رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
اقتباس:
انشاءالله حبيبتي واسعدني جداااااا تواجدك فيها ياعسل اقتباس:
العفووووو يالغلا انت الاجمل بمرورك وتواجدك فيها وشاكرة لكم انتظاركم منورين والله :8_4_134: |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
الفصل الرابع كانت القناة الكبرى ملئ بالمراكب من كل الانواع : بعض المراكب للنقل ، بعضها الآخر محمل بالخضار الطازجة ، وكلها متعددة الاشكال والالوان ... بع قليل من الوقت نسيت ميرديث كل شيء الا المنظر الرائع المدهش امامها . ابتسمت وهي تقول : " كل هذه الحركة والجمال تجعلني أشعر بالابتهاج ! " عندما وصلت الى آخر القناة ، رأتها تعج بالناس التي تصعد او تنزل من القوارب السريعة الذي تمر بجانبها ، جميع الوجوه تبدو كأنها تعود الى العصور الوسطى وكأنهم خرجوا على الفور من كتب التاريخ . قال ليسنزو ، وهو يراقبها ببرودة مصطنعة : " انها ساعة مليئة بالعمل والحركة . " نظرت ميرديث اليه بحماس ، فهي تشعر بالفرح من كل هذه الضجة ، الثلج ، المراكب الرائعة الجمال ، قالت بفرح : " الا تشعر بالبهجة من جراء ذلك في كل يوم بحياتك ؟ " " الابتهاج ! " تجاهلت طريقة تعبيره بعدم الاهتمام . كانت تعلم تماماً انه يخبئ حقيقة احساسه بالحياة ما ان وصل الى الشارع المليء بالناس . لقد كان يشعر بالفرح مثلها تماماً . قالت وهي تشير الى الناس التي تمر بقارب متحرك : " لا اعرف كيف تستطيع الناس ان تقرأ الجرائد وهي تمر بمنظر بهذا الجمال . " نظر ليسنزو باقتضاب حوله وقال : " الجمال يخبو بعد فترة ... الا ، اذا كان بالطبع ، هناك شيء اجمل واعمق فيه ليثير الاهتمام . " قالت موافقة : " هذا أمر مؤكد . " تساءلت كم هنّ الجميلات اللواتي سببن خيبة أمل له . وتابعت : " لكن هناك الكثير في فينيس الذي يصادفك ولا تلاحظه فقط بعينيك ، اليس كذلك ؟ انه اكثر بكثير من الجمال الذي يحيط بك ، واكثر من مجرد جمال زائف . " قال ، بينما لاح اهتمام خفيف في عينيه الغامضتين : " انك تشكين في أمر ما ، ماذا ترين وراء القناع التي تقدمه فينيس لزوارها ؟ " قالت بنعومة : " الغموض . " واخذت تحدق بالنوافذ الطويلة والستائر التي تبقي العالم خارجاً وتخفي العواطف والانفعالات الحقيقية في الداخل : " كل هذه الابهة الفارغة ... هي واجهة للعواطف الحقيقية ولأحزان الناس لأسراري في مكان ما . لابد من وجود اسرار اخرى ، وانه لأمر رائع ان يتمكن المرء من اكتشافها ... " قال وهو يمسك بكتفها : " ماذا تعنين بأسرار اخرى ؟ " منتدى ليلاس ابتسمت وقالت : " لست ادري ! " لفت نظرها مجموعة من الاشخاص يرتدن ثياباً إيطالية جميلة يركبون مركب صغير . بدا لها انهم يقومون بنزهة لأنهم يتنقلون من جانب الى آخر في القناة وهو واقفون ، مثل الناس التي تحتشد في وسائل النقل في لندن . لمعت عيناها بفرح وقالت : " فينيس قديمة جدا ليكون لديها الآف الاسرار : جرائم ثأر ... اطفال غير مشردة ، عمليات احتيال ... خاصة انها كانت عاصمة المال في العالم لمئات من السنين . " |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
نظرت اليه بجرأة : " انتم موظفو البنوك تعرفون جيداً بهذه الاعمال . " " انت ، بالطبع ، ستغادرين قريباً . " شعرت بالشك في كلامه فقالت : " قد لا ارحل على الفور ... " للحظة لم يستطع ان يسيطر على غضبه . فقال بغضب : " هل ستبقين ؟ " وامسك بها بقوة . صرخت : " لا ، هل ستدفعني الى القناة ؟ " ابتسم وقال : " لا ، لن أرميك ، ليس قبل الليلة ، هذا كل ما في الامر . " شهقت وقالت : " اه ! لا ! لا استطيع البقاء في شقتك . لا استطيع ! " " اه ، عزيزتي . اذن انت تودعينني الان . انت بالتأكيد ستعودين الى بلادك . " تنهد بأسى ، لكن عينيه كانتا تراقبانها باهتمام . كيف يمكنها ان تكذب عليه . لو انها تستطيع التفكير ... قالت : " لا ... لا ليس بالتحديد ... " " اذا بقيت هنا ، ميرديث ، اذا ذهبت الى اي مكان في فينيس ، سأعثر عليك وسأضع حصاراً حولك . " همست : " لا يمكنك ان تقصد ما تقوله . " ضحك بمكر : " لا ؟ " وتابع وهو يتودد اليها : " ابقي ام اذهبي . تريدينني ام لا . قرري الان . مفهوم ؟ " " انا ... انا . " شعرت بغصة في حلقها تابعت بضعف : " انك تتصرف بحقارة معي ! " سمعت صوت اضطراب اعصابها في أذنيها . انه يعاملها كفتاة رخيصة . امتلأت عيناها بالدموع فها هو يتكلم معها كلام مهين امام الناس ، بينما نصف شعب فينيس يسير بجانبها في القناة . اغمضت عينيها بخجل . سأل بخشونة : " اذن ستذهبين ؟ " سمعت صوتاً يصرخ : " سنزو ! كوزو ؟ " ابتعد عنها بسرعة ، وبغضب شديد صرخ قائلاً : " ولا كلمة . " مرر يده بشعره الاشقر وكرر قائلاً : " ولا كلمة . " بحزن نظرت ميرديث الى المرأة الجميلة التي ظهرت فجأة ، من الواضح انها صديقة لكنها لم تتمكن من رؤيتهما بسبب دموعها المنهمرة سمعته يقول : " مي لايس ان باس . " سمعت صوت المرأة يقول بشك : " ابرستو . كايو . " تمتمت ميرديث : " ماذا كنت تقول لها ؟ " قال بخشونة : " لقد قلت لها ان تدعني بسلام . " قالت مستفهمة : " تدعك بسلام ؟ وماذا عني ؟ كيف يمكنك ؟ " عادت لتبكي وهي ترتجف من الغضب والخجل معاً . عندها شعرت بذراع ليسنزو يلتف حولها ويقول لها بصبر : " ترانكيلو ، ترانكليو . " منتدى ليلاس شعرت وكأنها تجمدت فجأة ، ذكرى قاسية مرت ببالها : " مرة حاول والدها تهدئتها عندما كانت تبكي بجنون لفقدانها كلبها الصغير . قال لها يومها " ترانكليو ، اي اهدئي . " شعرت وكأنها اصبحت باردة كالثلج وان قدميها اصبحتا كالرصاص . لأنها الان تعلم ان والدها كان يتكلم الايطالية . همست : " اه ، لا . " لقد استعمل والدها تلك الكلمة بصورة لا شعورية . لقد كان منزعجاً . لكن تلك الكلمة نطقها بصورة طبيعية . |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
رفعت ميرديث وجهها المليء بالدموع . ان هناك صلة بين والدها وبين ايطاليا . جالت تلك الفكرة في خاطرها ، مانعة اياها عن الحركة . قال ليسنزو بقوة ، وهو يهزها : " ميرديث ! ميرديث ! " ببطء شديد ركزت انتباهها عليه ، قالت بحزن شديد : " اه ! ليسنزو ! " وجدت نفسها لا تقوى على الكلام مع الخوف القوي المسيطر عليها ، لأن حياتها كلها قد بنيت على كذبة كبيرة . هذا ما كانت تفكر فيه . فوالدها كان دائماً يلبس ثياباً انيقة ، ولا يأكل الا الطعام الجيد والغالي الثمن ، يحب الموسيقى ، والاشياء الجميلة ... بأت الشكوك التي تتجمع في فكرها تنذرها . ربما لدى ليسنزو سبب وجيه لمعاملتها بازدراء . ربما عائلتها قد ابتزت المال ... فجأة شعرت ان قدميها لم تعد تحملانها ، اسرع ليسنزو بامساكها كي لا تقع . تمتم قائلا : " هل يعقل ان تكوني هكذا ؟ " " ارجوك ، لا استطيع ... " لم تستطع ان تكمل ما تقوله ، كان هناك الكثير من الضجة حولها لكن كل ما كانت تستطيع فعله هو البكاء . قال : " لم يكن الامر محرجاً ، حسناً . اذا كنت تريدين البكاء ستفعلين ذلك في مكان خاص . سآخذك الى البنك . " قال ذلك بصوت منخفض وتابع : " انه في شارع غولد سميث بالقرب من هنا . فما زال الوقت باكرا كي نفتح ، وبذلك يمكنك البقاء بمفرك لفترة . فكرت ميرديث انها تسمع بعض اللطف في كلماته ، وهذا ما اشعرها بالراحة ، لكنه بع ذلك افسد الامر تماماً اذ قال بعصبية : " وحتى نصل الى هناك ، اعملي معروفاً واوقفي هذا الفيضان . " الكبرياء هو ما جعلها تلبي طلبه وليس الرغبة في طاعته ، مع انها سعيدة بمساعدته لها . انه أمر مثير للسخرية ، خاصة انه يعمل على تحطيم حياتها كلها امام عينيها . كان يحميها كحبيب لها ، يحميها من العيون الفضولية بينما كانا يصعدان الدرج لرايلتو بريدج مع متاجره الفاخرة على الجانبين . ازدياد الضجة ونظرة الى الخضار الطازجة والنادرة جعلتها تدرك انها في الاسواق وقد بدا لها امراً غريبا ان ليسنزو يقوم برد التحية على المارة بصورة دائمة . اخيراً قام بفتح باب كبير منحوت ، وبعد لحظة رأت ميرديث انه يقودها الى مكتب كبير ذو مفروشات رائعة وسقف مميز بلوحاته الملونة والثريات الرائعة . بوجه جامد كالحجر اجلسها على مقهد جلدي وجثى امامها ، ممسكاً بيدها ، قال بسخرية : " لقد اعتقدت ان دموعك لن تتوقف لقد سالت كالنهر . انك جيدة بذلك حتى انك تنجحين كممثلة رئيسية في مسرح عالمي . " قالت بحزن : " لا تعجبني وسائلك . " لمعت عيناه بقوة : " أستعمل أية وسيلة اريدها لأحصل على ما أريه ، عندما اريد . " سألت بغضب : " هل هذا ينطبق في العمل ومع النساء . " منتدى ليلاس ابتسم ابتسامة صغيرة وقال بثقة واضحة : " لم أفشل يوماً في الحصول على ما اريده ، ان كان في العمل او في الحب . " قالت بسرعة : " اذن استعد لصدمة قوية . " نظر اليها بقوة : " لم اتوقف عن ذلك مطلقاً . " |
رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
قالت متعمدة ان تخفي اضطرابها : " هل يمكنك ان تحضر لي بعض الماء ، من فضلك ؟ " ابتسم بسخرية : " بالتأكيد . " راقبت خطواته الكبيرة فوق البلاط الرخامي . عندما خرج ، تراجعت الى الوراء ، اغمضت عينيها محاولة ان تهدأ نفسها . لديها الكثير كي تفكر به ، الكثير من المشاكل . ترانكيلو ، فكرت بذلك ، وعاد الحزن والتعب واضح على وجهها . تأوهت بيأس . هي تريد ان تعرف الرباط بين والدها وفينيس كما تريد رصاصة في رأسها . وتأوهت بصوت عال . اتى ليسنزو وقال بصوت قاي : " اشربي هذه . " اعطاها كوباً من الماء المثلج وبدأ يسير عبر الغرفة بتوتر ظاهر . شربت الماء وهي تراقبه من تحت رموشها . في هذه الغرفة الرائعة ، يبدو وكأنه في عالمه الخاص ، فوجهه يحمل تعابير ارستقراطية وكأنه من طبقة النبلاء . احست بالقلق انها قد لا تستطيع الاستمرار معه . كيف توقعت ان تتعامل مع شخص بقوة ليسنزو سلفاتي ... رجل لديه الكثير من الحيلة والخداع في دمه ... وهي تتوقع ان تقف بوجهه ؟ توقف ليسنزو ، ونظر غاضباً الى ورقة اعمال على المكتب . سألت بصوت هادئ : " هذا هو مكتبك ،اليس كذلك ؟ هل انت المدير هنا ؟ " لم يتكلم ، بدا عليه انه يحاول التفكير امام النافذة الحديدية . كانت اشعة الشمس تشع عبر الزجاج الملون على وجهه . قال وكأنه وصل الى قرار يريد اخبارها به : " لست المدير . " انتظرت وقلبها يخفق بقوة في صدرها . وتابع : " انا صاحب هذا البنك . " حدقت به بهدوء ، متسائلة كم هناك من الاسرار بعد وراء هذه المظاهر القوية . بدأ جسمها يرتجف . اذا كان هو بهذه الاهمية ، فلابد ان كورزيني اكثر قوة وأهمية من ليسنزو . بدأت بالقول : " لو انك اخبرتني فقط ... " سأل بسخرية : " وهل هذا يشكل فرقاً لديك ؟ " " نعم . " رفع رأسه بكبرياء ، أشعة الشمس حولت شعره الذهبي الى اللون الابيض ، وغطت وجهه . قال بنعومة : " انا اريدك ، اذا بقيت هنا ، سأحصل عليك ... هذا وعد . هذا ما تريدينه ايضاً ؟ انت فقيرة ، وانا غني ... " قالت غاضبة وبسرعة : " هل تقترح عملية تبادل معي ؟ " " اتفاق . " همست : " انت تدفعني الى الجنون من الغضب . " اجاب بنعومة : " نعم ، هذه هي طريقتي . " صرخت به : " هذا امر مشين ! ليس هناك فرق بين من انت او ما تملك . فاذا لم تكن الرحل الذي احب واذا لم تكن تحبني ، عندها لا يعقل ان اكون لك . " ساد الصمت بينهما واخذ ليسنزو يحدق بها وعلمت انه يفكر اذا ما كانت تستحق المحاولة او انه يقرر خطة شريرة اخرى . قال : " حسناً . " منتدى ليلاس وسار نحو مكتبه ووصل الى الهاتف : " لقد استسلمت . وقبل ان اندم على طبيعتي الجيدة المؤقتة عليك ان تتركيني اجري بعض الاتصالات وبعدها سأعمل ما في وسعي لاعادتك الى بلادك اليوم . " فكرت ميرديث بسرعة . لم يكن طبع ليسنزو افضل من الان ،بدا عليه انه قلق بصورة غير طبيعية ليتخلص منها . وهذا لا يعود لأنها رفضته . ومن المؤكد انه لا يحاول ان يحميها من قدر أسوء من الموت . ابتسمت ابتسامة صغيرة . وقررت ان تحارب على الرغم من كل شيء . |
الساعة الآن 04:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية