منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   حصري 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى) (https://www.liilas.com/vb3/t185631.html)

زهرة منسية 16-03-13 07:39 PM

293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
مساء الخير على عيون أحلى عضوات
موعدنا مع الجزء الثانى من سلسلة روبين دونالد
293 - دمعة تضئ القلب


و نشوف مع بعض حكاية تانى أمير من أمراءنا البواسل
اتمنى أنو تقضوا وقت حلو معايا فى متابعة احداث الرواية
و إذا عجبتكم الرواية برجاء ألا تنسوا الضغط على http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3455395782.gif




زهرة منسية 16-03-13 07:56 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
دمعة تضئ القلب
منتديات ليلاس

كان الأمير لوكا أوف داسيا سيفقد الكثير إذا اكتشف أحد سره . وهو لا يثق بشئ أو بأحد و خصوصاً بالمشاعر التى تثيرها فيه الكسا ميتون . قد تكون جميلة لكنها خطيرة و لا وقت لديه ليبعدها عن الجزيرة النائية حيث التقيا وجهاً لوجه.
أمر لوكا بحجز الكسا بهدف إرضاء مشاعره المتضاربة
سيبقيها بأمان خلف أبواب موصدة فقط ليحافظ على سره , أم لأسباب أخرى ؟


لا أحل نقل تعبى و جهدى دون ذكر أسمى زهرة منسية
و أسم منتديات ليلاس


زهرة منسية 16-03-13 08:02 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
1 – ابتسامة قاتلة


اندفعت المسئولة عن الحفلات فى الفندق إلى داخل غرفة تبديل الملابس العاجية اللون الخاصة بالموظفين و التعب باد على محياها . لكن تجهم وجها هدأ بشكل مفاجئ ما أن رأت المرأة هناك.
صاحت :"الكسا , الحمد لله خشيت ألا تتمكنى من المجئ . هذه الأنفلونزا التعسة قد أصابت معظم النادلين الذين يملكون تصاريح بالدخول"
ردت الكسا و هى تلبس الجوارب :"أهلاً كارول ,لم أكن اعرف أنى لدى تصريح بالدخول"
نظرت إليها كارول بقليل من الخجل :"بوجود كل هؤلاء المصرفين ذوى النفوذ فى أوكلاند واللذين يحضرون هذا المؤتمر أصر المدير على أن ندقق بهوية كل شخص من دون أن نذكر المسئول عن أمن أمير داسيا و الذى يكاد يقودنا إلى الجنون"
ثم أردفت:"ليس معك ما يثير الشبهات , بالتأكيد"
كان فى صوتها شئ ما أنذر الكسا :"هل ذكرت أننى مصورة فوتوغرافية؟"
علت وجه كارول المغطى تماماً بالمساحيق تكشيرة :"كلا , فبسبب جنون الارتياب الذى يسود هذا المكان, رأيت أن لا أمل لدىّ فى إقناع حارس الأمير بأنك مصورة صاعدة , ولست واحدة من أولئك المصورين البغيضين الذين يلاحقون الشخصيات المشهورة!"
قبل خمس سنوات كانت كارول تملك أفضل مطعم فى المدينة , و استخدمت الكسا بدوام جزئى لمساعدتها . كانت الكسا حينها طالبة فى سنتها الجامعية الأولى من دون عائلة أو مال , و كانت ممتنة جداً للوظيفة .
و هى لا تزال تسر بمساعدة رئيستها السابقة عند الضرورة .
انتصبت الكسا لترتدى تنورة سوداء طويلة و بلوزة بيضاء كلاسيكية و قالت بمرح:"إن رجال الأمن يأخذون أجورهم ليكونوا يقظين"
ــ أنه ليس سيئاً جداً كما أعتقد.
وراحت تتفحص الكسا بعينين محترفتين :"ظننت أنك لن تقبلى بعمل مؤقت"
ــ مازالت أدخر المال من أجل رحلتى إلى إيطاليا للبحث عن جدى.
منتديات ليلاس
ــ أخبرينى عندما تقررين السفر لكى أشطب اسمك من جدول الخدمة.
كانت أصابع الكسا الطويلة على القماش و هى تزرر القميص , ضحكت قائلة :"لن يكون ذلك قبل شهرين. لكن حتى لو كنت أملك بطاقة السفر فأنى أتلهف لفرصة رؤية الدوق لوكا أوف داسيا عن قرب"
فتحت عينيها الرماديتين إلى أقصى اتساعهما و حركت رموشها السوداء الطويلة عدة مرات و تكلفت الابتسام :"أنه ليس ضيفاً عادياً اعتيادياً لبلد عادى كـ نيوزيلندا لذا فقد تكون هذه فرصتى الوحيدة لإبداء إعجابى بصاحب الوجه البهى الذى تملأ صوره ملايين المجلات و الجرائد"
انحنت كارول إلى الأمام و انخفض صوتها ليصبح أكثر حميميه :"إسخرى قدر ما تشائين لكنه حقاً فى غاية الجمال و بشكل خطير"
ــ فلنأمل أن أتمكن من السيطرة على رهبتى و افتنانى بما يكفى لئلا أوقع عليه فطاير القريدس .
آه, لو أمكننى العودة إلى سن الثالثة و العشرين فكرت كارول فمن الرائع أن تبدو فى سن الثالثة و عشرين من جديد! مع أنها لن تتمتع أبداً بمثل جمال الكسا , بلون بشرتها العاجئ الدافئ و شعرها النحاسى . فهذه الشابة تتوهج كزهرة غريبة حبيسة فى غرفة ضيقة.

منتديات ليلاســـ



زهرة منسية 16-03-13 08:05 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

صححت لها كارول بخفة :"ليس هناك فطائر , انتهت موضتها مع الخمسينيات . هل تملك الجامعة الإيطالية أى معلومات عن جدك؟"
هزت الكسا كتفيها :"لا شئ على الإطلاق"
و بدأت بتجديل شعرها الكثيف ببراعة و رشاقة , مضيفة :"إما أنهم لا يريدون تقديم أى معلومات و إما أن لغتى الإيطالية سيئة جداً فلم يتمكنوا من فهو رسالتى !"
ردت كارول مبدية تعاطفها و هى تلقى نظرة سريعة على لوح تحمله:"هذا مؤسف!"
ثم رفعت نظرها لتضيف :"بالمناسبة , مع أنه زير نساء بالتأكيد إلا أن لوكا أوف داسيا لم يعد دوقاً . فبعد وفاة والده منذ سنة أو ما يقاربها أصبح أمير داسيا . إنه السليل الوحيد للعائلة الملكية القديمة باغاتون"
راحت الكسا تبحث فى حقيبتها عن أحمر الشفاه :"كيف أرد عليه إذا وجه الكلام إلىّ؟"
تنهدت كارول :"فى المرة الأولى خاطبيه بصاحب السمو الملكى, وبعد ذلك سيدى"
تنهدت كارول ثم أردفت :"هذا لايبدو عادلاً أليس كذلك؟ أن يمتلك يمتلك رجل واحد كل شئ....السلطة, المال , الجمال...و الذكاء أيضاً"
ضحكت الكسا:"ذكاء؟ دعك من هذا , إنه رجل مستهتر"
ــ لم يكن ليترأس أحد أهم المصارف فى العالم لو لم يكن ذكياً.
ردت الكسا بخشونة:"والده هو الذى أسس المصرف و لهذا السبب و ليس لأى سبب آخر تولى هو هذا المنصب"
أخرجت الكسا أحمر الشفاه و قالت بخشونة :"إذا كان مروجو الشائعات فى الصحف و متتبعو أخبار الأمراء فى العالم على حق فإن الأمير لا وقت لديه ليكون مصرفياً مبدعاً فهو منشغل جداً بالخروج مع النساء الفاتنات من كل أنحاء العالم و تناول العشاء معهن ومعاشرتهن"
ابتسمت كارول ابتسامة عريضة :"انتظرى فقط إلى أن تريه. إنه....رائع, رؤيته تسبب الارتباك"
ــ خلال السنوات العشر الأخيرة لم أفتح مجلة أو جريدة إلا و بهرتنى منتديات ليلاس فيها صوره, أوافقك...لا يحق له أن يكون وسيماً إلى هذا الحد....هذا طبعاً إذا كنت تفضلين الرجل الأسمر,ذا البشرة الداكنة و المعروف بأنه زير نساء.
اعترضت كارول بحدة :"زير نساء...إنه ليس كذلك , كما أن المصورين لا يعطونه حقه. فأى كان تعريف الجاذبية فهى تتدفق منه بشكل يسبب الاضطراب"
ثم تابعت :"بالفعل تقدم مصورون من كل أنحاء العالم بعروض مغرية جداً لعدد كبير من العاملين هنا شرط التقاط صور له"
ــ كنت أعلم أن على إحضار الكاميرا...كان بإمكانى إخفاءها داخل قميصى على طريقة جيمس بوند
و أضافت الكسا و هى تمرر أحمر الشفاه على شفتيها المكتنزتين :"صورة واحدة له و هو يحتفل مع هؤلاء المصرفيين ستغطى على الأرجح مصاريف رحلتى إلى أوروبا"
ــ لست ضخمة بيما يكفى لتخبئى أى شئ داخل قميصك. أنت بارعة لكنك ليست بدينة , هذا ما أنت عليه.هل أحضرت معك الكاميرا؟
هزت الكسا رأسها:"لم أجد ذلك مناسباً"
أجابت المرأة الأكبر سنناً :"أنت على حق"
ثم أضافت بعد تفكير :"أمير داسيا ليس بالرجل الذى أرغب بالتصادم معه"
كانت الكسا لا تزال تضع أحمر الشفاه حين توقفت يدها فجأة و هى تنظر فى عينى كارول القاسيتين من خلال المرآة :"أنه أمير طائش و مغرور , أليس كذلك؟ و معتد بنفسه؟"
ــ أنه أبعد ما يكون عن ذلك بحسب ما يقوله أولئك الذين تعاملوا معه و الموظفين يقولون إنه لطيف جداً.
ــ و لكن....ماذا؟
أنهت الكسيا وضع أحمر الشفاه و أعادت الغطاء إلى مكانه و راحت تنظر إلى صورتها فى المرآة . ثم رفعت بصرها و قالت بسرعة :"لا تجيبى على ذلك...أنا آسفة للسؤال. أعرف أن عليك أن تكونى متكتمة"
شردت كارول بأفكارها :"إنه من الرجال الذين لا يمكن تجاهلهم, فهو ليس وجهاً وسيماً و جسماً رائعاً و حسب بل ما ينبع من داخله"
أدارت الكسا رأسها فتلك الجدية غير الاعتيادية فى حديث المرأة الأكبر سناً قد أثارت فضولها :"ما هو هذا الشئ؟"
ــ إنها الجاذبية على ما أظن . رأيته يتحدث إلى المدير, ليشكره على الترحيب الذى لاقاه...لا شك أنه قام بهذا النوع من المجاملات آلاف المرات , لكن لم يظهر عليه أى أثر للضجر
رفعت الكسا حاجبيها :"إن أولاد العائلات المالكة يتدربون منذ الطفولة على ممارسة هذا النوع من العلاقات العامة. إنهم على الأرجح يتلقون دروس فى كيفية إظهار سحرهم و كيفية التحكم بعضلات وجوهم"
ــ أعلم ذلك, أراهن بلآلتى أنه ليس مجرد رئيس صورى أو أرستقراطى .
بدا لى أن طاقة جياشة تتأجج تحت لك القناع الاجتماعى العابث . يبدو أنه يتحلى بالسلطة و النفوذ.
هزت كارول كتفيها :"لا يثير هذا الرجل اهتمامك وحدك للأسف! إذا بدأ أحدهم بطرح الأسئلة أو بطلب معلومات عن تحركاته فأبلغى رجال الأمن بذلك"
ظهر الاشمئزاز على وجه الكسا ووضعت أحمر الشفاه دخل الحقيبة:"سوف أفعل"
ألقت كارول نظرة على ساعتها :"النجدة! يجب أن أذهب ... شكراً لك مرة أخرى لمساعدتى فى هذا العمل الشاق. يا إلهى....من الأفضل أن أذهب! إذا واجهتك أى مشكلة فابتسمى....ابتسامتك القاتلة"
أجابتها الكسا بشئ من الغرور :"لن تنفع ابتسامتى إذا أفسدت بزة أحد الموجودين و خاصة إذا حملت توقيع أحد أكبر مصممى الأزياء . لقد أمضيت فترة ما بعد الظهر كلها أتمرن على عبارات الأحترام"
ارتجفت كارول :"لقد أكتمل منذ خمس دقائق الطاقم الذى سيقوم بخدمة المأدبة. صلى كى يبقى العدد كافياً! تعالى , سأرافقك إلى تحت فقد تجدين الفرصة لتستخدمى لغتك الإيطالية"
تعلمت الكسا اللغة الإيطالية فى المدرسة ثم الجامعة بعد وفاة والديها تحضيراً لليوم الذى ستذهب فيه إلى إيطاليا للبحث عن قبر جدها فربما تجد لها أقارب هناك.
منتديات ليلاس
لن تكون بالطبع موضوع ترحيب لأنها حفيدة غير شرعية لكن معرفتها بأنها ليست وحيدة فى هذا العالم ستحررها من القلق و الشعور بالوحدة الذى تحسه بداخلها . أثناء الغليان الذى ساد الدقائق الأخيرة للتحضيرات راحت الكسا تتمرن على إظها ابتسامة احترام محايدة, قبل أن تحمل بأناقة صينية عليها مقبلات محضرة من المحار الطرى اللذيذ. حملتها بثبات و بدأت رحلتها داخل الغرفة حيث يتواجد كبار رجال الأعمال و المال و أصحاب النفوذ فى العالم.
راحت الكسا تنتقل ببطء محاذرة أن يلهيها اهتمامها بملابس النساء عن القيام بعملها بشكل جيد.
كانت تحدق خفية بإحدى النساء و التى ترتدى ما بدا لها أنه معطف ضيق مصنوع من قماش قرمزى شفاف عندما أمرها صوت نسائى من خلفها:"أيتها النادلة , إلى هنا من فضلك"
لحسن الحظ تمكنت الكسا من إظهار ابتسامة خفيفة و هى تلتفت إلى امرأة أنيقة المظهر تبدو عليه مظاهر النفوذ.
سألتها المرأة :"هل هذا مصنوع من المحار؟"
ابتسمت الكسا برزانة و حيادية و هى تقدم لها الطبق:"نعم إنها كذلك"
ابتسمت المرأة للرجل الواقف أمامها و قالت له بنبرة مختلفة تماماً :"جرب هذه سيدى....إنها نوعية نيوزيلندية فريدة. نحن نعتقد أن المحار عندنا هو الأفضل فى العالم"
أجابها صوت رجولى عميق بلهجة واثقة إنما تخلو من الكياسة :"هذا إدعاء كبير"
استرقت الكسا نظرة من خلال رموشها إلى صاحب الصوت . إنه يرتدى بذلة سهرة فى غاية الأناقة تظهر كتفين عريضين و وركين نحيلين . إنه ساحر الجماهير صاحب أكبر عدد من الصور , الأمير لوكا باغانون أوف داسيا. هكذا فكرت الكسا بشئ من الاستهزاء . إنه و سيم تماماً كما يظهر فى الصور !
قسمات وجهه المنحوتة ذات تأثير فورى , كذلك فمه الذى يجمع الجمال و القوة و القدرة الهائلة على ضبط النفس.
فى تلك اللحظة التقت عيناها بعينيه الذهبيتين بلون النار المتجمدة اللتين كانتا تنظران إليها بتفحص عديم الرحمة.
جمدت الكسا فى مكانها و شعرت كأنها تخضع للقياس و الحكم . بدت ضعيفة و راحت الصينية ترتجف بين يديها . لقد كانت كارول محقة فى وصفها الهالة القوية المرعبة التى تميز هذا الرجل و التى تفرض سيطرته الرجولية على الآخرين . إن الأمير لوكا أوف داسيا رجل ساحر...إنه أمير الظلام المدمر.
راح قلبها ينتفض داخل صدرها فأحكمت الكسا قبضتها على الصينية لتحملها بثبات بينما كانت يديه الأنيقة الطويلة تمتد لتناول بعض المقبلات .
قال بصوت متزن يحمل نبرة ساحرة لا مبالية :"شكراً لك"
مع أن الكسا كانت تنوى الابتعاد من دون النظر إليه, إلا أن نظرة منها أفلتت باتجاهه, مما جذب انتباه تلك العينين الساحرتين فلمعت فيهما ومضة استهزاء و كأن نوراً ساطعاً قد أضاء عمقهما الذهبى . وتحول تعبير وجه المحارب الجرئ أمير داسيا إلى قسوة متحجرة
قالت المرأة الأخرى بصوت حاد قطع صمت الكسا بشكل مروع:"شكراً هذا كل ما نحتاجه"
بابتسامة سريعة دون معنى ابتعدت الكسا و خطت خطوتين لتقدم الضيافة إلى المجموعة التالية.
لم يقل لها أحد من قبل إن الجاذبية محرقة . هكذا فكرت بعد أن استعادت أنفاسها من جديد . يا للسخافة ! لقد شعرت و كان قوة الأمير الرائعة إلى حد مؤلم , امتدت نحوها و كأنها تطالب بها, ما جعلها تحس بأنها أصبحت تحت سيطرته و جعل الخوف يتغلغل فى الأعماق.
كانت تجاهد بيأس لتستعيد روحها المرحة فراحت تأمر نفسها بألا تتصرف كالبهاء . لقد نظر إليها و نظرت هى إليه. ولأنها شخص مفعم بالحيوية فقد تجاوبت مع أكثر الرجال روعة من بين من صادفتهم فى حياتها !
شعرت زهرة منسية بالارتجاف و التوتر و ظلت حواسها منتبهة لوجوده , فراحت تتجنب النظر إلى تلك الجهة, بينما هى تلبى طلبات الآخرين و تنتقل فى أرجاء القاعة حيث تقام المأدبة .
فى وقت لاحق كانت تتجه إلى غرفة الملابس بعد أن انتهت مهمتها , عندما ظهرت كارول و قد بدت أقل تكدراً :"كانت المأدبة جيدة حقاً....كل شئ سار حتى الآن بشكل حسن"
ثم أردفت بملاحظة سريعة:"كيف وجدت الأمير؟"
ردت الكسا محاولة استعادة نبرتها المرحة المعتادة و التى فقدتها لتو:"إن لقب الدوق الكبير يناسبه أكثر, فهو مهيب جداً. من هى تلك المرأة التى ترافقه؟"
ــ تلك الشقراء الفاتنة؟ إنها ساندرا تشامب و كيلة إحدى الوزارات , يبدو أنها صديقة قديمة له.
ردت الكسا متشدقة و هى تكبت دفعة شديدة من المشاعر البدائية التى لم تشأ أن تسميها حسداً:"قديمة؟ لا أظن أنها ستسر بسماع لك"
أطلقت كارول تكشيرة حادة ذات مغزى :"هل حذرتك لتبتعدى عنه؟ أنا لا ألومها...بل ستكون حمقاء إذا لم تحاول الحصول على فرصة أخرى معه. حسناً, ما رأيك أنت به؟"
أملت الكسا أن تتمكن من إخفاء مشاعرها المتطرفة بابتسامة ساخرة:"أنه رجل خرافى.... أحد أولئك الرجال الخطرين اللذين يظهرون فى الحكايات"
ــ لقد ألقى خطاباً رائعاً بعد العشاء كان خطابه قصيراً لكنه ممتع و مثير بذكاء.
ــ أمل أن يكون قد دفع لكاتبه بسخاء.
فأجابت كارول و هما تستديران باتجاه المصعد :"يخيل إلىّ أنى سمعت تعبيراً ساخراً فى ملاحظتك, ألا توافقين على النظام الملكى؟"
كيف يمكنها أن تقول إن الأمير لوكا أثر عليها لدرجة أفقدتها السيطرة على تفكيرها؟ إن ذلك يبدو اندفاعاً طائشاً و سخيفاً كالوقوع فى الحب من النظرة الأولى.
هزت الكسا كتفيها :"كنظام حكم أعتقد أنه على الأرجح فى طريقه إلى الزوال . لكن من أكون أنا لأقول لأهل داسيا كيف عليهم أن يحكموا بلادهم؟ إذا كانوا يحبون أميرهم فهذا أمر جيد , و أنا أعتقد أنه يقوم بأشياء حسنة من أجلهم عن طريق المصرف الذى يملكه"
قالت كارول بصوت يملؤه الرهبة و هى تضغط على زر تشغيل المصعد:"يستعمل المصرف التاج كضمانة له"
تثاءبت الكسا بعد أن احست فجأة بالتعب و ردت بغموض:" جواهر التاج؟ أجل , قد تذكرت , أليس لديهم ثروة طائلة من الزمرد؟"
ــ و يغطى الأمير ما تبقى من ثروته الخاصة .
توقف المصعد قابلتهما و انفتحت الأبواب فسألتها كارول و هى تضغط على زر التشغيل لتبقى الأبواب مفتوحة:"هل أحضرت سيارتك؟"
هزت الكسا رأسها :"إنها فى التصليح , فهى تثير ضجة غريبة"
ــ إذاً أطلبى سيارة أجرة....و أحتفظى بالإيصال لكى تستعيدى ما دفعته فهم يدفعون لنا بدل الأنتقال.
ــ سوف أمرره لك أو أرسله بالبريد . عمت مساء.
نزلت الكسا إلى الطابق السفلى إلا أن نظرة واحدة إلى الردهة جعلتها تغير رأيها بشأن محاولة أخذ سيارة أجرة من هناك.
كان الناس يتدفقون إلى الخارج و سيارات الأجرة لا تكاد تصل إلى المكان حتى تغادره, والبوابون يتحركون بسرعة لتسهيل خروج الحشد. لم يكن ثمة داع للقلق فإن أقرب موقف للسيارات يبعد فقط بضع خطوات ويقع عند زاوية الشارع المضاء. و بما أن موقف السيارات التابع للفندق يقع فى الشارع نفسه فهذا يعنى أن هناك ما يكفى من الزحمة و المارة ليكون السير فيه آمناً كلياً.
علقت الكسا حقيبتها و خرجت فشعرت برجفة خفيفة . كانت السماء قد أمطرت فيما هى تقدم الطعام اللذيذ للأغنياء و أصحاب النفوذ.

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 16-03-13 08:13 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

فى الطابق السفلى حيث موقف السيارات كان لوكا أوف داسيا يقف فى الفناء المسيج بجانب إحدى السيارات التى أستأجرها له أحد مساعديه وراح يصغى بلطف إلى رئيس جهاز أمنه.
قال ديون بإلحاح :"دعنى على الأقل أتبعك فى سيارة أخرى . فكل هذه المسألة لا تعجبنى لماذا يريدون منك أن تذهب لمقابلتهم وحدك؟"
أجاب لوكا بهدوء:"لقد خاض هؤلاء الرجال حرباً يائسة فى السنوات العشر الأخيرة....حرباً قلبت الأخ ضد أخيه, و الأب ضد أبنه , فلا أتخيل أن بإمكانهم بعد ذلك أن يثقوا بأحد "
أن يتفهم سلوكهم هذا فحياته أيضاً مبنية على عدم الثقة بالآخرين.
اعترض ديون مبدياً غضبه :"هذا ليس سبباً كافياً يجعلك تضع حياتك بين أيدهم . لوكا , أتوسل إليك فكر ثانية! إن والدك ما كان يسمح لك مطلقاً أن تقوم بمخاطرة كهذه"
ــ كان أبى يحكم على المخطرات بطريقة تختلف عن طريقتك.
قال ديون ساخطاً:" كان والدك يخاطر بأى شئ من أجل داسيا. لكن هذا الأمر لا يتعلق بـ داسيا....هؤلاء الناس لا يمتون لك بصلة..... فجزيرتهم الواقعة فى المحيط الهادئ هى أبعد ما يكون عن داسيا. دعهم يتابعون حربهم التى لا طائل منها حتى الفناء"
ارتفع حاجبا لوكا و جاء رده حاداً و فظاً حين قال:"بطريقة ما أنا لا أجد الأمر بهذه البساطة بغض النظر عن موقفى الحيادى الواضح, فلابد أن يكون لديهم سبب لاختيارى كوسيط بينهم و بين مناوئيهم"
ــ أى سبب يمكن أن يكون لديهم؟
ــ هذا ما أريد معرفته . هؤلاء الناس ليسوا متمردين إنهم أعضاء الحكومة المنتخبة لـ سانتا روزا فلن يقوموا إذا بقتلى أو أختطافى . وبغض النظر عن الدوافع الإنسانية, على أيضاً أن آخذ بالاعتبار أن بلادهم تملك أضخم مناجم النحاس فى منطقة المحيط الهادئ, هذا بالإضافة إلى المعادن الثمينة الأخرى و أمكانية ازدهار القطاع السياحى.
قال ديون بغضب و هو يعى تماماً أن الأسباب الإنسانية هى التى تدفع أميره للقيام بذلك:"لماذا أصروا أن يكون اللقاء فى هذا الوقت المتأخر من الليل و أن تكون وحدك؟"
ــ ربما لأنهم لا يريدون أن يفقدوا اعتبارهم . إذا قاد اجتماع الليلة إلى المزيد من المفاوضات اللاحقة بين الفريقين و تمكنت من إقناعهم بتوقيع اتفاقية سلام أفضل بينهم, فأن مصرفنا يمكنه إعادة بناء مرافقهم الاقتصادية و تأمين الرخاء الاقتصادى لهم و أكون قد ساعدت بتعزيز اقتصادنا أيضاً.
ازداد عمق عبوس ديون أمام التصميم الواضح الذى ظهر فى صوت أميره فقال فاقداً الأمل:"دعنى أذهب معك لن يعلم أحد أننى هناك"
أجاب لوكا بصرامة :"أنا أعلم. لقد وعدتهم بأن أكون وحدى و أنا اعتزم احترام كلمتى"
نظر إلى أسفل نحو الرجل الذى يعتبره صديقه و طلب :"عدنى بألا تفعل شيئاً لكى تعيق هذا اللقاء"
التقت عينا ديون بعينى الأمير القاسيتين و هو يشعر بشئ من الألم النفسى:"أعدك"
قال ذلك و هو يشعر بالاختناق ثم تراجع إلى الوراء ليفتح باب السيارة ليدخل الأمير إليها .
كان الوقت لا يزال مبكراً على اللقاء كما أنه رجل غريب عن أوكلاند فقرر القيام بجولة بالسيارة لاكتشاف الطريق من جهة و تمضية الساعة المتبقية من جهة أخرى.
بدا الشارع الرطب مقفراً إلا أن عينيه ضاقتا عندما شاهد امرأة تسير بخطوات واسعة باتجاه زاوية الشارع و فجأة تتدفق الأدرينالين فى جسمه ما إن شاهد رجلين يلحقان بها تلفهما عاصفة من الدخان كهالة . كانا حريصين على عدم إثارة أى ضجة...صيادان و الفريسة أمام ناظريهما.
وضع لوكا يده على الزمور و ضغط بقوة على دواسة البنزين فقفزة المرأة المطاردة و انطلقت مسرعة وراحت تصرخ بأعلى صوتها حتى انه كان يسمع صراخها بالرغم من صرير الإطارات و ضجيج محرك السيارة . فى هذا الوقت توجه بالسيارة عبر ممر المشاة الذى يفصلها عن الرجلين . أما هى فتراجعت نحو الحائط رافعة يديها فى حركة عفوية للدفاع عن النفس.
أتراها مدربة على القتال ؟ كلا لكنها مستعدة للدفاع عن نفسها , هكذا خمن لوكا باستحسان. فهو نفسه خبير بفنون القتال الحربية.
قفز من السيارة لكن الرجلين كانا قد ابتعدا هاربين بأقصى سرعتهما عبر الشارع تجاهلهما لوكا و سأل المرأة بخشونة :"هل أنت بخير؟"
إضاءة الشارع أظهرت له وجهاً كان قد علق فى تفكيره كثمرة شائكة منذ أن قدمت له طبق المقبلات قبل العشاء . نظر إلى عينيها اللتين تبدوان كهبة ريح شتوية باردة تعصف ما بين رموشها و حاجبيها
ــ أنا بخير شكراً لك.
خرجت كلماته دون إتقان . بالرغم من أنها شاحبة كلياً فقد كان فمها الناعم مشدوداً بتناسق .ومما أثار أعجاب لوكا تلقائياً قدرتها على ضبط النفس , ولو أن جانباً منه كان يتساءل كيف ستبدو إذا ما فقدت السيطرة على ذاتها.
يا للجمال الصارخ ! عينان بلون رمادى جليدى يغطيهما جفنان ثقيلان و شعر يتمايل بفوضى كأنه شلال من خيوط نحاسية و بشرة لونتها فورة الانفعال بلون خوخى و عاجى, أما الفم فقد غدا أكثر ليونة و ارتياحاً .
لكى يبعد تفكيره عن هذه التخيلات الذكورية و عن الاضطراب الذى يغلى داخل جسده اقترح لوكا بهدوء:"يمكنك أنزال يديكى الآن, فأنت فى أمان"
أرخت يديها إلى جانبيها و تمكنت الكسا من إطلاق ابتسامة سريعة قائلة :"شكراً لك"
ــ على ماذا؟
عضت أسفل شفتها للحظة قبل أن تجيب :"لأنك تورطت فى هذا الأمر"
ــ ولمَ لا أفعل؟
أخذت نفساً حاداً:" بعض الناس لا يفعلون"
انتزع لوكا نظره بقوة عن صدرها الذى كان يختلج و سألها بصوت أجش:"من أنت و ماذا تفعلين فى الشارع الخلفى فى هذا الوقت المتأخر من الليل ؟"
أحست بشئ من التصلب بينما ارتفعت ذقنها إلى أعلى و هى تجيب :"أدعى الكسا مايتون , وأنا ذاهبة إلى موقف السيارات الذى يقع عند زاوية الشارع"
ــ لِمَ لم تطلبى من أحد البوابين أن يطلب لك سيارة أجرة؟
إذاً لقد تذكرها . لقد غمرها شعور لطيف بالدفء و الرضى, نوع من الاكتفاء الأنثوى . خافت من السقوط أرضاً إذا ما استسلمت للاسترخاء , فشدت كتفيها و قالت بسرعة :"أنا لست أحد الضيوف فى الفندق . شكراً جزيلاً لسرعتك فى التصرف .سوف....سوف أذهب الآن و أطلب سيارة أجرة"
قال بتصميم جازم أنذرها بأنه لن يتركها بمفردها :"سوف أرافقك إلى هناك"
أحست بارتجاف نتيجة الرعب الذى تعرضت له و قالت بضعف :"لا يمكنك أن تترك سيارتك فى وسط الطريق هكذا"
قال بصوت حاسم لمحت فيه شيئاً من نفاد الصبر :"أقترح إذاً أن أقلك إلى موقف السيارات فأنت ليست فى حالة جيدة لكى تسيرى بنفسك إلى هناك"
منتديات ليلاس
علمت الكسا أن عليها أن ترفض عرضه و تنطلق بعيداً عنه بسرعة.
ألقت نظرة سريعة على وجه بدا كأنه منحوت من الغرانيت, لكنها غضت طرفها بسرعة و قد أحست بشعور غائر فى معدتها. فبالرغم من أن الرجل خطير بشكل ما , إلا أنه لا يشكل تهديداً لحياتها.
ردت بثقة و هى تكبت ارتجافه أخرى :"شكراً لك"
بلمح البصر دفعها الأمير برفق إلى المقعد الأمامى بجانبه و قاد سيارته باتجاه زاوية الشارع.
كان موقف السيارات خالياً بالتأكيد...كذلك كان الشارع , إلا من رجل وحيد كان يترنح من عمود إنارة إلى آخر . خنقت الكسا فى داخلها حشرجة رعب.
ــ إذا وثقت بى و أعطيتنى عنوانك , فأنا أوصلك إلى منزلك.
ــ شكراً لكنك لست مضطراً للقيام بذلك.
ثم أردفت بسرعة عندما رأت تردده:"ربما, يمكنك أن توصلنى إلى اقرب مركز للشرطة ....إذا كان ذلك لا يزعجك"
رد بصورة آلية:"طبعاً"
حرك مقسم السرعة فى السيارة ثانية بينما كانت تعطيه التعليمات و قال بهدوء:"عدينى بألا تسيرى وحدك ثانية فى الليل فى قلب المدينة"
دافعت عن نفسها :"هذا ليس من عادتى, لقد كنت فقط فى المكان غير المناسب ,فى وقت غير مناسب . أفترض أنهما ظنا أنه من السهل عليهما نشل حقيبتى و الهرب بعيداً قبل أن يصل أحد"
ــ ربما, و ربما لم يكن المال هدفهما.
سألت:"ماذا يمكن أن يكون هدفهما غير ذلك؟"
و تدفق الدم إلى وجهها إزاء نظرته الساخرة , و تسللت إلى جسدها رعشة باردة أصابتها بالتوتر . لقد تمكنت من إلقاء نظرة وحيدة خاطفة على وجهيهما قبل أن ينعطفا و يعدوا بأقصى سرعتهما عبر الشارع , و قد انطبعت ملامحهما فى ذهنها:"لا يمكن أن يكونا قد فكرا فى...الاعتداء علىّ فى الشارع العام حيث الزحمة و الناس"
قاطعها :"وهل نسيت السيارة؟ لابد أن أمك أخبرتك أن النساء الجميلات يعتبرن دائماً فريسة مرغوبة"
ــ أى سيارة؟
أثبطت كلماته عزيمتها و جعلتها تشعر بوخز خفيف فقد وصفها بالجميلة.
تفحصتها نظراته كالسيف:"لقد أوقفها فى أحد المرات فى الجانب الآخر من الشارع . ألم تسمعى صوت المحرك حين هربا؟"
ـــ كــــلا
ذلك ان كامل انتباهها كان مركزاً عليه . أحست الكسا بتشنج فى معدتها بسبب الخوف حين تيقنت كم كانت قريبة من الكارثة. و غمغمت و هى تصر على أسنانها :"كان ذلك فقط حظاً سيئاً...."
ــ و حماقة كذلك.
قال ذلك بنبرة لاذعة أجفلتها, فيما توقف عند حافة الطريق ليخلغ سترته, قبل أن يتسنى لها الوقت لتقول سوى:"ما الأمر؟"
رمى بالسترة إلى حجرها . إنها دافئة و أنيقة التفصيل تماماً كسترة السهرة التى كان يرتديها فى الفندق
حدقت الكسا فيه بصمت فقال بلهجة الآمر:"ضعيها على كتفك, فأنت مصدومة و ترتجفين من البرد"
كانت مجفلة و خائفة , فراحت تضغط بأصابعها على السترة :"أنا بخير..."
قال لوكا:"أنت ترتعدين"
و عندما لم تتحرك...و لم تتمكن من الحراك...عاد يأمرها:"انحنى إلى الأمام"
استجابت الكسا إلى تلك البحة السلطوية فى كلماته بطاعة تلقائية فوضع السترة حول كتفيها و راح يسحبها نزولاً لتغطى ذراعيها.
ما إن أحست بالسترة تلفها حتى تمزقت أحاسيسها فالسترة التى تحمل دفء جسده أثارت فى جسدها صراعاً بدائياً عنيفاً , أدركته بعمق فى داخلها.
و غدا شعورها به أكثر عنفاً, و أكثر حدة ما كاد يسبب لها الإغماء , بسبب العطر الساحر الذى يفوح من السترة, وعطره...عطر لا يميزه سوى العاشق.
سألها مقطباً:"هل أنت على ما يرام؟"
أمسك يديها بكلتى يديه و قال يلاطفها:"لقد واجهت تجربة بغيضة . لكنها أنتهت الآن و أصبحت بأمان"
غمغمت :"شكراً لك"
أمان؟ و كل خلية من خلايا جسمها تضج بمشاعر غريبة متوحشة؟
تلفظ بكلمات بدت و كأنها باللغة الإيطالية قبل أن يترك يديها و يستدير مبتعداً عنها ليعيد تشغيل محرك السيارة.
سألها وهما يبتعدان عن موقف السيارات :"لقد نسيت أين يجب أن أنعطف الآن"كانت لا تزال ترتجف من الداخل لكنها أرشدته إلى الاتجاه الصحيح .
هل قال حقاً شيئاً مثل :"جميلة بشكل خطير" بلغة بدت كأنها لغته الأم ؟
بالطبع لا! حاولت أن تسيطر على ارتجاف فمها . فبالرغم من التشابه الظاهرى بينهما فإن لغة الداسيين ليست الإيطالية . لكنه كان يجدها جذابة.
ماذا بعد؟ إذا أنقذها مما يمكن وصفه بحادثة بغيضة فهذا ليس عذراً لها لتتصرف بحماقة, فالأمير لوكا باغوتون أوف داسيا قد يملك الشجاعة و اللطافة و قد يعتقد أنها جميلة لكنه بعيد جداً عن متناولها.....و هى ليست سهلة المنال أيضاً! كما أن إقامة علاقة غرامية عابرة مع الأمير الزائر لا تتوافق مع أسلوبها و قناعتها .
قومت الكسا عمودها الفقرى و كتفها , ما أن توقفت السيارة أمام قسم الشرطة و راحت تتلمس بيدها مقبض الباب ثم قالت بصوت حاولت أن يأتى رسمياً بقدر ما أمكنها :"أشكرك كثيراً على مساعدتك و آمل أن تتمتع بما تبقى من فترة إقامتك فى نيوزيلندا"
بعد لمحة خاطفة إلى ساعته قال :"سوف آتى معك"
اعترضت الكسا :"لست مضطراً للتورط فى كل هذا. لقد كنت فى طريقك إلى مكان ما...."
إلى شقة ساندرا تشامب ربما؟
رد من دون أن ينظر إليها :"أنا أيضاً رأيت المهاجمين. قد أتمكن من المساعدة فى تحديد شخصيتهما"
قالت بتردد و من دون تفكير :"أنا....أنت لا تريد التورط فى هذا"
أجاب بلطف غير قابل للنقاش :"أنت على حق. لكن من واجبى أن أفعل"

منتديات ليلاســـ


نهاية الفصل الأول
قراءة ممتعة للجميع

براعم 16-03-13 10:34 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
يعطيكي الف العافية حبيبتي زهره

قرات الملخص وعجبني وان شاء الله لي عودة للقراءة

ترتيبك للنصوص والتنسيق والطباعه مجهود تستحقي عليه الشكر والتقييم

شكرا الك ومايحرمنا ابداعك

سيمفونية الحنين 16-03-13 11:53 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 


مرحبااااااااااااااااا


كيفك نشالله بخير ..

يسلموووووووو على الراية الجديدة

الملخص مشوق وقرئت الفصل الاول

كتييييييييييير حلو ومحفز .. مممم يمكن يكون في علاقة قرابه بيناتهم

وتظهر لاحقا ؟؟

استمتعت كتيييييييير ومنتظريتك بلفصل القادم ^_^

حياة12 17-03-13 03:11 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
زهوووووووووووووورتى :dancingmonkeyff8:

واااااااااااااااااااااو وااااااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااااو الفصل الاول روووووووووووووووووووووووعة

و الامير سووووووووو خطيرررررررررررررررررررررررررر :421: عجبنى جدااااااااااااااااا كتيييييييير جنتل حبيته لما انقذهاا و كمان عنده مبادئ انا مع كارول تماماااااااااااا :peace:

مش عارفة ايه حكاية اصلها دي اعتقد انها ممكن تكون من عائلة ارستقراطية مثلا .. فيس بيفكر :)

يا سيدي و مش كففاية انقذها و وصلها و عاطها السترة بتاعته كمان حينزل معاها لااااااااااا دي كتير عليا :lol:

ادي الابطال و لا بلاش :peace:

تسلم ايديكى زهورتى ما شاء الله عليكي متألقة دايماا و ميرسى كتييييييييييييييير حبيبتى على المجهود فووووووووووق الرااااااااااااائع ده :55: :55: :55: :55:

مستنية الفصل الجديد على نااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااار
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووواه

Rehana 18-03-13 08:10 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
مساء الخير .. زهوري

هذا الرواية بحبها جداااااا
وانا حسيت ان اليها اجزاء.. تسلمى الايادي حبيبتي على تعبك في توفيرها مكتوبة
*تثبت الرواية *

http://dribbble.s3.amazonaws.com/use...owers-full.jpg

زهرة منسية 19-03-13 09:15 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة براعم (المشاركة 3292391)
يعطيكي الف العافية حبيبتي زهره
الله يعافيكى برعومتى الحلوة كلك ذوق يا قمر
قرات الملخص وعجبني وان شاء الله لي عودة للقراءة

ترتيبك للنصوص والتنسيق والطباعه مجهود تستحقي عليه الشكر والتقييم

شكرا الك ومايحرمنا ابداعك

يا أهلا و سهلا بيكى فى أى وقت تنورى الرواية بطلتك الحلوة
أسعدنى مرورك كتير و مشاركتك يا قمر
تسلميلى حبيبتى
موووووووووووووووووووووووواه
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...720142681.jpeg

زهرة منسية 19-03-13 09:21 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيمفونية الحنين (المشاركة 3292513)


مرحبااااااااااااااااا
مرااااااااحب سيمفونية

كيفك نشالله بخير ..
بخير بوجودك يا قمر
يسلموووووووو على الراية الجديدة

الملخص مشوق وقرئت الفصل الاول

كتييييييييييير حلو ومحفز .. مممم يمكن يكون في علاقة قرابه بيناتهم

وتظهر لاحقا ؟؟

استمتعت كتيييييييير ومنتظريتك بلفصل القادم ^_^

الله يسلمك حبيبتى
تصورى أن برضوا فكرة زيك أن يكون فى صلة قرابه بيناتهم بس للأمانة انا مش عارفة لأنى أول مرة أقرأها و انا بكتبها و كمان قلت ممكن تكون من أسرة عريقة فى إيطاليا
يالا هنعرف مع بعض
نورتينى سيمفونية و سعيدة بمتابعتك و أن الرواية عجبتك
شكرا ً لتواجدك حبيبتى
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...372014273.jpeg

زهرة منسية 19-03-13 09:32 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3292616)
زهوووووووووووووورتى :dancingmonkeyff8:

واااااااااااااااااااااو وااااااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااااو الفصل الاول روووووووووووووووووووووووعة
حياااااااتى الواو واااااااااااااااااااو وااااااااااااااااااااااااااو بجد هو وجودك يا قمر ما تصوريش أنا سعيدة قد ايه بتواجدك على صفحات الرواية و تعليقاتك الرهيبة
و الامير سووووووووو خطيرررررررررررررررررررررررررر :421: عجبنى جدااااااااااااااااا كتيييييييير جنتل حبيته لما انقذهاا و كمان عنده مبادئ انا مع كارول تماماااااااااااا :peace:
أسمع يا لوكا كلام حياتى الحلو ده الحمد لله لسه ما اتشتمتش يا بنى ده سبق
مش عارفة ايه حكاية اصلها دي اعتقد انها ممكن تكون من عائلة ارستقراطية مثلا .. فيس بيفكر :)
و حياتك و أنا كمان مش عارفة بس مش عايزة اسبق الأحداث و ماشية معاكم خطوة بخوة يمكن تكون من أسرة أستقراطية دى فكرة جاتلى برضوا
يا سيدي و مش كففاية انقذها و وصلها و عاطها السترة بتاعته كمان حينزل معاها لااااااااااا دي كتير عليا :lol:

ادي الابطال و لا بلاش :peace:
ههههههههههه يا بختكيا عم لوكا إيسو راضية عليك قوى من قدك
تسلم ايديكى زهورتى ما شاء الله عليكي متألقة دايماا و ميرسى كتييييييييييييييير حبيبتى على المجهود فووووووووووق الرااااااااااااائع ده :55: :55: :55: :55:

مستنية الفصل الجديد على نااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااار
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووواه

تسلميلى حياتى كلك ذوق يا قمر و وجودك حلو كتير كتير كتيرررررررررررررررررررررررررررررررر منورة الرواية و لعيونك كل الفصول اللى كتبتها لغاية دلوقتى
موووووووووووووووووووووووووووووواه
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...720142681.jpeg


زهرة منسية 19-03-13 09:41 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3293451)
مساء الخير .. زهوري

هذا الرواية بحبها جداااااا
وانا حسيت ان اليها اجزاء.. تسلمى الايادي حبيبتي على تعبك في توفيرها مكتوبة
*تثبت الرواية *

http://dribbble.s3.amazonaws.com/use...owers-full.jpg

مساء النور ريحاااااااانتى
و أنا كمان أستمتعت بيها و أنا بكتبها
تعرفى أول ما قريت الملخصات بتاع التلات روايات أستغربت أنهم أجزاء لسلسلة لكن وضحت العلاقة بين صداقت الأمراء
شكراً كتير ريحانتى على التثبيت
الله لا يحرمنى تواجدك العطر

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...372180871.jpeg

زهرة منسية 19-03-13 09:45 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى) الفصل الثانى
 
2 – شاهد عيان
منتديات ليلاس

بعد مضى نصف ساعة و بعد مقابلتين منفصلتين هنأتهما الرقيب قائلة :"كم أتمنى لو أن الشهود اللذين يحضرون إلينا شديدو الملاحظة مثلكما! فبعد هذا الوصف الجيد سوف نقوم باعتقالهما"
ثم نظرت إلى منتديات ليلاس الكسا و قالت:"سوف نتصل بك إذا احتجنا لذلك"
فى الغرفة الصغيرة حيث أعطت الكسا إفادتها قدموا لها الشاى مع دواء منشط و قد ساعدها ذلك كثيراً, إلا أنها كانت لا تزال تشعر بالضعف و السخط كما راحت الدموع تلسع عينيها بألم حاد.
قادتها يد لوكا الصلبة إلى الخارج و قال بعد أن ألقى عليها نظرة فاحصة:"عليك أن ترشدينى إلى عنوانك" زهرة منسية
راحت الكسا ترشده بصوت رتيب نحو شقتها التى تقع فى إحدى ضواحى المدنية . كان لوكا يقود ببراعة و بشكل جيد , رغم أنها اضطرت مرتين لتزويده بمعلومات حول قوانين السير فى نيوزيلندا .
ما أن وصلا إلى ما كان سابقاً مقر السوق الفيكتورى و الذى تحول الآن إلى مساكن قالت الكسا بصدق:"شكراً جزيلاً على كل ما فعلته"
انقلبت الكلمات إلى صمت حين نظر غليها بسخرية باردة و هادئة و تحولت قسمات وجهه الخشنة إلى تعبير متحفظ متباعد...أصابها التوتر مما سبب لها قشعريرة فى جسمها. ففكرت أن ذلك نتيجة الصدمة التى أصابتها فى محاولة لحماية نفسها.
ابتلعت ريقها و تابعت تقول بتصميم و هى تشعر بالغيظ:"لا أحب أن أفكر بما كان ليحصل لو انك لم تصل فى الوقت المناسب"
ــ لا تفكرى بذلك , كان صراخك كافياً ليجعل أحدهما يسرع لنجدتك , أنا لم أفعل شيئاً.
قال ذلك بلا مبالاة و استدار حول مقدمة السيارة ليفتح لها الباب و تابع:"لكن عدينى بأمر واحد"
استجمعت قواه و هى تمسك بالباب . لقد كان قريباً جداً منها لكن ما إن فكرت بذلك حتى تراجع إلى الوراء . عندئذ سحبت الكسا جسمها من السيارة و انتصبت واقفة و قدماها ترتجفان و سألته:"بماذا أعدك؟"
ضاقت حنجرتها حتى أن الكلمات خرجت منها شائكة مليئة بالحذر.
كانت ابتسامته تلتمع بياضاً كالبرق فى سواد الليل....إنه مثير ذكى و عنيد أيضاً :"من الآن فصاعداً سوف تكلمين البواب عندما تريدين مغادرة الفندق"
ردت بسرعة وهى تبحث عن مفاتيحها داخل حقيبتها :"بداً من الغد سوف أستعمل سيارتى الخاصة لكنى اعدك بألا أتجول وحدى ليلاً"
ثم استدارت نحوه مبتسمة
دعى الأمر يبقى غير شخصى . هكذا حذرت نفسها غاضبة لأنها تشعر بوجوده قربها بشكل حاد , طويل القامة و ذكورى بشكل مهلك و تلك الطاقة المتدفقة منه تخلف فى داخلها اضطراباً من نوع ما.
أضافت:"....أنا لا أعمل فى الفندق"
ضاقت عيناه:"لكننى رأيتك...."
قالت موافقة :"أقدم الأطباق الخفيفة"
و تابعت:"أنا على جدول الخدمة فى الحالات الطارئة فقط, فقد تم استدعائى الليلة لأن معظم الموظفين أصيبوا بالأنفلونزا"

أرادت أن تبقى الأمور على مستوى غير شخصى لكنها فشلت بشكل محزن قالت لنفسها بصمت :أذهبى من هنا, الآن!
تجاوزته بحذر و صعدت الدرج باتجاه الباب الأمامى فتحته و استدارت و إذا بها تجفل و تتسع عيناها لروية تلك القامة الطويلة المسيطرة و التى تحجب عنها معظم الضوء . أمسك بها من ذراعيها و قال بصوت أجش :"أنى آسف"
كانت يداه دافئتين قويتين تشعرانها بالطمأنينة و المساندة و الاستقرار.
قطب قائلاً :"إنك شديدة الشحوب لقد تعرضت لصدمة و يجب أن يكون احد بجانبك للتأكيد من أنك بخير"
زاد من احتضانه لها و شدها نحو دفء صدره الصلب . و بالرغم من التحذيرات التى راح عقلها يطلقها بشكل متواصل تركت الكسا نفسها تتكى عليه متقبلة بعرفان أنثوى تلك المؤاساة التى قدمها لها.
قال لها بنبرة من التهذيب غير المتوقع :"لقد كنت شجاعة , فقد رأيتك و أنت تقيسين كل الاحتمالات المتاحة و تقررين أن الصراخ و المقاومة سوف يوفران لك حظاً أفضل للنجاة. إنها سرعة فى التفكير و رفض للقبول بدور الضحية . هل تعرفين حقاً كيف تدافعين عن نفسك ؟"
ــ كلا , لطالما فكرت فى أنى يجب أن أقوم بــ...شئ بهذا الخصوص,لكن لم يبدُ لى أبداً أننى...أملك الوقت لذلك.
توقفت عن شرحها المتاعثم لتأخذ نفساً سريعاً . إنها مخاطرة ذات طعم عذب بأن تكون مدللة على هذا النحو.
سحبت نفسها بعيداً عنه فحررها على الفور شاعراً بالخيبة و التحرر فى الوقت نفسه . و تكلفت نبرة خفيفة فى صوتها :"آسفة, لقد قطعت عليك أمسيتك"
تجهم وجهه و برزت قسماته الضخمة القاسية تحت النور الخافت :"لم يكن ذلك بالأمر الهام , هل أتصل بأحد لأجلك؟"
ــ إن ذلك ليس ضرورياً...أنا أرتعش قليلاً لكن ذلك سيزول بعد أن اخلد إلى النوم
وفجأة تذكرت السترة التى لا تزال تشعرها بالدفء :"سترتك!"
وضعت حقيبتها على حافة الدرج و راحت تحرك جسمها لتخلعها .
راحت عينا الأمير تتأملان حركتها.
و تجمدت أنفاس الكسا فى حنجرتها و راحت تحدق فى تنيك العينين اللتين تلمعان تحت ضوء مصباح الشارع و فى ذلك الوجه الذى بدا قاسياً كقناع من البرونز.
ظلا لبرهة من دون حراك و قلباهما يخفقان إلى أن تمكنت الكسا من استعادة قدرتها على الحركة فخطت إلى الوراء و سلمته السترة من دون أن تلمس أصابعها أصابعه
ــ تفضل.
قالت ذلك بصوت أجش متوتر و أضافت:".... و لا تقل إن ذلك لم يكن بالأمر الهام"
تكور فمه و قال بصوت يكاد يفتت الحجر:"أنا لا أكذب. أدخلى الآن إلى البيت"
كانت الكسا متوترة ففتحت الباب و اختفت داخل الردهة قائلة :"الــــــوداع" أنحنى رأسه الأسمر :"الوداع الكسا مايتون"
بدا لها إنها سمعت فى صوته صدى شعور بالوحدة يعكس صورة وحدتها فرفعت بصرها نحوه بحدة إلا أن وجهه الصلب لم يكن يُظهر سوى اكتفاء ذاتياً. كان قلبها يخفق بشدة فدفعت الباب وراءها دفعة قوية.
أصغت إلى صوت السيارة إلى أن اختفى وسط ضجيج السيارات الأخرى و عندئذ سارت وحيدة نحو شقتها , مفكرة أنه من بين كل الأمور الغريبة التى قد تشتبه بوجودها لدى الأمير لوكا فإن الشعور بالوحدة قد كان الأبعد احتمالاً.
علاوة على ذلك بدا لوكا أبعد ما يكون عن زير النساء الذى توهمته أو ذلك المغرور ذو الوجه الوسيم المصقول. لقد تحول من محارب ذكى مرعب و خطير إلى حد بعيد إلى رجل العطف المتناهى و الحماية الفطرية مما أثر دهشتها و لا يزال
لقد كان لوكا باغانون رجلاً بالغ التعقيد و "مثـ.....مثير" أيضاً.

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 19-03-13 09:52 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

فى برودة شقتها الآمنة ألقت نظرة سريعة إلى صورتها فى المرآة فأجفلت من ذلك الوميض المحموم الذى بدا فى عينيها الشاحبتين و ذلك التورد المتمرد فجأة فوق عظمتى خديها.
من الطبيعى أن تشعر بالإثارة و التململ لكنها لن تتمكن من النوم و هى فى هذه الحالة . كانت لا تزال ترتجف من الداخل فأعدت لنفسها كوباً من الشوكولا بالحليب حملته إلى طاولة الكومبيوتر و جلست تبحث على الإنترنت عن معلومات تتعلق بـ لوكا باغانون
و بعد مرور ساعة أطفأت الكومبيوتر و وقفت تمط عضلاتها التى أصابها التيبس بينما كانت تقرأ أخبار الأمير لوكا أوف داسيا.
قالت و هى تلتقط كوب الشوكولا الفارغ :"لا عجب فى أن يشعر بهذا القدر من الاكتفاء الذاتى"
نجح والد لوكا بالوصول إلى الإمارة عندما كان فى الثامنة عشرة من عمره و ذلك عندما كانت داسيا تتعرض للاجتياح من إحدى الدول بدافع اليأس على الأرجح , تزوج من الابنة الوحيدة للحاكم الذى كان يهدد بلاده, و قد نجحت خدعته.... و حافظت داسيا على استقلال نسبى و بعد عام ولد الأبن الوحيد من هذا الزواج.
قالت الكسا و هى تتثاءب :"آمل أن يكونا قد تحابا و إلا فإن كلاهما عاش فى جحيم من دون شك"
و فى صباح اليوم التالى و قبل مغادرتها إلى العمل رن جرس الباب فانعقد حاجبا الكسا معاً و خرجت لترى من القادم.
فتحت الباب فإذا برجل يحمل باقة ضخمة من الزنابق المنسقة بدقة و التى تبدو هشة بلونها النحاسى
سألها الرجل:"الآنسة الكسا مايتون ؟"
و عندما أشارت بالإيجاب قدم لها الباقة . حملت الكسا الهدية الرائعة بصورة آلية و هى تنظر إلى الأسفل لترى المغلف المرفق بها و الذى يحمل اسمها و قد كتب بلون أسود ثخين و بحروف واضحة تماماُ و راح قلبها يرتجف و هى تقول :"شكراً لك"
عادت إلى شقتها و وضعت الزنابق فى إناء زجاجى مقابل النافذة مبدية
إعجابها بانعكاس أشعة الشمس على تلك البتلات الحريرية شبه الشفافة .
أتراه اختارها لتنسجم مع لون شعرها؟
عندئذ فقط و بعد أن تخطت ترددها فتحت المجلد لتجد فى داخله هذه العبارة:"آمل أن تكونى بحال أفضل هذا الصباح"
و تحتها توقيع بحرف (ل) متغطرس.
جعلتها المفاجأة تشعر بوميض سريع من الإثارة . لقد كانت الزنابق رائعة , هكذا فكرت و هى تتحسس إحداها برفق بطرف سبابتها .
حسناً لابد أن الأمير أمر أحد أتباعه بأن يرسل تلك الأزهار إلى هذا العنوان , ثم نسى مباشرة كل ما يتعلق بهذا الأمر. إلا أن ذلك أمر لطيف من قبله. و التقطت الكاميرا , ليتها تتمكن من التقاط تلك الشفافية الحريرية .....
ألقت نظرة سريعة على ساعة يدها ثم وضعت الكاميرا من يدها و هى تشعر بالآسف . فهذا الأمر يمكنه أن ينتظر.
عادت الكسا إلى شقتها بعد ظهر ذلك اليوم و هى لا تزال مشدودة الأعصاب , بعد جلسة رهيبة مع إحدى الممثلات التى أصرت على أن يتم تصويرها برفقة زوج من الكلاب المخبولة.
أضاءت الكسا النور فبدت الزنابق لامعة كقطعة من القماش الشفاف النحاسى اللون فتحول سخطها إلى امتنان عذب.
كانت كارول قد اتصلت بها لتعلمها بأن جدول الخدمة لديها مكتمل فأدركت أنها لن ترى الأمير لوكا ثانية, إلا أنها سوف تتذكر دوماً لطفه و أزهاره . وكانت قد كتبت له عبارة تشكره فيها على الأزهار , و هى تنوى إرسالها إلى الفندق خلال دقائق.منتديات ليلاس
رن جرس الباب محدثاً جلبة فى أنحاء الغرفة فقالت:"آهـ , رائع!"
ألقت حقيبتها على الكرسى فلعل الطارق صديق يود دعوتها لتناول القهوة . لكن الرجل الذى طالعها لم يكن أحد أصدقائها , مع انه بدا لها مألوفاً بشكل غامض. و قبل أن تتمكن من تحديد هويته , تكلم الرجل بلهجة أنبأتها بسبب تلك الألفة :"آنسة مايتون؟"
تسارعت دقات قلبها :"أنا الكسا مايتون"
ــ يود الأمير أن يراك.
قال الرجل ذلك بهدوء بينما راحت عيناه الداكنتان تتأملان وجهها بتريث و قد بدتا عميقتين فاحصتين :"آسف. إنها فقط ملاحظة قصيرة لكن إن كان بإمكانك المجئ معى...."
قطب عندما رأى ترددها, و قال :"إنى آسف"
ثم سحب بطاقة قدمها لها بشكل بالغ التهذيب . قلبت الكسا البطاقة على الوجه الآخر و عيناها تتفحصان ما كتب على ظهرها....لقد كتب الأمير لوكا:"أرجوك, رافقى ديون"
و اتبع هذه العبارة القصير بحرف (ل)
لعلها أصيبت بعقدة الارتياب بعد ما عانته الليلة الماضية , إلا أنها لن تذهب فى سيارة مع شخص غريب عنها تماماً.
ــ أنا ذاهبة إلى الفندق بعد عشر دقائق و سأتصل و أنا فى طريقى.
بدا أن الرجل فوجئ بهذا الرد لكنه قال بتهذيب :"أجل, طبعاً سوف انتظرك عند المصاعد فى الطابق الثالث "
شعرت بلبهجة الممزوجة بالخجل و التحفظ. كانت ترتدى بذلة أنيقة مع بنطلون بلون برونزى و هو لونها المفضل و قميص حريرى مناسب تحت سترة فضفاضة . أغلقت الباب خلفه و انطلقت مسرعة إلى داخل الشقة لتجدد احمر شفتيها , قبل أن تلتقط مفاتيح سيارتها.
لِمَ يود الأمير رؤيتها؟ كانت مترقبة و تشعر بقلق غريب.
ركنت سيارتها فى الموقف المخصص للزوار و استقلت المصعد إلى داخل الفندق
كان ديون ينتظرها قرب المصعد بثقة تامة. و بالرغم من ترحيبه الحار بها إلا أن الكسا شعرت بتحفظه و هو يفتح باب مصعد آخر بالمفتاح و يقودها إلى داخله.
أحست باضطراب فى معدتها فراحت تحدق إلى الحائط إلى أن توقف المصعد فى الجناح المخصص للأمير حيث فتح لها أحد رجال الأمن الباب و قادهما معاً إلى داخل الردهة.
قال مرشدها و هو يفتح باباً آخر :"من هنا سيدتى"
و تراجع إلى الوراء بينما دخلت الكسا ثم توقفت ما إن أقفل الباب وراءها .
تجاهلت زهرة منسية كل ما فى الغرفة الضخمة من مفروشات فخمة و ركزت نظرها على الرجل الذى استدار نحوها بعد أن كان يتأمل غياب الشمس القرمزى اللون و نظر إليها بعينين خطيرتين.
تذكرت ان المرء عندما يكون فى حضرة شخصية ملكية عليه أن ينتظر إلى أن يتم التحدث إليه. و مع أنها اضطرت لابتلاع الكلمات التى راحت ترتجف على لسانها بينما راح هو يراقبها بتمعن شامل مثير للرعب إلا أنها وقفت تنتظر صامتة و عيناها تشتعلان غضباً أمام نظراته العديمة الرحمة.
سألها بصوت عميق بارد:"هل رأيت صحف اليوم؟"
قطبت بعد أن تخلت عن كل محاولة للالتزام بالشكليات و البروتوكول:"كلا, لماذا؟"
أشار إلى جريدة موضوعة على طاولة القهوة :"ربما عليك أن تقرئيها الآن, أنظرى إلى العمود الأخير فى الصفحة الثالثة"
بعد نظرة ملؤها الارتباك سارت باتجاه الطاولة و التقطت الجريدة.
كانت أخبار المؤتمر تملأ الصفحة و فى عمود الأخبار الشخصية رسم أحدهم بقلم أسود دائرة حول أحد المواضيع إنه القلم نفسه الذى اُستعمل لكتابة الحرف(ل) على البطاقة التى تلقتها الكسا مع الأزهار.
راحت تقرأ الخبر بارتياب.
ــ بعد زواج أمير أيليريا , بات أمير داسيا الآن هدية من السماء لأولئك الرومانسيين المتابعين للأخبار الملكية . فقد أخبرنى مصدر خاص أنه شُهد الليلة الماضية و هو يوصل إحدى المصورات الشابات الأكثر نشاطاً فى أوكلاند إلى منزلها و ذلك بعد المأدبة الخاصة بمؤتمر المصرفين , و كانت الشابة ترتدى سترته. فما الذى يمكن أن يعنيه ذلك باعتقادنا؟
سألها بدقة فيها شئ من الازدراء :"أنت من سرب هذا الخبر؟"
انتفضت رأس الكسا إلى الأعلى و شعرت بالمرارة...و الارتباك...و ألم... فحملقت فيه بغضب :"بالتأكيد أنا لم أفعل ذلك؟"
ــ كيف وصل الخبر إذن إلى منتديات ليلاس الجريدة؟
لم تعرف ما الذى يرعبها أكثر....غضبه المتجمد و الخشن كعاصفة ثلجية تهب على القطب الجنوبى, أم قدرته الصوانية على السيطرة على نفسه.
قالت :"ليست أدرى"
ثم تابعت متمسكة برباطة جأشها :"أتصور أن أحدهم قد رآنا فى مركز الشرطة , لحسن الحظ أنه لم يربط بينك و بين شخص محدد"
قال بصوت حاد وساخر:"يمكن ان يدس أسمك فى المرة القادمة بشكل ما"
انتفض رأسها يميناً و يساراً و اصطدمت نظراتها بنظراته.فسألته و هى تشعر بجفاف فى فمها :"لِمَ قد يكون هناك مرة أخرى؟"
ــ أى من كان يمد هذه المحررة بالمعلومات فسوف يحاول التأكد منها لاحقاً .
قالت محاولة أن تكون منطقية :"اسمع, إن المسألة مثيرة للغضب لكنها ليست نهاية العالم و سرعان ما سينسى الناس الأمر"
فقال :"أنا لا أريد أن أنسى"
كانت عيناه المخبأتان وراء ستار رموشه تراقبان انسياب النور من خلال شعرها المتناثر حول وجهها . وقال بدقة متناهية :"لا أحب أن يستغلنى أحد يا آنسة مايتون"
شعرت الكسا بالحرارة و الارتباك و الغضب معاً و هى تواجه غطرسته المفعمة بالسخرية. فجابهت طعنته المؤلمة تلك بإنكار ملؤه الاضطراب و قالت ساخطة:"لِمَ قد أقوم باستغلالك؟"
ــ عادة ما يكون ذلك من أجل المال.
و استدار بحدة ليقضى على محاولتها إبداء التعاطف حين أضاف:"و غالباً ما يكون طمعاً بالشهرة....أتصور وجود صلة تربطك بى , مهما كانت واهية , سوف يساعدك للتقدم فى مهنتك . أرجو ألا تكونى قد التقطت لى صورة الليلة الماضية"
التمعت عيناها الشاحبتان و أخذت تصر على أسنانها . استعادت فى ذهنها حديثها مع كارول حول إمكانية إخفاء كاميرا بين ثيابها فشعرت بتأنيب الضمير و تصاعد الدم إلى بشرتها....أما هو فقد لاحظ ذلك بوضوح.
ردت بشكل جازم :"لم التقط أى صورة , و لم أسرب الخبر للصحافة تلك القذارة..."و تابعت بازدراء مشيرة إلى الجريدة:"....إنها مشكلتك و ليست مشكلتى. كما أن الخبر لا يستند إلى أى إثبات"
ــ هل أنت حقاً مقتنعة بذلك؟
صار باتجاهها قاطعاً الغرفة بخطوتين و حبط محاولتها التراجع إلى الوراء عندما أمسك بكتفيها .
فى الليلة الماضية شعرت الكسا بقوة يديه و دعمهما . أما الآن و فيما هى تشعر بالألم و تكاد تفقد توازنها لم تجد فيهما سوى دلالة على قدرتهما على السيطرة.
ــ ليتنى أستطيع التصديق بأن ذلك الخبيث الذى دس هذه القذارة لا يستند إلى أى إثباتات.
قال ذلك و السخرية تلتمع فى عينيه كالنار المتجمدة :"لكننى شخص واقعى"
و أحنى رأسه ليعانقها ببطء.
فيما بعد حاولت الكسا بصعوبة إقناع نفسها بأن المفاجأة جمدتها و منعتها من الاحتجاج على عناقه لها.
لكنها لم تخدع نفسها فمنذ اللحظة الأولى التى رأت فيها لوكا راح وعيها يمتلئ به بحدة و فعالية. و بالرغم من قدرته الفولاذية على سيطرته على نفسه , كانت تدرك أنه يشعر بما تشعر هى به تماماً . و فى كل مرة تلاقت فيها عيونهما كانت تتبادل رسائل ليلاس خفية غير منطقية تثير فيها شعوراً قوياً.
تلك الرسائل السرية ذات الطبيعة البدائية كانت تنمو محدثة فيهما طاقة تغذيها غرائزهما , مزيلة فى طريقها كل إحساس بالحيطة و الحذر.
كانت الكسا تنتظر هذه اللحظة من دون وعى منها. فكل ما هو أنثوى فيها كانت تعى أنها سوف تحين.

منتديات ليلاســ


زهرة منسية 19-03-13 10:17 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

بعد عناق قصير متوحش كصفعة رفع لوكا رأسه لينظر إليها و اختفى الجوع الذى كان يلمع بوحشية فى عينيه خلف مظهرهما الكامد المصقول.
احتاجت الكسا لكل ذرة من إرادتها لتسأل بعذوبة :"هل اكتفيت؟"
وحملت كل كلمة من كلماتها نبرة احتقار حاد.
ظهرت على وجهه ابتسامة باردة ملتوية و قال بخشونة :"لسوء الحظ, كلا"
لم يكن عناقه هذه المرة قصيراً ولا متوحشاً إنما حاراً ذو مغزى و كأنه كان يتوق إليه منذ سنوات بل كأنهما عاشقان لم يعد لديهما سوى هذا العناق يتبادلانه قبل أن يفرقهما القدر المرير إلى الأبد.
جاهدت الكسا لتبقى سلبية إلا أن قوة مروعة تنفجر فى أعماقه مسببة صدمة أهلت آخر جزء عقلانى فى تفكيرها.
لم يقطع تلك الحالة سوى طرق حاد على الباب . فى تلك اللحظة خطرت لها فكرة مبهمة بأن هذا الرجل قد يكون أمضى ليلته مع امرأة أخرى.
أطلقها عندما دفعته فى صدره و رفعة رأسه متراجعاً إلى الوراء.
رفعت الكسا رموشها عنوة لتنظر فى عينين مصقولتين صلبتين كالذهب الذى أعطاهما قوته . إنه يريدها...لا يمكنه إخفاء ذلك...إنما ذلك لا يعدو كونه مجرد رغبة ليس إلا.
لا يجدر بهذا الأمر أن يكون مؤلماً .
لكنه كان مؤلماً بقدر ما يثير الغضب مما دفعها لتسأله :"وماذا يثبت ذلك سوى أنك أقوى منى؟"
التمعت فى عينيه تسلية لاذعة و التوى فمه قبل أن يرد :"ذلك يثبت أنك تريديننى بقدر ما أريدك"
و استدار بلطف مزق رباطة جأشها.
فأجابت برد سريع و حاسم محاولة إقناع نفسها :"ذلك لا يعنى شيئاً"
كانت تدرك أنها تحت تلك القدرة على السيطرة كان لوكا يحترق غيظاً .
فقال دون أن يحاول إخفاء الازدراء فى نبرته :"يا لها من نظرة متحررة رائعة"
احست بالحرارة تعلو وجنتيها . وليست أصول اللياقة والاحتراس وحسن التصرف لتنفجر غاضبة :"ربما, لكنى ليست متحررة لكى أعاشر كل رجل و سيم يريد القليل من الشهرة"
أجابها بشكل قاطع:"كلا,أنت فقط تعملين لحساب أولئك النهمين التواقين إلى قراءة التفاهات"
شعرت بالحرارة و الحزن بسبب قسوتها المخجلة فقالت من بين أسنانها :"ما كان على أن أقول ذلك أنا آسفة, لكنى أقول للمرة الأخيرة إنى لست من أبلغ الصحيفة بذلك الخبر"
راح يراقبها بعدوانية تقارب التهديد :"إذا وصلت أخبار هذا العناق للصحافة فسوف أعرف عندئذٍ قيمة كلمتك"
أجابت بإيجاز :"تماماً مثل كلمتك , لكنى أكره أن أكون مشككة مثلك"
ــ لقد رضعت ذلك مع حليب أمى.
ثم أضاف بنفور بارد :"حرفياً"
بدت الكسا مصدومة من تلك الصراحة فى كلماته و غمغمت :"هناك شخص ما على الباب"
ــ يمكنهم أن ينتظروا.
لابد أن موظفيه معتادون على الانتظار خارجاً إلى ان يُنهى ما يريده من المرأة التى تكون برفقته فى أى لحظة !
استدارت الكسا مبتعدة . يا للمفارقة ! كانت تشعر أنها أكثر أماناً مع أنهما وصلا لحالة من الخصام :"ليس عليهم ذلك, فأنا ذاهبة"
بصوت بدا كمزيج مثير من التسلية و السخرية اقترح:"ربما عليك أن تمشطى شعرك فأنت تبدين.....فى حالة من الفوضى"
حملقت فيه بغضب وراحت تبعد شعرها عن وجهها إلى الخلف , إلا أن خصل الشعر النحاسية الثقيلة ظلت ملتصقة بخدها و صدغيها . استسلمت حين راح ينظر بتمعن إلى يديها المرتجفتين و قالت بصوت حازم:"وداعاً"
سارت بحدة نحو الباب ثم توقفت فى منتصف الطريق لتقول :"شكراً لك على باقة الأزهار"
أجاب بشئ من التبرم :"لا ترميها فى القمامة, فقط لأنى أنا من أرسلها"
ــ لا ذنب لها أن كنت أنت من أرسلها .
و لم تتمالك نفسها بأن تضيف :"مع أننى أراهن بأنك أمرت أحد أتباعك بالقيام بذلك"
قال بجمود:"وا حسرتاه لقد ولت أيام الأتباع منذ زمن طويل"
ثم أضاف:"هل استرجعت سيارتك؟"
ــ نعم. شكراً لك.
اندفعت خارجة من الغرفة متجاوزة الرجل الذى ينتظر من الجهة الأخرى من الباب , و هى ممزقة بمزيج موهن من الغضب و الاستياء و الأسى.
التقت عينا لوكا بعينى ديون, و أومأ لوكا برأسه فأغلق ديون الباب ممتثلاً للأمر الصامت الذى تلقاه , ورافق الكسا إلى أسفل حتى سيارتها .
و عاد وحيداً من جديد. استدار لوكا باتجاه النافذة وراح يحدق إلى الخارج نحو الحديقة و بركة السباحة البالغتى الإتقان.
بعد عيد ميلاده السابع بمدة وجيزة استجمع شجاعته و غطس فى مياه البحيرة .وكان يستعيد ذلك الإحساس فى تلك اللحظة....و كأن البريق الغامض كان بوابة العبور إلى بعد آخر , إلى مكان جميل محفوف بالمخاطر.
كانت كل عضلة من عضلاته مشدودة بينما كان يجاهد ليكبح المشاعر غير المرغوب فيها. لقد أدرك مدى قوة حاجاته, لكنه تمكن عبر السنين من حبسها فى سجن من قوة الإرادة و التعقل.
أما الآن فإن ابتسامة الكسا مايتون و ذلك البريق الواعد فى عينيها البلوريتين الباهتتين قد امتحنا قدرته على السيطرة على ذاته . ما كان عليه أن يعانقها , و طالما فعل ذلك مرة فلم يكن عليه بالتأكيد أن يستسلم لتلك الرغبة الجامحة فى تكرار ذلك مرة أخرى.
كان يقلب بسرعة بعض الأوراق حين سمع طرقاً على الباب من جديد مما يدل على عودة ديون. و عندما أصبح الرجل فى الغرفة سأله :"هل أوصلتها إلى سيارتها؟"
أجاب ديون بحدة:"أجل. لوكا, آخر مرة شوهد فيها غاى كانت منذ أسبوع على متن سفينة محملة بتجهيزات طبية متجهة إلى سانتا روزا . لقد أجريت تحقيقاً , إنما يبدو أن لا أحد يعلم ما حصل لتلتك السفينة و إلى أين اتجهت"
أطلق لوكا شتيمة بصوت خفيض مما جعل مرافقه يجفل . عندما توقف , سحب ديون نفساً حاداً و قال :"الأفضل أن تخبرنى ماذا يعنى ذلك؟"
قال لوكا بصوت خفيض مخفياً انفعالاته وراء نبرة فولاذية :"غاى رهينة"
بدأ الاجتماع الليلة الماضية فى جو يعبق بالارتياب لكنه فكر أن بإمكانه إقناع أولئك الرجال من سانتا روزا أنه مبعوث حيادى تماماً . لقد ناقشوا طبيعة السلام الذى يتصورنه ثم لعبوا ورقة رابح تتعلق بمصير قريبه .
أجاب ديون على الفور :"فى سانتا روزا؟ يمكننا أن نطلق سراحه"
هز لوكا رأسه :"دون إعلام الحكومة بذلك؟ إنه بأمان فى الوقت الحاضر . فهم يريدون فعلاً إنها هذه الحرب , وهم مقتنعون بأن المتمردين يريدون ذلك أيضاً , ومع ذلك فهو لا يثقون بأحد...حتى و إن كان قادماً من الجهة الأخرى من العالم"
و تابع بصوت أكثر صلابة:"عندما ظهر غاى تعرفوا إليه من خلال الأخبار التى تنشرها الصحف عن الشخصيات و أدركوا أنه بات لديهم وسيلة مثلى لمنعى من بذل المساعى لجمع الفرقاء. إنما غاى آمن بحسب ما قاله لى رئيس الوزراء"
منتديات ليلاس
ــ و هل تصدق كلامهم؟
قال لوكا بتأن :"نظراً لهذه الظروف أنا أصدقهم. و أعتقد أن أى كلمة قد تتسرب للصحافة بشأن هذه المبادرة السلمية سوف تعرض حياة غاى للخطر . إنهم يريدون أن يقر الاتفاق و يتم التوقيع عليه قبل أن يعرف أى كان عن إمكانية عقد مثل هذه المعاهدة"
قطب ديون:"لكن لماذا؟"
فقال لوكا بشكل عرضى:"لأن الدولة المتاخمة تتحضر لاجتياز الحدود و السيطرة على أراضيهم .إلا أنها ستبقى على الحياد طالما أنها مقتنعة بأن طرفى النزاع مستمران فى القتال حتى الموت , لكن أى إشارة سلم سوف تدفعها لاجتياح الجزيرة . لقد احتجزوا غاى على بعد 3000 ميل من الحدود و على الطريق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة"
هذه المرة راح ديون يطلق الشتائم . بينما تابع الأمير بخشونة :" بالضبط, يبقى غاى فى آمان طالما أن أحداً لا يعرف بشأن إمكانية عقد معاهدة بين المتمردين و الحكومة"
سأل ديون بشكل حازم و محترف:"إذاً , ماذا ستفعل؟"
قال لوكا بتأن :"مما سمعته الليلة الماضية يبدو أنه ليس من الصعب إقناع المتمردين....خاصة إذا ما نالوا وعداً بأن يكون لهم مكان فى النظام الجديد, والحكومة تكلفت بذلك . لقد قدمت لهم اقتراحاً بشأن اللاجئين فى سانتا روزا ويبدو ان العديد منهم على اتصال بالمتمردين"
نظر إلى ديون مدركاً مدى إحباطه و رغبته بالتحرك :"تأكد من إبقاء الطائرة النفاثة فى حالة جهوزية للطيران فقد تضطر إلى نقلهم إلى أوكلاند أو أخذهم إلى بيت الشاطئ. بمعزل عن ذلك لن نقوم بأى شئ ...."
ثم ابتسم بطريقة ساخرة :"و قبل أن اعمل على خطة سلام ترضى الطرفين فإنى أخطط للسباحة"
فقال ديون :"غاى عنيد, و يحتمل أن يُخرج نفسه من هناك"
أطلق ابتسامة ملؤها الاحتيال :"أعلم ذلك"
و تردد قليلاً ثم أردف بطريقة غير متوقعة :"هناك أمر آخر يمكنك القيام به . تاكد من عدم السماح لـ الكسا مايتون بالدخول إلى الفندق إلى ان ينتهى المؤتمر"
إلا أن السباحة لم تساعده على استعادة صفاء تفكيره فبدلاً من السعى إلى تحرير قريبه أو تدبير لقاء بين الأطراف المتنازعة فى مكان محايد كان كل ما يرغب فيه هو الإحساس بشعر الكسا يلتف حوله كخيمة من الحرير و كل خصلة منه تعانق بشرته بنشوة محمومة. كان يريدها أن تنظر إليه بعينيها الخطيرتين النقيتين كالثلج و الممتلئتين بالمشاعر.
سحب جسمه خارج حوض السباحة و راح العرق يتجمع فوق جبينه عندما استجاب لتلك الأفكار . إنه يتوق إليها أكثر من أى شئ فى العالم .
ولشدة احتراسه و صعوبة إرضائه لم يقم الكثير من العلاقات الجدية مع النساء. إلا أنه يعلم و دون غرور أنه بارع فى الحب , و ذلك يعود على حد ما , إلى تقديره لحاجات النساء و تمتعه برفقتهن و تفهمه . لكن القدرة على السيطرة على النفس و التى تعلمها على يد امرأة استدعاها والده عند بلوغه السادسة عشرة من عمره و هى التى تجعل النساء اللواتى يقعن فى حبه يهربن قبل أن يستسلم هو لحبهن.
هذه القدرة على السيطرة على الذات سمحت له بالمحافظة على مسافة عاطفية بينه و بين الآخرين . لقد تدرب فى مدرسة صارمة لكى يكون تفكيره ببلاده فوق أى شئ آخر.
إلا أنه تعرض الآن لهجوم شرس من داخله يطالبه بحب امرأة بحرارة دون اى لباقة , فاقداً كل سيطرة على الذات و تاركاً أهواءه الغبية تقوده.
بحق الله إنها مصورة ! تظهر الآن فى حياته و فى أسوأ الأوقات . إن إشارة واحدة تصل إلى الصحافة كفيلة بأن تجعل أولئك الرجال الذين ألتقاهم الليلة الماضية يختفون من نيوزيلندا و يولون إلى غابتهم الإستوائية
أما قريبه غاى فقد يفقد حياته.
راحت المياه تتدفق عليه بقوة من الرشاش و عندما لم ينجح ذلك فى التجفيف من حدة هيجان جسده راح يضرب راحة يده بقبضة يده الأخرى المشدودة بإحكام , محاولاً مقاومة إحباطه بالتمسك بحسن التصرف .
أين رأى تنيك العينين المذهلتين الشاحبتين إلى حد الشفافية من قبل, بلونهما الذى يتناقض ما بعنف مع دفء بشرتها العاجية و شعرها النحاسى؟
سمع طرقاً على الباب فرفع رأسه سائلاً بتصميم لا يخلو من الخشونة:"ما الأمر؟"
قال سكرتيره الخاص بإلحاح:"إنها رسالة سيدى , تلك التى كنت تنتظر وصولها"
ذلك المساء بينما كانت الكسا تحضر طعام العشاء ثم تأكله من دون أن تشعر بطعمه راحت تستعيد مرة تلو أخرى ذلك المشهد مع الأمير لوكا.
لا يحتاج الأمر إلى محلل نفسى لتفسير ذلك التيار الذى سرى فى داخلها إثر عناقه لها. لقد تخلت عن كل موقف دفاعى أمام جاذبيته الكاسحة و تمزقت حواجز الاحتراس و التصرف السليم لتهمس لها بإغراء محموم , يفرض الحب بالقوة و يدفعها إلى شغف لم تتوقع أن تحس به من قبل.
تلك المشاعر البدائية إلى حد ما يجدر بها أن تثير نفورها شعورياً و عقلانياً . إنما لسوء الحظ ثمة جزء متهور و طائش فيها يجد الأمير لوكا مثير للغاية . لقد عانقها عناق المنتصر و تركته يفعل ....والأسوأ من ذلك أنها شعرت بالفخر , لأنها أدركت بأنها تمكنت من تحطيم حاجز ما فى داخله .
أما الأمر الأكثر إثارة فكان تلك الإشارة إلى وجود علاقة غرامية سرية و أسرار مخفية.
عليها أن تتوقف عن خداع نفسها! إنها ليست المرأة الأولى التى تجده جذاباً . فكل مجلة أو جريدة فى الغرب تشهد على عدد النساء اللواتى وقعن فى حبه بسبب ذلك السحر المتوسطى الذى يتمتع ليلاس به.
رن جرس الهاتف
و قالت لها كارول بصوت فاتر :"الكسا, فى الواقع حصل أمر...مزعج"




زهرة منسية 19-03-13 10:22 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
3 – لا تثق فى امرأة

منتديات ليلاس

قالت كارول و قد خلا صوتها من نبرته المثيرة المعهودة :"كنت أتحدث للتو مع رئيسى , لقد طلب أن .....ألا....."
ترددت قبل أن تتابع بشكل فظ :"الكسا , إنه لا يريد أن يراك فى الفندق طوال مدة المؤتمر"
سألتها الكسا و هى مصدومة :"ماذا؟ و لِمَ ؟ لا يمكنه أن يفعل ذلك!"
لكنها فكرت باشمئزاز , انه سيفعل ذلك لو طلبه منه احد النافذين !
أجابت كارول بنبرة متقطعة :"أخشى....أن يكون...بإمكانه القيام بذلك, و أود أن أطلب منك ألا تفقدى شجاعتك و أن تتابعى طريقك"
فسألتها :"هل ذكر لك رئيسك السبب ؟"
منتديات ليلاس
قالت كارول :"لقد تم إبلاغه رسمياً بأنك مصورة و المصورون هم حالياً من الأشخاص غير المرغوب بوجودهم . أنا بالطبع شهدت لك بالاستقامة , ولفت نظره إلى أنك كنت تعملين هنا من قبل"
قاومت الكسا شعوراً غامضاً بأنها تعرضت للخيانة ,و أرخت فكها المشدود بصعوبة متجاهلة لهجة الارتياب المترددة فى صوت المرأة الأكبر سناً لتقول :"كارول , لا بأس. فأنا لدى برنامج مكتمل للأسبوع المقبل و على الأرجح ما كنت لأستطيع مساعدتك فى أى حال"
تنهدت كارول و ردت :"شكراً لتفهمك"
ــ بالأمس حاولت إحدى العارضات التسلل إلى جناح الأمير ...و كادت تصل . و يبدو أنها باعت قصة لإحدى الصحف البريطانية , لقد ساد التوتر إدارة الفندق بشأن الإجراءات الأمنية . و عندما ذكر أحدهم بأنك مصورة كانت هذه هى القشة التى قصمت ظهر البعير.
أدركت الكسا للتو من الذى قام بذلك! إن أمير داسيا لا يتوانى مطلقاً عندما يتعلق الأمر بإتخاذ قرارات سريعة و قاسية.
قالت بمرح:"لا تقلقى . سوف أبقى بعيدة عن الفندق . هل يحتمل أن يكون للأمر أى تأثير عليك؟"
أكدت لها كارول بجدية :"على أنا ؟ كلا , الكسا , مايك يعرف أنك جديرة بالثقة, لكنه تعرض للضغط من قبل أحدهم , ولا يمكنك إلقاء اللوم عليه. إنما من المؤسف أن تكونى أنت من يدفع الثمن . على الذهاب الآن, شكراً لك الكسا"
وضعت الكسا السماعة بهدوء و مشت ساخطة باتجاه النافذة و فتحتها فاندفع الهواء القادم من الميناء إلى الداخل مشبعاً بالدخان حاملاً معه ضجيج المدينة.
تحدثى عن سوء استخدام السلطة ! هكذا فكرت بانتقام . لكم تتمنى أن تقول للأمير لوكا رأيها بأولئك اللذين يستغلون مراكزهم لتهديد الآخرين .
نظرة سريعة إلى ساعتها أعلمتها أن أمامها نصف ساعة فقط قبل الذهاب لممارسة الرياضة و التخلص فى الوقت نفسه من هذا المزاج العكر و ذلك الشعور بالحرمان الذى لا مبرر له و الذى لا ينفك ينتابها.
إنها امرأة عصرية بينما لوكا و كأنه قادم من العصور الوسطى ... أنه متحفظ لا يبالى بالمشاعر الشخصية , كما أنه قاس و متحجر القلب و متسلط حتى الصميم . لا يوجد بينهما قواسم مشتركة. أما بالنسبة لذلك الانجذاب المتهور غير المناسب فإنه لن يلبث أن يزول .

منتديات ليلاســ


زهرة منسية 19-03-13 10:36 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

بعد مضى أسبوع كانت الكسا تتصفح الجريدة إلا أن الأمير الأرستقراطى المتسلط بشكل مهلك لم يظهر فى الصورة الأخيرة التى التقطت للمصرفين على درج المتحف . كانت تدهن قطعة تو ست بالزبد بحركة حادة بواسطة سكين فقالت وكأنها تخاطب المطبخ الفارغ :"أتساءل إلى أى حد يمكن لزير نساء وسيم أن يقوم بوظيفته كمصرفى"
نظرة سريعة من النافذة كشفت لها عن يوم خريفى لطيف, رائع للسفر. فراحت تخطط لقضاء عشرة أيام رائعة تضفى خلالها رونقاً على بشرتها السمراء و تمضيها فى منزل والدىّ إحدى صديقاتها على شاطئ إحدى الجزر التى تبعد 4000 ميل شمالى أوكلاند . لقد تم ترتيب كل الأمور و سوف تقضى أياماً رائعة من الوحدة تلتقط خلالها أروع الصور التى تسمح لها بالفوز فى المسابقة.
كانت لا تزال تمضغ التو ست بالعسل فألقت نظرة باردة إلى الجريدة.
فى صباح اليوم التالى لتلك المقابلة الجليدية مع الأمير, عادت تلك الصحيفة لتكتب متسائلة بخبث:
( ما الذى يحصل بين الأمير الرائع و المصورة الفاتنة؟ إن المراقب الذى شاهدهما معاً فى الليلة الأولى للمؤتمر , شاهد المصورة تخرج من المصعد الخاص بجناح الأمير و كان شعرها مبعثراً بشكل واضح.)
إذاً لقد اقتنع الأمير الآن أكثر بأنها من تسرب المعلومات إلى تلك الصحيفة الحقيرة , لكن الكسا لم تهتم لهذا الأمر , هذا ما قالته و هى تطلق ابتسامة مشرقة.....ثم تستلقى.
و بعد ثلاث ساعات كانت تقود سيارة أصدقائها القديمة فى طريق متعرج ضيق و هى تفكر بأن تلك الجزيرة هى المكان المثالى لتطرد سحر ذلك الرجل الخطير من رأسها .
لقد بنى آل تورنتون منزلهم فى الجهة الأكثر تعرضاً للأمواج و الرياح من الجزيرة بدلاً من الجهة المقابلة, و كان ذلك مناسباً تماماً لمزاج الكسا. كما تتوقع الأرصاد الجوية استمرار الطقس المتقلب و ذلك حتى عودتها إلى أوكلاند .
كانت الكسا عازمة على التمتع بوقتها , فتحت الأبواب الزجاجية و أعادت تشغيل التيار الكهربائى و المياه فى المنزل ثم راحت تفرغ حمولة السيارة و ما إن انتهت من ذلك حتى اتصلت بصديقتها سالى تورنتون لتخبرها بأنها وصلت ليلاس سالمة .
توجهت بعد ذلك
إلى الشاطئ لتقوم بغطسة سريعة و تغتسل من آثار الغبار الذى علق بجسمها خلال الطريق . أخيراً هاهى ترتدى بنطلونا قصيراً من القطن و بلوزة خضراء بدون أكمام أضفت بعض اللون على عينيها و راحت تجوب المكان على مهل و هى تحدق إلى البحر . قالت و هى تشعر بالرضى :"لا يلوح أى منزل فى مدى الرؤية"
أما المزرعة المتهدمة الواقعة على الشاطئ و التى تختبئ وراء أشجار كبيرة كثيفة فليست ذات اهمية
ابتسمت و سحبت أريكة إلى الشرفة و راحت تحدق إلى الخليج بعينين شبه مغمضتين بينما كانت ترسم برأسها مخططاً لليوم التالى . فهى تنوى القيام بجولة لترى ما يمكنها أن تجد فى الجوار , والتقاط السور بالأبيض و الأسود . وفكرت أن عليها أن تلتقط ثلاث صور رائعة على الأقل .
لم تدر من أين خطرت لها صورة وجه لوكا و هو يتهمها بأنها سربت تلك الأخبار إلى الصحافة ....وجه قاس ذو عظام قوية تضفى مهابة على صورته.
غمغمت بإحباط :"أوهـ , بحق السماء"
فمع أنها تدرك أنها جميلة إلا انه من السخف أن تنتابها الهواجس بشأن رجل لم تقابله سوى ثلاث مرات , حتى و أن كان قد عانقها كأنه ملاك الظلام , فأن الشعور بالذنب بسبب عناق أصبح من مخلفات الماضى , منذ زمن
أمها بل زمن جدتها!
ابتسمت الكسا ابتسامة عريضة عندما تذكرت جدتها. زهرة منسية مشرقة, عصرية و متعلمة بما يكفى لكى تربى ابنها وحدها بينما كان من الأسهل أن تعطيه للتبنى . وتلاشت ابتسامتها بشكل مفاجئ بعد أن شعرت بتيار كئيب من مشاعر الوحدة يلتف حولها.
لقد وصلت حياتها السعيدة الرائعة حيث الأمان و الطمأنينة إلى نهاية مريرة, توفيت أمها بعد معانة طويلة مع المرض و هى لا تزال فى الرابعة عشرة من عمرها . وكانت قد نجت قبل ذلك بيومين فقط , و هى فى طريق العودة من المستشفى من حادث مروع أدى بحياة أبيها و جدتها . لقد عانت من الصدمة و الأسى لأنها أصبحت من دون أقرباء , لكنها احتفظت بذكريات سعيدة . لكن , ما هو نوع الذكريات التى يحتفظ بها لوكا أوف داسيا ذلك الرجل الذى رضع عدم الثقة بالآخرين مع حليب أمه؟
أخرج من رأسى ! هكذا أمرت الكسا الرجل الذى جعلها تنصرف من جناحه كأنها خادمة غير شريفة.
استيقظت الكسا فى وقت متأخر من الليل من نومها العميق على صوت لم تتمكن من تمييزه جيداً . ارتدت عباءة من الصوف و خرجت لترى ما الأمر. كانت التلال تنتصب بقامتها السرمدية قبالة السماء و مياه البحر التى تلمع كالزجاج المصقول تحت النجوم. هذا المنظر يجعلها عادة تشعر بسكينة داخلية عميقة , لكن هذا لم يحصل الليلة , فالوهج الدافئ المنبعث من المصباح الصغير فى غرفة الجلوس كان ذا أثر أقوى عليها.
و فيما استدارت لتعود أدراجها استوقفتها نقطة مضيئة فتوترت أعصابها . لا أحد يقطن فى البيت القديم الواقع على الشاطئ منذ أن اضطر صاحبه لمغادرته وتمضية بقية حياته على البر الرئيسى.
قالت بصوت مرتفع:"حسناً , يوجد شخص ما هناك الآن"
لكنها جمدت فى مكانها عند سماعها ضجة قادمة من البحر جعلت قلبها يخفق بسرعة قصوى . نظرت بعينين شبه مغمضتين فلمحت فى الخليج زورقاً ضخماً و إذا بها تكتشف أن الصوت الذى سبق و ان سمعته هو صوت المجاديف التى تدفع الزورق باتجاه الشاطئ . لم يكن الأمر غير اعتيادى لكنها وقفت بلا حراك إلى أن أعادتها برودة الطقس الخريفى اللطيف إلى الداخل.
لم تتمكن الكسا من تحديد سبب الشعور المقلق الذى انتابها . عادت إلى السرير لكنها هذه المرة أوصدت الباب المؤدى إلى الشرفة . لعل ذلك المنزل انتقل إلى مالك جديد أو لعل أحدهم اقتحم المنزل و هو يقطن فيه الآن و إن يكن هذا الاحتمال الأخير ضئيلاً بالكاد يمكن أخذه بالاعتبار.
فى صباح اليوم التالى كانت مياه الخليج تومض بلون أزرق مخضر بسكون تحت أشعة الشمس الساطعة . اتصلت الكسا بـ سالى فى أوكلاند و هى مقطبة الجبين.
قالت صديقتها بمرح:"نسيت أن أخبرك ! بعد أن توفى السيد باتريك اشترى المنزل مليونير فقام بهدمه و بنى مكانه . حسناً أنه ليس منزلاً بل هو قصراً! كما أنه أشترى نصف أراضى الخليج , لكنى لا أعتقد أنه يقيم دائماً هناك, بل افترض أنه اشتراه بقصد الاستثمار"
أحست الكسا بالتسلية لفكرة أن أحدهم يشترى أرضاً فى هذا المكان الرائع لهذا السبب المبتذل فقالت بمرح :"يبدو انه يقيم هنا الآن فقد شاهدت ضوءاً ينبعث من هناك فى الليلة الماضية."
ــ لابد أن النور من منزل الوكيل الذى يبعد قليلاً عن ذلك المنزل . إنهما زوجان فى متوسط العمر إذا التقيت بهما سوف تحبيهما.
ما كان عليها أن تشعر بالقلق فى الليلة الماضية فالزورق الذى رأته فى الخليج كان على الأرجح يقل الوكيل إلى منزله بعد رحلة صيد! و بعد خمس دقائق كانت الكسا تعلق حقيبتها الصغيرة فوق كتفها و تعتمر قبعة و تضع نظارات شمسية و تحمل كاميرا والدها القديمة . إنه وقت الاستكشاف .
فى منتصف الطريق على الشاطئ و عند أحد التجاويف سمعت خربشة خفيفة فى إحدى الشجيرات جعلتها تقف جامدة بلا حراك . يمكن أحياناً مشاهدة حيوانات الكنغر الصغيرة و هى تقفز فوق الرمال مضفية على الشاطئ طابعاً استرالياً غريباً.
إن وجود فجوة فى شجيرة يعتبر مؤشراً على وجود أحد الحيوانات هناك.
ضاقت عينا الكسا و هى تتفحص الضوء: إنه ممتاز و مع وجود شجرة رائعة كالإيقونة فى الخلفية سوف تحصل على صورة ممتازة.
سارت ببطء و صمت إلى أن تمكنت من تثبيت جسمها خلف صخرة ضخمة تحتها الأمواج و قامت بتجهيز الكاميرا .
بعد عشر دقائق من الانتظار بلا حراك تحت أشعة الشمس التى تضرب الصخور شعرت الكسا بالحكاك فى أماكن متفرقة فى جسمها و كانت تتوق إلى شرب الماء . لكن خبرتها أنذرتها بأن الكنغر المختبئ قد قد يقرر الخروج فى اللحظة التى تحاول فيها شرب الماء لأنه قد يجفل فى مخبئه بسبب حركتها .
كانت تشعر بوخز فى مؤخرة عنقها فراحت تركز نظرها لتمنع نفسها من النظر إلى الخلف . إلا أن أى حيوان رمادى صغير لم يظهر على الشاطئ.
كان نور الشمس يضفى على الرمال لوناً ذهبياً مائلاً إلى الزهرى و بوميض بأشكال مدهشة فوق الأمواج الكسولة ذات البريق الزجاجى . زعق نورس من خلفها....إنه على الأرجح يحاول الحصول على وجبة شهية . الكاميرا جاهزة لكن ينتابها شعور غريب أن أحدهما يراقبها .
منتديات ليلاس
لم تستطيع مقاومة هذا الشعور طويلاً و أخيراً أدارت رأسها بهدوء و حذر لتنظر مباشرة لتنظر إلى عيني كالنار المتجمدة عينين تعكسان الازدراء فى وجه حذر و متسلط. شعرت بأن قلبها يتحطم داخل قصفها الصدرى فقفزت بحركة غريزية إلى الناحية الأخرى و سقطت الكاميرا فجأة من بين أصابعها المخدرة بينما كانت تحاول الحفاظ على توازنها.
شعرت بقبضة حديدية تمسك بها و تمنعها من السقوط بشكل مذل على وجهها ثم تثبتها وقوفاً على قدميها فوق الرمال الرطبة.
سألها الأمير لوكا أوف داسيا :"ل تأذيت؟"
حاولت السيطرة على نفسها فتحركت إلى الوراء لتفلت من اليدين الممسكتين بها اللتين انفتحتا على الفور لتحرراها :"انا بخير"
ركعت على ركبتيها لتلقط غطاء الكاميرا فإذا بها تطلق صرخة خوف خفيفة كأنها صادفت أمراً مشئوماً
سألها لوكا بخشونة واضحة :"ماذا تفعلين هنا بحق الجحيم؟ إنها أملاك خاصة "
ــ لكنها ليست أملاك أنت , و أنا حرة في أن أكون هنا.
كانت الكسا مصدومة لفرط الإثارة التى تشعر بها و التى تهدد بسحقها .
ووقفت ممسكة بالكاميرا المحطمة بإحكام و رفعت رأسها لتحدق بتحدٍ فى فم كبير مستقيم شهوانى بشكل خطير:"أنت المتطفل هنا و ليست أنا"
بدا الجمود على ذلك الوجه الضخم القاسى.
تابعت الكسا كلامها بتهور:"إذاً , ماذا تفعل أنت هنا؟"
بدا لوكا للحظة و كأنه سيفقد برودته . وكانت الكسا تتمنى بقوة أن يحصل ذلك. فقد بدا لها ذلك أكثر عدلاً لقد روع هذا الرجل سكون حياتها و أجفلها مسبباً تحطيم كاميرا والدها التى هى أحد الأغراض القليلة التى بقيت لها من بعده. و ها هو ينظر إليها بجسارة و كأنها بزاقة تزحف على خسته . أجاب بلهجة يمكنها أن تفتت الجرانيت:"أنا فى عطلة"
قاومت الكسا رغبة قوية بأن تقول له أن يذهب إلى الجحيم فقالت:"و أنا كذلك"
كانت يدها تشد بإحكام على غطاء الكاميرا عندما أحست بوخز فى إصبعها لكنها قاومت رغبتها المفاجئة بالبكاء و نفضت يدها بعيداً
ــ ما الأمر ؟
أجابت :"لا شئ"
إلا أنه رأى الدم ينزف من إصبعها فقال بضع كلمات غير مفهومة بلغة تشبه الموسيقى افترضت الكسا أنها لغة داسيا ثم أمسك بيدها و رفعها نحوه ليتفحص الجرح :"هل بقيت نثرات الزجاج هنا؟"
غمغمت الكسا :"العدسة ليست مكسورة "
تراجع إحساسها بالألم أمام الاضطراب الذى تملكها . كيف يمكن للمسة رجل أن تسبب لها الاضطراب ؟
ــ إنه فقط جرح سببه كسر الغطاء.
سحب لوكا منديلاً من جيبه و مسح قطرة الدم عن إصبعها . كان حاجباه مقطبين بتقطيبة رائعة و هو يتفحص الجرح بعناية قبل أن يلف المنديل حول إصبعها , ثم رفع نظره ليجد أنها كانت تراقبه.
قابل نظراتها بعينين قاسيتين تعكسان بريق نور الشمس المتلألئ فوق صفحة المياه :"أين زورقك؟"
أجابت الكسا بارتباك بسبب الأحاسيس التى تستعر فى داخلها:"زورق؟ أى زورق؟"
و مع ان أصابعه لم تكن تمسك بمعصمها بقوة إلا أنها أدركت أن لا أمل لديها للهروب.
قال ببرودة الثلج :"ذلك الذى جئت فيه إلى هنا"
ــ أن الزورق الوحيد الموجود هو ذلك الذى وصل إلى الشاطئ ليلة البارحة أما أنا فقد جئت فى الواقع بسيارة.....
ساد بينهما توتر و صمت مضجرين كانت أشعة الشمس الذهبية تنعكس على بشرة لوكا ملقية ضوءاً قوياً على وجنتيه المتصلبتين مظهرة بريق عينيه الذهبيتين . بدا أنه يفكر بجدية و بسرعة ثم قال بتراخ و بصوت حريرى :"الكسا نحن فى جزيرة"
ــ أعلم ذلك.
سألها برقة تكاد تكون مهينة :"إذاً, كيف تدبرت الأمر لتصلى إلى هنا بسيارة؟"
ردت بغطرسة و برود:"لا يحق لك طرح الأسئلة علىّ"
ــ أجيبينى
شعرت الكسا بقشعريرة على امتداد عمودها الفقرى فقد تنبهت – و للمرة الأولى – خطورة الموقف الذى هى فيه فهى تقف وحدها على شاطئ مقفر مع رجل معتاد على دفع أجر لأقرب الناس إليه. فخلف وجه لوكا المصقول تكمن هيئة محارب مرعب متحجر القلب فعلاً.
لكنها فى نيوزيلاندا ! إنه هو المتطفل هنا وليس هى
فقالت بشكل مفاجئ :"جئت بالسيارة و تركتها فى موقف السيارات ثم استقلت المركب إلى الخليج الكبير و من هناك قدت السيارة ذات الدفع الرباعى التى يركنها أصدقائى هناك إلى المنزل الذى يخصهم"
أرجعت رأسها إلى الخلف ثم تابعت:"....و الذى يقع على الشاطئ. اما أنت فهل نستنتج أنك المليونير الذى يقطن فى الجوار ؟"
ضاقت عيناه المختبئتان وراء أجفانه حتى بدتا كرقاقتين تشعان بالغضب:"أنا فى الواقع أسكن فى المنزل المجاور"
مع ساندرا تشامب؟
كانت الكسا غاضبة بسبب استجوابه لها و أكثر غضباً بسبب..... و سحبت يدها بعيداً عنه .
أبعد لوكا أصابعه على الفور إلا انه لم يتراجع على الوراء بل راح يراقبها بعينين ضيقتين و هى تفك المنديل عن إصبعها لتتفحصه.
قالت بشكل تلقائى :"لقد توقف النزيف "
بدا صوتها عادياً تماماص مثل كلماتها , مما جعلها تشعر بالارتياح لأن جسدها كان فى الواقع متوتراً و الأدرينالين يندفع متسارعاً فى داخله , مستعداً للهرب ....أو الاستسلام.....
أبعدت الكسا هذه الفكرة و انحنت لتلتقط بقية نثرات البلاستك الصغيرة التى تناثرت من غطاء الكاميرا المحطم . و بعد أن التقاطها لكل النثرات التى تمكنت من رؤيتها وضعتها فى المنديل النظيف . حسناً ....نظيف إلا من بقعة الدم القرمزى اللون التى نزفت من إصبعها.
قال لوكا محدثاً :"لقد فوجئت لرؤيتك تستعملين كاميرا قديمة كهذه"
شهقت الكسا بعفوية لم تخف الكآبة فى عينيها و قالت :"هذه الكاميرا كانت لوالدى. فهو....كان يهتم بالتصوير.....لقد اشترى لى أول كاميرا و عندما توفى...تمكنت من إنقاذ هذه فقط"
عضت على شفتها كى لا تقول المزيد.
قال لوكا بصوت عميق و بتهذيب بالغ :"إنقاذها مما؟"
ردت بشكل عفوى :"عندما توفى والداى , أُرسلت إلى الميتم فقامت المؤسسة الحكومية التى تولت رعايتى ببيع كل ما كنا نملكه ما عدا أغراضى الخاصة و بعض التذكارات"
سألها :"كم كان عمرك حينها؟"
نظرت إلى أسفل نحو نثرة صغيرة من البلاستك :"أربعة عشرة عاماً"
قال بهدوء :"انا أيضاً كنت فى الرابعة عشرة عندما توفيت والدتى."
رفعت الكسا بصرها بحدة إلى ذلك الوجه الوسيم لتفاجئ تعبيراً فتت قلبها لكنه ما لبث أن تلاشى.
قالت هازئة :"ليس هذا بالعمر المناسب لفقدان الوالدين"
ثم أضافت :"أنت بقى إليك والدك على الأقل"
ــ أعتقد أن أى مرحلة من مراحل العمر ليست مناسبة لفقدان أحد الوالدين.
كان لوكا ينظر باتجاه منزل آل تورنتون :"كم ستمكثين هنا؟"
جاءت رغبته الواضحة فى التخلص منها كصفعة على وجهها . للحظة خلت ظنت أنهما قد توصلا إلى نوع من التفاهم . هزت كتفيها قائلة :"عشرة أيام, لكن هذا غير مهم فلا تخف .... سوف أبقى بعيدة عن طريقك. يمكنك دائماً أن تتجنب رؤيتى و أن تسبح فى حوض السباحة الخاص بك عوضاً عن النزول إلى الشاطئ الذى يمكن أن يكون خطيراً"
سأل بصوت ناعم كالحرير و أجفانه الثقيلة تغطى عينيه :"هل كنت تتلصصين علىّ الكسا؟"
أجابت برد سريع و بتحدٍ :"ما من ضرورة لذلك فأصحاب الملايين يملكون دوماً أحواض سباحة, إنها جزء من حياتهم تماماً كالارتياب"
و الغطرسة.....
رسمت على وجهها تعبيراً هادئاً و حملت المنديل الملطخ ببقعة الدم الذى يحتوى على حمولة قطع البلاستك .
ظل لوكا بلا حراك و قسماته البارزة تبدو كالحة . و ساد بينهما توتر مخيف بينما كانت الأمواج تضرب رمال الشاطئ و الشمس تشق طريقها محرقة و ثقيلة كأيام الصيف مظهرة اللون الأزرق فى أعماق شعر لوكا الأسود و مبرزة بلطف معالم وجهه.
قاومت الكسا رغبة ملحة فى الهروب.
أخيراً تناول لوكا المنديل من يدها لكن الكسا لم تتمكن من الاسترخاء .
قال بلهجة صادقة :"الكسا , أنا أنشد الخصوصية . وسوف أكون سعيداً بترتيب عطلة لك تقضيها أينما شئت....منتديات ليلاس هاواى شمال أستراليا ايسلندا . عن انكلترا تبدو رائعة فى الربيع"
نفضت شعرها إلى الوراء لتبعده ع وجهها الذى زادت سخونته بشكل مفاجئ و قالت و على وجهها ابتسامة متوترة :"ربما يمكنك أن ترسم حدوداً على الشاطئ بواسطة عصا و أنا أعدك بانى لن أتخطاها "
كان الصمت الذى ساد بينهما بعد هذه الكلمات المتهورة سريع العطب تماماً ككاميرا والدها , إلى أن قال لوكا :"لكن إلى أى حد يمكننى أن أثق بكلامك؟"
كانت الكسا تدرك أنها ستندم إذا ما سمحت لطبعها السلس بالفوز , لكنه كان فى تلك اللحظة يسبب لها الانتعاش .
فقالت بتحد بارد :"تمتع بما تبقى من إقامتك فى نيوزيلندا"
و أومأت بيدها بحركة رشيقة مودعة.


زهرة منسية 19-03-13 10:41 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

ما هى إلا برهة حتى كانت أصابع لوكا الطويلة تلف حول أصابعها و إذا به يرفع يدها نحوه و يطبع قبلة على جرحها.
كانت أجفانه الثقيلة تخفى عينيه المعدنيتين و ما إن لامست شفتاه بشرتها حتى شعرت بأنها تخترق حدود أرض متوحشة مجهولة.
انتزعت يدها بقوة و راحت تحدق فيه شاحبة الوجه محاولة التمسك برباطة جأشها و قالت و هى ترتعش :"أهكذا تقولون وداعاً فى داسيا؟"
قال متشدقاً :"بل هكذا نقول فى داسيا أرغب بك بقوة. لماذا تبدين مرتعشة؟ أنت تعلمين ذلك من قبل؟"
ثم تابع بشكل لا يمكن التسامح فيه :"و أنت ترغبين بى أيضاً . آمل أن تكونى قد وجدت ذلك مثيراً كما وجدته أنا"
رغبت الكسا فى صفع نفسها لأنها أتاحت له الفرصة ليتفوه بهذا الكلام
ابتلعت ريقها :"أنا ذاهبة , وداعاً"
جاءت ضحكته خفيفة و غير مسلية بل ساخرة تماماً :"اعتقد اننا سنتقابل ثانية"
ــ ليس إذا ما رأيتك أنا أولاً.
سارت بسرعة بادئة رحلة العودة إلى المنزل .
مشت بخطى ثابتة بموازاة الشاطئ و هى تشعر بنظراته و كأنها تثقب ما بين كتفيها , فإذا بالنزهة الممتعة التى استغرقت خمس دقائق خلال رحلة الذهاب تبدو الآن و كأنها تستغرق ساعات و حين و صلت إلى المنزل كانت فى حالة مزرية من الظمأ و تشوش الذهن.
قالت بنبرة قوية :"حسناً أشربى الماء فى المرة القادمة"
خلعت الحقيبة عن كتفيها و فتحت قنينة الماء و راحت تشرب السائل الفاتر ثم وضعت القنينة جانباً بتحدٍ أحدث ضجة خفيفة.
قد يكون لوكا أوف داسيا راغباً بها لكنه بالتأكيد لا يحبها . حسناً , إن هذا الشعور متبادل بينهما تماماً.
يا للمصادفات الغريبة! لماذا لا يمكنها أن تضبط لسانها ؟
فى كل مرة تراه فيها تنهار ثقتها بنفسها أمام ذلك التأثير المدمر لرجولته. إنه يشل حواسها و إرادتها كساحر غامض و يجعل هرموناتها تتحرك بجنون.
قالت تبرر لنفسها : إنه أمر بسيط , فأنت مفعم بالحيوية . ولوكا أوف داسيا يملك من الوسامة ما يكفى لدار أزياء بكاملها . إنه بالطبع يحرك مشاعرك...و إن لم يكن كذلك فأنت مصورة بائسة.
إذاً لم لا تغادر الجزيرة؟
إن انسحابها الآن سيكون نوعاً من الانتصار له , فى هذه الحرب الضاربة الدائرة بينهما . فإذا ما ألقت سلاحها الآن و عادت أدراجها فذلك سيعن الاستسلام.
راح ديون يراقب أميره و هو يسير عبر الغرفة بخطوات واسعة ثم يتوقف أمام النافذة . فسأله بلهجة حيادية :"ماذا قررت أن تفعل؟"
قال لوكا بصوت أجش :"ليس لدى خيار . الكسا مايتون سوف تتكتم على مكان وجودنا لتتمكن من جنى أقصى ما يمكنها من المال لقاء صورها و النسخ عنها. لكن إذا ما أعلنت عن مكان وجودنا فسوف يتدفق الصحفيون إلى هنا خلال ساعات . لقد كشفت جماعة سانتا روزا مساء أمس أنها أقمت بمباحثات مع الحكومة النيوزلندية التى تتحضر لإرسال قوة لحفظ السلام ما إن يتم التوقيع على الإتفاقية . لكنهم يريدون الحفاظ على السرية و سوف يصبح غاى فى خطر حقيقى إذا ما تسربت أخبار هذه اللقاءات فى الخارج"
منتديات ليلاس
قال ديون بالحاح :"ذلك سيحصل فقط إن لم تصل إليه أولاً"
أجاب لوكا :"إذا قمنا بأى محاولة لإنقاذه نكون قد تخلينا عن كل فرصة لتحقيق السلام هنا"
وقست نبرة صوته و تحولت إلى ضراوة و هو يضيف :"أنا أدرك جيداً ما معنى انعدام الثقة بالآخرين"
لهذا السبب لا يمكنه أن يدع رغبته بحسناء حمراء الشعر تقف فى طريقه.
أجبر نفسه على تجاهل رغباته و تابع يقول :"إذا لم تكن الكسا مايتون نفسها من أولئك الصحفيين الفضوليين فلابد أن تكون على صلة بأحدهم و أنا لن أخاطر بحياة قريبى من أجل عينيها البراقتين"
و جسدها الذى لا ينفك يعذب أحلامه ابتسم بقسوة لا تنم عن التسلية :"كما اعتاد والدى أن يقول (لا تثق بأحد على الإطلاق و خاصة بالمرأة)"
علق ديون و هو يراقبه عن كثب :"يا له من أسلوب سخيف للحياة"
ــ لكنه ناجح تماماً.
لكى يتمكن من حماية جزيرته من الاحتجاج تزوج والد لوكا من الابنة الوحيدة للدكتاتور الذى كان يهدد بسحق حرية الداسيين و أنجب منها ولداً , لكنه لم يثق بها مطلقاً خلال سنوات الزواج الخمس عشرة .
راح لوكا يستعيد فى ذاكرته صورة تلك المرأة الهادئة الحزينة التى أحبته و قال :"كان بالإمكان ألا أشك بالآنسة مايتون لولا تلك الأخبار اللعينة التى وردت فى الصحف . لكنى لا أجرؤ على ذلك بسبب هذه الأخبار. لا يمكن أن أسمح لها بأخبار أى كان عن مكان وجودى"
أومأ ديون برأسه قائلاً :"اوافقك الرأى . حسناً بالعودة على موضوعنا .ماذا سنفعل؟"
هز لوكا كتفيه و قال بصوت بارد مهلك :"سأقوم بما علىّ القيام به"
ــ ستضع ثقتك بجماعة سانتا روزا؟
أجاب لوكا ببرودة :"أوه, كلا! أريدك ان تجهز فرقة لتخطف غاى أرسلهم إلى أقرب مكان يمكن الوصول إليه من سانتا روزا دون أن يشعر السكان بهم و أطلب منهم أن ينتظروا فلا يقوموا بأى عمل قبل أن تتصل بهم"
أما ديون:"ماذا ستفعل بشأن الآنسة مايتون؟"
ــ قم بتحقيق عنها مرة أخرى و لتكن أكثر شمولاً . أريد أن أعرف كل شئ عنها....أصدقاءها عائلتها سمعتها المهنية عشاقها حسابها المصرفى....
طرقة على الباب جعلت الرجلان يستديران و قال لوكا:"أدخل"
دخل رجل فى متوسط العمر تبدو عليه البساطة و انحنى احتراماً و بعد أن رحب به لوكا قال :"جلالتك , إن المرأة تلتقط صوراً"
شعر لوكا بتقلص فى معدته كأنه تلقى ضربة موجعة فانتابه الغضب بسبب دلالة الضعف هذه. و سأل الرجل :"أى نوع من الصور؟"
وذهل لبقاء صوته محافظاً على رصانته.
ــ إنها تصور الرمال و بعض العصافير , إنها تلتقط الصور بموازاة الشاطئ .
تبادل لوكا و رئيس جهازه الأمنى النظرات قبل أن يقول :"شكراً لك , أذهب و تابع المراقبة"
بدا التردد على الرجل فسأله ديون :"ما الأمر؟"
قال الرجل بلهجة الاعتذار :"أظن أنى كنت مهملاً و تركت عدسات المنظار تتعرض كثيراً لأشعة الشمس"
قال ديون بتجهم:"حاول إلا تكرر ذلك مرة أخرى"
حياهما الرجل و قام بانحناءة أخرى قبل أن يخرج .
قال لوكا بحدة مميتة:"سأقوم بزيارة أخرى للآنسة مايتون"
أجفل كلامه الرجل الآخر لكن شعوراً بالخيبة كان يستحوذ عليه و يتآكله لدرجة جعلته يكاد يختنق . لقد تمكنت الكسا مايتون الجريئة و المتقدة بالحيوية منه بشكل ما , مما جعل من الصعوبة ألا يفكر بها .
لكنه لم يثق بامرأة على الإطلاق . بعد تلك الخيانة الأولى فيما يتعلق بعلاقتهما القصيرة . حسناً لقد كان ذلك درساً تعلمه بشكل جيد.


زهرة منسية 19-03-13 10:49 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
4 – كالبركان


أخرجت الكسا الفيلم من الكاميرا و هى تقول لنفسها بصرامة , أن شعورها بالقلق أمام لوكا يعطيه سلطة عليها . لكنها لا تأبه له و أكملت بصوت مرتفع :"على الإطلاق"
إنه ينتمى إلى عالم آخر, عالم ليلاس ساحر .و غريب حيث الواجب هو أهم شئ, بينما لا يساوى الحب شيئاً . أما هى فتعرف تماماً ما الذى تريده فى هذه الحياة.....مهنة جيدة و رجلاً تحبه و عدداً من الأطفال . تر أسرة تعوضها عن أسرتها التى انتزعت منها بقسوة و أن تعيش حياة عادية بكل ما فيها من أفراح و أحزان . أما لوكا فهو شخص غير عادى.
أحست بأن الجو من حولها قد أصبح أكثر ثقلاً فأدارت رأسها و إذا بها تراه واقفاً بالباب بقامته الفارعة و جسمه النحيل. أصابتها المفاجأة بقشعريرة كادت تفقدها أنفاسها و خالجتها مشاعر من الخجل و الغضب معاً.
أمسكت بالعلبة التى تحتوى الفيلم بإحكام و قالت بفظاظة "لم أسمع طرقك على الباب .
ــ لم أطرق على الباب , كما أنى لا انتظر دعوة للدخول إلى هنا.
تقدم باتجاهها و راح ينظر حوله متفحصاً المكان بدقة . أنهى تفحص الغرفة ثم جرى مسحاً سريعاً لمحتوياتها : الكاميرا على الطاولة, الفيلم فى يدها , و الحقيبة الخاصة بالأفلام و التى تحتوى على العديد منها .
قالت بهدوء و بنبرة متعاطفة :"إنك فى أمان تام"
لا أحد يمكنه العيش بهذه الطريقة مترقباً بصورة دائمة أن يكون مستهدفاً مكن قبل شخص ما.
ــ ما من مصورين مختبئين هنا, ينتظرون للانقضاض عليك.
ــ ماذا عن الكاميرا الخفية؟
قالت باختصار :"كلا, ولم قد يكون هناك كاميرات؟ لأى أمر أدين بشرف...."
تباطأ صوتها عند هذه الكلمة بسخرية واضحة:"هذه الزيارة؟"
ضاقت عيناه :"جئت إلى هذه الجزيرة أنشد عطلة خاصة . و أنا أعلم أنك على اتصال مع من نشر أخباراً فى ذلك العمود فى الصحيفة , و انك صديقة منظمة المناسبات فى الفندق , فمن الطبيعى أن أشعر بأن وجودك هنا مريب"
هل يشك بـ كارول؟
رفعت ذقنها و قالت :"فضلاً عن أنها ممتازة فى وظيفتها , فإن كارول مولوى تحترم مهنتها بالدرجة الأولى و لا يمكن أبداً أن تزود ناشرى الشائعات فى الصحف بالمعلومات "
ــ أنا لم أقل أنها فعلت ذلك
ــ لكنك ألمحت إلى ذلك! لا تستحق كارول أن تلام على ...
قاطعها بتلميح ساخر :"أنت مخلصة جداً"
قالت الكسا بشراسة :"لقد كانت جيدة معى حين احتجت إلى مساعدة ولا علاقة لها بكل هذا الأمر"
تجاهل أمر كارول و أجابها بلا مبالاة متعجرفة جعلتها على حافة الغضب :"هذا لا يهم الآن, إنها ليست داخل اللعبة , لكن أنت بلى"
قالت الكسا بصوت مروع :"كل ما أرغب فيه هو تمضية عطلة هادئة لألتقط خلالها صوراً للمسابقة! أنا لست مهتمة أبداً...أكرر أبداً ,أبداً, أبداً....بك أو ممن يقوم بزيارتك!"
مرة أخرى ظهرت تلك النظرة القصيرة و المحجوبة , حادة و مميتة كأنها نصل خنجر مذهب , فبدت غير منسجمة مع رقة و هدوء نبرته عندما قال:"أنا لا أثق بك الكسا مايتون, فأنا لا أؤمن بالمصادفات خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحفيين . إن نشر خبر لمرة واحدة فى زاوية الشائعات قد أعتبره خطأ أما نشر خبرين فيدعو للارتياب , وثلاثة....."
ردت الكسا مجفلة :"ثلاثة؟"
ــ نعم ثلاثة. لقد كتبت بالأمس أننا نمضى الوقت معاً على جزيرة رومانسية
فتحت الكسا فمها مشدوهة :"لا أصدق ذلك"
راح رأسها يدور باحثاً عن الأشخاص الذين يعرفون مكان وجودها...إنهم أصدقاؤها و هؤلاء ليس بالتأكيد ممن يزودون مروجى الشائعات فى الصحف.
قال بتهذيب بالغ يرشح بالازدراء :"يمكننى أن أريك الصحيفة إذا أردت التأكد"
عضت الكسا على شفتها قائلة :"كلا. طالما أنت تقول ذلك فأنا أصدقك. لكن هذا يبعد كارول عن الشبهة فهى لا تعلم أننى أتيت إلى هنا"
ــ سبق أن قلت لك إننى ليست مهتماً لأمر كارول
توقف قليلاً عن الكلام لكنها ظلت صامتة فتابع:"أريد الحصول على كل الأفلام التى بحوزتك و سأدفع لك ثمنها. فأنا أحتقر أولئك الذين يبتزون الأموال عن طريق التهديد بنشر الفضائح"
انفجرت قائلة :"كيف عرفت تلك الصحيفة الحقيرة بمكانى؟"
و تابعت كلامها مذهولة :"كما أننى لا أنوى التجسس على أحد لأبيع صوراً للصحف...حتى و لو كان هذا الشخص أنت, وحتى لو وقفت عارياً أمامى"
التمعت عيناه :"ألا يهمك مقدار المبلغ الذى قد يُعرض عليك؟"
ردت بسرعة :"كلا"
سأل و هو يرمقها بنظرة فيها ارتياب :"هل يستعمل المصورون المحترفون عادة العناق للوصول إلى أهدافهم بعيداً عن المتاعب؟"
أثار هذا الإتهام الواضح سخطها و اشتعلت غضباً لهذا الظلم الواضح فى كلامه :"أنت من عانقتنى"
قال ببرودة :"كان ذلك اختباراً لك . كان بإمكانك أن تقاومى و كنت سأتركك تغادرين , لكنك لم تفعلى"
كان يراقبها بعينين قاسيتين محللتين :"لماذا؟"
اختباراً ... أختفى اللون من وجه الكسا , و أحست بالغضب الشديد . عليه اللعنة, إنه على حق . فهى قد استسلمت له بصورة تامة و إلى حد مربك, كأنها تلميذة مدرسة تذوق طعم العناق للمرة الأولى.
و بسبب حدة الانفعال الذى لم تكن تشعر بوجوده داخلها من قبل أن تلتقى هذا الرجل المتسلط , كادت الأمور تخرج عن سيطرتها . والآن حان الوقت للتفكير الهادئ . ابتسمت ابتسامة باردة و قالت:"مهما يكن لا علاقة لهذا الأمر بالتصوير الذى هو مهنتى و هوايتى"
ــ ماذا كنت تفعلين على الشاطئ؟
ــ أحاول التقاط صور تظهر الفرق بين طقس الصيف و طقس الخريف .
رفع حاجبيه مما جعلها تكمل حديثها:"إن التغيرات الطفيفة بين مختلف الفصول تثير فضولى و سوف ألتقط هذا الفرق يوماً ما"
كان لوكا يرفع حاجبيه بطريقة ساخرة أظهرت أنها لم يصدق كلمة مما قالته:"يمكننا أن نقوم بذلك بسهولة أو بصعوبة"
حدقت فيه بتمرد و سألتها بسرعة :"سهولة بالنسبة لمن؟"
جاءت ابتسامته ساخرة لكنها لم تنم عن خبرة بالناس :"أعطنى الكاميرا و الأفلام, و عدينى ألا تلتقطى المزيد من الصور. وسوف أعيدها إليك عندما تغادرين المكان"
رفعت الكسا حاجبيها السوداوين فوق عينيها الشاحبتين المضطربتين و سألته :"و الطريقة السهلة؟"
راح يضحك بشكل غير متوقع:"هذه هى الطريقة السهلة, أما إذا رفضت فسوف أضعك تحت المراقبة"
كانت تتميز غيظاً و هى تمعن النظر فى ملامح التسلية البادية على وجهه أما لوكا فكان يراقبها و هى تبحث عن الكلمات قالت بهدوء و برودة :"نحن هنا فى نيوزيلندا و لسنا فى إمارتك الخاصة. إذا تجرأت و رفعت إصبعاًَ على فسوف أقاضيك بتهمة التهجم علىّ. و لا تظن أن لقب الأمير سيعفيك من المحاكمة هنا فـ نيوزيلندا دولة ديمقراطية"
أجابها بتبرم :"كذلك هى داسيا. أما بالنسبة للمسك...."
وراحت نظراته تتفحص وجهها . اضطرمت النار فى جسدها تحت وقع نظراته الحارقة و بدا صدرها متوتراً و ثقيلاًَ تحت بلوزتها القطنية الرقيقة .
سألها برقة وهو يتفحصها بنظرة سريعة فيها ازدراء :"من سيصدقك ؟ أنت تتجاوبين معى بقوة, بشكل يجعلنى لا أجد صعوبة فى إقناع المحققين بأنك جئت بصحبتى إلى هنا ثم حاولت ابتزازى لكى أدفع لك مالاً.
منتديات ليلاس
سوف تصبحين عندئذٍ مشهورة و قد تجنين بعض المال من بعض الصحف....لكن إذا كنت حقاً مصورة محترفة فسوف تفقدين مصداقيتك"
قامت الكسا بحركة تنم عن خوفها ثم رفعت رأسها بتحد :"لن تجرؤ على القيام بذلك"
هز كتفيه :"بلى"
قال ذلك بلطف و صدقت كلامه على الفور.
تغير صوته و صار أكثر عمقاً و تحولت ابتسامته إلى الدفء و الدعابة مما جعلها تشعر و كأنها تلقت صدمة فى قلبها :"الكسا, الخصوصية مسألة هامة بالنسبة لى. هل بإمكانك أن تتمتعى بوقتك هنا بكل بساطة , ودون التقاط الصور؟"
أدركت زهرة منسية على الفور أنه يحاول السيطرة عليها بفتنته , ومع ذلك فقد غمرها سحره هذا بموجة من الأحاسيس , إلا أنها سيطرت على توتر جسدها وقالت :"أعتقد...إننى أفهم....أن الإشاعات التى تنشرها الصحف تسبب لك الغضب و الاحباط و أدرك لما أنت مرتابة هكذا...."
ــ إذا , أنت توافقينى الرأى بأن لدى أسبابى لأكون كذلك؟
ــ لقد قلت لك ذلك لتوى , لكن انا أيضاً لى الحق بأن أبقى هنا مثلك تماماً. أقسم لك بأننى لن التقط أى صورة لك.
و أضافت مبالغة فى تطمينه:"و لا لأى من زوارك . لكن أرجوك أذهب الآن."
ثم استدارت مبتعدة .
تبعها لوكا بخطوتين واسعتين و أوقفها ممسكاً بكتفيها بقبضة محكمة .
و قبل أن تتمكن من القيام برد فعل أمسك بيدها التى تحمل الفيلم مبعداً أصابعها بقوة . أفلتت العلبة من يدها فقام بالتقاطها بحركة رشيقة منه . أما الكسا فقد أفلتت من قبضته.
شعرت بالإهانة فاندفعت بجرأة إلا أنه دفعها بيد قوية عديمة الرحمة . قال بخشونة بينما كان يحاول فتح الغطاء لاستخراج الفيلم :"يا لك من امرأة عنيدة"
تخلت الكسا عن محاولتها لمهاجمته عندما أدركت أنه ينوى تعريض الفيلم للنور و صاحت :"كــــــــــلا"
تجهم وجه و توقف بينما راحت عيناه الباردتان القاسيتان كالكريستال تتفحصان وجهها ثم قال متشدقاً :"أهو خوف من الإبداع, أم على خسارة مبلغ ضخم من المال؟"
فتحت الكسا فمها لكن قبل أن تتمكن من النطق بكلمة تابع حديثه بفظاظة :"حسناً سوف أحتفظ به لأظهره و أرى الصور أولاً"
أدركت أن لا أمل لها فى استعادة الفيلم فقالت بلهجة فيها توبيخ , مع أنها تعلم أن ذلك سيكون دون جدوى :"هذا لطف منك"
تمنت فى تلك اللحظة لو أنها تعلمت فن الدفاع عن النفس !فلا شئ سيمنحها السعادة فى تلك اللحظة أكثر من تلقينه درساً مرجعا. إلا أن منطق الأمور جعلها تدرك بأن هجومها عليه سواء أكانت مدربة أو لا لن يعطى نتيجة. تحرك لوكا بسرعة و براعة مقاتل محترف مستخدماً قوته بشكل يسمح له بإبقائها بعيدة عن الفيلم و مع ذلك ظل يراقبها مستعداً للرد على أى محاولة تقوم بها لاستعادته.
علمت الكسا أنها تخوض معركة خاسرة فقالت بصوت خفيض:"سوف تدفع الثمن ذات يوم, أعدك بذلك. أنا الآن و قد حصلت على ما جئت من أجله , فأخرج من هنا"
فقال :"ليس قبل أن أحصل على كل ما لديك من آلات تصوير التى تملكينها فسوف أرسل أحد أولئك الأتباع الذين تهكمت بشأنهم ذات مرة ليفتش المنزل"
ردت بسرعة :"أفضل ذلك فعلى الأقل هو سيقوم بعمله فقط"
ــ هل هذا ما تريدينه؟
ترددت قليلاً ثم قالت معترضة:"كلا"
ــ أرنى آلات التصوير المتبقية لديك
قالت غاضبة :"هذه هى آلة التصوير الوحيدة هنا و إذا قمت بتحطيمها هى الأخرى فسوف...."
قال مكرهاً:"لن أحطمها . أريد أيضاً كل الأفلام الأخرى التى قد تملكينها"
كشرت الكسا عن أسنانها:"جدها بنفسك"
زمت شفتيها و هى تراقبه حين رفع الحقيبة وألقى نظرة إلى داخلها . ثم قال بلطف:"سوف أعيدها إليك بالتأكيد. و الآن أريد هاتفك النقال"
بالطبع فإذا كانت صحفية سيكون الهاتف النقال وسيلة منطقية لإرسال المعلومات و نقل الرسائل . كان الهاتف موضوعاً فى المكتبة لكنها تكون ملعونة إذا قامت لتسلمه له بخنوع.
قالت بإندفاع متهور :"خذه بنفسك, أنا لست خادمة عندك فلا تتوقع منى أن أنحنى أمامك و أقوم بتلبية طلباتك"
أجابها بنبرة تفتت الغرانيت:"أنت ليست أحد رعاياى . لذا لا أتوقع منك أكثر من مصافحة رسمية"
انتظرت الكسا إلى أن حمل الهاتف و وضعه فى جيبه العلوى لسترته قبل أن تقول بتزمت هش:"من عادتى أن أتصل بصديقتى صباح كل يوم"
فقال بدماثة :"إذاً سوف أتى إلى هنا صباح كل يوم لتتمكنى من الاتصال بها . لكن لسوء الحظ على أن استمع إلى محادثتكما"
رمقته الكسا بنظرة باردة :"ستكون تلك نزهة ممتعة بالنسبة إليك"
ابتسم لكنه تابع قائلاً :"هل لديك كومبيوتر؟"
ــ نعم.
بدا عليه التردد فقالت برد مشاكس:"لا يوجد خطوط هاتف هنا , إذاً فلا يمكننى إرسال شئ عبر الكومبيوتر"
ــ لِمَ أحضرته معك إذاً؟
انفجرت قائلة :"هذا ليس من شأنك"
فأجاب بهدوء فيه تهديد مبطن:"لكنك مع ذلك سوف تجبين عن سؤالى"
هزت كتفيها :"حسناً أستخدمه لأسجل معلومات عن شجرة عائلتى"
تغضن جبينه و قال :"إنها هواية غير اعتيادية لشخص فى مثل سنك"
قالت بنعومة مطلقة ابتسامة ساخرة :"قد يكون الأمر غير عادى بالنسبة لأولئك الذين نتمون إلى أسر ذات تاريخ معروف , لكن أسرتى ليست كذلك, و لأننى أنا الشخص الوحيد المتبقى من هذه الأسرة فأنا مهتمة جداً بمعرفة إذا ما كان لدى أقرباء"
ــ هل أنت وحيدة تماماً فى هذا العالم؟
رفعت ذقنها:"لدى العديد من الأصدقاء"
و كانت لهجتها تقول بشكل مبطن :أكثر من لديك أنت.
انعقد حاجباه معاً و قال:"إنك تنزفين"
تتبعت نظراته باتجاه يدها بينما وضع لوكا معداتها على الطاولة و خطا عبر الغرفة إلى حيث تقف. يبدو أن المشادة التى حصلت بينهما جعلت الجرح فى إصبعها ينفتح و ينزف من جديد
تلون خداه المتعجرفان و أشتعلت الحرارة فى عظامها و قال بصوت خشن:"أنا آسف, لم أقصد أن أسبب لك الأذى"
ثم رفع يدها يتفحص الجرح , كبحت الكسا لهاثها بعد أن استحوذت عليها مشاعر جارفة للمسة يده.
لن تستعيد أنفاسها حتى تحرر يدها منه, لكن حركتها جاءت متأخرة فقد أمسك لوكا بها و قربها إليه محدقاً فى عينيها بنظرة متفرسة كشفت له كل ما يضج فى داخلها من أحاسيس.
الكلمة الوحيدة التى ماتت على شفتيها , هى أسمه . و إذا بها تذوب تماماً بين يديه هائمة على غير هدى فى بحر مجهول.

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 20-03-13 07:04 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

إذا كان العناق الأول كالديناميت , فقد جاء هذا الخير كالبركان . هكذا فكرت زهرة منسية و هى مشوشة الذهن. لكنها سوف تفكر بذلك لاحقاً
كانت غارقة تماماً بفتنته حتى أنه عندما رفع رأسه راحت عيناها تلاحقانه بحركة لا واعية كأنها تسعى إلى استعادة ذلك السحر.
منتديات ليلاس
ضحك لوكا برقة و التفت ذراعاه حولها و راح يشدها أكثر نحوه و سألها:"ما الذى تريدينه؟"
استحضرت الكسا كل ما لديها من قوة إرادة لتطرد بقسوة تلك الصور التى تزدحم فى رأسها.
تلوت مبتعدة عنه و قالت بنزق:"أنا لست لعبة تتسلى بها"
تبين لها للتو كم أن هذا العناق لا يعنى له شيئاً , فقد أفلتها على الفور. كان جسمها ينتفض فانفجرت فى وجهه :"إذا كنت تظن أن بإمكانك المجئ إلى هنا لتسلبنى ممتلكاتى و تهددنى و تعانقنى حتى الحماقة, فأعد التفكير من جديد , لأنى لست بلهاء"
قال متمسكاً بغطرسته :"أنت رغبت بهذا العناق بقدر ما رغبت أنا به"
هذا ليس عدلاً!كانت تود أن تصرخ بأعلى صوتها لتعلن غضبها من القدر اللعين الذى جعل الأمير لوكا أوف داسيا يدخل حياتها المسالمة.
بدا شعرها مشعثاً و شعرت بألم و توتر فى كل عضلة من عضلات جسمها , بسبب فقدانها الرهيب للسيطرة على ذاتها . أرادت أن تضرب بعنف أن تسحق و تحطم شيئاً ما....
جاء صوته متأنياً و هادئاً :"لا يمكننى أن أتركك و أنت فى هذه الحالة"
ــ أنا بخير.
رفع ذقنها إلى أعلى و راح يتفحص وجهها بعينين قاسيتين لا ترحمان متجاهلاً احتجاجاتها و قبضتها التى راحت تلكمه على معدته . أجلسها على أحد المقاعد . كان جسمه قوياً وصلباً لدرجة جعلتها تشعر بألم فى رسغها فراحت تحرك يدها لتتخلص من الألم.
قال بفظاظة:"أنت تستحقين ذلك"
بدا لها و كأنها تلطم صخرة
ثم تابع قائلاً :"هل لديك ضمادات لهذا الإصبع....أو أى مرهم؟"
أرخت الكسا فكيها بما يكفى لتغمغم :"كلا"
ــ إذا سأحضر لك البعض منها.
أطبقت يدها الأخرى على الإصبع المجروح و قالت:"كلا, لا أريد شيئاً منك. إنه مجرد جرح...و سوف يلتئم بسرعة."
علت خديه الكبيرين غمامة داكنة اللون و قال :"أنا آسف"
و أكمل و كأن الكلمات تنتزع منه انتزاعاً:"أنا لا أتصرف عادة بوحشية"
ثم استدار على عقبيه و سار باتجاه المطبخ.
كانت الكسا تراقب رأسه المغطى بالشعر الأسود و تبين لها أنه يحضر كوباً من الماء . استعادت هدوءها وراحت تفكر مذهولة بأن هذا الرجل ذو تركيبة معقدة ....إنه يعاديها و يرغب فى حمايتها فى الوقت نفسه. راقبته بحذر و هو قادم عبر منتديات ليلاســـ الغرفة.
كان ينظر إليها بعينين ذهبيتين اللون شبه مغمضتين من خلال طبقة كثيفة من الرموش السوداء . ناولها كوب ماء قائلاً :"هاك, اشربيه كله"
انساب الماء بارداً و منعشاً فى حنجرتها مما جعلها تشعر بالارتياح , فقالت بتهذيب و هى تناوله الكوب :"شكراً لك"
رمقها بواحدة من تلك النظرات الفاحصة قبل أن يعيد الكوب إلى المطبخ.
وقفت الكسا على قدميها فى محاولة منها لاستعادة رباطة جأشها فتسارعت الذكريات إلى رأسها....قوة ذراعيه اللتين حملتاها بسهولة , ضربات قلبه العميقة المفعمة بالحيوية وذلك العطر الفتان المحير. و أخيراً ذلك الشعور الدافئ بالحماية الذى أحست به و الذى سلب لبها .
جاء صوت لوكا من خلفها :"تبدين بحالة أفضل...هل تشعرين بذلك؟"
ــ بالتأكيد.
قالت ذلك بهدوء و استدارت لتواجهه :"لقد بالغت فى رد فعلك على غضبى الطبيعى من نفسى لأنى أنسجمت مع عدوى"
أجفلتها ضحكته.
قال وهو يحمل آلة التصوير و الحقيبة التى تحتوى على الأفلام بحركة رشيقة :"سأقول لك أمراً واحداً , أنت لست متلبدة الإحساس"
رمقته الكسا بنظرة متوعدة رافضة التراجع و قالت من بين أسنانها:" لا تحاول التظاهر بشئ. لسوء الحظ يمكننى التنبؤ بما ستقوله"
حياها بانحناءة ساخرة جعلتها تصر أسنانها بحدة :"تمتعى بعطلتك"
يمكن لهذا الرجل أن يثير أعصابها ساعة يشاء . هكذا فكرت بفظاظة....و بينما كانت تخلع ثيابها لتستحم راحت تفكر أن بإمكان لوكا أن يعبئ عطره الطبيعى فى زجاجات و يبيعها كعطر مثير. إنه لمن المخزى إلا تستطيع مقاومة رجولته الطاغية , ففى كل مرة يدخل بيتها يكتسح كيانها ويجعلها فى غاية التشويش مما يفتت إرادتها إلى أشلاء.
ماذا سأفعل بشأن هذا الرجل ؟ لعل من الأفضل لها أن تهرب منه عائدة إلى أوكلاند . ضغطت على شفتيها . كلا سيكون ذلك استسلاماً. لقد حان الوقت ليفهم لوكا أوف داسيا بأن العالم ليس مفصلاًَ على قياسه وحده.
أجابت نفسها بشراسة : إذا سوف أبقى هنا لكنى سأظل بعيدة تماماً عنه.
أخرجت جهاز الكومبيوتر و الأوراق التى تحتوى على المعلومات التى تود إدخالها إليه . بعد ان أمضت جزءاً كبيراً من بعد الظهر فى العناد المحض و ارتكاب الأخطاء أدركت الكسا أن لوكا قد وثق بكلامها بأنه ليس لديها آلات أخرى.


زهرة منسية 20-03-13 07:07 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

5 – دعوة الأمير



استيقظت الكسا مذعورة , أحست بألم فى معدتها بعد أن سمعت ضوضاء غامضة , تركت فى رأسها صدى. كانت الريح تعصف بقوة حول المنزل محدثة أصواتاً و كأنها كرات صغيرة تتدحرج على السطح. حاولت الاسترخاء ملتمسة الدفء و الحماية تحت الغطاء لتعود إلى النوم مجدداً, بعد أن أيقظها صفير العاصفة القادمة من جهة البحر.
فى صباح اليوم التالى استيقظت الكسا على مهل لتشهد يوماً هادئاً,شمسه ساطعة و جوه يعبق براعة العشب الرطب, وسرعان ما اكتشفت أن التيار الكهربائى مقطوع, مما يعنى عدم إمكانية الاستحمام أو أعداد القهوة.
لحسن الحظ أن البحر أمامها ,قامت بغطسة سريعة و عادت بعد نصف ساعة لتتناول قطعة من الخبز مع العسل و هى تراقب المياه التى راحت تغلى فى ركوة وضعتها على الفحم . إنها بحاجة إلى الهاتف لتتصل بشركة الكهرباء.
كادت قطعة الخبز تسقط من يدها لدى رؤيتها لوكا الأمير الأسمر بنفسه يجتاز الشاطئ باتجاهها . و بالرغم منن تعليماتها الصارمة لذاتها , راح قلبها يخفق بشدة كلما اقترب منها, بقامته المديدة الفاتنة و المسيطرة. ارتفع حاجباه لرؤية الركوة و شعرها المبلل الذى يبدو دبقاً بسبب المياه المالحة
سألها ببرودة :"فطور فى الهواء الطلق؟"
قالت له متجاهلة ما أصابها من توتر :"الكهرباء مقطوعة"
انعقد حاجبها و سأل :"ما الذى حصل؟"
هزت كتفيها بلا مبالاة أمام نظرته الصارمة :"لا أعلم, أفترض أن العاصفة التى هبت فى الليلة الماضية تسببت فى انقطاع التيار الكهربائى "
أخرج هاتفها النقال من جيبه و طلب رقماً و بعد أن أجرى حديثاً قصيراً أقفل الخط قائلاً برتابة :"سيقوم أحدهم بتفحص العطل . بانتظار ذلك من الأفضل أن تأتى معى"
تلك الرغبة بحمايتها تظهر من جديد!
قالت على الفور:"أنا بخير"
و أومات إلى الركوة التى تغلى مضيفة :"لدى كل ما أحتاج إليه...قهوة , خبز و عسل"
تفحصها بنظرة تومض بالتسلية ,جعلتها ترفع ذقنها تحدياً . تلاقت عيونهما كأنها نار حارقة تحت جليد صلب. وفجأة سمعت صوتاً جعلها تقفز من مكانها , فقد فاض الماء من الركوة محدثاً صوت هسهسة على الفحم. و بينما كانت الكسا تسكب الماء المغلى فى ركوة أخرى فوق البن المطحون, نظرت إلى لوكا لتجد أنه يتفحص بنظره خزانى المياه الموضوعين خلف المنزل و اللذين بالكاد يظهران للعيان. لكنه لاحظ بكل تأكيد الحبل الذى استخدمته فى محاولتها لفتح الغطاء.
قطب قائلاً :"أفترض أنه ليس لديك ماء؟"
ــ كلا فقد استعملت المياه التى كانت فى الإبريق الكهربائى . لكن يمكننى أن أسحب الماء إذا تمكنت من رفع الغطاء.
فقال لوكا:"دعك من ذلك....سيكون ذلك صعباً عليك"
كانت الكسا تتجنب النظر إلى كتفيه العريضتين و إلى عضلات ذراعيه المشدودة :"ربما يمكنك أنت أن تفتحه"
قال متشدقاً :"استطيع القيام بذلك , لكن لما نزعج أنفسنا بينما يمكننى أن أقدم لك حماماً ساخناً و قهوة معدة بشكل جيد؟ تعالى لتناول الفطور فى ليلاس منزلى"
ابتسمت بلا مبالاة و قالت بصوت عذب :"هذا لطف منك . لكن , أنا بخير كما ترى . كما أن للقهوة المعدة على الفحم نكهة مميزة"
رفع لوكا حاجبيه و بادلها بابتسامة....ذات تأثير مهلك:"فى هذه الحالة لِمَ لا تقدمين لى القهوة , بينما نتمكن من معرفة سبب انقطاع التيار؟"
قالت الكسا :"أفضل أولاً أن أتصل بصديقتى فى أوكلاند"
و تابعت بإصرار :"إنه منزلها , حسناً....أعنى منزل والديها....لذا يجب إعلامهم بما حصل"
قال بهدوء :"أرى أن من الأفضل أن تنتظرى حتى نعرف سبب العطل أولاً, ففى منزلى لم ينقطع التيار, لذا فقد يكون العطل بين المنزل و الموزع"
أزعجها تحليله المنطقى للمشكلة. لكنها أومأت برأسها موافقة , ثم استدارت وراحت تحرك القهوة بلا ضرورة.
سألها بتكاسل :"هل تمكنت من وضع المعلوومات الخاصة بنسب عائلتك على الكومبيوتر؟"
أجابت بابتسامة ساخرة :"بعد أن توصلت إلى معرفة كيفية القيام بذلك, أجل"
ــ و كيف أصبحت وحيدة و محرومة من الأقارب؟
ترددت الكسا قليلاً قبل أن تقول مدافعة :"كانت امى يتيمة , أما من ناحية والدى فقد توفى جدى فى سن مبكرة و لم تتزوج جدتى ثانية"
لم تشأ أن تخبره أن جديها لوالدها لم يتزوجا أبداً ,و أن جدها الإيطالى الشاب توفى قبل أنم يعرف أن حبيبته أنجبت له أبناً و تابعت تقول :"ثم مرضت أمى لمدة سنتين. وفى أحد الأيام كان أبى يصطحبنا أنا و غران لزيارتها فى المستشفى و فى طريق عودتنا اصطدمت سيارتنا بصهريج فقتل أبى و غران على الفور. إنه حظ سئ"
جاء صوت لوكا عميقاً :"يبدو الأمر كمأساة"
منتديات ليلاس
لما تشأ الكسا أن ترضيه ,فسألته بوقاحة :"اعتقد أنك تنتمى إلى عائلة كبيرة جداً"
أصابه الارتباك لسؤالها . فبالرغم من نسبه المتصل بمعظم العائلات الملكية فى أوروبا إلا أنه مثلها محروم من الأسرة الحميمة . هز كتفيه و أجاب: "لدى بضع مئات من الأقرباء مكن مختلف درجات القرابة , لكن الأقرباء المباشرين هم اثنان فقط"
لفتتها نبرته..... لا يمكن وصفها بالضبط بالقسوة بل بدا و كأنه قادم من بعيد, و حاملاً آثار الشعور بالإثم. أحست بالصد فاستدارت من جديد.
سألها بفضول :"كيف كانت الحياة فى دار الأيتام؟"
قالت وهى تحرك القهوة ثانية:"الأول لم تكن جيداً لكن...."
همس بشئ ما , ثم سألها سئ إلى هذا الحد؟"
أحست بالدموع تلسع عينيها فهزت رأسها قائلة :"لم أتمكن من الانسجام مع الأولاد هناك . سارت الأمور بشكل أفضل فى المكان الثانى, فقد كانوا لطفاء معى, و معظم الأولاد كانوا جيدين . كان بعضهم يأتى و يذهب , لكن أنا...حسناً كنت محظوظة . كنت اعلم أن أمى و ابى قد أحبانى كثيراً مما منحنى القوة لأظل متماسكة فى الأوقات العصيبة"
قال ببساطة و بلهجة لم تتمكن من تفسيرها :" نعم, إن معرفة ذلك مهمة جداً"
هل أحبته أمه يا ترى؟ و ماذا عن أبيه المراوغ القاسى؟
أضاف قائلاً :"لابد أن والديك كانا مبتهجين لأن لديهما ابنة مشرقة و ممتلئة بالحياة مثلك"
أجفلت الكسا و رفعت بصرها نحوه فإذا به يراقبها بنظرة خفيفة . لم تكن نظرته كئيبة أو ماكرة أو متجهمة , إنما بدا و كأنه اكتشف فيها شيئاً جديداً غير اعتيادى.حسناً لعل الناس العاديين مخلوقات مجهولة بالنسبة إليه!
سكبت لنفسها كوباً من القهوة و قالت:"كنا سعداء معاً. لم أكتشف مقدار هذه السعادة إلا بعد أن فقدتها . أحتاج إلى كوب آخر...سأذهب لإحضاره"
ــ أنا أحضره,أين تضعين الأكواب؟
ــ فى الخزانة فوق المغسلة إلى الجهة اليمنى
راقبته و هو يلتقط الهاتف بلا مبالاة ثم يبتعد.

منتديات ليلاســـ

زهرة منسية 20-03-13 07:13 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
[RIGHT]http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3721808743.gif[/RIGHT

راقبته و هو يلتقط الهاتف بلا مبالاة ثم يبتعد . شربا القهوة معا على الشرفة و هما ينظران إلى البعيد نحو البحر الذى بدا بلون أزرق لامع. كان لوكا يستفسر منها عن شجرة نسبها التى تدخلها على الكومبيوتر و كانت تبتسم له و هى تخبره عن مدى معاناتها لإيجاد الطريقة المناسبة لإدخالها
اكتشفت الكسا أنها تستمتع بوقتها , بالرغم من ذلك الشعور الخفى بالإثارة و التوتر و الذى كان لوكا يتجنبه بطريقة ما. لقد راح يتحدثان كأنهما.....حسناً كصديقين.
راحت تحذر نفسها , إياك أن تتوترى. لعل اللباقة فى الحديث من ضمن الأشياء التى يتعلمها الأمراء منذ الطفولة.
عندما رن جرس الهاتف سمح لوكا لنفسه بالرد . راحت الكسا تتأمل جمال وجهه الممتلئ بالقوة و الجولة . وبنظرة خبيرة راحت تراقب بإعجاب وجهه المتوسطية, فإن اللمسة السلافية فى عظام خديه تمنح وجهه طابعاً من الرجولة المتوقدة.
رمشت بعينيها فى الوقت المناسب لإخفاء نظرة الإعجاب البادية فيهما .
قال لوكا لمحدثه ما بدا أنه كلمة وداع ثم قال لها:"يبدو أن صاعقة أصابت الشبكة....فتسببت بانقطاع التيار . ربما من الأفضل أن تعلمى صديقتك بالأمر"
ناولها الهاتف فطلبت الكسا رقم سالى و أخبرتها بما حصل.
مد لوكا يده ليأخذ الهاتف فأعادته إليه وهى تهز كتفيها باستهجان.
و إذا به يقول ببساطة :"من الأفضل أن تأتى إلى منزلى إلى أن يتم إصلاح العطل . فقد لا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً"
تأكدت الكسا عندئذٍ أنه لا يريدها أن تعود إلى أوكلاند فهو لا يزال غير واثق من أنها لن تفشى أمره. لو وجه إليها هذه الدعوة بالأمس لأهملتها , فهى بالأمس لم تكن قد جلست و إياه على الشرفة يحتسيان القهوة و يتبادلان الحديث عن أعمال الكومبيوتر. لكن هذا الرجل الذى جعلها تضحك بسبب ظرفه و روحه المرحة , أصبح شخصاً محبباً لديها. و مع أنه كان يبتسم لها فإن ابتسامته كانت ذات مغزى , و كأنه أدرك إلى أى مدى كانت الكسا ممزقة بين أن ترفض بسخط ذلك الأمر المبطن فى دعوته لها و بين فضولها المفرط . فهى تود إلقاء نظرة ولو خاطفة على منزله . و إذا كان ثمن ذلك أن تمضى برفقته بضع ساعات بينما تعيد شركة الكهرباء وصل التيار, فهى مستعدة لدفع هذا الثمن.
انزلقت على خدها خصلة من الشعر المشبع بالملح مما جعلها تتخذ قرارها فقالت :"حسناً"
ثم أضافت بما يشبه الابتسامة :"إذا كان بإمكانى الاستحمام هناك. فالسباحة ليست بديلاً عن الاستحمام"
ــ بالتأكيد يمكنك ذلك.
أصابها التوتر فاندفعت إلى المنزل :"سأحضر بعض الملابس"
كان لديها ما يكفى من القدرة على ضبط النفس لتختار الملابس الأكثر احتشاماً, بدلاً من تلك التى تظهر مفاتنها بشكل كبير. وضعت الثياب فى حقيبة صغيرة و خرجت لتجد لوكا واقفاً بانتظارها. فى مكان ما بداخلها أحست الكسا بشعور غامض لم تفهم كنهه
خذرت نفسها قائلة : لا تكونى حمقاء.أنت تعرفين ما هو عليه لوكا....إنه طاغية مستبد و مرعب . إنه أمير.
و كأنما لوكا أحس بما تفكر فيه فاستدار لملاقاتها و تناول الحقيبة من يدها قائلاً فجأة و بلهجة غريبة :"إذاً هيا بنا"
و بينما كانا يسيران على الشاطئ راح لوكا يصف لها بمرح المفاجأة التى أصابته عندما رأى للمرة الأولى مجموعة من الكنغر الصغيرة ترعى العشب فى إحدى التلال.
كانت حديقة منزله تمتد على مساحة واسعة مغطاة بالعشب خلف أشجار ضخمة متكئة على الرمال و المنطقة المزروعة . وما أن عبرا البوابة حتى لمحت إحدى كاميرات المراقبة مثبتة فى مكان ما مرتفع لمراقبة الشاطئ.
أصابتها قشعريرة و فكرت بسخط بأنه لا يجدر بأى شخص أن يعيش هكذا. لكن لوكا لم يكن يملك الخيار فقد ولد لكى يحيا حياة لا يمكنه الإفلات منها. راحت الكسا تتذكر بعض الصور التى شاهدتها له, لقد التقطت العديد منها بواسطة عدسات بعيدة المدى و فى أوقات كان يعتقد فيها أنه بعيد عن المراقبة . كانت قد قرأت منذ عدة سنوات مقالاً كتبته إحدى عشيقاته , تصف فيه أكثر أوقاتهما حميمية و بأدق التفاصيل . خالجها شعور بالامتعاض ما لبث أن تبدد لتحل مكانه مشاعر الشفقة .
منتديات ليلاس
بعد انتهاء هذه العطلة سوف يدرك لوكا أن هناك أشخاصاً يمكن الوثاق بهم لأن أخباره لن تظهر فى الصحف . ابتسمت الكسا لكنها كادت تترنح بسبب الاضطراب الذى شعرت به عندما بادلها الابتسام.
لقد كان الأمر مماثلاً بالنسبة لـ لوكا...فأضرمت النار فى أعماق عينيه... لكن تعابير وجهه لم تتغير. قال و قد بدا صوته أكثر خشونة :"اهلاً بك فى منزلى"
كانت الكسا ترتعش لكنها أجبرت نفسها على النظر حولها باهتمام بينما كانا يسيران فى ممر واسع و مرصوف.
قالت باحتراس :"يبدو المكان كمجموعة من المقصورات"
وراحت تتساءل عما يمكن معرفته عن لوكا من خلال هذا المكان , فقد توقعت أن يكون المكان غاية فى الترف , و أن يتمسك لوكا بالشكليات المتبعة فى أوروبا. لكن ما تراه....كان غريباً و مدهشاً و رائعاً تماماً كالمكان الذى يحيط به .
أجابها لوكا :"إنه بالضبط كذلك لقد صمم البناء مهندس من أوكلاند و قد قام بعمل جيد"
ــ إنه مذهل.
رافقها عبر مصطبة واسعة مسقوفة جزئياً تطل على الحدائق الخضراء و البحر معاً. فلفت انتباهها الأثاث المصنوع من القصب و المرتب بشكل يجعلها مناسباً لاستقبال مجموعات من الناس تقوم بمحادثات. قادها لوكا إلى داخل المنزل المغطى بالقرميد كالمصطبة و بعد أن عبرا قاعة زجاجية فسيحة فتح باباً فى آخرها وقال :"يوجد هنا غرفة نوم يمكنك استخدامها"
و اتبع كلامه بواحدة من تلك الابتسامات المتأنية , المتألقة قائلاً :"فيها حمام أيضاً"
بعد أن أصبحت الكسا داخل الغرفة و الحقيبة فى يدها و بعد أن أغلق الباب خلفها أطلقت زفرة ارتياح فى الهواء . كانت الغرفة مفروشة ببساطة متناسبة تماماً مع منزل أعد لقضاء العطلة . فأثاثها مترف لكنه مريح فى الوقت نفسه . كانت النوافذ مغطأة بالستائر , مما يعنى أنها ليست معرضة للمراقبة من قبل أى من رجال الأمن , أو طيور النورس أو الأمير الذى قد يمر فى جولة قريباً من المكان.
غمغمت من بين أسنانها المشدودة بإحكام و هى تفتح باب الحمام الذى فوجئت بحجمه :"استرخى إذاً"
إنه حمام فسيح و عملى و مصمم بالذوق البعيد عن الإسراف نفسه و بذات الاهتمام بكل التفاصيل . القت الكسا نظرة فى المرآة فإذا بها ترى منظرها المروع و وجهها المغطى بما يشبه عش الطائر من الشعر الأحمر .
و بينما كانت تخلع ثيابها راحت تفكر بأن لوكا أوف داسيا , و بالرغم من أنه رجل متسلط من القرون الوسطى إلا أنه يملك حساً متطوراً دقيقاً فيما يتعلق بالديكور الداخلى . وهو بالتأكيد لا يحتاج لأكثر من إشارة من تلك الأصابع النحيلة القوية ليقوم شخص آخر بتنفيذ كل ما يريده . إنما هل تلك البرودة و الحذر الكامنين خلف الخطوط و الأوان بمثابة رد فعل لنشأته فى بلاد ذات تاريخ مأساوى بل دموى فى معظم الأحيان؟
كان يمكن لـ لوكا أن يصبح وحشاً بشرياً لكنه فى الواقع رجل مثير و بارع . فما من امرأة تلتقيه إلا و تشعر أمامه بتحد مثير , فقدرته على ضبط النفس تخفى وراءها مشاعر جامحة تتخطى المألوف . وكل امرأة تتمنى ان تكون تلك المحظوظة التى تتمكن من تحريك هذه المشاعر
استدارت الكسا و فتحت حنفية الماء :"اراهن أن ما من امرأة تستطيع ذلك. لا أظن أن ثمة أمل فى اختراق دفاعاته "
ثم غمغمت :"أنا لم أتمكن حتى من إثارة غضبه"
خامرها شعور بأن لوكا لا يحمل فى صميم قلبه سوى البلادة . إذ تم تدريبه ...منذ الطفولة على الأرجح. يا للطفل المسكين!...لقد دُرب على كبح كل مشاعره فى سبيل واجبه كحاكم.
لكن , و بالرغم من كل ذلك فالمرأة التى تحدثت عن مغامرتها معه فى الصحيفة , وصفته بأنه عاشق بارع فهو لطيف عاطفى و مسيطر و....حسناً إنه باختصار مدهش. كانت السكا قد بدأت بالاستحمام فقالت بشئ من السخرية مطلقة تنهيدة ارتياح :"إذاً إنه رائع"
داميان كان جيداً و قد اعتقدت أنها تحبه حقاً لكنها فى النهاية تركته لأنها اكتشفت أنها تحب أسرته أكثر مما أحبته. لكنها أرادت أكثر من ذلك , أرادت ما عاشه والداها وجدتها.....حب وحيد يملأ حياتها.
إنها ليست ساذجة لكى تدع إعجابها بـ لوكا يعمى بصيرتها . فالانجذاب الجسدى لا يشكل قاعدة جيدة ليبنى على أساسها أى نوع من العلاقات...
صدمتها هذه الفكرة و تجمدت يدها و هى تضع الشامبو على رأسها , ثم قالت بصوت مرتفع :"علاقات؟"
أوهـ ! كلا, كلا ! فبالرغم من أن لوكا جذبها كما لم يفعل أى رجل من قبل , إلا أنها لن تقع فى الفخ و تظن أنها وقعت فى حبه. أحست بردة فعل معارضة من جسدها . أما شعورها تجاهه . فلم يكن سوى مزيج من الغضب فغطرسته و الاحترام لذكائه....و الاحتقار لاندفاع هرموناته . إن الانجذاب الجسدى الخالى من العواطف و التفهم لا يؤدى لأكثر من لذة عابرة يعقبها شعور بغيض .
أنهت الكسا استحمامها متجاهلة ما أحست به من الألم فى مكان ما فى قلبها . جففت جسمها بمنشفة كبيرة و ارتدت بنطلوناً من الجينز و قميصاً عسلياً اللون . لن تسمح لرجل تكاد لا تعرفه و لا تثق به أن يسيطر عليها , يصرف النظر عن الهوة الكبيرة ما بين المرأة نيوزيلندية و أمير أوروبى . فبعد انتهاء هذه المسرحية سوف يعود لوكا إلى داسيا و لن تراه مجدداً . فكرت و هى تجمع ثيابها المبعثرة أن ذلك سيكون أمراً جيداً , إذ ستكون هى فى منأى عن التأثير بسحره المذهل , هذا السلاح الأمضى من ذكائه...و الى يستعمله بلا رحمة.
كان أحدهم قد دخل غرفتها أثناء وجودها فى الحمام...إنها امرأة نحيلة فى متوسط العمر و راحت ترتب الوسائد على أحد المقاعد . رفعت المرأة المسنة بصرها , أنا مدبرة المنزل و أدعى جيل مارتن, إذا أردت شيئاً فأعلمينى بذلك"
أجابت الكسا و هى تبتسم :"شكراً لك"
قالت جيل مارتن من دون أن تبادلها الابتسام:"طلب منى الأمير أن أعلمك أن الشاى سيقدم بعد نصف ساعة قرب حوض السباحة"



زهرة منسية 20-03-13 07:19 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
6 – أغرقها الحب


خرجت الكسا من غرفتها بعد دقائق تغطى عينيها بنظارة شمسية. لم تكد تخطو خطوتين حتى ظهرت مدبرة المنزل من جديد , فحيتها بابتسامة متحفظة قائلة:"طلب منى الأمير أن أرشدك إلى المكان"
ــ شكراً لك.
سارت الكسا برصانة إلى جانب المرأة , على طول المصطبة المواجهة للبحر. كانت الكسا تتساءل لم تبدو هذه المرأة شديدة التكتم . فهى معتادة على جعل الناس يشعرون بالارتياح لتتمكن من التقاط صور لهم. فحدثت المرأة قائلة :"لابد أن يكون العمل فى مكان كهذا مختلف تماماً....بعيداً عن الضجيج و الصخب فى أوكلاند"
قالت جيل مارتين بتهذيب:"نحن نحب المكان"
و تراجعن قليلاً لتفسح لها المجال لكن الكسا تابعت بإصرار :"أعلم أن هذا البناء حديث جداً لكن الحديقة لا تبدو كذلك"
ــ أستقدم مهندس الحدائق العديد من الأشجار الكبيرة و بالطبع كان هناك سابقاً بعض الأشجار كتلك المرجانية.
و أشارت المرأة المسنة إلى شجرة ضخمة , ويقوم فى ظلها كوخ مستطيل منخفض السقف و خلف تلك الشجرة رات حوض السباحة يتألق تحت السماء الصافية , أما الأرائك المريحة فكانت مصفوفة على جانبى السياج , بعضها معرض لأشعة الشمس و بعضها الآخر موضوع فى ظل السقيفة,حيث كان لوكا جالساً يقرأ.
كان مستلقياً على إحدى الأرائك و هو يبدو فى غاية الارتياح و التكاسل.
راحت الكسا تمعن النظر فى وجهه القوى البارز العظام و التى تتجلى فيه بخشونة قدرته على السيطرة . احست بأن أنفاسها تضيق فى رئتها , و أن قلبها يتمزق و أن كل حاسة من حواسها باتت متحفزة بحدة . لدرجة شعرت معها بأن النسيم البارد يلسع بشرتها بالسياط و شمس الخريف اللطيفة تلذعها, حتى أن صوت أحد طيور النورس الساخرة تحول إلى زمجرة فى أذنيها. أغمضت عينيها بسرعة فى محاولة لاستعادة السيطرة على نفسها .
رفع لوكا نظره نحوها و انتصب واقفاً على قدميه . لاحظت الكسا قميصه المشدود على كتفيه و بنطلونه الذى يظهر وركيه النحيلين و عضلات ساقيه الطويلتين كذلك التناسق و الإنسجام فى قامته الرجولية.
قال لوكا:"شكراً لك جيل"
ابتسمت له زوجة الوكيل بعاطفة صادقة , قبل أن تختفى عائدة إلى المنزل . جاء صوته عميقاً:"تبدين.....فاتنة"
ــ أنا.....أشكرك.
منتديات ليلاس
و على عكس المجاملة اللطيفة التى بدت فى كلماته ظل قناع وجهه المصقول متكلفاً و يظهر قلقاً ما حتى أن الكسا شعرت بأنه يخفى شيئاً ما. أنه لا يريدها أن تكون هنا.
حاولت بسرعة إخفاء ذلك الشعور الحاد بالألم الذى انتابها . حسناً , هى أيضاً لا ترغب فى أن تكون هنا , كما أنه لا تلموه لشعوره الدائم بالارتياب, فذلك الخبر الذى نُشر عنهما فى الصحيفة للمرة الثالثة بغيض للغاية . فلو كانت هى تشك فى أنه أحد أولئك المصورين اللذين يلاحقون المشاهير ككلاب صيد شرهة , ما كانت لترغب مطلقاً فى رؤيته بقربها.
دعاها قائلاً :"تعالى لنشرب الشاى"
سكبت الكسا لنفسها كوباً من الشاى و سكبت له كوباً من القهوة الثقيلة . وبعد ان عاد إلى مقعده , سألها بمرح :"ما الذى جعلك تختارين مهنة التصوير؟"
ــ لقد وقعت فى حب آلة التصوير منذ كنت فى الثامنة.
ارتفع حاجباه :"الثامنة؟"
ــ كان أبى يحب منتديات ليلاس التصوير و علمنى كيفية القيام بذلك . و ما إن أدركت أن بإمكانى أن أسجن الزمن فى لقطة مثيرة , حتى كنت قد علقت بحب آلة التصوير .
ظهرت الحماسة فجأة فى عينيه وردد:"تسجنين الزمن ؟ إنها طريقة مثيرة لرؤية المسألة و خاصة أن الكاميرا يمكن أن تكذب"
فقالت الكسا :"إن المصور الجيد يُظهر الحقيقة"
حقيقة من....المصور أم الموضوع؟
ترددت قليلاً :"حقيقة اللحظة"
رغم انعقاد حاجبيه معاً إلا أنه لم يكن متجهماً تماماً :"آسف لأنك أوقعن كاميرا والدك"
هزت كتفيها :"إنها فقط ذات قيمة عاطفية بالنسبة إلىّ, فلا تقلق بشأنها"
قال بصوت خال من التعبير :"سوف أستبدلها لك بالتأكيد"
ــ هذا ليس ضرورياً فأنا من أوقعها و ليس أنت.
تجاهل كلامها ليسألها :"اى نوع من الصور تلتقطين بالتحديد؟ صوراً للأشخاص ؟ أم صور زفاف؟"
لقد أخبرته بذلك سابقاً , لكنه لعله يحاول الإيقاع بها . ابتسمت بطريقة أظهرت أسنانها و قالت :"أقوم بتصوير الأشخاص و أعمل لحساب إحدى المجلات التى تهتم بالموضة ....إنه مجال عمل جيد . أما تصوير حفلات الزفاف فيتطلب جرأة و قدرة أكبر على الاحتمال و تخصصاً مطلقاً , لا قدرة لى عليه أبداً . إنه خطير كالسباحة بين أسماك القرش . كما أن أمهات العرائس لا يتمعن بصيت جيد"
نظرت إليه من خلال رموشها و هى مسلوبة اللب بضحكته المميزة . لا شئ يمكنه أن يلطف قساوة وجهه , إلا أن تسلية حقيقية بدت عليه جعلته فائق الجاذبية و البهاء.

منتديات ليلاســ


زهرة منسية 20-03-13 07:22 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

أرادت أن تحول الحديث عنها....بالإضافة إلى فضولها لاكتشاف البلد الذى أنجب رجلاً مثل لوكا.فقالت :"حدثنى عن داسيا . أعرف أنها جزيرة وأنها جميلة , كما أعرف أن تاريخها مثير , لكنى أخشى أن يكون هذا كل ما أعرفها عنها"
تسأل لوكا لما هى منزعجة هكذا؟ لكنه أراد إبعاد تفكيره....و جسده عن وجهها الممتلئ بالحيوية و الذى تتسلل إليه أشعة الشمس من خلال الأزهار. فقال :"ماذا تريدين أن تعرفى؟"
ــ لماذا بقيت داسيا إمارة بينما الدول المحيطة بها كلها ذات نظام جمهورى؟
ــ ليس كلها . فــ إيليريا يحكمها أمير , و قد تزوج من فتاة نيوزيلندية.
أومأت الكسا :"نعم, لقد أطلقت الصحف على قصتهما أسم قصة العصر. هل حضرت حفل الزفاف؟"
ــ نعم, فأنا و أولكس كونسيداين نعرف بعضنا جيداً.
ابتسامته الساحرة أصابت الكسا بسهم عنيف.
ــ يعتبرنا الأيليريون دولة فتية حديثة العهد, لأن داسيا نالت استقلالها منذ أربعمائة سنة أو ما يقاربها بينما هم ينحدرون من إيليريا القديمة التى يعود تاريخها إلى العهد الرومانى . و هناك بالطبع موناكو من الجهة الفرنسية من إيطاليا. لقد نشأت هذه الإمارات نتيجة ظروف تاريخية و نحن ندين باستمراريتنا إلى براعة و ذكاء الحكام الذين كانوا مستعدين للتضحية بكل شئ فى سبيل إماراتهم الصغيرة
علقت الكسا بهدوء :"كما فعل والدك"
انعقد حاجباها الأسودان اللذان يشبهان الأجنحة فوق عينيها الشاحبتين الغريبتين و تصاعد الدم إلى بشرتها الحريرية بطريقة وجدها لوكا محببة بشكل كبير . و عندما نظرت إليه بشئ من الاعتذار و بدأ إحساسه المتأصل و المتيقظ بالارتياب ينهار.
لكن للحظة واحدة فقط كانت نظرتها الصافية الصريحة تدعو للثقة . إلا ان لوكا تذكر تلك المرأة التى رأحت تنظر إليه بمشاعر متأججة ذات ليلة , و فى الصباح قامت بنشر أخبار علاقتهما بأدق تفاصيلها فى الصحف و من دون رحمة بعد أن باعت قصتها كبائع متجول.
لم يسبق له أن تحدث عن زواج والديه إلى أى كان حتى إلى أصدقائه إلا أنه رغبته الملحة فى إخبار الكسا عنهما كانت دليلاً آخر على مدى تأثيرها عليه. قال بحيادية و بصوت مرتفع :"داسيا ليست دولة كبيرة لتتمكن من كسب الحرب و عندما أدرك والدى أن استقلال البلاد أصبح فى خطر , قام بما عليه القيام به"
ابتسم ابتسامة قاسية و أضاف :"لقد تخلى عن بعض الأمور . لكنه ظل واقفاً إلى جانب شعب داسيا"
شرب قهوته ثم وضعها قائلاً ببرودة و دون انفعال :"كان والد أمى قائداً عسكرياً من الطراز القديم . و مع أنه كان يضيق الخناق على والدى إلا أن أمى تمكنت من تخفيف العديد من مواقفه الحادة . فقد كانت ابنته الوحيدة."
أحست الكسا كأنها تسير على صنارة صيد :"إذاً فقد حقق زواجهما غايته؟"
ابتسم ابتسامة ملتوية متجاهلاً تعليقها :"أظن أنه شعر بالرضى لأن حفيده سوف يحكم داسيا فى يوم من الأيام"
سألته بفضول :"هل كنت تحبه؟"
لم تتغير تعابير وجهه إلا أن الكسا أدركت أنها تجازوت بسؤالها هذا حدوداً غير مرئية . لكن لوكا أجاب بهدوء :"لم أعرفه جيداً"
هل كان أبواه يحبان بعضهما البعض؟
كمن له القدرة على قراءة أفكارها قال متشدقاً :"إن الزواج بين أبناء الأسر الحاكمة يمكن أن يكون مرضياً تماماً إذا ما فهم الطرفان القواعد جيداً"
تساءلت الكسا بعذوبة :"وما هى تلك القواعد؟"
ــ أن يقوم كل منهما بمساندة الآخر , بعد أن ينجبا وريثاً أو أثنين .أما الحب و الإثارة فقد يتم الحصول عليها خارج إطار الزواج و غالباً ما يتم ذلك بتكتم شديد.
ثم أطلق ابتسامة ساخرة باتجاه وجهها المتجهم :"أرى أنك لا تستحسنين الأمر"
قال بهدوء :"يبدو لى ذلك فى منتهى البشاعة"
راحت تنظر باتجاه المياه المتلألئة فى البركة . شعرت بالأسف العميق لأجل والدته التى تمت المقايضة بها و والده الماكر الملتزم بواجبه , ولأجله هو أيضاً لأنه نشأ فى هذا الجو المتوتر كالجحيم.
سألها برقة بالغة :"وأنت , هل تريدين زواجاً رومانسياً و عاطفياً؟"
ــ أليس هذا ما يطلبه معظم الناس ؟ بالإضافة إلى الاحترام و المودة و العشرة بكل تأكيد.
قال بصوت عميق و متوتر:"أنت رومانسية , أين تتوقعين أن تجدى رجلاً بهذه الموصفات المثالية؟"
ردت بسرعة فى محاولة لإخفاء ارتباكها:"فى الواقع لست فى
وارد التفتيش عنه الآن"
قدم لها بتهذيب طبقاً من الفطائر الصغيرة :"وهل يدخل الأطفال فى المعادلة؟"
تناولت الكسا إحدى الفطائر قائلة:"نعم, إذا كان ذلك ممكناً"
ومع أن تعبيره لم يتغير , لكن نظراته المتفحصة جعلتها تشعر بالتوتر .
توقعت الكسا أن يكون قد أدرك سبب توقها الشديد إلى تكوين أسرة.
قال لوكا بسرعة :"لكى يكون الزواج بين أبناء الأسر الحاكمة ناجحاً يكون الزواج الملائم هو المعيار الأساسى . و أنت , ألا تعتقدين أن بإمكانك القبول بمثل هذا النوع من الزواج؟"
أجابت بسرعة :"على ألإطلاق . فأنا أعتقد أن أى علاقة يجب أن تكون لها قواعد معينة . و إذا كان الطرفان مخلصين لبعضهما البعض , فإن العلاقة سوف تنجح"
ثم أردفت بتشكك :"خاصة إذا كانت التوقعات محددة . أفترض أنك تخطط لهذا النوع من الزواج؟"
استلقى إلى الوراء و راح ينظر إليها بعينين شبه مغمضتين :"ربما"
و تابع بتكاسل :"إلا إذا تمكنت من إيجاد امرأة مثل لانث أوف إيريليريا التى تحب زوجها بشكل لا يوصف"
سألت الكسا:"وهو, هل يحبها؟"
جاء سؤالها لاذعاً أكثر مما أرادت. لكن اعترافه ببرودة أنه سيتزوج لأسباب عملية جعلها تشعر بالأذى بطريقة ما.
ابتسم لوكا ابتسامة من يبحث عن فريسة فاكتسحها سحر رجولى يفيض من عينيه الغامضتين:"من الصعب القول , فهو لا يبوح بالكثير"
منتديات ليلاس
لم تتمكن الكسا ضبط نفسها , فقالت :"هذا بالتأكيد ليس زواجاً عملياً"
وافقها لوكا :"ليس عملياً على الإطلاق"
و أحست الكسا بصوته خالياً من العاطفة , فتساءلت هل يؤمن بالحب ؟ أما هو فتابع :"لقد نشأ كونسيدين فى استراليا بعد أن هجر أيليريا مع أمه و لاشك أنه تشرب قيماً و مواقف مختلفة"
قالت الكسا بحذر :"أتمنى أن يكونا سعيدين معاً"
جاءت ابتسامته مقتضبة :"هل سبق لك أن وقعت فى الحب؟"
بدا صوتها المرح خاوياً حتى على مسامعها :"أربع أو خمس مرات , و ماذا عنك؟"
ارتفع حاجباه لكنه قال بهدوء :"مرتان عندما كنت يافعاً عندما كان كل شئ يبدو ممكناً"
نظر باتجاه حوض السباحة:"هل تحبين السباحة؟"
تغيير غير متوقع فى مجرى الحديث , لكن ماذا عنى بقوله عندما كان كل شئ يبدو ممكناً؟
هل يعقل أن يكون هذا الرجل قد تدرب على الشك بكل الناس , لكنه لم يتعلم كيف يحب ؟ جعلتها هذه الفكرة تشعر بالوخز من الألم . إنها تفاهة!
قالت برصانة بعد أن وقفت و راحت تضع الأطباق على الصينية :"تبدو السباحة رائعة"
فالسباحة سوف تخفف من تلك الحرارة التى تتوهج ببطء فى جسدها .
ــ سأحمل هذه إلى الداخل و أبدل ملابسى.
تبعها لوكا إلى المنزل و هو يمشى إلى جانبها بصمت بينما راحت تتساءل لماذا وافقت على السباحة؟ لكنه تحداها لتقوم بذلك و قد تجاوبت معه بشجاعة.
إذا ما استمر الأمر هكذا فسوف تواجه المتاعب . فكرت و هى تشعر بغصة غريبة....متاعب جدية . سرت رعشة مفاجئة فى عمودها الفقرى لفكرة أن لوكا سوف يراها و هى ترتدى ثوب السباحة مع أنها أحضرت ثوبها الأكثر احتشاماً .
قال و هو يفتح الباب :"المطبخ من هذه الناحية"
كان المطبخ عبارة من غرفة واسعة مجهزة بكل ما يمكن تصوره من أدوات الطبخ مما جعل إعداد الطعام لذة حقيقية . لم يكن فى المطبخ أحد .
وضعت الكسا الصينية على الطاولة , وفوجئت عندما راح لوكا يرفع الأطباق عنها . أغلق البراد و هو يطلق ابتسامة سريعة :"كما ترين , لست جاهلاً تماماً بالأعمال المنزلية"
ضحكت الكسا :"إنها مهارة فائقة...أن نضع الحليب و السكر فى مكانها, و تضع الأطباق فى الجلاية! هل يمكنك أن تضع الثياب فى الغسالة؟"
قال و هو يطلق ابتسامة عريضة, من تلك الابتسامات التى تجعل قلبها ينتفض بقوة داخل صدرها :"لقد حاولت ثم قررت أن هذا النوع من الأعمال مخصص جينياً للإناث"
يبدو هذا الرأى العنصرى مناسباً لك!
ــ أخشى أن يكون هذا بسبب معرفتى بطباع الناس جيداً.
نبرة التحذير نبرة التحذير فى صوته جعلت الكسا ترتجف. فـ لوكا قد يكون ممتعاً و مسلياً حين يريد ذلك , و هى تتمتع بتبادل الحديث معه بما يكفى لجعلها مدمنة عليه....لكن هناك دوماً حدود غير مرئية بينهما.
هذا الأمر فى العادة لا يزعجها لكن الأمر مختلف هذه المرة.
إذا كان لوكا ذلك الأمير الطائش و زير النساء كما تصوره الصحف , بدلاً عن هذا الرجل الخارق الذكاء ذى السلطة القوية فما كانت الكسا لتشعر بهذا المزيج من المشاعر المعقدة . على الأقل يمكنها أن تمسك بسرعة طالما أنه لا يا\لمسها , بالرغم من جاذبيته الرجولية القوية. لكن ما يثير مخاوفها هو تزايد إعجابها بذلك المركب الآسر فى شخصيته , بالإضافة إلى ملامح وجهه الداكنة.
رفعت بصرها بسرعة عندما دخل أحدهما إلى المطبخ ... إنه الرجل الذى أرسله لوكا ليحضرها إلى الفندق يوم اتهمها بأنها سربت الأخبار إلى تلك الصحيفة الحقيرة . قطب لوكا , لكنه قال بلطف كاف:"الكسا لقد التقيت من قبل برئيس جهازى الأمنى"
قالت و هى تبتسم:"نعم, مرحباً"
انحنى الرجل انحناءه رسمية و قال :"آنسة مايتون"
جاءصوت لوكا بارداً :"ديون . ماذا حصل بالنسبة إلى العطل الكهربائى فى منزل الآنسة مايتون؟"
اعتدل دايون فى وقفته و قال:"ما من أخبار جيدة, للأسف , فالعطل ليس ناتجاً من غصن أو شجرة بل إن صاعقة ضربت المحول"
سألت الكسا :"ماذا يعنى ذلك؟"
قاطعها لوكا مطمئناً إياها برقة :"سيستغرق الأمر وقتاً أطول لإصلاحه . لا تقلقى بهذا الشأن الآن....عندما يتم ذلك سيعرف ديون ,فى الوقت الحالى علينا التمتع بالسباحة"
بعد خمس دقائق كانت الكسا تتمايل فى ثوب السباحة الأزرق الذى اختارته فى الأصل لأنه يضفى على عينيها بعض اللون . إنه محتشم لكنه مشدود بقوة على جسمها.
إنها تشعر عادة بالسعادة حين ترتديه , لكن....حسناً هذه ليست مناسبة عادية.
حاولت تجاهل ذلك الشعور الخفى بالإثارة و ارتدت قميصها فوق ثوب السباحة ثمتوجهت إلى الحمام للبحث عن كريم الوقاية من أشعة الشمس فوجدت علبة جديدة.....فتحت علبة الكريم و دفعت الدرج بحركة رشيقة منوركها إلا أن قرقعة حادة نبهتها بأن شيئاً ما علق فى الداخل. فتحت الدرج من جديد لترى إصبعاً من احمر الشفاه....أحست بفراغ غريب . فتحت الغطاء إنه مستعمل و لمعت فى رأسها صورة وجه جميل...ساندرا تشامب.
قالت بصلابة :"لا داعى للصدمة. فوفقاً لما تنشره المجلات لوكا ليس معتاداً على تمضية الإجازة وحيداً!"
و قفزت فوراً إلى الاستنتاج أن لوكا اصطحب امرأة إلى هنا. أقفلت العلبة الذهبية اللون و وضعتها على المنضدة الرخامية و راحت تمسح شفتيها و بشرتها بالكريم الواقى بحركات رشيقة متوترة.

منتديات ليلاســ

زهرة منسية 20-03-13 07:25 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

بعد مضى عشر دقائق خرجت الكسا ثانية مقنعة بنظارة شمسية مبدية لا مبالاة مطلقة على أمل ألا يكتشف لوكا كم تشعر بالسخافة لمنظر ساقيها الطويلتين اللتين تظهران تحت قميصها أو يرى غيرتها الحمقاء المخبأة تحت وجهها المصقول بتصنع . كانت مدبرة المنزل تتجول على الشرفة عندما ظهرت الكسا إلى نور الشمس. أتراها تراقبها؟
قبل أن تأخذ وقتها للتفكير بهذا الاحتمال بادرتها بالقول :"سيدة مارتن , لقد وجدت أحمر شفاه فى الحمام و هو مستعمل . ربما نسيه أحدهم هناك"
أومأت المرأة و قالت بلطف:"سأتدبر الأمر"
ــ شكراً لك.
كانت لا تزال متشوشة بسبب ذلك المزيج من الغضب و الغيرة و الشعور بالتملك الذى لم يسبق لها أن اختبرته , حين أكملت طريقها نحو البركة
أين كان ذلك المهندس الذى صمم هذا المكان فقد اختار لون البلاط مشابهاً تماماً للون البحر فى يوم مشمس , و جعل الماء ينساب برقة فوق حافة غير مرئية بحيث تمزج البركة بالمحيط فتبدو الحدود بينهما غير واضحة و كأنها بلا نهاية . و السباحة فيها تشعر المرء كأنه يطفو فى الفضاء....إنها منعشة و خطرة و هو أمر لم تتعوده الكسا من قبل.
أحست و كأنها تلقت صفعة على وجهها عندما رأت لوكا قد سبقها إلى الماء. كان يندفع فى الماء بقوة و نشاط و عزم , وأشعة الشمس تلتمع بقوة على بشرته الداكنة .
وقفت الكسا تراقب حركة عضلاته القوية المفتولة و هى تكبح ألم مشاعر شديدة القوة و كأنها نزاع الموت. منذ دقائق كانت تقول لنفسها برضى إنها سوف تنجح فى مقاومة هذه الاستجابة البدائية ! و عوضاً عن ذلك ها هى تحترق بمشاعر محمومة.
و ككل النساء اللواتى التقين لوكا وقعت الكسا تحت تأثير فتنته . لما أمضت نصف ساعة و هى تتحدث إليه بدلاً من أن تعنفه لأنه يعاملها كقطعة من المتاع؟ فى الواقع رأت بعد تفكير عميق أنه عاملها و كأنها عائق يود إزالته.
و ها هو الآن يسبح كأنه نسى وجودها تماماً . كانت مشدودة لشدة توترها , مشمئزة من نفسها بصورة شاملة . خلعت قميصها و رمته على احد المقاعد ووضعت نظارتها على طاولة صغيرة و بعد أن تخلصت من صندلها انطلقت و كأنها فى سباق لتغطس فى البركة بعيداً عن لوكا.
منتديات ليلاس
انساب الماء البارد على جسمها ببهجة لكنه لم يتمكن من إطفاء تلك النار الغادرة التى تشتعل فى داخلها. حاولت أن تضاهى لوكا فى لياقته و مرونته الواضحتين , فاندفعت فى سباحة سريعة تحت الماء . وقد كانت زهرة منسية معتادة على هذا النوع من السباحة فشعرت و كأنها مدربة سباحة ممتازة . ثم فكرت بمرارة بأن لوكا قد تلقى بالتأكيد أفضل تدريب فى كل ما كان يرغب فيه.
هل تدرب على الحب أيضاً؟ كل أولئك النساء الفاتنات اللواتى شاركته سريره و جسده...أخفقت فى الانعطاف و أخذت نفساً فى وقت غير مناسب . أحست بالاختناق و راحت تلهث و إذا بها تغرق إلى الأعماق .
دفعت جسمها بقوة إلى الأعلى و إذا بذراعين قويتين تمسكان بها و ترفعانها إلى خارج حوض السباحة.
شعرت و هى على حافة البركة بأن لوكا يحركها لتستلقى على أحد جانبيها فى وضع سوى و قد أسندها إلى أن توقف دفق الماء من فمها.
أخيراً أصبحت قادرة على التنفس من جديد . جلست و نظرت غليه بعينين مبللتين و غمغمت :"شكراً لك"
كان لوكا راكعاً و ملامح القلق بادية على وجهه الداكن . سألها و هو يرفع ذقنها ليتمكن من رؤية ذقنها :"هل أنت بخير؟"
أجابته بابتسامة واضحة :"نعم, باستثناء كبريائى المجروحة فأنا أعلم منذ كنت فى الثالثة من عمرى أن التنفس تحت الماء لا يجدى....."
انتصب واقفاً على قدميه , ثم انحنى و ضمها إليه بقوة و دفء و هو يرفعها لتقف على قدميها . جاهدت الكسا لتمنع نفسها من التكور محتمية بجسمه مستسلمة لمساندته لها.
حملها و قال بخشونة :"خشيت أن تغرقى"
أوصلها إلى أحد المقاعد فوضعها على حافته و أسندها بطريقة تمكنه من أن يراها جيداً .
ــ هل أحضر لكِ شيئاً؟ كوب من العصير مثلاً؟"
قالت الكسا و هى تحاول أن تخنق نوبة أخرى من السعال :"كلا,أنا بخير . آسفة لأنى قطعت عليك السباحة . حالما ألتقط أنفاسى و أستعيد بعض اعتبارى سأنضم غليك من جديد"
التفت ذراعاه حولها و راح يضحك.
غمغمت الكسا :"حقاً,أنا بخير. لا يمكنك إغراق جرذ الماء"
كانت مرتبكة و خائفة . راح لوكا يتفحص وجهها بنظرة شاملة , فشعرت بحرارة متوقدة تلفح بشرتها, والتقت عينيه الغامقتين بخوف.
قال لوكا و هو يبتسم ابتسامة بدت غريبة نصفها ساخر و نصفها عدوانى:"فى الواقع أنت بإمكانك إغراق جرذ الماء . لا تفعلى ذلك ثانية لقد أخفتينى"
بدا مأخوذاً و رفع يده وراح يمررها برفق على شعرها .
بغموض و من خلا ضربات قلبها المتسارعة بوحشية , خط لـ الكسا أنه قرر استغلال تلك الجاذبية المضطربة بينهما ليجعلها سهلة الانقياد
كانت تشعر بالامتنان و الذهول . و أحست برائحة الملح و وهج الشمس بالإضافة إلى رائحته الرجولية الخاصة.
ــ عيناك كعينى نمر .
قال ذلك و هو يعانقها , بينما راح قلبها يخفق بخوف لذيذ :"باردة متحدية , بل خطيرة . إن نظراتك و ابتساماتك شبيهة بالنمر إلى حد بعيد"
قال الكسا و هى تحاول أن تبدو واثقة من نفسها مثله :"وماذا كنت أنت تتوقع؟ فأنت تتصرف كمن يبتغى السلب"
راح قلبها ينبض بقوة , مرسلاً دفعة عنيفة من الأحاسيس فى جسمها , امتدت حتى أخمص قدميها . و التمعت عيناه الداكنتان بالضحك:"أنا لا أبتغى السلب....أنا فقط رجل يعانى من مشكلة"


حياة12 20-03-13 12:20 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
زهوووووووووووووووورتي حبيبتي :dancingmonkeyff8: :dancingmonkeyff8: :dancingmonkeyff8:

ميرسي كتييييييييييييييييير كتييييييييييييييييييييييير على الفصول مقدرش اقولك اتأثرت قد ايه .. ربنا يخليكي ليا يا جميل :hR604426:

الفصول روووووووووووووووووووووعة روووووووووووووووعة رووووووووووووعة ممتعة جداااااااااااا جداااااا
:hgfhg5456: :hgfhg5456: :hgfhg5456:

تسلم ايديكى زهورتي على التنزيل و الكتابة .. ما شاء الله ربنا يعينك و يقويكي على المجهود الجباااار ده
:55: :55: :55: :55: :55:

بس تصدقى اني فرحت انى قعدت امدح فى لوكا الفصل الاول .. عشان لما اشتمه بعد كده مبقاش حرمته من حاجة :lol:

رغم سخريته و رخامته اول ما خرجوا من القسم الا انه كان راااااااااااااااااااااااائع لما وصلها بيتها اووووووووه يجنننننننننننن :421:
انا متخيلة شكل الكسا و بصراحة مقدرش الومها هههههههههههه احنا مش بنلاقي حد زي لوكا ده كل يوم .. و لو جينا للحق احنا مش بتلاقي حد زيه غير فى الروايات اساسا :lol:

و يا سلاااااااااااااااااام عليه لما بعت لها ورد آآآآآآآآآه يجننننننن :c8T05285: :c8T05285:
و عجبتنى اووووووووووووووي "توقيع بحرف (ل) متغطرس" :peace: هههههههههههههههه حلووووووووووة اوووى عجبتنى :)

اما بقه المرحلة الي بعد كده بدأت اعلن انقلابى على الحكم قصدي على الامير اللى مش بيثق فى حد و بالذات لما طردها من شغلها التييييييييييييييييييييت ده ايييييييييييه هو عشا امير يعني يتنطط علينا :(

كنت عارفة ان "اليكس" ده كان طفرة .. بطل لن يتكرر نجا مني .. مش حيجي بطل تانى كده و الرواية تخلص من غير ما اشتمه ابداااا :YkE04454:

يخربيته ده شكاك جدااا احم بس الحق يقال هو معذور من اللى شافه ...بس مش شرط يعني تكون هي اللى بلغت الصحيفة ممكن حد يكون بيراقبهم .. تخيلى انى شكيت فى ديون .. بس رجعت و غيرت رأيى :)

بصي هو آه عنده ارآء مستفززززززززززززززة جدااااااااااااا و غاظني فى كذا موقف بصراحة لكن الزفتة اللي فضحته قبل كده دي بالاضافة لزواج باباه و مامته و وضع قريبه غراي بالاضافة انه خاف عليها لما افتكر انها ممكن تغرق و اختم بجرحها .. لذلك انا قررت اني مش حشتمه كتير :peace:

كفاية عليه الكسا نازلة فيه شتيمة من اول فصل هههههههههههههههههههه
و عجبنى انها قالت انه من العصور الوسطى هههههههههه جديدة الشتيمة دي .. لا بصراحة هي قامت بالواجب و زيادة جابت كل الشتايم اللى كانت على بالى استاذة البت دى :lol:

اموووت انا فى البطلات اللي بتخلص حقها اول باول و تفضل تشتم فى البطل دي حتى فكرت تضربه :395:
حبيبتى الكسا دي ياريت كل البطلات يتعلموا منها :peace:

و بصراحة هو يستاهل كل الشتيمة اللى فى الفصول انا كده مبسوطة طالما البطلة اخدت حقها :)

تسلم ايديكي زهورتي كل كلمات الشكر لا تفيكي حقك يا راااااااااااااائعة ميرسى جدااااااااااااااا جداااااااااااااااااااااااااا زهورتى على الفصول الخياااااااالية دي استمتعت جدااااااااا جداااااااا بهم .. ربنا يسر لك امورك و يعينك حبيبتى و يسعدك زي ما اسعدتينا :4redf54r:

مستنية الفصل الجاي على ناااااااااااااااااااااااار
مووووووووووووووووووووووووووووووووووواه لاجمل زهورتي :342:

زهرة منسية 23-03-13 10:28 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3294598)
زهوووووووووووووووورتي حبيبتي :dancingmonkeyff8: :dancingmonkeyff8: :dancingmonkeyff8:

ميرسي كتييييييييييييييييير كتييييييييييييييييييييييير على الفصول مقدرش اقولك اتأثرت قد ايه .. ربنا يخليكي ليا يا جميل :hR604426:
أهلا و سهلا حيااااااااااااااااتى
العفو يا قمر حماسك و تشجيعك حمسنى
الفصول روووووووووووووووووووووعة روووووووووووووووعة رووووووووووووعة ممتعة جداااااااااااا جداااااا
:hgfhg5456: :hgfhg5456: :hgfhg5456:

تسلم ايديكى زهورتي على التنزيل و الكتابة .. ما شاء الله ربنا يعينك و يقويكي على المجهود الجباااار ده
:55: :55: :55: :55: :55:
تسلميلى يا قمر الله لا يحرمنى منك و من تشجيعك و كلامك الحلو كله
بس تصدقى اني فرحت انى قعدت امدح فى لوكا الفصل الاول .. عشان لما اشتمه بعد كده مبقاش حرمته من حاجة :lol:

رغم سخريته و رخامته اول ما خرجوا من القسم الا انه كان راااااااااااااااااااااااائع لما وصلها بيتها اووووووووه يجنننننننننننن :421:
انا متخيلة شكل الكسا و بصراحة مقدرش الومها هههههههههههه احنا مش بنلاقي حد زي لوكا ده كل يوم .. و لو جينا للحق احنا مش بتلاقي حد زيه غير فى الروايات اساسا :lol:
لو لاقيتى ممكن تبعتيلى عنوانه هههههههههههههه
و يا سلاااااااااااااااااام عليه لما بعت لها ورد آآآآآآآآآه يجننننننن :c8T05285: :c8T05285:
و عجبتنى اووووووووووووووي "توقيع بحرف (ل) متغطرس" :peace: هههههههههههههههه حلووووووووووة اوووى عجبتنى :)
رومانسى على تقيل لمسة حلوة بحبت غطرسة ههههههههههههههه

اما بقه المرحلة الي بعد كده بدأت اعلن انقلابى على الحكم قصدي على الامير اللى مش بيثق فى حد و بالذات لما طردها من شغلها التييييييييييييييييييييت ده ايييييييييييه هو عشا امير يعني يتنطط علينا :(
أنا قلت لازم يكون فى أنقلاب و تييييييييييييييييييييت بس هو معذور لما أهله مش بيثقوا فى بعض أزاى هو هيثق فى حد غريب
الراجل معذور برضوا حياتى
كنت عارفة ان "اليكس" ده كان طفرة .. بطل لن يتكرر نجا مني .. مش حيجي بطل تانى كده و الرواية تخلص من غير ما اشتمه ابداااا :YkE04454:
هو فعلاً الكس يعنى محترم جداً وما فيش فى المراء منه اتنين الأمير طول الرواية هو أمير أبن أمراء يعنى فعلاً ده فلته و أظن انه مش هيتكرر تانى

يخربيته ده شكاك جدااا احم بس الحق يقال هو معذور من اللى شافه ...بس مش شرط يعني تكون هي اللى بلغت الصحيفة ممكن حد يكون بيراقبهم .. تخيلى انى شكيت فى ديون .. بس رجعت و غيرت رأيى :)
حرام عليكى ده كل ما تيجى سيرة ديون يبان الخلاص فى كلامه و شكل لوكا بيثق فيه قوى انا على عكس شكيت فى كارول
بصي هو آه عنده ارآء مستفززززززززززززززة جدااااااااااااا و غاظني فى كذا موقف بصراحة لكن الزفتة اللي فضحته قبل كده دي بالاضافة لزواج باباه و مامته و وضع قريبه غراي بالاضافة انه خاف عليها لما افتكر انها ممكن تغرق و اختم بجرحها .. لذلك انا قررت اني مش حشتمه كتير :peace:
برافو عليكى دايمن عاقلة اصبرى عليه و هو لاقيتى لـ لوكا ميت عذر

كفاية عليه الكسا نازلة فيه شتيمة من اول فصل هههههههههههههههههههه
و عجبنى انها قالت انه من العصور الوسطى هههههههههه جديدة الشتيمة دي .. لا بصراحة هي قامت بالواجب و زيادة جابت كل الشتايم اللى كانت على بالى استاذة البت دى :lol:
ههههههههههههههه
اموووت انا فى البطلات اللي بتخلص حقها اول باول و تفضل تشتم فى البطل دي حتى فكرت تضربه :395:
حبيبتى الكسا دي ياريت كل البطلات يتعلموا منها :peace:
كفت و وفيت يعنى حرام تبقى أنت و الكسا و مشكلة غاى عليه و الله حرام ما يستهلش كل ده

و بصراحة هو يستاهل كل الشتيمة اللى فى الفصول انا كده مبسوطة طالما البطلة اخدت حقها :)

تسلم ايديكي زهورتي كل كلمات الشكر لا تفيكي حقك يا راااااااااااااائعة ميرسى جدااااااااااااااا جداااااااااااااااااااااااااا زهورتى على الفصول الخياااااااالية دي استمتعت جدااااااااا جداااااااا بهم .. ربنا يسر لك امورك و يعينك حبيبتى و يسعدك زي ما اسعدتينا :4redf54r:

مستنية الفصل الجاي على ناااااااااااااااااااااااار
مووووووووووووووووووووووووووووووووووواه لاجمل زهورتي :342:

حياااااااااااااااااااااتى سعيدة كتير كتير كتير كتيرررررررررررررررررررررررر بوجودك و متابعتك و مشاركاتك اللى بتعنيلى كتير منورانى و مشجعانى و ضفتى على الرواية حيوية وارائك كلها خفة دم يا مجنونة
لعيونك أنت فصلين أتمنى انهم يعجبوكى
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووواه

زهرة منسية 23-03-13 10:34 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
7 – لــيــــلة أخــــرى



توهج وجه الكسا و غمغمت :"أنا أيضاً أشعر بذلك"
منحها ابتسامة أخرى تهز شُغاف القلب قائلاً:"هذا يسمى استجابة و ليس مشكلة"
كان فى صوته مسحة من الكآبة . فتحت الكسا فمها و قبل أن تتمكن من صياغة كلماته لتجيب أغرق يده فى شعرها النحاسى المبعثر حول كتفيها و راح يقاطع الكلمات بعناق جارف.
كان عناقاً رقيقاً إلى حد بعيد كذلك كان العناق الذى تلاه... رفعت الكسا رأسها و فتحت عينيها و كادت تجفل لرؤيتها لمحة الضحك التى لا تزال تلتمع فى عمق عينيه الذهبيتين.
إنه يعتبر الأمر مجرد متعة تافهة يملأ بها صباح أحد الأيام المشمسة....
قالت و هى تشعر بالإحراج :"قد لا يكون ذلك مشكلة بالنسبة إليك إنما هو كذلك بالنسبة لىّ"
حلت السخرية مكان التسلية فى عينيه وسألها بابتسامة هازئة لم تعجبها :"هل تحاولين اختبار شئ ما الكسا؟"
سألت بدورها :"لا أدرى....هل بدوت كذلك؟"
هذه المرة جاءت الابتسامة عدوانية :"أعتقد ذلك. لكنم علىّ أنا أيضاً أن أختبر أمراً...."
و كمن يخضع للتنويم المغناطيسى أغمضت الكسا عينيها بينما راح لوكا يمرر أصابعه على عنقها حيث تنبض عروقها بقوة
قال متشدقاً :"أنت تذكريننى بفرس كانت عندى ذات مرة"
أحست الكسا بالإهانه فاتسعت عيناها و قالت بنزق:"حسناً, شكراً جزيلاً"
قال محملاً كل كلمة من كلماته نبرة هازئة :"طويلة,أنيقة وسريعة. كان شعرها بلون شعرك تماماً لكنها كانت ترفض السماح لى بركوبها"
سألته متجاهلة المعنى المبطن فى كلماته :"ماذا حصل لها ؟ هل حكمت عليها بالأعدام؟"
قال برقة و عيناه شبه مغمضتين :"لديك أفكار غريبة بالنسبة لمواطنة تنتمى إلى دولة ديمقراطية, فلم يعد مقبول أن تقطع رؤوس الناس لأنهم يعارضون. كلا , لقد روضتها وفق إرادتى . ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت تأكل من يدى و تسمح لىّ بركوبها ساعة أشاء"
سرت فى جسد الكسا حرارة متوهجة لكنها قاومتها . رفعت حاجبيها و قالت بابتسامة مستخفة :"يا لبراعتك!"
ابتسم لوكا و أحكم قبضتيه على كتفيها ثم قربها منه . حرر لوكا أحد كتفيها ليرفع ذقنها بيده قائلاً:"بالطبع, كان على أن ألاطفها فى البداية و لم يكن ذلك سهلاً. فقد كانت سريعة الاهتياج و ذات طبع حاد....وهذا تحدٍ لا يقاوم"
كانت لمسته تفتت دفاعاتها كما يقطع السيف خيوط الحرير. وضربات قلبها السريعة تطن فى رأسها , مغرقة أفكارها فى بحر من المشاعر الحسية الضاربة.
سألها بصوت يثير الحواس بوضوح :"هل قلت لك أن تلك الفرس كانت جميلة بما يكفى لتسلب قلب الرجل من صدره؟ كانت ملساء و قوية و رائعة. كأنها الريح فوق المحيط أو الشمس فى تألقها أو نمرة تدافع ع صغارها"
قربها لوكا منه و عانقها , و ظلا متلاصقين للحظات طويلة و تجاوبت معه الكسا بحماسة تحولت إلى نار متوهجة . كانت تائهة فى عالم من الأحاسيس المضطرمة , طوقته بذراعيها , مستسلمة لعناقه . و قبل لوكا هذه الدعوة الصامتة .
رفع لوكا رأسه و راح يبتسم متأملاً وجهها المبهور بعينيه المثقلتين .
غدا اللون فى عينيه الذهبيتين أكثر عمقاً و غمغم ببهجة و هو يراقبها , ثم تراجع إلى الوراء .
بالكاد تمكنت الكسا من ملء رئتيها المذعورتين بالهواء . نظرت حولها و أدركت ببطء ما كان يحصل معها. و ما إن استعادت الذكريات حتى راحت تلوم نفسها لغباوتها و استسلامها المخجل.
تراجعت إلى الوراء و الخجل يغمرها حتى أخمص قدميها . وهمست متألمة و كأنها تحدث نفسها كالمخبولة :"كيف يمكنك أن تفعل هذا بحق الله؟"
تلاشت كل الانفعالات من عينيه و زاد اتساعهما لتصبحا معدنيتين .
ثم قال بصوت مزق كل ما تبقى لديها من شجاعة:"ليس هناك سحر فى ما حصل فأنت امرأة جميلة و أنا رجل متمتع بصحة و قابلية جيدتين"
أجابت بحنق و يداها المرتعشتان تكذبانها :"أنا لا أتكلم عن تأثيرى عليك. لكن معظم الرجال يقومون بذلك بسهولة...."
شعرت بالمرارة فتوقفت عن إتمام كلامها .
هز لوكا كتفيه قائلاً بلا مبالاة :"النساء لسن مختلفات عن الرجال . ولا تحاولى إقناعى بأن هذا لم يحصل معك من قبل...."
على الأقل , بإمكانها الاحتفاظ بشئ لنفسها و إخفاؤه عنه, و هو أن تلك الجاذبية الطاغية جديدة و غريبة عليها تماماً .
ردت قائلة :"إنما , ليس بدون عاطفة"
استدارت مبتعدة بينما كان عناقه لا يزال يحرق جسمها
ــ أنا ذاهبة.
استوقفها صوته الذى بدا عليه الاهتمام , حين قال :"تلك الليلة , عندما التقينا كنت تنظرين إلىّ نظرات ملؤها الجرأة و المقاومة . لقد أدركت ذلك لأن هذا ما شعرت به أنا أيضاً...رغم أنى كنت أواجه تحدياً مغرياً و خطيراً فى الوقت نفسه"
تحركت يداه برقة لتلامسا بشرتها فارتجفت الكسا . ومرة أخرى ضحك لوكا. و ما هى إلا لحظة حتى كانت بين أحضانه من جديد , ترتعش مبتهجة و هو يعانقها بقوة.... تشت تفكيرها لدرجة أنها لم تعد قادرة على السيطرة على استجاباتها فتكور جسمها ملتصقاً به .
قال لوكا بصوت خشن و متقطع:"هذه هى المشكلة"
ثم قال فجأة:"خذى نفساً عميقاً"
منتديات ليلاس
شعرت الكسا بإحباط مؤلم , فملأت رئتيها بالهواء . لزم لوكا ثلاث خطوات ليصل إلى حوض السباحة و كأنه لا يشعر بوزنها بين يديه . قفز فوق حافة البركة و هى لا تزال بين ذراعيه , فاندفع الماء من حولهما بارداً و منعشاً . عانقها بحرارة و قوة ثم حررها دافعاً إياها إلى الأعلى محدثاً دوامة من الأمواج حولهما.
فتحت الكسا عينيها ما إن لامس جسمها سطح الماء من جديد, فوقع نظرها على ظهر لوكا بينما كان يخرج من حوض السباحة . أما هى فاستدارت لتسبح إلى الجهة الأخرى . و كانت نبضات قلبها تتسارع كأنها آلة لثقب الصخور .
كان لوكا يقف بانتظارها و هو يتمطى . أما هى فكانت لا تزال تشعر بألم محبط . قبلت مساعدته لإخراجها من البركة على مضض فيما قال متعمداً بنبرة آمرة:"تعالى لنقوم بنزهة معاً"
ــ و هل أملك الخيار؟
تدتها عيناه بازدراء :"بالطبع لديك خيار"
توهج خدا الكسا و نفضت يدها و ركضت لتلتقط قميصها و لبسته لتحتمى من نظرات لوكا المتفحصة.
صوبت نظرة ساخرة نحو حوض السباحة و الأثاث الفخم و قالت بتهكم:"أهكذا يتصرف الأمراء عادة؟ ظننت أنك ترعرعت على القيام بالواجب و الخدمة و التضحية بالذات"
أصبحت نظراته قاسية و قال :"أنا أتمتع بالزخارف , لكن هذا كل ما هى عليه....مجرد زخارف"
كانت تشعر بالغضب لأنها أرادت أن تكون أكثر من مجرد رفيقة لعب. فقالت بجفاء:"آسفة , لكن أنا لست أحد الزخارف"
حدق لوكا إلى الحديقة بابتسامة ضيقة كأنهما حافة السكين. وفكرت الكسا باشمئزاز بأن هذا النقاش يجب أن ينتهى هنا فهى لا تريد بالتأكيد متابعة الحديث فى هذا الموضوع . لاحظت أن الأرضية مرصوفة ببراعة و فخامة لكن الجدران كانت مرتفعة بما يكفى لتحول دون دخول أى متطفل.
قالت و الحرارة تجتاح بشرتها من جديد:"آمل ألا يكون هناك كاميرا فى أرض البركة"
تجاهل سؤالها ليقول برقة :"لا يتم تشغيل الكاميرات عندما أكون فى الحديقة"
لقد باتت الآن متأكدة من أن لوكا يمضى الساعات بإغواء النساء فى ذلك المكان . حدقت فيه قائلة :"فى الواقع أود أن أرى الأفلام التى تصورها هذه الكاميرات"
أطلق ضحكة ملؤها السخرية:"أنت متأثرة . استرخى.... سوف تجدينها مملة بشكل لا يطاق"
ابتلعت الكسا ريقها و التفتت بعيداً باحثة عن أى شئ تستطيع التحدث عنه.
و رق صوتها فجأة :"هذه ورود قطنية! كانت جدتى تحرص دائماً على زرع واحدة فى حديقتها"
قال لوكا :"ورود قطنية؟ كنت أظنها أحد أنواع الخبازى"
ــ إنها تشبه الخبازى أليس كذلك ؟ لكن أزهارها تدوم أكثر .... ثلاثة أيام على الأقل"
أومأ قائلاً:"و يتغير لونها كل يوم"
ــ كانت هذه الورود تدهشنى فى صغرى...فهى بيضاء حين تتفتح, ثم تأخذ لوناً زهرياً لطيفاً و تنتهى بلون زهرى غامق محبب.
مررت أصابعها على إحدى الورود بلطف و قالت:"لِمَ تحتاج إلى كل هذه الإجراءات الأمنية؟"
جاء صوته جافاً :"عليك أن تعرفى السبب, فأنت نفسك تعرضت للهجوم فى تلك الليلة"
ألقت الكسا نظرة أخيرة على الورود القطنية و تحركت قائلة :"حصل ذلك فى المدينة, أما هنا فلا أحد يعلم بوجودك , وحتى لو علموا فالناس لن يتطفلوا عليك . قد يحدث أن يمر بعض صيادى الكنغر من هنا لكن بإمكانك أن ترسل أحد أتباعك لتحذيرهم"
شبك أصابعه بأصابعها :"يمكننى تدبر أمرى جيداً مع أولئك الذين يصطادون ذوات الأربع قوائم"
قاومت الكسا أحساساً لاذعاً بالبهجة و استغرقها الأمر برهة لتفهم ما يعنيه بقوله هذا. رفعت نظرها إليه مرتعبة لترى عينين مصقولتين غامضتين كأنهما مصنوعتان من المعدن:"لكننا هنا فى نيوزيلندا....لسنا معتادين على الخطف أو الاغتيالات"
خشن صوته فجأة و قال :"هذا الأمر يمكن أن يحصل فى أى مكان"
رفعت الكسا بصرها نحوه , لكن وجهه لم يكن يظهر شيئاً و كذلك صوته حين قال :"هذه إجراءات غايتها إبعاد الصحافة . نعم.....لعلى أبالغ فى الارتياب , لكن مهنتك ذات أهداف واضحة تماماً , وهى مهنة ماكرة حين يتعلق الأمر بالبحث عن طريدة"
قالت من بين أسنانها :"انا لست مصورة صحفية , أتخيل كم هو مزعج و محبط أن تكون دائماً عرضة لملاحقة المتطفلين . لكن هل فكرت يوماً بأن الصحافة كانت جيدة لك و لـ داسيا؟"
التعمت عيناه خلف رموشه الكثيفة و سأل بتهكم :"كيف ذلك؟ باستثناء تخصيصها حاشية فى صفحاتها عندما يتعلق الأمر بمفاوضات اقتصادية ؟"
ثم أجاب على نظراتها المستفسرة بابتسامة خالية من الفكاهة :"لم يكن أحد يتوقع من أمير عابث و متأنق أن يقوم بشئ جدى و ذى أهمية"
أومأت برأسها موافقة بمرارة :"إذاً, فهم قد اساؤوا تقديرك"
كانت الكسا تعلم جيداً ما تعنيه كلمة (هم) لأنها هى أيضاً قيمته بشكل سطحى...ثم قالت بنبرة مختلفة تماماً:"ما هذا؟"
رأت كلباً يشم الأرض قرب شجرة النخيل . اقترب منهما و هو يهز ذيله بعد أن شعر أنه موضع ترحيب . انحنت الكسا و راحت تربت على رأسه الأشقر , ثم ابتسمت حين غمغم الكلب و قالت و هى تداعب أذنيه :"إنه لطيف"
ثم رفعت بصرها نحو لوكا لتسأله بلهجة تحمل نبرة الاستهجان :"هل هو لك؟"
كان لوكا يراقبها بنظرة وامضة:"كلا, أنه كلب الحارس . ألا تعتقدين أنه يجدر بى أن أقتنى كلباً؟"
ــ أن الكلاب حيوانات اجتماعية . وهى تحتاج إلى رفيق و ليس إلى ملك متسلط.
أجاب ساخراً:"إذاً , لقد اتفقنا على أمر ما"
انتصبت الكسا واقفة و قالت :"إذا كنت قلقاً إلى هذا الحد من أن يقتحم أحد الصحفيين مقرك هذا , فعليك اقتناء بضعة كلاب شرسة,وليس كلب عجوز لطيف كهذا"
قال بهدوء و هو ينحنى ليداعب الكلب:"هناك كلاب أخرى فى الجوار"
أحست بسيل من الأحاسيس فى داخلها و هى تراقب انعكاس النور على شعر لوكا الأسود فيما هو منحن يداعب الكلب . وكادت تشعر بالاختناق و هى تقتفى أثر أشعة الشمس التى تعانق تلك الرموش الكثيفة فوق عينيه الذهبيتين اللامعتين

منتديات ليلاســـ



زهرة منسية 23-03-13 10:44 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

أبعدت نظرها وركزته على شجرة و سمعته يقول من خلفها :"أنا أحسدك.... وأحسد أولئك الناس هنا.... لقناعتكم التامة بأن العالم مكان جميل"
قالت الكسا بهدوء :"كلا , هذا غير صحيح , فأنت تعتقد أننا ساذجين تماماً"
وتابعت سيرها بين صفوف من الشجيرات و الأزهار, و الكلب يسير وراءهما متفحصاً المكان . كانت تريد معرفة المزيد عنه , فسألته :"لابد أنك تثق....أو وثقت.... بشخص ما....أسرتك, حارسك الشخصى؟"
هز كتفيه العريضتين فى حركة لا مبالية :"إذا لم يكن بإمكانك الوثاق بأسرتك فبمن يمكن الوثوق؟ ثم أن ديون ليس حارساً شخصياً....إنه خبير أمنى"
لا شك أنه المسئول عن نشر هذه الأنوار الكاشفة و الكاميرات فى المكان.
أدركت الكسا أن لوكا يراوغ . لكن الكلمات التى أرادت أن تنطق بها جفت من حلقها . فقد كان لوكا يبتسم لها مستخدماً سحره الفتان ليمنعها من التمادى فى أسئلتها.
هذه النزهة فى الحديقة كانت بمثابة تحذير لها . فقد أرادها أن تعلم بأن لا امل لديها بالتسلل إلى منزله دون أن يتم ألامساك بها و تعريضها للاحتقار .
أحست بالغضب و الألم لكن ابتسامة لوكا جعلتها تجاهد لاستعادة توازنها .
لاحظ لوكا تلك النظرة الواشية و تلك الحركة البارعة لفمها المكتنز الشهى . وراح يتساءل بسخرية لماذا شعر بالخيبة . أيكون ذلك بسبب مقاومته لتلك الرغبة البلهاء فى داخله التى تدعوه للوثوق بها؟
بعد أن قام ديون بتفتيش منزلها و لم يجد لديها المزيد من آلات التصوير,عرف أنها أخبرته الحقيقة . وجد لوكا نفسه يعد سيناريو يفسر وصول تلك الشائعات إلى الصحيفة. و إذا به يتوصل لإبى التفسير الأكثر منطقية هو التفسير الصحيح , الكسا هى التى باعت الأخبار إلى تلك الصحيفة , منذ أن أخذ منها هاتفها الخلوى و آلة التصوير لم تعد تلك الأخبار تظهر فى الصحيفة.
للحظة راح يفكر كيف يمكن ان تجرى الأمور بينه و بين الكسا إلا أنه سرعان ما طرح هذا الوهم جانباً . فهو قد نشأ على اعتبار أن الواجب أسمى ما فى الحياة و لن يتغير الآن .
عليه ألا يلمسها بعد الآن.
مع أنه يتوق للحصول على ما تقدمه له من إغراء, رغم تلك الممانعة المليئة بالحماسة و التى تنهشه من الداخل بشكل مؤلم و عذب فى الوقت نفسه , إلا أن سلامة غاى أهم بكثير من إشباع المشاعر الملحة فى معانقة الكسا و رؤيتها غارقة فى السعادة بين ذراعيه.
ما إن يتم التوقيع على الإتفاق بين المتمردين و الحكومة و تنتشر قوات حفظ السلام فى سانتا روزا حتى لا يعود لاحتجاز غاى كرهينة أى أهمية , ولن يهتم عندئذٍ بعدد الصحفيين اللذين ستتصل بهم الكسا أو لما ستقوله عنه أو عن مكان وجوده , إنما فى الوقت الحاضر يحتاج إلى البقاء بعيداً عن أعين الصحافة و يجب ألا تتسرب أى معلومات عن عملية السلام المحتملة و عن دوره فيها. لذا عليه إبقاء الكسا سجينة عنده دون أن تشعر بالأمر , لكى يتأكد من عدم مغادرتها الجزيرة أو اتصالها بأى كان و أفضل طريقة لذلك هى إبقاؤها فى ضيافته حيث يمكنه مراقبتها.
قال ممعناً فى التفكير :"لا تعجبنى فكرة عودتك إلى منزلك حيث لا يوجد كهرباء"
التمعت عيناها الرائعتان كأنهما الكريستال النقى و قالت له :"سأتدبر أمرى"
فكر لوكا أن ما من شك فى ذلك , فهى امرأة عملية بشكل يثير الدهشة.
ــ لا يوجد ماء و لا يمكنك طهو الطعام.
منتديات ليلاس
قالت مصححة :"هناك موقد . و إذا قام أحدهم بنزع غطاء الخزان فسيصبح بإمكانى سحب الماء"
رفعت ذقنها المربع الشكل إلى الأعلى كما تدوماً حين يحتدم الجدال بينهما.
ــ لِمَ لا تمضين الليل هنا فالتيار الكهربائى سيعاد غداً ؟
أدارت رأسها قليلاً إلى الجهة الأخرى و راحت تنظر إلى الكلب .
لقد اعتاد لوكا على ترويض مشاعره عند رؤية امرأة جميلة , لكن فى الكسا شئ مختلف . فذلك الخط المستقيم فى أنفها و تلك الجرأة فى فمها و فى زاوية ذقنها عندما ترفعها باستخفاف , كل ذلك يصيبه فى الصميم فيشعر بضعف لا يمكنه احتماله . قال ببرودة :"لن أضع يدى عليك ثانية"
تصاعد الدم إلى خديها و فمها. ارياحاً؟ لا يعتقد ذلك . لكن بالرغم من شعوره بالغواية فهى لن تستسلم.
قال و هو يبتسم :"تعرفين أنك ستشعرين بارتياح أكبر هنا."
كانت الكسا ندرك أن عليها العودة إلى منزلها فهى تعرض نفسها للخطر بمكوثها هنا تتحدث إلى لوكا و تراقبه و تطرح التساؤلات حوله .
فأجابت برد لاذع :"إنك تفاجئنى, هل يعنى ذلك أنك تثق بى و بأنى لن أهرع إلى أقرب صحيفة ما إن أعود إلى أوكلاندا لأخبر عن المكان السرى الذى التقيت فيه بأمير داسيا؟"
راح لوكا يضحك :"لم يعد لذلك أهمية فقد حصلت على عطلتى الهادئة ثم أنى معتاد على الإشاعات التى ينشرها الانتهازيون بالإضافة إلى أنى لا أعتقد أن ذلك هو أسلوبك"
انفجرت قائلة و هى تخفى حزنها و ألمها بفورة من الغضب :"لكنك تعتقد أن أسلوبى هو بيع الأخبار المسلية و المعلومات لمروجى الشائعات فى الصحف"
قال برقة :"لا ينطبق ذلك على هذه المرة"
كانت نظراته مصوبة نحو وجهها فابتسم قائلاً :"إذا بقيت هنا فأنا أعدك بعشاء أشهى بكثير من كل ما يمكنك إعداده بواسطة ذلك الموقد التعيس بالأضافة إلى حمام لائق"
كان كلامه يوحى بالثقة مما جعل مقاومتها تنهار .
فقالت الكسا و هى تشعر بامتنان فى داخلها :"فى كلامك إغراء لمعدتى, شكراً لك. أود قضاء الليلة هنا , لكنى أحتاج إلى بعض الأغراض من المنزل"
قال لوكا يمكننا أن نتمشى معاً إلى هناك....أو أرسل جيل لاحضارها"
قالت الكسا على الفور :"سأحضرها بنفسى"
ــ سوف آتى معك.
حاولت الاعتراض , لكنها توقفت بعد أن لمست تصميماً أكيداً تحت مظهر لوكا اللطيف. فهزت كتفيها قائلة:"حسناً"
قبل أن تخلد إى النوم وقفت الكسا تحدق فى صورتها فى المرآة بقلق حاد. لقد أمضت الأمسية و هى تحاول السيطرة نفسها فقد بهرها لوكا بسحره و ذكائه الرفيعيين و حديثه المشوق . كانت عيناها مثقلتين بالنعاس و وجهها أصبح أكثر رقة بشكل ما كأنه يتوق إلى عناق.
قالت و كأنها تحدث صورتها فى المرآة:"كان عليك ان ترفضى دعوته . غداً عليك العوجة إلى المنزل سواء تم إصلاح العطل أم لا , فكل ما حصل الليلة هو انك كدت تفقدين صوابك"

منتديات ليلاســ


زهرة منسية 23-03-13 10:48 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

فى صباح اليوم التالى كانت الكسا منفعلة ومضطربة بشكل عام و فى كل مرة يبتسم لها لوكا تنهار دفاعاتها أكثر. و كان يفعل ذلك بصورة دائمة .
ربما أمكنها مقاومة ابتساماته لكن تلك الأحاديث التى ترافقها كانت مذهلة و مثيرة مثله تماماً ...فهو مثير ليس فقط من الناحية الجسدية. وليس من العدل أن يتلاعب بعقلها رجل يملك هذه الجاذبية الجسدية و الحضور بينما هو فى المقابل يظهر احتراماً لآرائها مما يجعلها عرضة لإغرائه.
كان لوكا يتمشى على مهل على حافة حوض السباحة حين قال:"حان وقت الخروج من الماء"
توقفت و هى تعوم على سطح الماء محاولة تجاهله و نظرت بعينين شبه مغمضتين إلى قامته الطويلة المحاطة بهالة من نور الشمس . سألته كأنها مستعدة للقتال:"لماذا؟"
جاء صوته دافئاً يخفى نبرة من التسلية:"لأنك تبدين متعبة. هل تودين أن أتى لمساعدتك؟"
تحركت الأحاسيس فى داخلها فقالت بغطرسة و هى تسبج باتجاه السلم:"لا داعى لذلك"
اتسعت ابتسامته قليلاً فتأكد لها أن هذا الرجل يمكنهمعرفة ما يدور فى رأسها و جسدها
رمى لها المنشفة فشكرته وراحت تجفف جسمها قبل أن تسير باتجاه الشرفة المظللة. أحست برجليها ثقيلتين , و أمسكت نفسها عن الانهيار المقعد الوثير . لاشك أنها بلهاء لتسبح هذه الفترة الطويلة لكنها كانت بحاجة لتصريف التوتر الذى يتملكها
قدم لها لوكا علبة قائلاً:"الكريم الواقى من أشعة الشمس"
فردت باحترام شديد:"شكرا لك"
و جلست لتضع الكريم على ذراعيها و رجليها و كتفيها , غير مبالية بنظراته التى راحت تراقبها و هى تمرر يديها بتأن على بشرتها.
قالت بصوت بارد :"آمل ألا تعتادى على إجهاد نفسك فى السباحة. فإن ذلك خطير"
ردت الكسا بسرعة :"عادة أكون شديدة اليقظة عندما أسبح بمفردى"
انعقد حاجباه بعبوس بينما عاد ليستقر فى مقعده . جيداً فعلى الأقل ليست الشخص الوحيد الواقع تحت تأثير تلك النزوة الطائشة المندفعة بقوة و التى تهدد بكارثة . عادة ما تتخلص من الشحنات التى تربكها عندما تستلقى فى الشمس , لكن الأمر لم ينججح هذه المرة, و بالرم من محاولتها الحثيثة للتمسك بربأطة جأشها , و رغم سخريتها من ذاتها , نهضت من مكانها و غمغمت :"الجو حار هنا! سأذهب لتغيير ملابسى. بعد ذلك أفضل العودة إلى المنزل"
انتصب لوكا واقفاً و قال :"سأرى إذا كان التيار الكهربائى قد أعيد ثانية"
كامرأة تحب الوحدة من الطبيعى أن يكون وجود لوكا الدائم إلى جانبها مزعجاً . وقد يكون أختباراً لمدى افتتانها به و ميلها نحوه . هكذا فكرت بقنوط بينما كانا عائدين إلى المنزل .
لم ينفع الحمام البارد الذى استمر طويلاً فى تخفيف الغليان الذى تشعر به فى دمها . ارتدت زهرة منسية قميصاً قطنياً رقيقاً و بنطلوناً ضيقاً بلون القرفة و سرحت شعرها إلى الوراء لتبعده عن وجهها ثم وضبت أغراضها و ثيابها فى الحقيبة قبل ان تستقر على مقعد على الشرفة المسقوفة.
أنضم إليها لوكا على الفور و سرعان ما أحست أن هيئته السمراء تسيطر على المكان . قال لها:"لم يتم تبديل المحول بعد, لذا فالكهرباء ما زالت مقطوعة هناك"
قطبت الكسا :"مع ذلك علىّ أن أذهب"
جلس و وضع ملفاً مليئاً بالأوراق على الطاولة بالقرب من مقعده و قال :"ابقى لتناول الغداء"
فتحت الكسا فمها لترفض اقتراحه لكنه نظر إليها مبتسماً فتلاشت الكلمات على لسانها . ما الضرر فى ذلك ؟ سال صوت خائن فى رأسها . فـ لوكا سوف يغادر قريباً و لن تراه ثانية و لن يعود بالنسبة إليها لوكا الذى يذهلها حيناً ويغيظها حيناً و يستحوذ عليها تماماً فى أحيان أخرى .
قالت بحذر:"شكراًلك"
بعد الغداء اقترح عليها القيام بنزهة على ظهر الأحصنة فوافقت علها تخفف ما يضطرم فى قلبها.
امتطت الكسا ظهر فرس سهلة المراس ناسبتها تماماً . كانت تنظر بإعجاب إلى قدرته على السيطرة بسهولة على الفرس التى تمتطيها و التى هى أضخم بكثير من فرسها . منذ أن وعدها بالأمس بألا يلمسها ثانية و هو يعاملها بلطف و إنما بشئ من الجمود. كان الأمر سخيفاً و معذباً حقاً.
كان الوقت متأخراً حين رجعا إلى المنزل بعد ظهر ذلك اليوم , فقالت الكسا بصراحة :"سواء عاد التيار الكهربائى أم لا فسوف أعود إلى منزلى الآن؟"
قال لوكا:"ساتحقق من الأمر"
اتصل بالمنزل لكنه ما لبث أن قطب حين تلقى الرد على سؤاله و قال لها:"لم يتم إصلاح العطل بعد. اتصلت جيل منذ نصف ساعة لتستعلم فقالوا أنهم سيبدلون المحول غداً"
ثم تابع ببرود :"من الأفضل لك أن تمكثى هنا ليلة أخرى الكسا"
عضت على شفتها . إذا كان يحاول الضغط عليها فسوف تغادر فوراً. لكن أليس من السخافة أن تصر على الذهاب مع كل المصاعب التى ستواجهها بينما يمكنها البقاء هنا؟
كما أنها ليست فى خطر, فهى لم تقع فى حب الرجل! حسناً إنه يدهشها جسدياً و عقلياً لكن كل ذلك سينتهى ما أن يعود لوكا إلى وطنه.
ليلة واحدة أخيرة و بعدها ستغادر.....و لكى تتأكد من أنها لن تتجاوز ذلك الحد الخفى الذى يفصل بين الإعجاب و بين أمور أكثر خطورة فسوف تعود مباشرة إلى أوكلاند . عليها ألا تخبر لوكا بقرارها هذا , فإذا كان لا يزال يظن أنها على علاقة بتلك الصحيفة الحقيرة فمن المحتمل أن يحاول منعها من الذهاب. ومن المحتمل أن يدرك عندما لا تظهر أخبار فى الصحف عنهما , أن بإمكانه أن يثق بامرأة واحدة على الأقل.
قال له:"شكراً لك"
منتديات ليلاس
نظرت الكسا إلى ثيابها و هى تتنشق الهواء بضعف :"آثار ركوب الخيل و مياه البحر معاً سأذهب لتبديل ملابسى"
وبما أن هذه الليلة ليلتها الأخيرة هنا فاختارت الكسا قميصاً بلون نحاسى و بنطلوناً طويلاً بلون أزرق جليدى و سترة مناسبة. ورفعت شعرها عن وجهها إلى الوراء فى عقدة أنيقة.
قال لوكا بعد أن أبدى إعجابه بأناقتها :"فكرت بأن نتناول الطعام قرب حوض الشباحة"
كان هو أيضاً قد بدل ثيابه و ارتدى قميصاً و بنطلوناً أسودين ضيقين يناسبانه تماماً بدا فيهما كبطل أسطورى قادم من العصور القديمة :"سوف يبدو منظر الغروب رائعاً"
.....لقد كان كذلك بالفعل . فقد كانت السماء متقدة ببريق متوهج من اللونين القرمزى و الذهبى اللذين يتحولان إلى لوحة من الألوان ما إن يشرف النهار على نهايته على نهايته و تزحف أولى طلائع الظلام. كانت مصابيح الإنارة مضاءة فانعكست أنوارها على زوايا وجه لوكا الأسمر مما زاد توهج اللون الذهبى فى عينيه و بروز عظام خديه البارزين و فمه الصارم المرسوم بقوة.
و كأنما النور قد اندفع إلى داخلها كالجدول مشعلاً النار فى كل ما يصادفه.
بدأ لوكا أبعد ما يكون عن زير النساء المتراخى الذى تصورته فحس الدعاية لديه جعلها تشعر بأنها موضع ترحيب.
فى الواقع باتت تعرف عنه الكثير و راحت تفكر بعد العشاء أن بإمكانها أن تقضى بقية حياتها و هى تكتشف فيه أموراً جديدة. لكنها بالتأكيد لم تقع فى حبه.
بعد انتهاء الطعام سألها :"هل تريدين الحليب مع القهوة؟"
ــ كلا , شكراً لك.
كان رأسها مشوشاً بالانفعالات التى لا يحق لها إطلاقها من سجنها.
قال لوكا لها و هو مقطب الجبين :"غنك ترتجفين"
فردت كاذبة :"إنها قشعريرة , أظن ان على الدخول إلى المنزل"
حاولت الابتسام إلا أن فمها التوى بطريقة غير مناسبة :"فى الواقع , أفضل العودة إلى منزلى"
ظل لوكا للحظة من دون حراك و بدت عظام وجهه الخشنة العنيدة بارزة فأضفت على وجهه القوة و الهيبة وظهر عليه ارتياح شديد الوضوح كأن النسيم حولهما أضفى عليه هالة من نور تلك المصابيح.
كاد قلب الكسا يتوقف عن النبض فقد بدا لوكا كقرصان خطير , شرس و متحجر القلب . أخذها بين ذراعيه و كانه يخضع لسلطة أقوى بكثير من إرادته الفولاذية قربها من صدره حيث نبضات قلبه المتسارعة ودفء عنلقه المحفوف بالمخاطر.
إذا لم يتمكن لوكا من مقاومة مشاعره فعليها هى أن تقاومه لكن إدراكها بأنه لم يستطيع مقاومة تأثيرها عليه كان بالنسبة لها أقوى من أى إغراء.
استرخت الكسا بين ذراعيه و كأنها وجدت الملاذ الذى كانت تبحث عنه. و فجأة شعرت بالخوف من ضعفها . فررفعت رأسها لتلتقى عيناها بعينيه المحجوبتين و قالت بصوت أجش :"هذه ليست فكرة جيدة"
ــ لمرة واحدة , لست أبالى . منذ التقينا و انت تقوديننى إلى الجنون و أعرف أنك تشعرين بما أشعر به تماماً , عندما أعانقك أشعر و كأننى أستولى على قطعة من الجنة.
أحست الكسا بأن روحها تكاد تخرج من جسمها تحت بريق نظراته المتفحصة . قال لوكا و كأنه يخيّرها:"الكسا"
أجابت بتنهد:"نعم"
وقفا على الشرفة حيث المصابيح مطفأة و لا ضوء سوى نور النجوم .
كان لوكا يعانقها بشغف و بلطف مما بدد مخاوفها تماماً .
جلست الكسا على المقعد المتأرجح و راحت تراقبه بعناية ما إن أدركت أنه يكبح نفسه و يتعمد السيطرة على شغفه فهى ترغب برؤيته هائماً مثلها و قد استحوذ عليه شغف لا يقاوم
حدقت فيه بنظرة ضيقة مركزة و عيناها اللشاحبتان تشتعلان ما بين رموشها السوداء . فإذا بالتسلية قد تلاشت من تعابيره لتحل محلها ردة فعل أكثر بدائية . سألها لوكا بصوت متهدج جعل أعصابها ترتعش :"هل تدركين ما الذى تفعلينه بى؟"
كانت تشعر بسعادة غامرة فكررت:"نعم, نعم"
لقد أدركت الآن مدى قوتها و أنها تستطيع اجتياز حدود صلابته الفولاذية.

منتديات ليلاســـــــ

زهرة منسية 23-03-13 10:51 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
8 – الــمـــكـــيــــدة

أمسك لوكا بخصلة من شعر الكسا و لفها على كتفها كستارة من الحرير النحاسى اللون و سألها بتكاسل :"من أين لك هذا اللون المتوسطى؟"
ــ أبى ينحدر من أصل إيطالى.
مرر إصبعه على وجنتهامما بعث قشعريرة فى أعصابها :"وهل كانت أمك اسنكدنافية؟"
سألت الكسا بتكاسل و هى تشعر بالاسترخاء التام إلى جانبه:"اسكندينافيه ؟ كلا لقد كانت إنكليزية....فى الواقع لقد قدم أجدادها من كورنوول . ما الذى يجعلك تفكر بأنها اسكندينافيه؟"
ــ إن العيون الشاحبة كعينيك تنحدر عادة من القسم الشمالى من أوروبا.
قالت الكسا بصوت حالم :"عيناى تشبهان عينى والدى أيضاً. إن الشئ الوحيد الذى ورثته عن أمى هو الشعر الأحمر "
عانقها لوكا برقة بينما كانت الكسا تمرر أصابعها فى شعره , و هى تشعر بالسعادة . لكن سعادتها الحقيقية كمنت فى معرفتها ضمنياً بأنه بات يثق بها , ولو قليلاً . لقد تحسنت فكرته عنها .....بما يكفى ليقتنع بأنها لن تفشى بتفاصيل علاقتهما للصحافة.
سألها لوكا:"غذن فوالدك الإيطالى كان يملك مثل هاتين العينين المذهلتين؟"
قالت الكسا كالمسحورة :"نعم, و كانت جدتى تقول إنه ورثهما عن والده"
ــ هل توفى جدك و هو لا يزال شاباً؟
حتى لو توقف لوكا عن الشك بأنها واحدة من اولئك الصحفيين المتطفلين , فإن الأمراء يحكمون بقسوة على الأولاد غير الشرعيين. و هو قد يقبل بها كحبيبة , لكن عليها أل تفكر بأى علاقة دائمة.
حسناً مهما يكن الأمر فإن علاقتها بـ لوكا لا مستقبل لها , فهو امير و هى امرأة عادية كما أنه يخطط لزواج مناسب بامرأة تقبل بالقيود المفروضة عليها ضمن هذا الزواج .... المكانة مقابل إنجاب الطفال . أما هى فلن ترضى بشئ أقل من الحب . إنها لا تخجل بعائلتها , كما أن بارقة الأمل الضعيفة تلك ما هى إلا وهم !
قالت بهدوء :"مات جدى قبل أن يولد أبى . ذهبت جدتى إلى إيطاليا لتتابع دراستها الجامعية فى اللغة و هناك التقت جدى....كان هو ايضاً طالباً و وقعا فى حب بعضهما لكنه توفى و عادت هى إلى نيوزيلندا حيث انجبت طفلها . كل مابقى لدينا منه هو صورة التقطها أحدهم لهما معاً"
ــ متى التقيا؟
شعرت الكسا ببعض الدهشة لكنها كانت مسرورة لاهتمامه بما تخبره به . زهرة منسية
ــ ما هو أسم جدك بالكامل؟
هزت كتفيها :"لم تخبر جدتى احداً به"
قال عرضاً :"و ماذا تشعرين أنت حيال هذا الأمر؟"
ترددت قليلاً قبل أن تعترف :"الأمر أشبه بوجود ثقب فى حياتك . لعل الأمر ليس هاماً , لكن من الجيد....حسناً من الجيد أن أعرف أننى لست وحيدة تماماً فى هذا العالم , و ان هناك شخصاً أخر يملك عينين مثل عينى شخص يمكنه تذكر جدى"
منتديات ليلاس
هزت كتفيها قليلاً بعدم ارتياح :"لقد حاولت الاتصال بالجامعة لكنى لم أحصل على أى معلومات. أتعلم...أعتقد أن سؤالى عن عينين رماديتين إيطاليتين لم يدفعهما إلى القيام بأى بحث ! إن أى أسرة إيطالية سوف تتبرأ منى, لسبب أعرفه جيداً و هو ان جدىّ لم يتزوجا"
قال لوكا بخشونة و قد بدا أنه يفكر فى آمر آخر :"لقد تغير الإيطاليون كثيراً فى الفترة الأخيرة. لكن ماذا تعرفين أنت عن جدك؟"
ــ أعلم ان أسم والدى كان نيكولاس الكس , وز قد أسممانى الكسا نيكول تيمناً بأسمه.
تفرس فيها قليلاًَ ثم جلس بشكل سوى واضعاً ذراعيه أمام عينيه :"كانت جدتك شجاعة و ممتلئة بالعزم . أتخيل كم كان صعباً عليها تربية طفل وحدها فى تلك الأيام"
شعرت الكسا بعد ابتعاد لوكا عنها بالبرودة تجتاح بشرتها بسرعة . لكنها قالت باعتزاز :"لم يكن الأمر سهلاً لكنها تدبرت أمرها"
لم تعد قادرة على التركيز على قصة جدتها الحزينة . فمع أن نبرة صوته لم تتغير إلا أن الكسا شعرت و كأن أبواباً تغلق فى وجهها . أحست بانقباض فى قلبها و فكرت بأن تلك الأبواب لم تكن مفتوحة أمامها من الأساس .
و حتى لو فتحت أمامها فهى لن تعبرها أبداً , فالزواج من لوكا من دون حب سيكون كالذهاب إلى الجحيم.
توقفت عن التفكير بالأمر و استدارت نحوه إلا أنها شعرت بأن تفكيره كان بعيداً فذلك الذهن المتوقد فى مكان آخر تماماً.
احست بجفاف فى حلقها فابتلعت ريقها و اعتدلت فى جلستها قئلة :"سوف أعود إلى المنزل"
وقفت بطريقة مرتبكة و قالت له:"تصبح على خير"
وابتعدت باتجاه المنزل بسرعة فلم يحاول لوكا إيقافها.

منتديات ليلاســـ



زهرة منسية 23-03-13 10:55 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

فى البهو كانت مدبرة المنزل تتشاور مع أحد رجال الأمن.... شعرت الكسا بأن ما حصل فى الساعات الأخيرة يبدو واضحاً على وجهها المتورد .
كان يجدر بها أن تشعر بالارتياح لأن ديون بالكاد التفت نحوها مقطباً و سألها :"هل مازال الأمير بالقرب من حوض السباحة؟"
ــ نعم , أنه هناك.
شعرت بالسخط من نفسها بسبب شعورها بالضيق و توجهت فوراً إلى غرفتها . و ما أن أحست بالأمان و هى تستحم حتى راحت تسأل نفسها بغضب لما تشعر بكل هذا الارتباك؟ فى هذه الأيام تعبر النساء للرجال عن حبهن دون الشعور بأن ذلك إهانة أو تنازلاً من قبلهن . هذه هى المرة الثانية التى يضع ثقته فيها , كانت المرة الأولى فى منزلها حين اقتنع بكلامها بأنه ليس لديها المزيد من آلات التصوير و ذلك يعنى بالطبع بأنه بدأ.....كلا..... فكرت بحزن . إن ذلك لا يعنى شيئاً....إنها تأمل ألايصيبها ما أصاب جدتها التى أحبت مرة واحدة فقط . ولا يمكنها أن تسمح بذلك , فهى لا تعرف لوكا كافية لكى تقع فى حبه . إنه امير متغطرس و مستبد و معتاد على الوصول إلى الاستنتاجات بغطرسة و استبداد . إنها حياة لا يمكن تخيلها و مع ذلك فقد أطلقت العنان لذاكرتها الحالمة المبهورة إلى أن قطعت تخيلاتها عندم اكتشفت بأنها تركت سترتها بالقرب من البركة , أو لعلها وقعت منها و هى فى طريقها إلى المنزل .
عليها أن تستعيدها , فهى لا تريد أن تعيدها إليها مدبرة المنزل . وراحت تشق طريقها عبر الباحة متسللة إلى الحديقة متلمسة طريقها نحو منتديات ليلاس المكان المظلم المحاط بالسياج ينتابها شعور سخيف كأنها سارق.
على الأقل لم يكن عليها أن تقلق بشأن الكاميرات....إلا إذا كذب لوكا عليها حين قال إنها غير مشغلة.
لم تجد سترتها على الأرض لابد أنها وقعت منها بعد أن التقطتها عن المقعد. كاد قلبها يقع من صدرها , فقد كانت على وشك أن تفتح الباب المؤدى إلى حوض السباحة, حين سمعت لوكا يتكلم بصوت بارد و متصلب , مما جعل أنفاسها تتجمد حتى قبل أن تسمعه يلفظ أسمها. كان يتكلم بلغة داسيا . قطبت الكسا محاولة تركيز انتباهها علها تفهم الكلمات التى بدت لها من دون معنى . تلك الكلمات التى تشبه اللغة الإيطالية.....
" لا يمكن المخاطرة بذلك....." "و ستكون خسارة كبيرة.." ثم بلهجة ماؤها الاشمئزاز" احتجاز"
أصابها الذهول , لكن غريزتها ظلت متيقظة. مهما كان ما يتحدث عنه لوكا. فأنه يتعلق بها.وهو لا يبدو مطمئناً. كان قلبها ينتفض بقوة فاختبأت وراء أكمة خضراء مورقة.
أجاب ديون موافقاً بإخلاص لكن كلامه جاء مرتبكاً و بارداً . سمعته الكسا يلفظ باسمها .."الآنسة مايتون...."ثم يسأل"متى؟"
تردد لوكا لحظة قبل أن يجيب بشكل فظ . كانت الكسا مشدودة الأعصاب إلا أنها تمكنت من ترجمة ما معناه :"دعها تنام هذه الليلة , فغداً سيأتون عند العاشرة , و سيتم الأمر قبل ذلك"
توقف قليلاً ثم تابع بهدوء :"سوف أتولى الأمر بنفسى"
حاول ديون الاحتجاج لكنه صمت بعد أن قال لوكا كلمته . عند هذا الحد كانت الكسا قد سمعت ما فيه الكفاية . كانت خائفة و تتصبب عرقاً و راح قلبها يخفق بشدة بين ضلوعها . ابتعدت عن الجدار و عادت أدراجها و راح قلبها يخفق بشدة بين ضلوعها . ابتعدت عن الجدار و عادت أدراجها بهدوء عبر الحديقة المظلمة و قد باتت تشعر بالتهديد و الغموض.
حاولت إقناع نفسها بأنها لم تسمع جيداً و أن الكلمات التى سمعتها قد تعنى شيئاً آخر غير ما بدت عليه.
لكن لوكا لفظ أسمهعا و ديون ردده بعده أيضاً , مما يعنى أنها حتى لو لم تفهم ما كانا يقولانه فإنهما حتماً تحدثا عنها . بحق السماء . من هم (أولئك) الذين سوف يأتون غداً ؟ فى الواقع هذا ليس مهماً , فعليها الخروج من هنا و بسرعة . وكل ما عليها فعله هو التسلل إلى الخارج و الذهاب إلى منطقة الخليج العميق فيما الجميع نيام. فالظلام سيجعل من الصعب على أى كان أن يجدها . اما هى فما أن تصل إلى الخليج حتى تستقل أول ناقلة إلى الجزيرة الأم . و إذا ما فكر لوكا بأرسال أحدهم للقبض عليها فسوف تملأ المكان صراخاً و تطلب النجدة من سكان الجزيرة.
راحت الكسا تتنفس بصعوبة . دخلت إلى المنزل على رؤوس أصابعها ثم تسللت إلى غرفتها فى الوقت المناسب , فبعد دقيقتين سمعت طرقاً على الباب جعلها تقفز من مكانها لكنها سرعان ما هدأت و توجهت إلى الباب. بكل تأكيد إنه لا يتوقع منها أن....
نظرة واحدة إلى وجهه لوكا الرائع الجمال الذى يحمل مسحة من الخيانة و الكذب , أظهرت لها أنه لم يأت إليها لفرط حبه. بدا رسمياً واثقاً ن
من نفسه قادراً على السيطرة على حياته....كأمير و ليس كعاشق....و هو بالتأكيد ليس رجلاً عبداً لحواسه.
ابتسم لها قائلاً :"أتجلسين فى الظلام؟"
شعرت الكسا على الفور بثقل الحواجز التى تفصل بينهما و بذلك التباعد الذى لم تحس به منذ لقائهما الأول فى أوكلاند . و املت بأن تتمكن من إخفاء ألمها بما يكفى لتخدعه , فأجابته محاولة وضع نبرة صارمة فى كل كلمة تنطق بها فجاء صوتها خشناً:"إننى فقط....أفكر"
ضاقت عيناه قليلاً لكنه عاد فاسترخى . وللحظة ظنت أنها لمحت شبح أسف فى تنيك العينين الذهبيتين. و قال لها :"لا تفكرى. تعالى لنقوم بنزهة"
منتديات ليلاس
جاءت ابتسامتها مرتجفة قبل أن تتمكن من السيطرة عليها و قالت:"إننى متعبة فنؤجل النزهة إلى مساء الغد"
ــ لن نتأخر كثيراً , إنها أمسية رائعة.
إن رفضها القاطع قد يجعله يشك بها كما أن لديها الليل بأكمله لتدبر أمر هروبها , فأول مركب ينطلق من الجزيرة عند السابعة صباحاً . أحست بجفاف فى حلقها و طنين فى رأسها لكنها قالت:"حسناً , فلنذهب"
و خرجت من الغرفة بعد أن أغلقت الباب خلفها .
سارا بصمت عبر الحديقة المظلمة تظللهما النجوم المتألقة فى السماء و تلفهما دوامة من المشارع العميقة المشوشة و المثيرة للأضطراب . فى ذلك الجو الرطب ذى النكهة المميزة, حيث يتسلل ضوء النجوم باعثاً الحياة فى المكان, و راحت الكسا تتأمل المكان من دون أن تلتفت إلى الرجل السائر بجانبها محاولة السيطرة على نفسها. قادها لوكا عبر ممر مرصوف ببلاط من اللون الأبيض لم يسلكاه من قبل , يحيط به سياج مرتفع و متين , يؤدى إلى فناء مغطى بالأعشاب و النباتات
كانت الكسا تصغى إلى وقع أقدامهما على البلاط الصخرى, فقالت بصوت أجش:"إنها حديقة سرية"
ثم انحنت لتتنشق عبير إحدى الورود و لم ترفع رأسها إلى أن كادت تصاب بدوار بسبب عطرها القوى. فى تلك اللحظة انزلقت رجلها و كادت تقع أرضاً إلا أن يد لوكا أمسكت بذراعها فاستعادت توازنها . قال لوكا بهدوء:"حاذرى"
ثم أكمل و نبرثم أكمل بنبرة مشوشة من الصرامة تغلف كلماته :"تعالى لتشاهدى الجزء الباقى من الحديقة"
رافقته الكست بحذر فعبرا بوابة ضيقة ليصلا إلى مكان آخر أكثر روعة و جمالاً . أخذت نفسناً عميقاً وراحت تنظر ببهجة إلى النباتات بأزهارها ذات العطر القوى الفواح.
ــ إن المكان رائع.
ــ فكرت بأنك سوف تحبينه.
لاحظت الكسا وجود مبنى صغير محاط بالعديد من الشجيرات فسألته:"أهذا هو المنزل الأساسى؟"
وفيما سارا باتجاه شرفة من الطراز الفيكتورى , راح وقع أقدامهما يحدث صوتاً قوياً و حاداً على الأرضية الخشبية . لفت انتباهها التصميم الدقيق لذلك البيت الصغير المتميز ببساطة و سلاسة هندسته .
أتراه عرف أنها استرقت السمع إلى محادثته المضطربة مع ديون؟
كلا, و كيف يمكنه أن يعرف؟ إلا إذا كانت الكاميرات تعمل . . و حتى لو حصل ذلك , فمن أين له أن يعرف بأنها تتكلم الإيطالية بشكل جيد مما يسمح لها بفهم ما كان يقولانه؟
ــ نعم, استعمله أحياناً كمنزل للضيوف.
ثم فتح الباب و أنار الكهرباء قائلاً:"أمضى المصمم وقتاً لا بأس به ليتمكن من إيجاد قطع أصلية لهذا المنزل"
دخلت الكسا....لكنها لم تر تلك الغرفة الصغيرة المميزة بطابعها و أثاثها الكلاسيكى . فقد تسارع نبضها و اندفع الادرينالين فى انحاء جسمها , و احست بحاجة للخروج بسرعة من هذا المكان و كأن كل خلية من خلاياها و كل عصب من أعصابها تنذرها بالخطر.
استدارت و تظاهرت بالتثاؤب قائلة:"إن المكان رائع, لكنى متعبة جداً و أود أن أعود الآن لوكا"
ــ أخشى أنه لا يمكنك ذلك.
جمدتها كلماته و نظرت إلى وجهه فإذا هو متصلب كالصخر, بارد, و حذر كقناع مصقول . ادركت باشمئزاز أنها وقعت فى الفخ . لم يكن لديها أمل أن تصل إلى الباب , فـ لوكا يقف فى طريقها . و لم يكن لديها أدنى شك بأن النوافذ مغلقة بإحكام .
قال لوكا بتصلب و تصميم :"آسف, لكنك سوف تمكثين هنا, ربما لأربع و عشرين ساعة و بعدها ستكونين حرة فى الذهاب حيث شئت"
كانت الكسا مصدومة لشدة بلاهتها و راقبته و هو يتراجع إلى الوراء و حين استدار ليخرج من الغرفة , نادته بصوت ملؤه الغضب :"دعنى أخرج الآن قبل أن أملأ المكان بالصراخ"
ــ إن الصراخ سوف ينهكك و لن يأتى بنتيجة لأن الأشخاص الوحيدين الذين سيسمعونك هم رجال الأمن الذين يعملون لحسابى.
توقف قليلاً قبل أن يتابع :"آسف الكسا . أنا مضطر فى هذه اللحظة لاعتبارك خطراً على الأمن . أرجوك لا تحاولى الهرب"
أحست الكسا بالألم لكنها تمكنت من سؤاله :"لِمَ تفعل ذلك؟ ألا زلت تعتقد أنى أسرب أخبارك إلى الصحف؟"
أجاب لوكا بفظاظة:"نــعـــم"
و بينما راحت تحاول فهم تصرفه البارد هذا كان قد غادر الغرفة و أغلق الباب خلفه . سمعت صوت المفتاح يدور فى القفل محدثاً صوتاً عميقاً فى الباب الخشبى الصلب ثم صوت صرير ناجم عن حركة المزلاج عند إغلاقه. هذا كثير على ما تسميه ثقة !
لم تصدق الكسا أن لوكا احتجزها حقاً. وقفت دون حراك شاعرة بمرارة و حنق إلى أن تأكدت أنها أصبحت وحيدة. عندئذٍ فقط راحت تستكشف سجنها المؤقت . راحت الكسا تنظر حولها محاولة كبح الاحباط الذى تشعر به , فرأت سريراً مزدوجاً من الطراز الرومانسى مغطى بقماش كتانى . و عند مقدمة السرير وجدت حقيبتها فوق صندوق صغير . فتحتها الكسا و وجدت فيها كل ثيابها و كتبها . أجالت بصرها فى أنحاء الغرفة فإذا بها ترى الكومبيوتر الذى يخصها موضوعاً على طاولة جانبية و يبدو غريباً تماماً عن هذا المكان تفحصت المقر الصغير بسرعة ولكنها لم تجد خطاً هاتفياً, مما يعنى أنها لن تتمكن من طلب النجدة عبر الانترنت.
تابعت تفحص المكان بوجه جامد فدخلت المطبخ و فتحت البراد لترى الكثير من الأطعمة ..لم تجد فى المطبخ سوى سكين و شوكة و معلقة من البلاستك موضوعة فى الدرج.
يمكن لـ لوكا توقع ما تفكر به بالتحديد . فلا أدوات يمكن ايتخدامها كآلات و ما من خزف يمكن استعماله وما من أدوات معدنية على الإطلاق.
راح رأسها يضج بمزيج عنيف من الألم و الخوف و الغضب , لكن من دون جدوى . فكرت زهرة منسية أن لوكا لا يمكن ان يكون قد رتب كل هذه المور منذ رأته يتحدث إلى ديون. لابد أنه أمضى الوقت معها بالقرب من حوض السباحة و هو يخطط لاحتجازها هنا. حاولت أن تهدئ من انفعالاتها لكى تتمكن من التفكير و التخطيط لخروجها من هناك فراحت تتابع تفحص المكان.

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 23-03-13 11:01 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

كانت النوافذ المزدوجة مفتوحة من الجزء الأعلى مما يسمح للهواء النقى المنعش بالدخول إلى الغرف . لكن الأقفال كانت محكمة و النوافذ مزودة بقضبان حديدية و كسرها للزجاج لن يسمح لها بالخروج مطلقاً .
من الواضح أن لوكا كان يغازلها ببرودة و احتيال مدروسين لكى يشغلها بينما يهئ لها هذا المكان لاحتجازها . التفكير بالأمر سبب لها الأذى فحولت أفكارها بسرعة إلى سواه. ماذا يحصل بحق الله؟ من هم أولئك الغامضون اللذين يخشى لوكا أن تسرب أخبارهم إلى الصحافة؟ ولماذا يأتون إلى هنا؟
لم تتمكن من متابعة التفكير , لأن أحساساً بالكرب و الحرمان راح يتسلل إلى دماغها و يحولها إلى شخص ذليل و محطم لا جدوى منه. ربما كان هذا بالضبط ما يريده لوكا.
و كأن تياراً كهربائياً صعقها عند هذه الفكرة فاندفعت إلى قبضة الباب تحاول معالجتها من جديد . راحت تحركها بقوة قبل أن تستسلم و تتراجع إلى الوراء. حتى لو تمكنت من تحطيم الأقفال فإن الباب موصد من الخارج بالمزلاج كما أن الباب حصين . و احست بموجة عميقة من الخوف أثارت القشعريرة فى جسمها.
حسناً , لن تحاول الصراخ إلا إذا تأكدت من ان ذلك يؤدى إلى نتيجة .
فـ لوكا الذى كان يغازلها بحرارة و شغف قد يقوم بتخديرها من دون أن يرف له جفن.
انهارت فوق مقعد وثير و راحت تقاوم الاحساس باليأس , فى محاولة لرسم خطة للتخلص من ورطتها . و فى اللحظة نفسها سمعت صوت طائرة هليكوبتر قادمة من ناحية منتديات ليلاس البحر.
من تراها تقل إلى هنا؟ أهم اولئك الذين من المتوقع أن يحضروا غداً فى العاشرة صباحاً ؟ أتراها أصبحت سجينة لأن اولئك قرورا تغيير خططهم؟
و بالرغم من محاولتها استخدام المنطق إلا أن الكسا رفعت يدها المرتجفة إلى فمها . حاولت أن تسخر من نفسها بسبب خيالها الناشط , إلا أن شعوراً بالفراغ فى صدرها و جفافاً أنذراها بأنها ستصاب بالهلع . فقالت لنفسها بحزم:"الشاى, أريد كوباً من الشاى"
و فيما كانت تحضر الشاى سمعت صوت محرك الهيلكوبتر . و بعد ان حملت الكوب إلى الغرفة راحت تحدق عبر النافذة محاولة التفكير بهدوء .
فقررت ان على لوكا أن يدفع ثمن فعلته هذه , حتى لو اضطرها الأمر إلى تمضية بقية حياتها لتحصل على انتقام مناسب يشفى غليلها!
صوت ضجيج يخترق الصمت من جديد و يبدو قادماً من البعيد , ثم اتضح أنه صوت هليكوبتر أخرى . كان المحرك يحدث دوياً فى رأسها لكنها تمكنت هذه المرة من رؤية الطائرة . كانت انوارها تومض بقوة و هى تتوجه عبر الحديقة إلى الجهة الأخرى من المنزل . غطت الكسا عينيها بيديها . ما هى إلا لحظات حتى توقف المحرك عن الدوران ليسود الصمت من جديد . لِم كان لزاماً على لوكا أن يحتجزها بعيداً من هناك؟
قالت بكآبة و صوت مرتفع :"لا أعتقد أن الأمير يخجل بوجود امرأة فى منزله. إذا كان وجودى خطراص على الأمن فهذا يعنى ان هؤلاء الأشخاص موجودين هنا للقيام بأعمال سرية"
لكن من يكون هؤلاء ؟ هل هو اجتماع للزعماء و كبار الصناعيين؟ إنه لا يبدو كذلك.
لا بد أن لوكا يدرك أنه بسجنه لها يعرض نفسه لتهمة الاختطاف والاحتجاز. إذا فلا بد أن القادم على متن هذه الهليكوبتر فى غاية الأهمية... و قد تكون المسألة مسألة حياة او موت . لكنها شعرت بأن قصة اجتماع أرباب الصناعة لوضع خطط أنجح و أفضل لصناعاتهم امر غير مقنع.
لعلهم من الدبلوماسيين؟ إنما ,لِمَ يرغب حاكم جزيرة أوروبى بإجراء مباحثات دولية فى نيوزلندا ؟ جعلتها هذه الأفكار تشعر بالمزيد من الشك و الريبة .
هل الأمير متورط فى أمور غير شرعية ؟ كلا , ليس لوكا . فمهما بدا تصرفه الأخير غير منطقى , إلا أنها واثقة من أن لوكا لا يمكن أن يقوم بأمور مماثلة . لكن بحق الله ! ما هو ذلك السر الخطير الذى يدفعه لاختطافها؟ إن الأمر الوحيد الذى يمكنها التفكير فيه هو ان المسألة تتعلق بمصلحة شعبه. إذا كان ثمة مخاطرة فى هذه المسألة فلن يتوارع لوكا عن اى شئ من أجل ليلاس وطنه.
نظرت حولها إلى الغرفة النظيفة المرتبة فلم تتمكن من حبس تنهدها . ها هى هنا الآن تحاول إيجاد أعذار لتصرف لوكا معها لأن احتمال أن يكون قد غرر بها ببرودة و سخرية مؤلم جدا.
غمغمت :"حستاً إذا كنت تعتقدين أن بإمكانك الوقوع فى حبه فقد تعلمت درساً"
وقع نظرها على مجموعة من المجلات المصفوفة بترتيب فوق طاولة خشبية أنيقة. فأحست بحرارة الارتياب تسرى فى جسدها إلا أنها طردتها و قالت بصوت مرتفع :"على الأرجح أن تكون السيدة مارتن الطيبة هى من فكر بذلك. كم هو مذهل ما يقوم به البعض من اجل كسب رزقهم"
لم يكن بمقدورها التركيز على أى مجلة أو اى كتاب . و فجأة أخذت تتثاءب بشكل غير متوقع و قد تملكها الانهاك . شعرت بثقل فى عظامها و رأسها, إلا أنها عادت تتفحص المكان بدقة باحثة عن أى ثغرة يمكنها اختراقها فهى لن تجلس مكتوفة اليدين و سجينة دون أى محاولة للهرب.
بعد فترة طويلة من البحث كان عليها أن تعترف بهزيمتها فهى لن تستطيع نزع الأقفال بأظافرها و ليس لديها ما يمكنها أن تستعمله كأداة لفتحها او أزالتها.
كانت تشعر بالألم و الغضب معاً فاستبعدت من رأسها فكرة تغيير ملابسها لإرتداء ثياب النوم و استلقت على السرير تحدق فى الظلام .
راحت تدور فى رأسها افتراضات مقلقة لاطائل منها و هى تحاول الإصغاء للأصوات فى الخارج لكن الصمت وحده كان سائداً إلى ان غرقت فى نوم عميق.
فتحت الكسا جفنيها الثقيلين للنور و الارتباك وحاول ذهنا المتبلد أن يستوعب مكانها.ابتلعت ريقها عدة مرات لأن حلقها كان جافاً كورقة الزجاج.
أجبرت نفسها بصعوبة على النهوض من السرير و عندما تمكنت أخيراً من الوقوف كان عليها أن تتكئ على كرسى لتمنع نفسها من السقوط .
منتديات ليلاس
كان رأسها مشوشاً و ساقاها لا تكادان تحملانها . أدركت الكسا أنها بكت أثناء نومها....
عضت على شفتها و سارت متعثرة إلى الحمام لتغسل وجهها . ألقت نظرة على ساعة يدها فإذا هى السادسة و نصف صباحاً. ملأت كوب الماء و شربته بشراهة متلذذة ببرودته ثم عادت إلى غرفة النوم و استلقت على السرير من جديد.
كانت مستلقية و هى تضع يدها خلف رأسها و تحدق إلى النافذة . كما فكرت أكثر بوضعها كلما ازدادت قناعة بأن لوكا غازلها بقصد السيطرة عليهاز اجتاحها موجة من المرارة و الأسى و الخزى . لقد كانت عمياء و سمحت له بأن يخدعها بسهولة.
إنها تعلم أنها ورثت عن ابيها قامة ممشوقة كما ورثت عن امها بشرة مخملية . و أن ساقيها الطويلتين و قدميها الصغيرتين و نهديها الممتلئين تجعلها تبدو انيقة فى ثيابها . إلا أن كل هذه الصفات لا تقارن بمواصفات النساء الجميلات المتألقات اللواتى عرفهن لوكا من قبل.
كانت تعلم كل ذلك لكنها تجاهلت بعناد كل تحذير و كل غريزة نبهتها . و عند أول مشاعر اجتاحتها تركت نفسها تنقاد كالساذجة وراء جاذبية لوكا القوية و رجولته الطاغية . لو أنها قامت بمحاولة فقط , لما جعلت الأمر لما جعلت الأمر سهلاً عليه إلى هذا الحد.
غمغمت مشمئزة من نفسها :"واجهى الأمر لقد تخليت عن كل حس سليم و قدرة على السيطرة على الذات أمام رجل ساحر"
لمحت بطرف عينها لوناً مختلفاً على الطاولة الصغيرة بالقرب من السرير , فقطبت جبينها و انحنت قليلاً لترى زهرة طرية موضوعة بين حبتى خضراوين .
امسكت انفاسها و التقطت الزهرة فأحست برعشة عندما لامست يدها قطرات الندى الرطبة التى لا تزال تلمع على بتلاتها البيضاء الناعمة.
إنها وردة قطنية . شعرت الكسا باختناق فى حنجرتها أيكون هذا اعتذاراً صامتاً؟
كلا, هكذا فكرت و هى تقوم لتستعيد شعورها بالاطمئنان . فـ لوكا تعمد ان يغازلها فقط لأنه أراد أن يفقدها اتزانها . و هذا الآن أمر مشابه...وعد كاذب بشئ لا نية له بتقديمه على الإطلاق.
أم إنه يسخر منها؟ فكيف يجرؤ على الدخول إلى الغرفة ليراها و هى نائمة و يضع الأزهار و الفاكهة بالقرب من سريرها؟
انتابها شعور بالخزى و راحت تتساءل إذا ما شاهد لوكا تلك الدموع التى كانت تخنقها حين استيقظت.
اندفعت إلى المطبخ فأبعدت الستائر لتسمح لنور الشمس بالدخول إلى الغرفة. بدت الحديقة المحيطة بالمكان متألقة بالأوراق و الأزهار المختلفة الألوان داخل السياج الى يحجب كل شئ حتى البحر.
أجبرت نفسها على شرب القهوة ثم انصرفت إلى جهاز الكومبيوتر لتعمل على البرنامج الخاص بشجرة أسرتها . و هكذا مر النهار ببطء ممل و سكينة لا يقطعها سوى صوت كلب الناطور و شعورها الدائم بأنها مراقبة.
خلال الليلة التالية كانت احياناً تستيقظ على صوت محركات الهليكوبتر . و قد نبهتها هذه الأصوات مرتين بالتحديد بينما كانت تستلقى بتثاقل على السرير منتبهة بكل حواسها لما يدور حولها.

نهاية الفصل الثامن
قراءة ممتعة


حياة12 26-03-13 04:32 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

زهووووووووووووووووووووورتي الحلوة :dancingmonkeyff8:

نزل فصلين و انا معرفش ابيج اسفوخس اون مي :(
تسلم ايديكي زهورتى الفصلين رووووووووووووووووووووعة رووووووووووووووعة رووووووووووووووووووووعة استمتعت بهم جدااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. ميرسي كتيييييييييييييييييييييييييييير حبيبتى على المجهود الخيالى ده و تعبك فى الكتابة و التنزيل ربنا يخليكي ليا يا احلى زهورتي فى الكون :flowers2:

مش عارفة سؤال لوكا عن اصل الكسا كان مجرد فضول و لا عرف حاجة؟ مش عارفة رد فعله غريبة

الفصلين دول بصراحة احترت معاه مش عارفة اشتمه بضمير كالعادة :lol:
يعني انا عذراه عشان خايف على حياة غاي بس فى نفس الوقت زعلانة جدااا على الكسا اللى شايفة انه خدعها و كان بيتلاعب بها .. شعور مش لطيف ابداا انها اتضحك عليها و انها كانت حمقاء من الدرجة الاولى :peace:

و مع ذلك انا متغاظة منه عشان ثقته فيها صفرررررررر كبيررررر ... يعني بعد كل اللي حصل برضه شايف انها حتبيع قصتهم للصحافة :(

بس اعترف انى اتأثرت باللفتة بتاعة الزهرة القطنية دي :peace:

مستنية الفصل الجاى على ناااااااااااااااااااااااار اشوف حيبرر تصرفاته ازاي و اذا كانت الكسا جتقتنع باسبابه تسامحه و لا متعبرهوش و تمسح بكرامة المتغطرس ده الارض :)

تسلم ايديكى يا احلى زهورتى على الرواية الرااااااااااائعة دي و على المجهود المذهل ده ربنا يعينك يا جميل و ميرسي كتيييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييييييييييييييييير يا احلى زهورتى فى الكون :flowers2:

مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووواه

زهرة منسية 26-03-13 08:31 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3298722)

زهووووووووووووووووووووورتي الحلوة :dancingmonkeyff8:
حيااااااااااااااااااااااااااااااتى الأحلى
نزل فصلين و انا معرفش ابيج اسفوخس اون مي :(
أخس عليك حياتى لا أنا كدة أزعل منك و ليكى منى
بيج بيج بيج بيج كااااااااااااااااااااااااااااااس أون يور بريتى فيس (:

تسلم ايديكي زهورتى الفصلين رووووووووووووووووووووعة رووووووووووووووعة رووووووووووووووووووووعة استمتعت بهم جدااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. ميرسي كتيييييييييييييييييييييييييييير حبيبتى على المجهود الخيالى ده و تعبك فى الكتابة و التنزيل ربنا يخليكي ليا يا احلى زهورتي فى الكون :flowers2:
يسلم عمرك حياتى الأروووووووووووووووووع طلتك الحلوة اللى منورة الرواية و مشاركاتك الحلوة
مش عارفة سؤال لوكا عن اصل الكسا كان مجرد فضول و لا عرف حاجة؟ مش عارفة رد فعله غريبة
هيبان و هتلاقى ردود على أسئلتك فى الفصل اللى جاى
الفصلين دول بصراحة احترت معاه مش عارفة اشتمه بضمير كالعادة :lol:
يعني انا عذراه عشان خايف على حياة غاي بس فى نفس الوقت زعلانة جدااا على الكسا اللى شايفة انه خدعها و كان بيتلاعب بها .. شعور مش لطيف ابداا انها اتضحك عليها و انها كانت حمقاء من الدرجة الاولى :peace:
هههههههه فعلاً أضحك عليها وكانت حمقاء من الدرجة الأولى الممتاز كمان
يسلام على فيس التفهم و الحنان
و مع ذلك انا متغاظة منه عشان ثقته فيها صفرررررررر كبيررررر ... يعني بعد كل اللي حصل برضه شايف انها حتبيع قصتهم للصحافة :(
يعنى واحد أتربى بين أب و أم بيشكوا فى بعضهم و عنده عقدة من الصحافة و المصورين يعمل أيه حياتى
بس اعترف انى اتأثرت باللفتة بتاعة الزهرة القطنية دي :peace:
و أنا كمان
مستنية الفصل الجاى على ناااااااااااااااااااااااار اشوف حيبرر تصرفاته ازاي و اذا كانت الكسا جتقتنع باسبابه تسامحه و لا متعبرهوش و تمسح بكرامة المتغطرس ده الارض :)
لعيونك الحلوة دقائق و ينزل و نشوف مع بعض أيه اللى هيحصل
تسلم ايديكى يا احلى زهورتى على الرواية الرااااااااااائعة دي و على المجهود المذهل ده ربنا يعينك يا جميل و ميرسي كتيييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييييييييييييييييير يا احلى زهورتى فى الكون :flowers2:

مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووواه

تسلميلى حيااااااااااتى بجدد لولا وجودك ما كنت أتحمست للكتابة بسرعة دى يا بنت الرواية نزلة على حسابك أنت بس أنتى كفيتى و وفيتى و نورتينى أنت ور يحااااااااااااااااااااااانتى بطلتكم الحلوة
شكراً حياتى لكلامك الحلو زيك يا قمر و لتشجيعك مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 26-03-13 08:34 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
9 – أذهلتنى عيناك

ما الذى سيحصل الآن؟ خرجت من الغرفة بهدوء و وقفت خلف الباب لئلا يتمكن لوكا من رؤيتها عندما يفتحه. بالأمس و بعد ذهابه كانت قد وضعت كرسياً هناك. لقد سبق لها أن شاهدت على الشاشة أناساً يحملون كرسياً من دون أن يشعروا بالتعب , لكن الكرسى يبدو ثقيلاً كأنه يعاندها, و مع أنها تمرنت على القيام بذلك عدة مرات إلا أنها تشعر بأنها تبدو حمقاء تماماً و هى ترفع الكرسى عالياً فوق رأسها . تباطأت ضربات قلبها حتى كاد يتوقف عن الخفقان كانت تسمع أصوات الهليكوبتر تبتعد باتجاه البحر, فأحست فجأة بارتياح عظيم.
لم تسمع خطوات لوكا و هو قادم كما أنها لم تسمع صوت المزلاج أو القفل. ألا أن تبدلاً لطيفاً فى الجو أنذر حواسها المتيقظة بأنه وصل. انفتح الباب و توقف على مسافة قريبة منها. لكن لوكا ظل واقفاً على العتبة.
أتراه سمع صوت أنفاسها؟ كلا . لأنها لم تكن تتنفس مطلقاً. إذاً؟ ما الذى يجعله حذراً بهذا الشكل....أهو صوت قلبها الذى يتخبط باضطراب فى صدرها؟
كادت الكسا تصرخ حين راح لوكا يضحك قائلاً بخشونة:"كان علىّ أن أحزر"
أضاء النور و قال والتسلية بادية فى نبرته و عينيه :"كرسى؟"
زمجرت الكسا و الغضب يتآكلها :"بدت لى فكرة جيدة"
وضعت الكرسى جانباً و تراجعت من خلف الباب. و راحت تحدق إليه و رأسها مرفوع عالياً إلا أن غضبها و عدوانيتها تحولا إلى قلق فى اللحظة التى رأت فيها الظلال الداكنة تحت عينيه الذهبيتين . بدأ و كأنه لم يذق طعم النوم منذ أن رأته للمرة الأخيرة.
ــ كانت فكرة جيدة, لكنك لست بحاجة للدفاع عن نفسك.
كان صوته يفيض بالتسلية و اكمل بفتور :"لقد انتهى الأمر. أنك الآن حرة الكسا, و آمل أن تسامحينى يوماً ما لأنى احتجزتك بهذا الشكل "
سوف يغادر لوكا البلاد....و يتركها . كادت تقولها مع أن صوتها لم يقل شيئاً . فكرت بتحد:لست آبه لذلك . بينما كان قلبها المتآلم يكذبها.
سألته :"كم الساعة الآن؟"
ــ بعد ساعة يبزغ الفجر . هل تودين العودة إلى منتديات ليلاس منزلك أم إلى أوكلاند؟
قالت بسرعة :"إلى أوكلاند . لكنى أريد قبل ذلك أن أعرف , ما الذى يحصل بحق الله؟"
صمت قليلاً ثم قال:"لا يمكننى أن اخبرك"
ــ هذا يعنى أنك لا تثق بى
ثم أطلقت ضحكة صغيرة ساخرة و أضافت :"لكن ما الجديد فى هذا؟"
إنها لست جيدة كفاية لتنال ثقته . أكد لها صمته ذلك . فأخذت الكسا نفساً قصيراً و قبل أن تتمكن من الكلام قال لوكا بشكل مفاجئ :"أود أن أثق بك , لكنى لا أستطيع ذلك , فالأمر...."
توقف قليلاً ثم أنهى كلامه برباطة جأش باردة كالجليد :"الأمر ليس متعلقاً بك وحدك . تعلمت فى وقت مبكر من حياتى أن الأمير لا يمكنه الوثوق بأحد....حتى بأمه و أبيه و أعز أصدقائه . أريدك أن تصدقينى , فأنا لم أكن لأتصرف كطاغية مستبد لو لم تكن حياة بعض الناس فى خطر"
ــ حياة الناس؟
يبدو أنها رددت الكلمات بصوت مسموع لأنه قال :"نعم , و بالرغم من شعورك بالسخط أطلب منك أن تثقى بى"
رمقته الكسا بنظرة ملؤها الاضطراب :"لِمَ علىّ أن أثق بك؟"
هز لوكا كتفيه قائلاً :"ما من سبب يدفعك لذلك . إلا أن هذه...المسألة لم تنتهى بعد . فهل بإمكانك أن تبقيها فى الخفاء مدة أسبوع على الأقل؟"
انفجرت قائلة :"وهكذا ستسألنى الشرطة لما لم أتقدم بالشكوى على الفور؟"
أجابها بلا مبالاة :"يمكنك أن تفكرى بالأمر إذا أردت"
كان لوكا يراقبها من خلال عينيه الضيقتين ثم قال :"أسبوع فقط الكسا , هذا كل ما أطلبه منك . تقولين إنى لا أثق بك لكنك أنت أيضاً لا تظهرين الثقة"
ترددت :"و إذا رفضت؟"
قال بهدوء :"عندئذٍ عليك أن تبقى هنا من دون احتجاز و إنما كضيفة فى منزلى"
ــ و إذا قلت لك إنى لن أخبر أحداً فهل تثق بى بما يكفى لتدعنى أذهب؟
صمت قليلاً , شعرت الكسا بما يعتمل فى داخله من مقاومة حين قال بهدوء:"نــــعـــــــم"
و بالرغم من شعورها بأن ذلك تهوراً غبياً من قبلها , إلا أنها غمغمت :"حسناً"
ــ شكراً لك.
شدت الكسا أسنانها قائلة بفتور :"حسناً , الوداع"
لم يتحرك لوكا من مكانه:"الوداع الكسا,هل هناك ما يمكننى أن أقوم به...؟"
ــ كلا.
منتديات ليلاس
أطبقت يداه على يديها و سحبها نحوه وعانقها . بدأ عناقه لطيفاً يفيض بالحنان ثم تحول إلى شغف عنيف جعل ركبتاها ترتجفان . انتبهت الكسا إلى أن تصرفه يعنى الوداع فالتصقت به بقوة إلى أن كادت تذوب خجلاً , ثم اندفعت مبتعدة عنه.
تركها تبتعد قائلاً :"أنى آسف"
جاء صوته رزيناً و متحفظاً فمن الواضح أنه لا يشعر بمثل ذلك الشعور المر الذى يجتاحها:"على كل شئ,أرجوأن تكون حياتك سعيدة الكسا. كما أرجو ألا تحملى لى أى ضغينة"
استدار لوكا مغادراً وما هى إلا دقائق حتى سمعت صوت محرك الهليكوبتر يبدأ بالدوران , و هى لا تزال تقف جامدة فى الظلام.
ظل ينظر إليها حتى اللحظة الأخيرة قبل مغادرته.
أحست بالدموع تكاد تتدفق من عينيها و بثقل فى حنجرتها يكاد يخنقها. لكنها إذا بدأت بالبكاء الآن فلن تتوقف من التوقف. فتحت الباب على مصراعيه و عادت تحمل حقيبتها.

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 26-03-13 08:36 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

قالت الكسا بصبر و هى تبحث عن مفاتيحها :"كلا سين , لا أريد تقديم كوب من القهوة لك"
راح رفيقها للسهرة يضحك ممسكاً بمعصمها :"هيا الكسا. لا تكونى مملة"
شعرت الكسا بالسخط مما دفعها إلى نبذ كل لباقة فقالت بحدة:"عمت مساءاً , لا تدع سيارة الأجرة تنتظر"
لكن رفيقها أصر:"لماذا؟ انت تروقين لى و أنا أروق لك....فما هى مشكلتك إذاً؟"
إلا أن طيف شخص آخر لاح أعلى الدرج و بالرغم من أن عينا الكسا اتسعتا لرؤيته إلا أنها عادت و عدلت رد فعلها , فشهران من البؤس و الوحدة لم يكونا كافيين لها لتتخطى شعورها بأن كل رجل طويل و أسمر هو لوكا.
لكن عندما قال القادم الجديد بلهجة مألوفة مهلكة :"أنت هو المشكلة"
كاد قلبها يتوقف عن الخفقان و تجمدت فى مكانها . و إذا بها ترى سين يواجه لوكا قائلاً :"من أنت بحق الجحيم؟"
أجاب لوكا باقتضاب :"لست شخص تهمك معرفته"
و حول نظره من سين إلى الكسا :"هل تريدينه أن يغادر؟"
أجهدت الكسا نفسها لتتمكن من تحريك لسانها بما يكفى لتقول بصوت أجش:"كان سيغادر"
اجاب لوكا بصوت يمكنه أن يثير الارتجاف :"لقد سمعت ما قالته"
تلك النبرة المتسلطة فى صوته و فى وقفته هزتا كيان سين. و بعد أن أصبح على مسافة آمنة قال :"كان عليك أن تخبرينى بأن ثمة رجل فى حياتك الكسا, و ما كنت لأتطفل"
ظلت الكسا تراقبه مشدوهة لا تطيق الانتظار بينما كان سين يتحرك بسرعة للحاق بسيارة الأجرة"
ساد الصمت بينهما إلى أن كسرته الكسا حين قالت بصوت متوتر و فاتر:"شكراً لك"
سألها لوكا بلا مبالاة :"من هو؟"
ردت باقتضاب لأن الكلمات تعثرت على لسانها :"إنه صديق "
كان الارتباك و الأمل يتصارعان فى داخلها فثبتت نظرها على المفتاح فى القفل.
هل يحاول أصدقائك التحرش بك؟
لولا تلك البرودة فى نبرته لساورها الشك فى أن سؤاله يحمل مسحة غيرة. لكن لوكا لم يبد لها كعاشق عاد ليشكو نار حبه . فقالت و قلبها يكاد يهبط من صدرها :"هذا ليس من شأنك , لكن ما دام ذلك قد حصل, كلا إنهم لا يفعلون"
كان لوكا يبدو طويلاً و داكن اللون كأنه ينذر بالشؤم تحت الضوء المتسلل من مصابيح الشارع.
ــ و الآن , ماذا؟
كلمة مضطربة أخرى....سعلت الكسا ثم أردفت :"تجاوز الوقت منتصف الليل"
ــ إن الأمر هام.
كانت ترتجف لكنها دفعت الباب و غمغمت :"من الأفضل أن تدخل"
فى أى حال تركت شقتها ؟ لم تعد تذكر. و أملت الكسا أن تكون شقتها مرتبة.
إنها لست فى حالة سيئة فعلى الأقل هناك باقة من الأزهار ...كانت قد اشترتها بعد ظهر ذلك اليوم لأن كل شئ فى حياتها بدأ رمادياً . و الان ها هو سبب مأساتها و بؤسها الدائم يقف أمامها ينظر إليها بتجرد.
كانت الكسا تحس بوخز فى بشرتها فقالت بصوت مخنوق :"متى جئت إلى أوكلاند؟"
كان لوكا ينظر إليها بعينين شبه محجوبتين و وجه لا ينم عن أى مشاعر:"وصلت مساء أمس فى زيارة خاصة"
رمقته بنظرة متألقة قائلة بجفاء :"لن أخبر أحد بذلك"
هل جاء وحده أم برفقة تلك الأميرة التى تتحدث الصحف عن علاقته بها مؤخراً؟ و هذه المرة بدا الأمر أكثر جدية فقد كا لوكا يمكث فى قصر أسرتها فى فرنسا.
ضاقت عيناه :"أعلم ذلك"
تخطت الكسا رغبة مجنونة راودتها و سألته :"هل اقتنعت أخيراً بأنى ليست من الصحفيين المتطفلين ؟"
جاءت ابتسامته مطمئنة و....مهلكة:"نعم"
اتسعت عيناها و قالت بتأن :"كيف؟"
ــ لم تبيعى أى قصة أو صور و التزمت بوعدك لى بعدم التحدث عما حصل.
كان من الأفضل التزام الصمت , إلا أنها لم تستطيع منع نفسها من القول :"أنا لا أنكث بما أعد به"
و لأن كلامها بدا متزمتاً تابعت تقول :"شكراً لأنك قمت باستبدال آلة تصوير والدى"
هز لوكا كتفيه :"لا داعى لشكرى"
مما يعنى أنه كلف أحد أتباعه بهذه المهمة , رغم أن توقيعه كان على الرسالة القصيرة التى وصلت معها.
ثم أردف:"شبق لك أن شكرتينى فى رسالة رسمية قصيرة"
رسالة لم يجب عليها مما آلمها فسألته بهدوء:"هل أنت من دبر لى فرصة لأعمل مع شركة (ترودى جركن)؟"
كانت الكسا تراقبه عن كثب فلاحظت ارتجافاً خائناً فى أجفانه. و قالت بسرعة:"انا ممتنة لك جداً, لكنك لا تدين لى بأى شئ . عندما قرأت عن اتفاق السلام الذى تم فى سانتا روزا أدركت لما كنت بهذه العدائية معى, لأنى أتجول بجوار منزلك حاملة آلة تصوير"
عندما شاع الخبر و انتشرت المعلومات بأن الاتفاق قد أبرم فى بيت لوكا عند الشاطئ راحت الكسا تلتهم كل ما يقع فى يدها عن هذا الموضوع.
قال لوكا:"كنت فى طريقى لمقابلة ممثلين عن حكومة سانتا روزا فى الليلة التى تعرضت فيها للهجوم"
كانت لهجته متحفظة كتعابير وجهه :"أصرت الحكومة على سرية المحادثات لأن الدولة المجاورة كانت مستعدة لاجتياح أراضيها"
أومأت الكسا . أن لوكا يتعاطف بالتأكيد مع دولة صغيرة مهددة .
و رمقها بنظرة حادة و تابع :"أرادت جماعة سانتا روزا قوة لحفظ السلام قبل أن تتسرب أخبار الاتفاق إلى الصحف"
شبكت الكسا أصابعها معاً بقوة إلى أن أصبحت بيضاء اللون تقريباً :"يمكننى أن أفهم حاجتك إلى السرية على الجزيرة.....كما أفهم لما ظننت أننى من سرب الأخبار لتلك الصحيفة.... التى تبين بالصدفة فيما بعد أن لديها جاسوس فى مكتب كارول , يستمع إلى المكالمات الهاتفية.... لكنى مازالت أعتقد أن احتجازك لىّ كان رد فعل مبالغ فيه"
قال لوكا بحزم:"بدا أمراً ضرورياً فى حينها. أعرف أن السجن سجن مهما كان مريحاً لكنى سأكرر ذلك إذا اضطررت للأمر . آمل أن تدركى كم كنت أشعر بالاستياء لاضطرارى للقيام بذلك"
أحست ان بشرتها تحترق فوق عظام خديها , عندما تذكرت تلك الوردة القطنية فقالت بصوت هادئ :"هخذا لا يهم الآن يبدو أن اتفاق السلام قد نجح و هذا ليلاس لا يقدر بثمن"
تردد قليلاً ثم قال بهدوء :"أجلسى الكسا , هناك ما أود أن أخبرك به"
رمقته الكسا بنظرة متمردة , لكنها اطاعته و جلست واضعة يديها فى حجرها فهى تريد إنهاء الموضوع!
ألقت نظرة على وجهه الصارم المتسم بالجدية و راحت تتساءل أن كان لوكا قد قطع كل تلك المسافة ليعلمها بأنه سوف يتزوج تلك الأميرة . لماذا يزعج نفسه؟ فليس بينهما ما هو مشترك, سوى بعض المناوشات . قالت بتصميم :"تفضل"
قال لوكا بصوت حيادى و خال من العاطفة :"عندما رأيتك للمرة الأولى أذهلتنى عيناك"
لم تكن الكسا تتوقع ما سمعته فرددت بارتياب :"عيناى؟"
بدا التوتر على فمه و قال متشدقاً :"من بين أمور أخرى"
لكنه تجاهل حرارة اللون الذى احتاج بشرتها و تابع قائلاً:"لدى صديق له لون عينيك نفسه . كان لدى أمور أخرى تشغلنى لذلك فكرت بأن الأمر مجرد صدفة. و عندما أخبرتنى أن والدك ينحدر من أصل إيطالى و أنك لا تعرفين من هو جدك بدا لىّ الأمر كأنه لغز"
ــ لماذا؟
جاءت كلمتها خرقاء , فأدركت أنها كانت تحبس أنفاسها.
ــ لأن صديقى ينتمى أيضاً إلى تلك البقعة من العالم.
هرب اللون من بشرة الكسا و لم تعد تقوى على الكلام. راحت تحدق إلى منتديات ليلاس لوكا بنهم منتبهة إلى الطريقة التى يلون بها الضوء بشرته.
منتديات ليلاس
تابع لوكا بهدوء :"بالرغم من انك تحملين الأسم نفسه , فهذا ليس غريباً....لأن أسمى الكسا و نيكول هما أسمان عصريان . لكن عندماى أخبرتنى أنهما أسما والدك , و والده الى عرفته جدتك عندما كانت تدرس فى جامعة فى إيطاليا أثار الأمر اهتمامى . عندما رجعت إلى داسيا بحثت عن كل المعلومات المتعلقة برحلة جدتك إلى إيطاليا"
قالت الكسا بقوة:"لا يحق لك القيام بذلك. كما أنه ليس عليك أن تعوض على لأنك احتجزتنى . كان عليك أن تخبرنى بشكوك و أنا أقرر ما الذى أفعله"
انعقد حاجباه معاً و قال لها :"كان هناك اعتبارات أخرى"
ــ أى اعتبارات ؟
ــ هوية جدك.
احست أنها لم تعد تستطيع التنفس . ابتلعت ريقها و قالت بصوت محبوح :"هل وجدته؟"
وضع لوكا يده النحيلة فى جيب سترته . و أخرج صورة وضعها على الطاولة أمامها :"هل تعرفين هؤلاء الأشخاص؟"
كانت يدا الكسا مثنتتين بإحكام فى حجرها فراحت تنظر إلى صورة الشخصين اللذين يبتسمان لبعضهما البعض فى تلك الصورة الباهتة و قالت بصوت مبحوح :"نعم, فلدى صورة مطابقة لها تماماً"
ــ هل يمكننى ان أراها ؟
مشوشة الذهن بمزيج من الألم و الترقب ركضت إلى غرفتها و أحضرت من خزانتها صورتين .
قالت مشيرة إلى الأقدم بينهما :"هذان هما جداى."
ثم أشارت إلى الصورة الأخرى مضيفة :"و هذان هما والداىّ يمكنك أن ترى الشبه الواضح بين جدى و والدى"
لم يظهر أى تغيير على سيماء وجه لوكا القاسى عندما كان يتفحصهما , إلا أنها وضعهما على الطاولة قائلاً :"نعم, أنهما يشبهان بعضهما إلى حد بعيد"
ــ إذا من يكون جدى؟
قال لوكا :"يبدو ان جدك كان ولى عرش ايليريا حين التقى جدتك.أن فحص الجينات سوف يثبت صحة الأمر , لكن كل المعلومات تدل على ذلك"
ارتخى فكا الكسا و عندما استعادت قدرتها على الكلام قال بتردد :"أتقصد الأمير الذى تزوج بامرأة نيوزيلندية؟ كلا أنه صغير السن!"
كان لوكا يراقبها بتركيز :"لست أعنى الأمير الكس , و إنما والده الأمير نيكولا الذى كان يومها ولياً للعهد. لقد التقى جدتك فى جامعة إيطالية و أحبا بعضهما البعض و حين أنهت دراستها عادت إلى نيوزيلندا و هى حالمل بوالدك . لم يكن بإمكان الأمير نيكولا أن يكتشف الأمر , و أعتقد أنه قدم الدعم لجدتك و ابنها بقدر ما أمكنه ذلك"
قالت الكسا بصوت ضعيف:"يبدو ذلك كالخرافة"
كانت تشد قبضتى يديها لتمنعهما من الارتجاف محاولة تنظيم أفكارها المشوشة :"إنه أمر لا يصدق"
ــ كان لدى جدتك سبباً وجيهاً لتخفى عن ابنها كل المعلومات المتعلقة بوالده. فهى على ما يبدو امرأة حساسة و طيبة.إن الرجل الذى يبدو فى الصورة مع جدتك, هو بالتأكيد والد امير ايليريا الحالى, عندما كان فى الثلاثين من عمره. إذا كانت جدتك قد أدركت أنه لم يكن لديهما أمل بالزواج فى تلك الأيام فإن قرارها كان صائباً.
قالت الكسا كأنها مخدرة :"و لم تشأ أن تحمله عبء طفل غير شرعى. ماذا حصل له عندما تعرضت ايليريا للغزو؟"
ــ بعد أن أمضى تلك السنة فى إيطاليا ذهب إلى الجامعة فى سويسرا ثم إلى انكلترا . تزوج قبل حصول الثورة الشيوعية بوقت قصير ثم راح يعمل سراً كمزارع إلى أن أكتشف أمره. عندئذٍ ضحى بحياته ليفسح لزوجته و ابنه الوقت الكافى للرحيل.
فجأة طفرت الدموع من عينى الكسا و شعرت بالألم من أجل رجل لم تعرفه قط فى حياتها. قال لوكا بهدوء :"نعم, كان جدك بطلاً يحق لك أن تكونى فخورة به"
ابتلعت ريقها :"أنا....لا اعرف ماذا أقول"
ضحك بهدوء :"ربما للمرة الأولى منذ تعارفنا"
راحت الكسا تعض شفتها لتمنعها من الارتجاف :"لِمَ قمت بكل هذا العمل الشاق؟"
ــ بدا لى هذا أقل ما يمكننى أن أقدمه لك بعد معاملتى السيئة . أخبرتنى أنك تشعرين و كأن هناك ثقب فى حياتك . و بالرغم من أنك كنت تضحكين حين كنت تكلمت عن عائلة إيطالية كبيرة , إلا أنك بدوت تواقة إليها.
إن اكتشافه هذا السر من أجل إسعادها يعنى لها أكثر من ان يقوم بتقديم التعويضات لها.
قالت له مخفية ارتباكها وراء كلماتها :"أنا....أشكرك"
رد بلا مبالاة :"لست بحاجة لأن تشكريننى"
و تحولت قسمات وجهه إلى قناع برونزى بارد حين أضاف :"لسوء الحظ بينما كنا نقوم بالبحث تحدث أحد الموظفين عندى إلى أحدهم عن امكانية أن يكون لـ نيكولا أبن آخر , فوصلت هذه المعلومة....."
شعرت الكسا بالأسف من اجل ذلك الموظف المهمل و سألته:"إلى من؟"
انتظر قليلاً و عندما لم يتفوه بكلمة غمغمت :"لا أعتقد أن ذلك مهم . فيبدو لى ان العائلة المالكة فى ايليريا لن تبدى اهتماماً بقريبة مجهولة تعيش فى الجهة الأخرى من العالم"
مع أن هذه الفكرة كانت تدغدغ احلامها...عائلة إيطاليا كبيرة و سعيدة,لكن الأمر مختلف الآن فلديها عم هو أمير.

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 26-03-13 08:39 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

قال لوكا بصرامة:"أنت تظلمين الكس , فهو مهتم جداً للأمر. لقد اتصل بى و عندما علم أننى قد قابلتك طلب منى أن أدبر لقاء بينكما"
رددت الكسا و هى مضطربة لشدة الصدمة:"لقاء بيننا؟"
إذا هذا هو هدف زيارته!
أحست بكتلة كبيرة فى حنجرتها فابتلعت ريقها لتقول بصوت أجش :"لماذا؟"
قال لوكا ببرود :"يريد أن يراك . و قد اقترح أن تلتقيا فى داسيا لأنها مكان محايد, فزوجته الحامل لا تحتمل السفر لمكان بعيد, لكن يمكنها الذهاب إلى داسيا"
الذهاب إلى داسيا, أمل لطالما راودها و لم يمت أبداً و ها هو اليوم يتجدد . لكن لكى تهدئ من روعها قالت :"داسيا ؟ لماذا داسيا؟"
قال بجفاء :"إن وصول امرأة لها مثل عينى كونسيدان و مثل بنيته إلى ايليريا سوف يثير اهتمام الناس. و سوف يجتمع المصورين و المراسلون من أقطار العالم ليتابعوا الحدث"
سألت الكسا بخبث :"أليس هناك حرية صحافة فى داسيا؟"
أطلق لوكا ابتسامة ضيقة و هازئة :"إن أبناء شعبى معتادون على أكثر مما اعتاد شعب ايليريا على الكس. فهم يسمحون لى بحياة خاصة و لا يتدخلون فى شؤونى"
كان رأس الكسا يدور باضطراب لكنها تمكنت من التحرك نحو النافذة لتفتح الستائر و تحدق إلى الحديقة الخلفية. قالت بغموض :"لم أكن...إنه لمن المسلم به أنك تنتمى إلى عائلة مالكة. أما أنا فلم أكن أتوقع أن أجد أصولاً مشابهة فى عائلتى, لا أدرى إن كنت أود أن ألتقى ذلك الرجل المسمى عمى"
قال لوكا ببرود :"هذا القرر يعود لك وحدك"
لباقته الباردة أجفلتها و جعلتها تتصرف بطيش فأدارت رأسها متجاهلة نبضات قلبها المتسارعة لترفع حاجبيها بسخرية :"ما من عملية احتطاف جديدة لوكا؟"
و فجاة ساد التوتر فى المكان . كان عليها أن تدرك أنه من غير المجدى أن تحاول اختراق سيطرته على ذاته.
قال لوكا بجفاء من دون ان يتحرك من مكانه :"لم أشأ أن احتجزك , لكن لم يكن بإمكانى تركك حرة . فلدى قريب مغامر و قد سافر إلى سانتا روزا على متن سفينة محملة بالتجهيزات الطبية فانكشفت هويته و احتجز هناك كرهينة"
ــ لماذا؟
أسدلت الستائر و لستدارت نحوه بينما راحت يداها ترتجفان فجأة:"يبدو انكى صرت أقول لماذا بعد كل كلمة. ماذا حصل؟...هل هو بخير؟"
هز لوكا كتفيه :"نعم, عندما قلت لك إن حياة أشخاص ستكون فى خطر إن لم تلتزمى الصمت كانت حياته إحداها . لقد استخدموا قريبى ليضغطوا علىّ لكى أعمل من أجلهم سراً"
ابتسم ابتسامة قاسية و اضاف :"عندما ذهبت للتفاوض مع الميليشيات المتحاربة"
شعرت الكسا بالرعب فشهقت :"ذهبت إلى سانتا روزا بعد ان غادرت الشاطئ ؟ غامرت بالذهاب أثناء اشتعال الحرب المدنية؟"
قال و هو يراقبها بعينين كهرمانيتين باردتين :"كان ذلك ضرورياً"
ــ كان يمكن أن تقتقل هناك؟
ــ كانوا بحاجة إلى أن يطمئنوا.
و كان الكلمات كانت تنزع منه انتزاعاً , قال :"يمكننى أن أفهم الذين لا يثقون بأحد حتى بقادتهم"
كانت الكسا تحبس انفاسها :"اعرف ذلك"
ــ كان زواج والدىّ صعباً. نشأت أنا أعلم ان امى ليست من داسيا, وأن اهتماماتها تعود إلى مكان آخر . و قد علمنى ذلك ألا أثق بأحد إلا بنفسى.
ذلك الإحساس بالتأرجح و كأنها على حافة الهاوية أخذ يزداد فقالت:"آسفة جداً"
ــ لم يكن أحد منهما يرغب بذلك الزواج . لقد أرغم كلاهما عليه, وعاشت أمى كأنها جاسوسة و رهينة فى الوقت نفسه . إنما كلاهما أحبنى.
قالت الكسا بتردد:"أظن ان حياتهما كانت جحيماً"
منتديات ليلاس
ــ أصبحت أسوأ حين قرر والدى أن على أن أتدرب على واجباتى كحاكم. فحذرنى بوضوح من أن أخبر أمى ما أتعلمه.
كان صوته بارداً أكثر من تلك النار المتجمدة بين رموشه :"و بدأ تدخل الصحافة فى حياتى عند بلوغى الثامنة عشرة من عمرى فصرت و كأننى أعيش فى سيرك منذ ذلك الوقت صرت احتقر كل الصحفيين و المصورين.
الكسا, لم أجرؤ يومها على إخبارك بما يحصل. إن افشاء خبر محادثات السلام كان ليفسد كل العملية و يؤدى إلى موت قريبى"
للمرة الأولى راح لوكا يكشف لها شيئاً من ذاته, و كانت الكسا تقدر كل كلمة يتفوه بها و لو ان تعاطفها آلمها.
تعمدت الابتسام و قالت بمرح :"فى البداية كنت انوى الأنتقام منك. لكن عندما قرأت عن الاتفاق....حسناً , إن بعض ساعات فى الحجز لا تساوى شيئاً أمام مأساة شعب سانتا روزا الذى يعانى منذ وقت طويل . كما أن المكان كان مريحاً"
قال لوكا بحدة كئيبة :"أمى أمضت حياتها محتجزة فى مكان مريح جداً لكن حرمانها من الحرية أودى بحياتها"
قالت الكسا ثانية:"أنا حقاً آسفة"
راحت عيناه القاسيتان تتفحصان وجهها :"نعم. أظن انك كذلك"
ثم تابع مطلقاً ابتسامة ملتوية :"لقد حصل لك منذ زمن بعيد. عندما تأتين إلى داسيا, سأقدم لك فيلا مناسبة لتحصلى مع عمك على خلوة. لن تحتاجى لرؤيتى على الإطلاق"
و كانت كلماته كافية ليجعلها تدرك بوضوح عدم اهتمامه بها.
أحست الكسا بطعنة فى الصميم فقالت:"لا يمكننى الذهاب بهذه البساطة, فلدى عمل"
ــ ألا يمكنك التغيب مدة أسبوع ؟ يمكننى القيام بكل الترتيبات و لن يكلفك الأمر شيئاً.
و اضاف بينما ظهر التوتر على عضلات فكيه :"هذه الرسالة من الكس ربما تقنعك"
و أخرج من جيبه مغلفاً ناولها إياه فأخذته الكسا منه و هى تعض شفتها . فـ لوكا بالتأكيد لا يحاول إقناعها ! فقد ظهرت تلك الحواجز بينهما لتسيطر على المكان.
جاء صوته عميقاً يحمل لهجة تدل على نفاد الصبر حين أمرها :"اقرئيها"
فتحت الكسا المغلف و أخرجت الرسالة لتقرأ ما كتبه أمير ايليريا :
(عزيزتى الكسا مايتون.....زوجتى و انا نود كثيراً أن نراك . لذا طلبت من صديقى لوكا أن يوصل لك هذه الرسالة القصيرة . إذا كان بإمكانك القدوم لرؤيتنا , فأخبريه عن موعد قدومك و أنا سوف أؤمن لك بطاقات السفر . لأسباب جليلة أطلب منك ألا تخبرى أحداً بالأمر, باستثناء من تثقين بهم)
رفعت الكسا بصرها لتنظر فى العينين الجامدتين :"لماذا أنت؟ إنها مسافة بعيدة عن داسيا إلى نيوزيلندا!"
ــ لست بعيدة جداً عن أسيا, حيث كنت فى الأسبوع الماضى. أما بالنسبة لقدومى .... فغلطة منى جعلت جزءاً – ولو يسيراً- من حياتك الخاصة ينشر فى منتديات ليلاس الصحف. بعد أن ناقشنا الأمر قررنا أنك قد تفضلين أن تسمعى الخبر من شخص تعرفينه.
أتراه أخبر أمير ايليريا بما حصل بنهما قرب حوض السباحة ؟ ألقت الكسا نظرة سريعة على وجهه الجميل الشديد الانضباط فاحست بارتجاف فى داخلها جعل الذكريات تتدافع إلى ذهنها . لِمَ تراه يخبره؟ فالأمر بالنسبة إليه ليس سوى تسلية عابرة . و كلما أدركت ذلك بسرعة و تخلت عن أحلامها المثيرة للشفقة, كلما كان لك أفضل لها.
قبل أن تتمكن من الرد قال لوكا:"سأتركك الآن لتفكرى بالأمر . سأغادر إلى سانتا روزا بعد ساعة , لكنى سأتصل بك غداً فى الثامنة صباحاً"
ابتسم لها ابتسامة فيها مزيج من التسلية و السخرية , لكنها خالية من حس الدعابة :"حتى و لو قررت عدم الذهاب إلى داسيا فهذه لن تكون النهاية. الكس رجل ذو تصميم و يريد أن يراك"
بعد ان أغلقت الباب خلفه , أحست الكسا بدوار لرؤية لوكا مرة أخرى. إلا إن الجليد الذى كان ينمو فى داخلها منذ غادرت الجزيرة بات الآنأكثر ثقلاً.
كان موقف لوكا واضحاً . إنه لا يريد أى اتصال بينهما . بدا متعباً , فقسماته القوية بدت أكثر بروزاً و تلك الطاقة التى كانت تتدفق منه بدت أقل توهجاً . لكن من البلاهة أن تهتم لذلك.
أمضت الكسا بداية بقية ليلتها مستلقية فى الظلام لا يغمض لها جفن تستمع إلى ضجيج الشارع. ليست بحاجة لأن تفكر بالأمر....فهى تعرف ما سيكون ردها.
لقد أمضت الشهرين و هى تحاول اخراج لوكا من رأسها, و لم تنجح قوة إرادتها فى حملها على نسيانه . و الآن هاهى الفرصة أمامها فقد تؤدى مواجهة الواقع المؤلم إلى تحقيق هذا الأمر.
يبدو أن أميرته تنتقى جهاز عرسها من باريس و يحتمل أن يكون التعب البادى على وجهه ناتجاً عن الإرهاق بسبب مغامراته العاطفية . بالنسبة لـ الكسا لم يكن لوكا أبداً أميراً بل مجرد رجل. و لابد أن رؤيته على حقيقته ستجبر قلبها المتيم أن يدرك مدى سخافة آماله. و ربما أدى لقاؤها بأسرتها إلى تخفيف ذلك الحزن المقيم و الموجع , وذلك التوق إلى أمر لن يتحقق أبداً , مع رجل لم يحبها يوماً.

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 26-03-13 08:44 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
نهاية الفصل التاسع
قراءة ممتعة للجميع
موعدنا قريباًمع أخر فصلين فى الرواية
منورة سيمفونة بوجودك على صفحات الرواية

حياة12 26-03-13 10:11 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
زهوووووورتي انا جييييييييت تانى :dancingmonkeyff8:

تسلم ايديكي يا احلى زهرة على الفصل الرااااااااااائع ده .. ميرسي كتييييييييييييييييييييير حبيبتى على المجهود الجبار فى الكتابة و التنزيل ربنا يخليكي ليا يا مدلعاني يا قمر :welcome3:

عجبتنى اووووووووى الكسا و هى ماسكة الكرسي ههههههههههههههههههههههههههههههه
كانت حتبقه سابقة من نوعها لو نزلت به فوق دماغه :lol:
يالا بقه مفيش نصيب .. بطلة تانية ان شاء الله :biggrin:

و لما ظهر ادام بيتها اووووووووووووووووووووه كنت لسه حقول قلبى الصغير لا يحتمل بس رده كان فى منتهى البروووووووود يخربيت سيطرتك على انفعالاتك يا أخى :(

وااااااااااااااو كاميرا بديلة و كمان وظيفة .. ايوه يا الكسا ماشية معاكي يا محظوووووووووظة .. اعتقد انه قرأ الرسالة اللى بعتتها له بس مش عارفة ليه مردش يمكن مكنش عايز يعلقها به او عايز يبعد عنها او ممكن مكنش فاضي :peace:

و اخيرا عرفنا مين اللى سرب الاخبار كان توقعك اصح .. هع هع هع و انا اللى كنت بشك فى ديون :biggrin:

اووووووووووووووووه وااااااااااااااااااااااااااااااااو اليكس يبقه عمها؟! :t9L04569:
ياللهوووووووووووووووووووول!!
متوقعتش كده ابدااااااااااااااااااااااااااااااا
يعنى الكسا بقت من الاسرة المالكة يووووووووووووووووووبي :dancingmonkeyff8:
بس معتقدش ابداا ان لوكا دور على اهلها كتعويض يعنى عمال يقولها عينيها و عمها و مش عارفة ايه .. عموما انا مبسوطة منه :)

و بصراحة انا عذرته حياته كانت بشششششششعة بمعنى الكلمة لما حتى يتعلم انه ميثقش حتى فى مامته !! طبيعى انه ميثقش فى الكسا .. بس اخيرااااا وثق فيها و قال لها عن حياته .. فى امل :party0033:

مش عارفة ايه حكاية الاميرة الخنيقة بتاعته دي بس معتقدش ابدا انه بيخطط يتجوزها و لو كان فعلا بيخطط للزواج منها فانا مستعدة اكتب تعليق كامل مفيهوش غير شتايم لفخامته :lol:

تسلمي ليى يا احلى زهورتي فى الكون فرحت جدااااااااااااااا جداااااااااااا لما دخلت و لقيت فصل احلى مفاجأة :hgfhg5456: :hgfhg5456: :hgfhg5456:

ربنا يخليكي لينا يا زهورتي و يسعدك زي ما بتسعدينا يا جميل .. و ميرسي كتييييييييييييييييييييير جداااااااااااااا على الرواية .. متحرمش منك ابداا يا قمر :342:

موووووووووووووووووووووووووووووووووووواه



سيمفونية الحنين 27-03-13 03:05 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...4345435871.gif


تسلمي النور يا قمر منور بوجودك

بصراحة نصدمت لما شفت هلأد نازل فصول

بس بيني وبينك نبسطت كتييييييييييييييير لان بحب اقرأ مرة وحدة

ما بقدر اتحكم بفضولي القاتل .. وبسببو بقرأ وانا مغمضة ومو مستسلم ابدا هههههههه


نعود لرواية ... اوه لقاء سريع يجمعهما من جديد لكن هاد المرة هو يلي سعى لالو

حرام يلي حصل لإلها مو ذنبها ان الخبر تسرب لصحافة ..

المرة الثالثة الصدفة يلي جمعتهم وكمان ما كان واثق فيها مممم بلنظر لظروف حياتو الماضية يلي عاشها

مع والدين لا يثقو ببعضهما ولظروف حياته الحالية امير مسؤل عم حماية شعب وحياة اشخاص

وتعرض للخيانة من قبل انا ما بلومه .. صحيح ان ما ألو حق يحتجزها ويغويها بهطريقة

ويتعمد احراجها لكن الغاية تبرر الوسيلة وهو غايتو شريفة نوعاً ما .. اعجبني تفهمها للموقف

وكمان عوضها بطريقة جميلة وجد عائلتها الحقيقة

كنت متوقع رح تكون اميرة برغم ان فكرت رح تقربلو بإي صورة بس المهم في علاقة تجمعو مع

عائلتها الحقيقة ...

من مصلحتها تلتقي مع عمها لانها وحيدة والاصدقاء ما بغنو عن عيلتها يلي من لحمها ودمها

اما حضرتو كتير متزمت والاخ مرافق اميرة فرنسية مممم لا هيك كتير

لحظة هلا كمان هي اميرة مو هيك بما ان عمها امير وهو عرف انها اميرة

ليه بيضغط على حالو وبعذب نفسو وبعذبها ما يعترف انه بحبها

وكمان بتناسب عائلته ومكانته

اشخاص بحبو يعذبو نفسهم ويعذبونا كمان .... سنفور غضبان

يسلمو اديكي زهرة منسية ترجمتك رائعة ومنتظرين اخر فصلين على نار ونشالله الحق بموعدهم الاصلي ^_^

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...4345435912.gif


زهرة منسية 28-03-13 10:32 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3298930)
زهوووووورتي انا جييييييييت تانى :dancingmonkeyff8:
يا أهلاً و سهلاً بيكى حياااااااااااااااتى

تسلم ايديكي يا احلى زهرة على الفصل الرااااااااااائع ده .. ميرسي كتييييييييييييييييييييير حبيبتى على المجهود الجبار فى الكتابة و التنزيل ربنا يخليكي ليا يا مدلعاني يا قمر :welcome3:
يسلم عمرك حبيبتى العفو يا قمر مشاركاتك بتمحى كل تعب
عجبتنى اووووووووى الكسا و هى ماسكة الكرسي ههههههههههههههههههههههههههههههه
كانت حتبقه سابقة من نوعها لو نزلت به فوق دماغه :lol:
يالا بقه مفيش نصيب .. بطلة تانية ان شاء الله :biggrin:
ههههههههههههههه نفسى أعرف وحدة رقيقة زيك أزاى بتحب العنف بالطريقة دى
و لما ظهر ادام بيتها اووووووووووووووووووووه كنت لسه حقول قلبى الصغير لا يحتمل
بس رده كان فى منتهى البروووووووود يخربيت سيطرتك على انفعالاتك يا أخى :(
ههههههههههه سنكرز لا توقف لحظة
يا ستى أمير بقا و ده تقل الأمراء من حقه
وااااااااااااااو كاميرا بديلة و كمان وظيفة .. ايوه يا الكسا ماشية معاكي يا محظوووووووووظة .. اعتقد انه قرأ الرسالة اللى بعتتها له بس مش عارفة ليه مردش يمكن مكنش عايز يعلقها به او عايز يبعد عنها او ممكن مكنش فاضي :peace:
كان مشغول كتير بأمور شعبه هتعرف دلوقتى فى الفصلين الأخيرين
و اخيرا عرفنا مين اللى سرب الاخبار كان توقعك اصح .. هع هع هع و انا اللى كنت بشك فى ديون :biggrin:
مش قولتك أنك ظلمتى ديون الراجل مثال للأمانة ده الوحيد اللى لوكا بيثق فيه ده إذا كان بيثق
اووووووووووووووووه وااااااااااااااااااااااااااااااااو اليكس يبقه عمها؟! :t9L04569:
ياللهوووووووووووووووووووول!!
متوقعتش كده ابدااااااااااااااااااااااااااااااا

و أنا أخر حاجة كنت ممكن اتوقعها يا بنتى من اول ما قريت ملخص الثلاث روايات قبل ما ابتدى أكتب استغربت مش لاقيه حد قريب أو صديق حتى حد كالمعتاد قلت بس الصلة اللى تربط بينهم أنهم أمراء لكن استغربت جداً لما طلع عمها
يعنى الكسا بقت من الاسرة المالكة يووووووووووووووووووبي :dancingmonkeyff8:
بس معتقدش ابداا ان لوكا دور على اهلها كتعويض يعنى عمال يقولها عينيها و عمها و مش عارفة ايه .. عموما انا مبسوطة منه :)
هو مش يفرق معاه أن كانت أميرة و لا لا بس هو مش بيدور كتعويض لكن يمكن اهتمام
و بصراحة انا عذرته حياته كانت بشششششششعة بمعنى الكلمة لما حتى يتعلم انه ميثقش حتى فى مامته !! طبيعى انه ميثقش فى الكسا .. بس اخيرااااا وثق فيها و قال لها عن حياته .. فى امل :party0033:
أمل كبير
مش عارفة ايه حكاية الاميرة الخنيقة بتاعته دي بس معتقدش ابدا انه بيخطط يتجوزها و لو كان فعلا بيخطط للزواج منها فانا مستعدة اكتب تعليق كامل مفيهوش غير شتايم لفخامته :lol:
هدى نفسك إنشالله ما فيش أى شتائم و هتكونى رضية خالص و انا يخلصنى برضوا أجبلك أميرة تخقك ده أنا أموتهالك قبل ما تظهر و أنا عندى كمان حياتى ده انت حياتى
تسلمي ليى يا احلى زهورتي فى الكون فرحت جدااااااااااااااا جداااااااااااا لما دخلت و لقيت فصل احلى مفاجأة :hgfhg5456: :hgfhg5456: :hgfhg5456:

ربنا يخليكي لينا يا زهورتي و يسعدك زي ما بتسعدينا يا جميل .. و ميرسي كتييييييييييييييييييييير جداااااااااااااا على الرواية .. متحرمش منك ابداا يا قمر :342:

موووووووووووووووووووووووووووووووووووواه


:welcome3: خجلتينى كتير ايسو كل الكلام الحلو ده ليا لا كدة أنا هتغر قوى الله يسلم حياتى متلبعتك من أول السلسلة أسعدتنى كتيرررررررررررررررررررررررررررررررررر نوتى القسم و أتمنى أنك دايمن منورنا حبيبتى يالا أسيبك تستمتعى بنهاية الرواية
موووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 28-03-13 10:50 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيمفونية الحنين (المشاركة 3299227)


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...4345435871.gif


تسلمي النور يا قمر منور بوجودك
اهلاً وسهلاً سيمفونية نورتى الرواية بطلتك حبيبتى
بصراحة نصدمت لما شفت هلأد نازل فصول

بس بيني وبينك نبسطت كتييييييييييييييير لان بحب اقرأ مرة وحدة

ما بقدر اتحكم بفضولي القاتل .. وبسببو بقرأ وانا مغمضة ومو مستسلم ابدا هههههههه
و انا كمان زيك بحب أقر الرواية مرة وحدة بس بقا منتدى ليلاس علمنا الصبر و بلاقى متعة فى الانتظار و توقع أيه اللى جاى

نعود لرواية ... اوه لقاء سريع يجمعهما من جديد لكن هاد المرة هو يلي سعى لالو

حرام يلي حصل لإلها مو ذنبها ان الخبر تسرب لصحافة ..

المرة الثالثة الصدفة يلي جمعتهم وكمان ما كان واثق فيها مممم بلنظر لظروف حياتو الماضية يلي عاشها
بس هو كان فاكر أنها بتلاحقه علشان تنشر عنه أخبار
مع والدين لا يثقو ببعضهما ولظروف حياته الحالية امير مسؤل عم حماية شعب وحياة اشخاص
فعلاً هو معذور جداً صعب قوى لما يكون عايش و بيتربى بين أب و ام ما بيثقوا فى بعض حتى أبوه كان لما يعرفه حاجة عن شئون مملكته ينبه عليه أنه ما يعرف أمه عيشه صعبة قوى
وتعرض للخيانة من قبل انا ما بلومه .. صحيح ان ما ألو حق يحتجزها ويغويها بهطريقة

ويتعمد احراجها لكن الغاية تبرر الوسيلة وهو غايتو شريفة نوعاً ما .. اعجبني تفهمها للموقف
صحيح هو عاملها بطريقة مش حلوة بس هى تفهمت الموقف من غير حتى ما يبرر لها
وكمان عوضها بطريقة جميلة وجد عائلتها الحقيقة

كنت متوقع رح تكون اميرة برغم ان فكرت رح تقربلو بإي صورة بس المهم في علاقة تجمعو مع
أما أنا ما توقعت أبداً أنها ممكن تكون أميرة أو حتى ممكن تعر فمين عيلتها الحقيقية بس كان عجبنى صراحتها و أنها مش خجلانة من عيلتها - جدتها على وجه التحديد-
عائلتها الحقيقة ...

من مصلحتها تلتقي مع عمها لانها وحيدة والاصدقاء ما بغنو عن عيلتها يلي من لحمها ودمها
أكيد بس يمكن تكون خايفة لحسن عمها الأمير ما يتقبلهاش
اما حضرتو كتير متزمت والاخ مرافق اميرة فرنسية مممم لا هيك كتير
شناتوة حرب على الأميرة الفرنسية و هى ما ليها أى ذنب
لحظة هلا كمان هي اميرة مو هيك بما ان عمها امير وهو عرف انها اميرة

ليه بيضغط على حالو وبعذب نفسو وبعذبها ما يعترف انه بحبها

وكمان بتناسب عائلته ومكانته
هو مش فارق معاه

اشخاص بحبو يعذبو نفسهم ويعذبونا كمان .... سنفور غضبان
هههههههه لا تغضبى حبيبتى

يسلمو اديكي زهرة منسية ترجمتك رائعة ومنتظرين اخر فصلين على نار ونشالله الحق بموعدهم الاصلي ^_^

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...4345435912.gif


يسلم عمرك سيمفونية بس أنا مش بترجم حبيبتى لا أنا مجرد بنقل رواية و أكتبها مش أكتر علشان كدة أحنا غير منتدى الروايات المترجمة مش بنرتبط بمواعيد معينة فى تنزيل الفصول
هنا المنتدى بينزل روايات مكتوبة لمحبى متابعة المنتدى عن طريق الموبيل أوتحميل الرواية المكتوبة على الموبيل يعنى أنا مجرد ناقلة للرواية مش أكتر
شرفنى وجودك و اتمنى انك تستمتعى بأخر فصلين

زهرة منسية 28-03-13 10:54 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
10 – فى عرين الأسد

بعد مرور شهر كانت الكسا جالسة فى الطائرة المتوجهة إلى داسيا .
عندما ذهبت لتدفع ثمن بطاقتها اكتشفت أنها مدفوعة سلفاً. و عندما صعدت على متن الطائرة وجدت أن لوكا أو ربما عمها المجهول حجز لها فى الدرج الأولى. أياً كان من قام بذلك فسوف ترد له المبلغ, ولو أدى الأمر إلى إفلاسها.
كانت تشعر بغثيان فى معدتها , هو مزيج من التعب و الحماسة . راحت تحدق عبر النافذة . بدت داسيا من الجو لوحة مرسومة باللونين الأخضر و الأبيض فى وسط ليلاس البحر المتلألئ
ابتلعت الكسا ريقها بصعوبة و حملت حقيبة يدها و سارت خلف بقية الركاب باتجاه باب الخروج . و إذا بصوت يسألها :"آنسة مايتون؟"
منتديات ليلاس
نظرت الكسا إلى المرأة الشابة المبتسمة التى بادرتها بالكلام , و أومأت مؤكدة:"أنا الكسا مايتون"
ــ أنا لوسيا باغانون . جئت لاستقبالك أرجو أن تتفضلى من هنا.
تبعتها الكسا عبر أحد الأبواب إلى ردهة صغيرة خاصة و ما أن وصلت حقائبها حتى انطلقتا عبر باب آخر حيث كانت السيارة بانتظارهما .
و سرعان ما شعرت الكسا بحرارة الشمس القوية و رائحة البحر الممزوجة برائحة وقود الطائرات الحادة.
كان زجاج السيارة المعتم يحميهما من نظرات المارة. غرقت الكسا فى مقعدها إلى الخلف بينما كانت السيارة تنطلق بعيداً المطار.

منتديات ليلاس


زهرة منسية 28-03-13 11:01 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

أصغت إلى محادثتها و هى تشرح لها عن بساتين العنب و حقول الزيتون .
من الواضح أن لوسيا باغنون و التى يبدو أنها قريبة لوكا لم تكن تنتظر منها رداً على حديثها . لكن ما إن ظهرت الكسا إشارة تعجب و مالت فى مقعدها لتحدق فى مبنى عسلى اللون حتى قالت مرافقتها :"هذه كنيسة تعود إلى العهد الرومانى الأول و قد تم بناؤها قبل أكثر من ألف سنة . إنها جميلة, أليس كذلك؟"
قالت الكسا :"لم أر فى حياتى مبنى بهذا القدم"
فقالت لوسيا باغانون :"لدينا هنا العديد من الآثار الرومانية و اليونانية ربما تودين رؤية بعضها"
قالت الكسا بحذر:"عذراً , لكن هل أنت إحدى قريبات....أمير داسيا؟"
بادليتها لوسيا باغاتون بابتسامة حذرة قائلة :"هناك قرابة بعيدة بيننا . انا أعمل لديه كسكرتيرة علاقات عامة فى المناسبات"
انعطفت السيارة فى طريق أقل اتساعاً إلى أن توقفت أمام بوابة حديدية مزخرفة بإتقان . أطلق السائق زمور السيارة فانفتحت البوابة على مدخل يقع بين جدران عالية ذات لون برتقالى مبهج.
قالت محدثتها :"ها هى الفيلا التى فكر لوكا أنك ستحبين الإقامة فيها"
بعد أن أشرفت المرأة على نقل حقائب الكسا إلى غرفة تتسلل إليها أشعة الشمس الغاربة و تطل على البحر استدارت و قالت لـ الكسا :"تمتعى بإقامتك آنسة مايتون. سيقدم العشاء بعد ساعتين و إذا احتجت إلى شئ اطلبيه من كارلوتا مدبرة المنزل . أما إذا أردت القيام بجولة فسيسعدنى مرافقتك, إلى اللقاء"
كانت لوسيا لطيفة جداً. لكن الكسا شعرت بثقل الحواجز بينهما . أهذه سمة مميزة فى الأسرة أو ربما تكون تلك القريبة على علاقة حب بـ لوكا؟
ــ شكراً لك.
قالت الكسا ذلك بابتسامة ما لبثت أن ذبلت و تحولت إلى كآبة بعد خروج محدثتها. جعلها لوكا تفهم بوضوح بأنه لا يريد أن يستأنف أى علاقة بها. إذاً فمن الغباء أن تشعر بأنها مهجورة . قومت كتفيها و نظرت حولها , فتذكرت غرفة نوم آخرى بالقرب من بحر آخر . كلاهما مفروشتان بأناقة إلا أنهما مختلفتان تماماً فهذه الغرفة تحمل بصمة حضارة قديمة بجدرانها السميكة و أثاثها المحفور .
كانت تقاوم شعور سخيفاً بالحرمان . أخذت دوشاً فى الحمام الرخامى التابع لغرفة النوم . عندما عادت إلى الغرفة وجدت ان حقائبها أُفرغت و أن ثيابها رتبت فى خزانة ضخمة تفوح منها رائحة اللافندر و أكليل الجبل .
تلك الروائح المألوفة أعادت الطمأنينة إلى نفسها . استلقت فى السرير مستسلمة للتعب الذى تشعر به متوسلة الهدوء لعقلها بينما كانت الشمس تتسلل من خلال مصراعى النافذة اللذان تحول لونهما إلى نحاسى متوهج.
كان دماغها يرفض بعناد الاستسلام مبحراً من جديد فى دوامة من الشكوك و الآمال الواهية.
ــ آن لك أن تستفيقى!
صرخت بغضب و هى تتحرك باعياء فوق الوسائد . لقد أفهمها لوكا بوضوح شديد بأن كل ما كان بينهما أصبح ميتاً بالنسبة إليه و لا بد أن يصبح كذلك بالنسبة لها أيضاً, لأن التفكير فيه سيكون مضيعة للوقت و الطاقة.
سئمت من حماقتها , فقررت النهوض و اختارت تنورة من القطن الناعم مع قميص بدون أكمام من اللون الأزرق الباهت نفسه . سرحت شعرها و وضعت القليل من أحمر الشفاه قبل أن تنزل الدرج كأنها شخص متسلل ينتهك حرمة الصمت فى هذا المنزل الواسع.
لم تحاول الكسا النظر إلى أى من الغرف الأخرى, بل وجدت نفسها تسير باتجاه الباحة الخلفية للمنزل التى تظللها نباتات زهرية اللون فأحست بغصة ملؤها الحنين إلى الوطن, جعلت الدموع المؤلمة تنهمر من عينيها .
هدأت من روعها و تابعت سيرها نحو نافذة واسعة تطل على بستان ملئ بنباتات تتدلى كشلال رائع. سحرها المنظر و إذا بكل حاسة من حواسها متيقظة تنبض بالحياة.
راحت الكسا تمعن النظر إلى الفناء الملئ بأشجار النخيل الموزعة فى مزهريات ضخمة و إلى البركة المزدانة بنوافير الماء . لاحظت أن أحدهم قد وضع هناك طاولة لشخصين . و فجأة أخذ قلبها يخفق بقوة داخل صدرها و احست أن الحياة عادت إليها من جديد.
ــ عمت مساءً
ترنحت الكسا بارتياح تشوبه السخافة لأنها قررت ارتداء أجمل ثيابها غير الرسمية. قالت و فى صوتها اضطراب :"عمت مساء"
كما أن ابتسامتها المضطربة لم تفارقها . تقدم لوكا باتجاه الباحة و تسمرت نظراته الذهبية على وجهها ثم قال بلهجة رسمية :"أرجو أن يكون كل شئ كما ترغبين"
لقد اصبح الآن كذلك , اقتنعت الكسا بعد مقاومة عنيدة بأنه أياً يكن شعورها نحو لوكا فهو أكثر من رغبة و أكثر من إعجاب....إنه اكثر من ذلك بكثير....
لكنها قاومت هذا الشعور الذى قد يورطها :"إن لم أقل إن كل شئ على ما يرام أكون امرأة صعبة الإرضاء . إن كل شئ رائع. شكراً لك"
و بعد لحظة من التردد سألته :"متى سيحضر.... أمير ايليريا؟"
قال لوكا باقتضاب و بصوت عميق :"بعد غداً. فكرنا أنه من الأفضل أن نترك لك يوماً كاملاً لترتاحى من تعب السفر"
ثم ضاقت عيناه و هو يمعن النظر إلى وجهها :"الا يسرك هذا؟"
منتديات ليلاس
فقالت الكسا :"أجل, أجل , هذا جيد . فهذه هى المرة الأولى التى أطير فيها لأكثر من ست ساعات . لكن لا أظننى أخاف الطيران . و أنت ألا ترهقك الرحلات الطويلة؟"
قال لوكا بهدوء :"عودت نفسى على النوم أثناء السفر . كما أنى أشرب كمية كبيرة من الماء"
فقالت :"هذا يذكرنى بأنى مدينةلك بتكاليف الرحلة"
كشر قائلاً :"هل يمكننا تأجيل القتال حول هذا الموضوع إلى الغد؟ أنها ليلتك الأولى هنا و أريدك أن تتمتعى بها"
اجفلت الكسا و قالت:"لم أكن أنوى القتال؟"
ــ أنسى الأمر إذا
و أمام ترددها تابع لوكا بكسل:"حتى الغد"
وافقت باهمال"حتى الغد"
أدركت الكسا على الفور أنه عندما ينظر إليها بهذه الطريقة تنسى ما يريدها أن تنساه قال و هو يتقدم نحو الطاولة :"أجلسى و أخبرينى كيف كانت الرحلة؟"
فوجئت عندما رأت الطعام الفاخر على الطاولة و تساءلت عن نواياه , محالوة بصعوبة المحافظة على وقارها . لكنها فشلت فقد جعلتها الحماسة تشعر باحساس غائر فى معدتها , يتسلل حتى أطراف أصابعها كتيار كهربائى يتحرك وفق قوانينه الخاصة.
كانت السماء مزدانة بالنجوم و الريح تهمس همساً من خلال أشجار الصنوبر .
راحت الكسا تبحث عن شئ تقوله فسالته عن سانتا روزا . بدأ لوكا يتحدث عن الوضع هناك و هى تقول فى سرها إنه مسرور دون شك لتجنبه أى حديث شخصى. كانت تصغى إليه بانتباه , فخف توترها قليلاً و فكرت بيأس أن بامكانها تمضية الليل بأكمله و هى تناقش و إياه شئون العامة.
حانوقت العشاء فاحضرته مدبرة المنزل البشوشة على عربة , ثم ما لبثت أن أختفت . كانت الكسا تحس بالإثارة فتتلقف بجوع صوت لوكا العميق و ابتسامته الساحرة و تراقب بلهفة وميض الشموع الذى ينعكس على محياه القوى و جماله الرجولى الأخاذ.
بعد فترة استلقت الكسا على السرير الضخم فى غرفتها تستعيد شريط أحاديثهما فى ذهنها , فأحست بالرهبة لكثرة المسئوليات الملقاة على عاتق لوكا متأثرة بقدرته على السيطرة على عالم الأعمال و معجبة بقدرته المطلقة على كتمان السر. فهو لم يخبرها بشئ لم يسبق لها أن قرأته او سمعته عنه فى وسائل الإعلام
بالرغم من حديثه معها فى أوكلاند فهو لا يزال غير واثق بها. و يبدو أنه لم يتمكن بعد من تخطى ما تعرض له منذ الطفولة.
بائسة و تعيسة راحت الكسا تضرب بقبضتها على الوسادة ثم دفنت وجهها المحموم فيها.
لكن لوكا لا يزال يرغب فيها فهو لا يستطيع إخفاء تلك الإشارات الجسدية الصغيرة التى تنم عن مشاعره....كتلك التوترات السريعة فى إحدى عضلات فكه , و ذلك الاتساع فى بؤبؤى عينيه الذى يحولهما إلى جوهرتين ملتمعتين عندما تنظران غليها.
ضغطت بيدها على قلبها الذى تسارعت دقاته و أمرته بصرامة ان يهدا فمهما تكن حساسة لسحر لوكا الرجولى لا يمكنها الوقوع فى حبه .
و رغم أن ذكريات علاقتهما لا تزال من القوة بحيث ترسل ردات فعل عنيدة فى داخلها , فإنن أى علاقة معه ستكون كالبركان متفجرة , تكاد توقف القلب. فعلى لوكا الا يفقد السيطرة على نفسه أبداً....و عليها أن تدرك أن ذلك أفضل لها . فهى لن ترضى بالتأكيد أن تكون مجرد عشيقة له.
قالت و كانها تخاطب الغرفة الصامتة :"على أى حال هذا أمر تقليدى"
فلوكا لم يقم بمحاولة واحدة للتقرب منها خلال تلك الأمسية....و تجنب بحذر شديد ان يلمسها, و كان يوجه الحديث ببراعة و بقلب متحجر نحو شئون غير شخصية . و قد يسخر من فكرة جعلها عشيقة له . خاصة و أن لديه تلك الأميرة الكاملة كواجهة ملائمة لمكانته .
أمرت الكسا نفسها :"إذاً , توقفى عن التطلع إلى النجوم و أخلدى إلى النوم"
و ما لبثت أن غلبها النعاس فغطت فى نوم عميق.

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 28-03-13 11:05 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

استيقظت فى الصباح و هى تشعر بالجفاف فى فمها و بصداع خفيف فى رأسها و بتصلب فى عضلاتها فقد اكتشفت أنها لم تتحرك فى سريرها طيلة الليل. تمطت و ترنحت قليلاً و هى تغادر السرير . فتحت النافذة و ابتسمت لرائحة الصنوبر الذكية. منظر الشمس و هى تتهادى فوق البحر.
ارتدت الكسا ثيابها بسرعة و التقطت آلة التصوير وراحت تركض على الردج لتلتقط صوراً رائعة . فهى لن تعود إلى هذا المكان ثانية, و تريد أن تطبع فى قلبها كا لحظة من لحظات إقامتها فيه.
عادت إلى الفيلا بعد ساعة . كانت ثيابها مغطأة بالرمال لكنها شعرت بالسعادة . فقد التقطت صوراً عديدة للبحر و الرمال و المعبد اليونانى الصغير الرائع الجمال المشيد قرب الشاطئ .
و قبل أن تأخذ حماماً سألت مدبرة المنزل إذا كان بإمكانها الاتصال بـ لوسيا باغاتون . و مع ان المرأة المسنة تتكلم الإنكليزية بشكل جيد إلا أنه يبدو أنها أساءت فهم ما قالته الكسا . فبعد ساعة لم تكن قريبة لوكا من حضر إلى الفيلا بل هو نفسه.
ــ أوهـ , أنا لم أقصد....
توقفت الكسا عن متابعة حديثها أمام ابتسامته الرائعة تاركة الكلام يجيش فى دمها . و قالت بمرح:"آسفة.....أردت القيام بجولة , لذا طلبت من كارلوتا الاتصال بـ لوسيا لتتدبر الأمر. لم أقصد أن أعطلك عن واجباتك"
ابتسم لوكا و هو ينظر إلى وجهها المجفل و قال :"ليس لدى أى واجبات حتى ساعة متأخرة "
راح قلبها يرقص من الفرح و قالت زهرة منسية بلهجة متآمرة:"هل تتهرب من واجباتك؟"
ابتسم ليلاس ابتسامة عريضة قائلاً :"أنا لا أمضى كل ساعات النهار فى ممارسة المسؤوليات . أين تودين الذهاب؟"
لاحظت الكسا أنه يرتدى ثياباً غير رسمية و مناسبة للقيام بجولة و بدا لها الأمر و كأنه هدية من السماء فاقترحت بنبرة مفعمة بالأما :"تحدثت قريبتك لوسيا عن آثار عديدة"
ثم تابعت متظاهرة بالرصانة:"أظنها تعتبر تلك الكنيسة الرائعة التى تعود إلى عصر النهضة حديثة بعض الشئ لتستحق الإعجاب . لم أحاول مناقشتها فى الأمر"
فى وقت لاحق من النهار فكرت الكسا حالمة بأن هذا الوضع يناسبها تماماً فقد اصطحبها لوكا لرؤية القناطر الرومانية قبل أن يقودها عبر منتديات ليلاس التلال إلى حيث تناولا الطعام فى الهواء الطلق . كانا يتحدثان و كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن طويل متجاهلين تلك الجاذبية الخفية بينهما, و التى تختبئ وراء كل كلمة و كل نظرة . كما اصطحبها لوكا عبر حقول الزيتون الفضية إلى مغارة كان يأوى إليها السكان الأصليون للجزيرة.
سألت الكسا و هى تنظر إلى الصخرة الضخمة :"إلى متى يعود تاريخها؟"
هز لوكا كتفيه :"ربما إلى ثلاثة آلاف سنة"
قالت و هى تشعر بالروعة :"إنها قديمة جداً"
ــ إنها من أقدم الآثار على هذه الجزيرة
ثم نظر إلى ساعته قائلاً :"من الأفضل ان أعيدك إلى المنزل. فلدى اجتماع بعد نصف ساعة"
لم يكونا قد شاهدا سوى قرية واحدة.... لكن لوكا قادها فى طريق العودة عبر مدينة صاخبة مزدهرة مازالت تعج بالسياح. مالت الكسا إلى الوراء و هما يمران أمام مبنى ضخم يقع قرب المرفأ و قالت:"هذا المبنى يبدو قديماً أيضاً"
قال لوكا باقتضاب :"إنه قصر يعود إلى عصر النهضة"
هالتها ضخامة القصر ز أبهته فقالت يبدو من الحراسة حولهأنه لامكان الذى تعيش فيه"
أجاب ببرودة:"إنه المقر الرسمى . لكنى امضى معظم أوقاتى فى منزل مريح آخر أصغر منه بكثير يقع على بضعة أميال خارج المدينة"
التزمت الكسا الصمت لقد حاولت طيلة النهار أن تنسى أن لوكا هو حاكم هذه البلاد لكن ذلك القصر الكبير الذى يشرف على المدينة جعلها تتذكر بعد المسافة بينهما .
أوصلها لوكا إلى مدخل المنزل و قال :"سأراك فى المساء"
منحته ابتسامة شاحبة قائلة بهدوء :" شكراً لك على هذا النهار الرائع"
صعدت الكسا الدرج ببطء . و بينما كان الوقت يمر بليداً فى غرفة نومها الحارة بعد ظهر ذلك اليوم لم يخطر ببالها مطلقاً ما الذى سيحصل معها . لكن ما أن وصل لوكا ذلك المساء حتى حصل شئ ما فى أعماقها و فهمت . لا يهمها ما قد يحصل فسوف تمضى بقية حياتها فى انتظار لوكا لأنها تحبه . إنها مثل جدتها أحبت رجلاً لن يكون لها أبداً . جدتها حصلت على الأقل على الحب مقابل ححبها و إن كان سريع الزوال لكنها لن تفكر بهذا الأمر الآن.
لم تحاول مطلقاً إخفاء ابتسامتها . نهضت من مكانها و توجهت نحو لوكا كانت تنورتها الطويلة تتراقص كالحلم حول ساقيها .
بادرته قائلة :"مرحباً . كيف كان الاجتماع؟"
منتديات ليلاس
جمد لوكا مكانه و راح ينظر فى عينيها و كانت الكسا تعلم ما يراه فيهما....حرك جفنيه و إنما متأخراً ليخفى بريقاً سريعاً ذهبى اللون فى عينيه . قال لها بتمهل :"كان طويلاً جداً"
احست الكسا بالارتعاش فهمست بصوت متقطع :"نـــــعـــــــم"
تراجع لوكا إلى الخلف و خطر لها أنها محاولة رفض بارعة لكنها مع ذلك تبقى رفضاً.
قبلت بها الكسا و أجبرت نفسها على الابتسام ثم سارت مبتعدة عنه.
نظرت من فوق كتفها لتقول :"سررت جداً لأنك تمكنت من التفرغ من أشغالك اليوم فقد كان يوماً رائعاً"
راح لوكا يرابها بعينين شبه مغمضتين و يتأمل ملامح وجهها و تفاصيل جسمها الرائع . كان شعرها يتطاير حول وجهها و مشيتها الصامتة تثير أحاسيسه بعنف.
قال و هو يتبعها :"انا لا أمضى كل أوقاتى فى اجتماعات رسمية"
رغم أن جسده يضج بجوع شديد لكل ما فيها , إلا أنه سوف يثبت لها هذه المرة أن بإمكانه السيطرة على نفسه من دون مشقة.
رمقته الكسا بنظرة سريعة و هو يسير باتجاهها عبر الباحة , ورأت الصد واضحاً فى وجهه, فتلك الملامح تبرز فيه كقناع ينبئ بالاعتداد بالنفس.
لم تكن بحاجة لتذكر نفسها بقدرة لوكا على ضبط نفسه والتى لا يضاهيه فيه أحد . فعلى الرغم من إحساسه القوى بها إلا أنه لم يظهر أى انهزام.
ظهر حبها الجارف جلياً أمامه فقد باتت تشعر بأن الحب بالنسبة إليها حاجة كحاجتها إلى الهواء .
تابعت الابتسام ثم قالت :"إذن , سيحضر عمى و زوجته غداً. هل سيمكثان هنا؟"
ــ إذا كان هذا سيناسبك.
قالت بصورة آلية :"بالطبع يناسبنى"
ــ اقترح الكسا أن يمكثا ثلاثة أيام
فقالت الكسا بوقاحة:"إنها مدة كافية . فإذا كرهنا بعضنا بإمكاننا التصرف بتهذيب مدة ثلاثة أيام"
....و بعد ذلك تعود إلى ديارها فبطاقة سفرها مفتوحة و يمكنها استخدامها فى أى وقت . قال لوكا بثقة :"لأن تكرها بعضكما البعض"
أملت ان يكون لوكا على صواب , فسألته باندفاع :"كيف هو أمير ايليريا؟ أعنى, أنا أعلم أنه فاحش الثراء و أعرف قصة هروره الرومانسية إلى استراليا . لكن كيف يبدو كأنسان؟"
أجابها على الفور :"إنه شخص رائع"
إن كلمة رائع تبدو مناسبة تماماً لوصف الرجل الذى تفوه بها , مما جعل الكسا تطلق شبه ضحكة لتقول:"كلمة مختصرة لكل سؤال"
فرد لوكا بجفاء :"سوف تحبينه"
ــ أمل ذلك.
راحت تحملق فى الرمال المترامية أمامها و هى سجينة أحاسيسها العاتية التى لا تقاوم و التى كانت تندفع بقوة طيلة ذلك اليوم الساحر فقالت على نحو مفاجئ :"إنه ليلاس مكان جميل"
ــ هل هو بمثل جمال نيوزيلندا؟
اشتمت الكسا فى كلامه رائحة التهكم , لكنها قالت :"لكل مكان جماله الخاص . فهذا المكان يبدو جميلاً جداً من الطائرة . كنت أظن أن الجو هنا جاف و قاس لكننى فوجئت بكثافة الغابات"
قال لوكا بهدوء :"كان أبى يغرس الأشجار"
نظرت الكسا حولها :"هذا المكان بالتحديد , ساحر جداً"
فقال :"كان المكان المفضل عند أمى"
و أنتقل فجأة إلى موضوع آخر :"أعتقد أننا سنتناول الطعام بالقرب من الشاطئ"
سارا جنباً إلى جنب دون ان يلمس أحدهما الآخر عبر الحديقة الممتدة أمام المعبد الصغير و هما يراقبان انسحاب آخر خيوط أشعة الشمس. كانت كارلوتا قد وضعت المائدة بالقرب من الأعمدة لكن عوضاً عن الأوانى الفضية و الكريستال التى وضعتها الليلة الماضية استعملت هذه الليلة الخزف الصينى و الزجاج كما وضعت شمعدانين طويلين يحملان شموعاً مضاءة
قالت الكسا بمرح :"قد يبدو ذلك جهلاً منى. لكن بالمقارنة مع ذلك المعبد الرائع المبنى فوق التلال, يحتاج هذا المبنى إلى الكثير ليبدو أصيلاً مثله "
ابتسم لوكا :"إن نظرتك ثاقبة , فهذا المعبد صورة طبق الأصل لكن تنقص روح المعبد الأصلى . فمنذ مائة و خمسون عاماً قرر أحد أجدادنا الرومانسيين أنه من المناسب بناء معبد لـ إيروس"
نبرة الاستخفاف فى صوته جعلتها تصاب بالقشعريرة فقالت:"إنه مبنى صغير و فاتن"
وراحت تسأله عن تاريخ داسيا , فأخبرها خلاصة ذاك التاريخ الكئيب و الدامى فى أغلب الاحيان . لكن , و بالرغم من أنها وجدته آسراً إلا أنها فضلت استعادة أحاديثهما الحميمة المليئة بالاحاسيس.
فـ لوكا الذى يتكلم الآن هو لوكا الأمير صاحب السطوة , الحازم....و الساحر سيد حياته!
و بالرغم من احترامها لشخصيته هذه و إعجابها بها إلا أنها وقعت فى حب ذلك الرجل الذى كانت تواجهه بشراسة و الذى ترك فى قلبها أثراً لا يمكن لأى رجل آخر أن يمحوه .
تقبليه كما هو , قالت لنفسها بصمت و هى تراقبه من خلال رموشها المسبلة , فأنت واقعة فى حبه و لن تعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً فى حياتك على الإطلاق.


زهرة منسية 28-03-13 11:08 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
11 – مبارزة حـــــــب

كمبارزة, يتهيأ لأخطر مبارزة فى حياته , رفعت الكسا كأس العصير لتخفى تعابير وجهها ثم وضعته دون أن تشرب منه رشفة واحدة.
و كذلك فعل لوكا....أتراه يفكر فيها كغنيمة لهذه الليلة أم كامرأة كان يمكن ان يقع فى حبها لولا التربية الصارمة التى نشأ عليها, مما يجعله يفقد ثقته بالآخرين إلى الأبد؟
اشارت الكسا إلى داخل المعبد و قالت عرضاً:"هل أرى هنا مكبرات صوت؟"
أجاب لوكا بنبرة مشابهة لنبرتها :"هل ترغبين بسماع الموسيقى؟"
قالت ببطء :"أعتقد أنى أود ذلك؟"
ثم أضاف بنبرة مبحوحة رقيقة :"أريد موسيقى جيدة لرقص"
كان ذلك تحدياً مباشراً . قامته المديدة المتناسقة جعلتها تشعر بالقشعريرة على امتداد عمودها الفقرى . كان صوت تنفسها يهسهس بين شفتيها المتباعدتين , بينما كان يسير بخطواته الواسعة بين الأعمدة نحو منتديات ليلاس المدخل المعتم.
أحست بشئ ما فى حركاته يذكرها بصياد قوى مفترس , سيد يبطش بكل ما يقع تحت يديه.
ما هى غلا لحظات حتى انبعث فى الأجواء الدافئة موسيقى جاز المغرية. موسيقى تغرى بالرقص....و الحب...و أصابتها قشعريرة فاستدارت باتجاه حافة الباحة و راحت تنظر إلى عتمة البحر.
ــ الكسا.
استدارت بصمت و عيناها منخفضتان إلا أن لوكا لم يكن ليدعها تتمادى فى موقفها السلبى. و إذا بأصابعه النحيلة تلامس ذقنها بينما راح يتفحص وجهها بدقة.
ظلا صامتين. و التقت عينا الكسا بعينيه القاسيتين بوقار, إلى أن......أخذها بين ذراعيه....بعد ابتسامة ساخرة. بالكاد كانا يتلامسان , ودون ان ينطقا بكلمة راحا يرقصان. كان لوكا يتحرك مع الموسيقى بمهارة , تجتاح كل شئ.
استسلمت الكسا لانفعالاتها العنيفة فاستندت باستسلام إلى كتفه , فيما لف ذراعيه بقوة و وضع خده على رأسها.
سألها لوكا بصوت تتخلله نبرة خشنة :"هل تحبين هذه الموسيقى؟"
فغمغمت:"أنا أعشقها"
منتديات ليلاس
و همس قلبها : أعشق الرقص معك, اعشق كل ما يتعلق بهذه الليلة , أعشقك.
عطر قوى لزهرة مجهولة, وقع أقدامها الخفيفة على البلاط الصخرى و صوت الموسيقى الكئيب و المثير....كل ما حولهما يتكامل مع سعادتها اللا متناهية بالرقص مع لوكا....

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 28-03-13 11:14 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

قال لوكا بصوت خفى:"إذاً لدينا شئ مشترك"
احتفظى بهدوئك, قالت الكسا لنفسها و هى تكافح لتحافظ على حنكتها . و أجابت:"لابد أن يكون بيننا أمور كثيرة مشتركة . لكننا لم نكلف أنفسنا عناء البحث عنها"
ارتفع صدره مطلقاً ضحكة خفيفة :"كنا مشغولين جداً بالتقاتل"
ــ أعداء فى كل لحظة.
ــ هل تعلمين لماذا؟
حاولت الكسا ان تتظاهر بالتسلية , كامرأة متأنقة و مرتاحة :"حسناً أولاً مشكلة آلة التصوير , ثم بعد أقل من يومين حصلت مشكلة الهاتف الخلــ..."
التوى فمه الجميل قائلاً:"قبل ذلك , و تحديداً فى أول لقاء بيننا كان هناك مفرقعات....و أسهم نارية....و داوليب تعذيب....كان الارتباك التام القوى . أولئك اللصوص الحقيرين"
ازداد ضغط ذراعيه حولها قليلاً ليشدها نحوه أكثر إلا أنه عندما تكلم جاء صوته بارداً متأملاً :"ماذا حصل لأولئك اللصوص اللذين حاولوا الاعتداء عليك فى تلك الليلة؟"
أجابته الكسا :"لقد تم القاء القبض عليهما"
أحست كل خلية من خلايا جسمها بنشوة عندما حملها لوكا ليشدها برفق إلى جسمه النحيل , تفادياً لاصطدامها بأحد الأعمدة البيضاء .
غمرتها ذراعاه الملتفتان حولها و حرارة جسمه و عطره الرقيق ....و رجولته التامة....بالدفء.
نظر لوكا إليها فيما قسا وجهه المستبد مظهراً ايتسامة ساخرة:"كنت مزعجة جداً"
ــ كذلك أنت! و متعجرف أيضاً....
فقال معترفاً :"بلغت فى أفعالى, لأنه لم يكن بإمكانى أن أخاطر بتركك حرة"
أومأت الكسا :"أعلم ذلك"
ــ لم يكن يجدر بى أن أعانقك.
كان نسيم البحر المشبع بالملح يدغدغ ذراعيها فشعرت الكسا بالقشعريرة و سألته بتوتر:"إذاً لِمَ فعلت ذلك؟"
منتديات ليلاس
جاءت ابتسامته الهازئة مرتبكة :"لأنى ببساطة لم أتمكن من ضبط مشاعرى. مع أن جزءاً متشائماً من عقلى تساءل إذا ما كنت ستستغلين المسألة تنشريها لاحقاً فى الصحف. لقد سحرتنى هاتان العينان القاطعتان كالألماس و كنت أرغب فيك أكثر من أى شئ آخر"
أخذت موجات من الحرارة تجتاح جسد الكسا من دون وعى, مغرقة كل ما هو عقلانى و منطقى فيها . قال لوكا :"بالرغم من انك كنت تظهرن الغضب , إا أنك تجاوبت معى تماماً"
تجمدت الكسا و رفعت ذقنها نحوه. فتابع كلامه ببرودة :"فى الماضى , اكتشف والدى أن المرأة التى وقعت فى حبها للمرة الأولى , وهى مراسلة لإحدى الصحف . كانت تكبرنى سناً . وكل ما كان يهمها هو أن تجنى مالاً من مغامرتها معى. و عندما قطعت علاقتى بها, قامت ببيع قصتنا لقاء مبلغ ضخم من المال . كنت يافعاً و غبياً لكن هذه التجربة عززت فى نفسى نصيحة والدى بألا أثق بامرأة على الإطلاق"
قالت الكسا:"كان والدك على خطأ"
ــ أعرف ذلك منطقياً , لكننى مازالت أؤمن به عاطفياً.
ولكى تخفى مدى تعاستها قالت بسرعة :"عندما قرأت عن معاهدة السلام غفرت لك كل شئ تقريباً...."
أمسك لوكا بيدها ليبعدها قليلاً عن صدره ضاحكاً:"أيتها النمرة"
و انحنى يعانقها بينما قبضته الضخمة لا تزال ممسكة بيدها.
و مع انه أبدى انفعالاً عاطفياً إلا أن الكسا شعرت بأن قوة إرادته لا تزال تغلق الأبواب دونها. رفعت رموشها عندما رفع رأسه . كان فمه مشدوداً و هو يراقبها بعينين متوهجتين.
حركها مزيج من الغضب و الشوق و الألم , فقررت الكسا أن تُفقد لوكا هذه القدرة الملكية على السيطرة على ذاته.
دنت منه أكثر , فأزالت استجابته اللا إرادية آخر ذرة من التردد لديها
مررت يدها على خده قائلة:"لــــوكـــــا"
و مع أنه حلق ذقنه حديثاً إلا أنها شعرت بوخزة خفيفة تحت لمسة أصابعها . قال لوكا بصوت أجش :"الــــكـــســــا"
ظل متماسكاً و سألها :"ماذا تريدين؟"
نظرت إليع بعينين ضيقتين و قالت:"ألا يمكنك أن تحرز؟"
اتسعت عيناها حين رأت تلك المشاعر البائسة تتآكله بقوة فأدركت عندئذٍ خطورة اللعبة التى تلعبها .... فأحست بشئ من الخجل لأنها تدفعه لفقدان السيطرة على نفسه.
حاولت الكسا ان تتركه يبتعد . لكن الآوان قد فات , فقد اشتدت ذراعاه حولها و أذعنت له الكسا برقة .

منتديات ليلاســــ


زهرة منسية 28-03-13 11:17 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 

لم يكن لدى الكسا فكرة كم من الوقت مضى عليهما متعانقين لكن خطر لها أنها الوحيدة التى تشعر بالحب .
و أخيراً ابتعد لوكا قائلاً بهدوء:"عندما ذهبت أساساً إلى نيوزيلندا كنت أخطط للزواج بامرأة"
شعور خفى بالخجل تملكها. كلا, إنها تعتقد, كلا....كلا....
لكن عليها المواجهة و سوف تفعل. و عدت نفسها بأن تتصرف بنضج. سألته بصوت أجش :"أمازالت تنوى الزواج بها؟"
ــ كـــــلا
أبعد لوكا خصلات شعرها عن وجهها و نظر إلى عينيها :"حتى بعد أن تقابلنا على الجزيرة كنت أظن أننى أستطيع أن أكون مثل والدى استخدم الناس لمصلحة داسيا"
ثم تابع و هو يكبت غضبه:"لم أكن أثق بهذا الانجذاب العنيف . و فى البداية ظننت أنك إحدى أولئك النساء العصريات اللواتى يقعن فى حب كل رجل يلتقينه. لكن بعد الاستقصاء عنك....."
انتفضت الكسا كالسهم :"ماذا؟"
ــ كان علىّ أن أعرف أى نوع من النساء أنت.
تخلل صوته نبرة غطرسة بينما شدها إليه ثانية:"لقد أسعدنى أن أعرف أنك لست من ذلك النوع من النساء"
قالت بنزق:"أنت"
ــ لأننى أملت أن يكون تأثيرى عليك بقوة تأثيرك علىّ.
ــ كيف تمكنت من معرفة ذلك؟
راح لوكا يضحك ثم أمسك بها بإحكام ليمنعها من الحراك و يبقيها ملتصقة بجسمه القوى.
جاء صوته منخفضاً و خشناً :"قطتى البرية الجميلة, كنت واثقاً من أن تلك المشاعر لاجامحة سوف تختفى ما أن أغادر نيوزيلندا . لكنك علقت فى فكرى و ذاكرتى كثمرة برية شائكة و لذيذة . بعد أسابيع من الشوق إليك فقدت حياتى كل طعم و لون . و اقنعت نفسى بأنى ليست كوالدى قادر على تقسيم حياتى إلى أجزاء . و لحسن الحظ أنى لم أتقدم بطلب زواج من تلك المرأة التى كنت أخطط لزواج بها"
سألته الكسا بقلق:"هل هى تعيسة؟"
ــ كلا, نحن صديقان. لكن زواجنا كان سيتم كإحدى تلك الزيجات المدبرة التى تعرفين عنها!.
بدا لها من المستحيل ألا تقع امرأة فى حب لوكا . سألته :"لِمَ لم تعد بسرعة إذاً إلى نيوزيلندا؟"
توقف برهة و قال بتأن :"لم أكن أعرف ماذا أفعل. فأنا لم أجرب هذا الشعور من قبل"
و خمنت الكسا :"و كان يُغيظك؟"
ردد بدهشة:"يُغيظنى؟"
أومأت بقوة :"لقد أغاظنى أنا أيضاً. كنت حقاً استمتع بحياتى قبل أن تدخلها أنت , و بعد ذلك أدركت بأن الأمور لن تعود مطلقاً كما كانت عليها سابقاً"
قال لوكا و فى صوته نبرة من الضحك:"إننا شخصان غريبان . نعم, كنت
أشعر بالسخك لأنك تستطيعين تحويل حياتى إلى رماد. و عندما أراد الكس أن يقابلك عرضت عليه خدماتى, آملاً أن أتمكن من النظر إليك بحيادية , كأى امراة جميلة أخرى"
حاولت الكسا الإفلات من سيطرته قالت و كأنها تشعر بالشؤم:"أوهـ , و هل تمكنت من ذلك؟"
ضحك لوكا برقة و أحكم شد ذراعيه حولها وراح يعانقها بإغراء عذب . ثم قال :"عندما رأيتك ثانية علمت أنك المرأة التى سأظل أحبها إلى آخر يوم من حياتى"
سألته الكسا و هى تكاد تنفجر من الغبطى :"لماذا لم تقل شيئاً يومها؟"
كنت متأكداً من أنى جعلتك تحتقريننى إلى درجة يصعب على معها اقناعك بحبى ....و ظننت أن ما حصل خمد بالسرعة نفسها التى ظهر فيها .
ارتعشت الكسا . و قبل أن تتمكن من الرد قال بخشونة :"هذا الحب الكبير الذى تمنحنه لى رائع . لكنه غير كافٍ لذا أخبرتك أن أميرة ايليريا لا يمكنها السفر, لكى اقنعك بالمجئ إلى هنا. و عاهدت نفسى على عدم التحرش بك مطلقاً"
قالت الكسا :"أعلم. فقد زرعت حولك إشارات تقول ممنوع الإقتراب "
ضحك لوكا بهدوء :"لكن أنت طبعاً لم تكترثى بكل تلك الإشارات"
تلاشى غضب الكسا بسرعة , و لم تتمالك نفسها من السؤال :"هل أنت نادم؟"
عاقها لوكا قائلاً :"كيف يمكننى أن أندم و كل نظرة من نظراتك تحملنى إلى الفردوس؟"
ثم أضاف :"عندما وافقت على الحضور إلى هنا قررت أن أمنحك الحرية التى حرمتك منها فى نيوزيلندا لذا حاولت أن أبقى متحفظاً"
ثم ضحك بقليل من السخرية :"لم أتمكن من الصمود أكثر من أربع و عشرين ساعة"
و بسرعة تلاشت ابتسامته العريضة أمام رنين ضحكتها و قال بنبرة هادئة تخلو من الإنفعال :"الكسا, حبيبتى و بهجة قلبى . هل تقبلين الزواج بى؟"
ترددت قليلاً ثم قالت :"بالرغم من أننى أنتمى إلى عائلة أمير ايليريا. ألا أنى مجرد امرأة نيوزلندية عادية"
قال لوكا بصوت خطير :"أنا لا أطلب منك الزواج لأنك قريبة الكس كونسيداين . أريد الزواج بك لأنك أنت . إن الثقة أمر متبادل, فلا يمكنك أن تثقى بى كفاية لتدركى بأنك أصبحت كل عالمى ؟ و أنك المرأة التى تسكن قلبى؟ قبل أن ألتقيك كنت أشعر بالوحدة. لكنى كنت معتاداً على وحدتى لدرجة أنى لم ألاحظها . ومنذ التقيتك ملأت قلبى الخالى بحيويتك و اندفاعك وضحكاتك, و إذا لم تتزوجى بى فلن أتزج مطلقاً"
امتلأت عينا الكسا بالدموع :"أنا أصدق كل كلمة تقولها . و أود الزواج بك من كل قلبى"
ــ هل يعنى ذلك أنك تحبينى؟
منتديات ليلاس
غمغمت :"بالطبع أحبك. أظن انى وقعت فى حبك منذ قامت ساندرا تشامب بتلك الرحكة المتملكة الضاربة , قبل مؤتمر المصرفيين!"
قربها لوكا إليه و قال بصوت مرتجف :"كنت آمل أن تحبيننى بما يكفى لتحتملى مساوئ العيش كسمك ذهبية فى وعاء ماء . فليس عدلاً أن أطلب منك الزواج بى من دون ان تكون لديك فكرة عما ينظرك معى"
قال الكسا بنبرة صارمة و متجردة :"هذا لا يهم, فكل ما يهمنى هو أن أكون بقربك"
لكن ذلك لم يكون صحيحاً فقد رصدت عينا لوكا الخبيرتان ما يجول فى منتديات ليلاس فكرها
فسألها:"ما الأمر عزيزتى؟ مهما تكن المشكلة , فبإمكاننا حلها.أقسم لك. إذا كنت تمقتين فكرة العيش و الأضواء مسلطة عليك, يمكننا بسرعة أن تحول إلى زوجين عاديين و مضجرين للصحافة"
شعرت الكسا بالابتهاج لكنها قالت:"ليس الأمر كذلك"
ــ إذاً ماذا هناك؟
سألته بهدوء :"هل تثق بى حقاً؟ أعنى بما يكفى؟ لوكا , انا لا أستطيع العيش فى قلق دائم , فأنا أحبك كثيراً و أريد منك كل شئ"
حبست الكسا أنفاسها لكن لوكا لم يتردد و قال ببساطة :"علىّ أن أثق بنفسى. يبدو أنى كنت أثق بك منذ البداية لكنى لم أدرك ذلك"
توقف قليلاً :"ككنت واثقاً من أنك لم تذهبى إلى الشرطة لتتهمينى باختطافك . و عندما أخبرتك من هو والدك لم أسأل نفسى إذا ما كنت ستستغلين هذه القصة للحصول على المال. لم يخطر لك ببالى مطلقاً . فالثقة إذاً موجودة حبيبتى منذ البداية و ربما علىّ أن أطلب منك المغفرة لأنى شككت بوجودها"
انفرجت أسارير الكسا و قالت أنا مسرورة لسماع ذلك"
قال لوكا برصانة :"لا أعدك ان تكون الحياة معى سهلة . لكنى اعلم فى قلبى و روحى بأن حبى لك أكيد و أعدك ان أهتم بك غاية الأهتمام . لا يمكننى أن أوفر لك حياة هادئة لكن كل مايمكننى أن أعدك به هو أن أحبك بكل ما أملك من قوة و إلى الأبد"
كلماته الصارمة المجردة أقنعتها , فعاهدت الكسا نفسها بأن تجعله سعيداً ستنسيه معاناة طفولته . رفعت رأسها وراحت تنظر فى عينيه و هى تقول و كأنها تقطع على نفسها عهداً :"وأنا أحبك كثيراً و أعدك بأن أحبك دائماً و إلى الأبد و بكل جارحة من جوارحى"
عانقها لوكا ثانية مما جعلها تذوب بين ذراعيه.
بعد مضى وقت غير قصير ,قال لوكا بتكاسل :"يجب أن نأكل شيئاً قبل أن تكتشف كارلوتا بأن الحب أفقد شهيتنا"
فقالت الكسا :"إنها تعلم ذلك و إلا فلماذا حضرت هذا الجو الرومانسى؟"
التمعت ابتسامته كوميض برق فى الظلام و قال بهدوء :"إنك معجزة , لقد عاملتك بسوء و مع ذلك أحببتينى . و الآن تعالى لنتناول الطعام . بعدئذٍ سأعلم الكس كونسيدانين بلباقة بأن لديه عروساً ليقدمها لىّ"
* * *
بعد مضى ثلاث أشهر كان عم الكسا يرافقها إلى المذبح فى تلك الكنيسة الفخمة التى رأتها على الطريق فى يومها الأول فى داسيا.
تراجع الكس كونسدانين أمير ايليريا مبتسماً و القى نظرة سريعة على زوجته التى بدا حملها واضحاً الآن فبادلته الابتسام بشغف.
رفعت الكسا بصرها لتنظر إلى وجه الرجل الذى احبته . كانت متألقة فى ثوب من الحرير يشبه تماماً لون بشرتها و ملتفة بخمار كانت أميرة ايليريا قد وضعته خلال زفافها.
قبل نصف ساعة كانت الكسا تشعر بالهلع , أما الآن و أمام دفء تلك الابتسامة التى تخصها وحدها فقد شعرت بالإطمئنان التام.
حمل لوكا خاتم الزواج الزمردى الرائع و وضعه فى يدها اليمنى فرفعت الكسا يدها اليسرى و وضعت له خاتمه. و سارا باتجاه المذبح ليقطعا على نفسيهما عهداً لبقية حياتهما

زهرة منسية 28-03-13 11:26 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
أسدل الستار على رواية الأمير لوكا و أميرته الكسا و قريباً نلتقى بالجزء الأخير من السلسلة مع رواية الأمير غاى و مغامرته
قراءة ممتعة لـ أحلى صحبة و أطيب ناس
و شكراً لكل من مر على الرواية و ضغط على أيقونة الشكر أو شارك بمشاركة رقيقة
و شكراً حياتى و ريحانتى و سيمفونية على تشجعكم و مشاركاتكم الرقيقة
تسلمولى يا أحلى صحبة و أطيب ناس

سيمفونية الحنين 29-03-13 03:38 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 


يسلموووووووووووو اديكي زهرة منسية

النهاية جميلة جدا

سوري ما كنت بعرف من قبل انها نقل

ومشكووووووووووووووره على تعبك بكتابتها

دمتي بكل الحب والاحترام

حياة12 29-03-13 08:03 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
زهوووووووووووورتي حبيبتي :dancingmonkeyff8:

مليوووووووووووووووووووووووووون مبروووووووووووووووووووووك ختام رائعتك "دمعة تضئ القلب"

http://api.ning.com/files/f8X9nJTv-x...nk_flowers.gif
النهاية روووووووووووووووووووووعة روووووووووووووعة رووووووووووووووووووعة تسلم ايديكى على المجهود الخراااااااااااااااااافي ربنا ربنا يخليكي لنا و يسعدك زي ما بتسعدينا يا قمر انتي :welcome3:


ههههههههههه تحفة الكسا لما قابلت لوسيا و فكرت ان عائلة لوكا كلهم كده :365:

رغم انه كان جنتل كتيييير لما رحب بها بس انا كنت متغاظة من بروده يخربيت برود الامراء يا شيخة .. بس عشان خاطرك و لأن ده الختام فأنا مش حشتمه اي خدمة :peace:

بس اعترف اني حبييييييييييييييت لوكا المتعجرف و هو بيعترف بحبه لها و تأثيرها عليه يجننننننننن :c8T05285:
و الاحلى انه عارف انه لا يطاق :lol: .. فعلا دي معجزة انها حبته :e105:

و اخيرااااااااااا اعترف انه بيثق فيها و وعدها بحب ابدي :iU804754:
مش مصدقة ان ده لوكا!!1 انا اكيد بحلم :YkE04454:

يسلموووووووووووووووو زهورتي ميرسي كتييييييييييييير كتيييييييييييير كتيييييييييييييييييير لاجمل و ارق زهورتي فى الكون على الرواية الرائعة دي و مجهودك الاروع .. ربنا ييسر لك امورك و يعينك حبيبتى
الرواية تحــــــــــــــــفة و اللي محليها اكتر انها منك :)
ربنا يخليكي ليا يا زهورتي و ميحرمنيش منك ابداااااااااااااااااااااا :hR604426:

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...hKXdgQ6twjogbTمووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواهااااااات كتييييييييييييير




soukaina 10-04-13 06:41 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
thank you very much

yasmin kamal 12-05-13 12:06 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
القصة رائعه كعادة قصصك يا عزيزتى و صديقتى
فى الحقيقه انا لو قلت مليون مليون مليون شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا مش هيكفيكى م
ش عارفه اقول ايه لان شكرا مش توفيكى حقك و لكن ماذا افعل ساقول شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

زهرة منسية 12-05-13 03:45 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيمفونية الحنين (المشاركة 3299981)


يسلموووووووووووو اديكي زهرة منسية
يسلم عمرك احلى سيمفونية
النهاية جميلة جدا

سوري ما كنت بعرف من قبل انها نقل
لا داعى لإعتذار حبيبتى أنا بس بنقلها لمحبى الروايات المكتوبة و لتسيهل متابعة الروايات على الجوال
ومشكووووووووووووووره على تعبك بكتابتها

دمتي بكل الحب والاحترام

مشكورة لمتابعتك حبيتى و لكلماتك الرقيقة أسعدنى مرورك كتيررررررررررر

زهرة منسية 12-05-13 03:55 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3300116)
زهوووووووووووورتي حبيبتي :dancingmonkeyff8:
يا أهلااااااااااااااااااااااااااااا وسهلااااااااااااااااااااااااً بحبيبتى المجنونة اتللى دايمن وجدها بيسعدنى و مشاركتها بتمتعنى

مليوووووووووووووووووووووووووون مبروووووووووووووووووووووك ختام رائعتك "دمعة تضئ القلب"
الله يبارك فيكى حياتى

http://api.ning.com/files/f8X9nJTv-x...nk_flowers.gif
النهاية روووووووووووووووووووووعة روووووووووووووعة رووووووووووووووووووعة تسلم ايديكى على المجهود الخراااااااااااااااااافي ربنا ربنا يخليكي لنا و يسعدك زي ما بتسعدينا يا قمر انتي :welcome3:
الله يسعدك أنت دايمن زى ما بتسعدينى بمشاركتك الحلوة


ههههههههههه تحفة الكسا لما قابلت لوسيا و فكرت ان عائلة لوكا كلهم كده :365:

رغم انه كان جنتل كتيييير لما رحب بها بس انا كنت متغاظة من بروده يخربيت برود الامراء يا شيخة .. بس عشان خاطرك و لأن ده الختام فأنا مش حشتمه اي خدمة :peace:
أهـ و حياتك كفاية الفصول اللى فاتت أرحمى الراجل و انت بتودعيه :lol:

بس اعترف اني حبييييييييييييييت لوكا المتعجرف و هو بيعترف بحبه لها و تأثيرها عليه يجننننننننن :c8T05285:
و الاحلى انه عارف انه لا يطاق :lol: .. فعلا دي معجزة انها حبته :e105:
و الله حبيبتى أنتى اللى تجننى

و اخيرااااااااااا اعترف انه بيثق فيها و وعدها بحب ابدي :iU804754:
مش مصدقة ان ده لوكا!!1 انا اكيد بحلم :YkE04454:
والله انت ظلم الراجل دى حنين قوى بس هو اللى كان عايز فرصة علشان يعبر عن مشاعره :lol:
يسلموووووووووووووووو زهورتي ميرسي كتييييييييييييير كتيييييييييييير كتيييييييييييييييييير لاجمل و ارق زهورتي فى الكون على الرواية الرائعة دي و مجهودك الاروع .. ربنا ييسر لك امورك و يعينك حبيبتى
الرواية تحــــــــــــــــفة و اللي محليها اكتر انها منك :)
ربنا يخليكي ليا يا زهورتي و ميحرمنيش منك ابداااااااااااااااااااااا :hR604426:

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...hKXdgQ6twjogbTمووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواهااااااات كتييييييييييييير




مــيــرســــــــــــى كـــتـــــــيـــــــرررررررررررررررررر لمتابعتك حياتى أمتعتينى و أثرتى الرواية بمرورك العط و مشاركاتك الحلوة مثلك يا قمر بالرغم من انك بتكونى قاسية شوية على الأبطال أمانة لتخفى عليهم شوية
ههههههههههههههههههه
شكراً حياتى أيسو كتيررررررررر
موووووووووووووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 12-05-13 04:01 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soukaina (المشاركة 3305832)
thank you very much

العفوووووووووووو سكينة
شاكرة مرورك وأسعدنى أن الرواية عجبتك
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasmin kamal (المشاركة 3319134)
القصة رائعه كعادة قصصك يا عزيزتى و صديقتى
فى الحقيقه انا لو قلت مليون مليون مليون شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا مش هيكفيكى م
ش عارفه اقول ايه لان شكرا مش توفيكى حقك و لكن ماذا افعل ساقول شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا


أنتى الأرووووووووووووووووووع حبيبتى العفو ياسمينتى و الله كلامك بيخجلنى كتيررررررررررررررررررررررررررر
ما فى داعى لأى شكر وجودك فى الرواية بيكفى و يوفى
موووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

Kolwd 14-09-13 08:06 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
شكرا شكرا على الرواية الروعة واتمنى لك التوفيق في جديدك.

ندى ندى 18-09-13 03:53 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اختيار رائع ومجهود اروع

تسلم ايدك حبيبتي ووفقك الله

زهراء الحلوة 31-01-14 09:53 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
ياسلام على هذا الامير كله شهامة ومروءة بالفعل امير :lol:

وردخال 13-09-14 11:50 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
السلام عليييييكم

لست ملاكا 23-11-14 04:45 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
يسلموووووووووووووووووووووووووو ع المجهود الرائع

yassra 01-10-15 05:41 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
:0041::0041::0041::0041:

ظبي الجزيرة 26-02-16 11:30 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
رواية رائعه

نجمتي البعيدة 11-07-16 05:06 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
شُـکْرأّأّأّأّأّ عٌلَيِّ أّلَروٌأّيِّةّ

فرحــــــــــة 28-07-16 03:24 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
غاليتى
زهرة منسية
شكرا لك على هذه الرواية الرائعة
وشكرا على جهدك المبذول فى الانتقاء والترجمة
ولك منى كل الشكر والتقدير
بارك الله فيكى وجعلها فى ميزان حسناتك
دمتى بكل الخير
فيض ودى

نور ضاوي 24-08-16 04:19 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
مشكورة على اللرواية الحلوة

نور ضاوي 24-08-16 04:24 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
مشكورة على اللرواية الحلوة

arajit 15-01-18 09:56 PM

شكراأااااااااال

زهرة الفلامنجو 17-01-18 06:21 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
رواية جميلة جميلة تسلمي عليها منتظرينك في الجزء الاخير

زهرة منسية 17-01-18 01:34 PM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الفلامنجو (المشاركة 3696485)
رواية جميلة جميلة تسلمي عليها منتظرينك في الجزء الاخير


تسلمي زهورة كلك ذوق

الجزء الأخير موجود كامل هنا

http://www.liilas.com/vb3/t186822.html

سلمى ستار 08-12-18 12:59 AM

رد: 293- دمعة تضئ القلب - سلسلة روبين دونالد (الجزء الثانى)
 
لو سمحت هل يوجد رواية للأميرة لوسيا وهانت لقد تم ذكرهم فى الجزء الثالث


الساعة الآن 11:35 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية