رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
بمرح ، وقبلت دعوته وهي تنظر بعينين واسعتين عندما سكب لها كمية كبيرة من الفليفلة الحارة في وعاء . قالت معترضة : " سأقع على الارض من شدة حره . " " هيا ، جربي . سنلتقطك عندما تقعين . " بدا ان نصف الموجودين قد نظروا اليها ليعرفوا رأيها . تذوقت الطعام ،اغمضت عينيها بسرعة ، ثم ابتسمت . بعدها اكلت كل ما في الوعاء مع بعض الخبز الساخن الذي قدمه لها صاحب المقهى . قالت وقد اصطبغ وجهها بلون زهري جميل : " رائع جداً . " دوى تصفيق قوي ، واستدارت لترى كل ما حولها بفرح . ثم صفقت مع صاحب المقهى ... لترى نفسها بين ذراعي زوجة الرجل . قالت المرأة وهي تترك ميرديث الضاحكة : " بيلا ، بيليسيما ! " تمتم ليسنزو : " انها تقول انك جميلة جداً . " تمتمت المرأة بكلام وهي تنظر الى خصلات شعرها الذهبية والحمراء . " النظر الى شعرك يشعرها بالسعادة . " شعرت ميرديث باضطراب من عمق صوته . انحنت المرأة باحترام الى ليسنزو ، الذي كان يراقب بهدوء ردة فعل ميرديث ، وعادت الى المطبخ . اعادت ميرديث اهتمامها الى ما حولها ، ثم قالت بحماس : " احب هذا المكان . " شعرت بأن ليسنزو قد ارتاح الجو السائد وها هو يتكلم مع احد الاشخاص . تابعت بفرح : " انه مليء بالحياة والفرح . فالناس عاطفيون تماماً . كسنين طفولتي . قال بحزن : " انت محظوظة . " وكأن قناع من الحزن غطى وجهها : " افتقد كثيراً لأمي وأبي ... " تلعثمت ولم تعد تستطيع ان تكمل حديثها . احساس بالضيق ظهر على وجه ليسنزو القاسي ، قال بخشونة : " توقفي عن اعترافاتك العاطفية . فالموضوع لا يهمني مطلقاً . " توقفت ميرديث عل الفور عن الافصاح عن عواطفها له واخذت تأكل ببطء احدى " الفطائر " بحزن . كانت محلاة بالمربى والبندق ، حاولت ان تلتقط قطعة اخرى عندما رأت ليسنزو يرفع رأسه عند سماعه صوت كلام طفل . باهتمام لاحقت نظراته . كانت عيناه الغامضتان تحدقان برجل يحمل طفلاً يرتدي ثوب مهرج . حبست انفاسها وهي تراقب النعومة واللطف اللتين ظهرتا على وجه ليسنزو . بفرح ، اخذت تنظر الى الطفل الجميل الذي كان يتكلم بفرح بينما والده المحب يحشوه بفطائر الكرنفال . كانت بحاجة لموضوع ما ليكسر الجليد بينهما . وربما قد حصلت عليه . قالت بنعومة : " حب الوالد أمر مهم جداً . "منتدى ليلاس اضطرب ليسنزو ، وقال مقاطعاً : " هل هو كذلك ؟ لم اعرف والدي يوماً . " قالت وهي تشعر بالأسى : " اه ! " لمست ذراعه مواسية وقابلت عينيه الحائرتين : " اني آسفة . انه لأمر مؤلم . ولقد فكرت دوماً انني انسانة غير محظوظة . لقد توفي والدي عندما كنت في سن المراهقة ، لكنهما احباني كثيراً لذلك اشعر بالامان طوال حياتي . " |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
سألها ببطء : " ألم تشعر والدتك بالاسى لوجودك ؟ فوجود طفل لا بد ان يسبب الكثير من الفشل لحياتها الفنية ؟ " ضحكت ميرديث : " ليس لوقت طويل . فلقد كنت اذهب معها الى كل مكان . وقد استعادت شهرتها بسرعة كبيرة . " " انت تشبهينها ، اليس كذلك ؟ " قالت وهي تفكر : " اجل . عندما علمت انها حامل شعرت بسعادة كبيرة . فلقد كانت قد فقدت الامل بالانجاب ، وقد كانا يائيسين عندما ولدت . " كانت عينا ليسنزو لا تفارق الطفل بجانب والده . قالت بنعومة : " انا احب الاطفال ، لقد كنت اعمل في دار الحضانة قبل ان اتركه للاهتمام بجدتي . لقد كان عملاً رائعاً ، الاهتمام بالاطفال . افهم بما احست أمي عندما علمت انها حامل بعد فترة طويلة . تخيل كم يكون الامر مؤسفاً ، اذا كنت تريد اطفالاً لا تستطيع الحصول عليهم . " سكب ليسنزو المزيد من الماء في كوبه ، ونظر اليها بعينين ثاقبتين . راقبت ميرديث ، اصابعه الطويلة كيف كانت تضغط على الكوب حتى اصبحت بيضاء ولقد ظنت انه سيسحقه الى شظايا . تساءلت ما هي الاسرار المخبأة في رأسه ! شيء ما يزعجه ، شيء له علاقة بالاطفال ... ولقد كانت ترغب بالحاح ان تعرف ما هو . قال بلا مبالاة : " الازواج الذين لا ينجبون يستطيعون ان يحضنوا ايتاماً . " قالت بنعومة موافقة : " آه ، اعلم . وأنا سأفعل ذلك ، ان لم يكن هناك أمل من أن يكون لي عائلة . لكنها ليست تماماً كولد من لحمك ودمك ، اليس كذلك ؟ " تابعت النظر الى الخارج ولم تلاحظ الاضطراب الذي ظهر على وجه ليسنزو . ابتسمت وهي تتابع : " كانت امي سعيدة جداً ، لدرجة انها اخبرت الجمهور الذي كان يحضر حفلة فترة بعد الظهر في الاعياد ! كنها نسيت ان تخبر ابي اولاً ... لقد كان مدير اعمالها ، كما تعلم . " تمتم : " لماذا يجب ان اعلم ؟ " تابعت ، وهي مهتمة بقصتها : " حسناً ، لقد هدم المسرح اذ ركض نحوها كالعاصفة ورفعها عن الارض كالمجنون ! " ضحكت وهي تتابع : "انهمرت دموع كل الحاضرين . " أنها قصة أخبرتها بها أمها بحب وفرح . دائماً وتكراراً ، وفي كل مرة كان وجهها الجميل يطفح بفرح الذكرى . وهذا الفرح ينعكس على وجه ميرديث الان . ابرز ليسنزو اسنانه وهو يقول : " لا اريد ان أصبح مستمعا مرتبطاً بقصة طفولتك . " قالت معتذرة : " اني اسفة . " فلقد احست بالألم من كلامه القاسي . فقصتها سبب له الألم لأنه لم يعش لحظة واحدة من حياتها السعيدة . ترددت قليلاً ، بعدها قررت ان تعترف له : " انني افهم تماماً شعورك . " " اشك في ذلك . "منتدى ليلاس " اعلم ذلك . هل تعرف ، فالآن بعد وفاة جدتي لم يعد لدي أحد ، اشعر بالوحدة والفراغ .اتمنى ... ان يكون لدي عائلة اكثر من اي شيء آخر في العالم . " قال بغضب : " لما لا تتزوجيني . " " لا ، ليس الامر كذلك ... اريد عمات واعمام ، اولاد عم وعدد كبير من الاحفاد والحفيدات ... " |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
قال مقاطعاً : " سنغادر الان . " غير متأثر على الاطلاق بأحلامها السخيفة : " لقد قدمت لك فطوراً . ولن تحصلي على شيء آخر مني . لذا يمكنك الذهاب الى مكتب الاستعلامات في سان ماركو لتحجزي للسفر في الطائرة التالية . فأنت لن تجدي كورزيني بنفسك . " شيء ما جعلها تعض على اسنانها ، فلقد كانت تريد اخباره ان لديها صندوق امانات ، لكنها علمت انه سيضع العراقيل في طريقها . وافقته بهدوء : " قد يكون من المستحيل علّي ذلك . " تابعت وهي تبعد شعرها : " انت تعتقد ان علّي العودة الى بلادي ؟ " تمتم ليسنزو : " اعتقد انه الافضل لك ولكورزيني ان تنسيا بعضكما البعض . " " فهمت الان ... " علمت ميرديث ان عليها ان لا تبدو حذرة جداً لتفهم كل مخططه . فقالت مقترحة : " اعتقد انني استطيع التجول قليلاً قبل الذهاب . " ولأول مرة في حياتها ، لم تستطع ان تتكلم بصراحة ، وتبعت كلامها بوخز ضمير ، لكن هذا الامر مهم جداً : " اين هو البنك الذي تعمل فيه ؟ هل استطيع السير معك اليه وبعدها اجد طريقي بنفسي الى سان ماركو ؟ " قال بخشونة : " اذا كنت تريدين ذلك . " لكن ميرديث لمحت ابتسامة واضحة من النصر على وجهه . قال وهو يضع في يدها بعض الاوراق النقدية : " ادفعي للرجل على صندوق المحاسبة ، هل تفعلين ؟ هذا مال يكفي وهذه الفاتورة . فأنا اريد اتحدث مع احد الاشخاص . " سار نحو مجموعة من الرجال تعمل على قوارب النقل تجلس نحو طاولة دائرية ، بينما ذهبت ميرديث تدفع المال ، وهي تنظر الى كمية المبلغ في الفاتورة ، وبصورة اوتوماتيكية نظرت الى المال الذي اعطاها اياه . تطلعت بغضب ، ثم تحققت من الامر ثانية ، اتسعت عيناها مندهشة . لقد اعطاها خمس مئة باوند اكثر من المطلوب . بالنسبة لصاحب بنك فهو لا يهتم ابدا للمال المطلوب منها . امسك معطفه ووضعه على كتفه . قالت : " ليسنزو ، انظر ! لقد اعطيتني اكثر من المطلوب بكثير ! " بدت عليه خيبة الامل وهو يأخذ ما تبقى من المال : " هذه الاموال لي ؟ انني متعجب من شدة نزاهتك . كان بامكانك الاحتفاظ بالمال بسهولة . " نظرت اليه متسائلة : " لكنه مالك ! " نظر اليها محدقاً للحظات طويلة . فرفعت حاجبيها مستفهمة ، ان قالت شيئا يجعله يتهمها به . قال : " تعالي معي . " تابع بدون اي تعبير في وجهه او صوته : " اني ذاهب باتجاه جسر ربلاتو ، يمكنك العودة بواسطة اكسراتو ، انه قارب بطيء ، يسير في القناة الكبرى . وهو يسير بالاتجاهين ، ويتوقف في اماكن كثيرة وبذلك يمكنك الحصول على رحلة رخيصة في القناة . " قالت بحزن : " امر رائع ، انظر بشوق لذلك . " وعندما وصلت الى البنك ، فكرت ، انها اقتربت من الموضوع الاهم ، وهو صندوق الامانات . احست باضطراب في معدتها . فلقد تعرضت لكل هذه الاهوال لتجد حقيقة عائلتها ، والان اصبحت قريبة جداً من الحصول على الجواب ولم تعد متأكدة ان كانت حقاً تريد ان تعرف ... نهاية الفصل الثالث |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
بليييييييييييييييييييييز استعجلي فيها ... بديت فيها وانا مابعرف انها مو كامله
|
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
شكرا على الرواية الجميلة بس ياريت تكمليها منتظرينك
|
الساعة الآن 01:59 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية