الشاي الفارغ على الطاولة بعكس عقله الذي امتلأ:وزوجك وين تصنفينه مع النوع الأول ولا الثاني؟

الآن انتبهت فكل تلك الأسئلة خلفها شيء ما:ايوااا يعني انت قاعد تلف وتدور عشان توصل لهسؤال؟

وقف ومشى إليها يبحث عن كلمات تبري ساحته من ظنون سكنت مخيلتها رغم صحتها..جلس بقربها وهي تتأمله بصمت وهو نطق قائلاً:لا مو هذا قصدي بس سؤال جر سؤال..من حقي أعرف زوجتي وش انطباعها عني

ارادت الوقوف فظن أنها تنوي الهروب فأمسك يدها ووقف قبالتها مباشرة:وين رايحة انا ابغى الجواب؟

نظرت إليه ربما خوفاً مما قد يحدث أو أنها لا تريد أن تخبره بمشاعرها ليس لتصدمه ولكن تريد الاعتياد على مزاجيته المتبدلة:ما عندي أي جواب

رأت في عينيه عدم التصديق فقال:ما عندك جواب ولا خايفة على زعلي.؟

أرادت التملص والهروب من محاصرته لها فقالت:عبدالعزيز خلنا كذا ارجوك ما في داعي نفتح باب للمشاكل

كلامها يقربه من تأكيد مافي رأسه ولكن يريدها ان تنطقها بدلاً من وضع التكهنات من قبله:وليه المشاكل أنا سألتك سؤال وأبي أعرف الجواب وأعتقد هالشي من حقي...جاوبي على سؤالي

نوره من تعود على السكوت طأطأت رأسها قائلة:ماعندي شي أقوله

اقترب منها اكثر مما زاد رعشتها خوفاً من تهوره:نوره من حقي أعرف الأنسانة اللي تعيش معي شو انطباعها عني خبريني

اغمضت عينيها وفتحتهما:عبدالعزيز الله يخليك اتركني ما عندي جواب لسؤالك

اقترب اكثر حتى الصقها فيه وهي تمنت لو انها لم تقل ما قالت:نوره قولي وشرايك فيني ابي اعرف

لا مفر لها ورغم خوفها إلا انها نطقت:متناقض

لفها بذراعه:كيف متناقض؟

نوره وهي تدعو إلا يتهور ويفقد سيطرته:أحياناً تكون حنون وطيب واحياناً تكون قاسي

عبدالعزيز بهدوء:بس هذي طبيعة في البشر

تنهدت في خوف:ايه بس انت بزيادة ماقدر اتفاهم معك.. اذا عصبت ووتقسى علي

نغز بشفته:وبعد كملي

نوره وكاستدراك للوضع حتى لا يتفاقم:عبدالعزيز ما ابيك تزعل مني انا ما كان قصدي

شعور مختلط لا يمكن تفسيره شعرت به وهي تراه يبتعد بجسده عنها قد تتلقى منه صفعة او كلام قاسي غاضب ..تأملها ثم قال:ليه تخربينها؟..لا تقولين كذا..انا ما سألتك إلا عشان تكونين صريحة معي تبينين لي اللي تشوفينه عيب فينيي

جلست على طرف السرير ونظرت إليه لترى التناقض الذي قالت عنه

نوره رغم مافي داخلها إلا أنها استرسلت في الكلام: ما عدت افهمك ولا افهم مزاجيتك ..عبدالعزيز انت تخوفني وترعبني

كانت قد خفضت رأسها فرفعه بيده وقال وفي عيناه الوداعة التي تريح النظار لهما:ليه يا نوره وش سبب كل هذا؟..ليه تاعبة نفسك ومضيق تفكيرك ومو عاطيته مجال يشوف الاشياء من وجهة ثانية؟... وش اللي مخلي مزاجك متعكر؟..متأكدة بس أنا سبب كل هذا ولا فيه اشياء ثانية ما اعرفها؟

نوره وقد اشاحت بوجهها وسقطت دمعة من عينها وهو يرقُبها تتكلم وكان له ما أراد استنشقت بعض الهواء لشعور بالاحتقان في انفها وقالت وهي تنظر إليه بعينان قد بان احمرارهما قليلاً بنبرة حزينة بعض الشيء قالت:انت واللي كنت اعيشه قبل ما تتزوجني..انا ماكنت مرتاحة فبيت أهلي كنت مثل الخدامة ..اوامر شغل ضرب اهانة كل اللي يخطر ولا مايخطر على البال ذقته على ايديهم..يوم تزوجت وجيت هنا قلت يمكن القى شي يعوضني عن كل اللي شفته هناك بس ولا شي من ذا صار..يمكن مو بالضبط بس فيه من اللي عشته من ظلم وتجني واتهامات ..انا تعبت من قبل وما ابي اكرر الشي ماابي اللي صارلي يرجع بس انت رجعته بتصرفاتك واقوالك

عبدالعزيز وهو يستمع لها بانصات دون أن تلمح أي بوادر للعصبية ولا حتى للرضا ولكن فاجأها بقوله: نوره خلينا من اللي صار عشان التفكير فيه يتعب العقل.. ابيك تساعديني وتساعدين نفسك نخلي حياتنا أجمل لنا ولولدنا

شعرت كمن يقال لها هذه مهمتك وكل شي يعتمد عليك أنتي فقط!..هذا مافهمته من كلامه ولكن أرادت أن تعرف ردة فعله فقالت: وانت مو مطلوب منك شيء؟

فهم قصدها من ملامحها وكلامها فهي كمن تقول يعني انا وانت لا!.:اكيد مطلوب مني.. نوره خلينا نساعد بعض ونطلع من الدايرة الضيقة اللي حابسين نفسنا فيها

كلامه جميل مريح ولكن ماذا عن الأفعال التي سيثبت فيها الكلام بتطبيقه عملياً؟!! هل سيكون سهلاً ام مجرد ثرثرة في ساعة صفاء الروح وانسجام المشاعر والعاطفة؟!..تنهدت وقالت بتمني ممزوج بشيء من الشك:ان شاء الله ..بس أنا ما قدر إذا إنت ما ساعدتني

عبدالعزيز وهو يضم كفها بكفه:راح نساعد بعض..حين خليني أروح اشوف الوالد

استوقفته :عبدالعزيز

عبدالعزيز:نعم

نوره:لا تنسى اللي تكلمنا

أشر على عينيه وابتسم لها وذهب..أما هي ففي داخلها امنية أن ما تحدثا فيه لن يكون مجرد حلم جميل لن يتحقق
;

اشعر بضجيج في عقلي لا أستطيع الاستيعاب كل ما هو حولي يبث الغرابة ..تفاصيل كثيرة غائبة ,,هنالك اسئلة كثيرة في داخلي أريد من يُجيب عليها ولكنهم لا يساعدوني

دانه وهي تنظر لوالدها الذي تغيرت ملامحه كثيراً رفعت يدها وممرتها على لحيته وبابتسامة ذابلة كصاحبتها قالت:تغيرت

إبراهيم وقد وضع كفه على كفها الملامس لخده:يمكن بس من برا بس من داخل بعدني نفسه إبراهيم

ابتسمت وقالت بهدوء:باين كل شي تغير

شك ان يكون أحد قد قال لها لهذا ما إن قالت عبارتها حتى عبس قليلاً: جايز يكون كل شي تغير بس فيه اشياء مثل ماهي

دانه:متأكد

زاد شكه وبدأ الوسواس يملأ عقله ولكنه أراد التعقل:ليش تقولين جذي..اعطيني مثال

بنظرت عميقة من عينيها تبحث منها على الصدق في جوابه على سؤالها: يوسف وينه؟

ولكن هنالك من سبقه بالأجابة التي صعقتهما وعلقا عينيهما على قائلها:يوسف مات!......




انتهى



لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت38




قراءة ممتعة^^



مع تحياتي


اصداء الحنين

أصداء الحنين 29-07-14 04:56 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 


البارت38


هل فعلاً قرار يحتمل الصواب في أنني سأعيش هنا حيث اطيافهم تحوم مع كل نسمة هواء ورائحة عطر بأريج ماضٍ معتق في فكري؟!!..ولكن لما اتعجب أليس هم معي في كل وقت؟!!.. حتى جدران البيت تنبئني بوجودهم إني اسمع ضحكات أتية من هناك..استدرت للسلم.. أجل هذه هي صوتها الضاحك وخطواتها السريعة قادمة مسرعة تنزل السلم تتسابق خطواتها عليه منادية"سلطااان هههههه" هاهي تمر من خلفي كنسمة هواء مندفعة جذبتني لها ومعها متتبعاً لها ببصري للخارج تصرخ باسمي وتلك خلفها هي الاخرى تضحك وتناديها تشتمها بمزاح “ crazy “ ..لأمشي والحق بهما خارجاً.. اتلفت فأصدم بالفراغ فلا أروى التي كانت تناديني ولا طيف مروى الذي لمحته أي منهما موجود!..لأضحك في نفسي ساخراً..:لهدرجة ياسلطان؟!!..لهدرجة صرت تهذي فيهم؟,,_عيني تحوم في المكان.. فراغ ليس إلا الفراغ وسكون وأجواء عطشا لمن رحلوا .. حتى تخرج كلمة بأسى_ وبعد تفكر تعيش هنا!!!
حتى سمعت اسمي ولكن كان حقيقة لا وهماً.. إنه جون هذا الأنسان يبهرني بل يجعلني أقول مكارم الأخلاق ليست فقط حكراً على العرب!..لأبتسم لا إرادياً وهو مقبلاً مع حسناءه كما يسميها دائماً..تعرف عليها في محطة المترو كان لقاءاَ عادياً ولكن في النهاية توج بالزواج بانت على ثغري ابتسامة ترحيب بهما :هلا جون_لأنظر إليها بابتسامة امتنان وأنا أراها تحمل طبق من المعجنات_..كيف حالك رشيل؟
لتجيبني بلكنتها الأسكتلندية المفخمة:بخير ..وانت
سلطان اجابها ومن ثم نظر لجون:بخير..جون مالجديد؟
جون وهو يعلم يقيناً مايجوب في نفس سلطان:على الصعيد الشخصي لا شيء
حتى لف ذراعه حولها وهي تقصره ببضع السنتمترات وقال مبتسماً:سوى أنني هذا المساء سأودع زوجتي التي ستغادرني لزيارة عائلتها
تكهرب وجهها فهي لم ترغب ان يعلم سلطان فهذا امرُ لا يستحق الإفشاء..لاحظ سلطان ذلك ولكن سكت حتى اتاه صوت جون:ولكن هنالك شيء يعنيك ويمس الموضوع
ما إن قال ذلك حتى توجهت كل حواسه بتركيز واضح ..يريد لو شيء بسيط يكون بداية :ماهو؟
جون وقد شعر بلهفة في صوته ولكن لا يلومه فهما سنتان وليست بيوم واحد!..حتى ينظر إليه بابتسامة خفيفة:سأمرك مساءً بعد أن أوصل زوجتي للمحطة
ليس بالعجول رغم مافي داخله من رغبة جامحة ولكن لم يرد ان يريا ذلك ونطق وهو يظهر ملامح عكسها بادية لهما:اوكي سأكون بانتظارك
جون بامتنان لتفهمه:اذاً الساعة الثامنة مساءً سأكون عندك
سر شعور غريب في داخله شعور الملهوف الذي ينتظر إغاثة من القدر ..

/

سبحان الله!.. بالأمس كنتُ العبد الذي لا يستطيع الخروج على أمر سيده ..اليوم أنا ذاك الذي يحتقر قيد العبودية له..سأكسره بل سأطوقه على رقبته حتى يشعر بطعم الذل والحرمان.. أيام مُرة عشتها وأنا مملوك له أشعر بالنفور والتقزز كلما نظرت إليه..كم يشعرني برغبة في قتله وتمزيقه وهو حي ..سأغفر لجدتي رغم أنها هي المخطيئة..لكن الموت قال كلمته ..لا حق لي في عتاب ميت أو كرهه ..سأكمل مخططي الذي سأقحم فيه ملاك ذات الشخصية المتعالية المتكبرة ستساعدني في إذلالهم بإرادتي وليس برضاها!..ستتحمل ذنب راشد وعائلته ستكون سلاحي الذي ساشهره في وجوههم حتى وإن تمنعت عني وصدتني فلا شيء يهمني حتى هي!..مضيت نحو المجلس الذي كنت ادخله وأنا كسير ضعيف يشعر بصغر نفسه امام هيبتهم..أما الآن فرافع الرأس أضع عيني بقوة في اعينهم واكسر عين راشد في عيني لتنقلب الآية ليصبح هو الذليل وأنا جلاده..اعتقدت سيكون بمفرده ولكن لحسن الحظ كان عبدالرحمن معه ولو كان أحد شقيقه فلن أتوان في قتل احدهما!!.. ما إن رأني حتى اسود وجهه وقال بضعة كلمات لعبدالرحمن الذي بدوره أتاه بعض الشك من استعجال أخيه له..بعد ذهاب عبدالرحمن ..تقدمت من الأريكة التي حُرم علي الجلوس عليها من قبل أما الآن فالوضع أختلف ..جلست وأنا أشعر بغله وخوفه أن يأتي أحد ..نظرت إليه أكرهه ولكن مجبر للجلوس معه حتى أقول له:شو صار على الموضوع
راشد والذي يريد التملص وانهاء الموضوع برشوة!:اطلب المبلغ اللي تبيه وبعطيك اياه واذا تبي بيت وسيارة بعد بعطيك
نتانته لا حد لها حتى أقول له :أنا ما بي غير اللي اتفقنا عليه
حتى يرد عليه وهو مازال يحاول التهرب مع صدق مايقوله فليس وحده بيده اتخاذ القرار:اللي تطلبه صعب وايد صعب يا فيصل..خذ فلوس افضل من اللي تطلبه
وقف فيصل وه يرمقه بنظرة جارحة تحمل الحقد ليقول بتهكم واستفزاز ولكنة تحمل معنى خفي:ما اعتقد شي يصعب عليك يا راشد ولا انا غطان..الاتفاق اتفاق وانا مابي غير اللي قلته من قبل ..ولا تاخذ راحتك وايد عشان ما يستوي شي انت في غنى عنه

/

يغيب فيعود ليوثق عهوداً كانت بيننا ثم يعود للغياب! ..ولكن ماذا أنتظر من شخص مراوغ يتخفى وراء حقيقة مزيفة حتى يتقي الإمساك به وإثبات الدلائل ضده؟!!..ذياب لم تمُر علي شخصية أوغد منه ..ولا أنكر أنه داهية ..اتذكر أنه أيام المدرسة مشاغب ومشاكس يُفصل فيعود حتى اختفى فجأة ليظهر من جديد بزي الشهم الذي يتبرع بدمه..شخصية غريبة متلونة طيبة على دهاء على سجل اسود..لكن مهما كان ثوبه أبيض سيأتي ذاك اليوم الذي اكشف فيه عن نتانته ووساخته...يتصل بي ويطلب رؤيتي فأذعن له على مضض رغم كراهيتي لفعلي المنافي لمبادئي فقط حتى أصل إلى مافي عقله..أستجبت لطلبه وركبت معه في سيارته كنت أتساءل مالذي يريده إلى أين نحن ذاهبان لم يتكلم ظننت سيتفاخر او حتى يُمازح او يأتي كعادته على ذكر فهد ولكنه لم ينطق ببنت شفه..كتلة من الألغاز ولأحلها احتاج وقتاً وجهداً..فجأة توقفت السيارة على طرف الشارع وقبالتنا فيلا بوابتها مشرعة وهناك قريب من المدخل ولد تقريباً في السادسة من العمر يلعب على دراجته الهوائية ..احترت في أمره من يكون هذا الولد ولما ينظر إليه بكل ذاك الشغف وكأنه إبنه!!..تجمد عقلي لثانية مشدوهاً لفكرة قد غزته..أيعقل هذا ابنه؟!!..حتى نظر إلي بابتسامة قائلاً يحاجيني :تشوف هالولد؟..تعرف من يكون؟
نظراتي جامدة ولكن ذات الوقت تحمل عيناي التساؤل:لا ما اعرفه
مط شفتيه بابتسامة غامضة لينطق بعد ثانية من تأمله لي:هذا ولد فهد..
تذكرت فهد كان متزوج وقد رزق بولد قبل وفاته..عدت أنصت له وقد استطرد في الكلام وعينه على ذاك الطفل اللاهي باللعب:امه تزوجت كانت بتصير مشكلة بينها وبين عمه ..كان راح يرفع قضية يطالب باسقاط الحضانة عن مايد..كان الموضوع بيكون فيه محاكم ومحد بيتمرمط الا مايد..فتدخلت احل المشكلة بينهم..العم تفهم ..كان موجود وفهد يوصيني على مايد فكان سهل اقنعه يخلي الولد عند جدوده ..بس المشكلة كانت فيها رفضت وسمعتني هي وريلها كلام ومع هذا ماسكتت ..قلت خلني استخدم وياهم الحيلة ماكان قدامي الا زوجها..مافي ريال يتحمل ولد غيره خاصة اذا ولد من ارتبطت فيه زوجته قبله ..
لم اتفاجأ فعالمه القذر لن ينبت الزهر في مستنقعه المتسخ..ترجل من السيارة تحت انظاري المذهولة وانا أراه يتقدم من الفيلا ويمضي داخلاً حتى يترك ذاك الطفل دراجته ويقبل نحوه بلهفة فيحمله في مشهداً درامياً حبس انفاسي وانا افكر من يكون ذياب؟!!..هل هو ذاك الذي تفوح منه الحقارة ؟أم هو ذاك الإنسان الوقور والمهذب؟..انتهى من كلامه مع مايد وعاد وهو مبتسم لكنها عكس ابتسامته الماكرة التي رأيتها..مازلت انتظر أن يفاتحني فيما يريد ولأنني لا أحبذ استعجال من يطلبني حتى لا يظن أني متضجر من وجوده , عادة قد اعتدت عليها من صغري..راودتني ابتسامة متخفية حين تذكرت أمي كم احتاجها في هذه اللحظة ..قاد السيارة إلى أن وصلنا أحد المقاهي وطلبنا كوبين من القهوة..اخيراً سيتكلم هاهو يرتشف من كوب قهوته ويضعه ناظراً لي بجدية ..حتى اتعجب قائلاً بالفعل هذا الشخص متلون ولا يمكنك معرفته
ذياب وقد اشاح بنظره ثم أعاده ناظراً لطارق:احم..طارق باختصار أبي اناسبكم
كلمة لم استوعبها بل استنكرتها لا أعلم ولكن فعلاً لم أفهمها:كيف يعني؟!
لاول مرة أشعر بغبائك ياطارق..انحنى للأمام واصبح كوب القهوة في الوسط ويداه شبك اصابعهمها معاً:قصدي أبي اخطب من بنات عمك
عقد طارق حاجبيه متعجباً بل متشتت :أي عم فيهم ؟!!
ذياب وقد ارتشف من الكوب ووضعه:عمك راشد..أبي اخطب ندى بنت عمك
تراخت ملامحي مشدوهة حائرة وجلة..ندى!..هل قال ندى؟!!..مستحيل ان تكون تللك الملاك زوجة لشيطان وسخ قذر مثله..ولكن أعرفهم لن يبالوا وقد يوافقون على طلبه ..راكان هو من سيقف في وجهه لأقول:تقدر تكلم اخوها
تعجب فما عرفه أنه لا يوجد لها اخ:ومنو أخوها؟..
طارق وهو يريد منعه عن طريق اقحام راكان في الموضوع:اخوها بالرضاعه
لتخرج على ثغره ابتسامة ماكره متهكمة خبيثة:وانا شو لي بأخوها؟!.._ونطق بسخرية واضحة_لا وبالرضاعة بعد..بخطب البنت من ابوها ..طارق أنا ودي يصير بينا أكثر من الصداقة وبصراحة ابي استقر ..وعشان اكون صادق ويا ك البنت عايبتني
تلك الكلمة جعلت الدم يغلي في عروقي حتى أنسى اللباقة معه لأقول بصوت عال غاضب:وين شفتها؟!!
ذياب الذي شعر بالخجل فصوت طارق الذي جلجل في المكان كان سيجعل من في المقهى يلتفتون لهم ولكن لحسن الحظ لم يكن هناك سوى بضعة اشخاص:شفتها بالصدفة وانا كنت رايح بيت عمك راشد اسلم عليه عقب ما طلع من المستشفى
كريه ومريض والأن يريد ان يقحم ندى لعالمه القذر لا بد من إيقافه ولن يفعل ذلك غير راكان!,,

/

تربى على يد رجل ورث التجارة ومارسها بحرفية مطلقة وكل من في عالم التجارة على المستوى المحلى يحسبون حساباً له..وربما هذا الشيء جعل من أبو فواز لا يتخلى عن شراكته لهم رغم أن العلاقة العائلية التي كانت تربطهم انتهت..رغم أنه منذ سويعات مضت وبعد أن تناول الإفطار وهو جالس كالمعتاد يتقصى اخبار العالم من خلال الجريدة وهو يرتشف من القهوة..اتاه من يحثه لإعادة وصل ما قد قطع من تلك العلاقة المنتهية
أم فواز وقد عزمت أن تفاتحه بذاك الموضوع الذي من جهتها حلاَ لما حدث:اقول يابو فواز
أبو فواز وقد ناظر ساعته:اختصري يا ام فواز دوبك اروح للشغل
كانت محضرة كلاماً كثيراً حتى تقوله ولكن استسلمت بسبب عجالة زوجها:سلمى تطلقت يابو فواز والناس ما راح تتركها وهذي المرة الثانية
تجهم بعبوس فماذا بيده ان يفعل في أمر كان مقضياً:وش طالع بيدي؟
صمتت قليلاً لعلها تبحث عن عبارة مناسبة أو تخشى ردة فعله:مافي غير عبدالعزيز يرجعها
حتى تتسع عينيه لقد أدهشه كلامها حتى يقول بشيء من الانفعال ممزوج بالإنزعاج من الفكرة:وش تقولين يام فواز ؟!!..كيف يرجعها
ام فواز بثبات الرأي الذي من جهتها الصواب:بالشرع..بالشرع اللي حلل ترجع لزوجها الأول في حال طلاقها من الثاني
فكرة مجنونة حتى يقول:عن تراضٍ ياام فواز وبعدين عبدالعزيز متزوج ومرته حامل..الله يرزقه ويوفقه
ام فواز ومازالت تحايله للموافقة:بس ماراح نخسر شي..وانت لا تجيبها له على طول لمح له
تنهد وهو يتذكر كلامها ولم ينتبه أن عبدالعزيز قد حضر كان ينتظره في مكتبه في الشركة وكالعادة مسموح لابو فواز أن ينتظره في المكتب احتراماً وثقة فيه وغير مسموح لسواه ..لم يغب عن عبدالعزيز ذاك الوجوم الواضح عليه ,حتى يتنحنح:احم احم
نظر إليه ولتوه استوعب لوجود:سامحني يا ولدي
ابتسم عبدالعزيز :ما صار الا الخير يابو فواز
ابتسم له بامتنان وهو يفكر في اقتراح زوجته ويحاول أن يشتته بعيداً:ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..الشغل في توسع.. بصراحة يا عبدالعزيز ابوك الله يعطيه الصحة عرف مين يحل مكانه
ابتسم بفخر وكيف لا يفتخر والكل يثني على تربية والده له ليزيده شرفاً :تسلم يابو فواز ولولا توجيهات الوالد كان ما وصلت الشركة للي فيه الحين
واضح الهم في محياه ولكن عبدالعزيز لن يتجرأ للسؤال فلربما كان امراً عائليا فلا يجب اقحام نفسه فيه ولكن احب ان يتنازل قليلاً فلربما استطاع ان يفرج عنه كربه ويًكتب له حسنة :اشوفك مهموم صاير شي؟!
يشعر بضيق غريب ليس من المشكلة ولكن من الهدف من قولها فكيف له أن يلمح له أن يُرجع سلمى لذمته بعد طلاقه لها ولكن سبق السيف العذل فهو مجبر الآن للبوح فقد يكون رأي سليم ويكون راحة لهما:وش اقول..انت منك غريب ..بنتي سلمى تطلقت
عبدالعزيز وقد شعر أن الموضوع لا يخصه ولكن من باب الذوق رد عليه:الله يصبرك ويعوضها
شعر بالخجل مما قال فما شأن عبدالعزيز حتى يشكي له فقال على مضض:آمين.._وحتى يتجنب الاحراج وقف قائلاً_..طيب ياولدي عندي شوية اشغال لازم انهيها
عبدالعزيز بدون مجادلة:طيب يابو فواز..واعذرني اتأخرت عليك
ابو فواز حنكة رجل الأعمال:لا تعتذر ادري كنت مشغول ..بعد اذنك
عبدالعزيز بطيب خاطر:مع السلامة..بعد ذهابه امسك بهاتفه المحمول وتصل
حتى يأتيه صوتها وهي ترد عليها كانت تصعد السلم لذلك كان صوتها مجهد:الو
عبدالعزيز وقد احس بثقل صوتها وتنهيدتها:نوره وش قاعدة تسوين؟!!
نوره وهي تمشي بتثاقل:صاعدة لقسمنا
عبدالعزيز وقد تأكد من شكه فقال بنبرة تحمل اللوم:يعني طالعة الدرج
نوره وقد امتعضت من نبرة صوته وايضاً من الصعود:عبدالعزيز لا تكبر الموضوع بعدين هالشي كويس لي
عبدالعزيز ومازال على نبرة اللوم والعتب:وش المفيد فيه؟!!..انك تأذين نفسك واللي فبطنك
جلست ولم تكمل مع ان المسافة المتبقية فقط ثلاث درجات مسحت على بطنها وقد تذكرت ماكان من جفاءه لها ومعاتبته المستمرة لتقول بنبرة شجن وعيناها تحمل الحزن :خايف علي ولا عليه؟!!
عبدالعزيز ولم يدرك ماترمي إليه من سؤالها ذاك:اكيد عليكم انتوا الثنين..نوره انتي واللي فبطنك تهموني..باين راح انقل جناحنا تحت عشان تكوني مرتاحة
ابتسمت لكلامه وغاصت فيه ولعلها تدير في مخيلتها مقارنة فيما كان وما عليه الآن :تطمن يا عبدالعزيز أنا واللي فبطني بخير
عبدالعزيز:بس تنرفزيني يا نوره بفعايلك..اسمعي ابيك تسمعين كلامي وتنفذيه ..نوره أنا انسان يحب التنظيم ولا أحب احد يلخبط اللي اخطط له
نوره:بس أنا ماني موظفة ولا شغل
عبدالعزيز :انتي زوجتي يا نوره ومسؤلة مني واذا انتي مو عارفة كيف تهتمين بنفسك فانا بتولا المهمة
شعرت بالتجريح والإهانة ولا يهمها مقصده فيما قال ولكنها لم ترد تثير جدالاً معه حتى لا تتمخض منه كارثة تصيبها ولا تريد أن تلام هي في عرقلة هذه العلاقة التي ما إن استقرت حتى أتى ما يصيبها بالاضطراب ففضلت أن تتخطى كلامه وكتم ضيقها من اسلوبه:خلاص يا عبدالعزيز راح اهتم بنفسي وباللي في بطني
عبدالعزيز بأريحيه لسماع ماقالت رغم جهله بملامحها الآن:ايوا كذا لا تعارضيني
كان قد نسي أمر الإجتماع لولا دخول السكرتير الذي اضطر لمقاطعته وهو يتكلم انهى كلامه معها بسرعة واتجه للإجتماع..أما هي فكانت مكانها متضايقة تنظر لهاتفها بضيق

/

كبرياء الخوف يقف وجلاً مابين حبي وتهور تفكيري ..اصرخ من اعماق جامحة دعوا لي من اسميتها حبيبتي ..فالذي امامكم ليس ذاته ذاك الذي بالامس ضاحكا
لم تعد شفاهي ترتوي ولا تسعفني وكيف يسعف سقيم الحب التخدير ..اواه كم تنحني هامة العشق في داخلي تروي غصون الشوق وتلفحُ..يحاولون الوقوف كحاجزٌ بيننا ,لكنهم لا شيء,وما يفعلونه ماهو إلا نوعاً من الهروب..جبناء!..أجل جبناء وما يقومون به عبث..متيقظ لتحركاتهم ,راصد افعالهم,,مهما حاولوا سأكون في وجههم ..لن ينكروا وجودي ,ولن يمحوه ..ولكي أكون بقربهم وأنا البعيد عن أعينهم..أشتريت حاجتها مقابل ما ستنقله لي ..ألا يقولون المال يصنع المعجزات ؟!! وإنه كذلك مع تلك الممرضة ,والمسؤلة عن مراقبة دانه!..دفعت لها وسأدفع .سأتحداهم حتى أجبرهم على الإعتراف في احقيتي بقربها ..أعلمتني فأسرع الخطى نحو غرفتها حتى أدخل وهي تطرح ذاك السؤال على والدها"يوسف وينه؟!" حتى يخلف جوابي صدمة لها وغيض فقلب والدها:يوسف مات
في تلك اللحظة ودت لو اقتلع لسانه..كيف يجرؤ ويخالف أمري في إلا يقترب منها ..وقفت غاضباً ودفعته خارجاً اغلقت الباب يعتصرني الغضب لطالما كنت بارداً ولكن منذ ا ن افقت من غيبوبتي وهذا حالي صرخت في وجهه معنفاً محاولاً كبح جماح العصبية التي أثارت كل عرق فيني:ليش تعاندني وتكسر كلامي؟..قلتلك ما تقرب منها بس انت مصر تعاند..مادام تحذيري ما نفع وياك شوف شو بسوي..لازم اشوف يوسف
أحمد ببرود ذابل متعب شاحب:لا تعب نفسك ما راح تلاقيه
زم شفتيه في غيض فهو قد بات لا يصدق الاعيبه المكشوفة حتى يتقدم منه بغضب و أمسكه بياقة قميصه:والله ثم والله إذا ما خليت بنتي بسلام راح انسيك حتى اسمك ويوسف بشوفه
أحمد بتأكيد:قلتلك يوسف ماراح تشوفه وهو اصلاً مش موجود في المستشفى
إبراهيم بعينين يحملان الشك:هذي لعبة يديدة تبي تجربها
ابتعد عن عمه وجمر الضيق يشتعل:ابوي سفره برا بس وين مادري
اشتعل غضباً ماسحا على رأسه بكلا كفيه حتى بدأت وتيرة الضيق تخرج على شكل صوت يعلو شيئاً فشيئا:أبوك ابوك ابوووك..كل اللي حنا فيه سببه ابوك..مافي مصيبة مرت على العايلة الا وراها ابوك.._وبصوت امتزجت فيه السخرية بالعصبية أردف_..ومادام أبوك اللي بايده كل شي فكلامي بيكون وياه مش وياك
حتى يصمت على صوت ابنته التي جذبهم صوتها عند خروجها من الغرفة بجسمها النحيل ووجهها الشاحب وشفاهها الجافة نظرت لوالدها ترتجي عطفه بحزن:ابوي صدق يوسف مات؟!
نظر لأحمد بازدراء وتقدم منها:تعالي خلينا ندخل وبخبرج بكل شي
ادارها وهو يمشي بها نظر لأحمد بتهديد ثم دخل معها وأغلق الباب..مشى بها لسريرها وأجلسها نظر لكفها الذي وضع اللصق والشاش على ظهره بسبب كثرة الحقن ..يؤلمه حالها يراها كسيرة متعبة تكاد تقع من الإعياء ..
نظرت له بذبول وبصوت يخرج بصععوبة:صدق يوسف مات
في هذه اللحظة لعن أحمد ووالده فهما سبب ماهي فيه ..من ملامحه شكت أن مكروهاً قد الم بيوسف فأوجعها قلبها قبل ان تسمع قول والدها وبدات تأخذ الدموع مجراها..تنهد وصمت واشاح بوجهه فخافت وزاد شكها لتقول بصوت مبحوح مرتجف وعيناها يدور بؤبؤاهما بفزع وصوتها المبحوح بالكاد يخرج خائفاً من الجواب :يوسف مااات؟!!
وجد نفسه في ورطة لا حل لها غير الحقيقة أو على الأقل جزء منها وبنبرة تمهيدية حانية:الحادث كان قوي ويوسف تعرض لغيبوبة واضطر الاطباء يسفرونه برا يتعالج
دانه وقد زال جزء من قلقها ولكن تريد الاطمئنان والتأكد:هو بخير؟
إبراهيم بنوع من الضيق لإجباره على الكذب لوضع ليس له يد فيه:حالته مستقرة ويحتاج للراحة والملاحظة
دانه بلهفة وحب وشعور بشوق له:ابي اشوفه خذني عنده
غابت المصداقية لتحل مكانها لعبة يكملها وقد حاك بدايتها عيسى وأحمد :راح تشوفينه بس لازم تتعافين وهو بعد
فجأة تذكرت فكيف لم تنتبه ربما الكلام عن يوسف ذّكرها لتقول:وامي وينها؟..معقولة تعرف أني قمت وماتكون عندي؟..ابوي امي وينها؟!!!
إبراهيم وهو يرى تشتت ابنته فيزداد تشتته هو:امج بخير ..بس..بسبب الحادث بترو ريلها
حتى تتجمد بل تشعر بضياع وكأنها غابت عن الوعي كل شيء ساكن مخيف تناظره بعينان مغشي عليهما تهدجت ملامحها وسالت دمعتها واحمرار في عينيها بدا وضاع احساسها حتى تجهش باكية وبشهقة مؤلمة نطقت:امي بتورا ريلها؟!!
دنى منها واحتضنها لتبكي على صدره وقلبه يبكي وجعاً لحال ابنته ..

/

كانت من أغرب الليالي فحياتي وأكثرها خوفاً ورعباً ..لم يحدث هذا لي هناك ..لطالما خرجت وأروى مساءً نتمشى ونبتعد ونعود للمنزل بسلام ولكن هذه الليلة كانت مختلفة جلبت لي الرعب والخوف وكارثة كانت محتمة!..كنت على وشك المغادرة حين رايت إحدى الموظفات عائدة للصالون بهلع ولم يمضي على مغادرتها سوى دقائق..ادهشني خوفها وكانها شعرت ببعض الأمان حين رأتني حتى اسألها وهي بالكاد تلتقط انفاسها..كنت اتكلم معها بالإنجليزية رغم فهمها للعربية ولكن لا احبذها معهم..ناديتها باختصار اسمها :روز مابك؟
وهي تهدأ من روعها قالت بعد أن بلعت ريقها:رأيت كلباً فعدت
أتتني رغبة في الابتسام وأنا أتذكر كلاب ماريا وكم من مرة أخافتني ضي أقصد أروى بها حتى أني أتذكر ذات يوم تركتها تجري خلفي كنت أصرخ وكدت أقع من الرعب ولو لم أكن قرب المنزل لا أدرى مالذي سيؤول له حالي وأروى كانت تضحك ساخرة كم هي سخيفة تلك الأروى رغم شوقي لها عدت لروز وابتسمت واضعة كفي على كتفها:لا بأس مجرد كلب
روز :ولكنه اخافني لما لا تاتين معي
لم احبذ الفكرة فلست معتادة على التاخير وإقلاق ضي ..ولكن تعاطفت مع روز لأنطق:اوكي سيأتي التاكسي الآن وسنذهب
ولكنها فاجأتني باعتراضها وإلحاحها:لا فأنا أسكن قريب من هنا تقريباً مسافة خمس دقائق ..أرجوك تعالي معي لا أستطيع التأخير
لم أرد الخوض معها في الموضوع رغم تشككي وعدم اقتناعي:اوكي..هيا لنذهب
مشينا أكثر من خمس دقائق وبدأت الإضاءة تخفت بل إننا عند مكان مازال قيد الإنشاء فخفت حتى قلت:روز المكان مظلم وربما هناك بعض العمال هنا أأنتي متأكدة بيتك فهذا الإتجاه؟
روز وقد قلقت:كله من ذاك الكلب
تجهمت فلا أعلم مالذي جاء بذكره او هو مجرد
شيء تتعذر به حتى أقول لها"روز فلنعود فالمكان موحش
وقبل أن نسدير سمعت خشخشة لأصوات أحذية تحتك بالأرض وما إن ستدرت حتى وجه لنا ضوء مصباح يدوي شلت معه حواسي بل شعرت أن الهواء نفد من حولي!

انتهى
لقاءنا يتجدد بإذن الله تعالى مع البارت39

قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين



أبها 30-07-14 01:59 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
السلام عليكم أختي الكريمة أصداء
كل عام والجميع بخير وتقبل الله طاعتكم وعيدكم مبارك
كل الشكر على الأجزاء الرائعة ..
الأحداث تشتد سخونة وبدايات للاصطدام مع شخصيات عدة في قصتنا
دانه واحمد . فيصل وراشد . ذياب وطارق . ملاك وجاسم...
أماني ... من الذي اتفق مع العاملة ليرتكب تلك الفعلة الشنيعة ؟!
وقفتِ على حدث جدّا مربك ومخيف :(
كلنا شوق للأحداث القادمة .🌺

أبها 01-08-14 02:53 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
الغالية أصداء الحنين
تم إصدار العدد الثاني من مجلة ليلاس للروايات .(مثبت)
وفي الصفحة الثانية تم التعريف برائعتكِ. ( شفاه تطلب الإرتواء)
تحرير متابعتكِ -أبها :) - أرجو أن أكون قد وُفقت لذلك .

سوما جبران 02-08-14 09:17 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
جميلة جدا جدا جدا

ام هيون 07-08-14 12:00 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
اصداء الحنين

مبدعه ماشاء الله ..روايه جميله ابدعتي غاليتي

اتمنى ماتطولين علينا ..

أصداء الحنين 08-08-14 12:46 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 

البارت39

اعترف أن تصرفاته لا تعجبني ولكن تحاملهم عليه لم يرضيني ,وكيف أرضى وهم لم يسمحوا له بالتبرير أمي بسوء فهما وريان باخفاء الحقيقة ولعب دور المستضعف والمظلوم ..قصدت والدي أخبره حتى يضع حداً لهذه المهزلة التي كان ضحيتها نايف..تقدمت وهو جالسُ في الصالة تستهوية قراءة الكتب السياسية ..لم أكن لأقطع عليه قراءته ولكن الموضوع يستحق ..اقبلت وأنا واجمة متضايقة أكاد أنفجر..ألقيت التحية وقد لاحظ على ملامحي خطب ما حين رفع عينيه من الكتاب نحوي..نظر إلي بعينين تحملان السؤال قبل أن يطرحه لسانه حين قال:هيفاء شو بلاج؟!
جلست وأنا أرتب في عقلي ما سأقول ونطقت بعد برهة قصيرة ربما لو كانت أمي كنت سأحسب اختيار الكلمات بأسلوب تفهمه أما أبي فأعلم أنه سيسمع مني ثم يحكم:نايف..ابوي نايف طلع من البيت ولا ادري وينه وكله بسبب ريان
لم يفهم ما تود قوله من كلامها الغير منسق.. وضع الكتاب جانباً ومن ثم وضع نظارة القراءة فوقه حتى يتمكن من فهما وبصوت هاديي :هيفاء فهميني شو مستوي شوي شوي عشان اقدر أفهم السالفة
هيفاء بعد أن أخذت نفساً عميقاً قبل أن تشرح ماحدث:مثل كل مرة ريان ونايف ينغزون بعض في الكلام انا كنت موجودة صارت السالفة انه نايف قام وكان بيضرب ريان في اللحظة اللي يت فيها أمي وشافتهم كنت بتكلم بس سكتتني وهزبت نايف مع انه ماله ذنب ريان هو السبب
أبو ريان بتفهم فهو يعلم أن أم ريان لا تكره نايف بل تكره أفعاله ولكن بعد الذي اخبرته به هيفاء يرى في الموضوع تجني عليه من جهة أمه ولكن لم يرد أن يعلن ذلك أمام هيفاء فهذه أمها وليس من الصواب أن يلومها أو يظهرها مخطئة فكتفى بالقول:زين انج خبرتيني أنا بشوف الموضوع
شقيقها يثير عاطفتها وشفقتها عليه خاصة أنه أنهان أمامها وستُصغر

΄,

هربت منهم ومن حياتي بينهم كونت عائلة في الخارج ونسيتهم حتى أجبر الآن على العودة لهم والإحتكاك بهم ومجاراتهم..لكن الفرق أن في الماضي كنت أدافع عن نفسي أما الآن فأدافع عن ابنتي ..هذا ثاني لقاء لي بسالم وعيسى بعد لقائي الأول بهم في المستشفى ولكنه اللقاء الأول لي براشد وعبدالرحمن..رغم أنهم إخوتي إلا أنني شعرت بالغربة
شعرت بالحنق وأنا اتنقل ببصري بينهم لأقول بازدراء واضح:كل اللي ابيه هو تفهموني كيف دانه تطلقت من يوسف أو بمعنى ثاني _وقد نظر لعيسى_زوجتها لولدك
ليتكلم راشد فلطالما كان هو من يترأس الكلام في أي موضوع بحضور اشقاءه:انا بخبرك وبجاوبك على سؤالك؟..بس يا ابراهيم هالشي كان لمصلحة بنتك
حتى ينطق بسخط واضح:مصلحتها تطلقونها من ريلها وتزوجوها ولدكم فهموني كيف؟
راشد وهو يرى ثورة الغضب على إبراهيم ولكن لا يريد أن يثير أشقاءه عليه:إبراهيم..يوم صار الحادث وكنتم في غيبوبة ..بنتك ما كانت في وعيها في البداية كانت في غيبوبة ويوم صحت كانت مب في وعيها ..فقدت عقلها ..كانت تقطع ملابسها ..وهذي عرضنا ما بغيناها تنكشف قدام الغرب..بس كيف تطلقت من ريلها عشان كان فغيبوبة وكيف زوجناها من أحمد ..أنت كنت فغيبوبة ونحن عمومتها ونقدر نحل مكانك
حتى يقف مشمئز من انحطاط اعذارهم وتفكيرهم:يعني بتفهموني انكم سويتو جذي عشان تسترون بنتي؟!!..عيل اسمعوني أنا قمت وبنتي ما فيها شي يعني ولدكم يطلقها
حتى يقف عيسى ساخطاً منفعلاً:أحمد ما راح يطلق
حتى يتقدم منه إبراهيم بغيض واضح:وين يوسف يا عيسى؟ وين وديته؟أحمد قالي إنك سفرته برا؟
وقف سالم الذي كان يجلس قرب عيسى:إبراهيم ايلس وخلنا نتفاهم
نظر له بازدراء:نتفاهم على شو يا سالم؟تبون تساوموني على بنتي؟ تخسون وتهبون..بنتي مب للبيع وإذا تظنون إني إبراهيم اللي كان فأنتم غلطانين..أنا مب محمد يا سالم عشان يسكت عنكم.._نظر لعيسى_..بس والله يا عيسى إذا صار شي لبنتي بسبب ولدك ما تلوم إلا نفسك إنت وياه
ليخرج ساخطاً متجهماً غاضباً من أولئك الذين يقال عنهم إخوته!

΄,

لم أصر على كلامي الذي فكرت به وقلته ..بل أخذت وقتي حتى أفكر الآن ورغم الذين حولي إلا أنهم لا يهتمون لي ..إذاً فما الداعي إلى أن لا أتزوج..خاصة أن المرات التي جلست فيها معه جعلتني أتوسم فيه خيراً..رغم والدة زوجته المتوفاة والتي قد تكون العقبة الوحيدة في طريق زواجنا..لكن لا لن أسمح لها بأن تجعل من حياتي مع عبدالله جحيماً ولا أظن هو أيضاً سيرضى بذلك إلا إذا كان لا يغار على من ستكون زوجته!...دخلت لغرفة مها التي مضيت فيها الأيام الأخيرة لعدتي والتي سأخرج منها عروساً كنت أرتب أغراضي التي تعج بها خزانة الملابس ..أتذكر أني تخلصت من كل شيء ولكن فجأة وجدت البوم الصور ..تعجبت كيف أني مازلت محتفظة به..فتحته كان صور حفلة الملكة ..
دخلت مها وسمعتها تقول:استغفر الله لازم اتخلص منه
دنت منها ورأت الصور حتى تقول وهي تجلس :الله يرحمه ويتغمد روحه الجنة
عذايب وبشيء من الحزن:آمين.. أنا الحين على ذمة غيره ..كان المفروض اتخلص منهن عقب ما خلصت العدة بس نسيته وتوني بس لقيته
مها بموافقة تمامة:معاج حق لازم تتخلصين منها..شو بتسوين؟
عذايب بتفكير رغم أن الشيء صعب ليس حباً ولكن من باب الشفقة ولكن أمر لا بد منه:بحرقهن هذا اللي بسويه
مها بتفهم:أوكي هذا افضل شي تسوينه..المهم تبين تشترين شي ولا جهزتي ؟
عذايب بامتعاض:يعني باقيلي شوي ..احس الوقت يركض بسرعة ولا يمديلي اخلص
مها بابتسامة تحاول تشجيعها:لا تحاتين بساعدج وبنخلص
نظرت لها بعبوس:انتي يا الله تقدرين تتحركين الحمل بيتعبج
مها بابتسامة:لا تقولين جذي الحمدلله أنا بخير والحمل بعده ما ثقل يعني أقدر أتحرك ولا بيأثر عليي خلينا نخلص ..متى تبينا نسير
عذايب بعدم حماس وملل:ما ادري..أنا أقول بس اللي اشتريته والباقي بكمله عقب العرس
مها بسخط وعبوس:انتي ليش مصعبة السالفة عذايب حبيبتي فكري الحين يمكن تحتايين شي انتي ما خذتيه يعني مب معقولة بتنزلين السوق في أول يوم من زواجج..خلينا نكمل اللي باقي ...شوفي بنسير باجر بنشتري اللي نقدر عليه وبنكمل عقب شقلتي..ولا أقولج لا تقولين شي ..باجر بنسير إن شاء الله ومن غير اعتراض لو سمحتي ..أوكي؟
نظرت لها ولم ترق لها الفكرة ولكن صمتت فهي تريد أن تنتهي من هذا العبء بسرعة



كانت تخرج ملابسها وتضعها في الحقيبة ومعها تخرج الآهات على حبها له ..حبها الذي بنت له صروحاً وهي بقربه ..ولكن تشعر بتصدع ما بنته ينهدم أمامها..أحبته وأخلصت لحبه لم ترد غيره ولا تظن أنها ستكون لغيره..حتى أنها نست الماضي والحب الذي عرفه قبل أن يعرف بمدى حبها ..الآن تجد الحلم الذي حلمته بقربه يتلاشى ويذهب للزوال..إبنها يرى دموعها ولكن لا يفهم لما؟!!..ولكن يعرف أن أمه لا تبكي من فراغ..ليسألها ببراءة..إلى أين هما ذاهبان..لتمسح دموعها وتتقدم نحوه تنزل لمستواه تنظر لعينيه بحب رغم الألم لتنطق سنزور جدتك..ليبادرها بسؤالٍ حمل الغصة لها ..وابي سيأتي معنا؟!!..أبيك لديه ما يشغله عنا..لم تصرح بها ولكن نطقها عقلها في صمت شفاهها..سحبت حقيبتها بعد أن أغلقتها وأغلقت معها تفكيرها حتى لا يجبرها في التراجع ..سحبتها وامسكت يده الصغيرة ومضت خارجة..لتراه أمامها ويقف هو مذهولاً مما يرى ..تقدم منهما عاقد الحاجبين متعجباً:لانا إلى أين؟!!
تحاول إبعاد ناظريها عنه وقالت مخاطبة طفلها:حبيبي انتظرني في الخارج سأتحدث مع والدك ومن ثم أتيك
ليجرى خارجاً ومن ثم نظرت له وقد بان الضيق في ملامحها:جوزيف..لا أستطيع أن أحتمل ما تفعله..ولستُ ممن لهن قدرة عظيمة على الكتمان
لا يستطيع فهم ما تقول وما المعنى له :لانا ماذا حدث لكِ ..
صمتت وأشاحت بوجهها أمسكها بذراعيها:لانا لا تكلميني بالألغاز قولي لماذا؟
في اللحظة التي نسفت يداه عنها نزلت دموعها:جوزيف لا تنكر أنك ما زلت تحب دانه..وأن وجدها معك في المستشفى ذاته أعاد الحب بينكما.. بدليل أنك عرفتها بابننا ..لقد تعبت وأنا أفكر أنك تراها كل يوم وتتحدث معها..لم أعد أعني لك شيئاً منذ أن وجدتها
حتى يقول مدافعاً عن نفسه أمام تجريحه الغير مبرر:لانا أنتي مخطئة ..
حتى تصرخ بانفعال :كفى ..لا تقل شيئاً..لا أريد سماعك..دعني
حتى تتجاوزه وهي ساخطة استدار منادياً:لانااا
ولكن بدون جدوى فقد رحلت ..ليبقى واقفاً مندهشاً من تصرفها وكلامها مع حقيقته وصدقه إلا أنه في داخله لا يريد خسارتها!...

΄,

مازال طيفها يراودني وشعور بالذنب يعبث في داخلي.. كم حاولت أن اتجاهل وأنسى ولكن صورتها دوماً حاضرة ..كيف سولت لي نفسي ذلك؟..أعوذ بالله من شر الشيطان وشركه أغواني وكدت أن أرتكب الفاحشة وافتك عرض فتاة!..أكاد أفقد عقلي من شدة التفكير فيها وكيف كانت مرعبةً من وجودي..سمعته وأنا أتجه للصالة وشعور بالثقل في رأسي ولكن كلامه كان كالمنشط في أوعية الواقع .. اجدني انجذبت لحديثهما وأنا أسمعه يقول "ما ادري شو بلاها نافرة مني ما تبيني أقرب منها "
ليرد عليه مروان بسؤال:انزين انت ماتعرف شو مستوي وياها؟
وما إن سمعت جاسم يقول:ما ادري كل اللي قالوه انها طاحت فبيتنا
هنا عند هذه الجملة سكنت في مكاني تغشاني الخوف والفزع ..هذيان سرى في داخلي مردداً:اكيد يتكلمون عنها يعني هي بخير ..
شعرت بجزء بسيط من الثقل قد انزاح وتابعت حديثهما وخرجت لهما قائلاً بعد جملة جاسم متسائلاً عما يفعل:تزوجها
بهيتا من كلمته تلك وهما مبحلقان فيه حتى ينطق مروان:يتزوج من؟!!!
وضاح وهو يتكلم من سوء فهم فسره عقله:البنت اللي يتكلم عنها
زاد تعجبهما من كلامه وهما على يقين انه لم يفهم شيء ..حتى وقف مروان وتقدم منه وهو يحاول ان يذهب به لمكان أخر:وضاح تعال وياي انت تعبان ولازم ترتاح
نسف يده متجهما ساخطاً يتصرف معه كطفل صغير:انا مب تعبان..
نظر لجاسم وتقدم بضع خطوات:جاسم تزوجها هذا افضل لها ولك
لم يسهب في الكلام وخرج تاركاً إياهما في دهشة منه حتى علق جاسم:هذا شو بلاه تخبل؟
مروان بتبرير:هو اصلاً مش فاهم السالفة
جاسم بسخط:دامه مب فاهم شي ليش يدخل عصه في اللي مايخصه؟
مروان:خلك منه ..المهم شو بتسوي ويا ملاك؟
جلس عابساً قائلاً بضيق:والله ما ادري بشوف أخوي حمد اكيد عنده العلم
مروان ورغم عدم رغبته فيما قال وكراهيته له إلا أنه جعل من الشيء راغباً فيه:لازم ترمسه وتخلص الموضوع ما بي شي يوقف عرسي
تعجب منه فما قاله مسبقاً يُنافي قوله الآن:مب على اساس انك ما تبي دلال؟!
مروان وبمكر لم ينتبه له جاسم:لا انا غيرت رايي ودلال بنت عمي واكيد بنسعد ويا بعض ..انت بس خلص موضوعك عشان نفرح


΄,

كنت حورية في كنف أمير لا أحد يصل لي ولا يتجرأ على أذيتي ..كنت فراشة حرة تزدان بجناحيها في الهواء..كنت حرة كأميرة تفعل ما تريد وأصبحت عبدة للخوف ورجل اشك أن في داخله أي شفقه ..أين هي حريتي بل أين أدميتي؟ ..الا يقولون أن زمن العبيد قد ولا ؟!!..ما هذا الجبروت المحنط بقاذورات البشر؟!!..صارت دموعي في محجر العين تئن بعد أن كانت تتراقص ابتسامة طفلة على شفاهي ولا تمل ..أراها تقترب غصة فؤادي من الحلقوم تزف معها حرق دمعة تتهادى لتنبثق ..الذاكرة تأبى الرجوع لتلك الحادثة ولكنهم يجبروني على استحضارها وسؤالهم يتكرر من فمه بصراخ يفجع راحة عقلي ويشد على أوتار البكاء وأكاد أجزم أنه سيمد يده ويضربني إن لم أجب ..لأول مرة أريده هنا ينقذني من هذا المكان أين انت أين أنت ياسلطان؟!...لطالما تأتي بدون إذن ..فلماذا لا تأتي
حتى يصعقها سؤال الشرطي وكلامه الذي يحمل اللوم وكأنها أجرمت :المكان قيد الإنشاء والمكان كله عمال ماخفتي على نفسج واللي وياج خبريني شو اللي وداج هناك؟
لنعود نسترجع ما حدث حين خرجت مع روز توصلها لمنزلها ولكن جرتهما قدميهما لمبنى قيد الإنشاء ومكان مظلم أو شبه مظلم.. سمعت خشخشة لأصوات أحذية تحتك بالأرض وما إن استدارت حتى وجه لنا ضوء مصباح يدوي شلت معه حواسي بل شعرت أن الهواء نفد من حولي!..شهقت وعيناي مذعورتان بالكاد نطقت من بين أسناني روز أهربي ركضت ولم ألتفت كانت خلفي ولكن أختفت وجدت نفسي قد ابتعدت كثيراً ولكن أين روز؟!!..اخذت أدور في مكاني أبحث عنها لعلي ألمحها ..كنت خائفة مذعوره دموعي تنسكب وعقلي تملكه الهلع حتى أقتربت مني دورية الشرطة ..لأجد نفسي هنا!
تعب من محاورتها وهي صامتة كالحجر :اعطينا رقم حد من أهلج أبوج أخوج أي حد يقربلج عشان نتواصل وياه
ولكن ظلت صامتة غائبة حاضرة تبتلع الغصة وتتجرع المهانة ..خرج لبرهة ثم عاد لينطق بتلك الجملة التي شطرتها :كفيلتج يت تاخذج
ياله من شعور في أدنى مراتب الذل اصبحت مكفولة؟!!..أنا مكفولة؟!!

΄,

العتمة ظلمة تلج فيها روحي العطشى لما مضى في سراب الخوف وإذلال النفس دون جدوى..أنغمست حتى نسيان الوقت الذي مر وأنا في سكرة إنشغالي بما فيه حلم سيحرر ذاتي وسلاحي لخوض معركة استعادة الماضي الدفين ..لتسري في روحي ابتسامة غضة مستنكرة ذاك الحلم المستحيل!.. لا أعلم كم الساعة الآن..تعبت وشعرت بوجع في فقرات رقبتي التي مسحت عليها بيدي وشددت عليها ضاغطة بكفي ..ياه كم لي وأنا أجلس منكبه على العمل؟!!..نهضت من مكاني وأشعر بثقل وإرهاق ولكن نسيت كل شيء حين فتحت الباب لا أرى سوى الظلام ما عدا ضوء الغرفة التي كنت فيها ..بدأت أقلق وأرتعب أيعقل أنها مازالت خارجاً ؟!!..أشعر بالخوف ليس من الظلام ولكن عليها ..مشيت وأنرت المكان ..اندفعت لغرفتها باحثة عنها ولكن للأسف ليست هناك..حتى زاد هلعي..الوقت سيتعدى الثانية عشر صباحاً ..لن تتركني هكذا إذا ستتأخر..قررت الانتظار فقد تأتي ولكن الوقت قد طال..هرعت خارجة من الشقة ..تقدمت من شقة راكان لم أجد إلا هذا الحل..كنت سأتراجع ولكن ماذا عن مروى؟!!..ماذا إن لم تعد؟!..فكرة الفقد جعلت أوصالي ترتجف ..أسرعت نحو باب الشقة يد على الجرس والأخرى تضرب على الباب..
أفزعني صوت الجرس والباب الذي يخبط بضربات متتالية كنت جالساً في الصالة ..من هذا المجنون الذي خلف الباب فتحت الباب بعنف لأراها واقفة أمامي
ضي التي لن ينفع تراجعها ولكن لا يهم فشقيقتها هي الأهم من شعورها بالأسى على تصرفها:راكان أماني بعدها ما رجعت
لا أنكر أنها فاجأتني بقدومها ولكن تجاهلت التفكير بالأمر حين سمعت ما قالت:ليش هي وين راحت؟
تلعثمت فهذا مالم أفكر به ولكن ماذا إن قلت له:راحت الصالون..
راكان:انزين يمكن تتأخر يعني فيه زباين غيرها
كيف لها أن تجبره للبحث عنها:اتصلت عليها وفونها ما ترد عليه
راكان وقد أستغرب تصرفها:انزين يمكن..
حتى تقاطعه بسأم فلا رغبة لها بالكلام ووضع الفرضيات كل ما تعلمه أن شقيقتها لم تعد بعد:راكان دور عليها
لم يفهم سبب إنفعالها وقلقها ولكن لم يرد سوى أن يطمئنها:انزين نصبر ساعة وإذا ما يت بروح ادورها
كانت سترد عليه ولكن نظرت حيث نظر حتى ترى شقيقتها مقبلة ولكن هنالك خطب ما ..فتلك الملامح مقلقة ..شيء ما حدث معها..مضت للداخل تحت مرأى منهما , وهما مشدوهان ..حتى تتركه متناسية إياه ودخلت مغلقة الباب خلفها..نادت شقيقتها التي بدورها توقفت بلا حراك ..تقدمت منها ضي واستدارت واقفة أمامها هالهها ما عليه شقيقتها:مروى ..ليش تأخرتي؟!!..شو صار؟!!
وضعت عيناها بعيني شقيقتها ..ضي محتارة من نظراتها ومروى تنظر لها بأسى وحزن وشعور بالضيق تكاد تنفجر من غصة تعتلج في صدرها سالت دموع مقلتيها وهي تركز نظرها في عيني شقيقتها لتهمس ياختناق وضي خافت من كلامها الذي تسمعه لأول مرة:ضي ..وينهم؟..ابيهم..امي..ابوي...عمتي نوره..من غيرهم أنا ضعت ..ضعت ياضي..ضعت..
أمسكتها بكلا ذراعيها وشدت عليهما وهي تهزها وبنبرة غاضبة قليلاً:مروى شو صار؟..ردي..
ابعدت يداها عنها وهي عابسة والدموع تنهمر من عينيها:اللي صار؟!..طلعت من الصالون وكنت بوصل وحدة من اللي وياي في الصالون بيتها على حسب كلامها قريب من الصالون بس اعترضوا لنا عمال ركضت حسيت راح اموت..كنت أفكر بس كيف أقدر اتخلص منهم..التقيت بدورية الشرطة ..هي ما ادري وين اختفت..خذوني قسم الشرطة وحققوا وياي ..ويت راعية الصالون وطلعتني على أساس إني مكفولة لها
وما إن اقتربت منها ضي وتريد احتضانها حتى أبعدتها أماني بسخط:أنا تعبانه وأبا ارتاح
تركتها ومضت وضي لا تعلم ما تفعل فهي لم تستوعب الأمر

΄,

يزعم أنه صاحب القلب الرحيم والنفس المتفانية بالحسنات ,ولكن ما زلت وسأظل متوجس منه ومن أفعاله ولن يشفي عقلي إلا أن أكشف خداعه...كنت ناوٍ على أخذ إجازة طويلة حتى أنتهى من أمر نقلي ,لكن أتصال بدر أعادني للعمل فقد احتاجوا لمساعدتي كنت سأنهي الأمر وأرحل فلا رغبة عندي لملاقاة عمي عيسى والحديث معه ولكن أتت الرياح بما لا اشتهي.. كنت مغادراً فالتيته لم يُخفي عبوسه بل أظهر ربما كي يشعرني بالذنب أو ربما يشغله أمر أخر ..سلمت عليه من باب الاحترام وصلة القرابة فاجأني بأمره أن الحق به لمكتبه ,,ربما لذات الموضوع مع إنني أعرف عمي عيسى لن يخلط الأمور مع بعضها فالمسائل العائلية لها وقتها ومكانها ,لكن خشيت أن يكون لنفس الأمر ..لحقت به والأفكار تغزو عقلي تباعاً...جلست في انتظار حديثه توقعت كل شيء إلا أن يأتي على ذكر شخص ابغضه ولكن العجيب أن عمي عيسى يمدح خصاله:طارق أعرف أنك تعتبر ذياب مجرم وأنا ابيك تغير هالفكرة عنه
تعجبت من كلامه وبانت تكشيرة في محياي كيف له أن يطلب مني أن أصدق أن ذياب إنسان شريف وذو أخلاق :بس يا عمي ذياب ..
قاطعني وأنا متعجباً من بسالة الدفاع عن ذاك الذياب حتى يبرىء ساحته بقوله:نحن ما عندنا دليل عليه وبعدين أفعال الخير اللي سواها تخلينا نغير من نظرتنا له ..طارق كرهك لذياب ما له تبرير ولا له دليل وشي ثاني لازم تعرفه وهالشي كفيل أنه يخليك تعيد التفكير في سالفة أنه ذياب مجرم,,,طارق ذياب خطب ندى بنت عمك راشد
اتسعت حدقتاي وشعرت بحرارة اشتعلت في صدري وغل سرى في عروقي: مستحيل.. عمي لازم توقف هالمهزلة ذياب ما يصلح لندى
تجاهله بغضب حاول إخفاءه وقال له بصيغة اقرب للأمر:انا ما قلتلك عشان أعرف رايك في الموضوع,,كل اللي مطلوب منك تقول لراكان يسأل ندى عن رايها
بسبب مايدور في رأسي وصورة ذاك الكريه التي ارتسمت في مخيلتي حتى أنطق بإنفعال:ياخذ رايها ولا يعطيها خبر عشان تستعد
عيسى وقد أغضبه اسلوبه ولكن كظم ذاك الضيق بحنكة وردٍ مقتضب:طارق المفروض ما ارمس عن هالموضوع هنا بس لأنك ما صرت تداوم بشكل ملتزم ..المهم انت اعط راكان خبر عشان يشوف ندى ويكلمها
طارق ولم يغب عنه أمر جدته بخصوص راكان:ووين بيشوفها ويدتي ما تبي تشوف ويهه؟!
عيسى وقد اتخذ احتياطاته بهذا الشأن :في بيتي انت قوله وخله يعطيني خبر وانا بدبر الموضوع..المهم في قضية يديدة ابيك تستلمها
طارق:بس انا بنتقل من هنا
حتى يصدمه عيسى بقوله:نقلك ما راح يتم أنا تدخلت ولغيته..ابيك تستلم القضية وتباشر التحقيق فيها وكالمعتاد بسرية تامه
ما هذا التسلط والسادية المتغطرسة ..هل هو نوع من الإذلال وفرض القوة؟..أم هو تهديد بأني مهما فعلت فعودتي لهم لا محالة؟..شعرت بالاختناق عمي عيسى لم اعد أفهمه أو ربما لم أفهمه من الأساس!..أي شخصية تختبئ فيه ..كيف لي معرفته وهو يتلون لا يستقر على حال واحد والصرامة خلق تطبع به ..خرجت من عنده وأنا أحمل ملف القضية ولكن هو قضية بحد ذاته!..لا أنكر كم كنت ومازلت معجب بشخصيته القيادية ولكن مع كل ذاك التقدير إلا انه يملك شخصية جافة يحب فرض نفسه ورأيه الذي لا يقبل الجدال...

΄,

متشتت الفكر مرهقةً ..أشعر بدوامة التيه تلف بي في حلقات التساؤلات.. أحساس القلق يقتلني ..أشعر بالإرهاق والشحوب ..قمت من السرير بتعب رأسي ثقيل وعيناي خائرتان من الذبول ..تذكرت ساره وكلامها والطبيب المسؤل عن حالتي لا يحضرني اسمه..اعتقد أحمد..أجل أحمد..يجب أن أراه هو من سيجيبني بصدق ولن يكذب عليّ..شدت من القميص خرجت وتلفتت على الصوبين من الممر وما أن عزمت على التحرك فإذا بصوت انثوي أتٍ من خلفي:إلى أين يا أنسة
وبلغة انجليزية قالت وهي تتوسم فيها خيراً:أريد رؤية الدكتور أحمد دُليني عليه
الممرضة ومن باب واجبها الوظيفي قالت:ربما يكون مشغولاً عودي للداخل وأنا سأعلمه برغبتك في رؤيته
تعلم أن تلك الممرضة تتحاذق حتى تعود هي وتنسى إخباره فقالت بإصرار:انتي خذيني إليه وإن كان مشغولاً سأعود
رضخت مرغمةً :حسناً ولكن في حال كان مشغولاً لن نزعجه بل سنعود
أجابت على مضض فما يهمها هو أن تكلم أحمد:حسناً موافقة
ما إن رأت الممرضة مشت تسبقها بالخطوات بعد أن طلبت منها أن تلحق بها قد شعرت بالراحة النسبية مشت خلفها وفي رأسها محاورة واسئلة..دخلت عليه الممرضة ولحسن حظ دانه كان وقت استراحته كان يشعر بالإرهاق ولكن ما إن اخبرته الممرضة عن القادمة إليه حتى سرى في داخله نشاط وارتسمت نشوة السعادة عليه وكيف لا يفعل وهو من كان يفكر كيف يلتقيها رغماً عنهم!..دخلت بملامح ذابلة قد اشفقت نظراته ملامحها نظرت لعيناه الناعستان لترى فيهما الوداعة ..خرجت الممرضة بعد أن نظر إليه حتى يعيد بصره لدانته يشبع عينيه منها ..تقدمت وفي رأسها سؤال واحد..احس انه جلف لأنه لم يدعها للجلوس ابتعد عن الطاولة وتقدم منها يناظرها ببشاشة تغمره فرحاً مبتهج ..
أحمد بنظرة حانية محبة تحمل الشوق وبوده احتضانها كما تحتضنها عيناه:دانه
مشت خطوة للكرسي وعيناه تلحقها وجلست ولم تلحظ ما هو عليه بسبب فكرها المشوش رفعت بصرها بجفنين مثقلين ومقلتان متعبة وشفاه لامسهما لسانها يرطب جفافهما لتضمهما معاً تبلع ريقها :دكتور ..
لتوه يعيش لحظة الحب ولكن تلك الكلمة تجعله يجفل ويعبس "دكتور" كلمة عادية ولكن أن تقال له فهذا يعني أنه لا يعني لها شيئاً ..اعتقد أنه قطع شوطاً وانتصر ولكن يبدو أنها بداية المعاناة الحقيقية..لتكمل على كلمتها بجملة أخرى جعلته يزمجر في داخله:يوسف حي ولا مات؟!..انت قلت مات وابوي يقول انه بخير
ليقترب ويجلس قبالتها على الكرسي الأخر وبداخله حنق عظيم ولو بيده لقتل ذاك اليوسف حتى لا يكون عقبة امامه ..ولكن مجيئها وسؤالها له دليل أنها لم تصدقهم واحتمال تثق به هذا مادار لثانية في رأسه.. قدومها يعني بحثها عن شخص تثق به إذا فهذا لصالحه وهو من ظن أنه فقد شعور الفوز ..فيحمل صمته ونظراته الغير ثابتة شعور القلق لها ليتنفس بعمق ويزفر ثم يقول:بصراحه يا دانه هو بخير جسدياً بس غايب عن الوعي ما يحس بأي حد
ذبذبات كلامه شتت فكرها بكلامه النقيض لما قاله لها والدها :بس ابوي قال انه بخير وبيتعافى
أحمد الذي طاوعه قلبه أن يغوص مع كذبة لنيل ثقتها فيه:أبوج خاف تنتكس حالتج إذا عرفتي عنه ..دانه صدقيني يوسف ما يحس باللي حوله
ولكن قطع كلامه دخوله المفاجئ ليحدقا فيه وهو بدوره نظر لأحمد بازدراء وكيف لا يفعل والأخر لا يبالي بكلامه ثم نظر لدانه التي يشعر أنها ضحية ما يحدث لأنا ليقول:امج هنا ياية تشوفج
لا تعرف مالذي يجرى ما زالت متشتتة الفكر متذبذبة الخطى وما إن قال أباها جملته حتى هرعت خارجة ذاهبة لغرفتها حيث والدتها..أما والدها فعاود يحدق في أحمد بنظرة لا تحمل سوى المقت لتصرفاته هو ووالده حتى يقول موبخاً:دامك مالك راي وكله من تخطيط ابوك فالكلام بيكون وياه
أحمد الذي يعاندهم بنفس درجة عنادهم ..لا يريد ترك فرصة ولو صغيرة أن ينزعوا منه حبه ويبعدوه:عمي ..
حتى يأتيه صوته من بين أسنانه وهو يتكلم بغيض من هذا الواقف أمامه ولو بيده لكان أنفاه من الوجود:لا تقول شي ينحسب عليك مب لك ..وفي الأساس ما بي أسمع منك شي ..اثيتلي انها خسارة فيك شهادة الطب وخسارة فيك الإنسانية من الأساس
ليخرج وعينا أحمد تلاحقه بشيء من الضيق ..

΄,

أرتمت باكية في حضنها.. متشوقة لضمها وشم عبق الحب فيها ,,وتلك على كرسيها تشعر بالشوق لها ولم يغب عن بالها مايحدث من وراءها أشياء لا تعرف كيف لها أن تمنعها عنها..هي لم ترغب يوماً بيوسف زوجاً لبنتها ولكن الآن ودها لو أن يوسف حي ودانه على ذمته فسيكون الأمر هين عليها ولا إن تكون لذاك المتغطرس وعائلته الكريهة التي لم تحبها يوماً وكم كانت سعادتها حين فرت مع زوجها للولايات المتحدة..لتنعم بحياة لن تقول مستقرة ولكنها أفضل مما عليه الأن رفعت رأسها للباب لتراه واقفاً يشهد بكاء ابنته في حضن أمها ,ومنى ترسل له بنظراتها رسالة مفادها أنظر يا إبراهيم أنظر ما أل له حالنا أنظر لأبنتك التي ستجعل منها ضحية لسكوتك ..تقدم ومنى مازالت تنظر له بامتعاض ودها لو تصرخ وتعنفه ولكن قد تصدم ابنتها فتفقدها ..نزل القرفصاء خلف ابنته ووضع كفيه على كتفيها وهي تذرف الدمع على رجل والدتها تبكي بغصة اهو لحالها ؟أم لأمها؟ أم ليوسف الذي لا تعلم عنه شيئاً؟..إبراهيم وهو يرى الضيق في ملامح زوجته والضعف على ابنته والتشتت فيه هو ناداها بصوتٍ خافت حنون:دانه
رفعت رأسها والاحته نحوه والدموع تروى عينيها تحمل لها شعور الغصة وهو يرى وجنتيها تبلل بذرف البكاء حتى تنطق بضيق:ساره وينها؟.._نظرت لوالدتها_..ليش ما يت وياج.._اعادت النظر لوالدها بعينان تحملان الرجاء ووضعت يدها في كفه_..لا تخلوني بروحي محتاية لكم كلكم
وضع كفه الأخر على كفها وقال يطمئن قلبها:لا تخافين يا دانه أنا وأمج وساره وياج وراح نتم قربج
حتى تأتي على ذكره الذي ذكرهما بالوضع الراهن:ويوسف.._تذكرت موقف والدتها واستدركت الوضع ونظرت نحوها _..امي الله يخليج خلينا ننسى اللي راح.._أمسكت بكفها وقبلته بعمق ونظرت لها برجاء_..أمي أعرف انج ما تمنيتي اني أكون ليوسف بس أمي ارجوج عطيه فرصة
ماذا عساها أن تقول أنها تتمنى وجود يوسف أكثر منها؟!!..أن تقول أن يوسف لم يعد زوجها ..أنها قد تطلقت منه واصبحت لغيره؟!!..نظرت لإبراهيم بعتب وهو بدوره نظر إليها لعلها تفهم من نظراته إن تسايرها وتتستر على الموضوع..تنهدت ومسحت على رأس دانه تطمئنها بكلامها:يوسف ولد أختي ومستحيل أكرهه..دانه حبيبتي اللي ابيج تفهمينه هو إني رفضت يوسف كزوج لج ما كنت ابيج تبتعدين عني يمكن كنت أنانية بس في الأخير هو ولد أختي..الحين كل اللي أفكر فيه اشوفج بخير ..
عادت تلثم كف والدتها مقبلةً إياه بعمق ومن ثم قالت:إن شاء الله ..بس عندي طلب ..
وقد خافا ان يكون طلب تعجيزي لا يأتي سوى بعواقب وخيمة والدتها ورغم قلقها إلا أنها قالت:شو؟
دانه وعيناها تحمل التوسل:يوسف..يوم يصحى من الغيبوبة ويكون بخير ارجوج لا ترفضينه
رغم قسوة الأمر إلا أنها لم ترد الرفض وذات الوقت لم تحب ان تعدها بشيء تريده كي لا تلومها وتحملها الكذب فهي لا تريد أن تكون في لعبتهم التي ترفضها ولكن جوابها حتى لا تنتكس حال إبنتها :قلتلج يوسف ولد أختي ومستحيل اكرهه يمكن كنت معترضة بس الحين ومن عقب الحادث تغيرت تغيرت وايد_اكملت وقد رفعت عينها له_وسألي ابوج
حتى فهم من لكنتها تلك ونظرتها الثاقبة أنها تعني شيئاً مبطناً..وإذا كانت ترسل له العتب واللوم وكلام مستتر يُفهم من بين السطور فهو أيضا له القدرة على تجاهلها ..ربت على كتف ابنته بحب وقال:دانه حبيبتي لا تحاتين شي
نظرت له بحب وقد سرت الطمأنينة لقلبها فجُل ما تريده هو قربهم ومساندتهم لتنطق بشيء من الرضا شعر به في ملامحها وعينيها:أوكي..

΄,

على طرف أخر في وقت أخر وزمن أخر حيث الماضي وإختلاف الأدوار ..في مساء ليلة لا تختلف عن باقي الليالي التي تمر بها وهي هنا في هذا المكان الذي تشم فيه رائحة الأدوية والمطهرات واللون الأبيض يتوشح كل شي مع ألوان بسيطة متداخلة..كانت في الممر يُخيم الليل على كل شيء ..لم يخلو ذاك الممر إلا منها هي وعامل يمسح ذاك الممر حتى اختفى هو ومعدات التنظيف وصوت سيارة الإسعاف يصدح ويتوقف .. الممر الممتد خالياً صامتاً رغم أن المكان يجلب قليل من الخوف إلا أنها تجلس على الكرسي في صمت.. عقلها غير مهتم إلا بوالدتها ..ذاك الهدوء جبرها أن تعيد ظهرها للخلف وتسند رأسها على الجدار وتغمض عينيها مادت رجليها بشكل مستقيم وقد لفتهما معاً ..شعرت بأن أحداً احتل الكرسي المجاور لمقعدها ربما والدها أو مروى أو أحد المنتظرين مثلها ولهم شخص عزيز يقبع على سرير أبيض يحتله المرض وقلب في الخارج يتلو الصلوات في قلبه أن يشفى ذاك المريض كما هو حالي.. فتحت عيناي وألحت رأسي ببطء أتأمل ذاك الوجه الأسمر ذو الملامح الإفريقية وعلى ثغرها اظهرت ابتسامة ترفع بها معنوياتي الخائرة ..ملامحها تشبه لحدٍ كبير نجمة هوليود السمراء "ووبي قولدبرغ" ...ربما أنتهت لتوها من معاينة مرضاها أو لديها مناوبة هذه الليلة.. لم أنتبه للذي بيدها إلا حينما دنته مني.. نظرت بتعجب لذاك الكتاب والواضح أنه قصة إبتسمت لي وقالت:هذه قصة أهداني إياها أحد مرضاي منذ أشهر ..احتفظت بها في مكتبي ..خذي أقرأيها
هل تفعل ذلك كي تبعدني عن التفكير أم أن تلك الرواية فيها عبرة ما ؟..أجبتها:ولكني لا أحب قراءة الروايات والقصص
ابتسمت وصمتت لثانية حتى تقول:كلنا هكذا ..أنا مثلك لم تكن تستهويني القراءة ماعدا الكتب العلمية والطبية أما الأدب, فأنا بعيدة عنه..أتذكر أن أول قصة قرأتها كانت من تأليف أحد الأصدقاء كانت جميلة .._نظرت للقصة بحب_وهذه الرابعة.._مدتها نحوي_..خذي أقرأيها صدقيني ستعجبك
بررت رفضي بشيء أخر قد يكون أكثر اقناعاً:لا رغبة لدي حاليا
وهي تقف وضعت القصة مكان جلوسها حتى تنظر إلي وكأنها متأكدة بأني سأخذها وأقرأها:سأدعها فقد تغيرين رأيك ولا بأس إن لم تقرأيها الآن ..احتفظي بها
لأجيب وربما كان ردي فيه نوعاً من الوقاحة:حتى أعيدها لكِِ
عرفت بـــ أري أو رو ربما لصعوبة نطقهم لأروى أو ليكون إسمها قريب من الأسماء الأجنبية..كانت تلك الطبيبة مشت لمسافة قصيرة وتوقفت حين أتاها ردها لتقول ومازالت الابتسامة على ثغرها:والدتك شجاعة جداً وقوية..أنا متأكدة أنها ستبذل جهدها حتى تعيش ..أري لا تدعيها ترى ما في عينيك الآن ..أراك غداً..تصبحين على خير
لتمضي وأنا أنظر لها ومن ثم نظرت لتلك القصة ومدت يدي وأخذتها ومن ثم نهضت ..حتى التقيت بمروى:كنت ياية أشوفج..
أروى:أنا بخير_ مدت نحوها بالقصة_..خذي أقريها وتسلي فيها..الدكتورة عطتني اياها بس أنا ما احب القصص
أخذت مروى القصة وهي متعجبة:بس هي عطتج انتي عشان تقرينها
بانت ابتسامة ولا تعلم كيف خرجت على ثغرها رغم ملامح الأسى بادية عليها:أنا ما احب اقرا القصص أقريها وكأني قريتها..بروح اشوف أمي
تناولتها منها وهي متعجبة وقالت وقد ذهبت أروى:عجيب أمرج يا أروى!

΄,

خرج من الحمام وقد استحم وارتدى بيجامته فرأها تستفيق من نومها..فابتسم وهو ينظر لها وهي بالكاد تنهض بسبب الحمل..يتأملها وكأنه يلوم نفسه على تصرفاته السابقة معها وكيف أنه أضاع لحظات قد تكون جميلة منذ لحظة زواجهما
عبدالعزيز بدعابة:صح النوم
تشعر بالتعب والهبوط فالحمل يضغط عليها فتقول وهي تشعر بالتعب والصداع وبنبرة مبحوحة بسبب النوم:صايرة انام كثير
جلس على طرف السرير يتأمل ملامحها التي لم تتنشط بسبب النوم ورغم ذلك فيراها جميلة حتى وإن بدت مختلفة:ناسية انك حامل
بلعت ريقها وتنهدت:ايه بس مو كذا
عبدالعزيز:بس الحين أفضل ع الاقل راح تتحركين بسهولة مو زي قبل طالعة درج ونازلة الدرج
عبست من تذكيره بما مضى:عبدالعزيز ليه تحب تغثني
حتى تبان اسنانة بضحكة استغربت هي منها:هههههه ليه تسمينها كذا؟!..مو هذي الحقيقة؟..المهم ما علينا متى راح يشرف ولي العهد ترا طول
نظرت لبطنها الذي مسحت عليه بكفها:بيطول شوي.._نظرت له_..وش راح تسميه؟
عبدالعزيز وشعور الإبوه يتملكه فهو يريد رؤيته بين يديه:ما دري انتي ايش رايك؟
ابتسمت وقالت:أول مولود إنت راح تسميه ..أنا ما راح اتدخل
وهو يقف:طيب يا نوره..بروح اشوف الوالد وانتي قومي بدلي وتعالي اجلسي معنا
كم هي سعيدة وهي ترا كل هذا التغيير عليه وتدعوا في نفسها أن تبقى في هذا السلام وتحيا فيه دون عقبات او أمور تنغص حياتها مع عبدالعزيز وتبقى الأمور في استقرار دائم
΄,
ليس ضعفاً ولا هروب من الدفاع عن نفسي ولكن ما الفائدة من كلامي إن كانت لن تسمع؟!!..خرجت من المنزل ..وركبت سيارتي وانطلقت لم أتوقف في أية استراحة أو محطة ولم أكل شيئاً..رغم أن الطريق طويل إلا أنني لم أشعر بالمسافة التي قطعتها ..تجاوزت الحدود وكانت وقفتي الوحيدة حتى انهي أمر المرور ولأني مألوف لديهم فكان الأمر سهلاً..دخلت حدود المملكة وانطلقت للرياض كنت سأذهب بيت خالتي ولكن فضلت الذهاب للاستراحة ..وجدتها مقفلة و ظننت أن لا أحد فيها..دخلت باستخدام المفتاح الخاص بي , والذي اعطاني إياه رائد..إرتميت على إحدى الأرائك ..ليس لي حمل التعب الذي بداخلي ولا تعب الجسد من قيادة السيارة..أظلمت الدنيا وأنا نائم ولولا قدوم رأئد ربما صحيت في اليوم التالي ..وما إن أعلمته حتى صرخ فيني:مجنون أنت ..جاي من الإمارات ولا وقفت في استراحة ..كل ذا عشان اللي سواه الاستاذ ريان..والله لو أنا مكانك كان دست عليه زي الحشره ..التسلب
أضحكني تعبيره ولكن ريان أخر شيء قد يعكر مزاجي أو أهتم له:الموضوع ما يخص ريان..أمي يا رائد ..خالتك ما تصدق أي شي أقوله..
رائد وهو يتفهم موقفه:خالتي زي أخوي بدر قاسي مع انها أمي طيبة وما ترضى علي ..ايش رايك تترك الإمارات وتجي هنا..ماشاء الله أبوك عنده خير وراح يساعدك وانت قلت علاقتك فيه كويسة ..
نايف وقد استبعد الموضوع:الموضوع ما هو بهالسهولة اللي تصورها..ما علينا ..أنا جاي هنا انبسط وأغير جو
وضع يده على فخذ نايف وقال:ابشر يا ولد خالتي ..راح نسهر وننبسط وتنسى ريان وطوايفه


΄,

حسبتها في كل الاتجاهات ..أيعقل أن يكونا هما؟!!..لكن كيف ومتى وصلتا لستوكهولم ؟!..منذ أن أخبرني وأنا في حالة من التفكير المقلق,وأنا أتذكر كيف كنت قبل مجيئه ..كنت متأكد أن الموضوع بخصوصهما ..لأنه لم يرد أن يتحدث بحضور زوجته...حضر قرابة الثامنة مساءً ..أعدت لنا كوبين من القهوة ..فوجئت مما قال لأقول متسائلاً ابحث عن تأكيد لكلامه:جون هل أنت متأكد مما تقول؟
ليعيد ما قاله بصيغة أخرى حتى يربط ما حدث بأختفاءهما:بعد أسبوع مما حدث, فتاتان برفقة رجل قد غادرتا لندن لستوكهولم ..كانتا في حالة يرثا لها ..بدتا حزينتان وملامحهما كأن هنالك كارثة قد حلت بهما!, إحداهما كان جانب وجهها بالكامل مغطى بالضمادات وإحدى يديها كذلك , وكان واضحاً من ملامحهم أقرب للملامح العربية
لم أستوعب بل لم أستطع التصديق وفي داخلي أتمنى أن لا يكونان هما بلعت ريقي وأنا أشعر بالضيق:هل تعتقد أنهم مازالوا هناك؟
تنهد وبدت الحيرة في ملامحه فماذا عساه أن يقول هل يؤكد أم ينفي وفي كلتا الحالتين فالحال واحد:لا أدري مازلت أبحث في الموضوع لعلي أصل لهما أو على الأقل أعرف هويتهما..سلطان ..أعتقد بدأنا نصل للخيط الذي سيوصلنا لهما
نظرت له بتوجس وخوف وملامح تحمل الأسى فربما نبعد كثيراً :اتمنى يا جون..لكن أفكر بالسفر لستوكهولم
جون وحب المساعدة قد جرى في دمه وإن كان قبل تعامل مع سلطان على أساس أنه محقق خاص يعمل فيكسب أما الآن أصبحت قضية تهمه وقد تحمس لكشف لغزها :وأنا سأذهب معك لدي أصدقاء هناك وأحدهم محقق خاص ..قد يساعدنا ولكنه طماع قليلاً وقد يبتزنا ويطلب الكثير
سلطان:سأدفع له ولكن المهم أن لا يعطينا معلومات مغشوشة
جون:سوف نرى ما سنفعل..المهم متى سنذهب لستوكهولم
سلطان:غداَ
جون بتفهم وموافقة تامة:حسناً سأرى إذا هنالك حجز ولكن قد نضطر لركب القطار
سلطان وليس في عقله إلا الوصول لهما:أوكي موافق
ذاكرته توقفت عند ذاك الحد ليعود لواقعه بتنهيدة ,ورأس مُثقل..أختطف هاتفه من فوق الطاولة وخرج وما إن أغلق الباب حتى صدح صوت هاتفه ..أجاب من دون أن يتحقق من هوية المتصل:ألو
عبدالله وهو يعلم كم ستكلفه هذه المكالمة ولكن عليه إخباره:سلطان خلاص بعرس وابيك تحضر
يا له من وضع !.. إتصال عبدالله جلب معه العبوس.. فهذا ليس بالوقت المناسب ..سلطان وقد قطب جبينه ولكن جعل نبرة صوته عادية حتى لا يشعر عبدالله:ومتى عرسك؟
عبدالله براحة نفسية خاصة أن العقبات بدأت تزول من طريق تحقيق ما يصبو إليه:الأسبوع الياي اعتقد يمديلك تحجز وتوصل عندنا
ولكن ربما ذهابه للإمارات يعيقه من الوصول لهما إن كانتا فعلاً في ستوكهولم!.. ليجيب باقتضاب حتى لا يعكر عليه صفو فرحته خاصة أنه عانى بسبب رفض شيخه لذاك الزواج:ما أقدر أوعدك إني بحضر يمكن شي يصير ويمنعني بس إن شاء الله أكون فعرسك ..وإذا ما حضرت سامحني وتأكد هدية زواجك بتوصلك
عبدالله بتفاؤل:إن شاء الله ما بيصير شي ويمنعك وبشوفك إن شاء الله فعرسي وعن يميني مثل ما تفقنا
ابتسم على مضض من لا يتمنى إن يكون بين أهله يشاركهم أفراحهم ويعش معهم أياماً تبقى ذكرى جميلة مع السنين؟ يشتاق للطعام من يد خالته أم ظبية ..يشتاق للسهر مع الرفاق ورحلات البر والسهر ليلاً على الرمال أو قرب البحر..اشتاق للباس التقليدي حتى بدات أنسى طريقة ترتيب الغترة على راسي.اشتقت للعطر العربي ورائحة البخور اشتقت لكل شيء ..ولكن الغربة أجبرته على البعد ..كان يخطط بعد عودتهم يلحق بهم ويقنع محمد بالاستقرار خاصة أن الفرصة متاحة , وما حققه في لندن يستطيع بحنكته وذكاءه أن يحققه في الإمارات ..ولكن ما حدث غير ملامح الحلم الذي كان هدف على وشك الوصول له ..لينطق بها لسانه وعقله حررها أمنية بعيدة:إن شاء الله
عبدالله وهو على يقين أن المكالمة ستنتهي قبل أن يُنهي كلامه فقال على عجل:إنزين يا سلطان بس حاول انك إتي ..ياللا بخليك أخاف يخلص الرصيد ويسكر في ويهك
سرت ابتسامة داعبة شفتيه تجبرهما على الفرح:إن شاء الله ..أوكي..في أمان الله مع السلامة..
انهى المكالمة وعاد له التفكير فيهما..

΄,

سأبدأ مرحلة جديدة ..خطوة جدية لتحقيق ما أريده ولكن ما لذي يجتاح نفسي ويرعشها هل هو الخوف ؟!!..ولكن من ماذا؟..قلب نبضاته متلاحقة..وأنفاسي تنتفض باختناق..
دخلتُ لأراها كانت أمام المرآة أشعر برهبتها ..من حقها أن تخاف فالتجربة الأولى دائماً مخيفة..أقتربت من خلفها ووقفت ملاصقة لها وطوقتها ذراعي لا أريدها أن تقلق فهمست لها :ضي حبيبتي ..كوني واثقة من نفسج راح تنجحين
ضي وهي تستمد قوتها من شقيقتها قالت بتوسل وهي متأكدة أن مروى لن تفهم ما ترمي إليه من عبارتها التي قالتها:مروى لا تخلينني ..مهما صار ابيج وياي
طبعت على وجنتها قبلة:ما راح أخليج ..بعدين يا سخيفة متى خليتج بروحج؟..ما أتذكر إني تخليت عنج..أوعدج يا ضي بتم وياج
بعد كلامها ذاك التصقت بها ضي أكثر وقالت وهي تنظر لها عبر انعكاسهما في المرآة بابتسامة عذبة:ثانكس ماي سيس
صدمت رأس شقيقتها برأسها بخفة وقالت:لا ثانكس على واجب ههههه
اتسعت ابتسامتهما وتذكرا مروى وأروى ومرحهما الذي كان.. ليعود الوجوم بلمحة خفيفة يذكرهما بذاك الشرخ الذي مزق صورة الماضي ليكونا أماني وضي,, ولكن ضي استدركت الوضع وقالت:احم..متى بنسير؟!
أماني وهي الأخر شعرت بالضيق وكادت تنغمس فيه:اتريا ندى تتصل عشان بنسير وياها راكان بيوصلنا..ما ادري أحس من ذاك اليوم واللي صارلي فيه صار وايد يهتم
الاحت لها رأسها وقالت:خليه نبي حد ويانا ما ندري شو ممكن يصير ويانا بعدين
أماني بعبوس :بس كل ما كان قريب كل ما كنا في خطر ..ضي أنا مب مستعدة خايفة
استدارت لها تنظر لها بثبات:مروى كوني متأكدة إنه ما في شي بيتم على حاله..خلينا من هذا الحين.._ابتسمت_..الليلة بداية يديدة لنا خلينا نستانس ولو شوي.._رن هاتفها على التسريحة فمدت يدها للخلف وأخذته وعينها على شقيقتها وأجابت_..الو..هلا ندوش..يس حبي جاهزين ..أوكي ..باي.._أنزلت الهاتف ونظرت لشقيقتها بشغف حتى أن أماني استنتجت شيء خفي ورأها_..راكان وندي ينتظرونا...let’s go
أوجست أمراً فخافت ولكن لم ترد أن تستبق الأحداث فلحقت بشقيقتها
΄,
يمر بي الوقت فأستجمع قوتي منهم ..كلما ركنت للاستسلام انتشلوني ليحملوني على المثابرة ..لهم فقط مستعدة أن لا أرخي للخضوع ولا أسمح للمرض أن يحكم قبضته..وإذا كان لي في العمر بقية فسأعيش وإن كان لا يوجد فسأرحل وأنا مطمئنة..كانت تنظر لصغيرتها وهي منكبة على طرف السرير..فكيف لها أن تذعن وهم يحاربون من أجلها ويتلون أدعيتهم يرفعونها للسماء حتى تبقى لهم.. كيف لها خذلانهم وهم يزرعون الثقة في قلوبهم حتى تأتي هي تخونها بقنوط....دخل ليراهما إحداهما نائمة والأخرى مستيقظة..يبدو أن الشتاء في لندن قد حل بدليل المعطف الذي يرتديه والشال الصوفي تلتفع به رقبته..نظرا لبعض بحب وقالت هامسة:باقية يلسة وحدة وعقبها بيحددون
تقدم منها وأخرج يده من جيبه لتقول في نفسها بعد أن رأت القفاز بالفعل الشتاء حل شعرت بحزن أكتحل عينيها لثانية ..ولكن وضع كفه على وجهها شعلها تبتسم:إن شاء الله بتتعافين يا هند
قالت وعيناها تحمل الحب وابتسامة على ثغرها:ولا بيفوتني شتا لندن...
نظرت لأروى ثم له لتقول بصوت خافت هامس حتى لا توقظها:محمد..شلها للبيت لا توعيها
حتى تفاجئهما بقولها وهي مازالت منكبةً:مامي لا تحاولين
ضحكا برقة وقالت هند:مشاكسة
حتى تدخل مروى مكتفة يداها فالجو بارد نظرت لها هند قائلة:انتي بعد ما تبين تروحين البيت؟
تقدمت مروى وانحنت على ذراع والدها ومازالت مكتفة يداها:البيت بارد وممل
هند بضحكة رقيقة مداعبة:هههه اكيد عشان أنا مش فيه..بس ان شاء الله بنوره قريب
لا تدري لماذا دمعت عيناها حتى دنت منها حاضنة إياها ,,هند وهي تمسح على ظهر مروى:حبيبتي لا تصيحين ترا تعورون قلبي
محمد الذي تجهم قليلاً وقال مستدركاً:يعني ما تعرفين مروى وحساسيتها تصيح على أي شي
ابتعدت عن والدتها ومسحت دموعها المفروض لا تبكي بل تبتسم شعرت بغباء تصرفها:مام سوري..صح وايد حساسة حتى في الفرح اصيح
تقدمت منها أروى مداعبة بقولها:شرايج اعطيج دروس بس تراب تدفعين
مروى برفض:لا حبيبتي وفري دروسج حقج
علت ضحكاتهما ..كانت الطبيبة قادمة لتخبرهم بأن الجلسة غداً ولكن ما إن رأت ضحكاتهم وجوهم المرح ابتسمت وأجلت الأمر لما بعد وذهبت...

΄,

لم أكن لأخفي عنها شيئاً وإن أخفيته الآن فأنا مجبر على التبرير فيما بعد وليس من عادتي الكذب..وكيف أكذب والأمر يخصها وتشتاق لتحقيقه مثلي..أخبرتها ما حمله لي جون من خبر وجودهما في ستوكهولم أو على الأرجح أنهما هناك..وقلت لها:ما بخلي مكان في ستوكهولم إلا وبدورهم فيه
لم أجد منها أي تجاوب هل فقدت الأمل في العثور عليهما؟!!..أم لم تعد تصدق ما أقول من وعود؟! شعرت بالضيق من صمتها الذي لا أعرف له تفسير فأكملت:يمكن أتأخر وايد بس أكيد بكون على اتصال وياج ..بحاول القاهم ..الحين بخليج وبمر عليج قبل ما أسافر ..أشوفج على خير
وما إن استدرت ذاهباً حتى استوقفني صوتها الذي بالكاد سمعته :في الإمارات
استدرت نحوها لأتأكد بأني سمعت جيداً لأراها قد رفعت بصرها لي لأقول:شو قلتي؟!
لتعيد ما قالت بصوتٍ منخفض ولكن بطريقة أوضح:أروى ومروى في الإمارات
تعجبت من كلامها بل لم اقتنع به فهو ليس منطقياً كيف هما في الإمارات ؟!..بل كيف وصلتا هناك وقد كانت جوازات السفر عندي ..مروى بنفسها أعطتني إياها قبل أن تذهب للبحث عن أروى ..لأجيبها:ما اعتقد انهم هناك..بدورهم في ستوكهولم راح القاهم
أشاحت بوجهها دليل على عدم اقتناعها أو ربما لأنها مقتنعة بفكرتها ..فتركتها وخرجت ولا أنكر أن كلامها أشغل بالي ولكن استبعدت الفكرة وربما أجلتها حتى أتأكد أنهما في ستوكهولم أم لا
΄,
عمي عيسى وتلك القنبلة التي رماها ..أجل قنبلة كيف له أن يوافق على خطبة ذياب لندى وهو يعلم أن ذياب تحوم حوله الشبهات؟!!..كيف لهم أن يضحون بها هكذا؟!..أشعر بأني مشتت بين أمور كثيرة ذياب الذي توسخت سمعته وعمي راشد وتلك التي رأيتها تخرج من عنده وعمي محمد وما حدث منذ سنتان وتكتم العائلة وراكان ..يكاد عقلي أن يجن..الغاز وأسرار لا بد لي من معرفتها..
كان يفكر بعمق يحاول ربط الأشياء ببعضها البعض..حتى أتاه صوت راكان:طارق..شو بلاك؟
حتى يقف بطريقة افزعت راكان وهو يراه ينفعل:انت وين كنت ؟!..حرقت فونك وانا اتصل؟
راكان بتعجب فهذه المرة الإولى التي يراه منفعلاً هكذا:كنت مشغول..ليش؟!!
طارق ونار متقدة في صدره:كارثة يا راكان كارثة
مازال متعجباً:كارثة شو؟!
طارق بغيض:ذياب خطب ندى واحتمال يوافقون عليه
حتى يقف مصدوماً ليقول بنظرة باهتة فهو لم يستوعب:ندى؟!!!

΄,

كلما جلست معه شعرت بهم يسري في حناياه ..لم أكن أجرؤ على سؤاله عن الأمر...لكن اليوم كان مختلف..اليوم شعرت أنه لا بد لي من قول لا دون خوف أو تردد..كالمعتاد أزوره كل يوم ..
راشد وهو يرى عبدالرحمن أمامه ..تذكر كلام فيصل وطلبه ..حتى يشعر بالتردد ..فماذا عساه يقول..لم يجد سوى أن يمهد للموضوع فربما يساعده ذلك:عبدالرحمن..شحالها بنتك ملاك؟
تعجبت من سؤاله معقول راشد يسأل عن حال ابنتي ..أجبته وملامح الدهشة رسمت على محياي:بخير والحمدلله
راشد ومازال يبحث عن طريقة توصله لما يريد:محد تقدم لها
أرتبت وزاد تعجبي لما يسأل عنها ولكن لا يمكنني تجاهله:لا يا أخوي بعدها
راشد:اممم...فيه حد كلمني ويبي بنتك ملاك
إذاً فتلك المقدمة كانت لمعرفة إذا خُطبت أم لا :ومنو اللي يبي يخطبها؟
كان قاطب الجبين بوده ألا يقول ولكن مجبر ..صمت لبرهة ومن ثم قال:فيصل


انتهى

لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت 40

قراءة ممتعة^^

مع تحياتي


اصداء الحنين






أبها 09-08-14 05:51 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
شكرا أصداء على الجزء الطويل ..

أماني .. الحمدلله على سلامتك .. هل كان لروز يد فيما حدث ؟
هند .. كيف علمت بوجود ابنتيها في الإمارات ؟
ذياب .. كيف أصبح بقدرة قادر رجل خلوق صاحب أيادي بيضاء !
هل هناك أمر يستطيع أن يضغط به على عيسى وراشد ويهددهما به ؟
ومن ثم يضمن موافقتهما على الزواج من ندى؟!
راكان .. بدأت أشك أن له علاقة قرابة بأبي ريان .
وهل بإمكانه أن يوقف مهزلة زواج ذياب من ندى؟
وضاح .. أخيرا ظهر في الصورة .. وبقية من ضمير يؤنبه.
مروان .. هل تخطط لأمر ما ؟ فلست مما يذعن لأمر لا ترغبه !
دانه ،، أشفق عليك كثيرا . ليس من السهل أن تجد المراة نفسها طُلقت من زوجها الذي تحب
وزُوجت بآخر لا تعرفه !

كل الشكر والتقدير لكِ مبدعتنا أصداء
بانتظارك

أصداء الحنين 26-08-14 04:38 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 

البارت40

عمي عيسى وتلك القنبلة التي رماها ..أجل قنبلة كيف له أن يوافق على خطبة ذياب لندى وهو يعلم أن ذياب تحوم حوله الشبُهات؟!!..كيف لهم أن يضحون بها هكذا؟!..أشعر بأني مشتت بين أمور كثيرة.. ذياب الذي توسخت سمعته, وعمي راشد وتلك التي رأيتها تخرج من عنده ,وعمي محمد وما حدث منذ سنتان وتكتم العائلة ,وراكان ..يكاد عقلي أن يُجن..الغاز وأسرار لا بد لي من معرفتها..
كان يفكر بعمق يحاول ربط الأشياء ببعضها البعض..حتى أتاه صوت راكان:طارق..شو بلاك؟
حتى يقف بطريقة افزعت راكان وهو يراه ينفعل:انت وين كنت ؟!..حرقت فونك وانا اتصل؟
راكان بتعجب فهذه المرة الإولى التي يراه منفعلاً هكذا:كنت مشغول..ليش؟!!
طارق ونار متقدة في صدره:كارثة يا راكان كارثة
مازال متعجباً:كارثة شو؟!
طارق بغيض:ذياب خطب ندى واحتمال يوافقون عليه
حتى يقف مصدوماً ليقول بنظرة باهتة فهو لم يستوعب:ندى؟!!!
جلستُ عابِساً أكاد أنفجر:هيه ..تخيل انه عمي عيسى يجاحد عنه
أنا لا أعرف ذياب ولم التقي به ولكن كلام طارق عنه جعل فكرتي أنه شخص ذو سمعة سيئة ولن أسمح أن تكون ندى له ..ندى التي هي أحب وأقرب شخص مني :لا تحاتي بواجهم وبمنع هالزواج من أنه يتم ..بكلمها عقب المعرض..وعلى فكرة ابيك تحضر
مازال مُستنكراً اهتمامه بهذا المعرض رغم أنه لن يكسب من وراءه:لازم يعني؟
راكان بتأكيد:هيه لازم..وتكون موجود من وقت
دفعني الفضول لأسأله:لمنو المعرض؟
راكان:لوحدة_لمح الشك على طارق من حركة حاجبيه اللذان ارتفعا فقال موضحاً_المعرض يخص ربيعة ندى ..وعاد ندى ما اقدر أقولها لا ..المهم تكون موجود وبخصوص موضوع خطبة ندى أوعدك يا طارق ما بسكت وبحاول أمنعه
لاحت على شفتيه ابتسامة مطمئنة:وهذا العشم...صدقني ذياب خبيث وحرام تنظلم ندى وياه
راكان بعزم وتأكيد:لا تحاتي يا طارق إن شاء الله بينتهي الموضوع ولا بيكبر
رد بتمني:إن شاء الله

΄,

أشعر برأسي اثقله التفكير وأنا أتذكر كلامي شقيقي حمد وهو يخبرني بأمر ملاك!!..لكن كيف ومتى؟!!..سأنفجر فلا يمكنني التحمل أكثر..لكن لماذا تمنعني وتصدني؟!!..حتى يقطع عليه صوت مروان استرساله بقوله:انت مب على بعضك شو بلاك؟!!
جاسم بعبوس وضيق:تعبان يا مروان ابي ارتاح بس مادري كيف
مروان باقتراح:شرايك اتي وياي ونروح البحرين
تعجب من عدم اكتراثه:بس مب باقي شي على زواجك
مروان بعدم مبالاة:انزين اعتبرها رحلة توديع العزوبية وابيك تحتفل معاي..شو قلت؟
تنهد في ضيق حتى يقول:مادري
مروان محاولاً اقناعه:افا يالنسيب ترفض طلبي ترا زعلتني
أغمض عينيه وعاد لفتحهما وقال:خلاص يا مروان بسير وياك
ضحك مروان وقال:هذا الكلام العدل

΄,

أحترق وتتهشم بداخلي الغصة ..أراها تزف للعذاب فيتقطع قلبي عليها..لن أسكت حزمت أمري على أن أكلمها , أنصحها ,أمنعها ..سأفعل أي شيء يمنعه.. احتراق قلبي جعل دموعي تسقط لا أستطيع كبحها وكيف أفعل وابنتي تقود نفسها للهلاك؟!!..ها أنا أقترب من باب غرفتها وأسمعها تدندن بطرب سعيدة!,ولكن ماذا لو تحت تلك السعادة يتربص الشقاء؟!..مسحت على وجهي لأستجمع شجاعتي كلمتها مُسبقاً ولن أرتاح حتى أمنعه طرقت الباب ..دخلت لتتلقاني بذاك الوجه الجميل الصافي الذي أخشى عليه من غبار التعاسة!..تقدمت قليلاً ونظرت لها في صمت ومن ثم وأنا واجمة قلت:ما تبين تستخيرين وتفكرين؟
كنت منذ قليل أغني ولكن كلام أمي جعلني أعبس وقفت واتجهت نحوها :مروان ولد عمي وما اعتقد بيظلمني
جلست طرفه على حافة السرير وهي تقول وقد كان واضحاً عليها عدم الرضا:وايدات تطلقن من عيال عمهن واكرمهن الغريب
نزلت دلال عند رجلي أمها رافعة رأسها نحوها:نحن فحكم المتزوجين ..بعدين أنا موافقة على مروان
أمسكت كف ابنتها راجية أن تعدل عن قرارها:دلال اعطيني شي واحد..واحد بس يخليني اوافق على مروان؟
دلال بصدق نبع من داخلها بان في عينيها ونبرة صوتها:أحبه
ولكن تلك الكلمة ضايقت طرفه فما هذا الجنون الذي فيه ابنتها؟!!.. فتنهدت مطلقة ضيقة ووقفت قائلة بأسى:دلال هذا اختيارج بس خلج متذكرة نصحتج
وقفت قائلة باقتناع تام:امايه الله يخليج خلينا نكون ايجابيين ..أنا متأكدة راح تكتشفين انج كنتي غلطانة
حتى ترد عليها بحزم وبان على وجهها عدم الإقتناع:وإذا كان العكس..شو بنكون استفدنى غير إنا زوجناج لواحد ما يستاهلج
عبست بملل من هذا الكلام الذي لا تكل والدتها من تكراره:خلاص انا بتحمل نتيجة قراري إن كان صح وأنا متأكدة إنه صح
لا فائدة من متابعة حديثها معها فأبنتها لا ترى سوى الجانب الوردي وأمنية يتهيأ لها أنها ستصبح واقع والعكس ما تشعر به طرفه التي قالت وهي الأخرى قد ملت محاورتها:انزين يا دلال الله يهنيج
نبرة والدتها توحي بأنها قالت عبارتها الأخيرة ولم تقصدها فعلاً,لكنها تجاهلت توجس والدتها وهي وصلت لأخر مرحلة في علاقتها مع مروان ..لم يبقى الكثير وستكون معه ..

΄,

كلما جلست معه شعرت بهم يسري في حناياه ..لم أكن أجرؤ على سؤاله عن الأمر...لكن اليوم كان مختلف..اليوم شعرت أنه لا بد لي من قول لا دون خوف أو تردد..كالمعتاد أزوره كل يوم ..
راشد وهو يرى عبدالرحمن أمامه ..تذكر كلام فيصل وطلبه ..حتى يشعر بالتردد ..فماذا عساه يقول..لم يجد سوى أن يمهد للموضوع فربما يساعده ذلك:عبدالرحمن..شحالها بنتك ملاك؟
تعجبت من سؤاله معقول راشد يسأل عن حال ابنتي ..أجبته وملامح الدهشة رسمت على محياي:بخير والحمدلله
راشد ومازال يبحث عن طريقة توصله لما يريد:محد تقدم لها
أرتبت وزاد تعجبي لما يسأل عنها ولكن لا يمكنني تجاهله:لا يا أخوي بعدها
راشد:اممم...فيه حد كلمني ويبي بنتك ملاك
إذاً فتلك المقدمة كانت لمعرفة إذا خُطبت أم لا :ومنو اللي يبي يخطبها؟
كان قاطب الجبين بوده ألا يقول ولكن مجبر ..صمت لبرهة ومن ثم قال:فيصل
هل فقدتُ حاسة سمعي أم انه فعلاً قال فيصل..لأول مرة لم أستطع السكوت والخضوع ,فقلت بشيء من الإنفعال:راشد الي تطلبه مستحيل..كيف تبيني اربط بنتي بفيصل
حتى يرُد عليه بإنفعال ربما ليس للدفاع عن فيصل ولكن لمعرفته بما قد يحدث من عواقب ستمسه هو:إنت تدري منو فيصل
ليرد عليه بمنطقية أكثر:بس هم ما يعرفون منهو فيصل...
رد عليه راشد من دون مبالاة بالعواقب:يكفي انا وانت نعرف منهو فيصل
عبدالرحمن وهو غير مقتنع بالفكرة والمستحيلة التحقيق:بس محد راح يوافق واولهم الوالدة..راشد الكل بيسأل شو نقولهم؟
بحزم ورد جاف لا يحمل سوى رغبة لتخلص من ذاك العبء:انت ابوها ومافي شور عقب شورك..عبدالرحمن ..فيصل من درى وهو يتوعد
عبدالرحمن وضيق في صدره يشعر به من بعد كلام راشد له:تبيني اضحي ببنتي يا راشد؟!
راشد وكل ما يهدف له هو التخلص بأي شكل من القلق والخوف من افتضاح أمره على يد فيصل:عبدالرحمن بنزوجها منه الحين وبنطلقها منه
لم يعجبه كلام راشد فوقف بحزم قائلاً:انا بكلمه ووقفه عند حده
حتى يأتيه صوت راشد بتشكيك:لا يا عبدالرحمن ترا فيصل يمكن يسوي أي شي ويمكن ما يسمع منك ويعاند ويصر ع اللي يبيه
عبدالرحمن الذي وجد نفسه في موقف صعب كيف له أن يتنازل عن ابنته؟!..لا يستطيع أن يوافق راشد ,ولأول مرة يشعر بأنه يرغب في الخروج من قوقعة الخضوع.. ألا يكفي دلال التي سيزوجونها لمروان وهو على يقين بأنه لا يناسبها فقط كانت موافقته مبنية على حسن النوايا!..لكن دلال ستكون أكثر حظاً على الأقل لا أحد سيعترض ولكن ملاك كيف أبرر لهم زواجها ممن عمل سائق عند عمها؟!!..

΄,

ستوكهولم هل هي بداية النهاية أم ستكون مثل لندن التي ظننتُ أنهما فيها حتى أيقنت العكس؟!.."أروى ومروى في الإمارات" كانت عبارتها ترن في إذني بين الفينة والأخرى..لماذا قالت ذلك؟!!..هل هي متأكدة أم مجرد اعتقاد كاعتقادي انهما هنا؟...الوقت ليس للتفكير ووضع التكهنات ماجئت هنا إلا وأنا في نيتي البحث عنهما ..لكن ما أخشاه ربما أكون بعيداً عن مكانهما...على تلك التنهيدة المتضجرة دنا جون وقد انهى الاجراءات عند الإستقبال..
جون وهو واقف يشرح لسلطان ما سيقومان به:سنرتاح أولا ومن ثم سنرسم خطة توصلنا لمكانهم..لا تقلق يا سلطان سنجدهما
سلطان ورغم شعوره الضئيل في إيجادهما:اتمنى ذلك يا جون
جون وهو يحاول رفع معنوياته وطمأنته:لا تقلق سنعثر عليهم ولكن علينا أخذ قسط من الراحة..هيا قم دعنا نذهب
البحث عنهما يحتاج للراحة حتى نستطيع أخذ القرار السليم..نهضت معه وكان عامل الغرف قد أخذ حقائبنا للجناح الذي سنستقر فيه ...

΄,

صدمت في البداية حين أتتني لتوجه لي اتهاماً وكيل من الكلمات الجارحة ..حتى اتفاجيء بساره وأنا جالسة امشط شعري نظرت لها بحيرة وشك حين اندفعت لغرفتي قائلة:دانه فيه خبر مش حلو
أقلقتني بكلامها فسألتها:ساره شو صار ؟!
ساره بشيء من الاضطراب:حرمة جوزيف سوت حادث وماتت هي ولدها
بُهت فما قالته صدمني حتى رميت المشط ونهضت مندفعة نحوها:ساره انتي متأكدة من اللي تقولينه؟!!
ساره بتأكيد لا يقبل الشك:هيه متأكدة
تراجعت للوراء وأنا أشعر بغصة بلغت البلعوم ..لا أعلم كيف أصف شعوري ولكن فعلاً حزنت له

΄,

لم اصغي لكلامه فهذه ابنتي..كيف أبيعها ولمن لفيصل؟!!..ذهبت لمنزله وفي داخلي غل وغضب ولا اعلم إن كنت سأتمالك أعصابي أم سأفقد سيطرتي ..وما إن وصلت وستقبلني رأيت فيصل عكس فيصل الذي كان..أين ذهب ذاك الشاب البسيط الطيب الذي لا يستطيع رفع بصره من الأرض لا يقدر على العصيان راضخ بالطاعة ؟!..مستحيل أن يكون ذاته كيف انسلخ ليتحول لشاب متغطرس كريه تفوح منه رائحة الحقد ..
أتاني وأعلم لما أتى..ولكن الإتفاق هو الإتفاق وليس في نيتي التنازل ..جاء يبري ساحته من فعل شقيقه المشين ولكن سبق السيف العذل وصار وسط الدائرة فليتحمل نصيبه بما انه علم فليذق وبال أمره..:دامك تعرف كل شيء يا عبدالرحمن وتعرف باللي سواه أخوك فتحمل
عبدالرحمن الذي ستنكر الأمر ولكن لن يجعل من ملاك ضحية لعبة قذرة يديرها هذا الخسيس في نظره:دام أبوك المسؤول شو يخص بنتي؟
فيصل بغضب جامح فتلك الكلمة كالكي بالنار في وجعها:لا تقول ابوك اصلاً ما يشرفني..ولا تكلمني عن العقوق فهو عاق أكثر مني ولا ما خبرك شو سوى وشو كان بيسوى بامي
ليرد عليه بسؤال يناظر كلام فيصل ويعيد ترتيب الحروف:ودامه مايشرفك ليش تسوي كل هذا؟ شو بتستفيد؟ غير أنك بتزوج من اللي مالها خص بالسالفة..الا اذا بتكرر اللي سواه راشد
فيصل بدفاع عن نفسه:انا ماني بوصاختكم ولا بقذارة أخوك اللي سواه راشد يدخله السجن مؤبد ..خمسة وعشرين سنة مرت وهو متنعم ولا هامتنه الجريمة اللي سواها.._بإنفعال يقطر مرارة الوجع_ خمسة وعشرين سنة وأنا اعيش حياة البدون..تعرف من البدون يا عبدالرحمن ولا تبيني أعرفك..يعني لا جنسية ولا هوية ولا مستقبل اعيش بمسمى انسان بس ع الهامش ..
لا يُنكر أن كلمات فيصل أوجعته ولكن ليس أكثر من وجعه على ابنته:جاوبني على سؤالي دام مشكلتك ويا راشد ليش دخلت بنتي في السالفة؟!!
حتى ينظر له بثقة وجرأة خلف كلمته:أستر عليها
تلك الكلمة صعقته لتفلت اعصابه التي يحاول التحكم بها حتى يصرخ به:لا توصخ سمعت بنتي يا الكلب
بنبرة تحمل الغموض وتوصل الشك لقلب عبدالرحمن:قلتلك أنا مش مثلكم..وإذا تبي تعرف أسأل بنتك
عبدالرحمن بغبن واشمئزاز من ما سمع:تلوث سمعة بنتي عشان توصل للي تبيه..لكن والله ما طولها
بلكنة جعلت ثقة عبدالرحمن تهتز بعض الشيء:متأكد يا عبدالرحمن..نصيحة لا تثق وايد..وملاك محد غيري بيتزوجها
حتى يدب الغضب في صدر عبدالرحمن وتتعالى انفاسه الهائجة:بنتي أشرف منك ولا تظن إني بخليك تتزوجها..
فيصل:بتزوجها وانت بنفسك بتسلمها حقي
وما إن سمع ذلك حتى كاد يضربه:انت سافل
ولكن فيصل منعه ليدفعه قائلاً:ما راح اسمحلك تمد أيدك ولا تظن إني فيصل اللي كان ..لا أنا مب فيصل اللي عرفتوه..والحين اطلع من بيتي
نظر إليه بحنق فكيف له أن يتكلم عن شرف إبنته وعرضها هكذا ..خرج وهو يشعر بالاختناق ..والشك يحوم حوله يبدد الثقة في داخله ..أيعقل أن أبنته هكذا؟!!

΄,

بعد معاناة في المستشفى وبين فحوصات وجرعات وإعادة تأهيل كنا نمر بلحظات أفقدتنى معنى الحياة ..هاهو البيت يُنير بوجودها كم اشتقنا لها وكم كرهنا البيت في غيابها
لكن الأهتمام الزائد منهم يشعرني بقلقهم..الجو بارد ..انظر لمروى وهي تدثرني بالحاف كم أعشقهما وأعشق اهتمامها بي يبالغان في إظهار الحب لي..ابتسمت وانا أراها ترتب اللحاف ..
مروى بابتسامة وقد انحنت على والدتها:بردانة؟
هند بابتسامة رقيقة:لا حبيبتي أنا بخير
أمسكت كف والدتها وقبلته شعرت ببرودته فضمته بين كفيها:ما تبين اييبلج قفازات دفي يديج؟
هند بنفي:لا أنا بخير
وقفت على عجل:بييب الدفاية
امسكتها هند:مروى حبيبتي قلتلج أنا بخير يلسي
شعرت أنها ضايقتها ومعروفة مروى بحساسيتها ,فجلست قائلة:سوري ماام بس كنت..
وضعت كفها البارد وجنة مروى:حبيبتي أعرف انج خايفة عليي بس طمني أنا بخير
امسكت كف والدتها وقبلته بحب وابتسمت ناظرة لها:أوكي مام
هند بحب :اوكي...وينها أروى؟!!
مروى:ما ادري عنها..يمكن مع ابوي أو يالسة بروحها..تبيني ادورها لج؟
حركت رأسها بالنفي:لا هي بتي من نفسها ,,مروى حبيبتي لا تبالغون بالاهتمام فيني وتنسون نفسكم ..أنا تراني بخير
مروى بحب:أوكي مام

΄,

ها قد تم ما أريد وما قد انتظرته وكنت أعد له ..شعوري الآن قد اختلف أعلم جيداً أنها البداية والخطوة الأولى...
أنظر إليها وفي داخلي شك وراء ذاك الشغف الذي ألمحه عليها فتلك الابتسامة خلفها شيء ما ..قطع على أماني وهي تراقب شقيقتها قدوم ندى التي قالت:المعرض وايد حلو
أماني بابتسامة صفراء تخفي القلق:هيه وايد حلو .._وأردفت في نفسها_..بس الله يستر
أما ضي فتقدمت منها حوراء قائلة:واو الزوار وايدين .._لتلمح طارق واتسعت ابتسامتها_طارق وراكان
نظرت لها ضي ومن ثم أخذت أحدى التحف:خذي قدميها له كهدية من عندج
شهقت ولأول مرة تشعر بالخجل:لا ضي أستحي
ضي وفي داخلها سخرت منها:انزين خليها عندج وعطيه ياها
حوراء بطيب نية:إذا جذي اوكيه..
ضي التي لم تغب عن ناظري شقيقتها تتفحصها وتحلل ملامحها ..تقدمت منها
أماني وبسؤالها ذاك تود الوصول لشيء ما:ضي ,,بيكون فيه معرض ثاني
ضي وقد ظنت أن شقيقتها قد تكون خائفة من معرفته:ما ادري ما أظن
أماني باقتراح:وأنا أقول يكفي واحد
ضي بعد صمت قالت بنبرة مبطنة:وأنا بعد أوافقج يكفينا هالمعرض ..تجربة وايد حلوة..ستفدت منها ولا بكررها

΄,


لم أتوقع ان يصل بها التدخل لهذه الدرجة !..كنت قد جهزت كل امور الزواج حتى تفاجأني عمتي بتلك الجملة التي شككت بمصدرها:عبدالله مايحتاي هالمخاسير للعرس..انتوا الأثنين سبق لكم الزواج
لم تعجبني جملتها حتى قلتُ لها:يعني سبق لنا الزواج مانفرح مثلا؟!..بعدين يا عمتي عذايب ريلها مات عنها وهم بعدهم في الملكة يعني ما تهنت تبيني اكسر فرحتها وأنها تسعد مثل اي بنت؟
العمة بتوضيح رغم انه يصل لنفس المعنى:أنا ماقلت جذي..اللي أقصده تسوي حفلة صغيرة..ترا البنت يتيم وأهلها يبولها الستر
إحساسه يؤكد له أمر خفي:عمتي شو هالرمسة..أنا ما بظلم البنت عشان هي يتيم...من حقها تفرح ..وأنا عارف هذي مب رمستج هذا كلام شيخه
عمته بنفي:لا مب كلام شيخه
عبدالله بحسم للموضوع:المهم ما ينفع هالكلام خلاص ما بقى شي ع العرس..عمتي اللي ابيه إنه كل شي يكون تمام ومابي رمسه مني مناك أو شي يعكر عرسي
عمته:انزين يا عبدالله إن شاء الله خير

΄,

يريد أن يريح نفسه من القلق والتفكير لبعض الوقت..فمنذ أن عرف بما حدث وهو لم يفتأ يفكر ,ويحلل ويرسم الخطط..قدم من المطبخ يحمل كوب من الشراب الساخن تعجب من انهماكها في "اللاب توب" فماذا عساه السبب؟!..تقدم أكثر وجلس وهي مازالت مندمجة ..
حتى يقول مستفسراً:شو اللي تسوينه؟!!
نظرت إليه نظرة استشف منها أنها متضايقة ومازالت تحمله المسؤولية:أراسل الدكتور ديفيد في استراليا
عقد حاجبيه مستغرباً:ليش؟!
منى بعد أن أغلقت الجهاز:بركب ريل صناعية لأني ما بي اتم طول عمري على كرسي
إبراهيم ومازال متعجباً من كلامها:ومن وين لج الفلوس؟!!
منى بإجابة مختصرة:عندي
إبراهيم رغم قدرته على منعها ولكن لم يرد ألا يكفي أنه خسرها كزوجة:منى اذا بغيتي ,,,
منى بمقاطعة كلامه الذي على وشك إثارة غضبها:مابي منك شي وفر فلوسك لك ولبنتك
حتى تمضي تاركة إياه مشدوهاً فكلماتها كل يوم تزداد سُماً..وقف حاملاً الكوب ليستدير ويرى ساره أمامه ليشعر بضيق في ملامحها لتقول بضيق:سمعتها
ليزفر فهذا الوضع صار خانق ومتعب للجميع ليقول كلمات يعلم أنها لا تجدي:أمج هذا طبعها .._اخذ يتلفت حوله ببصره ثم قال_..محتايين شقة أكبر تكفينا كلنا عشان أختج
عقدت حاجبيها:ليش؟!
إبراهيم :قررت اطلع أختج من المستشفى وانتي بتابعين حالتها..وهذا الموضوع غير قابل للنقاش
ليمضي تاركاً إياها تزفر الضيق والملل والعبوس من هذا الحال

΄,

أبعد الاستقرار هنالك ما سيعكر صفو حياتي الزوجية..كنتُ مقبلة للجلوس معهما كأي امرأة متزوجة عليها أن تعطي انطباع جيد ..لكن تراجعت حين سمعتها تتكلم عن تلك المدعوة سلمى!...سلمى التي كانت ذات يوم زوجة عبدالعزيز..فعدت أدراجي فأنا متأكدة أن ليلى ستجد المبرر المناسب لعدم جلوسي معها هي وشقيقتها ..جلست في قسمي أنا وعبدالعزيز..يتملكني الضيق مما سمعت ..ليتني لم أسمع..جلست واجمة احترق في نفسي وأختنق...ولم أخرج أبد من غرفتي,وجاء عبدالعزيز..أخذ يتكلم ويتكلم وأنا أستمع له حتى قلت له:عبدالعزيز ممكن يوم من الأيام تتركني
صدمه سؤالها الغريب:ليه تقولين كذا...نوره وش صاير معك؟!!
بلعت ريقها عاقدة الحاجبين والضيق يفترسها:سمعت خالتك بس مو قصدي اتسمع..سمعتها تقول لأمك انها سلمى تطلقت
ولأنه يعلم بالأمر فلم يتفاجأ ولكن تعجب من كلامها:طيب وأنا وش يخصني؟!!
نوره بإعياء نفسي تشعر به:يعني يمكن تزوجها
تضايق من كلامها وبانت الجدية على محياه حتى يقول:نوره المرة راحت في حالها وأنا ما عاد يربطني بها شي والحين انتي زوجتي وأنا ما أفكر ولا أفكر اتزوج عليك لا سلمى ولا غيرها وحطي هالشي فراسك ولا تجيبي سيرة هذا الموضوع مرة ثانية اعتقد تعرفين وش ممكن أسوى ..ابيك تهتمين بصحتك ولا تفكرين بشي مفهوم؟..نوره
أجابت رغم الغصة التي تعتلج داخلها:مفهوم ..

΄,

كنت عازمٌ على المكوث أطول مدة ولكن لأني واثق أني الوحيد من سيتأذى..دخلت للصالة ورأيتهن جالسات ألقيت التحية ووقفت هيفاء واقتربت مني..هي الوحيدة بينهم التي بها شيء من الود بعكس البقية ..
هيفاء وهي تقف أمامه سعيدة برؤيته:الحمدلله على السلامة تأخرت وايد
نايف وهو يشعر بالفرح لوجود هيفاء ذاك القلب الذي تتوسطه الرحمة:كنت بتأخر أكثر بس ماحبيت أثقل على بيت خالتي
فإذا بصوت ريان متهكم:ماحبيت تثقل؟ ولا هم ملوا من وجودك؟كان سيرد عليه لولا ان هيفاء سبقته:ريان اقصر الشر ..كفاية اللي صار..وانت كنت سبب المشكلة
فإذا بريم التي تكلمت بعدم دراية بالموضوع:هيفاء مش أول مرة يصير تاتش بينهم تراهم دوم جذي
هيفاء التي لا تريد أن يتفاقم الموضوع أكثر بينهما ردت عليها:المرة اللي طافت صارت مشكلة وأنا مابيها تتكرر مرة ثانية
نايف بوعد:ما بتتكرر يا هيفاء كانت أول وأخر مرة
رانيا وهي الأخرى لا تعلم إلا جزء من الموضوع:انتوا الثنين قصة تتناقرون وتصالحون ..صرنا متعودين وين بتنتهي
هيفاء التي تخشى أثارت عاصفة في أي لحظة:ممكن تخلونا من هالسالفة خلاص شي وانتهى لا تفتحونه
ريم:والله يا هيفاء قولي لخوانج ريان ونايف هم اللي دوم يتمشكلون سوى
هيفاء وهي تحاول تغيير الموضوع:ماراح يتمشكلون
نظرت لنايف الذي تقدم منها ولفها بذراعة وقبل رأسها:تسلملي اختي اللي تدافع عني..لعيونك هيوف تمونين ع القلب والروح ماراح نتمشكل مع الاستاذ ريان
ريان بغيض من أخيه الذي يظن أن كلامه له مغزى:الافضل انك تكون بعيد
هيفاء بعصبية:خلاص بس ..ولا انت بس تدور المشاكل
ريان:لا ما ادور المشاكل..أنا رايح الشغل
ريم التي وقفت:ريان خذني وياك
رانيا بعد ذهاب ريان وريم:انتوا شو سالفتكم يعني ما بتعقلون ابد
سكت عنها وأخذ حقيبته وذهب ولم تبقى إلا هيفاء التي تقدمت وجلست قائلة:الله يهديهم
رانيا بسخط:خوانج يكبرون ويقل عقلهم لازم يحترمون بعض
هيفاء :ان شاء الله..المهم شو صار؟
عبست مستفهمة:في شو؟
قالتها بصوت منخفض:عادل
لقد فتحت باب أغلقته رانيا منذ كلام والدتها معها:مادري عنه يا هيفاء..الله يهنيه ويسعده
شعرت أنها ضايقت أختها فقالت كتغيير للموضوع:تعرفين الفلم اللي قلتي تبين تشوفينه؟..نزل في السينما وأعتقد الليلة العرض الأول له شرايج نروح نشوفه
ابتسمت فقد علمت أن شقيقتها تحاول أن تُنسيها عادل:اوكي نروح نشوفه
هيفاء بحماس جعل رانيا تضحك:يس


΄,


أصبحت حياتي معها بدون طعم تتجاهلني فأبتعد حتى أني ذهبت حيث التقيت رانيا..هل أضحك على سذاجتي ..أم أحاول اصلاح الوضع بيننا ..
عادل وهو يراها منهمكة في اللاب توب:مها..اعتقد هذا يكفي
نظرت له بملل:وشو اللي يكفي؟
عادل بلكنة انزعاج:علاقتنا اللي صارت باهتة وباردة
مها كمن يحاول البحث عن مشاكل:في اعتقادك منو المسؤل انا ولا انت؟
عادل بثقة:نحن الثنين مسؤلين ونحن الثنين اللي بإيدنا نصلحه
قالت من غير اكتراث:أوكي وكيف تبينا نصلحه؟
عادل:نبدا من يديد وننسا اللي فات
مها التي صدمته بردها:نسيته يا عادل ..نسيته من زمان بس انت مصر تذكرني فيه وتعيشنا فيه بتصرفاتك
عادل بانفعال:لا تنكرين انج انتي بعد لج يد في اللي صار
مها التي أغلقت الجهاز:أوكي يا عادل خلاص دامك تبينا نبدا راح ابدا وياك من يديد
عادل برد جاف خالٍ من أي أحساس لمجرد فرض ما اتفقا عليه:اوكي يارانيا نبدا
شدها الأسم حتى تقول باندهاش:منو رانيا؟!!
عادل وقد قطب جبينه:منو رانيا؟!
مها بانفعال:انت قلت رانيا
عادل وكتدارك لما قال:مها خلاص ..غلطت متعود على اسم موظفة عندنا مصرية اسمها رانيا
مها وقد مررتها له لأنها لا تريد افتعال المشاكل حتى لا تُحمل المسؤلية:اوكي يا عادل أوكي

΄,

أقف أنظر لنفسي في المرآة أناظر فستاني الأبيض..كم أتمنى لو أنها هنا ستكون فرحتي مكتملة..استدرت حين سمعت خالتي طرفه تقول:ما شاء الله لا قوة إلا بالله الفستان طالع وايد حلو عليج
نظرتُ لها وفي الحلق يختنق الكلام لتنزل دموعي بقسوة الوحدة والشعور باليتم والغربة:فرحتي ناقصة ياخالتي طرفة
دنت منها واحتضنتها:بسم الله عليج ليش تقولين جذي؟
شهقت بمرارة:عشان محد قربي لا أمي ولا أحد
فإذا بوضحى التي اقتربت منهما:افا يا عذايب ونحن مب امهاتج
طرفه بعد أن قبلتها:ربي يشهد أنج بغلاة مها وملاك ودلال ..والله ما ارضا عليج مثلهم
وضحى بحب:لا تقولين هالرمسة نحن وياج وبنتم وياج
طرفه وهي تبعدها وتبدأ بمسح دموعها:مثل ما قالت وضحه نحن وياج وامهاتج..وإذا لا قدر الله حد تعرضلج لو بكلمه خبريني وبتلقيني ووضحى عندج
ابتسمت وهي ترا حبهما لها:تسلمون والله
طرفه وهي تضم وجنتيها بكفيها:يافديت هالويه
عذايب بحب:افداج يا خالتي
وضحى:ترا حجزت لج في الصالون حق الحنا والمكياج
ابتسمت عذايب لها:تسلمين يا خالتي وضحه
لمحتها تسترق النظر وقد غادرت لتقول وهي تتخطاهما للخارج:ملاك
خرجت فرأتها تمشي على هون فنادتها فتوقفت:ملاك
استدارت نحوها وكل شي ء فيها ذابل كسير محطم حتى ملابسها غير متناسقة وشعرها غير مرتب كل من رأها تساءل أين ذهبت ملاك؟!!...تقدمت منها تغتصب ابتسامة قائلة:شرايج في الفستان؟
ناظرت ذاك البياض لتشعر بحزن يكتنز جوانب قلبها ,حتى ترد وهي تحاول التظاهر بالطبيعية:حلو..وايد حلو
اقتربت منها واحتضنتها قائلة :عيونج الحلوة غلاي
ابتعدت عنها ونظرت لها:ملاك وعديني تحضرين ارجوج تعالي عرسي ابيكم وياي
ابتسامة ذابلة والحزن يغطي كل خلية فيها:اكيد بحضر..لا تحاتين
لتمضي في طريقها وعذايب تنظر لها

΄,

دخلت فلم أجدها وبدأ عقلي يحلل ويضع الأحتمالات في عدم وجودها وما إن خرجت حتى رايتها مقبلة ...تقدم منها ليقول:دانه وين كنتي؟
دانه وهي كالتائهة لا تعلم إلى أين ستصل:رحت اشوفك بس مالقيتك في الأوفس(المكتب)
أحمد:توني من شوي وصلت..لو كنت أدري انج تبيني كنت ييت من وقت..
صمتت قليلاً ثم قالت:احس نفسي مشوشة..خايفة وقلقانة..مادري
أحمد الذي بدأ يتعاطف معها وبوده لو يحتضنها لتشعر بالأمان معه:دانه هذا شي طبيعي توج تستعيدين صحتج فأكيد بتكونين مشوشة
نظرت له:ومتى راح اتحسن؟
أحمد بابتسامة صادقة يود منها طمأنتها:اكيد راح تتحسنين وتكونين أوكي بس الشي يبيله صبر وعلاج عشان يتم بسرعة وطريقة صحيحة..دانه ابيج تثقين فيني وأنا أوعدج بساعدج وبحاول أنج تتعافين بسرعة
حركت رأسها بالموافقة وقالت:أوكي موافقة
أحمد:عيل لا تخلين أي حواجز بينا وكلميني عن كل اللي يضايقج,,وأنا بدوري راح أساعدج,,,شرايج تطلعين الحديقة تغيرين جو
نظرت له باندهاش:عادي؟!
ابتسم :أكيد عادي..واعتبريه ضمن العلاج..مشينا؟
ابتسمت بفرح :اوكي ..مشينا

΄,

يشعر بالضيق والهيجان يشعر بشيء ما قد تحطم..يكاد يفجر كل ماهو حوله من شدت الغضب.... هاهو يأتي بعد أن استدعاه وهو لا يعرف سبب ذلك الإنفعال وهو يكلمه..
بدر وهو يرى الغضب على ذياب الذي لا يريد الهدوء:ذياب فهمني شو مستوي؟..ليش كنت معصب وانت تكلمني؟
حتى يثور قائلاً بكل غيض:انصب علي يا بدر..صفقة بالملايين طارت من ايديني
بدر وهو يعلم أن ذياب لا يحب الهزيمة ولا الفشل وسيبقى غاضب حتى يعوض ما خسر:انزين مالك نصيب فيها
ذياب بهيجان واضح:اقلك صفقة بالملايين طارت مني تقولي مالي نصيب فيها..كيف ينصبون عليي عيال الكلب
بدر وقد تشتت :انزين الحين لو عصبت بترجع لك؟
ذياب بتجاهل:بدر ابيك تروح تركيا
استغرب من طلبه المفاجيء:ليش؟!!
ذياب بحنق:تذكر الريال التركي اللي كان لنا شغل وياه..ابيك تروح له..ولا أقلك ما يحتاي أنا اللي بروح
اضطرب أكثر من ذي قبل:انزين ليش؟
تجاهل سؤاله وقال مهدداً:والله لخليهم يدفعون الثمن..ذياب بعده ماطاح ولا بيطيح ..وبتخلص منهم كلهم

΄,

وجدتُ نفسي أواجههم وأنا من ظننت أني سأبتعد عنهم وعن الاختلاط بهم ولكن ندى هي من عادتني لهم..ولقيت نفسي أمام عيسى وسالم اللذان تسلما الدفاع عن الموضوع
عيسى وبرويةٍ كعادته:راكان ..نحن أدرى بمصلحة ندى ولو عندنا شك واحد في إنه ذياب مبك فو كان ماناسبناه وحطينا إيدنا في إيدنا في ايده
راكان وهو يعتمد في كلامه على ما سمعه من طارق:بس انتو تعرفون إنه ذياب مشكوك فيه
عيسى برد جعل راكان يستغربه:وتبين العكس يا راكان
راكان بشك وسخرية من كلامهم:بهالسهولة تبين العكس؟!!..انزين اعطوني الدليل
سالم بغضب يحاول ستره رغم وضوحه:اي دليل اللي تبيه؟!..انت مب اكثر حرص منا على ندى
راكان بعصبية احكمها:ندى اختي وما ارضى انها تنذل وتنهان..
حتى ينفجر سالم فيه صارخاً:مب ناقص الا انت تمشي كلامك علينا ياولد نوره
حتى تصم أذنه الجملة التي قالها:ولد نوره؟!!

΄,

هل أنا مُرغمة على مجارات كلماتها التي تنم عن جهل وعدم نضج؟!!..ها أنا أجدني أتي إليها لتؤنس حالة من الملل قد اجتاحت جوي..لتنظر إليّ وهي متربعة في سريرها بسخرية لمحتها في عينيها وكلماتها وهي تقول:انتي مقتنعة بالقرار ؟
قلت ولم تغب عني ملامحها التي واجهتها بملامح الضيق:غدير أنا مب انتي عشان اتهور واعيش قصة حب فاشلة
شقيقتها لن تفهم ما تمر به فحبها الذي تراه ندى حرام هي تنظر له كعلاقة طبيعية:من قال حبي لناصر قصة حب فاشلة؟!..بلعكس أنا اشوفها ناجحة
كتفت يداها قائلة:من اي ناحية؟!..غدير لا تخدعين نفسج بحب بيتم في السر ولا بيكون وراه زواج..تعرفين ليش؟.. عشان ما بني على باطل فهو باطل
وكزت بضحكة ساخرة:حسستيني ازني والعياذ بالله..أنا حبيت ..مب مثل غيري يزوجونها على كيفهم
في تلك اللحظة أردتُ لطمها على وجهها فربما أفاقت تقدمتُ من السرير بغضب:على الأقل بكون واثقة من اختيارهم مب مثلج
وكزت بضحكة أخرى ساخرة من كلام شقيقتها لتقول بنبرة تهكم:صح بدليل راكان اللي تنازع وياهم على شانج ولا ما سمعتي شو قال؟
ندى بتبرير:عشان خايف عليي ومن حقه وطبيعي أصلا
مدت شفتيها بابتسامة ساخرة وهي ترى في كلام شقيقتها الإضطراب:ندى..._رن هاتفها القريب منها حملته ونظرت لندى_..ندى اطلعي
حتى تشعر بالضيق والاشمئزاز نظرت لها مطولاً وغدير تنتظر خروجها حتى ترد على المكالمة لتعيد عليها طلبها:ندى ممكن تطلعين ما احب ارمس فون وحد على راسي
تنهدت فلا أمل يرتجى من شقيقتها واكتفت قبل خروجها بجملة:الله يهديج
بعد خروج شقيقتها ردت بابتسامة حب:هلا حبيبي شحالك؟
ناصر بابتسامة وهو يسمع صوتها الذي يغذي روحه وقلبه:دامني اسمعج أنا بخير
رطبت شفتيها وقالت:عمري ممكن اشوفك عندي شي بقوله لك؟
ناصر:انزين قولي اسمعج
غدير برفض:لا ..لازم اشوفك الموضوع وايد مهم
ناصر وقد استنكر طلبها:عن شو الموضوع؟
شدته الكلمة حين نطقتها:عن زواجنا..ناصر تذكر يوم قلتلك بنتزوج ..راح يتحقق
ناصر:يعني رمستي أهلج ووافقوا على زواجنا؟
غدير وهي لا تريد الإفصاح وتوضيح المقصود من كلامها:ناصر حبيبي يوم اشوفك بخبرك
استسلم فهو يعرف طبعها ولن يستطيع أن يغلبها:اوكي..بس كيف بتطلعين من البيت؟
غدير بابتسامه:ما عليك حبيبي بطلع وبموافقة عيوز قريح
ضحك على جملتها:هههههههه..عليج وصف ههههه
غدير بابتسامة:عاد شو اسوي ماعندي لها الا السب ..انت بس حمد ربك ما عندك يدة مثلها
كظمها في داخله وبانت عليه ملامح الضيق التي لا تراها هي ولكن شكت من صمته المفاجيء:حبيبي شو بلاك سكتت؟!
تجاهل شعور الأسى وفقد نعمة العائلة :ماشي..متى بشوفج؟
غدير:بدبر الموضوع وبخبرك
فإذا بندى قد دخلت فجأة وهي متأكدة من أن غدير تكلم ناصر..وكان لها ما توقعت..نظرت لها غدير التي تكره عادتها في الدخول دون طرق الباب حتى قالت بسخط:نعم شو تبين؟
ندى وهي كارهة حال شقيقتها الذي ينجرف نحو الضياع والهلاك:يدتي تباج
غدير بانفعال:ليش بتزوجني؟
ناصر بقلق:منو بيزوج؟!!
غدير وعينها على ندى:محد حبيبي _مركزة على ندى وبلكنة مقصودة اردفت_أنا لناصر وبس
أثارت غضب ندى التي قالت قبل ذهابها وهي ساخطة:لا تتأخرين يدتي تباج
غمزت بابتسامة مستهزئة وأتاها صوت ناصر الذي تجلجل الجملة في رأسه:غدير لا تكذبين عليّ
غدير وهي تطمئنه:حبيبي قلتلك انا لك ومستحيل أكون لغيرك..بس كنت أقول لأختي جذي عشان قالت يدتي تبيني وأنا أعرف ما إيي من ورى عيوز قريح الا المصايب
مازال شاكاً نوعاً ما:غدير تتكلمين جد
غدير وفي داخلها فرحت لخوفه من فقدها وهذا يؤكد لها مدى حبه:هيه حبيبي ..خلني اروح أشوفها وبرجع أرمسك
ناصر:اوكي لا تتأخرين
غدير بحب:أوكي حبي
وضعت هاتفها جانباً ونزلت من السرير وخرجت..كانت ندى تجلس مع جدتها ..
بخيته ولم يغب عنها غياب غدير وانعزالها:أختج شو بلاها ما أشوفها تيلس ويانا؟
ندى وهي تحاول أن لا توضح استياءها أمام جدتها لأنها تعلم أن من سيتضرر هي غدير :ما فيها شي ..بس هي تحب تيلس بروحها
فإذا بغدير التي أقبلت وهي تقترب من الأريكة وتجلس على ذراعها:سلام
رمقتها بخيته بنظرة قاسية وهي تراها مرتدية "البيجامة" بعكس ندى المرتدية الجلابية حتى نهرتها بغضب:انتي ما تستحين قومي بدلي
غدير التي لم يعجبها تعنيف جدتها لها:ما ببدل بعدين أنا في البيت واصلاً مواصلة وبرقد
بخيته بغضب من رد غدير الغير محترم:شو ترقدين..ماشي رقاد بتسيرين ويانا نشتري شبكة لبنت عمج
غدير وهي تقف:مب رايحة ..بروح أرقد
وما إن وصلت السلم حتى توقفت وكأنها تذكرت شيء ما عضت شفتها السفلى وعادت إليهما وتقدمت من جدتها مما أثارشك ندى وهي تراها تهوي على راس جدتها تقبله:سامحيني يدوه .._نزلت على ركبتيها بقرب الكرسي_ مب قصدي ازعلج بس عشان ما صرت ارقد زين
بخيته وبنبرتها التي تبدو قاسية فهي لم تتعود على اللين:ليش شو يعورج؟
غدير بتمثيل لم يخفى في حقيقته على ندى :ما ادري يدوه,,المهم _وهي تقف اردفت_بسير اجهز عمري
قبلت رأس جدتها وذهبت ,فلحقت بها ندى بعد أن استأذنت من جدتها ولحقت بها قبل ان تصل لأعلى السلم:غدير
توقفت غدير ناظرة لها وتقدمت ندى من السلم عند حاجزه وقالت بشك:شو معناها المسرحية الي مثلتيها
غدير بمصارحة تامة فماذا عساه يخيفها فهي تعلم أن ندى لن تخبر أحد وإلا كانت قد فعلت منذ معرفتها بقصة حبها لناصر وقالت بنبرة واثقة ماكرة:عشان ناصر مستعدة ابوس ريولها عيوز قريح
ما إن أتمت جملتها وغادرت ,حتى شعرت ندى بالضيق والأسى

΄,

في الأونه الأخيرة لم أعد استوعب ما تفعل.. منذ ذاك المعرض وأنا أشعر أنها بدأت تسعى لشيء ما ..غموضها الذي كنت ألاحظه منذ زمن بدأ يُترجم لتصرفات خفية لا يعلمها غيرها!..لم تعد ضي هي ذاتها بدأت تتغير أكثر مما كانت ..تدور في قوقعة لا أعلم ماهيتها ولا إلى أين ستصل بها وكيف ستخرُج منها!..عُدت للمنزل ككل وقت ,ولكن لم أجدها..بحثت عنها ولكن الشقة صغيرة وضي ليست فيها؟!!..حتى تلك الغرفة التي تقضي فيها وقتها بين منحوتاتها اهملتها وما عادت تهتم لها!...كنت أنوي الخروج أرقب الطريق فإذا بها تدخل حتى اشتعل غيضاً وسائلها باندفاع:وين كنتي
تقدمت ضي لتصدمها بقولها:بتزوج
حتى تفقد الإحساس مع كلمتها:شو؟!



انتهى
موعدنا يتجدد بعون الله مع البارت41




قراءة ممتعة^^



مع تحياتي
اصداء الحنين



ام هيون 27-08-14 03:09 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
بارت جميل وطويل

سلمت اناملك

ننتظر البارت القادم على احر من الجمر

أصداء الحنين 07-09-14 07:41 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 

البارت 41


لم يخطُر في بالي أبداً أن هذا ممكن إلا من بعد استخراج ورقة باسمه لتفاجأ بأنه متزوج منذ سنتان!..لكن لماذا تستر على الموضوع وأخفاه ..هل يخاف العائلة وهو كبيرها لم أفهمهم مسبقاً ولن أفهمهم أبداً..
"ولد نورة" كلمة ترن في رأسي ..كيف يعرفون اسم أمي؟!!..لماذا تلعثموا حين سألتهم وهربوا حين لحيتُ بالسؤال؟!!..
كليهما يثقله التفكير ..طارق في فعل عمه راشد ,وركان في الكلمة التي قيلت له ..دخل للشقة وأقبل نحوه ولم يلحظ الضيق الذي على راكان ألقى السلام وجلس وكليهما غارق في أمره ..
تنهد طارق بِهَم حتى نظر له راكان :شو بلاك؟!!
طارق شعوره بالضيق والأسرار التي يخفيها أهله تجعله في حالة من عدم الإستيعاب وتوقع المزيد حتى ينطق بأسى:عمي راشد متزوج
لا يعلم لماذا أتته رغبةً بالضحك ..حتى تعجب طارق من ضحكته الساخرة وكلماته ألا مبالية:ههههههه..عادي توقع منهم أي شيء وكل شيء
لم يلاحظ تغيره ولكن من كلامه أدخل الشك لقلبه حتى يسأله بتجهم:رمستهم عن ندى
ليت الموضوع توقف عند هذا الحد ولكن صدمه سالم بتلك الجملة المحيرة بان الوجوم على وجه راكان وقال:رمستهم بس ماشي فايدة.._غمز بابتسامة متهكمة_..بس عمك سالم قال مب ناقص الا انت تمشي كلامك علينا ياولد نوره
استغرب طارق من الكلمة ولكن استرسال راكان في الكلام جعله يصمت:كيف يعرفون أمي؟!!..ماعتقد أبوي ذكر اسمها قدامهم ..
طارق وهو يربط اسم أم راكان بعمته نوره فهذا هو التفسير الذي توصل له:شو أسم ابو أمك
راكان بتعجب من سؤال طارق ولكن أجابه:محمد..بس ليش تسأل؟
طارق بعد صمت وقد استبعد الشيء من رأسه:قلت يمكن قصدهم عمتي نوره بس ما أعتقد عشان يدي اسمه عبدالله ..بس اللي ممكن يجاوبنا ونعرف منه السالفه هي أمي..أنا بكلمها ..أنت قلت أبوي اللي قالك ولد نوره
راكان:نعم ابوك..بس تعتقد أمك بتقول
طارق بتمني:إن شاء الله.._نهض قائلاً_ والحين بسير أشوفها
استوقفه قبل أن يمضي:طارق..إذا ما خبرتك انسى السالفة
طارق بابتسامة تفاؤل رغم أنه ليس متأكد من النتيجة ولكن ليطمئنه:لا تحاتي بشوفها وبييك
أخذ ينظر إليه حتى خرج والتجهم واضحاً عليه وشك في نفسه بأن طارق قد تفشل محاولته


΄΄

سأجازف وأفعل أي شيء إذا في النهاية سأجدهما..تقصينا أخبار صديقه المتحري ..جئنا إليه نبحث عنه في المكان الذي يرتاده كل مساء وقد سبقنا في الرحيل ..عاد إلي جون بعد أن تكلم مع صاحب المقهى
جون وفي جعبته أمر يُخفيه:عرفت أين هو ..لكن أفضل الذهاب له وحدي..
بان العبوس على وجه سلطان الذي قال باستنكار:جون جئنا هنا سوياً وسأكون معك
طوح رأسه فهو يعلم طبيعة المكان الذي ذهب إليه صاحبه ولا يريد توريط سلطان تنهد وقال محاولاً حمله على العدول عن مرافقته:سلطان دعني أذهب وأحضره وأنت انتظرنا في الفندق فالمكان لا يناسبك
سلطان وكأنه لم يسمع شيئاً وليس في نيته التراجع فهو أتى لأمر ما وسيُنهيه بنفسه :لا يهمني ..ما هو ذاك المكان
صمت جون ونظر له بنظرة استسلم بعدها:ملهى
سلطان وبنظرة واثقة:اوكي..سأذهب معك
جون وهو يعلم طبيعة هذه الأماكن التي يصل فيها الأمر للقتل بالإضافة إلى الأمور المستباحة من خمر وجنس وقمار ومخدرات..الخ:سلطان
لكن سلطان عقد أمره وهو أتى لأمر محدد:جون لا نضيع الوقت في النقاش دعنا نذهب
تنهد مستسلماً:حسناً ولكن انتبه فالمكان يعج بامور لم تعتد عليها..


΄΄

كنتُ قد سألتها عمَ حدث منذ سنتين ولم تخبرني فهل ستخبرني عن والدة راكان ؟!!..اعتقد الجميع لديه شيء يُخفيه !..دخلت عليها غرفتها لأجدها تتكلم في الهاتف...اشتقت لابتسامتها التي تتلقاني بها دوماً ولحضنها وحديثها ولكن لا رغبة لي حالياً بالعودة للمنزل رُغم استقرار الوضع..أنهت مكالمتها وتقدمت منها مقبلاً رأسها لأشم رائحة الحناء العالقة به ..ابتسمت وجلست بقربها حتى بانت اسنانها بابتسامة عذبة وبريق الحنان يشع من عينيها
وضحه وكم يعز عليها بعده عنها ولكن دام هذا البعد فيه خيرة له فهي راضية:شحالك حبيبي وشحال راكان؟
طارق بابتسامة حب:بخير والحمدلله..انتي شو مسوية؟
وضحه رغم شوقها ولكن لن تضعف وتطلب منه العودة حتى لا يضغطون عليه في الزواج من حوراء:الحمدلله بخير..
طارق بتلعثم:امايه بسألج عن شي
وضحه باهتمام واضح:خير اسأل
طارق وكتمهيد للموضوع حتى يصل لما يريد:بس تكونين صريحة معاي
لم يعجبها كلامه فنهرته بخفة:طارق اسأل وبجاوبك
تنهد وهو قلق ككل مرة يسألها فلا تجيبه إلا بالالغاز:اوكي...منهي ام راكان
ادهشها سؤاله ودار بؤبؤ عينها في محجره بارتباك فسؤاله صدمها:ليش تسأل عنها؟
طارق بإلحاح:امايه انتي بس خبريني شو اسم ام راكان؟
فإذا بوالده الذي فاجأهما قدومه وصوته المُنفعل:وانت شو لك فيها؟
حتى يقف طارق مستدير نحوه ووضحه مشوشة التفكير:انت قلت له ولد نوره شو عرفك باسمها؟
نظر لزوجته التي بدورها مشدوهة مما سمعت ..حتى نطق قائلاً:امك قالت اسمها قدامي
استغربت من كلام سالم وطارق نظر إليها وشعر باندهاشها ..عاد ينظر لوالده :بس انت قلت له جملة لها تفسير ثاني,,,قلت له مب ناقص إلا انت تمشي كلامك علينا يا ولد نوره
سالم بانفعال وارتباك حاول يُخفيه:صدق ما تستحي واقف تستجوب ابوك
طارق وقد بلع ريقه بضيق:محشوم بس أنا اسأل ..كنت بربط اسمها باسم عمتي نوره بس ابوها اسمه محمد وعمتي نوره اكيد ابوها اسمه عبدالله
سالم وكتغيير للموضوع:خلك من كل هذا واهتم بتحضير نفسك للزواج
طارق :بس اعتقد رفضت ..ابويه انت تعرف بنت اخوك وتعرف انها ماتصلح لي ..اشوفكم على خير
خرج طارق ووقفت وضحه بتجهم ونظرت لسالم بلوم:سالم لا تظلم ولدك
خرج من الغرفة بضيق فلا رغبة له في سماعها وهي الأخرى قد عبست وجلست تفكر في طارق


΄΄

وجوه شاحبة لم تجد متعتها إلا في الحرام يضحكون ولكن فارغون من الداخل..الشارع الذي يقع عليه الملهى قذر بأشخاص أتوا يبحثون عن المتعة ..ترجلنا من السيارة وأنا مشمئز من المكان والمناظر التي فيه..إذا كان هذا من الخارج فكيف في الداخل؟!!..لم يطل تساؤلي ها نحن ندخل إلى ذاك الوكر الملوث تفوح فيه رائحة الخمر وصوت الموسيقى يصم الأذان ..خشيتُ من ذكر الله فيه فأؤثم ,لهذا استغفرت في داخلي ومضيت مع جون نبحث عن صديقه الذي رأينه في حضن إحدى ال****** شعرت بالاختناق سحبناه معنا وهو في حالة من السكر الشديد ..خرجنا من هناك وأنا في رغبة في تهشيم رأسه ..مضى الليل وقد حجزت غرفة أخرى لي وتركت الغرفة لجون وصديقه..في اليوم التالي وبعد أن استفاق من سكره جلسنا معه ولكن ما إن ذكر المبلغ الذي يريده مقابل عثوره عليهما حتى انفعلتُ صارخاً:لكنه مبلغ كبير
نظر إلى جون وقال له ساخراً من كلامي:يبدو أن صديقك ليس لديه خبرة في البزنس..لهذا لا أريد تضييع وقتي معه
جون الذي أراد تهدأت الوضع:حسناً سندفع لك
ما إن سمعت جملته حتى قلت:جون...
قاطعه قائلاً:سلطان سندفع
وبلكنة استفزازية أثارت غضبي قال:وأيضا أريد عربوناً بضعف المبلغ
لم أستطع تمالك اعصابي وكدت أقتله لولا تدخل جون:سلطان اهدأ
قال قبل ذهابه:ابحثا عن غيري
وما أن ناداه جون:ماثيوس توقف
حتى صرخت عليه:دعه يذهب
جون وبتذكير سلطان باحتياجهم له:ولكن تعلم كم نحن بحاجة لمساعدته
سلطان وهو يهوي جالساً ورافعاً بصره لجون:وهو يستغل هذه الحاجة ويبتزنا بعد صمت لثوانين:سأتحدث معه
خرج وأنا تملكني الغضب والعبوس نظرت لهاتفي وأخذته واتصلت بها قد تؤكد لي كلامها..ردت على اتصالي فسألتها عن حالها ..
فأجابت:بخير..._وهي تنظر لصورتهما التي في حجرها_لقيتهم؟
لأجيبها بعبوس وخيبة:لا بعدني ما دورت عليهم..بس انتي شو خلاج تظنين أنهم في الإمارات؟
وهي تمسح بإبهام يدها المتجعدة بسبب الحروق على طرف الصورة وبنظرة حزن قالت:احساسي قالي..سلطان انت قلت كان وياهم ريال يعني ممكن خذهم للإمارات
سلطان وقد حيره كلامها:انا مب متأكد انهم هم..بعدين كيف سافروا للإمارات وجوازاتهم عندي؟!..وإذا افترضنا هم منو تظنين يكون الريال؟!
لتجيب بجمود بعكس عيناها التي يغمرها الحزن :ما ادري يا سلطان..بس انت يالس تضيع وقتك وفلوسك هذا اللي اقدر أقوله لك.._رأت الممرضة_سلطان صدقني مابتلقاهم في ستوكهولم ..يا وقت دواي
انهت المكالمة واقتربت منها الممرضة وأخذت الصورة ووضعتها على الطاولة وساعدتها حتى تستلقي على سريرها وأعطتها دواءها وتركتها ترتاح..بعكس سلطان الذي بدأ يفكر في كلامها الغامض..


΄΄

أنا أُستغل بهذا الشكل الوقح؟!!..لكن لا لن أدعهم يفرحون بنهب حصتي ..لا أريد توريط أحد من عائلتي ولكن لم أجد مفر من اصطحاب منصور معي لتركيا,فبدر مشغول بدورته ,وسيف جبان ولا أستطيع الوثوق به ..كنا في السيارة متوقفين على كتف طريق أحد الطرق الجانبية في انتظار قدوم ذاك الرجل الذي كان حلقة الوصل بيني وبينهم ..
منصور وهو يتكلم ويرى ذياب مسلط بصره للأمام في ترقب تام:الله تركيا وايد حلوة
نظر إليه وهو يرى بساطة تفكير شقيقه الذي لا يعلم إلا شيء بسيط لوجودهما هنا:منصور نحن مب يايين نستانس ..نحن بس بنخلص شغل وبنسير
لم يعجبه كلام شقيقه :انزين مافيها شي لو ستانسنا عنبو انت دوم جذي حياتك بس شغل
ما إن رأى ذياب السيارة التي توقفت أمامهم على مسافة..حتى مد يده وفتح الصندوق الذي امام منصور وأخرج منه مسدس مما أدى إلى بث الخوف في قلب منصور وهو يرى شقيقه يدسه في جيب معطفه:ذياب ليش المسدس؟!!!..
ذياب بنبرة غامضة أرعبت منصور:الحذر واجب..اسمع خلك في السيارة واذا صار أي شي اشرد
منصور برعب وأفكار مشوشة:ذياب شو هالكلام؟!!
ذياب بغضب:منصور اسمع الكلام ونفذه ..أنا بنزل وأنت خذ مكاني ومثل ماقلتلك اذا صار شي اشرد...سمعت؟
لم يعطه فرصة وترجل من السيارة وعينا منصور تتبعه ..رأى الرجل ينزل من السيارة وذياب يمشي ناحيته ومنصور يراقب وضربات قلبه تزداد ..تصافح معه وبما أنهما فعلا ذلك فقد ارتاح منصور قليلاً... كان يصل إليه صوتهما ولكن لم يكن يفهم شيئاً:والله وتعرف ترمس تركي ياذياب ,وانا يا الله أقدر أدبر عمري بالأنجلش ..حتى مريوم تعرف كوري..شو بلاك يا منصور شكلك خرفت ..اوففف..هيه والله باين أني خرفت..والله خايف من المسدس اللي عند ذياب أخاف يذابحون...
مضى وقت وعاد ذياب وركب ومنصور قلق:ها شو صار؟
ذياب وهو يحرك السيارة:ما صار شي..الليلة بنرجع الإمارات
رغم كرهه لذلك ولكن صمت خشية تعنيف ذياب له..


΄΄

هاهي تُقلب الهدية المغلفة أمامها على السرير والهاتف على أذنها ..تعرفت عليها وأصبحت صديقتها المقربة والتي تنصحها ..حوراء وهي تنظر للهدية بشغف:انزين قولي متى أقدمها له؟
ضي وهي تمشي في الصالة وبنبرة غامضة قائلة:حبيبتي اصبري خلج ثقيلة
قطب جبينها وتأففت:اففف..ضي أحبه
لتعيد كلمتها وهي متجهة للباب:ضي احبه..اعرف بس كل شي بالهدوء
حتى تنظر من عين الباب وتراه يدخل للشقة لتستدير وتمشي خطوتين وتقف وعلى ثغرها ابتسامة خبيثة:كسرتي خاطري..خلاص قدميها له باجر
حوراء بتفكير:لا بصبر شوي
ضي بمكر ودهاء:حبيبتي قدميها له باجر ..انتي قلتي من زمان ما شفتيه..هالشيء بيخليه ينساج
وهذا ما يخيفها نسيانه لها:اوكي بعطيه اياها باجر
ضي:اوكي حبيبتي وخبريني باللي راح يصير وياج..أمون يت ياللا باي..
انهت المكالمة وأقتربت من الأريكة ورمت الهاتف عليها وقالت بسخرية:ضي احبه..حبج مونكي
اقتربت من الطاولة وأخذت التحفه من الجبس وتاملتها وهي مبتسمة...
كان قد وصل لتوه من عمله استحم وبدل ملابسه وهو يعزم على الاستلقاء في السرير أتاه صوت الجرس...كان سيتجاهله ولكن ربما يكون راكان ..تراجع عن قراره ونهض وخرج من الغرفة واتجه للباب وفتحه..ليراها أمامه فسكت وهو ينظر لها
ضي بلطف وخجل:هاي..احم..ييت اسأل راكان عن ندى قلقانة عليها من مدة ماكلمتها..وبعد عشان اعطيه هذي يوصلها لها ..ممكن تقوله..قوله ضي وهو بيعرف.._مدتها نحوه_..تفضل
ليراها وهي تدخل الشقة المقابلة وقف لبرهة يتأمل التحفة ثم أغلق الباب .



΄΄

ظننت ما إن أتزوج حتى تنتهي كل مشاكلي وهمومي ولكن يبدو أنها ستلحقني في شهر عسلي الذي من المفروض يكون لي وله وننسى فيه كل شيء..كنت قادمة للصالة ووقفت استمع له وهو يتكلم في الهاتف
عبدالله وهو يكلم عمته:عمتي نحن في شهر العسل ما امدالنا ..شو نرجع الله يهداج..اعرف نوف بنتي واكيد اخاف عليها بس انتي لا تهولين السالفة يمكن مرض بسيط بعدين شيخه عندها وهي اكيد بتهتم فيها..عمتي اسمحيلي ما اقدر شو بتقول عني بنت الناس..لا حوووول..عمتي حالياً ما أقدر والله ما اقدر..انزين انزين ..اوففف..انزين خلاص..مع السلامة
اقتربت وأنا متضايقة ولكن لا أريد أن تحدث مشكلة بينه وبينهم وأكون ضحيتها..فقلت :شو فيها نوف؟
عبدالله وهو يجلس قائلاً:مافيها شي..بس تعبانة شوي..تعرفين اليهال بسرعة يمرضون
دنوت منه وجلست بقربه:بس اكيد بتحتايلك قربها خلنا نرد
عبدالله وهو ينظر لها بشك:انتي سمعتي رمستي مع عمتي صح؟!
بلعت ريقها وخفضت رأسها في صمت ليكمل:شوفي يا عذايب انتي من حقج تستانسين..البنت ماعليها شر..وانا بخلي حد يخبرني عنها اذا هي بخير ولا لا
تنهدت ونظرت له بضيق:بس اخاف تصير مشكلة بينك وبينهم توك ترمس عمتك وانت منفعل
اظهر البشاشة على وجهه حتى يطمئنها:انا هذا اسلوبي وياها..لا تحاتين ما بيستوي شي وخلينا نستانس
عقدت حاجبيها تعكر مزاجها فقالت:انزين ترا في كل الأحوال بنرجع لا تنسى عرس بنت خالي ابا اكون حاضرة
عبدالله وعرف أنها تراوغ حتى يعودون:ادري قلتي لي وان شاء الله بنكون في الإمارات قبل العرس ..عاد الحينه ماعندج عذر
تنهدت وصمتت فليس لديها ما تقوله..


΄΄

قريب منها ولكنها بعيدة في كل شيء ..أبحث عن أي شيء قد يدخلني لقلبها ولكنها تفكر بغيري رغم أنها لي وهو صار ماضٍ أود انتزاعه من قلبها ليتها تمنحني فرصة وتعيرني انتباهاً ..تتذكره فأتكدر وكيف لي أن لا أفعل وهي تكلمني عنه..أردت هذا المساء أن يكون مختلف لكلينا خرجت معها لخارج المبنى ظناً مني أني استطيع جذبها لي ولكنها مصرة على الحديث عن يوسف
دانه وهي تحدثه بكل براءة وحب ليوسف الذي ربطها به الحب:يوم عرفت أنها ماتت زعلت وايد ولمت نفسي لأني كنت السبب ..انا اللي فرقت بينهم
أحمد ورغم الضيق الذي يشعر به إلا أنه تابع معها:دانه ماكنتي السبب..
الاحت رأسها نحوه:امبلا أنا السبب لو مظهرت فحياته كان الحين هم مع بعض
أحمد ولم يعجبه تفكيرها:دانه لا تنسين انه قضاء وقدر ونحن مالنا حكم فيه مقدر عمرها يتوقف عند هالحد
دانه:صح..بس تعرف يوسف كان وايد يحبني ومستعد يسوي أي شيء عشاني ..انا بعد وايد احبه
وقف وعيناها صعدت معه:دانه أعتقد يا وقت الدوا يا اللا قومي بس كفاية اليوم
وقفت وهي مبتسمة:يعني بنرجع نسولف ؟
أحمد:أكيد ..ياللا خلينا ندخل
دانه بطيب نية:اوكي ياللا..


΄΄

عاد للشقة ليراه ممسكاً بتحفة الجبس ..فجلس قائلاً:متى شتريتها؟ على خبري قلت ما كنت مهتم بالمعرض؟
طارق بابتسامة وعينه عليها:ما شتريتها ..هذي عطوني ياها عشان اعطيك اياها وتوصلها ندى
شعر أن كلام طارق سيتوهه فقال:لحظة منو عطاك إياها؟
طارق وهو يقدمها منه:ضي يت تسأل عنك عشان تطمن على ندى ..الحين دورك تجاوبني من وين تعرفها؟
ضحك راكان قائلاً:هههههه..ما اعرفها شخصياً هي ربيعة ندى ..قلتلها فيه بنتين يسكنن في الشقة اللي قبالة شقتي وهن مواطنات وندى ياها فضول تتعرف عليهن وصارت المعرفة
طارق:اممم فهمت.._نهض واقفاً قائلاً_...انزين دامني سلمتك الأمانه وبلغتك الرسالة اقولك تصبح على خير
راكان وقد نظر لساعته:اوف بعده وقت
طارق:تعبان الله وكيلك ووراي دوام من الفير..ياللا تصبح على خير
راكان:تلاقي خير
بعد ذهاب طارق أخذ التحفة وتأملها وقال:ضي!..


΄΄

أخذت وقتي أراجع تصرفاتي معه ..هل بالفعل قاسية معه؟ هل حقاً لا أعامله بحب وتفهم؟..هل فعلاًً ظلمته في أخر مرة تكلمت معه؟..إذاً عليّ أن أغير أسلوبي معه..كنت في انتظار عودته..وجدت غرفته في شبه فوضى ..أخذت أتأملها وتذكرت غرفتي وكيف أن أمي كانت دائماً تؤنبني على إهمالي..كنت على وشك الانتهاء عندما دخل
حين رأيتها ظننت أنها ستبدأ بتأنيبها ولومها لي ولكن فاجأتني بقولها:هلا نايف تعال ايلس بنسولف شوي
علت ملامحه الدهشة وزادت حين سمع ردها حين قال:اذا فيها مثل كل مرة الأفضل ما نتكلم
ابتسمت وقالت في هدوء:لا ماراح يكون مثل كل مرة ..هالمرة راح نسولف وبسمعك
شك في الأمر فوالدته ليست على طبيعتها هنالك أمر ما:اوكي
جلس ومازال مستنكر الوضع ولكن لا يريد أن يقول شيء حتى لا تهاجمه
والدته وهي تحاول اعطاءه انطباع جيد وأنهم باستطاعتهم تغيير اسلوب الحوار بينهما:نايف ادري قسيت عليك وايد أنا ماراح أبرر لنفسي ولا راح ألومك..خلنا نتفق على شي... نتفق على بداية يديدة نصلح الوضع
نايف وفي داخله يستبعد النجاح ولكن أراد مسايرتها:تعتقدين بننجح ؟ ولا بنرجع لأسلوب التجريح
لم ترد أن تُبين أنها على حق ولا أن تكون ضعيفة:ليش نرجع؟..نايف أنا هنا عشان نبدا من يديد ولو كنت بجرحك كان سمعتني يوم وصلت..وعلى فكرة تكلمت مع ريان وقالي عن اللي سواه
أتى في باله بعد كلماتها الأخيرة أن هيفاء قد تكون من أخبرها ليقول بامتعاض:اممم..أوكي
وأكمل بطريقة ينوي بها إغاضتها وإثبات فشل ما قالت: ما عندي مانع نبدا من جديد يمه
ولكن أثبتت له العكس:طيب يا نايف خلنا نبدا وبكذا نساعد بعضنا وش قلت؟
ضحك فقد أيقن أنه لن يغلبها:طيب يمه أنا موافق
قامت واقفة قائلة:انزين بخليك ترتاح ولنا يلسات مع بعض .._وضعت كفها على خدة مما أثار دهشته وقالت بنبرة حنونة ومحبة _..اشوفك على خير
خرجت وهو لم يستوعب ما قالت ولا تصرفها أيعقل أنها على طبيعتها أم في الأمر شيء؟!!!!!


΄΄


شغلت بالي ولكن ما أعرفه أنها صديقة ندى فما أدراها بحوراء..لكن حوراء أخبرتني أنها حضرت المعرض واشترت تلك التحفة لي كهدية..
وهو سارح يفكر مر بقربها وهي تمشي ولمحها وتوقف ..
طارق وقد أنزل نافذة السيارة:تبين أوصلج؟!
ضي وهي تقترب وتفتح الباب لتركب:ما بقول لا ..خاصة انك بلباسك الرسمي
طارق بضحكة:هههههه..من شفتج أول مرة عند باب الشقة قلت هالبنت جريئة
ضي وقد تضايقت من نعته لها ولكن لم تظهر ضيقها له:ما أسميها جرأة كنت بطمن على my friend
طارق:أوكي...انزين ممكن سؤال بس اتمنى مايضايقج
ابتسمت على مضض:اوكي اسأل
طارق وهو يحاول إيجاد كلمات بسيطة:منو يعيش وياج انتي وأختج؟
أجابته بكل صراحة:محد..داد أند مام ..._لتصمت قليلاً وبان الحزن على محياها وفي نبرة صوتها _..متوفيين!
طارق وقد شعر بالحزن لهما:انزين ماعندكم أهل؟ منو يهتم فيكم ويصرف عليكم؟
نظرت له وعيناها تحمل الأسى:أختي تشتغل..وفيه شخص مسؤل عنا هو يعرف أبوي
اشفق على حالهما :بس صعب تمون بروحكم في الشقة ..صديق ابوج يزوركم؟
حركت رأسها بالنفي ومن ثم نطقتها:لا..بس يحط لنا فلوس في الحساب
ليوقف السيارة وينظر لها وكعادته يتسرع في قراره:ضي..تزوجيني؟
ضي وأتتها الفرصة ولكن أظهرت عكس ماتريد:شفقة
طارق بنفي لكلامها:لا..صدقيني من شفتج وشي داخلي حبج..
ضي بعد صمت:أوكي أنا موافقة
طارق بابتسامة:انزين متى بشوف اللي مسؤل عنكم واخطبج منه؟
ضي:أنا بكلمه وبقوله عنك وبرد لك خبر..ممكن رقم تلفونك عشان اتواصل وياك..بس بشرط
طارق:شو شرطج؟
ضي بعد صمت لثواني:تعطيني رقمك وتنسى انك عطيتني اياه_قطب جبينه بعدم استيعاب_..يعني خلنا نبدا صح عشان نكمل مع بعض ما احب مواعيد قبل الزواج ولا القصص الرومانسية
شعر بالغبطة لكلامها وزاد اعجاباً بها:اوكي موافق..


΄΄

في الأونه الأخيرة لم أعد استوعب ما تفعل.. منذ ذاك المعرض وأنا أشعر أنها بدأت تسعى لشيء ما ..غموضها الذي كنت ألاحظه منذ زمن بدأ يُترجم لتصرفات خفية لا يعلمها غيرها!..لم تعد ضي هي ذاتها بدأت تتغير أكثر مما كانت ..تدور في قوقعة لا أعلم ماهيتها ولا إلى أين ستصل بها وكيف ستخرُج منها!..عُدت للمنزل ككل وقت ,ولكن لم أجدها..بحثت عنها ولكن الشقة صغيرة وضي ليست فيها؟!!..حتى تلك الغرفة التي تقضي فيها وقتها بين منحوتاتها اهملتها وما عادت تهتم لها!...كنت أنوي الخروج أرقب الطريق فإذا بها تدخل حتى اشتعل غيضاً وسائلها باندفاع:وين كنتي؟
تقدمت ضي لتصدمها بقولها:بتزوج
حتى تفقد الإحساس مع كلمتها:شو؟!
لتتركها في حيرتها وتجلس على الأريكة:مثل ما سمعتي بتزوج
اندفعت بكل غيض نحوها وجلست بقربها لتصرخ:انتي ينيتي كيف بتزوجين ؟..ناسية كم عمرج ولا أذكرج؟..توج 19 سنة يعني ما تقدرين تصرفين من نفسج
لتنظر لها باستعلاء:ومن قالج بتزوجه من نفسي..راح تتصلين فيه وتخلينه يزوجني منه
لتصعق مما قالت لترد باستنكار:لااا اكيد شي استوى لعقلج...منو هذا اللي تبين يزوجج اياه
نظرت لها بثقة كاملة:طارق
انفعلت أماني بشدة فكيف لشقيقتها أن تصل لهذه المرحلة؟!! يبدو أنها تساهلت معها كثيراً وحان الوقت لتغيير الأسلوب معها:ضي لين هنا وبس زواج ماشي وطارق ماعاد تيبين سيرته
ضي بعناد وتحدٍ :أنا بس أعطيج خبر ورايج مايهمني
بلحظة غضب وبسبب استفزاز ضي لها لطمتها على وجهها لتنعفها مشيرة باصبعها مهددة:انا حذرتج وراح أمنعج
وقفت وخدها ارتوى حمرة من تأثير الصفعة لتقول متجاهلة كلام أماني رغم ما تشعر به من وجع:إذا ما قلتي له انتي أنا راح اقول
لتمضي تاركة شقيقتها تبتلع الغصة من تصرفاتها المثيرة للغضب نتيجة التهور..


΄΄

وصلت للمنزل في اللحظة التي أنهت فيها والدتها حديثها في الهاتف..لاحظت على ابنتها السعادة وهي مقبلة عليها ولطالما رأتها بوجه بشوش ..تقدمت وألقت السلام وقبلت والدتها على وجنتها وجلست ..
والدتها بحب :عندي لج خبر بيفرحج
تحمست ظبية لسماعه :خير يالغالية؟
والدتها بابتسامة:سلطان اتصل وقال بيي الإمارات وبييلس كم يوم بس قبل بيخلص شغله
انفعلت بفرح وخطرت في بالها أماني:وااو..يعني بيشوف أماني
تجهمت أمها التي ظنت أن ظبية قد نست قصة تزويج سلطان وأماني:بعدج على هالسالفة؟
قالت بانفعال وتأكيد:اكييد.._وبتوسل بان في عينيها_..امايه اماني مسكينة وماعندها حد إلا هي وأختها وسلطان وحيد وماعنده حد يعني اذا تزوجوا كل واحد فيهم بيحس انه محتاج للثاني
والدتها وكلام ابنتها المقنع ولكن تشعر بالتردد من الفكرة قالت بعبوس:ما ادري يا ظبية
ظبية تحاول اقناع والدتها بفكرتها تعلم سبب تخوفها ولكنها تعرف أماني جيداً:أدري بس خلينا نوفق راسين بالحلال اذا صلحوا لبعض خير وبركة واذا لا ما بغينا الا الخير من هالسالفة
تنهدت والدتها وبشبه اقتناع قالت:انزين موافقة
وقفت بفرح غامر وقبلت رأس والدتها:اوكي ما بغينا.._ابتسمت والدتها فأمسكت ظبية ذقن امها_..فدييت هالضحكة ياربييه عساني ماخلا منها.._اخذت حقيبتها_..انزين يالغالية بسير اخذلي شاور وبييج
والدتها بحب:اوكي حبيبتي
اخذت تنظر لها وهي ذاهبة وما هي إلا ثواني وعاد الوجوم لوجهها وبدأت توسوس ومن ثم تنهدت وقالت:ربي يكتب اللي فيه الخير..


΄΄


واقفة خلف زجاج نافذة المكتب ممسكة بكوب الشراب الساخن تنظر للخارج بعمق وزوجها جالس خلف مكتبه وفي الخارج ابنتيهما يلعبان في الثلج
ابتسمت وهي تنظر لهما وقالت وعينها تلاحقهما:ما ابيهم يشلون الهم من الحين بعدهم صغار
زفر بضيق وترك الأوراق ونهض وهو يمشي نحوها قال:لين متى بنتم نتكلم في هالسالفة
نظرت إليه حين وقف خلفها وملاصق لها وقالت:ما قصدي .._لتعيد بصرها لهما وبنبرة مزجت بحزن_..بس جد لازم يكونون بعيد عن الكدر والغم
ابتسم حين انبطحت أروى على ظهرها وبدأت تباعد بين رجليها ويديها حتى شكلت مثل الطائر ..من ثم رمتها مروى بكرة ثلج ونهضت راكضة خلفها:شوفي كيف هم عايشين حياتهم ومبسوطين..هند لا تنقلين هذا الشعور لهم
استدارت له وأصبحت النافذة خلفها...هي لا تريد التفكير بسوداوية ولكن لا تستطيع ابعاد فكرة الرحيل من رأسها فقالت له:اعرف..بس غصب عني..
فإذا بصوت صراخهما وهما تر كضان وفجأة اندفعت مروى لأمها:مااام ..فكيني منها .
احتمت مروى بوالدتها ودخلت أروى وهي تلهث:اصبري
فإذا بوالدتهما قائلة:أروى ..مروى ..شو هالتصرفات؟
محمد وقد نظر ناحية النافذة ثم قال:الجو حلو ..بنات شرايكم نطلع
أروى وهي تهجم تريد النيل من مروى:بس قبل بخذ حقي
ولكن والدها امسكها قبل ان تتقدم أكثر وحملها حتى تصرخ:داااد
وهما يسمعان صراخها ضحكت مروى:ههههههههههه..تستاهل
نظرت لها والدتها:روحي وياهم
قبلت ذراع والدتها:لا بسني..بيلس وياج
ابتسمت لها هند بإمتنان وحب..


΄΄

عادت من الجامعة وذهبت لصالة الطعام حيث يجتمع الكل يتناولون الطعام ..تقدمت وجلست قرب نوره التي ابتسمت لها ولكن ما إن نظرت لعبدالعزيز حتى رأته ينظر لها بسخط ..بيان ولم تعجبها نظرته:وش فيك تناظرني كذا؟
عبدالعزيز بسخط:يعني ما تقدرين تبدلين وبعدين تتغدي
بيان وهي تريد اغاضته:مافيني اطلع وأنزل قلت اخليها مرة وحدة
نوره بتدخل:عبدالعزيز خلها تاكل
بيان:شفت هذي الناس الذوق مو أنت
عبدالعزيز بغيض:طيب يا بيان الزفت حسابك بعدين
نظرت لوالدها:يبه شو عبدالعزيز قاعد يهددني
نظر والدها لعبدالعزيز:عبدالعزيز خلها هالمرة وهي بنفسها راح تتعلم
عبدالعزيز برضوخ لوالده:طيب يبه ..نوره لا تقعدين تدافعين عنها
نوره :يصير خير..


΄΄

في المحكمة حيث كان الثالثة في انتظاره وانتظار راكان الذي سيشهد زواج طارق وضي..أماني كانت ترسل نظرات شك في قدومه فترد عليها بنظرة ثابته حتى يسمعاه يلقي السلام أماني ضاق صدرها وارتعبت واتسعت مقلتيها فهي لم تتوقع انه سيأتي أما ضي فابتسامة نصر ارتسمت على شفتيها وكانت الصدمة الكبرى من نصيب طارق الذي انصعق ممن يراه أمامه حتى ينطق وهو مشدوه:عمي عبدالرحمن؟!!



انتهى

لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت 42



قراءة ممتعة^^


اصداء الحنين

أبها 08-09-14 07:46 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
إبداع في إبداع تبارك الله
ومفاجآت من الوزن الثقيل وأحداث ساخنة .
لكن أشد ما أدهشني أن فيصل يكون ابن راشد ..معقول !!!!
عبدالرحمن هو من يسيّر حياة أروى ومروى !! آخر من توقعت .
ضي داهية وليست بالهينة !!
كيف استطاعت أن تحبك كل تلك المواقف لتصل إلى مرادها؟
فيصل رغم أنني متعاطفه معه ولكن ملاك ليس لها ذنب!
اتهامه لها قد يكون بعد أن رأى وضاح يرميها في الحديقة!

شكرا أصداء الحنين ..
بانتظارك

ام هيون 15-10-14 05:36 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
اصداء

طولتي علينا مو من عادتك عساك بخير

أصداء الحنين 04-12-14 08:41 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
ربي يسلمج ام هيون ^^

ان شاء الله اليوم بنزل لكم البارت 43 و 44

كونوا على الموعد^^

أبها 05-12-14 09:22 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
أنرتِ المنتدى يا أصداء الحنين ...
وهلا ومرحبا فيك ..
بالإنتظار .

أصداء الحنين 12-12-14 08:12 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
هلا ابها
النور نوركم غلاي ^^

الحين ان شاء الله بنزل البارتين 43&44

أصداء الحنين 14-12-14 06:40 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 

البارت42

[COLOR="Black"]
هل هو مجرد كلام أراد منه الضغط عليه حتى يزوجه من ابنته؟!! أم أنه يُخفي شيئاً يعلمُه؟!!..لكن أتوقع من فيصل كل شيء فمنذ أن عَلِمَ أنه ابن راشد وهو مختلف تماماً عم كان عليه.. فلا استبعد أن يختلق مثل هذه الكذبة حتى يشوه بها شرف ابنتي لينال مُراده بالزواج منه..عُدت للمنزل والتفكير مسيطر ..في اللحظة التي اتجهت فيها نظري للسلم أتتني رغبة فالصعود لها ومواجهتها ..فتصرفاتها الغير منطقية هي الأخرى تجلب الريبة ..أسرعت الخطى صاعداً الدرجات واتجهت لغرفتها فتحت الباب وتفاجأن هي ووالدتها ..نظرت لملامحها المتعبة ويداها العاريتان التي تبرز عليها خطوط حمراء من خدش أظافرها..اقتربت والشك يملأ قلبي..لأطرح عليها سؤالاً يملأه الريبة :ملاك خبريني شو اللي صار وياج بالضبط؟

خفت وارتعبت من السؤال الغير متوقع هل يكون قد عرف شيئاً؟!!.. بلعت ريقي وبدأت أنفاسي تضيق وملامحي بان عليها الأرتباك وخفضت رأسي

تصرفها هذا جعلني أشدها من ذراعها بقوة فربما الانفعال يجدي معها:ملااك طالعيني وجاوبي

لم أره بهذا الغضب ولكن لن أسمح له أن يمد يده عليها أو يؤذيها بكلامه فما تمر به يكفي نهضت وأبعدته عنها صارخة:عبدالرحمن خل البنت اللي فيها يكفيها

حتى نفض يدها عنه بغضب وقبل أن يغادر رمق ملاك بنظرة مخيفة ..نظرتا لبعض بقلق وخرجت لاحقة به لعلها تعرف سبب هجومه ذاك ..

نادته قبل أن يبتعد أكثر:عبدالرحمن

استدار نحوها ومشى إليها لبيادرها بقوله:اسمعي قدامج اليوم تعرفين منها وين كانت بالضبط وشو صار وياها؟ ومع من كانت؟

بهتت من كلمته كيف له أن يًسيء الظن بابنته:تطعن فشرف بنتك يا عبدالرحمن؟!!

عبدالرحمن بتحذير:طرفه إذا ما خبرتج باللي ستوى وياها خليها تجهز عمرها عشان عرسها بيكون عقب زواج دلال

امستكته بيده مانعة إياه من الذهاب :ما بتسير لين تفهمني شو مستوي؟!..ليش تبي تزوجها ومن فكرته هذي لا يكون خوانك وامك ورى السالفة ترا اذا سويتوا هالشي من دون رضاي ويا دلال ماراح اسمح هالشي يتكرر ويا ملاك..

عبدالرحمن بانفعال:نفذي اللي قلته عشان ملاك نخطبت

تركها دون ان تعلق ولكن بماذا ستعلق وهي ترى ابنتيها يُخطط مستقبلهما دون اذنهما



΄΄



أُصعق من جديد على أمرٍ استحالة توقعه..مابال هذه العائلة التي وجدت نفسي فيها بالأمس يذكرون اسم امي واليوم يفاجئني طارق بخبرٍ لم يستطع عقلي استيعابه ..ككل مرة أعود فأجدة مضطجع على الأريكة..رفع مرفق يده من على عينيه ونظر لي متسائلاً:تأخرت

راكان وهو يستعد للجلوس أجابه:انشغلت ويا ابو ريان

ابتسم طارق فمن يتوقع أن تتعمق علاقة راكان مع ابو ريان والتي في بدايتها تقلق راكان..اعتدل جالساً ليقول جملته التي أثارت راكان حين سماعها:كنت اترياك عشان نحتفل بزواجي

تعجب ولاحت له حوراء حتى قال مُستنكراً:بتتزوج؟!!!..يعني قررت تاخذ حوراء؟!!

طارق بهدوء بعد سوء الفهم الذي سببه لراكان:لا ماراح ارتبط بحوراء

يحيطه بالألغاز ويكاد يتوههُ: إذا مش حوراء عيل من؟!!

نظرة عميقة من طارق وتعجب في عيني راكان أجابه بهدوء كالمرة السابقة وربما اهدأ:جارتك

عقد حاجبيه مندهشاً غير قادر على الإستيعاب:طارق الله يخليك فهمني منهي اللي بتتزوجها

ليجيبه ذاكراً لإسمها:ضي

هل سمع جيداً أم تخيل:ضي؟!!..مش فاهم كيف بتزوجها ومن وين تعرفها؟..يعني مب معقولة من لحظة وحدة قررت تتزوجها

تنهد ثم قال موضحاً:شفتها وتكلمت وياها وخطبتها من نفسها..هي ما عترضت وقالت بترمس اللي مسؤول عنها

صمت مشدوها غير قادر ع ربط الموضوع ببعضه البعض:ومنو المسؤل عنها؟!..مب المفروض انك ترمس ابوها؟!!

طارق:ابوها وامها متوفيين وصديق ابوها متكفل فيها هي واختها

زاد تعجبه وتذكر كلام ندى حين اخبرته ان والدهما يعمل في السفارة ولكن ماقاله طارق مناقض تماماً :انزين متى توفوا؟!

طارق:ماقالت ..المهم في حال واقف المسؤول عنها انت بتكون شاهد على زواجي

إذاً فطارق قد عقد النية وهذا الواضح من كلامه ولكن الشك كان له حضوره في قلب راكان:طارق لا تتسرع ..أنت ما تعرف شي عنها ولا عن أخلاقها

لم يعجبه كلامه عنها فكيف له قول ذلك:راكان انت شو تقول؟!! ..البنات يسكنن قبالتك فيه مرة سمعت شي او شفت حد يدخل او يطلع من شقتهن؟!

قال بدفاع عن نفسه:انا ما قلت جيه..

حتى يقاطعه بانفعال:عيل شو قصدك اني ما اعرف اخلاقها..بعدين ليش ما منعت اختك من التعرف عليهن دام هذا ظنك فيهن؟!!..ولا بتقول اختك ما ينخاف عليها ومن هالكلام الفاضي

في محاولة لتهدأت الوضع الذي يوشك أن ينفجر بينهما:طارق انا ما شكيت في أخلاقهن ومن كلام ندى عنهن باين انهن بنات ناس ومتربيات بس انت فاجأتني

طارق:اوكي يا راكان ..بس تبي الصدق البنت عيبتني

ابتسم راكان وقال: لا تنسى العايلة ..انت ناوي تقول لهم ولا لا؟

طارق بلا تردد قال:حالياً لا..بس أكيد بقول لهم

اتسعت ابتسامته اكثر مما جعل طارق يشعر أن وراءها أمر ما..تنهد راكان وقال:يعني بتسوي مثل عمك راشد بتتزوج في السر

طارق:مؤقت

وقف ومازالت تلك الابتسامة الاستفزازية على شفتيه:انزين بس حاول ماتعلق الموضوع وايد عن تمل بنت الناس أو ما تلقى حل




΄΄


هاأنا أنعم بعذوبة حضنها بعد أخر جدال كان بيننا قبل ذاك الحادث المشئوم والذي فقدت من بعده ساقها..

أستمع لها وهي مرتخية على صدري ..لا أريد خداعها كالأخر ون حتى لا تضعني معهم في الاتهام!

دانه وبشعور الفرح والحزن معاً فلو أن ذاك الحادث لم يكن ولو أنها لم تفقد أعصابها في ذاك اليوم لكان الوضع الآن أفضل...بادرت والدتها بالكلام قائلة وهي تمسح على رأس ابنتها:قررت أخذج معاي لأستراليا

تعجبت من كلمة والدتها:ليش بنروح استراليا؟!!

منى التي تنوي الأبتعاد وأخذ دانه معها وكذلك من أجل رجلها:تذكرين دكتور دايفيد؟!!..أنا اتواصل وياه ويوم عرف إني صرت عاجزة أصر يشوفني وبيسويلي فحوصات...هو انتقل لأستراليا من ثمان شهور تقريباً

دانه:الدكتور دايفيد وايد زين أتذكره..._ابتسمت_..ياما كنا نسوي فيه مقالب أنا وساره..ههههه مسكين كان يصدق بسرعة.. اعتقد يوم يشوفنا بيتذكر كل اللي سويناه فيه

صدمتها بقولها الذي قطع استرسالها في انسجام:ساره ما بتسير ويانا أنا وانتي بس اللي بنسافر

عبست ورفعت رأسها ناظرة لعيني والدتها بتساؤل:ليش؟!!

لا تريد الأفصاح عم يدور من خلفها حتى لا تضطر لأخبارها ولكنها وجدت حلاً سهلاً مريحاً:ساره وراها مرضى وناس محتاجين تكون وياهم ومن ضمنهم أبوج

أعادت رأسها لحضن والدتها:صح نسيت..ساره تقدس شغلها وايد وما تحب تكون مقصرة_اردفت بحزن_ ليتني مثلها

منى بعبوس مما سمعت:ليش؟!

أحست أنها أخطأت:لا ماشي بس أنا عكسها استهتر أحياناً

منى:شي طبيعي ..صح انتو توأم بس من صغركم وأنا أحاول تكون لكل وحدة فيكم شخصيتها المستقلة ..ما بغيت أسوي مثل وايدين من الناس اللي يكون عندهم توأم يعاملونهم ويلبسونهم نفس الشي ..يمكن فيكم اشياء مشتركة وهذا شي جيني بس شخصياتكم غير..

تنهدت وقالت في نفسها:صح غير عن بعض ساره شخصيتها أقوى

وأخذها فكرها للولايات المتحدة وبعد مرور قرابة الشهرين وهي الفترة التي لحقت بوفاة لانا وسامي ..لم يكن يوسف يحضر للمستشفى واختفى حتى أمه لا تعرف مكانه..بعد شهرين وحين علمت أنه قدم للمستشفى ورغم اللوم الذي تشعر به إلا أنها أسرعت لرؤيته وفي نيتها الأعتذار ..التقته وهو خارج من غرفة الكشف..كانت تشعر بالإحراج وألمها منظره أصبح نحيفاً وعلى ما يبدو هذان الشهران أرهقاه بشدة ..تقدمت لا تدري هل تعزيه أم تعتذر..

دانه واختصار لشعور الارتباك:شحالك؟

ماذا عساه يجيب أنه رغم المدة التي مضت على وفاة ابنه وزوجته مازال يشعر بفراغ قاتل وغصة مؤلمة تكاد تخلع قلبه ..لكن كان رده فيه شيء من المرونة:بخير..انتي شو مسوية

بلعت ريقها وملامح الحزن بادية عليها:تمام..يوسف سامحني أنا كنت السبب لو ما تكلمت ويا لانا كان يمكن الحين ...

كلامها لا يهون الوجع ولا يعيد من رحل ولا فائدة من قوله لذا قاطعها بقوله:لانا شكت انه بينا شي ولا سمحت لنفسها تعطي وتاخذ معاي.. كانت فموقع الهجوم ما قدرت امنعها ولا حتى اسكتها ..دانه لا تلومين نفسج هذا كان اليوم اللي انكتب افارقهم فيه ..المهم..اخبار خالتي وساره وعمي ابراهيم

دانه بضيق ولكن من سؤاله واضح أنه لا يريد الحديث عن الموضوع:بخير..يعني رجعت للمستشفى ولا ناوي تختفي؟

وجود من هم حوله واهتمامهم فيه يهون مصابه:لا ان شاء الله دايماً موجود بينكم ومعاكم

نغزت بابتسامة مغتصبة فليس بالوقت المناسب وهو في حالة حزن أن تبدي شيء أخر:اكيد هالشي يسعدنا

نظر إليها بامتنان وقال بنبرة رضا:مشكورة يا دانه

بنبرة هادئة تحمل الشجن:العفو ما سوييت شي



΄΄



لا أريد صعقها ولا إن تأخذ مني موقفاً عدائياً ..سأجعل الأمر يبدو عادياً وكله لمصلحتها..أحبها وأشعر أن أكثر شخص يناسبها هو سلطان..لذا فكرت وقررت إحضارها لمنزلنا بطريقة غير مباشرة..:أماني حياتي قلتلج أمي ما تحب تروح وايد للصالونات فقلت اتين عندنا وتسويلها

بودها الرفض مباشرة ولكن قد تجعل نفسها في مشكلة مع ظبية والتي لو رأت ملامح الضيق والعبوس ع أماني لشكت:ظبية مااريد أغامر واسوي شغل خاص فيني من ورى الصالون

ظبية بتنهيدة طويلة فعناد أماني يجعلها تسأم:أمون حبيبتي خلاص مابتسوينه من وراهم

قطبت جبينها بارتياب:بس ما اعتقد الصالون اللي أشتغل فيه يروحون للبيوت

ظبية بتشجيع:انتي ماعليج خلي كل شي عليه انا بتصرف ولا تحاتين ما بيستوي الا الخير

زفرت الضيق الذي بداخلها وبان القلق عليها:بس ..

ظبية وقد قاطعتها بحزم:لا تيلسين تبسبسين قلتلج ما بيصير شي والموضوع عندي انتي بس اعطيني موافقتج

رغم عدم الاقتناع والخوف الذي بداخلها إلا أنها رضخت:أوكي

ظبية بفرحة وابتسامة واسعة:هاه الحينه حلوين



΄΄



إذا كانت ظبية في مرحلة تحقيق هدفها ,,فهاهي ضي تسعى لتحقيق ماتريد..إنها المرة الأولى التي تكلمه فيها فهي لم تخاطبه أبداً...

ظن أن صرختين منه ستسكتها كما يفعل دائماً مع أماني:أنا مابي مشاكل ولزمي حدودج انتي واختج

ولكن التي يكلمها عكس شقيقتها تماماً فلا خوف انتابها ولا دموع على وشك السقوط بل ملامح عدم الأكتراث واضحة على ملامحها وفي نبرة صوتها:انزين عشان تفتك من همنا يبتلك الحل اللي بيفكك ويريحك منا

زفرة ضيق خرجت وتبعها كلام فيه نوع من التهديد:باين صدق بيي افتك منكن

نغزت بسخربة مع كلمة مقصودة:والله ما استبعد...تسويها

زاد سخطه وثار صوته مُجلجلاً:وين أختج اعطيني اياها ارمسها

ضي:اختي مالك خص فيها ..الموضوع يخصني..وإذا ما انتهى مثل ما ابا بيصير شي بتكون فيه بموقف ما تنحسد عليه

غضب من أسلوبها وقال بغيض:تهدديني يا قليلة الأدب أوريج من اللي بيكون فموقف ما ينحسد عليه خليني بس القى فرصة وبيي اوريج شغلج

قالت بنبرة تُثير بها غيضه:بس لا تتأخر عشان ما يستوي شي لا أنت ولا غيرك يبيه

أنهت المكالمة ورمت بالهاتف جانبها على السرير في اللحظة التي دخلت فيها أماني التي بدورها ارتابة في ملامح شقيقتها المتكهربة :شو بلاج؟_نظرت للهاتف تم لها قائلة_..كنتي ترمسين فون؟

ضي بكل صراحة ودون مراوغة: هيه

اجابتها جعلت أماني تتوقع الشخص ومن غيره:طارق..

سحبت الهاتف ودخلت على المكالمات ورفعته بجهتها تقدمت واخذته وما إن رأت الاسم حتى اتسعت عيناها ونظرت لها:من وين خذتي رقمه؟!!

وقفت وأخذت الهاتف من يدها ومشت للتسريحه ووضعته:كنتي تسبحين فخذته

تكاد تفقد عقلها من تصرفات ضي :قلتيله؟!!

مشت لها وبكل ثقة قالت:هيه وبعد قلتله اذا ما نفذ ياويله

أماني وشعور بالتيه والاستغراب:هددتيه؟!

ضي بلا مبالاة وبثقة:حذرته عشان اذا ما سوى بخبر طارق بكل شي وخليه يتفاهم وياه

هوت جالسة على السرير بغصة وضيق قائلة:حرام عليج يا ضي انتي ماتحسين ما عندج مشاعر؟

بنبرة ونظرة قاسية قالت:ترا سالفة الكف مش ناسيتنها

حتى تقف وهي تعض شفتها بغيض لتصرخ في وجهها:هذا الكف كان لازم اعطيج اياه من زمان ياضي قبل ماتضيعين وتضيعيني وياج

بدأت تنهار ودموعها سقطت من مقلتيها التي تحمل عتاب ولوم عميق كانت ستمضي وما إن امسكتها حتى نفضت يدها بألم موجع:هديني

يؤلمني وجعٌ غائر بالصدر

ابتسم أمامهم ونزيف بداخلي

يظنون البسمة سعادة,وما علموا أنها أحياناً أخرى تعاسة ,وهي من بينهم

رغم رابطة الدم بيننا إلا أنها تٌمعن بإيلامي

غصة بالحلق تعلق لا أنا قد استرجعتها ولا أخرجتها ,لتظل تذكرني

بوخز صدري..

وهن ,وحزن..

ألم,وقهر....

الكلمات بقلم الجميلة:وردة شقى

خرجت وفي حلقها غصة مقهورة ...دخلت لغرفتها وانفاسها مقبوضة وبكت بحرقة لم تجد نفسها إلا راكعة أمام سريرها باكية انحنت عليه تفرغ ما في قلبها على ملايته ..سمعت صوت ضي قائلاً:الحين ليش تصيحين؟!!!

لكنها لم تكترث لها بل شعرت ان دموعها ازداد نزولها ..تقدمت ونزلت القرفصاء :مروه انتي تعرفين هذا الوضع مب طبيعي وهو مش مهتم يعني ماراح تفرق وياه.._وضعت كفها على ظهر شقيقتها_..مروى؟!!!

رفعت رأسها ماسحة انفها ودموعها وتحاول تهدأت نفسها :ضي أنا خايفة مقهورة مب مطمنة للي يصير..ظبيه تباني اسوي شغل لأمها يعني ازورهم في البيت وهالشي يمكن يسويلي مشاكل ي الصالون بس ظبية قالت هي بتصرف وبيكون بموافقة راعية الصالون

اعتبرت الموضوع عادياً وما تفعله شقيقتها نوع من المبالغة الغير مبررة:انزين وين المشكلة؟!!..مروى مشكلتج انج تعطين الشي اكثر من اللي يستحقه

أماني سرى فيها شعور بالأسى من كلام شقيقتها الغير مبالي:ضي انا مب مثلج متهورة وكل شي عندي إيزي ..

وقفت وبنبرة ثقة قالت:ماشي شي إيزي بس فيه شي اسمه_تشير باصبعها لرأسها_مخ!

ما تقوله ضرب من الجنون الغير مكترث بالعواقب:مخ؟!!..ماراح ييب لنا الكوارث والمصايب إلا مخج..من ساعة ما دخلتيهم حياتنا والوضع كل ماله يصير اسوأ

ضي بعبارة لم تفهما أماني:قصدج صار أحسن

وقفت بانفعال صارخة في وجهها:احسن في شو؟!!..دامج هالقد مهتمة وتبين تتعرفين عليهم خلينا ناخذها من قصيرها ونسير لهم ونعرفهم فينا

ضي باصرار:طبعاً لا..ما بنسير لهم هم اللي بييون عندنا وبمزاجنا ..جهزي نفسج تراه بيي وشايل مصيبة اللي راح تكون على راسه اذا فكر يسوي شي

تركتها وذهبت وأماني مذهولة وخائفة في ذات الوقت ...



΄΄



كون أني أنتمي له فكرة تشعرني بالغثيان فكيف أكون من صلب هذا المسخ المتكبر ؟!!..الآن اشعر أني أخطأت حين ألححت عليها بالسؤال ..يتأمل نفسه الجريحة ويتذكر وهو جالس خلف المقود تلك الأيام التي كان فيها سائق لا قيمة له ..احس بالباب قد فتح ورآه من خلال المرآة الأمامية وقد ركب واغلق الباب وقد حرك السيارة في هدوء وما إن خرج من البوابة حتى صدمه حين قال وهو يضبط المرآة حتى يراه :تبي تسير عند المدام

غضب وثار فيه:وقف السيارة

فيصل وفي قلبه مُقت وحقد:لا تحاتي بناخذ بس لفة وبنرجع...المهم فيه شي ابيه منك وتنفذه..

راشد بحقد فكيف له أن يضعف أمامه وأمام مطالبه الدنيئة وهو الذي يهابه الجميع:كم تبي؟

فيصل وهدوء اعصاب على غير عادته والذي أثار الغيض في قلب راشد وهو يسمعه يقول:ما ابي فلوس...

راشد وهو يحترق بداخله ويغلي:عيل شو تبه؟

صمت لبرهة حتى يشحن مستوى الغضب في قلب راشد ورغم كرهه له إلا أنه يستمتع بإذلاله وهاو يرى عيناه اتسعتا وهو يقول:اطلق المدام عشان بعد فترة من زواجي بنتقل للبيت ..اعتقد مايرضيك بنت اخوك تم طول عمرها ساكنة بيت شعبي قديم..

أطفأ محرك السيارة وهو يفتح الباب مترجلاً قال:وصلنا

ترك الباب مفتوح ومضى حتى يركب السائق الهندي الذي حرك رأسه متعجباً وقال مخاطباً راشد الذي في حال يرثى لها:بابا ..فيصل واجد تغير ليش هو يسوي جيه؟..والله هزا هرام ..استغفر الله

لم يعلق راشد واكتفى بالصمت ولكن قلبه يكتوي بالغل لماضٍ عاد على هيئة بشر هو من صلبه حقيقة لا يمكنه انكارها وليته يعود حتى يدفنها!!!...



΄΄

صراخ لا شيء غير الصراخ هذا ما تسمعه وهو ينهال على شقيقتها بكلماته القاسية , وهي تجلس متفرجة مستمعة لكلامه الموجه لضي التي لأول مرة تتواجه معه:اعتقد انت تعرف شو بيستوي اذا دخل طرف ثالث في الموضوع وعشان كل شي يمشي من غير مشاكل تزوجني من طارق

عبدالرحمن الذي بيده أن يمد يده عليها ولكن في داخله حياء يمنعه فهو لم يمدها يوماً على أحد ولكن ضي باسلوبها الاستفزازي قد يمدها:كيف عرفتي طارق؟!!

ضي بتجاهل لسؤاله:المهم برد عليه وبقوله انك وافقت

عبدالرحمن :تبين تورطيني مع ولد اخوي؟!!

ضي :تخيل انه ولد اخوك يعرف اني بنت عمه ظنك شو بيسوي؟

نظر لأماني وكأنه يحملها المسؤولية:قولي شي ولا عايبنج كلام اختج؟

أماني بنفي فهي قد وضعت في موقف صعب :انا ما يخصني تصرفوا مع بعض ..خلوني فحالي

في هذه اللحظة تمنت وجود والديها ..حتى لاح الماضي بذكرى مؤلمة قد رأت قبل حدوثها بوالديها...بعد أن تركت سلطان في صالة الانتظار في المطار وبعد أن بحثت عنهم ..استقلت سيارة أجرة حتى وصلت للمنزل وترجلت وهي في حالة ذهول مما ترى فقط اطبق الهلع على حواسها وهي ترى الدخان المتصاعد من المنزل حتى تصرخ وهي مندفعة للداخل:دااااد..مااام

لكن وهي تجري غير أبهة بكمية الدخان المختلط باللهيب هناك من أمسك بها مانعاً أياها وهي تحاول فك نفسها من بين يديه بمقاومة وقلب ينزف وروح تكاد تخرج:هدنييي ..ماااام..داااد ..

عبدالرحمن وهو يحاول تهدأتها:اهدي..خلينا ناخذ اختج للمستشفى

نظرت إليه والأنفاس شاردة وعيناها حمراوين:منو انت؟

عبدالرحمن وقد تطمأن قليلاً حين هدأت:عمج عبدالرحمن..خلينا ناخذ اختج للمستشفى

ألاحت رأسها لشقيقتها التي على الأرض والدماء تسيل منها وندفعت لها تحركها تحاول إيقاضها ودموعها تخر من عينيها :أروى ..أروى قومي..مااام وداااد في البيت ولا لا؟!! ..أروى

عبدالرحمن وشيء من القلق قد انتابه:هذا مب وقته خلينا ناخذها للمستشفى وبعدين بنتصرف

كانت دموعها تنزل دون إرادتها التي سرقتها من الواقع ذكرى ذاك اليوم الأليم لتشعر بلمسة رقيقة على وجنتها ماسحة الدموع وصوت رقيق هامس:مروى شو بلاج؟!!

نظرت لعينا شقيقتها اللتان تحملان الوداعة والقسوة معاً ليخرج صوتها متحجرجاً:وينه؟!!

ضي بنفس النبرة الهامسة:رااح

مروى على نفس الوتيرة من الهدوء والهمس:شو صار؟

رفعت جذعها مستقيمة وبنفس النبرة:بيزوجني طارق

صمتت لبرهة ثم قالت بعنين متسائلتين وقد اغرورقا بالدموع:ضي انتي شفتي شو صار لأمي وأبوي ..كنتي حد ..كنتي في البيت صح؟!

لزمت الصمت لثواني ثم نظرت لها قائلة:صح مابنسوي حفلة ولا عرس بس ع الاقل اتزين ..عشان جيه أبي من لمساتج الحلوة ..

طيرت لها قبلة وذهبت اغمضت عيناها وزفرت في ضيق ..


΄΄


سأتهور وسأفعل أي شيء حتى أكون له ومعه ..أنا متأكدة أنه من أجل الحب الذي يجمعنا سيفعل أي شيء فلا أقوى من رابطة العشق..اتفقت معه على أن نلتقي دون أن أخبره عمن سيكون برفقتي ..

وصلت لأراها تجلس برفقة شاب ملامحه ليست غريبة قد رأيته من قبل ولكن لا أتذكر أين..اقتربت وعيني عليها ساجن فهي لم تخبرني عن قدوم هذا المتطفل الذي لا أعرف سبب وجوده:غدير منو هذا؟

غدير بابتسامة عكس العبوس على ناصر:ناصر ايلس عشان نرمس

ناصر وقد ضايقه برودها:نرمس عن شو؟..منو هذا؟

غدير:اخوي

قطب جبينه:مروان

فيصل وقد شده الأسم فهذا يدل على أن غدير تخبره بكل شيء خاص عنها وقبل أن تنطق ولأنه يريد انهاء الموضوع:أنا فيصل

ناصر بانفعال موجهاً كلامه لها:من متى عندج اخو اسمه فيصل؟!!

فيصل وقد سام منه :ناصر خلك مني ..جاوبني تبي تتزوج غدير ولا لا؟

كل منهما لم يعجبه الأخر فرد عليه باشمئزاز:انت شو يخصك؟

غدير بتدخل:ناصر فيصل هو اللي بيزوجنا لبعض انت خلنا نفتك وعقب بشرحلك كل شي

وقف بغيض:اسف مستحيل

فيصل:عيل اسمع..غدير تنساها واذا ماخليتها بنفسي بقول لأبوها وعمامها وبيتصرفون وياك..ولا تعتقد هذا تهديد لا جرب وشوف

ناصر وقد تلاقت عيناه بعيني غدير يشعر أنه مغبون ووضع بين المطرقة والسندان!!..


΄΄

في المحكمة حيث كان الثالثة في انتظاره وانتظار راكان الذي سيشهد زواج طارق وضي..أماني كانت ترسل نظرات شك في قدومه فترد عليها بنظرة ثابته حتى يسمعاه يلقي السلام أماني ضاق صدرها وارتعبت واتسعت مقلتيها فهي لم تتوقع انه سيأتي أما ضي فابتسامة نصر ارتسمت على شفتيها وكانت الصدمة الكبرى من نصيب طارق الذي انصعق ممن يراه أمامه حتى ينطق وهو مشدوه:عمي عبدالرحمن؟!!

وضعتاه في موقف محرج لم يرد أن يطيل الموضوع وأعطاه رؤوس أقلام فهمى من خلالها طارق أن عبدالرحمن كان صديق لوالد ضي...وتم كل شيء بسلام ولكن طارق أراد فهم المزيد ..فبعد أن ذهبا للشقة التي تعلو الشقتين والتي ستكون مسكن لهما..

طارق بتفكير:ماكنت اعرف انه ابوج يعرف عمي عبدالرحمن

ضي باستنكار:عادي شو فيها؟!!_لاحظت انه أطال النظر لها_شو بلاك؟

طارق بحالمية:عيونج وملامحج تذكرني بشخص أعرفه

وكأنها ادركت من يقصد ولكن تجاهلت:منو؟

طارق:عمي محمد الله يرحمه

أدرك انه سخيف بكلامه فهذه ليلة زواجهما فقال كتغيير للحوار:احم...اممم..يوعانة؟

ضي بابتسامة وقد ادركت ارتباكة:شوي

طارق بارتباك واضح:عيل بسير اييب لنا شي ناكله..اوكي؟

ضحكت بخفة:هههه اوكي

خرج عنها وهي زفرة بسعادة فهاهي على بداية تحقيق هدفها

..



ليلة تمنيتها وانتظرتها ..كنت احسب الأيام حتى تأتي ..فأتت واستمتعت باجواءها ولكن ما إن انتهت حفلتها..وذهبت معه للفندق كأي زوجين سعيدين ..ولكن ما إن دخلت حتى وقفت مكاني وأنا أرى سريرين ..

دنا منها وعلى ملامحه سخرية عرف مايدور في بالها من نقطة تمركز بصرها .رفعت نظرها له متسائلة دون كلام فقال:مستغربة..ظنيتي بخليج ترقدين وياي..انتي المفروض تشكريني لأني حققت لج امنيتج..مب انتي تحبيني؟..عيل تحملي اللي انتي فيه..برقد راسي مصدع من هالليلة الزفت

ادار لها ظهره وذهب للنوم وهي وقفت مستاءة من تصرفه وقالت:باين راح تتعبين يا دلال راح تتعبين وايد

΄΄

لحظة مختلفة ..بحث وبحث ولكن لم يتوقع هذا!!..كان جالساً في الصالة وبين يديه هاتفه الأيفون..اقبلت له تحمل العصير

سلطان:خالتي بتتأخر

ظبية:هذي خامس مرة تسألني..لا ما بتتأخر لين تخلص العصير بتكون يت..أنا بسير أجهز نفسي الحين بتي وحدة من الصالون ..عن اذنك

وهي تصعد السلم رن جرس الباب فابتسمت:سلطان قوم افتح الباب هذي اكيد اللي من الصالون

سلطان بتذمر:ليش ماتفتحين لها انتي

ظبيه بعبوس:سلطان الله يخليك قووم

سلطان وهو يقف:انزين ..

ابتسمت بفرح واكملت طريقها وهو تقدم من الباب وقبل ان يرفع بصره:نعم

وما إن التقت عيناهما ..شعرت أنها كمن مات وهو الجمه ما يرى حتى نطق:مروى!!!!!

[/COLOR]
انتهى


لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت43


قراءة ممتعة^^


مع تحياتي

اصداء الحنين


أصداء الحنين 14-12-14 06:46 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 

البارت 43


مجنون هذه الكلمة الوحيدة ألائقة به فلن يتبع تفكيره سوى مجنون مثله!..أحبها وكنت أنتظر تحقيق الارتباط بها بأي طريقة كانت ,,لكن لم أرتح لعرضه!..لكني مُستغرباً من موافقتها لكلامه ..سيزوجنا ! لكن كيف؟!!...رن هاتفه نظر لشاشته وكانت هي فرد بسرعة:غدير تراني مب فاهم شي
غدير ومحاولة لتهدأته:وهاذون اتصلت عشان افهمك السالفة
جلس وهو متعجل للمعرفة:انزين فهميني ترا والله مب مستوعب.. اخوج وبيزوجنا مب مستوعب شي
تنهدت:انزين ممكن تعطيني فرصة اشرحلك ..لا تقاطعني وخلني اتكلم واسمعني زين عشان تفهم.. ركز وياي
ناصر بانفعال:اوكي اسمعج
انفعلت هي الأخرى من إسلوبه وقالت بعبوس:مستحيل أتكلم وانت معصب
زفر وهدأ:اوكي مب معصب ياللا تكلمي
اخذت نفس عميق ومن ثم قالت: فيصل أخوي من الأبو وأنا اكتشفت هالشي بالصدفة ..المهم أنه هو بيتولى تزوجينا لبعض
ناصر بعدم ارتياح:يعني بنتزوج بالسر ومن وراهم؟!!
غدير:مؤقت أو بنحطهم تحت الأمر الواقع
ناصر بتشتت فالأمر خطير والمجازفة فيه تعد جنون:غدير انتي في وعيج؟!!..ظنج بيتقبلون زواجنا بسهولة ؟!!
غدير بضيق:عيل تعرف شو خلنا جيه عايشين في أحلامنا الوردية لين تشييب روسنا اوكي؟!!
اغمض عينيه وبلع ريقه باستياء وقال بنبرة هادئة لا تخلو من الضيق:غدير انتي مب متصورة حجم المشكلة اللي بنكون فيها.. اهلج مستحيل يرضون ولا بيرضون هذا اذا ما ذبحونا..انتي عارفه شو معنى نتزوج بالسر يعني ماخذج غصب عنهم يعني ماييت البيت من بابه
غمزت بابتسامة سخرية بشفتها وقالت بتهكم:يعني لو ييت البيت من بابه بيوافقون؟..ترا نفس السالفة بنتم معلقين عايشين على الحب ومالاقيين من ينصفنا...ناصر اعرفهم اكثر منك..عشان جيه خلنا ناخذها من قصيرها ونتزوج ونفتك وخلهم يسوون اللي يبونه دامنا صرنا لبعض
تأفف بانزعاج وعدم قبول:ماادري ياغدير مب مرتاح حاس هالشي وراه مصيبة عودة نحن مب قدها
احست انه بدأ يرضخ وهنالك أمل في اقناعه:ما في شي سهل واذا ما تعبنا ما بنحصل اللي نباه..حبيبي فكر ولا تتسرع وخل التفكيير بسوداوية على صوب وطالع الشي بايجابية لا تقول شي وخذ وقتك..ياللا بخليك اسمع عيوز النار تزقرني سلام حبي
أنهت المكالمة ونضرت للجالس يسارها في كرسي السائق ..فيصل وقد نظر لها من وراء نظارته الشمسية:شو قال؟
غدير بضيق واضح على ملامحها:متردد بس اكيد بيوافق هو يحبني ومستعد يسوي أي شي
انحنى بجهتها وسألها وكأنه لم يصدق:لهدرجة واثقة..
غدير بغطرسة واضحة:انا واقفت على انك تساعدنا لكن لا طيح الميانة وايد عشان من أوصل للي ابيه ما اعرفك ولا يربطني فيك شي وكل واحد منا له مصلحة
ابتسم بسخرية فماذا عساه يتوقع منها فهي تربت على يد راشد وبخيتة وكبرت في عائلة كل افرادها ليس لديهم ذرة انسانية..نظر للأمام وقال:انزلي ..وخلي كلبج يوافق عشان مب فاضي لكم
غضبت من كلامه وردت بغيض:ناصر مب كلبي ناصر حبيبي وإذا فيه كلب فهو انت..
نزلت قبل أن يصب جم غضبه منها عليها دخلت للمنزل وهو قاد سيارته فالإهانات تلاحقه منهم ..يريد أن يأخذ حقه ويسترجع كرامته المهدورة..

΄΄

خرجتُ وفي داخلي سعادة وخوف ..سعادة لشعوري بأنها تناسبني هي من سيحمل أولادها أسمي حتى وإن تم زواجنا بعُجالة ودون تجهيز مسبق وما أخاف منه هو تعريضها للمشاكل فلا أحد يدري بهذا الزواج إلا راكان وعمي عبدالرحمن ..عمي عبدالرحمن..مازلت متعجباً من معرفته لهما وما زاد تعجبي موافقته على زواجنا...جهز طلبي وعدت للشقة وتذكرت أمراً كان عليّ فعله..دخلت ورايتها ترتب الصحون على الطاولة ..اقتربتُ ووضعت أكياس الطعام على الطاولة ..
ضي بابتسامة:تتعشا الحين؟
طارق :لا عقب شي فيه شي لازم نسويه
عقدت حاجبيها مستغربة:شو؟!!!
دنا منها :نصلي وعقب نتعشا..ولا ماعليج صلاة؟
ابتسمت بحياء:لا عليي
طارق:عيل خلينا نصلي وعقب بنتعشى

΄΄

ليلة باردة شاحبة تقبع فيها أنفاسي تحت فراغ تركه رحيلها رغم المسافة القصيرة بيننا إلا أنني يملأني الفراغ والوحشة... ما أصعبها حين تتعود على شخص يلازمك لا تفترقان إلا وقت النوم وفجأة يذهب عنك ويتخلى عن كل جميل جمعكما والعذر مشيئة الحياة وسنتها!...
إن كانت اماني تلفها الوحدة وشقيقتها بعيدة عنها فهاهي ضي تتناول العشاء مع طارق ..كانت تنظر إليه حينما ترفع لقمتها وتضعها في فمها ..تتحين الفرصة حتى ترمي ما في جُعبتها من أسئلة..رشفت من العصير ووضعته ونضرت إليه ومقلتيها تحمل الكثير ..
لفت يديها معاً عند حافة الطاولة:طارق
طارق بابتسامة:لبيه
قالها بطريقة حركت أمر دفين غمزت على إثره بابتسامة رقيقة :كلمني عنك..يعني شو تحب..ربعك..يعني اشياء تخصك
شرب من فنينة الماء ووضعها وقال وهو يمسح يديه في المحارم الورقية:ربع ماعندي بس تقدرين تقولين مجرد زملاء ..بس اللي اقدر اسميه صديق هو راكان نحن دايم مع بعض حتى اسرارنا محد يدري فيها غيرنا..وبعد عبدالله هذا يكون زوج عذايب بنت عمتي حصة الله يرحمها.. اعرفه من أيام المدرسة وفيه بعد سلطان ..سلطان كان دايم غير عنا احلامه غير طموح فيوم قالنا من اخلص الثانوي بسافر أكمل دراستي برا كنا نضحك عليه ونقوله نهايتك ياأما جيش أو شرطة _ابتسم وأردف_بس خيب توقعاتنا ..من زماان ما شفته أخر مرة كنت مسافر لندن,وأنا عند بيت عمي محمد التقيت بواحد يشبهه
ما إن قال ذلك حتى ارتابت وخطر في بالها سلطان..فقالت حتى تفهم أكثر:وكان هو؟
طارق:ماادري اصلاً ماكنت مركز بس عقب ما تركته تذكرت وربطت بينه وبين سلطان ..أما عن الأشياء اللي أحبها ما عندي شي ما أهتم..وانتي شي عندج غير الجبس تحبينه
ابتسمت واقتربت منه:احبك انت
ابتسم وهو يتأمل عينيها:من شفتج وأنا اقول أنج جريئة
ابتسمت وبنظرة جذابة قالت:الحين مب جرأة هذا حب ..طارق أحبك
طارق:وأنا...
وقبل أن يكمل لم يشعر إلا وهي تقبله...

΄΄

ليلة جلبت معها الضيق والكدر..قضت ليلتها وهي تحتضن وسادتها والغصة في داخلها تنهش ماتبقى لها من كبرياء..لم تستطع النوم إلا في السويعات الأخيرة ونهضت بمزاج متعكر وصداع..لم تكترث لعدم وجوده بسبب الغيض والغضب من تصرفه البارحة..استحمت وخرجت بشعرها المبلل القصير والمنفوش من تأثير الماء ..في تلك اللحظة صادف دخوله..رمى المفاتيح بغيض حين رأها وهي الأخرى نظرت له بقسوة
مروان وبأسلوب فظ و مستفز:زين وعيتي وفرتي عليي التعب...عقب ثلاث ساعات بنسافر
دلال بنبرة مقصودة:ما ابا اسافر
أسرع لها وأمسكها:إلا بتسافرين مافيني على حنة يدتج..مايهون عليها انج ما تسافرين وأنا بصراحة مالي خلق مشاكل..الحين اباج تنزلين تحت يعني اطلع من الحمام ما شوفلج أثر هنا
عبست مستغربة طلبه:ليش ما تقول سفرنا عقب ثلاث ساعات؟
قرب وجهه منها فنفرت منه:هيه بس أنا متعود عقب ما اتسبح اطلع من الحمام عريان
نظرت له بتعجب فقالت وكأنها توضح له مكانتها:بس أنا حرمتك
ليرد عليها بحنق فهذه الكلمة تثير اشمئزازه وتذكره بأمر أرغم عليه:حرمت عليج عيشتج..تزهبين عمرج وتنزلين تحت تبلعين اي شي ..اطلع ما أشوف ويهج وربي اذا شفتج بدل ما أسفرج برا أسفرج ع الأخرة
تنهدت بعد دخوله للحمام رامية بالمنشفة بقوة وغيض..

΄΄

لم أرغب بالخروج ولكن أصر ..ذهبنا للمطعم وأكلنا ولم ينتهي عند هذا الحد طلب مني شراء هدية لمولود صديقه فأقترحت شراء ملابس اطفال ..دخلت لمحل اطفال وهو تركني وذهب يسحب نقود ..كنتُ قد اخترت بعض القطع التي أعجبتني في ذات اللحظة أرسل لي أنه قادم ..أخذتها فرأيته يقف ينظر للملابس وظهره ناحيتي فتعجبت أنه لم يخبرني أنه وصل ..تقدمت منه لأريه القطع رفعت إحداها بكلتا يدي:عبودي شرايك فيهم؟
وكانت الصدمة حين استدار نحوي فصعقت أنه أخر نظر إلي بابتسامة:بصراحة رووعة
تلعثمت وشعرت بفقد إحساسي:السموحة اخوي
هربت لأصدم بعبدالله الذي تعجب مني:عذايب شبلاج؟
رميت الملابس له وقلت وشعور الخجل والإحراج واضح عليي:ماشي أنت حاسب وأنا بطلع
استغرب من تصرفها ...أخذ القطع ودفع ثمنها ولم يغب عنه تصرف عذايب..وما إن ركبوا السيارة وانطلقوا للبيت حتى أخبرته لينفجر ضاحكاً:هههههههههه
زاد ضيقها وعبوسها:والله تفشلت صار ويهي أحمر من الفشلة
عبدالله ومازال مستمر في الضحك:هههههههه ..هالكثر ماتعرفيني ؟!!
زفرت بضيق:شو اسوي ما انتبهت..بعدين بسك ضحك..
عبدالله وهو يغالب الضحك:خلاااص درس وتعلمتيه
عذايب بلوم:كله منك قلتلك سحب بعدين.. رفضت
عبدالله:والله البوك خالي مافيه فلس الا كم درهم
عذايب وقد ركزت ناظرها على السياره القريب من بيتهم:سيارة منو هذي؟!!
عبدالله ولأول مرة يارها:ماادري ننزل ونشوف
عذايب:عيل الأغراض برايهم بنزلهن بعدين
توقف خلفها لأنها تسد طريق "الباركن"..نزلا وأتجها للداخل..وما إن دخلا للصالة حتى رأيا عمته وشيخه جالستان..لم ترتح لوجودهما فهي بالأساس لا تحب شيخه ولكن ستضطر تحمل وجودها من أجل عبدالله ولأنها جدة أولاده ..وبعدا أن ألقيا السلام قالت عمته معاتبة له:عبدالله طالع ومودر اليهال بروحهم؟
عبدالله بتبرير:عمتي اليهال عندهم أختهم
عمته وهي مستمرة بالعتب:واختهم من كبرها الحين...انته ماتدري بالحوادث اللي تستوي في البيوت..الحين لو استوى لهم شي وانت بعيد عنهم
شعرا بالإستصغار والإهانة والتجريح منها:عمتي الحمدلله اليهال ماستوى عليهم شي ..وأنا كنت اخليهم بروحهم وكنت أحذرهم وهم ماشاالله عليهم يسمعون الكلام
عمته:هالمرة بسكت بس مرة ثانية لبغيت تطلع هاتهم عندي
شعرت بلكنة لوم واتهام موجهة لها ولكنها كتمتها فتركتهم وذهبت للداخل..
عبدالله وقد شعر بضيقها فاستأذن منهما ولحق بها ..جلست تبكي تشعر بحرقة من كلامها ..دخل عبدالله وأحزنه وضعها:عذايب الله يهديج ليش تصيحين؟
نظرت له وعيناها يملأهما الدمع:عمتك تقصدني بأخر شي قالته ..يعني أنا أخذك من عيالك
عبدالله بشيء من الضيق:عذايب عمتي دووم تهزبني عشانهم..انتي لا تتحسسين منها ..هي بالغت شوي في ردة فعلها ..يا الله قومي ويلسي وياهن ولا تشلين فقلبج هن شوي وبيسيرن وراح يسكتن
تنهد في ضيق ومسحت دموعها:انزين يا عبدالله بسكت ..بقوم أسوي قهوة عشان مايقولون ما وجبتهم
عبدالله بابتسامة:انزين وأنا بسير أشوف اليهال وبيي عندكن

΄΄

شعرتُ بهدوء نسبي بعد أن تركت الجناح وجئت للمقهي التابع للفندق استمتع بـــ"هوت شوكليت بالمارشميلو" والموسيقى الهادئة ..وأنا في بداية انسجامي أتى لي أحد المتطفلين ..لم أنتبه له حتى قال:هاي
نظرت إليه كان طويل وأسمر :نعم
الشاب بابتسامة :تسمحين لي ايلس
كنت سأنهال عليه بغضب ولكن تراجعت وشعرت من ملامحه أنه صدم حين قلت:تفضل
الشاب وقد تعجب منها ولكن أعجبه ردها فهي قد تكون من البنات اللاتي يحبن التعارف سحب الكرسي وجلس ولو يعرف مايدور في بال دلال لكان غير رأيه:بصراحة شفتج بروحج قلت أيي اسليج
دلال بنظراة غير مكترثة فهي تعلم أنه يستميلها بكلامه لتقع في شباكه:يعني كسرت خاطرك؟
الشاب:امممم قولي جذبتيني
لم يشعرا إلا بصوت مروان:هاي انت شو ميلسنك هنا؟
وقف الشاب :احترم نفسك وروح من هنا لأدفنك فمكانك
مروان وقد اشتعل غيظاً من وقاحته:انا تدفني مكاني اوريك من بيدفن الثاني
وقفت دلال وهي تصرخ بمروان:مروان خلاااص
استغرب الشاب من معرفتها له:انتي تعرفينه
دلال وقد نالت ما ارادت:هيه أعرفه
مروان بانفعال وقد رفع قبضة يده:بتذلف من هنا ولا أوريك ؟
ذهب الشاب أما دلال فأعجبها غيرته عليها ..نظر إليها بغضب:الحين هذا شو ميلسنه وياج؟
دلال:ترا ما يهمك
امسكها بذراعها:قسم بالله اذا ما نطميتي اجتلج..يلعن شكلج انتي وياه
دلال وقد لاحظت الكل ينظر إليهم وبعض منهم اجانب:مروان خلاص فضحتنا خلنا نمشي
مروان بغضب:والله اذا تكرر هالشي يا ويلج امشي خلينا نلحق ع الطيارة عساها تطيح فيج وافتك منج
دلال وقد أرادت إغاضته:والله اذا طاحت مابكون فيها بروحي
مروان بغيض:تنكتين حضرتج؟!!..اقول امشي لأهفج كف يطير ضروسج
سكتت ومشت خلفه ودخلا للمصعد وهي تلمح فيه الغضب ولكن تصرفه مع ذاك الشاب حاضر في بالها فهي شعرت بغيرته عليها حتى لو أظهر العكس!..
΄΄


كان الوضع يقلقني..لكن ما إن سمعت منها حتى زاد خوفي أضعاف ماكان عليه ..
أماني وهي تشعر بضيق:انزين ماسألتيه عنه أكثر
ضي وهي ترى القلق في عيني شقيقتها:لا ما سالته ..لو سألت كا يمكن يشك لا تنسين طارق شو يشتغل..بعدين لنفرض نفس سلطان ربيعه هو سلطان اللي نعرفه وين المشكلة؟
أماني بشك وهم:المشكلة انج محطية ايديج في الماي البارد..ضي بغض النظر عن مشاعري اتجاه سلطان..نحن لازم نخليه بعيد وما نورطه..سلطان ساعدنا وايد ووقف ويانا من حقه علينا إنا ما نضره حتى لو بدون قصد
ضي وهي تظن شقيقتها تبالغ في ردة فعلها الغير مبررة:مروى باين ما تعرفين سلطان..سلطان قدها يعني حتى لو تورط يعرف يطلع نفسه ويقلب الموضوع عليهم لا تخافين عليه
صداع وتعب وعقل لا يهدأ من التفكير كل هذا اجتمع عليها:وأنا ما اريد ..ضي انا تعبت خلاص ماعاد فيني حيل لمصايب ثانية ..أخاف عليج وعلى سلطان ولو علي انا مش مهم ...ضي أنتوا من بقى لي من عقب أهلي ..أحس بغصة وويع
ابتسامة رقيقة بانت على شفتيها فنهضت وجاءت قربها ولفتها بذراعيها وقالت:افتقدتيني البارحة صح؟
أشاحت بوجهها فلا تريد أن تبين ذلك لها رغم وضوحه:لا عادي
ابتسمت وتيقنت من شكها الاحت وجه أماني لها:عادي اني كنت بعيدة عنج؟!!
شعرت بغصة ونزلت دموعها ونظرت لضي بشوق:عمرنا ما افترقنا
أخذت تمسح لها دموعها وهي تقول:وعمرنا ما بنفترق أصلا اللي بينا مافي أي مخلوق يقدر يمحيه أو ياخذ مكانه .._ضمت وجنتيها بكفيها_..ما ابيج تصيحين حبي أنا بتم وياج ولج... أنتي بعد كل شي بالنسبة لي ..الليلة بنام عندج وفي حضنج
أماني وقد شعرت أنها بالغة:لا ضي خلج ويا طارق الحين انتوا لبعض
أنزلت يديها وأمسكت بكف أماني وهي تقول:بخليه الليلة ...خليه يشتاقلي شوي ويحس انه ما يقدر يبعد عني .._أحنت رأسها على كتف أماني_..أنا بعد ابي ابعد وأكون وياج اشتقتلج مروى
أماني بشيء من الطمأنينة: اوكي ..بس الليلة..ومن عقبها ماراح تباتين إلا وياه
ضي:يصير خير
أماني وقد تهللت اساريرها:ههههه..تصدقين بدى يكسر خاطري ربي يعينه هههه
ضي بابتسامة:خليه يستاهل هو اللي عرض علييي الزواج محد اجبره فيتحمل أماني بتعاطف معه:حرام عليج باين عليه انه طيب
ضي :يعني أنا اللي شريرة؟!!
أماني:أنتي مب شريرة بس فيج لعانة هههه
ضي وهي تمثل السخط:كانج اهنتيني
أماني بضحكة:ههههههههه
ضي:ok my sis thanks a lot
أماني وهي تحاول ارضاءها:ههههه..بس عاد لا تسوين فيها الزعول والسبب زوجج
رفعت بصرها لها:اوكي هالمرة بس بسامحج
أماني:أوكي وانا قبلت مسامحتج ..باجر بسير بيت ظبية اسمحت راعية الصالون
ضي:باين ظبية مب سهلة
أماني بلكنة مقصودة:ههههه بس ولا شي من اللي عندج
ضي بتهديد:مروى حبي ترا اغير رايي
اماني وهي تعرف أن شقيقتها تمازحها ولكن مثلت العكس:ههههه اوكي ضيونه اسفه ماراح اقول شي
ضي بابتسامة:هذي هي حبي اللي احبها

΄΄

دخلا ليرياها تجمع ملابسها في الحقيبة نظرا لبعض متسائلين..تقدم إبراهيم منها:دانه..ليش تحطين ملابسج في الشنطة؟!!
نظرت له بفرح وتقدمت منه:عشان بطلع اليوم
تقدمت ساره مصعوقة من كلامها ووقف على جانب والدها:كيف بتطلعين وليش؟
دانه وقد عادت ترتب اغراضها:أمي راحت تكلم الدكتور وبتخليه يسمحلي اطلع وعقب بسافر وياها استراليا..هي ما قالت لكم؟
اصابهما التشويش فتقدم منها إبراهيم:لا ما قالت يمكن كانت بتقولنا بعدين..انا ساير أشوفها
بعد خروجه اقتربت منها ساره:بس انتي بعدج محتاية علاج
دانه وشعور بالسعادة:ساره انا علاجي بينكم ووياكم مش هنا..صح بسافر أنا وأمي بس أكيد الأيام اللي بقضيها قبل السفر وياج ويا ابوي بتساعدني وايد
تعجبت من كلام دانه :يعني انتي وأمي بتسافرون بروحكم؟!!
دانه بعفوية:هيه..ودي تسافرون ويانا بس امي قالت انكم مشغولين
لن تستغرب من تصرف والدتها فهي تعلم مدى تغيرها منذ إفاقتها من الغيبوبة ولكن ماتستغربة هو استغلال دانه لتقول بغبن مبطن: صح معاها حق نحن مشغولين وايد
دانه بجهل عما يدور من حولها:بس أكيد يوم تفضون بتون عندنا انتي وابوي
غمزت بابتسامة سخرية فلو كانت والدتها صافية النية ماكانت أخفت عنهما:اكيد يا دانه اكيد
التقى بها وهي قادمة فوقف وهي نظرت له بدون مبالاة فهي لم تعد تهتم له ولا لم يفكر به ..تقدم منها وعيناه تحمل اللوم
إبراهيم وبشيء من عدم الرضا:ماتبين تبينين قدامها انج مشاركة في الكذب عليها قلنا ماشي ..بس انج تصرفين من راسج وطلعين دانه وتقررين تسافر وياج وتلغين وجودي وكأني مش ابوها هذا ماراح اسمح فيه يا منى
منى بثقة:ان سمحت أو ما سمحت ما يهمني يا إبراهيم ودانه لو تهمك كان ما سكتت لأخوك وولده ..
إبراهيم بقليل من الانفعال:من قالج بسكت لهم ماراح اسمح لهم يأذونها
غمزت بابتسامة تهكم وقالت:يعني بعدك ما سمحت؟!!..انت سمحت وخلصت..وانا مليت من هالسالفة لأن الكلام وياك ما منه فايدة..وعشان ما منه فايدة أنا بخذ بنتي وبسافر..لا انت ولا غيرك راح يمنعني..خلاص كفاية هدرت كرامتنا قدامهم ..واذا منعتنا عليك تفسر لبنتك ليش
تركته ومضت واقفاً يشعر بالضيق والتشويش

΄΄

لا أدري لماذا ولكن ما اعرفه اني لا اريد شيئاً يربطني بهم..اعطيته كوب الشاي ورشف منه ونظر لي قائلاً:براسي مشروع خاص فيني
نوره وقد أتى في بالها أمر عكس مايفكر فيه عبدالعزيز:يعني راح تنفصل عن شركة ابوك؟
عبدالعزيز وهو يضع الكوب في الصينية:لا مو كذا أفكر بمشروع اسويه في الإمارات ..أبغي اشارك خوانك فيه والإدارة عليهم
لم أرتح للفكرة لكن لم أرد التصريح بذلك:بس انت مو محتاج تسوي مشروعك هناك..يعني هنا الإمكانات موجودة والمشروع بيكون تحت عيونك
عبدالعزيز:ادري ..بس أبي المشروع هناك وهم اكيد ماراح يقصرون معي وراح يساعدوني ..أنا مستغرب ليه مو راضية ع الفكرة
تنهدت فما رأته على يديهم لم يترك لها مجال تغير فكرتها عنهم:انا ما قلت اني مو راضية بس أحس بيكون فيه تعب عليك يعني تتابع هنا وهناك
ابتسم بحب:لا تخافي يا نوره أنا متعود ع التعب وهذا المشروع ما راح يتعبني بالعكس أنا بكون مبسوط عشان بيكون بايدي أمينه
نوره بنبرة ارادت اطمئنانه بها لا غير:ان شاء الله يا عبدالعزيز

΄΄

΄΄
أريدها أن ترضى عني وتسامحني..أن تفرح لفرحي وتكون بقربي عند همي..ذهبت لرؤيتها حتى توافق على الذهاب وخطبة ندى لي ولكن لم أجد ما أريد فما إن اخبرتها حتى قالت:ما اقدر اسير وياك...شو ذنبها بنت الناس تبتلش فيك؟
ذياب ومن باب الإحترام:ليش انا شو ناقصني؟
والدته وهي تشعر بالحسرة:ما ناقصنك شي يا ذياب..بس لو سألوك من وين مصدر فلوسك شو بتجاوبهم؟
ذياب وهو يعلم يقيناً قصدها ولكن أعطاها جواب مخالف:اكيد بقولهم بزنس
وقفت والدته وهي تتألم منه:قوم واطلع روح تزوج وكون اسره واكلهم مال حرام
ذياب بشيء من الانفعال:ليش مصرة انه مال حرام؟..شفتيني اسرق ولا انصب عشان تقولين مال حرام؟!!..معتمدة بس على كلام الناس اللي ماعندهم اي دليل..بس اذا ما بتروحين معاي منصور بيروح
والدته:ذياب قلتلك لا تقرب من منصور ولا تدخله في امورك..خلك بعيد وسو اللي تبيه محد راح يقولك شي انت حر بس لا اتي صوبنا ولا تقرب
تركته يحترق في داخله من كلامها الموجع ومن ثم وقف وغادر وفي صدره نار...

΄΄

فاجأني بقدومه لغرفتي لأول مرة منذ مدة طويلة لم أرى أبي عندي في غرفتي ..
ابو ريان بعد أن دخل لغرفة هيفاء:هيفا ابي اقولج شي وهالشي مهم وايد
هيفا خافت وتحمست في ذات الوقت لم سيقوله والدها:خير شو هالشي المهم
ابو ريان وهو يبحث عن طريقة يقنعها بها من دون ضغط:فيه اللي طلب يناسبني ..كان ممكن أعرض عليه رانيا أو حتى ريم ..بس هذا الشاب ما تناسبه الا انتي
هيفاء بشك:يعني عرضتني عليه؟!!
والدها بنفي:لا طبعاً ومستحيل أسويها ..بس هو يبي يناسبنا وأنا واثق انج تناسبينه..هذا الشاب وايد محترم وانسان طموح وشخصيته يبيلها وحدة يكون عقلها قريب من عقله وهالشي انتي تمتلكينه من بين خواتج..أنا ما اطلب منج توافقين بس ع الاقل تشوفينه
هيفاء بشيء من التردد:انزين وأمي واخواني موافقين؟!!
والدها:ما يدرون بس اكيد بقولهم
هيفاء بخوف:عقب ما يشوفني ويتم كل شي
والدها ومحاولة منه ليطمئنها: ماراح يتم شي الا بموافقتج واذا رفضتي ماراح اجبرج عليه بس ابيج تشوفينه
صمتت فالأمر محير ويريد تفكير وفي ذات الأمر لا تريد تحطيم والدها وارجاعه خائب فزفرت في هدوء وقالت:اوكي موافقة اشوفه
ابتسم والدها:وانا مستحيل اغصبج عليه اذا ما بغيتي الارتباط فيه
هيفاء وقد اطمأنت قليلاً:أوكي

΄΄

لحظة مختلفة ..بحث وبحث ولكن لم يتوقع هذا!!..كان جالساً في الصالة وبين يديه هاتفه الأيفون..اقبلت له تحمل العصير
سلطان:خالتي بتتأخر
ظبية:هذي خامس مرة تسألني..لا ما بتتأخر لين تخلص العصير بتكون يت..أنا بسير أجهز نفسي الحين بتي وحدة من الصالون ..عن اذنك
وهي تصعد السلم رن جرس الباب فابتسمت:سلطان قوم افتح الباب هذي اكيد اللي من الصالون
سلطان بتذمر:ليش ماتفتحين لها انتي؟
ظبيه بعبوس:سلطان الله يخليك قووم
سلطان وهو يقف:انزين ..
ابتسمت بفرح واكملت طريقها وهو تقدم من الباب وقبل ان يرفع بصره:نعم
وما إن التقت عيناهما ..شعرت أنها كمن مات وهو الجمه ما يرى حتى نطق:مروى!!!!!.._لم يتمالك نفسه ونسي انه لا يجوز له لمسها ولكن من يلومه وهو يراها من بعد سنتين امسك بذراعيها وهي مذهولة بل شُلت حركتها:مروى هذي انتي وينها أروى ..مروى.._ليصرخ بها_مروى
بكت وحركت رأسها بهستيرية وكأن لسانها قد ثقل ونشل من الصدمة ونفضت يداه بعيد عنها وشهقت مبتعدة هاربة منه تسمع صوته يناديها:مروى مروى
كان حافي القدمين فعاد للداخل ولبس نعله وأخذ مفاتيح السيارة وهرع مسرعاً خارجاً ركب سيارته وانطلق كان يلوم نفسه يوبخها يعنفها:سنتين !!..سنتين !!..وانا ادور في لندن وماخليت مكان في بريطانيا كلها الا ودورتهم فيه ..وهم هنا..بس كيف وصلوا الإمارات وجوازاتهم عندي؟!!..لازم القاهم..وينج يا مروى وين رحتي؟!!
اما هي فعادت مرعوبة تكاد خطواتها تتعثر من شدة الخوف لا تعلم كيف وصلت ..أخذت تضرب على باب الشقة وانفاسها تتصاعد فقد يأتي خلفها ..تضرب على الباب ورعشة قوية تسري فيها فقد يكون لحق بها..حتى فتحت لها ضي فندفعت واغلقت الباب وضي متعجبة منها:مروى
نهارت باكية:سلطان سلطان هنا يا أروى شافني
نزلت لها وقد أربكها تصرف أماني:مروى فهميني وين وكيف؟
أماني ودموعها تسيل مرهقة إياها:شفته فبيت ظبية
ضي وظناً منها أن أماني قد تخيلت كعادتها:انتي متأكدة انه هو؟
أماني وهي تحاول السيطرة على نفسها:هيه متأكدة مثل ما اشوفج الحين..زقرني باسمي وسألني عنج..شفتي قلتلج خلينا نسافر نبعد عن هنا
ضي بصمت ومشاعر مختلطة امسكت بها وحضنتها تهدأ روعها ..أماني تبكي في حضن شقيقتها وضي لا يعرف بما تفكر...

΄΄

بدأ يوطد العلاقة أكثر وأكثر ويقربني منه لا أنكر تعجبني شخصيته في الإدارة ,ولكن أحياناً يُخيفني...هاهو يدعوني لمنزله للمرة الثانية ولكن هذه المرة لم يكن غيرنا نحن الاثنان فلا احد من أولاده موجود معنا,صراحة أعجبني هذا الشي فلا رغبة لي بمجالستهم ..تكلمنا مطولاً ..ثم غاب عني مدة وعاد كان مبتهج أكثر وكأنه تلقى خبر أسعده..كنا نتكلم حتى دخلت فتاة بعباءتها وحجابها تحمل صينية والخادمة خلفها تحمل أخرى..
نظرت هيفاء له ثم لوالدها:ابويه تامرني بشي؟
ابوريان:لا
هيفاء:عيل استأذن
بعد ذهابها قال ابوريان:هذي بنتي هيفاء
إذاً فسمعه لم يخطيء فهي ابنته كما قالت وكما اكد :الله يخليها لك
ابوريان:آمين...راكان لأني أعزك واقدركواعتبرك بمثابة ولدي يشرفني إنك تكون زوج لبنتي

انتهى
لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت44



قراءة ممتعة^^

مع تحياتي

اصداء الحنين


أصداء الحنين 14-12-14 06:53 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 

البارتـــــ44 ــــــ




طويتُ المكان بحثاً عنها ,,لأعود بخيبةٍ وأسى..عدت لأجد خالتي وظبية ولاحظت عليهما الاندهاش..


خالته بتعجب:سلطان شو مستوي عليك؟!!


سلطان وملامح الضيق والتشتت واضحة عليه:ما شي.._نظر لظبية_..من متى تعرفين مروى؟


علتهما الدهشة لترد ظبية بتعجب:منو مروى؟!!!


سلطان بتجهم:البنت اللي يت هنا مب انتي قلتي متفقة وياها؟


ظبية وهي تبرر موقفها:البنت أنا ما شفتها...واللي أعرفها اسمها أماني مب مروى


خالته وقد احتارت معه:سلطان ابويه فهمنا شو السالفة؟


التفكير يكاد يفتك به أو يسبب له صداع:ماشي سالفة يا خالتي..عن إذنكم


نظرتا له وهو يغادر فتناديه خالته بلا فائدة:سلطان.._نظرت لظبية_..شو اللي مستوي؟


ظبية بعدم فهم لم يحدث:ما ادري أنا كنت فوق وسمعت صوت سلطان ويوم نزلت ما لقيته


والدتها بأسى:لا حول ولا قوة إلا بالله


΄΄


΄΄


حتى وهي نائمة تشعر برعشة ترجُفها ..رفعت الغطاء لكتفها وضغطت عليها ونحنت تقبلها ..من ثم اطفاءت ضوء"الأبجورة" ..وخرجت تسحب قدميها واضعة يديها في جيوب بنطالها ..كان يقف بملابسه الرسمية تأملته ومشت له


طارق بتعاطف معها:لو خذناها للمستشفى مش أحسن؟


ضي وقد دنت منه أكثر:حبة المنوم بتهديها_اخرجت يدها وبدأت تلعب في قميصه_..بتم عندها ما اقدر اخليها بروحها


البارحة كانت معها والليلة أيضاً مازالا في بداية زواجهما ولكن عليه ألا يكون أنانياً:اوكي ..أنا بكون فشقة راكان اذا بغيتي شي انا هناك


ضي بنظرة حب وإمتنان:اوكي


بعد ذهابه عادت لأختها ولكن توقفت وغيرت وجهتها لغرفتها ..الآن فقط تيقنت أن كلام أماني صواب.. عليهما أن لا يدخلا سلطان في مشكلتهما وأن لا يعرضانه للخطر بسببهما..ذهبت مباشرة حيث تُخبيء الهاتف الذي أعطاها إياه سلطان ..أخرجته وهي مترددة في الخطوة التي ستقدم عليها ..مشت خارجة من الغرفة تشعر بأن ثقتها ستخذلها ..دخلت لترى شقيقتها نائمة ..دنت منها تنظر إليها وحديث نفسٍ لا ينفك يدعوها للاتصال به ..جلست على طرف السرير وظهر أماني بجهتها ..بين شد ورخي أخذت نفساً عميقاً..لا تحتاج بحثاً طويل كي تجد رقمه فهو الرقم الوحيد المدون فيه..أخذت تكرر زم شفتها السفلى وعضها لشعورها بالتوتر ..نفس أخر عميق رافعة رأسها للوراء مغمضة العينين..أنزلت رأسها ناظرة له ..لتقرر الاتصال بعد ثواني من الصمت..


دخل لغرفته ..مازالت الحقائب على وضعيتها لم يرتب أغراضه..ليسمع رنين الهاتف آت من إحداها ليهرع رافعاً إياها فوق السرير وبسرعة فتح سحاب الغطاء ليخرجه ليرد:أروى!


يسمع فقط أنفاسها وهي تبلع ريقها لتقول:شحالك سلطان؟


أغمض عينيه فكم اشتاق لسماع صوتيهما الذي افتقده ليرد في اسى:تسألين عن حالي؟!!..سنتين ما ذقت الراحة وأنا أدور عليج وعلى مروى ..


هذا حالي..ماخليت مكان فلندن ما دورت عليكم فيه..والتقي باختج هنا وتشرد عني..أروى انتن وين؟


لتقف ربما شعور بالذنب او الندم على الاتصال :سلطان حنا بخير..لا تخاف علينا ..أوعدك اتصل واطمنك


ليصرخ بانفعال:انا ما راح اطمن إلا يوم اشوفج انتي واختج


لم تعرف عنه الا الحلم ولا تتذكر أنها رأته منفعلاً ولكن لا تلومه.. تشعر بالحنين ولكن لا تريد له المشاكل.. تعلم ما ستقوله مؤلم ولكن خيراً له حتى وإن لم يفهمه:سلطان صعب تشوفنا..ع الأقل مب الحين


من شدة الغضب دفع بالحقيبة للأرض صارخاً ومفزع اياها:عيل متى؟!!..انتي مب حاسة بالعذاب اللي فيني ..أروى قولي انتن وين وبييكن الحين


بالفعل شعرت بالندم لو أنها تريثت لكان أفضل:سلطان..مش الحين..أوعدك بتصل وبطمنك علينا ..بس اللي ابيك تعرفه إنا بخير..باي


أنهت المكالمة وأغلقت الهاتف نهائياً ..شعرت بغصة ..وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها..انحنت باكية كل شيء قد تزاحم في رأسها ذكريات لندن ووالديها وسلطان وحياة عاشوا تفاصيلها


΄΄


في لحظة تأتيني رغبة في قتله ..وكلما تذكرت ذاك الماضي تمنيت لو أنه لم يكن..كانت غلطة واليوم أدفع ثمنها..


أقبلت ولم يخفى عليها وضعه وهو سارح للبعيد حنان وقد جلست بقربه وهي متزينة له وقد عاد للواقع على رائحة عطرها :حبيبي شو بلاه مهموم؟


راشد وهو يشعر أنه مجبر على مسايرة تلك الحشرة الذي يعتبره نتاج غلطة :حنان نويت اشتري بيت يديد وبيكون هدية مني لج


تعجبت منه فعقدت حاجبيها ومن ثم فردتهما مع ابتسامة :حبيبي أنت هديتي وهذا البيت بيكفيني وياك


راشد ولا يعلم كيف سيبرر لها قراره فهي مؤكد ستسأله بعد أن يقول:هذا ببيعه


اندهشت من كلامه :ليش حبيبي أنته محتاي فلوس؟!!!!


راشد وقد وجد تبرير مناسب:البيت وايد بعيد وأنا صرت اتعب من الدرب عشان جذا بشتري بيت أقرب


حنان بحب:حبيبي..أهم شي عندي راحتك رشودي


ارتاح نسبياً فحنان يقدر على استمالتها ولكن المشكلة في فيصل الذي صار مثل الشيطان ولا يستبعد أن يؤذيه


΄΄


دفعتني حيرتها وترددها في الحديث معه عن ذات الموضوع الذي أخبرتني عنه..ربما أنقطع عن الشركة ولكن لم أسمعه يتذمر من تكاسلي ولربما هذا ما يُسمى الضغط على الضمير ..الذي يُعجبني فيه أنه لا يتكلم مباشرة في توجيه مايريد قوله..دخلت لأراه مُنهمك مع تلك الأوراق والقلم يتحرك عليها..


أبو ريان وقد رد السلام عليه:كيف كانت الرياض؟


نايف الذي لم يعد يفهمهم أو لا يريد فهمهم:الحمدلله


أبو ريان:أشوف كل يومين وانت فيها


نايف بشيء من النشوة في كلامه فهو متعلق بالرياض كــ تعلقه بالإمارات:احبها ومالي غنى عن زيارتها


ابتسم والده بدون أي تعليق..مما أثار شيء في نفس نايف الذي أتى على ذكر ذاك الموضوع الذي فاجأ به والده: سمعت انه فيه حد خطب هيفا؟!!


أبو ريان وقد عقد حاجبيه ناظراً له بتعجب:منو قالك؟!!


نايف وهو يعرك محرقة السجائر الموضوعة على طرف الطاولة:هيفا هي اللي قالت_أعاد ظهره للوراء متسند على الكرسي_..ما كنت راح تقول لنا على الأقل حنا اخوانها


أبو ريان وقد أنهى تلك الأوراق ووضعها جانباً:كنت راح أقول لكم ..


نايف وهو يحرك يده على ذقنه:متى بعد ما توافق هيفا


أبو ريان بتعجب:غريبة في العادة ما تهتم لحد منا


ابتسم:هيفا غير..ع الأقل هي ثالث وحدة بعد أمي وانت اقدر اسميها المخلوق البشري الوحيد في البيت واللي اقدر اتعامل معه..


قد يكون اسلوبه فيه شيء من الفظاظة وقلة ذوق ولكن تجاهل التعليق ليقول:المهم مابي أحد يدري بالموضوع حالياً ومن غير ما تسأل ليش


نايف وهو ينهض واقفاً:أوكي ما بقول لحد ..بس رجاء خاص اذا هالزواج يدخل ضمن زواج المصالح لا تضغط على هيفاء ..عن اذنك



΄΄


لا بد من منعهم لن أسمح لهم بالتدخل أكثر خاصة تلك العجوز التي لا يُخلف أمرها..الغضب يستفحل كل خلية فيني ..دخلت للمنزل ساخطة غاضبة حتى ألتقي بندى وهي تنزل من الطابق الثاني..


تقدمت منها وبسخط:يدتج وينها


ندى بخوف:هلا خالتي منيرة فيه شي صاير؟


منيرة بحنق واضح:سألتج يدتج وينها فيه؟


ندى بقلق:في غرفتها من شوي رقدت..


تخطتها وذهبت ناحية غرفة بخيتة وندى تترجها:خالتي منيرة وقفي يدتي مرتفع ضغطها


وقفت ولتفتت لها بغضب:ندى لا تدخلين


فتحت الباب لترى بخيتة تغط في نومها ولكن هجوم منيرة وهي ترفع اللحاف بعصبية مفرطة وصراخ:بخيته قومي


بخيتة وقد نهضت بفزع وعدم استيعاب:شو فيكم


ندى وقد بدأ خوفها وارتجافها ودموع تستعد للنزل وهي تمسك منيرة خوف على جدتها:خالتي منيرة الله يخليج


حتى تنفض يدها بعنف:خوزي عني..بخيته انا مب ياية اتفاهم وياج ولا أبا اتفاهم أنا يايتنج عشان أقولج مالج خص بعيالي


بخيتة وقد استوعبت وعاد لها ذهنها لترى منيرة وبدورها اعتراها شيء من الضيق منها فبأي حق تدخل عليها هكذا وتكلمها بهذه الطريقة الفجة:هذي انتي يا منيرة..شو يايبنج؟


منيرة بسخط:يعني ما سمعتي شو قلت؟!!


بخيتة بتجاهل:الكلام مب وياج..


اعترضتها قبل أن تتحرك للنزول من السرير وندى تشهق حتى لا تؤذيها:عيل ويا من؟..هذيل عيالي أنا وما بخليج تدخلين فحياتهم ..أحمد ضيعتوه وكله من تحت راسج زوجتوه بنت إبراهيم وهي مب دارية عن عمرها..بدال ما أفرح فيه وأزفه بيديني للكوشة ..أشوفه يعرس مب مثل اللي في عمره..وحوراء علقتوها بولد ولدج وأنا مب راضية ولا برضى..وإذا عيسى ما بيوقف في ويوهكم ويمنع هالشي أنا بمنعه يا بخيته..تعرفين ليش عشان أنا مستحيل أخلي عيالي يلوموني ويدعون عليي ولا ببيعهم مثل مابعتي بنتج..نوره وينها يا بخيته؟!!..من عرست سألت عنج؟!!..تعرفين ليش؟..عشان فتكت منج عاملتيها كأنها شغالة ولا كأنها من لحمج ودمج ..نوره اللي ذبحتيها يا بخيتة ذبحتي بنتج وأنا ما بكرر الشي ويا حوراء


ندى وهي تبكي وتحاول منع منيرة:خالتي


منيرة وهي تأشر بأصبعها لندى وعينها على بخيته:الحين هذي انتي مربيتنها؟!!..حشا مب تربيتج ولا يخصها فيج..تعرفين ليش عشان نوره عطتها من طيبها قبل ما تلوثينه وما استبعد حصنتها من شركم لأنها عارفة أنكم عايلة شر


حين رأت تفاقم الأمر وليس بمقدورها إيقافه أسرعت لغرفة شقيقتها التي ازعجها الصوت ولكنها حاولت النوم حتى تدخل ندى مقتربة منها توقظها بعنف :غدير غدير قومي


غدير التي قامت متأففة عابسة:اوووف شو هالحشرة اللي برا؟!!


ندى وهي تبكي وقلبها وعقلها مع جدتها:خالتي منيرة تنازع يدتي..غدوور قومي ساعديني ماقدرت عليها اخاف يدتي يستويلها شي


رفعت اللحاف وتغطت عائدة للنوم وهي تقول:لا تحاتين ما بييها شي عيوز النار ..اطلعي خليني أرقد


لتقول بقهر وغصة:طبعاً لو السالفة فيها حبيب القلب بتقومين على طول ..أوووف


لتخرج وتسرع ناحية السلم وهي تنزل لم تسمع شيء فقد هدأ الوضع ولكن قلقها زاد حتى تسرع الخطى لغرفة جدتها وتدخل حيث الباب كان مفتوحاً حتى ترى جدتها متكومة قرب سريرها لتجرى لها تحركها وأصابتها حالة هستيرية:يدتي يدتي ..


رفعتها حتى تعدل من وضعيتها فترى أنفها ينزف وشعرت بلزوجة في يدها التي هي أسفل رأس جدتها سحبتها لترى أصابعها تلونت بالأحمر حتى يفزع قلبها وينقطع نفسها وتتسع حدقة عينها مصدومة خائفة ..هرولت خارجة من الغرفة مسرعةً صاعدة درجات السلم رافعة يدها فتحت باب غرفة غدير وهي تجهش باكية صارخة أفزعت معها غدير:غدير غدير


أرعبتها حتى تنهض صارخة:اوف شبلاج الحين_وما إن رأت يد ندى حتى أردفت بقلق_شو ياها ايدج


ندى ويكاد البكاء يمزقها لتقول بصوت يخالطه النحيب:يدتي تعورت وراسها ينزف


سحبت هاتفها قائلة:اصبري بتصل ع الاسعاف...ألو ..أخوي نبي سيارة إسعاف عندنا حرمة كبيرة في السن طاحت وتعور راسها..أوكي..العنوان.....


أنهت المكالمة ورمت بالهاتف وأبعدت الحاف استعداد للنزول من السرير قائلة:قومي تعالي بغسل إيدج


ندى ورغم وجعها وخوفها ولكن أحساسها بعدم مبالاة غدير يؤلمها حتى تقول:ويدتي؟!!


غدير:الإسعاف ياية قومي


سحبت شقيقتها بذراعها حتى تنهض فالمشهد خار قواها

΄΄

أخيراً ابتعدت عن جو المستشفى حتى تأنس بحب عائلتها ووجودها معهم...خرجت عنها شقيقتها تاركة إياها ترتب أغراضها في خزانة الملابس..حتى تتجهم وهي ترى والدتها في الصالة فتقترب من ذراع الأريكة وتجلس ..وعينيها تحملان اللوم لوالدتها


ساره باستنكار:ابويه متضايق ومعاه حق يعني مهما كان هو ريلج ع الأقل خبريه عن قرار السفر


منى بأسلوب ينم عن ضيقها من طريقة كلامها:أنا وابوج منفصلين وما يحتاي تسوين فيها البنت البارة بابوها..عشان انتي عارفة أبوج كيف كان واللي زاد اللي سواه بدل ما يوقف في ويه اخوانه وولد اخوه سكت وماسوى شي ..ممكن أسامحه على نزواته بس سكوته عن حق بنته مستحيل اسكت


صمتت وهي ترا دانه مقبلة فرحة سعيدة..حتى تبادلها الابتسامة ..دانه وهي تقف قرب سارة:اليوم احلى يوم


منى رغم الضيق في داخلها إلا أنها أظهرت العكس:حبيبتي رتبتي اغراضج؟


دانه بابتسامة عكس وجه ساره المتجهم:هيه بس كبت سارونه ما كفى فخليت شي منهن في الشنطة


منى:اللي في الشنطة بتحتايين لهن يوم نسافر


دانه بحب:اوكي...ماماتي ممكن فونج شوي؟


تعجبتا من طلبها فهي لا تعرف أحد ..بادرتها منى بسؤالها:ليش؟!!


دانه بسذاجة وعدم علم بما سيخلفه ردها:بكلم الدكتور أحمد


شعرت كمن سكب عليها ماء بارد ونفس الشعور انتاب ساره ..منى وهي تحاول جعل الأمر طبيعياً حتى لا تلاحظ امتعاضها:ليش تبين تكلمينه؟!!


دانه ببراءة لعدم معرفتها لما يحدث:الدكتور أحمد إنسان طيب كان دوم ييلس وياي _هذه الجملة أثارت الضيق في قلب منى _..بصراحة أرتاح باليلسة وياه..يمكن يزعل إذا درى بعدين


منى وكم تكره الحديث عنه وعن عائلته:حبيبتي أنا بكلمه انتي سيري ارتاحي ...بس أحط رصيد بتصل فيه أوكي حبيبتي؟


مشت لها وقبلت وجنتها واحتضنتها:ثانكس مامي


منى بتمثيل الابتسام:العفو حبيبتي


بعد مغادرتها التفتت لساره حتى ترى الابتسامة التي خطت على شفتيها ففهمت مقصودها:تتشمتين


سارة بضحكة اتبعتها بتهكم ساخط:ههههههه..مع انه شي ما يضحك بس سبحان الله تبين تخلينها بعيدة وهي متعلقة فيه


تحركت بكرسيها لها وكلها غيض:وراح ابعدها واللي المفروض انتي وابوج تسوونه أنا اللي بسويه


تحركت وكان بين كرسيها وبين سارة شعرة وإلا كان سيصدمها ..سارة التي زمت شفتيها بغيض من تصرف أمها ومعاملتها القاسية لها...


΄΄


لا أريد رحيلها لأني سأموت بعدها فهي وإن يراها الأخرون في ثوب القسوة إلا أني لا أنكر فضل إهتمامها ..تعتصرني خشية فقدها ..رباااه لا تحرمني منها..سأفنى بدونها..هي أمي بعد رحيل أمي..كيف لي أن أتلذذ بالحياة وعيشها وهي بعيدة ..لا أريد لقلبي ان ينفطر برحيلها..أبقها لي يا الله فلا دنيا لي سواها...


يحاول ان يهدئ روعها ..راكان وهو يحتضنها بذراعه وهي تبكي بمرارة تمسح الدمع فيعود وينسكب:بموت ياراكان بموت اذا ياها شي


راكان بحزن وانزعاج:بسم الله عليج ..ندو ان شاء الله يدتج بخير


اعترضته وهو مُقبل ناحيتهم ...توقف حينما نادته:طارق


فتقدمت منه بقلق:حبيبي ..يدوه شو فيها؟


تلك الكلمة لم تعجبه وقد سمعها راكان ,ولكن لأنهما يعلمان طبيعة حوراء فلم يكترثان ..طارق بجواب مقتضب:بعدها في العناية


فإذا براكان يناديها حتى تواسي ندى:حوراء


نضرت له فأومأ ناحية ندى بمعنى أن تأتي لها اسرعت لهما :حبيبتي ندو


وقف راكان حتى تجلس حوراء التي ما إن جلست حتى احتضنتها تحاول التخفيف عنها..


راكان وهو يتقدم من طارق وبصوت يحاول ألا يسمعه أحد:طارق اتصل بضي خلها اتي


لكن طارق لم ترق له الفكرة فقال بشيء من الإنفعال:ليش؟!!


راكان وقد فهم سبب انفعاله:ندى وايد جريبة من ضي خلها اتي


طارق وقلقه نابع من علاقته بها والتي لا يعلم بها احد من عائلته فكيف له أن يراها بينهم:انزين بس يمكن يسألون منو هذي وكيف تعرف ندى ؟


راكان بنفاذ صبر:عادي هي كانت مع ندى في المعهد وقريبة منها وهي سألت عليها بحق عشرتهم في المعهد..طارق لا تعقد السالفة ..تصل فيها


طارق بتريث حتى لا يتسرع في أمر قد يعود عليهم بالضرر:بس ضي عند اختها


راكان ولم يُبقي له عذر يتعذر به:يمكن اختها صارت بخير..انته اتصل فيها وشوفها


طارق بعد محاولات لم تجدي رضخ بعدم اقتناع:انزين الحين بتصل عليها


اخرج هاتفه من جيبه واتصل بها..كانت في المطبخ تجهز كوب من الكوفي ..رن هاتفها واخذته وابتسمت وردت واخذت كوب الكوفي بيدها:هلا حبي


طارق بشوق لم يظهر:هلا فيج..ضيونه تقدرين اتين المستشفى؟..يدتي تعبت وندى مش قادرين نهديها ..إذا أماني محتايتنج خلج عندها


كانت قد دخلت عند اماني المنهكة فما زالت صورة سلطان في بالها ..ناولتها ضي الكوب وجلست بقربها وأخذت تلعب بشعر اماني وهي تقول:لا أماني بخير راح ايي اشوف ندى ..اوكي باي


نضرت لها أماني بذبول:شو فيها ندى؟


ضي:يدتها تعبت وهي متضايقة وطارق يبيني اسير عندها في المستشفى


اماني بضيق نطقت بصوت تخللته حشرجة خفيفة:انزين وسلطان؟


ضي وهي تقف:بنشوف موضوعه بعدين..ما بتيين وياي؟


أماني وهي تشعر أن ما هو فيها يكفيها حتى تفكر فيه ولا رغبة لها في تحمل مشاكل الأخرين:لا..انتبهي على نفسج ولا تتأخرين


نحنت حاضنة لها بشدة:ماراح اتأخر بشوف بس ندى وبرجع بسرعة


ابتعدت عنها لتراها تبكي فتقول مقترحة عليها كي تنسى:انزين ليش ما تسيرين الصالون بتتسلين


زفرت بشدة: ما اقدر اصلاً مابركز ..ياللا سيري عشان ماتتأخرين


ضي بحب:أوكي حبي..سي يو


حاولت ان تخرج ابتسامة ولو مجاملة ولكن لم تستطع


΄΄


لقد انتهى الموضوع وحُسم والمحاولة ستكون فاشلة ..رتبت أغراضه في الحقيبة ..وأنا أحاول أخفاء ضيقي من هذا الموضوع ..لكنه لاحظ وأحس بي..


عبدالعزيز:كان ودي اخذك معي تشوفين اهلك


في هذه اللحظة تشكر الله انها حامل:يعني ملزم ع المشروع؟


عبدالعزيز وهو يلحظ خوفها:ليه احسك مو مرتاحة..هذا بس مشروع اذا نجح او لا ماراح اهتم..نوره ما ابيك تقلقي


نوره بامتعاض:كيف ما اقلق يا عبدالعزيز وانت راح تدخل مشروع مو متأكد من نجاحه


عبدالعزيز:معلش يا نوره الحياة تجارب والواحد لازم يتعلم من تجاربة وعلاقتي بخواتك راح تبقى مثل ماهي ولا بيأثر عليها شي


وكأنها مهتمة لتلك العلاقة فلا يهمها ان بقيت او لا ما يهمها ان تبقى حياتها مستقرة معه اولا يؤثر عليها شيء:ان شاء الله يا عبدالعزيز


عبدالعزيز وهو يتأمل عينيها:أجل لا تقلقي وتفكري طيب


نوره:طيب


΄΄


وصلت للمستشفى ولأنها تجهل الأماكن اتصلت فيه وانتظرته عند المصعد..رأته أت ابتسمت...لكنه لم يرد أثارت الغير لهما فتصرف برسمية حتى انه لم ينظر لها..وهي تقف خلفه على مسافة منه تتأمله وهو في انتظار نزول المصعد..انفتح باب المصعد عند وصوله ولم يكن به سوى شخصين ..ما إن غادرا حتى دخلا وأغلق باب المصعد عليهما..فلم يشعر بها الا وقد طوقته ذراعيها متشبثة برقبته :احبك


طارق وقد بدأ قلقه:ضي مب وقته ترا اللفت بينفتح


ضي وقد بدأت تتحرش به :يعني مب مشتاقلي؟


طارق وهو يحاول منع اندفاعها:اكيد مشتاقلج بس المكان مب مناسب.._انتبه لتوقف المصعد_..اللفت بيفتح


ضربت على الزر ليعود للأسفل..طارق بتجهم:باين انج متأثرة بالأفلام


ضي ولم تنتبه لجملتها:لا تسوي فيها مروى الحين


طارق بتعجب:ومنو مروه؟


ضي وهي تتشبث به أكثر:احبك


طارق وقد نفد صبره:ضي خلاص اللفت وقف


ضغطت على الزر حتى ينفجر فيها:ضي ترا هذا مب لعبة ترا فيه غيرج محتاجينه اكثر عنج


ضي بمكر وهي تقترب منه اكثر:is not my fault


طارق بتجهم:عيل ذنب من ان شاء الله؟!!!


ضي بعدم اهتمام:مادري..بس اللي اعرفه انها مش غلطتي


كانت ستقوم بالضغط ع الزر ولكن اعترضها:خلاص ترا بييون السكيوريتي وبيسوون لنا سالفة


ضي بابتسامة لعوب:انزين بخبرك شي وعقب بنطلع


طارق بشك ولكن أراد مسايرتها:اوكي بس بسرعه


اقبلا نحوهم وهي تتقدمه على مسافة فاصلة بينهما حتى لا يشك أحد ..اقتربت من ندى الواقفة باكية تدعو في داخلها :ندو


أجهشت باكية وهي تراها:ضي


ارتمت في أحضانها باكية ..أما طارق فقد أقبل ويده يحركها على رقبته بضيق ..تقدم منه راكان:طارق شو بلاك؟!!


طارق ولو يستطيع لكان قتله:كله منك


وقبل أن يتكلم راكان مر بجانبهم عيسى يكاد ينفجر من الغضب متجه نحو ندى الجالسة وضي تحتضنها حتى يسحبها:شو ستوى ليدتج


تقدم طارق وراكان ...طارق:عمي اهدا


عيسى ويكاد يخلع ذراعها:ردي يدتج كيف تعورت؟


ندى التي ضاع صوتها تحت سيل الدموع..راكان بانفعال:ندى شو ذنبها ماتشوف حالتها


اقبلتا نحوهم حوراء وقد اسكتته غدير بقولها:اسأل حرمتك هي كانت عندها وندى كانت عندي


عيسى وقد بدأ بلومهم:قلت لراشد بخذ امي عندي بس ماطاع ..خلاكم تهتمون فيها وانتوا مش قد المسؤلية


غدير بدفاع:عمي عن الإهانة نحن مب مقصرين وياها وخاصة ندى اربع وعشرين ساعة مجابلتنها


حوراء وقد تقدمت من والدها متوسطة اياه وطارق:ابويه حبيبي اهدا ويدتي ان شاء الله بخير ..ان شاء الله يوم تقوم يالسلامة بتي عندنا فبيتنا _نظرت لطارق واردفت_وان شاء الله عقب زواجنا انا وطروقي بتعيش ويانا صح طارق


انخرس الجميع..كلام تافه في وقت غير مناسب ..شعور بالخزي والخجل.. أما طارق بلمحة سريعة رأى عين ضي ترمقه بغضب...فإذا بصوت حوراء الذي غير من ملامحها لملامح الخبث وكأنها وجدتها فرصة تأدبه فيها وهي تسمع حوراء تقول:طارق شو بلاها رقبتك ؟!!


اتت عيناه عليها ليرى ابتسامة خبيثة تجمل ثغرها ..حتى تنظر حوراء لوالدها:ابويه شوف رقبة طارق


طارق ولكي لا يتفاقم الأمر:حوراء لا تبالغين وخلينا في يدتي اللي ماندري شو بلاها


حتى يأتيه صوت عيسى متسائلاً:منو اللي عاضنك في رقبتك؟!!


طارق وقد نظر لـــ ضي قائلاً:ياهل.._نظر لعمه_..ياهل لقيتها عند اللفت حاولت اهديها وعضتني


عيسى وعقله مع والدتها وتفكيره يعيد ما قالته غدير ..


΄΄


فتح عينيه ليرى فوهة المسدس باتجاه جسمه العاري ..لتتسع عيناه ومع تلك الصرخة التي اطلقها:لااااااااا_ انطلقت معها رصاصة استقرت في جسده_طااااخ ....!!!



انتهى


لقاءنا يتجدد مع البارت 45



قراءة ممتعة^^


مع تحياتي

اصداء الحنين


أبداع أنثى 14-12-14 05:23 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
رووووعه تســلم أيدينج

ننتظرك بكل شوق واخييرا حصل سلطان مروى

واخيرا عرفت الشخص الغامض طلع عبدالرحمن ^^

مشكوره ي الغلا

أبها 15-12-14 09:48 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
ماشاء الله تبارك الله ..

إبداع يفوق الوصف ..

👏👏👏 ...

لي عودة بإذن الله للرد المفصل .

أصداء الحنين 21-12-14 10:00 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
الــــ45بـــــارت


منذ أن سمعت صوتها وأنا أشعر أن جزء من روحي قد عاد لي وبقي أن يكتمل حين ألتقيهما..عاودت الإتصال بها ولكن حولته لمغلق ..أي ضيق يتملكني هذه اللحظة من هروبهما ..أين هما مروى وأروى اللتان لا تملان من وجودي؟!!..ما لذي غيرهما؟!!..شيء غريب في تصرفهما وابتعادهما..شيء عليّ معرفته..ربما إذا أخبرتهما عنها يخبرانني عن مكانهما..لكن قد لا يصدقان أنها مازالت حيّة تُرزق!..لقد حيراني معهما مروى بهروبها وأروى بمكالمتها وطلبها ..


*


يناظرها من بعيد فيرى الوجع في حركاتها..ما السر وراء تعلقها بجدتها لهذه الدرجة؟!! ,فالكل لا يطيق قسوتها..سمع خطوات قادمة فالتفت فإذا بطارق ..
طارق بتجهم واضح وأسى:ماقدرت الحق عليه واتصلت ما يرد..الله يسامحج يا غدير
راكان:انزين ليش ما لحقته لبيته؟
لم يجد منه إلا الصمت فصمت ..حتى يستكمل طارق كلامه متسائلاً بهمس باحثاً بعينيه عنها :ضي وينها؟!!
إذاً فهذا سبب صمته منذ برهة لم يرها!..ليرد راكان:يمكن سارت تيب لها شي تاكله أقبلت وعيناهما ترقبانها تحمل عبوة ماء وخاصة طارق ...فتحت عبوة الماء وجلست قرب ندى وقدمتها لها ..بلت ريقها بشربة من الماء ولكن عينيها مازالتا غارقتين بالدمع ..نظرت ضي بطرف عينها باتجاههما ثم همست في إذن ندى ..التي نظرت لها لتقول بغصة:ويدتي؟!!
ضي بصوت هامس:أكيد بيطمنونج عليها..وأكيد بيعذرونج انتي بغيتي ترتاحين شوي
حركت رأسها بتفهم..ونهضت واقفة ومشت ببطء لهما ..مسحت وجهها بكفها والحزن غير تقاسيم وجهها..دنت من راكان الذي يشعر بألمها:راكان بسير ويا ضي بيلس عندهم شوي
راكان بتفهم ونبرة حب أخويه:من حقج ترتاحين شوي..خلاص سيري
فإذا بضي التي حضنت كتفي ندى بذراعها:راكان ممكن توصلنا
تضايق من طلبها ولكن ماذا عساه يقول وندى بينهم فصمت ..رغم أن كليهما شعر بذلك لكن صمتا .. راكان وهو يشعر بشعور طارق ولكن ليس بيده الرفض:اوكي ياللا..طارق اذا سألوا عن ندى قولهم تعبت وسارت ترتاح
طارق:أوكي_وبنبرة قصدها بها_ نتلاقى بعدين


*


غضب عارم تكاد عروق رقبته تنفجر من شدت الضيق دخل للمنزل صارخاً بشدة منادياً باسمها"منيرة..منيرررة" صعد الدرجات بسرعة جامحة ..دخل للغرفة ولم تكن بها ولكن سمع صوت الماء ينسكب في الحمام..لم يبالي بالأمر وزاد هيجانه و رأى حزام بنطاله جانبا فسحبه والدم يغلي في عروقه واندفع بهستيرية للباب الذي خلعه بضربة قوية برجلة خلع قلبها معه وهي واقفة تغسل يديها ..لم تشعر إلا به ساحباً لها ..ودفع بها لخارج الحمام وهي تصرخ تحت جلده لها بالحزام الذي يقطع جسدها ..سمعت الخادمة الصراخ وما إن رأت المشهد حتى ارتعدت خائفة وهربت ...


*


*كل شيء من الماضي يتسلل من بين يدي
ذكرى ذاك الرجل الكريم , ذكرى حديثه الأبوي
وأمانة أبحث عنها علني أجدها, فأكفر عن ذنبي الأليم
بقلم الجميلة:وردة شقى
انطوت صفحة مما مضى مع لغز ليأتي لغز ثانٍ يحيرني ..اتصلت بها لعلها ترشدني فربما تقودني إليهما أو إلى أقاربهما ..لم أتوقع ردت فعلها وخوفها في نبرة صوتها:سلطاان لازم تلقاهم وبسرعة ..طلعهم من الإمارات وهاتهم عندي
زادت وجعي بدلاً من تخفيفه فكيف وأين ولماذا؟..:انزين وين تتوقعين هم؟..ممكن عند أهلهم؟.._سكوتها المطبق زاد من تعجبه_..ليش سكتتي؟!!..إذا عندج شي بيوصلني لهم قولي؟
ازدردت ريقها لتقول بملامح متعبة متضايقة عابسة بكاد الخوف يمزق جوفها:سلطاان انت قلت شفتها عند بيت خالتك؟..اسألهم
زفر في ضيق فهو لم يجد الجواب عندهم فكيف له سؤالهم من جديد:ظبية قالت البنت اللي تعرفها اسمها أماني
أخذت لحظة تفكير ثم قالت:انزين يمكن أماني تعرفها أو توصلنا لها ..شي ما يتصدق انك تشوفها عند بيتهم..إلا اذا كانت مب هي
ليقول بشيء من الإنفعال مستنكر ماقالت:كيف مش هي؟!!..نفس الجسم نفس الويه كل شي فيها مروى مستحيل ماتكون هي كل شي يقول مروى بس الا ستغربته شو كانت تسوي عند بيت خالتي ..لو مب هي ما كان عقب بيوم اتصلت فيني أروى
ادهشها كلامه لتقول بتعجب:أروى؟!!..كيف اتصلت فيك؟!!
ليكشف لها سراً صغيراً كان بمثابة حلقة وصل بينه وبينهم:يوم خبرني محمد انكم بتون الإمارات اشتريت فون يديد وقلت لأروى تحتفظ فيه لأني كنت بسافر وخفت تنقطع عني أخباركم؟..يمكن غلطت عشان سويت هالشي من وراكم بس وربي يعلم مب خيانة للثقة اللي عطاني اياها محمد..
اغمضت عينيها وتنهدت ونظرت لظهر يدها المتجعدة من أثر الحروق لتنطق بنبرة ونظرة عميقة:المهم تلقاهم..أو أيي بنفسي للإمارات
استحال الأمر فقدومها لن يساعده بل سيتحمل مسئولية أخرى:شو بتين تسوين؟..أنا بدور عليهم ..الإمارات مب كبيرة يعني بوصل لهم..ويمكن اتواصل مع أهلهم
حتى تتسع عيناها لتقول بانفعال وتحذير:سلطان خلك بعيد عن أهلهم ..لا دخلهم في السالفة يمكن مايدرون عنهم
تعجب من استهجانها وقلقها واعتراضها:ليش انزين؟!!..يمكن هم عندهم أو يساعدوني القاهم
لتصرخ بغيض:لااا..دور عليهم بنفسك ولا تروح عند أهلهم
استغرب حديثها مالذي يدفعها لقولها ذاك؟ لم كل هذا السخط ونبرة الاعتراض في صوتها لكني لم ارد الخوض في استجاوبها فختصرت الكلام:انزين راح ادور عليهم


*


أحن لصوت أمي..وصوت أبي
لسر أروى ..لأحاديث سلطان ونبرة صوته
"وردة شقى"
تمنته لحظات ,تمنت بعده لحظات , وبين أمنية وأخرى رأته حقيقةً ..كان بودها لو أعادت لحظات راحلة قبل سنتان لتقول له وتعلمه بما حدث بعدهما ولكن هربت!...
أفكر كثيراً..
ليتنا نعود لبلد الضباب..
ليتنا خُلقنا دون أهل...
أشتاق لأجتماعنا العائلي..
لأحاديثنا أنا ومروى..
لجارتنا ..
لأشياء كثيرة محفورة في الذاكرة..
"وردة شقى"
اطمأنت عليها وتركتها تغط في نومها على سرير أماني ..وخرجت ومشت تسحب رجليها حتى تراءت لها شقيقتها جالسة على كرسي كبير منفرد ..فكليهما تحمل في قلبها هموم ستكون ليس لها وجود لولا الظروف التي أرغمتهم على الابتلاء بها..مشت لها وما إن وصلت لها وقفة أمامها لا يفصل بينهما شي سألتها:شحالها ندى؟
ماكان من ضي إلا ان استدارت جالسة في حجر شقيقتها ورفعت رجليها بهدوء على ذراع الكرسي وأسقطت جسمها للخلف مما جعل أماني تعبس من فعل شقيقتها:ضي لو شافتج ندى شو بتقول؟!!
ضي بصوت هادي واثق عكس قلق شقيقتها وتوجسها وبصرها للأعلى:ندى راقدة وما بتقوم الحين
أماني وهي على يقين أن ما تمر به ندى سيقض مضجعها ولن ترتاح في نومها وقد لا تتمكن سوى من أخذ غفوة لدقائق:وايد واثقة انها ما بتقوم لا تنسين حالتها ووضعها
ضي بتأكيد جعل أماني غير راضية:عطيتها منوم يعني بترقد لساعات
أماني بوجه عابس متضايق قلق وبصوت هادي:ما بتسيرين عند ريلج؟
رفعت جسدها جالسة ونحنت على صدر شقيقتها ودفنت رأسها بجانب رقبة شقيقتها بصمت مطبق مما جعل أماني تغمض عينيها بانزعاج فطبع شقيقتها في سكوتها المفاجئ يزعجها..حضنت شقيقتها بذراعها لتهمس فلعل تلك الصامتة تتكلم:ضي؟!!
ألصقتها في الكرسي لتمنع انفعالها وهي تسمعها تهمس بنبرة ربما هي ندم أو بحث عمن يوبخها أو يثني على فعلها ولكن ماتعرفه أنها تود مصارحتها بما قامت به:كلمت سلطان
صمتت لثواني تزدري غصةً لترد بنبرة مسايرة لهمس شقيقتها:ليش؟
بنفس الهدوء :عشان ما يدور علينا
غمزت بابتسامة ساخرة فتقول بعدها:انتي خليتيه أكثر يصر على انه يلقانا ولا نسيتي من هو سلطان؟
أبتعد بهدوء حتى التقت عينيهما كل منهن تحمل الكثير والكثير ولكنها همست بوجوم:لا ما نسيت.._وكتغيير للحديث وبذات النبرة الناعمة_..ما سرتي الصالون؟
لم تعد ترغب سوى بالاختباء بعيداً عن كل شيء:ولا بسير خلاص استقلت مالي بارض فشي
زمت شفتيها بقهر مما أل له حالهما لتنزل دموعها وهي تبعث نظرة الالتجاء وطلب الأمان من شقيقتها ..وضعت كفها بحنو على خد أماني و انحنت بهدوء مقبلة وجنة خدها الأخر بقبلة دافئة كأنها تقول لها أنا هنا لكِ ومعك اطالت القبلة حتى تُشعر أختها بالراحة ومن ثم لفت ذراعيها حول ر قبة أماني واجتذبتها حاضنة إياها أما أماني فشهقت بخفوت وهي تطوق شقيقتها مرخية رأسها على كتفها ليتزاحم كل شيء في عقلها ...


*


أفزعه اتصال الخادمة ..وصل للمنزل و رآها واقفة خائفة فصرخ :وينها؟!!
حتى تشير له أنها في الأعلى فتتسابق خطواته بقلق وخوف وفزع ماذا لو لم يجب وهو في العادة لا يرد على المكالمات التي تصله وهو في العمل؟..كيف له تحمل ذنب حدوث مكروه لها ويشارك والده في ذبحها..دخل ليسمعها تئن بوجع يمزق جسمها الملتهب ليركض متخطياً إياها للجهة الأخرى حيث وجهها ونكب يكلمها:امايه ردي عليه امايه
لتجيب وهي بالكاد تنطق من تحت التهاب جراحها بأنفاس مثقلة وصوت كالفحيح:احمد ..
الوضع الذي عليه والدته لا يُبشر بخير..ماذا لو أن والده لم يٌبقي لها رمق لتعيش...أخذ هاتفه واتصل بالإسعاف وطلب منهم القدوم..وضع هاتفه أرض ونحنى يكلمها حتى يبقيها مستيقظة:امايه الحين الإسعاف بييون
اغمضت عينها وتشعر بضيق ولكن تحاول الكلام والتنفس رغم ضيق المسافة بين انفها وفمها من الإرض فيصعب عليها فعل ذلك:ابوك بيسجنونه؟
اندهش من سؤالها فلا يعرف كيف يفسره هل هي خائفة عليه أم تتمنى ذلك كي تنتقم من جلده لها:ماادري في البداية بيعالجونج وعقب بيشوفون إذا الوضع يستدعي التحقيق أو لا
دخلت فزعة خائفة مندفعة صارخة:اماية
مد يده مانعاً إياها من لمسها:حوراء لا تلمسينها
هوت على الأرض باكية بقربها:امايه.._رفعت بصرها له_..أحمد منو سوى فيها جيه
صمت فكيف له أن يخبرها أن أعز انسان بقلبها هو من كاد يقتل أمها :حوراء الحين مب وقته أول شي ناخذها للمستشفى ونطمن عليها وعقب ..
حتى تقف وهي ترفع عباتها التي تكاد تعثر وقوفها:عيل قوم خلنا نشلها المستشفى
أحمد باعتراض ومحاولة للشرح:محتاية سيارة اسعاف..ما اقدر أحركها ..
بكت بغصة وهوت مرة أخرى قائلة:امااية
تريد لمسها تحاول وضع يدها ولكن تخاف أن تؤذيها ..رن هاتفه فأخذه ورد على الاتصال:ألو..نعم..ان شاء الله الحين
انهى المكالمة ووجه كلامه لحوراء وهو يقف:سيارة الاسعاف برا قومي
وبعد برهة أقبل المسعفون وبدأوا عملهم وهو واقف يراقبهم وحوراء شاحبة واقفة بسكون ويدها قرب فمها ممسكة بجزء من غطاء رأسها"الشيلة" تشهق شهقات خفيفة متتابعة وعيناها على والدتها تراقبها بخوف وحزن وقلق بملامح مذهولة ..وقف أحد المسعفون مستأذن منهما افساح الطريق ..خرج وسحب معه حوراء فاسح المجال لهم ..أخرجوها فما إن رأتها حتى دفنت رأسها في صدر أحمد ..أمسك بها حتى مضوا:ياللا مشينا بنلحقهم


*


تختنق لحظات الحاضر حين المرور بالماضي والعودة منه, حين نطل إلى زمنٍ استباح عبرات الحنين بحرقة تكاد تمزق أشلائه بتشوه حفر التمني بالرجوع ولكن الوجع أعظم حين تجوب ذكرى من رحل!...
قادمة من المطبخ بعد أن سكبت لها كوب من عصير البرتقال الطازج..وتلك مستلقية على بطنها وأسفل صدرها مخدة وأمامها رقائق البطاطس في صحن تأكل منه تشاهد التلفاز ..جلست خلفها على الأريكة تلقي نظرة على ما تتابعه شقيقتها ..رشفت من كوب العصير وقالت:شفت هدية في غرفتج كنت سايرة ارد الكام وشفتها
قالت وعينها على التلفاز:هدية لجيس
مروى بتجهم واضح واعتراض:أروى انتي تعرفين راي ماام في الموضوع
أدارت رأسها ناظرة بطرف عينها لها:جيس بس فريند
تنهدت فعقلية أروى متهورة طائشة لا تضع احتمالات بعيدة :أروى ماام ماتبينا ننسى من نكون
رفعت جسمها وتسندت على ذراعها:مروى انا فاهمة تفكير مااام بس أنا مضطرة اتعامل وياهم في المدرسة في الشارع anywhere (في أي مكان)..وعلى فكرة جيس يحب وبيعترف لها بحبه وهو عارف حدوده وياي
مروى بتفكير جائز للعواقب:والهدية يمكن يكون لها تأثير
فغرت فاها دليل على دهشتها واستنكارها:مستحيل..بلييز مروى ..قلتلج أنا وجيس فريندز
فإذا باولدهما قد أقبل ووقف ناظراً لهما وواضح له انه قطع حديثهما ابتسمت مروى رافعة بصرها له وأدارت أروى رأسها له بابتسامة بمعنى تريد شيء منه وهو يعرف تلك النظر: شو تبين؟
زمت شفتيها و حبت له حتى صارت أمامه نظرت له بذات الابتسامة وبصوت وعينان فيهم الوداعة قالت:داااد
نظر لها وأتا ه شك:يا أما مسوية شي او تبين شي..قولي شو عندج
نهضت واقفة دون أن ترفع بصرها ومن ثم لفت ذراعيها حوله والتصقت به قائلة بأحساس عميق:دااد احبك
ضحكت خفيفة صدرت منه على مشاكسة أروى التي تماطل في قول ماتريد:انزين وبعد؟
نظرت له وقالت بتردد:امم..اممم
قهقه عالياً:هههههههههه..امم امم شو ؟!!
استدارت لمروى التي وضعت ساق على ساق ونظرت للجهة الأخرى قائلة:مايخصني
نظرت أروى لوالدها باستحياء حقيقي:امممم
نهرها بخفة:مطولة تأمأميين ترا تعبت من الوقفة
رفعت طرف عينيها له:امم..بصراحة زميلي في المدرسة الليلة عيد ميلادة واصدقاءه بيسووله حفلة وأنا اخذت له هدية وأبا أوديها حقه
نظر لها بجدية حتى ينطق بحزم:لا
حتى تقول بشيء من السخط:داااد
محمد وهو لا يود أن يُعمقا علاقتهما بالأخرين بشكل زائد عن المعقول:أروى دايم فيه ممنوع أوكي زملاء نتعامل وياهم باحترام أكثر مافي
حتى تصمت حين سمعت صوت والدتها وهي مقبلة:شو بلاكم؟!!..شو مسوية أروى؟
محمد ولأنه يعرف بنية ابنته فلم يرد الكلام:ما سوت شي
قالت وهي تستعد للجلوس قرب مروى: أكيييد؟..ولا مثل كل مرة تغطي على فعايلها
حتى تستدير وظهرها لوالدها بضيق من اتهام أمها:ماااام
نظرت هند لمروى متجاهلة أروى :مروى قومي هاتي دواي
مروى وهي تهم بتنفيذ طلب والدتها:أوكي
ذهبت مروى ونظرت هند بشك لأروى لتربت بيدها على الأريكة:تعالي يلسي
نظرت لوالدها ومن ثم مشت لها وهي خائفة من ردة فعل والدتها والتي ما إن جلست بقربها حتى سحبتها بأذنها:شو مسويه؟
صرخت اروى بالم:ااخ ماااام
فما كان من محمد حتى أسرع لهما وجلس بجانب أروى:هند أروى ما سوت شي
تركتها قائلة:صدق ولا بس تستر عليها
أروى بسخط:والله ما سويت شي
حتى تنهض من بينهما وتكمل سيرها مارة بسرعة من قرب مروى التي تعجبت من الوضع لتقترب من والدتها تحمل لها الدواء:ماام
شعرت بأنها قست عليها فتركتهما وذهبت فنظرت مروى لوالدها:دااد
شعرت برغبة في البكاء استلقت على سريرها محتضنة وسادتها تعتصرها في صمت ودموعها تنزل ..لم تشعر إلا بأحد انحنى عليها باكيا ..إنها هند التي شعرت بقسوة فيما فعلته ..بكت بشدة قائلة:سامحيني يا أروى سامحيني
شعرت بتفاهتها فكيف لها ان تسمع والدتها تعتذر وتطلب منها الغفران والأجدر هي من تطلبه منها ..حتى تنهض متناسية الدموع خجلة :ماااام
احتضنت والدتها بشدة :أنا اسفة
هند وهي الأخرى تشعر بالذنب:لا حبيبتي أنا غلطت فحقج وتصرفت بقسوة وياج
اعترضت على كلام والدتها فمهما يكن هي أمها ومكانتها اعظم حتى وإن تضايقت منها فلن يُرضيها أن تذل نفسها لها :نووو مااام نوووو
دخل محمد ومعه مروى فقد أقلقهما الأمر ..محمد وهو يرى وضعهما وكالمعتاد هند تشعر بالذنب فتعتذر:هند وقت الدوا
مسحت وجهها بكلتا يديها وقالت:إذا بتعطيني ياه أروى
ابتسمت لها متناسية ماكان حتى تمد يدها لمروى:أوكي
ألاحت هند رأسها لمحمد الذي بادلها بابتسامة فهو يعلم سبب كل ماتمر به ويتمنى من مروى وأروى أن تكونان صبورتان معها ..


*


تم إسعافها ولكن لا بد من التحقيق فما تعرضت له واضح أنه اعتداء بالضرب ولكن عيسى استطاع لملمة الموضوع حتى لا يتفاقم مما دفع أحمد يشعر بالضيق وهو يرى والده أمامه فمالذي جاء به بعد الذي فعله ؟ هل يُريد القضاء عليها ..
تقدم منه وهو يرى منه نظرة لوم تقدم منه حتى يقول أحمد:ليش كل هذا؟
عيسى بلا مبالاة ولا اكتراث:تستاهل اللي ياها
أحمد بعدم رضى وشعور بالأشمئزاز من فعل والده:ضربك لها بالحزام مب جريمة مالها عقاب؟!!
عيسى باعتراض :تبي ابوك ينسجن؟!!
حتى تقبل حوراء له مسرعة باكية وارتمت فحضن والدها باكية:ابوويه..
نظرت له وهي تبكي:شفت امي ؟!!..لازم تعرف منو سوى فيها جذي
لم يهتم لشهقاتها وبكاءها ليقول وكأنه فعل يفتخر فيه:أنا ضربتها
صدمها بكلامه ولم تستوعب ماقال لتسأله:ليييش؟!!
عيسى بحنق واضح على منيرة التي يحملها مافعلت بوالدته ولكن لم يستطيعا استيعاب ردة فعل حوراء حين قال:عشان هي السبب في اللي صار ليدتج وانا ما يرضيني اللي صار لها
حتى تصرخ فيه بحقد:عيل مثل ما انت ما يرضيك في أمك انا بعد ما يرضيني فامي اكرهك
لتصد عنه مسرعة الخطى ..ليلحق بها أحمد بعد أن نظر لوالده..أما عيسى لم يعجبه تصرفهما معه ومؤكد يُحمل منيرة كل هذا .....


*


كنت قد اتخذت قراري إن كلمني في ذاك الموضوع أو لمّح له فسيجد جواباً صريحاً..كنت في اجتماع معه ومع بعض رؤساء أقسام الشركة لا أعلم سبب دعوته لي لحضور هذا الإجتماع..فهؤلاء موظفين عنده وهذا أمر يتعلق بشركته فما شأني؟!!..لكن قبلت الدعوة شعرت بالغرابة وأنا بينهم وكأن حالهم يقول ماذا أفعل هنا وبصدق لا ألومهم فأنا مثلهم لا أعرف سبب وجودي!!..انتهى الاجتماع وبقينا نحن الإثنان ولكن لا أدري لماذا استبقت الأحداث لأقول له:أبو ريان..بصراحة أنا ممنون للثقة اللي منحتني اياها ...يشرفني إني تعرفت عليك ...بس فيه شي حاب أقوله واعذرني على صراحتي..أي واحد أكيد يشرفه يكون من عايلتكم ويناسبكم بس اطلب منك السموحة ..
حتى يسكته ابوريان:لا تكمل يا راكان هذا حقك وأنا فخور فيك وهالشي ماراح يغير من تعاملنا ولا من معزتك بلعكس صراحتك وعدم خوفك يذكرني بابوك الله يرحمه ..
لا يُنكر أنه مشدوه أمام ردة فعله وأيضاً تعجب من معرفته لوالده:بصراحة خجلتني بكلامك..مشكور.. وهذا يدل ع طيب أصلك
ابوريان بتفهم:لا تشكرني يا راكان هذا شي فرغنا منه وعلاقتنا سواء بالشغل أو بشكل عام ماراح تتأثر بإذن الله
راكان وهو متعجب وفي ذات الوقت ممتن لكلامه المهذب معه:ان شاء الله


*


وجدتٌ نفسي أمام محاولة كادت أن تفشل مع ظبيه فكل سؤال مني ألقى منه سؤال منها بدلاً من الجواب حتى كدت أفشل لولا تدخل خالتي التي أعطتني عنوان الصالون ومن فوري ذهبت إليه ..سأفعل أي شيء إذا كانت النتيجة الوصول لهما
خرجت لي إحدى الموظفات فيه فسألتها:ييت أسأل عن موظفة عندكم اسمها أماني
تعجبت من سؤاله وذات الوقت أخافها:ليش؟!!
سلطان :الاهل متفقين وياها عشان شغل واتصلوا بس ماترد واتصلوا عليكم بس لقوه مشغول
الموظفة:أماني يترك شغل
اندهش من ردها ليقول:متى تركته؟
الموظفة:من يومين
سلطان وحتى يتأكد من شكوكه:متأكدة
الموظفة:يس
لم يرد أن يطيل في الأسئلة فمضى وهو يشعر بأن الأمر زاد تعقيداً



*


كل فلس أخذه منه فهو من حقي ..الا يكفي سنين عشتها وأنا مسلوب من كل شيء ..الراحة..الأمان..العطف..الهوية..والعائلة ..هذا كان شعور فيصل وهو يقف امام منزله بعد أن اشرف على عمل العمال ..وطبعاً لم يغب ذلك عن أعين الجيران الذي مازالت ربة منزلهم تحلم بتزويج ابنتها من فيصل ..خرجت وأقبلت نحوه
أم أمل:السلام عليكم..شحالك يا ولدي
فيصل دون رغبة بالكلام ولكن احتراماً لسنها:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بخير عساج بخير؟
أم أمل وهي في داخلها فضول:بخير يا ولدي..اشوف العمال طالعين داخلين البيت خير يا ولدي؟
فيصل بأسلوب مهذب فيه شيء من التكلف:خير يا خالتي..قررت أعيش فيه
أم أمل ومازال الفضول يلعب بها:بتعيش فيه بروحك؟!!
فيصل وعينيه على المنزل:لا يا خالتي قررت اعرس
تعجبت منه ولكن من ستكون غير ابنتها:ربي يتمملك على خير يا ولدي..عيل اخليك من رخصتك
فيصل:مع السلامة
نظر إليه وفي أعماقه يفكر براشد الذي يحمله سبب كل مايحدث !...



*


افتقده وأشتاق له ..لم أعلم أني سأحب شيء فرضه علي أهلي ولكن قد يكون الشيء الوحيد الجميل الذي حصلتُ عليه وكان له يد فيه ..
كم انت محظوظ بها يا عبدالعزيز فمنذ أن دخلت بيتنا ونحن ننعم بالسلام بعكس حياتك السابقة مع سلمى والتي لم أحبها بعكس نوره التي اعتبرها بمكانة مشاعل وكأن الله أرسلها لي حتى تملأ الفراغ الذي يصيبني
نظرت لها نوره بتعجب وهي جالسة في الصالة تشرب عصير البرتقال حتى تقول لها:مطولة كثير يا أنسة بيان؟
ضحكت واقبلت لها:كيف اليوم؟
نوره بحب:تمام ..بس وش له كنتي تناظريني من شوي؟
جلست على الكرسي نافية أي سبب:ولا شي ..ايه قبل ما انسى مشاعل عازمتنا عندها
نوره وقلبها قد تعلق بعبدالعزيز وتشعر أنها ستكون مقصرة معه إذا فعلت شيء بدونه:بس انا ما قدر عبدالعزيز مو هنا والحمل راح يتعبني لا تنسين المسافة بعيدة
بيان وقد تذكرت مشاعل ومشاكساتها لها فتريد أن تكررها مع نوره:كم باقي ويشرف؟!..ما شاء الله اللي يشوفك بيقول عديتي التاسع وداخلة للعاشر
نوره بغيض:بسم الله عليه..بيانوه قومي
بيان وهي تعاندها:واذا ما قمت وش راح تسوين؟
فإذا بصوت رجالي اخترق اسماعهما:انا اللي راح اسوي
نوره نظرت إليه مستنكرة أما بيان فقد شهقت قائلة:هييي راكان!!!!!


*



وقف أمام المرآة وهو ينظر لرقبته ليبتسم ..تحرك من امامها وخلع كل ملابسه ماعدا بنطاله فهو سيغفو ويستيقظ ومباشرة سيرتدي ملابسه وسيذهب للعمل..استلقى على السرير ليغط في نومه ..دخلت للشقة ورأت كوب الماء على الطاولة فتوقعت وجوده فمشت للغرفة وهي تتذكر ما حدث في المستشفى ولا بد لها من الحديث معه ..دخلت فرأته مضطجع دون لحاف ولا شيء يستر جزءه العلوي مشت ووقفت تنظر له قررت أن تتراجع وتنتظره إلى أن يستيقظ ..وما إن همت بالذهاب حتى استوقفها منظر المسدس بالقرب من السرير ..أخذته بين يديها ولاحت ذكرى من عبق الماضي حين كانت تجلس مع سلطان خارج منزلها وهي تحاول معه لدفعه لتعليمها الرماية:سلطان متى بتعلمني
ليقهقه:ههههههه..ما يأستي؟!!
أروى بتضجر أكدت:لا ولازم تعلمني
سلطان وهو يعلم خطورة القيام بذلك... يستطيع تعليمها ولكن تبقى الأسلحة خطرة:قلتلج من قبل اقنعي أمج..أروى ابا افهم ليش مصرة انج تتعلمين ترا انا وابوج دووم بقربج والأهم منا هو رب العباد اللي وياج
أروى بنشوة تخيل وهي ترفع يديها وكأنها تمسك بمسدس:شعور حلو وانت ماسك المسدس وموصوب على هدف قدامك
حتى يفتح عينيه ليرى فوهة المسدس موجهة ناحيته لينهض بفزع :ضي لااااا
لتخرج رصاصة وتستقر في جسده وقد دوى صوت الطلقة وسمعه راكان الذي صادف وصوله لشقته حتى يسرع لشقة طارق ويدخل منادياً:طارق



*


بعيد عن أعينهم في ممر جانبي استوقفها بحنق واضح وهو يراهما يفعلان ما يريدان بعد أن أخفاهما وأخفى أمرهما ..
عبدالرحمن بانزعاج واضح:شو تسوين هنا؟..انتي وأختج تلعبن لعبة مب قدها
أماني وجوفها يملأه الضيق والعبوس واضح عليها:ندى طلبت مني أيي وياها
فاجأته بكلامها حتى يمسكها بعضدها ومن بين اسنانه قال:من متى تعرفين ندى ردي
وكانت هناك عينٌ ثالثة تشهد الحدث من دون أن يشعروا بها يقف صاحبها مشدوهاً مستغرباً من امساك عبدالرحمن لها فمن تكون وماعلاقتها به حتى يتخطى الحرام في لمسها؟!!!!




انتهى


أبها 26-12-14 07:16 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
رووووعه ...

عجيب .. راكان في بيت عبدالعزيز !

وراكان آخر يوجد في شقة طارق !

كنت أظن لوهله أن راكان المتواجد في الإمارات هو نفسه الذي في السعودية

حين تحدثت عنه -اعتقد - بيان في أحد الأجزاء .

ضي ماذا فعلتِ ؟ حالميتكِ وتهوركِ سيفقدانك طارق .

.أرجو أن أن تكون الإصابة في غير مقتل.

يا ترى من يكون الذي شاهد عبدالرحمن وأماني ؟

هل هي ندى ! أم أحمد وحوراء عندما جاءا

مع والدتهما إلى المستشفى ؟

نفتقد العروس دلال 😄.

أيضا ملاك ...نفتقدها 😔

كل الشكر والتقدير لمبدعتنا أصداء الحنين ..

بانتظار الجزء القادم ..ان شاءالله.

وفاء وفاء 29-01-15 12:35 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
وفقكم الله

راشد الوهيبي 29-01-15 09:26 AM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
روايه رائعه



انتظر إبداعك اختي

أبها 27-04-15 06:24 PM

السلام عليكم
بعد أذنك أختي أصداء
سأنقل الجزء بالنيابة عنك فهناك من ينتظر بشوق بقية القصة ..

أبها 27-04-15 06:31 PM

البارت46

وقف أمام المرآة وهو ينظر لرقبته ليبتسم ..تحرك من امامها وخلع كل ملابسه ماعدا بنطاله فهو سيغفو ويستيقظ ومباشرة سيرتدي ملابسه وسيذهب للعمل..استلقى على السرير ليغط في نومه ..دخلت للشقة ورأت كوب الماء على الطاولة فتوقعت وجوده فمشت للغرفة وهي تتذكر ما حدث في المستشفى ولا بد لها من الحديث معه ..دخلت فرأته مضطجع دون لحاف ولا شيء يستر جزءه العلوي مشت ووقفت تنظر له قررت أن تتراجع وتنتظره إلى أن يستيقظ ..وما إن همت بالذهاب حتى استوقفها منظر المسدس بالقرب من السرير ..أخذته بين يديها ولاحت ذكرى من عبق الماضي حين كانت تجلس مع سلطان خارج منزلها وهي تحاول معه لدفعه لتعليمها الرماية:سلطان متى بتعلمني؟
ليقهقه:ههههههه..ما يأستي؟!!
أروى بتضجر أكدت:لا ولازم تعلمني
سلطان وهو يعلم خطورة القيام بذلك... يستطيع تعليمها ولكن تبقى الأسلحة خطرة:قلتلج من قبل اقنعي أمج..أروى ابا افهم ليش مصرة انج تتعلمين ترا انا وابوج دووم بقربج والأهم منا هو رب العباد اللي وياج
أروى بنشوة تخيل وهي ترفع يديها وكأنها تمسك بمسدس:شعور حلو وانت ماسك المسدس وموصوب على هدف قدامك
حتى يفتح عينيه ليرى فوهة المسدس موجهة ناحيته لينهض بفزع :ضي لااااا
لتخرج رصاصة وتستقر في جسده وقد دوى صوت الطلقة وسمعه راكان الذي صادف وصوله لشقته حتى يسرع لشقة طارق ويدخل منادياً:طارق
انطلق باتجاه الغرفة فزعاً قلقاً..ليدخل ويرى ذاك الذي ينزف أمامه فكان كل تركيزه عليه دون الإنتباه لضي الواقفة مكانها بدون ملامح تدل على شي..
راكان بصوت خائف وقد دنا من طارق:طارق منو سوى فيك جذا؟!
طارق وهو يشعر بتمزق يسري في كتفه النازف يكاد يقضي عليه:اااخ..راكان قوم ودني المستشفى.._لينظر لضي بغيض_..حطي المسدس وطلعي_متداركا حتى لا ينظر لها راكان وهي غير متغطية_راكان لا طالع.._يكاد يحرقها بنظرته القاسية_قلتلج حطي المسدس واطلعي لتنظر إليه وتشعره بعدم اكتراثها وتذهب ...
أخذه راكان للمستشفى وقاموا بعلاجه واخراج الرصاصة من كتفه..لم يغب عنه العذر الذي سيقدمه في حال سألوه ولكن هذا العذر لم يقنع عيسى الذي سأله والكل لاحظ الشك في عينيه وفي نبرة صوته وهو يوجه له السؤال:يعني كنت تنظف المسدس وانطلقت منه رصاصة
طارق فحتى لو اقنع الكل بعذره لكن خوفه من شك عمه فهو بحكم عمله لن يصدق وبالفعل لم يصدق خرج ولم يعركلام طارق اية مبالاة ..خلا المكان إلا من راكان الذي سأله:كيف جذا لو مكان عمك بشك الصراحة ..يعني معقولة ماقدرت تسحب المسدس منها
طارق:كنت ماكل حبوب وغفيت وقمت وانا مب قادر ارفع راسي من ثقله
راكان بتعجب:شو سالفة ويع الراس لا يكون مستضر او فيك شي روح سو اشعة
طارق بعبوس:سويت وماطلع فيني شي
راكان:لازم تسوي اشعة ثانية..المهم شو بتسوي مع ضي؟!!
طارق بحنق وبنبرة غيض:خاطري اذبحها
راكان بضحكة قبل ان يقف:هههههه..ماتوصل لهدرجة
طارق متعجباً من وقوفه:وين بتسير؟!!
راكان:عندي شغل بخلصه وبييك..المهم ترا عمك مابيسكت
طارق بعدم اكتراث:ان سكت ولا ما سكت شو اللي بيوصله؟ ولا شي
راكان بعدم اقتنتاع:اوكي..ياللا اخليك الحين..توصي على شي؟
طارق:سلامتك
راكان بابتسامة:ياللا عيل من رخصتك
طارق:مع السلامة

*

هل أكون قد أخطأت أم ماذا؟!..هل أعطيتُ نفسي ثقة كبيرة في جعل الأمر لصالحي؟!..كلما تذكرت كلام أمي وندى ينتابني القلق ..لكن أنا لن أستسلم ومازلتُ في البداية ..تزوجنا وللآن لم يلمسني! ..نعيش هنا كغريبين ..يخرج ويعود ولا يكترث لوجودي ..فهل أشكل عبء عليه؟...
بين تفكيرها وهواجسها المتبعثرة سمعت فتح الباب فخرجت من الغرفة لتراه يدخل فضمت يداها تنضر له باستنكار..
مروان بعدم اكتراث كان سيمر دون أن يكلمها حتى قالت:يعني كلف على عمرك طلعني وياك
ليرد عليها باستخفاف:وين اطلعج؟..خلج هني ماشي طلعة
دلال بضيق:يعني تطلع وتستانس وانا لا
مروان بتهكم وطريقة يحرق بها أعصابها:سمعي انا مب فاضي لج..
دلال وقد زاد ضبقها لتنفجر:بس فاضي تطلع وتخليني بروحي
ليقترب وهو يشير بأصبعه لرأسه:مزاج تعرفين شو يعني مزاج..كيفي يااخي شو يخصج ..روحي عني
ليدخل ويغلق الباب خلفه بقوة افزعها الصوت لا إرادياً وهي عاقدة حاجبيها متضايقة من إسلوبه معها

*

ها أنا امسك بالقلم حتى اضع توقيعي ..أنا من كنت اعتز بكبريائي أرضخ لأمر سببه شخص حقير سبب عاهة وعاراً سيلازمني طيلة حياتي!..وضعت القلم كمن وقع على ادانته..وعمي وأبي وهو حاضرون لا رغبة لي بشيء..فأنا قد متت ولن ينفع ما سيفعلون بي ..
لم أجدها في غرفتها فجن جنوني وسألت الخادمة واخبرتني أنها خرجت مع والدها..أنتظرتهما والقلق يعبث فيني..حتى رأيتها مقبلة فأسرعت لها
طرفه بخوف:ملاك حبيبتي فيج شي؟وين كنتي؟
بانت على شفتيها ابتسامة قهر بالكاد تخرج وقد احتارت منها طرفه لتعود لسؤالها:ملاااك حبيبتي قوليلي وين سرتي
نظرت لعبدالرحمن:عبدالرحمن وين كنتوا؟!!
أجابتها ملاك وهي تشعر بالغصة والوجع:باركيلي..بنتج صارت عروس
صعقت من كلامها لا تعلم هل تصدق أم تُكذب:ملااك
ذهبت تجر الخطى كي تصعد ووالدتها تكاد تفقد عقلها نظرت له قائلة:عبدالرحمن صدق اللي قالته؟!!
عبدالرحمن:هيه كنا في المحكمة وملاك تزوجت
طرفه وهي تشعر بانها تائهة :منو اللي تزوجها عبدالرحمن قولي منو؟
عبدالرحمن بشيء من التوتر فهو يعلم بأن ماسيقوله لن يعجبها:فيصل
طرفه بتعجب:اي فيصل ولد منو؟
عبدالرحمن ويعلم يقيناً أنها لن تسكت ولكن انتهى الأمر:فيصل اللي كان سواق اخوي راشد
شعرت كأنها ليست بوعيها الكامل فكلامه قد نزل على مسامعها كالصاعقة حتى تقول بعدم تصديق:مستحيل..عبدالرحمن..كيف زوجها لواحد ماتعرف عنه شي؟!!..اخوانك وامك ما بيسكتون
عبدالرحمن:اخوي راشد يدري
لجمتها كلماته لا تعرف هل تلومه أم تنفجر غاضبة ولكنها تعلم أنها لن تسكت
طرفه وهي ترى تفريط زوجها ببناته قالت:اللي ما دارى على اخته بنت امه وابوه كيف بيداري ع بناته
حتى يصرخ معنفاً:طرفه
نزلت دموعها:انت خليت فيها طرفه خلاص ياعبدالرحمن بعت بناتك ..بعتهم برخيص ...حسبي الله ونعم الوكيل
ذهبت وهي تشعر بالحسرة لحال بناتها ..

أبها 27-04-15 06:33 PM

ممسكة بأطراف كفها والدمع ينهل على خديها وشهقات تخرج بغصة تتجرع ألم رؤيتها لأمها غير مصدقة الوحشية التي اصابت والدها...مازالت متعبة تئن من جراحها ..كانت تتكلم بضيق وصوت مخنوق يزيد من لوعة ابنتها وغصتها :شفتي فعايل ابوج؟!!..لازم ينسجن وعلى يديني بيكون سجنه
حوراء بتعاطف مع والدتها وسيل الدموع يسيل من شدة القهر:امايه انا ماعاد اكلمه وقلتله اني اكرهه
منيرة ببغض وحقد:وبعدج بتكرهينه اكثر واكثر..الله يمهل ولا يهمل وابوج مصيرة الموت ...اخوج وينه؟
حوراء:ماادري عنه
منيرة بتهكم ساخر:اكييد مب فاضي يلاحق المينونة الله ياخذها
حوراء بضيق:امايه لا تقولين جيه حراام
منيرة بكره:هذيل يعرفون الحرام؟!..لا تكونين طيبة هذيل شر
حوراء بضيق:امايه الله يخليج لا تقولين هالرمسة اهم شي تتعافين
منيرة بحنق اكبر من اوجاعها الحالية:مابتعافى إلا يوم اشفي غليلي من ابوج واهلج كلهم
لم تستطع التحمل شعرت بالغصة من كلام والدتها وقبل أن تذهب هوت عليها مقبلة رأسها وخرجت ...

͙

هل بدأت تنجذب له؟أم إنه مجرد إعجاب بطبيب ليس إلا؟!!..دخلت عليها فإذا هي منشغلة بالأوراق التي بقربها ساره ولم يخفى عليها ملامح شقيقتها المتبعثرة والواضح من خلالها أن هنالك مايشغل تفكيرها ..
بعد أن جلست والكلام ضائع تحاول ترتيبه بشكل صحيح ..دانه بعد تنهيدة استعداداً للبوح:ساره..اممم..ماادري بس خاطري أقول لدكتور أحمد عن سفرنا هو المسؤول عن حالتي والواجب يعرف بس امي رافضه
ساره بتفكير حتى لا تتسرع بقول شيء يعقد الموضوع:انزين ماسألتي أمي صارحتيها؟
دانة بتجهم واضح وشعوربالضيق:سألتها وردت عليي انها بتطلب ملفي بس ماجاوبتني .._عبست وتنهدت بضيق_ساره تعرفين احس نفسي ضايعة حتى يوسف محد يسولفلي عنه او اعرف اخباره ووين هو
تفهمت شعور توامها وتضايقت لضيقها لتقول بلطف تخفيفاً عليها:دانه انتي توج في البداية وطبيعي تحسين بهالشي بعدين خلج الحين في علاجج وإذا على يوسف هو بعده فغيبوبة
جذبتها عبارتها الأخيرة لتقول:يوسف وين في أي مستشفى؟ ..._لم تجد منها غير الصمت والهروب لتعاود السؤال_ساره جاوبيني لا يكون يوسف مات وماتبون تخبروني؟
ساره وموقف محرج صعب لا تعرف كيف تتخلص منه ولم تجد أفضل من الصراحة للنجاة من المأزق:لا يوسف مامات هو بعده فغيبوبة هذي الأخبار اللي توصلنا عنه
دانه بفضول وشعور بالإزعاج فشقيقتها لا تعطيها إجابات وافية مفهومة:من وين توصلكم؟!!..ساره ريحيني الله يخليج
ساره بامتعاض ولكن ليس لها ماتلجأ إليه:يوم صار الحادث يوسف كانت حالته خطرة وعمي عيسى تكفل بتسفيره أنا كنت لاهية فيكم وماسألته وين سفره
دانه وقد اتضح لها بعض الشي من أمر يوسف ولكن لا يكفي فهي تجهل الكثير:وين القى عمي عيسى ابيه يقولي ويطمني على يوسف..ساره ارجوج
ساره بعبوس فهي تعلم أنها إذا أوضحت لها أكثر ستفتح باب المشاكل لهذا اختصرت الموضوع بقولها:سألي ابوي هو بيساعدج
ماإن سمعت منها حتى نهضت وأسرعت للخارج مما جعل ساره تمتعض فهي لا قدرة لها أكثر..

͙

بعد رؤيته خشيت على زواج شقيقها يتعثر كما حدث في زواجه السابق ..بعد أن شرحت لنوره من يكون راكان مع إخفاء بعض الحقائق ذهبت لرؤية شقيقها والذي لم تفرحها رؤيته دخلت دون طرق الباب ليستدير وهو لتوه قد انتهى من ارتداء "البيجاما"
بيان والضيق واضح في محياها وبشكل موجز مختصر فلا رغبة عندها لاطالة الحديث معه:اسمع ياراكان احترم اهل أخوك وإلا ارجع من حيث ماجيت
ابتسامة ساخرة لمحتها مشى لها حتى وقف امامها مباشرة وضرب بإصبعيه على خدها ساخرا:والله وكبرت يابيان وصرتي تهددين
الاحت وجهها بامتعاض ..تركها ومشى للسرير قال وهو يرفع اللحاف:مو ناقصك يالبزرة
غبضت فردت عليه بقولها:بزرة فعينك..راكان أنا ما أهددك بس عبدلعزيز حياته مستقرةمع مرته...
أكمل كلامها بقوله:وأنا من راح يخرب بيته مو هذا قصدك؟
بيان رغم الخوف الذي ينتابها إلا أنها قالت:أيواه أنت..راكان اترك أخوك وزوجته فحالهم
راكان بخبث أخافتها لكنته:بصراحة تستاهل الواحد يغامر عشانها صارووخ
بيان بشمئزاز:وش ذا القرف
راكان بابتسامة قذرة:مو انتي اللي تعلميني وش أسوي..والحين ياللا فارقي وماعاد اشوفك هنا
بيان بقلق من هذا المخلوق الذي تعلم بقذارته قالت بضيق:والله ماراح اسكت وإذا عبدالعزيز ماتصرف اعرف منو بيوقفك عند حدك
خرجت ليعود هو لسريره غير مبالياً بكلامها ولكن عقله بدأ يخطط لشيء مريب

̽

تجلس وعينها مصوبة إلى والدها الذي رأته يقف مع فتاة أصغر منها و يمسك بها فما هي الصلة بينهما ؟!!..وهي غارقة معهما أتاها صوت وضحى التي ظنت أنها متعبة بسبب الحمل :مها؟!!
رفعت بصرها لها:هلا خالتي وضحى
وضحى واعتقاداً منها أن مها متعبة من الجلوس:حبيبتي إذا تبين تروحين البيت بقول لعادل
مها بنبرة حب عكس مابداخلها من غصة:انا بخير لا تحاتين ..إلا شخبار خالتي منيرة
وضحى بأسى وحزن على منيرة:شو اقولج بس؟..الله يكون فعونها حالها مايسر
مها بحزن مماثل:الله يسامح عمي عيسى كان لازم يجلدها؟!!
رأتا سالم مقبلاً نحوهما وما إن اقترب وقبل أن يتكلم التفت خلفه حين سمع عيسى منادياً باسمه وواضح من ملامحه أنه غاضب وكل يتمنى الا تكون هنالك مصيبة جديدة ..دنا منهم والوجه لا يبشر بخير
سالم بقلق:خير ياعيسى
عيسى بغضب:اباك تسأل ولدك كيف صابته الرصاصة
ما إن سمعتا ذلك حتى فزعتا خاصة وضحى التي قالت بخوف:عيسى منو من عيالي؟!!
تجاهلها ونظر لسالم:سالم ابيك تروح لطارق وطلع منه الرمسة عشان سالفة انه ينظف المسدس ونطلقت منه الرصاصة مادخلت راسي
سالم الذي يحاول ربط كلام شقيقه ببعض حتى يفهم القصة:قصدك طارق استصاب؟!!
عيسى بغيض:هيه اسعفوه والحين هو بخير
وضحى بخوف وقلق:وين هو الحين ؟
عيسى :فقسم الطوارى بس اعتقد بينقلونه لغرفة خاصة
وضحى ويكاد قلبها ينفطروبغصة تعتصر قلبها قالت :سالم خذني عنده
سالم بانزعاج:انزين ياوضحى....عيسى شو اللي مخليك مب مصدق اللي قاله؟
عيسى بتعجب وبنبرة تهكم:الحين هذا سؤال تسألني ياه؟!!..اسأل ولدك ولا اسأل راكان يمكن يعرف شي
وضحى بضجر:انا سايرة اشوف ولدي
تركتهما يتجادلان وذهبت وماهي الا ثواني وذهب وراءها سالم
وقفت مها ونظرت لعمها الذي كان يهم بالذهاب فستوقفته:عمي عيسى.._التفت نحوها بصمت فاردفت بنبرة يملأها الترجي_...عمي.. سامح خالتي منيرة
تكلف في الجواب ومن نبرته عرفت انه لن يسامح:ان شاء خير
ذهب وهي غمضت عينيها وتنهدت وفتحتهما ووقعتا على والدها الواقف مع الطبيب ونضم لهما عيسى لتعود ذاكرتها للحظة رؤيته مع أماني..كانت لتوها قد وصلت للمستشفى وهي تمشي حتى تقف وتنصعق ويبدأ الشك يغزو قلبها وهي تراهم ع مسافة بعيدة قليلاً في أحد الممرات ..بلعت ريقها وغادرت...

أبها 27-04-15 06:35 PM

تزوجت رجلاً قل مثله الرجال.. منحني الحب أفعالاً..رجلاً لا توجد عبارة تصفه ...أحبه لدرجة السُكر..حين تزوجته ظننت أنه كسائر الرجال التقليديين ولكن معه رأيت العكس فلا مثيل له!..ومُنِحت طفلتين هما جمال الحياة فماذا أريد بعد ..زوج حنون محب وإبنتين يغبطني الناس عليهما....
عند هذه العبارة استوقفها إغلاق الباب فالمكان كان يعجه الهدوء وهي جالسة على الأرض في غرفة ضي تتفرج على الصور وتقرأ مذكرة والدتها ..انتابها القلق حين سمعت اغلاق الباب وانتظرت ولكن لم يدخل أحد فنادت بصوت هادي وفي ذات الوقت مرتفع:ضي؟!!
بدأ الخوف يسري داخلها فوضعت المفكرة جانباً ونهضت وعيناها على الباب المغلق والروح قد شكت والقلب زداد خفقاناً..فتحت الباب في هدوء باحثة بعينيها في الممر لتنادي بخوف فالمكان هادئ ولا دليل على وجود احد لتنادي بصوت مرتجف وأنفاس خائفة:ضي؟!
ازدرأت ريقها بقلق وخرجت ببطء وعقلها يترصد حدوث أي شيء وتوقع أسوأ الإحتمالات ونادت بصوت خافت مرتعب:ضي
رأت باب غرفتها مفتوح قليلاً وقد نسيت بسبب الخوف أنها من تركه مفتوحاً مدت يدها ويكاد نفسها ينقطع ودخلت ولكن لا أحد في الغرفة ..بدأت تعبس ويزداد قلقها وخرجت ومشت للصالة تتلفت ولكن لا أحد وما أن اقتربت من باب المطبخ حتى صرخت بفزع :اااه
كانت ضي خارجة من المطبخ حاملة بيدها قنينة ماء حتى اعترى أماني الغضب فتصرخ :انتي ما تبطلين حركاتج هذي خوفتيني
مشت عنها متجهة إلى الصالة ..شعرت بالضيق منها ولحقت بها:على الأقل اعتذري..او تكلمي قولي شي...ضي شو يايبنج عندي
جلست ورشفة من القنينة وهي متجهمة وصامتة مما جعل أماني تتضايق قد تكون اعتادت على تصرفات شقيقتها ولكن لا تنكر أنها تتعبها بسكوتها ..هاهي تحاول استدراجها للكلام:ليش مخلية ريلج وياية عندي؟!!
ضي وبعد ذاك الصمت الذي اتعب أماني نطقت:طارق في المستشفى
أماني باندهاش وقلق:ليش شو بلاه؟
ضي بانزعاج وهي تتذكر تلك اللحظة:سرحت وانا مساكة مسدسه ويت الرصاصة فكتفه
اتسعت عيناها بشهقة وصرخت معنفة اياها:انتي مينونة ,,انتي لو قاتلتنه شو بتسوين؟!...ليش ما رحتي عنده؟
ضي بضجر:ما يباني عنده
أماني والقصد لومها لا السخرية منها:احسن تستاهلين..عشان مرة ثانية تنتبهين لتصرفاتج المتهورة اللي بتوديج فداهية
وقفت بغيض وذهبت مما اثار تعجب أماني:وين رايحة...ضي
ولكن ضي خرجت وأغلقت باب الشقة خلفها فادخلت الضيق لقلب اماني التي تشعر باضطراب الوضع ويُقلقها ما هو ات...

̽

بدأت خيوط التفاهم تنسج حول علاقتها بابنها لم يعودا يتجادلان حتى الخصام ..نظر إليها وهي تقبل نحوه جالسا في حديقة المنزل ...كانت قادمة من خارج المنزل فابتسم لها..القت السلام وجلست
أبو ريان:كيف كان يومج؟
أم ريان وواضح عليها الجهد:ناقشنا بعض الأمور في الاجتماع والحمدلله رغم الاعتراضات بس الحمدلله لقينا حل وسط
ابوريان براحة:الحمدلله
وجدت انه الوقت المناسب حتى تساله عم يدور في بالها:أبو ريان سمعت هيفا حد خطبها
أبو ريان وقد توقع من أوصل لها الموضوع:ماصار شي ولو كان بيتم شي رسمي كان قلتلج
لم ترد مناقشة الموضوع فانتقلت لموضوع أخر ولكن لا يبعد كثيراً عن الأول:شو سالفة راكان؟.. ريان منزعج من اهتمامك فيه من بدا يتعامل معاكم وانت معطيه أهمية ليش؟!!
ابوريان وبشيء من التكتم:ريان مكبر السالفة.. صح انا مهتم لراكان بس مب معناته اني مب مقدر وجودهم ..بس فيه شي يخص راكان بس اتأكد اكثر بخبرج وعلى فكرة يوم تعرفين بنفسج راح تهتمين
تعجبت من كلامه وقالت وهي عاقدة حاجبيها:كيف يعني؟!!...ابو ريان فهمني السالفة
أبو ريان بمنطقية:مب الحين يام راكان الوقت مب مناسب
ام ريان:انزين ياابو ريان ..
وقفت وغادرت المكان دون ان تناقشه في شيء

͙

لم أتوقع للحظة واحدة أني سأضطر للإتجاه لهذا الحل الذي بالنسبة لي هو ضرب من الجنون!!..متفاجيء من إصرارها مهما كانت العواقب...ها أنا أجلس أمامها أنظر إلى عينيها من خلف الخمار ..تسحرني كعادتها ولكن لذة ذاك الشعور تتلاشى وأنا أسمع كلامها في هذه اللحظة
غدير بحب صادق واستعداد لفعل أي شي لتكون معه:ناصر تخيل عقب كل هذا يتحقق حلمنا
ناصر بعبوس تبعه بنبرة تحمل الضيق:بس أنا مب مرتاح يا غدير ..انا ابا يجمعنا بيت واحد بس يكون برضى اهلج مب نخليهم قدام الأمر الواقع
غدير بتعجب وقد كسر فرحتها:غريبة.. المفروض تفرح وتشجعني.. بس اللي اشوفه الخوف والتردد وكأنك تبي تتخلى عني وعن حبنا
طوح برأسه مغمضا عينيه بانزعاج ثم نظر لها: مب قصدي اتخلى عنج أو عن حبنا بس الطريقة هي اللي محيرتني وفيصل اللي ماادري من وين يا
غدير وهي منزعة من اسلوبه: فيصل بساعدنا
قاطعها وبنبرة شك وخوف:وشدراج انه بيساعدنا او حتى يبي مصلحتنا
تنهدت بضيق:ناصر قلتلك هو بيساعدنا انا متأكدة
ناصر بقلق واضح:انزين وكيف بنتزوج وابوج موجود ؟
غدير وقد تعكر مزاجها:هذا كله عند فيصل هو بيدبر كل شي
ناصر وفي عينيه تردد وشعور بالقلق:مب مطمن يا غدير
غدير بفتزاز وسخرية:خلاص حبيبي خلنا جيه نحلم نكون لبعض ولا نحقق شي بس وعود ورى وعود وبالأخير نفترق
ناصر بتعجب:غدير شبلاج كل هذا عشان خايف ..
غدير بتملل:خايف من شو؟!!..ناصر قدامنا فرصة خلنا نستغلها عشان نرتاح هم أكيد بيخافون على سمعتهم عشان جيه بيضطرون يزوجونا بعض..يعني تخيل يعرفون اني متزوجة هذي مب فضيحة وهم اكييد بيخافون
اذهل من كلامها وصدم:غدير صدمتيني معقولة..انزين افترضي زوجونا وعقب قالوا لج انهم متبريين منج ولا يبون يشوفونج ابد؟
غدير بكل ثقة:قلعتهم ..اصلاً مب مهتمة لهم
صعق من ردها:الحين بس ولكن بعدين...
قاطعته بقولها:الحين وبعدين دامني وياك ما همني حد..



̽
خرجت من عند شقيقتها وهي عابسة غاضبة ناقمة جهزت نفسها وهي تتذكر ماحدث في هذه الغرفة التي كادت أن تؤدي بحياة طارق فيها... خرجت من الشقة وفي نيتها الذهاب لرؤيته في المستشفى...وصلت كانت ستذهب له ولكن لم تكمل سيرها وهي ترا وضحى واقفة عنده..
طارق وهو يطمئن والدته:امايه سيري البيت انا بخير ولله الحمد
وضحى وهي لا تشعر بالراحة وايضاً خائفة عليه:ما بخليك بروحك عشان ابوك وعمك يستفردون فيك
ضحك من اهتمام والدته النابع من المحبة:هههههه..لا تحاتين ما بيسوون شي وانا قلت لهم شو صار بالضبط من غير زيادة ولا نقصان..بعدين ولدج ريال ويدبر عمره..فديتج قومي سيري ارتاحي
لمحها فعاد بصره لأمه قائلاً:امـ....
قاطعته قبل ان يكمل:لا تقول شي مابسير
سكت لبرهة قصيرة جداً:انزين بس انا مصدع وابي اشرب كوفي
وضحى بنبرة حب:انزيين بسير وبييبلك تبي شي غير؟
طارق بامتنان:لا مابي شي
بعد ذهابها تقدمت فنظر لها بازدراء قائلاً:شو يايبنج؟
ضي بعدم اكتراث لملامحه الغاضبة:ييت اشوفك واطمن عليك
طارق بعصبية وباسلوب تحذير:وانا ماابي اشوفج..اسمعي تروحين الشقة تيمعين اغراضج وتسيرين عند اختج ولا اشوفج ابد
بنبرة لا يعرف كيف يفسرها هل هو تأنيب ضمير وتكفير عن الخطأ أم تلاعب بالألفاظ وهو يراها تضع كفها على الضماد قائلة:بس انت تبي من يهتم فيك
بنظرة غاضبة ازاح يدها:شكراً ما ابي منج شي والحين فارقي قبل ما اتي امي وتشوفج
لتدنو وجهها منه أكثر:خلها تشوف زوجة ولدها
طارق بغضب:ضي قلتلج سيري
ضي وهي تتجاهل كلامه :احب عصبيتك ..
وضعت كفها على خده لتسترسل بحالمية وبنبرة هادئة:تصدق على قد ما كان يعصب عليي إلا انه كان يعصب ولا يعصب كنت احس بالحب فعصبيته فكل شي كان جنتل _نغزت بابتسامة شوق وحب_اشتقتله وايد
طارق بتعجب وقد عقد حاجبيه:منو؟!!
قبلته بخفة ثم نظرت لعينيه حتى رأى بريقاً في عينيها :عرابي!
ليدهش من كلامها:من؟!!!
ضي وكعادتها لا تستقر على كلامها وتغيره:بسير اشوف ندى
ليرها تنسل من امامه ذاهبة تاركة اياه:ضي ضي
حتى يسكت حينما رأى والدته التى لم يخفى عليها وضعه:طارق فيك شي؟
طارق وهو يحاول طرد كلامها من رأسه:لا مافيني شي...شحال خالتي منيرة؟
وضعت كوب الكوفي جانباً وجلسة مخرجة تنهيدة وبانت علامات الأسى على ملامحها:شو اقولك..الله يكون فعونها حالها ما يسر..اللي سواه عمك هد حيلها ..الله يسامحك يا عيسى..انا ما كاسر خاطري إلا حوراء هي اللي ضايعة بينهم ..الله يوفقها مع ولد الحلال اللي يعوضها ويبعدها عن مشاكلهم
فهم من كلامها أنها مازالت لا تريدها له وأتى في باله لو أنه أخبرها عن ضي هل ستتقبلها؟!!..لكنه طرد هذه الفكرة الغبية وهو يشعر بالضيق من تصرفاتها

*
͙
أشعر بقوتي وهيمنتي على الأمور فلا شيء يستوقفني إلا هي ..طلبتُ منها أن تذهب معي كي تتعرف علي اهل من ستكون زوجتي, لكن عبثاً صرخت في وجهي خجلة من أفعالي وكأنني أجرمت..باعتقادها أنا شخص سيء مذنب مختلس وكل اموالي حرام وهي لا تريد أن تأكل زوجتي من مالي الذي بحسب اعتقادها حرام!...تغاضيت عن الموضوع وذهبت بنفسي إلى المستشفى ...لأجد راشد واقفاً مع الطبيب الذي رأيته يذهب بعد أن أنهى كلامه مع راشد
ذياب وقد دنى من راشد:السلام عليكم
لم يكن في مزاجاً يضيق منه ولكن استقبلة بمرونة دون انزعاج وكيف ينزعج وهذا الشخص سيكون زوج ابنته:وعليكم السلام والرحمة
ذياب وفي داخله تمنى أن تكون هنا حتى يراها:شحالك ياراشد وشحال الوالدة عساها بخير؟
راشد بأسى لحال والدته:الحمدلله
ذياب بمكر ليس مقصده ماقال:اذا بغيت شي انا موجود ترا نحن صرنا نسايب يا عم راشد
راشد بامتنان:ماتقصر ياذياب ..
ذياب ولأنه مشغول وأيضاً لم يرى ندى قال:انزين يا عمي أنا ساير عندي شغل وان شاء الله بمركم بعدين..ياللا عن إذنك
راشد:مع السلامة
وهو يمشي رأها مقبلة وقد نظرت له لأنها كانت تمشي رافعة رأسها وتمشي باستقامة مرت بجانبه
ذياب وقد بدأ يفكر:هذي البنت مش غريبة شايفنها من قبل ..بس وين؟..وين ياذياب..
بعد لحظة تفكير عميقة بدأت ذاكرته تسترجع بعض الومضات من لحظات سابقة حتى قال:لندن.._عاد للصمت باحثاً في ذاكرته حتى يتوقف عن التفكير ويلتفت خلفه_..أروى..صح هذي أروى!!!!

͙

قدمت للإمارات ووجدتهما رغم هروب مروه لأجدني أعود للندن وتحديداً عدت لأخذها معي فهي من بيدها مساعدتي ..وصلت للمستشفى ..دخلت عندها بعد أن تأكدت منهم أنها مستيقظة ...فتحت الباب فإذا بها تجلس على كرسيها المتحرك على مسافة نظرت لي بقسوة لا أعلم هل هو استفسار أم لوم!!..ما إن تقدمت للداخل...حتى نطقت متسائلة:لقيتهم؟
سلطان وملامحه واضحة بدلائل الفشل:لا
نظراتها تحمل العتب والحزن:عيل شو رجعك لندن؟!!
سلطان بصراحة مطلقة:انتي..انتي اللي رجعتيني ..يا نوره!
حتى جمدت حواسها ناظرة له....


انتهى

أبها 08-06-15 04:43 AM

البارت47
قدمت إلى الإمارات ووجدتهما رغم هروب مروى!...لأجدني أعود للندن وتحديداً عدت لأخذها معي ..فهي بيدها مساعدتي..وصلت للمستشفى ..دخلت عندها بعد أن تأكدت منهم أنها مستيقظة...كانت على كرسيها المتحرك ..نظرت لي بقسوة لا أعلم هل هو استفسار أم لوم!!..ما إن تقدمت للداخل حتى نطقت متسائلة:لقيتهم؟
سلطان وملامحه واضحة بدلائل الفشل:لا
نظراتها تحمل العتب والحزن:عيل شو رجعك لندن؟
سلطان بصراحة مطلقة:إنتي ..إنتي اللي رجعتيني يانوره
نوره وشعور بالضيق فهي تعلم إذا بدأ فلن يسكت:سلطان انته قلت انك شفت مروى ليش مادور عليهم بدل ماتضيع الوقت؟
سلطان وكنوع من الاستفزاز ليرى ردة فعلها حين يقول:انا وصلت لأهلهم
حتى جمدت حواسها ناظرة له..
سلطان وقد كان له ما أراد:بيساعدوني القاهم واذا هم عندهم بيطمنوني عليهم
لا تدري لما لا تستطيع تصديقه وهي تتذكر ذاك اليوم تحث فيه أروى وكليهما يعتصرهما الألم وهي تضع كفيها على وجنتا أروى وكليهما دموعهما تتساقط وشهقاتهما تتعالى:أروى حبيبتي أخذي اختج وروحوا بعيد لا ترجعون الإمارات..وعديني يا أروى وعديني ..
نوره بعد تلك الذكرى التي مرت في عقلها وبشيء من الخوف والقلق:لا يا سلطان لا تقرب من أهلهم ما اظن يعرفون شي عنهم
زفر بملل فهي لن تساعده ولا يعرف كيف ينزع منها الحقائق:ليس مصرة على السكوت شو بلاهم اهلهم؟!!..جاوبيني خليني افهم
ألاحت بصرها وفي عينيها الأسى ونظرة لماضٍ مٌر ومؤلم..صمتت وهو صمت بخذلان ..نظرت له ورفع رأسه لها حين قالت:خذني وياك بدور عليهم..بس لا تقرب من أهلهم
لما كل هذا الخوف الذي يراه في مقلتيها؟وكمية الأسى التي في صوتها؟..يكاد يجزم أنها قد تبكي في أية لحظة لذا صمت حتى لا يضغط عليها ..
!!
بعد تلك العاصفة التي كادت تثيرها في المستشفى..هاهي تعود لأختها تشعر بهم في حناياها..مشت للصالة وارتمت على الأريكة ساندة رأسها على ذراعها تحاول تصفية ذهنها ونفسيتها من أشياء تتعبها..أقبلت فرأتها فتنهدت فالوضع الذي هما فيه لا يطاق فإلى متى وأين سيصل بهما هذا الحال؟!!..في لحظة من اليأس والضياع تتمنى لو أنهما معهما فكم سيكون وضعهما أفضل..تنهيدة جرح خرجت من حناياها وعبوس على جبينها مشت ..جلست بعد أن رفعت رجلي شقيقتها ووضعتهما على رجليها وبنبرة حانية وهي تخلع لها حذاءها ناظرة لها:اخباره طارق؟
ضي وبشيء من الضيق وهي تغطي عينيها بكفها وتكلفت في الرد:تمام
أتت في بالها فكرة قد تكون حلاً يساعدهما فقالت وهي تمسح على رجليها:ليش ما تقولين له كل شي
احتارت فرفعت كفها عن عينيها وخفضت رأسها ناظرة لها:وشو أقوله؟
أماني:انج بنت عمه وتخبرينه بكل شي عنج
لم ترق لها الفكرة ولكن استرسلت معها:وكيف بثبت اني بنت عمه؟
اماني بتعجب:ما يبالها كلام ولا اثبات انتي خبريه وخليه يساعدج
ارخت رأسها على جانبها ونظرت لها بابتسامة تهكمية:تظنين راح يصدق
أماني وهي منذ البداية تشعر بالسخرية في ردها:يواجه عمه عبدالرحمن ويجبره يقوله كل شي
اغمضت عينيها والابتسامة مازالت على شفاهها:وتظنين عبدالرحمن بيقول شي
أماني بواقعية:ليش لا
نهضت وأبعدت رجليها وأنزلتهما على الأرض معتدلة في جلستها:تعرفين مروى فكرت إني اشوف سلطان
أماني ولم يرق لها الحديث:ليش تبين تدخلينه حياتنا خليه بعيد احسن له ولنا..ضي صح سلطان كان ويانا وماكنت معترضة تعرفين ليش؟..عشان كان عين ابوي علينا ..كان هو اذا ابوي غايب يسد مكانه..بس الحين لا لو كنت اباه يساعدنا كان ما شردت او ع الأقل كلمت ظبية وسالتها عنه
ضي وهي تستشف من كلام أماني أمراً:تنكرين انج فكرتي تكلمينه؟ تتواصلين وياه؟
حركت رأسها بالنفي ونطقت بثقة:لا ما بنكر..مابنكر اني فساعة ضعف فكرت مثلج اكلمه اشوفه اقوله محتاين له ..بس ما اقدر صعب ..انتي بعد لو فكرتي بتشوفين انه صعب
ضي بعدم اقتناع:يمكن ليش لا
أماني وقد بدأت تقلق فضي متهورة:شو اللي يمكن وليش لا؟..ضي الله يخليج خلي سلطان بعيد
نهضت وذهبت وضي يدور في رأسها أمر ما ..فهي لم توافق شقيقتها في كلامها رغم انها محقة فيما قالت!...
!!
سارحٌ بفكره يسترجع اللحظة التي رآها فيها وهي تمر بجانبه ليذهب بذاكرته للندن حيث يربط بينها وبين أروى...في الهايد بارك التقى بمحمد وكان برفقته مروى وأروى ..حتى مروى تعجبت منه وهو يقف مع والدها ..مروى وقد همست لشقيقتها:منو هذا اللي واقف مع دااد
أروى بالنفي:ماادري اذا وايد مهتمة روحي شوفي
مروى بنظرة متعالية:لا والله قولي انج تتمصخرين..بس اللي شدني شكله ما اظن إنه اجنبي
أروى بتملل:أوكي ماي سيس
لم يكن ينتبه لأسمها إلا حينما نادتها شقيقتها وهما يقتربان من والدهما حين رأها تتأبط ذراعه يضحكون
هو يعلم يقيناً أنه ما إن يطلب منه يراه إلا لمهمة سيكلفه بها..حضر سيف ليعرف ما يخطط له ذياب ..
سيف وهو ينتظر منه أن يصرح بما يريد:خير يا ذياب شو تباني له؟
ذياب وشيء من المراوغة:راشد واخوانه عندهم اخوان من الأبو واحد إبراهيم والثاني محمد
سيف:هيه
ذياب وهو يزيد من فضول سيف:إبراهيم صار عليه حادث ونجى منه من عقب غيبوبة كان فيها..محمد توفى فلندن
سيف بنفاذ صبر:ذياب لا تيلس تلف ودور فيني ..الزبدة شو مناسبة هالرمسة؟!!
ذياب :مناسبتها ابيك تعرفلي شو استوى بالضبط على محمد وعايلته
باندهاش وعدم استيعاب:انت الحين مناسب راشد شو دخل محمد وشو لك فيه كيف مات وشو استوى عليهم..توفوا والله يرحمهم..وسمعت انهم دفنوهم هناك عشان كانوا متفحمين ولا بقى منهم شي
ذياب وسؤال استشفه من كلام سيف وربطه بما في عقله:توفوا كلهم؟
رمقه بنظرة اندهاش وتعجب من كلامه وسؤاله عنهم:شدراني قالوا لك كنت عندهم
ابتسم وسيف يكاد يتلفه الفضول:زيين تقدر تكتشف لي هالشي؟..إذا ماتوا كلهم أو لا؟
سيف بتهكم:وفي شو بيفيدك ..ناس ماتوا الله يرحمهم مالك علاقة فيهم
ذياب واختصار الكلام:انت ما عليك في شو بيفيدني بس اعرفلي هالشي
سيف وهو يحاول يثنيه عن كلامه وتفكيره في موضوع لا فائدة منه:ياريال شو لك في الميتين انت فكر بعرسك ياخي نبي نفرح فيك
ذياب بابتسامة وكل محاولات سيف في ردعه لم تنجح:ماعليه ان شاء الله بعرس بس انت سوو اللي قلته لك وماراح انساك بعطيك
سيف رغم عدم استيعابه للموضوع وهدف ذياب منه ولكن بما أنه سيكسب من وراءه فهو سيرضخ ويُكمل معه:ان شاء الله يا ذياب
ذياب:ابا المعلومات تكون جاهزة قبل عرسي
سيف:ومتى ان شاء الله
ذياب:انتظر ام راشد تقوم من الغيبوبة بعد مب من الذوق اسوى عرس ويدة العروس طايحة في المستشفى ان شاء الله تتعفى وبحدد معراشد..بس مثل ما قلتلك ابي المعلومات جاهزة وتكون دقيقة وصحيحة
سيف ولم يهتم للموضوع بقدر الفائدة التي سيجنيها منه:إن شاء الله ..

أبها 08-06-15 04:56 AM

!!
في كل لحظة تتمنى لا شيء يُعكر صفو حياتها مع زوجها واستقرارها..وهم جالسون يتناولون الغداء وما إن قامت ابنته لتنصرف قال:تجهزي انتي واخوانج بتروحون عند يدتكم عقب العصر
ما إن ذكرها امتعضت ولكن سرعان ما غيرت من ملامحها:بس أنا ما بسير وياكم
عبدالله وهو يصب من الزبادي على الرز:انا بنزلهم عندها وبسير ادور بيت
تعجبت من كلامه:لمن البيت؟
بعد أن وضع اللقمة في فمه ومضغها قال:لسلطان..يباه جاهز يوم يوصل عاد انا لقيت له بيت بنفس المواصفات اللي يباها
عذايب وهي تعلم مسبقاً منه عن سلطان ولكن ليس كل شيء:هو ماعنده بيت هنا؟
عبدالله بأسى:كان له بيت بس خذوه ..
عذايب وهي مستمرة في طرح الأسئلة لأن أجوبته تجلب الفضول:منو اللي خذاه وكيف؟
مد يده مقرباً صدر الدجاجة منه حتى يسهل له الأكل منها:سلطان عقب ماسافر بعدها بفترة مرض ابوه ..بس ابوه طلب محد يخبره عنه عشان مايقلق وقتها كان سلطان عنده امتحانات وبعد كان يشتغل يعني ساد عمره بس كان يرسل لأبوه فلوس ...ابوه كان مديون لعمي ريل خالتي مريم ..وابو سلطان كان يبي فلوس للعلاج فخالتي مريم اقترحت ع ريلها يشتري البيت منه وصار وعقب فترة توفى ابو سلطان
عذايب:يعني البيت اللي هي فيه لسلطان؟
عبدالله:لا ..بيت سلطان قسمته واجرته
زاد خوفها وقلقها منها ولكن لم ترد ان تُبين ذلك أمامه
!!
فترت العلاقات بيننا لم أعد أشعر بها لا يهمني إذا رضت أم لا.. حتى وأنا أراها جالسة غارقة في تفكيرها كما هي الآن لا أهتم لما!..ذهبت للسرير وهي جالسة قبالة المرآة محدقة بكامل تركيزها..
عادل بعد ان أزاح اللحاف وجلس استعداد للتضجع في السرير:العصر بوصل المستشفى إذا بتين وياي
خرجت من تفكيرها بتنهيدة خفيفة وادارت رأسها له بملامح حزينة قليلا :اكيد بسير
بعدم اكتراث وربما سأل في نفسه مابها ولكن لن يسأل وهو يعدل من وضعه في السرير قال:عيل وعيني قبل الصلاة اروح المسيد وارد تكونين جاهزة..إلا إذا بترقدين؟
وقفت وهي بنفس الملامح:لا مابرقد ان شاء الله بوعيك العصر..
خرجت وهو وضع رأسه على الوسادة ونام...
!!
في مدينة الضباب حيث نسائم ذكريات جميلة تخلدت في مجلد الحزن ..في لندن حيث كانت سعادة وصفاء ارواح تعانق الضحكة مبسم من كانوا هناك..كانت تعبث في الة التصوير حين أقبلت شقيقتها تقدمت وجلست على ذراع الأريكة وعلى فمها ابتسامة :زماان عن الرحلات
وجهت الكاميرا ملتقطة صورة لشقيقتها:سمااايل
ضحكت مروى:هههه كرايزي..بس صدق حلوة كانت رحلات المدارس خاصة اللي كانت مع مستر جون
أروى بشيء من التلميحات :وبوب كووورن
ضحكت من شقاوة شقيقتها:ههههههه..هو ما اسمه بوب ..اسمه نايجل..ماادري ليش مسميتنه بوب كورن
أروى:لانه مثل البوب كوورن منتفخ من كل صوب.._والتقطت صورة اخرى لمروى_
مروى بابتسامة وهي تتذكر ذاك الوقت:أروى لا تضحكين عليه حرام ..والله كسر خاطري وأنا أشوفهم متيمعين عليه وهو مسكين لا بطولهم ولا يقدر عليهم
أروى:طبعاً حلاله الجو هو كل يوم بيلقى بنت دافع عنه
نغزت بابتسامة ثم قالت:يا ترا تغير؟..وقتها كنت 14 سنة
أروى وهي ترسم في خيالها اوصافه:بنظاره كبيرة وشعره مسرحنه ع يانب واحد ويلبس سوييت طبعا مبهدل ومن مشيته تحسينه خجول أو مب طبيعي طبعا هذا يرجع لطفولته الرجعية والسلبية اللي كان عايش فيها ووو...
مروى تقاطعها وهي تضحك:ههههههه..بس حرام ماخليتي له شي زين
أروى:لا فيه ..اهبل ينضحك عليه واذا لقى من يهتم فيه يتعلق فيه بس على فكرة أغلب هذيل الأشخاص عندهم عقل اجرامي
عبست بتعجب:عقل اجرامي؟!!!
أروى:ييب عشان اللي مخزن في عقلهم الباطن في لحظة ممكن يهيج وخاصة إذا يته صدمة قوية ..لأنهم عانوا من القسوة والاضطهاد وحتى لو كانوا ناجحين فهم مهشمين من الداخل بسبب اللي عاشوه فطفولتهم وعلى فكرة يقتلون بدم باارد وبعضهم يتفنن في تعذيب ضحيته وبعدين يقتلها
صمتت لبرهة فقد توقعت مصدر كلامها:ايواا يعني مثل الأفلام؟
أروى بتوضيح:الأفلام مايت من فراغ وبعدين فيه قصص وايد لسفاحين كان السبب الرئيسي في جرائمهم عقد نفسية معظمها يرجع للي عانوه في طفولتهم
تعجبت من شقيقتها فقالت مداعبة:يعني ممكن يكون عندج عقل اجرامي ولا ليش تبين تدربين على الأسلحة
ابتسمت:اللي مثلهم مايدربون ولا تكون واضحة معالم الإجرام حتى هيئتهم ما تبين انهم ممكن يقتلون يكونون مسالمين ..
التفتتا حينا رأيتا والدتهما مقبلة تحمل أكياساً:السلام عليكم
هما معاً:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هند وهي تنظر لأروى:حبيبتي ما حصلت الشنطة اللي تبينها روحي ويا ابوج بعدين
أروى بامتنان:اوكي مام ثانكس
مروى وهي ترا ماتحمله والدتها:ماام تبيني اشل عنج
هند بابتسامة عذبة:لا حبيبتي بشلهم بنفسي
ما إن خطت خطوة واحدة حتى داهمها وجع كاد أن ينهار بها لتصرخ:ااخ
ليصرخا خوفاً :ماام
استدارت مروى من خلف الأريكة أما أروى فرمت ما بيدها وقفزت من فوق الأريكة وكانت قبالة والدتها فزعة خائفة ومروى خلف امها:مااام يو أوكي؟
هند وواضح عليها التعب ولكن أرادة تطمئنهما:مافيني شي بس يمكن من تعب المشي الحين بخذ شاور وبرتاح
مروى بخوف وهي تمسك بوالدتها:ماام بساعدج
وضعت كفها على يد مروى قائلة:لا تحاتين حبي أنا بخير.._نظرت لأروى_لا تنسين تقولين لأبوج..خلوني اسير
اخذتا تنظران لها ويشعران بالقلق عليها وماهي إلا ثواني حتى هوت على الأرض ليصرخان معاً:مااام
هرعتا لها ..أمسكتاها ومشيتا بها لغرفتها وبعد أن وضعتاها في سريرها وملامح الفزع بادياً عليهما ..وهما جاثيتان على الأرض مروى عند رأسها وأروى عند رجليها قالت مطمئنة إياهما:حبايبي لا تخافون أنا بخير..
مروى ومن خوفها عليها دمعت عيناها مسحت دموعها وقالت:ماام لا تعبين عمرج .._نظرت لأروى _انتي خلج عندها وأنا بسير اييب شي تشربه
ذهبت مروى وتقدمت أروى زاحفة على ركبتيها إلى أن وصلت عند رأس والدتها تحاول تمالك نفسها رغم الوجع الذي تشعر فيه هاهي تقبل والدتها على أنفها وتحرك أصبعها على وجنتها وفي خلجاتها تفكر خوفاً من عودته لها وأن يأخذها منهم..لم يخفى ذلك على هند فملامح ابنتها واضحة لها وعيناها تنطقان بما في صدرها فنطقت قائلة:لا تخافين حبيبتي هذا بس تعب وهبوط من الإرهاق طلعت من دون أكل
هل مجرد كلمات تبثها حتى تزيح الخوف عنها ..دخل محمد مندفعاً:هند
هند بعبوس وهي ترا مروى أتية وفي يدها كأس من الليمون:ليش تخوفين ابوج؟؟..محمد انا بخير بس ياني هبوط
محمد بقلق:قومي باخذج للمستشفى
وهي ترفع جسمها :لا تحاتي انا بخير بشرب العصير وبيروح التعب..مروى ناوليني العصير
تقدمت من والدتها تناولها إياه ولا حظت أروى التي أدارت رأسها لوالدها بأسى وكجذب انتباهما قالت:محمد خذ أروى تشتري شنطة لفيت السوق وما لقيت
محمد وهو يراها تثقل على نفسها بما يخصهم :ان شاء الله بس انتي رتاحي ولا تشلين هم ..أروى المسا كوني جاهزة
أروى بضيق لم تعد الرحلة تهمها:اوكي دااد
!!

أبها 08-06-15 05:01 AM

صعبٌ عليها أن تُقنع نفسها بأن أبنتها ستتزوج بهذه الطريقة..مستحيل أن تصدق ومن من بناتها ملاك التي تختلف شخصيتها عن شقيقتيها .. تكاد تفقد عقلها وهي تتذكر البرود الذي كانت عليه وكأن الأمر قد أعجبها!..لكن لا لا يمكن أن ترمي بابنتها الأن تتمنى لو أن بخيته موجودة فهي لن توافق على هذا وستوقفه...دخلت على ابنتها فوجدتها جالسة في سريرها خافضة رأسها وعيناها ساكنتان حائرتان في البعيد وشعرها منسدل على كتفيها ..تقدمت منها وجلست بملامح الأسى والنفور من فكرة أنها ستتزوج وهذا الأمر ليس طبيعياً فمنذ ماحدث لها وهي متغيرة ليست ملاك التي كانت ..ليتها تستطيع الولوج لعقلها ومعرفة ما أصابها ..شتان بين ملاك وبين التي أمامها الأن
طرفة وملامحها تحمل الضيق وبصوت هادي معاتباً يحمل فيه عدم الرضا:ملاك حبيبتي انتي موافقة على فيصل؟..راضية تكونين حرمته؟
لم تجد منها إلا الصمت وعينان تتحرك بتشتت:ملاك جاوبيني انتي تبين فيصل؟!!..
اغمضت عينيها وسرى شعور غريب في قلب أمها وأوجست قلق في نفسها ..وبعد صمت نطقت بردٍ زاد من حيرة والدتها:هيه موافقة على فيصل
تبلدت حواسها فعلاً من أمامها الآن ليس ملاك..ماذا فعلوا بها؟!!..أين هي ابنتها؟!! لتنفجر بضيق واختناق:ملاك من صدقج؟!!..تعرفين فيصل؟!..تعرفين منو هو؟!!..شو مستوي عليكن يابنات عبدالرحمن ؟!!..بدل ما افرح فيكن واستانس كل وحدة منكن فبيت ريلها ..أشل همكن واحاتيكن..هاذيك خذها ولد عمها ماادري مرتاحة ولا لا وانتي اخرتها ياخذج سواق عمج ..
خفضت رأسها بين يديها التي غطت بهما إذنيها حتى تشعر طرفة بالمرارة أكثر:حرام عليكن..انا شسويت عشان يكون هذا يزاتي...حسبي الله ونعم الوكيل
غادرت وهي تبكي ساخطة تفجر غضبها بكلمات مشحونة بالقهر والحزن على حال بناتها ..أما ملاك فبقيت على وضعيتها وأغمضت عينيها فصراخ والدتها وكلماتها الغاضبة الهائجة تعيد عليها مأساتها لتزيد من حزنها..
!!
لمحته واقفاً أمام المنزل يوجه العمال..فأتاها الفضول حتى تتقصى الأمر..أقبلت نحوه والقت السلام:السلام عليكم..شحالك يا ولدي؟
فيصل وهو ينظر لها من خلف نظارته رافعاً أكمام يديه لأنه كان يساعد العمال:وعليكم السلام والرحمة الحمدلله خالتي بخير..انتو شخباركم؟
أم أمل :طيبين يا ولدي طاب حالك..اشوفك تعدل البيت لا يكون بتبيعه تراك من ريحة الغالية
فيصل ولأنه يكره الكلام الكثير:لا خالتي ما ببيعه...
قبل أن يكمل قالت:عيل بتأجره
فيصل:لا ما بأجره..عقبال عيال جانا عرست وبييب حرمتيه هنا
تفاجأت من كلامه فقد ضاعت فرصة زواجه من ابنتها بلعت ريقها وقالت بتكلف وقد تضايقت:مبرووك يا ولدي
فيصل:الله يبارك فحياتج
ام أمل وقد صُعقت بالخبر وتلاشى الحلم:انزين عيل اخليك تشوف شغلك من رخصتك
فيصل بدون اكتراث:مع السلامة خالتي
عادت للمنزل وما إن دخلت من باب الفناء(الحوش) حتى رأتها ابنتها التي تعجبت من حال والدتها وملامحها المتغيرة ..تقدمت منها:امايه شو بلاج؟!
والدتها بغصة:فيصل عرس
اندهشت امل:هااا عرس؟!!
والدتها وتكاد تنفجر:هيه عرس وطار من يدينا
امل بمنطقية:الله يهنيه
رمقتها بغيض وذهبت عنها فتعجبت من حال والدتها وتعلقها في أن يكون يكون فيصل نصيبه معها وهو لا يملك شيء!!..
!!
حين يوجعك ألم غيرك وتشعر بأن كل شيء حولك لا طعم له ولا لون..حتى الهواء تشعر بثقله في صدرك فتزفره بضيق مبرمج كل مشاعر الوجع على وجهك لتبث سؤال يحير من حولك عم بك!..هذا كان حالها ذهبت مع والدها واشترت الحقيبة التي تريدها أنلها عند البيت وودعته بقبلة وذهب لقضاء عمل ما ..مشت ووقفت قبالة منزلهم وهي تحبس في داخلها غصة خوف على من يسكن فيه ..وهي تتأمل المنزل فإذا بضوء سيارة يشع نورها عليها إستدارت ناظرة ولكن الضوء شديد ظنت أنه والدها ولكن ما إن أطفأ الضوء وترجل عرفت أنه سلطان..الذي بدوره تعجب من وقوفها وهي ممسكة بالحقيبة على كتفها تقدم منها وبصوته الهادي ذو الحدة الخفيفة :ليش واقفة برا؟
أروى وشعور بالإحباط وبصوت هادي متكلف:كنت مع دااد بس هو راح عنده شغل
نظر للحقيبة وهي عرفت من نظرته انه يتساءل في نفسه عنها فقالت قبل أن يتكلم وبنفس نبرة الهدوء:عندي رحلة واشتراها لي داد
سلطان وقد حس انها ليست على مايرام بصوت حاني:أروى فيج شي
أروى وكأنها وجدت من تبوح له عن شعورها القلق:ماام تعبت شوي وأنا خايفة عليها
سلطان بتعاطف رغم انه ليس بارعاً في مثل هذه المواقف:لا تحاتين ان شاء الله ما بيصير لها شي
ابتسمت وهي تنظر إليه:اوكي ثانكس عرابي
ضحك بخفة على كلمتها:ههه..اوكي..ادخلي عشان مب زين توقفين هنا
أروى وابتسامة راحة خطت على شفتيها قالت مودعة:قوود نايت
قال في اللحظة التي ستغادر فيها لداخل:قوود نايت
مضت للداخل وهو ينظر إليها حتى دخلت وأغلقت الباب حتى يتنهد فشعوره بالمسؤلية عنهم يشغله
!!
بعد ذاك الحوار مع شقيقتها هاهي تجهز نفسها ستبحث عن الحقيقة وسر اختفاء يوسف..هاهي تدخل فتنظر لها مستغربة ولكنها لم تتكلم ..
دانه ولأنها مازالت تجهل الأماكن هنا.. قالت بصيغة أمر:قومي وصليني المستشفى ابا اشوفه دامه هو يعرف عن يوسف
ساره بتهرب واضح على ملامحها وحركة عينيها:دانه..
ولكن قاطعتها بجدية وعدم قبول للنقاش:ساره بتوصليني ولا أروح بروحي
ساره برضوخ تام أمام إصرار شقيقتها:اوكي بوصلج بس عطيني وقت اجهز نفسي
دانه:اوكي اترياج برا لا طولين
خرجت قبل أن تسمع ردها وهي بدورها عبست بفتور من هذا الموضوع الذي بدأ يعود للظهور,ولكن ليس بيدها حيلة هاهي تنهض لتجهز نفسها ...
لا تنكر أنها ما إن وصلت للمستشفى شعرت بشوق للعمل والقميص الأبيض ومعاينة المرضى اغمضت عينيها بأسى ولكن استجمعت نفسها لتزيح تلك الفكرة العابرة وتركز فيما هي آتية له ..كان عيسى يجلس مع شقيقيه راشد وسالم ..
ساره وهي تهمس لها :اللي يالس ع الطرف هو عمي عيسى
دانه بملامح متجهمة نظرت لها قائلة:ناديه
مضطرة لمسايرتها واحتفظت بهدوئها ناظرة له منادية بصوت خفيف مسموع:عمي عيسى ..
نظرا ناحيتهما ثم أتى إليهما ..ساره وهي تشعر أنها في موقف لا تحسد عليه ..فلو بيدها لابتعدت عن كل هذا ,ولكن تجد نفسها لا إرادياً في الموضوع نظرت لعمها قائلة:دانه تبي تسألك عن شي
في اللحظة التي نطقت فيها كان أحمد موجوداً وهي تنظر لعمها قائلة:يوسف وينه؟
انتهى
لقاءنا يتجدد بعون الله مع البارت 48
قراءة ممتعة^^
مع تحياتي
اصداء الحنين

حكيمه 08-06-15 01:05 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
الروايه جداً جميله لكن اصبحنا ننسى الأحداث والصله بين الشخصيات بسبب التباعد بين البارتات في التنزيل اتمنى من كاتبتنا الرائعه عدم التأخر

الضوء الأزرق 12-06-15 10:02 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
سردك ومخيلتك حلوة بالتوفيق .

المدوالجزر 07-07-15 10:01 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
اتمنى التوفيق

لولي لونلي 22-07-15 06:45 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
السلام عليكم ورحمة الله
الر واية مشوقة وفيهاغموض كثيييير
بس لاحظت انها بدأت من 2013 واحنا الآن 2015 وهي لسى ما خلصت
انا صراحة ما عدت اتابع روايات غير مكتملة
ما انتبهت انه الرواية غير مكتملة غير هلا لما وصلت لآخر صفحة ...
اتمنى من الكاتبة ما اطيل الغياب ...
فالنهاية اوشكت والحقائق بدأتتنجلي ...
ادمجت معها جدا اتمنى ان لا اندم اني تابعتها ....
بالتوفيق

bluemay 11-08-15 02:46 PM

رد: شفاه تطلب الارتواء
 
تغلق إلى حين عودة الكاتبة


الساعة الآن 11:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية