منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t185604.html)

اماريج 10-04-13 03:03 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
رفع ذيل معطفه الطويل وجلس بجانبها ، اجابها :
" لقد انهارت جميع الاعمال بسبب رحيل انطونيو . هل ترين ، هذا يعود الى الثقة ، الى كلمة الشرف التي يتعهد بها المرء تجاه عائلته . لم يكن لوغي ابداً بصحة جيدة ، وبذلك بدأت الاعمال تنهار واحدة تلو الاخرى ، خاصة عندما مات . "
لفظ الكلمات الاخيرة ولفت وجهه مرارة قوية .
سألت ميرديث بهدوء :
" ما هي علاقتك بهذه العائلة ؟ انك تكن لهم الكثير من المشاعر ... "
قال مقاطعاً وبحدة :
" لقد عاملوني بطريقة جيدة . "
قالت بروية ، مقررة ان لا تضغط عليه اكثر :
" انني اسفة ، اسفة حقاً . "
لابد انهم ساعدوه عندما تعرض لأزمة ما .
قال :
" تعالي الى مكتبي ، سأصنع بعض القهوة . "
كانت تلك الغرفة ، مؤهلة ... نظيفة ، جدرانها مغطاة باللوحات القديمة والجميلة . وعلى طاولة قديمة رأت كومبيوتر ، آلة فاكس وآلة تصوير .
سألت ميرديث ، وهي تنظر الى احدى اللوحات باهتمام :
" من هي هذه المرأة في الصورة ؟ "
رفع ليسنزو نظره عن وعاء القهوة بحذر :
" انها جدتك . "
قالت :
" انها شقراء الشعر ، مثلك ! "
قال بسخرية :
" اجدادك القدماء تركوا الكثير من الوقائع لتأكيد قوتهم . "
ضحكت وهي تقول :
" اتمنى لو انني استطيع المساعدة بطريقة ما ، انني ارغب في وضع كل ما املك في اصلاح هذه المقاطعة ، لكنني اعلم ان ذك سيبدو كنقطة ماء في محيط . "
قال ورائحة القهوة الشهية تصل اليها :
" اي عرض غريب . "
اجابت بحزن : " سأفعل اي شيء لمساعدة عائلتي . "
" اي شيء ؟ "
استدارت لمواجهته . كان ينظر الى الاسفل ، لكنها لاحظت توتر اعصابه من ارتجاف يديه واصطكاك اسنانه .
سألت برقة :
" ما الامر ، ليسنزو ؟ اخبرني . "
قال بقسوة :
" اتمنى لو انك ترحلين ! قبل ان تتأذي . "
همست ، وهي تشعر بالرعب :
" ما الذي تخبئه لي ؟ "
قال بصوت منخفض :
" يمكنني ان اجعلك تعيسة جداً .
اعطيك الفرصة كي تهربي . الفرصة الاخيرة . "
قال كلامه بكل صدق . وانها كانت تثقل ضميره . قالت وهي تصرخ :
" قل بصراحة ، ليسنزو ، دعني افهم كل هذا الغموض الذي يحيط كورزيني ، متى سيأتي الى هنا ؟ "
قال بحزن :
" سيكون هنا في احتفال العائلة بعد عدة ايام . "
" وانا كذلك . "
" اجلسي . "
اشار الى احد الكراسي المريحة ، فجلست على الوسائد الوثيرة ، تراقبه باهتمام ، وهي ترتجف مما يخفيه عنها .
احضر على صينية فضية فناجين من القهوة الصينية الصنع ، وجلس امامها .
قالت بيأس : " اكره الغموض . "
منتدى ليلاس
قال بهدوء :
" حافظي على هدوئك . يجب ان تسمحي لي التصرف . هذه الحفلة ... لقد قمت بأعمال شاقة جداً للحصول على بعض الوقت لأمضيه معك . هل تساعدينني ؟ "
شعرت بالغضب ، لأنه لا يزال يراوغ . سألت ، وهي تشعر




اماريج 10-04-13 03:06 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
بخيبة أمل لأنه لم يضع ثقته بها بعد :
" كيف ؟ " وتابعت لنفسها انه دائماً يدور حول الموضوع .
قال : " ساعديني بالتنظيم لهذه الحفلة . "
تفاجأت ، لكنها شعرت بالسعادة ، فهو بحاجة اليها ، في النهاية . تابع قائلاً :
" لا اتوقع منك ان تفهمي الان ، لكن هذا يعني ك شيء لي ، ميرديث . "
تابع بفرح :
" سعادتي ستتوقف عليها . سيكون هناك ضيوف من كل مكان ميلانو ، بولونيا ، روما ... ساعديني في تنظيم وترتيب كل شيء ، سيسعد أقاربك عندما يعلمون بتعاونك . "
قالت وهي تحاول ان تضحك :
" اشعر بالتوتر منذ الان ، من فكرة اللقاء بهم . "
" ستكونون جميعاً غرباء ، ن جميع من في الحفل سيضع قناعاً على وجهه . سيكون ذلك في يوم الثلاثاء ، مارتيدا غراسو ، الليلة الاخيرة في الكرنفال ، يمكنك ان تفرحي ، وتبقي على طبيعتك كما وانك ن تعرفي ابداً مع من تتكلمين . "
" لغتي ستعرف عني على الفور ... "
" سيكون هناك ضيوف كثيرين من انكترا ايضاً . ستكون حفلة رائعة . موسيقى ، طعام ، رقص ... "
قالت :
" لقد دبرت كل شيء . "
اقترب منها ، ليمسك بضفيرة شعرها ويلفها على اصبعه ، قال وهو يهمس :
" سنحطم كل العراقيل التي وضعتها ام كورزيني . "
تابع واعداً وهو ينظر بحب الى وجهها المشع :
" كل الذي سيعرفونه انني اقدم شريكة لي لا تقاوم ، وسيقنعون بك تماماً كما حدث لي . "
ساد الصمت بينهما ، فلقد شعرت ميرديث وكأنها تجمدت من مجرد التفكير فيما قاله :
" اه ، ليسنزو ، انت لا تعني ... "
تمتم ، وهو يجثو امامها ويمسك بيديها بعاطفة :
" انني احبك بجنون . انك تحدٍ كبير . لم اقابل يوماً بحياتي فتاة مثلك . فأنت لا تعرفين الانانية وتهتمين للآخرين اكثر مما تهتمين بنفسك . "
ابتسم لنفسه :
" انك نقية كالذهب ، حتى انك تشعين مثله . لا شيء قادر على افسادك . انك مثالية . "
اخذ يقبل اصابع يديها ، واحداً تلو الاخر ، بينما اخذت ميرديث تحدق به بيأس ، فهي تعلم انها تحبه ، احست بألم قوي وهي تفكر بكاترينا :
" ارجوك لا ، ماذا عن ... "
وضع اصبعه على شفتيها ، وعيناه تحذرانها بأن لا تتابع ما تقوله . سألها بلطف :
" انت لا تريدينني ان اتزوج من دون حب ، اليس كذلك ؟ لقد تعارفنا منذ فترة قصيرة جداً ، لكنني اشعر بأنني اعرفك من اي شخص آخر . ه تشعرين
بنفسي الشعور نحوي ؟ "
تنهدت ميرديث بيأس . وقالت بحزن : " اه ، ليسنزو . "
وقف وأخذ يسير بالغرفة ذهاباً واياباً ، نظر اليها ليسأل باهتمام :
" هل تساعدينني في تنظيم الحفلة ؟ "
أجابت وهي تشعر بالارتباك والغموض :
" اذا كنت تريد ذلك ؟ "
قال وابتسامة مشعة تلمع على وجهه :
" شكراً لك ، ربماعلينا ان نتناول الغداء الان ؟ "
قالت متلعثمة : " الغداء ؟ "
قال بنعومة :
" انت لا تعرفين الكثير عن الرجال ، اليس كذلك ؟ انني احاول ان اسيطر على نفسي . "
فكرت بالبقاء بمفردها معه ، وعلمت انها لا تستطيع ، فهي



اماريج 10-04-13 03:11 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 

بريئة وتكن له الكثير من العاطفة . قرأ الحقيقة في عينيها ، فتقدم خطوة نحوها .
قالت بسرعة : " الغذاء . "
توقف ليسنزو على الفور ، وقال :
" نعم ، ميرديث . "
لكن كان هناك ابتسامة مخيفة على وجهه الغامض ، فشعرت بالحيرة والقلق من مقصده ، فهي تشعر من داخل قلبها انها لا يمكنها مطلقاً الوثوق به .

***
قال مقترحاً بعد ان انتهيا من تناول الغذاء :
" تعالي واختاري ثوباً يناسبك للحفلة . "
بدا الأمر بريئاً وعادياً جداً . لكن عندما فتح باب الغرفة في الطابق العلوي ورأت بنطالاً وروب حريري على احدى الكراسي حتى علمت انها غرفته .
قالت مترددة :
" يجب ان لا ادخل . "
نظر اليها وضحك :
" ميرديث ! كل مكان في القصر هو مثل الآخر ، في المطبخ ، على الدرج ، او في غرفتي . "
ابتسمت بقلق :
" كلامك غير منطقي . "
قال بفرح :
" على العكس انه منطقي جداً . "
امسك بيدها وقادها الى خزانة حديدية كبيرة ليفتح احد الصناديق بداخلها .
قالت : " انها رائعة . "
وامسكت بأصابعها الرقيقة القماش الناعم بينما كان يمسك بعدة فساتين مميزة لتختار من بينهم القماش الفاخر للتنانير جعلها تتمنى لو تستطيع ان ترتدي كل هذه الفساتين ، وحتى معاطف الرجال المميزة .
قال موافقاً :
" لا يتم انجاز الثياب بذات الطريقة في هذه الايام . "
وهو يرفع بيده ثوباً نادراً من عهد الملكة فيكتوريا . رفعت يدها بسرعة :
" هل تقصد ان هذه الثياب هي الاصلية ؟ "
وهي تشعر بالخوف من افساد الثياب . قال :
" بالطبع ، انظري . "
وامسك ثوباً مطرزاً وتابع :
" اللون الاخضر مذهل عليكِ . "
قالت ، وهي تهز رأسها مترددة :
" لا ، لا استطيع . هذه الثياب يجب ان توضع في متحف ، ليسنزو . فبدون العناية الكافية ستتمزق هذه الفساتين الى اشلاء . "
" ما رأيك بهذه ؟ لقد صنعت من اجل كرنفلات احدث عهداً . هذا الثوب ، مثلاً . "
ابتسمت وهي تنظر الى فستان بلون الزفير الازرق ولديه تنورة واسعة ، بينما قماشه من الدانتيل والحرير المطرز ، كذلك اكمامه الضيقة مطرزة باللؤلؤ والخيوط الفضية وقد طرزت بشكل يناسب الزهور على التنورة .
احست وكأنه فستان لسندريلا بدون شك . رفعت القماش الناعم الى خدها ، وهي تغمض عينيها كالحلم .
قال بصوت ناعم :
" اختيار الفستان لا يكفي . احب ان اراك ترتدينه . "
عمت انه من الخطر ان تفعل ذلك ، فقالت :
" ربما ... من الافضل ... ان اختار زياً رسمياً اكثر ؟ "
سخرت عينا ليسنزو من جبنها . وامسك بالثوب ليقربه منها وقال :
" اذا كان هناك ثوب يناسبك ، فها هو . "
قالت : " اريد العودة الان الى فينيس . "
سار ليسنزو امامها ، فسارت وراءه ببطء ، وصل الى امام الباب الخارجي ، وهناك توقف . ما ان وصلت الى اعلى الدرج حتى قالت :
" من الافضل ان نسرع ! "
اجاب من دون ان يتحرك من مكانه :
" لا يمكننا الذهاب في هذا الطقس . "
قالت ، وهي تضع يديها على وسطها :
" ماذا ؟ علّي الذهاب لا استطيع البقاء هنا معك . "
تمتم بقسوة :
" لا اعتقد انني أريد البقاء هنا ايضاً ، لكن لا خيار لدي . انظري تباً ضباب . انه يتكثف ليعزل الجزيرة عزلاً مطلقاً . "
شعرت بالخوف من كلامه ، وقالت :
" لابد انه ليس سيئاً بجانب القارب . "
وتابعت سيرها نحو الممر . قبل ان تسير مسافة اطول ، علمت ان الضباب قوي جداً . حتى انه يخفي كل شيء . حدقت بيأس وخوف في الفراغ امامها وصرخت وهي تشعر بالتهديد من الوقوع اذا تابعت تقدمها : " ليسنزو . "
قال بحدة :
" اهدئي . انني هنا انت ترين كم ان الضباب كثيف ، اليس كذلك ؟ "
سألت بمرارة :
" هذا أمر مخيف . هل لديك اين نوع من الاتصال معرفة الطقس ؟ "
قال : " من المفترض ان تكوني آنسة الاشراق الدائم . فبددي هذا الضباب . "
استدار ليعود الى القصر ، فسارت وراءه ، وهي لا تريد ان تبقى بمفردها حيث ان الطيور قد اختفت ايضاً من الضباب .
سألت : " انت غاضب ؟ "
منتدى ليلاس
تنهد قائلاً :
" لا . نعم . اه ، ليس منك . انني غاضب من نفسي ، ومن الضباب ومن كل عائلة كورزيني . الواجب والعمل ! فقط لمرة واحدة احب ان اقوم بما اريده وبما اختاره . " اغلق الباب وراءهما بقوة ، ثم التفت اليها بوجه يلمع من الغضب :
" والان ... ماذا سنفعل ؟ "

نهاية السابع



ام عبيده 11-04-13 04:22 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
مشكووووووره اماريج واحنا بالانتظار

زهرة منسية 11-04-13 07:23 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
يسلم ايديكى أماريجو بارك الله فيكى
إختيار رائع
بس عندى احساس ان لسينزو هو ابن عمها


الساعة الآن 06:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية