منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t185604.html)

اماريج 15-03-13 10:03 PM

1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3375161961.jpg

صباكم ومساءكم ورد ياحلوين
:flowers2:
اليوم راح انزل رواية حلوة كتيرررر هي من روايات عبير دار النحاس
وحبيت اشاركم فيها ويارب تنال رضاكم ياحلوين :flowers2:
للامانة الرواية منقولة
اسم الرواية :قناع من الخداع
الكاتبة :سارا وود


الملخص
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3375162013.gif
أنه ماهر في انتقاء الازياء ... جذاب ومثير . قوي ومخادع في شخصيته .
ليسنزو كذلك يؤمن ان جدة ميرديث قد ابتزت زبونه ، الثري ، من عائلة كورزيني .
منتدى ليلاس
قررت ميرديث ان تبرهن لليسنزو أن إدعاءه كاذب ... لتصل الى حقيقة ما طالبت به جدتها ...
لكن اولاً كان عليها الاختيار بوضوح بين ان تدفع ليسنزو داخل القناة الكبرى او ان تقبل ببرودة عناقه
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3375162013.gif


:liilas:
قراءة ممتعة للجميع


اماريج 15-03-13 10:05 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 

قناع من الخداع 1
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3375162013.gif
" أتمنى ان لا تتخيل انك تستطيع ان تستفيد مني . "
" اريد ان احاول . "
نظرت اليه غير مصدقة ، وهي تشعر باحساس غريب . لابد انه التعب . وهذا هو سبب الارهاق البسيط ، ايضا? .
ترنحت قليلا ، واغمضت عينيها الزرقاوين المشعتين .
تلعثمت قائلة :
" اه ، انني متعبة جدا؟"
منتدى ليلاس
قال بصوت ناعم وهو ينظر اليها :
" جملة جميلة ،حان الوقت كي ننام ، الا تعتقدين ذك ؟ "
وبدأ ،يحدق بها باهتمام .
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3375162013.gif


اماريج 15-03-13 10:10 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
ملخص عن حياةالكاتبة
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3375162013.gif
الطفولة في بورتسموث تعني ، بالنسبة إلى " سارا وود " ، ركبتين قذرتين وجدائل متطايرة في الهواء ، وسعادة لا تضاهى .
وقد جعلها الفقرتتحول من طابعة على الآلة الكاتبة ومؤجرة غرف على شاطئ البحر ، إلى معلمة ، إلى أن منحتهاالكاتبة ، أخيراً ، الحرية التي يسعى إليها دمهاالغجري .
سعيدة في زواجها ، ولديها ولدان وسيمان ريتشارد ، وهو متزوج ، هادئ ، وجدير بالثقة ،ويعمل سائق شاحنة .
وسيمون وهو صائغ فضة متنقل ، وباني سقوف ولحام اوكسجين . وتعيش سارا في كورنيش في المنطقة الريفية .
وأوقاتهاتتناوب بين حياة الكاتبة المتألقة ، وحبهاالمحموم للعمل في الحديقة والذي يسمح لهابالرجوع إلى قذارة الركبتين والخلو من المسؤولية ، مرة أخرى .
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3375162013.gif

اماريج 15-03-13 10:14 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
الفصل الأول
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3375162013.gif
" اعذريني ... عفوا . "
ابعدت ميرديث نظرتها الحسودة عن العائلات التي تسلم على بعضها البعض في المدخل الطويل واستدارات نحوالرجل الذي كان يتكلم مع انها كانت متأثرة جدا، اثارانتباهها الرجل الواقف امامها .هناك انسجام رائع الجمال به من رأسه حتى قدميه .
كان يرتدي معطفا من الصوف الناعم يناسب لون عينيه الداكنتين اما الشال الحريري الانيق لونه فاتح كلون شعره . وهذا ، مافاجأها ، كان يشبه لون الذرة . الوان متشابكة منسجمة . امرمذهل .
سألت :
" هل يمكنني ان اساعدك ؟ "
محاولة ان لا تجعله يشعر بدهشتها الواضحة في عينيها الزرقاويين .
تحدث بالانكليزية معها لأنه نظر الى قبعتها المصنوعة باليد ،ومعطفها الرخيص الثمن .
فهي مما لاشك فيه غير ايطالية ،قرر ذلك بوضوح ، لابد ان هذه المرأة هي انكليزية !ابتسمت له ، فأنارت الابتسامة وجهها .
قال بنعومة :
" هل هذه الطائرة آتية من لندن ؟ "
لم يعجب ميرديث ردة فعله لأن الناس عادة لا تبقى عدائية مع نظراتها الصديقة . كان يتكلم بلهجة محايدة ... لكي يخفي تحتها غضب قوي يسيطر عليه . اقتربت منه اكثر ، وقالت :
" هذا صحيح . لقد عمت الفوضى في برنامج الطيران ، اليس كذلك


اماريج 15-03-13 10:22 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
لقد تأخرنا في الوصول في الموعد اكثر من يوم بسبب عاصفة ثلجية عنيفة . "
حاولت ان تعادل بأوزان الحقائب الست التي تحتوي ثيابها ، شعرت بمسكات الحقائب تترك اثرا على يديها .
ادار الرجل الايطالي رأسه ، من الواضح انه كان يتذكر طباعه قال بحدة :
" شكرا لك . "
كان يمسك بيده بطاقة وهو ينظر الى باب الخروج للقادمين وكأنه يتوقع ان يدخل منه ألد اعدائه .
سألت ميرديث :
" لا اعتقد انك كنت بانتظاري ؟ "
متمنية بحرارة ان لا يكون .
قال براحة :
" اه ، حسنا، لم افكر بذلك . "
وهي تشعر بعدم الارتباك بسبب تصرفه الوقح . كان من المفروض ان ينتظرها احد ما من قبل مصرف دو أورو ، وهذا الشاب الاشقر بالتأكيد لا يشبه موظف في مصرف ... مع انه قد يكون السينيور كورزيني .
اصبح وجهها حزينا فجأة ، وتطلعت الى الغرفة الخالية بقلق ، وتذكرت سبب مجيئها المعيب .
الابتزاز . انه عمل مشين . مجرد التفكير به ، جعلت قدميها ترتجفان والحقائب تسقط من يديها المتعبتين .
منتدى ليلاس
حاولت ميرديث يائسة ان لا تسقط ثيابها من الحقائب لتجد ان قدميها تنزلقان بسبب الثلج الذي دخل الى القاعة .
" انتبهي ! "
شعرت للحظة او اكثر بحماية يدين قويتين ثم سقطت فوقه وهي تشعر بالصوف الناعم لمعطفه .
رفعت رأسها ، وهي تشعر بدفء في وجهها من جراء الصوف الناعم في معطفه ، احست على الفور بنفس بارد كالثلج على جبينها . لابد انه مليء بالعضلات تحت تلك الهالة من الاناقة المفرطة .
قالت معتذرة :
" آه ، كم هو مخجل ! إنني آسفة . "
اصطدمت عيناها بنظراته الباردة :
" معطفك الجميل ... "
ارتجفت رموشها ، وابتعدت عنه لتلتقط اغراضها المتبعثرة ، وهي تعلم كم تبدو مرتبكة .
سألت بقلق :
" اعذرني ... هل يحتاج معطفك لتنظيف ؟ "
متمنية ان لا يرسل اليها الفاتورة . فلديها ما يكفي من المشاكل أمامها ، من دون التفكير بصرف اية اموال اضافية من مدخراتها القليلة .
زاد وجهه تجهما ، وقال بلهجة غاضبة :
" نعم . "
واخذ يدفع ببعض ثيابها في الحقائب .
رأت ثيابها امامه فقالت :
" ارجوك ، يمكنني ان افعل ذلك بنفسي ... "
وهي تشعر بالوضع السخيف الذي اوقعت نفسها به .
نظر اليها بتعالٍ ، لكنه استمر في حزم اغراضها ، وبداوجهه ينم عن استخفاف واضح بها .
قال محذرا:
" راقبي اين تضعين قدمك في المستقبل . "
وقف وهو يسند حقيبتين الى قدمه . انحنى يلتقط البطاقة التي كان يحملها ثم قال غاضبا وهو ينظر حوله في القاعة الفارغة :
" هل انت اخر القادمين ؟ "
منتدى ليلاس
" نعم ، لقد مزقت حقيبتي بسبب الحزام الحديدي . "
ارادت ان تفسر له سبب توزع امتعتها على عدد كبير من الحقائب الصغيرة . ابتسمت وهي تتذكر كم ساعدها المسؤول ثم قالت :
" اعطوني هذه الحقائب ، وقدم لي رجال الجمارك فنجانا في القهوة ، ومسحوا دموعي و ... "


اماريج 15-03-13 10:34 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
قاطعها الرجل بخشونة ، ليوقف كلامها فجأة :
" آه ، لقدانتظرت من اجل لا شيء ."
قال ميرديث متعاطفة معه :
" اه ، ما هذا الحظ السيء . "
كان يبدو عليه انه يستطيع تحطيم كل ما يقف في طريقه . تنهدت قائلة :
" حسنا ، من الافضل ان اجد قاربا يقلني الى فنيس . "
بعد ان تاكدت انه لم يحضر احد ليصطحبها .جمعت الحقائب المبعثرة ، كانت قد اقلت نصفهم الى باب المدخل لأنها وجدت من الصعب السير وحملهم معا . سيدةالحقائب تصل الى فينس ، هذا ما فكرت به ، وهي تحاول ان ترفع من معنوياتها الى ما ستصادفه في هذه الرحلة .
" توقفي مكانك ! "
رفعت ميرديث حاجبيها من المر السريع الذي سمعته .استدرات لترى الايطالي المغرور يسير على الثلج باتجاهها . سألت بقلق :
" هل سأنتظر طويلا ؟ فهذه الحقائب ستمزق ... "
" ليس هناك اي قوارب ، فالمياه متجمدة وهي غير عميقة .عليك الذهاب بالتاكسي . "
رأى مظاهر الخيبة في وجهها
فاضاف :
" لكن لا تقلقي ، فالانتقال في القتال ما زال عاديا ...وبذلك يمكنك متابعة الطريق بمركب . "
قالت مازحة :
" انا أذهب في تاكسي ؟ "
تجاهلت جملته الاخيرة .
" شكرا كثيرا على هذه المعلومات ، لكن فتيات مثلي لا يستأجرن تاكسي . الا تعلم ذلك من تصميم قبعتي ؟ انها فقط للفتيات اللواتي ينتظرن النقل العام . " ابتسمت له ابتسامة كبيرة والاحساس بالفرح من قلبها جعله يخفف من طبعه السيء قليلا .
" ابقي هنا في هذا الوقت من الليل ، وسترين ما لا يفرحك . "
حدق الرجل الايطالي بعينيها الواسعتين اللتين اصبحتا قلقتين وتابع :
" خذي تاكسي في الحال ، انك تبدين وكأنك بحاجة لواحدة . "
قال ذلك وهو يشير الى حقائبها .
" لا استطيع ... "
قال مقترحا بنعومة :
" شاركيني سيارتي . "
ندمت ميرديث بسرعة على احساسها الطبيعي بالصداقة ،مذكرة نفسها انها ليست في بلادها ، وها هي تتحدث مع غرباء وتصعد اية سيارة تدعوها . عليها الحذر من اشخاص كهذه .
الترتيب في تصفيف شعره الى حذاءه اللماع ، مما لا شك فيه انه انسان مهم .انه ينتمي الى عالم آخر عن الناس التي تعيش معهم في وادي ويلاش .
اجابت بلطف ، محاولة ان لا تصده :
" انك حقا لطيف ، لكن لا ،شكرا . فأنا لا اعرفك ، اليس كذلك ؟ كان يجب ان لا اتكلم معك .
لكن من الصعب تذكر امور كهذه وقد نشأت في قرية ، وتعودت ان تتحدث مع كل من يصادفك ... ، كم الطقس بارد ! "
ارتجفت من الرياح الباردة وشدت قبعتها اكثر حول اذنيها .
رفع حاجبيه متعجبا :
" انك ترفضين عرضي ؟ "
منتدى ليلاس
ابتسمت وقالت :
" لا اعتقد ان ذلك يحدث معك عادة ، اليس كذلك ؟ "
راقبت ميرديث الصراع الظاهر على وجه الرجل وهو يحاول ان يسيطر على تعجبه ، وتساءلت لما لا يضحك بينما يظهر بوضوح انه مستمتع بصراحتها .
قال ببساطة :
" لقد تأخر الوقت ، انك تشعرين بالبرد وربما متعبة مثلي أيضا. ونحن الاثنان ذاهبا الى فنيس ... "



اماريج 15-03-13 10:40 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 

قالت تذكره بما عليه من اعمال :
" لكن هناك شخص ما عليكمقابلته . "
هز كتفيه غير مبال ، واخذ البطاقة من جيب معطفه ورماها في سلة المهملات . " لقد عنيت الامرين . "
وعلى الرغم من صوته العادي ، تفاجأت ميرديث من تعاليه وكرهه للشخص الذي كان ينتظره . تابع :
" هل انا مصاب بلعنة إمضاء ساعات عدة من وقتي الثمين بانتظار كل طائرة تهبط ؟ سأترك المتطفل يذهب الى فينس لوحده . "
قالت تخفف عنه :
" يبدو انك تنتظر منذ وقت طويل . "
" بالطبع ذلك ، طوال حياتي وانا انتظر . "
ضحكت ميرديث من المبالغة في كلامه وقالت :
" ياه ، هذاوقت طويل جدا ! لا عجب ، انك كبرت ! "
نظرت اليه وهي تفكر انه بلا شك سيضحك ايضا . لكن تهجمه زاد فتوقفت عن المزاح وتابعت بلطف :
" ربما صديقك ... "
قال :
" بل عدوي . " وكأنه عض شفته على زلة لسانه .
شعرت بعدم الراحة من غضبه لكنها قالت :
" اه ، حسنا ، مهما يكن . انت تعلم ان الطقس مخيف في انكلترا ... والثلوج تقطع كل الطرقات . ربما ضيفك قد علق بعاصفة ثلجية . "
قال بفرح :
" الان هذه فكرة مفرحة . "
لم تكن تعابير وجهه واضحة ، لكن شد على قبضتيه بقوة مما جعل ميرديث تندهش من قدرة الرجل على ابقاء عضلات وجهه حيادية . تساءلت ما الذي حدث حتى اصبح هذا الايطالي مليء بالحقد .
قالت ، وتعابير وجهها تظهر كل ما تفكر وتشعر به كالعادة :
" انت لا تقصد ذلك . "
احست انها بمشكلة . فالتكلم مع الغرباء قد يكون عملا متهورا ، لكنها فكرت به وهو ينتظر متعبا لشخص لا تعرفه . وشعرت بالأسف نحوه .
قالت :
" ارجوك ، ضع نفسك في مكانه ... "
برم شفتيه تذمرا :
" لقد فعلت ، وهذه هي المشكلة . ولهذا هوهنا . لكنني مسيطر جدا على الوضع . "
باهتمام واضح ، درس قلقها ، ووجدت انه تجاوب في النهاية مع ابتسامتها لكن ابتسامته كانت باردة . كان هناك شيء في تصرفه الهادئ جعلها تشعر بالثقة نحوه وان هناك نوع من الانسجام بينهما . فهي لم تتعرف على رجل من قبل يتحدث بهذه النعومة ... او بهذا التأثير . ابتعدت عنه خطوة بعد ان اكتشفت انها تقف بالقرب من اكثر مما هو مقبول اجتماعيا .
قالت بقلق :
" من الافضل ان اذهب ... كنت اتمنى ان اجد احدا بانتظاري ، لكنني لا استطيع لومهم لأنهم لم ينتظروني كل هذا الوقت . لو انني اعرف كيف انتقل بجوار المطار كي استطيع الوصول الى فينس . "
ما افن فتح فمه ليعترض على ما تقوله ، رفعت يدها لتمنعه وضرب كوعها بالبطاقة التي رماها . سقطت على الارض ،ورأت ما كتب عليها " ليسنزو سلفياتي ، بنكو دو اورو . "
بدت الدهشة واضحة على وجهها وهي تقرأها ببطء مجددا ، انه اسم الشخص الذي كان يفترض ان ينتظرها .
ابتسامة من الفرح والراحة ملأت وجهها . قالت والسعادة تظهر على وجهها :
" هذا جنون ! لقد ادركت للتو من تكون ! "
بقى باردا ، لكنه سأل بقلق :
" انت ماذا ؟ "


اماريج 15-03-13 10:46 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
هزت رأسها بفرح . لقد نسيت كل ما سمعته ما عدا انها رأت من يساعدها في حمل حقائبها والتكلم معها . قالت بنصر :
"انت كاتب في البنك ؟ "
قال غاضبا ، ومن بين اسنانه :
" صاحب البنك . "
ابتسمت ، مدركة انها جرحت كبرياؤه :
" صاحب بنك ، ام كاتب فيه ، لا فرق عندي . سيسعدك ان تعلم ، سيد ليسنزو سلفياتي ان رحلتك لم تكن بلا طائل . "
زاد غضبه ، وقال مصححا لها :
" ليسنزو ، وكيف يكون ذلك ؟ "
قالت بسعادة :
" لأنني ، انا ميرديث وليمز . "
قال ليسنزو :
" ميرديث ... ! "
واطبق فمه ، لم يعد هناك اي اثر للاحترام . بدا وكأنه صدم باسمها . اسقطت ميرديث يدها الممدة لمصافحته بدهشة . الغضب من رؤيتها كان قويا لدرجة انه كان يرتجف ، قال بحقد واضح :
" هذا مستحيل ! "
صرخت ، غير آبهة لغضبه :
" لا ، ليس كذلك ! لما يجب ان يكون مستحيلا ! "
قال بسرعة :
" لأن ميرديث وليمز هو رجل ، اعلم ذلك بالتأكيد . "
قالت بحزم :
" حسنا ، ميرديث هذه هي امرأة ، من القبعة على رأسي حتى حذائي ، اعلم ذلك ... "
قاطعها بصوت حاد كزئير الاسد :
" لا تمازحيني ! من انت ؟ "
غضبه الصارخ جعلها تتراجع خطوات الى الوراء .
قالت مستغربة من شدة غضبه :
" لقد اخبرتك ، ميرديث . انني الشخص الذي اتيت لاستقباله . ادا وليمز هي جدتي . "
بدت الدهشة واضحة على وجهه :
" انا لا اصدق ذلك . "
قال بصوت غريب :
" امرأة ؟ "
شتم بصوت خفيف :
" المدعية ... "
توقف عن تكملة ما يريد قوله وتنفس بعمق ، مسيطرا على الغضب الذي في داخله الذي بقى يظهر جليا في لمعان عينيه .
قال فجأة :
" لديك اخوة ؟ "
حاولت ميرديث ان تجمع افكارها المشتتة . لم تكن تعلم لما ليسنزو كهتم بذلك ، ولما ينتظر باهتمام واضح اجابتها .
" انني الطفلة الوحيدة في عائلتي . ليس هناك احد غيري ... "
تمتم كلمات غير مفهومة بعدها بدا عليه قليلا الراحة .
قال :
" انت سيئة بما يكفي . "
فجأة توضحت المسألة وعلمت ميرديث لما كان يتجول في المطار كالاسد الغضبان . ليس ذلك بسبب الانتظار الطويل ،ولا بسبب البرد القارسي الذي عاناه .
ان الامر اسوء من ذلك . فهو يعلم كل شيء عن الابتزاز .
شعرت بأن عينيه تغمضان ، وكأنهما تريدان ان تمحوان كل شيء : الاحراج ، والصدمة والشعور العميق بالخجل . لا عجب انه يبدو وكأنه يريد دق عنقها . تأوهت . كل ذلك الكره المخيف للرجل الذي ينتظره كان لها .
قالت منزعجة :
" هذا مخيف ، لقد ادركت انني هنا بسبب ... الابتزاز ؟ "
لم تستطع ان تتفوه الكلمة الاخيرة بلا تعلثم .
منتدى ليلاس
رفع حاجبيه بانتقاد ، وقال بحدة :
" حسنا ، انت لا تخفين ما تضمرين له ، اليس كذلك ؟ "
احمرت على الفور من الاهانة الموجهه لها : ماذا تعني ؟هل تعتقد انني اتيت ... ؟
اكمل ليسنزو ، ما تريد قوه ببطء بوضوح ، ليبرز لها اكثرقلة احترام ممكنه




اماريج 15-03-13 11:15 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
" لتكملة الابتزاز الذي بدأت به جدتك ؟ نعم ،هذا ما اعتقده . والا لما ازعجت نفسك المجيء قاطعة نصف قارة اوروبا خلال طقس مثلج كهذا ؟قالت ، غير مصدقة :
" اه ، كيف تجرؤ ؟ واجبك يقضي عليك ملاقتي ، لا ان تعطي الاحكام ... وهذا ما لا يحق لك به . هذه القضية هي بيني وبين كورزيني . "
منتدى ليلاسقال بهدوء :
" لا ، انها بينك وبيني . "
حدق بها بقوة .قالت :
" انا لا اعامل مع الوسطاء . "
ادركت للتو انه انزعج جد? من الاهانة ، لكن الوضع خطير جدا ولا تستطيع ان تتعامل معه بلباقة .
" لقد قلت في رسالتي الاسبوع الماضي انني اريد منك ان تحدد لي موعدا معه ، غدا . "
تابعت بكبرياء وكرامة :
" وحتى ذلك الوقت ، دعني أمر ، استطيع ان اصل بنفسي الى اي فندق . "
صممت ميرديث بكل قوتها ان تريه انها تستطيع تدبر امرها بدون صاحب بنك وقح سمع نصف الحقائق ووصل الى نتائج خاطئة . بسرعة قصوى مرت امامه ، مجبرة نفسها على السير بقوة وبارادة فوق الثلج المكوم نحو اقرب موقف
للباص .
قال آمرا :
" تعالي الى هنا . "
تجاهلته ، فتابع بغضب :
" انك تتصرفين بحماقة . "
استدرات ميرديث نحوه ، بغضب كبير :
" لا اعتقد ذلك ! انت من يتصرف بحماقة . الناس التي تصل الى احكام متسرعة مبنية على بعض الاقاويل وبراهين واهية هي الحمقاء . انت
وكورزيني مخطئان تماما . بالنسبة لجدتي ولي حتى بالنسبة الى وجودي . " هزت رأسها وتابعت :
" حتى ان مخليتكما لم تعتبر ان ممكن ان تكون ميرديث هي امرأة ! "
" انت من . "
وتوقف عن الكلام محدقا بها بإحباط لأن ما تقوله صحيح .
" ليس هناك شيء في رسالتي يوحي بأنني رجل . هذا خطأ قمت به . لما لا تعترف انه يمكن ان يكون لك اخطاء اخرى ؟ "
ادارت وجهها عنه ، وامسكت بالبرنامج من حقيبتها وهي تنظر اذا كان هناك باص يمر من هنا قبل ان تتجمد من البرد .
سمعت وقع خطواته على الثلج تبتعد بسرعة وشعرت بأن اعصابها ترتاح .ذهب ليسنزو بعد مرور لحظات ، ثم توقفت تاكسي بالقرب منها واخرج رأسه الاشقر من النافذة .
قال بكبرياء :
" اصعدي . "
قالت :
" من تكون ، حاكم ، مدير ! "
تأوه بغضب مخيف ، لكنها بقيت واقفة مكانها ، وهي تقول :
" لن اصعد مع انسان يفكر انني هنا وراء ابتزاز ما . سأتدبر الامر بنفسي . " استعادت هدؤها وتابعت :
" لكن ما عليك الانتظار ، ليسنزو سلفياتي !وستتمنى انك لم ... "
فتح الباب على الفور وقفز ليسنزو من السيارة كالعاصفة ،
ممسكا بيدها بقوة ، وجهه مليئا بالغضب . صرخت ميرديث ما ان شدها بقوة نحوه .
قال :
" لا تهدديني ابدا ، ولمعلوماتك ، لقد تمنيت كثيرا انني لو لم اسمع بك او بجدتك الماكرة . لكنك ستصعدين في هذه التاكسي وتتوقفي عن هذه التصرفات السخيفة ، حتى لو اضطررت لحملك ورميك مثل حقائبك السخيفة . انني اعني ذلك . اذن قرري هل ستصعدين بنفسك ، ام تريدين مساعدتي . "




اماريج 15-03-13 11:21 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 

غضبه الصارخ أثار رعبها ز لكنها محقه بما تفعله لذلك بقيت واقفة ، ورفعت وجهها له بغير اهتمام مع انها كانت يتنهمر دموعها من الغضب .
" انت تعتقد انني حفيدة مجرمة ... "
قاطعها بسخرية :
" انا لا اعتقد . انا اعلم ذلك بكل تأكيد .لديك عشر ثوانٍ فقط . "
حدق بها بعينين ثاقبتين . فبدأت ترتجف ، لا تصدق كل هذا الوضع . لم يكن امرا معقولا ان تدان بهذا الشكل بدون اسباب حقيقية .
قالت بتأثير :
" انك مخطئ . لقد كنت دائما امينة . رباني والدي على ... "
" الكذب ، الغش ، السرقة ، خمسة ... اربعة ... "
شقت طريقها لتبتعد عنه :
" اه ! دعني أمر ، والا ... "
صرخ ليسنزو ، وهو يضع يده بقوة على ذراعها :
" والاماذا ؟ لا تكوني سخيفة . "
نظر الى عنادها القوي وتمتم شيئابالايطالية ، تابع بقوة :
" الا تعلمين انه لا يوجد نقل عام حتى الفجر ؟ "
قالت بخيبة امل :
" الفجر ؟ "
استغل خيبة أملها . وبدون اية كلمة ، التقط الحقائب ورماهم في السيارة فسمحت له بيأس ان يجلسها في السيارة . نظرت اليه بقلق وارتجفت من غضبه الصارخ .
تمتمت بتهذيب واضح :
" شكرا لك . "
قال بين اسنانه :
" لا تقلقي ، اكره ان تظني انني افعل ذلك بسبب طيبة قلبي . لقد حدث اننا في ذات المكان ، واشعر انني مهان بسبب انتظارك كل هذا الوقت . لم يتسن لي النوم الافترة قصيرة في اليومين الماضيين بسبب تأخر موعد الطائرة ، كما وانني مرهق ، وهذا هو سبب دعوتي لك وليس هناك من سبب آخر . مفهوم ؟ "
قالت بهدوء :
" بالتمام . "
بدت وكأنها غير متأثرة بكرهه الظاهر لها فقالت :
" لكنني اريد الحفاظ على استقلاليتي .اصر على دفع نصف الاجرة . "
نظر اليها متفاجئا وهز كتفيه :
" حسنا . لما علّي ان أفقرنفسي لأجلك ؟ "
شحب وجهها ، وبالكاد سمعته يصرخ بالسائق لينطلق .سارت السيارة ببطء في الليل المظلم بينما جلست ميرديث بدون حراك ، تتذكر بألم متى سمعت هذه الكلمات من قبل :
" افقر نفسي . "
لقد حدث ذلك منذ سنة تقريبا ، عندما اوصل ساعي البريد رسالة من فينيس الى كوخ صغير في وايلز كانت تتشارك بالسكن فيه مع جدتها . قرأت جدتها الرسالة ، صرخت بألم وسقطت منهارة . شعرت ميرديث ان الذكرى تجلّدها حتى العظم ، متذكرة كم عانت لتخفف عن جدتها خلال الانتظار
الطويل لوصول سيارة الاسعاف لنقلها الى المستشفى ، وهي تعرف ان جدتها تتعرض للمرة الثالثة لأزمة قلبية .
منتدى ليلاس
بعد فترة طويلة قرأت تلك الرسالة . انها مرسلة من شخص يدعى كورزيني ، طالبا منها ان تعي له المفتاح ومهددا بأنه سيتقدم بشكوى ضد جدتها مدعيا عليها بالابتزاز . وانهى رسالته بالقول :
" لقد افقرت نفسي لأجلك لسنوات طوال . ولن استمر بذلك ابدا . "
حتى الان ، مجرد تذكر الامر ، يملأها بشعور أليم يحز داخل قلبها



اماريج 15-03-13 11:27 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
كان اتهامه خطأ غير معقول . كانت ترغب بمراسلة الرجل لتعترض عما قاله ، لكنها لم تكن تملك عنوانا له ، وفقط عندما امتلكت الوكالة الكاملة بالتصرف عن جدتها وجدت صلة وصل بين فينيس وبنك دو أورو .
والان هي وجها لوجه مع الرجل الذي يعتقد حقا ان جدتها مذنبة . اخذت نفسا عميقا لتستجمع قوتها . وسألت بهدوء :
" ما هي العلاقة بينك وبين كورزيني ؟ "
نظر اليها بعينيه الغامضتين للحظة ثم ابعد عينيه وهو يقول :
" ان لديه حساب في البنك . "
على الرغم من دقات قلبها السريعة ، حاولت ان تهدأ نفسها وان تكون منطقية : " لقد فهمت ، ومن الطبيعي ان تقف بجانبه ،اذا كان من احد زبائنك . استطيع ان افهم تجهمك علّي . "
قال بسخرية قوية :
" هذا كرم منك . اولا حاولت تضليلي بأنك ستدفعين نصف الاجرة والآن تخبريني انك تسمحين لي باحتقار المجرمة . "
صرخت وهي ترفع نظرها نحوه :
" المجرمة ! لا ، لا ... اعطني فرصة لاشرح لك . "
" سأعطيك ذات الفرصة التي اعطيها لثعلب جائع في قفص للأرانب ، لا تحاولي ان تتملقيني . انني محصن ضد النعومة والتصرف بخفة . "
قالت بكبرياء واضح :
" اه ، هل تدينني بكل بساطة ؟ "
تنهدت بقوة وهي تحاول التخيف عن نفسها . بسرعة امسك وجهها بيديه :
" نعم ، انا افعل ذلك . "
واخذ يدرس وجهها باهتمام . نظر الى عينيها ، وكأنه يسلط عليها اشعة ليزر لتصل الى دماغها .
تعجبت ميرديث من شدة تأثرها به وسألت بصوت اجش :
" ما الذي تنظر اليه ؟ "
" البراءة . "
" وماذا ؟ "
ساد صمت غريب في السيارة . ابتعدت عنه لتجلس في زاوية السيارة بينما ابعد يديه عنها ليفك ازرار معطفه ، وليظهر بدلة مخططة انيقة وثمينة .
تمتم قائلا :
" انني ادرس الوقائع باهتمام . "
قالت ببطء :
" انت لا تملك اية وقائع . "
امسك بربطة عنقه الذهبية ليخفف من شدتها حول عنق هوعندما شاهدت قميصه ذات اللون الكريم الشاحب ووجدت نفسها تشعر بتشوش غريب في داخلها . ابتسمت من نفسها ،على تفكيرها السخيف . فهذا ليس ابن مزارع في قريتها ،يهتم ليقترب من الفتاة الوحيدة الجميلة على بعد عشرين
ميلا !
تمتم يائسا :
" انت لا تشبهين بشيء الرجل الذي كنت اتوقع قدومه . "
قالت بقسوة :
" شكرا لك ، اعتقد ان هذا مديح لي . ان تخيلاتك الواسعة جعلت من ميرديث وليمز عضو في عصابة مشهورة . "
منتدى ليلاس
ابتسمت ابتسامة مقتضبة ، تريد ان تخفف عنه ببعض المرح :
" وعوضا عن ذلك لقد وجدت امرأة شابة تضع قبعة على رأسها كغطاء لإبريق الشاي . اتمنى ان لا يكون قد خاب ظنك ؟
لم يجب ، لكنه حرك شفتيه بطريقة كأنه سعيد بشيء ما ،فتمنت ان يكون ذلك بسبب طبعها المرح الشجاع . ربماتستطيع ان تربحه لجانبها في النهاية لكن كلماته التالية قضت على كل آمالها .



اماريج 15-03-13 11:31 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
" خاب ظني ؟ اجل ، انني كذلك . كنت اتمنى لو انك علقت بعاصفة ثلجية . "
احمر وجهها من كثرة الاحراج ، وصرخت :
" هذا امر غيرلطيف البتة . "
" كذلك الابتزاز . "
قالت بحزن :
" أوافقك الرأي ، وسنعمل على توضيح سوء التفاهم هذا ، اذن اخبرني ماذا تعتقد انك تعرف عني . "
اصبحت عيناها الزرقاوان غامضتين ، وهما تنظران اليه بتحد . فهناك عواصف قوية في عيني ذلك الرجل ، وقد تسقط كلها على رأسها . اشارات صغيرة تخفي وجود الخطر المسيطر عليها . وجهه القاسي ، الخيوط البيضاء حول شفتيه . والاعصاب المشدودة واضحة في جسده لكن ، مهما كان ذلك خطرا لها ، عليها العمل على وضع كل شيء في نصابة .
قال بصوت قاسٍ :
" اعلم كل شيء ، انا من أستلم رسالتك الى البنك ، متسائلة عن الحساب الشهري الذي يصل الى حساب جدتك . "
قالت متلعثمة :
" نعم ، وهذا ما يدهشني ، اذ قد يكون هنا ماعلاقة بين هذه الاموال واتهام كورزيني . لم تجب ابدا على رسالتي . "
قال بسرعة :
" هذا أمر لا يعنيكِ . "
اجابت تدافع عن نفسها :
" بالطبع يعنيني ! قلت لك ان لدي وكالة تتعلق بكل اعمال جدتي .
" لكن لماذا ؟ "
" لقد تعرضت الى ذبحة قلبية واصيبت بشلل كامل . "
سأل بتوتر واضح :
" ولا ... كلمة ؟ "
لم تفهم ميرديث ردة فعله ، همست :
" عزيزتي المسكينة ،حتى انها لم تتمكن من كتابة رسالة لتقول فيها ما تريده . لقد حاولت ايضا ، بصعوبة بالغة ... "
تمتم بنعومة :
" اراهن على ذلك . "
صرخت مندهشة من فقدانه الاحساس بالرأفة :
" انك رجل كريه . اعلم انها قد تعرضت سابقا لأزمة قلبية ، لكنني ألوم
كورزيني بالتأكيد على ما اصابها . اذا كنت سأكره احدا ما ،سيكون هو بالتحديد ، وسأخبره بذلك ، عندما أقابله . "
لمعت عينا ليسنزو على الفور لكن ميرديث على تتأثر بذلك .
" الابتزاز حقا ! كيف يمكن ان تكو سيدة عجوز بريئة لا تعمل الا بأبرتها ، وتصلك رسالة كهذه ؟ "
" انها بريئة ! "
عادت ميرديث تجلس في آخر المقعد ، لا تهتم لشيء الا ان توضح للرجل ، كم ان جدتها امينة وصادقة . قالت وكأنها تنفجر من شدة الغضب :
" كلامك سخيف ! كيف يمكن لامرأة لم تترك بلدها يوما ان تتعرف على شخص من فينيس ؟ حتى انها لا تحب الغرباء ! فهي من وايلز ، كما وانها لم تكن تعترف بباقي الشعب الانكليزي ، فكيف بها مع الايطاليين . "
قال معترفا :
" انت تدافعين عنها بقوة ، ولو كانت على خطأ .اكاد ان اعجب بك بسبب شدة ولائك . "
قالت بحماس :
" انا ادافع عن اي شخص من عائلتي يتعرض للتحدي وللاهانة . الا تفعل ذلك انت ايضا ؟ "



اماريج 15-03-13 11:35 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
ضاق وجهه حتى بدا وكأنه مصنوع من رخام وليس من لحم ودم .
قال:
" بالطبع ، افعل ذلك . فعائلتي هي حياتي . "
لمعت عيناه بحرارة واضحة وهو يتابع :
" سأعمل على تحطيم اي شخص يهدد سلامتهم . "
بدأت بالقول ، محاولة ان تجد امرا مشتركا بينهما :
" يسعدني انك تشعر كذلك ... "
" اذا ، ليس من الحكمة ان تفرحي . لأن ما اشعر به يجعلك في
وضع خطر . "
قال هذا بصوت ماكر وعيناه تهزآن من غضبها
" لا تحاولي ان تفهمي ما اقوله على طريقتك . اخبريني . لما انتظرت كل هذا الوقت لتحضري الى هنا ؟ "
شد بيده على ركبتها وهو يسأل بكبرياء :
" هل احتجت لكل هذا الوقت لتخترعي هذه القصة ولتختاري ثيابك من مركز
للاحسان ؟ "
صرخت :
" ايها الوحش ! كيف تجرؤ لتسخر من ثيابي ؟ لا استطيع ان افعل احسن من ذلك . اما بالنسبة لتأخري عن الكتابة ، اليس لديك فكرة كم يتطلب منك الوقت ، للعناية بشخص متعرض لأزمة قلبية ؟ "
رفعت رأسها بتحد ، لأنها لا تريد ان تقدم له اي احساس بالتفهم ، قالت ببطء : " لم يكن لدي وقت للتفكير ، حتى انتهت مراسيم الدفن . "
اذا كانت تتوقع اي احساس بالضيق او حتى اعتذار ، فمن الواضح انها اخطأت . سحب يده عن ركبتها وبدا الارتياح على وجهه .
همس ببطء :
" اذن لقد توفيت . "
فكر للحظة ، وطال الصمت بينهما .
حدقت ميرديث بالظلام ، متمنية ان تنتهي هذه الرحلة المؤثرة للاعصاب . "قضى الاحساس بالذنب عليها في النهاية . "
شهقت وانهمرت الدموع من عينيها :
" لم اسمع شيئا باطلا كهذا يوما . "
قال بسرعة :
" انها الحقيقة ، لقد كانت تأخذ مالا ليس لها منذ عشر سنوات . "
صرخت ، مرتعبة :
" عشر سنوات ؟ "
سأل بحدة ، واصبحت عيناه السوداوان باردتين كالحجر :
" ألم تتأكدي من حساب البنك ؟ فالابتزاز الذي قامت به جدتك لابد انه أمن لك مستقبل زاهر . "
احمرت خجلا لكنها لن تسمح له ان يسبب لها الاحباط :
" لقد ادركت الان ان لدى غران مبلغ من المال . ولقد اصيبت بصدمة كبيرة عندما عرفت كم يبلغ .
قال ليسنزو ساخرا :
" انني متأكد من ذلك . "
عندها ميرديث خطر بفكرها أمر غريب ، اتسعت عيناها من انذار ما . لقد مضى عشرة سنوات على وفاة والديها ، في حادث اصطدام القطار ، ومن الواضح ان الدفع قد بدأ حينها .
منتدى ليلاس
رجفة قوية احست بها . ما معنى كل هذا ؟ هل هذا تعويض ام اجر ؟ هل كانت جدتها تعرف بأمر المال ... او انها كانت تطالب به ؟ عضت على شفتها ، محاولة ان تبعد الشك الذي كان يزحف في فكرها كالمرض . كانت جدتها ايضا لديها احساس العدالة الطبيعية . قد يكون ذلك بسبب من كان وراء
الحادث . وقد يكون ذلك كورزيني .
قالت ميرديث :
" علّي ان الاحق زبونك . "






اماريج 16-03-13 08:18 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
شد على شفتيه وقال ساخرا :
" بالطبع ، فالبيت الصغير الذي لك ليس كافيا ، اليس كذلك ؟ لقد وجدت جرة الذهب ، واصابعك الصغيرة الجشعة تريد كل ما فيها ... "
انكرت بسرعة :
" لا ! "
" لا تقاطعيني ! فأنا لست معتادا على الاحاديث الملفقة . وان كان لديك اي احساس بالمنطق ، لن تقومي بالاستخفاف بي .الفينسيون يعرفون كل شيء عن الخداع . فكل ما تقومين به وتقولينه هو كلعب الاطفال . "
قالت بامتعاض :
" اذن قل لي ما هي مخططاتي ، اذن . "
" لقد قلت لك . لتتابعي عادات عائلتك بابتزاز كورزيني . "
شعرت ميرديث بتشنج اعصابها وبشحوب وجهها .
همست :
" كيف يمكن لأفكارك الخاصة ان تستنتج دوافعي ؟ "
ارتجفت ما ان امسك باصابعه القاسية ذقنها ورفع وجهها وهكذا اجبرت عيناها الخائفتان للنظر اليه .
قال بسرعة :
" توقفي عن هذه المسرحية السخيفة . لقد حذرتك ، لا تلعبي دور الفتاة البريئة معي . انا احتقر جدتك على كل ما فعلته وعلى كل ما سببت لكورزيني من ألم . وانا لا اصدق للحظة واحدة انك كنت حقا تجهلين انك غنية . ماذا كانت تفعل ؟ تعيش على الخبز والجبن ؟ "
صرخت ، وهي تحاول التخلص من هزئه :
" في الواقع ، لم يكن لدينا ابدا مالٍ كاف ! كنا نعيش في كوخ مستأجر في وادي وايلز بدون اية رفاهية . ولقد اصبحت الحياة اكثر قساوة
عندما اضطررت للتخلي عن عملي من اجل الاعتناء بها ... "
قاطعها بنعومة واستهزاء :
" اه ، توقفي ، الان ، انت لا تتوقعين مني ان اصدق هذه القصة الحزينة ! "
قالت بكبرياء :
" انها ليست " الحزينة " وأنا لست اطلب الشفقة . انا بالكاد اشرح لك ... "
" لكنني اعرف تماما ان مركز الخدمات الاجتماعية كانت وضعتها في اماكن خاصة ، ان كانت فقيرة كما تدعين ... "
صرخت على الفور :
" ما كنت حلمت بترك الغرباء يهتمون بصحة جدتي . "
نظر اليها غير مصدق :
" اه ، الحفيدة المثالية ، لا يستطيع المرء الا ان يتخيل انه يجري في عروقك دماء زرقاء ، مع صفات نادرة . "
احست ميرديث بلهجة الازدراء في صوته ، فنظرت اليه بحدة ، وسألته :
" ما الذي تعرفه عن عائلتي ؟ "
ربما كان يدرك ان أمها فنانة ، لذلك هو يهزء منها ، ازداد تسارع نبضات قلبها . اذا كان كذلك ، فكيف له ان يعرف ؟ لا ،
قالت بحزم لنفسها . لا يمكن ان يعرف ... لأنه ليس هناك اي اتصال بينها وبين كورزيني . لا ، لا ! بدأت اعصابها تنتفض وهي تجمع هذه المعلومات مع بعضها البعض وقد بدأ قلقها بالتزايد . لقد أخذ والدها اسم عائلة أمها عندما تزوجا . قال ذلك بسبب شهرة أمها وبقى يستعمل هذا الاسم طوال عمره ، السيد وليمز . هل كان هناك سبب آخر ؟ بدأت يداها بالارتجاف .
منتدى ليلاس
لاحظ ليسنزو ذلك فقال بنعومة :
" كان لدى جدتك المال الكافي لشراء منزل خاص بها لو ارادت ذلك . "
قالت باحباط :
" لكنني لم اكن اعلم بذلك ! ليس قبل ان استلم اعمالها . و ... في كل الحالات ، كنت سأبقى اهتم بها ... "
قال من بين اسنانه ، بغضب وببطء شديد :
" امر مقنع جدا . "



اماريج 16-03-13 08:20 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_عبير دار النحاس
 
اعتذر منك ، اعتذر منك ! أمر مؤسف انه ليس هناك مشاهدين كثر لرؤية فقرك وولاءك . لكن لقد ولدت هكذا ، اليس كذلك ؟ "
همست بخشونة :
" ولدت ... ؟ لا اعلم ماذا تعني ! "
ونظرت الى وجهه لتفهم الغموض الذي يحيط به .
قرب وجهه منها اكثر ، وقال :
" لا ، فكري بالامر . انت لا تعلمين الكثير عن الفينسين ، اليس كذلك ؟ "
قالت بشجاعة :
" لست متأكدة انني اريد ان اعرف . "
منتدى ليلاس
" لو كنت تعرفين لما كنت تحاولين ان تنزعي الغطاء عن عيني . "
قال ذلك وشد قبعتها على وجهها اكثر ، فرأى الخوف في عينيها . تابع قائلا :
" من الحكمة ان تخافي . لأنك جزء من عملية الابتزاز . اين كنت تحضرين كل هذا في مختبر من الرفاهية . "
انكرت بضعف :
" لا ، لم يحدث ذلك . "
شعرت وكأنها ستنهار
" لقد قلت لك ... "
لكن الشرر في عينيه لم يدعها تكمل ، والان عملت كيف شعرت جدتها ، حين ارادت ان تتكلم ولم تستطع القيام بذلك ! اصبح وجهه غاضبا ما ان ترقرقت الدموع في عينيها وبدأت بالانهمار على خديها .
قال بسرعة ، وقد بدا غير متأثر مطلقا :
" يمكنك ان تتخلي عن ذلك ، فالحياة قد جعلتني اقوى من الشفقة . لقد ضحيت بكل انواع السعادة منذ ان كنت طفلا . لقد عملت ودرست عشرين ساعة في اليوم لأساعد عائلتي ... بينما انت ،تبا لك ، كنت تعيشين عالة على مال كورزيني ! "
همست مرتعبة :
" اه ، ارجوك ! لا تفكر ذلك بي ... "
صرخ بغضب :
" كفى ! كفى ! انك تضيعين وقتك ان كنت تتوسلين اي رأفة مني . ليس هناك اي احساس نحوك .فالجشع والاختلاس تستحقان العقوبة . "
ارتجفت تحت نظراته وهو يقول :
" اعترض على طريقة ارتدائك للثياب وكأنك تعملين في احد المنازل وقد اتيت تحملين اغراضك في حقائب يدوية وكأنك ذاهبة الى مكان لغسيل الثياب . "
" حقيبتي ... "
" نعم ، نعم ، اعرف القصة . لقد كسرت . انك تهينين ذكائي بأساليب الجشعة ! اذا كانت هذه اساليبك ، لتدخلي بطريقة مؤثرة على حياتي ، فلقد فشلت . اعلم تماما ماذا تريدين ، واني متأكد من ذلك تماما كوجودك هنا . "
امسك بيدها بقساوة وكأنها سجينة وتابع :
" سأمنعك من الحصول على ما تريدين . "


نهاية الفصل الاول



اماريج 16-03-13 09:57 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
الفصل الثاني

تمسكت ميرديث بالمقعد ، تشعر بالرعب من العنف القوي في وجه ليسنزو . كان يبدو عليه انه جاهز ليرميها خارج السيارة ، فكرت ان عليها تهدئته .
قالت له بهدوء :
" كل الذي اريده هو ان احرر اسمي ، وان التخلص من ذلك الخطأ . اريد ان أقنع كورزيني ان يتوقف عن دفع هذه الاموال ... "
قاطعها بنعومة :
" انت تغضبينني حقاً . "
التقت عيناهابعينيه المتقدتين فارتجفت ، تمنت لو تصرخ . فهذه السيطرة القوية على صوته واعصابه كانت تزيد من توترها .
" انك تبالغين في الدور الذي كتبته لنفسك . "
قالت والقلق ظاهر عليها :
" ليس اذا كنت انا وجدتي بريئتين من عملية الابتزاز هذه . اقسم لك ، انني مندهشة تماماً ، ليسنزو . اليس هناك احتمال ان يكون هناك خطأ ما في
الكمبيوتر ، ربما ؟ هل كان كورزيني يدفع المال لشخص آخر ؟ فلا جدتي ولا والدي قد زاروا مرة ايطاليا . انا اعلم ذلك ، لأن هذا ما قالته جدتي يوماً ، عندما كنت معهم على متن الباخرة مرة . انهم بالتأكيد لم يذكروا فينيس ... "
" لم يفعلوا ذلك ؟ "
ونظر اليها مطولاً وكأنه يدرس حقيقة ما تقوله وقد شعرت وكأن عينيه قد احترقتا رأسها .
قالت بهدوء :
" انني لست بكاذبة ، كيف يمكن ان اجعلك تقتنع ؟ الا تستطيع ان تمنحني بعض الشك بما اقوله ؟ لقد حدث نوع من التشابك بين الحسابات او اي شيء ما . "
بدأ صوتها يرتجف .
" اوقف الدفع ، اتوسل اليك ان تفعل ذلك ! "
قال بصوت اجش :
" لا تبالغي في هذا الدور ، فقد أنفذ ما تقولينه ... "
قالت وهي تزفر :
" اتمنى ان تفعل ذلك . فهذا ما اريده . "
قال ببطء :
" خطأ ما . "
واخذ ينظر الى يديها المرتجفتين
وهي تضعهما في حضنها .
" يمكننا الاتفاق على ذلك ؟ "
تابع بحذر :
" استطيع ان اتدبر امر ايقاف الدفع لك . "
احست بمدى تأثيره وتساءلت بينها وبين نفسها عن السبب ، لكنها كانت متعبة كثيراً لتفكر . قالت :
" اسمع ، لو انك تعرف جدتي ، لكنت علمت لما انا حازمة بهذا الامر .
" قالت باهتمام ، مدركة ان هذه فرصتها كي تقنعه .
" لقد كانت مستقيمة وليس لها علاقة بأحد . استطيع ان ادع عدداً كبيراً
من الناس يكتبون لك عما اقوله . مثلاً ، رجل الدين في الوادي ، انك تؤمن بصدق كلام رجل متدين ، اليس كذلك ؟ "
" بالطبع . "
احست ميرديث بوضوح في الرؤية في فكرها ، فقد شعرت انه اخيراً بدأ يستمع اليها حقاً . "
منتدى ليلاس
كانت جدتي امرأة متدينة ، وتعطي عشر تقاعدها لاعمال الخير والاحسان وتقرأ في الكتاب المقدس يوميا . لم تفعل يوما ما يشين . فلقد كانت انسانه صارمة بشكل غير معقول ولديها اخلاق عالية ، تؤمن ان كل انسان يحاسب على كل ما يقوم به . هل تبدو لك هذه اخلاق من يقوم بالابتزاز ؟ "
" بالطبع لا ، لكن اذا كان ما تقولينه صحيح ، على الاقل انها
مذنبة لقولها المال تحت اسم خاطئ . كان عليها ان تتساءل
عن الحقيقة الواضحة في حسابها المصرفي المتراكم . "




اماريج 16-03-13 09:59 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
عضت ميرديث على شفتها ، واعترفت بالرغم عنها :
" لااستطيع تفسير ذلك ايضاً ، ربما هذا ما كانت تحاول شرحه ، بعد اصابتها بالأزمة النهائية . "
قال بحدة :
" اه ، انني متأكد من ذلك . لابد انها كانت صدمة عليها ، ان تدرك انها لم تقم بحساباتها على ما ارادت . "
شهقت ميرديث :
" ايها المغرور ! "
هز كتفيه . فأجبرت نفسها على الهدوء ، وتابعت :
" لم تكن جدتي يوما معتمة بالبنوك ، كما انها لم تفهم الحساب جيداً . كانت تبقي اموالها في علبةللأحذية تحت سريرها . "
اضافت بتوتر :
" لم يكن هناك اي سحب من تلك الاموال ، استطيع ان اريك كشف الحساب بعد قليل . "
تهجم وجهه فجأة وقطب حاجبيه بشك :
" لم تسحب اية اموال منها ؟ لكن ... "
رأى عينيها المضطربتين فتابع :
" ربما كانت توفرهم لك . "
" لي ؟ انا لم اعرف ... "
واختفى صوتها بينما ازدادت عينيها اتساعاً .
قال بامتعاض :
" نعم ؟ "
غضت على شفتيها ، وقالت ، مجبرة بصدق :
" لقد ... لقد قالت مرة انها متأكدة انني سأكون بألف خير . "
قال بلهجة الانتصار :
" والان وصلنا الى صلب الموضوع ، اريد تفسيراً محدداً ... اذا كانت فقيرة كما تدعين وان المال لم يلمس ابداً ، من دفع لك ثمن بطاقة السفر ؟ "
اجابت ببساطة :
" لقد دفعتها مما وفرته من أموال . "
تنهدت وهي تتابع :
" كل ما معي في هذا العالم . "

سخر منها غير مصدق :
" انك تقولين لي انك صرفت كل ما وفرته من مال لتأتي الى هنا كي تزيلي كل التباس يحيط باسم جدتك ؟ "
صرخت بتأثر :
" نعم ! الان تدرك كم ان هذا الامر مهم بالنسبة لي ! "
قال على الفور :
" كان بامكانك اخذ المال والبقاء صامتة . "
قالت بتوتر :
" بالطبع لا استطيع ، فبالكاد كنت انام بسبب كل هذا القلق . كان علّي القدوم ، مع انني كنت اكره مجرد التفكير بالحضور . " تابعت بسخرية :
" حتى الان لم يكن الامر مسلياً .
" لم يكن الابتزاز يوماً امراً مسلياً . ميرديث ، اما انت ذكية
جداً ، او انك ساذجة بشكل غير معقول . لا استطيع الحكم .
مهما يكن ، اذا لم يكن المال قد لمس بعد ... "
هز كتفيه ، وابتسم ابتسامة خفيفة :
" انني تقريباً أميل الى تصديقك . "
قالت بحرارة وهي تمسك بذراعه :
" اه ، ليسنزو ، شكراً لك ! "
بدا متوتراً جداً ، قال بضيق :
" ارجوك لا تلمسيني . "
سحبت يدها بسرعة عن المعطف الناعم واصطبغ وجهها بالاحمرار
من شدة الخجل اردف قائلاً :
" لم اقل انني اصدقك . انا بالكاد اتحفظ بحكمي مع انني املك اقتراح يحل كل الوضع الذي نحن فيه . "
قالت بسرعة :
" قل لي . "
مع انها كانت مندهشة من سيطرته
على الوضع ، تابعت :
" اي شيء تريده . "
قال بفخر واعتزاز :
" حسناً ، عودي الى بلادك على متن اول طائرة ، وانا سأتحدث مع كورزيني ، سأشرح له عن خطأ الابتزاز وسأتحدث بالخير عنك . انني متأكد انه سيكون



اماريج 16-03-13 10:05 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 

سعيداً جداً ليوقف الدفع ، ولن يحدث اي شيء آخر . "
نظر
مباشرة الى عينيها :
" واذا كنت تحبين ، سأقنعه ان يترك لك المال الذي دفع سابقاً ... "
قالت ، مشككة بدوافعه :
" بالطبع لا ! انا لا اسمح لشخص آخر ان ينظف سجلي . من اجل راحة فكري ، علّي مواجهة الرجل وجهاً لوجه . اريد ان نفترق كاصدقاء . ولقد قلت لك سابقاً . انني لا اريد ذلك المال الملوث . كيف يمكن ان احتفظ به ان لم
يكن لي ؟ "
نظر الى الدهشة الواضحة على وجهها ، وابتسم ببطء :
" انك تبالغين الان ، ميرديث ، انك تتخلين عن حقوق كل تلك الاموال ... وتصرفين النظر عن الذي سببه كورزيني لوفاة جدتك ... وتريدين مقابلته لتقولي له مرحباً ؟ ولكي تفترقا كأصدقاء ؟ "
قالت ببساطة ، متسائلة عن سبب سخريته :
" نعم ، اين الخطأ في ذلك ؟ وانت ستساعدني بذلك ، اليس كذلك ؟ "
ضحك ضحكة قصيرة :
" كاشتعال النار ، سأفعل ، ايتها الماكرة الصغيرة ! لابد انك تفكرين انني ما زلت احبو . "
نظرت عيناه الباردتان التقتا بعينيها ، حدقت به ميرديث بخيبة :
" لقد كبرت كفاية لأقع بحيلة كهذه . لديك هدف آخر لمقابلة كورزيني . "
صرخت ، وقد فقدت صبرها :
" لا ، لا هدف آخر لي ، انه فقط لا استطيع الاستمرار في العيش بدون ازالة كل هذه الاهانات لاسم جدتي . علّي ان اسوي كل هذه الامور . فالاحترام مهم
لي اكثر بكثير من بعض المال ... "
" بعض المال ؟ عزيزتي الصغيرة ، إنها ثروة ! ولا واحدة في كامل قراها العقلية تدير ظهرها لتلك الثروة ! واذا كنت تعتقدين انني أؤمن بهذا التصرف المجنون ، فلا بد انك تهينين معرفتي بطبيعة البشر . "
وامسك بسخرية بوجهها وتابع :
" اي شيء جميل تتظاهرين به ! سيدة الامانة ! اقدم احتراماتي ، سنيورة ! "
اشتعلت ميرديث غضباً من لمعان عينيه وابتسامته الساخرة . لقد كان مقتنعاً من صحة كلامه لدرجة انها لن تجد طريقة لاقناعة ببراءتها في هذه اللحظة . لكنها ستفعل ، هذا ما فكرت به . وعندها عليه ان يعتذر منها بكل تواضع . عندها
سيعض اصابعه ندامة .
قالت بسرعة :
" حسناً ، هكذا اذن . "
وهي تشعر بالقلق من تعابير الانتصار غلى وجهه .
تمتم وهو يقرب وجهه منها :
" لقد استسلمت ؟ "
صرخت :
" لا ، لكنك لن تسمع ، ولن تثق بي وانك متأكد تماماً من نفسك ولا تعتقد مطلقاً انك قد تخطأ . لذلك سأبقى في فينيس لأجد بنفسي ما الذي يجري في كل هذه القضية . "
اختفت مشاعر ليسنزو كلياً على الفور ، تمتم بابتسامة متعالية :
" فينيس مشهورة بالحفاظ على اسرارها . "
قالت بقلق :
" انت لا تتخلى عن شيء من افكارك ، اليس كذلك ؟ "
قال موافقاً :
" لا ، ولا قيد انملة . اذا اصريت على البقاء . احذرك ، لن تحصلي على اية مساعدة مني . كما يمكنك العودة الى بلادك الان . "
منتدى ليلاس
اخفض صوته ليتابع بمكر :
" اقترح عليك ان تكوني منطقية وتفعلي ذلك . والا ستتورطين بوضع تتمنين
لو انك لم تدخليه ابداً . "




اماريج 16-03-13 10:09 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قالت بثقة لا تشعر بها :
" انا لا اهرب ابداً من مسؤولياتي . "
اجاب وهو يدير ظهره لها :
" اذاً لن يمر وقت طويل قبل ان تتمني لو انك فعلت . "
***
كانت المسافة الطويلة من المطار ، مليئة بالقلق بسبب الصمت المتوتر السائد في السيارة . شعرت ميرديث بأعصابها مشدودة كالحبل ، وبسبب عداوة ليسنزو
وطبيعته المشكلة من الصعب عليها ايجاد الحقيقة . لكن عليها رؤية كورزيني . فالرجل اما مجنون او مخطئ .
لن تسمح لليسنزو برقفها . تذكرت انه تكلم بعاطفة وحنان
عن عائلته ... فاذا كان يحب زوجته واطفاله لابد انه يملك قلباً
حنوناً تحت تصرفه البارد . عليها ان تضع بعض الثقة فيه .
اخيراً شد ليسنزو معطفه عليه ، وهي ارتدت قفازيها الصوف ما ان توقفت السيارة . قال :
" هنا ، بيزال روما . الى هنا فقط تصل السيارات . لا يسمح بالقيادة بعد هذه النقطة . "
اخرج من جيبه محفظة من الجلد جميلة ونظر اليها بتحدٍ وتابع :
" الان عليك فع حصتك . "
حركت ميرديث قدميها براحة من التشنج الذي كانت تشعر به ، سألت :
" كم تريد ؟ "
وهي تمد يدها على حقيبتها وتخرج القليل من النقود .
سأل غاضباً :
" هل هذا ك ما تملكينه ؟ "
قالت :
" نعم . "
واضافت بكبرياء :
" لكنني استطيع الحصول على المزيد من المال غداً .
امسك بأصابعه الطويلة والرشيقة بعض المال ... معظمهم . كانت منزعجة لكنه قال :
" هذا جيد ، اذاً . "
تابع بحدة وهو
يراقب الدهشة على وجهها :
" لست معتادة ان تدفعي عن نفسك . "

رفعت رأسها على الفور وقالت :
" مخطئ ، لكنني لست معتادة على المبالغة في المصروف . انا دائماً اذهب برحلات كثيرة . لكن اصدقائي فقراء بالنسبة لك . "
رأت تعابير الارباك على وجهه فابتسمت له وقالت :
" انت تعلم ، انني لا اختار اصدقائي نظراً لحجم محفظة نقودهم . "
" حقاً ! "
لكن من تعابير وجهه ، علمت انه كان يفكر بأنها كاذبة ، تابع :
" ان قوارب النقل قريبة من هنا . "
قالت :
" وهي ايضاً غالية الثمن ، اني متأكدة من ذلك . السير على الاقدام ارخص . " علمت انه لم يفهم ما تقصده فتابعت :
" ربما صاحب بنك يستطيع تأمين ما يطلبونه ، لكنني اراهن انني لا استطيع . "
" اشعر برغبة جامحة على تركك تتنقلين في فينيس على هواك بعد هذه المحاضرة عن الفوارق الاجتماعية . "
قالت وهي تبتعد عنه :
" يعطيني الله القوة ! "
قال :
" عودي الى هنا ! انا من سيدفع هذه المرة ، اذا كان هذا
سبب اعتراضك . "
اصبحت عيناه اشد قساوة ومرارة :
" انت لا تمانعين ان تجولت في فينيس على حسابي ، اليس كذلك ؟ "
" بالطبع امانع . افعل ما يحلو لك . انا لا اقبل اي خدمات منك ولن اضيغ اموالي على اشياء غير ضرورية . سأمشي . "
اخذت من جيب معطفها خريطة فينيس ، والتصميم بارز على وجهها .
قال متفاجئاً :
" امرأة ، تمنعني عن صرف المالى ؟ انا لا ادرى ان كنت عاملة نشيطة ، ام مجرد امرأة بخيلة . "



saeda45 16-03-13 10:30 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
شكرا اماريج على الرواية الحلوة

زهرة منسية 17-03-13 07:28 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
مرحبا أماريجوا وحشتينى كتير
دايمن أختيارتك أكثر من روعة فرحت كتير لما شفت رواية من اناملك الرقيقة
فصلين حلوين كتير فى أنتظار القادم حبيبتى
موفقة

اماريج 18-03-13 08:14 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mzinati (المشاركة 3292389)
شكرا اماريج على الرواية الحلوة

العفووووو والاحلى مرورك وتواجدك فيها
اسعدني جدااااطلتك فيها وانهاعجبتك^_^
منور والله:8_4_134:



اماريج 18-03-13 08:16 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3292922)
مرحبا أماريجوا وحشتينى كتير
دايمن أختيارتك أكثر من روعة فرحت كتير لما شفت رواية من اناملك الرقيقة
فصلين حلوين كتير فى أنتظار القادم حبيبتى
موفقة


هلا والله بالحلوة
وانتي كمان وحشتيني وشاكرة لك مرورك وتواجدك فيها
وقراءة ممتعة لك ان شاءالله ياعسل
:8_4_134:

اماريج 18-03-13 08:19 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 

تفاجأت ميرديث عن رغبته الدائمة في البحث عن دافع خفي لكل ما تقوله :
" حاول ان تعرف . "
تنهدت . وهي تفكر ان اهل فينيس لا يبدو عليهم الاستقامة على الاطلاق .
رفع حاجبيه وهو يقول :
" اذن تريدين الوصول سيراً على الاقدام ؟ " هزت رأسها . وكأن الفكرة اعجبته ، فالتقط حقائبها بينما حدق به سائق التاكسي فاغراً فمه . تمتم ليسنزو شيئاً ما للرجل ، الذي ضحك متفهماً .
قالت بهدوء :
" شكراً لك . "
تمتم ليسنزو :
" كلانا سيندم على ما نفعله . "
بينما سارا يقطعان الساحة الكبرى . لم تشعر بالندم ، في البداية ، بسبب الاحساس المذهل الذي كانت تعيشه .
فمن الواضح ان فينيس مدينة يجب ان تشاهد على الاقدام ، او ربما افضل بقارب يسير ببطء شديد . لأن كل شيء فيها يزيد من الاحساس بالعيش في حلم رائع بعيداً عن المدن الصاخبة . فالسير على الثلج ضمن هذه الشوارع الضيقة
والمهجورة يملأك بأحساس العيش في قصص الاساطير . نظرت ميرديث الى احدى المباني المؤلفة من اربع طوابق التي تحف بالشارع . احست وكأن هذه المباني ترحب بها .
نظرت الى الامام بقلق ، ادركت ان خطوات ليسنزو السريعة قد ابعدته عن نظرها . بمفردها في الشارع المظلم . شعرت بالخوف من محاولته أن يضيعها ، كي يعلمها درساً قاسياً . كل الذي تسمعه وقع خطواته على الثلج وصوت
ضربات حقائبها ببعضهم .
صرخت بقلق :
" ليسنزو اين انت ؟ "
قال ، بينما تردد صوته في الصمت :
" الى اليمين ، استمري في السير . "
اسرعت نحو الزاوية ، مسرورة برؤية معطفة الداكن ثانية . للحظة ما ، كان يمثل الآمان لها . قالت عندما
اقتربت منه :
" انها طريق طويلة . "
محاولة ان تتخلص من مخاوفها ، وهي تشعر بالضيق من هذه المخاوف الغريبة .
قال يذكرها :
" انت من اراد السير . "
قالت وهي تتنهد :
" اعرف ، لكنني نسيت كم كنت متعبة . لقد رأيت ، لا أملك المال الكافي بيدي لأدفع ثمن حجز غرفة لنوم ليلة البارحة في فندق في هيت ترو عندما تأخرت الطائرة البارحة ، لذلك امضيت ليلة الامس في المطار على الارض ... "
قاطعها متذمرا :
" من كتب لك كل هذه الثرثرة ؟ لابد انك ستكونين ممثلة افضل بنص افضل . "
قالت بعناد :
" انا لست ممثلة . "
منتبهة ثانية لتعليقه الماكرعن اختصاص امها . او ربما هي شديدة الشك والارتياب .
قال ببرودة ، وبدون اية شفقه :
" فقط خففي من كل هذه الدراما . فأنا غير مهتم . واذا كنت لا تحبين ما يحدث معك ، عليك الاتصال بأحد ليقلك الى المطار . "
منتدى ليلاس
صرخت متعجبة :
" العودة الى بلادي ؟ انا لا اتراجع ابداً . فأنا مثال في العناد . |
شيء من الغضب صبغ وجهه . قال بنعومة مفتعلة :
" حسناً ،أليس هذه صدفة ؟ وانا كذلك . لكنك الان في منطقتي . ولديّ حق الافضلية ، ميرديث ، وانا اقصد في استعماله ضدك . "
وجدت ان عداوته مثيرة لقلق . حدقت به بعينين واسعتين ، كان الثلج يتساقط على وجهها ، قالت متهجمة :
" انا لا اعلم لما لا تدفعني في القناة . "



اماريج 18-03-13 08:23 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قال بصوت اجش وهو يحدق بها :
" ولا انا ايضاً ، الا ، اذا كنت بالطبع ... "
تابع وهو يبتسم بمكر :
" أوفرك لشيء آخر . "
اخفضت ميرديث رأسها لتخفي ارتباكها . شدت بالشال الصوفي حول عنقها وغطت اذنيها بالقبعة السميكة التي تعتمرها .
كان قد ابتعد عنها ، ليسير عبر قناة تقود مباشرة تحت مبنى ضخم .
تبعته مترددة ، وعندما انتهت من القناة ، وجدت نفسها في ساحة صغيرة وفي الحال ادركت انها بلا شك القناة الكبرى نفسها . توقفت عن المسير ، مبهورة الانفاس .
قالت بانبهار وقد نسيت كل تعبها :
" اه ، لم ار في حياتي مكاناً بكل هذا الجمال . "
ادار ليسنزو رأسه ولمع شعره الاشقر كالذهب السائل تحت مصباح قديم معلق في احد الجدار :
" بالطبع لم تفعلي . هذه فينيس . "
قال ذلك بكبرياء قوي ، وواضح .
قالت بأسى :
" لو انني اتمكن يوماً من رؤيتها كسائحة . لكن لن تتسنى لي الفرصة والوقت ثانية . "
كان الثلج ينهمر بغزارة ويغطي كل القوارب الصغيرة التي تتهادى على المياة في الظلام . كان الصمت مطبقاً . قطعت ميرديث انفاسها من الدهشة ، اخذت تنظر الى القصور التي تحف القناة ، وهي تشعر بالرهبة . فلقد كانت تبدو وكأنها وهم من العصور الوسطى .
سأل ليسنزو وقد فقد صبره ، متمنياً ان يسرع :
" ماذا تفعلين ؟ تتمنين ان يأتي أمير ما ويدعوك الى احد هذه القصور ؟ "
ضحكت :
" بالطبع لا ! انني فقط اختلس النظر . متسائلة عن الحياة في القصور واحلم . امر مذهل العيش في قصر ! "
سأل باهتمام :
" تشعرين بالغيرة ؟ "
ضحكت واجابت :
" من اشراف فينيس ؟ اراهن ان لديهم مشاكل كثيرة في حياتهم ، مثلنا . كايجاد عمال لتنظيف كل هذا الزجاج . لابد انهم شريرون . "
ابتسم وقال مفكراً :
" نعم ، لابد انهم كذلك . لكن فكري بالفائدة التي تجنيها كونك ارستقراطية ، القوة ، المركز الاجتماعي الكبير ، والاحترام . "
قال بتأثر وكأنه يقول ذلك لنفسه . صمتت ميرديث للحظة ، يبدو ان ليسنزو لا يكفيه انه صاحب بنك ، بل هو يريد كل ما ذكره . قالت وكأنها تحلم :
" اتخيل كونتيسة رائعة الجمال تشرب الكوكتيل في هذه الشرفات الرومانسية . وحيث يقدم الطعام على فرش من الزهور ... لا بد انه أمر رائع ، مراقبة العالم يطفو على الماء وانت تأكل وتشرب ما لذ وطاب . اتساءل كيف هي الحياة في قصر بني منذ خمسمئة سنة ؟ "
نظر اليها وقال :
" باردة ، مظلمة . "
شدت على شفتيها بغضب :
" انت لست رومنسياً . "
قال بحدة :
" لا وقت لدي للرومانسية . "
منتدى ليلاس
راقبته بعدم رضى وقالت :
" هذا منطقا رجال الاعمال . تدبير امور البنك ليس كل شيء . لابد ان تترك مجالاً للأحلام . "
" لدي احلامي ولقد مت على تحقيقها . حدق في المسافات امامه حيث تلتوي القناة لتختفي عن الانظار . "
لقدعملت حتى تمكنت من تحقيق ما اريده . "



اماريج 18-03-13 08:26 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قالت بثقة :
" ان لدي طوحي ، ايضاً . "
اخذت تفكر بدارالحضانة التي تريد ان تملكها في يوم ما . لقد فكرت بذلك منذ
زمن طويل لو انها غنية ، هذا لن يمنعها من الاهتمام بالاطفال ، ولن تأخذ مالاً من الامهات اللواتي هنّ بحاجة ماسة للعمل . اضافت بشوق كبير :
" اشياء كنت استطيع القيام بها لو انني املك المال . "
تمتم قائلاً :
" لقد حصلت على ما يكفي ، اليس كذلك . "
قالت بعناد :
" لا ، لم احصل . "
رفع ليسنزو رأسه الى السماء التي تلمع بالنجوم وقال :
"ما هذا الجشع ! اعملي بنصيحتي . اكتفي بما حصلت عليه واستثمريه جيداً ، بعناية ، يمكنك تحقيق كل احلامك بدون حاجة لأحد . ومن الطبيعي ، انني اتوقع منك ان توقعي على اوراق . انك لن تطالبي بالمزيد من المال من كورزيني . "
قالت غاضبة :
" لا استطيع ان افعل ذلك . "
لا يمكن ان تحتفظ بالمال . كيف يمكنها ذلك ؟
قال ليسنزو بهدوء :
" لقد فهمت . شكرا لأ لاعلامي . "
ابتسمت ميرديث :
" حسناً ، انت محق علّي ان ابقي عيناي مفتوحتين للحصول على مليونير طالما انا هنا . "
قالت :
" انك مهووسة بالمال ، اليس كذلك ؟ "
اعترفت بحزن :
" انه دائماً في فكري . "
وهي تفكر كم هو قاس عليها ان توفر اي مبلغ من المال .
قال بانتقاد :
" علّي ان احذر زبوني الثري . "
ضحكت وهي تقول :
" لا تزعج نفسك لن يهتم احد بي . انني لست ناعمة ومدللة كما يريد الفينسيون .
" همم ، اذن انت تعترفين . لكنني غير مقتنع . ها قد وصلنا . "
اشار بيده الى جانب احد المباني في نهاية الساحة ، كان المبنى مضاء بقناديل تلمع تحت الثلج المتساقط .
سالت بتعجب :
" هل تعيش عائلتك هنا ؟ "
لأنه يبدو انه كان قصراً في السابق ، فالاقواس القديمة والنوافذ على طراز
القرون الوسطى وشرفات روميو وجوليت ذات الاحجار المنحوته كل ذلك يعطيها جواً من القصص والاساطير . ابتسم ليسنزو بمرارة :
" لا تمتلك عائلتي البالازو .
: صمت لفترة قبل ان يبل ان يتابع :
" انه يتألف من عدة غرف . "
اثارت تخيلاتها رؤية ليسنزو الشاب الطموح ، يعمل ويدرس من اجل امتحاناته للبنك وليبقى والداً حنوناً لأطفاله حيث يعيش هو وزوجته في شقة . نظرت اليه بحرارة ، متأثرة بتعاطفه مع عائلته ... وسعيدة من مجرد التفكير انها ستلعب
مع اطفاله .
قالت :
" اعتقد انك محظوظ لتعيش هنا . انه ذات موقع رائع ،ولابد انه يبدو مميزاً من القناة . اتمنى ان اتمكن من رؤية واجهته من هناك . هل هو كبير جداً من الداخل ؟ "
قال وهو يسخر من كثرة الشوق في كلامها :
" جداً . كبيرجداً ليرضيك ، لا تشغلي افكارك الشقة رائعة ، لكنها صغيرة . "
منتدى ليلاس
ضحك من فكرة لمعت في رأسه ، وتابع :
" لقد اخذ الكثير من الوقت ليصبح تماماً ما اريده . "
فتح باباً جانبياً وسار ضمن قاعة صغيرة ، تبعته ميرديث عبر الدرج الرخامي ، فنظرت الى غرفة مظلمة ، وبالكاد رأت مفروشات انيقة وثريات معلقة بسقوف مرسومة . لكنها استمرت بالسير ، عبر الدرج الضيق ، ولم تعد ترى شيئاً .





اماريج 18-03-13 08:29 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
حمل ليسنزو حقائبها وتمتم كلمات غير مفهومة عنهم ، بينما تبعته ميرديث مجبرة جسمها المتعب على السير وراءه ، وقدميها ترتجفان بسبب السير الطويل .
انتظرت ، في مكان يخيم عليه الظلام ، وهي تسمع صوت صرير المفتاح ، بعدها تعثر قليلاً ، واخذ يحدث نفسه بالإيطالية ، فقالت غاضبة :
" ماذا هناك ؟ "
" انا لا اجد ... اه . لقد لمسته . "
وانار ضوء قوي الغرفة العالية السقف مع نوافذ طويلة وكبيرة .
صرخت :
" انها صغيرة ؟ "
قال :
" مقارنة مع ... حسناً، نعم ، اهلاً بك في غرفتي . "
وانحنى لها ساخراً .
ابعدت عينيها عن الثريا الزجاجية الثمينة واخذت تنظر الى محتويات الشقة . لمحة سريعة اعلمتها ان هذه المفروشات الغالية الثمن قد وصلت للتو الى الشقة . فالفرن والمغسلة قد اضيفتا في اللحظة الاخيرة على الحائط الناعم . كذلك
السريران الموجودان في الغرفة . ليس هناك زوجة ترحب بها ، ولا اطفال يلعبون . ادركت على الفور ان ليس هناك عائلة على الاطلاق ، قالت متلعثمة :
" اين ... اين غرفتي ؟ "
ابتسم ليسنزو ، وقال بلهجة كسولة ، وهو يخلع جاكتته :
" انك تنظرين اليها . ابعدت ميرديث عينيها عن قميصه الحريري ، وقالت بصوت متشنج :
" انت تعني اننا ... معاً ؟ هنا ؟ "
قابلت انحناء رأسه بخيبة أمل :
" لكن ... عائلتك ... "
قال بسخرية :
" لقد رأينا كلنا انني كبير كفاية لأدبر نفسي بمفردي . "
قالت غاضبة من سخريته :
" انت تعلم تماماً انني لا يمكن ان ابقي هنا معك . "
بدا عليه السرور . افرغ محتويات الحقائب على احد الاسرة ، وقال :
" ليس هناك غرف غيرها . لا تقولي انك لم تشاركي غرفة مع احد من قبل ؟ "
احمر وجهها خجلاً وقالت :
" لا ، بالطبع لم افعل . "
قال ، غير مهتم للحرج الذي تشعر به :
" حان الوقت لتفعلي . "
رمى بمعطفه على احدى الكراسي المذهبة . وابتسم لها من وراء كتفه .
" هذا سريري ، وهذا لك . "
حدقت به برعب وصرخت :
" لا يمكن ان تقصد ذلك ! لقد اعتقدت انك متزوج . لقد فهمت ذلك ، لهذا السبب اتيت معك الى هنا ... "
قال بوضوح :
" لا تضعي اللوم علّي من اجل تفسيرك ما كنت اقوله . "
" لكن ... لم اكن افكر في مشاركتك ... ليسنزو ، هل تفعل ذلك لتجبرني على الرحيل ؟ "
سأل ببرودة :
" والان لماذا اريد ان افعل ذلك ؟ ميرديث ، لقد شرحت لك ، لقد اعتقدت انني سأقابل رجلاً . وبدا لي حلاً معقولاً ان اتشارك واياه هذه الغرفة . "
" لماذا ؟ انك تكره فكرة لقائك لشخص هو ... "
قاطعها بحزم :
" اذا لم اتمكن من التخلص منه على الفور ، لذلك يجب ان ابقي عيني عليه . "
ارتجفت ، فلقد كانت متعبة جداً ، وكل الذي كانت تريده هو ان تنام وتنام . لكن ليس مع ليسنزو والذي يجد فيها كل اخطاء العالم .





اماريج 18-03-13 08:40 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 



قالت يائسة :
" خذني الى غرفة اخرى ، عليك ان تفعل ذلك ! "
اجاب وهو يضع يديه في جيبي بنطاله وينظر الى وجهها الحزين :
" لا استطيع ذلك . لقد اخبرتك عن الكرنفال عندما اجبت عن رسالتك . قلت لك انك مجنونة بالتفكير بالقدوم الى هنا في هذا الوقت . انه حدث عالمي . الا تعلمين ان فينيس مليئة بالزوار ؟ "
قالت غاضبة :
" لم اشاهد اياًّ منهم . "
" في هذه الساعات المبكرة ؟ في هذا الطقس ؟ هم ليسوا بمجانين . لكن كل الغرف محجوزة ، اؤكد لك ذلك . حتى الحمام عليه ان يحجز قبل ان يأتي السائح الى هنا . انا أؤكد لك انه لا مجال لوجود غرفة في كل هذه المدينة . "
قالت بلهفة :
" يجب ان اجد غرفة . "
اخذت تنظر الى اي مكان تستطيع الذهاب اليه :
" ذلك الباب ... الى اين يقود ؟ "
" انه ... "
وللحظة ، فكرت ميرديث ، انه بسبب الغضب الواضح على وجهه ، انه ليس متأكداً .تابع متحدياً :
" اعرفي لنفسك . "
فعلت وقالت بخيبة أمل :
" خزانة ، وذلك ؟ "
هذه المرة ، بدا انه يعرف قال بفرح :
" غرفة الحمام . والارض من الرخام وباردة بشكل غير معقول . "
إتكأت بيأس الى الجدار ، ليس هناك مسافة كبرى بين السريرين . والغرفة مليئة بالمفروشات بحيث ليس هناك من مجال لترتيب الغرفة بشكل آخر . عضت على شفتها . لقد كان الوضع محرجاً جداً . امتلأت عيناها الكبيرتان بدموع الاحباط .
اصرت بيأس :
" علّي الخروج ثانية والبحث . ربما هناك مكان ما في المناطق البعيدة ... "
نظر اليها وقد ظهر قليل من الاعجاب في عينيه ، ثم وعادت تحدق بوجهه المقنع ثانية .
" الا تعتقدين ان الآف الزوار لم يفكروا بذلك ايضاً ؟ فكري بذلك لحظة . أي امرأة عنيدة انت ! ارى انني لن اتعامل معك بسهولة . "
صرخت :
" ماذا ؟ "
زفر بقوة ، وقال بضيق :
" ميرديث . لا اريد الوقوف هنا والتحدث بهذا الموضوع . اريد ان انام ، أنت تعلمين على ابتزازي ثانية . كما وانني غير مهتم مطلقاً بفتاة مرتدية قفازات صوفية رمادية اللون . "
سخريته الواضحة جعلتها تحمر خجلاً ، خلعت معطفها لتبدو قميصها القطنية الخضراء التي تناسب بنطالها ، لاحظت انه ينظر اليها . ببطء ، وببعض الثقة ، خلعت قفزيها الصوفيتين ، ورفعت قبعتها . وكحيوان اطلق من سجنه ، شعرها النحاسي انطلق بحرية ، ليغطي بشلال احمر كتفيها الضعيفتين . على مضض مدت يديها الى شعرها لتسرحه وبعدها توقفت فجأة ، لاحظت نظرة ليسنزو الطويلة لها .
رفعت ذقنها وكأنها تحذره . لكن يبدو انه فسر تصرفه كما يشاء .
قال وهو يضم يديه الى صدره :
" حسناً ، هذا افضل . فالتنكر قد انتهى . برافو ! مسرح حقيقي . "
منتدى ليلاس
انكرت :
" لا . "
اعترض قائلاً :
" ارجوك ! لا تتخاذلي الان . لديك حس قوي في التمثيل . لقد طارت الفراشة من الشرنقة ، وسندريلا تعمل على اغواء الامير . توقيت جيد ، ميرديث ، امر مدهش
ما تخفيه اليس كذلك ؟ المرء لا يصدق حقاً ما يرى . شعرك
رائع . هل ورثته عن والدك ؟ "




اماريج 18-03-13 08:44 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
ارتجفت عيناها ، وتوترها الشديد انبأها ان هناك هدف ما وراء السؤال . بدأت تكتشف ان ليسنزو يختار بدقة كلماته وانه لا يتحدث بلياقة اجتماعية مطلقاً . لكن لماذا يظهر اهتمام بلون شعر والدها ؟ احتمال واحد لمع في فكرها . انه
يتخيل ان هناك معرفة بينه وبين كورزيني . اجابت ببرودة ، سعيدة ان تفشل كل ما يفكر به :
" لا اعتقد ذلك مطلقاً . "
سأل والتوتر واضح في صوته :
" الا تعلمين ؟ "
نظرت اليه باهتمام :
" لا ، لا اعرف . كان شعر والدي رمادي . حتى عندما كنت صغيرة . "
" رمادي . "
تحركت رموشه باستغراب لكنه تابع :
" من المؤكد ان صوره وهو شاب ... "
" لا املك اية صورة . ولا اعتقد ان علّي التفكير ان شعره كان احمر ، لأنه تغير لونه بسهولة . ربما ، اسود ، بسبب بشرته الحنطية . "
صوت صغير في داخلها اخبرها كم كان والدها كتوما في الحديث عن ماضيه ، كان دائماً يغير الحديث وبذلك لا تعرف شيئاً عنه وكأنه اتى الى امها من ملجأ ، لأنه ليس هناك اية ذكريات عن طفولته او شبابه . ارتجفت مرتعبة . ليس هناك شيء يدل على وجوده . والنار قد عملت على ذلك .
قال ليسنزو :
" اذاً أمك هي من حملت لك اللون الاحمر لشعرك . "
قالت :
" انه يدعى تيتيان . "
ودفعت شعرها الى الوراء بسرعة وكأنها تنفي اي اهتمام به .
قال ليسنزو بسرعة :
" كان يجب ان يرسمك . تيتيان ، هذا هو . ألم يرسمك مرة ، ميرديث ؟ "
رأت الاهتمام بالسؤال في حركة حاجبيه وقررت ان تشبع فضوله :
" مرة ، كرسم زيتي . عندما كنت امثل دوراً في مسرحية " حلم ليلة صيف . "
" انت ممثلة ! "
توقفت عن الكلام ، متذكرة إتهامه لها ، فردت على مضض :
" لا ! كنت في الحادية عشر من عمري ... وكنت اتعلم المسرح في المدرسة ... امي كانت ممثلة ، كما تعلم . "
هز برأسه وابتسم لها ، عيناه جميلتان وغامضتان كالقهوة العربية . تمتم :
" امر مثير . "
ابعدت ميرديث نظرها عنه وتظاهرت بالنظر الى محتويات الغرفة ، مررت بيدها فوق احدى الكراسي القديمة باهتمام كبير .
قالت مندهشة :
" كرسي رائع . "
واخذت تمرر بأصابعها على كل منحوته فيه .
قال بنعومة :
" انت تحبين ان تلمسي الاشياء الباهظة الثمن . "
منتدى ليلاس
ابعدت ميرديث يدها بسرعة :
" احب الاشياء الجميلة ، هل ورثت هذه ؟ "
متمنية ان تعرف شيئاً عن ماضيه .
" اخبريني عن ذلك العمل المسرحي ، كيف تمكنت من تمثيل الدور ؟ "
" حسناً ، في المسرحية ، كان يفترض من باك المهرج ان
يقول انه سيضع قوص عظيم يحيط بالارض في مدة اربعين دقيقة ... "



اماريج 18-03-13 08:48 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قاطعها ليسنزو بقسوة :
" اعرف النص جيداً . "
" اه ! انك تفاجئني . حسناً ، كسر بالك رجله . وظن كل واحد منا ان الناس ستنفجر ضحكاً عندما يهم باك بالمسير وهو يلف قدمه في تلك الاثناء . "
انفجر ليسنزو بالضحك هو ايضاً ، وتمنت لو انه لم يفعل ، فالتغير المذهل في وحهه وصوته جعلها تشعر بالقلق . فاذا قرر ان يستعمل لطفه هذا على امرأة ، لابد انه لن يجد اية مقاومة .
اقترب منها اكثر وقال :
" هل انت جيدة ؟ "
سألت بقلق :
" بماذا ؟ "
قال :
" نحصر اهتمامنا الان بالتمثيل . ه حصلت على المهرة بذلك من مراقبتك لأمك ؟ "
حاولت ان تتخلص من حدة نظراته اليها ، انهما فقط عينان ، هذا ما قالته لنفسها يقوة :
" نعم ، اعتقد ذلك . "
تمتم :
" هل شعرت بالسعادة وانت تقومين بالدور ؟ "
حاولت ان تسيطر على صوتها وهي تقول :
" نعم ، لقد كان الامر مسلياً ، لكنني لم افكر يوماً في امتهان التمثيل كعمل ... "
سأل :
" كهواية ، مثلاً ؟ "
قالت ، وهي تدرك القصد من سؤاله :
" لا ، لم يتسن لي الوقت مطلقاً ، حتى لو اردت ذلك . كنت دائماً اعلم انني اريد العمل مع الاطفال ، لقد قلت لك ذلك . "
" الاطفال ! كم هو امر رائع ! الاختيار الافضل . "
قالت متعلثمة :
" لا ... لا اعلم ماذا تقصد . "
قال بحدة :
" كاذبة ، أتمنى ان لا تسببي لي المشاكل كما فعل باك في المسرحية . "
قالت وعيناها واسعتان من التوتر :
" بالطبع لا . فانا لست شريرة مثله . كما وانه يملك قدرات خارقة . "
ابتسم بسخرية . اغمضت عينيها بيأس . فهي بريئة بالنسبة لهذا الرجل .
قال بصوت ناعم :
" كلنا نملك قدرات خارقة للتأثير بالشخص المناسب . هل تعلمين ، انني سعيد جداً لأنك لست رجلاً . "
ضحك وتابع :
" لن تدركي ابداً كم هو مبلغ سعادتي . "
قالت بصوت اجش :
" اتمنى ان لا تتخيل انك تستطيع ان تستفيد مني . "
رد بجفاف :
" اريد ان احاول . "
نظرت اليه غير مصدقة ، وهي تشعر باحساس غريب . لابد انه التعب . وهذا هو سبب الارهاق البسيط ، ايضا . ترنحت قليلاً ، واغمضت عينيها الزرقاوين المشعتين .
تلعثمت يائسة وقالت :
" اه ، انني متعبة جداً . "
منتدى ليلاس
قال بصوت ناعم وهو ينظر اليها :
" جملة جميلة ، حان الوقت كي ننام ، الا تعتقدين ذلك ؟ "
وبدأ ببطء يفك ازرار قميصه ، وهو يحدق بها باهتمام .

نهاية الفصل الثاني


غنجة بيا 18-03-13 10:54 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
شكلها حلوة الرواية انا متشوقة لابداها مرسي حبيبتي على المجهود:peace:

saeda45 19-03-13 08:50 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
شكرا على الفصل الجميل مستنية التكملة على نار موفقة دائما

اماريج 22-03-13 07:47 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غنجة بيا (المشاركة 3293583)
شكلها حلوة الرواية انا متشوقة لابداها مرسي حبيبتي على المجهود:peace:


الاحلى مرورك وطلتك فيها ياعسل
ويارب تعجبك^_^
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mzinati (المشاركة 3293801)
شكرا على الفصل الجميل مستنية التكملة على نار موفقة دائما


العفوووو واسعدني جدااااااااتواجدك فيها
وشاكرة لك انتظارك ^_^
الرواية نورت فيك وقراءة ممتعة لك في هذا الفصل


اماريج 22-03-13 07:50 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
شعرت بارتباك قوي قبل ان تقول ميرديث :
" اووه ! "

احمر وجهها خجلاً وحملت حقيبتها وثياب نومها واسرعت بالذهاب الى الحمام . اغلقت الباب وهي تسمع صوت ضحكته المنخفضة .
قال بصوت ساخر :
" كنت امازحك قليلاً . "

توقفت عن الحركة ، تصغي الى اضطراب انفاسها . كان سيخلع ثيابه بينما تقف امامه . فهو لا يخجل بذلك . رأت انعكاس وجهها الخائف على المرآة الانيقة ، فلمعت عيناها كالبرق ، من الغضب لأنها سمحت لنفسها ان تتأثر وكأنها
فتاة ريفية جاهلة . وهذا ما هي عليه فعلاً ، تنهدت بيأس . لقد تغير عالمها الى حركة انتقام غريب .
رفعت ذقنها بكبرياء . يجب ان يقف احد بوجهه ! ضحكت .
سيموت عندما يرى قميص نومها ! استمرت ميرديث بالابتسام لنفسها بينما كانت تغتسل وترتدي قميص وروب النوم السميكين . من المؤسف انها لا تملك كريم لوجهها . لكن الان ليس الوقت المناسب لتبدو
فائقة الجمال .
فتحت الباب بشجاعة وسارت خارجة من الحمام . ادار رأسه عن الوسادة باتجاهها عندما دخلت الغرفة . بدا شعره الاشقر ونظرات عينيه وكأنه ما زال يافعاً .
قال ضاحكاً :
" اين لفافات شعرك ؟ "


قالت بفرح :
" لقد ضاعت مني . "
وهي تفكر ان عليها ان
تسير بطريقة طبيعية وان لا تتأثر بتحديقه بها .
قال متذمراً :
" ليست ثياب نومك قصيرة او حتى شفافة . "

قالت غاضبة :
" سأصاب بالبرد في هذا الطقس . "

" لا اعتقد انك ستستمرين في دور الفتاة اللطيفة البريئة . الم يحن الوقت كي تبدأي باغوائي ؟ انني مصاب بخيبة أمل . "
" انك شخص مشاكس . "
اخذت من الوقت كي تتمكن من ترتيب اغراضها عن سريرها . وكانت مدركة ان عينيه تتبعانها في كل حركة تقوم بها ، وكأنه يبحث في اغراضها ليرى شيئاً يشير الى تواطئها . لكنه لم يجد شيئاً . بقى صامتاً لفترة ، وكأنه يقيم كل ما سمعه منها . بعدها تنهد قليلاً ، وقال متعجباً :
" انا حقاً اصدق انك ترتدين هذا
للنوم . "
وتابع غاضباً :
" و ... لدي احساس قوي انك للمرة الاولى
تبقين بمفردك مع شخص ما . "
اتسعت عيناها ، وصرخت غاضبة :
" بالطبع كذلك . "
وكأنها
مندهشة انه يفكر بعكس ذلك .
بدا عليه الارتباك وهو يقول :
" هذا من حظي . بريئة ونقية
كالثلج المتساقط . "
قالت بحرارة :
" ليس هناك من شيء يدعو للسخرية . هذا
أمر طبيعي ، في المكان الذي اعيش فيه . فأبي سيغضب في قبره ان علم انني خرجت مع احد او انني ... "
تابع عنها بخشونة :
" هذا ما ستفعلينه الليلة . "

منتدى ليلاس
أبعدت عينيها عنه وقالت :
" هذا فقط بسبب ان لا خيار لدي . "




اماريج 22-03-13 07:54 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
وتابعت بلهجة وكأنه لن يجرؤ على معاكستها :
" لكنني سأبقى كما انا عند الصباح . "
قال وكأنه غير مصدق :
" فتاة شريفة ، وانت ابنة ممثلة . "
قالت بغضب :
" راقب ما تقوله . جدتي ربت أمي على مثل عليا . ولم تكن أمي يوماً مبتذلة . "
" بالتأكيد . "
قالت بحزم :
" بالتأكيد ، هذا ما كانت عليه أمي ، وانا ايضاً سأكون مثلها . "
قال وكأنه لا يزال غير مصدق كل الذي يسمعه .
" اي اعترافات مذهلة تخبريني اياها عن عائلتك المهمة . "
قالت بحدة :
" كنت اكلمك عن معتقداتي بالاخلاق . "
" لقد كنت واضحة جداً ، لكن هناك دائماً الغد . "
قالت مذهولة :
" غداً ؟ "
استدار على سريره وقال :
" عمت مساء . "
سرحت شعرها ، وبتوتر وضعت الفرشاة جانباً . اطفأت النور بجانب سريرها واستقلت على الشراشف الباردة . متوقعة ان تنام على الفور . لكنها لم تستطع ان
تنسى كل ما سمعته . بقيت متوترة تفكر كيف تستطيع ان تنام وهي ...
سمعت صوته يقول :
" خففي عنك ، لن يلمسك احد . "
قالت بثقة :
" لست قلقة . "
لكي تبعد تفكيرها عن ليسنزو ، حاولت ان تربط المنطق كل ما سمعته عن الابتزاز . مدت يدها الى المفتاح المعلق في عنقها . قد يكون المفتاح الذي طلبه كورزيني في رسالته .
محاميها قال لها انه قد يكون لصندوق امانات في البنك في فينيس . اذا كان الامر كذلك فلا بد ان هناك بعض الحقائق في اتهام كورزيني .
ارتجفت من مجرد التفكير بذلك . هذا يعني ان عليها ان تعتذر من ليسنزو . وببطء اغمضت عينيها وهي تتخيل نفسها تعتذر منه بينما وجهه المنتصر يهزء منها .
بدا الليل لها مليئاً بالاحلام المزعجة ، عنها ، عن ليسنزو ، استيقظت عند الصباح وهي تشعر بالتعب والارهاق .
تنفست برعب :
" اه ، لا . "
جلست بسرعة لتنظر الى انحاء الغرفة ، كان السرير الذي بقربها فارغاً . اعادت ترتيب شراشف السرير وحاولت ان تهديء من توترها .
سمعت طرق خفيف على الباب ، نظرت الى اعلى ، وشعرها منتشر على الوسادة البيضاء كألسنة اللهب .
قال ليسنزو :
" ترتيب جميل ، قد بدأنا ثانية ، عزيزتي . "
تابع بصوت عادي :
" يمكنك ان تستعملي الحمام الان . "
" شكراً لك . "
وانتظرت منه ان يستدير كي تنهض ، لكنها ادركت ان التصرف الحسن ليس من طبيعته .
وقف ليسنزو ينشف شعره ، بعد ان حلق ذقنه . كان يبدو نشيطاً وجذاباً وهو يرتدي قميصاً بيضاء مع بنطلون رمادي .
نظر اليها وقال :
" حضري نفسك لأننا سنخرج . "
منتدى ليلاس
قالت معترضة :
" لم تصبح الساعة السابعة بعد ، ولم انم الا بضع ساعات فقط . "
اجاب :
" اذهب الى عملي باكراً . انهضي بسرعة سنذهب لنتناول الفطور عندما تصبحين جاهزة . فهناك مطعم قريب من هنا . "




اماريج 22-03-13 07:57 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قالت باستياء :
" مطعم في هذا الوقت ؟ اي شعب انتم ؟ افضل ان اتناول الفطور هنا . كما انني سأطهو . وهذا سيوفر عليك المال . "
قال :
" كم انت اقتصادية . لكن الجميع يتناول الفطور هنا في المطاعم . انها عادة ونحن في ايطاليا متحضرون كفاية لنقدم القهوة والكرواسان في ساعات الصباح الباكر . كما وانه لا يوجد شيء للأكل هنا . فأنا لم آكل مرة في هذه الغرفة . "
أدرات نظرها في الغرفة وتجهم وجهها . كم هو أمر غريب . من المؤكد ان لا احد يعيش فيها . فليس هناك اية ممتلكات خاصة لأحد . فقط بعش الثياب والاوراق . قد يكون ليسنزو انتقل للعيش هنا البارحة . لا يوجد حتى اية صورة
لعائلته ... وفي الحمام ، تذكرت انها لم تجد شيئا من ادوات الحلاقة او ما شابه للرجال .
قالت :
" حتى انك لا تمضي الكثير من الوقت هنا ايضاً . "
" اتنقل باستمرار . "
ابقى عينيه عليها وهو يمسك بربطة عنقه . اخذت تفكر ما يعني يتنقل باستمرار بين صديقاته ، او انه يغير بيته باستمرار . وجدت ميرديث نفسها تحدق بكل حركة يقوم بها هو يعقد ربطة عنقه الحريرية .
عندما انتهى ، وضع يديه في جيبه وفجأة شعرت بالذنب والحياء ، فقد ادركت انه كان سعيداً بدهشتها . ابعدت عينيها عنه وهي تقاوم رغبتها . بالضحك ، لو ان الفتيات في القرية علمن انها نامت في نفس الغرفة مع شاب لكنّ ضايقنها بلا
شفقة .
" اسمعي لا تحاولي اغوائي . انك الان مع رجل يتدبر بحكمة كل ما يشاهده منذ ان كان يافعاً . لقد رأيت العديد من النساء في طريقي ، ميرديث ، شقراوات ، سمراوات ، نحيلات ، وكل واحدة منهن لديها دافع قوي يحركها . هل تعلمين ما هو ؟ "
همست :
" الحب ؟ "
قال :
" على الاقل هذا شعور انساني ، واقتراحك هذا يخبرني بما تفكرين به الان . " ضحك بقسوة من الاحمرار الداكن الذي تلون به خديها ، تابع " اقول لك ماذا كن يردن . المال ويجب ان تعلمي انني دائماً تجنبت اي اهتمام بي ، حتى مع الفتيات الخجولات . "
قالت بغضب :
" انك مغرور ، وتتخيل اموراً غير موجودة . "
قال بصوت قوي :
" ربما استنتج الافكار التي اريدها لأن هذا هو الانطباع الوحيد الذي اصل اليه . والان خذي الامر كتحذير . ابقي مستقيمة معي والا سأحطمك . مفهوم ؟ "
حدق بها غاضباً ، فأخفضت رأسها ، مرتعبة من غضبه الغير متوقع . تابع :
" حسناً . انهضي من سريرك قبل ان أجرك منه . "
حدقت بع ببرودة ، وقالت بضيق :
" ليس هناك من حاجة . "
نهضت من السرير بسرعة ، ووضعت يديها في جيبي روب النوم . وهي مدركة انه يحدق بها بسخرية .
تمتم قائلاً :
" ناعمة ، بريئة ، ونشيطة . "
منتدى ليلاس
شدت حزام الروب حول خصرها بغضب . وقالت بحرارة :
" تقريباً . "
واعادت رأسها الى الوراء ليسقط شعرها على ظهرها كالموج الاحمر .
قال منتقداً :
" عليّ ان انسى انك بريئة . "
" وتنسى انني ناعمة . "





اماريج 22-03-13 08:03 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اصبحت تعابير وجهه غامضة حين قال :
" سنرى ، اتمنى لمصلحتك ان تكوني انسانة صادقة . والا سأدعك ترين ماذا
افعل بالنساء اللواتي تحاولن ان تجعل مني غبياً . "
قالت ببساطة :
" في هذه اللحظة ، انك تفعل من نفسك احمقاً ، بدون مساعدتي ... يا للهول ! هذه الغرفة بحاجة الى تغيير الهواء فيها . "
تمتمت بهذه الجملة وهي تشعر بالخجل لأنها تهاجمه . امسكت بشريط الستارة ورفعتها . هدأ غضبها على الفور ، من جراء صوت غناء في احد القوارب . كانت النافذة مباشرة فوق القناة ، ابعدت الستائر كثيراً كي تتمكن من السماع اكثر .
رأت البحار من خلال ضباب الصباح ، يجذف في قارب صغير مليء بالخضار الطازجة .
ناداها ، عندما رآها تنحني لرؤيته :
" ايتها الجميلة ، الجميلة ! "
كان شعرها يتساقط على كتفيها كالشلال الاحمر .وبًعد تصرف ليسنزو القاسي معها ، احست بشعور لطيف ان ترى من يقدرها .
ابتسمت له بسعادة وقالت :
" شكراً لك . شكراً . "
امسك ليسنزو بخصرها وقال :
" انتبهي . "
بقيت هادئة . فلقد علمت على الفور انه يستطيع ان يرميها بسهولة من النافذة بدون اية قوة . فتراجعت وهي تسمع صوت اغاني الحب من القارب .
قالت بهدوء :
" يمكنك ان تتركني . "
وادارت رأسها عندما لم تعد تسمع الا صوت الصدى للغناء .
" يمكنني بالطبع . "
امسك بيدها وقبلها بنعومة .
ابتسم ليسنزو وقال :
" ما هذا الوجه الجميل وهاتان العينان الزرقاوان الواسعتان . كل هذا كي تسيطري علي ؟ "
قالت بصراحة :
" نعم ! لقد اردتهم من اجل ذلك ! "
ابتسم ولمس شعرها . وبطريقة ما عرفت ميرديث ان ليس من السهل ان تغير له الموضوع بكلمة او نكته كما كانت تفعل مع اصدقائها .
لدى ليسنزو شيء خاص غير موجود بأصدقائها في الريف .
قال بصوت اجش :
" أجدك مثيرة للاهتمام واعتقدت انه علّي ان اخبرك بذلك . "
بعدها ابتعد عنها . اندهشت من عاطفتها القوية . سارت نحو غرفة الحمام
وهي مدركة ان عينيه تراقبانها بدقة . لقد كانت دائماً تشعر بالفخر من ثقتها بنفسها ومن قوة شخصيتها . لكن يبدو الان انها بحاجة لكل ذرة منها .
عندما اصبحا في الشارع ، رفع ليسنزو ياقة معطفه عالياً ، وكأنه يختبئ . كممثلي الافلام البوليسية ، وهذا ما ادهشها .
ربما يشعر بالخجل من السير في هذه الشوارع الممطرة مع فتاة ترتدي قبعة كبائعة الورد . ضحكت من نفسها . فأدار رأسه الذهبي لترى عينيه تحدقان بها بقوة من فوق ياقة معطفه العالية .
منتدى ليلاس
قال غاضباً :
" لديك احساس غريب بالمرح . "
قالت متعمدة :
" هذه هي طبيعتي . هل كل شيء جامد في فينيس ما عدا القناة ؟ "
أجاب :
" كل شيء ثابت وحقيقي . "




اماريج 22-03-13 08:08 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
تنهدت ، ليس هناك من مجال لتغيير هذا الرجل ، سألت بابتهاج مفتعل :
" أليس هناك من فرصة لتذويب الثلج في المستقبل ؟ |
نظر اليها ، وقال بحدة :
" سيتحسن الطقس خلال بضعة ايام ، ستكونين قد رحلت حينها . "
اجابت بخشونة :
" اذا لم أمت من الجوع اولاً ، لقد مررنا امام خمسة اماكن تبيع القهوة والمعجنات ، بما فيهم المحل الموجود عند الزاوية امام شقتك . "
قال بسخرية :
" ربما الاسعار فيها باهظة . "
اجابت بغضب :
" او ربما لا تريد ان يراك احد معي . "
رأت الغضب في عينيه قبل ان تتابع :
" اي المغرور انت ! "
قال بصوت منخفض محذراً :
" لا تثيري غضبي ، فأنا لست في مزاج جيد . "
ادركت ميرديث من لهجة صوته انه صادق فيما يقوله ، فم تتكلم ثانية . سار ليسنزو قلقاً امامها حتى وصلا الى ساحة واسعة ، تلمع بقوة من ضوء الثلج المتساقط . وضعت امرأة لوح خشبي لتسير عليه كي لا تقع على الثلج ، فأسرع ليسنزو ومد يده كي يساعدها على اجتياز الساحة . وافقت المرأة على مساعدته القيمة ، ابتسمت له وقالت :
" شكراً لك . "
نظر الى ميرديث وقال :
" تابعي طريقك ، وسألحق بك يعد قليل ... "
تلعثم بكلامه جراء الهواء البارد الذي كان يضرب بوجهه وهو يتابع :
" الى ذلك المقهى هناك . "
ضربت رياح عاصفة بشعره وهو يشير بيده الى المقهى ها فسارت ميرديث
ببطء عبر الساحة بعدها استدارت . كان يساعد بلطف المرأة العجوز على اللوح الخشبي ، اهتمامه ومساعدته جعلا ميرديث تفكر بوجه ايجابي فيه . لا
يمكن ان يكون انساناً قاسياً وبدون شفقة اذا كان يحترم العجائز ويساعدهم ، تساءلت بحيرة ، وهي تشعر بالارتياح .
بتفكير عميق اخذت تراقب اناقته وتصرفه اللائق ، كان شعره يتماوج مع الريح كالذهب السائل في ضوء الصباح .
ببطء ، وكأنها مجبرة ، رفعت ميرديث قبعتها لتترك شعرها ينسد على كتفيها ، بينما اوصل ليسنزو المرأة العجوز الى آخر الساحة .
قالت المرأة بفرح وثقة :
" شكراً كثيراً . "
اجاب وهو يبتسم لها بحرارة :
" اهلاً ، سيدتي . "
استدار ليرى ميرديث ، قد وقفت بجانب المقهى واتكأت على الحائط ، شعرها الاحمر يعكس جمالاً لا يوصف مع بشرة وجهها والثلج المتساقط على شعرها كالسكر الذي يرش على الحلوى . كانت تبتسم بحرارة ايضاً ، وجهها يدل على
مدى طيبتها وسعادتها ، بسبب المنظر المؤثر لليسنزو هو والمرأة العجوز وعينيه المليئتين بالحب والعطف ، واللتين تحولتا الى ثلج بارد لمجرد رؤيته لميرديث ، تحول اللطف الواضح على وجهها الى استغراب وذهول .
منتدى ليلاس
بدا لها الامر غريباً انه يحمل لها كل هذه العداوة . اخذت ميرديث تفكر بتركيز ووصلت الى استنتاج وحيد . انه يكره نفسه لأنه معها ، لأنه متورط شخصياً ...
قالت بغضب :
" هذا كورزيني . "
وكأن الامر اصبح واضحاً




اماريج 22-03-13 08:12 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
أمامها . قد قال لها ليسنزو انه سيدافع عن عائلته حتى النهاية . لذلك ... " انك قريب له ، اليس كذلك ؟ "
رفع ليسنزو حاجبيه عالياً ، قال بسخرية :
" ما هذا الاستنتاج الغريب . "
قالت تناقشه :
" انا لا ادري لماذا ، لكن هذا يجعل الامر منطقياً . لقد قلت انك تكرس نفسك لعائلتك . لذلك افهم عداوتك نحوي اذا كنت ابن عم او شيء من هذا القبيل . "
قال بدهشة :
" أ ... أبن عم ؟ "
قالت بصبر تشرح له :
" ابن عم لكورزيني . لذلك من السهل عليه ان يوكلك بذلك . اذا كنت اكثر من مدير امواله . وعدا اللحظات التي ... "
رفعت ذقنها بكبرياء امام عينيه وتابعت :
" تنظر الى باعجاب ، كأنك تضمر لي العداوة والكره . "
التقت عينا ميرديث بعيني ليسنزو القاسيتين والباردتين فارتجفت من جراء العاطفة القوية التي بعثرت شعرها بكل الاتجاهات .
تمتم قائلاً :
اية مخيلة غريبة لديك . كما وانك تركت نفسك تبردين . كان عليك الدخول وانتظاري في الداخل . "
اسرع في فتح باب المقهى ، وقال :
" اسرعي ، ليس هناك من حاجة لجعل الناس في الداخل يعانون من البرد مثلك . "
ترنحت ميرديث قليلاً فأمسك بها كي لا تقع . ناولته معطفها وهي تنظر بقلق الى العيون المحدقة بهما بانزعاج من الاشخاص قرب الباب .
قالت بلطف وهي تسير :
" انني آسفة ، انه طقس بارد جداً ، اليس كذلك ؟ "
هذه المرة ، كلامها اللطيف كان له مفعول غريب ، لأن كل من مرت أمامه اجاب بتمتمة وكأن الناس في المقهى علموا ماذا تقول . احساسها بالقلق تبخر بدفء الابتسامات والنظرات اللطيفة .
وقفت بجانب ليسنزو وهي اكثر سعادة ، تنظر الى ما حولها . هذا ما تحبه ... عدد كبير من الناس تتحدث مع بعضها بحب وصداقة وكأنهم في حفلة عائلية كبيرة .
معظمهم رجال يشربون القهوة او الشراب ، وامامهم صحون كبيرة من الحلوى والمعجنات . وأحد الاشخاص كان يأكل البيتزا !
قالت مندهشة :
" طعام دسم عند الصباح وشراب قوي ! ما هذه الطريقة ليبدأ بها الانسان يومه ! " كان ليسنزو يرد على التحيات الموجهة اليه بانحناءة من رأسه الاشقر . سألت باهتمام :
" تعجبني شهيتهم للأكل . هل هؤلاء الناس زبائن لديك في البنك ؟ "
" لا . ان معظمهم يعملون على القوارب . "
قالت بشفقه :
" اتوقع انهم يحتاجون لطعام دسم كي يشعروا بالدفء في هذا الطقس المثلج . "
" نعم ، الطقس بارد جداً ، خاصة عند القناة . "
سألها بخشونة :
" تريدين القهوة ؟ "
منتدى ليلاس
شدت على شفتيها بامتعاض . كانت تستعد للبقاء سعيدة هنا ، وانها تحاول ان تنسى وضعها الدقيق . لذا قالت بتهذيب :
" افضل الشاي ، من فضلك . "
تمتم ليسنزو ، والغضب باد عليه :
" الشاي ! اسكبيه على رأسك . "
اجابت بجفاف :
" افضل ان يكون في فنجان كبير . "
اجابها بابتسامة واضحة . لقد تمكنت من اضحاكه وهذا آخر





اماريج 22-03-13 08:16 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
ما تتمناه . تابعت بفرح اكثر :
" لدي اسنان قوية . كم يبلغ ثمن فطائر الحلوى تلك ؟ "
" ثروة كبيرة ! "
وتابع نظراتها الجائعة الى الوعاء الكبير المليء بفطائر دونات الموضوعة بعناية وترتيب :
" اطلبي ما تريدينه . كل ما تريدينه . اصرفي كما تشائين ... فالبنك يدفع . البيتزا ، المربى ، الفطائر ، عصير طازج ... " اخذ يتحدث بسرعة الى النادل بلغة ايطالية جميلة وهو ينظر الى الرجل الذي يقف عند آلة القهوة .
قالت بحزم :
" لا شكراً . لن اطلب الكثير من الطعام غير الضروري يمكنك ان تنفق من زبونك كما تشاء . لكنني سأدفع ثمن ما اطلبه . "
قال وهو ينظر اليها بامعان :
" موقف ذكي جداً يا آنسة التزمت . "
لاحظت باهتمام تعليقه الساخر ، فوافقت على كلامه بمرارة :
" الست كذلك ؟ قد يكونا والداي قد صرفا كل فلس قبضاه على مساعدة اصدقائهما العاطلين عن العملة. لكن جدتي عمدت على تربيتي بتقشف ولم تسمح لي يوماً ان استدين . "
شمت راحة رائحة القهوة الشهية ونظرت بشك الى فنجان الشاي الخفيف .
قال وهو يسخر :
" امر رائع ، اعتقد انني فهمت ما تريدين قوله . انت مقتصدة . لكن البنك لن يفلس بسبب انفاقي عليك ثمن فنجان من الشاي وبعض فطائر الكرنفال . "
شرب من فنجان القهوة وبعدها سكب كوباً من الماء . جربت ميرديث ان تشرب من فنجانها واشمأزت من طعمه .
وبدون اية كلمة ، قدم ليسنزو لها كوباً من القهوة . كان طعم القهوة غني ولذيذ ، لا يشبه بشيء طعم القهوة في بيتها .
تماماً مثل ليسنزو شربت القهوة ثم الماء ، مكتشفة بسعادة الفرق بين طعمهما المتناقض .
قالت باعجاب :
" هذا رائع . "
اجاب بفخر :
" بالطبع . فمياه فينيسيا افضل مياه في العالم اجمع ، كذلك القهوة . اننا نعمل على تصديرها منذ قرون . انها مختلفة بطعمها عن اي مكان آخر . "
ابتسمت ميرديث من كبريائه وشعرت باحساس من الثقة يطغى على كل من حولها . فصاحب المقهى يخدم بفرح كل الزبائن . العمال ورجال القوارب ، كذلك الفتيات في المقهى يعملن بفرح وثقة .
نظرت الى صاحب المقهى الذي كان يشرب ماء مثلجاً ، وهو يرتاح قليلاً . سألته باهتمام :
" هل تتكلم الانكليزية ؟ "
فأحنى رأسه ، فابتسمت له بحرارة وتابعت :
" انا متأكدة انك قمت بعمل يوم كامل حتى الان . لا بد انك تنهض باكراً . "
قال ، وهو يلفظ الكلام بدقة :
" نعم ، كذلك زوجتي . هي من تطهو الطعام . والان تصنع فطائر السمك مع صلصة الفاصوليا . هل تريدين ؟ "
قالت بحزن :
" تبدو جيدة . "
كن بقي وجهها يشع باللطف والصداقة .
منتدى ليلاس
قال مشجعاً :
" اه ، تذوقيه . انه جاهز ، مع قليلاً من الفليفلة الحارة ... "
" اه ، لا ! لا استطيع ! في هذا الوقت من الصباح ... "
" سنيورة ، في هذا اليوم البارد ، يجب ان تأكلي ما يشعرك بالدفء هنا . " ضرب بيده على معدته الكبيرة فضحكت




اماريج 22-03-13 08:21 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
بمرح ، وقبلت دعوته وهي تنظر بعينين واسعتين عندما سكب لها كمية كبيرة من الفليفلة الحارة في وعاء .
قالت معترضة :
" سأقع على الارض من شدة حره . "
" هيا ، جربي . سنلتقطك عندما تقعين . "
بدا ان نصف الموجودين قد نظروا اليها ليعرفوا رأيها . تذوقت الطعام ،اغمضت عينيها بسرعة ، ثم ابتسمت . بعدها اكلت كل ما في الوعاء مع بعض الخبز الساخن الذي قدمه لها صاحب المقهى .
قالت وقد اصطبغ وجهها بلون زهري جميل :
" رائع جداً . "
دوى تصفيق قوي ، واستدارت لترى كل ما حولها بفرح . ثم صفقت مع صاحب المقهى ... لترى نفسها بين ذراعي زوجة الرجل . قالت المرأة وهي تترك ميرديث الضاحكة :
" بيلا ، بيليسيما ! "
تمتم ليسنزو :
" انها تقول انك جميلة جداً . "
تمتمت المرأة بكلام وهي تنظر الى خصلات شعرها الذهبية والحمراء .
" النظر الى شعرك يشعرها بالسعادة . "
شعرت ميرديث باضطراب من عمق صوته . انحنت المرأة باحترام الى ليسنزو ، الذي كان يراقب بهدوء ردة فعل ميرديث ، وعادت الى المطبخ .
اعادت ميرديث اهتمامها الى ما حولها ، ثم قالت بحماس :
" احب هذا المكان . "
شعرت بأن ليسنزو قد ارتاح الجو السائد وها هو يتكلم مع احد الاشخاص . تابعت بفرح :
" انه مليء بالحياة والفرح . فالناس عاطفيون تماماً . كسنين طفولتي .
قال بحزن :
" انت محظوظة . "
وكأن قناع من الحزن غطى وجهها :
" افتقد كثيراً لأمي وأبي ... "
تلعثمت ولم تعد تستطيع ان تكمل حديثها . احساس بالضيق ظهر على وجه ليسنزو القاسي ، قال بخشونة :
" توقفي عن اعترافاتك العاطفية . فالموضوع لا يهمني مطلقاً . "
توقفت ميرديث عل الفور عن الافصاح عن عواطفها له واخذت تأكل ببطء احدى " الفطائر " بحزن . كانت محلاة بالمربى والبندق ، حاولت ان تلتقط قطعة اخرى عندما رأت ليسنزو يرفع رأسه عند سماعه صوت كلام طفل . باهتمام لاحقت نظراته . كانت عيناه الغامضتان تحدقان برجل يحمل طفلاً يرتدي ثوب مهرج .
حبست انفاسها وهي تراقب النعومة واللطف اللتين ظهرتا على وجه ليسنزو . بفرح ، اخذت تنظر الى الطفل الجميل الذي كان يتكلم بفرح بينما والده المحب يحشوه بفطائر الكرنفال .
كانت بحاجة لموضوع ما ليكسر الجليد بينهما . وربما قد حصلت عليه . قالت بنعومة :
" حب الوالد أمر مهم جداً . "
منتدى ليلاس
اضطرب ليسنزو ، وقال مقاطعاً : " هل هو كذلك ؟ لم اعرف
والدي يوماً . "
قالت وهي تشعر بالأسى :
" اه ! " لمست ذراعه مواسية
وقابلت عينيه الحائرتين :
" اني آسفة . انه لأمر مؤلم . ولقد فكرت دوماً انني انسانة غير محظوظة . لقد توفي والدي
عندما كنت في سن المراهقة ، لكنهما احباني كثيراً لذلك اشعر
بالامان طوال حياتي . "




اماريج 22-03-13 08:24 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
سألها ببطء :
" ألم تشعر والدتك بالاسى لوجودك ؟ فوجود طفل لا بد ان يسبب الكثير من الفشل لحياتها الفنية ؟ "
ضحكت ميرديث :
" ليس لوقت طويل . فلقد كنت اذهب معها الى كل مكان . وقد استعادت شهرتها بسرعة كبيرة . "
" انت تشبهينها ، اليس كذلك ؟ "
قالت وهي تفكر :
" اجل . عندما علمت انها حامل شعرت بسعادة كبيرة . فلقد كانت قد فقدت الامل بالانجاب ، وقد كانا يائيسين عندما ولدت . "
كانت عينا ليسنزو لا تفارق الطفل بجانب والده . قالت بنعومة :
" انا احب الاطفال ، لقد كنت اعمل في دار الحضانة قبل ان اتركه للاهتمام بجدتي . لقد كان عملاً رائعاً ، الاهتمام بالاطفال . افهم بما احست أمي عندما
علمت انها حامل بعد فترة طويلة . تخيل كم يكون الامر مؤسفاً ، اذا كنت تريد اطفالاً لا تستطيع الحصول عليهم . "
سكب ليسنزو المزيد من الماء في كوبه ، ونظر اليها بعينين ثاقبتين . راقبت ميرديث ، اصابعه الطويلة كيف كانت تضغط على الكوب حتى اصبحت بيضاء ولقد ظنت انه سيسحقه الى شظايا . تساءلت ما هي الاسرار المخبأة في رأسه ! شيء ما يزعجه ، شيء له علاقة بالاطفال ... ولقد كانت ترغب بالحاح
ان تعرف ما هو .
قال بلا مبالاة :
" الازواج الذين لا ينجبون يستطيعون ان يحضنوا ايتاماً . "
قالت بنعومة موافقة :
" آه ، اعلم . وأنا سأفعل ذلك ، ان لم يكن هناك أمل من أن يكون لي عائلة . لكنها ليست تماماً كولد من لحمك ودمك ، اليس كذلك ؟ "
تابعت النظر الى الخارج ولم تلاحظ الاضطراب الذي ظهر على وجه ليسنزو . ابتسمت وهي تتابع :
" كانت امي سعيدة جداً ، لدرجة انها اخبرت الجمهور الذي كان يحضر حفلة فترة بعد الظهر في الاعياد ! كنها نسيت ان تخبر ابي اولاً ... لقد كان مدير اعمالها ، كما تعلم . "
تمتم :
" لماذا يجب ان اعلم ؟ "
تابعت ، وهي مهتمة بقصتها :
" حسناً ، لقد هدم المسرح اذ ركض نحوها كالعاصفة ورفعها عن الارض كالمجنون ! "
ضحكت وهي تتابع :
"انهمرت دموع كل الحاضرين . "
أنها قصة أخبرتها بها أمها بحب وفرح . دائماً وتكراراً ، وفي كل مرة كان وجهها الجميل يطفح بفرح الذكرى . وهذا الفرح ينعكس على وجه ميرديث الان .
ابرز ليسنزو اسنانه وهو يقول :
" لا اريد ان أصبح مستمعا مرتبطاً بقصة طفولتك . "
قالت معتذرة :
" اني اسفة . "
فلقد احست بالألم من كلامه القاسي . فقصتها سبب له الألم لأنه لم يعش لحظة واحدة من حياتها السعيدة . ترددت قليلاً ، بعدها قررت ان تعترف له :
" انني افهم تماماً شعورك . "
" اشك في ذلك . "
منتدى ليلاس
" اعلم ذلك . هل تعرف ، فالآن بعد وفاة جدتي لم يعد لدي أحد ، اشعر بالوحدة والفراغ .اتمنى ... ان يكون لدي عائلة اكثر من اي شيء آخر في العالم . "
قال بغضب :
" لما لا تتزوجيني . "
" لا ، ليس الامر كذلك ... اريد عمات واعمام ، اولاد عم وعدد كبير من الاحفاد والحفيدات ... "




اماريج 22-03-13 09:13 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 

قال مقاطعاً :
" سنغادر الان . "
غير متأثر على الاطلاق بأحلامها السخيفة :
" لقد قدمت لك فطوراً . ولن تحصلي على شيء آخر مني . لذا يمكنك الذهاب الى مكتب الاستعلامات في سان ماركو لتحجزي للسفر في الطائرة التالية . فأنت لن تجدي كورزيني بنفسك . "
شيء ما جعلها تعض على اسنانها ، فلقد كانت تريد اخباره ان لديها صندوق امانات ، لكنها علمت انه سيضع العراقيل في طريقها . وافقته بهدوء :
" قد يكون من المستحيل علّي ذلك . "
تابعت وهي تبعد شعرها :
" انت تعتقد ان علّي العودة الى بلادي ؟ "
تمتم ليسنزو :
" اعتقد انه الافضل لك ولكورزيني ان تنسيا بعضكما البعض . "
" فهمت الان ... "
علمت ميرديث ان عليها ان لا تبدو حذرة جداً لتفهم كل مخططه . فقالت مقترحة :
" اعتقد انني استطيع التجول قليلاً قبل الذهاب . "
ولأول مرة في حياتها ، لم تستطع ان تتكلم بصراحة ، وتبعت كلامها بوخز ضمير ، لكن هذا الامر مهم جداً :
" اين هو البنك الذي تعمل فيه ؟ هل استطيع السير معك اليه وبعدها اجد طريقي بنفسي الى سان ماركو ؟ "
قال بخشونة :
" اذا كنت تريدين ذلك . "
لكن ميرديث لمحت ابتسامة واضحة من النصر على وجهه . قال وهو يضع في يدها بعض الاوراق النقدية :
" ادفعي للرجل على صندوق المحاسبة ، هل تفعلين ؟ هذا مال يكفي وهذه الفاتورة . فأنا اريد اتحدث مع احد الاشخاص . "
سار نحو مجموعة من الرجال تعمل على قوارب النقل تجلس نحو طاولة دائرية ، بينما ذهبت ميرديث تدفع المال ، وهي تنظر الى كمية المبلغ في الفاتورة ، وبصورة اوتوماتيكية نظرت الى المال الذي اعطاها اياه . تطلعت بغضب ، ثم تحققت من الامر ثانية ، اتسعت عيناها مندهشة . لقد اعطاها خمس مئة باوند اكثر من المطلوب . بالنسبة لصاحب بنك فهو لا يهتم ابدا للمال المطلوب منها . امسك معطفه ووضعه على كتفه .
قالت :
" ليسنزو ، انظر ! لقد اعطيتني اكثر من المطلوب بكثير ! "
بدت عليه خيبة الامل وهو يأخذ ما تبقى من المال :
" هذه الاموال لي ؟ انني متعجب من شدة نزاهتك . كان بامكانك الاحتفاظ بالمال بسهولة . "
نظرت اليه متسائلة :
" لكنه مالك ! "
نظر اليها محدقاً للحظات طويلة . فرفعت حاجبيها مستفهمة ، ان قالت شيئا يجعله يتهمها به .
قال :
" تعالي معي . "
تابع بدون اي تعبير في وجهه او صوته :
" اني ذاهب باتجاه جسر ربلاتو ، يمكنك العودة بواسطة اكسراتو ، انه قارب بطيء ، يسير في القناة الكبرى . وهو يسير بالاتجاهين ، ويتوقف في اماكن كثيرة وبذلك يمكنك الحصول على رحلة رخيصة في القناة . "
قالت بحزن :
" امر رائع ، انظر بشوق لذلك . "
وعندما وصلت الى البنك ، فكرت ، انها اقتربت من الموضوع الاهم ، وهو
صندوق الامانات . احست باضطراب في معدتها . فلقد تعرضت لكل هذه الاهوال لتجد حقيقة عائلتها ، والان اصبحت قريبة جداً من الحصول على الجواب ولم تعد متأكدة ان كانت حقاً تريد ان تعرف ...


نهاية الفصل الثالث



ترانيم قلب 23-03-13 12:33 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
بليييييييييييييييييييييز استعجلي فيها ... بديت فيها وانا مابعرف انها مو كامله

doctor.dodo 23-03-13 04:01 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
شكرا على الرواية الجميلة بس ياريت تكمليها منتظرينك

اماريج 23-03-13 06:53 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترانيم قلب (المشاركة 3296805)
بليييييييييييييييييييييز استعجلي فيها ... بديت فيها وانا مابعرف انها مو كامله




انشاءالله حبيبتي
واسعدني جداااااا تواجدك فيها ياعسل


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doctor.dodo (المشاركة 3296961)
شكرا على الرواية الجميلة بس ياريت تكمليها منتظرينك



العفووووو يالغلا
انت الاجمل بمرورك وتواجدك فيها وشاكرة لكم انتظاركم
منورين والله
:8_4_134:

اماريج 23-03-13 06:58 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
الفصل الرابع

كانت القناة الكبرى ملئ بالمراكب من كل الانواع : بعض المراكب للنقل ، بعضها الآخر محمل بالخضار الطازجة ، وكلها متعددة الاشكال والالوان ... بع قليل من الوقت نسيت ميرديث كل شيء الا المنظر الرائع المدهش امامها .
ابتسمت وهي تقول :
" كل هذه الحركة والجمال تجعلني أشعر بالابتهاج ! "
عندما وصلت الى آخر القناة ، رأتها تعج بالناس التي تصعد او تنزل من القوارب السريعة الذي تمر بجانبها ، جميع الوجوه تبدو كأنها تعود الى العصور الوسطى وكأنهم خرجوا على الفور من كتب التاريخ .
قال ليسنزو ، وهو يراقبها ببرودة مصطنعة :
" انها ساعة مليئة بالعمل والحركة . "
نظرت ميرديث اليه بحماس ، فهي تشعر بالفرح من كل هذه الضجة ، الثلج ، المراكب الرائعة الجمال ، قالت بفرح :
" الا تشعر بالبهجة من جراء ذلك في كل يوم بحياتك ؟ "
" الابتهاج ! "
تجاهلت طريقة تعبيره بعدم الاهتمام . كانت تعلم تماماً انه يخبئ حقيقة احساسه بالحياة ما ان وصل الى الشارع المليء بالناس . لقد كان يشعر بالفرح مثلها تماماً .
قالت وهي تشير الى الناس التي تمر بقارب متحرك :
" لا اعرف كيف تستطيع الناس ان تقرأ الجرائد وهي تمر بمنظر بهذا الجمال . "
نظر ليسنزو باقتضاب حوله وقال :
" الجمال يخبو بعد فترة ... الا ، اذا كان بالطبع ، هناك شيء اجمل واعمق فيه
ليثير الاهتمام . "
قالت موافقة :
" هذا أمر مؤكد . "
تساءلت كم هنّ الجميلات اللواتي سببن خيبة أمل له . وتابعت :
" لكن هناك الكثير في فينيس الذي يصادفك ولا تلاحظه فقط بعينيك ، اليس كذلك ؟ انه اكثر بكثير من الجمال الذي يحيط بك ، واكثر من مجرد جمال زائف . "
قال ، بينما لاح اهتمام خفيف في عينيه الغامضتين :
" انك تشكين في أمر ما ، ماذا ترين وراء القناع التي تقدمه فينيس لزوارها ؟ "
قالت بنعومة :
" الغموض . "
واخذت تحدق بالنوافذ الطويلة والستائر التي تبقي العالم خارجاً وتخفي العواطف والانفعالات الحقيقية في الداخل :
" كل هذه الابهة الفارغة ... هي واجهة للعواطف الحقيقية ولأحزان الناس
لأسراري في مكان ما . لابد من وجود اسرار اخرى ، وانه لأمر رائع ان يتمكن المرء من اكتشافها ... "
قال وهو يمسك بكتفها :
" ماذا تعنين بأسرار اخرى ؟ "
منتدى ليلاس
ابتسمت وقالت :
" لست ادري ! "
لفت نظرها مجموعة من الاشخاص يرتدن ثياباً إيطالية جميلة يركبون مركب
صغير . بدا لها انهم يقومون بنزهة لأنهم يتنقلون من جانب الى آخر في القناة وهو واقفون ، مثل الناس التي تحتشد في وسائل النقل في لندن . لمعت عيناها بفرح وقالت :
" فينيس قديمة جدا ليكون لديها الآف الاسرار : جرائم ثأر ... اطفال

غير مشردة ، عمليات احتيال ... خاصة انها كانت عاصمة المال في العالم لمئات من السنين . "





اماريج 23-03-13 07:03 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
نظرت اليه بجرأة :
" انتم موظفو البنوك تعرفون جيداً بهذه الاعمال . "
" انت ، بالطبع ، ستغادرين قريباً . "
شعرت بالشك في كلامه فقالت :
" قد لا ارحل على الفور ... "
للحظة لم يستطع ان يسيطر على غضبه . فقال بغضب :
" هل ستبقين ؟ "
وامسك بها بقوة . صرخت :
" لا ، هل ستدفعني الى القناة ؟ "
ابتسم وقال :
" لا ، لن أرميك ، ليس قبل الليلة ، هذا كل ما في الامر . "
شهقت وقالت :
" اه ! لا ! لا استطيع البقاء في شقتك . لا استطيع ! "
" اه ، عزيزتي . اذن انت تودعينني الان . انت بالتأكيد ستعودين الى بلادك . " تنهد بأسى ، لكن عينيه كانتا تراقبانها باهتمام . كيف يمكنها ان تكذب عليه . لو انها تستطيع التفكير ...
قالت :
" لا ... لا ليس بالتحديد ... "
" اذا بقيت هنا ، ميرديث ، اذا ذهبت الى اي مكان في فينيس ، سأعثر عليك وسأضع حصاراً حولك . "
همست :
" لا يمكنك ان تقصد ما تقوله . "
ضحك بمكر :
" لا ؟ "
وتابع وهو يتودد اليها :
" ابقي ام اذهبي . تريدينني ام لا . قرري الان . مفهوم ؟ "
" انا ... انا . "
شعرت بغصة في حلقها تابعت بضعف :
" انك تتصرف بحقارة معي ! "
سمعت صوت اضطراب اعصابها في أذنيها . انه يعاملها كفتاة رخيصة . امتلأت عيناها بالدموع فها هو يتكلم معها كلام مهين امام الناس ، بينما نصف شعب فينيس يسير بجانبها في القناة . اغمضت عينيها بخجل .
سأل بخشونة :
" اذن ستذهبين ؟ "
سمعت صوتاً يصرخ :
" سنزو ! كوزو ؟ "
ابتعد عنها بسرعة ، وبغضب شديد صرخ قائلاً :
" ولا كلمة . " مرر يده بشعره الاشقر وكرر قائلاً :
" ولا كلمة . "
بحزن نظرت ميرديث الى المرأة الجميلة التي ظهرت فجأة ، من الواضح انها صديقة لكنها لم تتمكن من رؤيتهما بسبب دموعها المنهمرة سمعته يقول :
" مي لايس ان باس . "
سمعت صوت المرأة يقول بشك :
" ابرستو . كايو . "
تمتمت ميرديث :
" ماذا كنت تقول لها ؟ "
قال بخشونة :
" لقد قلت لها ان تدعني بسلام . "
قالت مستفهمة :
" تدعك بسلام ؟ وماذا عني ؟ كيف يمكنك ؟ "
عادت لتبكي وهي ترتجف من الغضب والخجل معاً . عندها شعرت بذراع ليسنزو يلتف حولها ويقول لها بصبر :
" ترانكيلو ، ترانكليو . "
منتدى ليلاس
شعرت وكأنها تجمدت فجأة ، ذكرى قاسية مرت ببالها :
" مرة حاول والدها تهدئتها عندما كانت تبكي بجنون لفقدانها كلبها الصغير . قال لها يومها " ترانكليو ، اي اهدئي . " شعرت وكأنها اصبحت باردة كالثلج وان قدميها اصبحتا كالرصاص . لأنها الان تعلم ان والدها كان يتكلم الايطالية .
همست :
" اه ، لا . "
لقد استعمل والدها تلك الكلمة بصورة لا شعورية . لقد كان منزعجاً . لكن تلك الكلمة نطقها بصورة طبيعية .



اماريج 23-03-13 07:06 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
رفعت ميرديث وجهها المليء بالدموع . ان هناك صلة بين والدها وبين ايطاليا . جالت تلك الفكرة في خاطرها ، مانعة اياها عن الحركة .
قال ليسنزو بقوة ، وهو يهزها :
" ميرديث ! ميرديث ! "
ببطء شديد ركزت انتباهها عليه ، قالت بحزن شديد :
" اه ! ليسنزو ! "
وجدت نفسها لا تقوى على الكلام مع الخوف القوي المسيطر عليها ، لأن حياتها كلها قد بنيت على كذبة كبيرة .
هذا ما كانت تفكر فيه . فوالدها كان دائماً يلبس ثياباً انيقة ، ولا يأكل الا الطعام الجيد والغالي الثمن ، يحب الموسيقى ، والاشياء الجميلة ... بأت الشكوك التي تتجمع في فكرها تنذرها . ربما لدى ليسنزو سبب وجيه لمعاملتها بازدراء . ربما عائلتها قد ابتزت المال ...
فجأة شعرت ان قدميها لم تعد تحملانها ، اسرع ليسنزو بامساكها كي لا تقع .
تمتم قائلا :
" هل يعقل ان تكوني هكذا ؟ "
" ارجوك ، لا استطيع ... "
لم تستطع ان تكمل ما تقوله ، كان هناك الكثير من الضجة حولها لكن كل ما كانت تستطيع فعله هو البكاء .
قال :
" لم يكن الامر محرجاً ، حسناً . اذا كنت تريدين البكاء ستفعلين ذلك في مكان خاص . سآخذك الى البنك . "
قال ذلك بصوت منخفض وتابع :
" انه في شارع غولد سميث بالقرب من هنا . فما زال الوقت باكرا كي نفتح ، وبذلك يمكنك البقاء بمفرك لفترة . فكرت ميرديث انها تسمع بعض اللطف في كلماته ، وهذا ما اشعرها بالراحة ، لكنه بع ذلك افسد الامر تماماً اذ قال بعصبية :
" وحتى نصل الى هناك ، اعملي معروفاً واوقفي هذا الفيضان . "
الكبرياء هو ما جعلها تلبي طلبه وليس الرغبة في طاعته ، مع انها سعيدة بمساعدته لها . انه أمر مثير للسخرية ، خاصة انه يعمل على تحطيم حياتها كلها امام عينيها .
كان يحميها كحبيب لها ، يحميها من العيون الفضولية بينما كانا يصعدان الدرج لرايلتو بريدج مع متاجره الفاخرة على الجانبين . ازدياد الضجة ونظرة الى الخضار الطازجة والنادرة جعلتها تدرك انها في الاسواق وقد بدا لها امراً
غريبا ان ليسنزو يقوم برد التحية على المارة بصورة دائمة .
اخيراً قام بفتح باب كبير منحوت ، وبعد لحظة رأت ميرديث انه يقودها الى مكتب كبير ذو مفروشات رائعة وسقف مميز بلوحاته الملونة والثريات الرائعة .
بوجه جامد كالحجر اجلسها على مقهد جلدي وجثى امامها ، ممسكاً بيدها ، قال بسخرية :
" لقد اعتقدت ان دموعك لن تتوقف لقد سالت كالنهر . انك جيدة بذلك حتى انك تنجحين كممثلة رئيسية في مسرح عالمي . "
قالت بحزن :
" لا تعجبني وسائلك . "
لمعت عيناه بقوة :
" أستعمل أية وسيلة اريدها لأحصل على ما أريه ، عندما اريد . "
سألت بغضب :
" هل هذا ينطبق في العمل ومع النساء . "
منتدى ليلاس
ابتسم ابتسامة صغيرة وقال بثقة واضحة :
" لم أفشل يوماً
في الحصول على ما اريده ، ان كان في العمل او في الحب . "
قالت بسرعة :
" اذن استعد لصدمة قوية . "
نظر اليها بقوة :
" لم اتوقف عن ذلك مطلقاً . "




اماريج 23-03-13 07:11 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قالت متعمدة ان تخفي اضطرابها :
" هل يمكنك ان تحضر لي بعض الماء ، من فضلك ؟ "
ابتسم بسخرية :
" بالتأكيد . "
راقبت خطواته الكبيرة فوق البلاط الرخامي . عندما خرج ، تراجعت الى الوراء ، اغمضت عينيها محاولة ان تهدأ نفسها . لديها الكثير كي تفكر به ، الكثير من المشاكل .
ترانكيلو ، فكرت بذلك ، وعاد الحزن والتعب واضح على وجهها . تأوهت بيأس . هي تريد ان تعرف الرباط بين والدها وفينيس كما تريد رصاصة في رأسها . وتأوهت بصوت عال .
اتى ليسنزو وقال بصوت قاي :
" اشربي هذه . "
اعطاها كوباً من الماء المثلج وبدأ يسير عبر الغرفة بتوتر ظاهر . شربت الماء وهي تراقبه من تحت رموشها . في هذه الغرفة الرائعة ، يبدو وكأنه في عالمه الخاص ، فوجهه يحمل تعابير ارستقراطية وكأنه من طبقة النبلاء . احست بالقلق انها قد لا تستطيع الاستمرار معه .
كيف توقعت ان تتعامل مع شخص بقوة ليسنزو سلفاتي ... رجل لديه الكثير من الحيلة والخداع في دمه ... وهي تتوقع ان تقف بوجهه ؟ توقف ليسنزو ، ونظر غاضباً الى ورقة اعمال على المكتب .
سألت بصوت هادئ :
" هذا هو مكتبك ،اليس كذلك ؟ هل انت المدير هنا ؟ "
لم يتكلم ، بدا عليه انه يحاول التفكير امام النافذة الحديدية . كانت اشعة الشمس تشع عبر الزجاج الملون على وجهه .
قال وكأنه وصل الى قرار يريد اخبارها به :
" لست المدير . "
انتظرت وقلبها يخفق بقوة في صدرها . وتابع :
" انا صاحب هذا البنك . "
حدقت به بهدوء ، متسائلة كم هناك من الاسرار بعد وراء هذه المظاهر القوية . بدأ جسمها يرتجف . اذا كان هو بهذه الاهمية ، فلابد ان كورزيني اكثر قوة وأهمية من ليسنزو .
بدأت بالقول :
" لو انك اخبرتني فقط ... "
سأل بسخرية :
" وهل هذا يشكل فرقاً لديك ؟ "
" نعم . "
رفع رأسه بكبرياء ، أشعة الشمس حولت شعره الذهبي الى اللون الابيض ، وغطت وجهه . قال بنعومة :
" انا اريدك ، اذا بقيت هنا ، سأحصل عليك ... هذا وعد . هذا ما تريدينه ايضاً ؟ انت فقيرة ، وانا غني ... "
قالت غاضبة وبسرعة :
" هل تقترح عملية تبادل معي ؟ "
" اتفاق . "
همست :
" انت تدفعني الى الجنون من الغضب . "
اجاب بنعومة :
" نعم ، هذه هي طريقتي . "
صرخت به :
" هذا امر مشين ! ليس هناك فرق بين من انت او ما تملك . فاذا لم تكن الرحل الذي احب واذا لم تكن تحبني ، عندها لا يعقل ان اكون لك . "
ساد الصمت بينهما واخذ ليسنزو يحدق بها وعلمت انه يفكر اذا ما كانت تستحق المحاولة او انه يقرر خطة شريرة اخرى .
قال :
" حسناً . "
منتدى ليلاس
وسار نحو مكتبه ووصل الى الهاتف :
" لقد استسلمت . وقبل ان اندم على طبيعتي الجيدة المؤقتة عليك ان تتركيني اجري بعض الاتصالات وبعدها سأعمل ما في وسعي لاعادتك الى بلادك اليوم . "
فكرت ميرديث بسرعة . لم يكن طبع ليسنزو افضل من الان ،
بدا عليه انه قلق بصورة غير طبيعية ليتخلص منها . وهذا لا يعود لأنها رفضته . ومن المؤكد انه لا يحاول ان يحميها من قدر أسوء من الموت . ابتسمت ابتسامة صغيرة . وقررت ان تحارب على الرغم من كل شيء .





اماريج 23-03-13 07:15 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قالت متوسلة :
" فقط اعطيني لحظة من وقتك . "
ارتجفت يده قليلا مما جعلته يسقط سماعة الهاتف ، انتظر ريثما تنتهي من شرب الماء . قالت بصدق :
" ما زلت متوترة قليلاً . "
حاولت جاهداً ان تنظر باهتمام حولها في المكتب ، لقد كان فعلا جميلا وتظاهرها هذا تحول الى اعجاب واضح .
قالت معلقة :
" يبدو ان أعمالك تسير بشكل جيد . "
ابتسم بالرغم عته :
" بصعوبة . انت تحبين هذه الاعمال ؟ كان البنك يقوم بأعمال مع تامبكيتو في العصور الوسطى ، عندما كان الذهب الافريقي هو الافضل . "
ارادت ان تعرف المزيد ، لكنها علمت ان عليها ان تسيطر على الوضع اولاً :
" لابد انك تتمتع بكل هذه السلطة . "
زم شفتيه متيرماً وامسك بيده دليل الهاتف ، بدا عليه انه فقد صبره ، لكنها تابعت :
" ما عدا بعض الاعمال المملة ، مثل بداية العمل ، التأكد من سلامة صناديق الامانات وهكذا . "
اخذت تتعلم بعض الحيل التي يقوم بها .
كان بالكاد يسمعها :
" لا اهتم لذلك . "
فلقد كان مهتماً بالاتصال بأحد الارقام .
قالت بصوت عالٍ وواضح ، مع ان قلبها كان يخفق بقوة من توترها الخفي :
" حسناً ، بما انك تملك المفاتيح وانا زبونة لديك ، اريد منك ان تأخذني الى المستودع ، ارجوك . "
جمد فجأة وصرخ غاضبا :
" زبونة ؟ المستودع ؟ ليس هناك شيء فيه ... "
تابعت عنه :
" ما عدا صناديق الامانات . "
اعاد سماعة الهاتف مكانها بغضب وضرب بقوة المكتب الزجاجي . وشتم بصوت عالٍ . لكن عندما نظر اليها ثانية كان وجهه قد اصبح هادئا وقد تمكن من اخفاء ردة فعله .
ادركت كم هو ماهر باخفاء مشاعره الخاصة :
" انه ليس بالمكان المناسب للسياحة ... "
قالت بحزم :
" انا لا اقوم بالتنزه هنا ، انا اقوم بعمل واضح . "
سأل بنعومة :
" وما هي امكانية العمل لديك في مستودعنا ؟ "
قد يكون كلامه ناعماً ، لكن ميرديث شعرت وكأنها اصيبت بضربة خنجرين من عينيه . انحنى نحو مكتبه . لسبب ما ، هو لا يريدها ان تدخل المستودع . يجب ان تحافظ على شجاعتها لتواصل ما تريده .
" لقد ورثت محتويات صندوق امانة . وانا اعتقد انه احد الصناديق في هذا البنك . "
صرخ ليسنزو برعب :
" ورثت ، شيء خاص بك ؟ "
قالت :
" وصية منفذه . "
واخرجتها من حقيبتها . رفعت ذقنها وتابعت بكبرياء :
" وصية لوالداي وجدتي . في ما خص جدتي لديها دين لصندوق امانة في بنك دو أورو . قال لي مدير بنك محلي هذا يعني انها تستأجر صندوق امانة هنا .
اريد ان ارى ما في داخله . "
منتدى ليلاس
" لكنك بحاجة الى مفتاح للصندوق ، ولقد قلت بنفسك ان عمل كورزيني هو مجرد خطأ في الكومبيوتر . "
ضاقت عيناه وهو يحدق بوجهها المليء ثقة بالنفس .




اماريج 23-03-13 07:20 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
حركت رأسها بتعب ، فهي تخاف من الدقائق القليلة المقبلة .
"هذا صحيح ، بالرغم من ذلك . لدي مفتاح وقد يفتح احد صناديق الامانات لديك . "
صرخ ليسنزو متهماً :
" لقد قلت انك لا تملكين شيئا يعود لوالدك ! "
سألت غاضبة :
" والدي ؟ لقد اعتقدت هذا المفتاح يخص جدتي ... لقد كان بين اغراضها . على ما اعلم فهي اما قد رمت او أحرقت كل ممتلكات والدي ... "
اقترب ليسنزو منها صارخاً :
" هي ... ماذا ؟ "
وعيناه التاقبتان تحدقان بها بقوة .
همست بحزن :
" لقد تخلصت من كل شيء . لم يبق من حاجاته اي شيء . "
اغمض ليسنزو عينيه ثم اعاد فتحها بسرعة ، وقال بعضب :
" اللعينة ! لماذا ، لماذا ؟ "
حدقت ميرديث منذهلة :
" انها رغبة والدي . لقد رأيت الوصية ، لقد تخلصت جدتي من كل شيء في اللحظة التي علمت بوفاة والدي . "
تنهد بعمق :
" يا للهول ! "
امتلأت عينا ميرديث بالدموع :
" اتمنى لو انني املك شيئاً من أغراضه ! لقد تم الامر وكأنه مسح عن وجه الارض كلياً . "
تمتم ليسنزو ، متأثرا :
" أمر غريب ! ان يصل الى هذا الحد من الرغبة كي يدمر ... "
سمعت ميرديث كلامه الغريب ، لكنه لم يضف اية كلمة اخرى ... اخذ يسير في الغرفة ذهاباً واياباً وكأنه كان في السجن ولا أمل له في الخروج منه ، جمدت
ميرديث مكانها واخذت تحدق به بتركيز ، شعرت بالخوف من فكرة مرعبة جالت في فكرها :
" انت لا تعتقد ... ان هناك شيء ما ... معيب في ماضيه وانه كان يحاول ان يتخلص منه ، هل تفكر هكذا ؟ "
لم يجب للحظة ، ولقد بدا وكأنه يحاول السيطرة على عواطفه وانفعالاته . ومع قدرته الغريبة على الخداع ، بدا القلق والتوتر عليه بوضوح :
" لا تسأليني . "
قالت بصعوبة :
" انني أفعل ! ما الذي تعرفه ؟ هل تحاول ان تخفي شيئاً ما عني ؟ انت تعلم اشياء عن والدي . اليس كذلك ؟ "
انتظرت جوابه وهي تعاني من عذاب كبير من الشك . قال ، وكأنه يحتفظ بمعلوماته لنفسه :
" لقد بدا الامر وكأنه يريد ان ينتهي من ماضيه . "
هزت رأسها متعجبة :
" لكن لماذا ؟ لقد كان رجلاً جيداً ، ليسنزو ، كان يحب عائلته كثيراً ... "
قاطعها قائلاً :
" ارحلي حالاً عن فينيس ، اتركي الامور على حالها . قد يكون او لا يكون هناك شيء يريد ان يخفيه . انت لا تريدين ان تعرفي ماضي والدك . احتفظي بذكرى جميلة نه . "
منتدى ليلاس
ارتجفت خائفة من كلامه القاسي ، ومن ان تكتشف شيئاً معيباً عن والدها الرائع لكنها قررت ان تواجه الحقيقة مهما كلفها ذلك .
قالت بصعوبة :
" لقد فات الاوان ، يجب ان اعلم الحقيقة ، يجب ان ارى اذا كان هذا المفتاح يطابق صندوق الامانات هنا واذا كان هناك شيء ما يلقي الضوء على عائلتي . "
امسكت السلسلة التي حول عنقها وامسكت بالمفتاح ، تابعت ببطء :
" هذا حقي ، ولا يمكنك منعي . خذني الى المستودع . "


اماريج 23-03-13 08:53 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
شد على اسنانه بقوة ، كان يرغب بمنعها . اكتشفت فجأة ميرديث ان القناع الذي على وجهه اصبح أقسى . نظر اليها بعينين اشد غموضاً من قبل . إنه يخبئ شيء ما ، سر بالتأكيد ، وهو مصمم على ان لا يشاركها اياه . بينما كانت
تتحرق شوقا لمعرفته .
سارت على بضع درجات انيقة لتصل الى مستودع البنك المبني في القرون الوسطى ، ومحمي بأبواب كبيرة من الحديد . اضطربت ميرديث من رائحة الهواء المسيطر هناك .
تساءلت كم هو عدد التجار الذين خزنوا ثرواتهم هنا في الماضي ، واسرارهم ايضاً . شعرت بالخوف ان يكون والدها ايضاً . لا ، لا يعقل .
لقد احب أمها كثيراً ، ولقد تزوجا عندما كان في العشرين من عمره ... من المؤكد انه كان صغيرا جدا ليكون له ماضي ؟
قالت بقلق :
" انه يشبه السجن . "
دخلت لتصل الى البوابة الاخيرة حيث هناك صفوف من الصناديق المنظمة الموجودة ضمن الجدران .
اخل ليسنزو المفتاح في القفل الاخير لتسمع صرير الباب الحديدي يفتح امامها . قال :
" هيا يمكنك الدخول . "
نظرت بقلق ، غير متأكدة من دعوته الغامضة . كان هناك مكر واضح في صوته . قالت وهي تتظاهر بالضحك .
كي تخفي قلقها :
" يمكنك ان تتركني هنا ولا احد يعلم بذلك . "
اجابها :
" استطيع ذلك . "
احست برجفة صغيرة في جسمها . رأت الصناديق داخل المستودع تبدو مثيرة وهي تريد بقوة ان تعرف ما الذي يوجد في الصندوق الذي يحمل الرقم سبعة واربعون ، لكن هذا لا يعني انها ستدخل الى تلك الغرفة بمفردها . فليسنزو
يملك هذا البنك . فهو يمكنه ان يفعل ما يشاء فيه . قالت اخيراً ، واعصابها مشدودة كالأسلاك :
" يجب ان تدخل انت ايضاً . "
قال بابتسامة ساخرة :
" كنت راغباً بذلك . "
فكرت ميرديث ان ضحكته تشبه ضحكة هرة وجدت وجبة شهية . توقفت على السير للحظة ، بعدها استجمعت قواها وسارت بقوة مصطنعة .
قال ليسنزو :
" عليك ان تشعري بالكبرياء لعدم خوفك . "
قالت متحدية :
" من المؤكد ان ليس هناك ما اخافه ؟ "
" اذا كان هناك ما سيخيفك ، فستعرفينه قريباً . "
ارتعبت ، لكنها استجمعت قواها واخذت تنظر الى الصناديق لتجد الرقم الصحيح . في نهاية المستودع وجدته ، وبعد وقت طويل ، وقفت امام الصندوق تتأمل . بعدها تنهدت بعمق . ليس هناك من حاجة لجعل فترة العذاب اطول .
حاولت ان تفتح القفل بأصابع مرتجفة . كان هناك صوت قوي من جراء صرير المفتاح مما جعل ميرديث تشد على اسنانها لكن القفل لم يفتح . قالت بخيبة أمل :
" انه عالق بشدة . "
منتدى ليلاس
" أمر مؤسف . "
لكن صوته لم يحمل اي أسف على الاطلاق .
" ربما هذا المفتاح لا يعود لنا يمكنك ان تحاولي في بنك آخر . "
رمته بنظرة سريعة . كان يستند الى الجدار القريب منها وعيناه تراقبانها بشدة . اتجه نحوها ، وابتسامة واثقة تعلو وجهه .



اماريج 23-03-13 08:57 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
تراجعت ميرديث ، لكنها استجمعت قواها وعادت تحاول بلطف ان تفتح الصندوق .
قال :
" دعيني افعل ذلك . "
وضع يده الكبيرة على يدها ، فأبعدت يدها ، امسك المفتاح وقال :
" لنحاول ان نفتحه بقوة قليلاً ، اليس كذلك ؟ "
لم تكن غبية فشعت عيناها بقوة . لاشك انه يبتسم لسبب خاص . نظرت برعب الى يده ، لترى انه يحاول ان يضغط بقوة على المفتاح .
امسكت بيده وصرخت برعب :
" توقف عن ذلك ! لا تفعل ! ارجوك . ستكسر المفتاح . وان كان هو المفتاح الصحيح ، فلن اتمكن ابداً من رؤية ما في داخله . "
قال بعناد :
" اشعر به يتحرك ، انتظري لحظة . "
" لا ، اتركه على الفور . "
" اكاد انتهي . "
دهشت ميرديث انه لا يدرك ان المفتاح سينكسر من جراء الضغط القوي عليه . بعدها ادركت انه يتعمد ان يفعل ذلك كي يكسر المفتاح في داخل القفل .
بسرعة ، دفعت نفسها بين يديه وبين القفل ودفته بقوة . ترنح ، ليضرب ظهره بالجدار المقايل . نظرة الغضب التي لمعت في عينيه جعلتها تتوقف مندهشة .
قال ، تبرر ما فعلته :
" انني اسفة ، لكنك جعلتني ... "
وتوقفت عن اكلام . لم يكن ينظر اليها على الاطلاق ، كانت عيناه مسمرتان على كل شيء خلف اذنها مباشرة.
قال باندهاش :
" مادونا ! "
استدارت بسرعة لترى ما الذي يحدث :
" لقد فتح الباب الحديدي للصندوق ... وفي داخله . شيء يلمع . صرخت
بشوق :
" اه ، انه المفتاح المناسب . "
نسيت وجوده على الفور .
" كم هو أمر غريب ! هناك قارب صغير في داخله . "
تمتم ليسنزو :
" أمر مهم ، قارب مزيف . "
" ماذا تعني قارب مزيف ؟ "
بعناية قصوى رفعته من الصندوق وجدت انه بالنسبة لحجمه ثقيل الوزن ، حتى انها كادت توقعه ارضاً ، اسرع ليسنزو بوضع يده تحت يديها
لحمله .
اخذ القارب منها وتفحصه جيداً ، قال بكبرياء واضح :
" كان هناك العديد من هذه القوارب في الاسواق عام 1950 . ولقد بيعت الى الاثرياء كالكعك الطازج . ولقد صنعوا من الرصاص المدهون . "
قالت بغضب :
" انه يبدو حقيقياً جداً لي . "
قال بسخرية :
" من المحتمل ان يبدو حقيقياً لملايين من الناس ايضاً . الا تدركين ان الذهب لا يتغير ابداً . ولا يفقد لمعانه ، حتى لو دفن تحت البحار لسنين ، او تحت الارض ؟انظري ، هناك بعض الالوان كالزهر والاخضر هنا . " ا
خذ يشير بأصبعه الى مناطق مختلفة تغيرت الوانها .
قالت :
" مزيف . أمر مؤسف . "
واخذت تلمس بيدها الدهان القوي عليه .
" هل هو غالي الثمن ؟ "
هز كتفيه باستخفاف :
" قد تهتم به الناس لقيمته المعنوية . "
منتدى ليلاس
انحنت تتفحص القارب الرائع الصنع :
" انه مصنوع بشكل جميل جداً . "
برم شفتيه بسخرية :
" صانع ماهر . "
اعاد القارب بعناية الى ركن صغير في صندوق الامانات .



اماريج 23-03-13 09:19 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
رفعت عينيها اليه :
" و ... والدي ؟ "
" هل كان ماهراً بصناعة الاشياء الدقيقة ؟ "
ضحكت بقسوة :
" لا ، اطلاقاً . "
" اذن ليس هناك ما قيمة له في كل ما يحدث . "
اقترب اكثر ليغلق الصندوق لكنها امسكت ذراعه .
" لا تفعل هذا ، ما زلت ارى شيئاً آخر . "
مدت ميرديث يديها في عمق الصندوق وامسكت بقناع فينيسي ، له حجم الوجه .
شرائطه الحريرية اصبحت بالية ، لكنه مما لاشك فيه كان قناعا جميلاً خصوصاً باللؤلؤ المتدلي على اطراف الوجه .
قالت ، وهي تضععه بعناية بجانب القارب :
" ما هذه الاشياء الغريبة لتوضع في صندوق امانات ! "
قال موافقاً :
" معك حق ، حسناً ، أقترح ان نعيد هذه الاشياء ونغلق الصندوق . فمن الواضح انهما لا يغنيان شيئا لك ، لذلك يبدو الامر اكثر بأكثر انه مجرد خطأ كبير . ربما والدك حصل بطريقة خاطئة على المفتاح . "
اقترب منها اكثر ليغلق الصندوق ، اضطربت من الاحساس بقربه ، لكن ما زالت ترى اشياء اخرى ، شيء ابيض ، يشبه المغلف . فشعرت بأمل جديد .
قالت بحدة :
" ابتعد عن الصندوق . "
حبست انفاسها ، وهي تتساءل ان كان سيرفض . وللحظة طويلة التقت عيناهما
وكأنهما في معركة .
قال بصوت ناعم خلف اذنها مباشرة :
" هذه الصناديق قد اعدت لحقائب ملئ بالذهب في القرون الوسطى . ولأشخاص
لديهم ايادي اطول من يديك . دعيني احضره لك . "
قالت :
" لقد ... حصلت ... عليه تقريباً . "
همس قائلا بعدما لمست يده عن طريق الخطأ :
" اجل ، لقد حصلت عليه ، وعلي ايضاً . "
صرخت :
" لا ، ليسنزو سيلفاتي ، انك تتصرف بطريقة غير مشرفة . اتركني وشأني . "
نظر اليها بغرابة وقال :
" ميرديث ، اخرجي من هنا بسرعة ! اهربي قبل ... "
صرخت قائلة :
" انا لا اهرب ابداً من احد . "
ضاقت عيناه فجأة وحدق بالصندوق المفتوح وراءها ، شعرت ميرديث بالضيق على الفور ، علمت ان كل كلامه المعسول كان يحاول به التظاهر لكي تهرب من المستودع ولا تتعرف حقا على اسراره .
صرخت :
" ايها الشرير ، كنت تحاول ان تبعد انتباهي عما في داخل الصندوق ! ايها المغرور الشرير ! "
وبسرعة كالبرق ، ادخلت يديها داخل الصندوق لترفع مغلف من الورق رأته هناك . وبصمت فتحته بسرعة . غاب اللون عن وجهها . اخيراً علمت ما الذي كان مخفيا عنها سابقاً . وكادت ان تتمنى لو انها حقا هربت من كل ذلك .

نهاية الفصل الرابع



saeda45 23-03-13 09:53 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
الرواية روعة تسلم ايديكى يا اماريج ما تطولى علينا بالبقية شوقتينا موفقة دائما

doctor.dodo 24-03-13 11:34 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
ياريت تنزلى الرواية لينا بسرعة شوقتينا نعرف اية اللى هيحصل فى باقى الرواية منتظرينك :rdd12zp1::rdd25hn7::lillas:

زهرة منسية 25-03-13 09:21 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
مرحبتين أماريجو
يسلم أيديكى حبيبتى على تعبك
زى ما معودان دايمن الرواية روووووووووووووووعة
فى أنتظار باقى الأحداث من أناملك الرقيقة
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...238934561.jpeg

زهرة المطر 28-03-13 10:49 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
تسلم أيديكى ياقمر الرواية كتير حلوووة بليز ما تتأخرى علينا فى تكملتها :peace: :liilas:

اماريج 29-03-13 08:47 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mzinati (المشاركة 3297054)
الرواية روعة تسلم ايديكى يا اماريج ما تطولى علينا بالبقية شوقتينا موفقة دائما


الاروع مرورك وتواجدك فيها
واسفة على التاخير بس النت كان فاصل
منور والله


اماريج 29-03-13 08:49 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doctor.dodo (المشاركة 3297259)
ياريت تنزلى الرواية لينا بسرعة شوقتينا نعرف اية اللى هيحصل فى باقى الرواية منتظرينك :rdd12zp1::rdd25hn7::lillas:


ان شاءالله ربي يسر
وسعيدة انو عجبتك^_^وشاكرة لك انتظارك ياعسل
منورة والله

اماريج 29-03-13 08:51 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3298238)
مرحبتين أماريجو
يسلم أيديكى حبيبتى على تعبك
زى ما معودان دايمن الرواية روووووووووووووووعة
فى أنتظار باقى الأحداث من أناملك الرقيقة
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...238934561.jpeg


ياهلا وغلا بالحلوة
الرواية نورت فيك ياعسل
والله يسلمك وسعيدة انو عجبتك الاحداث
وشاكرةلك انتظارك وثنكس على الورد حبيبتي
منورة والله

اماريج 29-03-13 08:52 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المطر (المشاركة 3299710)
تسلم أيديكى ياقمر الرواية كتير حلوووة بليز ما تتأخرى علينا فى تكملتها :peace: :liilas:


الله يسلمك يالغلا
الاحلى والاجمل تواجدك فيها
وان شاءالله راح اعمل جهدي ولايهمك^_*
منورة والله

اماريج 29-03-13 08:55 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
الفصل الخامس

قال ليسنزو بضيق :
" لا تحملي نفسك اكثر من قدرتك . "
كان يبدو عليه التوتر مثلها تماماً ، فاعصابه مشدودة كالأسلاك . مصدومة جداً ، لا قدرة لها على الكلام من شدة الغضب ، مدت بيدها المرتجفة المغلف اليه ، وبتعابير قريبة من الشفقة امسك به . ساد صمت طويل وهو يقرأ . رفع رأسه
بعد ان عمل على اخفاء كل انفعالاته .
بدأ بالقول :
" ميرديث ... "
قالت بصوت اجش :
" لا تتكلم معي ! "
وبقوة ضربت يده ، لتسقط الاوراق التي تعلن عن تغير اسم ابيها . همست :
" والدي كان ايطالياً . "
صحح لها بحزن :
" بل فينيسي . "
شعرت بغضب مجنون :
" وما الفرق ؟ "
قال بنعومة :
" بالنسبة لشخص من فينيسيا ، هناك فرق كبير . "
قالت بمرارة :
" انت تتلاعب بالاسماء ، ولقد اكتشفت للتو ان اسم والدي كان انطونيو كورزيني ! كورزيني ! "
بدأ الكلام يضج في رأسها ، قالت بضعف :
" الابتزاز ، اه ، لا استطيع تحمل ذلك ! "
" ليس لديك اي خيار . لقد جلبت هذا لنفسك . "
غطت وجهها بيديها ، بعد سمعها لملاحظته الخالية من اي احساس بالرأفة ، فلقد ارادت ابعاد عينيها عن نظراته الحاقدة .
ترقرقت الدموع في عينيها ، ولم تقم بشيء لمنعهم من التساقط على خديها عبر اصابعها . لوالدها ماضي عمل كثيرا كي يخفيه . ربما ماض سيء ... والا لما قام على التهرب منه ؟ فكرت بيأس ، كما انه كذب عليها . لقد كذبوا
جميعا عليها .
قالت وهي تتنهد :
" حياتي كلها ... بنيت على كذبة . "
لا عجب انها لم تشاهد له يوماً صوراً عن ماضيه . لا عجب انه كان يتهرب دوماً عندما كانت تسأله اي سؤال عن طفولته . قالت بصوت يرتجف من العاطفة :
" كيف يمكنه ان يفعل كل ذلك بي ؟ "
قال بخشونة :
" ربما اراد ان يحميك . "
سألت :
" مما ؟ "
وسالت دموعها بغرازة :
" ماذا ايضاً لم يخبروني به ؟ "
بكت بمرارة في ذلك المستودع البارد . لم يحاول ليسنزو ان يخفف عنها . كان وكأنه قد تحول الى لوح من الثلج . سيطر عليها حزن قوي ، فجلست على الارض تبكي وضعها البائس بينما وقف ليسنزو يراقبها بدون اي تأثير . كان بارداً كالحجر الذي تجلس عليه . هذا ما فكرت به بحزن . فأي رجل
عادي كان سيحاول التهدئة والتخفيف عن كل من يمر بوضعها .
منتدى ليلاس
فجأة ، وبدون سابق انذار تحول حزنها الى غضب عارم ، فعدم اهتمام ليسنزو جعلها تصرخ :
" والدي ! كنت تعرف كل ذلك الوقت ، اليس كذلك ، انه كان من فينيسيا ؟ "
" نعم . "
كان جوابه القاسي كحمام من الماء المثلج .


اماريج 29-03-13 09:00 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
" كيف يمكنك ان تكون بكل هذه القسوة ؟ كان عليك ان تخبرني بالحقيقة .
لدي الحق في ان اعرف ، الحق بمعرفة الحقيقة ! "
في ثورة غضبها ، نهضت واخذت تضرب بقوة صدره . كانت الدموع الحارة تتساقط على وجهها . بعد فترة ادركت انها تضربه بقوة كافية لتسبب له الألم ومع ذلك لم يرفع يده ليمنعها . شعرت بالخجل من فقدانها السيطرة على
نفسها تماماً ، مررت يدها فوق عينيها ونظرت اليه .
قال بصوت اجش :
" استمري . اضربيني ان كنت تشعرين بالحاجة لذلك . لا تهتمي لما اشعر به . "
صرخت :
" اه ! ايها المتوحش ! انك تسخر مني . انت عديم الاحساس والشعور ! كيف يمكنك ان تبقى بارد الاعصاب بينما حياتي تتمزق امام عيني ؟ كان بامكانك ان تحضرني لهذا ... "
قاطعها قائلاً :
" لا ، قد أكون شككت بالامر ، لكن فقط حاملي مفتاح الامانات يعلمون ما في داخل صناديقهم . "
قالت ميرديث :
" كورزيني لا يعلم ايضاً ؟ "
هز رأسه نافيا .
" لكنك كنت تدرك انه وابي على علاقة ما ، أليس كذلك ؟ "
" نعم . "
ارتجفت ميرديث من اعترافه ، وظهر ألم قوي على وجهها .
قالت ببطء :
" الان فهمت ! هذا ما كانت تحاول غران اخباري اياه ، جدتي الغالية . لا عجب انها اصيبت بالرعب ! كانت تريد اخباري عن ابي . "
تأوهت بحزن واخذت رأسها . لابد ان الامر كان مخيفاً لها ، ان تشرح العلاقة بينه وبين بلاده الاصلية .
قال ليسنزو بلهجة قاسية كالفولاذ :
" ميرديث ، لا ترفضي ما يحدث . قد يغير ذلك كل حياتك . "
رفعت رأسها بغضب وبسرعة قصوى جعلت شعرها الاحمر يتطاير على كتفيها . بحثت عيناها بقلق عن اي عاطفة في وجه ليسنزو . ولم تجد اي اثر لذلك .
" لقد غيرت حياتي بالفعل ! فأنا لم اعد ذات الفتاة التي حضرت الى هنا .
اولاً ، انا الان نصف ايطالية . وانتمي الى عائلة لا اعرف شيئاً عنها كما وانني لم اعد اشعر بالامان والثقة . "
تابعت وهي تسأل بضيق :
" ماذا تريد ان تخبرني ؟ هل هناك جماجم في خزانتي ؟ هل هناك في عائلة كورزيني ما يخجل به ؟ "
صرخ بقسوة :
" لا ! "
" حسناً ، هناك شيء ما يثير عاطفتك . "
لمع وجهه بنور غريب من الغضب ، لكنه تمتم :
" اعتبري ان شيئاً لم يحدث . احتفظي بالذكريات الجميلة . "
صرخت بحرارة :
" لا ، لقد تبعثرت الان . الا ترى ذلك ؟ اية فكرة في التراجع الان اصبحت مستحيلة . ساعدني ! هذا اهم شيء جدث معي طوال عمري ... "
قال بسرعة :
" اه ، طبعا ، فكري في المال الذي قد تحصلين عليه ! هذا ما تفكرين به الان ، اليس كذلك ؟ "
تابع بخشونة :
" لقد اخذت جدتك الكثير من المال من كورزيني لمدة عشر سنوات .
قد يكون عملها مثيراً للشك ، لكن المال الان اصب حلك . يمكنك الاحتفاظ بكل هذه الاموال لتحقيق طموحك الصغير ... "
قالت بغضب ، وهي متفاجئة من قوة غضبها :
" توقف عن ذلك ! "
تعلم ان لديها احساس قوي بالعاطفة ، لكنها فجأة اخذت تفكر بحياتها . لقد قيل لها ان هذا طبع اهل ويلاش .
لكنها ايضاً ايطالية . من فينيس بالتحديد . نظرت بقوة الى ليسنزو . انها من ذات البلد . الرغبة في معرفة كل شيء



اماريج 29-03-13 09:22 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
ظهرت واضحة على وجهها ، ببطء ، وبقوة ، وجدت شعاعاً من الامل في كل هذا الوضع الغريب ، شيء ما يعوض كل هذا الألم الكبير ، اكتشاف ان لديها جذور كانت تجهلها .
ان لديها عائلة هنا ، في فينيس ! ابتسمت ، متمنية ، عبر دموعها المنهمرة .
قال ليسنزو بسخرية :
" اه ، ها قد عدت . تغير واضح للوصول ، لقد عادت ابتسامتك ! الى طبيعتك ميرديث ! لن تحاولي جري في عملية خداع ، لذلك وفري ما ستقولينه . "
بقوة ، حاولت استعادة صبرها . فهو يعرف الكثير عن عائلتها وهو مهم جداً لها .
" ليسنزو ، اعلم انك تدين بالولاء الكامل لموكلك ، وأنا اكن لك شديد الاعجاب ... "
" وفري علي كلامك المنمق . "
قالت بهدوء :
" لا سبب لديك لتشك بي ؟ "
قال : " حقاً ؟ "
قالت برقة :
" انني معتادة على التعامل مع أناس من ذات الطبقة الاجتماعية ، وانا لا افهم اولئك الطبقات الارستقراطية . لكنني اعلم ما الذي اريده . انت تريد الافضل
والاحسن لزبونك . وانا ايضاً ، انه قريب لي . "
ابتسمت بلطف وتابعت : " قريب حي . "
" انه يريد منك ان تدعيه بسلام . "
قالت بهدوء :
" لكن ذلك لأنه لا يعرفني ، كما وانه لا يعرف مقاصدي . "
توتر ليسنزو ، ولمعت عيناه بالخطر وكأنه ينذرها :
" وما هي مقاصدك ؟ "
" ان اجمع العائلة ثانية . يجب ان لا تعيش العائلات منفصلة . "
رأت غضبه يزداد فأسرعت بتوضيح كلامها :
" اسمع انا لا اهتم مطلقا للمال ، لقد اخبرتك بذلك من قبل . سأعيد كل فلس . هل تفهم ، لقد وجدت شيئا اكثر قيمة بكثير . "
لمعت عيناه باتجاه القارب ، سأل بخشونة :
" مثل ماذا ؟ "
ضمت يديها الى بعضهما بفرح ، كل ما فيها يدل على سعادتها ، اجابت بلطف ، وضحكتها الدافئة تنير وجهها كله :
" كل ما اردت معرفته دائماً . "
نظر اليها ليسنزو غير مقتنع بما تقوله فتابعت :
" الا تفهم ؟ لقد أصبح حلمي أمراً واقعياً ! "
قال بسخرية :
" لا استطيع المراهنة على ذلك . "
منتدى ليلاس
تنهدت :
" اتمنى ان لا اصبح ساخرة مثلك . انا لا اشعر بالخجل ، انني متأثرة لاكتشافي بوجود اقارب لي . هذا ما كنت اريده دائماً . كل لحظة في كل ايامي . كنت اشتاق للحب والامان الذي كنت اعيشها سابقاً . "
تابعت بعاطفة :
" هناك اناس خارجاً قد يعلمون او لا يعلمون بوجودي ، أناس استطيع ان اقول لهم ... "
قال بنعومة :
" او أناس سترغبين لو انك لم تقابلينهم يوماً . "
غاب الفرح الذي كان يغمرها بكلامه :
" ماذا تحاول ان تقول لي ؟ "
نظر اليها بحدة ، ومرت لحظة او اكثر قبل ان يتكلم :
" لما تعتقدين قد تركهم والدك قبل كل شيء ؟ "
" انا ... انا لا اعرف ! "
ملاحظته جعلتها تفكر بوضوح اكثر .
قالت غاضبة :
" ربما كان هناك شجار ما ، يمكنك ان تخبرني . "




اماريج 29-03-13 09:31 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 

قال بهدوء :
" ميرديث ، لقد أمر والدك ان تحرق كل ما يملكه . كل شيء يدل على هويته الحقيقية . الا يخبرك ذلك شيئاً ؟ "
تمتمت بدون ارادة منها :
" نعم . لا بد من وجود شجار كبير . "
لكنها لا تريد ان تفسد فكرة ارتباطها بعائلتها من جديد . ليسنزو يفعل المستحيل لذلك ، وهي منزعجة جداً من تدخله .
قال بخشونة :
" او انه لا يريد ان يواجه ظروفاً معينة . "
اتسعت عيناها على الفور :
" هل تعتقد انه كان هارباً ؟ "
هز رأسه ، برم شفتيه باستخفاف وقال :
" انه هارب من شيء ما ، اليس هذا معقولاً ؟ "
" لا ! والدي كان محباً . اريد ان اكون جزء من هذه العائلة . سأعمل على ايجادهم . ولا اي شيء ستقوله سيردعني . ان الشجار الذي حدث هو من الماضي ، وانا سأعمل على شفاء كل الجروح . استطيع ان انقل الجبال . " انهت كلامها وهي ترفع رأسها بعناد وتصميم قوي .
وضع اصبعه على ذقنها المرفوع وقال :
" ميرديث ، انت فتاة مليئة بالمفاجآت . "
نظر اليها بمكر واضح وتابع :
" لكن لا يمكنك العمل ضد ارادة والدك , فهو لم يرد ابداً ان تقابلي احداً من اقاربك هنا . "
رفعت وجهها الشاحب اليه ، تلعثمت قائلة :
" اشعر وكأنني فتحت صندوقا باندورا . "
قال بخشونة :
" انه تشبيه مناسب ، لقد فتحت صندوقاً من المشاكل لنفسك . "
تابعت عنه :
" والأمل ايضاً . "
متذكرة ما الذي سمعته عن تلك القصة .
" انك مصممة بقوة لرؤية الجانب الايجابي ! لقد كان والدك في مشكلة حقيقية . لماذا اذن أنكر مكان ولادته ؟ لا احد لديه عقل كاف يترك هذه المدينة الا اذا كان مجبراً . "
اتكأت الى الجدار ، منهارة العزائم ، ثم قالت بصوت مخنوق :
" أتعني جريمة ؟ اه ، سرقة القوارب الصغيرة ! كان متورطاً ... "
قاطعها قائلاً :
" من يعلم ؟ "
تضاربت الافكار ، والعواطف في رأسها ، هل هذا ما يعرفه ليسنزو كحقيقة ، ام انه يحاول ان يحبط عزائمها ... تطبيقاً لمصلجة زبونه ؟ بدت خيبة الأمل واضحة على وجهها .
قالت بيأس :
" اريد ان اصبح جزء من العائلة مجدداً ، ارى نفسي اجلس الى طاولة كبيرة للعشاء محاطة بأجيال عدة ... تماما كالافلام الايطالية التي اشاهدها . "
تمتم قائلا :
" تقصدين فلم العراب ؟ "
اغمضت عينيها وتمسكت بالحائط محتاجة للمساعدة ، باحثة في عينيه لترى ان كان هناك تهديد واضح . لكنه يمسك بكل المفاتيح للصناديق التي تريد فتحها ، ومهما كانت تشك به ، ومهما تكن حذرة منه ، فعليها ان تقنعه ان يساعدها .
قالت بحزن ، وقد قررت اقناعه :
" ليسنزو ، انت تحب عائلتك ، اليس كذلك ؟ عائلتك من لحمك ودمك ؟ "
عض بأسنانه البيضاء على شفته بقوة ، وبدا وكأنه يفكر جيداً قبل ان يقول :
" ليس لدي عائلة ، لقد ترعرعت مع عائلتي الجديدة . "
نظرت اليه بصمت متعجبة وقد احمرت خجلاً من الاحراج ، متذكرة ما الذي قالته عن حضانة الاطفال . قالت بصوت



اماريج 29-03-13 09:34 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اجش :
" اه ، اني آسفة ، اعذرني ... انه موضوع حساس . كنت عديمة التفكير عما قلته سابقاً . لكنك تشعر بالحب والاهتمام لعائلتك هذه ، اليس كذلك ؟ "
بدا عليه الشرود وكأنه يفكر بهم :
" نعم ، لقد قلت انه بامكانك ان تنقلي الجبال . اما انا فقد بنيت جبالاً ، للمرأة التي ربتني واعبترتني ابنها . "
لم يكن هناك مجال للشك من صدق عاطفته نحو عائلته . شعرت بالراحة قليلا . قالت :
" ليسنزو ، اتوسل اليك ، ارجوك تكلم مع كورزيني . انه أحد اقاربي . وانت حائز على ثقته ، اليس كذلك ؟ اقنعه ان يراني . آخر ما اريه ان اسبب الازعاج
له او للعائلة ... انا لا اتحمل رؤية الاذى لأحد ، يمكنك ان تقول له ذلك . "
تمتم :
" هل استطيع ؟ هل انت حقاً غير مؤذية ؟ "
نظر اليها
بحزن : " يبدو لي انك اشد خطورة من غابة مليئة بالحيوانات المفترسة . "
امسكت بذراعه بسرعة :
" هذا كلام سخيف . "
تابعت وقد فقدت صبرها :
" لقاء فقط . انا لا اطلب المزيد . لا يمكنك ان تنكر علّي ذلك . "
قال بتشنج :
" لا يمكنني خيانة ال كورزيني ، المطلوب مني ان ابعدك عنهم . "
قالت بمحبة :
" اذا كان تصرفك هذا عائد لولائك وتلبية لطلب عائلتي ، فانني اعذرك . "
ضحك متعجباً ، وقال بالرغم عنه :
" ارجوك ، ميرديث ، لا استطيع ان اتحمل المزيد من طبيعتك الجيدة . انت تسيطرين علّي بسبب مبادئك العالية . "
ابتسمت :
" اذن ، لابد ان لها مكافأة خاصة بها . "
قال ببطء :
" يبدو ذلك . "
وبدأ التوتر والقلق يبتعدان عنه بالتدريج .
قالت ، وهي تنظر بعينيها الزرقاوين بفرح اليه :
" اعلم ان الامور ستسير على ما يرام . هل ستساعدني ؟ "
نظر اليها للحظات معدودة :
" هل يعني ذلك الكثير لك ؟ "
فأومأت برأسها . رفع كتفيه ليزفر بقوة . تمتم :
" كيف يمكنني ان أقاوم الاخلاص ؟ "
هذا ما افرحها ، لكنه كان يتذمر . لمعت عيناها كلمعان الماء تحت اشعة الشمس قال :
" ياللمصيبة ، سأفكر بالامر . "
" رائع ! اه ، لن تندم على ذلك ... "
قال بخشونة :
" اعتقد انني سأندم . "
قالت بسعادة عارمة :
" لا ، انت وكورزيني ستكونان سعيدان . اعدك بذلك ، شكراً لك ، شكراً لك ! "
قال والضيق واضح عليه :
" لقد قلت فقط انني سأفكر بذلك ، ميرديث ، براءتك ستؤثر على الشر بذاته . "
ضحكت بفرح ، فهي سعيدة جداً لتهتم بأي شيء آخر غير ان رحلتها قد جلبت لها مفاجأة لا تحلم بها . مهما كانت الصعوبات التي تعانيها ، سيصبح كل ذلك جزء من الماضي .
كانت تعلم انه سيفعل ذلك في نهاية الامر .
قالت وهي تبتسم :
" حسناً ، هذا فيما يخصك ، ماذا عن كورزيني ؟ "
قال وقد نظر الى البعيد :
" يمكنك ان تؤثري عليه ايضاً . "
قالت بفرح :
" اكاد ان اضحك ! "
تمتم قائلا ً:
" لا اعتقد ان ذلك سيكون تصرفاً حكيماً . اعتقد
انني بحاجة الى عدة فناجين من القهوة المرة ، سنذهب الى البيزا ، احضري القارب والقناع هيا . "




اماريج 29-03-13 09:39 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
ابتسمت :
" اه ، نعم ، واخيراً اصبح لدي شيء من والدي . هل يمكنك ان تحضر لي حقيبة ؟ هذا القناع سيقع من يدي . "
ما ان رفعته قليلاً ، حتى سقط منه على الارض اوراقاً ذهبية ، ولدهشتها ، رأت ليسنزو يلتقط الورقة بدقة متناهية .
رأى نظرتها فهز كتفيه وقال :
" عادة ، احب النظافة بشكل كبير . "
بالكاد سمعته ، فقد كان فكرها منشغلاً بأمورها الخاصة ، ليسنزو هو الرابط الوحيد بينها وبين عائلة والدها ... تلك التي اسمها ، بالطبع ، كورزيني . ميرديث كورزيني . ابتسمت وهي تفكر . كيف هم ؟ وما الذي يفعلونه ؟ وتساءلت بقلق ، هل ان والها الشريف ق قام بعمل سيء ؟
بدلاً من ان تحل مشكلة ، لقد اكتشفت مشاكل اخرى . لكنها تريد بقوة ان ترى عائلتها وان تقنعهم بأن ينسوا الاحداث التي قسمت العائلة ، عليها ان تقنع ليسنزو ليعطيها عنواناً لهم .
بسعادة كبيرة ، سارت مع ليسنزو عبر الحشد الكبير ، الموسيقى تملأ شوارع فينيس ، اصبحت تشعر بالألفة مع الوجوه المرحة والاماكن والمباني . لقد اصبحت الان جزء من ميراثها ، وهي تنظر اليهم بعينين مليئتين بالفرح .
وصلت الى ضفة القناة ، تعلقت عيناها على الفور بمنظر اربعة اشخاص يرتدون شعور مستعارة وينتظرون القارب .
كانوا يتحدثون وهم يحملون مظلات ملونة .
همست باعجاب :
" ليسنزو ! لم ار في حياتي ثيابا مثل هذه ! كيف يمكنهم ان يحتفظوا بها هكذا ؟ انه اعجوبة . "
" انه ليس كرنفالاً عادياً ، ميرديث ، انه ببساطة افضل كرنفال في العالم تمضي الناس ستة اشهر لتصنع الثياب . هذه جيدة ، لكنك ستشاهدين افضل منها في بيزا . "
قالت بشوق ، وهي تنظر الى شخص يرتدي كاهرلكان يقترب منهم .
" انا اصنع الثياب بنفسي . "
ضحك مثل هارلكان من دهشتها ، فضحكت له بسعادة .
قال ليسنزو غاضباً :
" قلت لي انك كنت تعملين في دور حضانة . "
" بالطبع ، كانت دار الحضانة في مصنع . ولقد ساعدني اهل الاطفال في تصميم عدد كبير من الازياء لأجمع المال للمتقاعدين في حفلة العيد الكبير . "
تمتم بخشونة :
" كان علي ان احزر ، هل هناك اعمال خير اضافية قمت بها وتودين ذكرها ؟ "
" لقد نظمت مهرجاناً من اجل اوكس فام لمساعدة دور العجزة . "
قالت ذلك وهي تفكر بهم بحب .
رفع حاجبيه ، فادركت ان ليسنزو كان ينظر اليها باهتمام :
" لقد اثرت بي . لابد انك ماهرة في ذلك . "
قالت بدون اي غرور او خجل :
" انني عملية جداً ، اقوم بأعمال كثيرة بينما لا يزال الاخرون يتحدثون عنها . "
ضحكت قبل ان تتابع :
" لقد اقمت وليمة لمئة رجل ! ولقد استمريت بالطهو لأسبوع كامل لكن الامر يستحق التعب . "
منتدى ليلاس
نظرت اليه وابتسمت :
" يبدو وكأنك تقدم لي عملاً ما . "
تهجم وجهه وادار محرك القارب بعصبية ظاهرة مما جعلها تصطدم به وتكاد تقع على الارض .




اماريج 29-03-13 09:43 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قال بحدة :
"اسف ، هل تأذيت ؟ "
ابتسمت ، فهي سعيدة جداً ،
" لا بأس ، اعذر تصرفي ، انني اشعر بسعادة كبيرة واود ان اقفز وأرقص . انني سعيدة جداً ، عندما اقابل العائلة ويصبح لدينا فرصة لنعرف بعضنا
البعض . لن يجدوا سبباً للاستمرار بهذا الخصام . "
ضحك بسخرية :
" تبدين الامر وكأنه بسيط جداً . "
" انه كذلك ، اعدك بذلك . "
ابتسامتها المشعة جعلت القناع البارد على وجهه يذوب ، نظر اليها ، فابعدت عينيها عنه لتخفي اضطرابها .
كانت الرحلة عبر القناة الكبرى رائعة لها . كان الثلج ينهمر بغزارة يضيف على المكان الساحر جمالا لا يوصف بينما كان القارب يسير من ضفة الى ضفة ، كانت سعيدة انه كان يتوقف في كل محطة . كانت تضغط أنفها على زجاج النافذة في القارب كي ترى كل قصر جميل ، منتظرة ان يخرج منه
شخص ما او رجل ذو مركز مسؤول .
كل مكان كانت تنظر اليه تتفاجأ بزي الناس ، بعضهم يخفي وجهه تحت قناع ثعلب ، او قناع موزات ، ونساء ترتدين فساتين ذات تنانير واسعة .
تنهدت بعمق :
" كيف استطاع والدي ان يغادر هذا المكان ؟ انه كالحلم . "
تضارب العواطف على وجه ليسنزو ، اخيراً ابعد عينيه عنها لينظر الى المناظر امامه . قال :
" انظري ، سانتا ماريا ، سننزل عنده . "
تابع بحنان وكأنه شعر بالسعادة من اهتمامها بجمال البناء . " بما انك لم تشاهدي شيئاً بعد كسائحة ، سآخذك الى بالازو دوكال ... وقصر دوغاز في بيزا سان ماركو . "
كان الحشد كبيراً . شعرت ميرديث بالسعادة بقربه . فلقد كانت تمر الناس بينهم تتدافع وهي تضحك وتتسامر . لفت انتباهها شخصان يرتديان قناعان وقبعتان يغطيان كامل وجهيهما بينما كان الاول يحمل وردة والثاني مرآة .
قالت :
" من هما هذان الشخصان ؟ ممثلان ؟ "
نظر الى وجهها وهز كتفيه :
" لست ادري ، هذا هو اهمية
التنكر . محامون ، امراء ، لصوص ، من يدري ؟ يعطي الكرنفال فرصة للفقراء ليختلطوا بالاغنياء . اذا لم يتحدثوا ابداً ، قد يتمكنوا من الذهاب الى اي مكان يريدونه . "
قالت وهي تضحك :
" كم هو أمر شيق . "
" بالطبع في اوقات الكرنفال لا شيء يبدو كما هو في الحقيقة . "
قالت بحزن :
" في فينس ، في اي وقت ، لا شيء يبدو كما هو في الحقيقة . "
قال باهتمام :
" لقد اصبحت الفتاة البريئة حذرة وناقدة لا تتغيري ميرديث . هناك الكثير المتشائمين في هذا العالم فلا داع للانضمام اليهم . يجب ان نتكلم ، ستكون المقاهي العادية مليئة بالناس . لما لا نسرع بالذهاب الى فلوريان ؟ يمكننا ان
نرتدي اقنعة . ولا احد سيتمكن من معرفتنا . "
منتدى ليلاس
قالت :
" انا اعرف عمال المقاهي . يمكنهم التعرف على المتزيفين على بعد أميال . سينظرون نظرة واحدة الى ثيابي ويعلمون انني فقيرة جداً . "
قال مقترحاً :
" سأشتري لك قناعاً غالياً وبذلك نثير ارتباكهم . "




اماريج 29-03-13 09:46 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
بينما كان ليسنزو ينظر الى عربة مليئة بالحاجات اخرجت ميرديث بلطف قناع والدها الذهبي من الورقة التي لفها ليسنزو به . ورفعته الى وجهها ، وجدت أنه مغلف من الداخل بقماش من الحرير الفاخر . وانه يغطي كل وجهها ، مخفياً كل معالمها وواسع جداً على ذقنها .
كانت تحاول ان تربط شرائط المخمل خلف رأسها عندما امسك ليسنزو بيدها بقوة . قال بسرعة :
" انزعيه على الفور ! "
قالت معترضة :
" لماذا ! اشعر وكأنني مختلفة . اه ! ليسنزو انك تكسر عظامي ! "
قال بحدة :
" اذا ارتدتيه ، ستدمرين اخر الاشياء القليلة التي يملكها والدك . انه دقيق الصنع . اعيديه الى مكانه . ارتدي هذا . "
بقي يشد على يدها حتى نزعت الشرائط . اخذ القناع واستبدله بقناع من اللون الازرق اختاره بنفسه .
قالت بامتنان :
" انك على حق . شكراً . يمكنك ان تكون مفيداً احياناً . "
وهي متعجبة من شدة انفعاله .
قال وهو يضع القناع لها بصوت حنون :
" جميلة ، رائعة . "
ارتجفت عيناها ، ثم ضحكت ، مدركة ما الذي يعنيه :
" شكراً ، لحظة ما اغطي وجهي ، اصبح جميلة ؟ "
وضع على وجهه قناعاً اسود من المخمل ، فقط شعره الذهبي وعيناه المشعتان تفضحان شخصيته . تمتم :
" لا . انت جميلة مهما فعلت لنفسك . "
لم تكن ترى تعابير وجهه ، فلم تشعر بالرضى .
قالت وهي تتنهد :
" انك تجاملني ، تشبه كثيراً كازانوفا . "
قال وهو يشير لها بيده :
" انه مسكين ، لقد سجن هناك ، تحت هذا السقف النحاسي . "
اقتربت منه اكثر لتشاهد قصر دوغاز الابيض والزهري اللون .
قالت مبتسمة :
" اراهن انه تنهد برحلته الاخيرة من المحكمة الى السجن ، فوق جسر التنهدات . "
قال منتقداً :
" كان لديه معرفة تامة بطبع النساء . وكان يحبهن كثيراً . ولا شيء اصعب من ذلك . "
قالت متعاطفة معه :
" لقد سببت لك النساء الكثير من خيبات الامل ، يوما ما ستقابل امرأة تحب ان تشاركك حياتك . الزواج ليس بالسجن ... "
قال بهدوء :
" انه كذلك بالنسبة لي . فهناك الكثير من الاعمال علي القيام بها ، وليس لدي الا ساعات قليلة من النهار امضيها مع زوجتي . المرأة التي سأتزوجها تحتاج لكثير من الاخلاق العالية لتتمكن من العيش بسعادة مع حياتي المتطلبة . فهي تحتاج الى الحكمة ، وحب التضحية ، والمساعدة ، وحب كل انواع واصناف الناس في الحياة ... "
" هل لديك عمل اضافي لا اعرفه ؟ "
ضحكت وهي تتابع : " هل
انت امير فينيس مثلا ؟ "
قال مقاطعاً :
" تعالي ، احتاج كثيراً لفنجان قهوة . "
ذهلت ميرديث بالكلام المختصر عن حياته ، وارادت ان تسأله لماذا عليه الزواج من امرأة مميزة . بعدها تذكرت كيف كان يبدو عندما تكلم عن اشراف فينيس .
" ليسنزو ... "
منتدى ليلاس
امسك بيدها عبر الحشد الكبير ماشياً أمامها ليبعد الناس عن طريقه .
اخذت تفكر كم يرهق نفسه من اجل مصلحة عائلته التي حضنته . ربما شعر انه مدين لهم باشياء كثيرة . المركز الاجتماعي المهم مثلاً ... مهما يكن ، تنهدت ، وربما هم سعداء جداً لمجرد وجوده معهم .



اماريج 29-03-13 09:48 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اعلن ليسنزو :
" هذه هي بيازا سان ماركو ، رافعاً صوته ليطغى على اصوات الاجراس والموسيقى . رأت الوان مختلفة تتدفق من كل جانب ، فضحكت ميرديث ، فقال بعدما
اقترب منها :
" قال نابوليون ان هذه اجمل قاعة في اوروبا كلها . "
قالت وهي تضحك :
" لقد نسي البناؤون السطح . "
ابتسم ، وهو يعلم لما تتعمد الضحك ، استدار نحوها ، وقال بنعومة :
" نعم ، فينيس ، انت ، وانا ، حب العظمة عند البشر ، حب تحقيق الذات . اليس هذا يؤثر فيك او يسعدك ؟ "
نظرت الى الساحة الواسعة ، المليئة بمختلف الانواع من البشر ، ومزينة بكل الالوان والاشكال . وطبقات البيزا العالية بنعومة وكأنها كعكة العرس . وحولها الناس ترقص وتضحك وبجانبها ليسنزو يحيطها بعناية وكأنه يهتم بسلامتها .
قالت :
" لا استطيع الكلام . "
" امر مؤسف . احب كثيراً ما تتفوهين به . "
نظرت اليه بدهشة ورأت انه يعني ما يقوله . ابتسمت بفرح ، تحت القناع السميك ، لقد اصبح ليسنزو اكثر رقة ساعة بعد ساعة ، فالوقت الذي تمضيه معه يساعده على نسيان حقده الكبير الذي يغلف وجهه بشكل دائم . كانت تريد ان تقول له ان الحياة تصبح رائعة بلا كره او حقد . لكنها عوضاً عن ذلك
قالت ببطء :
" اشعر بالفخر لأن والدي من هذه المدينة ، وانا احسدك على العيش في هذا المحيط الرائع . "
" لقد كانت مناسبة جداً لماركو بولو . فهي اذاً مناسبة لي . "
وضحك . وفكرت بسعادة ، انه حقاً سعيد برفقتها .
احست بالسعادة انها بقربه ، فسألته :
" هل تتضايق من وجود السواح ؟ "
" ماذا نفعل بدونهم ا ؟ اشهر الرسامين ، والموسيقين والكتاب اختاروا العيش والعمل في فينيس عوضا عن اية مدينة في العالم . يأتي السواح من كل انحاء العالم ليشاهدوا عظمة شعب التيتان ، لسماع فيفالدي ، ليروا اين كان يعيش
لورد بايرون ... "
تابعت عنه ميرديث :
" وليروا منزل همنغواي . "
ضحك ليسنزو :
" وهذا ايضاً . "
قالت :
" اريد ان ابقى ، هناك الكثير لأكتشفه . "
قال بلهجة محذرة :
" لكنك قد تتأذين بسهولة . "
قالت بحزم :
" اذا حاول احدهم ، سيكتشف على الفور انني املك قدرة قوية للدفاع عن النفس . انا لست جبانة ، ولا اخاف ابداً من مواجهة المشاكل . انني اعتمد جدا على نفسي ليسنزو ، لذلك لا تنسى لا انت ولا كورزيني ذلك . "
نظر اليها بقوة ، وقال :
" لن افعل . "
احست ميرديث ان ابتسامته قد دخلت قلبها ، شعرت بالامتنان ان قناعها يخفي عواطفها .
اخذت تنظر باهتمام الى كل ما يجري حولها . اصوات الضحك ، والثرثرات ، وعدد كبير من الناس يغني . رأت الناس ترقص في كل الامكنة ، بعضهم يرتدي ازياء مختلفة والبعض الآخر يرتدي ثياباً سميكة ليتدفأ في هذا الطقس البارد .
سارت ميرديث بجانب ليسنزو ، بدون كلام ، وهي ترى بائع الكستناء حيث ألسنة النار ورائحة الكستناء ترتفع في
الأجواء ، الفوضى الرائعة ، الناس السعيدة تمر تحت الجسر المؤدي الى بروكريت نيوف .




اماريج 29-03-13 09:51 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قال ليسنزو بفرح :
" هذه هي البيزا الحقيقية ، مليئة بالناس في فترة الكرنفال . احب فينيس في هذا الوقت . انظري ، هناك . "
رأت ستة اشخاص يرتدون ثياباً لماعة ، ويضعون على وجوههم اقنعة سميكة وكأنهم ينتمون الى كواكب اخرى .
كانوا يرفعون ايديهم بطريقة جعلت الانوار تعكس على الجواهر في ثيابهم وكأنهم في متجر خاص .
قالت :
" لا أفهم لماذا يرتدون أشكال غريبة ، هل هم هكذا في حياتهم العادية ام ماذا ؟ "
هز ليسنزو رأسه :
" انهم اشخاص لديهم احلام خاصة ، رغبة في العيش كالحلم في فترة الكرنفال . يجب ان تجربي ذلك . انه أمر ممتع الابتعاد عن الواقع لفترة . "
قالت بتهجم :
" انا دائما افعل ما اريده ، ماذا عنك ؟ هل تتظاهر بشخصية غير شخصيتك الحقيقية . "
شعرت به يضطرب فنظرت الي وجهه ، ناسية انه مقنع .
قال بنعومة ، متجاهلاً السؤال :
" لقد ارتديت ازياء غريبة في الكرنفال . "
قالت بسعادة :
" عليك ان ترتدي ثياباً كنبلاء فينيس . ستبدو رائعا بشعر مستعار وجاكيت مذهبة . انت تسير دائماً وكأنك مسؤول فخور بنفسه . "
تمتم قائلاً :
" قد تكون المظاهر خداعة . "
رأت مجموعة من الناس تمر امامها مرتدية ثياباً سوداء وحمراء ، وتحي الجميع بفرح وسعادة . ضحكت وهي تبعد شعرها الى الوراء ، قالت :
" اليس هذا رائعاً ؟ كل المدينة تحتفل ... وتعيش بحلم كأنها في القرن الثامن عشر ! "
نظر اليها بفرح ، وقال بصوت اجش :
" يسعدني انك تتمتعين بما تشاهدينه . "
تردد قليلاً قبل ان يتابع :
" انني سعيد بالتأكيد . لنذهب الى فلورين لنتناول بعض الفطائر الشهية . "
رأت في الداخل ، عدداً من الغرف الصغيرة مليئة بالارستقراطيين يرتدون الحرير ويضعون جواهر مزيفة .
فتحت ميرديث فمها تحت القناع وهي تسير مع ليسنزو نحو المقعد ، الذي اشار اليه الخادم باهتمام كبير .
همست قائلة :
" يبدو انك مشهور ، لم ينزعجوا ابداً من وجودي . "
قال بخشونة :
" التصرف كالنبلاء امر طبيعي بالنسبة لشخص ولد في فينيس . "
نزع قناعه ، وعلى الفور وصلت القهوة لهما ، ومعها صحن كبير مليء بالفطائر الشهية . تابع قائلا :
" فلورين مشهورة جداً . انهم يقدمون القهوة هنا منذ ثلاثمئة سنة . "
همست :
" لا عجب ان يبدو تعب على العمال هنا . "
ابتسم ليسنزو وحمل بيده كعكه محلاة بالشوكولا . تراجعت الى الوراء ، تضغط بنفسها على الكرسي المريح ، اخذت تنظر اليه عبر المرآة امامها ، كان هناك شيء غريب جذاب فيه كيفما يتحدث وكيفما يتحرك .
قال مقترحاً :
" اخبريني ما هي اغنيتك المفضلة . سنطلب من الاوكسترا خارجاً ان تعزفها . "
قالت مترددة :
" احب الكثير من الاغاني ! احب " الذكريات "



اماريج 29-03-13 09:54 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اعتقد انك ستقول ان ذلك سخيف ، لكنني عاطفية بشكل لا يصدق . "
" لا ، على الاطلاق . لقد عرفت نساء يخترن اغنيات تقليدية ليؤثرن بي ... ويجلسن في عذاب كبير من الممل خلال تلك الاغاني . يسعدني انك لا تحاولين ان تتصرفي بعكس طبيعتك . "
قال ذلك وهو يشير الى احد الخدم الذي كان يتكئ على الباب متعباً ، طلب ليسنزو منه الاغنية ، وكان على وشك ان يضع في يده المال عندما اوقفته . نظر اليها الرجلان مستفهمان .
قالت بنعومة الى ليسنزو :
" انه متعب ، سأذهب واطلب بنفسي الاغنية . "
سأل متعجباً :
" وتحرمين الرجل من هذا المال ؟ "
" اه ، حسناً ، اعطه المال اذا كنت تريد ، لكنني سأذهب مكانه . "
اضطرب ليسنزو ، غطى فمه وادار رأسه بلطف . اتسعتعينا الخادم ، ونظر الى ليسنزو متعجباً قال :
" السنيورة لطيفة جداً لتفكر بتعبي . مهما يكن ، يسعدني ان اقوم بهذه الخدمة ... مجاناً ، من كل قلبي . "
ابتسامة ميرديث الحارة جعلت الرجلين يتجاوبان معها بابتسامة مماثلة ، بعدها غار الخادم نحو فرقة الاوركسترا . قالت :
" هل تعلم ، انت لست بحاجة لدفع المال دائما للناس . أنا لا افعل ذلك ابداً ... لا مال لدي للقيام بذلك . يسعدهم ان يخدموك اذا انت طلبت ذلك بلطف . "
قال ، وهو يضحك :
" لكنني ، لا املك حسك المرهف نحو الجميع . "
وصلت الى مسامعها صوت الموسيقى الرائع ، فجلست ميرديث براحة على الكرسي الواسع لتتمتع بما يحيط بها من جمال وروعة .
تمتم ليسنزو وهو يراقبها :
" هل انت متأثرة بما حولك من عظمة ؟ "
" بالطبع ! لم ار بحياتي شيئا كهذا من قبل . "
قالت وهي تحبس انفاسها :
" انني اعيش قصة خيالية ، لا بد انني سأصبح برنسس ... اووه ! " صرخت ، اذ ان فنجان ليسنزو سقط من يده ووقعت القهوة على يدها .
قال متضايقاً :
" اسف ، قلة اهتمام مني . ماذا كنت تقولين ؟ "
اخذ محرمة من جيبه المطرزة بأحرف اسمه واخذ ينشف يدها . اخذت المحرمة منه ونزعت القهوة عن يديها وعن الطاولة امامها ووضعتها جانباً :
" لقد نسيت ، انني مشتتة . لا اعلم ... "
قال مقاطعاً :
" برنسس ؟ "
ابتسمت :
" اه ، نعم ! لنفكر قليلاً ، هذا أمر غير معقول . انني اشبه كثيراً سندريلا ، اليس كذلك . امضي بعض الساعات في اماكن رائعة قبل ان تعود الى تنظيف الصحون ؟ "
قال بخشونة :
" انا لست أمير الاحلام . "
" هذا صحيح . لو انك اقصر قليلاً ، كنت اخطأت بينك وبين عبد فقير . " تحرك فمه قليلا ، فتابعت وعيناها تشعان بالنصر :
" ىه ، اضحك وخلى عن هذا المظهر . "
فجأة ، انفجر ضاحكاً ، وبدا وجهه سعيداً ، وقال وهو يقهقه
:
" ايتها الماكرة الصغيرة ، كم هو أمر صعب ان ينظر اليك المرء كعدو . "



اماريج 29-03-13 09:56 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قالت بحرارة :
" اتمنى ان لا تفعل . فأنا لست كذلك . لقد تخليت عن تحفظك تجاهي . مثل الثلج المتساقط على بيزا . "
سمعت بالخارج دقات الساعة معلنة تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً .
تنفست بعمق ، ثم قالت ووجهها يشع بقوة :
" اشعر ... اشعر وكأنني قد انتقلت الى عالم آخر . "
سألها بكسل :
" هل يعجبك ذلك ؟ يبدو انك سعيدة جداً بهذه الاجواء . "
قالت بحماس :
" انني اشعر بالسعادة في اي مكان . "
رفعت عينيها اليه بثقة وحزن :
" الامكنة ليست مهمة ، فقط الناس . انني اشعر بالسعادة حقا عندما يكون بجانبي اشخاص احبهم . حتى بدون مساعدتك سأجد عائلتي . "
تابعت بصوت منخفض :
" ولن يزعجني ابداً لو انني اجبرت على البحث عن كل شخص من ال كورزيني في دليل الهاتف او ان ادق على مئات الابواب . "
ساد صمت لعدة لحظات بينما حبست ميرديث انفاسها متأملة . بدا على ليسنزو انه يقرر ماذا ستفعل بشأنها ، علمت بالتأكيد ان كل شيء ترغب به يتوقف على رأيه وموقفه .
منتدى ليلاس
قال على مهل :
" نعم ، ستفعلين ذلك . لا احد يستطيع ان يتهمك بعدم الاصرار . انها تجربة مهمة . لكنك لست بحاجة للقيام بكل هذه الاعمال . "
تابع بجدية :
" اعطني القليل من الوقت ، تحلي بالصبر ، وثقي بي . سيأخذ الامر بعض الوقت ، وهذا ما اخشاه ، لكنني سأفعل كل ما في استطاعتي لأقنع العائلة ...
بأن عليهم مقابلتك . "


نهاية الفصل الخامس


ام عبيده 30-03-13 06:15 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
رووووووووووووووعه منتظره التكمله ع نار عاشت ايدج

غنجة بيا 30-03-13 03:05 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
الرواية اكثر من رائعة سلمت اناملكي

saeda45 01-04-13 08:15 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
شكرااااااا على الرو اية الرائعة

غنجة بيا 05-04-13 04:41 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
مستنين التكملة لا تتاخري علينا يا عسل:asd::asd::asd:

اماريج 05-04-13 06:19 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غنجة بيا (المشاركة 3303634)
مستنين التكملة لا تتاخري علينا يا عسل:asd::asd::asd:


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غنجة بيا (المشاركة 3300570)
الرواية اكثر من رائعة سلمت اناملكي

شاكرةلك انتظارك يامرورك ل
وسعيدة انو ااختياري للرواية عجبك^_^

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mzinati (المشاركة 3301471)
شكرااااااا على الرو اية الرائعة

العفووووو يالغلا
الاروع والاحلى طلتك وتواجدك فيهاوسعيدة انو الاختيار عجبك^_^

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبيده (المشاركة 3300479)
رووووووووووووووعه منتظره التكمله ع نار عاشت ايدج

الاروع مرورك فيها وشاكرة لك انتظارك يالغلا

اماريج 05-04-13 06:48 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 

الفصل السادس

لم تعد ميرديث ترى كل ما حولها . فقط ترى وجهه الصارم وعينيه الغامضتين . بعدها بدأت يداها ترتجفان وضعت قطعة الكعك من يدها ، مدركة ان وجهه مليء بالعواطف القوية ، على الرغم من الهدوء المصطنع في صوته . تثق به .
هل تستطيع ؟
منتدى ليلاس
تنفست بعمق وقالت :
" اذاً لقد قطعت الاحجية الاولى . "
ابتسم بحرارة ، ووضع قناعه ثانية :
" لا استطيع الاجابة بعد . "
صرخت بقساوة :
" ماذا علّ ان افعل ؟ ان ارفع يدي متوسلة اليك ؟ "
رفع جاجبيه قائلاً:
" وتدفعين كل الاشخاص في فلورين الى الضحك ؟ ميرديث ... "
توقف عن الكلام ليضع يده في شعره ، ليتهرب عن الاجابة ، لكنه تابع :
" ان الوضع في الحقيقة معقد قليلاً ... "
قالت غاضبة :
" لا ، انه ليس كذلك . انك تحاول منعي من رؤية عائلتي . "
استدارت لتحمل المنديل ، وبدون ان تفكر ناولته اياه وتابعت :
" وقد اتخلى عن ذلك ... "
اجاب ببرودة :
" اذاً لن تكوني قوية كفاية لتصبحي من عائلة كورزيني . "
" من يكونون ، رجال عصابات ؟ "
" لقد كانوا كذلك في بعض الاحيان . هل نخرج لنرقص ؟ "
فكرت ميرديث بالرفض ، لكنها رأت انه من الافضل الا نقعل . عليها ان تحافظ على هدوئها وترقص . ابتسمت ، سترقص معه ، لكن ، فكرت بخوف ، هو ايضاً ، لسؤ الحظ ، لديه خطة ما ، وعليها ان تصل الى ما تريده .
خرجت ميرديث الى الباحة لترقص معه ، اخذت تتحدث وتضحك ، تراقب الناس السعيدة والتي حولت المكان الى زمن من العصور الوسطى . ابتسمت في سرها ، لا شيء يبدو على حقيقته هنا في الواقع .
" عذراً؟ "
قالت ضاحكة :
" اه ، انه دانديني ! "
قال ليسنزو :
" انه يريد ان يراقصك ، هيا سندريلا . "
بفرح اخذت ترقص معه ، وتنتقل من راقص الى آخر ، سعيدة بالرقص على الثلج ، في باحة مزدانة بالألوان المختلفة الساطعة .
قال ليسنزو بعاطفة صادقة ، عندما عادت اليه بعد فترة طويلة :
" لقد اعتقدت انني خسرتك . "
قالت بسخرية :
" يا لحظي ! امير الاحلام ثانية ! "
شعرت وكأنها عادت الى شخص خاص جداً لها . قالت وهي تشعر بالارتباك : " كدت حقاً ان تخسرني . ذلك الرجل الاخير ... الذي يضع شعر موزارت ولا يرتدي قناعاً ... اراد ان يأخذني الى المطعم لكنني كدت أجن من كثرة وصفه للطعام الذي يقدمه . "
اقترب ليسنزو منها ، وقال بخشونة :
" موزارت ، انه مليونير عجوز ويملك افضل المطاعم في فينيس . "
" حقاً ؟ لقد قلت له انه يشبه بائع الحليب في قريتي ، فضحك كثيراً . "




اماريج 05-04-13 06:51 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
" اتخيل ذلك . لا عجب انه اراد دعوتك . انت جيدة جداً في التعامل مع الناس ، اليس كذلك ؟ لقد راقبتك تحضرين بريق الشمس الى وجوه من كان يراقصك . "
سألت بقلق :
" راقبتني ؟ "
هذا أمر لم تفكر به او انها كانت حذرة في تصرفاتها . شعرت بالقلق انه كان يراقبها بالخفاء . لما يفعل ذلك ؟ سألت ، وهي ترفع وجهها الحزين اليه :
" ليسنزو ... انت لم تدعوني هنا للرقص فقط ، اليس كذلك ؟ "
توقف عن الرقص وقال بجدية :
" ميرديث ... انا ... "
اسرعت دقات قلبها من ارتباكه . نزع قناعه ، وببطء نزعت قناعها ايضاً ، وهي لا تزال تحدق بعينيه ، محاولة ان تقرأ ما الذي يتردد بقوله .
قال صوت ناعم بقربهما :
" سينزو ! اهلاً ! "
رفع جاجبيه بسخرية معتذراً من ميرديث ، وابتسم بحرارة :
" اهلاً كاترينا . "
قبل ليسنزو كاترينا المندهشة بحرارة ثلاث قبلات على خديها . قال وهو يبتعد : " اعذريني للحظة ، ميرديث . "
بقيت بمفردها ، تتأمل ثوب كاترينا الجميل تحت معطفها السميك . تبدو ثيابها غالية الثمن . سمعتهما يتحدثان بالايطالية ، فابتعدت عنهما . بعدها رأت انه قد اصبح محاطاً بالنساء وهن كلهن يرحبن به بمودة وعاطفة .
مجموعة من الرجال يرتدن ثياباً حريرية انضمت لجمع ، وهم يسلمون على كاترينا ويدعونها " بالكونتيسة . " شعرت ميرديث بألم عميق في صدرها .
ابتعدت عن ليسنزو الان ، تسلقت بعض الدرجات واتكأت على احد الاعمدة ، تراقب بهدوء اصدقائه الاثرياء ، مدركة تماما الهوة العميقة بينهم وبينها . انه صاحب بنك غني ، جميل ، ساحر . وينتقل في اوساط ارستقراطية ... ولديه
طموح للوصول الى مركز اكبر. كما وانه يمسك مستقبلها بيديه .
شعرت وهي تقف هناك ، على اعلى الدرج ، تنظر الى شعر ليسنزو الاشقر اللماع ، انها تقف على مفترق خطير في حياتها . وهو يعرف ماذا يشمل هذا التغير ، لكنه ليس متأكداً من أنها تستطيع تحمله .
تنقلت بعينيها حول النساء المجتمعة حوله ، تتحدث معه بنعومة وترمقه بنظرات حلوة فقط . كاترينا الجميلة كانت هادئة ، واضعة يدها براحة على كتف ليسنزو وكأنها تتمتع بحمايته فقط هي ، التي لم تكن تتنافس على الحصول على اعجابه .
عكست ألسنة من النار قربها المزيد من التوهج على شعرها الاحمر ، المنسدل على كتفيها . نظر ليسنزو الى أعلى وكأنه ادرك للتو انها قد ابتعدت ، بدا عليه الذهول وهو ينظر اليها . تلاقت عيناهما فأمسكت بالحائط بجانبها وكأنها
بحاجة لمساعدة .
لم تعد ترة شيئاً ا عيناه الثاقبتان ، وكأنها قد سمرت مكانها . ابقى عينيه عليها واخذ يعتذر ممن حوله ، ويسير باتجاهها . بقيت مكانها تراقب تقدمه عبر الحشد الكبير .
تمتم قائلاً حين اقترب منها :
" اعلم ، ان هذا آخر ما اريد حدوثه ، لكن ما ان نظرت اليك حتى شعرت اني لا استطيع التفكير الا ان اكون بقربك ... "
وتقدم منها ليقبلها .



اماريج 05-04-13 06:55 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
همست متعجبة :
" ليسنزو . "
" اعلم انني سأندم ، لكنني لم استطيع الا ان افعل ذلك . "
قالت وهي تبتعد عنه :
" حان الوقت لتغادر سندريلا الحفلة . "
تابعت وهي تتكلم بجدية :
" انني ذاهبة الى مكتب خاص بالسواح الان ، لأرى ان كان هناك مكان استطيع البقاء فيه الليلة . "
نظرت حولها فرأت كل اصدقائه ينظرون اليها بتعجب . فقالت :
" اه ، اصدقاءك ! "
نظر اليهم ، ليرى كاترينا تنظر اليه برعب ودهشة معاً . شعرت ميرديث بطريقة غريبة انها لمحت ومضة انتصار في عيني ليسنزو .
قال : اه ! " ولم يبد انه آسف على الاطلاق . او ، على الاقل انه مندهش حتى .
سألت بضيق :
" ما الذي تفكر به ليسنزو ؟ "
" انني في مشكلة ، اتسامر مع ... "
شتم نفسه وضرب بيده على جبهته ، لكن قد فات الاوان ، لم يكن هناك من حاجة لقولها .
اكملت ميرديث بصوت كالهمس :
" العدو ؟ "
واختفى اللون من وجهها .
" اه ! ما زلت تنظر الي هكذا ؟ ماذا ستفكر عائلتي بي ... "
توقفت عن متابعة الكلام ، وانهمرت دموعها بغزارة ، نظرت اليه بغضب وصرخت :
" انت تحاول ان تسيء لسمعتي ؟ "
قال ساخراً :
" بالرقص معك ؟ "
قالت تتهمه :
" بأن تظهرني امام اصدقائك انني ارقص مع اي شخص لن ترغب عائلتي بالتعرف علي ! ايها الخائن ! كيف تتظاهر أنك تشعر بعاطفة نحوي ؟ بجانب ن تقف ، تكلم ؟ "
اخفض ليسنزو عينيه ، وقال :
" مما لا شك فيه اقف بجانب المصلحة القصوى لعائلتي . "
نظرت اليه ميرديث بمرارة . انه يخدعها ثانية ودائماً ، وهي تقع بذلك دائماً أيضاً . لكن تصرفه غير معقول . قالت بغضب :
" توقف عن المراوغة ! اجبني ، ليسنزو ! اجبني بصدق ولمرة واحدة ، هل تستطيع ؟ "
راقبته يبحث عن الاجابة ، ازداد غضبها لأنه افسد عليها فرصة قبولها من عائلتها . قال ، وكأنه يتهرب من السؤال :
" صدقاً ؟ "
قالت بيأس :
" نعم ! انت لا تعرف هذه الكلمة ؟ ما الذي تحاول ان تقوله ؟ "
قالت كاترينا بحدة ، مقاطعة ميرديث :
" سنزو ! "
قال : " ليس الآن ! "
اجابت كاترينا بغضب :
" كيف يمكنك ؟ أين اتفاقنا ... "
تابع بغضب :
" اعلم ، اني اسف . انني قط قد سئمت من ... "
صرخت كاترينا بحزن :
" انك تلعب بمصيري ! "
اجاب ليسنزو بهدوء :
" وانتم جميعاً تتسلون مصيري ، مرة واحدة فقط ، لتمنى ان افعل ما اريده . احب ان ... "
قاطعته بسرعة :
" لا يمكنك ان تتخلى عني ! انني بحاجة لك ! "
قال ليسنزو وكأنها لم تقاطعه :
" تينا ، عزيزتي ، ربما حان الوقت ... "
وضعت ميرديث ذراعها حول كتفي الشابة بعطف ، وقالت الى ليسنزو :
" ايها القاسي ! انت لا تستحق فتاة صادقة ! هل كاترينا صديقتك ؟ "
" لا تعليق . "



اماريج 05-04-13 06:58 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
شدت على شفتيها بقوة ، وقالت :
" يجب علي ان اصفعك ، لقد كنت تسامرني وتراقصني بينما كانت تراقبك ؟ اه ! انا احتقر الرجال الذين يتلاعبون بعواطف النساء . تصرف بطريقة جيدة ، ليسنزو ! "
قال بهدوء :
" تذكري ما قلته لك . لا شيء كما يبدو . ولا يمكنك ان تأخذي اي شيء اقوم به بجدية . امور كثيرة تجري امامك وانت لا تعرفين شيئاً عنها ... "
قالت ببرودة :
" وانا لا اريد ان اعرف ، اذا كان يشمل تصرفك بحقارة مع صديقتك . "
قال بغضب :
" لا ... تباً . هذا وضع مستحيل ! "
قالت بحرارة ، وهي تشعر بخيبة أمل ان ليسنزو يفتقد حس المسؤولية :
" لا شيء مستحيل ، وبدلاً من ان تقوم بالالاعيب معنا ، عليك ان تواجه مسؤوليتك وتتقبل نتيجة اعمالك ... "
اجاب غاضباً وبحدة :
" انا لا العب مطلقا ! هذه حقيقتي ! لا اقوم بشيء الا التفكير باعمالي . فالاعمال تحكم حياتي ... "
" ليس هذه المرة ، انت لا تفعل ذلك . "
لامست شعر كاترينا بلطف . لم تفكر بنفسها ، فكاترينا تعرفه وتحبه قبلها ، وهذا أمر واضح . " ايها الشرير ! يجب ان تسجن ، كما فعلوا بكازنوفا . انظر كم هي تعيسة بسببك ! عليك الان تهدئتها وان تسوي ك الخلافات بينكما . " نظرت اليه بتحدٍ صارخ وكأنها تتحداه ان فعل العكس . "
" حسناً ، لن اجرؤ على رفض ذلك ! "
اجابت غاضبة :
" ما كنت تجرأت على ذلك لو كنت مكانك . "
ابتسم ليسنزو بنعومة ، عيناه دافئتان ومشعتان بالحب ،
قال بنعومة :
" ه دائماً تخوضين المعارك من اجل من تظنين انهم اضعف منك ؟ "
احست بألم شديد من رقة صوته . لكنها نظرت الى كاترينا الحزينة وقال بهدوء وكبرياء :
" اذا كنت حقاً سيداً ، عليك الاهتمام بكاترينا . "
قال باهتمام :
" وانت ؟ "
رفعت رأسها غاضبة وقالت :
" لقد جرحت كبريائي . لكنني سقطت على الارض مرات عدة واعرف كيف انهض بمفردي . اهتم بها . فهي بحاجة لك اكثر مني . "
ودفعت كاترينا نحوه . متعجباً ، شم كاترينا ليهدأ من حزنها ، لكن عينيه لم
تفارقا وجه ميرديث الذي بدا الحزن عليه على الفور ، قال بلطف :
" يبدوا انك قادرة على التضحية بما تريدينه لمصلحة الاخرين . "
قالت متلعثمة :
" لا اعلم ما الذي تقصده . "
قال ، وهو ينظر الى عينيها :
" انت تتحدثين عن الخداع ، ومع ذلك تخدعين . "
ابتسم عندما رفعت رأسها بعناد ، تابع بنعومة :
" عودي الى شقتي . سأجد مكاناً آخر للبقاء فيه هذه الليلة . "
شعرت ميرديث بغصة وهي تفكر بليسنزو وكاترينا معاً ، قالت ، وهي تتمنى لو انها لا تشعر بكل هذا السوء :
" حسناً ، اوافق على عرضك . "
ابتعدت عنهما وهي تفكر انها فقدت كل أمل بمساعدته لايجاد كورزيني ، تنهدت بعمق وألم .
منتدى ليلاس
" ميرديث ! "
كان ليسنزو بقربها على الفور ، نظر اليها وكأنه حبيبها ، ابتعدت عنه ، غير قادرة على تحمل عذابها . فهو يسيء اليها بتظاهره الحب لها بسهولة وبعفوية .



اماريج 05-04-13 07:01 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قالت وهي تسيطر على شعورها :
" انني ابكي لأنني لا استطيع التفكير انني لن اجد عائلتي ، وليس بسببك . "
قال بقلق :
" لم اتخيل ابداً ذلك ، ابقي في شقتي لعدة أيام وتمتعي بوقتك واحضري ما شئت من الكرنفال . خذي هذا هو المفتاح . "
اتسعت عيناها وهي تمسك المفتاح منه . امسك بيدها ، وكأنه لا يريد ان يدعها تذهب . قالت بسرعة ، وهي مدركة لنظرت كاترينا عليهما
" دعني اذهب ، ولا تقف هنا طويلاً . "
بدا عليه التوتر ، وقال :
" فقط للحظة . هل انت بحاجة للمال ؟ "
رفعت رأسها بكبرياء :
" لا ! لا اقبل المال من احد . "
قال بهدوء :
" كما تشائين ، لكن اذا كنت تريدين شراء طعام رخيص ، اذهبي الى بيزا او تراميزني . لا تشتري الطعام من أماكن قرب سان ماركو واقترح عليك التنقل بغايورتي ، والتي هي رخيصة ... "
قالت بعصبية :
" شكراً لك ، انا لست حمقاء بالواقع . لقد اشتريت دليل سياحي من المكتبة . سأتدبر أمري . "
قال :
" سأقوم بكل ما استطيعه فيما يتعلق بآل كورزيني . "
لم يكن الامر مهم ان صدقته ام لا . فربما كان يتظاهر انه يريد مساعدتها لينقذ موقفه امام كاترينا او ربما ليؤثر فيها لشدة لطفه . مهماً كان السبب ، لم يكن هناك شيء تستطيع القيام به ، غير الامل . ابعدت عينيها عنه وسارت بين احشد
الكبير ، وكل ما ترغبه هو ان تبعد اكثر مسافة ممكنة بينها وبين ليسنزو .
فكرت بقلق لقد وصلت الى لعبة الانتظار الان . واذا كانت ستبقى هنا فعليها الخروج لشراء الطعام . ابتسمت على مهلٍ ، عليها العودة الى طبيعتها . فالحياة تستمر ، مهما جلبت معها من خيبات أمل . في هذا الوقت ستتعرف على فينيس فهذه هي مدينة والدها ، بالرغم من كل شيء .

***
لم تنجح تماماً بنسيان ليسنزو ، على الرغم من كل الحماس والجمال في الكرنفال . ملأت ايامها ولياليها بأعمال كثيرة ولم تكن تنم الا ساعات قليلة ، شاعرة بخيبة أمل لأن ليسنزو لم يتصل . لقد افتقدته كثيراً ، وهذا ما
اعترفت به بحزن .
وفي يوم السبت ، قبل ان ينتهي السواح من تناول الفطور ، سارت وهي تشعر بالدفء نحو ساحة سان ماركو ، اغلقت الدليل الذي في يدها على الفور فقد طرأت على بالها فكرة بسرعة فالشك ما زال يزداد كلما استمرت بالعيش في تلك الشقة .
لم تكن تلك شقة ليسنزو . والشيء المميز اكثر . ان لا احد يعيش هناك لأن المياه لا تصل الى المطبخ . وهذا يفسر كيف انه لم يكتشف زر النور عندما وصلا . يبدو ان الخداع طريقة للعيش بالنسبة اليه .
" ميرديث ! تعالي ! "
تجمدت اوصالها من سماع صوته . قالت عندما رأته :
" يا للحظ الجيد ، امير الاحلام يعود ثانية ! "
منتدى ليلاس
نظرت بدهشة نحو ثيابه . كان يرتدي جاكيت مطرزة ومذهبة مع حذاء طويل كبارون في القرن الثامن عشر ، قالت :
" اشعر وكأنني ارتدي ثياباً بالية . "
قال ضاحكاً : " للأسف ، انت كذلك . "



اماريج 05-04-13 07:03 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
نظرت الى البعيد وهي تريد ان تسأله عن الغموض الذي يلف الشقة ، عندما رأت مجموعة من الاطفال في ثياب رائعة وحولهم عدد من الاهل . عادت الرقة الى وجهها على الفور .
وهي تشعر بالعاطفة القوية نحوهم . عندما استدرات لتسأل ليسنزو ، شعرت بغصة من الاحساس الرقيق الظاهر في عينيه . بعد لحظة ، نظر اليها وهو يبتسم بحرارة وفرح ، وحبه الشفاف للاطفال قد هزها بقوة .
قال بنعومة ، وهو يشير الى مقعد بجانبهما :
" لقد اتوا للمشاركة باستعراض الاطفال ، إنهم جميعاً من دار الايتام الذي كنت فيه . "
سألت باهتمام :
" كم كان عمرك ، عندما حضنتك عائلتك ؟ "
قال وهو يشير الى احد الاولاد ، الذي كان فخوراً بزيه المذهب :
" كنت في الرابعة من عمري ، وشعرت على الفور بالمسؤولية . "
قالت وهي تتنهد :
" كم هو جميل ، اه ، انني حقاً افتقد الاطفال في دار الحضانة . "
" لقد تخليت عن شيئ تحبينه كثيراً من اجل الاهتمام بجدتك ، اليس كذلك ؟ "
قالت :
" كانت جدتي بحاجة لي . فكيف لي ان اختار ؟ "
اجاب :
" شابت كثيرات بعمرك كنّ قد فعلن العكس تماماً . "
منتدى ليلاس
اثار انتباهه الحركة القوية التي قام بها الاطفال عندما اسرعت فتاة صغيرة بملاحقة حمامة ، كانت ترفع يديها الصغيرتين في الهواء ووجهها مليء بالفرح ، بدا عليه وكأنه سيضم الطفلة اليه .
سألت ميرديث بحرارة :
" انت تحب الاطفال كثيراً ، اليس كذلك ؟ "
قال بحذر :
" نعم ، احبهم . "
كن من خلال صوته الجاد احست بالشوق في صوته وتمنت لو تستطيع ان تكسر كل الحواجز القائمة بينهما لتصل الى نفسه الحقيقية ، تابع :
" اعتقد ان هذا جزء من شخصية كل ايطالي . "
نظر الى وجوه الاطفال ، وبدأ يتكلم وكأنه يعبر عن عاطفته :
" انهم جميعاً ابرياء ، لا مشاكل لديهم ، ويتقبلون العالم كما هو ويسعدون دائماً . عندما يضحكون يفعلون ذك بفرح حقيقي . مثلك تماماً . "
ارتجفت عيناها ، هل يمدحها ؟ قالت :
" اعلم انني ساذجة ... "
قال مصححاً لها :
" بريئة ، نقية . حتى الان . "
قالت تتحداه :
" حتى الان ... هل تعتقد انك تفسد براءتي . "
قال :
" قد افعل . "
قالت بحزن :
" يجب ان تحاول ان تكون مثل هؤلاء الاطفال الذين تحبهم ، بدلاً ان تكون مخادعاً . تلك ليست شقتك ، اليس كذلك ؟ "
اجاب بحدة :
" لا . م اتوقع ان السيد ميرديث وليمز سيبقى . لذلك جهزتها بسرعة واستمريت في التظاهر انها بيتي لأنني لم ارد ان يعرف اين اعيش ؟ "
" واين تعيش ؟ "
" سآخذك الى هناك . "
قالت غاضبة : " لا ، شكراً . "
" اذن ، اسمعي اخباري الجديدة . "
امسكت بكم جاكتته . وقالت محاولة ان تسخر ، لكنها كانت



اماريج 05-04-13 07:14 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
مضطربة اشد الاضطراب :
" ليسنزو ، هل اقنعت عائلتي انني لست برأسين ولا ذيل لي ؟ "
قال على مهل :
" لقد حدثتهم عنك . المعارض الاساسي هي أم كورزيني . انها تكرهك بشدة . "
سألت ميرديث وهي تدفع شعرها الى الوراء :
" لماذا ؟ "
حرك ليسنزو شفتيه منتقداً :
" من البداية ، كانت مخطوبة لوالدك الذي تخلى عنها . وكاتفاق شرف ، قرر انه يجب ان تتزوج من لوغي اخ والدك . "
قالت مستفهمة :
" لدي عم ؟ "
قال بضيق :
" كان لديك عم . قد مات ، مات وهو حزين من والدك لأنه اجبره على الارتباط بزواج مدبر . "
قالت تدافع عن والدها :
" هذه لم تكن غلطة والدي . "
رفع رأسه وهو ينظر اليها بقوة :
" كان مسؤولاً عن اعماله ، لقد اختار أمك على واجباته . "
تذكرت ميرديث والديها واحست بشوق قوي لهما .
قالت غاضبة :
" قالت امي انهما تقابلا في الجامعة ... "
" هذا صحيح كان انطونيو يدرس ادارة الاعمال هناك . وكانت امك تمثل في مسرحية بالقرب من الجامعة . وعندما رآها تعلق بها على الفور ، لكنها رفضت ان تترك وطنها . "
قالت :
" وهكذا كان ابي مجبراً على الاختيار بين أمي ، وبين خطيبته وفينيس . " لمعت عيناها من مجرد التفكير بقوة الحب وقدرته .
انفجر ليسنزو غاضباً :
" كان هناك مسؤوليات جمة عليه تحملها ، كالأبن الاكبر في العائلة . هناك واجبات اهم بكثير من تلك التي كانت لخطيبته . "
قالت بهدوء :
" تابع ، اريد ان اعرف كل شيء . "
" شعرت العائلة بالعجز عندما عاد والدك ليقول انه لا يستطيع العيش بدون أمك . تلك ... الممثلة ، تلك المرأة في المسرح . "
قالت ميرديث معترضة :
" م تكن أمي تهتم للمال مطلقاً ، مع انني استطيع ان افهم موقف والديه ، وكم احسوا بالأسى لخسارة ابنهم ... انه لأمر مريع . "
قال ليسنزو :
" اتحاد العائلة أمر مقدس . "
اجابت :
" كل شخص يرى الامور من وجهة نظره ، كان ابي يبحث عن الحب ولم يرد التخلي عنه . قد تجد من الصعوبة ان تصدق ان هناك شخص يرفض ما تحلم به دائماً . "
قال :
" انك على حق . وانت تفهمين الناس جيداً ، اليس كذلك ؟ ونادراً ما تدينين . على العكس ، تحاولين ان تفهمي لما فعلوا ذلك ، وكل تفكيرك مرتكز على الحب والعاطفة . "
تأثرت ميرديث من النعومة في صوته . كانت تحاول جاهدة ان ترى الوجه الجيد في شخصيته ، وبالنسبة لشخص مغرور ربما تكون هذه هي المجاملة الوحيدة التي يقولها لها .
قالت :
" احاول ان اضع نفسي مكانهم . تخيل العذاب الذي كان يعيشه ابي ، وهو يعم انه من المحتمل ان لا يرى فينيس ثانية . "
" قد عاد مرة واحدة اعتقد عندما وضع تلك الاغراض في صندوق الامانات . "
قالت بعاطفة :
" انني اعرفه ، اتوقع انه اراد ان يتخلص من كل شيء يذكره بابتعاده عن عائلته . لا عجب انه كان يبدو احياناً شارداً . ما الذي جعله يعود تلك المرة ؟ "




اماريج 05-04-13 07:17 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قال بحزن :
" موت شقيقه . لقد كان لوغي في الواحد والثلاثين فقط من عمره . كان يمتطي الخيل وسقط عنه ميتاً . "
تنهدت :
" كم هو أمر محزن ، هل لديه اولاد ؟ "
ارتفع صدر ليسنزو متنهداً وكأنه متأثراً جداً على خسارة ال كورزيني ، وهذا ما أثر فيها كثيراً ، قالت :
" اه ، طبعاً . "
تابعت وهي تضحك :
" بالطبع لديه اولاد . بما ان لوغي قد مات ، فلا شك ان ابنه من كتب الرسالة الى جدتي ، يطلب منها ان تعيد المفتاح لصندوق الامانات . انه كورزيني الذي سأقابله . "
" استنتاج جيد ، نعم ، هو كذلك . "
وتابع فجأة : " هل تحبين ان تشاهدي اين كان يعيش والدك ؟ "
شدت على ذراعه بقوة واختفى القلق من وجهها على الفور : " احب كثيراً . " فكرت للحظة بالمرأة الحزينة التي هجرها والدها فقررت الاختيار الثاني المناسب لها . لم تكن لتفعل ذلك هي مطلقاً . نظرت اليه وقالت :
" خذني الى هناك ، بسرعة . "
قال بضيق :
" احضري امتعتك ويمكنك البقاء هناك طالما انت في فينيس . "
فرح عميق لمع في عينيها :
" هل تسكن فيه ... عائلة كورزيني ؟ "
" ستقابلينه . "
شعرت بسعادة عميقة في داخلها ، قالت بحرارة :
" شكراً لك ،شكراً لك لأنك صدقتني ، لأنك اعطيتني فرصة . قد حضرت لي هذا اللقاء ولا يمكنني ان اشكرك كفاية . انني سعيدة جداً لأنك فعلت الانسب ... "
عاد التجهم السابق الى وجهه وكأنه رأى ان امتنانها غير مريح . قال :
" هيا اذهبي ، احضري امتعتك وقابليني بجانب منحوتة الاسد في بازيتيا هل تعلمين اين ؟ "
قالت ، محاولة ان تهدأ نفسها :
" الاسد المجنح في فينس ، انت تعلم . انني اتعرف سريعاً الى معالم المدينة . ابرستو . "
قالت ذلك وهي تبتسم بسعادة . لم يرد عليها ، فأسرعت الى الشقة لتضع ثيابها في الحقائب ، وعادت ادراجها بسرعة لتجد ليسنزو يسير ذهاباً واياباً بجانب الاسد المجنح ، بدا علي الغضب . فسارت ببطء ، وهي تفكر ان ليسنزو يسيطر على كل الوضع . فتحقيق احلامها كلها امام عينيها مع ذلك لديه القدرة على تدمير كل شيء .
قال بحدة :
" لنذهب الى قناة باغليا . "
وسار نحو جسر مصنوع من الاغصان حيث هناك الكثير من القوارب الآلية .
انحنى ليسنزو ليتحدث مع صاحب احد القوارب .
بينما كانت تنتظر ، اخذت تحدق بحزن في جسر التنهدات الذي يبعد مسافة غير بعيدة عنها وفكرت بالسجناء الذين قضوا حياتهم في السجن ، وهم ينظرون للمرة الاخيرة الى كل هذا الجمال في فينيس .
ارتجفت من الخوف على الرغم من حرارة الشمس المشرقة .
" هيا اصعدي . "
قال بسرعة :
" لقد اخبرتك الى منزل كورزيني . علينا ان نقطع البحيرة . اسرعي فالقوارب الاخرى تريد ان تنق المسافرين . "



اماريج 05-04-13 07:20 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
تابع بغضب فجأة :
" تباً لك ، اذا كنت لا تثقين بي اذن عودي الى بلادك ! لا تأتب ! استطيع العيش بدون كل هذا التعب . لدي الكثير من الاعمال ... "
سألت :
" لديك اكثر من عمل واحد ! "
قال ساخراً :
" انني اقوم بدور حاضنة الاطفال . الم تلاحظي ذلك ؟ "
توقفت ميرديث عن الحركة ، فهي لم يعجبها ما يقوله . فإن كان هو يقوم بدور حضانة الاطفال ، فلا بد أنها الطفل المشاغب ، لكنها لم تجرؤ على الرد عليه . عليها ان تلطف الامور بينهما . قالت بهدوء :
" انني آسفة لأنني اغضبتك . واسفة لأنني استغل وقتك الثمين ، لكن انظر الى الامر من الناحية الايجابية . ما ان تجمعني انا وكورزيني يمكنك ان تتخلص من رؤيتي الى الابد ، اليس كذلك ؟ "
قفزت الى القارب المطلي ، الذي يقوده بحار بزي خاص ، محاولة ان لا تفكر بالوقت الذي سيخرج ليسنزو فيه من حياتها . فهي لا تريد ذلك ، قد اصبح مهما لها كالتنفس ، على الرغم من غموضه .
قال ليسنزو كلمات بالايطالية الى صاحب القارب ، وامسك بالمقود وكأنه يريد ان يتولى القيادة بمفرده .
لم يسعدها ذلك ، لكن لا قدرة لها على الاعتراض . ساعدت ميرديث صاحب القارب ليضع حقائبها الرخيصة وكأنها حقائب نادرة وشكرته بإبتسامة . فتح الرجل فمه لكن ليسنزو كلمه بالايطالية فشعرت ميرديث انه يطلب منه ان لا يتكلم معها .
تمتم ليسنزو بالايطالية :
" شكراً كثيراً ، بيانتو . "
وهو يأخذ من يده مفتاح المحرك .
" شكراً ، أمير . "
تنهد ليسنزو بضيق وبدا على البحار انه شعر بالندم ، لكنه ترك القارب قبل ان تفكر ميرديث بما سمعته . امير ، شعرت بالغضب ، بينما ادار ليسنزو المحرك وخرج من موقف سانت مارك وكأنه في سرعة قصوى .
أمير ! تذكرت كيف رفع رجال القوارب قبعاتهم عندما مرّ بهم ليسنزو ، نعم ، انه أمير . حدقت بعينيها الزرقاوين الى وجه ليسنزو . الكبرياء واضح في كل ملامح شخصيته . فكرت بالطريقة التي يصدر فيها الاوامر ، وكيف حظي بالاحترام لمجرد وصوله الى فلورين ، ومع ذلك يقول انه عاش يتيما
وقد ربته عائلة . كم هو أمر غريب .
قالت بصوت عال طغى على صوت المحرك :
" انت امير ! "
نظر اليها بعينين غامضتين بعدها رسم ابتسامة باردة على شفتيه وقال :
" نعم ، انا أمير . "
بسرعة تمكن من ان يمر بين عدة قوارب . كان معطفه الجميل يعكس الواناً على وجهه الغاضب .
لمحت ميرديث بريق خيوط الذهب في معطفه ، فكرت بحزن ، بالطبع ، ماذا يرتدي الامراء غير ذلك ؟
سألت بتعمد :
" كم مزيد من الاسرار لديك بعد ؟ "
منتدى ليلاس
تمتم :
" الالاف . لحسن الحظ ان صاحب القارب لا يعرفها كلها . "
قالت ترد عليه :
" ليس هذا الموضوع للسخرية . انت تقودني الى مفترق خطر في حياتي ! وكلما اقتربت اكثر ، تهاجمني اسرارك . ما هو الامر المهم كي تخفي لقبك عني ؟ "



اماريج 05-04-13 07:25 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
" انني اكره المظاهر الخادعة . "
قالت بعنف :
" لن تحصل على ذلك مني . فالأمير ليس اكثر من لحم ودم كغيره من البشر . " تطلع اليها بعينيه الغامضتين ، مما جعل دقات قلبها تتسارع فكل ما فهي يجعلها تشعر بالاضطراب قالت لتخفي اضطرابها :
" انني اتأثر بالناس ، وليس بالألقاب . "
برم شفتيه مستفهماً ، وقال :
" هذا ما فهمته . "
" اذاً كل ذلك الكلام عن كونك فقير وانك عمت لساعات طوال كل يوم هو مجرد اقاويل ، تجعلني اشعر بالاسف نحوك ... "
قال بسرعة :
" انتظري لحظة ! لم يكن الامر مطلقاً . وهذه عي الحقيقة . لقد كانت عائلتي تعاني من الفقر المدقع طوال فترة شبابي ، والرخاء الذي تعيشه اليوم يعود الى
مجهودنا القوي . اقسم لك . "
قالت وقد خف غضبها ، فأي رجل يرق صوته عندما يذكر اسم عائلته لا يعقل ان يكون سيئاً :
" اشرح لي ، لا بد ان هذه ستكون اغرب قصة للثراء السريع قد اسمعها في حياتي . "
حرك نفسه ليتمكن من موازنة القارب ، وقال بقلق :
" ردة فعلك مريحة ، حتى انه لا يثيرك الشكوك . "
شعرت بالراحة ، لأنه لم يبد عليها الارتباك ، حتى ولو احست بالشك من لقبه ، ومنه ايضاً . فهو يقود القارب ، بقدرة قوية ، وهي متعجبة كيف يتحرك بين الالات المتحركة وعيناه تشعان بقوة .
قالت تذكره بلطف :
" لكنك لست أميراً حقيقياً ، فأنت لم تولد أمير . "
ارتجف القارب بين يديه لأن المقود ضرب بمحرك السرعة . قال موافقاً :
" نعم ، لم اولد أمير . كان علّي ان اتعلم كيف يتصرف الامراء . لق مرّ وقت طويل قبل ان أشعر ان اللقب اصبح من حقي . "
برم شفتيه متذمراً :
" لا احب ان يذكرني احد ان ليس هناك اية صلة دم بيني وبين عائلتي . "
قالت :
"انه لأمر جيد ان يتذكر الانسان حياته الاولى . كما وانك لم تفكر ابداً ان لدينا ذات الاصل المتواضع . لابد انهم فخورون جداً بك . هل هي عائلة قديمة ؟ "
قال بصوت مليء بالكبرياء :
" منذ القرن الثاني عشر . ولديهم دم صافٍ يكفي لحكم امبراطورية فينس بأكملها . كما ان اسم العائلة قد نقش في كتاب من ذهب ، وهو يعود الى
القرون الوسطى ، وللأشراف فقط . "
" انها حقاً قفزة متنوعة ، من ميتم الى المجتمعات الراقية . لا يعقل ان يكون الامر سهلاً منذ البداية . "
تخيلت الطفل ليسنزو يقوم باستعراض في بيزا في معطف مذهب وحذاء لماع في سنة ، بعدها يجد نفسه يعيش حياة اسطورية في السنة التالية .
" كنت صغيراً . يستطيع الاطفال التأقلم والتعلم بسرعة ، بينما يجد البالغون الامر صعباً . "
قالت ببطء :
" نعم ، لا بد ان التغيير صعب . "
فكرت ، كيف يمكنها ان تكون غبية هكذا . فكل ما فيه يدل على مدى ثقته بنفسه ، وسيطرته على كل ما يقوم به .
قالت بلطف :
" اعتقد ان عائلتك التي حضنتك لم يكن لديها اطفال ، ولقد كانت بحاجة لمن يحمل اسم العائلة واللقب ، ولتمنع اي قريب من ... "
قال ليسنزو بسرعة :
" نعم ، اراد والدي ان يرثه شخص يعرف جيداً فينس وتعلم ادارة الاعمال ، شخص يمكنه ان يستحق المركز . "
قالت :
" بكل هذه الاهمية ؟ "
وشعرت بالهوة الواسعة بينهما . الان اصبحت تعرف لماذا كان يتحدث مع الكونتيسة .
تنهدت بقلق :
" نعم ، لدي المال والمركز والقوة . هل هذا يؤثر فيك ؟ "
نظر اليها بعينين ماكرتين ، وشعرت على الفور بما يفكر به ، قال وقد خاب ظنه :
" انك مثل الباقيات ، قد قمت بالقرار المناسب . "
قالت بتوتر :
" ما الذي تعنيه ، ليسنزو ، الى اين تأخذني ؟ اه ، ارجوك . لا تسبب الاذى لي ! "


نهاية السادس



ام عبيده 07-04-13 03:38 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
بنتعبج معانا ياعسل بس اتحملينا وكملي الروايه الله يخليج

doctor.dodo 07-04-13 02:54 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
thank u please complete the story we wait uuuuuuuuuuuuuuuu

سايوري 09-04-13 06:36 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
صباح الخير شكرا على روايه الجميله مع اني حاسه ان نصها محذوف وممكن طلب قلبت الانترنت فوق تحت ما لقيت رواية رجل اقوئ من الحب مكتوبه الله يخليكن وحده منكن تكتبها نفسي اقراها من اسنين وألله يحفظكو على طول العمر:8_4_134:

اماريج 10-04-13 02:43 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبيده (المشاركة 3304456)
بنتعبج معانا ياعسل بس اتحملينا وكملي الروايه الله يخليج


مافي اي تعب ياهلا ومرحبا فيك
اسعدني جدا متابعتك للرواية منورة حبيبتي

اماريج 10-04-13 02:47 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doctor.dodo (المشاركة 3304565)
thank u please complete the story we wait uuuuuuuuuuuuuuuu


ياهلا وغلا
والعفوووووووو حبيبتي انا بشكرك لمرورك فيها منورة والله

اماريج 10-04-13 02:49 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سايوري (المشاركة 3305407)
صباح الخير شكرا على روايه الجميله مع اني حاسه ان نصها محذوف وممكن طلب قلبت الانترنت فوق تحت ما لقيت رواية رجل اقوئ من الحب مكتوبه الله يخليكن وحده منكن تكتبها نفسي اقراها من اسنين وألله يحفظكو على طول العمر:8_4_134:

ياصباح الانوار
انا يلي بشكرك على مرورك الجميل فيها
والرواية كاملة مافيها اي حذف ياحلوة
وبالنسبة لطلبك ان شاءالله بصير كل خير ولايهمك
منورة ياعسل


اماريج 10-04-13 02:52 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
الفصل السابع

بهدوء تابع ليسنزو سيره ، موجهاً القارب الى الامام ومبتعداً من ساحة جيورجيو . اخذت ميرديث تنظر بقلق الى البحر امامها والى فينيس وراءها . الابراج القديمة والقصور العالية تترآى لها من بعيد من ضباب الصباح
الكثيف .
كان الهواء يتلاعب بشعر ليسنزو الاشقر ليبعده عن جبهته ويبرز التصميم القاسي في ملامح وجهه .
زاد سرعة القارب اكثر واكثر ، ليمر بين جسرين من الخشب . اخذت الناس تلوح له وتصرخ ، كنه بدا وكأنه لم يلاحظ وجودهم .
صرخت ، ما ان بدأ القارب يتأرجح بهما :
" خفف السرعة ! ما الذي تفعله ؟ "
بدا وكأنه يحاول ان يسيطر على غضبه . ومررت ميرديث يدها على شعرها الرطب ، وهي تفكر ما سبب تصرفه هذا .
قال :
" لو انني بكامل قواي العقلية ، لكان يجب ان ارميك في عرض البحر . "
منتدى ليلاس
شعرت ميرديث بضعف في قدميها ، فقدت توازنها ، لكن ليسنزو اسرع ليمسك بها ، ويدفعها نحو مقعد القارب حتى تستعيد توازنها .
همست :
" انا لا اشكل اي تهديد ، اعتقد ان جدتي قد طلبت المال لأنها تعتقد انني املك الحق بذلك ، لكنها فعلت ذلك بسبب حبها ي وبسبب اليأس من شدة الفقر الذي نحياه ... رأيها بذلك تحقيقاً للعدالة . "
قال وما زال الغموض يلف وجهه :
" ما زلت مخلصة . "
قالت وهي تتجنب نظراته المتفحصة :
" قد كان عملها خاطئ ، لكن ابن عمي اصبح يعرف ذلك الان ، وربما انه ابن
عمي ليوغو ، فهو الوريث الوحيد وانا لا اريد شيئاً . لقد انتهى الابتزاز ، يمكنه ان يتأكد من ذلك . "
تمتم ليسنزو بالرغم عنه :
" اتمنى لو ان الامر كذلك ! "
قالت باصرار :
" انه كذلك ! انه لا يستطيع ان يكرهني بسبب تصرفات جدتي بينما كل الذي اريده ، ان اشعر بالانتماء الى عائلة ، ومعرفة ان هناك اقارب لي . "
شعرت بلمسة اطراف اصابعه على جبهتها ، فرفعت عينيها اليه ، وقال بصوت متأثر :
" اذا كانت أمك بنصف جمالك ، وربما لديها نصف قدرتك على الاقناع ، استطيع ان افهم كيف كان لوالدك القدرة على التخلي عن كل شيء من اجل البقاء معها . "
همست :
" لا تقل هذا ، لا تغازلني ، تذكر كاترينا . "
اوقف القارب بجانب احد الاعمدة ، ثم عاد الى ميرديث الحائرة لينظر اليها بتفكير . قال وهو يمسك وجهها بيديه :
" أمر مثير ، قد اصبح لدي خيار الان . "
ارتجفت عيناها بحذز لا يعقل ان يقصد الاختيار بينها وبين كاترينا . نظر الى البعد وتجهم وجهه ، ارتجفت ، خائفة من النظرة القاسية في عينيه . تنفست قائلة :
" لا تقتلني ! ليس الان بعد ان اصبحت قريبة جداً من السعادة ... "
لمعت عيناه من الغضب ، فابتعدت عنه بسرعة ، تنهد بعمق



اماريج 10-04-13 02:54 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
ليسيطر على غضبه لكن ظهرت عظام يديه لتظهر مدى انفعاله . رغم ذلك ابتسم وقال بنعومة :
" انت تخافين مني ، لكن اسلافي توقفوا عن اغراق اعدائهم منذ زمن طويل ، انا استعمل وسائل مختلفة لأجعل الناس تفعل ما اريده . "
عضت على شفتيها ، لقد كانت كالنعجة التي اصطادها الذئب . انه من فينيس وهو من سلالة حكمت العالم لقرون طويلة .
" مثل ماذا ؟ "
" اعتقد انك تعرفين . "
شعرت وكأنها تجمدت . التقت عيناها الزرقاوان بعينيه الغامضتين ، لقد كانت نكرة ... مشكلة لا رغبة له فيها ، ماذا يريد ان يفعل بها ؟ حاولت ان تبتعد عنه ، كنه ضحك وهو يقترب منها اكثر . لقد كانا بمفردهما في ذلك الصباح .
شعرت وكأنها سقطت في بحر من الثلج .
على الرغم من مخاوفها ، رفعت رأسها بكبرياء ، ليتطاير شعرها الاحمر ثم قالت بقوة :
" من الافضل ان تقول لي ماذا تريد . "
همس : اريدك ، واريد كل شيء معك . "
ارتجفت ميرديث من الصدمة ، قالت بيأس :
" انت تعلم انه لا يمكنك الحصول علي ! "
قال بثقة :
" اعتقد اني استطيع . "
ابتعدت عنه ، متضايقة من كبريائه الوقح انه يستطيع الحصول على كل ما يريده لأنه امير من فينيس .
تذكرت كاترينا ، فقالت بغضب :
" هل هكذا يستغلون الامراء سلطتهم ومراكزهم ؟ انك ترتدي كارستقراطي من القرن الثامن عشر ، فلا تتصرف مثله ! "
لمعت عيناها وهي تتابع :
" انت تتكلم عن قدرة الاختيار ! وانا اختار من أحب . لا رجل ولا أمير ، لديه
الحرية في التقرير عني . كما ان كاترينا تحبك ... "
" لا ، وأنا بالتأكيد لا احبها . مغفل من يفكر بها عندما يكون بقربك . "
" لقد ... لقد تكلمت عن اتفاق بينكما ... ماذا كانت تقصد بذلك ؟ "
قال : " هذا لا يعنيك . "
قالت منذهلة :
" انه زواج مدبر بينكما ؟ زواج بدون حب ؟ اه ، ليسنزو ، انت تخيب أملي ! " وتابعت برعب :
" اذا كنت تريد المال ... "
قال ساخراً :
" ه تعرضين على اموالك ؟ "
" انت تعلم ان لا مال لدي ... "
ضحك ضحكة صغيرة :
" لديك كنز صغير كما انك تملكين القناع والسفينة . "
سألت متوترة :
" ما الذي تقصده ، القناع والسفينة ؟ "
قال ، وهو يراقب ردة فعلها بقوة :
" انهما يساويان ثروة طائلة . "
ابتسم ببرودة ، عندما رأى الصدمة على وجهها :
" انهما من العصور الوسطى . فعائلة كورزيني كانت تتاجر بالذهب قرون طويلة . "
قالت غاضبة :
" لكن السفينة قد تغير لونها ، وانا اعتقد ان الذهب لا يتبدل ؟ "
" معك حق ، لكن الالوان المختلفة التي في السفينة هي من جراء اضافة النحاس ، ليصبح لونها ذهبي احمر ، واضافوا




اماريج 10-04-13 02:58 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
الحديد للون الازرق ، والفضة من اجل اللون الاخضر . كما ان القناع مغطى بورقة من الذهب ، انه غالي الثمن جداً . خذي هذه الاشياء وعودي الى بلادك . فلن تكوني بحاجة للعمل ثانية . "
اضاف بنعومة :
" سأوصلك في الحال الى المطار الان . "
اتكأت على جدار القارب ، تفكر كيف ان ليسنزو سينفجر من الغضب لأنها وضعت القناع على وجهها ! نظرت الى الحقيبة ، حيث تضم شيئين تافهين ، وهو تؤمن انهما غاليين جداً ... فقط لأنهما يعودا الى والدها الحبيب .
قات : " اريدهما . "
ابتعد عنها ، فتابعت :
" انهما لوالدي ، وهما كل ما أملكه من اغراضه . لكن ... ان كانا من حق العائلة ، فمهما تكن حاجتي لهما ، عليّ اعادتهما الى مكانهما الاصلي . "
ادار ليسنزو وجهه اليها . فكر انه قد خاب أمله لأنها لن تعود الى ديارها ، وادركت وهي تشعر بخيبة أمل انها تريده ان يشعر بالسعادة لأنها لن تغادر .
قال ، وصوته مليء بالضيق :
" في هذه الحالة ، من الافضل ان نتابع . "
شعرت بالراحة تتدفق فيها كأمواج البحر ، لقد قالت الكلام الصحيح . توقف ليسنزو عن الكلام ، وعاد لقيادة القارب نحو جزيرة جميلة امامها ، تشع كقطعة من الفضة خلال ضوء الشمس الخفيف من جراء الضباب القوي . ولشدة دهشتها ، ادار المقود نحو قناة تقود مباشرة الى الجزيرة ، وما ان بدأ يخفف من سرعة القارب حتى رأت اسماً محفوراً على احد الاعمدة " جزيرة كورزيني . "
قالت وهي تشهق :
" تملك عائلتي جزيرة ؟ "
اوقف المحرك قبل ان يتكلم :
" عندما كثرت أعمال كورزيني في صناعة الذهب في القرن الثالث عشر ، انتقلوا الى هنا خوفاً من خطر الهجوم عليهم وحرق منازلهم . "
تابع قائلاً : " لقد فعلوا ذات الشيء مع مصنع الزجاج الذي اصبح في جزيرة ميرانو . "
قالت متأثرة :
" انني جزء من التاريخ . "
بعيداً عنهما ، كان هناك صياد ، على بعد أميال منهما . اخذت ميرديث تحدق بالجزيرة ، ليس فيها الا قصر واحد يتعالى ببرجه الكبير .
قال ليسنزو :
" يعود بناء القصر الى القرن السادس عشر . "
سألت بسعادة :
" وكل العائلة تعيش هناك ؟ "
" لا . " صمت لفترة قبل ان يقول :
" اسكن فيه لوحدي . "
" انت ؟ انت تعيش هناك ؟ لكنك ... قلت ... "
اجتاحها رعب مخيف ، اوقفها عن متابعة الكلام ، تابعت ببرودة :
" والان عد بي الى المدينة لن ابقى هنا في الجزيرة معك ! "
قال بوضوح :
" انها فرصتك الوحيدة لتتعرفي على عائلتك . عليك المضي بذلك . ستقابلين ابن عمك . اعدك بذلك . ما زالت أمه بحاجة الى المزيد من الاقناع . اخبريني الان ، لنفترض ان لديك الحق بأن ترثي الجزيرة والقصر ايضاً . ه تأخذين هذا الارث من ابن عمك ، الذي يعتقد انها كلها له ؟ "
منتدى ليلاس
قالت بحزم :
" لا ، ليس لي الحق بذلك . سأفعل ما اريد فعله الان ... الاتصال بالعائلة متمنية ان يرحب بي بينهم . "
قال بصراحة غير مصدقاً :
" ستبادلين كل هذا من اجل الحصول على ابن عم ؟ "





اماريج 10-04-13 03:00 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
ضحكت وقالت :
" التعامل مع الناس اسهل من التعامل مع الحجارة والتاريخ ! كما وانني لا اعرف ماذا سأفعل بالقصر . "
قال بخشونة :
" يمكنك البدء بتغيير مفروشاته . "
فكرت انه يقصد بذلك العمل المفضل للنساء ، ابتسمت كنها لم تقل شيئاً ، اخذ ليسنزو يقود على مهل كي يتوقف بدون اي ارتجاج .
كان من الواضح انه يفعل ذلك كل يوم ، وهي تتخيل كم كانت الصدمة قوية عندما وصلته رسالتها وعم ان ابن انطونيو عائد ليحصل على ارثه . لابد ان وقعها كان كالكارثة ! انه أمر جيد انها فتاة ! لم يكن من الممكن ان تصل الى هنا كان ليسنزو منعها من ذلك بدون شك .
رفع ذراعيه وهو لا يزال يبتسم من افكارها . وضعت يديها على كتفيه ، رفعها وكأنه لا يحم شيئاً .
قال وهو يبتسم :
"الامير وسندريلا . "
اجابت ببساطة :
" ليس هذه المرة . هؤلاء الاثنان كانا متزوجين . تذكر ذلك . "
قال بضيق :
" اتذكر . وعاشا بسعادة الى الابد . امسكي بيدي فالممرات غير آمنة . "
سارا معاً بصمت يداً بيد . وضوء النهار الخافت يصل اليهما من بين الاشجار ، سمعت صوت العصافير تزقزق فرحة وتنساب مع صوت انحدار مياه عن بعد .
تنهدت قائلة :
" انها كالحلم ! انها الغابة في قصة الاميرة النائمة ! "
" وصف رومانسي للغاية ، انها اسؤ من ذلك بكثير . "
اسرعت ميرديث الخطى وراءه . كان يسير وكأنه فقد صبره . تحركت حيوانات صغيرة والعصافير من جراء وصولهما .
قالت ، عندما رأت القصر بوضوح اكثر :
" انه في حاجة ماسة لاعادة ترميم . "
قال ، وهو يلمس بيده برقة جدران السياج :
" الجدران بحاجة لاعادة ترميم كذلك السقوف يتسرب منها الماء عندما تمطر . "
تنهدت بحزن :
" لابد انه أمر مؤسف . ان يرى احد القصر يتهدم هكذا . "
لم يجب ليسنزو لكنه وضع مفتاحاً كبيراً من الحديد في بوابة كبيرة . تقدمت امامه لتصل الى ارض رخامية ، نظيفة ومرتبة ، مع باقات من الازهار على الطاولات . رفعت رأسها لترى الشقوق في السقف ، لكنها رأت ابراج عالية تصل اليها عبر درج الخشب القوي ، وحفور بشكل لم تر مثله من قبل . شعرت بضيق قوي في صدرها فجلست على الفور فجأة على اقرب كرسي رأته امامها .
قال متهجماً :
" هل انت بخير ؟ "
منتدى ليلاس
سيطرت على نفسها كي لا تنهمر دموعها ، قالت متلعثمة :
" كان والدي يعيش هنا . انني في بيته ، أتعرف على جزء من ماضيه . انه احساس مقدس . هل تعلم كيف كان القصر انذاك ؟ "
اجاب ، ووجهه جامد كالحجر :
" كان مؤهلاً . لو انه بقي . لما وصل الى الحالة التي بها الان . "
" لماذا تقول ذلك ؟ "




اماريج 10-04-13 03:03 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
رفع ذيل معطفه الطويل وجلس بجانبها ، اجابها :
" لقد انهارت جميع الاعمال بسبب رحيل انطونيو . هل ترين ، هذا يعود الى الثقة ، الى كلمة الشرف التي يتعهد بها المرء تجاه عائلته . لم يكن لوغي ابداً بصحة جيدة ، وبذلك بدأت الاعمال تنهار واحدة تلو الاخرى ، خاصة عندما مات . "
لفظ الكلمات الاخيرة ولفت وجهه مرارة قوية .
سألت ميرديث بهدوء :
" ما هي علاقتك بهذه العائلة ؟ انك تكن لهم الكثير من المشاعر ... "
قال مقاطعاً وبحدة :
" لقد عاملوني بطريقة جيدة . "
قالت بروية ، مقررة ان لا تضغط عليه اكثر :
" انني اسفة ، اسفة حقاً . "
لابد انهم ساعدوه عندما تعرض لأزمة ما .
قال :
" تعالي الى مكتبي ، سأصنع بعض القهوة . "
كانت تلك الغرفة ، مؤهلة ... نظيفة ، جدرانها مغطاة باللوحات القديمة والجميلة . وعلى طاولة قديمة رأت كومبيوتر ، آلة فاكس وآلة تصوير .
سألت ميرديث ، وهي تنظر الى احدى اللوحات باهتمام :
" من هي هذه المرأة في الصورة ؟ "
رفع ليسنزو نظره عن وعاء القهوة بحذر :
" انها جدتك . "
قالت :
" انها شقراء الشعر ، مثلك ! "
قال بسخرية :
" اجدادك القدماء تركوا الكثير من الوقائع لتأكيد قوتهم . "
ضحكت وهي تقول :
" اتمنى لو انني استطيع المساعدة بطريقة ما ، انني ارغب في وضع كل ما املك في اصلاح هذه المقاطعة ، لكنني اعلم ان ذك سيبدو كنقطة ماء في محيط . "
قال ورائحة القهوة الشهية تصل اليها :
" اي عرض غريب . "
اجابت بحزن : " سأفعل اي شيء لمساعدة عائلتي . "
" اي شيء ؟ "
استدارت لمواجهته . كان ينظر الى الاسفل ، لكنها لاحظت توتر اعصابه من ارتجاف يديه واصطكاك اسنانه .
سألت برقة :
" ما الامر ، ليسنزو ؟ اخبرني . "
قال بقسوة :
" اتمنى لو انك ترحلين ! قبل ان تتأذي . "
همست ، وهي تشعر بالرعب :
" ما الذي تخبئه لي ؟ "
قال بصوت منخفض :
" يمكنني ان اجعلك تعيسة جداً .
اعطيك الفرصة كي تهربي . الفرصة الاخيرة . "
قال كلامه بكل صدق . وانها كانت تثقل ضميره . قالت وهي تصرخ :
" قل بصراحة ، ليسنزو ، دعني افهم كل هذا الغموض الذي يحيط كورزيني ، متى سيأتي الى هنا ؟ "
قال بحزن :
" سيكون هنا في احتفال العائلة بعد عدة ايام . "
" وانا كذلك . "
" اجلسي . "
اشار الى احد الكراسي المريحة ، فجلست على الوسائد الوثيرة ، تراقبه باهتمام ، وهي ترتجف مما يخفيه عنها .
احضر على صينية فضية فناجين من القهوة الصينية الصنع ، وجلس امامها .
قالت بيأس : " اكره الغموض . "
منتدى ليلاس
قال بهدوء :
" حافظي على هدوئك . يجب ان تسمحي لي التصرف . هذه الحفلة ... لقد قمت بأعمال شاقة جداً للحصول على بعض الوقت لأمضيه معك . هل تساعدينني ؟ "
شعرت بالغضب ، لأنه لا يزال يراوغ . سألت ، وهي تشعر




اماريج 10-04-13 03:06 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
بخيبة أمل لأنه لم يضع ثقته بها بعد :
" كيف ؟ " وتابعت لنفسها انه دائماً يدور حول الموضوع .
قال : " ساعديني بالتنظيم لهذه الحفلة . "
تفاجأت ، لكنها شعرت بالسعادة ، فهو بحاجة اليها ، في النهاية . تابع قائلاً :
" لا اتوقع منك ان تفهمي الان ، لكن هذا يعني ك شيء لي ، ميرديث . "
تابع بفرح :
" سعادتي ستتوقف عليها . سيكون هناك ضيوف من كل مكان ميلانو ، بولونيا ، روما ... ساعديني في تنظيم وترتيب كل شيء ، سيسعد أقاربك عندما يعلمون بتعاونك . "
قالت وهي تحاول ان تضحك :
" اشعر بالتوتر منذ الان ، من فكرة اللقاء بهم . "
" ستكونون جميعاً غرباء ، ن جميع من في الحفل سيضع قناعاً على وجهه . سيكون ذلك في يوم الثلاثاء ، مارتيدا غراسو ، الليلة الاخيرة في الكرنفال ، يمكنك ان تفرحي ، وتبقي على طبيعتك كما وانك ن تعرفي ابداً مع من تتكلمين . "
" لغتي ستعرف عني على الفور ... "
" سيكون هناك ضيوف كثيرين من انكترا ايضاً . ستكون حفلة رائعة . موسيقى ، طعام ، رقص ... "
قالت :
" لقد دبرت كل شيء . "
اقترب منها ، ليمسك بضفيرة شعرها ويلفها على اصبعه ، قال وهو يهمس :
" سنحطم كل العراقيل التي وضعتها ام كورزيني . "
تابع واعداً وهو ينظر بحب الى وجهها المشع :
" كل الذي سيعرفونه انني اقدم شريكة لي لا تقاوم ، وسيقنعون بك تماماً كما حدث لي . "
ساد الصمت بينهما ، فلقد شعرت ميرديث وكأنها تجمدت من مجرد التفكير فيما قاله :
" اه ، ليسنزو ، انت لا تعني ... "
تمتم ، وهو يجثو امامها ويمسك بيديها بعاطفة :
" انني احبك بجنون . انك تحدٍ كبير . لم اقابل يوماً بحياتي فتاة مثلك . فأنت لا تعرفين الانانية وتهتمين للآخرين اكثر مما تهتمين بنفسك . "
ابتسم لنفسه :
" انك نقية كالذهب ، حتى انك تشعين مثله . لا شيء قادر على افسادك . انك مثالية . "
اخذ يقبل اصابع يديها ، واحداً تلو الاخر ، بينما اخذت ميرديث تحدق به بيأس ، فهي تعلم انها تحبه ، احست بألم قوي وهي تفكر بكاترينا :
" ارجوك لا ، ماذا عن ... "
وضع اصبعه على شفتيها ، وعيناه تحذرانها بأن لا تتابع ما تقوله . سألها بلطف :
" انت لا تريدينني ان اتزوج من دون حب ، اليس كذلك ؟ لقد تعارفنا منذ فترة قصيرة جداً ، لكنني اشعر بأنني اعرفك من اي شخص آخر . ه تشعرين
بنفسي الشعور نحوي ؟ "
تنهدت ميرديث بيأس . وقالت بحزن : " اه ، ليسنزو . "
وقف وأخذ يسير بالغرفة ذهاباً واياباً ، نظر اليها ليسأل باهتمام :
" هل تساعدينني في تنظيم الحفلة ؟ "
أجابت وهي تشعر بالارتباك والغموض :
" اذا كنت تريد ذلك ؟ "
قال وابتسامة مشعة تلمع على وجهه :
" شكراً لك ، ربماعلينا ان نتناول الغداء الان ؟ "
قالت متلعثمة : " الغداء ؟ "
قال بنعومة :
" انت لا تعرفين الكثير عن الرجال ، اليس كذلك ؟ انني احاول ان اسيطر على نفسي . "
فكرت بالبقاء بمفردها معه ، وعلمت انها لا تستطيع ، فهي



اماريج 10-04-13 03:11 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 

بريئة وتكن له الكثير من العاطفة . قرأ الحقيقة في عينيها ، فتقدم خطوة نحوها .
قالت بسرعة : " الغذاء . "
توقف ليسنزو على الفور ، وقال :
" نعم ، ميرديث . "
لكن كان هناك ابتسامة مخيفة على وجهه الغامض ، فشعرت بالحيرة والقلق من مقصده ، فهي تشعر من داخل قلبها انها لا يمكنها مطلقاً الوثوق به .

***
قال مقترحاً بعد ان انتهيا من تناول الغذاء :
" تعالي واختاري ثوباً يناسبك للحفلة . "
بدا الأمر بريئاً وعادياً جداً . لكن عندما فتح باب الغرفة في الطابق العلوي ورأت بنطالاً وروب حريري على احدى الكراسي حتى علمت انها غرفته .
قالت مترددة :
" يجب ان لا ادخل . "
نظر اليها وضحك :
" ميرديث ! كل مكان في القصر هو مثل الآخر ، في المطبخ ، على الدرج ، او في غرفتي . "
ابتسمت بقلق :
" كلامك غير منطقي . "
قال بفرح :
" على العكس انه منطقي جداً . "
امسك بيدها وقادها الى خزانة حديدية كبيرة ليفتح احد الصناديق بداخلها .
قالت : " انها رائعة . "
وامسكت بأصابعها الرقيقة القماش الناعم بينما كان يمسك بعدة فساتين مميزة لتختار من بينهم القماش الفاخر للتنانير جعلها تتمنى لو تستطيع ان ترتدي كل هذه الفساتين ، وحتى معاطف الرجال المميزة .
قال موافقاً :
" لا يتم انجاز الثياب بذات الطريقة في هذه الايام . "
وهو يرفع بيده ثوباً نادراً من عهد الملكة فيكتوريا . رفعت يدها بسرعة :
" هل تقصد ان هذه الثياب هي الاصلية ؟ "
وهي تشعر بالخوف من افساد الثياب . قال :
" بالطبع ، انظري . "
وامسك ثوباً مطرزاً وتابع :
" اللون الاخضر مذهل عليكِ . "
قالت ، وهي تهز رأسها مترددة :
" لا ، لا استطيع . هذه الثياب يجب ان توضع في متحف ، ليسنزو . فبدون العناية الكافية ستتمزق هذه الفساتين الى اشلاء . "
" ما رأيك بهذه ؟ لقد صنعت من اجل كرنفلات احدث عهداً . هذا الثوب ، مثلاً . "
ابتسمت وهي تنظر الى فستان بلون الزفير الازرق ولديه تنورة واسعة ، بينما قماشه من الدانتيل والحرير المطرز ، كذلك اكمامه الضيقة مطرزة باللؤلؤ والخيوط الفضية وقد طرزت بشكل يناسب الزهور على التنورة .
احست وكأنه فستان لسندريلا بدون شك . رفعت القماش الناعم الى خدها ، وهي تغمض عينيها كالحلم .
قال بصوت ناعم :
" اختيار الفستان لا يكفي . احب ان اراك ترتدينه . "
عمت انه من الخطر ان تفعل ذلك ، فقالت :
" ربما ... من الافضل ... ان اختار زياً رسمياً اكثر ؟ "
سخرت عينا ليسنزو من جبنها . وامسك بالثوب ليقربه منها وقال :
" اذا كان هناك ثوب يناسبك ، فها هو . "
قالت : " اريد العودة الان الى فينيس . "
سار ليسنزو امامها ، فسارت وراءه ببطء ، وصل الى امام الباب الخارجي ، وهناك توقف . ما ان وصلت الى اعلى الدرج حتى قالت :
" من الافضل ان نسرع ! "
اجاب من دون ان يتحرك من مكانه :
" لا يمكننا الذهاب في هذا الطقس . "
قالت ، وهي تضع يديها على وسطها :
" ماذا ؟ علّي الذهاب لا استطيع البقاء هنا معك . "
تمتم بقسوة :
" لا اعتقد انني أريد البقاء هنا ايضاً ، لكن لا خيار لدي . انظري تباً ضباب . انه يتكثف ليعزل الجزيرة عزلاً مطلقاً . "
شعرت بالخوف من كلامه ، وقالت :
" لابد انه ليس سيئاً بجانب القارب . "
وتابعت سيرها نحو الممر . قبل ان تسير مسافة اطول ، علمت ان الضباب قوي جداً . حتى انه يخفي كل شيء . حدقت بيأس وخوف في الفراغ امامها وصرخت وهي تشعر بالتهديد من الوقوع اذا تابعت تقدمها : " ليسنزو . "
قال بحدة :
" اهدئي . انني هنا انت ترين كم ان الضباب كثيف ، اليس كذلك ؟ "
سألت بمرارة :
" هذا أمر مخيف . هل لديك اين نوع من الاتصال معرفة الطقس ؟ "
قال : " من المفترض ان تكوني آنسة الاشراق الدائم . فبددي هذا الضباب . "
استدار ليعود الى القصر ، فسارت وراءه ، وهي لا تريد ان تبقى بمفردها حيث ان الطيور قد اختفت ايضاً من الضباب .
سألت : " انت غاضب ؟ "
منتدى ليلاس
تنهد قائلاً :
" لا . نعم . اه ، ليس منك . انني غاضب من نفسي ، ومن الضباب ومن كل عائلة كورزيني . الواجب والعمل ! فقط لمرة واحدة احب ان اقوم بما اريده وبما اختاره . " اغلق الباب وراءهما بقوة ، ثم التفت اليها بوجه يلمع من الغضب :
" والان ... ماذا سنفعل ؟ "

نهاية السابع



ام عبيده 11-04-13 04:22 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
مشكووووووره اماريج واحنا بالانتظار

زهرة منسية 11-04-13 07:23 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
يسلم ايديكى أماريجو بارك الله فيكى
إختيار رائع
بس عندى احساس ان لسينزو هو ابن عمها

saeda45 12-04-13 07:03 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
شكرا يا اماريج كمليها بسعة لو سمحتى

5oo5i 12-04-13 09:19 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
يسلموو يا اماريج من جد ابدع تي باختيارك للرواية ياريت تكمليها بسرععه :55: بانتظارك /:

ام عبيده 13-04-13 03:19 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3306186)
يسلم ايديكى أماريجو بارك الله فيكى
إختيار رائع
بس عندى احساس ان لسينزو هو ابن عمها

حتى اني عندي هالاحساس

غنجة بيا 14-04-13 02:13 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
متشوقة علشان اكملها مشكورة:welcome3:

saeda45 21-04-13 06:36 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
والله طولتى علينا يا اماريج لعل المانع خير وين البقية تحياتى العطرة لك

زهرة منسية 21-04-13 09:22 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبيده (المشاركة 3306857)
حتى اني عندي هالاحساس

مرحبا أم عبيده ..... صح أنتى معايا أن لسينزو ممكن يكون قريبها ؟
بس هو الموضوع برضوا يحير كان باستماته نفسه أنها تنسى أى صلة تربط بينها و بين عيلتها و ترجع بدون ما تتعرف عليهم وبعدين غير رأيه حقيقى أحداث الرواية محيرة جداً
يالا أماريجوووووو لا تتأخرى علينا فى أنتظارك يا قمر

اماريج 30-04-13 05:31 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
ياهلا وغلا بالحلوات
اسفة على التاخير بس كان اللبتوب خربان وبالتصليح
الله يكون بالعون
وشاكرة لكم مروركم فيها ومتابعتكم الحلوة وانتظاركم
الرواية تحلى فيكم
منورين والله
:8_4_134:

اماريج 30-04-13 05:35 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 

الفصل الثامن

في آخر الامر ، وبعد مضى وقت طويل من الصمت في المطبخ وهما يشربان القهوة ، بدأ العمل بتنظيم الحفلة .
نسيت ميرديث نفسها بالعمل ، وساد جو من الهدوء بينهما لكن مع ذلك كلما سمعته يضحك كانت تشعر بألم عميق في صدرها .
بعد ذلك ، تجولا معاً في القصر واخبرها عن كل ما يحتاجه من ترميم واصلاح ، وتخيلت والدها هناك ، يتزحلق على الدرج ، او في قاعة الاحتفال ، وشعرت بعاطفة قوية نحو المكان تزحف اليها كالضباب الداكن في الخارج .
اشعل ليسنزو ناراً في المدفأة المصنوعة في القرون الوسطى ، وجلسا بجانبها يتدفآن . بينما كان الضباب يلف المكان .
منتدى ليلاس
قالت وهي تنظر الى الخارج :
" يبدو كأن الضباب يريد الدخول . "
قال بنعومة :
" لا ألومه على ذلك ، فكل ما هو جميل هنا . "
استدار ينظر اليها ، والابتسامة الناعمة على وجهه جعلت قلبها ينبض بسرعة ، رأى ذلك ... بطريقة ما ... لم تدر كيف ، لأنه تابع بصوت ناعم كالعسل :
" ميرديث ، انني مجنون بك . "
احست من كلامه بألم في قلبها ، فهي تحبه بدون شك ، لكنه لن يعرف ذلك لأنه يملك قوة عليها جعلها ضعيفة امامه .
قالت : " لا تكمل ... "
قال بنعومة ، وعيناه تراقبانها بقوة :
" انني احتاج اليك ، هل تحبينني ؟ "
هزت رأسها موافقة ، امسك بها وابتسم برقة :
" قوليها لي ، احب ان اسمعك تقولينها ، تيامو . "
همست :
" احبك ، ليستزو ، احبك ، تيامو . "
نهض على الفور ، وقال :
" سيكون هناك مفاجأة لك في الحفلة . عمت مساء ، وليلة سعيدة . " وغادر الى غرفته .
بقيت جالسة بدون حراك لفترة طويلة ، تحدق بألسنة النار ، وهي مشتتة الافكار . حدس ما جعلها تشعر انه يخطط لأمر ما وهذا الامر لا يعجبها . ارتجفت من مجرد التفكير بذلك .
بقى الضباب يل الجزيرة ويعزلهما عن العالم لليوم التالي .
سألت :
" هل اتصلت بعمال التنظيفات ؟ "
وهي تنظر الى القائمة التي وضعتها ، كانت تخطط ، وهو يتصل . فكرت بأسى انهما يعملان بطريقة جيدة معاً .
قال :
" نعم ، كذلك المصممين لتزيين القاعات سيأتون غداً ... اذا سمح لهم الضباب ... لتعليق الستائر . "
قالت وهي تضع اشارة على الورقة :
" حسناً ، هل سيحضر الذين يهتمون بالحديقة بعد الظهر ؟ "
تمتم : " الا نستطيع تناول الغذاء الان ؟ "
بقيت ميرديث تنظر اليه بقوة فتابع ضاحكاً :
" وانا اعتقدت انك لطيفة وحنونة . "
ارادت ان تضمه اليها ، بينما قال متذمراً :
" سأموت من الجوع هنا . "
قالت بحزم :
" سننتهي من عملنا اولاً . هكذا يجب ان تتم
الاعمال ، لن اسمح باللهو . "

اماريج 30-04-13 05:38 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قال بهدوء :
" اذن من الافضل ان تضعي غطاء على وجهك ، لانني ارغب في تقبيل تلك النظرة في عينيك . "
اغمضت عينيها ، محاولة ان تخفي شوقها اليه . وقالت :
" ارجوك ليسنزو ، احد منا عليه ان يكون منطقياً . "
قال بصوت اجش :
" لأول مرة في حياتي ، لن اكون انا . "
قالت باهتمام :
" لقد عملت بجد لتصل الى ما انت عليه ، اليس كذلك ؟ "
وقف واخذ يسير وهو يقول :
" كل الاطفال كانت تخرج للعب بينما كنت امضي كل اوقاتي في العمل والدرس . كنت اعلم ان علّي ان اكون ممتازاً في كل شيء لأتمكن من انقاذ عائلتي من المشاكل المادية التي مرت بها . ولقد اقسمت ان اخوتي لن يحتاجوا لشيء ابداً . "
قالت بفرح :
" لم تقل لي مرة ان لك اخوة . "
ابتسم بلطف :
" اخوتي في الدم . لقد حضنتنا العائلة جميعاً . سيكونون في الحفلة . "
قالت :
" اخبرني عنهم ، ارغب في لقاء عائلتك كما ارغب في لقاء عائلتي . "
ضحك :
" هذا ما سيحدث !! ريزي يعمل في الارض ، وفونزي يهتم بالخيول . "
تأثرت ميرديث بملامح وجهه وهو يتكلم عنهم :
" انك تحبهم كثيراً . "
" اواجه الموت في سبيلهم . "
شعرت بحرارة شفتيه على راحة يدها . تابع بنعومة :
" ان قلبك يخفق بقوة كقلبي تماماً ، انك تحبينني حقاً ، اليس كذلك عزيزتي ؟ "
همست :
" نعم ، احبك . " لكنها تابعت : " ليسنزو ، هناك الكثير من العمل علينا القيام به ! "
قال بشيء من الندم :
" عمال الحديقة . علّي ان اطلب منهم ان يقطعوا الكثير من الازهار لكي يصبح الممر اكبر ولكي لا تتمزق فساتين النساء بالاشواك . ان وجهك جميل جداً ، افكر في اجد لك قناعاً كي اتمكن من تمضية النهار . كما انني طلبت منهم ان يحضروا قارب مليء بزهور الغاردينيا . "
قالت بدهشة :
" لينزو ، ازهار الغاردينيا تكلف ثروة ! "
" نعم ، كذلك عينيك ... "
قالت محذرة : " لا تقل ذلك ّ! انك غير معقول ! اخبرني ... هذه الحفلة مهمة لك ، اليس كذلك ؟ "
ظهر الحزن جلياً على وجهه وقال :
" مهمة لي ولك معاً . "
ولم يشرح لها ماذا يقصد بذلك ، مهما حاولت واصرت على ذلك .
***
ارتفع الضباب وامتلأ القصر بعدد كبير من العمال ، بعضهم يتحدث الانكليزية ولقد وصلوا جميعاً بسبب انتظارهم لتحسن حالة الطقس . وجدت ميرديث لنفسها مترجم ... اين الطاهي ... ولقد اصبح لا يفارقها كظلها .
قال ليسنزو وهو يبتسم :
" انك تجدين اعمالك ، انك رائعة . "
تنشقت عطره الفاخر متعمدة ان لا تنظر اليه وقالت :
" انني اطير كالعصفورة . انه لعمل رائع ، ان ترى القصر تدب فيه الحياة ثانية . اتمنى لو ان لدي المال لاساعد ابن عمي على ترميمه . "
قال وهو يبتعد :
" فكرة جيدة . ما الذي ... "
ثم التفت يتحدث الى المسؤول بلغة ايطالية .
" باستا . باستا . " صرخ مدير الاعمال باهتمام ، محاولا ان يمنه ليسنزو من تحرك الطاولات .



اماريج 30-04-13 05:45 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قال الولد الذي يعمل في المطبخ :
" انه يقول له لينتبه على الطاولات . "
تمتمت ميرديث :
" لقد فهمت ذلك . "
واستدارت نحو ليسنزو لتتابع :
" ما الذي تريد القيام به . "
قال بهدوء :
" اريد نقل الطاولات الى هناك ، تعالي وانظري . "
اقترب ليسنزو منها ، امسك ذراعها وشدها الى مدخل قاعة الرقص وقال :
" انظري الى هذا المنظر . "
قالت : " مدهش . "
وهي تراقب البرادي الحمراء المطرزة
بالذهب بينما كان بعض العمال يضعن الشموع على الجدران وآخرون يعملون على تعليق بالونات حمراء وذهبية اللون على مداخل القاعات . بدا الأمر وكأنه احتفال كبير . قالت تحدث ماريو الصغير :
" تحتاج الى الكثير من الماء هنا . "
قال ليسنزو غاضباً :
" انتبهي لما اقوله ! لا اريد ان يرى الضيوف هذه القاعة الا بعد ان ينتهوا من تناول الطعام .
دعيهم يأكلون اولاً ، ثم لدهشتهم لاحقاً بما تفعلينه . لاتدعيهم يرون كل شيء منذ البداية . " تابع وهو يبتسم :
" كل شيء في وقته . "
قالت بتحدٍ :
" هذا ما تبدو عليه ، لكن اذا اغلقت هذه الابواب لن يتمكن احد من سماع الموسيقى الى قاعة الطعام . "
" سيسمعون . لأننا سنحضر فرقتين للعزف . سيتمكن ضيوفنا من التسلية وسماع فيفالدي وهم يتناولون طعامهم . وفي الوقت المناسب ستفتح ابواب قاعة الرقص ، حيث سيذهل الجميع بشموعها المضاءة . "
ضحكت وقالت :
" يبدو الامر رائعاً ، سنعمل على تغيير مكان الطاولات . "
لتتمكن من القيام بذلك وضعت يدها برقة على ذراع مدير الاعمال بينما كان الولد يترجم ما طلبته . عندما ظهر على الرجل الضيق ، نظرت اليه مستنكراً .
لكنها ابتسمت له مواسية ، فأمر كل العمال على تغيير مكان الطاولات .
قال ليسنزو معلقاً :
" نظرت اليه بطريقة لا يمكنه ان يرفض ، لا عجب ان الجميع يبتسم وهو يعمل هنا . كنت اتوقع ان يكون المكان مليئاً بالفوضى ... وعلى العكس ، ارى انه واحة للسلام والهدوء . يمكنك بسهولة ادارة قصر مثل هذا . "
إصطبغ وجهها باللون الاحمر من مديحه ، سعيدة ان تتمكن من انجاح هذه الحفلة . قالت بنعومة :
" تعلمت تنظيم الحفلات من والدي ، حتى عندما كنت صغيرة كنت ادور حوله
واساعده ، تماماً مثل ماريو هنا . "
قالت ذلك وهي تضع يديها على كتفي الولد الصغير وتضمه اليها .
بدا على الولد السعادة والفخر وحاول ان يلفظ كلمة علمته
اياها , تجنب كل من ليسنزو وميرديث الضحك كي لا يشعرانه بالحرج .
قال ليسنزو مفكراً :
" انك تجيدين التعامل مع كل انواع الناس ، والناس تحب ان تعمل معك ، فأوامرك واضحة ومنطقية كما انك تلفظينها بمحبة وتواضع ، ولديك حماس
قوي لكل ما تقومين به . "
منتدى ليلاس
قالت مازحة :
" انك تجاملني . "
وهي تشعر بالقلق انه لا يقصد حقاً ما يقوله . لكنها تابعت :
" والان ابتعد عن طريقي ، اذهب وتابع عملك . "




اماريج 30-04-13 05:48 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قال :
" هل استحق ان اقبل الاميرة النائمة ان فعلت ؟ اعتقد هذا ما يفعله الناس في حياتهم . "
قالت وهي تضحك :
" لما لا ؟ عندما اتعرف على اسرارك المخفية ؟ "
حدق بها بارتباك للحظة واستدار ، جلست ميرديث وقد شعرت بالألم . الاسرار . احست برجفة في جسمها . انه يورطها في قضية تثقل ضميره .
بقى طوال فترة بعد الظهر يتجنب رؤيتها ، وهي تزداد توتراً . كانت تشعر وكأن فراغ دامس سيقضى على سعادتها ، على الرغم من كل الجهود المثمرة التي كان يقوم بها العمال .
نهار الثلاثاء المنتظر ، تطلعت ميرديث الى الزينة والعمل الذي قامت به بفخر . وعندما استدارت لتصعد الدرج لتهيء نفسها ، رأت ليسنزو يتكأ على احد الأعمدة ، يراقبها من مسافة قصيرة . ومهما كان يخطط له ، لم يعد يعنيها . فهي تحبه كثيراً .
قالت بهدوء :
" انني اشعر بسعادة لم احظ بها منذ سنين . هذا كان منزل والدي ، وانني من عائلة كورزيني ، اذا كنت سأعيش قصة كالحلم ، فلا بد انها هي . "
قال بصوت اجش :
" اذهبي وغيري ملابسك ، الليلة ستكونين اميرتي . "
نظرا الى بعضهما ، وشعرت انه من الصعب عليها التصديق انه قد تورط بأمر سيء . ومع ذلك ، قالت بتعلثم :
" ماذا سيحدث ايضاً ؟ "
قال بصوت منخفض :
" ستكشفين صدق مشاعري نحوك . "
" يبدو الامر خطيراً . "
قال ، وعيناه تلمعان بشدة :
" اريدك ، واريد كل شيء . تحلي بالصبر ، حبيبتي . "
ابتسم قليلاً وتابع : " هذه الليلة سننزع القناع ، لن اختبأ وراء الخداع بعد الان . "
قالت بصوت مرتجف :
" اتمنى ان لا تتحول من أمير الى ضفدعة . "
" يمكنك تقبيلي لتعلمي . "
" لا ، من الافضل ان اصعد وابدل ملابسي . "
سارت مبتعدة وهي تسمع ضحكته متوترة وقلقة . اندفعت بسرعة لتنزع الستار وتنظر الى ضوء النجوم .
كان الممر يلمح تحت الضوء الخافت الذي يخفي الغابة وراءه . اخذ صوت الموسيقى ينبعث بهدوء بينما بدأ الضيوف بالتوافد ، يتحدثون ويعبرون عن اعجابهم بما يرونه .
بالكاد استطاعت ان ترتدي ثوبها . فلقد كانت اصابعها ترتجف من التوتر ، ربما لا تريد ان تعرف الحقيقة ربما لا تريد ان تتعرف لعلى عائلتها . ربما ...
" ميرديث ! هل انتهيت ؟ "
" نعم . "
قال ليسنزو بحدة :
" انهم بحاجة لك ! "
شعرت بألم شديد ، وقالت :
" بعد لحظة ! "
" الان . " وفتح الباب على الفور لترى ليسنزو بكامل اناقته ، مرتدياً معطفاً مطرزاً بخيوط من الذهب ، ربطة عنقه الجميلة تناسب لونه البرونزي . ردد قائلا : " الان . "
قالت بصوت ضعيف : " انني خائفة . "



اماريج 30-04-13 05:50 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قال غير مصدق :
" لقد عملت على تنظيم حفلة لمئات الاشخاص ، وتشعرين بالخوف ؟ ضعي القناع ، وستشعرين بالراحة ، تبدين رائعة . "
تابع برقة اكثر : " لن يكون هناك أحد بجمالك . "
ابتسمت بخجل : " شكراً . "
تمتم :
" ابتسامتك تنير كل الغرفة ، اذا ضعفت الانوار ، سأدعك تقفين في وسط القاعة لتنيري علينا وسنرقص جميعنا حولك . "
ضحكت ، وقلبها يخفق بقوة : " احمق ! "
" هذا افضل ، فقط ابقي على طبيعتك . ولن يتمكن احد الا من الاعجاب بك . " امسك بقناعه وتابع :
" ضعي هذا لي . "
اقتربت منه ، لكنه امسك يدها ، وانحنى قليلا ، ليقبلها . قال ببساطة : " شكراً لك . "
قالت بفرح : " اهلاً . "
اخذت منه القناع ووضعته برقة على وجهه وربطت الاشرطة بعناية ، وضع قبعته فوق الشعر المستعار .
قالت : " سألحق بك على الفور . "
ترددت قليلا ثم امسكت بذراعه لتوقفه ، وقفن على رؤوس اصابعها وقبلت قناعه .
قال متذمرا :
" هذا القناع سيفسد اسلوبي . "
ابتسمت ودفعته للخروج . شعرت بالامتنان لأنها ارتدت ثوبها باكراً . فوجوده بقربها يزيد من توترها . مع ذلك ما زالت تخاف كثيراً من الساعات القادمة .
زرعت الغرفة ذهاباً واياباً ، منتظرة حتى تمتلئ القاعة بالضيوف ، كانت تسمع الموسيقى الناعمة عندما بدأت تخطو نحو الدرج . كادت ان تسرع بالهرب عندما لاحظت ان كل من في القاعة قد التفت اليها .
اسرع ليسنزو اليها من بين الحشد مجتازاً درجتين في الخطوة الواحدة ، لأنه شعر بتوترها . قال ضاحكاً :
" تابعي الى آخر الدرج وستحصلين على القلب الارجواني . "
قالت وهي تتنفس بعمق :
" سأصل الى الردهة ، آه ، انظر الى تلك الاثواب الرائعة ! "
قال مشجعاً إياها :
" اين هي الاثواب التي تقارن بأزياء كورزيني ؟ تذكري ، وراء هذا القناع ، لن يعلم احد اذا كنت قلقة . "
ضغط قليلاً على يدها ، وتابع بسرعة :
" من اجلي ، افعلي ذلك لأنك تحبينني "
ببطء استدارت برأسها نحوه ولمعت عيناها وهي تقول له : " بالطبع . "
رفعت تنورتها وسارت ببطء ، رافعة رأسها ، وكأنها تقوم بدور السندريلا في حفلتها الأولى ، محاولة ان لا تقوم بحركة مفاجئة تحرك حبات اللؤلؤ على الشعر المستعار .
اسرع الرجال نحوها ، حتى انها اصبحت في وسطهم ما ان خطت الدرجة الاخيرة . شعرت بأن ليسنزو ترك يدها ضمن الحشد . فنظرت الى ازياء الرجال واقنعتهم ، واخذت تصغي الى كلامهم من غير ان تتفوه بكلمة .
سارو بجانبها حتى وصلت الى كنبة واسعة فجلس حولها بعضهم ، بينما ذهب البعض الاخر ليحضر الطعام والشراب .
" اتسمحين ؟ "
نظرت نحو الصوت باهتمام ، بينما اخذ المصور لها صورة . وانحنى بعض الحضور لها باحترام ، ومع ذلك بقيت صامتة ، حتى عندما احضر لها احد الخدم كوباً من الشراب .



اماريج 30-04-13 05:58 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اقترب شخص آخر فقد نزع قبعته ذات الريش وانحنى لها باحترام قائلا :
" اميرتي . "
احنت رأسها قليلاً اليه وتابعت احتساء الشراب . امسك الرجل بيدها ، ثم اخذ يتفحصها وقال ضاحكاً .
" انت بريطانية ؟ "
ضحكت وهي تنظر الى يدها :
" اه ، نعم ! هل هذا مكتوب على يدي ؟ "
" انني ماهر في معرفة النساء من خلال ايديهن . اولا اعتقدت انك ايرلندية ، فبشرتك ساطعة البياض . وانت حمراء الشعر ، اليس كذلك ، اميرتي ؟ "
قالت بحزن :
" نعم "
منتدى ليلاس
وتابعت بحرارة الى الشباب الذين احضروا لها الطعام :
" شكراً لكم ، انني لست متأكدة كيف سأتمكن من تناول الطعام . هل تعتقد انني اتمكن من تمرير الشوكة تحت قناعي ؟ "
سمعت صوتا مألوفاً لديها يقول :
" ابتعد ، ريزي ، اذا كان احد سيقوم بإطعام السندريلا ، فهو انا . "
" سينزو ، ايها البخيل الكبير ! انت تقوم حقاً بدور الاخ الكبير ... "
تمتم ليسنزو : " كاترينا في القاعة الاخرى . "
" حبيبتي ؟ الف شكر ! "
ولمس ذراع ليسنزو بامتنان واختفى بين الحشد .
همست ، وهي تشعر بالسعادة :
" هذا ريزي ، انه لطيف ، هل هو وكاترينا حبيبين ؟ "
" هس ، انه ما زال سراً حتى هذه اللحظة . "
شعرت بأن عبء ثقيلاً قد انزاح عن كاهلها . كاترينا هي فتاة ريزي ، وليست مرتبطة بزواج مدبر مع ليسنزو . قالت متسائلة :
" كنت قاس جداً معها . "
قال ليسنزو بلطف :
" علي ان اكون كذلك ، انها شابة وثرية جداً ، واهلها لا يوافقون على ريزي لأنه لا يحمل دماً نبيلاً ، عرضت ان اتقدم لها وهكذا تستطيع مقابلة ريزي سراً . ولم يستطع اهلها معارضتي . "
قالت بقلق : " اه ، لكن سيخرجان معاً في العلن بعد الاحيان . "
قال مازحاً :
" مهلك ميرديث ، هذا ما قلته لكاترينا عندما غادرت . اما ان تكون لديها الشجاعة لمواجهة اهلها او انها غير مناسبة لأخي . "
قالت معترضة : " هذا أمر قاس . "
منتدى ليلاس
هز كتفيه وقال :
" نساء عائلتي يجب ان يكن كذلك . عليك الحصول على ما تريدينه في هذه الحياة . "
ضحك وهو ينظر في عينيها ، مدّ ذراعه واخذ صحناً من اللازنيا بالبندق ، من
غير ان يبعد نظره عنها ، قال :
" افتحي فمك ، ميرديث . "
كان القناع يظهره مخادعاً ، شعرت فجأة انها مع ليسنزو كمن يلعب بالنار . لقد درب نفسه على ان يكون متشبثاً برأيه ، يشق طريقه مهما كلفه الامر . سيرميها جانباً اذا لم توافق على مخططاته .
ارتجفت من رأسها حتى أخمص قدميها ، ولأنها كانت تشعر بالجوع ، كانت تطيعه وهي تشعر بالاحراج ، لأنه جلس على الارض بقربها مع تحديق الضيوف به .
همست : " ستتكلم الناس علينا . "
قال بهدوء : " بالطبع سيفعلون . "
واخذ يأكل من صحنها ثم يمسك بصحن جديد .



اماريج 30-04-13 06:02 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
قالت غاضبة : " ما الذي تنوي عليه ؟ "
متمنية لو انها تستطيع رؤية وجهه . فليس هناك فائدة ولو ارتدى
الرجال الاقنعة .
تمتم : " سأحضر لك الصحن الثالث من المقبلات ، جربي هذا ، انه رائع . "
قالت موافقة ، محاولة ان تحتفظ بهدوئها :
" امبروزيا . "
قال مصححاً لها : " كانستريلا . "
لمعت الاضواء ، فاستدار ليسنزو ، واضعاً يده على ركبة ميرديث وقال : " ابتسمي . "
نظرت الى فريق التلفزيون الذي كان يصورهم ، وادركت انها متوترة بشكل كبير ، فعادت تحتسي الشراب . كان كوبها فارغاً ، فقبلت كوباً آخر من ليسنزو .
قالت متذمرة :
" كان من المفترض ان اقابل عائلتك ، ولكنهم لن يلاحظن وجودي ان بقيت هنا اجبر على الاكل من قبلك . "
انحنى رجل طويل امامها وقال :
" اه ، اجمل امرأة في فينس . "
قفز ليسنزو على رجليه ليقف على الفور . قال :
" اميرتي ، هذا جوليو دو فار . انه صديقي ... وسيد بارع في صناعة الذهب . "
اجبر الرجل الفرنسي بطريقة ما الشاب ان يخلو له المقعد بجانبها ، قال :
" يشرفني ان اتعرف عليك ، فأنت سندريلا الحفل . "
اصغت الى مجاملته ، وهي تشعر بالانزعاج ، اختفى ليسنزو لفترة ، ولم تكن تشعر بالراحة الى مجاملة الرجل الفرنسي لكنها علمت ان هذا هو اسلوبه بالتحدث . عندما بدامدح ليسنزو ، فاصغت اليه باهتمام كبير .
سألته : " تقول ان البنك الذي يديره يتعامل بالذهب ؟ "
وقد شعرت بالدهشة ، فعائلته وعائلة كورزيني مرتبطان معاً بالذهب .
اخذ جوليو قطعة من باندولي ومضغها بفرح ، وقال هو يضحك :
" بأي شيء آخر قد يهتم به شخص مهم كليسنزو ؟ نحن معا نحب ان نعمل بالذهب . انه رائع ومميز كالنساء .
فعندما يكون حارا يكون ناعما ، لكن ، قد يصبح مطواعاً وعندما يصبح بارداً ، لكنك تعلم كيف تتعامل معه . "
ضحكت بفرح من ذكائه ، وقالت :
" لابد انك رجل غني اذا كانت مهارتك قديرة كلسانك . "
امسكت بمحرمة كانت على جانبها لتمتص نقطة صغيرة سقطت من الشراب على ثوبها .
سأل الرجل ، وقد لاحظ ان ميرديث تحدق بانذهال بالمحرمة :
" هل هناك أمر ما ، اميرتي . "
قالت متلعثمة :
" لا ، لا شيء ، ارجوك تابع . "
تابع جوليو حديثه بينما اخذ فكرها يدور حول الحقيقة انها تحمل محرمة ليسنزو مع ان الاحرف الذي عليها هي ل . ك . نظرت الى الاحرف الممهورة على صحنها . فرأت انها ذات الاحرف ليسنزو كروزيني . فشعرت وكأنها تجمدت من البرد .
بقيت مذعورة تحت القناع ، واحنت رأسها لحديث جوليو . ليسنزو هو كورزيني ، هذا ما كانت تعيده على نفسها . لهذا كان شديد العداوة في البداية ، ويعلم كل شيء عن العائلة ، وهو يملك جزيرة اسولو كورزيني . هذا هو قصره ، وهو ابن عمها .
رقصت مع جوليو . وتحدثت لوقت طويل الى السيدة




اماريج 30-04-13 06:05 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
بومبادرو ، التي اخبرتها عن ولعها بمنطقة وايلز وامطرتها بالعديد من الاسئلة .
لكنها كانت في ذهول ، عيناها تبحثان دائماً عن ليسنزو ، محاولة ان تفسر وتجد العذر لأكاذيبه . لكن ذلك من المستحيل ، شعرت وكأنها لا تستطيع التركيز فشيء مهم وغامض يحيط بها ، وقبل ان تكتشفه لا تستطيع ان تعطي اي
تفسير له .
بعدها وبغموض سمعت اصوات صراخ وصوت جرس يقرع . استدارت جميع الوجوه الى ليسنزو ، الذي وقف على كرسي ، ويداه مرفوعتان وكأنهما تشيران الى الناس بالسكوت ، تحدث باللغة الايطالية ، لكن كلامه كان يتضمن
بعض الكلمات باللغة الانكليزية ، شعرت ميرديث بالإثارة في كلامه . احست وكأنه سيعلن خبراً بغاية الاهمية . فازدادت توتراً .
" ... اخي العزيز ريزي وخطوبته على الكونتيسة كاترينا فيفاريني ... "
اندفع الناس بالتصفيق الحاد اعلاناً عن سرورهم ، ووجدت ميرديث نفسها تضحك وتصفق ، فليس هناك من أمر شرير .
فقط السيدة بومبادور بجانبها لم تتحرك ، نظرت اليها ميرديث بتعجب عندما سمعتها تقول بصوت هامس يائس : " ليسنزو ، ليسنزو . "
فكرت ميرديث برعب ، أمه ، انها أمه ! لقد كانت تتمنى لو ان كاترينا تتزوج من ليسنزو .
تابع ليسنزو : " سكوت ، والان ... واعلن خطوبتي و ... "
وساد هرج كبير في القاعة . شعرت وكأن الغرفة تميد بها ، انه يقصد إيذائها ، يريد ان ينتقم بسبب المشاكل التي سببتها هي وعائلتها . لقد عمل بجهد كي تقع بحبه ليتمكن من رفضها امام كل الناس . سيتخلى عنها كما تخلى والدها عن
زوجة لوغي ... هذا هو دوره .
صرخ ليسنزو بفرح :
" الانسة ميرديث ! ميرديث كورزيني ! "
اشار اليها بالتحديد . حدق بها الجميع ، فشعرت بجفاف في فمها ، وكادت ان تقع على الارض لو لم يمسك بها شابان ويسيران بها عبر تصفيق الجميع .
رمت نظرة خاطفة على امه . كانت تصفق ، وترفع يديها عاليا كعلامة النصر ، والضحك والدموع تغطي وجهها .
سألت بهستيرية عندما وقفت امام ليسنزو :
" ما الذي يجري ؟ "
قال بحب واضح : " ميرديث ، تبدين وكأنك في عالم آخر . "
ارخى ببطء قناعه وقناعها ، ثم ضمها اليه برفق وقبلها . قالت وهي تتنفس بيأس : " يجب ان اتكلم معك ، في مكان خاص . "
قال مبتسماً :
" بالطبع ، وستكونين غاضبة مني وبعدها ستوافقين , إنها الطريقة الوحيدة للقضاء على اي احتمال للخطأ ، أليست مفاجأة رائعة ؟ "
منتدى ليلاس
" انني ... انني اشعر بالذهول . ليسنزو ... "
قال متفهماً :
" تريدين ان توبخيني ، حسنا ، لننتهي من ذلك . "
سمعت صوت السيدة بومبادور الدافئ :
" ميرديث ، انني سعيدة جدا . اهلاً بك في العائلة . "
قالت منذهلة : " سعيدة ؟ لكن ... "
" ماما ، أعذرينا . هناك اشياء يجب ان نقولها لبعضنا . "



اماريج 30-04-13 06:13 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
اسرع ليسنزو بأخذ ميرديث نحو باب صغير ، كانت ترتجف ، وعلى الرغم من رفضها ، كان يضحك بفرح واضح .
رفعت يدها الى رأسها ، لتنزع الشعر المستعار عنه ، كل شيء يلفه الضباب من حولها . قالت بهمس :
" اعتقد انني بحاجة كي اجلس . "
قال باهتمام :
" اه ، عزيزتي ! لم افكر ابداً ان أوذيك . "
جلست على المقعد بينما اخذ ليسنزو بفك ازرار معطفها . حاولت ان تمنعه فقال : " انت بحاجة للتنفسي ، عزيزتي . "
وتابع بلطف : " الا تشعرين براحة اكثر ؟ "
تمتمت : " نعم . "
لكنها كانت تشعر بتعب منهك . قالت غاضبة ، محاولة ان تجعل بعض المنطق في كلامها : " امك ... "
قال بنعومة :
" لقد اخذت الامر من دون استشارتها . انها تعلم انني مجنون بك ، ولقد اخبرتك ، هي تعلم انني احصل دائماً على ما أريده . وهي تحبني كثيراً ، فكل ما أريده ، تريده ، وهي مسرورة كي سارت الامور . مسرورة جداً . "
وضع اصبعه على شفتيه وقبله ونقل القبلة اليها .
سألت بقلق : " وانا ؟ ألا تهتم بكونك خدعتني ؟ "
شعرت بألم في حلقها ، شربت من كوب الماء بيدها ، متمنية لو تعرف لما
تشعر بكل هذا الخوف . كانت تشعر بالغموض من حولها والألم يعصرها من الداخل . لو انها تتخلى عن السيطرة على نفسها لأصيبت بالجنون . تصرخ به وتضربه ... "
لما تظاهرت ان اسمك سلفياتي ، بينما انت كورزيني ؟ "
ابيض لون وجهه ، فازداد خوفه ، سأل بقلق :
" متى علمت بذلك ؟ "
أجابت ببساطة :
" منذ ساعتين . " فارتاح قليلاً ، وتابعت : " رأيت احرف اسمك على المحرمة . "
نهض واخذ يسيرا في الغرفة ذهاباً واياباً : " فهمت . "
" انا لم افهم شيئا . "
" عزيزتي ، سلفياتي هو اسم عائلتي الحقيقي ، انا ادعو نفسي ليسنزو سلفياتي كورزيني . "
قالت مرتبكة : " لوغي هو الذي حضنك ، وليس هناك من صلة دم بيننا . "
" اطلاقاً . لا احمل قطرة دم واحدة من عائلة كورزيني ... "
قاطعته ، وهي تحاول تفهم الامور ، ببطء :
" جدتي طالبت بحصة من اموال كورزيني لي ، لانني الوريثة الوحيدة . "
توقف ليسنزو عن متابعة سيره واستدار لينظر في وجهها البارد .
ضاقت عيناه بحدة : " اعتقدت انه بامكانك تحمل ذلك ... "
قالت بدون اي تأثر : " تابع ، اخبرني لماذا حاولت منعي من معرفة انني من عائلة كورزيني . "
عض على شفتيه السفلى قبل ان يقول :
" أعترف ان العائلة ارادت ان تبعدك . كنا نتوقع رجلاً ، لا تنسي ذلك ! اعتقدنا انه سيحضر ليأخذ كل ما حصلنا عليه ... كل ما تعبت من اجله لمدة طويلة ، وهو لا يستحق ذلك . كان علي منعه . انه واجبي تجاه من أحب . "
" ومع ذلك غيرت رأيك . "
" لا ، انت من جعلني اغير رأي . "
نظر في عينيها وتابع : " بدأت ادرك ان لديك صفات رائعة ، ومع ذلك كان علّي



اماريج 30-04-13 06:16 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
ان اقنع أمي بأشياء اكثر من احساسي وحبي لك . لذلك وضعتك في عدة مواقف لمعرفة ذلك . "
ارتجفت عيناها ، وشعرت بمزيد من الارتباك ، ثم قالت : " عذراً ؟
" انها الطريقة الوحيدة . كان علي اكتشاف اشياء كثيرة عنك في وقت قليل . أمانتك ، مثلاً . لقد اعدت لي المال ، هل تذكرين ؟ لقد برهنت لي انك لا تسعين وراء المال ، وانك تملكين القدرة للقيام بأعمال عظيمة ، وان اخلاقك لسؤ الحظ ، اغلى ما لديك ... "
صرخت ، وهي تقفز بغضب :
" ايها المتوحش ، لقد اخضعتني لعد من التجارب ... "
قال بصوت هادئ وهو يسير نحوها :
" من اجل مصلحتك . ما كنت تعلمين ما الذي ينتظرك . "
قال بلهجة آمرة :
" توقف عن الكلام ! أخضعتني لتجارب وكأنني كلب سيرك يقوم بالالاعيب ليفرحك ؟ هل سأحصل على جائزة ترضية كمكافأة ؟ "
لمعت عينا ليسنزو بقوة ، واصبح وجهه بارداّ كقطعة رخام وكأنه علم انه فقدها . قال بصوت اجش :
" لم اجد طريقة اخرى لأحمي مصلحة عائلة كورزيني . "
قالت بكبرياء :
" انا هي كورزيني ! انا الوحيدة المتبقية من تلك العائلة احتفظ بجزيرتك اللعينة وبقصرك ! لم ارد شيئاً على الاطلاق ,,, " خانها صوتها . كان هناك شيء لا تفهمه .
سبب ما يجعله يراقبها بحذر مع انها كانت ترتجف من الغضب .
قال بغضب :
" ستفعلين . من الافضل ان اخبرك ، اجلسي . "
" لا اريد ... "
قال بصوت كزئير الاسد :
" اجلسي ! " اتخذت قدماها القرار عنها ، فجلست متراجعة ومتعبة . قال بضيق :
" هذا هو السبب الذي جعلني بمنتهى الحذر ، ميرديث . لقد اخرجت كورزيني
من ديون كبيرة بجعل المصرف يستعيد دوره . وهو يعود الى وريث انطونيو ... لكِ . كذلك بالازو على القناة الكبرى ... حيث امضينا الليلة الأولى من وصولك ... والذي كان مهدماً تقريباً . "
" لقد قلت انه لا ينتمي الى عائلتك . "
" انه كذلك ، انه يعود الى وريث انطونيو ، لكِ . كذلك المقاطعات قرب باديو حيث يعمل ريزي . والاصطبل الذي يديره فونزي . هذه الجزيرة ، وهذا القصر . انها امبراطورية ، يا ميرديث ، ولقد صنعتها بيدي ... اعتقدت انني لن اتشارك
بها مع احد ، الا لأولادي . لكن لديك دم هذه العائلة ولذلك فلقد ورثت ثروة طائلة . "
كانت تصغي ليه وهي تشعر بالحقيقة المرة ، واحساس بارد يلفها لحظة بلحظة ، وفجأة لم تعد مرتبكة واصبح دماغها يعمل بوضوح كلي .
همست بيأس :
" فهمت ، وعندما لم تتمكن من التخلص مني اخذت تعمل على تغيري كما تعمل بقطعة من الذهب ، وتديرني كما تريد ... قطعة خام تساوي الملايين ، وقعت بسهولة في راحة يدك . "
منتدى ليلاس
" لا ، ليس الامر كذلك ... "
قالت بهدوء :
" انه كذلك ، كنت تعلم انني فتاة عادية وساذجة ، وكنت ذكياً كفاية لتتمكن من الوصول الي : عبر



اماريج 30-04-13 06:20 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
الاطفال ، عبر شوقي الى عائلة تضمني . وبعدها اخبرتني ما احب ان اسمع : انك تحبني . لكن ذلك كان كذباً ، ككل شيء فيك . انا وريثة انطونيو . وإذا تزوجتني ، ستسيطر على كل ثروة كورزيني . انني محقة ، اليس كذلك ؟ "
قال بقسوة : " لدي اعمال خاصة بي ... "
" لكنها ليست مهمة لك كأعمال عائلتك التي حضنتك . وان يكن ، ان اصبحت زوجي ، فأنت وريزي وفونزي لن تتأثروا بعودتي . "
قال وعيناه تتحديانها : " صحيح . "
نظرت الى اسفل محدقة بيديها ، متمنية ان تحافظ على عقلها . انه لا يحبها . لقد تظاهر بذلك ، من اجل الحفاظ على قوته ، وعلى مركزه ... حتى على اسمه .
همست بمرارة :
" قلت انك ستفعل اي شيء من اجل مصلحة عائلتك . لقد وعدت ان تسبب لي الاذى ، وانك تر يد كل شيء ، على الاقل هذه هي الحقيقة . لقد كتبت انت تلك الرسالة لجدتي ! لقد اقدمت على قتلها ... "
قال بصوت غاضب :
" لا ، ميرديث ! لا ! لقد قلت انها كانت مريضة ! انني اسف حقا لما حدث ، لكنها سببت لنا كل المآسي والقلق . "
" ولذلك اردت الانتقام من حفيدتها . بخداعها للقيام بزواج مصلحة , " تابعت تتهمه :
" اي تضحية كنت ستقدم عليها . "
صرخ بقوة :
" لن يكون ذلك تضحية . "
صرخت بغضب :
"لا تكذب علّي مجدداً ، احتفظ بشيء من كرامتك ! انت لم تتحمل فكرة قدوم فتاة فقيرة لتحصل على كل هذا المال . لذلك قمت انت وعائلتك باخراج مسرحي بينما تلهيها وتدير رأسها البريء والساذج حتى لا تعلم ما الذي يحدث معها ! وكل ذلك الوقت الشيء الوحيد الذي كنت تقوم به خداع حقير . "
قال باستياء : " لا تعتقدين انني انحدر الى هذا المستوى ! "
" بلى ، لقد قلت مرة انك تتمنى لو تستطيع التخلص من الاثقال التي تحملها اياك عائلتك . حسنا ، سأخلصك من واحدة . "
انسحبت تحت نظراته المتعجبة وسارت نحو الباب . همس فيما وجهه ابيض شاحب : " ما الذي تفعلينه ؟ "
قالت بحرارة :
" اتركك وارحل . "
همس : " لا يمكنك ذلك . الجميع بانتظار عودتنا ... "
" حسناً ، جميعهم مخطئون ، اليس كذلك ؟ "
وتابعت ببرودة : " وداعاً ، ليسنزو . "
قال بحدة :
" ميرديث ، انا حقاً اريد الزواج منك ... "
" ليس لأن فينيس كلها تعيش في عالم الخيال ، يعني ان عليك التصرف بغباء . اه ، أعلم انك ستجد فتاة غيري . فلقد اصبحت خبيراً بذلك . "
رأت انه يقف جامداً مكانه ، فسارت مبتعدة بكبرياء ... ضربت بريزي وكاترين اللذين كانا ينظران الى بعضهما البعض بنعومة وحب كبيرين وهذا ما جعلها تشعر بالعذاب والألم . فكرت ، ان هذا هو الحب ، وهذا ما تريده حقاً .
ابتسم ريزي وقال :
" ميرديث ، انني مسرور لك ... مسرور لنا جميعا . "
سألت مستفهمة : " حقاً ؟ "
ضحك ريزي : " تبدين مصدومة . " ضم كاترينا اليه وتابع :
" كذلك كاتي . كل الامور سارت على ما يرام . معك وسنزو معاً ، عائلتنا ستصبح قوية وصامدة كالجبل . "
ابقيت عينيها منخفضتبن كل الذي تستطيع التفكير به ان جميعهم متورطون في ذلك ... نوع من عائلة المافيا ، تعمل خفية لتتأكد ان ليسنزو في النهاية سيحصل على كل شيء . امبراطوريته لم تلمس .
" طفلتي ! "
صدر انين مزعج من ميرديث . وهي تشعر بيدي والدة ليسنزو تطوقانها وكانها قطعة نادرة . وهي كذلك بالفعل .
كما تعتقد . من تحت رموشها لمحت ليسنزو ، يظهر عند باب الصالون ووجه متقد من الغضب .
قال ريزي مازحاً : " انها حقاً جيدة ، اليس كذلك ؟ "
ارتجف كل من ليسنزو وميرديث على كلامه .
قالت امه بحماس :
" رائعة ! لقد خشينا من الافلاس عندما اخبرنا ليسنزو انك قادمة . و ... " تابعت بثقة ، وهي تربت على وجه ميرديث البارد :
" لقد شعرنا باليأس عندما اخبرنا انك مصممة على معرفة كل شيء عن عائلتك . اشعر بالسعادة لأنك ستتزوجين من الغالي سنزو ولم يعد هناك من حاجة لبقاء اي أمرٍ سر بيننا . "
اضافت بصوت ناعم :
" انا بشكل خاص اريد ان اعرف كل شيء عن والدك . "
سألت ميرديث مستفهمة : " كيف يمكنك مسامحته بعد ان هجرك ؟ "
" لدي الحب في حياتي ... حبي لأولادي . "
منتدى ليلاس
من زاوية عينيها ، رأت ميرديث ليسنزو يضم ذراعيه على صدره ، وشعرت بالتوتر ينتقل منه اليها . قالت :
" اذن اتمنى



اماريج 30-04-13 06:22 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
كل السعادة لك بهم ، لأنني لمعلوماتك لن اتزوج من ليسنزو . "
شهقت الأم :
" ماذا ؟ ميرديث ! لا يمكنك ذلك ! عليك الزواج به ! "
سألت بغضب :
" ولما علي ذلك ؟ كي ابفي ثروة كورزيني كما هي ؟ انتم جميعاً شاحبون . سأدعكم ترتاحون . انا لست مبتزة ، مثلكم . انني سأغادر فينيس كلها على الفور . "
قال ليسنزو بغضب :
" ماذا تعنين ، تغادرين فينس ؟ "
اجابت بسرعة وبقوة :
" انني راجعة الى بلادي . يمكنك الحصول على كل شيء ، القصور ، المقاطعات في باديو ، وخاصة الاصطبل . انت بحاجة لتتعلم عن علم السلالة لأنني اتمتع به . ان كان ذلك له علاقة باسلافي الارستقراطين او في الواقع من خلال تربيتي القديمة المحافظة والتي تحترم الشرف والاخلاق . احتفظ بالقناع والسفينة ايضاً . لا اريد شيئاً يتعلق بك او بكورزيني ... لا شيء . "
تركتهم مذهولين ، وسارت خارجة نحو القوارب ، حيث طلبت قارباً . سمعت
وراءها صراخاً ، فطلبت من السائق الاسراع عبر الظلام المحدق بها .
كان صوت الثلج المنكسر ، يمتزج مع اصوات الموسيقى في الحفلة ، بدأت الالعاب النارية تضيء سماء المنطقة . رأت قارب ليسنزو يشق الماء بسرعة قصوى . كان غاضباً بما فيه الكفاية كي يؤذيها . هذا ما فكرت به وهي مرتعبة . وان فعل ذلك فلن يجد اي عائق امام ميراثه .
قالت بتوسل : " اسرع . "
كان عليه ان يلف حول مركز كبير للألعاب النارية في وسط ساحة سان مارك . وكانت اصوات المفرقعات كأصوات المدافع . لكنها وصلت الى الشاطئ قبل ليسنزو بعدة لحظات ، غير مهتمة لثوبها ، قفزت ميرديث من القارب
وركضت بين الناس المحتفلة بالعيد ، كانت تتنهد من الخوف والألم لفقدانها الرجل الوحيد الذي احبته واحترمته ، لكنها اكتشفت ان مثلها الاعلى لديه اقدام من طين . هذا ما كانت تفكر به بيأس وهي تسير نحو مفترق ضيق .
" امسكتك ! "
" اه ه ! "
قال بقسوة وهو يشد بها نحو الحائط : " تباً لك ، ميرديث . "
صرخت بعناد : " انني عائدة الى بلادي ! "
اجاب بحدة : " لا تحملين اي مال معك . "
قالت بسرعة ، وهي ترفع دقنها :
" انني متأكدة انك تستطيع ادانتي بعض المال . "
قال مازحاً : " انت تستدينين المال ؟ لابد انك يائسة . "
" انني كذلك . "
" ثيابك ليست معك ، فكل حاجتك هي في جزيرة اوسلو كورزيني . "
همست : " اشحنهم . يمكنك تدبر ذلك الان ، ليسنزو ، دعني اذهب ! انت حقاً تريد التخلص مني ، اليس كذلك ؟ "
رفعها على حاجز الجسر الصغير ، فصرخت ، نظرت الى المياة العميقة تحتها ، قال بقلق :
" لا ، لن ارميك في الماء ، سأبقيك هناك ريثما اجبرك على الاصغاء لي . "
قالت بصورة قاطعة : " لن افعل ذلك . "
منتدى ليلاس
شدها اليه ونظر الى عينيها . شعرت بألم عميق فهي لا تزال تحبه رغم كل الكذب والغموض الذي يحيط به .
قال لها : " ما الذي تقوله لك عيناي ؟ "



اماريج 30-04-13 06:28 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
" انك مخادع ، وانك مصمم على جعل وضعك مشين صادق . "
عندها قال ببساطة :
" انك عمياء ، ميرديث . وانا لا استطيع تحمل المزيد من ذلك . احبك . احبك بجنون ، بيأس ، وبكل ما لدي من قوة . اذا كنت ستغادرين فينس ، اذن سأفعل ذلك انا ايضاً . "
ارتجف صوتها وهي تقول : " ماذا ؟ "
منتدى ليلاس
قال وهو يتنفس براحة :
" الان بدأت تصغين . ميرديث . انك تسيئين الحكم علي . انه ليس ما انت عليه وما تملكين هو الذي يهمني . عزيزتي ، اخبرت امي انني احبك قبل ذهابنا الى
الجزيرة ، ولكنها جعلتني اعدها ان لا اخبرك من اكون قبل ان تعترفي بحبك ي . انه لأمر مهم ان تحبينني ، وليس ان تحب الامير ليسنزو كورزيني ، وانا لا اريدك ان تفكري انني اتزوج منك لاحافظ على مركزي . "
تمتمت ميرديث بتهجم :
" كانت سعيدة جدا عندما اعلنت نبأ خطوبتنا . "
" هذا لأنها تعلم انني مجنون بحبك . انها تحبني . وتريد لي كل السعادة . هي لا تهتم بمن سأتزوج . فقط تريد ان تعلم انني احب زوجتي ، وأنني كذلك . "
قالت متلعثمة :
" وكيف يمكنني ان اتأكد ؟ "
" لا يمكنك . لذلك ان كنت لن احصل عليك هنا ، واذا كنت مصممة على مغادرة فينيس ، اذن سأرحل معك ، سأخيم خارج كوخك وادق على بابك ليلاً نهاراً حتى اصل الى رأسك العنيد والغبي كي يقتنع بأنني احبك . "
" لا اعرف ... " وجدت نفسها تتمنى وتتأمل هل حقاً هي غبية
وعنيدة . " ستتخلى عن فينيس ؟ "
" نعم ، لقد اعتدت التفكير ان والدك كان احمقاً حين تخلى عن كل شيء . لا ، ليس بعد الان ... يحتاج الرجل الى شجاعة قصوى ليواجه مسؤولياته . الان اعلم انني كنت مخطئناً . يحتاج المرء للشجاعة ليتمكن من التخلي عنك وانا
افعل ذلك ثانية . انت بهذه الاهمية لي . حسناً . لنذهب الى المطار . "
شهقت : ستعيش في كوخ صغير على ضفاف نهر وايلز . "
" بالطبع ، اذا كنت سأصبح زوجك . " ساد الصمت فجأة .
الناس ، الموسيقى ، والالعاب النارية كلها صمتت . ابتسم
ليسنزو وتابع :
" لقد اصبحنا في منتصف الليل . وهذه هي نهاية عيد الثلاثاء . انني الان بلا قناع . هذا انا ، ميرديث ، الرجل الذي يحبك . "
" وما الذي ستفعله ؟ "
قال ببساطة :
" اي شيء . ومن يهتم ، طالما انا معك . "
شعرت بالفرح في داخلها . لكنها لن تدعه يرى ذلك . ابقت مشاعرها بعيدة عن التعبير في وجهها وكأنها ما زالت تلبس قناعها . سألت :
" اي طريق توصلنا الى المطار ؟ "
اجاب بفرح :
" هذه . " وبدأ بالتحرك ليسير فوق الجسر .
قالت بصوت واضح : " لا ! "
ارتعب ليسنزو واستدار بسرعة ، كان جسده يرتجف وهو يقول :
" اه ، لا تفعلي هذا بي ميرديث . اني احبك ! هل هذا هو انتقامك ؟ ستدمرين حياتي ان كنت سأعيش بهذا الشوق لك ! اذا كنت لم تحبينني ابداً ... "
تنهدت وقالت :
" بل احبك ، ولهذا لن اسمح لك بأخذي الى المطار . "
منتدى ليلاس
شحب وجهه وازداد توتراً لم تعد تستطع تحمل حزنه ويأسه . انه يحبها . انه حقاً يحبها . ولقد كان مستعداً للتخلي عن كل شيء لأجلها : فينس ، عائلته ، كل ما حققه ... احست بالضعف لمجرد التفكير بذلك .
شعرت بالدوار من الفرح وانارت وجهها بضحكتها المشعة . قالت بسعادة :
" اه ، ليسنزو . لقد برهنت لي عن حبك ، سنكون معاً ، نحن ، عائلتنا ... اطفالنا . "
بالكاد سمعت صراخ الناس لأن ليسنزو ضمها اليها بقوة وبدأ يقول لها كلمات الحب ، ويشدها اليه وكأنه لن يتركها ابدا .
" احبك ، حبيبتي ، غاليتي . لن يكون هناك اسرار بيننا . سنبدأ منذ الان قصة حياتنا الرائعة . "
همست " سعادة متناهية حتى آخر العمر . " حدقت بعينيه
بسعادة .

تــمــت



اماريج 30-04-13 06:29 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
تمت بحمد الله
وقراءة ممتعة للجميع للزائرين وللاعضاء
وبتمنى انو اختياري لها كان موفق وانو نالت رضاكم ^_*
ودي وحبي لكم
:8_4_134:

زهرة منسية 30-04-13 10:30 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
يسلم أيديكى أماريجوووووووووو و شكراً كتير على تعبك
داين موفقة بأختيارتك و روايتك دوماً متميزة
شكرا حبيبتى على المجهود

اماريج 05-05-13 08:51 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
الله يسلمك حبيبتي
واسعدني جدااااااااا متابعتك وتواجدك العطر فيها
الرواية نورت فيك يالغلا
وسعيدة جدااااااااا انو الرواية عجبتك^_^

Reeeeemoo 12-05-13 02:26 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
اختيار رائع كالعادة ياعسل
تسلم ايدك

ام عبيده 15-05-13 09:20 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس
 
حبيبتي تعبناج معانا شكرا

ندى ندى 08-08-13 04:44 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
قمة الروعه والتميز

تسلم ايدك حبيبتي وشكرا كتير

على المجهود الرائع والاختيار المميز

ليتني اعود طفلة 16-11-13 01:41 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
روووووووووووعه سلمت هالايادي اماريج

سنيوريتا 21-04-14 01:30 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
رائعه اماريج كعادتك دائما باختيار رواياتك شكراااااااااااااااااا

الجبل الاخضر 31-07-14 04:41 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

khoukhou 31-07-14 10:56 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
:party0033:merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

ميهوو 13-01-15 10:26 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
رواية جميلة جدا القصة فظيعة بجد :lol: النهاية عجبتنى خالص
ابداع بجد :55: :55: وبجد انا بقيت فان كبيرة لاحلي منتدى
ويا ريت دايما يبقي مليان بكل الروايات الجميلة :liilas:

زهرة البحر 13-01-15 11:30 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
شكرًا على الرواية وتسلم ايدك

قماري طيبة 08-02-15 07:48 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
Thaaaaaaaaaaaaaaaanks

سلمى محمود عباس 15-03-15 01:13 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
مشكوة على الرواية الرائعة

مها سعيد 16-03-15 12:46 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
:) موفقه انشاء الله

منى على سيد 06-04-15 09:55 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
رواية مشوقه جدا

انا مغربية 09-04-15 01:05 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
شكرا اماريج رواية روعة

عيون العباس 24-05-15 11:43 PM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
حلوه ننتظر جديدك

سماري كول 06-06-22 01:47 AM

رد: 1114_قناع من الخداع_سارا وود_روايات عبير دار النحاس ( كاملة )
 
يسلموا على الرواية الحلوة

سعدودة 01-07-22 05:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 3300126)
ان شاءالله ربي يسر
وسعيدة انو عجبتك^_^وشاكرة لك انتظارك ياعسل
منورة والله

يسلموا الايادي ررروعة


الساعة الآن 05:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية