منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t185604.html)

اماريج 22-03-13 08:21 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
بمرح ، وقبلت دعوته وهي تنظر بعينين واسعتين عندما سكب لها كمية كبيرة من الفليفلة الحارة في وعاء .
قالت معترضة :
" سأقع على الارض من شدة حره . "
" هيا ، جربي . سنلتقطك عندما تقعين . "
بدا ان نصف الموجودين قد نظروا اليها ليعرفوا رأيها . تذوقت الطعام ،اغمضت عينيها بسرعة ، ثم ابتسمت . بعدها اكلت كل ما في الوعاء مع بعض الخبز الساخن الذي قدمه لها صاحب المقهى .
قالت وقد اصطبغ وجهها بلون زهري جميل :
" رائع جداً . "
دوى تصفيق قوي ، واستدارت لترى كل ما حولها بفرح . ثم صفقت مع صاحب المقهى ... لترى نفسها بين ذراعي زوجة الرجل . قالت المرأة وهي تترك ميرديث الضاحكة :
" بيلا ، بيليسيما ! "
تمتم ليسنزو :
" انها تقول انك جميلة جداً . "
تمتمت المرأة بكلام وهي تنظر الى خصلات شعرها الذهبية والحمراء .
" النظر الى شعرك يشعرها بالسعادة . "
شعرت ميرديث باضطراب من عمق صوته . انحنت المرأة باحترام الى ليسنزو ، الذي كان يراقب بهدوء ردة فعل ميرديث ، وعادت الى المطبخ .
اعادت ميرديث اهتمامها الى ما حولها ، ثم قالت بحماس :
" احب هذا المكان . "
شعرت بأن ليسنزو قد ارتاح الجو السائد وها هو يتكلم مع احد الاشخاص . تابعت بفرح :
" انه مليء بالحياة والفرح . فالناس عاطفيون تماماً . كسنين طفولتي .
قال بحزن :
" انت محظوظة . "
وكأن قناع من الحزن غطى وجهها :
" افتقد كثيراً لأمي وأبي ... "
تلعثمت ولم تعد تستطيع ان تكمل حديثها . احساس بالضيق ظهر على وجه ليسنزو القاسي ، قال بخشونة :
" توقفي عن اعترافاتك العاطفية . فالموضوع لا يهمني مطلقاً . "
توقفت ميرديث عل الفور عن الافصاح عن عواطفها له واخذت تأكل ببطء احدى " الفطائر " بحزن . كانت محلاة بالمربى والبندق ، حاولت ان تلتقط قطعة اخرى عندما رأت ليسنزو يرفع رأسه عند سماعه صوت كلام طفل . باهتمام لاحقت نظراته . كانت عيناه الغامضتان تحدقان برجل يحمل طفلاً يرتدي ثوب مهرج .
حبست انفاسها وهي تراقب النعومة واللطف اللتين ظهرتا على وجه ليسنزو . بفرح ، اخذت تنظر الى الطفل الجميل الذي كان يتكلم بفرح بينما والده المحب يحشوه بفطائر الكرنفال .
كانت بحاجة لموضوع ما ليكسر الجليد بينهما . وربما قد حصلت عليه . قالت بنعومة :
" حب الوالد أمر مهم جداً . "
منتدى ليلاس
اضطرب ليسنزو ، وقال مقاطعاً : " هل هو كذلك ؟ لم اعرف
والدي يوماً . "
قالت وهي تشعر بالأسى :
" اه ! " لمست ذراعه مواسية
وقابلت عينيه الحائرتين :
" اني آسفة . انه لأمر مؤلم . ولقد فكرت دوماً انني انسانة غير محظوظة . لقد توفي والدي
عندما كنت في سن المراهقة ، لكنهما احباني كثيراً لذلك اشعر
بالامان طوال حياتي . "




اماريج 22-03-13 08:24 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
سألها ببطء :
" ألم تشعر والدتك بالاسى لوجودك ؟ فوجود طفل لا بد ان يسبب الكثير من الفشل لحياتها الفنية ؟ "
ضحكت ميرديث :
" ليس لوقت طويل . فلقد كنت اذهب معها الى كل مكان . وقد استعادت شهرتها بسرعة كبيرة . "
" انت تشبهينها ، اليس كذلك ؟ "
قالت وهي تفكر :
" اجل . عندما علمت انها حامل شعرت بسعادة كبيرة . فلقد كانت قد فقدت الامل بالانجاب ، وقد كانا يائيسين عندما ولدت . "
كانت عينا ليسنزو لا تفارق الطفل بجانب والده . قالت بنعومة :
" انا احب الاطفال ، لقد كنت اعمل في دار الحضانة قبل ان اتركه للاهتمام بجدتي . لقد كان عملاً رائعاً ، الاهتمام بالاطفال . افهم بما احست أمي عندما
علمت انها حامل بعد فترة طويلة . تخيل كم يكون الامر مؤسفاً ، اذا كنت تريد اطفالاً لا تستطيع الحصول عليهم . "
سكب ليسنزو المزيد من الماء في كوبه ، ونظر اليها بعينين ثاقبتين . راقبت ميرديث ، اصابعه الطويلة كيف كانت تضغط على الكوب حتى اصبحت بيضاء ولقد ظنت انه سيسحقه الى شظايا . تساءلت ما هي الاسرار المخبأة في رأسه ! شيء ما يزعجه ، شيء له علاقة بالاطفال ... ولقد كانت ترغب بالحاح
ان تعرف ما هو .
قال بلا مبالاة :
" الازواج الذين لا ينجبون يستطيعون ان يحضنوا ايتاماً . "
قالت بنعومة موافقة :
" آه ، اعلم . وأنا سأفعل ذلك ، ان لم يكن هناك أمل من أن يكون لي عائلة . لكنها ليست تماماً كولد من لحمك ودمك ، اليس كذلك ؟ "
تابعت النظر الى الخارج ولم تلاحظ الاضطراب الذي ظهر على وجه ليسنزو . ابتسمت وهي تتابع :
" كانت امي سعيدة جداً ، لدرجة انها اخبرت الجمهور الذي كان يحضر حفلة فترة بعد الظهر في الاعياد ! كنها نسيت ان تخبر ابي اولاً ... لقد كان مدير اعمالها ، كما تعلم . "
تمتم :
" لماذا يجب ان اعلم ؟ "
تابعت ، وهي مهتمة بقصتها :
" حسناً ، لقد هدم المسرح اذ ركض نحوها كالعاصفة ورفعها عن الارض كالمجنون ! "
ضحكت وهي تتابع :
"انهمرت دموع كل الحاضرين . "
أنها قصة أخبرتها بها أمها بحب وفرح . دائماً وتكراراً ، وفي كل مرة كان وجهها الجميل يطفح بفرح الذكرى . وهذا الفرح ينعكس على وجه ميرديث الان .
ابرز ليسنزو اسنانه وهو يقول :
" لا اريد ان أصبح مستمعا مرتبطاً بقصة طفولتك . "
قالت معتذرة :
" اني اسفة . "
فلقد احست بالألم من كلامه القاسي . فقصتها سبب له الألم لأنه لم يعش لحظة واحدة من حياتها السعيدة . ترددت قليلاً ، بعدها قررت ان تعترف له :
" انني افهم تماماً شعورك . "
" اشك في ذلك . "
منتدى ليلاس
" اعلم ذلك . هل تعرف ، فالآن بعد وفاة جدتي لم يعد لدي أحد ، اشعر بالوحدة والفراغ .اتمنى ... ان يكون لدي عائلة اكثر من اي شيء آخر في العالم . "
قال بغضب :
" لما لا تتزوجيني . "
" لا ، ليس الامر كذلك ... اريد عمات واعمام ، اولاد عم وعدد كبير من الاحفاد والحفيدات ... "




اماريج 22-03-13 09:13 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 

قال مقاطعاً :
" سنغادر الان . "
غير متأثر على الاطلاق بأحلامها السخيفة :
" لقد قدمت لك فطوراً . ولن تحصلي على شيء آخر مني . لذا يمكنك الذهاب الى مكتب الاستعلامات في سان ماركو لتحجزي للسفر في الطائرة التالية . فأنت لن تجدي كورزيني بنفسك . "
شيء ما جعلها تعض على اسنانها ، فلقد كانت تريد اخباره ان لديها صندوق امانات ، لكنها علمت انه سيضع العراقيل في طريقها . وافقته بهدوء :
" قد يكون من المستحيل علّي ذلك . "
تابعت وهي تبعد شعرها :
" انت تعتقد ان علّي العودة الى بلادي ؟ "
تمتم ليسنزو :
" اعتقد انه الافضل لك ولكورزيني ان تنسيا بعضكما البعض . "
" فهمت الان ... "
علمت ميرديث ان عليها ان لا تبدو حذرة جداً لتفهم كل مخططه . فقالت مقترحة :
" اعتقد انني استطيع التجول قليلاً قبل الذهاب . "
ولأول مرة في حياتها ، لم تستطع ان تتكلم بصراحة ، وتبعت كلامها بوخز ضمير ، لكن هذا الامر مهم جداً :
" اين هو البنك الذي تعمل فيه ؟ هل استطيع السير معك اليه وبعدها اجد طريقي بنفسي الى سان ماركو ؟ "
قال بخشونة :
" اذا كنت تريدين ذلك . "
لكن ميرديث لمحت ابتسامة واضحة من النصر على وجهه . قال وهو يضع في يدها بعض الاوراق النقدية :
" ادفعي للرجل على صندوق المحاسبة ، هل تفعلين ؟ هذا مال يكفي وهذه الفاتورة . فأنا اريد اتحدث مع احد الاشخاص . "
سار نحو مجموعة من الرجال تعمل على قوارب النقل تجلس نحو طاولة دائرية ، بينما ذهبت ميرديث تدفع المال ، وهي تنظر الى كمية المبلغ في الفاتورة ، وبصورة اوتوماتيكية نظرت الى المال الذي اعطاها اياه . تطلعت بغضب ، ثم تحققت من الامر ثانية ، اتسعت عيناها مندهشة . لقد اعطاها خمس مئة باوند اكثر من المطلوب . بالنسبة لصاحب بنك فهو لا يهتم ابدا للمال المطلوب منها . امسك معطفه ووضعه على كتفه .
قالت :
" ليسنزو ، انظر ! لقد اعطيتني اكثر من المطلوب بكثير ! "
بدت عليه خيبة الامل وهو يأخذ ما تبقى من المال :
" هذه الاموال لي ؟ انني متعجب من شدة نزاهتك . كان بامكانك الاحتفاظ بالمال بسهولة . "
نظرت اليه متسائلة :
" لكنه مالك ! "
نظر اليها محدقاً للحظات طويلة . فرفعت حاجبيها مستفهمة ، ان قالت شيئا يجعله يتهمها به .
قال :
" تعالي معي . "
تابع بدون اي تعبير في وجهه او صوته :
" اني ذاهب باتجاه جسر ربلاتو ، يمكنك العودة بواسطة اكسراتو ، انه قارب بطيء ، يسير في القناة الكبرى . وهو يسير بالاتجاهين ، ويتوقف في اماكن كثيرة وبذلك يمكنك الحصول على رحلة رخيصة في القناة . "
قالت بحزن :
" امر رائع ، انظر بشوق لذلك . "
وعندما وصلت الى البنك ، فكرت ، انها اقتربت من الموضوع الاهم ، وهو
صندوق الامانات . احست باضطراب في معدتها . فلقد تعرضت لكل هذه الاهوال لتجد حقيقة عائلتها ، والان اصبحت قريبة جداً من الحصول على الجواب ولم تعد متأكدة ان كانت حقاً تريد ان تعرف ...


نهاية الفصل الثالث



ترانيم قلب 23-03-13 12:33 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
بليييييييييييييييييييييز استعجلي فيها ... بديت فيها وانا مابعرف انها مو كامله

doctor.dodo 23-03-13 04:01 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
شكرا على الرواية الجميلة بس ياريت تكمليها منتظرينك


الساعة الآن 01:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية