منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   لحظات أخيرة (https://www.liilas.com/vb3/t187139.html)

خوآآطر إنسآآنة 17-05-13 09:02 PM

لحظات أخيرة
 



لحظات أخيرة ....


افترش ضوء القمر الفضي رمال الصحراء فجعلها تبدو كأنها حبات لؤلؤ تناثرت علي الأرض و التمعت النجوم بالسماء وكأنها تحاول مضاهاة القمر استلقيت علي الرمال ونظرت إلي السماء وكم بدت لي متألقة بشكل خاص وكأنها تراقبني أغمضت عيني بهدوء وسبحت في بحر من الذكريات التي لم يمر عليها أكثر من شهر تذكرت طفلتي البريئة بعينيها السوداوين ونظراتها الضاحكة وهي تودعني علي باب المنزل بينما تقف زوجتي خلفها تنير البسمة ووجها وتنطق نظراتها دون ان تفتح فمها مضيت إلي عملي وبداخلي شعور بالسعادة لم يلبث أن تلاشي مع قلق خفي لم يلبث أن سيطر علي مانعا إياي من التفكير وصلت إلي مقر الشركة وانهمكت بالعمل محاولا تجاهل هذا الشعور ومضي الوقت بسرعة فأخذت حقيبتي وعدت إلي المنزل وقد عاد هذا الشعور المخيف ثانية وحين اقتربت من البيت فوجئت بأصوات الصراخ والعويل وسرينات الاسعاف وعربات المطافئ التي تذرع الطريق بسرعة جنونية أوقفت السيارة وركضت إلي المنزل ولكني لم أكد أخطو بضع أمتار حتي رأيت الكارثة التي حلت بالمنزل الهادئ اختفي المنزل ولم يتبقي سوي أطلال سوداء يتصاعد منها دخان اسود وقد تحولت حديقة المنزل بركة من الماء صنعتها عربات الإطفاء المتراكمة حول المنزل وقال لي أحد الواقفين تماسك فقد ماتوا شهداء.....
رنت الكلمة بأذني ماتوا.... ماتوا .... لقد رحلوا .. لن أري البسمة علي وجوههم بالصباح ... لن أراهم بعد اليوم ..... سمعت أحداهن تدعو علي كل الجنود الصهاينة بأن يذوقوا من نفس الكأس التي جرعونا منها ....

أظلمت الدنيا من حولي وأحسست بأني أهوي إلي الأرض ثم إظلام تام .............

إستيقظت بالمشفي بعد أسبوع قضيته في غيبوبة تامة نهضت وقد صرت إنسانا جديدا خرجت من المشفي إلي منزل أحد أصدقائي وقد تملكني إحساس باليأس التام وبعد أن حدثت صديقي خرجت من عنده وقد أحسست أني صرت أفضل حالا واليوم هو اليوم الموعود ..

أفقت من تأملاتي علي رنين هاتفي المحمول فلم أنظر حتي شاشته كي أعرف المتصل إنما أخرجت تلك الصورة الجماعية التي التقطت لنا قبل الكارثة بأيام قليلة وتأملتها قليلا ثم أعدتها إلي جيبي وركبت سيارتي ملقيا نظرة أخيرة علي المشهد الرائع الذي لن أراه بعد اليوم .....

لقد تمت المهمة بنجاح دمرنا مخازن الذخيرة التي يعتمد عليها هؤلاء السفاحون وقد فقدنا كل الرجال الذين كانوا معنا ....
ابتسمت بارتياح بالرغم من كل الدماء التي تغرق جسدي وبالرغم من كل الجروح التي أصبت بها وأخرجت الصورة وتأملتها مليا ...
وضعت رأسي علي التراب ومن بعيد رأيت علم فلسطين يرفرف علي الحطام معلنا نجاح المهمة بشكل تام ......
ومرة أخري سيطر الظلام علي رأسي ولكني كنت أعلم أنني لن أستيقظ هذه المرة ...... سأجتمع بهم مجددا ... سأراهم من جديد ...
ومن بعيد دوي صوت المدافع ولكني أغمضت عيني والي الأبد ............

نبضهآ 24-05-13 07:11 PM

رد: لحظات أخيرة
 
ياهلااا بخوآطر نورتي ..
طريقه بالسرد رائعه ..
والام تجثو تلك المدينه وروائح الدم الطاهر بكل مكان ..
االللهم انصرهم عاجل غير اجل ..
الروايه في بدايتهآ واتمنى تكون مكتمله وهلابك ي عسسل .. ^_^

خوآآطر إنسآآنة 24-05-13 09:48 PM

رد: لحظات أخيرة
 


يسلمو علي التشجيع أختي

بكرة إن شاء الله بنزل بارت جديد

أضواء الصباح 25-05-13 03:56 PM

رد: لحظات أخيرة
 
موفقه يا خواطر

الروايه من كتابتج او.نقل ؟ حتى يتم وضعها بالمكان المناسب

.....

خوآآطر إنسآآنة 25-05-13 10:04 PM

رد: لحظات أخيرة
 
لا أختي الرواية بقلمي

خوآآطر إنسآآنة 25-05-13 10:14 PM

رد: لحظات أخيرة
 




يالغوآآلي

أعتذر عن التأخير والبآآرت بيكون صغير لأني كنت مشغولة بالإمتحآآنآآت


(( بين الحلم والواقع فاصل صغير قد لا ننتبه له فتختلط علينا الأمور ))


أحيانا تعاندنا الحياة ويخالفنا القدر فيأخذ منا ما نشتهي ويعطينا ما لا نريد ولكن ماذا نملك نحن من أمرنا وكيف يمكننا مخالفة الحكمة الإلهية " تؤلمنا الأقدار لكننا نؤمن أنها خيرة " .
سيظل الحزن بدرا يعم نوره مملكتي فلا يترك شخصا حتي يصيبه بعضا من قبسه فاسترح يا قلبي فالأمر مقدر ومكتوب ......!




صمت قاتل وسواد قاتم ,أتلمس الظلام الذي أصبح ملموسا الآن وكأنه جاثوم يكبت علي صدري , أتحرك في

هلع محاولا إدراك أين أنا , وبدأت بقعة من الضوء تظهر أمامي فأركض إليها في سرعة وتبدأ هي في النمو

والإتساع لأري خلفها شبحين لشخصين مبهمين فأزيد من سرعتي كي أدركهما , لتظهر فجأة إبنتي

وزوجتي كما تركتهما منذ فترة , وما زالت أحلام ترتدي ذلك الفستان الوردي الهادئ وتلوح لي في سعادة ,

وما زالت زوجتي تبتسم في حنان وهي ترمقني في إرتياح لتقول في لهفة : أخيرا عدت لقد إنتظرناك كثيرا

يا أحمد !! , تتزايد خطواتي في سرعة وبالرغم من هذا يبدون بعيدين أيضا فأنظر إليهم في رعب لأري الدم

يسيل من رأس زوجتي وهي تصرخ , وأري إبنتي تمسك رقبتها في هلع وهي تنادي إسمي دون أستطيع

الحركة وأحاول مواصلة الركض لأري قدماي ملتصقتان بالأرض , لأنظر إليهما في قلة حيلة وأنادي بإسمهما

بكل قوتي ...............

إنتفضت من علي الفراش في رعب وما زلت أنادي إسمهما لأري نفسي في مكان غريب واللون الأبيض

الموحي بالنظافة والسكينة يغمر المكان لتدخل إحدي الممرضات وهي تنظر إلي في دهشة ثم تقول في

سرعة : يا دكتور لقد إستيقظ المريض الذي في العنبر خمسة !!

إستمعت لها في دهشة وهي تقول المريض !! أحسست فجأة بألم قوي في رأسي فرفعت يدي أتلمسه

في حذر فتحط يدي علي ملمس الضمادات الناعم , أعدت رأسي إلي الوسادة وأنا ما زلت أتذكر ذلك الحلم

الغريب الذي نسيت معظمه بمجرد إستيقاظي والإسم الذي نطقته في حلمي ... أحلام ..احلام .. إبنتي

أحلام !! ليعود كل شئ لذاكرتي بسرعة البرق ..منزل متهدم .. سيارات إسعاف ... صراخ نساء ..ليستقر

ذهني علي المشهد الأخير .. ضربات قنابل وإطلاق نار متبادل .. والرفاق يتساقطون واحدا تلو الأخر .. ثم

إظلام تام .. لقد إعتبرت نفسي ميتا في تلك المهمة لقد كانت مهمة إنتحارية ولم أكن أتوقع نجاتي بأي

حال .. ولكنها قدرة الله ربما أطال في عمري لسبب يعلمه .. قطع حبل أفكاري دخول الدكتور مع الممرضة

التي خرجت قبل قليل لينظر لي الدكتور ويقول بإبتسامة مهنية : حمدا لله علي سلامتك .. نظرت له وقلت

بلهجة حذرة : منذ متي وأنا هنا ؟؟ .. فرد قائلا : منذ يومين فقط .. يمكنك أن تخرج بعد أربع وعشرين ساعة

.. قلت في شرود : حسنا .. فخرج الطبيب وهو مازال يملي بعض التعليمات علي الممرضة ... دون أن

أتمكن من سؤاله عمن أحضرني إلي هذا المكان ..


إستغرقت في نوم عميق لأستقيظ علي صوت بكاء طفولي وصرخ طفلة تنادي أحد ما .. أصغت السمع جيدا

فوجدتها تنادي أمها بصوت باكي حزين يمزق نياط القلوب : أمي أرجوك لا تتركيني , سأكون طفلة مهذبة

وسأطيع كلامك أرجوك أمي .. أرجووووووك ..

سقطت دمعة من عيني وأنا أتذكر إبنتي وزوجتي لقد كانت خسارة فادحة لي .. ومازال صوت الطفلة

الباكي يدوي في الخارج مختطلا بصوت تهدئة الممرضات الذين يحاولون إسكات الطفلة بلا جدوي ..

وضعت قدمي علي الأرض بحذر وأنا أشعر ببعض الدوار وفتحت باب غرفتي : لأندهش من رؤية الممر الفخم

الذي يدل علي أننا في مستشفي خاص .. ومازلت مندهشا من كيفية مجيئي إلي هنا .. ونظرت إلي

الممرضات اللاتي تجمعن حاول الطفلة يحاولن إسكاتها .. إقتربت منهم وأنا أقول : إسمحوا لي من فضلكم

.. إبتعدن في حذر وواحدة منهم تقول يا سيد أحمد لا ينبغي أن تخرج من غرفتك .. فلم أجب ونظرت إلي

الطفلة في تساؤل .. فقلت الممرضة بهمس : لقد توفت والدتها الحين .. قلت في تأثر : وأين والدها أو

أقربائها .. قالت بشفقة : إن والدها متوفي أيضا ولا نعرف طريقا لأقربائها .. نظرت إلي الطفلة في تأثر

وركعت إلي جوارها وقلت في هدوء : لماذا تبكين يا صغيرتي ؟! .. قالت وهي مازالت تصرخ : أريد أمي ..

إجعلهم يأتون بأمي أرجوك .. نظرت لها في حزن وقلت : حسنا تعالي معي وسنذهب إلي أمك .. نظرت

لي في حذر وقد توقفت قليلا عن البكاء وقالت : حقا سنذهب لنري أمي ؟ ... قلت وأنا أشعر بغصة في

حلقي : نعم تعالي هيا ... نظرت لي أحد الممرضات وقالت: شكرا لك يا سيد أحمد فقط إجعلها تهدأ إلي

أن يأتي خالها .. رفعت نظري للممرضة وقلت في دهشة : ولكنكم قلتم أنه ليس لها أقارب .. قالت

الممرضة : لا إن خالها موجود وسيحضر بعد دفن أخته وعلي كل إن السيد ياسر متعلق بهذه الطفلة كثيرا

... قلت لها في تساؤل : السيد ياسر عبدالرحمن .. قالت بإرتياح : نعم هل تعرفه .. قالت وأنا منغمس في

التفكير : نعم إنه صديقي .. قالت بإبتسامة : هذا جيد يمكنك أن تجلس معها إلي أن يأتي ... أومأت

برأسي وأمسكت بيد الطفلة لأقول لها بلهجة مهدئة وأنا أري ملامح القلق مرسومة علي وجهها :

سنذهب لنري ماما الأن ولكن أخبريني ما إسمك ... قالت في سرور : إسمي ( أمل ) والأن أسرع لنري

أمي ... أمسكت بيدها وأنا ما زلت شارد الذهن واستدرت عائدا إلي غرفتي لأصطدم بأحد الأشخاص

وأتراجع بألم وأرفع رأسي إليه وأراه يرفع رأسه ويتمتم بإعتذار خافت و ما أن رأيت ملامحه وتأملته في

دهشة حتي صرخنا معا في نفس اللحظة : أنت ؟؟!!


إلي هنا ينتهي البارت إلي أن تلتقي في أمآآآن الله



الوضع في فلسطين لم تعد تكفي لوصفه الكلمات لأن الكلمات أصبحت الكل/مات!!

خوآآطر إنسآآنة 27-05-13 09:38 PM

رد: لحظات أخيرة
 


البارت الثالث


(( بداية المأساة ))



يا عالم العدالة
والأمن والحرية
من يوصل الرسالة
للأسرة الدولية؟؟


ونحن في حصار !!


شعب هنا يعاني
من شدة الطغيان
يا عالم الإنسان
إلي متي تنساني؟؟

من يوقف الدمار؟؟
في ساحة السلام
لا تقتلوا الحمام ..!


هل هذه بطولة؟؟
أن تقهروا الطفولة
وترعبوا الصغار ...!


طفولتي مطلوبة
أرضي أنا منهوبة
حريتي مصلوبة
وفرحتي مسلوبة
ودمعتي في النار...!


دقوا علينا الباب
بكعب بندقية
واعتقلوا الأحباب
وصادروا الحرية
في وضح النهار...!


لا تحزني يا دار
سيفرح الصغار
فكلنا إصرار
وحلمنا الجميل
ما زال في إنتظار

مازال في إنتظار .... مازال في إنتظار....!!



أحيانا يغادرنا الأمل كي يترك مكانه فراغا يصعب تجاهله ..... أحيانا تتحدانا شمس الصعاب ولكن رداء الصبر يحمينا من ضوئها.....


" قالت في استغراب وهي تزم شفايفها : لقد أخبرتني أمي أنه لا ينبغي أن نأخذ ما ليس لنا لأن الله سيعاقبنا فلماذا يسرقون هم ما ليس لهم ؟؟ ألا يخافون أن يعاقبهم الله !!"



قالت في سرور : إسمي ( أمل ) والأن أسرع لنري أمي ... أمسكت بيدها وأنا ما زلت شارد الذهن واستدرت عائدا إلي غرفتي لأصطدم بأحد الأشخاص وأتراجع بألم وأرفع رأسي إليه وأراه يرفع رأسه ويتمتم بإعتذار خافت و ما أن رأيت ملامحه وتأملته في دهشة حتي صرخنا معا في نفس اللحظة : أنت ؟؟!!
قال ياسر في دهشة : أحمد ! متي أفقت من غيبوبتك؟؟ لقد أقلقتنا عليك يا صديقي , هل ما زلت تشعر بالألم ؟؟ ..... قلت في هدوء : رويدك يا أحمد أنا بخير تماما ولكن أخبرني ما سبب هذه الجروح التي في وجهك ؟؟ , قال ياسر وهو يلتفت حوله : لن أخبرك الآن فيما بعد .. وأمسك بيد الطفلة التي سرعان ما أحتضنت يده في قوة وقالت بفرح : خالي ياسر هل ستأخذني إلي أمي ؟؟ .. قال ياسر بنبرة حزينة : لقد رحلت أمك إلي السماء !! , واستغربت طريقته المباشرة في إخبار الطفلة بأمر كهذا فهي رغم كل شئ مازالت صغيرة ولكن أدهشني صوت الفتاة وهي تقول بانبهار طفولي : إلي الجنة !! مع أبي ؟! ولكنها أخبرتني أنها لن تتركني فلماذا لم تأخذني معها إلي هناك ؟؟ ... نظرت إلي ياسر الذي يناظرها بحزن وحيرة وعاجز عن إجابة هذه الفتاة المسكينة , إنحنيت علي الطفلة وقلت لها : ستلقينها في يوم من الأيام فهي بإنتظارك فقط كوني فتاة عاقلة وحافظي علي ما أمرتك أمك به , قالت الفتاة بتفكير وهي تعد علي أصابعها الصغيرة : حسنا ينبغي إذا أن أحافظ علي صلاتي وأطيع كلام خالي وأحل واجباتي بإنتظام و.... ثم قطعت العد ونظرت لي بتساؤل قائلة : هل أنت واثق من أنني حقا سألقاها إذا فعلت ذلك ؟؟ , قلت بإبتسامة : نعم واثق .. نظر لي ياسر نظرة إمتنان وقال : إنتظرني هنا سأتركها مع مربيتها وأعود لك , نظرت له وهي يمضي مع تلك الفتاة التي تذكرني بإبنتي الغالية وأطرقت بحزن فأنا لا أنبغي أن أعيش في الماضي ... جلست علي أحد الكراسي واستغرقت في التفكير ... إنتبهت علي صوت ياسر يقول : أحمد .. أحمد ماذا بك ؟؟.. قلت : لا شئ ولكن أخبرني ما الأمر ومن الذي أحضرني إلي هنا ؟؟ ... قال ياسر وهو يتنهد : أنا من أحضرك إلي هنا .. قلت في إستغراب : ولكن كيف ؟؟ , قال وهو يتنهد إن القصة الطويلة ... قالت بهدوء : وأنا مستعد للسماع إلي النهاية .. هيا كلي أذان صاغية ..
قال ياسر : حسنا بدأ الأمر حين مات والدي عندما كنت صغيرا .. كان يعمل مع المقاومة وكانت أعتبره مثلي الأعلي وكم تمنيت أن أصبح مثله إلي أن إغتالوه ومات .. وفجأة وجدت نفسي مسئولا عن أخت في الرابعة عشر وأم مريضة وأنا ما زلت في الثامنة عشر من عمري .. أما أمي فقد أرهقتها السنون وتراكمت عليها الأحزان منذ موت إخواني الثلاثة وجاء موت أبي ليزيد الطين بلة ... ولكني حاولت التوفيق بين العمل والدراسة إلي أن أصبحت في أخر عام جامعي ومازلت أتذكر هذا العام بكل تفاصيله .. ففي هذا العام رحلت أمي أيضا وكم كان لموتها أثرا بالغا في قلبي .. يومها بكيت كأنني طفل صغير إنتزعوه من أمه بالقسوة وتركوه في طريق مقفر دون أي مساعدة .. لقد كانت البلسم الشافي لجراحي وأحزاني .. كانت كل ما أملك في هذه الدنيا .. كنت مستعدا لأضحي بحياتي من أجلها ... ولكنها رحلت في هدوء .. لتترك خلفها شخصين كانا في أشد الحاجة لحنانها .. بعد رحيلها أصيبت أختي بإنهيار عصبي .. ومكثت في المشفي عدة أيام .. وبعد عام تقدم أحد الأشخاص لأختي .. سررت كثيرا بهذا الأمر فقد كان ذلك الشخص من خارج فلسطين ... كان شابا سعوديا يعمل كطبيب متطوع في المستشفيات .. وكنت أعرفه بصورة غير شخصية .. كنت أريد لأختي السعادة والأمان فهي منذ ماتت أمي وهي منطوية خائفة .. وبعد عدة محاولات من إقناعي لها وافقت أخيرا وسافرت مع زوجها إلي مكان أخر .. وبالرغم من الوداع المؤثر إلا أني أحسست بعبأ كبير إنزاح عن كاهلي ... وإنضممت بعد ذلك بعدة شهور إلي المقاومة وأصبحت عضو بارز فيها ... إلي أن مات زوج أختي بعد زواجها بعامين وظلت هي عند أهل زوجها كي ترعي الطفلة .. ومنذ عدة أشهر عادت أختي مع مرض غريب إكتشفنا أنه السرطان وفي مراحله الأخيرة ... وأصرت هي أن تعود كي تموت في وطنها الذي طالما عشقته .. وقد ماتت اليوم وتركت لي ( أمل ) ... أما عن كيفية مجيئك إلي هنا .. فقد كنت أعلم بتلك العملية التي اشتركت فيها .. وبعد فقدانك الوعي أرسلت بضعة رجال كي يساندوكم ولكنهم وصلوا متأخرين ... ووجودك فاقد الوعي مضرجا بدمائك فأحضروك إلي هنا ... هذه هي كل القصة ..!

رفعت نظري له في إمتنان وقلت له : أشكرك علي ما بذلته من أجلي ... ربت علي كتفي في ود وقال : إننا أصدقاء فلا تشكرني .. وتحولت لهجته إلي الجدية وقال : ولكني أريد منك أن تهتم بــ ( أمل ) في حالة إذا ما حدث لي شئ ما .. قلت بقلق : أطال الله في عمرك يا صديقي و.. .. قاطعني قائلا : أريد منك فقط أن تعدني أنك ستحميها في حالة إذا أصابني أي مكروه .. قلت بجدية : أعدك .. وصافحني في قوة .. وبينما نحن نتوجه إلي المبني دوت أصوات الإنفجارات ... وتعالت أصوات الصراخ .. وإهتزت الأرض في قوة .. نظرنا إلي بعضنا وقلنا في نفس اللحظة ... ( أمل ) ...!!



إلي هنا ينتهي بارت اليوم .............. إلي أن ينزل بارت جديد .. دمتم في رعاية الله ..

خوآآطر إنسآآنة 29-05-13 10:02 PM

رد: لحظات أخيرة
 



•·.·´¯`·.·• البـــارت الرابـــع •·.·´¯`·.·•






•·.·´¯`·.·• عندما تنعدم الرحمة •·.·´¯`·.·•


قَلبي في الأرْضِ المُحتَلَّةْ
أَضْحَى حَجَرًا ..
بينَ الأحجارِ المُبتَلَّةْ
بِدِماءِ الأطفالِ العُزَّلْ
بِدموعِ نِساءٍ يَصرُخْنَ ،
يَذْرِفْنَ دُموعًا تتجمَّدْ
تُصبِحُ أحْجارًا ..
تَقْذِفُها أيدي الثُّوَّارْ
تُصبِحُ طَلْقاتٍ من نارْ
إخواني ..
لم نَعرفْ أبدًا
حَرْبَ الأحجارْ
لم نَعرفْ يَومًا أطْفالاً
أخَذوا الأقمارْ
زَرعَوها دَاخِلَ أعْيُنِهِم
شَتَلاتِ نَهارْ
أطفَالَ القُدسِ المُحتلَّةْ ..
يا أجملَ خَبرٍ يَأتينا
بينَ الأخبارْ

•·.·´¯`·.·•


أخبرنا أيها العالم لماذا تلتزم الصمت إزاء ما يجري في فلسطين من مجازر .. وأخبرونا يا عرب لماذا يبدو دم الفلسطنين رخيص بالنسبة لكم .. ألا تؤثر بكم شهقات الأيامي ودموع اليتامي .. هل هانت عليكم القدس كي تتخلوا عنها بتلك السهولة .. هل ماتت لديكم النخوة وفارقتكم الشهامة كل تتركوها تتألم بمفردها .. لماذا أطلتم الغيبة ؟؟ لقد انتظرناكم كي تحرروها منذ زمن طويل فأين أنتم؟؟ ... أخبروني إلي متي الإنتظار ؟؟!!


رفعت نظري له في إمتنان وقلت له : أشكرك علي ما بذلته من أجلي ... ربت علي كتفي في ود وقال : إننا أصدقاء فلا تشكرني .. وتحولت لهجته إلي الجدية وقال : ولكني أريد منك أن تهتم بــ ( أمل ) في حالة إذا ما حدث لي شئ ما .. قلت بقلق : أطال الله في عمرك يا صديقي و.. .. قاطعني قائلا : أريد منك فقط أن تعدني أنك ستحميها في حالة إذا أصابني أي مكروه .. قلت بجدية : أعدك .. وصافحني في قوة .. وبينما نحن نتوجه إلي المبني دوت أصوات الإنفجارات ... وتعالت أصوات الصراخ .. وإهتزت الأرض في قوة .. نظرنا إلي بعضنا وقلنا في نفس اللحظة ... ( أمل ) ...!!

أخذنا نركض إلي المبني في سرعة ومازالت أصوات القاذئف تدوي كموسيقي مرعبة .. وتدافع الناس كي يخرجوا من المبني بعد أن إشتعلت به النيران .. و إنطلق ياسر كي يبحث عن أمل بينما أخذت أنا أساعد المرضي علي الخروج .. وأتت سيارات الإسعاف والمطافئ بعد فترة ليست بالطويلة بينما إستلقيت أنا مبلل الوجه علي الأرض المجاورة للمشفي .. كيف لهم أن يفعلوا شيئا كهذا .. كيف لهم أن يقصفوا مشفي مليئ بالأطفال والمرضي .. وتحت أي مسمي يندرج ما يفعلوه .. أين حقوق الإنسان التي صدعوا رؤسنا بها .. أم أننا لسنا بشرا في نظرهم .. ولماذا يلبس العالم ثوب الصمت مصمما علي تجاهل ما يحدث عندنا ويصم أذانه عما يحدث من مجازر في فلسطين .. هل يعتقدون أنهم عندما يدسون رأسهم في الرمال فلن يروا ما يحدث لنا ؟؟ ...




•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•




بعد تلك الحادثة المشؤمة إنتقلنا إلي أحد المنازل بجوار المطار .. ومكثت مع ياسر وأمل بعد إصرار من ياسر لأنني وحيد مثلهم ... وإنتظرت كي تثور منظمات حقوق الإنسان علي ما حدث .. علي تلك الحملة المكثفة التي إستهدفت عشرات المستشفيات في الأرض المحتلة .. ولكن كل ما رأيته هي مذيعة في أحد القنوات الإخبارية تتلو النبأ بنبرة مهنية وتختم نشرة الأنباء ببرود وكأن ما حدث لا يستحق التعليق ... أزددت قهرا علي قهر ولكن تصرفات ياسر القلقة وشحوبه الدائم أشغلوني قليلا عما يدور في خاطري ... وكلما سألته عما به يتهرب من السؤال .. وفي مساء أحد الأيام أتي إلي المنزل في العاشرة مساءا وهو يقول في سرعة : أحمد لابد أن تسرع ستقلع الطائرة بعد ساعتين لابد أن تحزم حقائبك أنت وأمل .. وضعت الكتاب الذي كنت أقرأ فيه جانبا وقلت له في دهشة لماذا ؟؟! ... قال لا وقت لدينا الأن سأشرح لك الأمر في الطريق .. وفي الطريق نظرت إلي ياسر بتساؤل فقال : حسنا سأشرح لك الأمر أنا أعمل كما تعلم في المقاومة منذ سنوات وقد أصبحت تقريبا من زعمائها .. ومنذ عدة أيام قمت بتنفيذ مهمة صعبة كانت تستهدف إغتيال عضو مهم في الجيش الإسرائيلي .. وهو المسئول عن عن الغارة التي إستهدفت المستشفيات منذ بضعة أشهر .. وقد إكتشفنا أن هناك خائن بين الصفوف وقد سرب بعض المعلومات الخطيرة عنا .. وتحسبا للأمر أريدك أن تمكث مع أمل ريثما تصل بأمان إلي أعمامها بأمان .. أما أنا فسوف ... وقطع صوته دوي رصاص إنطلق من شارع مجاور وصوت أطفال يتعالي بالتكبير ..لأري بضعة أشخاص ترجم إحداي السيارات بالحجارة في مشهد يتكرر يوميا عشرات المرات .. وفي كل مرة أقف أمامه بإنبهار وكأأني أراه لأول مرة .. وأتساءل في عجب أي قلوب يملكها هؤلاء الأطفال .. وأي شجاعة تحتل قلوبهم الصغيرة ..


•·.·´¯`·.·•


إخْواني .. مَنْ يَعرفُ "أيمن" ؟
أيمَنُ طِفلٌ
والعُمرُ أقلُّ أيا سَادةْ
مِن سَبْعِ سِنينْ
مَرسومٌ دَاخلَ عينيهِ
أرضُ فَلسطينْ
مِئذَنَةُ الأقصى تَسكُنُهُ
والقُدسُ ،
وصلاحُ الدينْ
يَجمعُ أحجارًا ..
يَغسِلُها
بِدموعِ القهْرِ فتَشْتدُّ
وتَصيرُ أَحَدَّ مِنَ السِّكِّينْ

•·.·´¯`·.·•


وصلت السيارة إلي المطار وترجلنا منها .. وتبدأ مراسيم الوداع .. إحتضنت ياسر في قوة فقد كان أقرب إلي من أخي .. كان أخي الذي لم تلده أمي .. ورأيت في عينيه لمعة الدموع فأنظر له في دهشة لأجد أن دموعي تملأ عيني أيضا .. انحني ليقبل أمل التي تعلقت به وكأنها ستفقده وبدأت في البكاء .. رأيته يطمئنها بكلمات خافتة لم أسمع منها شيئا .. ثم تركها وأعطاني ظرفا مغلق وقال : إذا لم تسمع عني أخبار في غضون شهر إفتحه ونفذ كل ما به .. قلت له في دهشة : ماذا ستفعل ؟؟ ... قال بإبتسامة : ستعرف ولكن ليس الأن .. هيا أسرعوا إن هذه الطائرة طائرة خاصة وستوصلكم مباشرة إلي المملكة .. وبينما نحن نهم بالركوب في السيارة رأينا عربات الجيش الإسرائيلي تقتحم المطار في عنف .. صرخ ياسر في قائد الطائرة مطالبا إياه بالإقلاع فورا .. بينما إنتزع ياسر رشاشا من السيارة ورأيت السائق يقفز من السيارة في رشاقة ممسكا برشاش أخر .. حاولت الهبوط من الطائرة ولكن ياسر صرخ في مطالبا إياي بالمكوث في مكاني وحماية أمل .. إلتفت علي أمل التي كانت تصرخ منادية خالها بفزع ودموعها تغرق خديها .. وأقلعت الطائرة بنجاح تاركة وراءها مذبحة يبدو فيها الطرف المنتصر واضحا منذ البداية ..

•·.·´¯`·.·•


"أيمنُ" عُصفورٌ يَتَنقَّلْ
ما بَينَ رَصاصٍ وقَنابِلْ
أيمَنُ يَلتَقِطُ الأحجارَ
ويَظلُّ يُبادِلْ
طَلَقاتُ الأعداءِ عليهِ ..
تَتوالى كِالبَرْقِ الخَاطِفْ
وتُدَوِّي كالرَّعْدِ القاصِفْ
يَجرونَ إليهِ ولا يَجري
أيمَنُ واقِفْ
مُرتَجِفٌ ؟
لا
بَلْ مُبتَسِمٌ ..
مُبتَسِمٌ للجُرحِ النَّازِفْ
تَعْلو الأصْواتُ تُحذِّرُهُ
أيمَنْ ..! سَتَموتْ !
يَضْحكْ ..
ويقولُ :
"أنا عارِفْ"

•·.·´¯`·.·•

طوال الرحلة وأنا أفكر في ما حدث لياسر وما مصيره الأن .. تري هل يعذبوك يا أخي .. تري هل أنت حي أم أنت في قائمة الشهداء عند رب العباد .. طمئني عليك أرجوك .. نظرت إلي أمل التي كفت عن البكاء منذ وقت وقت قليل ومازالت دموعها تغرق خديها وقلت : أمل نامي قليلا يا صغيرتي .. قالت بحزم غير متوقع من فتاة في السادسة من العمر : لن أنام قبل أن أعرف ما يحدث لخالي .. قلت لها محاولا أن أطمئنها : سيكون بخير لا تقلقي ... وانساب الصمت بيننا مرة أخري .. قطعت هي ذلك الصمت لتقول في خفوت : إنها أرضنا لماذا هم فيها إذا .. نحن لم نحتل أرضهم فلماذا يحتلون أرضنا ؟؟ .. جاوبتها قائلا : نعم إنها أرضنا يا صغيرتي وليس لهم الحق في إنتزاعها .. نعم إنها ليست ملكا لهم .. إنها لنا .. " قالت في استغراب وهي تزم شفايفها : لقد أخبرتني أمي أنه لا ينبغي أن نأخذ ما ليس لنا لأن الله سيعاقبنا فلماذا يسرقون هم ما ليس لهم ؟؟ ألا يخافون أن يعاقبهم الله !!"

نظرت لها في دهشة من تفكيرها المنمق الذي لا يناسب سنها وقلت : إنهم لا يعرفون الله .. إنهم وحوش لا يعرفون معاني الإنسانية ..!
ردت قائلة : ولكنهم سيخرجون من أرضنا حتما عاجلا أم أجلا .. أمي قالت ذلك وهي لا تكذب .. ثم أردفت قائلة : عمي لماذا يحارب الأطفال بالرغم من أنهم من المفترض أن ينعموا بالسعادة والمرح في سن كهذا .. لقد رأيت جميع الأطفال يلعبون ويلهون دون أن يخافوا القصف او القنابل .. فلماذا نحن ؟؟

•·.·´¯`·.·•

أيمَنْ ..
أخَذوهُ إلى السِّجنِ
كي يُجرُوا معَهُ التحْقيقْ
ضَربوهْ ،
سَحَلُوهْ ،
طَعَنوهُ ..
في الجُرْحِ النَّازِفْ
والجُرْحُ عَميقْ
سألوهُ .. مَنْ حرَّضَهُ
لَمَعَتْ عَيناهُ كنَهْرِ بَريقْ :
حرَّضني "أحمدْ"
مَنْ أحمدْ ؟
فأجابَ : أخي



•·.·´¯`·.·•

بعد فترة نامت أمل لتتركني أتفكر في كلامها الذي جعلني أكثر حزنا .. إنها طفلة مهما كان ولا تستحق أن تري أحبائها يموتون حولها تدريجيا دون أن تفهم السبب .. ولكنها أكثر حظا من غيرها .. فهناك من فقدوا أسرهم كاملة .. وهناك الكثير من الأطفال الذين ماتوا أيضا .. نعم إنها أكثر حظا .. فأنا ما زلت أذكر تلك الحادثة التي دخل فيها الجنود أحد المنازل وأخرجوا جميع أفراد المنزل وقتلوا الأب والأم أمام عيون الأطفال .. لتقوم أختهم الكبري التي لم تتجاوز الثانية عشر بوضع أيديها علي أعين إخواتها كي لا يروا مشهدا كهذا .. فيقوم أحد الجنود بوضع إخواتها في البئر ويربطهم بحبل ويضع علي طرفه سلكا شائكا .. ويضعه في يد الفتاة .. فإن تركت السلك مات إخواته وإن ظلت متمسكة بها فستتقطع يدها .. إقشعر بدني من مجرد التخيل .. رباها ! إنهم مجرد أطفال .. كيف سيحتملون هذا .. وما هؤلاء الوحوش القادمون من جهنم .. كيف طاوعتهم قلوبهم علي فعل هذا .. إنهم قادمون من مستشفي الأمراض العقلية .. فلا يوجد عاقل يمكنه أن يفعل هذا ..

نظرت إلي الصغيرة الغافية بهدوء .. و صممت علي أن أحميها مهما كلفني ذلك .. إنها من رائحة ياسر .. إنها فتاة بريئة لا تستحق أن تعذب أن تري مشاهدا كهذه .. إنني أستطيع أن أجنبها ذلك المصير الذي ينتظرها فيما لو بقيت هناك .. إنها (( الأمــــــل )) ...!!!

•·.·´¯`·.·•


بعَثُوا عَشَراتٍ كي تَبحَثْ
عَن هذا الثَّوريِّ الأكبَرْ
ضُبَّاطًا تَحمِلُ أسلِحةً ،
عَرَباتٍ ، ومِئاتِ العسكَرْ
البيتُ مُحاصَرُ يا أحمدْ
البيتُ مُحاصَرُ فاستَسلِمْ
البيتُ مُحاصَرُ
فَلْتَخْرُجْ
أحمَدْ ..
يَخرُجْ ..
كالشَّمسِ ضِياءً ، وحَنينْ
في يَدِهِ يَحملُ أحجارًا
في الأُخرى عَلَمُ فَلسطينْ
أحمدُ طِفلٌ
والعُمرُ أقلُّ أيا سَادَةْ
مِن خَمْسِ سِنينْ

•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•




أشوفكم علي خير يآآ غوآآلي ...... لا تنسوهم من دعائكم فهم في أمس الحاجة إليه ..






خـــوآآطـــر إنــســآآنـــة

Koedara 29-05-13 10:29 PM

رد: لحظات أخيرة
 
احسنتي اختي موضوع جميل
بالتوفيق

خوآآطر إنسآآنة 29-05-13 11:09 PM

رد: لحظات أخيرة
 


تسلم عيونك أختي

عموما هادي أول قصة لي ومدري بتوفق فيها ولا لأ

خوآآطر إنسآآنة 04-06-13 10:09 PM

رد: لحظات أخيرة
 



البـــارتـــ الخــآمـــس
•·.·´¯`·.·••·.·´¯`·.·•



فلسطين ..
تبكي طعنات السنين ..
وعزة فخر الشهداء والمناضلين ..
وظلم العرب لأنفسهم والمستعمرين ..

فلسطين ..

لغةً مقهورة في شفة طفل حزين ..
موت امرأة تحت أقدام الظالمين ..
واندثار وتمزيق أشلاء أطفال من الرحم قادمين ..

فلسطين ..

تبكي ...
وتبكي كالمساكين ..كالمحتاجين
كالذليل الذي تحتقره أنظار الحاضرين ..
كتوهج حارقٍ ألهب ببيداء الغارقين ..
يا مجدا كانت واليوم أمست أطلال من وحل وطين ..

فلسطين ..

مسرى نبي الله الأمين
وحضارات يشهد لها جل العالمين ..
وأمومة تنهشها أنياب الحاقدين الغادرين ..
وأنوثة تمزقت على أيدي الكافرين ..
اغتراب .. وعذاب .. واضطهاد ..
واندثار في فلسطين ..!!

وهنا مهرجانات ..
واحتفالات تمليء شوارعنا فرحين ..

فلسطين ..

نهر يضج بالدماء ..
وسيدة تلد الشهداء ..
وأرض نبتها الأوفياء ..
وقاعة عرض قتل الأبرياء ..
وسيدة الموت بأجيالها ترهب الأعداء ..


لكِ الله يا فلسطين ...


•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•


طوال الرحلة والهدوء مخيم علي الطائرة وقد نامت أمل منذ فترة .. إستغرقت الرحلة فترة طويلة لأن الطيار حاول تفادي الرادارات.. وعندما حان موعــد الهبوط أيقظتها كي تربط حزام الأمان .. إستقيظت وفركت عينيها وقالت وبصوت ما زال يغلب عليه النعاس : هل وصلنا ؟ , قلت في حنان : نعم هيا إربطي حزامكــ فسنهبط بعد قليل , تألقت عينيها بفرحة وقالت : حسنا , هبطت الطائرة بهدوء فأمسكت يدها ونزلنا والمربية تنزل خلفنا , لم يكن هناك إجراءات تذكر لأن المطار كان خاصا , كانت الساعة حوالي العاشرة صباحا عندما إنتهت إجراءاتنا وفي إستراحة المطار الأنيقة صليت الفرض الذي فاتني وأكلنا وجبة خفيفة .. ثم خرجنا من المطار , وقفنا قليلا ولمحنا شابا يقف بجوار سيارة ويلوح لنا من بعيد , شهقت أمل بفرحة وأخذت تركض وهي تقول بفرحة : عمــــــــــــــــــي جــــــــــااااسر , رأيت الشاب يسرع لمقابلتها ويرفعها عن الأرض وهي ما زالت تطلق صرخات طفولية مملوءة بالفرحة , وقالت وهي تخلع عنه نظاراته السواداء : عمي ليش أنت ما جيت عشان تزورنا مو أنت وعدتني .. أصلا أنا زعلانة منك كتير ورح أخبر جدتي عنكــ وأخليها تضربكــ بعصاتها لين ما تخليك تبكي >>> ملاحظة : الحوارات بين الأشخاص - ما عدا أحمد - ستكون باللهجة السعودية حتي يمكنكم تخيل الأحداث بصورة أوضح :) >>> .. رأيته يشهق بفزع مصطنع ويقول : أفااا أهون عليك يا أمل .. كذا تبين أمي تضربني وتكسرني وأضل في المستشفي مريض وما حد يقدر يوديكــ الملاهي , قالت وهي تضع يديها علي فمه كي تمنعه من الكلام : خلاص بعيد الشر عنكــ ثم أردفت وهي تبتسم : بعدين لازم ألقي حد يوديني الملاهي , نظرت لهم في دهشة فقد كانت الفتاة تتحدث اللهجة السعودية ببراعة وتتحدث اللهجة الفلسطينية بإتقان أيضا يبدو أن والدتها كانت حريصة علي تعليمها لغة بلدها , إلتفت إلي الشاب ومد يده مصافحا وقال : أسف يا أخ أحمد أمل نستني نفسي .. مددت يدي وتأملت في ملامحه كان يبدو في أوائل العشرينيات , مرحا ويحب إبنة أخيه جدا كما هو واضح تنهدت بإرتياح فقد أصبحت الفتاة في أيدي أمينة الأن .. وقلت في هدوء مرحبا بكــ يا سيد جاسر يسعدني لقاءكــ , نظر لي في دهشة وقال : ليش تتحدث بالعربية الفصحي .. كان كل من يلقاني يسألني نفس السؤال حتي إعتدت عليه , قلت : لقد قضيت معظم طفولتي في بلد أجنبي وقد إعتاد معلمي للغة العربية أن يحدثني دائما بالفصحي وقد حافظت عليها عندما قدمت إلي هنا فهي توحد كل اللهجات كما أنها لغة القرآن الكريم .. نظر لي وقال بإبتسامة : ربنا يقوي إيمانكــ ثم إستطرد قائلا : يلا الأهل ينتظرونا في البيت كلهم مشتاقين للحلوة أمل وما يدرون إنها جات بس عشان تروح الملاهي ,, شهقت أمل في فزع وقالت : بس أنا ما قلت كذا أنت تقول كلام من عندك , قال عندما رأي فزعها : خلاص خلاص أمزح معاك لا تسوين في نفسك كذا .. قالت في غضب : والله لأعلم جدتي عليك وأخليك تنام اليوم مع العمال في الملحق .. رد عليها عمها يستعطفها بلهجة مضحكة وهي تصد عنه في غضب .. وإزددات راحتي فأهلها يهتمون بها كثيرا .. وهي يبدو عليها أنها تبادلهم هذا الحب وأخيرا لقد وجدت بيتا مستقرا .. فقد لاقت كثيرا وأن الأوان أن تعيش طفولتها بعيدا عن الحروب والإنفجارات .. قلت لجاسر : لو سمحت أخي أريد أن أنزل عند فندق (.....) لقد حجز لي ياسر جناحا هناك , قال جاسر وهو يحلف : لا والله ما تروح الفندق البيت واسع وإحنا أصلا مجهزين لك جناح عندنا وبعدين أمي تبي تشكرك علي إهتمامكــ بأمل .. قلت في سرعة : لا شكر علي واجب .. و غرقت في مقعدي أتأمل معالم الطريق .. وأفقت من تأملي علي صوت جاسر وهو يقول : أخيرا وصلنا يلا يا برنسيس أمل إنزلي الكل منتظركــ من الصبح .. رفعت نظري إلي المنزل وعقدت الدهشة لساني فــ لم يكن هذا منزلا لقد كان قصرا فخما تحيطه حديقه واسعة تضم العديد من أحواض الزهور وفي الطرف البعيد نافورة زجاجية تتألق تحت أشعة الشمس وتضفي علي المكان طابعا ساحرا , وأرجوحة أطفال يقف عندها حوالي خمسة أطفال وما أن لمحوا السيارة حتي أخذوا يتراكضون في فرح وتتعالي صياحتهم المرحة وهم يتسابقون وقفزت أمل كي تلاقهم وهي تشاركهم فرحتهم .. نظرت إليهم في حنان ممزوج بالحزن فلو كانتــ إبنتي علي قيد الحياة لكانت الأن مثلهم ولكنها الأن عند من هو أرحم بها مني .. دعوت لهم بالرحمة ووقفت خلف جاسر الذي أخذ ينظر إلي الأطفال بسخرية وهو ينظر إلي الأطفال الذين يحتضنون أمل في سعادة ويتحدثون سويا وقالت إحدي الفتيات : أمل وش رأيكــ تنامين اليوم بغرفتي أنا خبرت أمي وهي وافقت , قالت أخري في غيرة : لا وشلون تنام عندكــ في غرفتكــ المليانة دباديب وألعاب وكأنكــ بزر لا هي راح تنام عندي صح يا أمل ؟؟ , قاطعهم جاسر بإستهزاء وقال : وش كل هذا الحب شوي وتجوني تصارخون علي بعض وكل منكم تبي التانية تتحرم من المصروف أو تتحبس بغرفتها .. ثم إلتفت إلي إحدي الفتيات و قال : وأنتي يا أسيل تقولين علي مرام بزر وتحب الدباديب ومدري شو وأنتي ما سويتي أخوك عبدالرحمن أبو الأربع سنين ولا تبين أذكرك ,, وهمس في أذنها ببضع كلمات جعلتها تصارخ عليه في غضب وقالت : لااااااااا والله ما حصل أصلا عبدالرحمن يكذب عليكــ .. لم يعرها جاسر إهتماما وقال لي : يلا الجماعة ينتظرونا في الداخل .. تراكض الأطفال أمامنا وسابقونا إلي الداخل .. دلفنا إلي داخل القصر فأحسست برعشة في جسدي فالجو في الداخل يميل للبرودة بسبب أجهزة التكييف بينما في الخارج حار جدا , كيف يحتملون هذه الحرارة ..!! ,, سلمت علي جميع أفراد الأسرة الذين إستقبلوني في ترحاب كبير .. وقالت إمرأة كبيرة في السن يبدو أنها والدة جاسر : مشكور يا إبني علي إهتمامك بأمل .. قلت في سرعة : لا شكر علي واجب إنها مثل إبنتي تماما .. نظروا لي في إستغراب إندهاشا من لهجتي فشرح لهم جاسر الأمر في سرعة .. ثم قال لي : راح نتغدي وأصلكـ جناحكــ عشان ترتاح .. نظرت له بإمتنان فقد كنت حقا في حاجة إلي الراحة فالأحداث التي جرت في الساعات الأخيرة أرهقتني تماما .. وبعد الغداء أوصلني جاسر إلي جناحي وقال لي : لو إحتجت أي شئ إضغط علي الجرس والخدامة راح تجيكـ .. شكرته بخفوت ودلفت إلي الجناح الفخم الذي يضاهي الفنادق الكبري .. وبدلت ملابسي وأخذت حماما سريعا وإستلقيت علي السرير أفكر في ياسر وما الخطوة التالية التي ينبغي علي إتخاذها وبينما أنا أفكر غرقت في النوم دون أن أشعر ... وعندما إستيقظت كانت الساعة قد تجاوزت الخامسة .. توضأت وصليت العصر وإرتديت ملابسي ووضعت دبوسا صغيرا عليه علم فلسطين علي جيب القميص وهي عادة إعتدتها من زمن بعيد .. وعندما نزلت وجدت جاسر وأخويه الأكبر منه : فهد , ومنصور يتحدثون سويا .. ألقيت عليهم السلام وجلست في حذر وأنا أسمع ترحابهم بي ودعوتهم إياي للمشاركة معهم في الحديث .. أخذت أستمع إلي حديثهم وأشاركهم بكلمات مقتضبة .. ثم أخذت أفكر في الخطوة التالية .. وكيف يمكنني أن أخبرهم عن موت ياسر الذي كان - كما يبدو من كلامهم - عزيزا عليهم جميعا ويعتبرونه فردا من أسرتهم .. وما الذي ينبغي علي فعله الأن .. وإبتلعت غصة في حلقي فلا يمكنني إلي الأن إستيعاب أن ياسر قد مات.. ذلكــ الصديق الوفي الشجاع قد رحل أيضا مع من رحلوا .. وإستجمعت قواي وقاومت عبراتي وأستغرقت في التفكير مرة أخري .. هل أبقي في المملكة بجانب امل التي لا تبدو في حاجة إلي .. أم أعود إلي فلسطين .. وبينما أنا غارق في التفكير سمعت صوت هاتفي ينبأ بوصول رسالة جديدة .. فإلتقطته في لهفة وفتحت الرسالة إلتهمت حروفها في سرعة .. ثم شهقت في دهشة .. فقد كان محتوي الرسالة مدهشا تماما ...!!!


•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•


إلي أن نلتقي مرة أخري .. لا تنسوا إخوانكمــ في فلسطين وسوريا من دعائكمــ .. اللهم إنصرهم علي أعدائهم يا الله
آمـــيــن


•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•


خـــوآآطــــر إنــســــآآنـــة

خوآآطر إنسآآنة 08-06-13 10:34 PM

رد: لحظات أخيرة
 




الــــبـــارتــ الـــســـآدس

•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•






أنا ما عشتُ يا وطني لكي أجني ظلامَ الذلْ كي أحنو لكي أركعْ

أنا ما عشتُ كي أنداسَ تحتَ نعالَ من قتلوا ومن نصبوا لنا المدفعْ

أنا للموت يا غزة. فلن أهربْ ولن أشكي ولن أبكي لغير الله أو أدمعْ

أنا الجبروتُ يا غزة . رسمتُ الموتَ في عيني لكي أفدي وكي أمنعْ

شهيدُ القدس علمني بان المجدَ لا يُعطى ولا يُهدى ولايُبتاعُ في مصنعْ

شهيدُ القدس أوصاني على أرقاب من سكنوا على أرضي بأنْ تُقطعْ

شهيدُ القدس علمني اذا عاصرتُ أنجاساً فلا نومٌ ولا رحبٌ ولا مرتعْ

وعلمني بأن العُربَ انْ جلسوا بمؤتمرٍ اذا جلسوا. فان سكوتهم أنفعْ

وعلمني بان كلامهم وهمٌ . وان سيوفهم زبدٌ . وأن ظهورهم تركعْ

وأخبرَ أن حروبهم شطرنجْ . فلا أمجادَ في لهوٍ ولا تاريخَ كي يُصنعْ

وأخبرَ أن خطابهمْ كذبٌ . فكيفَ يُشاكُ في مشطٍ حليقُ الشعرِ أو أقرعْ

إلى الأمجادِ يا غزة. فطيبُ العيشِ قد ولّى فلا ولدٌ ولا مالٌ لكي يمنعْ

إليك وصيتي أُمي. فلا تبكي على موتي ولاتوصي إلى عيناكِ أن تدمعْ

أنا ما متُّ يا أمي . فإن الموت في زمني وفي أرضي جنانٌ تحتها أوسعْ

•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•

* أحداث تنتقل إلي رفوف الذكريات *

..في دفاتر الذكريات نخط أحداثاً عشناها .. لا لننساها ولكن كي نتذكرها كلما مرت علينا السنون وغادرتنا الأيام ..

وبينما أنا غارق في التفكير سمعت صوت هاتفي ينبأ بوصول رسالة جديدة .. فإلتقطته في لهفة وفتحت الرسالة إلتهمت حروفها في سرعة .. ثم شهقت في دهشة .. فقد كان محتوي الرسالة مدهشا تماما ...!!!

كانت الرسالة من ياسر يخبرني فيها أنه بخير بإستثناء بعض الجروح التي سرعان ما تشفي ويهنئني علي سلامة الوصول ويطالبني بالمكوث مع أمل ريثما تستقر في منزل أعمامها ثم بعد ذلكــ يمكنني العودة إلي هناكــ وأفعل مع أريد .. تنهدت بإرتياح وإرتسمت الإبتسامة علي شفتي .. فقد كانت الرسالة مطمئنة أكثر مما تخيلت .. وقفت في سرعة واستئذنت من الجالسين وسألت جاسر عن أمل فأخبرني أنها في الحديقة تجلس مع الأطفال .. توجهت إلي الحديقة ووجدت أمل تلهو هناكــ وتحكي للأطفال عن ما مر بها في فلسطين وهم يستمعون في دهشة وعدم تصديق .. ونظرت للأطفال في تأمل .. كانت أعمارهم جميعاً بين العاشرة والخامسة .. إقتربتــ قليلاً فسمعت أمل تقول : والأطفال هناك ما كانوا خايفين من الدبابات ويرجموها بالحجارة ومو خايفين ولا أي شئ .. والبيوت كانت بتتكسر من الإنفجارات .. قاطعتها إحدي الأطفال يبدو أنها مرام لتقول بدهشة : إحلفي .. يعني الأطفال ما كانوا خايفين من الجنود .. قالت أمل : والله ماكانوا خايفين ولا أي شئ .. قالت مرام وهي تنظر لأسيل وتقول بإستهزاء : إيه كانوا يرجموهم بالحجارة مو بالدباديب سمعتي يا أسيل .. إقتربت منهم وأنا مبتسم وأتساءل عن سر هذا العداء بين هاتين الطفلتين .. وأشرت لأمل قائلاً : أمل تقدمي قليلاً .. أود إخباركــ عن أمرٍ ما ,, إقتربت الفتاة وقالت بحذر : قول .. قلت وأنا مبتسم : ألا تريدين معرفة أخبار خالكــ ياسر .. قالت في لهفة : وش فيه ؟ قول بسرعة .. قلت : إنه بخير وقد أرسل لي رسالة منذ قليل ليطمئن عليكِ .. قالت في سرور : يعني هو مو مصاب .. يعني هو حي .. أومأت برأسي أن نعم .. شكرتني الفتاة وإنطلقت في فرحة لتكمل لعبها مع الأطفال .. وإستدرت أنا عائداً إلي القصر مسروراً بأنني أدخلت البهجة
إلي قلب هذه الصغيرة .. صعدت إلي غرفتي وفي رأسي إختمرت فكرة عزمت علي تنفيذها ريثما أعود إلي فلسطين .. ينبغي فقط أن أمكث هنا حوالي شهر إلي أن تبدأ الدراسة وتستقر أمل في دراستها ثم أعود إلي هناكــ ...

مر الشهر بسرعة شديدة .. وكان أعمام أمل غاية في اللطف والكرم .. وإستغللت فرصة وجودي في المملكة وذهبت إلي مكة وأعتمرت بضعة مرات .. وحين جاء موعد الرحيل ودعوني جميعاً وكأنني فردٌ منهم .. وأصر جاسر علي أن يوصلني بنفسه إلي المطار بصحبة أمل التي أبدت تأثراً كبيراً برحيلي .. ودعتهم جميعاً ونظرت إلي المكان بإشتياق .. سوف أفتقد تلكــ الأرض المباركة وهؤلاء الناس الطيبون .. وصعدت إلي الطائرة وجلست في مقعدى .. نظرت إلي أرض المطار التي تبتعد شيئاً فشيئاً وطويت صفحة من حياتي ليبدأ فصل أخر مختلف تماماً ...... !


♥ ♥ أمل ♥ ♥


بعد رحيل عمي أحمد عدت مع عمي جاسر الذي أخذني إلي الملاهي وحاول أن يجعلني سعيدة .. ولم يكن هذا صعبة فهو مرح جداً ويعلم تماماً كيف يسعدني .. وحين عدنا إلي المنزل كنت في قمة السرور والفرح .. و إستقبلتني عمتي هاجر التي تعتبرني إبنتها -فهي لم تنجب - وأخذتني إلي غرفتي وجلست معي كي تذاكر لي .. وفي ذلكــ المنزل وجدت السعادة والعناية فــ الكل يحاول إسعادي والإهتمام بي خصوصاً جدتي وعمتي هاجر .. ومضت أيامي في ذلكــ المنزل تتخللها ومضات من الذكريات التي لا تنسي ... وبدأ فصل أخر من حياتي .. فصل ينبأ يمستقبل أكثر إشراقاً وتفاؤلاً...


•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•



هبطت الطائرة أخيراً وأطللت من النافذة لتعانق عيني تلكــ الأرض الجريحة .. وأخذت أتأمل في الوجوه فقد إشتقت لكل شئ علي هذه الأرض .. إتخذت الإجراءات وقتاً طويلاً كالمعتاد ولمني لم أظهر أي شكوي .. وخرجت من المطار لتقف أمامي سيارة فورد سوداء اللون ,, ثم إنخفض زجاجها لأجد ياسر يبتسم لي في هدوء .. ركبت السيارة وبعد السلام ومراسم الإستقبال الحارة .. قال لي ياسر : أخبرني ما الأمر المهم الذي تود إخباري به .. >>> الحديث سيجري في فلسطين بالفصحي نظراً لإختلاف جنسيات المجاهدين هناك فسأوحد اللهجات جميعها في الفصحي :) >>> ,, قلت : حسناً أنت تعلم أنني مهندس إلكترونيات متمكن وكنت أود أن تضمني إلي مجموعة المقاومة التي تعمل بها .. ولا تقلق فأنا أجيد إستخدام السلاح فقد تدربت علي هذا الأمر طويلاً وشاركت في بضعة عمليات من قبل كما يمكنني أن أفيدكم بخيرتي في غلإلكترونيات أيضاً.. قال ياسر : هل أنت واثق من قراركــ هذا .. أنت تعلم أنه لا يمكنكــ التراجع بعد الأن وستظل في فرار طوال حياتكــ إذا ما أكتشف الإسرائيليون الأمر .. قلت في هدوء : نعم واثق تمام الثقة فأنا لا أملكــ عائلة كي يهددوني بها .. كما أنني أملكـ أكثر من دافع كي أحاربهم بينما هم لا يملكون أي دوافع كي يحتجزوا أرضنا ويقتلوا العزل والأطفال والنساء .. ربت علي يدي وقال سأشرح لك الوضع وبعدها يمكنك أن تخبرني بقراركــ الأخير .. وبينما نحن نتحدث لاحظت أن السيارة زدات من سرعتها .. نظرت من النافذة الخلفية لألمح سيارات الجيب الإسرائيلية تطاردنا في سرعة وتطلق علينا الرصاص .. قال لي ياسر : إنخفض بسرعة .. إنخفضت بينما الرصاص مازال ينهمر علينا وزجاج السيارة يتكسر في عنف .. ومرت حوالي نصف الساعة علي هذا الحال حتي سمعنا صوت السائق يقول في هدوء : لقد ضللناهم .. أخذنا ننفض الغبار عن ملابسنا وقال ياسر مخاطباً إياي : هذه عينة صغيرة مما نواجهه هنا فهل غيرت رأيكــ .. قلت في هدوء وإصرار : لا بالطبع .. وبعد نصف ساعة أخري قال السائق : وصلنا أخيراً .. هبطت لأجد منزلاً متهدماً نظرت له في دهشة بينما ياسر يصحبني لندخل ثم فتح باباً مخفي براعة يوصل لنفق تحت الأرض .. سرنا مليا ثم فتحنا باباً أخر وأغمضت عيني بسبب الضوء الباهر الذي غشاها وحين فتحتها لم أكن أصدق ما أراه .. !!


إلي هنا ينتهي بارت هذا اليوم ..

إلي أن ألقاكم مرة أخري .. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


خــــوآآطـــر إنــســآآنـــة

اسمـــــــااء 09-06-13 12:01 PM

رد: لحظات أخيرة
 
دليل Evinile الالكترونى الشامل دليل الشركات المصرية التجارية والخدميه و دليل الاطباء

خوآآطر إنسآآنة 16-06-13 09:36 PM

رد: لحظات أخيرة
 



البارتـــ الـــســـآبـــع
•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•




وبعد نصف ساعة أخري قال السائق : وصلنا أخيراً .. هبطت لأجد منزلاً متهدماً نظرت له في دهشة بينما ياسر يصحبني لندخل ثم فتح باباً مخفي براعة يوصل لنفق تحت الأرض .. سرنا مليا ثم فتحنا باباً أخر وأغمضت عيني بسبب الضوء الباهر الذي غشاها وحين فتحتها لم أكن أصدق ما أراه .. !!

كان المكان واسعاً جداً علي عكس ما يبدو من الخارج .. ومضاء بعناية .. أما ما أدهشني فهو الأشخاص الموجودين في المكان .. كان الكل يعمل في نشاط ودون توقف ورأيت في الركن الأقصي ثلاثة أشخاص ممن كانوا معي في أخر مهمة .. أخذت أرحب بهم في سعادة فلم أتوقع أن يكونوا علي قيد الحياة .. ونظرت إلي ياسر بإمتنان .. وبعد أن شرح لي ما سأفعله جلست علي طاولة في الركن وأخذنا نتحدث عما يفعلونه بتوسع أكبر وعرفت أن هناك رجال أعمال فلسطينين ممن يقيمون في الخارج يمدونهم بالتمويلات اللازمة لعملياتهم.. وأخبرني ياسر عن معظم العمليات الناجحة التي نفذوها .. وكيف نُفذت هذه العمليات ببراعة وشجاعة .. وزادني هذذا إصراراً علي العمل أكثر وأخذت أصمم ذلكــ الجهاز الذي طلبه مني ياسر .. وبدأت صفحة جديدة من حياتي مملوءة بالإصرار والتصميم من أجل تحقيق هدف سامي .. من أجل تحرير بلدي الغالي .. فلسطين ♥ ♥


ومضت الأيام سريعة .. وإستمر أحمد وياسر في العمل وتوالت العمليات الناجحة .. وكان هذا النجاح دافعاً أقوي للمقاومة.. وإستمر ياسر وأحمد في زيارة أمل وتشجيعها علي الدوام فقد كانت هي ( الأمل ).. أما أمل فقد أظهرت تفوقاً كبيراً في دراستها وساعدها علي هذا ذكائها الشديد وبداخلها كان الحلم الأسمي الذي تسعي لتحقيقها يكبر يوماً بعد يوم .. الحلم في أن تري علم الحرية يرفرف علي أرض فلسطين معلناً للعالم مدي شجاعة وصمود هذا الشعب العظيم .. وإتخذت خالها الذي ضحي بمتع الحياة وملذاتها ولم يهاجر إلي أي بلد أخر كي يستثمر أمواله التي تسمح له بالعيش برفاهية مدي الحياة وإنما فضل العمل من أجل تحرير وطنه مثالاً لها .. ومن صنبور الزمن تساقطت القطرات لتصنع أياماً .. ثم أسابيعاً .. وشهوراًً .. لتكون أعواماً عددها عشر سنوات .. عشر سنوات أخذت مكانها علي رفوف الذكريات .. أما أبطالنا فقد زادتهم السنون حكمة .. وغيرتــ من نظرتهم للحياة ...!

•·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·• •·.·´¯`·.·•


وفي مكان أخر بعيداً عن فلسطين .. وبالتحديد في المملكة العربية السعودية في الرياض ... وأمام غرفة سارة .. صوت طرق شديد ..
سااااااااااااااااااااارة ليش ما تردين يالصمخة .. وضعت سارة يدها علي أذانها وفتحت الباب وقالت بصراخ مماثل : وجع .. وش هالصوت الله يرحم أيام ما كنتي هادية ورقيقة وما حد بيسمع لك صوت .. قالت أمل بتأفف : يا ليل ما أطولك .. خلصي قوليلي وين تلخيص الأحياء .. ردتــ سارة : يآ ربييييه إنتي ما بتخلصين مذاكرة أبداً .. خذي تلخيصكــ وعلي غرفتكــ خلصينا .. ردت أمل : هاتي هذا جزاء اللي بيحاول يا يساعدكــ يا فآشلة .. قالتــ سآرة وهي تهز كتفيها بقلة حيلة : لا تفتكريني مثلكــ يا الدافورة .. مدري كيف بتفهمي هالمواد اللي توقف التفكير وتقصر العمر لا وتجيبي درجات كاملة بعد .. ردت أمل وهي تقول بتمثيل : قل أعوذ برب الفلق .. لا تكوني ناوية تنظليني .. مدري القلوب وش بلاها هالأيام .. الناس أصبحت تحسد بدون حساب .. وخرجت من باب الغرفة وهي تتفادي وسادة سارة التي قذفتها عليها وهي تقول بفزع مصطنع : أنا حسودة يا أم عيون زرق ... !



ذهبت إلي غرفتي وبيدي التلخيص الذي أخذته من سارة .. بدأت أتصفح التلخيص وأراجع النقاط المهمة فقط .. وأخذت أتذكر كلام سارة فقد كنت حقاً متفوقة في دراستي وعلي مدار العشر سنوات الذين قضيتهم في التعليم كنت دائماً في المركز الأول .. ولأنني كنت أمتلك الدافع فقد تفوقت علي بنات أعمامي جميعاً .. كنت دائما أضع صور أبواي أمامي كي تذكرني بقضيتي .. حينما أتأمل هذه الصور أتذكر والدي الذي تطوع من أجل بلد ليس بلده .. وأتذكر أمي التي ذاقت الأمرين في طفولتها وبالرغم من ذلك أرادت أن تدفن في وطنها الذي شهدت فيه معاناتها .. حينها أتذكر كل من مات دفاعاً عن الوطن .. حينها أشعر بأن علي أقدم لوطني أي شئ حتي لو كان قليلاً .. ومازلت أحب ذلكــ الوطن رغم البعد .. ونظرت من نافذتي إلي الأفق وبداخلي لحن يردد نغمات الحنين إلي بلد ينتظر النصر منذ عشرات السنين .. وإبتسمت بتفاؤل فالأمل ما زال موجوداً .. وأمسكت التلخيص وأخذت أكمل مذاكرتي بحماس أكبر ..


قالت أسيل وهي تغمز مرام : شوفي أمل خارجة مبتسمة من الإمتحان شكلها حلت زين .. قالت مرام وهي تتنهد بإرتياح : أكيد .. المهم إني حليت في المواد تمام وإن شاء الله أجيب النسبة اللي أتمناها .. نظروا لأمل التي إبتسمت حين رأتهم وإقتربت منهم في سرعة .. وبالقرب منهم وقفت مجموعة من البنات يتهامسن .. قالت إحداهن وهي تنظر إلي أمل وتقول لصديقاتها : بيقولوا إن أمها فلسطينية وأبوها كان متطوع هناك وهيا ضحكت عليه وخليته يتجوزها عشان تهرب من وسط الحرب وأهلوا ما كانوا موافقين بس هيا كانت حامل وما قدروا يخلوه يطلقـــ ... قاطعتهم أمل وهي تقول بثقة : مدري كيف إنتي لفقتي هالقصة الغبية .. بس بحب أخبرك إن أمي عمرها ما كانت جبانة ولا خسيسة عشان تعمل كذا .. أمي كانت فلسطينية يعني كلمة جبن وخوف ما كانت موجودة في قاموسها .. واللي قالك إن أهل أبوي ما كانوا موافقين بيستغفلوكِ لأنك مغفلة لأنهم لو ماكانوا موافقين ماكانوا أصروا إن أنا وأمي نفضل عندهم حتي بعد ما أبوي مات .. وما كانوا خلوني أعيش عندهم حتي بعد موت أمي .. وبدل ما تجلسي تشوهي في سمعة الأموات روحي ذاكري كلمتين ينفعوكــ في دراستك بدل ما أنتي جالسة تعيطي عشان حد يغششك في الإمتحان .. وأنهت كلامها وهي تستدير لتقابل مرام وأسيل وسارة التي أنضمت إليهم لتراقب الموقف .. قالت أمل والإبتسامة ما زالت مرسومة علي وجهها وكأن شيئاً لم يكن : كيفكم يا بنات.. حليتوا زين بالإختبار .. قالت مرام : أمل إنتي مو مضايقة من كلام سالي والبنات .. قالت أمل : هذولا عالم تافهة تحب تروج الشائعات .. ومدري وش ذكرهم بسالفة أمي اللي مر عليها 17 سنة .. وليش يضيعوا وقتهم في هالأشياء أصلاً .. قالت سارة بإبتسامة : إيش هالرزانة اللي نزلت عليكِ مرة واحدة يا أمولة .. وإبتعدت عن أمل التي ضربتها علي كتفها بخفة وقالت : يلا السواق منتظرنا برا .. خرجوا جميعاً بينما مرام وأسيل ينظران لأمل بقلق بينما جلست أمل في السيارة وهي شاردة الذهن ..

أسندت رأسي علي زجاج النافذة وجلست أتأمل معالم الطريق .. سيارات تتدافع حولنا والسيارة تتحرك ببطئ بينما الزحام يزيد الأمور سوءاً .. وتنهدت في ضجر فهذا موعد إنتهاء الدوام وأخذت أتأمل اللافتات وأنظر في وجوه المارة وأراقب إنفعالتهم .. الكل يبدو متعجلاً وكأن عليه إنقاذ العالم .. وهذا الطفل الجالس في السيارة المجاورة ينظر لي وهو يبتسم ويلوح لي .. لوحت له أنا أيضاً ولكن لماذا يبدو هذا الطفل مألوفاً بالنسبة لي .. لم أعطي نفسي مجالاً للتفكير .. وأخذت أراقب بقية المارة دون أن أنتبه للعيون الغاضبة التي تراقبني من مرأة سيارتها .. بينما زادت السيارة المجاورة من سرعتها وتجاوزتنا في سرعة .. وصلنا أخيراً وترجلت من السيارة وأنا أضم حقيبتي إلي صدري وأتوجه إلي المنزل وأن أشارك البنات بتعليقات مقتضبة .. توجهت إلي غرفتي وغيرت ملابسي وإرتديت ثياباً مريحة وإخذت حماماً سريعاً ليزيل عني تعب اليوم وإستلقيت علي الفراش وسرعان ما غرقت في النوم ....


إستقيظت علي صوت هاتفي الذي يرن بنغمة مميزة .. إلتقطت الهاتف في لهفة ووضعته علي أذني وأنا أقول في سعادة : هلا بالغالي .. جاوبني صوت خالي وهو يقول : صح النوم وينكــ من الصبح برن عليكي وما بتردي .. قلت في خجل : كنت نايمة .. قال : نوم العوافي .. المهم وش سويتي في الإمتحان عساكي بس تكوني حليتي زين .. قلت في مرح : وأزين من الزين بعد .. قال وهو يضحكــ : خلاص يعني أخيراً بترفعين راسي .. قلت في زعل مصطنع : يعني أنا ما كنت رافعة راسكـ .. وإستمرت المحادثة بين مرح وضحك وسؤال عن الأحوال .. أغلقت الهاتف والإبتسامة مازالت تزين شفتي وبدلت ملابسي في سرعة وفتحت غرفتي وتوجهت لأسفل .. وجدت علي السلالم طفل صغير يصعد بحذر وتركيز وكأنه يؤدي عملاً خطيراً .. إقتربت منه ورفعته لأضعه علي أول السلالم .. ونظرت إلي وجهه لأري نفس الطفل الذي كان في السيارة اليوم .. أخذ الطفل يتلمس وجهي ويجذب قلادتي وهو يصدر أصوات مبهمة .. قلت له : وش اسمك ؟ .. قال في سرعة وبلهجة طفولية : تلال (طلال) .. سمعت صوتاً يناديني فإلتفت لأجد مشاعل إبنة عمي منصور التي إحتضتني في لهفة وقالت : وحشتيني مووووووت .. وإلتفتت إلي مرام التي تقف وراءها مبتسمة وأكملت : يمكن أكتر من مرام كمان .. قالت مرام في غضب مرح : كده تبيعين أختك عشان بنت عمك اللي كانت ما بتعبرك ولا بتسأل عليكِ .. قلت وأنا أضع طلال علي الأرض : مرام تعااااااااااالي هنا .. ايش ما قولتيلي إن مشاعل جاية اليوم .. قالت مرام وهي تمثل الحزن : ما كان ودي أشغلك عن الإمتحان وبعدين حبيت أعملها سربرايز .. بس بالنهاية تزعقيلي إهئ إهئ .. قلت لها وأنا أبتسم : خلاص خلاص لا تعيشي الدور عليا .. وأمسكت بخدود طلال وأنا أوجه الكلام لمشاعل : والله وكبرت يالذيب .. تصدقي ما شفته من أيام ما كان عمره خمس شهور .. بس إتغير كتير وأصبح أحلي طبعاً .. قالت لي مرام وهي تأخذ طلال : إنزلي سلمي علي الحريم تحت .. نزلت وأنا أقيم ملابسي في سرعة .. حسناً إنها مناسبة .. تقدمت إلي المقلط وألقيت السلام .. وقلت وأنا أقبل رأس جدتي : كيفك يالغالية .. جلست مع الحريم قليلاً ثم صعدت مع أسيل التي همست في أذني ان البنات مجتمعين بالأعلي سيذهبون جميعاً إلي المول .. صعدت وبدلت ملابسي ونزلت لأجدهن ينتظرنني جميعاً .. قلت لمرام : مين اللي هيوصلنا .. ردت بعدم إهتمام وقالت : فارس .. تململت قليلاً فأنا خجولة جداً وقلت في إرتباك : و ليش السواق ما يوصلنا .. قالت : هو أصر إنه يجي معنا .. ركبنا السيارة وأنا أتفادي النظر إليه وجلست طوال الطريق وأنا أتأمل المارة كعادتي ولم ألحظ ذلك الذي ينظر إلي بنظرات غاضبة .. وصلنا إلي المول وأخذنا نتجول بين المعروضات وقالت سارة : أنا محتاجة فستان لملكة هديل بنت خالتي .. بينما أسيل كانت تريد شراء بعض الإكسسورات لها وفستاناً لها ولأختها موضي التي كانت تقف صامتة دائما ولا تشارك كثيراً في الحديث .. إقترحت مشاعل أن نذهب مجموعات كي نختصر الوقت .. وذهبت سارة مع مرام .. وأسيل مع موضي .. بينما توجهنا أنا ومشاعل لقسم الأطفال كي نشتري بعض الملابس لطلال .. أمسكت مشاعل طاقمين في يدها وقالت : إختاري الأحلي .. قلت: مدري بس أظن الأسود أحلي .. قالت : بس الأسود ستايله مو حلو مثل الأبيض .. قلت لها : جربي الاثنين عليه وشوفي الأحلي .. إلتفتت وهي تقول : طلال تعال يا حبيبي .. ولكن لم تجد طلال .. أخذنا نبحث في كل أرجاء المحل ولكن بلا جدوي .. ومشاعل التي بدأت دموعها بالنزول أخذت ترتجف وهي تدعو الله أن تجده .. قلت لها بعد ما خرجنا من المحل : إنتي روحي إبحثي في الإتجاه اليمين وأنا الشمال أوكيه .. أومأت برأسها وذهبت .. أخذت أبحث عنه وأنا أنظر بين الأطفال لعل وعسي أن ألمحه .. وقفت عند زاوية المشروبات لأجد طلال واقفاً مع شابينحني إلي جواره ويسأله عن إسمه بينما طلال يبكي دون توقف.. إقتربت وأن أحتضن طلال وأحاول تهدئته وقلت للشاب الذي كان خافضاً نظره إلي الأرض : مشكور أخوي .. وبينما أنا أستدير وجدت يداً تقبض علي معصمي في قوة وصوتاً حاداً يقول في غضب : إيش اللي وقفك مع الشباب يا قليلة الحيا.....


إلي هنا ينتهي البارت .. إلي أن ألقاكم مرة أخري .. دمتم في حفظ الله ورعايته ..


توقعاتكم ..


خـــوآآطــر إنــســآآنـــة

خوآآطر إنسآآنة 24-06-13 06:08 PM

رد: لحظات أخيرة
 

البارت الثامن



عائدون

يا فلسطين و مازال المغني يتغنى

و ملايين اللحون

في فضاء الجرح تفنى

و اليتامى من يتامى يولدون

يا فلسطين و أرباب النضال المدمنون

سائهم ما يشهدون

فمضوا يستنكرون

و يخوضون النضالات

على هز القناني

و على هز البطون

عائدون

و لقد عاد الأسى للمرة الألف

فلا عدنا

و لا هم يحزنون

" أحمد مطر "




•·.·• بدآيــــة البارتــــ •·.·•


هُنآلك دآئماً شيء نآقص..

صَديق مُهمل , قلب موجوع..

دَمعه تحتآج للخروج , كَلمآت حبيسه ,

قلق ثآئر لآ أحد يعلمُ بِه ,

لآ أحد مظلوم بعينِه من الحيآه !

دآئماً هُنآلك نقطه في حيآتنآ نخرج فيهآ كُل التذمّر..

في شخص آخر , نَخسَر أشخآصاً ونَكسَبُ آخرين !

ونُدرك في بَعض الأحيآن أنّ لآ أحد يتكرر بعينه..

ولآ موقف يعود كَمآ شعرنآ بِه بنفس الطَعمـ .



وقفت عند زاوية المشروبات لأجد طلال واقفاً مع شاب ينحني إلي جواره ويسأله عن إسمه بينما طلال يبكي دون توقف.. إقتربت وأن أحتضن طلال وأحاول تهدئته وقلت للشاب الذي كان خافضاً نظره إلي الأرض : مشكور أخوي .. وبينما أنا أستدير وجدت يداً تقبض علي معصمي في قوة وصوتاً حاداً يقول في غضب : إيش اللي وقفك مع الشباب يا قليلة الحيا.....

إلتفت في ذعر لأجد فارس ينظر لي في غضب .. خفضت رأسي وقلت وأنا أحاول أنا أسحب معصمي دون جدوي : كنا بنبحث عن طلال و.... , وقبل أن أكمل كلامي سحبني من يدي ونظر إلي الشباب بإستحقاروبادلوه النظر في إستغراب ووقف بعيداً عنهم وقال : إيش اللي وقفك معاهم ردي .. قلت في شموخ وأنا أسحب معصمي من يده : أنا ما وقفت معاهم قلتلك كان طلال ضايع ولقيته واقف معاهم وأخذته وخلاص ..ويكون معلوم بالنسبة لك إني متربية وااايد وماني من هالأشكال اللي في بالك ... وإستطردت في سخرية : والمفروض إن انت أدري واحد بكذا يا .. ولد عمي .. قال وهو ما زال ينظر لي في شك : واليوم وإنتي راجعة من المدرسة كنتي بتشاوري لمين من السيارة يا محترمة ردي إخلصي .. نظرت له وأنا ما زلت أحاول إستعياب كلامه .. عن ماذا يتحدث هذا المخبول .. قاطعنا صوت مشاعل الهادئ وهي تقول : كانت بتشاور لطلال .. نظر لي فارس وعلي وجهه تعبير غريب لم أتبينه .. سحبتني مشاعل من يدي وقالت وهي تنظر لفارس بغضب : لا تحاول تتهم الناس من دون ما تتأكد وخصوصاً إذا كانت بنت عمك .. تجولت في السوق مع مشاعل التي إعتذرت عما فعله أخوها .. وطوال الوقت كنت مشغولة بما حدث .. قالت لي مشاعل وهي تضع يدها علي كتفي : اللي واخد عقلك يتهني بيه .. قلت وأنا أبتسم في إرتباك : لا أنا بس تعبانة شوي .. قالت مشاعل : طيب أصلاً البنات خلصوا وهنرجع البيت الحين .. وإتصلت مشاعل علي فارس كي يأتي ليأخذنا .. قال فارس : أنا في المول وواقف قريب منكم .. نظرنا إلي الطرف البعيد من المحل لنجد فارس يلوح لنا .. ركبنا جميعاً السيارة وسط تعليقات البنات المرحة .. قالت مرام وهي تتنهد في تعب : خلااااااص ما عاد فيني حيل رجولي مكسرة .. لتجاوبها مرام بنفس النبرة : وأنا وش أسوي .. ماني حاسة برجولي أصلاً .. بينما أنا كالعادة إلتزمت الصمت لأنظر من النافذة وأراقب وجوه المارة .. هناك المبتسم وهناك الحزين .. هناك الأبيض وهناك الأسود .. هناك العربي وهناك أيضاً الأحنبي .. خليط من التناقض موجود في تلك الوجوه ... أسندت رأسي علي النافذة وأنا مازلت أتأمل .. ولا أدري ما الذي جعلني أرفع رأسي لأجد زوج من الأعين يراقبني في المرأة وعندما إلتقت أعيننا خفضتها بسرعة .. لماذا يحملق فارس إلي بتلك الطريقة .. لا أدري ..!
وصلنا إلي المنزل ونزل الجميع وبينما أنا أمسك بحقيبتي كي أنزل أنا الأخري قال فارس : أمل .. قلت دون أرفع رأسي : نعم .. قال : كنت... , ليقاطعه صوت مرام التي تنادي علي كي أسرع لأحمل معاها أكياس المشتروات ... فلم يحاول هو إكمال كلامه ولم أحاول أن أسأله عما كان يريده وأسرعت بإتجاه مرام .... ومضي شهر كامل علي هذا الموقف .. وطوال هذا الشهر كنت أتجنب فارس تماماً ...

إستيقظت علي صوت مرام وأسيل وسارة الذين يطرقون الباب بشدة ويتكلمون في أصوات مختلطة لم أفهم منها شيئاً .. فتحت الباب وأنا أفرك في عيني لأجد الثلاثة يحتضنوني في فرح .. قالت مرام : مبروووووووك يا أمولة جيبتي 100% .. ردت أسيل وهي تقول في مرح : أنا قولتلكم إن هي دافورة وما حد صدقني .. قالت سارة : لا يا قلبي الكل عارف إن هي مخها جباااااار .. قلت وأنا ما زلت متفاجئة : أعوذ بالله من الحسد .. الحين يقولوا إن نتيجتي فيها غلطة وإني رسبت ..ضحكوا جميعاً في مرح .. وسألتهم أنا : وإنتوا وش سويتوا .. نظر لبعض جميعاً وهي يبكون بشكل مضحك وقالوا : أكيد أقل منك .. إحنا فاشلين .. قلت وأنا أضحك : لا قولوا وش علاماتكم .. قالت مرام في سرعة : أنا وأسيل 97% .. أما سارة النذلة 98% .. قالت سارة : وليه أنا نذلة إن شاء الله .. قالت مرام : أول شئ لأنك جيبتي أعلي مننا .. وقالت أسيل : وثاني شئ إنك حولتي مدرسة غير مدرستنا .. قالت سارة وهي تقذفهم بالوسادات : وانتم تبوني أبقي فاشلة مثلكم عشان أرضيكم .. قالت مرام في كبرياء : لا قلبي لا تغتري بنفسك .. تراكِ زيادة عنا بواحد في المية بس .. قالت أسيل في سرعة : بنات وش قررتم بالنسبة للتخصصات .. قالت سارة : أنا بدخل هندسة جينات وبدرس برا مع خالد أخوي .. قالت أسيل : يااا عبقرية أنتي شو هالتخصص من وين عرفتي هذا التخصص ... أما أنا ناوية أدخل برمجة كمبيوتر .. قالت مرام : أنا بدخل أدب إنجليزي .. لأني أحبه كتييير .. ونظروا جميعا لأمل الشاردة وقلت أسيل بصوت عالي لتلفت إنتباهها : أمووووووول .. نظرت لها أمل في دهشة : ليش تصارخين كذا يالهبلة .. قال أسيل : لأنك شاردة في عالم ثاني .. وش ناوية تدخلين ؟؟ .. قالت أمل في هدوء : طب .. ودي أكون جراحة .. نظروا جميعا لبعض في دهشة وقالت سارة في تردد : بس هالتخصص صعب علي البنات .. لأنه محتاج قلب قوي .. قالت أمل في تصميم : هاي حلمي من زمان ..نعم هذا التخصص صعب ولكن " بعْضُ الْمُنْعَطَفَاتِ قَاسِيَة , وَلَكِنَّهَا إجْبَارِيَّة لـِ مُوَاصَلَةِ الطَّريِقِ …. !"
قالت سارة : بنات وش رأيكم نسوي حفلة بمناسبة نجاحنا .. قالت : أسيل فكرة رووووعة .. وردت مرام : بس يكون فيها حلويات كتيرررر تدرون إني أموت في الحلويات .. قاطعتها أمل : وللأسف مو باين عليكي .. يا حظك .. إبتسمت مرام وقالت وهي تقلد أمل : وش هالحسد .. قل أعوذ برب الفلق .. وقفت سارة وقالت : يلا يا بنات عشان نجهز للحفلة ... وخرجوا جميعاً تاركين أمل غارقة في أحلامها .. رن هاتفها لتمسكه في سرعة وتضعه علي أذنها ليأتيها صوت خالها الحنون الذي يقول في فرحة : مبرووووووووووك يا أموووووول .. قلت : الله يبارك فيك .. قال : بمناسبة نجاحك أنا حضرت لك هدية بسيطة .. قلت في سرعة : وش الهدية .. قال إفتحي باب غرفتك وخذيها .. توجهت للباب وفتحته بإستغراب لأجد خالي واقف أمام الباب .. صرخت في فرحة وحضنته بقوة وقلت : ليش ما قلتلي إنك جاي .. قال : حبيت أسوي سربرايز مثل ما أنتي كنتي تسوين .. إبتسمت وقلت : والله أحلي سربرايز .. قال وهو يعطيني الكيس الذي كان في يده : وهاذي هديتك .. فتحت الكيس لأجد ساعة فاخرة الشكل من ماركة مشهورة .. نظرت إليه وقلت في إمتنان : ما كان لازم تكلف نفسك .. قال : وأنا عندي أغلي من أمولة .. ما قولتيلي لسه ناوية تدخلي طب .. قلت في تصميم : أكيد وناوية أرجع فلسطين أشتغل هناك بعد .. قال ويربت علي كتفي : إنتي بس خلصي دراسة وما عليكِ بالباقي .. قلت في صرامة : خالي بس أنا ودي أعرف رأيك .. قال في حنان : إنتي مثل أمك الله يرحمها ... نفس التصميم ونفس الحب للوطن .. أكيد أنا موافق .. قلت في سرور : الله يطول بعمرك يا خالي ... وبعد أن خرج خالي من الغرفة قفزت إلي دفتر مذكراتي ... وتأملت الكلمات في الصفحة الأولي :

نَعَم گبُرْنَآ .. ۈلگטּ ...

نَبْحَث عَن آَلَأَمَآْن .. عَن الْصــدَق .. عَن الْمُرُوءَة ... عَن..

قُلُوْب كَقُلُوب آِلآطْفَآل ... صَادِقَة .. وُلَآ تَعْرِف آلكُرِه وَآَلَحِقْد ... وَالْخِيَانَة

صَآْفِيْه نَقِيَّه .. لَم يَغْدِر بِهَا آَلَزَمَآن ...!!!

نَعَم گبُرْنَآ .. ۈلگטּ ...

نَعْشَق آَلَطُفُوْلَه وَنَتَمَنَى بُآَن يَعُوْد بِنَآ الْزَّمَن..

كَمَا كَان..!!♥.

فتحت صفحة جديدة وأخذت أخط بداية أحلامي .. " ها أنا ذا يا فلسطين .. أعيش حياتي من أجلك .. أتابع أخبارك كل يوم بقلب مثقل بالأسي .. وبروح محملة بالحرمان .. أشاهد ما يحصل فيكِ والدموع تنسكب من عيني .. أحن إلي العودة .. أحن إلي تراب الوطن .. أريد أن أراك علي الطبيعة .. فلسطين ربما لم لا أحمل في خانة الجنسية أني من أبنائك ولكن قلبي موسوم بحبك .. اليوم قد إتخذت قراري بالعودة إليك كي أضمد جراحك .. فكرت كثيراً ووجدت أن وطن أبي ليس بحاجة إلي .. فهو محمي بأبنائه والوضع فيه بخير .. بينما أنتي تنتظرين في أسي من يزيل عنك قناع الحزن .. أنتي المجروحة الحزينة وأنتي من تحتاجين العون .. فــ إنتظريني فلسطين ... "

مرت خمسة سنوات بأيامها ولياليها ... بأفراحها وأحزانها .. وتغير الكثير في خلالها .. في هذه الأثناء تزوجت أسيل ومرام وسارة .. وأنجبت مشاعل طفلة جميلة أسمتها أمل .. كم أحبك يا مشاعل أحيانا أشعر أنها أختي الكبري ... تحن علي وتوجهني إلي الصواب .. والأن هي حامل في طفل أخر قالت إن اسمه سيكون مفاجئة ... أما أسيل ومرام فهما الإثنتان في تم السعادة وقد رزقت مرام بطفل أما أسيل فهي حامل الأن .. أما أنا فقد رفضت فكرة الزواج من أساسها وأقمت عند عمي جاسر .. والأن أرتب مع خالي إجراءات السفر لأرحل نهائياً لأعيش في فلسطين ... وأخيراً سأحقق أحلامي .. إن شعور جامح بالراحة يغمرني الأن ...

كانت الساعة حوالي الحادية عشر عندما هبطت إلي الطابق السفلي لأشرب كوب من الماء ..أخذت الكوب وصعدت إلي غرفتي ومررت علي غرفة عمي جاسر لأجد الأنوار مضاءة وصوته يتحدث مع زوجته .. مررت سريعاً من أمام الغرفة ولكن ما لفت إنتباهي هو اسمي الذي تردد بين الكلام .. تسمرت في دهشة وأخذت أنصت إلي ما يقولون وقاومت الإحساس بالذنب الذي يلح علي ولكن مهما كان فإن الأمر متعلق بي ومن حقي أن أعرف .. تسلل صوت عمي جاسر لأسمعه يقول : بس هو متكلم عليها من قبل ما تدخل الجامعة .. وهي الحين خلصت وناوية تسافر .. ومنصور رجع كلمني وقال إن فارس مو راضي يتزوج ومنتظر أمل تخلص والحين هي خلصت .. قالت أسماء زوجة عمي : بس أنت عارف إنها رافضة الزواج وناوية ترجع فلسطين .. قال جاسر : بس ما في مشكلة إن هي تتزوج وبعدين أنا أصلا مو موافق علي هالقرار .. إحنا أولياء أمرها ومو من حقها تروح .. وفارس مصمم علي أي حال وأنا أعطيته موافقة مبدئية .. وبسألها بكرة وبعد أسبوع بتكون الملكة .. قالت أسماء في قلق : بس هي مو ممكن توافق .. رد جاسر في صرامة : أنا داري إنها مو موافقة بس الموضوع لمصلحتها .. وخلاص الملكة يوم الخميس الجاي .. صوت تكسير .. وسقوط جسم علي الأرض .. وشهقة فزع .. هذا كل ما أتذكره قبل أن أغيب في دوامة عميقة .. وظلام دامس ..!!


إلي اللقاء في بارت جديد ... دمتم بود ♥♥

يومآ مآ سيلحق آسمي ڪلمـﮧ {آللـﮧ يرכـمها}
يـومآ مـآ ستشـرق آلشمـس و لـن آستيـقظ
يـومآ مـآ ستـڪون غرفتـي فـآرغـﮧ
يـومآ مـآ سيصلـون عـلي صـلآة لآ رڪوع لـهآ
يـومآ مـآ سآכـتآج لدعـوآتـڪم
فلا تحرموني منها ..!!


♥ خوآآطر إنسآآنة ♥

خوآآطر إنسآآنة 02-07-13 03:50 PM

رد: لحظات أخيرة
 



♫♥♫ ♥♫البارت التاسع♫♥♫ ♥♫




تَبْدُو مُخِيفَهْ سُرْعَةُ الأيّـآمْ . .

تَجْرِي بنَـآ دُونَ أنْ نَشْعُرْ . .

تَمْشِي بـ أقْصَـى عَدّآدِ سُرْعَتِهَـآ وَ تَفْلِتُ مِنّـآ كَـ قِطْعَةِ صَـآبُونْ . .

نُمْسِكُـ بهَـآ فَـ تَنْزَلِقُ مِنْ أيْدِينـآ . .

تَسِيرُ الأيـآمْ وَ نَحْنُ لآ نَدْرِي . .

ثُمّ نَتَفَـآجَأ أنّنَـآ وَصَلْنَـآ لِـ نِهَـآيَةِ أيّـآمِنَـآ وَ نَحْنُ نَشْعُرُ أنّنَـآ لَمْ نَبْدأ بَعْدْ . .

وَ لَمْ نَمْنَحْ أنْفُسَنَـآ فُرْصَةَ التّزَوّدْ الكَـآفِيَهْ للحَيَـآةْ الآخِرَهْ . .



رد جاسر في صرامة : أنا داري إنها مو موافقة بس الموضوع لمصلحتها .. وخلاص الملكة يوم الخميس الجاي .. صوت تكسير .. وسقوط جسم علي الأرض .. وشهقة فزع .. هذا كل ما أتذكره قبل أن أغيب في دوامة عميقة .. وظلام دامس ..!!
ظللت علي هذه الحالة لمدة لا أعلمها .. وعندما بدأت أستعيد وعيي أحسست بأصوات من حولي تخفت وكأنهم شعروا بأنني إستيقظت .. فتحت عيني ببطئ لأجد عمي جاسر وزوجته أسماء وعمتي هاجر ينظرون لي في قلق ... قلت وأنا أمسك رأسي الذي يكاد يتفجر من الصداع : عمي وش اللي حصل ؟؟ .. قال وهو مازال ينظر لي في قلق : أغمي عليك فجأة وإنتي ماسكة كاسة الميه بس الحمدلله الكاسة لما وقعت من يدك خدشت يدك خدش بسيط .. نظرت ليدي الملصق عليها لاصق طبي .. ونظرت لعمي الذي عاد يسألني : وش تحسين فيه .. تبين نروح للطبيب .. قلت وأنا أبتسم في إرهاق : لا مافي داعي .. أنا حاسة بصداع ورح اخد حبة باندول وأتحسن إن شاء الله .. نظرت لي عمتي هاجر وقلت وهي تحتضن يدي : قلقتينا عليكِ يا بنتي .. ليه تتعبين نفسك كذا .. قلن وأنا أربت علي يدها : خلاص يا عمتي أنا بنام وبصحي أحسن إن شاء الله .. قالت أسماء وهي تخرج من الغرفة وتحسب عمي وعمتي معها : ببعت لك الباندول وعصير مع الشغالة .. وعندما خرج عمي وعمتي قالت بصوت خافت : أنا عارفة إنك سمعتي كلامي مع عمك بس لا تخافي ما يصير إلا اللي يرضيكِ .. ولما تصحي نتكلم أوكيه .. قلت : بإذن الله ... وعندما خرجت أحسست بأنني أعود إلي عالم الأحلام ورحبت بذلك العالم البعيد كل البعد عن الواقع المعقد ....



آلـﺤُــﻠﻢ ﻫُﻮَ ﻣَﺤَﻄـَـــّﺘـُﻨـَﺂ ﺁﻟﻮَﺣـــِﻴﺪَﺓ
ﻟـِﻠــْﻬﺮُﻭﺏ ﻣــِﻦَ ﺁﻟﻮَﺁﻗـــِﻊ!

ﻓَﺂﻟﻮَﺁﻗـــِﻊ ﻫــُﻮَ ﺁﻟﻘــِﻄَـــﺂﺭ ِﺁﻟﻤــُﺴــْﺮﻉ
ﺍﻟـّﺬِﻱ ﻳـَﺪُﻭﺱُ ﻋـَﻠـَﻰ ﺃﺣـَﻶﻣﻨــَﺂ ﻭَﻳـَﻤـْﻀـــِﻲ..!!





أستيقظت علي ضوء الشمس الذي يخترق زجاج النافذة في رقة كي يلقي بأشعته علي وجهي .. ويضئ الكون معلناً بداية يوم جديد مفعم بالأمل وملئ بالأحلام .. وعلي ذكر الأحلام تذكرت ما حدث ليلة أمس والذي كان كالكابوس المزعج ... وللحظة تخيلت أن ما حدث بالأمس كان حقاً كابوس مزعج ومر علي خير ولكن .. عندما نظرت إلي يدي لأجد اللاصق الطبي الذي يضمد يدي علمت أن ما حدث كان حقاً واقع وليس خيال ..
أخذت حماماً دافئاً كي يطرد أثار الصداع ويطرد أي أثر للأحداث المزعجة التي حدثت بالأمس ... إرتديت ملابسي ونزلت لأسفل كي أطمئن عمتي هاجر وعمي جاسر فأنا أعلم أنهم في شدة القلق الأن ... عندما نزلت وجدت الجميع يجلس في الطابق السفلي منتظرين إياي ,, ألقيت السلام .. وجلست بجانب عمتي هاجر .. قال عمي جاسر : كيفك الحين .. قلت : أحسن الحمدلله .. قال : تدوم الصحة .. ثم أردف في تردد : أمل أسماء قالت لي إنك سمعتي الكلام اللي دار بينا .. نظرت إلي أسماء التي بادلتني النظر في تشجيع .. قلت : يا عمي أنا ما بفكر أتزوج ... علي الأقل في هالأيام .. قال في حنان : بس يا بنتي الوقت بيمر وعمك منصور خايف عليكِ من السفر لوحدك .. قلت : بس أنا راح أسافر مع خالي .. قال بس خالك ما بيضل معاكِ طول الوقت وأنتي أكثر شخص يعرف ظروف عمله هناك .. قلت : بس يا عمي أنا بدي أخدم بلدي ... وأنا قضيت عمري عشان أحقق هالحلم .. وبدأ صوتي في الخفوت ودموعي تهدد بالإنهيار .. قال لي عمي في حنان : يا بنتي إفهميني فارس متفهم جداً وممكن يسمح لك تسافري هناك وإنتي عارفة إنه بيسافر ويتطوع في منظمات إغاثة وأكيد ما بيرفض .. أومأت برأسي في يأس .. وأخذت الأفكار تدور في رأسي بسخرية .. هل ما يتكلمون عنه هو فارس حقاً .. فارس الذي كاد يقتلني بدون أدني تردد لمجرد شكوك تملأ رأسه .. هل فارس حقاً هو الذي سيجعلني أسافر لبلدي .. يالسخرية القدر عندما أوشكت أخيراً علي تحقيق حلمي يأتي ذلك الفارس كي يحطم كل شئ .. لماذا ؟! .. لماذا الكل يقف في صفه ويصفونه بتلك الصفات الخيالية التي لايمكن أن تتواجد في شخص مثله .. لماذا يضغط الكل علي كي أوافق .. لماذا تترجاني عمتي هاجر بتلك النظرة البائسة التي تذيب قلبي .. تلك النظرة التي تبدو كنظرة أم تري إبنتها ترتكب الأخطاء وتأبي أن تفعل الصواب .. ولماذا تلح علي جدتي وتذكرني بوصية أبي الذي كان يقول أنه يود دائماً أن يزوجني من أحد أبناء عمي منصور .. لماذا يضغطون علي الأوتار الحساسة في قلبي .. لماذا يستغلون حبي لهم .. لماذا .. لماذا ... لماذاااااااااا ؟؟!!

في المساء وبعد أن إتصل خالي ووجدته هو الأخر يؤيد زواجي من فارس .. أغلقت الهاتف وجلست .. طويت ركبتي إلي صدري وأسند جبهتي علي ركبتي .. واخذت أفكر بعقلانية تامة .. حقاً يمكنني أن أتزوج من فارس وإذا لم يتفهم الأمر عندها يمكنني أن أطلب الطلاق وسيكون معي عذري .. يمكنني أن أوافق وتلقائياً وجدت نفسي أفكر في أنه يمكنني أن أنجب أطفالاً أعلمهم حب فلسطين .. يمكنني أن أعلمهم أن يحبوا فلسطين كما يحبون المملكة .. يحبونها كبلد شقيق يعاني من النكبة و العدوان .. إن الفكرة تبدو رائعة ولكن ما ينغص الأمر أن فارس هو من سيكون والد هؤلاء الأطفال .. حسناً سأوافق وليكن ما يكون ..

فأحياناً بعْضُ الْمُنْعَطَفَاتِ قَاسِيَة , وَلَكِنَّهَا إجْبَارِيَّة لـِ مُوَاصَلَةِ الطَّريِقِ …. !

صليت صلاة الأستخارة ووجدت نفسي مرتاحة تماماً إلي الأمر .. وأخبرت عمي في خجل أنني موافقة .. ولم أدر كيف يهتمون لهذا الموضوع إلا عندما رأيت البسمة التي غمرت وجوه الجميع عندما أخبرتهم بقراري .. ولدهشتي وجدت كل ترتيبات الزواج تجري بسهولة ويسر ونتائج التحاليل لا تشير إلي إصابتي بأي مرض علي الرغم من مرض أمي الذي قال الأطباء بأنه يمكن أن يورث إلي .. وهذا أحد الأسباب التي كنت من أجلها أرفض الزواج ... وهكذا تم الإتفاق علي أن تكون الملكة يوم الخميس ويكون العرس بعد شهر ...

تمت الملكة بسلام ولا زلت أستغرب ذلك الشعور العارم بالإرتياح الذي راودني عندما وقعت العقد ... وقد رفض فارس أن يراني وإرتحت لذلك القرار فقد كنت متوترة وأحمل بعض الشكوك بالنسبة لشخصية فارس العصبية والتي يقول عنها الجميع أنها تغيرت تماماً .. وبعد الملكة لم أذق طعم الراحة فقد تولي كل من أسيل وسارة ومرام ومشاعل التي عادت إلي المملكة خصيصاً من أجلي .. تولي الجميع ترتيبات الزواج وذابت قدماي في المولات ومحلات التسوق من أجل شراء الملابس ولوازم الزواج .. أما الفتيات فكن عبارة عن شعلة من النشاط .. كل واحدة منهن تريد أن تريني ذوقها الخاص في الملابس مع مناوشات لاتنتهي بين مرام وأسيل كالعادة .. أما مشاعل فقد جاءت إلي حجرتي وسألتني في هدوء عما إذا كنت مجبرة علي الزواج من فارس .. ترددت قليلاً قبل أن أخبرها فــ فارس مهما حدث يظل أخيها .. ولكن عندما أخبرتها بكل مشاعري لم تبدِ أي تذمر وسألتني في حنان عن شعوري الأن .. أخبرتها أنني وافقت دون أدني إجبار.. إحتضنتني في سعادة وهي تخرج من الغرفة وأكدت لي أن فارس تغير منذ أخر موقف حدث بيننا وشيعتها أنا بإبتسامة .....


الزواج يقترب في سرعة والتوتر يتكمن مني أكثر فأكثر ... وفي كل لحظة أتذكر قول الكريم " وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم " ... ربما كان ذلك الزواج سيغير الكثير في حياتي .. ربما تغير فارس للأفضل كما يقولون .. !

وأخيراً جاء اليوم الموعود ( يوم الزفاف ) ... والتوتر يتملكني من أقصاي إلي أقصاي ... ولم تنجح مزحات مرام وأسيل في التخفيف من توتري .. وحينما رأتني مشاعل علي هذه الحالة .. أخذت تهدأ من روعي بكلماتها المطمئنة ... وشيئاً بدأت أطمئن وأبتسم للمدعوين وأرد علي التهاني بصوت خفيض .. إلي أن حان موعد دخول فارس ورأيت معظم من في القاعة يضعون أغطيتهم .. عاد التوتر إلي بقوة .. وأخذت يداي ترتجفان ولم أعد أسمع أصواتهم إلا همسات بعيدة وإنصب كل تركيزي علي صوت فارس فقط .. أحسست به يقبل رأسي ويقول بضعة كلمات للتهنئة .. وتمتمت بكلام غير مفهوم رداً عليه .. وعند السيارة همست مشاعل في أذني قائلة : رح بتشوفي إنه تغير خصوصاً من نحيتكــ ... وغمزت بعينها قائلة : بأتصل عليكِ الصبح .... ركبت السيارة وقد خف الإرتجاف قليلاً وساد الصمت بيننا إلي أن وصلنا إلي الفندق .. وصعدنا إلي الجناح المخصص لنا وذهبت أنا فوراً لأغير فستان الزفاف فقد كان الجو حاراً والفستان ثقيل ويقيد حركتي ... وعندما خرجت لم أجد فارس أخذت أتلفت كي أبحث عنه ولكني أيضاً لم أجده وعندما إلتفت لأبحث في الغرفة الأخري وجدته واقفاً خلفي ... تراجعت في دهشة ونظرت إلي عينيه في محاولة مني كي أفهم سر هذه النظرة الغريبة .. وحينما مد يده نحوي تيقنت أنه حتماً لم يتغير وأنه مازال نفس الشخص القديم .. عصبي , متهور , و...... قاسي !!


إلي اللقاء يوم الأحد القادم .. إلي أن ألقاكم مرة أخري .. أترككم في رعاية الرحمن ♥




♥♫ خوآطر إنسآآنة ♥♫

خوآآطر إنسآآنة 07-07-13 05:49 AM

رد: لحظات أخيرة
 



♥♫ البارت ♥ العاشر ♥♫




كل شخص لديه قصہ حزن بدآخلہ !
آلسر آلدفين المؤلم الذي بداخل
كل شخص فينا . .

* شخص :
فِـ دآخلہ ذنب يريد أن يتوب منہ !

* و شخص :
ضميره يصرخ آلمآ ﻣن ذنب آقترفہ !

* و شخص :
بِـ داخلہ خوف ﻣن آلوحدة
وَ خوف من المجهول !

* و شخص :
عآنى من أشخاص أحبهم
أو مآزال يعاني!

* و شخص :
يظهر إنسانآ غير الذي هوعليہ !

* و شخص :
تعب من التضحيہ !

* و شخص :
يخاف من الحب !

* و شخص :
يريد العودة !

* و شخص :
يخاف الفراق !

* و شخص :
يبكي كل يوم على أشخاص
رحلوآ ﻣن الدنيا !

* و شخص :
يقوم الليل ليبكي لربہ
وَ يشكي همہ !

* و أشخاص :
يقرؤون هذا الكلام ليجدوا
أنفسهم ..ﻓي بعض السطور !

* و أشخاص :
ﻟﺂ يجدوا أنفسم
في أي مكان..!






وعندما خرجت لم أجد فارس أخذت أتلفت كي أبحث عنه ولكني أيضاً لم أجده وعندما إلتفت لأبحث في الغرفة الأخري وجدته واقفاً خلفي ... تراجعت في دهشة ونظرت إلي عينيه في محاولة مني كي أفهم سر هذه النظرة الغريبة .. وحينما مد يده نحوي تيقنت أنه حتماً لم يتغير وأنه مازال نفس الشخص القديم .. عصبي , متهور , و...... قاسي !!

تسمرت في مكاني وأخذت أنظر إلي فارس بفزع متزايد ... وعادت إلي مخيلتي كل الأحداث القديمة .. فارس وهو يصرخ علي عندما كنت طفلة .. فارس وهو يجذب ضفائري حتي أبكي ... فارس وهو يعاقبني أنا وسارة علي أخطاء تافهة .... وأخر الذكريات وفارس يمسك يدي في قسوة ويقول : ردي يا قليلة الحيا .... وأخذ رعبي يتزايد بشكل هيستيري .. وواضح أنه لن يوافق علي الطلاق ... ولكنه سيعمد إلي تعذيبي أولاً ... أحسست بيد تهز كتفي برفق ... وصوت فارس القلق يقول : أمل وش فيكِ .. ليش تبكين ... ؟؟

وضعت يدي علي خدي لأتفاجأ بملمس خدي المبلل بالدموع .. رفعت نظري إلي فارس لأتفاجأ أكثر بتلك النظرة التي يمتزج فيها الحنان بالقلق ... وأعاد فارس سؤاله بقلق أكبر .. خفضت رأسي وقلت بخفوت : ولا شئ ..! ... أمسك فارس يدي المرتجفة ولم أحاول أن أجذبها وأنا أفكر في سر تلك النظرة البعيدة كل البعد عن طبيعة فارس .. أجلسني علي أحد المقاعد وذهب ليحضر كوباً من الماء ... وجلست أنا أفكر في وضعي الأن .. ربما فارس ليس بذلك السوء .. لماذا أستبق الأحداث وأضع النتائج مسبقاً ... لماذا ؟! .. لأترك الأمور توضح نفسها قليلاً .. أعطني فارس كوب الماء وشربته في نهم فقد جعل التوتر حلقي يجف تماماً .. وضعت الكوب علي الطاولة وتمتمت بكلمة شكر خافتة ... أحسست بفارس يجذب كرسياً أخري ويجلس بجواري ... قال لي بهدوء : أمل إرفعي راسك .. أبغي أقولك شئ .. رفعت رأسي بإهتمام ... قال وهو مازال ينظر إلي : أنا داري إنك كنتِ مو موافقة علي الزواج وإنك قبلتي عشان أبوي وأعمامي ... ونظرت له في دهشة ... كيف علم هذا .. هل أخبروه ؟؟ .. هل أخبرته مشاعل أم ماذا ؟؟ .. وتابع هو قائلاً : بس أنا عرفت من خالك إنك رافضة فكرة الزواج من أساسها لأنك بنيتِ أحلامك علي إنك تتخرجي وترجعي فلسطين .. عرفت إن أحلامك إنك تساعدي فلسطين وبس .. وأنا ما حبيت أهدم أحلامك .. عشان كذا أنا ... أنا... نظرت له في ترقب .. ما الذي سيقوله الأن ؟؟ ... نظر لي وأبتسم قائلاً في سرعة : أنا نويت إنك تكلمي أحلامك وخلصت أوراقنا .. وبنروح تبع واحدة من منظمات الإعانة اللي بتنظم لنا إقامة هناك لمدة سنتين علي الأقل ... نظرت له في فرحة .. لم أصدق أن فارس قد يفعل شيئاً كهذا ... وقفت علي قدمي في فرحة ولم أعلم كيف أشكره ... قلت : فارس بتتكلم صدق .. قول والله ... قال وهو يضع الأوراق أمامي : ولسه في مفاجة ثانية .. بس راح أقولها لك بكرة ... قلت وأنا أنظر له بإمتنان : فاارس مشكور علي اللي سويته .. صدقني ما راح أنسي لك هالموقف ... قال وهو يمسك يدي : لا تشكريني ويكفيني بس إنك بقيتي زوجتي ... أنا ضليت أحلم بهاليوم أيام وليالي .. ولما عمي قال إنك وافقتي ما كنت مصدق ... وللحين حاسس إني بحلم .. نظرت له وقد إندهشت من كلامه .. قلت في إستغراب : يعني إنت مو كنت تكرهني .. قال في دهشة : مين قال إني أكرهك ؟؟ ... قلت في سرعة : تصرفاتك وتعاملك معاي من وأنا صغيرة .. قال : أمل أيامها كنت صغير وكان الكل مهتم بيكِ وكنت أغير منك مو أكثر .. ولما كبرنا ولقيت إني بدأت أحبك .. كنت أكابر .. كنت مغرور ومتهور .. بس مع الوقت إتغيرت ... كل شخص فينا بيحس في لحظة من حياته إنه مو صح .. إنه لازم يتغير ... وأنا حسيت إني لازم أتغير .. أخذت أتأمل ملامحه في دهشة ورهبة .. من الصعب أن تتخيل أن هناك شخص ما يراقبك طوال الوقت .. يراقب حركاتك وسكناتك بحب ولهفة .. أن هناك شخص لا تعرفه يهتم لأمرك .. يحزن لحزنك .. ويسعد لسعادتك .. ولكن .. كم رائع هذا الشعور .. ♥♥
قلت لفارس في خفوت : فارس أنا آسفة إني أخذت فكرة مو صحيحة عنك وما سمحت لنفسي إني أفكر إنك مو ممكن تتغير .. وطول الوقت كنت أرفضك بدون أي تفكير .. قال وهو يمسك يدي في حنان : المهم إن إحنا مع بعض الحين .. ورح نبدأ صفحة جديدة بدون سوء تفاهم .. أو أفكار مو صحيحة .. يلا قومي نتعشي والصبح بقولك المفاجأة .. ومن تلك اللحظة بدأت حياة جديدة مفعمة بالحب والسعادة .. ♥♥



بعد عــــــــــــآآآم من الأحداث السابقة ...


نحن الأن في المطار .. عائدين من الأرض الغالية .." أرض فلسطين " .. كي نزور أعمامي .. ونري المملكة الحبيبة التي غبنا عنها عآم بأكمله.. والتي مازال عشقها يحتل قلبي جنبأ بجنب مع الغآلية فلسطين .. فلسطين التي غادرتها منذ بضع ساعات ولكني إشتاقت لها الأن .. وبالرغم من أن الوداع كان مؤقتاً .... إلا أنه كان مؤثراً ... ومازالت تلك البلد تثير إعجابي .. بشجاعة أبنائها .. بتحمل أمهاتها .. بصبر رجالها .. بأرضها المقدسة .. بكل شبر فيها .. فلسطين التي مازالت تروي حكايات المأسي علي أبواب السجون وجدران المعتقلات ... فلسطين أياً لحناً عشقناه ... أيا وردة خالدة قد نبتت علي ثري القدس مروية بدماء أبنائها .. كم أعشقك يا فلسطين .. وكم أحبك يا مملكة .. وكم أفتخر بأني عربية ... ويدوم إفتخاري بهذا للأبــــــــــــــــــــــ♥ ــــــــــــ ♥ــــــــــــــد ♥



فلسطيني أنا اسمي فلسطيني

نقشت اسمي علي كل المياديني

بخط بارز يسمو علي كل العناويني

حروف اسمي تلاحقني تعايشني تغذيني

تبث النار في روحي وتنبض في شراييني

جبال النار تعرفني مغاورها وتدريني

بذلت الطاقه الكبرى وقلت لأمتي كوني

صلاح الدين في أعماق أعماقي يناديني

وكل عروبتي للثأر للتحرير تدعوني

وراياتي التي طويت علي ربوات حطيني

وصوت مؤذن الأقصى يهيب بنا أغيثوني

وآلاف من الاسرى وآلاف المساجيني

تنادي الأمة الكبري وتهتف بالملاييني

تقول لهم إلي القدس إلي قبلة الديني

إلي حرب تدك الظلم تزهق روح صهيوني

وترفع سماء الكون أعلام فلسطيني

وتهدر كلمتي تمضي

فــلســــطيـــنــي .. فــلســــطيـــنــي .. فــلســــطيـــنــي





إلي هنا تنتهي هذه الرواية الصغيرة .. التي - وأعترف بهذا - لم يحالفني التوفيق فيها كثيراً .. لأنني لم أكن مستعدة لكتابة رواية في مثل هذا الوقت ... ويلزمني بعض الأشياء قبل أن أبدأ برواية أخري ... لهذا لن أفكر في موضوع الكتابة مرة أخري إلا بعد عام علي الأقل ... وأدعو الله أن يوفقني في المرة القادمة ....!!


إلي أن ألقاكم مرة أخري .. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ... وأتمني لكم شهراً مباركاً مملوءاً بالخير والطاعات .. أدامنا الله وإياكم علي طاعته ... دمتم بود ♥♥



خوآآطر إنسآآنة

نجلاء الريم 07-07-13 01:03 PM

رد: لحظات أخيرة
 
مبروووك وصول روايتك

لبر الامان ...النهاية ...

لا تبخسين حقك روايتك تنبئ عن كاتبة مميزه

ننتظر جديدك

خوآآطر إنسآآنة 08-07-13 11:31 PM

رد: لحظات أخيرة
 
تسلمي أختي علي التشجيع


مشكوررررة .... رفعتي من معنوياتي كتيييير .. الله يحفظك :liilas:

ندى ندى 25-09-13 06:14 PM

رد: لحظات أخيرة
 
روايه جميله جدا واسلوب جميل ومميز

تسلم ايدك حبيبتي ووفقك الله

خوآآطر إنسآآنة 27-09-13 12:14 AM

رد: لحظات أخيرة
 



تسلمي أختي كلك ذوق ...

خوآآطر إنسآآنة 15-03-14 09:28 PM

رد: لحظات أخيرة
 

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


الساعة الآن 11:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية