رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
قالت متوسلة : " فقط اعطيني لحظة من وقتك . " ارتجفت يده قليلا مما جعلته يسقط سماعة الهاتف ، انتظر ريثما تنتهي من شرب الماء . قالت بصدق : " ما زلت متوترة قليلاً . " حاولت جاهداً ان تنظر باهتمام حولها في المكتب ، لقد كان فعلا جميلا وتظاهرها هذا تحول الى اعجاب واضح . قالت معلقة : " يبدو ان أعمالك تسير بشكل جيد . " ابتسم بالرغم عته : " بصعوبة . انت تحبين هذه الاعمال ؟ كان البنك يقوم بأعمال مع تامبكيتو في العصور الوسطى ، عندما كان الذهب الافريقي هو الافضل . " ارادت ان تعرف المزيد ، لكنها علمت ان عليها ان تسيطر على الوضع اولاً : " لابد انك تتمتع بكل هذه السلطة . " زم شفتيه متيرماً وامسك بيده دليل الهاتف ، بدا عليه انه فقد صبره ، لكنها تابعت : " ما عدا بعض الاعمال المملة ، مثل بداية العمل ، التأكد من سلامة صناديق الامانات وهكذا . " اخذت تتعلم بعض الحيل التي يقوم بها . كان بالكاد يسمعها : " لا اهتم لذلك . " فلقد كان مهتماً بالاتصال بأحد الارقام . قالت بصوت عالٍ وواضح ، مع ان قلبها كان يخفق بقوة من توترها الخفي : " حسناً ، بما انك تملك المفاتيح وانا زبونة لديك ، اريد منك ان تأخذني الى المستودع ، ارجوك . " جمد فجأة وصرخ غاضبا : " زبونة ؟ المستودع ؟ ليس هناك شيء فيه ... " تابعت عنه : " ما عدا صناديق الامانات . " اعاد سماعة الهاتف مكانها بغضب وضرب بقوة المكتب الزجاجي . وشتم بصوت عالٍ . لكن عندما نظر اليها ثانية كان وجهه قد اصبح هادئا وقد تمكن من اخفاء ردة فعله . ادركت كم هو ماهر باخفاء مشاعره الخاصة : " انه ليس بالمكان المناسب للسياحة ... " قالت بحزم : " انا لا اقوم بالتنزه هنا ، انا اقوم بعمل واضح . " سأل بنعومة : " وما هي امكانية العمل لديك في مستودعنا ؟ " قد يكون كلامه ناعماً ، لكن ميرديث شعرت وكأنها اصيبت بضربة خنجرين من عينيه . انحنى نحو مكتبه . لسبب ما ، هو لا يريدها ان تدخل المستودع . يجب ان تحافظ على شجاعتها لتواصل ما تريده . " لقد ورثت محتويات صندوق امانة . وانا اعتقد انه احد الصناديق في هذا البنك . " صرخ ليسنزو برعب : " ورثت ، شيء خاص بك ؟ " قالت : " وصية منفذه . " واخرجتها من حقيبتها . رفعت ذقنها وتابعت بكبرياء : " وصية لوالداي وجدتي . في ما خص جدتي لديها دين لصندوق امانة في بنك دو أورو . قال لي مدير بنك محلي هذا يعني انها تستأجر صندوق امانة هنا . اريد ان ارى ما في داخله . " منتدى ليلاس " لكنك بحاجة الى مفتاح للصندوق ، ولقد قلت بنفسك ان عمل كورزيني هو مجرد خطأ في الكومبيوتر . " ضاقت عيناه وهو يحدق بوجهها المليء ثقة بالنفس . |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
حركت رأسها بتعب ، فهي تخاف من الدقائق القليلة المقبلة . "هذا صحيح ، بالرغم من ذلك . لدي مفتاح وقد يفتح احد صناديق الامانات لديك . " صرخ ليسنزو متهماً : " لقد قلت انك لا تملكين شيئا يعود لوالدك ! " سألت غاضبة : " والدي ؟ لقد اعتقدت هذا المفتاح يخص جدتي ... لقد كان بين اغراضها . على ما اعلم فهي اما قد رمت او أحرقت كل ممتلكات والدي ... " اقترب ليسنزو منها صارخاً : " هي ... ماذا ؟ " وعيناه التاقبتان تحدقان بها بقوة . همست بحزن : " لقد تخلصت من كل شيء . لم يبق من حاجاته اي شيء . " اغمض ليسنزو عينيه ثم اعاد فتحها بسرعة ، وقال بعضب : " اللعينة ! لماذا ، لماذا ؟ " حدقت ميرديث منذهلة : " انها رغبة والدي . لقد رأيت الوصية ، لقد تخلصت جدتي من كل شيء في اللحظة التي علمت بوفاة والدي . " تنهد بعمق : " يا للهول ! " امتلأت عينا ميرديث بالدموع : " اتمنى لو انني املك شيئاً من أغراضه ! لقد تم الامر وكأنه مسح عن وجه الارض كلياً . " تمتم ليسنزو ، متأثرا : " أمر غريب ! ان يصل الى هذا الحد من الرغبة كي يدمر ... " سمعت ميرديث كلامه الغريب ، لكنه لم يضف اية كلمة اخرى ... اخذ يسير في الغرفة ذهاباً واياباً وكأنه كان في السجن ولا أمل له في الخروج منه ، جمدت ميرديث مكانها واخذت تحدق به بتركيز ، شعرت بالخوف من فكرة مرعبة جالت في فكرها : " انت لا تعتقد ... ان هناك شيء ما ... معيب في ماضيه وانه كان يحاول ان يتخلص منه ، هل تفكر هكذا ؟ " لم يجب للحظة ، ولقد بدا وكأنه يحاول السيطرة على عواطفه وانفعالاته . ومع قدرته الغريبة على الخداع ، بدا القلق والتوتر عليه بوضوح : " لا تسأليني . " قالت بصعوبة : " انني أفعل ! ما الذي تعرفه ؟ هل تحاول ان تخفي شيئاً ما عني ؟ انت تعلم اشياء عن والدي . اليس كذلك ؟ " انتظرت جوابه وهي تعاني من عذاب كبير من الشك . قال ، وكأنه يحتفظ بمعلوماته لنفسه : " لقد بدا الامر وكأنه يريد ان ينتهي من ماضيه . " هزت رأسها متعجبة : " لكن لماذا ؟ لقد كان رجلاً جيداً ، ليسنزو ، كان يحب عائلته كثيراً ... " قاطعها قائلاً : " ارحلي حالاً عن فينيس ، اتركي الامور على حالها . قد يكون او لا يكون هناك شيء يريد ان يخفيه . انت لا تريدين ان تعرفي ماضي والدك . احتفظي بذكرى جميلة نه . "منتدى ليلاس ارتجفت خائفة من كلامه القاسي ، ومن ان تكتشف شيئاً معيباً عن والدها الرائع لكنها قررت ان تواجه الحقيقة مهما كلفها ذلك . قالت بصعوبة : " لقد فات الاوان ، يجب ان اعلم الحقيقة ، يجب ان ارى اذا كان هذا المفتاح يطابق صندوق الامانات هنا واذا كان هناك شيء ما يلقي الضوء على عائلتي . " امسكت السلسلة التي حول عنقها وامسكت بالمفتاح ، تابعت ببطء : " هذا حقي ، ولا يمكنك منعي . خذني الى المستودع . " |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
شد على اسنانه بقوة ، كان يرغب بمنعها . اكتشفت فجأة ميرديث ان القناع الذي على وجهه اصبح أقسى . نظر اليها بعينين اشد غموضاً من قبل . إنه يخبئ شيء ما ، سر بالتأكيد ، وهو مصمم على ان لا يشاركها اياه . بينما كانت تتحرق شوقا لمعرفته . سارت على بضع درجات انيقة لتصل الى مستودع البنك المبني في القرون الوسطى ، ومحمي بأبواب كبيرة من الحديد . اضطربت ميرديث من رائحة الهواء المسيطر هناك . تساءلت كم هو عدد التجار الذين خزنوا ثرواتهم هنا في الماضي ، واسرارهم ايضاً . شعرت بالخوف ان يكون والدها ايضاً . لا ، لا يعقل . لقد احب أمها كثيراً ، ولقد تزوجا عندما كان في العشرين من عمره ... من المؤكد انه كان صغيرا جدا ليكون له ماضي ؟ قالت بقلق : " انه يشبه السجن . " دخلت لتصل الى البوابة الاخيرة حيث هناك صفوف من الصناديق المنظمة الموجودة ضمن الجدران . اخل ليسنزو المفتاح في القفل الاخير لتسمع صرير الباب الحديدي يفتح امامها . قال : " هيا يمكنك الدخول . " نظرت بقلق ، غير متأكدة من دعوته الغامضة . كان هناك مكر واضح في صوته . قالت وهي تتظاهر بالضحك . كي تخفي قلقها : " يمكنك ان تتركني هنا ولا احد يعلم بذلك . " اجابها : " استطيع ذلك . " احست برجفة صغيرة في جسمها . رأت الصناديق داخل المستودع تبدو مثيرة وهي تريد بقوة ان تعرف ما الذي يوجد في الصندوق الذي يحمل الرقم سبعة واربعون ، لكن هذا لا يعني انها ستدخل الى تلك الغرفة بمفردها . فليسنزو يملك هذا البنك . فهو يمكنه ان يفعل ما يشاء فيه . قالت اخيراً ، واعصابها مشدودة كالأسلاك : " يجب ان تدخل انت ايضاً . " قال بابتسامة ساخرة : " كنت راغباً بذلك . " فكرت ميرديث ان ضحكته تشبه ضحكة هرة وجدت وجبة شهية . توقفت على السير للحظة ، بعدها استجمعت قواها وسارت بقوة مصطنعة . قال ليسنزو : " عليك ان تشعري بالكبرياء لعدم خوفك . " قالت متحدية : " من المؤكد ان ليس هناك ما اخافه ؟ " " اذا كان هناك ما سيخيفك ، فستعرفينه قريباً . " ارتعبت ، لكنها استجمعت قواها واخذت تنظر الى الصناديق لتجد الرقم الصحيح . في نهاية المستودع وجدته ، وبعد وقت طويل ، وقفت امام الصندوق تتأمل . بعدها تنهدت بعمق . ليس هناك من حاجة لجعل فترة العذاب اطول . حاولت ان تفتح القفل بأصابع مرتجفة . كان هناك صوت قوي من جراء صرير المفتاح مما جعل ميرديث تشد على اسنانها لكن القفل لم يفتح . قالت بخيبة أمل : " انه عالق بشدة . " منتدى ليلاس " أمر مؤسف . " لكن صوته لم يحمل اي أسف على الاطلاق . " ربما هذا المفتاح لا يعود لنا يمكنك ان تحاولي في بنك آخر . " رمته بنظرة سريعة . كان يستند الى الجدار القريب منها وعيناه تراقبانها بشدة . اتجه نحوها ، وابتسامة واثقة تعلو وجهه . |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
تراجعت ميرديث ، لكنها استجمعت قواها وعادت تحاول بلطف ان تفتح الصندوق . قال : " دعيني افعل ذلك . " وضع يده الكبيرة على يدها ، فأبعدت يدها ، امسك المفتاح وقال : " لنحاول ان نفتحه بقوة قليلاً ، اليس كذلك ؟ " لم تكن غبية فشعت عيناها بقوة . لاشك انه يبتسم لسبب خاص . نظرت برعب الى يده ، لترى انه يحاول ان يضغط بقوة على المفتاح . امسكت بيده وصرخت برعب : " توقف عن ذلك ! لا تفعل ! ارجوك . ستكسر المفتاح . وان كان هو المفتاح الصحيح ، فلن اتمكن ابداً من رؤية ما في داخله . " قال بعناد : " اشعر به يتحرك ، انتظري لحظة . " " لا ، اتركه على الفور . " " اكاد انتهي . " دهشت ميرديث انه لا يدرك ان المفتاح سينكسر من جراء الضغط القوي عليه . بعدها ادركت انه يتعمد ان يفعل ذلك كي يكسر المفتاح في داخل القفل . بسرعة ، دفعت نفسها بين يديه وبين القفل ودفته بقوة . ترنح ، ليضرب ظهره بالجدار المقايل . نظرة الغضب التي لمعت في عينيه جعلتها تتوقف مندهشة . قال ، تبرر ما فعلته : " انني اسفة ، لكنك جعلتني ... " وتوقفت عن اكلام . لم يكن ينظر اليها على الاطلاق ، كانت عيناه مسمرتان على كل شيء خلف اذنها مباشرة. قال باندهاش : " مادونا ! " استدارت بسرعة لترى ما الذي يحدث : " لقد فتح الباب الحديدي للصندوق ... وفي داخله . شيء يلمع . صرخت بشوق : " اه ، انه المفتاح المناسب . " نسيت وجوده على الفور . " كم هو أمر غريب ! هناك قارب صغير في داخله . " تمتم ليسنزو : " أمر مهم ، قارب مزيف . " " ماذا تعني قارب مزيف ؟ " بعناية قصوى رفعته من الصندوق وجدت انه بالنسبة لحجمه ثقيل الوزن ، حتى انها كادت توقعه ارضاً ، اسرع ليسنزو بوضع يده تحت يديها لحمله . اخذ القارب منها وتفحصه جيداً ، قال بكبرياء واضح : " كان هناك العديد من هذه القوارب في الاسواق عام 1950 . ولقد بيعت الى الاثرياء كالكعك الطازج . ولقد صنعوا من الرصاص المدهون . " قالت بغضب : " انه يبدو حقيقياً جداً لي . " قال بسخرية : " من المحتمل ان يبدو حقيقياً لملايين من الناس ايضاً . الا تدركين ان الذهب لا يتغير ابداً . ولا يفقد لمعانه ، حتى لو دفن تحت البحار لسنين ، او تحت الارض ؟انظري ، هناك بعض الالوان كالزهر والاخضر هنا . " ا خذ يشير بأصبعه الى مناطق مختلفة تغيرت الوانها . قالت : " مزيف . أمر مؤسف . " واخذت تلمس بيدها الدهان القوي عليه . " هل هو غالي الثمن ؟ " هز كتفيه باستخفاف : " قد تهتم به الناس لقيمته المعنوية . " منتدى ليلاس انحنت تتفحص القارب الرائع الصنع : " انه مصنوع بشكل جميل جداً . " برم شفتيه بسخرية : " صانع ماهر . " اعاد القارب بعناية الى ركن صغير في صندوق الامانات . |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
رفعت عينيها اليه : " و ... والدي ؟ " " هل كان ماهراً بصناعة الاشياء الدقيقة ؟ " ضحكت بقسوة : " لا ، اطلاقاً . " " اذن ليس هناك ما قيمة له في كل ما يحدث . " اقترب اكثر ليغلق الصندوق لكنها امسكت ذراعه . " لا تفعل هذا ، ما زلت ارى شيئاً آخر . " مدت ميرديث يديها في عمق الصندوق وامسكت بقناع فينيسي ، له حجم الوجه . شرائطه الحريرية اصبحت بالية ، لكنه مما لاشك فيه كان قناعا جميلاً خصوصاً باللؤلؤ المتدلي على اطراف الوجه . قالت ، وهي تضععه بعناية بجانب القارب : " ما هذه الاشياء الغريبة لتوضع في صندوق امانات ! " قال موافقاً : " معك حق ، حسناً ، أقترح ان نعيد هذه الاشياء ونغلق الصندوق . فمن الواضح انهما لا يغنيان شيئا لك ، لذلك يبدو الامر اكثر بأكثر انه مجرد خطأ كبير . ربما والدك حصل بطريقة خاطئة على المفتاح . " اقترب منها اكثر ليغلق الصندوق ، اضطربت من الاحساس بقربه ، لكن ما زالت ترى اشياء اخرى ، شيء ابيض ، يشبه المغلف . فشعرت بأمل جديد . قالت بحدة : " ابتعد عن الصندوق . " حبست انفاسها ، وهي تتساءل ان كان سيرفض . وللحظة طويلة التقت عيناهما وكأنهما في معركة . قال بصوت ناعم خلف اذنها مباشرة : " هذه الصناديق قد اعدت لحقائب ملئ بالذهب في القرون الوسطى . ولأشخاص لديهم ايادي اطول من يديك . دعيني احضره لك . " قالت : " لقد ... حصلت ... عليه تقريباً . " همس قائلا بعدما لمست يده عن طريق الخطأ : " اجل ، لقد حصلت عليه ، وعلي ايضاً . " صرخت : " لا ، ليسنزو سيلفاتي ، انك تتصرف بطريقة غير مشرفة . اتركني وشأني . " نظر اليها بغرابة وقال : " ميرديث ، اخرجي من هنا بسرعة ! اهربي قبل ... " صرخت قائلة : " انا لا اهرب ابداً من احد . " ضاقت عيناه فجأة وحدق بالصندوق المفتوح وراءها ، شعرت ميرديث بالضيق على الفور ، علمت ان كل كلامه المعسول كان يحاول به التظاهر لكي تهرب من المستودع ولا تتعرف حقا على اسراره . صرخت : " ايها الشرير ، كنت تحاول ان تبعد انتباهي عما في داخل الصندوق ! ايها المغرور الشرير ! " وبسرعة كالبرق ، ادخلت يديها داخل الصندوق لترفع مغلف من الورق رأته هناك . وبصمت فتحته بسرعة . غاب اللون عن وجهها . اخيراً علمت ما الذي كان مخفيا عنها سابقاً . وكادت ان تتمنى لو انها حقا هربت من كل ذلك . نهاية الفصل الرابع |
الساعة الآن 04:24 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية