منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t185604.html)

اماريج 15-03-13 10:34 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
قاطعها الرجل بخشونة ، ليوقف كلامها فجأة :
" آه ، لقدانتظرت من اجل لا شيء ."
قال ميرديث متعاطفة معه :
" اه ، ما هذا الحظ السيء . "
كان يبدو عليه انه يستطيع تحطيم كل ما يقف في طريقه . تنهدت قائلة :
" حسنا ، من الافضل ان اجد قاربا يقلني الى فنيس . "
بعد ان تاكدت انه لم يحضر احد ليصطحبها .جمعت الحقائب المبعثرة ، كانت قد اقلت نصفهم الى باب المدخل لأنها وجدت من الصعب السير وحملهم معا . سيدةالحقائب تصل الى فينس ، هذا ما فكرت به ، وهي تحاول ان ترفع من معنوياتها الى ما ستصادفه في هذه الرحلة .
" توقفي مكانك ! "
رفعت ميرديث حاجبيها من المر السريع الذي سمعته .استدرات لترى الايطالي المغرور يسير على الثلج باتجاهها . سألت بقلق :
" هل سأنتظر طويلا ؟ فهذه الحقائب ستمزق ... "
" ليس هناك اي قوارب ، فالمياه متجمدة وهي غير عميقة .عليك الذهاب بالتاكسي . "
رأى مظاهر الخيبة في وجهها
فاضاف :
" لكن لا تقلقي ، فالانتقال في القتال ما زال عاديا ...وبذلك يمكنك متابعة الطريق بمركب . "
قالت مازحة :
" انا أذهب في تاكسي ؟ "
تجاهلت جملته الاخيرة .
" شكرا كثيرا على هذه المعلومات ، لكن فتيات مثلي لا يستأجرن تاكسي . الا تعلم ذلك من تصميم قبعتي ؟ انها فقط للفتيات اللواتي ينتظرن النقل العام . " ابتسمت له ابتسامة كبيرة والاحساس بالفرح من قلبها جعله يخفف من طبعه السيء قليلا .
" ابقي هنا في هذا الوقت من الليل ، وسترين ما لا يفرحك . "
حدق الرجل الايطالي بعينيها الواسعتين اللتين اصبحتا قلقتين وتابع :
" خذي تاكسي في الحال ، انك تبدين وكأنك بحاجة لواحدة . "
قال ذلك وهو يشير الى حقائبها .
" لا استطيع ... "
قال مقترحا بنعومة :
" شاركيني سيارتي . "
ندمت ميرديث بسرعة على احساسها الطبيعي بالصداقة ،مذكرة نفسها انها ليست في بلادها ، وها هي تتحدث مع غرباء وتصعد اية سيارة تدعوها . عليها الحذر من اشخاص كهذه .
الترتيب في تصفيف شعره الى حذاءه اللماع ، مما لا شك فيه انه انسان مهم .انه ينتمي الى عالم آخر عن الناس التي تعيش معهم في وادي ويلاش .
اجابت بلطف ، محاولة ان لا تصده :
" انك حقا لطيف ، لكن لا ،شكرا . فأنا لا اعرفك ، اليس كذلك ؟ كان يجب ان لا اتكلم معك .
لكن من الصعب تذكر امور كهذه وقد نشأت في قرية ، وتعودت ان تتحدث مع كل من يصادفك ... ، كم الطقس بارد ! "
ارتجفت من الرياح الباردة وشدت قبعتها اكثر حول اذنيها .
رفع حاجبيه متعجبا :
" انك ترفضين عرضي ؟ "
منتدى ليلاس
ابتسمت وقالت :
" لا اعتقد ان ذلك يحدث معك عادة ، اليس كذلك ؟ "
راقبت ميرديث الصراع الظاهر على وجه الرجل وهو يحاول ان يسيطر على تعجبه ، وتساءلت لما لا يضحك بينما يظهر بوضوح انه مستمتع بصراحتها .
قال ببساطة :
" لقد تأخر الوقت ، انك تشعرين بالبرد وربما متعبة مثلي أيضا. ونحن الاثنان ذاهبا الى فنيس ... "



اماريج 15-03-13 10:40 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 

قالت تذكره بما عليه من اعمال :
" لكن هناك شخص ما عليكمقابلته . "
هز كتفيه غير مبال ، واخذ البطاقة من جيب معطفه ورماها في سلة المهملات . " لقد عنيت الامرين . "
وعلى الرغم من صوته العادي ، تفاجأت ميرديث من تعاليه وكرهه للشخص الذي كان ينتظره . تابع :
" هل انا مصاب بلعنة إمضاء ساعات عدة من وقتي الثمين بانتظار كل طائرة تهبط ؟ سأترك المتطفل يذهب الى فينس لوحده . "
قالت تخفف عنه :
" يبدو انك تنتظر منذ وقت طويل . "
" بالطبع ذلك ، طوال حياتي وانا انتظر . "
ضحكت ميرديث من المبالغة في كلامه وقالت :
" ياه ، هذاوقت طويل جدا ! لا عجب ، انك كبرت ! "
نظرت اليه وهي تفكر انه بلا شك سيضحك ايضا . لكن تهجمه زاد فتوقفت عن المزاح وتابعت بلطف :
" ربما صديقك ... "
قال :
" بل عدوي . " وكأنه عض شفته على زلة لسانه .
شعرت بعدم الراحة من غضبه لكنها قالت :
" اه ، حسنا ، مهما يكن . انت تعلم ان الطقس مخيف في انكلترا ... والثلوج تقطع كل الطرقات . ربما ضيفك قد علق بعاصفة ثلجية . "
قال بفرح :
" الان هذه فكرة مفرحة . "
لم تكن تعابير وجهه واضحة ، لكن شد على قبضتيه بقوة مما جعل ميرديث تندهش من قدرة الرجل على ابقاء عضلات وجهه حيادية . تساءلت ما الذي حدث حتى اصبح هذا الايطالي مليء بالحقد .
قالت ، وتعابير وجهها تظهر كل ما تفكر وتشعر به كالعادة :
" انت لا تقصد ذلك . "
احست انها بمشكلة . فالتكلم مع الغرباء قد يكون عملا متهورا ، لكنها فكرت به وهو ينتظر متعبا لشخص لا تعرفه . وشعرت بالأسف نحوه .
قالت :
" ارجوك ، ضع نفسك في مكانه ... "
برم شفتيه تذمرا :
" لقد فعلت ، وهذه هي المشكلة . ولهذا هوهنا . لكنني مسيطر جدا على الوضع . "
باهتمام واضح ، درس قلقها ، ووجدت انه تجاوب في النهاية مع ابتسامتها لكن ابتسامته كانت باردة . كان هناك شيء في تصرفه الهادئ جعلها تشعر بالثقة نحوه وان هناك نوع من الانسجام بينهما . فهي لم تتعرف على رجل من قبل يتحدث بهذه النعومة ... او بهذا التأثير . ابتعدت عنه خطوة بعد ان اكتشفت انها تقف بالقرب من اكثر مما هو مقبول اجتماعيا .
قالت بقلق :
" من الافضل ان اذهب ... كنت اتمنى ان اجد احدا بانتظاري ، لكنني لا استطيع لومهم لأنهم لم ينتظروني كل هذا الوقت . لو انني اعرف كيف انتقل بجوار المطار كي استطيع الوصول الى فينس . "
ما افن فتح فمه ليعترض على ما تقوله ، رفعت يدها لتمنعه وضرب كوعها بالبطاقة التي رماها . سقطت على الارض ،ورأت ما كتب عليها " ليسنزو سلفياتي ، بنكو دو اورو . "
بدت الدهشة واضحة على وجهها وهي تقرأها ببطء مجددا ، انه اسم الشخص الذي كان يفترض ان ينتظرها .
ابتسامة من الفرح والراحة ملأت وجهها . قالت والسعادة تظهر على وجهها :
" هذا جنون ! لقد ادركت للتو من تكون ! "
بقى باردا ، لكنه سأل بقلق :
" انت ماذا ؟ "


اماريج 15-03-13 10:46 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
هزت رأسها بفرح . لقد نسيت كل ما سمعته ما عدا انها رأت من يساعدها في حمل حقائبها والتكلم معها . قالت بنصر :
"انت كاتب في البنك ؟ "
قال غاضبا ، ومن بين اسنانه :
" صاحب البنك . "
ابتسمت ، مدركة انها جرحت كبرياؤه :
" صاحب بنك ، ام كاتب فيه ، لا فرق عندي . سيسعدك ان تعلم ، سيد ليسنزو سلفياتي ان رحلتك لم تكن بلا طائل . "
زاد غضبه ، وقال مصححا لها :
" ليسنزو ، وكيف يكون ذلك ؟ "
قالت بسعادة :
" لأنني ، انا ميرديث وليمز . "
قال ليسنزو :
" ميرديث ... ! "
واطبق فمه ، لم يعد هناك اي اثر للاحترام . بدا وكأنه صدم باسمها . اسقطت ميرديث يدها الممدة لمصافحته بدهشة . الغضب من رؤيتها كان قويا لدرجة انه كان يرتجف ، قال بحقد واضح :
" هذا مستحيل ! "
صرخت ، غير آبهة لغضبه :
" لا ، ليس كذلك ! لما يجب ان يكون مستحيلا ! "
قال بسرعة :
" لأن ميرديث وليمز هو رجل ، اعلم ذلك بالتأكيد . "
قالت بحزم :
" حسنا ، ميرديث هذه هي امرأة ، من القبعة على رأسي حتى حذائي ، اعلم ذلك ... "
قاطعها بصوت حاد كزئير الاسد :
" لا تمازحيني ! من انت ؟ "
غضبه الصارخ جعلها تتراجع خطوات الى الوراء .
قالت مستغربة من شدة غضبه :
" لقد اخبرتك ، ميرديث . انني الشخص الذي اتيت لاستقباله . ادا وليمز هي جدتي . "
بدت الدهشة واضحة على وجهه :
" انا لا اصدق ذلك . "
قال بصوت غريب :
" امرأة ؟ "
شتم بصوت خفيف :
" المدعية ... "
توقف عن تكملة ما يريد قوله وتنفس بعمق ، مسيطرا على الغضب الذي في داخله الذي بقى يظهر جليا في لمعان عينيه .
قال فجأة :
" لديك اخوة ؟ "
حاولت ميرديث ان تجمع افكارها المشتتة . لم تكن تعلم لما ليسنزو كهتم بذلك ، ولما ينتظر باهتمام واضح اجابتها .
" انني الطفلة الوحيدة في عائلتي . ليس هناك احد غيري ... "
تمتم كلمات غير مفهومة بعدها بدا عليه قليلا الراحة .
قال :
" انت سيئة بما يكفي . "
فجأة توضحت المسألة وعلمت ميرديث لما كان يتجول في المطار كالاسد الغضبان . ليس ذلك بسبب الانتظار الطويل ،ولا بسبب البرد القارسي الذي عاناه .
ان الامر اسوء من ذلك . فهو يعلم كل شيء عن الابتزاز .
شعرت بأن عينيه تغمضان ، وكأنهما تريدان ان تمحوان كل شيء : الاحراج ، والصدمة والشعور العميق بالخجل . لا عجب انه يبدو وكأنه يريد دق عنقها . تأوهت . كل ذلك الكره المخيف للرجل الذي ينتظره كان لها .
قالت منزعجة :
" هذا مخيف ، لقد ادركت انني هنا بسبب ... الابتزاز ؟ "
لم تستطع ان تتفوه الكلمة الاخيرة بلا تعلثم .
منتدى ليلاس
رفع حاجبيه بانتقاد ، وقال بحدة :
" حسنا ، انت لا تخفين ما تضمرين له ، اليس كذلك ؟ "
احمرت على الفور من الاهانة الموجهه لها : ماذا تعني ؟هل تعتقد انني اتيت ... ؟
اكمل ليسنزو ، ما تريد قوه ببطء بوضوح ، ليبرز لها اكثرقلة احترام ممكنه




اماريج 15-03-13 11:15 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
" لتكملة الابتزاز الذي بدأت به جدتك ؟ نعم ،هذا ما اعتقده . والا لما ازعجت نفسك المجيء قاطعة نصف قارة اوروبا خلال طقس مثلج كهذا ؟قالت ، غير مصدقة :
" اه ، كيف تجرؤ ؟ واجبك يقضي عليك ملاقتي ، لا ان تعطي الاحكام ... وهذا ما لا يحق لك به . هذه القضية هي بيني وبين كورزيني . "
منتدى ليلاسقال بهدوء :
" لا ، انها بينك وبيني . "
حدق بها بقوة .قالت :
" انا لا اعامل مع الوسطاء . "
ادركت للتو انه انزعج جد? من الاهانة ، لكن الوضع خطير جدا ولا تستطيع ان تتعامل معه بلباقة .
" لقد قلت في رسالتي الاسبوع الماضي انني اريد منك ان تحدد لي موعدا معه ، غدا . "
تابعت بكبرياء وكرامة :
" وحتى ذلك الوقت ، دعني أمر ، استطيع ان اصل بنفسي الى اي فندق . "
صممت ميرديث بكل قوتها ان تريه انها تستطيع تدبر امرها بدون صاحب بنك وقح سمع نصف الحقائق ووصل الى نتائج خاطئة . بسرعة قصوى مرت امامه ، مجبرة نفسها على السير بقوة وبارادة فوق الثلج المكوم نحو اقرب موقف
للباص .
قال آمرا :
" تعالي الى هنا . "
تجاهلته ، فتابع بغضب :
" انك تتصرفين بحماقة . "
استدرات ميرديث نحوه ، بغضب كبير :
" لا اعتقد ذلك ! انت من يتصرف بحماقة . الناس التي تصل الى احكام متسرعة مبنية على بعض الاقاويل وبراهين واهية هي الحمقاء . انت
وكورزيني مخطئان تماما . بالنسبة لجدتي ولي حتى بالنسبة الى وجودي . " هزت رأسها وتابعت :
" حتى ان مخليتكما لم تعتبر ان ممكن ان تكون ميرديث هي امرأة ! "
" انت من . "
وتوقف عن الكلام محدقا بها بإحباط لأن ما تقوله صحيح .
" ليس هناك شيء في رسالتي يوحي بأنني رجل . هذا خطأ قمت به . لما لا تعترف انه يمكن ان يكون لك اخطاء اخرى ؟ "
ادارت وجهها عنه ، وامسكت بالبرنامج من حقيبتها وهي تنظر اذا كان هناك باص يمر من هنا قبل ان تتجمد من البرد .
سمعت وقع خطواته على الثلج تبتعد بسرعة وشعرت بأن اعصابها ترتاح .ذهب ليسنزو بعد مرور لحظات ، ثم توقفت تاكسي بالقرب منها واخرج رأسه الاشقر من النافذة .
قال بكبرياء :
" اصعدي . "
قالت :
" من تكون ، حاكم ، مدير ! "
تأوه بغضب مخيف ، لكنها بقيت واقفة مكانها ، وهي تقول :
" لن اصعد مع انسان يفكر انني هنا وراء ابتزاز ما . سأتدبر الامر بنفسي . " استعادت هدؤها وتابعت :
" لكن ما عليك الانتظار ، ليسنزو سلفياتي !وستتمنى انك لم ... "
فتح الباب على الفور وقفز ليسنزو من السيارة كالعاصفة ،
ممسكا بيدها بقوة ، وجهه مليئا بالغضب . صرخت ميرديث ما ان شدها بقوة نحوه .
قال :
" لا تهدديني ابدا ، ولمعلوماتك ، لقد تمنيت كثيرا انني لو لم اسمع بك او بجدتك الماكرة . لكنك ستصعدين في هذه التاكسي وتتوقفي عن هذه التصرفات السخيفة ، حتى لو اضطررت لحملك ورميك مثل حقائبك السخيفة . انني اعني ذلك . اذن قرري هل ستصعدين بنفسك ، ام تريدين مساعدتي . "




اماريج 15-03-13 11:21 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 

غضبه الصارخ أثار رعبها ز لكنها محقه بما تفعله لذلك بقيت واقفة ، ورفعت وجهها له بغير اهتمام مع انها كانت يتنهمر دموعها من الغضب .
" انت تعتقد انني حفيدة مجرمة ... "
قاطعها بسخرية :
" انا لا اعتقد . انا اعلم ذلك بكل تأكيد .لديك عشر ثوانٍ فقط . "
حدق بها بعينين ثاقبتين . فبدأت ترتجف ، لا تصدق كل هذا الوضع . لم يكن امرا معقولا ان تدان بهذا الشكل بدون اسباب حقيقية .
قالت بتأثير :
" انك مخطئ . لقد كنت دائما امينة . رباني والدي على ... "
" الكذب ، الغش ، السرقة ، خمسة ... اربعة ... "
شقت طريقها لتبتعد عنه :
" اه ! دعني أمر ، والا ... "
صرخ ليسنزو ، وهو يضع يده بقوة على ذراعها :
" والاماذا ؟ لا تكوني سخيفة . "
نظر الى عنادها القوي وتمتم شيئابالايطالية ، تابع بقوة :
" الا تعلمين انه لا يوجد نقل عام حتى الفجر ؟ "
قالت بخيبة امل :
" الفجر ؟ "
استغل خيبة أملها . وبدون اية كلمة ، التقط الحقائب ورماهم في السيارة فسمحت له بيأس ان يجلسها في السيارة . نظرت اليه بقلق وارتجفت من غضبه الصارخ .
تمتمت بتهذيب واضح :
" شكرا لك . "
قال بين اسنانه :
" لا تقلقي ، اكره ان تظني انني افعل ذلك بسبب طيبة قلبي . لقد حدث اننا في ذات المكان ، واشعر انني مهان بسبب انتظارك كل هذا الوقت . لم يتسن لي النوم الافترة قصيرة في اليومين الماضيين بسبب تأخر موعد الطائرة ، كما وانني مرهق ، وهذا هو سبب دعوتي لك وليس هناك من سبب آخر . مفهوم ؟ "
قالت بهدوء :
" بالتمام . "
بدت وكأنها غير متأثرة بكرهه الظاهر لها فقالت :
" لكنني اريد الحفاظ على استقلاليتي .اصر على دفع نصف الاجرة . "
نظر اليها متفاجئا وهز كتفيه :
" حسنا . لما علّي ان أفقرنفسي لأجلك ؟ "
شحب وجهها ، وبالكاد سمعته يصرخ بالسائق لينطلق .سارت السيارة ببطء في الليل المظلم بينما جلست ميرديث بدون حراك ، تتذكر بألم متى سمعت هذه الكلمات من قبل :
" افقر نفسي . "
لقد حدث ذلك منذ سنة تقريبا ، عندما اوصل ساعي البريد رسالة من فينيس الى كوخ صغير في وايلز كانت تتشارك بالسكن فيه مع جدتها . قرأت جدتها الرسالة ، صرخت بألم وسقطت منهارة . شعرت ميرديث ان الذكرى تجلّدها حتى العظم ، متذكرة كم عانت لتخفف عن جدتها خلال الانتظار
الطويل لوصول سيارة الاسعاف لنقلها الى المستشفى ، وهي تعرف ان جدتها تتعرض للمرة الثالثة لأزمة قلبية .
منتدى ليلاس
بعد فترة طويلة قرأت تلك الرسالة . انها مرسلة من شخص يدعى كورزيني ، طالبا منها ان تعي له المفتاح ومهددا بأنه سيتقدم بشكوى ضد جدتها مدعيا عليها بالابتزاز . وانهى رسالته بالقول :
" لقد افقرت نفسي لأجلك لسنوات طوال . ولن استمر بذلك ابدا . "
حتى الان ، مجرد تذكر الامر ، يملأها بشعور أليم يحز داخل قلبها




الساعة الآن 10:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية