منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى الاسلامي (https://www.liilas.com/vb3/f3/)
-   -   مقتطفات من كتاب (أمراض الأمة وبصيرة النبوة) .. متجدد (https://www.liilas.com/vb3/t186608.html)

أهل المعية 26-04-13 07:34 AM

مقتطفات من كتاب (أمراض الأمة وبصيرة النبوة) .. متجدد
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أين الدستور الذي يستطيع أن يطبق {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} لا يحتاج إلى لائحة جزاءات ولا تحويل لشئون قانونية لأن أصحابه يراقبون الله هل رأيتم دستوراً في الوجود من بدء الدنيا إلى يومنا هذا يجعل الجاني يذهب إلى الحاكم ويعترف بجريمته ويطلب إقامة الحد عليه ليتطهر؟ لم يحدث إلا في زمن الحبيب صلي الله عليه وسلم

والغريب والعجيب أن هذا لم يكن من الرجال فقط بل والنساء والقوانين الوضعية التي نحتكم إليها ونختصم إليها الآن تجعل الجاني إذا اعترف بأمر وخرج من مكان الاعتراف يسارع إلى تغيير أقواله وقد يتهم من استجوبه بأنه استخدم معه الشدة أو عذَّبه للاعتراف بأقواله لكن النبي صلي الله عليه وسلم تأتي المرأة الغامدية وتقول له: أقم علىَّ الحد يا رسول الله طهرني لقد زنيت فيقول لها: لعلك لامست لعلك ضاجعت لعلك قبلت فتقول: زنيت يا رسول الله لعلك تريد أن تفعل معي ما فعلت مع ماعز - رجل قبلها - إن في بطني أثر ذلك فأنا حامل من ذلك فقال النبي صلي الله عليه وسلم: من ولي أمرها؟ قالوا: عمها قال: خذها وأكرمها ولا تهنها حتى تضع ما في بطنها

وكان الحبيب يستجوبها كل فترة ولكنها لا تغير أقوالها لأنها قلوب استضاءت بنور الإيمان فأصبح الإيمان هو المسيطر على الجوارح والأركان والإيمان إذا سطع في القلب كان مستمداً أنواره من الله {وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا} قد يكون النور في قلب كشمس الضحى وقد يكون النور في قلب كالمصباح وقد يكون النور في قلب كالقمر وقد يكون النور في قلب كالنجم وقد يكون النور في قلب كشمعة وقد يكون النور في قلب كشمعة تضيء مرة ويُطفئها الهواء – الحظ والهوى - مرة قوة النور تجعل الإنسان يراقب الله أينما توجه وحيثما سار ودائماً أمام ناظريه {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

فجيء بها بعد الوضع فقال: خذها وأكرمها حتى تتم رضاعه ،، ثلاث سنين ولم تغير أقوالها لا محامي غرَّها ولا صديقة ضرتها ولا امرأة زينت لها أن تنكر ذلك لماذا؟ لأن الكل كان ينشد الحق والكل كان يمشي على الصدق {لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} فجاءت بعد فطامه وقد أمسكت الغلام قطعة من الخبز وقالت: يا رسول الله لقد فطمته وإنه يأكل أي تشريع هذا؟ وهل هناك تشريع وصل إلى هذه الدقة في تطهير المجتمع من المصائب والكوارث وغيرها من النكبات التي تُغير أحوال الناس وتجعلهم في حالة سيئة كما نرى الآن؟ لا والله

إذاً نحن نحتاج إلى التشريعات الإلهية أولاً في القيم القرآنية ثم نأخذ من التشريعات الإلهية القوانين التي نبني عليها الأحكام وحياتنا الاجتماعية لكن قبل ذلك لا بد أن تكون التربية للأفراد وللبنات وللرجال وللنساء على القيم القرآنية لكن لو أخذنا بنود التشريع من الشريعة الإسلامية ولم يتربى القائمون على هذه القوانين والتشريعات أو المنفذين لها على هذه القيم سيحاولون أن يخترقوا الثغرات بنفوسهم وبأبلستهم وسيكون معهم شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً وإليكم المثال:

هناك باب في الفقه اسمه باب الحيل الفقهية تحايل على أحكام الله حتى لا ينفذ الإنسان هذه الأحكام ويعتبر نفسه عاملاً بشرع الله مَن الذي يقوم بعمل هذه الحيل؟ علماء أجلاء درسوا الشريعة وتخصصوا فيها لكن قلوبهم لم تمتلئ بخشية الله وقد قال الإمام الغزالي كتابه إحياء علوم الدين ( علم الفقه مع أنه أفضل العلوم إذا لم يصحبه خشية الله زاد قلب صاحبه قساوة فيُفتي لنفسه ويخترع الحيل لغيره) لماذا؟ لأنه لا يوجد عنده خشية الله

إذاً نحتاج قبل الدستور القيم الإلهية يتربى عليها الشعب كله فنحتاج إلى تغيير المنظومة التعليمية ونربي القيم لو كان هؤلاء المتنافسون على الدنيا والمناصب والرياسة تربوا على إخلاص العمل لله هل سيحدث بينهم خلاف؟ هل سيهاجم بعضهم بعضاً؟ هل سينتقد بعضهم بعضاً على الملأ؟ هل سيُجرح بعضهم بعضاً؟

كلنا ينبغي أن نجلس سوياً ونتفق ونتعاون على واحد منا أياً كان ونحن نسانده ونعاونه لكي تمشي سفينة الإسلام في هذا البلد على جودي الأمان وتصل إلى بر الله والعمل بالقرآن بسلام إن شاء الله إذاً نحتاج قبل كل شيء إلى القيم هؤلاء يريدون أن يشكلوا الوزارة وهؤلاء يتشبثون بالوزارة لماذا؟ لمصلحة مَن ذلك؟ ومَن المتضرر من ذلك؟ عامة الشعب المساكين لو كان هؤلاء يريدون وجه الله ويعملون أعمالهم خالصة لله لجلسوا واتفقوا على أن تمر هذه الفترة بأي كيفية ثم بعد ذلك يمسك الزمام رجل يعمل بما يرضي الله ويطبق شرع الله ونعينه جميعاً على تحقيق هذا المراد

هل شرع الله لا يطبقه إلا فلان وفلان؟ مَن قال ذاك؟ ومَن الذي أفتى بذلك؟ ما دمنا جميعاً نتعاون على البر والتقوى فسنقوم بما ينبغي نحو ديننا ونعمل على تطبيق ما أمر به قرآننا ونعيد المجد الذي كان عليه سلفنا الصالح أيام نبينا والخلفاء الراشدين ولذلك نحن دعاة لنشر هذه القيم الإيمانية فنريد أن نخلص المجتمع من خصال النفاق وأوصاف المنافقين وما أكثرها في كتاب الله {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} وغيرها من الصفات المذكورة في القرآن نريد أن نطهر المجتمع من هذه الأوصاف حتى يكون المجتمع كالذي قال فيه النبي الكريم صلي الله عليه وسلم{تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى}[1]


[1] صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه




منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]




حفيدة الألباني 26-04-13 09:46 PM

رد: القيم والقوانين
 
.

والله لو كنا نطبق الشريعة كما هي .. بدون قوانين أخرى لـ صلحت كثير من الأمم

نسأل الله الهداية والصلاح
..

جزاك الله خير الجزاء

بوركت

..


أهل المعية 29-04-13 07:31 AM

الحل الناجع
 
بسم الله الرحمن الرحيم

جعل الله وأعلم الأولين والآخرين والخلق أجمعين أن ختام النبيين وخاتم المرسلين والذي لا يرسل بعده رسول إلى يوم الدين هو سيدنا محمد أشرف خلق الله أجمعين لماذا أراد أن يعرفنا أنه آخر الرسل وأنه خاتم الأنبياء؟

نحن نعلم أجمعين أن الرسل والأنبياء اختارهم الله لتبليغ رسالات السماء وحل مشكلات الأرض بوحي ونور من السماء في عصورهم وأزمانهم والقوم الذين أرسلوا لهم إذاً هذا يقتضي أن كل مشكلات الأرض الفردية والاجتماعية والسياسية والكونية والنفسية كل مشكلات الأرض التي ظهرت أو لم تظهر إلى يوم الدين حلها مع مَنْ؟ مع أمير الأنبياء والمرسلين {وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} انظر إلى التعقيب {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} بمعنى أن من يريد حلا لأي مشكلة أو لأي معضلة في نفسه أو في بيته في بلده أو في وطنه أو في أُمته ويريد حلا من الله هذا الحل عند رسول الله صلي الله عليه وسلم

لأن الله أوحى إليه بالحلول الناجعة للمشكلات التي حدثت في زمانه وينزل من قلبه ومن أنوار آيات كتاب الله على قلوب المقربين وأهل الخشية من العلماء العاملين والوارثين لنوره وعلمه ينزل لهم في قلوبهم حلاً لمشكلات أزمانهم ومجتمعاتهم إلى يوم الدين لكن لماذا لم تنزل الحلول كلها في زمن رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ لأن المشكلة لا ينزل حلها أو لا يُفتح كنز حلها إلا إذا شاع أمرها {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}

لم يقل الله أنزلنا وانتهى النزول ولكن قال (ونُنَزِّل) إذاً النزول مستمر نزول المعاني العلوية والعلوم التي وهبها للنبي العدنان ومما أجراه الله على يديه صلي الله عليه وسلم في إصلاح بني الإنسان الحلول الناجعة والنافعة لأهل الإسلام في كل زمان وفي كل مكان

لماذا نبحث نحن عن بيوت الخبرة الأمريكية والخبرة اليابانية والخبرة الألمانية؟ ونبحث في علوم قوم يقول فيهم خالقهم والعالم بهم {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} إذاً هذه الحلول منقوصة أم حلول كاملة؟ حلول منقوصة نحل بها المشاكل الدنيوية لكن توقع صاحبها في هموم وغموم لا نهاية لها إذا انتقل إلى الدار الأخروية لكن حلول الحبيب تحل مشاكل الدنيا وتسعد أهلها يوم الدين

نحن الآن نشتكي من قلة الزاد ومن ضيق الأرزاق ومن غلاء الأسعار ومن عدم توافر الوظائف للعاطلين من أبنائنا والعنوسة التي انتشرت في بناتنا وهؤلاء يخوفوننا حتى من الماء الذي أنزله الله يقولون سيأتي عليكم يوم لن تجدوا فيه قطرة من الماء حتى قطرات المياه التي أنزلها خالق الأرض والسماء يخوفوننا بها ونحن نريد أن نعيش في هذه الدنيا طيبين صالحين وفي نفس الوقت يكون لنا عند الله يوم الدين أجر الصالحين وسعادة المقربين فأين هذه المنازل؟

{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}هذا الأمر في الدنيا ولكن أين الآخرة؟ {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} نحن نريد حلولاً مثل هذه تجعلنا نعيش في الدنيا في عيشة طيبة وفي الآخرة في سعادة وارفة لا نريد حلولا تحل مشاكلنا في الدنيا ونجد أنفسنا في ورطة في الآخرة ويا خيبة من خسر يوم لقاء الله جل في علاه

نحن نعرف أن الدنيا دار والآخرة دار ولكن الدار التي بها القرار والاستقرار هي الدار الآخرة لذا فنحن نريد الحلول التي مثل حلول القرآن الحلول النبوية التي مشى عليها وأجراها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنتم تعلمون كلكم مهما يحدث لنا من مشاكل اقتصادية وضائقات مالية ومن حرق من مقاطعات عالمية ومن حروب كفرية وشركية كل ما يحدث لنا هذا لن يساوي ذرة مع ما حدث لسيدنا رسول الله وأصحابه الكرام

تركوا أهاليهم وهاجروا وأهل الشرك جردوهم فمن يهاجر يستولون على ما عنده إن كان تاجراً يأخذوا بضاعته وإن كان صاحب ماشية يأخذوا ماشيته وإن كان زارع يأخذوا زراعته ويُمنع من الخروج ومعه أي مال في يده أوفي جيبه وذهبوا كلهم إلى المدينة وقام اليهود بعمل مقاطعة كاملة لكل من في المدينة لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم ولا يتاجرون معهم ولا يساعدونهم ولا يعاونونهم في حرب وتحزبوا وكَوَّنوا الأحزاب كما وصفهم الله في الكتاب

لكن النبي علمهم وهذبهم وأدبهم كلما كثرت المصائب يقولون {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} فماذا كانت النتيجة؟ {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} فهل نستطيع أن نعيد الحال الذي كان عليه هؤلاء القوم؟ سيرجع لنا إكرام الله إكراما لهؤلاء الأقوام إن بحثنا عن حل ثاني أو ثالث أو رابع ستبقى الهموم في القلب والأنكاد ممسكة بنا ولن ينتهي النكد ولا الهم ولا الغم من عندنا أبداً فمن عنده مشكلة يريد حلها حل جذري هل يذهب ليقترض حتى يجد لها حلاً؟ وهل هذا حل؟ ليس هذا بحل ناهيك عن عدَّاد القرض الذي يعد عليه الفوائد

منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]




اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


حفيدة الألباني 04-05-13 02:19 PM

رد: الحل الناجع
 
.

والله لن نجد الراحة والسعادة في حياتنا إلا بالقرب من الله سبحانه

وإمتثال أمر رسوله صلى الله عليه وسلم

,,

كثير منا هاجر للقرآن ولسنة الرسول فتجده متخبطاً في حياته

لكن لو كل منا أتخذ القرآن والسنة النبوية منهج لحياته لعاش حياة سعيدة

,,

موضوع قيّم أخي

جزاك الله خير الجزاء

بوركت

..

الوردفي الاكمام 09-05-13 09:46 PM

رد: الحل الناجع
 
جزيت خيرا
كنت اليوم قد انتهيت من قراءة كتاب الرحيق المختوم في السيرة النبوية للمرة الثانية, عندما قرأته سابقا كنت صغيرة لم ادرك معاني السيرة الحقيقية اما الان فقد ادركت كم عانى رسول الله حتى وصل الينا الدين الاسلامي وكم لاقى من مشقة وعناء هو واصحابه الكرام مهاجرين وانصار وقد وضع حلولا لمشاكل كثيرة لو تدبرنا قليلا لوجدنا ان مشاكلنا الان اخف منها بكثير وحلولها في الكتاب والسنة موجودة لمن بحث وتدبر وكل مانعانيه الان لا يساوي شيئا امام مالاقه سيد الاولين والاخرين في نشر الاسلام وتثبيت الدين
حفظك الله

أهل المعية 12-05-13 10:58 AM

الحب لغة أهل الإيمان
 


بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم مع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؟ زرع المحبة والمودة والشفقة والعطف والحنان والرحمة لإخوانهم ولكل بني الإنسان فكان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم من كثرة الرحمة في قلوبهم يسعون بهذه الرحمة حتى للطيور والحيوانات ولذلك لما وصف ربنا الأنصار قال فيهم {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} يحبون إخوانهم المسلمين وفي قلوبهم حب الله وحب رسول الله

وجعل الحبيب ميزانا لهذا الحب إذا نظرنا إليه حلت كل المشكلات فوراً ما هذا الميزان؟ قال صلي الله عليه وسلم {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ}[1] وقال أيضاً {لا يَطْعَمُ أَحَدُكُمْ طَعْمَ الإِيمَانِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَنَفْسِهِ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ}[2] هذا بيان من رسول الله لتزن نفسك وتُجهز نفسك وتؤهل نفسك حتى تصل لهذا المستوى من الحب الحقيقي وإذا لم تصل لهذا المستوى فعليك بجهاد نفسك وإياك أن يكون في يوم من الأيام حب المال عندك أكبر من حب حبيب الله ومصطفاه وإياك أن تسمح للدنيا بزخرفها وزهرتها وزينتها أن تدخل في قلبك مرة

فكان صحابة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقولون (اللهم اجعلها في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا) لأن الدنيا لو دخلت القلب ستلوث القلب كله فَحُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ حب الدنيا سبب كل الأمراض والخلاف فلو خرج حب الدنيا من القلب فإن المحاكم ستغلق أبوابها ولا نحتاج إلى قضاء لأنه لا توجد مشكلات فكل الذي في المحاكم سببه حب الدنيا فإذا خرج هل سيشتري أحد سلاحاً؟ لا، لأن حب الدنيا خرج هل سيقتل أحد؟ هل سيغش أحد في كيل أو وزن؟! هل سيكذب أحد؟ لا ‍‍‍، كل هذا سينتهي إذا ذهبت الدنيا من القلوب أين الدنيا؟ في قول الله {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}

لأن الإنسان يعلم قول الحبيب صلي الله عليه وسلم {لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا}[3] لن يخرج أحد من هنا وله تموين لا بد أن يأخذ كل التموين الذي قرره له أحكم الحاكمين قبل أن ينتقل من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة في جوار سيد الأولين والآخرين صلي الله عليه وسلم وبالنسبة لإخواننا المؤمنين ما عتبة الإيمان؟ قال صلي الله عليه وسلم {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[4] لو طبقنا هذا الحديث هل سنحتاج إلى قوانين تحكمنا أو دستور نتقاتل ونتعارك عليه؟ فدستورنا سطور في القلوب كتبها بقدرته علام الغيوب {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} إذا كان كتب في قلوبهم الإيمان فهل نحن محتاجين تعليمات من بني الإنسان؟ بالطبع لا

فمشى أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم على هذه الحال لذلك شهدنا وسمعنا عنهم العجب العجاب واحد منهم يقول لأخيه في الله: تعالى نقسم البيت نصفين والمال نصفين والنخل نصفين وإن كنت غير متزوج أنا معي زوجتين انظر أيهما تعجبك فأطلقها وبعد العدة تتزوجها فلا يصنع هذا إلا قلوب طابت من الدنيا ولا تبغي إلا وجه الله

هذه قلوب طيَّبها الحبيب فقضت على كل هذه المشكلات والآخر علَّمه الحبيب صلي الله عليه وسلم العفة فيقول له: بارك الله لك في بيتك وبارك لك الله في زوجك وبارك لك الله في مالك وبارك لك الله في تجارتك لكن دلني على السوق فعلَّمه الرسول العزة وعلمه العفة فلا يوجد بينهم من يتسول كما نرى في هذه الأيام ولا نصب على الناس لأخذ أموالهم بغير حق ولا تزوير كل هذا لم يكن موجوداً عندهم لأنهم كانوا يراقبون المولى وينفذون تعليمات الحبيب المحبوب صلي الله عليه وسلم

[1] صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد والحاكم في المستدرك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
[2] تعظيم قدر الصلاة للمروزي عن أبي إمامة رضي الله عنه [3] سنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان والحاكم في المستدرك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه [4] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس رضي الله عنه






منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


حفيدة الألباني 14-05-13 05:09 AM

رد: الحب لغة أهل الإيمان
 
.

كلام جميل في الحب بين أهل الإيمان

يقول الله تعالى: { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } ..

هنا يتجلى معنى الحب في هذه الآية ..

وأيضاً

أذكر حديث لرسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لـ عمل بسيط إذا فعلناه عمّ الحب بين الناس

يقول الرسول صلى الله عليه و سلم (( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لن تؤمنوا حتى تحابوا , ألا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم , افشوا السلام بينكم ))

سبحانك ربي .. لن ندخل الجنة حتى يحب بعضنا بعضا

وإفشاء السلام .. كفيل بتأليف القلوب وزرع المحبة فيها

..

موضوع قيّم أخي

جزاك الله خير الجزاء

..


أهل المعية 14-05-13 07:13 AM

سلاح البركة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الأرزاق الإلهية الدنيوية والقدسية والربانية والقرآنية كل الأرزاق تكون على حسب النية وليس على حسب السعي والكد {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً} إنها النية فالنية هي التي عليها تحقيق كل أمنية فلو صلحت القلوب فإنه سبحانه يوجهها إلى الطريق المختصر للخير واسمعوا تلك القصة

{وَقَفَ سَائِلٌ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيَ فَقَالَ لِلْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ: اذْهَبْ إلى أُمكَ فَقُلْ لَهَا: تَرَكْتُ عِنْدَكِ سِتَّةَ دَرَاهِمَ فَهَاتِ مِنْهَا دِرْهَمَاً فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: قَالَتْ إِنَّمَا تَرَكْتَ سِتَّةَ دَرَاهِمَ لِلدَّقِيقِ فَقَالَ عَلِيٌّ: لاَ يَصْدُقُ إِيمانُ عَبْدٍ حَتَّىٰ يَكُونَ بما فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقُ مِنْهُ بما فِي يَدِهِ قُلْ لَهَا: ابْعَثِي بِالستَّةِ دَرَاهِمَ فَبَعَثَتْ بِهَا إِلَيْهِ فَدَفَعَهَا إِلى السَّائِلِ قَالَ: فَمَا حَلَّ حَبْوَتَهُ حَتَّى مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مَعَهُ جَمَلٌ يَبِيعَهُ فَقَالَ عَلِيٌّ: بِكَمِ الْجَمَلُ؟ قَالَ: بِمَائَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمَاً فَقَالَ عٍلِيٌّ: اعْقِلْهُ عَليَّ إِنَّا نُؤَخرُكَ بِثَمَنِهِ شَيْئَاً فَعَقَلَهُ الرَّجُلُ وَمَضَى ثُمَّ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَقَالَ: لِمَنْ هذَا الْبَعِيرُ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: لِي فَقَالَ: أَتَبِيعُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: بِكَمْ؟ قَالَ: بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ قَالَ: قَدِ ابْتَعْتُهُ قَالَ: فَأَخَذَ الْبَعِيرَ وَأَعْطَاهُ المِائَتَيْنِ فَأَعْطَى الرَّجُلَ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يُؤَخرَهُ مِائَةً وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمَاً وَجَاءَ بِسِتينَ دِرْهَمَاً إِلى فَاطِمَةَ فَقَالَتْ: مَا هذَا؟ قَالَ: هذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ عَلى لِسَانِ نَبِيهِ {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }}

وفى الحاوي للفتاوى وفى السيرة الحلبية أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال{البائع جبريل والمشتري ميكائيل} والمعنى أنهم أتوك على صورة بشر وذلك حتى تتحقق عناية الله لأحباب الله {إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً} لذا إن كنا نريد هذا الخير يجب أن ننشر النوايا الطيبة وحب الخير لبلدنا وإخواننا وأهلنا فيعطينا الله الخير {يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ} كما يقول الصالحون: بضاعتهم رجعت لهم

نحن نبحث عن العدد وننسى المدد فإن جاء المدد من الله لا نحتاج إلى عدد مثلما كان سلفنا الصالح لو أن عندي في البيت طعام يكفي اثنين وجاءني واحد فطعام الاثنين يكفي الثلاثة وطعام الثلاثة يكفي الجماعة فإذاً نزل لهم مدد من الله فإن لم يأت المدد يصبح الطعام الذي جهزته لا يكفي بعض العدد فنحن محتاجون لقول الله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}

فما هذا الفتح خيرات أم بركات؟ بركات لأنه لو قال خيرات فهذا يعني أن الفدان الذي ينتج ستة أرادب قمح ٍينتج عشرين لكن البركات يعني أن الفدان حتى لو أنتج أردباً واحداً فسيكفي الثلاثين والخمسين وهذه البركة داخل فيها مع النبي صلي الله عليه وسلم صحابته المباركين من الأنصار والمهاجرين والقصص في هذا المجال لا تعد ولا تحصى وردت في كتب حياة الصحابة وكتب السيرة وكتب التفسير أين البركة؟ هي المشكلة التي نعاني منها نحن الآن

فنحن نحتاج إلى البركة من الله أهل العقول يبحثون عن الأعداد ويقولون هذا يكفي وهذا لا يكفي لكن أهل القلوب يبحثون عن الإمداد من الله هل هناك أحد حارب من أصحاب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان يفكر في عدد الجيش الذي سيحاربه؟ أبداً فمرات كثيرة كان فيها عدد جيش المسلمين ثلاثة آلاف وجيش الكفار مائتي ألف ولكن {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} فهم متعودون على ذلك

ولم يكن معهم نوعية سلاح تضاهي لنوعية سلاح الأعداء لأنهم معتادون على البركة سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه يقول: خرجنا في سرية مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وكنا ثلاثين رجلاً وأعطاني سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قبضة من التمر وضعتها في جراب وفي سيرنا نفد ما معنا من الزاد فأخذنا نأكل من التمر الذي في جرابي - ثلاثين يوماً تمراً يخرج ويعطي الثلاثين رجلا فطار وغداء وعشاء – قال: وظل على ذلك حتى كان يوم حصار سيدنا عثمان رضي الله عنه : فجاء رجل من الهمج وأخذه مني وفتحه فانتهت بركته

دخل الهمج ضيعوا البركة التي كان يعيش فيها أصحاب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي هذا الباب حكايات ليس لها نهاية فكانوا يعيشون في البركات بعد طهارة القلوب إذاً إذا طهرت القلوب صلحت النوايا وصفت الطوايا وأصلح الله الأجساد وأصلح الله الزرع في البلاد وأصلح الله كل شئ للعباد وجعلهم يرتعون في بركة لا عد لها ولا حصر لها من السماء ومن الأرض {فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

هذا هو النهج الرشيد الذي نحن في أمَسِّ الحاجة إليه الآن ليغير الله حالنا لأحسن حال لكن نمد أيدينا لمن يريدون أن يقطعوك فالكافرون يريدون أن يذلوك أم يعزوك؟ هم يريدون أن يهلكونا {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} فبدلاً من أن نمد أيدينا لهم هيا نمد أيدينا لله لكن ينبغي أن نصلح ما بداخلنا بيننا وبين بعض فلا يصح أن نكون مع بعضنا حالياً في مشاكل في أمور ليست من أصول الدين ولا من أسس المنهج الذي جاء به سيد الأولين والآخرين

وأصبحنا نذبح القيم القرآنية والأخلاق الإسلامية ونعمل بالأخلاق الجاهلية وصرنا نطعن في بعض ونهاجم بعض ونسب بعض ونشتم بعض فهل هذه أحوال مسلمين؟ هذا يجعل ملائكة الله تحتار في أمرنا وتقول: مال هؤلاء؟ ما شأنهم وشأن الإسلام؟ فالمسلمون لهم أوصاف أخرى عندنا الله الذي قال ذلك {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} هم أناس لا يخرج منهم إلا الكلام الطيب الذي لا يؤذي أحداً بل يخفف الهم والغم عن الناس أجمعين هذا هو النهج الرباني الذي أخبر به سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم والذي حل به مشكلته وحل به كل ما اجتاح دولته إلى أن صاروا ملوكاً على ظهر هذه البسيطة بالنهج الذي جاء به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم





منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


أهل المعية 16-05-13 05:24 AM

البغضاء والحسد
 

بسم الله الرحمن الرحيم

كلنا مشغول بما يدور في بلادنا الآن نشاهد الفضائيات ونقرأ الصحف والمجلات ونسمع ونشاهد في التعليقات نريد أن نستمع إلى رؤية سيد الرسل والأنبياء للداء الذي نحن فيه الآن ونأخذ منه روشتة الشفاء والرسول صلي الله عليه وسلم كاشفه الله ببصيرته النورانية عن كل ما يحدث في هذه الأمة ولها إلى يوم الدين ليُشخص الداء في كل زمان ومكان ويصف له الدواء من كتاب الرحمن ماذا يقول عن دائنا المتسبب في المشاكل التي نحن فيها الآن؟

اسمعوه صلي الله عليه وسلم وهو يقول {دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ}[1]هذا سر الداء بغضاء في الصدور وشحناء في النفوس وتسابق في الفانيات وتصارع على الكراسي والرياسات وعامة الناس لا يجدون من يبحث لهم عن توفير رغيف الخبز أو تسيير الأمن أو تسهيل أمور الحياة وترخيص الأسعار ليستطيعوا أن يواجهوا هذه الحياة الدنيا بعزة الله التي أمر الله أن يكون عليها المؤمنين

مع أن أي مؤمن لكي يكون مؤمناً حقاً عند الله يقول فيه الله {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} لا ينطوي صدر المؤمن على غل لأخيه أبداً هل يجوز أن يبغض مسلم مسلماً؟ هل يجوز أن يكره مؤمنٌ مؤمناً؟ أبداً إنه يكره أعداء الله المشركين والكافرين والجاحدين واليهود ومن عاونهم ونصرهم أجمعين أما أخي المسلم حتى لو كان مرتكباً للكبائر يجب علىَّ أن أتقرب إليه وأتودد إليه وأتحبب إليه ليرجع عن طريق الغي إلى طريق الهدى والرشاد لا أسبه ولا ألعنه ولا أتهمه بشرك أو كفر لا يُكَفَّر إلا من تبرأ من (لا إله إلا الله محمد رسول الله)

والمسلمون دائماً وأبداً في كل زمان ومكان يقول الله فيهم في أحاديثهم في فضائياتهم في كلماتهم ومقالاتهم {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} يقولون الكلام الطيب الذي يؤلف القلوب ويُطفيء نار الفتن والإحن الموجودة في الصدور لا يُشعلون الفتن ولا يزيدونها التهاباً يؤلفون ويجمعون ولا يُفرقون ولا يقولون ما لا ينبغي أن يقولوه في حق إخوانهم المؤمنين لأن هذا هو الذي يؤلب الصدور ويثير الشحناء هل ينبغي لمسلم أن يرفع لسانه بكلمة قبيحة لأخيه

يقول صلي الله عليه وسلم {مَنْ أَشَاعَ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ كَلِمَةَ بَاطِلٍ لِيُشِينَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُذِيبَهُ بِهَا مِنَ النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ بِنَفَاذِهَا }[2] كيف يقول في أخيه ما ليس فيه؟ وكيف يتهمه بما لا يفعله وما لم يقوله؟ الظنون حذر منها النبي المأمون وقال {إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ}[3]

وقال لمن لا يتورعون عن الظن { َإِذَا ظَنَنْتَ فَلا تُحَقِّقْ}[4] لا تخبر عن ظنك أنه حقيقة إلا إذا وجدت على ذلك أدلة مادية وحسية تثبت ظنك الذي ظننت في نفسك وإلا فاضرب بظنك عرض الحائط واستغفر لربك وتب إليه وقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أن أقول كلمة في أخي المؤمن أو المسلم ليست فيه لأخالف الله وأخالف حبيبه ومصطفاه صلي الله عليه وسلم إذا تسابَّ مسلمان يقول فيهما صلى الله عليه وسلم{الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ، يَتَهَاذَيَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ} [5]

لا ينبغي لمسلم أن يسب مسلماً أبداً تعالوا معي إلى هذا المشهد الكريم: حدث خلاف بين أبي ذر رضي الله عنه ورجل من المسلمين وكان أسود اللون فقال له أبو ذر غاضباً: يا ابن السوداء فذهب الرجل واشتكاه إلى النبي - وأظن أن هذه بالنسبة لما يقال في زماننا ليست بشيء - فغضب النبي صلي الله عليه وسلم ولمع الغضب في وجهه وكان إذا غضب احمر وجهه وقال{يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ}[6] كيف تعير أخاك بأمه بلون بشرتها وأصر أبو ذر أن يعفو عنه وأقسم أن يطأ الرجل وجهه بقدمه تكفيراً عن ذنبه خوفاً من غضب النبي صلوات ربي وتسليماته عليه

ولكنهم كانوا كما علَّمهم النبي غاية في الأدب ورفعة الذوق مع أنهم لم يتخرجوا من جامعات ولم يحصلوا على رسائل فوق الشهادات الجامعية ماجستير ودكتوراه، أقسم عليه والمؤمن لا بد أن يبر قسم أخيه فوضع قدمه محاذية لرأس أخيه وبينها وبينه قدر شبر حتى يبر قسمه وإن كان لم يلمس وجه أخيه بقدمه أدب رباني وتعليم نبوي علَّمه لهم النبي الكريم الذي قال له ربه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}

إخواننا نسوا أننا نمثل دين الله وأن العالم كله ينظر إلينا لا بأسمائنا ولا بأشخاصنا وإنما يرى فينا تعاليم ديننا ويُشنعون علينا في الشرق والغرب ويقولون هؤلاء المسلمون وهذا دين الإسلام تقاتل وصراع وسباب وشتام وكذا وكذا مما نراه فلا يُسيئون إلى أنفسهم ولكنهم وللأسف يُسيئون إلى دين الله وهذه هي الطامة الكبرى التي تناسوها ولم يفطنوا إليها إن العالم كله ينظر إلينا لا يعرف أسمائنا ولكن يعرف أننا مسلمون ونمثل الإسلام الذي جاء خير دين وكل رجل منا على أوصاف خير الأنبياء والمرسلين

لقد كان إخواننا في أفريقيا عندما يذهب إليهم رجل من بلادنا العربية المسلمة يُجرون له احتفالات كريمة ويقولون هذا جاء من عند النبي يحتفون به لأنه مسلم جاء من بلد الأزهر وجاء من عند النبي وكأنه يُمثل النبي في أخلاقه وكمالاته وأوصافه صلوات ربي وتسليماته عليه إذاً الداء{دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ}[7] ثم يأتي بالدواء {وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ}[8]

[1] مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه [2] الجامع في الحديث لابن وهب عن أبي الدرداء رضي الله عنه [3] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي [4] أخرجه الطبراني [5] مسند الإمام أحمد عن عياض بن حمار رضي الله عنه [6] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود عن أبي ذر رضي الله عنه [7] مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه [8] صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه





منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


أهل المعية 17-05-13 09:56 AM

الحب دواء لكل داء
 


بسم الله الرحمن الرحيم

{وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ}[1]

دواء الأمة: المحبة والألفة والعطف والشفقة والمودة التي فطر الله عليها عباده المسلمين مع بعضهم ومع إخوانهم في أي زمان ومكان والذي دعا النبي أن يزدهي بهم عندما طبق ذلك في حياته على أهل مدينته المنورة وقال فيهم {تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى}[2]

هذا الحب الذي جعل رأس الشاة التي تصدَّق بها الرجل الغني على فقير تمر على سبعة بيوت للفقراء ثم ترجع إلى البيت الأول وكل واحد منهم يؤثر أخيه على نفسه ويذهب إليه ويعطيه الرأس والآخر كذلك والثاني كذلك حتى في لحظات الموت في واقعة اليرموك جُرح واحد من المسلمين وذهب إليه ابن عمه ليسأله ماذا يريد فأشار إليه أنه يريد شربة ماءاً وعندما جاءه بالماء وجد جريحاً آخر بجواره أشار إلى الماء فأشار إليه أن اذهب إلى أخي فذهب إلى الثاني وإذا بجريح ثالث يرجو الماء ويطلب الماء فأشار إليه الثاني أن اذهب إلى أخي فذهب إلي الثالث فوجده قد مات فرجع إلى الثاني فوجده قد مات فرجع إلى الأول فوجده قد مات فمات الثلاثة ولم يشربوا الماء لكنهم أخذوا وسام الاستحقاق من خالق الأرض والسماء المكتوب عليه بكلام الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الإيثار بينهم كان هو الأساس

لا علاج لنا إلا بالمحبة ولا محبة تكون بيننا إلا إذا كانت أمنياتنا إرضاء الله وهدفنا إعلاء شأن دين الله أما إذا كانت الأهداف دنيئة دنيوية نطلب مقاعد أو كراسي أو مكاسب فإن هذا يدعو إلى التقاتل فإن الكلاب يتقاتلون على الجِيَف أما الأشراف فيتعاونون على الوصول إلى المقامات الكريمة وإلى تحقيق الأمنيات العظيمة عند الله قال صلي الله عليه وسلم {يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ}[3]

حب الدنيا رأس كل خطيئة والذي يوصل إلى المحبة {أفشوا السلام بينكم} لم يقل النبي صلي الله عليه وسلم (ألقوا السلام) وإنما قال {أفشوا السلام} انشروا السلام في المجتمعات وانشروا السلام في الاجتماعات وانشروا السلام في المقالات وانشروا السلام في الأحاديث الجانبيات وانشروا السلام بين المؤمنين أجمعين وانشروا السلام بين المتقاتلين والمتخاصمين حتى يرجع المؤمنون أجمعون رجلاً واحداً يرجو رضا الله ويجعل العمل لطاعة الله ويقتدي بهَدْى سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم

الواجب الآن على كل فرد من المسلمين أن يلتزم الصمت في هذه الأوقات إلا إذا كان للنصح للمسلمين أو لتأليف القلوب أو لجمع الناس في هذه الخطوب لا نقول قولاً يثير الفتن ولا ننضم لفريق على حساب فريق فكلهم أخوة لنا وكلهم على ما أعتقد وما أظن يسعون لمصلحة بلدنا لكنهم أصيبوا بآفة التشدد في الرأي فكل فئة منهم تتشدد لرأيها وينبغي علينا جماعة المؤمنين إذا كان فينا عقلاء أن يدخلوا ليصلحوا بينهم {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}

ونحن جماعة المؤمنين وعوام المؤمنين يجب علينا ألا نشتبك مع أمثالنا فنزيد المبلَّة طيناً إن كان بالكلام أو كان بالأيدي أو كان بالفعال وإنما نحاول قدر الاستطاعة تأليف القلوب وجمع شتات النفوس لأن الْفِتْنَةِ نَائِمَةٌ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَيْقَظَهَا فقد وصلت الفتنة إلى ذروتها وأصبح كل فريق يُؤول آيات كتاب الله حسب هواه ويؤيد أقواله بآيات من كتاب الله يلوي ذراعها لتحكي رأيه الذي يهواه وهذا ليس من دين الله

علينا بالرجوع عن ذلك بالفهم الصحيح لكتاب الله الذي فهمه سلفنا الصالح سادتنا أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ ومن كان معهم ومن تابعهم على هذا الدرب من العلماء العاملين وأصحاب المذاهب أجمعين فإنهم كانوا ورعين ولم يتأولوا على كتاب الله إلا ما يعتقدون أنه يرضي رب العالمين ونخرج من الأهواء الشخصية والتأويلات السياسية لآيات كتاب الله فإذا رجعنا جميعاً إلى ذلك واتفقنا على ذلك ربما ينظر الله إلينا نظرة عطف وحنان فيُحول حالنا إلى أحسن حال


[1] صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
[2] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن البشير رضي الله عنه
[3] سنن أبي داود ومسند أحمد عن ثوبان رضي الله عنه





منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


أهل المعية 18-05-13 05:50 AM

روشتة نبوية
 

بسم الله الرحمن الرحيم

هل من روشتة ربانية نبوية لما نحن فيه الآن؟ تجمع الشمل وتوحد الصف وتجعلنا جميعاً نعمل بقول الله {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} ما سبب الفرقة التي نحن فيها الآن؟ وكيف الخلاص منها في بيان النبي العدنان صلي الله عليه وسلم؟

نظر النبي صلي الله عليه وسلم بعين قلبه النورانية التي زكاها في قرآنه رب البرية وقال له قل لهم {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} ونظر إلى ما نحن فيه الآن من أهواء وتنافسات وخلافات وتشتت في الرأي وعدم التزام الأدب في الحوار وأصبحنا مع أننا أمة واحدة وربنا واحد وكتابنا واحد وديننا واحد ونبينا واحد أصبحنا مفترقين والكل يظن أنه على الحق بل ويتجاوز قدره وربما يخطئ أخاه في الله وربما يسبه بما لا يرضاه الله وربما يتكلم في حقه بطريقة نهى عنها رسول الله بل ربما يتعدى ذلك فينسبه إلى الكفر والعياذ بالله مع أن الحكم في كل ذلك ليس لأحد من الخلق {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ}

نظر النبي صلي الله عليه وسلم ليصف لنا الداء فنتجنبه ونأخذ من كتاب الله الشفاء فنرجع إخوة أوداء أصدقاء ونتوحد أمام الأعداء الذين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون فقال صلي الله عليه وسلم مشخصا سبب الداء الذي نحن فيه داء الفرقة داء التنافس في الفانيات داء الصراع على المناصب الفانية داء التحزب الذي نهى عنه الله في كلماته الباقية فقال صلي الله عليه وسلم {يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُور عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ}[1]

لِمَ الخلاف ونحن إخوة متآلفين؟ من أجل مناصب فانية؟ من أجل شهوات دنيوية في المال وغيره دانية؟ وهل هذا الذي ربانا عليه الإسلام؟ وهل هذا الذي كان عليه أصحاب النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام؟ كلا والله إنهم كانوا أحرص ما يكون على إخوتهم في الله

فقد ورد في صحيح مسلم عن عائذ بن عمرو {أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ فِي نَفَرٍ فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ؟ فَأَتَى النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ: لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ؟ قَالُوا: لا، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي}

دين بلغ فيه أن الله يقول لحبيبه ومصطفاه الذي اختاره لرسالته وأمره بتبليغ شريعته وأيده بعصمته يقول له {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فكان صلي الله عليه وسلم إذا جالسهم لم يقم من بينهم إلا إذا قالوا له: قد أذنا لك يا رسول الله فاذهب حيث شئت وإذا صافح أحدهم لم يكن يسحب يده من يده حتى يترك المصافح يده وإذا احتاجوا إليه في أمر يرسلون إليه الطفل الصغير فيأخذه من يده ولا يسأله النبي إلى أين؟ ولا من الذي أرسلك؟ لأنه صلي الله عليه وسلم كما قال فيه ربه {حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}

ألف بينهم على هذا الأساس القرآني وعلى هذا الهدي النبوي أخرج الدنيا من قلوبهم فلم تكن الدنيا أكبر همهم ولا مبلغ علمهم لم يكونوا طلاب رياسات ولا راغبين في جمع الدنيا بأي كيفية وأي وسيلة وإنما كانت رغباتهم أن يبلغوا رسالات الله وأن يساعدوه في نشر دين الله ونذروا أنفسهم للدعوة الإسلامية طلبا لمرضاة الله لا يرجون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا وإنما يرجون من وراء ذلك عند الله جنة عالية ونوراً وسروراً وفضلاً كبيراً يوم لقائه في دار جنانه ودار رضوانه

[1] سنن أبي داود ومسند أحمد عن ثوبان رضي الله عنه





منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


حفيدة الألباني 18-05-13 05:02 PM

رد: سلاح البركة
 
.

تم دمج المواضيع مع بعضها
+
وضعها تحت عنوان .. مقتطفات من كتاب (أمراض الأمة وبصيرة النبوة) .. متجدد

,,

ياليت أخوي تضع المواضيع كلها في هذا الموضوع وبإذن الله متابعين معك

كل الشكر لك

..

أهل المعية 19-05-13 04:18 PM

رد: مقتطفات من كتاب (أمراض الأمة وبصيرة النبوة) .. متجدد
 
ان شاء الله أختى حفيدة الألبانى
جزاكم الله خيرا
وتسعدنى متابعتكم أسعد الله قلبك

أهل المعية 19-05-13 04:25 PM

رد: مقتطفات من كتاب (أمراض الأمة وبصيرة النبوة) .. متجدد
 


بسم الله الرحمن الرحيم

حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ لو نزع حب الدنيا من قلوبنا لغلقت المحاكم أبوابها لن نرى متنافسين ولا متصارعين ولا متحاسدين ولا متحاقدين بل الكل سيسلم تسليماً كاملاً لشرع الله وما يحكم به الله وما يحكم به العدول في الأمة من رجال الله العلماء العاملين الذين يرجون الحق ويحكمون بالحق طلبا لمرضاة رب العالمين حب الدنيا هو سر كل ما نحن فيه

وما المخرج؟

لا مخرج لنا إلا إذا أخلصنا العمل لله فكانت كل أعمالنا وكل حركاتنا وكل سكناتنا وكل أقوالنا وكل أفعالنا ننوي بها وجه الله لا نقول قولاً لإرضاء فلان ونحن نعلم أنه على غير الحق لأن هذا يخالف صريح الدين { الدِّينُ النَّصِيحَةُ }[1] لا أرى متخاصمين أمامي ثم أدعى إلى الشهادة فأقول لم أرى مع أنني رأيت وأنكر الشهادة وأكتمها {وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} حتى ولو كانت الخصومة بين أخي أو أبي وغيره من المسلمين فقد قال الله في شأن المسلمين السابقين والمعاصرين واللاحقين {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}

جعل الله هذه الأمة شهوداً على الأنبياء السابقين وأممهم لأنها أمة العدالة وأمة إحقاق الحق وأمة يقول فيها الحق في سر اجتبائها على سائر الأمم وخيريتها على سائر الأنام {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} جعل الإيمان بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أن مقتضى كلامنا مع بعضنا يقتضي أن يسبق الإيمان لكن كلام الله لحكمة يعلمها منزل القرآن عز وجل

أمة تقول الحق وتظهر الحق وتعمل لوجه الله لا تريد في أي عمل إلا وجه الله إذا كان قائداً أو جندياً فهو يعمل لله إذا كان خادماً أو رئيساً فهو يعمل لله جاء عمرو بن العاص وخالد بن الوليد بعد صلح الحديبية معلنين إسلامهم، فأصدر النبي صلي الله عليه وسلم قراراً نبوياً أن يتولى عمرو بن العاص قيادة إحدى الغزوات وتسمى غزوة ذات السلاسل وكان من جنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أي رجال هؤلاء؟ ماتت شهوات نفوسهم ولم يعودوا يريدون إلا وجه الله

وسمي خالد بن الوليد سيف الله المسلول وخاض خالد أكثر من مائة معركة حربية انتصر فيها جميعا وفي إحدى الغزوات وفي إحدى المعارك مع الروم وهي معركة اليرموك وكان المسلمون حوالي أربعين ألفا والروم حوالي أربعمائة ألف جاء خطاب من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح أن يتولى قيادة الجند ويعزل خالد ويُجَرد من جميع رتبه ويرجع جندياً عادياً انظر إلى الرجال الذين قال فيهم الله {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} جاء رجل لخالد وقال: يا خالد أرضيت بهذا الأمر؟ قال: نعم، قال: إن كنت رضيت بهذا الأمر فإنا لن نرضى وإني خلفي مائة ألف سيف ينتصرون لك إن رفضت هذا الأمر قال: بئسما أشرت به علي يا أخي أنا أقاتل لله إن كنت قائداً أقاتل لله وإن كنت جندياً أقاتل لله فلا يهمني هذا ولا ذاك

هؤلاء الرجال الذين أخرجهم الله من ظلمات الدنيا وشهواتها إلى نور الإيمان وجعلهم في معية النبي العدنان ما أحوجنا إليهم في هذا الزمان رجال يقول فيهم الرحمن {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ} ما وصفهم؟ الإخلاص لله لا ينطق فمه بكلمة إلا إذا تحقق أنها لوجه الله ولا تتحرك جوارحه بحركة إن كانت لعيادة مريض أو لتشييع جنازة أو لقضاء مصلحة لمؤمن أو لقضاء مصلحة للمجتمع أو لأي عمل إلا إذا أخلص النية فيها لله وكان يبغي بها وجه الله

لو توحدت النوايا وصفت الطوايا واتجهنا جميعاً إلى الله وكانت أعمالنا لله وأقوالنا لله وحركاتنا وسكناتنا لله لا لدنيا ولا لمظاهر ولا لشهرة ولا لرياء ولا لسمعة ولا لمناصب ولا لمكاسب في هذا الوقت لن يكون بين المسلمين خلاف ولا اختلاف وإنما سيكونون جميعا رجلاً واحداً لأن النية كلها لوجه الله وفيهم وفي أمثالهم قال صلي الله عليه وسلم {طُوبَى لِلْمُخْلِصِينَ أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى تَتَجَلَّى عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ ظَلْمَاءَ}[2]

[1] صحيح مسلم وسنن الترمذي
[2] شعب الإيمان للبيهقي
منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]






اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


أهل المعية 21-05-13 05:54 AM

رد: مقتطفات من كتاب (أمراض الأمة وبصيرة النبوة) .. متجدد
 

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالي في (8-9الحشر) {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{9}

هذه الآيات وضَّح الله فيها الأسس التي تُنَشَّأ عليها المجتمعات الفاضلة ومجتمعات المسلمين والمؤمنين في أي زمان ومكان ينبغي أن تكون مجتمعات فاضلة لأن أهلها تربوا على مائدة كتاب الله وتزكت نفوسهم على منهج حبيب الله ومصطفاه فأصبحوا مجملين بخير الأوصاف التي ذكرها الله في هذه الآيات ومن عجب أن هذه الآيات بيَّنت النموذج الأمثل لكل المجتمعات والذي بناه الله لسيدنا رسول الله في عصره وزمانه من الأنصار والمهاجرين ثم وضحت ما ينبغي أن يكون عليه مَنْ بعدهم إلى يوم الدين نحن ومن قبلنا ومن بعدنا حتى نكون كما قال الله لنا {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}الحشر7

وفي الآيات إشارات نورانية لمن أراد أن يكون من أهل الخصوصية لا بد أن يأخذ هذه الآيات على مسرح نفسه ويطبقها على نفسه حتى يتخلق بخلق الأفراد ويفوز بفضل الله الذي يعم به عباد الله الصالحين وأفراد الله المقربين في كل وقت وحين إذاً الآيات فيها أمر عام للمجتمعات وفيها إشارات خاصة للسائرين في طريق الله فمن أراد أن يُكَون مجتمعاً تقياً نقياً لا فيه مشاكل ولا فيه تطاحن ولا فيه صراعات ولا فيه تنافس في الفانيات فهاكم الآيات وضحت صفات أهل المجتمع الفاضل الذين اختارهم الله واجتباهم الله لحبيبه ومصطفاه وعلى هيئتهم من أراد أن يلحق بهم في أي زمان ومكان ليدخل في قول الله {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ{13} وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ{14} (الواقعة)

والمهاجرين والأنصار نموذج لأي تجمع إنساني أناس منتقلين إلى المكان وأناس مستقرين ولهم أهلية في هذا المكان هؤلاء يتشبهون بالمهاجرين وهؤلاء يتخلقون بأخلاق الأنصار وهؤلاء وهؤلاء يجمعون هذه الصفات ليكونوا من الصالحين والأبرار أي أن الذي يتخلق يجب أن يتخلق بخُلق المهاجرين والأنصار ليكون من الأخيار والأبرار والأطهار عند الله

{لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ} كلمة الفقراء تعني الذين أحسوا بأنهم بغير عناية الله ومعونة الله ورعاية الله وتوفيق الله وحول الله وطَوْل الله ضعفاء وفقراء لا يستطيعون دفع أي شيء عن أنفسهم ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً إلا إذا أمد واجد الوجود عز وجل بجوده وكرمه وأسعفهم بفضله وواسع نعمه فيعلمون علم اليقين أن الفضل كله لله وأن الخير كله من عند الله وأن باسط الأرزاق ومقسم العطايا هو الله وأن الذي بيده الأنفس كلها وبيده النعم والخيرات جميعها هو الله فلا يشاركه في ذلك أحد من خلقه لا من قبل ولا من بعد {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ}آل عمران73 فهل يجوز لأحد أن يتحكم في فضل الله أو يتدخل في توزيع عطاءات الله؟ ينبغي للمؤمن المـُؤمن بتمام الأدب أن يتأدب مع الله ويُسلم لله تسليماً كاملاً {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65






منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg

أهل المعية 23-05-13 06:00 PM

المهاجر
 

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤمن طوال عمره مهاجراً لأنه وقف عند قول الحبيب {وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ }[1] فدائماً يهجر ما نهى عنه الله وما حذر منه رسول الله إذا وُجدت فتن – كما نرى الآن – هجر هذه الفتن وصان لسانه وأعضاءه من الخوض فيها إلا إذا أراد أن يقول كلمة خير أو يتوسط ليصلح بين طائفتين أو يُهدئ الأمور بين فريقين وبذلك يكون قد أحسن وله كريم الأجر والمثوبة عند الله لكن لا يؤجج فتنة ولا يثير زوبعة ولا يردد الكلام الذي يزيد الأمور اشتعالاً بين الأنام يردد الكلام الذي يؤدي إلى الوفاق والذي يجلب الاتفاق

فالمؤمن دائماً وأبداً يهجر ما نهى الله عنه يهجر المعاصي ما ظهر منها وما بطن يهجر قرناء السوء {فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }الأنعام68 ويجالس الصادقين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}التوبة119 يهجر وسائل الإعلام التي تعمل على إثارة الفتنة وزيادة الاشتعال في صدور الأنام حتى يكون في راحة بال ويستطيع أن يؤدي ما عليه من فرائض أو ذكر أو تلاوة كتاب الله للواحد المتعال إذاً نفسي تشغلني بهذا عن الله

وقد قيل: (نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل) لأنك تحفظ ما تقوله الفضائيات وتذاكر ما تكتبه الصحف والمجلات وتقطع الوقت بالأحاديث التي تثبت أنك متابع جيد للفضائيات وقارئ عبقري لكل الصحف والمجلات لا تفوتك شاردة ولا واردة ولا رأى لفلان أو علان هب أنك جاءك أمر الله وأنت على ذلك ماذا تقول لربك؟ إذا كان الله يعاتب من شُغل بماله وأهله وماله يُنميه وأهله يقوم لهم بما كلَّفه به خالقه وباريه من مسئوليات فكيف يشغل نفسه بما لا يفيد لا في الدنيا ولا في يوم الوعيد

واقطع الوقت في نوال نفيس ؛؛؛؛؛؛؛؛ بجهاد لمحت فيه رضاه

إذا رأيت كثير من أهل هذا الزمان في خبال ويُضيعون عمرهم – كما قيل- في قيل وقال فهل يجوز لك أن تقتفي أثرهم؟ أو تمشي على منهاجهم؟ أم تمشي على منهاج سيد الأولين والآخرين وتقتفي أثر الصالحين؟ فالمؤمن ليس له وقت لقطعه في الفتن لا أقول: لا تتابع أو لا تقرأ لكن خذ الضروريات ولا تشق على نفسك بمتابعة التفصيلات واشغل نفسك بعد ذاك فالوطن كله بعد ذلك يحتاج إلى رجال قلوبهم صافية يتوجهون إلى الله بإخلاص القصد وصفاء الطوية وتُفتح لهم أبواب الإجابة ويفتح الله لهم كنوز الإستجابة فيدعون الله فيُطفئ نار الفتن إذا كان الكل مشغول البال بهذه الفتن فأين هؤلاء الرجال؟ هل نستطيع أن نستورد رجالاً من هنا ومن هناك ليدعوا لنا؟ وأين الصالحون فينا وأين رجالنا؟ نحتاج إلى بعض الصفاء وبعض الوفاء للقيام بما كلفنا الله ومتابعة حبيب الله ومصطفاه

سهام الليل صائبة المرامي ؛؛؛؛؛؛ إذا وُترت بأوتار الخشوع
يُصوبها إلى المرمى رجال ؛؛؛؛؛؛ يُطيلون السجود مع الركوع
إذا أوترن ثم رمين سهماً ؛؛؛؛؛؛ فما يُغني التحصن بالدروع


ألسنا في أمَسِّ الحاجة الآن إلى هؤلاء الرجال؟ ومن هم غيركم على أن تسدوا الباب لهذا اللغط الدائر في كل مكان وتتوجهون بإخلاص الطوية وصفاء النية أن يطفئ الله هذه النار المشتعلة في الصدور لو كانت نار متوهجة في المباني لاستعنا بمطافي أمريكا واليابان وغيرها لتطفئها لكنها نار في الصدور لا يُفلح في إطفائها الكافرون ولا المشركون ولا المساعدون ولا المعاونون لا يُطفئها إلا من يقول للشيء كن فيكون فنسأل الله أن يطفئ نار الكراهية والغضب والإحن في الصدور

فيجب أن نهجر لغو الكلام وكل ما يتعلق بالذنوب والآثام وكل ما يغير قلوب الخلق نحو دين الإسلام لأننا نقدم صورة قبيحة للإسلام في العالم كله أخطأ البعض فظنوا أنهم على الحق بينما لو نظر هؤلاء وهؤلاء لوجدوا أنهم يُسيئون إلى دين الله لأن العالم الغربي والأمريكي وغيره يُشنعون علينا الآن أن هذا هو الإسلام قوم مختلفون ومتفرقون ولا يجتمعون ويُراهنوا على أنهم لن يجتمعوا أبداً لأنهم وصلوا إلى طريق مسدود وهل هناك بين أي مسلم وأخيه طريق مسدود؟ ولماذا؟ من أجل الدنيا أو المناصب أو المكاسب صحيح أن هؤلاء يُسيئوا إلى الإسلام لأنهم لم يتربوا على مائدة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام فما أولانا أن نلفت نظر الناس ونظرهم إلى السُنَّة المباركة التي رباها الحبيب وكيف كان تعاملهم مع بعضهم


[1] صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود




منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


أهل المعية 25-05-13 07:00 AM

تاليف القلوب
 

بسم الله الرحمن الرحيم


لقد بُعث النبي صلي الله عليه وسلم وهاجر إلى المدينة وما بين قومين من الشر كما بين الأوس والخزرج في المدينة حروب متطاحنة ليس لها عد ولا نهاية تُحد لكن اسمع إلى الله وهو يقول {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}الأنفال63

ولو تدخل الشرق والغرب بعروضهم السخية وأموالهم وفرصهم ومساندتهم لن يستطيعوا أن يؤلفوا بينهم إلا إذا شاءت إرادة الله وإرادة الله مَن الذي يُحركها؟ أنتم {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ}الزمر34

لو اجتمعنا ولو قلة قليلة ونزهنا قلوبنا عن الميل إلى هذا أو ذاك وهؤلاء أو هؤلاء ودعونا الله بصدق وإخلاص ووفينا ببعض أعمال الخواص في هذه الأيام من صيام وقيام وذكر لله وصلاة على رسول الله وانشغلنا بهذه الأعمال التي تستوجب العطايا والنوال من الواحد المتعال ثم دعونا الله لاستجاب لنا الله جل في علاه فأنتم عليكم الآن إطفاء هذه الفتنة ليس بمساعيكم لأنكم ضعفاء أمام هؤلاء لكن بتوجهاتكم إلى الله وبلفت نظر الخلق إلى ما كان عليه أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار الذين يقول فيهم الله {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}الأنعام90

فإذا خطبت الجُمعة أو طُلب منك إلقاء كلمة أو درس أو موعظة أو نصيحة حتى ولو لرجل تجالسه أو لسمير تؤانسه أو زميل في العمل تخالطه وتكلمت عن ذاك غيرت ما بقلوب الناس وجعلتهم يتجهون إلى الله لكن لو كان الكل يخوض {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ }المدثر45 فمن يدعوا؟ ومن يسأل؟ ومن يُلح في الدعاء؟ ومن يكرر الرجاء لله غير هؤلاء الذين نحسبهم قريبين من الله بقلوبهم لصفاء نواياهم وقصودهم؟ فالصالحون أشبه الناس بصحابة رسول الله يكفي أنهم داخلين في قول الله {يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الكهف28

لا يطلبون وزارة ولا مال ولا دنيا وإنما يطلبون جميعاً رضاء الله ويكفي هذا في التشبه بأصحاب رسول الله على قدرهم ولهم جاه عند الله إن شاء الله فلا بد أولاً - لنُحقق المرام – أن نهجر جميع الذنوب والآثام ولذلك أناشد إخواني جميعاً إن كان في أحاديثهم مع بعضهم أو مع غيرهم أو من يتجول على مواقع النت منهم ألا يخوضوا في أحد لا في هؤلاء ولا في هؤلاء فنحن شعارنا نُجَمِّع ولا نُفَرق ونُؤلف ولا نثير فتن ونجمع الناس على الحب ونحاول أن نستل من صدورهم الشحناء والبغضاء

قد تقول إنك على الحق وتعرف الحق لكن أنت عرفت الحق من كلام الخلق إن كان من الصحف أو الفضائيات أو الإذاعات وقد قال صلي الله عليه وسلم عندما جاءه متخاصمان {إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا بِقَوْلِهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ فَلا يَأْخُذْهَا}[1] لأنه يقضي بالحجة التي أمامه وليس بما يعلم فأنت غير مأمور بمناصرة هؤلاء ولا معاداة هؤلاء وإنما نحن حمامة السلام ورمز الوئام الذين يجمع الله بنا في هذا الزمان أهل الإسلام على منهج الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام


[1] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي






منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg

أهل المعية 26-05-13 06:33 AM

ضعفاء المسلمين
 

بسم الله الرحمن الرحيم

{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} تلبية لأمر ربهم وتنفيذاً لطلب حبيبهم فإن الله يأمرك أن تخرج من دارك في أوقات الصلاة لتذهب إلى بيت الله ويأمرك أن تُخرج من مالك حق الفقير الذي أوجبه فيه الله مَن الذي أخرجك من هذا الأمر؟ الله

تخرج من دارك لأداء فرائض الله ولا تجلس في البيت كما يحدث في هذا الزمان فإن من الأمور التي أثرت في الروابط والعلاقات بين المسلمين اكتفاء الناس بالصلاة في البيوت وتركهم للمساجد إلا في يوم الجمعة وحتى إذا ذهبوا إليها يوم الجمعة لا يحاول واحد منهم أن يتعرف على إخوانه المصلين وسوَّل الشيطان لكثير من بني الإنس في هذا الزمان أنك ما دمت لا تحتاج إلى مال من أحد ولا إلى مصلحة من أحد فلا عليك أن تواصل الخلق أو توادهم أو تتعرف عليهم

وهذه والعياذ بالله سياسة أمريكية لأن ذلك سياسة أميركا وأهل الغرب وهو ما يُسمونه مذهب المنفعة لا يتحرك إلا إذا كان له منفعة مادية ولا يُدركون ما وراء المادة ولكن نحن جماعة المؤمنين نعلم علم اليقين أن المنافع التي تعود على الأخ من إخوانه المؤمنين الأُخروية والروحانية والدينية والربانية تفوق أضعاف أضعاف أضعاف الدنيا كلها من أولها إلى آخرها إذا سلمها له مولاه جل في علاه فإن الأخ يحتاج إلى أخيه في الدنيا قبل الآخرة لمنافع ربانية ولمنافع دينية ولمنافع إلهية جعلها الله بيننا وقال فيها في قرآنه {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}التوبة71

كل مسلم يحتاج إلى إخوانه المسلمين بل إن أغنى أغنياء المسلمين بل إن سلطان المسلمين يحتاج إلى أفقر رجل من المسلمين وقد كان صلي الله عليه وسلم وهو يُوَرث أصحابه هذا الهَدْى عندما يخرج بقواته وجيوشه إلى الغزوات يُعَرج على الشيوخ والعواجيز الذين لا يستطيعون الخروج للجهاد في مسجده المبارك ويقول كما جاء بالأثر يا إخوتي لا تنسونا من دعاءكم فإنما نُنصر بدعاءكم

وورد في القرطاس أنه صلي الله عليه وسلم قال لغلام المغيرة: ادع لنا واستغفر لنا وقال لعمر: لا تنسانا يا أخي من صالح دعواتك لما استأذنه للعمرة فهو لم يقل لإخوانه (إنا نُنصر بسيوفكم) بل قال الله لهم {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى}الأنفال17

ولذلك قال صلي الله عليه وسلم لنا وللمؤمنين أجمعين {ابْغُونِي فِي ضُعَفَائِكُمْ}[1] لأن الضعفاء لهم وجاهة عند الله دعوة من أي رجل مؤمن قد تراه ضعيفاً أو حقيراً أو فقيراً قد تُغير الكونين، قال صلي الله عليه وسلم {كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ}[2]

قد يكون مسلم فقير ضعيف لكنه يستطيع أن يُعَمر الصحاري وليس معه مال يذهب إلى الصحراء ويستغيث بمولاه فيُنزل الله له الماء ولا تستطيع الإمكانيات الضخمة أن تأتي بالماء لأن جوف الأرض ليس فيه ماء ولا تستطيع أن تصنع سحاباً وتُسيره ليروي هذا المكان بالماء لكن هذا المسلم الفقير إذا ذهب إلى أي مكان ولو كان صحراء جرداء وسأل الله فوراً أعطاه الله مناه سلاح الدعاء استهونت به الناس في هذا الزمان ولذلك لا بد أن نؤهل أنفسنا له ونجهز أنفسنا له ونتدرب على الدعاء حتى يُصلح الله بدعاءنا كل هذه الأنحاء والأرجاء إن شاء الله رب العالمين

{لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ }الحشر8

وهنا محط الكلام ما طلباتهم؟ وما الذي يحتاجونه؟ وما الذي يبغونه؟ وما الذي يرغبون فيه؟ هل تشكيل أحزاب سياسية؟ هل التنافس على المقاعد البرلمانية؟ هل الوصول إلى الوظائف العلية؟ هل تكوين شركات كبرى تبتلع الفقراء والمساكين؟ أبداً والله لكن الله يقول فيهم وهو أصدق القائلين {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً}

يريدون فضل الله ورضوان الله ولم يقل الله (جناناً) لأن الجنة فوقها مقام الرضوان وهو أعلى من مقام الجنة مقام الجنات بما فيها من أنواع فردوس وخلد وغيره مقام للنعيم التنعم بالمأكولات التنعم بالنساء التنعم بالمسامرات والمؤانسات والمحادثات مع الأصحاب والأصدقاء لكن مقام الرضوان يكون التنعم فيه بالمواجهات مع الله لذلك هو أعلى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ{22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{23} القيامة

وهم كانوا أكياساً علت همتهم فلا يطلبون إلا الأعلى والأغلى والأرقى من الله وعند الله جل في علاه هانت عليهم الدنيا وعلموا أن الدنيا لا تصلح لحى وطناً فلم يطلبوها وعلموا أن الله يجعل الدنيا خادمة ومسيرة وتابعة لمن يتوجه إليه ويجعل طالب الدنيا والحريص عليها والشديد في طلبها خادماً لها يسعى بجد نحوها ويشغل وقته في طلبها ولا يُحصل منها إلا ما كتبه الله له فيها وخسر الصالحات وخسر الطاعات وخسر القربات لأنه انشغل في طلب الدنيا عن هذه الأمور التي يهتم بها المقربون والمقربات

لكن المقربون والوجهاء علموا بتعليم الله أن الله يرزق من غفل عنه وعصاه فكيف لا يرزق من أطاعه ودعاه فوَلُّوا وجوههم بالكلية نحو الله وألقوا حبل الاعتماد على الله وتوكلوا بالكلية على فضل الله فجعلهم الله كما قال في كتابه {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}النحل97

فعاشوا في الدنيا في حياة طيبة لا فيها هم ولا غم ولا نكد ولا بلابل ولا شجون ولا شئون وإنما هي فرح دائم بما يرد على قلوبهم وبما يرد على خواطرهم من عالم الله من باب {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ}البقرة282

ومن باب{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الجمعة4
{يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} فإذا ابتغوا فضل الله ورضوانه فعليهم أن يقوموا في الكون{وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}


[1] المستدرك والطبراني
[2] سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان






منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


حفيدة الألباني 27-05-13 04:19 PM

رد: مقتطفات من كتاب (أمراض الأمة وبصيرة النبوة) .. متجدد
 
.

مواضيع ودروس قيّمة أخي

جعلها الله في موازين حسناتك

بوركت

,,

تم دمج المواضيع

..

أهل المعية 30-05-13 04:40 PM

المنهج الوسطى
 

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف ننصر الله ورسوله؟ بنشر المنهج الوسطي الذي كان عليه النبي وأصحاب النبي من المهاجرين والأنصار وأتباع النبي إلى يوم القرار الفتنة الجلية التي تراها الآن تجدها بين مفرطين ومتغالين لكن أهل الوسطية المساكين هم القاعدون وليس لهم شأن بها وإن كان لا بد أن يُلحقهم ضرر لأن هذه أمور تمس أهل الوطن أجمعين

فنحتاج إلى نشر ثقافة الوسطية حتى نخرج من كل هذه الضبابات التي فجرها لنا أقوام متشددون وجعلوا القلاقل في كل أرجاء الأُمة الإسلامية وشوهوا المسلمين بين العوالم الأخرى بما أخرجوه من تشدد ومن فظاظة ومن غلظة ومن خشونة في التعامل ومن تسلط في الآراء ومن اعتقادهم أنهم وحدهم على الحق وأن ما سواهم على الباطل

عصبية ليست في دين خير البرية صلي الله عليه وسلم ويسارعون – هداهم الله – إلى تكفير الموحدين وإلى الرمي بالفسق للمسلمين المصلين كيف هذا؟ ويغفلون عن أن هذا إساءة بالغة إلى هذا الدين الذي قال فيه الله {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}آل عمران19

وقال فيه صلي الله عليه وسلم {إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ}[1] تركوا اليسر وعسروا على الناس أمور دينهم

فنصرة دين الله ونصرة الله ورسوله في هذا الزمان بنصرة الوسطية التي كان عليها حبيبنا وقرة عيننا سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحبه الكرام لا نستطيع أن نلعن مسلماً ولا أن نكفر مؤمناً ولا أن نُخرج من يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله) من الملة حتى ولو ارتكب كبيرة من الكبائر ولم يتب منها إلى الموت وإنما نقول: أمره مفوض إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء غفر له ما دام قال (لا إله إلا الله محمد رسول الله) حتى لو كان قالها خوفاً من سيف أو خوفاً من حاكم أو طلباً لمنفعة فقد قال صلي الله عليه وسلم فيمن قالها { َمَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلا بِحَقِّهِ }[2]

ناهيك بمن يُقتلون المسلمين ويرفعون السلاح على الموحدين هذا أمر لا ينبغي أبداً السكوت عنه لا نجابههم بمثل أفعالهم وإنما نوضح ونبين حقيقة هذا الدين ويسره وتيسيره ووسطيته للعالم أجمع حتى يعلم العالم حقيقة الإسلام

وأول الناس وأولى الناس الذين يحتاجوا إلى هذه المعرفة إخواننا الذين يشاركوننا في الوطن إن كانوا مسيحيين أو ما يدَّعون عنهم أنهم ليبراليين هب أن هؤلاء الليبراليين لا يُقرون بالدين وبعضهم – كما يقول البعض شيوعيين أو وجوديين أو غيره، – ما دام في أرض الإسلام وتَسمَّى باسم من أسماء الإسلام وينتسب إلى أبوين مسلمين ولا يقول لذلك بقول ولا يدل على ذلك بفعل وإنما حتى ظاهراً يقول إني مسلم فينبغي علىَّ أن أُظهر له في فعلي وقولي معه سماحة الإسلام ويُسر الإسلام وأن الإسلام دين الأُخُوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات10

فإذا فعلنا ذلك ننتقل إلى الجانب الآخر فنحاول أن ننزع الشحناء والبغضاء ونضع مكانها المحبة والمودة والأُلفة والشفقة والعطف والحنان {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ} ما أول شيء {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} الحب ثم بعد ذلك {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا} الحشر9

المسلم لا يجد شيئاً في صدره على أي واحد من المؤمنين حتى المحاربين له إن كانوا يحاربوه والمؤذين له إن كانوا يؤذوه لأنه لا يحمل في قلبه إلا السلامة ويحرص على أن يكون متخلقاً بقول الله {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89

أهم شيء يحافظ عليه المرء سلامة القلب من آفاته وأعظم آفات القلب الغل والحقد والحسد والشح والكراهية والبغضاء وغيرها من الأمراض التي عمت أرجاء الوطن الآن فقطَّعت حبائل المودة وجعلت الإخوة أعداء والأصدقاء فرقاء وصلة الأرحام أصبحت في خبر التاريخ ولم تعد موجودة إلا في أقل القليل

كل ذلك توارى لأن المحبة خرجت من الصدور ووضع مكانها والعياذ بالله البغضاء والشحناء من أجل دنيا فانية قد يسعى الإنسان إليها ولا يُحَصِّلها وقد يُحصِّلها ولا ينتفع بها وقد يجمعها من حرام فيُنفقها في الذنوب والآثام وقد يجمعها للورثة ويأخذها الورثة فينفقونها فيما لا يُرضي الله فيُحاسب على هذا المال كله من أين جُمع؟ وفيما أُنفق؟ لأنه لم يهذب أولاده ولم يُعلمهم دين الله وتركهم يتصرفون على أهوائهم فيُشاركهم في هذه المسئولية يوم لقاء الله جل في علاه

ما الشيء الذي في الدنيا يستوجب أن يبغض الأخ أخاه من أجله؟ رئيس جمهورية إلى متى؟ هل إلى يوم الدين؟ هب أنك ستظل رئيساً إلى يوم الدين ويوم القيامة ماذا سيكون وضعك وشأنك؟ لقد قال أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وسيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه{ينبغي أن نقول عند نعى أي عبد: مات عبد الله فلان} وينهى عن تلقيبه بألقاب هل يأخذ الأوسمة والنياشين معه إلى قبره؟ هل تنتقل السلطات معه إلى عالم البرزخ؟

إذاً ما الشيء الذي في الدنيا يبغض من أجله الأخ أخاه أو يحارب صديق أو يعادي قريب؟ والله لا فيها شيء أبداً يفرح به الإنسان لأن الشيء الذي ينبغي أن تفرح به ما يدوم لك الفرح به وما الشيء الذي يدوم الفرح به في الدنيا؟ لا يوجد {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58

نحن نريد أن نعمل في هذا الزمان عطارين فنبيع حبة المحبة ونضعها في قلوب المسلمين والمؤمنين والموحدين أجمعين ونجالس الخلق وننزع منهم البغضاء والشحناء ونضع مكانها الحب لله والحب لرسول الله والحب لكتاب الله والحب للصالحين والحب لعباد الله أجمعين حتى نكون في الجنة في الدرجة العظمى مع أمير الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم

مجالسنا تكون كلها محبة وكلماتنا كلها تعبر عن المحبة وتتحدث عن الأحبة وفي أي زمان ومكان لا نجالس إلا الأحبة {وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119

ولا نتكلم إلا بالمحبة {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} النساء114

ننشر الحب والوئام للكل وابدأ بنفسك فانشر الحب بين بيتك وأولادك وزوجك ثم إخوانك ثم جيرانك ثم ينتشر الحب لأن الإسلام ما انتشر إلا بالحب السلاح الذي نُشر به الإسلام في كل أركان الوجود هو سلاح المحبة حمله أحبة فنشروا المحبة في كل أرجاء الكون إياك أن تعتقد أنهم نشروا الدين بالكلام فلم يكونوا ذو فصاحة كما نراهم الآن ولم يكن معهم فضائيات مما نشاهده الآن ولم يؤلفوا كتب ولم ينشروا مقالات في صحف وإنما كتبوا في الصدور بخيوط النور محبة الله ورسوله والمؤمنين {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}المجادلة22


[1] صحيح البخاري والنسائي وابن حبان
[2] الصحيحين البخاري ومسلم والنسائي






منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


حفيدة الألباني 30-05-13 09:07 PM

رد: مقتطفات من كتاب (أمراض الأمة وبصيرة النبوة) .. متجدد
 
.

(وجعلناكم أمة وسطا) .. لا غلو في الدين ولا تقصير

,,

جزاك الله خير الجزاء أخي

بارك الله فيك

..

هايدى السويدى 31-05-13 11:55 AM

رد: مقتطفات من كتاب (أمراض الأمة وبصيرة النبوة) .. متجدد
 
من أجمل ما قرأت على النت موضوووع فى قمة الروووعة ماشاء الله سلمت يمينك

أهل المعية 01-06-13 10:10 AM

كيف الخلاص
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الناظر إلى أحوالنا الآن في قرانا ومُدننا و في مساكننا وطرقنا و في كل أحوالنا وشئوننا يجد أمرنا - ونحن المسلمين - عجباً .. نتلمَّس الشفاء مما نحن فيه من أدواء إن كانت أدواء حسيّة أو أدواء معيشية أو أمراض وعلل اجتماعية نتلمَّس الشفاء لكل ذلك في الخيرات الحسيّة التي تنتجها الأرض والتي يُساوى الله فيها بين المؤمن وغير المؤمن

الكل يظن أن حل كل هذه المشاكل بالماديات وبالمال وبالخير ولذلك نطلب فيه المساعدات ونمد الأيدي حتى لأهل الشقاء حتى أعداء دين الله نمد أيدينا إليهم طالبين المال ونظن أن المال هو الذي سيصلح الأحوال بينما نبينا صلي الله عليه وسلم وقرآننا وأحوال مجتمعاتنا الإسلامية التي كانت نماذج مضيئة لكل البرية ما الذي أصلح أحوالهم؟ الأدوية القرآنية المعنوية فإن الله لو ملَّك لكل رجلٍ منا ما يحتاج إليه ويزيد ويفيض بل ما يطلبه من المال وترك في الصدور داء الطمع والحرص فهل ستُحَل المشكلات؟

إن الذي فيه مرض الطمع يقول فيه صلي الله عليه وسلم {لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْئًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ}[1] وكما نرى وكما نشاهد أن جامعي الأموال هم أحرص الناس كما قال الواحد المتعال على الحياة {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} البقرة96

كلما زاد معه المال كلما زاد حرصه وكلما نما طمعه وكل مشكلات الوجود إن كانت فردية أو أسرية أو اجتماعية في أي زمان ومكان تجد أن السبب الذي وراءها وحصلت المشاكل بسببه هو المال حتى وصل الأمر - كما نحن الآن - إلى أن الأخ يهجر أخاه بل وربما يهجره بسبب المال وفتنة المال هي التي حذرنا منها الواحد المتعال والمال فتنة فقال {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} التغابن15

تفتن الإنسان وتجعله مشغولاً عن الذي خلقه وأبدعه وسوّاه وهو الله جلّ في عُلاه إذاً ما الذي يحلّ هذه المشكلات؟ الأدوية القرآنية التي مزجها الحبيب صلي الله عليه وسلم وخلطها بسنته البهية وركَّب منها أدوية وأشفيه عالجت كل أمراض النفوس الإنسانية في زمانه وإلى يوم الدين

نأخذ دواءاً واحداً منها وهو الحب من أين نشترى الحب الآن؟ هل توجد في الصيدليات كبسولات للحب أو شراب للحب؟ هل يوجد في المتاجر؟ أو هل تصنعه المصانع؟ هل يوجد هذا الدواء في عالم الأغنياء في أوروبا أو أمريكا أو اليابان وما غيرها؟ لا .. لأنهم سيطر عليهم حب الدنيا وأصبح كل همّهم الدنيا وما يُوصّل إليها وما يجعلها لهم

وجد النبي صلي الله عليه وسلم أن خلاص النفوس وراحة المجتمعات والقضاء على كل المشكلات أن الناس تتحاب فيما بينها يُحبون الله ثم يُحبون نبي الله ثم يحبون كتاب الله ثم يحبون بعضهم بعضاً في الله هذا الحب هو الذي يحلّ كل المشكلات وقد رأينا وسمعنا كيف حلّ هذا الحب المشكلات على الطبيعة

هاجر أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم من مكة وغيرها إلى المدينة وتركوا وراءهم أموالهم ودورهم وتجاراتهم وكل ممتلكاتهم وذهبوا إلى المدينة معتمدين على ربهم ولا يملكون من حطام الدنيا لا قليل ولا كثير ماذا فعل أهل المدينة الذين انشرحت صدورهم للإسلام وامتلأت قلوبهم بالحب الخالص للرحمن؟ وسعوهم بصدورهم ففتحوا لهم بيوتهم واقتسموا معهم أموالهم وشاركوهم في أرزاقهم بسخاوة نفسٍ وبسلامة طبع لا عن ضيقٍ ولا عن حياء ولا عن تعسُف بل إنما بمحبة حتى قيل أن الرجل المهاجر كان يأتي إلى المدينة فيأتي خمسون رجلاً من الأنصار وكل رجلٍ منهم يريد أن يحصل على هذه الغنيمة ولا يرى أن ذلك غرامة بل يراها غنيمة للحب الذي في القلوب وفي الصدور وكل واحد منهم يريد أن يظفر به حتى كان النبي صلي الله عليه وسلم يُجرى قرعة بينهم بين الخمسين رجلاً أو يزيد ليخرج رجلاً منهم ظافراً بالغنيمة

وما الغنيمة؟ رجلٌ مهاجرٌ طريد شريد يأخذه إلى بيته يقتسم معه ماله ويُنصِّف معه بيته لماذا هذا كله؟ رغبة فيما عند الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}الحشر9

الإيثار الذي نتج عن هذا الحب لله وللنبي المختار صلي الله عليه وسلم هذا الحب الذي جعل النبي صلي الله عليه وسلم له مقياساً وترمومتراً في قلوب الصادقين متى يكون الإيمان الذي يستوجب رضا ومحبة رب العالمين في قلب المؤمن؟ إذا كان كما قال النبي صلي الله عليه وسلم {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[2]

إذا كان المؤمن يُحب لإخوانه المؤمنين من المال ومن الأولاد ومن الجاه ومن الخيرات ومن الأرزاق ومن البركات ما يُحب لنفسه فهذا دليل وبرهان على صدق الإيمان في قلبه للرحمن
وإذا كان يُحب نفسه أكثر من غيره ويريد أن يستأثر بالخيرات ويكون له أعظم غنيمة من الأموال والعطاءات دون إخوانه المؤمنين يكون في هذا الوقت محتاج إلى تجديد وإلى فيتامينات قرآنية وإلى كبسولات نبوية ليقوى هذا الإيمان حتى يصل إلى درجة الإيمان الذي أثنى عليه الرحمن والذي وصفه النبي العدنان صلي الله عليه وسلم



[1] صحيح البخاري وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه [2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي






منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

http://www.fawzyabuzeid.com/data/Boo...o_alnebwaa.jpg


الساعة الآن 03:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية