منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t185604.html)

اماريج 23-03-13 06:53 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترانيم قلب (المشاركة 3296805)
بليييييييييييييييييييييز استعجلي فيها ... بديت فيها وانا مابعرف انها مو كامله




انشاءالله حبيبتي
واسعدني جداااااا تواجدك فيها ياعسل


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doctor.dodo (المشاركة 3296961)
شكرا على الرواية الجميلة بس ياريت تكمليها منتظرينك



العفووووو يالغلا
انت الاجمل بمرورك وتواجدك فيها وشاكرة لكم انتظاركم
منورين والله
:8_4_134:

اماريج 23-03-13 06:58 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
الفصل الرابع

كانت القناة الكبرى ملئ بالمراكب من كل الانواع : بعض المراكب للنقل ، بعضها الآخر محمل بالخضار الطازجة ، وكلها متعددة الاشكال والالوان ... بع قليل من الوقت نسيت ميرديث كل شيء الا المنظر الرائع المدهش امامها .
ابتسمت وهي تقول :
" كل هذه الحركة والجمال تجعلني أشعر بالابتهاج ! "
عندما وصلت الى آخر القناة ، رأتها تعج بالناس التي تصعد او تنزل من القوارب السريعة الذي تمر بجانبها ، جميع الوجوه تبدو كأنها تعود الى العصور الوسطى وكأنهم خرجوا على الفور من كتب التاريخ .
قال ليسنزو ، وهو يراقبها ببرودة مصطنعة :
" انها ساعة مليئة بالعمل والحركة . "
نظرت ميرديث اليه بحماس ، فهي تشعر بالفرح من كل هذه الضجة ، الثلج ، المراكب الرائعة الجمال ، قالت بفرح :
" الا تشعر بالبهجة من جراء ذلك في كل يوم بحياتك ؟ "
" الابتهاج ! "
تجاهلت طريقة تعبيره بعدم الاهتمام . كانت تعلم تماماً انه يخبئ حقيقة احساسه بالحياة ما ان وصل الى الشارع المليء بالناس . لقد كان يشعر بالفرح مثلها تماماً .
قالت وهي تشير الى الناس التي تمر بقارب متحرك :
" لا اعرف كيف تستطيع الناس ان تقرأ الجرائد وهي تمر بمنظر بهذا الجمال . "
نظر ليسنزو باقتضاب حوله وقال :
" الجمال يخبو بعد فترة ... الا ، اذا كان بالطبع ، هناك شيء اجمل واعمق فيه
ليثير الاهتمام . "
قالت موافقة :
" هذا أمر مؤكد . "
تساءلت كم هنّ الجميلات اللواتي سببن خيبة أمل له . وتابعت :
" لكن هناك الكثير في فينيس الذي يصادفك ولا تلاحظه فقط بعينيك ، اليس كذلك ؟ انه اكثر بكثير من الجمال الذي يحيط بك ، واكثر من مجرد جمال زائف . "
قال ، بينما لاح اهتمام خفيف في عينيه الغامضتين :
" انك تشكين في أمر ما ، ماذا ترين وراء القناع التي تقدمه فينيس لزوارها ؟ "
قالت بنعومة :
" الغموض . "
واخذت تحدق بالنوافذ الطويلة والستائر التي تبقي العالم خارجاً وتخفي العواطف والانفعالات الحقيقية في الداخل :
" كل هذه الابهة الفارغة ... هي واجهة للعواطف الحقيقية ولأحزان الناس
لأسراري في مكان ما . لابد من وجود اسرار اخرى ، وانه لأمر رائع ان يتمكن المرء من اكتشافها ... "
قال وهو يمسك بكتفها :
" ماذا تعنين بأسرار اخرى ؟ "
منتدى ليلاس
ابتسمت وقالت :
" لست ادري ! "
لفت نظرها مجموعة من الاشخاص يرتدن ثياباً إيطالية جميلة يركبون مركب
صغير . بدا لها انهم يقومون بنزهة لأنهم يتنقلون من جانب الى آخر في القناة وهو واقفون ، مثل الناس التي تحتشد في وسائل النقل في لندن . لمعت عيناها بفرح وقالت :
" فينيس قديمة جدا ليكون لديها الآف الاسرار : جرائم ثأر ... اطفال

غير مشردة ، عمليات احتيال ... خاصة انها كانت عاصمة المال في العالم لمئات من السنين . "





اماريج 23-03-13 07:03 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
نظرت اليه بجرأة :
" انتم موظفو البنوك تعرفون جيداً بهذه الاعمال . "
" انت ، بالطبع ، ستغادرين قريباً . "
شعرت بالشك في كلامه فقالت :
" قد لا ارحل على الفور ... "
للحظة لم يستطع ان يسيطر على غضبه . فقال بغضب :
" هل ستبقين ؟ "
وامسك بها بقوة . صرخت :
" لا ، هل ستدفعني الى القناة ؟ "
ابتسم وقال :
" لا ، لن أرميك ، ليس قبل الليلة ، هذا كل ما في الامر . "
شهقت وقالت :
" اه ! لا ! لا استطيع البقاء في شقتك . لا استطيع ! "
" اه ، عزيزتي . اذن انت تودعينني الان . انت بالتأكيد ستعودين الى بلادك . " تنهد بأسى ، لكن عينيه كانتا تراقبانها باهتمام . كيف يمكنها ان تكذب عليه . لو انها تستطيع التفكير ...
قالت :
" لا ... لا ليس بالتحديد ... "
" اذا بقيت هنا ، ميرديث ، اذا ذهبت الى اي مكان في فينيس ، سأعثر عليك وسأضع حصاراً حولك . "
همست :
" لا يمكنك ان تقصد ما تقوله . "
ضحك بمكر :
" لا ؟ "
وتابع وهو يتودد اليها :
" ابقي ام اذهبي . تريدينني ام لا . قرري الان . مفهوم ؟ "
" انا ... انا . "
شعرت بغصة في حلقها تابعت بضعف :
" انك تتصرف بحقارة معي ! "
سمعت صوت اضطراب اعصابها في أذنيها . انه يعاملها كفتاة رخيصة . امتلأت عيناها بالدموع فها هو يتكلم معها كلام مهين امام الناس ، بينما نصف شعب فينيس يسير بجانبها في القناة . اغمضت عينيها بخجل .
سأل بخشونة :
" اذن ستذهبين ؟ "
سمعت صوتاً يصرخ :
" سنزو ! كوزو ؟ "
ابتعد عنها بسرعة ، وبغضب شديد صرخ قائلاً :
" ولا كلمة . " مرر يده بشعره الاشقر وكرر قائلاً :
" ولا كلمة . "
بحزن نظرت ميرديث الى المرأة الجميلة التي ظهرت فجأة ، من الواضح انها صديقة لكنها لم تتمكن من رؤيتهما بسبب دموعها المنهمرة سمعته يقول :
" مي لايس ان باس . "
سمعت صوت المرأة يقول بشك :
" ابرستو . كايو . "
تمتمت ميرديث :
" ماذا كنت تقول لها ؟ "
قال بخشونة :
" لقد قلت لها ان تدعني بسلام . "
قالت مستفهمة :
" تدعك بسلام ؟ وماذا عني ؟ كيف يمكنك ؟ "
عادت لتبكي وهي ترتجف من الغضب والخجل معاً . عندها شعرت بذراع ليسنزو يلتف حولها ويقول لها بصبر :
" ترانكيلو ، ترانكليو . "
منتدى ليلاس
شعرت وكأنها تجمدت فجأة ، ذكرى قاسية مرت ببالها :
" مرة حاول والدها تهدئتها عندما كانت تبكي بجنون لفقدانها كلبها الصغير . قال لها يومها " ترانكليو ، اي اهدئي . " شعرت وكأنها اصبحت باردة كالثلج وان قدميها اصبحتا كالرصاص . لأنها الان تعلم ان والدها كان يتكلم الايطالية .
همست :
" اه ، لا . "
لقد استعمل والدها تلك الكلمة بصورة لا شعورية . لقد كان منزعجاً . لكن تلك الكلمة نطقها بصورة طبيعية .



اماريج 23-03-13 07:06 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
رفعت ميرديث وجهها المليء بالدموع . ان هناك صلة بين والدها وبين ايطاليا . جالت تلك الفكرة في خاطرها ، مانعة اياها عن الحركة .
قال ليسنزو بقوة ، وهو يهزها :
" ميرديث ! ميرديث ! "
ببطء شديد ركزت انتباهها عليه ، قالت بحزن شديد :
" اه ! ليسنزو ! "
وجدت نفسها لا تقوى على الكلام مع الخوف القوي المسيطر عليها ، لأن حياتها كلها قد بنيت على كذبة كبيرة .
هذا ما كانت تفكر فيه . فوالدها كان دائماً يلبس ثياباً انيقة ، ولا يأكل الا الطعام الجيد والغالي الثمن ، يحب الموسيقى ، والاشياء الجميلة ... بأت الشكوك التي تتجمع في فكرها تنذرها . ربما لدى ليسنزو سبب وجيه لمعاملتها بازدراء . ربما عائلتها قد ابتزت المال ...
فجأة شعرت ان قدميها لم تعد تحملانها ، اسرع ليسنزو بامساكها كي لا تقع .
تمتم قائلا :
" هل يعقل ان تكوني هكذا ؟ "
" ارجوك ، لا استطيع ... "
لم تستطع ان تكمل ما تقوله ، كان هناك الكثير من الضجة حولها لكن كل ما كانت تستطيع فعله هو البكاء .
قال :
" لم يكن الامر محرجاً ، حسناً . اذا كنت تريدين البكاء ستفعلين ذلك في مكان خاص . سآخذك الى البنك . "
قال ذلك بصوت منخفض وتابع :
" انه في شارع غولد سميث بالقرب من هنا . فما زال الوقت باكرا كي نفتح ، وبذلك يمكنك البقاء بمفرك لفترة . فكرت ميرديث انها تسمع بعض اللطف في كلماته ، وهذا ما اشعرها بالراحة ، لكنه بع ذلك افسد الامر تماماً اذ قال بعصبية :
" وحتى نصل الى هناك ، اعملي معروفاً واوقفي هذا الفيضان . "
الكبرياء هو ما جعلها تلبي طلبه وليس الرغبة في طاعته ، مع انها سعيدة بمساعدته لها . انه أمر مثير للسخرية ، خاصة انه يعمل على تحطيم حياتها كلها امام عينيها .
كان يحميها كحبيب لها ، يحميها من العيون الفضولية بينما كانا يصعدان الدرج لرايلتو بريدج مع متاجره الفاخرة على الجانبين . ازدياد الضجة ونظرة الى الخضار الطازجة والنادرة جعلتها تدرك انها في الاسواق وقد بدا لها امراً
غريبا ان ليسنزو يقوم برد التحية على المارة بصورة دائمة .
اخيراً قام بفتح باب كبير منحوت ، وبعد لحظة رأت ميرديث انه يقودها الى مكتب كبير ذو مفروشات رائعة وسقف مميز بلوحاته الملونة والثريات الرائعة .
بوجه جامد كالحجر اجلسها على مقهد جلدي وجثى امامها ، ممسكاً بيدها ، قال بسخرية :
" لقد اعتقدت ان دموعك لن تتوقف لقد سالت كالنهر . انك جيدة بذلك حتى انك تنجحين كممثلة رئيسية في مسرح عالمي . "
قالت بحزن :
" لا تعجبني وسائلك . "
لمعت عيناه بقوة :
" أستعمل أية وسيلة اريدها لأحصل على ما أريه ، عندما اريد . "
سألت بغضب :
" هل هذا ينطبق في العمل ومع النساء . "
منتدى ليلاس
ابتسم ابتسامة صغيرة وقال بثقة واضحة :
" لم أفشل يوماً
في الحصول على ما اريده ، ان كان في العمل او في الحب . "
قالت بسرعة :
" اذن استعد لصدمة قوية . "
نظر اليها بقوة :
" لم اتوقف عن ذلك مطلقاً . "




اماريج 23-03-13 07:11 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قالت متعمدة ان تخفي اضطرابها :
" هل يمكنك ان تحضر لي بعض الماء ، من فضلك ؟ "
ابتسم بسخرية :
" بالتأكيد . "
راقبت خطواته الكبيرة فوق البلاط الرخامي . عندما خرج ، تراجعت الى الوراء ، اغمضت عينيها محاولة ان تهدأ نفسها . لديها الكثير كي تفكر به ، الكثير من المشاكل .
ترانكيلو ، فكرت بذلك ، وعاد الحزن والتعب واضح على وجهها . تأوهت بيأس . هي تريد ان تعرف الرباط بين والدها وفينيس كما تريد رصاصة في رأسها . وتأوهت بصوت عال .
اتى ليسنزو وقال بصوت قاي :
" اشربي هذه . "
اعطاها كوباً من الماء المثلج وبدأ يسير عبر الغرفة بتوتر ظاهر . شربت الماء وهي تراقبه من تحت رموشها . في هذه الغرفة الرائعة ، يبدو وكأنه في عالمه الخاص ، فوجهه يحمل تعابير ارستقراطية وكأنه من طبقة النبلاء . احست بالقلق انها قد لا تستطيع الاستمرار معه .
كيف توقعت ان تتعامل مع شخص بقوة ليسنزو سلفاتي ... رجل لديه الكثير من الحيلة والخداع في دمه ... وهي تتوقع ان تقف بوجهه ؟ توقف ليسنزو ، ونظر غاضباً الى ورقة اعمال على المكتب .
سألت بصوت هادئ :
" هذا هو مكتبك ،اليس كذلك ؟ هل انت المدير هنا ؟ "
لم يتكلم ، بدا عليه انه يحاول التفكير امام النافذة الحديدية . كانت اشعة الشمس تشع عبر الزجاج الملون على وجهه .
قال وكأنه وصل الى قرار يريد اخبارها به :
" لست المدير . "
انتظرت وقلبها يخفق بقوة في صدرها . وتابع :
" انا صاحب هذا البنك . "
حدقت به بهدوء ، متسائلة كم هناك من الاسرار بعد وراء هذه المظاهر القوية . بدأ جسمها يرتجف . اذا كان هو بهذه الاهمية ، فلابد ان كورزيني اكثر قوة وأهمية من ليسنزو .
بدأت بالقول :
" لو انك اخبرتني فقط ... "
سأل بسخرية :
" وهل هذا يشكل فرقاً لديك ؟ "
" نعم . "
رفع رأسه بكبرياء ، أشعة الشمس حولت شعره الذهبي الى اللون الابيض ، وغطت وجهه . قال بنعومة :
" انا اريدك ، اذا بقيت هنا ، سأحصل عليك ... هذا وعد . هذا ما تريدينه ايضاً ؟ انت فقيرة ، وانا غني ... "
قالت غاضبة وبسرعة :
" هل تقترح عملية تبادل معي ؟ "
" اتفاق . "
همست :
" انت تدفعني الى الجنون من الغضب . "
اجاب بنعومة :
" نعم ، هذه هي طريقتي . "
صرخت به :
" هذا امر مشين ! ليس هناك فرق بين من انت او ما تملك . فاذا لم تكن الرحل الذي احب واذا لم تكن تحبني ، عندها لا يعقل ان اكون لك . "
ساد الصمت بينهما واخذ ليسنزو يحدق بها وعلمت انه يفكر اذا ما كانت تستحق المحاولة او انه يقرر خطة شريرة اخرى .
قال :
" حسناً . "
منتدى ليلاس
وسار نحو مكتبه ووصل الى الهاتف :
" لقد استسلمت . وقبل ان اندم على طبيعتي الجيدة المؤقتة عليك ان تتركيني اجري بعض الاتصالات وبعدها سأعمل ما في وسعي لاعادتك الى بلادك اليوم . "
فكرت ميرديث بسرعة . لم يكن طبع ليسنزو افضل من الان ،
بدا عليه انه قلق بصورة غير طبيعية ليتخلص منها . وهذا لا يعود لأنها رفضته . ومن المؤكد انه لا يحاول ان يحميها من قدر أسوء من الموت . ابتسمت ابتسامة صغيرة . وقررت ان تحارب على الرغم من كل شيء .






الساعة الآن 04:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية