رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
رفع ذيل معطفه الطويل وجلس بجانبها ، اجابها : " لقد انهارت جميع الاعمال بسبب رحيل انطونيو . هل ترين ، هذا يعود الى الثقة ، الى كلمة الشرف التي يتعهد بها المرء تجاه عائلته . لم يكن لوغي ابداً بصحة جيدة ، وبذلك بدأت الاعمال تنهار واحدة تلو الاخرى ، خاصة عندما مات . " لفظ الكلمات الاخيرة ولفت وجهه مرارة قوية . سألت ميرديث بهدوء : " ما هي علاقتك بهذه العائلة ؟ انك تكن لهم الكثير من المشاعر ... " قال مقاطعاً وبحدة : " لقد عاملوني بطريقة جيدة . " قالت بروية ، مقررة ان لا تضغط عليه اكثر : " انني اسفة ، اسفة حقاً . " لابد انهم ساعدوه عندما تعرض لأزمة ما . قال : " تعالي الى مكتبي ، سأصنع بعض القهوة . " كانت تلك الغرفة ، مؤهلة ... نظيفة ، جدرانها مغطاة باللوحات القديمة والجميلة . وعلى طاولة قديمة رأت كومبيوتر ، آلة فاكس وآلة تصوير . سألت ميرديث ، وهي تنظر الى احدى اللوحات باهتمام : " من هي هذه المرأة في الصورة ؟ " رفع ليسنزو نظره عن وعاء القهوة بحذر : " انها جدتك . " قالت : " انها شقراء الشعر ، مثلك ! " قال بسخرية : " اجدادك القدماء تركوا الكثير من الوقائع لتأكيد قوتهم . " ضحكت وهي تقول : " اتمنى لو انني استطيع المساعدة بطريقة ما ، انني ارغب في وضع كل ما املك في اصلاح هذه المقاطعة ، لكنني اعلم ان ذك سيبدو كنقطة ماء في محيط . " قال ورائحة القهوة الشهية تصل اليها : " اي عرض غريب . " اجابت بحزن : " سأفعل اي شيء لمساعدة عائلتي . " " اي شيء ؟ " استدارت لمواجهته . كان ينظر الى الاسفل ، لكنها لاحظت توتر اعصابه من ارتجاف يديه واصطكاك اسنانه . سألت برقة : " ما الامر ، ليسنزو ؟ اخبرني . " قال بقسوة : " اتمنى لو انك ترحلين ! قبل ان تتأذي . " همست ، وهي تشعر بالرعب : " ما الذي تخبئه لي ؟ " قال بصوت منخفض : " يمكنني ان اجعلك تعيسة جداً . اعطيك الفرصة كي تهربي . الفرصة الاخيرة . " قال كلامه بكل صدق . وانها كانت تثقل ضميره . قالت وهي تصرخ : " قل بصراحة ، ليسنزو ، دعني افهم كل هذا الغموض الذي يحيط كورزيني ، متى سيأتي الى هنا ؟ " قال بحزن : " سيكون هنا في احتفال العائلة بعد عدة ايام . " " وانا كذلك . " " اجلسي . " اشار الى احد الكراسي المريحة ، فجلست على الوسائد الوثيرة ، تراقبه باهتمام ، وهي ترتجف مما يخفيه عنها . احضر على صينية فضية فناجين من القهوة الصينية الصنع ، وجلس امامها . قالت بيأس : " اكره الغموض . " منتدى ليلاس قال بهدوء : " حافظي على هدوئك . يجب ان تسمحي لي التصرف . هذه الحفلة ... لقد قمت بأعمال شاقة جداً للحصول على بعض الوقت لأمضيه معك . هل تساعدينني ؟ " شعرت بالغضب ، لأنه لا يزال يراوغ . سألت ، وهي تشعر |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
بخيبة أمل لأنه لم يضع ثقته بها بعد : " كيف ؟ " وتابعت لنفسها انه دائماً يدور حول الموضوع . قال : " ساعديني بالتنظيم لهذه الحفلة . " تفاجأت ، لكنها شعرت بالسعادة ، فهو بحاجة اليها ، في النهاية . تابع قائلاً : " لا اتوقع منك ان تفهمي الان ، لكن هذا يعني ك شيء لي ، ميرديث . " تابع بفرح : " سعادتي ستتوقف عليها . سيكون هناك ضيوف من كل مكان ميلانو ، بولونيا ، روما ... ساعديني في تنظيم وترتيب كل شيء ، سيسعد أقاربك عندما يعلمون بتعاونك . " قالت وهي تحاول ان تضحك : " اشعر بالتوتر منذ الان ، من فكرة اللقاء بهم . " " ستكونون جميعاً غرباء ، ن جميع من في الحفل سيضع قناعاً على وجهه . سيكون ذلك في يوم الثلاثاء ، مارتيدا غراسو ، الليلة الاخيرة في الكرنفال ، يمكنك ان تفرحي ، وتبقي على طبيعتك كما وانك ن تعرفي ابداً مع من تتكلمين . " " لغتي ستعرف عني على الفور ... " " سيكون هناك ضيوف كثيرين من انكترا ايضاً . ستكون حفلة رائعة . موسيقى ، طعام ، رقص ... " قالت : " لقد دبرت كل شيء . " اقترب منها ، ليمسك بضفيرة شعرها ويلفها على اصبعه ، قال وهو يهمس : " سنحطم كل العراقيل التي وضعتها ام كورزيني . " تابع واعداً وهو ينظر بحب الى وجهها المشع : " كل الذي سيعرفونه انني اقدم شريكة لي لا تقاوم ، وسيقنعون بك تماماً كما حدث لي . " ساد الصمت بينهما ، فلقد شعرت ميرديث وكأنها تجمدت من مجرد التفكير فيما قاله : " اه ، ليسنزو ، انت لا تعني ... " تمتم ، وهو يجثو امامها ويمسك بيديها بعاطفة : " انني احبك بجنون . انك تحدٍ كبير . لم اقابل يوماً بحياتي فتاة مثلك . فأنت لا تعرفين الانانية وتهتمين للآخرين اكثر مما تهتمين بنفسك . " ابتسم لنفسه : " انك نقية كالذهب ، حتى انك تشعين مثله . لا شيء قادر على افسادك . انك مثالية . " اخذ يقبل اصابع يديها ، واحداً تلو الاخر ، بينما اخذت ميرديث تحدق به بيأس ، فهي تعلم انها تحبه ، احست بألم قوي وهي تفكر بكاترينا : " ارجوك لا ، ماذا عن ... " وضع اصبعه على شفتيها ، وعيناه تحذرانها بأن لا تتابع ما تقوله . سألها بلطف : " انت لا تريدينني ان اتزوج من دون حب ، اليس كذلك ؟ لقد تعارفنا منذ فترة قصيرة جداً ، لكنني اشعر بأنني اعرفك من اي شخص آخر . ه تشعرين بنفسي الشعور نحوي ؟ " تنهدت ميرديث بيأس . وقالت بحزن : " اه ، ليسنزو . " وقف وأخذ يسير بالغرفة ذهاباً واياباً ، نظر اليها ليسأل باهتمام : " هل تساعدينني في تنظيم الحفلة ؟ " أجابت وهي تشعر بالارتباك والغموض : " اذا كنت تريد ذلك ؟ " قال وابتسامة مشعة تلمع على وجهه : " شكراً لك ، ربماعلينا ان نتناول الغداء الان ؟ " قالت متلعثمة : " الغداء ؟ " قال بنعومة : " انت لا تعرفين الكثير عن الرجال ، اليس كذلك ؟ انني احاول ان اسيطر على نفسي . " فكرت بالبقاء بمفردها معه ، وعلمت انها لا تستطيع ، فهي |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
بريئة وتكن له الكثير من العاطفة . قرأ الحقيقة في عينيها ، فتقدم خطوة نحوها . قالت بسرعة : " الغذاء . " توقف ليسنزو على الفور ، وقال : " نعم ، ميرديث . " لكن كان هناك ابتسامة مخيفة على وجهه الغامض ، فشعرت بالحيرة والقلق من مقصده ، فهي تشعر من داخل قلبها انها لا يمكنها مطلقاً الوثوق به . *** قال مقترحاً بعد ان انتهيا من تناول الغذاء : " تعالي واختاري ثوباً يناسبك للحفلة . " بدا الأمر بريئاً وعادياً جداً . لكن عندما فتح باب الغرفة في الطابق العلوي ورأت بنطالاً وروب حريري على احدى الكراسي حتى علمت انها غرفته . قالت مترددة : " يجب ان لا ادخل . " نظر اليها وضحك : " ميرديث ! كل مكان في القصر هو مثل الآخر ، في المطبخ ، على الدرج ، او في غرفتي . " ابتسمت بقلق : " كلامك غير منطقي . " قال بفرح : " على العكس انه منطقي جداً . " امسك بيدها وقادها الى خزانة حديدية كبيرة ليفتح احد الصناديق بداخلها . قالت : " انها رائعة . " وامسكت بأصابعها الرقيقة القماش الناعم بينما كان يمسك بعدة فساتين مميزة لتختار من بينهم القماش الفاخر للتنانير جعلها تتمنى لو تستطيع ان ترتدي كل هذه الفساتين ، وحتى معاطف الرجال المميزة . قال موافقاً : " لا يتم انجاز الثياب بذات الطريقة في هذه الايام . " وهو يرفع بيده ثوباً نادراً من عهد الملكة فيكتوريا . رفعت يدها بسرعة : " هل تقصد ان هذه الثياب هي الاصلية ؟ " وهي تشعر بالخوف من افساد الثياب . قال : " بالطبع ، انظري . " وامسك ثوباً مطرزاً وتابع : " اللون الاخضر مذهل عليكِ . " قالت ، وهي تهز رأسها مترددة : " لا ، لا استطيع . هذه الثياب يجب ان توضع في متحف ، ليسنزو . فبدون العناية الكافية ستتمزق هذه الفساتين الى اشلاء . " " ما رأيك بهذه ؟ لقد صنعت من اجل كرنفلات احدث عهداً . هذا الثوب ، مثلاً . " ابتسمت وهي تنظر الى فستان بلون الزفير الازرق ولديه تنورة واسعة ، بينما قماشه من الدانتيل والحرير المطرز ، كذلك اكمامه الضيقة مطرزة باللؤلؤ والخيوط الفضية وقد طرزت بشكل يناسب الزهور على التنورة . احست وكأنه فستان لسندريلا بدون شك . رفعت القماش الناعم الى خدها ، وهي تغمض عينيها كالحلم . قال بصوت ناعم : " اختيار الفستان لا يكفي . احب ان اراك ترتدينه . " عمت انه من الخطر ان تفعل ذلك ، فقالت : " ربما ... من الافضل ... ان اختار زياً رسمياً اكثر ؟ " سخرت عينا ليسنزو من جبنها . وامسك بالثوب ليقربه منها وقال : " اذا كان هناك ثوب يناسبك ، فها هو . " قالت : " اريد العودة الان الى فينيس . " سار ليسنزو امامها ، فسارت وراءه ببطء ، وصل الى امام الباب الخارجي ، وهناك توقف . ما ان وصلت الى اعلى الدرج حتى قالت : " من الافضل ان نسرع ! " اجاب من دون ان يتحرك من مكانه : " لا يمكننا الذهاب في هذا الطقس . " قالت ، وهي تضع يديها على وسطها : " ماذا ؟ علّي الذهاب لا استطيع البقاء هنا معك . " تمتم بقسوة : " لا اعتقد انني أريد البقاء هنا ايضاً ، لكن لا خيار لدي . انظري تباً ضباب . انه يتكثف ليعزل الجزيرة عزلاً مطلقاً . " شعرت بالخوف من كلامه ، وقالت : " لابد انه ليس سيئاً بجانب القارب . " وتابعت سيرها نحو الممر . قبل ان تسير مسافة اطول ، علمت ان الضباب قوي جداً . حتى انه يخفي كل شيء . حدقت بيأس وخوف في الفراغ امامها وصرخت وهي تشعر بالتهديد من الوقوع اذا تابعت تقدمها : " ليسنزو . " قال بحدة : " اهدئي . انني هنا انت ترين كم ان الضباب كثيف ، اليس كذلك ؟ " سألت بمرارة : " هذا أمر مخيف . هل لديك اين نوع من الاتصال معرفة الطقس ؟ " قال : " من المفترض ان تكوني آنسة الاشراق الدائم . فبددي هذا الضباب . " استدار ليعود الى القصر ، فسارت وراءه ، وهي لا تريد ان تبقى بمفردها حيث ان الطيور قد اختفت ايضاً من الضباب . سألت : " انت غاضب ؟ " منتدى ليلاس تنهد قائلاً : " لا . نعم . اه ، ليس منك . انني غاضب من نفسي ، ومن الضباب ومن كل عائلة كورزيني . الواجب والعمل ! فقط لمرة واحدة احب ان اقوم بما اريده وبما اختاره . " اغلق الباب وراءهما بقوة ، ثم التفت اليها بوجه يلمع من الغضب : " والان ... ماذا سنفعل ؟ " نهاية السابع |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
مشكووووووره اماريج واحنا بالانتظار
|
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
يسلم ايديكى أماريجو بارك الله فيكى
إختيار رائع بس عندى احساس ان لسينزو هو ابن عمها |
الساعة الآن 06:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية