منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة (https://www.liilas.com/vb3/t183766.html)

ام المنكاشه 12-01-13 11:10 AM

جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
جحيم هواك
شارلوت لامب
الملخص:
اخبروها ان اسمها هو لين شريدان وانها كانت مخطوبة للرجل الجذاب جدا جايك فورستر, والتى كانت تقييم فى بيته فى يوركشاير. ولزيادة الغموض, كان من الواضح ان جايك يحتقرها ويكرهها. واذا كانت حقا تتصرف بالطريقة التى اخبرها انها كانت تتصرف بها, فهى فعلا لا تلومه!.
على كل حال, كان عليها ان تثق بكلمته لانها قد فقدت ذاكرتها تماما, والان كان هو يقدم لها الاختيار بين الجنة او النار...

زهرة منسية 12-01-13 08:56 PM

رد: جحيم هواك شارلوت لامب روايات عبير الجديدة
 
يسلم أيديكى على الرواية الجديدة اللى باين من ملخصها أنها شيقة جداً
فقدان ذاكرة و كمان بطل يكرها و يحتقرها
يعنى هنشوف أحداث رائعة
موفقة حبيبتى فى الأختيار
فى أنتظارك لا تتأخرى علينا

fadi azar 12-01-13 09:28 PM

رد: جحيم هواك شارلوت لامب روايات عبير الجديدة
 
ملخص رائع منتظرين الفصل الاول مشكورة

عبير عمار 12-01-13 10:51 PM

رد: جحيم هواك شارلوت لامب روايات عبير الجديدة
 
ملخص جميل جدا واحداث الروايه فيها كثير من الغموض
في انتظارك حبيبتي:331::331:

afifa33 12-01-13 11:10 PM

رد: جحيم هواك شارلوت لامب روايات عبير الجديدة
 
merci merci

Rehana 13-01-13 03:39 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
الف مبروووووووووك الرواية الجديدة .. عزيزتي

انا بحب هذا الرواية جدا , وبشجع البنات يقرؤها راح يستمتعوا فيها

تسلمى الايادي وموفقة في الكتابة والتنزيل

http://i1125.photobucket.com/albums/...BouquetSig.gif

اماريج 13-01-13 09:14 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
الرواية روعة كتيررررررررر وخطيرررة:liilas:
قرئتها اكثر من مرة وحكون كتيرررر سعيدة ^_^انو اقرئها من ايديك الحلوة :55:
موفقة ياحلوة في الكتابة والتنزيل
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8104465721.gif


imani 13-01-13 09:25 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
الملخص جميل ومشوق..........تسلم ايديك لاتتأخري علينا في تنزيل الرواية....... ويعطيك العافية على مجهودك :356:

ام المنكاشه 16-01-13 11:27 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
انا متشكرة لكل اللى شجعونى ل زهرة منسية وfadi azar وعبير عمار وكمان afifa33 و rehana واماريج وimani
واتمنى انها نعجبكم بجد
وده جزء من الفصل الاول

ام المنكاشه 16-01-13 11:38 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
الفصل الاول:
نظرت حولها بخوف وقلق فالضباب والظلام كانا يحيطان بها ويحيلان كل شئ الى اشباح سوداء مرعبة لسعة البرد هزتها بعنف وجعلتها تنظر باستغراب الى ثيابها الخفيفة جدا والتى لا تتناسب هكذا طقس بارد. فقميصها كان رقيقا وبنطالها الجينز يناسب الصيف الدافئ فقط هزت راسها بقوة وتنهدت ثم قطبت جبينها. اين هى؟
وبصعوبة وقفت على قدميها واتكات لدقيقة على جذع الشجرة التى كانت تجلس تحتها وحين ذهب الدوار الخفيف الذى شعرت به من جراء وقوفها. عادت لتنظر حولها مجددا وارتجفت.
ماذا افعل هنا؟ همست بالسؤال من شفتين جافتين. جاهدة ان تتذكر اسمها... من هى؟ ماذا كانت تفعل هنا وحدها؟ ماذا حصل لها؟ وفجاة لم يعد باستطاعتها تحمل الفراغ والصمت فاطلقت شتيمة واخذت تركض وتركض والضباب يتمزق امامها ويغرقها فيه اكثر واكثر.
واحست بان الاشجار والصخور السوداء والنباتات وحوشا تريد ان تنقض عليها لتفترسها فاخذت تسرع وتسرع ووقعت عدة مرات واحست بالدماء تسيل من ذراعيها ,لكنها ظلت تركض وتركض الى ان سمعت صوتا بجانبها فالتفتت ورات كلبا اسودا ضخما يقف جانبها وينظر اليها بسكون بعد ان نبح لمرة واحدة.
"هاى ها انا" همست الفتاة بارتياح وهى تمد يدها نحوه وهى ترتجف وتبتسم بنفس الوقت. وكادت ان تعانقه كونه عاديا وهادئا, وراسه مرتفعا بشموخ الى الاعلى وهو ينظر اليها.
لم يتحرك الكلب باتجاهها لكنه تحرك حين سمع صوت حركة اخرى لرجل طويل خرج من بين الشجار واخذ يحدق بها.
شعرت كانها كانت تائهة فى الصحراء الموحشة ورات انسانا بعد طول غياب.
تنهدت بحمد وقالت "اه, الحمد لله".
"اجلس يا سام" قال الرجل موجها حديثه الى الكلب الذى ركع بجانبه بخضوع وعيونه لا تزالان تحدقان بالفتاة بفضولية.
احاطت نفسها بذراعيها وقالت "انا اشعر بالبرد" وحاولت الابتسام وهى تشعر بالحذر من هذا الغريب الذى يقف امامها دون ان تعلم السبب لهذا.
حدق بها لبعض الوقت ثم امسك بها بقسوة من كتفيها وسال بخشونة "هل هذه فكرتك عن المزاح؟".
"كلا " همست وقد شعرت بالخطر من لهجته ولمع الغضب الخفيف داخل عينيها. وتابعت "من سيجد اى مرح فى... فى ان يكون محجوزا داخل كابوس؟ فى البداية ظننت اننى احلم... فلم يكن من المعقول ان يكون هذا حقيقيا... فركضت وركضت...".
ظلت عينيه مركزتين على وجهها لانه غير قادر على تصديق كلامها. وحدقت هى بدورها به والدموع تملأ عينيها الخضراوين وفمها يرتجف من الخوف والشقاء.
هز كتفه وقال بصوت نافذ الصبر "من الافضل ان تاتى الى البيت. ساقودك الى المستشفى اولا فقد اصبت ببعض الجروح ومن الافضل علاجها فورا. ولكن اخشى اننا سنستغرق وقتا قبل الوصول اليها فالضباب كثيفا جدا كما ترين".
"شكرا لك" قالت بعصبية وقد احست ان غضبه الاسود قد تلاشى. كان الكلب يلعق يدها بتودد وينظر اليها بلطف فداعبت راسه وابتسمت له بوهن.
سيده كان غير ودودا وكما يبدو كان مترددا ليورط نفسه فى مشاكل وماسى هذه الغريبة, لكن على الاقل اظهر الكلب لها بعض اللطف وكانت ممتنة لهذا فى العالم الغريب التى كانت تجد نفسها فيه.
"تعال سام" قال بصوت شبه غاضب امرا الكلب بالاقتراب منه كانه كره الود الذى كان يظهره كلبه لهذه الفتاة.
فنظر اليها نظرة اعتذار ثم سار باتجاه صاحبه, وعندما نظر الرجل الى جسدها النحيل الذى كان يرتجف من البرد, خلع معطفه بغضب والبسها اياه بخشونة ودون ان يتفوه باى كلمة.
شعرت بالالم فى جسدها من البرد والتعب وقالت بتمتمة "شكرا" واسنانها كانت تصطك وشعرت بدفء معطفه حين احكمته حول جسدها. راسها كان يؤلمها بشدة وخشونة رفيقها كادت ان تفجر الدموع فى عينيها.
مشيا عبر الضباب بخطوات وجدت صعوبة فى مجارتها, فتعثرت ووقعت وازداد الم راسها. زمجر رفيقها ونظر اليها بغضب.
فنظرت اليه وقالت باضطراب "انا اسفة... انا... انا لا استطيع ان امشى بسرعة اكثر".
فازدادت التقطيبة الغاضبة على وجهه وفجاة حملها بين ذراعيه كانها طفلة واضعا احدى يديه تحت ركبتيها والاخرى خلف اكتافها.
"لا تستطيع ان تحملنى" احتجت وهى تهز قدميها وتابعت "انا ثقيلة و...".
"اهدئى" قال بلهجة امرة واكمل سيره بخطوات واثقة من اتجاهها رغم الضباب الكثيف الذى كان يغلفهما. نظرت الى وجهه بعصبية. لم تستطع ان تر الا خط فكه الصلب والرقبة البرونزية القريبة منها, لكنها كانت تشعر بالغضب والتصلب داخل الصدر القوى الذى كانت تلتصق به. خمنت انه رجل يحتقر الضعف فى الاخرين. ويكره التورط مع الغرباء. فهو لم يظهر اى تعاطف او شفقة على تعاستها وشقائها. لقد كان غاضبا فقط وكانه يلومها على ما حصل.
كانت منهكة تماما ولم تستطيع ابقاء عينيها مفتوحتين لاكثر من هذا, فبالتدريج اغمضت عينيها وراحت فى سبات عميق وراسها متكئ على كتفه العريض.
فقط عندما بدا الكلب ينبح وصوت مستفسر دق سمعها, فتحت عينيها ببطء وهى لا تزال فى غير وعيها تماما, نصف نائمة نصف مستيقظة.
وضعها منقذها على كنبة كبيرة, نظرت حولها فوجدت نفسها فى غرفة سقفها منخفض ومضاءة بعدة اضواء والنار كانت تلمع وتفرقع داخل مدفئة كبيرة كانت موجودة قربها وكانت قطع الاثاث منشرة بذوق جميل فى انحاء الغرفة الجذابة الصغيرة.
تحركت عينيها لتواجه وجها جديدا. ابتسمت بلطف لكنها لم تجاوب بابتسامة. فالمراة كانت تنظر اليها بنفس تعابير الغضب واللوم التى كانت على وجه منقذها.
كان الشبه جليا بين هذه المراة وذلك الرجل, نفس التقاطيع الصارمة والشعر الداكن.
مدت المراة الثوب الرمادى التى كانت ترتديه وقالت "من الافضل ان احضر بعض المياه الساخنة, لاغسل لها راسها فيوجد الكثير من الدماء على شعرها, لكن من الممكن الا يكون الجرح خطيرا كما يبدو".
"يجب ان انقلها الى المستشفى" قال الرجل وكانه يتوقع المعارضة.
مرت لحظة من الصمت فيما كان الاثنان يحدقان ببعضهما البعض بوجهيهما المتشابهين.
لم تستطع الفتاة ان تقرا تعابيرهما لكنها شعرت بالمجادلة الصامتة بينهما.
"طالما انك تدرك تماما ما تفعله جايك" قالت المراة.
فاجابها بغموض "لا خيار اخر عندى, قد تكون مصابة اصابة خطيرة, فجروح الراس قد تكون الشيطان بعينه".
"ساحضر الماء" قالت المراة وشفتيها مزمومتين بشدة.
حدقت الفتاة بالنار بنعاس. كان راس الكلب مستريحا فى حضنها وهى تداعبه برفق مدركة انه فعل هذا عن عمد ليشعرها بالطمانينة والراحة. شعرت باجفانها تطبق مجددا ولم تحاول مقاومة النعاس الذى سيطر عليها مجددا.
وخلال غفوتها الغير كاملة سمعت صوت المراة يقول "هل جن سام مرة اخرى؟".
"الله يعلم" قال الرجل وتابع "اظن لانها مجروحة. فهو دائما كان غبيا حنون القلب".
"مثل صاحبه" قالت المراة بجفاف.
ثم شعرت الفتاة بدفء المياه تنسكب على جبهتها فغالبت نعاسها واستعادت وعيها بصعوبة.كانت عينا المراة الرمادية تحدق بجبينها.
"ماذا تعتقد؟" سالت المراة الرجل واصابعها تتحسس جبهة الفتاة التى كانت تشعر بالالم.
اقترب الرجل وقال "جرح سيئ... وخدوش اخرى, لابد انها وقعت بشدة على راسها فى مكان ما".
"لا يبدو الجرح سيئا جدا لى" قالت المراة وصوتها يعكس ترددها وتابعت "انت تعلم جيدا انه من الخطر جدا القيادة بمثل هذا الطقس والضباب, لم لا تترك الامر للصباح؟".
"واتركها تنام هذه الليلة هنا؟" سال بصوت جليدى.
"لن يشكل هذا اى اختلاف" اجابته المراة.
"كيف يحق الجحيم سنعرف؟... من الافضل ان نخرجها من هنا باسرع ما نستطيع".
"انا اسفة لاننى اسبب لكم هذا الازعاج" قالت الفتاة بهدوء وقد تلون خدها للحظة باللون الاحمر.
"لا نية عندى فى السماح لك بان تكونى مصدر ازعاج لى" قال الرجل بغموض وجفاف.
تجمعت الدموع فى عينيها واخفضت راسها وابتلعت غصة كادت تخنقها وقالت من بين دموعها "انا اسفة...".
انتهت المراة من عملها واخذت الطاسة والقطن الذى استعملته لتنظف لها جرحها. والرجل الذى يسمى جايك توجه نحو المدفئة واتكى علي حافة الجدار واخذ يحدق بالفتاة.
"هل تستطيعى ان تتحملى رحلة فى السيارة؟ سنلفك بالبطانيات ونضع كيسا من المياه الساخنة بينهم حتى لا تشعرى باى برد" قال الرجل بصوته المواسى المتردد.
"ساكون بخير"قالت.
"كلما اسرعت بالذهاب الى المستشفى كلما كان احسن لك" ثم تابع "فلو انك مصابة بال... فستحتاجين لمعالجة طبية سريعة".
"نعم" قالت ورطبيت شفتيها باضطراب وقالت له "شكرا".
كان يقوم بكل ما يستطيعه لمساعدتها, قالت فى نفسها, وكونه يقوم بمساعدتها بدون تعاطف وبكل هذا التجرد لا يغير من الحقيقة شيئا. فمن الواضح انه لا يحب النساء, هناك كلمة محددة لطبيعته هذه لكنها لا تستطيع ان تتذكرها بالضبط.
من تحت اهدابها اخذت تدرسه بفضول. من الصعب معرفة عمره بالضبط. فى الثلاثنيات ربما, اكبر منها هى... كم لى انا من العمر؟ وتجاوب صدى السؤال فى عقلها دون جواب واعادها الى حالة الشك فاجبرت نفسها على العودة الى تقصى عمره هو. انه طويل القامة. ورياضى الجسم نظرا للسهولة التى حملها بها, جسده ممشوقا وقويا, وجهه ذو ملامح صلبة مثل وجه المراة... شبة عائلى؟ تسالت. شعرت بالصمت الثقيل يضغط على اعصابها التعبة فسالته بادب "هل هذه والدتك؟".
"نعم" قال باقتضاب.
"انتما متشابهان" قالت وحاولت الابتسام, ابتسامة عصبية ومتسولة كابتسامة الطفل الضائع.
"جدا" قال مقلدا نبرتها ووجهه لم يتغير وظل على قسوته, كان الامر كانها تحاول شق طريقا فى الضباب, فكرت. فمن الواضح انه لم يتاثر ولا للحظة بها او بما حصل لها. فقد استدار واخذ يحدق بالنار واحدى يديه تتخلل شعره بحركة مضطربة. استطاعت ان تر بعض الشعيرات البيضاء داخل شعره الداكن, اسمه كان جايك... وانزلقت الفكرة داخل راسها.
سالته "جايك ماذا؟".
استدار بذهول وقال "ماذا؟".
"اسمك... جايك, لقد نادتك امك بهذا الاسم... ما هو اسم عائلتك؟".
"فورستر" قال بجمود "جايك فورستر".
سالته " هل انت مزارع؟".
اظهر وجهه تعبيرا غريبا قويا وقال "انا رسام" وكانه يتهمها بشئ ما.
"رسام..." يبدو الامر غريبا قالت بنفسها وحدقت به وسالته "اى نوع من الرسامين؟".
"انا فنان, ارسم اللوحات" قال باختصار.
عادت والدته وهى تحمل بطانيتين وكيس مياه ساخنة وقالت "اذا اردتم الذهاب فمن الافضل ان تغادرا حالا".
هز براسه وابتعد عن المدفئة. وامتلأت الفتاة فجاة برعب مشوش. نظرت حولها على الغرفة الدافئة الجميلة بعينين خضراوين كانتا تحدقان بكل محتوياتها. شعرت كانها حين تغادر هذا المرفأ الامين ستعود ثانية الى احضان الضباب والظلام.
"جاهزة؟" سالها جايك ونبرته لم تترك لها اى مجال لرد سؤاله.
وراته يحملها ويلفها بالبطانيات كالمومياء ويضع كيس المياه الساخنة قريبا من جسدها ثم بحركة واحدة رفعها عن الارض وحملها خارجا بها من الغرفة الدافئة.
كان هناك لاند روفر متوقفا خارجا فى الضباب, وضعها على المقعد الامامى وبعد ان احكم الغطاء حولها اغلق الباب وسمعته يتكلم بهدوء مع والدته لبعض الوقت ثم لم يلبث ان فتح بابه وجلس مكانه ادار المحرك وانطلقا.
نظرت الفتاة الى الشبابيك الصفراء الصغيرة للبيت وشعرت انها قد تركت وراءها اتصالها الوحيد بالامان وغرقا فى الضباب مجددا وحدقت الفتاة به وهى تشعر بالدفء ولكن بنفس الوقت بالارتجاف وكان الضباب هذا كان يغلفها هى.
"اين... اين نحن؟" سالته بتلعثم فقد كان السؤال يجول بخاطرها منذ فترة ولكن خوفها الان جعلها تساله رغم انها بهذا تخون ذاكرتها.
حدق بها للحظة وقال "ويندتور".
كان الاسم دون معنى فعادت وسالته "اين؟".
تنهد وقال "بيتى يقع فى ضواحى يوركشاير".
"يوركشاير؟" قالت فهذا الاسم لم يكن غريبا تماما واستراحت قليلا. كل معلومة جديدة كانت ثمينة بالنسبة لها... لديها معلومتين الان, اسم المكان واسم الرجل. شعرت كانها تعيد تغذية ذاكرتها فعقلها كان فى جوع لاى معطيات.
كانت السيارة تتهادى ببطء شديد على الطريق بسبب الضباب
الكثيف وكان السائق يركز كل اهتمامه على الطريق امامه وكان السكون يغلفهما.
"قد يستغرق وصولنا ساعات" قال فجاة دون ان ينظر اليها وقال امرا "نامى الان".
وبخضوع اغلقت جفنيها سعيدة لعدم رؤية الضباب ولم تلبث ان استغرقت بالنوم, اتكئ راسها قليلا على كتفه فازاحها عنه اعادها الى مكانها ولكن بعد لحظات عادت ومن جراء نومها الى الاتكاء على كتفه فتمتم شيئا ما ولكنه لم يزيحها عنه بل احاط كتفيها الرقيقين الغارتين فى الاغطية بذراعه ليجعل نومها مريحا اكثر.
استفاقت حين وصلا الى بلدة صغيرة, كانت اضواء بيوتها مبعثرة هنا وهناك, اخترق الضوء المنبعث من الخارج رموشها الناعمة ففتحت عينيها بتكاسل.
حركتها الصغيرة جذبت انتباه السائق الذى نظر اليها وللحظة صغيرة التقت نظراتهما, عينيها الخضراوين الناعستين الجميلتين وعينيه الرماديتين المترددتين.
"اين نحن؟" عادت تسال.
"نكاد نصل" قال, دون ان يحاول التحرك ليزيح ثقل جسدها النحيل عنه.
لكنها ابتعدت عنه فورا وقالت "هل نمت طويلا؟".
"نعم منذ ساعات" قال.
كانا قد وصلا الى طريق واسع ومضاء فاسرع قليلا بالسيارة, فاجاته سيارة تاتى من الجهة المقابلة ونفير بوقها يزعق بقوة فابتعد عنها بسرعة واوقف سيارته يحدق وهو يشتم من بين اسنانه.
انحنت الفتاة فجاة الى الامام من جراء توقفه المفاجئ وضرب راسها بمقدمة التابلو, رفعها بهدوء وحدق بها بغضب.
قال "هل انت بخير؟ ذلك الاحمق الغبى...كان يقود بسرعة رهيبة رغم هذا الضباب".
كان الدم ينساب من جبهتها فمسح وجهها بلطف بمحرمته وقال بقلق "لقد اعدت فتح الجرح ثانية".
"انا اسفة" قالت والتمعت عيناه فى عينيها بغضب مفاجئ.
وقال "بحق الله! لم يكن الذنب ذنبك... فكفى عن كونك معتذرة هكذا".
كان هو صلتها الوحيدة بالثبات والواقعية. فنظرت اليه بضعف والدموع تملأ عينيها وقالت هامسة "اسفة ".
"اوه..." قال وتمتم بشئ ما داخل نفسه ثم اعادها بلطف الى مقعدها وقال "اجلسى بهدوء, سنصل الى المستشفى فى اية لحظة الان".
وخلال الضباب ارتفعت بناية بيضاء ضخمة نوافذها دوائر صغيرة مضاءة. اوقف جايك سيارته فى المراب ثم استدار وحملها وتوجه بها الى المستشفى.
نظرت الى الاعلى نحوه وهزت راسها لتبعد طيات الاغطية عن وجهها وقالت بتوسل "جايك" صوتها كان يحمل كل الخوف والرعب وتابعت "لا تتركنى... ارجوك...".
حدق بها وتصلبت عضلة فى وجهه وبحثت عيناه الرماديتين عن وجهها. راتهما يلمعان كانهما فى صراع مع قرار سابق. ثم قال بهدوء "انا لن اتركك".

ام المنكاشه 30-01-13 08:39 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
اغمضت عينيهافيما كانت كلماته تغرق فى عقلها واسترخى وجهها الابيض الصغير واختفت نظرة الرعب منه وكأن يد ما قد ابعدته بعيدا. وعلى الضوء الساطع لغرفة الطوارئ حدق الرجل بها, عيناه الباردتين تنظران الى خديها وشفتيها, الى خصلات شعرها السوداء, الى الرموش الكثيفة الداكنة التى كانت ترتعش قليلا خلال نومها, وتعبير غضب متوحش سيطر على وجهه حين اقتربت ممرضة منهما.
بعد ثلاثة ايام كانت الفتاة لا تزال مستلقية على سريرها فى احدى غرف المستشفى وهى تنظر الى ارض الغرفة النظيف والى سقفها الابيض وتستمع الى صوت دقات الساعة الموضوعة فوق الباب والى صوت اقدام الممرضات فى الممر فى الخارج وصوت قرقعة الادوات فى غرفة التعقيم المجاورة. كل هذه الاصوات كانت قد اصبحت مالوفة بالنسبة لها الان. على الطاولة بجانبها كان يوجد باقة من الازهار الزنبق الرائعة.
فتح باب الغرفة ودخلت الممرضة المتمرنة ونظرت اليها بفرح وقالت "سياتى الطبيب لرؤيتك الان" وعينيها الزرقاوين ينظران الى السرير بثقة وتابعت وهى تبتسم "فتاة جيدة, جميلة ومرتبة, لا استطيع البقاء اكثر فيجب على ترتيب بقية الأسرة الى اللقاء.".
عندما ذهبت تنهدت الفتاة فى السرير. ففى الايام الماضية قد تصاحبت مع هذه الممرضة المتمرنة الطيبة وكانت تستمتع بحديثها المرح بين الفنية والفنية فهذه الممرضة كانت دائما مشغولة كونها لاتزال متدربة وكانت تبقى فى غرفتها لدقائق فقط.
كانت قد اجريت عدد من الفحوص والاختبارات خلال الايام القليلة الماضية, بما فيها جلسة مع طبيب نفسى لم تساعدها كثيرا وظلت على حالتها من فقدان كامل لذاكرتها لكن الم راسها كان قد خف تماما الان.
فتح الباب مجددا ودخل الطبيب وهو فى اواخر الاربعينات ويبدو دائما كانه على عجلة من امره وكان يرافقه الاخت الممرضة. تصفح ملفها ثم ابتسم وسالها "كيف انت الان؟".
"بخير" قالت الفتاة.
"حسنا, انت تتماثلين للشفاء بسرعة, فحوصاتك اثبتت انه لا يوجد عندك اى كسور داخليا ستكونين مسرورة لتعرفى, لا يوجد اى سبب يمنعك من العودة الى البيت.".
نظرت اليه بالارتجاف وقالت "البيت؟" فقد صدمت من عدم شعوره معها لكن عقلها الخائن عاد للهدوء حين دخل جايك الغرفة.
لقد زارها كل يوم منذ دخولها الى المستشفى وكان وصوله مرحبا به دائما من قبلها. فقد شعرت بانه هو وحده صلتها الوحيدة بالعالم الخارجى.
كان يرتدى سترة من التويد وقميصا اخضرا مفتوح الصدر وشعره الاسود قد تبعثر قليلا من الهواء فى الخارج, كان القوة والصلابة بالنسبة لها. تقدم منها وكان يحمل باقة من زهور البنفسج قدمها لها.
فقالت "اه, شكرا" وهى تبتسم له بفرح.
انحنى للطبيب الذى بادله بابتسامة مرحبة وقال "كنت اخبر الانسة ان باستطاعتها مغادرة المستشفى. فمن الواضح ان فقدانها للذاكرة هو مؤقتا فقط. لربما تسبب به الجرح الذى اصيبت به فى جبهتها. كان عندها بعض الرضوض لكنها تعافت منها الان. لاشك عندى وكذلك عند الطبيب النفسانى انها ستتمكن من استرجاع ذاكرتها بطريقة اسرع فى محيطها السابق.".
هز جايك راسه وقال "انا افهم هذا".
ابتسم الطبيب لها وقال "تستطيعين المغادرة اليوم" ثم انحنى لهما وغادر هو والممرضة الغرفة.
حدقت بجايك باستسلام وقالت "ماذا سافعل؟ لم يتصل احد بى. لابد وان الشرطة تعلم بما حدث؟ اعنى, فى مكان ما لابد اننى انتمى الى احد...".
جلس جايك على حافة سريرها واخذ يدرسها دون ان يظهر وجهه اى تعبير وقال بوضوح "انت تنتمين الى".
كلماته كانت غريبة جدا فلم تستطيع الا ان تنظر نحوه باندهاش وشفتيها مشقوقتين وعينيها جاحظتين ومذهولتين.
"اسمك لين " قال بهدوء "لين شاريدان. عمرك اثنين وعشرون عاما. لا عائلة لديك, والديك توفيا منذ سنوات وانت لاتملكين اقارب اخرين".

زهرة منسية 31-01-13 11:56 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
سلم ايديكى يا قمر بس لو سمحت ما تتأخرى علشان الرواية مشوقة جدا

عبير عمار 02-02-13 10:24 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
تسلمي يا عمري بس بليز بليز لا تتا خري علينا:Taj52:

ام المنكاشه 10-02-13 02:09 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
[COLOR="MediumBlue"]السلام عليكم
انا اسفة النت ندل قوى معايا مخلصة الاول من مدة وبدات فى الثانى بس النت مش مساعدنى انى انزلهم
شكرا لزهرة منسية و لعبير عمار لمروركم وتشجعكم وان شاء الله اخلصها على طول
عشان خاطر عيونكم[/COLOR]

ام المنكاشه 10-02-13 02:57 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
ابتلعت ريقها وقالت "لين..." للاسم الفة بعيدة وحدقت به متسائلة ماذا كان يعنى بالضبط حين قال انها تنتمى اليه.
"اذا كنت تعلم من انا فلماذا لم يخبرنى احدا بهذا؟".
"كنا ننتظر لنرى اذا كنت ستستعدين ذاكرتك بنفسك, وبشكل طبيعى دون اى تدخل خارجى من احد. فى البداية بدا كان الجرح فى جبهتك هو الذى سبب فقدانك للذاكرة لكن حين بينت الفحوصات ان الجرح خارجى فقد بدا من الممكن ان فقدانك للذاكرة هو لسبب اخر تماما".
نظرت اليه باستغراب وسالت "اى سبب؟".
هز كتفيه وقال وفمه متصلب "من يعلم؟".
جلست واخذت تحدق بالغطاء الابيض لسريرها واصابعها تعبثان بطرف الغطاء بتوتر وسالته "حدثنى عن نفسى... اين اعيش؟ ماذا اعمل؟".
"كنت تعملين كمساعدة فى معرض للفنون" قال وهو يحدق باصابعها التى كانت تعبث بعصبية بطرف الغطاء وتابع "الى حين تمت خطوبتنا".
"خطوبتنا؟" وارتفع راسها وحدقت به وعينيها الخضراوين غير مصدقتان وتابعت "كلا! هذا غير صحيح! عندما تقابلنا فى الاحراش كنت غريبا... لقد شعرت كم كنت انت متوترا وغير مكترث لى. لو كان هناك شئ بيننا لما تصرفت بتلك الطريقة. انت تكذب... تكذب بدافع الشفقة..." وتدافعت الدموع من عينيها وغطت وجهها بيدها واخذت تنتحب وتقول "انا لااريد شفقتك, اريد ان اعرف الحقيقة".
انحنى نحوها واحاطها بذراعيه ووضع راسها على كتفه وقال "انها الحقيقة".
"لماذا تكذب على؟" سالته وهى تبعد وجهها عن كتفه وتحدق بوجهه "لو انك تعرفنى كنت ستظهر هذا. كنا انا وانت غرباء".
تصلب فكه وقال "عندما تقابلنا فى الاحراش كنت متفاجئا لرؤيتك. كنت غاضبا ايضا, فقد تشاجرنا قبل عدة ايام وظننت انك ذهبت الى يورك. وفى البداية كنت غاضبا جدا لدى رؤيتك ثم حين سمعت عن الحادثة التى تعرضت لها ورايت راسك اخذتك الى ويندتور ثم اتيت بك الى المستشفى".
"لماذا لم تخبرنى انك تعرفنى؟" سالته وهى تتذكر بوضوح التجرد الكامل الذى عاملها به, امه كذلك... كان هناك غرابة فى طريقة معاملتهم لها, غرابة قد تفسرها الان كلماته الشارحة لها.
"فى البداية ظننت انك كنت تتظاهرين بفقدان الذاكرة".
حدقت به بغضب ودهشة وقالت "اتظاهر؟ لماذا؟".
هز كتفيه وقال "كان هناك اسبابا عدة. لن نتحدث عن كل ذلك الان. لقد اخبرتك لقد حصل شجارا لين".
نظرت بقسوة اليه محتارة ومشوشة. بالطبع لو انهما كانا مخطوبين فلابد ان شيئا ما بداخلها كان سيجعلها تشعر بالفة لدى رؤيتها له لاول مرة, لكنها لا تزال واثقة انها لم تراه ابدا قبل لقاءهما فى الاحراش.
"كيف التقينا؟" سالته ببطء.
اجابها "لقد زرت المعرض حيث تعملين ودعوتك لتناول العشاء معى وبعد ثلاثة اسابيع تمت خطوبتنا".
جحظت عيناها من الدهشة وقالت "بهذه السرعة".
اجاب بجفاف "عمل سريع من قبل احد الاطراف".
احمرت وجنتاها ولم تفهم سبب لهجته هذه وسالت "هل كنا مخطوبين لفترة طويلة؟".
"لمدة شهر" قال باختصار وهو يحدق فى وجهها.
"شهر!" نبرتها المندهشة ارتجفت, فحدق بها فقالت بخجل "انها... انها فترة قصيرة... نحن بالكاد نعرف بعضنا اذن".
"نحن نعرف بعضنا اكثر مما تظنين" قال بلهجة مبطنة.
لون الاحمر خديها وتسالت ماذا يعنى بقوله هذا؟ التقى بنظرتها وعينيه الرمادتين تخترقانها وكانه يريد ان يقرا ما خلف هذه العيون الخجولة المندهشة.
"على كل حال" قال بعد لحظة "لا جدوى من التحدث بكل هذه الامور الان. لقد وعدت الطبيب اننى ساعتنى بك. فيجب ان يكون عندك شخصا مسؤولا عنك اذا اردت ان تغادرى هذا المكان. لا تستطيعى ان تعودى الى شقة صغيرة لتعتنى بنفسك وحدك, لا خيار لديك سوى العودة ثانية الى ويندتور معى".
ويندتور كانت تقع على تلة بجانب الاحراش, حجارة البيت الصخرية الرمادية كانت تعكس تاريخ البيت المبنى منذ فترة طويلة.
كان هناك بعض الاشجار حوله وبعض الصخور بالاضافة الى حديقة واسعة تحيط به واشجارها ذات الاوراق الصفراء والحمراء كانت تدل على فصل الخريف الذى كان فى منتصفه الان.
جايك قد احضر لها بعض الثياب واخبرها بصراحة ان هذه الثياب هى لها وكانت موجودة عنده فى البيت اثناء زيارتها لهم. كانت تشعر بالفضول اتجاه نوعية هذه الثياب فلابد انها ستعطيها شيئا عن شخصيتها وطبيعتها التى لا تذكر منهما شيئا.
هل كانت فعلا تحب مثل هذه الثياب؟ بنطال ابيض مصنوع من الصوف السميك, ضيق جدا لدرجة انه يظهر تفاصيل ساقيها بكل دقة وقميصها اخضرا مهفهفا وطويلا, ازراره قليلة وفتحة رقبته تنخفض حتى اول صدرها.
حدقت بنفسها باستغراب فى مراة حمام المستشفى وهى تشعر بالنفور مما رات. الانعكاس بدا خاطئا, نوعا ما. احست كانها شخصا وجد نفسه فى الجانب الخاطئ من الزمن والوقت والمكان.
عندما خرجت لتواجه جايك اخذ ينظر اليها بتمعن لمدة طويلة ووجهه الصلب جامد.
احمرت وجنتيها وقالت "لابد اننى قد ازددت وزنا اثناء اقامتى فى المستشفى, فالثياب بالكاد على مقاسى".
علت وجهه ابتسامة ساخرة وقال "تحاولين اصطياد الاطراء! لين؟ انت لا تحتاجى لى لاخبرك انك تبدين رائعة".
ابتعدت عينيها عنه وهى تشعر بالارتباك وقالت "انا لم اكن اصطاد الاطراء!".
ثم دخلت الممرضة الرئيسة وبقية الممرضات واخذن يودعن لين ويضحكن ويثرثرن معها وكانت لين تشعر بالحزن داخلها لانها ستفارقهن, فقد كان عالمهم هو عالمها خلال الايام القليلة الماضية التى قضتها فى المستشفى كانت تسعد لاخبارهن واحاديثهن عن الممرضين والاطباء الوسيمين واصدقائهن من الشباب, عن الافلام الحديثة والتفاصيل المهمة لحياتهن. كانت كل كلمة كقطرة الندى بالنسبة لها.
"انت مستمعة جيدة لين" قالت الممرضة المتمرنة ذات الوجه المورد جانيت وعينيها الزرقاوين تنظران باسف الى لين وتابعت "مرى علينا حين تعودين للفحوصات التطمينية لاحقا".
"بالطبع سافعل" وعدتها لين بابتسام.
نظرت جانيت نظرة مغرية واثقة باتجاه جايك وقالت له "ستعتنى بها جيدا سيد فورستر اليس كذلك؟".
هز جايك راسه موافقا باختصار "نعم".
لطالما كانت جانيت تشعر بالاثارة لدى زيارات جايك فهذا الرجل الطويل القامة بضحكته الهازئة كان يختلف عن باقى الزائرين ولابد ان جانيت ذات الثمانية عشر عاما كانت من المعجبات بهذا الرجل المتميز. فكرت لين بهذا وهى تعانق جانيت مودعة وهمست فى اذنها بمرح "بالرغم من انى راحلة الان ايتها العفريتة الصغيرة, لا اريدك ان تعطى جايك مثل هذه الابتسامات المغوية".
احمرت وجنتا الفتاة قليلا وعانقت لين وهى تقول بفرح "اوه, انت والاشياء التى تتفوهين بها".
ورافقتها الى باب المستشفى ووضعتها فى مقعدها فى اللاند روفر وظلت تلوح لها حتى غابت كليا وابتعدت. التفتت لين مرة تلو المرة وهى تلوح لجانيت والدموع تلمع داخل عينيها الى ان اختفت هذه الاخيرة كليا ودخلت ثانية الى المستشفى.
والان بعد ان ركن جايك السيارة فى مراب البيت. اخذت لين تحضر نفسها لمقابلتها مع والدته, فكما بدا من لقاءهما السابق هذه الوالدة لا تكن مشاعر الود لها ولم تكن متحمسة لرؤيتها ثانية.
نظر جايك اليها وسالها بصوت جاف "هل انت بخير؟".
طاطات براسها موافقة. وهى تشعر بالخواء والفراغ الهائل داخلها وداخل عقلها. نظرت الى الاسفل بارتباك. وراقب جايك تقاطيع وجهها البيضاوى الصغير وعينيه الرماديتين تمسح خطوط وجنتيها الرقيقتين ورقبتها ونعومة فمها الزهرى وقطب بشدة.
ثم قال لها "لقد احضرت لك بعض ادوات التجميل... لم تستعملى ايا منها".
رفعت حاجبيها, قطبت قليلا ثم هزت راسها. لقد نظرت الى الادوات فى حمام المستشفى لكن الالوان كانت غامقة جدا ولم تشعر برغبة فى استعمالها.
"لم لا؟" سالها بجفاف "ماذا بحق الجحيم تلعبين الان لين؟ ما هى هذه اللعبة الجديدة؟".
"ماذا تقصد؟" سالته وهى تبلع ريقها بصعوبة "الامر انه... ان الالوان كانت غامقة جدا, كلها خطأ".
رفع حاجبه وقال "هكذا اذن, انا اسف, تقصدين انهم لا يناسبوا الوان ملابسك؟ لقد احضرت الاشياء التى كانت موجودة فى غرفة نومك... كان هذا ما وجدته".
احمرت وجنتيها وتعبير غريب ملأ عينيها الخضراوين وقالت "غرفة نومى؟".
"لقد قضيت معنا اسبوعين هل تذكرى؟" وقست ملامحه وتابع "لقد اخبرتك هذا. لقد تركت بعض الاشياء وراءك. قلت انك سترسلين بطلبها لاحقا".
تنهدت وقالت "طبعا".
وخرجا من السيارة واتى الكلب الاسود بسرعة ليستقبلهما وهو ينبح بفرح. توقف واخذ يحدق بلين مدت يدها وابتسمت قائلة "سام... مرحبا سام".
تصلب قليلا ثم لم يلبث ان مد راسه باتجاه يدها التى اخذت تربت عليه بحب وحنان. لقد كان اول صديق لى فى الاحراش فكرت لين واخذ الكلب يهز ذيله معبرا عن فرحه فركعت لين بقربه ونظرت مباشرة الى عينيه السوداوين وقالت بفرح "كيف حالك ايها البطل؟".
كان جايك واقفا يراقبهما وتعبير قاسى على وجهه وقال بقسوة "ادخلى الى البيت فالجو بارد هنا. وانت لا تزالين ضعيفة. يجب ان تخلدى للنوم فورا".
وقفت بسرعة وتبعته وهو يمشى باتجاه باب البيت الخلفى عبر ممرا مرصوفا بالحجارة الصوانية.
سالته "هل كان هذا البيت مزرعة من قبل؟".
"نعم" وافقها "ليس تجاريا طبعا. فالارض كانت غير خصبة فكنا نربى بعض الارانب والدجاج لحاجات البيت فقط طبعا. فالوالدة تحب البيض واللحم الطازج".
وكانا قد دخلا الى مطبخ كبير. ووقفت وسام يقف بجانبها كمظل وفى واخذت تحدق حولها بانبهار. فالغرفة كانت من الخشب البنى اللامع والسقف خشبى ومعلق به بعض رزم الثوم والبصل وفى الوسط طاولة خشبية ضخمة تشغل معظم المكان. كانت السيدة فورستر تقف قرب حوض الجلى, وتفرغ بعض المربى فى اوعية زجاجية وهى ترتدى مئزرا ابيض اللون.
نظرت باختصار الى لين وعينيها تظهران عدم ترحيبها وقالت الى جايك بتردد "من الافضل لها ان تذهب الى النوم... لقد حضرت الغرفة لها".
"انا بخير" قالت لين "حقا انا لا اشعر باى تعب وانا افضل البقاء هنا".
"بالطبع تفضلين هذا" قالت السيدة فورستر بغموض وهى تغلق اغطية الاوعية.
"تعالى" امرها جايك وهو يشدها من ذراعها.
"اوه, لكن..." ونظرت اليه بتوسل.
"لقد اخبرتك" قالت السيدة بحزم "اننى لا اريدها حولى لتثير المشاكل كل النهار. لقد قلت انها ستبقى فالتبقى, لكنى لا اريدها فى طريقى جايك".
استدارت لين مبتعدة وفمها يرتجف من القهر وهى تتبع جايك الى الغرفة التى ستبقى فيها. كان كل شئ حولها جميلا ومرتبا بزوق وحين وصلت الى الغرفة فتح جايك لها الباب ودعاها للدخول.
علت الدهشة والاعجاب محياها حين رات هذه الغرفة بجدرانها البيضاء وستائرها الخضراء والحمراء والزرقاء والتى تتناسب مع غطاء السرير الكبير الاخضر اللون وخزانة الثياب الضخمة والكنبة الخضراء التى كانت فى جانب الغرفة وكان هناك مغسلة ابتوسية ضخمة فى احدى الزوايا وخلفها على احد الرفوف يوجد مزهرية صينية وابريق مزخرف والوانهم الفيكتورية الزهرية لاتزال لامعة.
كان جايك يراقبها وهى تنتقل باعجاب ومرح فى الغرفة دون ان يظهر اى تعبير على وجهه. استدارت وتطاير شعرها الاسود الداكن المنسدل على كتفيها وابتسمت له وقالت بغبطة "انها غرفة رائعة".
لم يعلق على كلامها لكنها لاحظت بعض التصلب على وجهه وقال "ملابسك موجودة داخل الخزانة".
نهاية الفصل الاول.

ام المنكاشه 16-02-13 08:49 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
الفصل الثانى
فتحت الخزانة وحدقت فى صفوف الملابس المكدسة داخلها بدهشة واضحة واستغراب. كان هناك العديد العديد من الملابس... غالية الثمن, فكرت لين لكنها لم تعجب باى قطعة من كل هذا فالوانها كانت صارخة وموديلاتها مثيرة جدا.
"لقد تركت ثوب نوم واحد فقط" قال جايك بصوت بدا مشمئزا.
وفتح احد الجوارير للخزانة وسحب قطعة رقيقة وشفافة ولونها احمر بالكاد تغطى نصف الجسم. حدقت لين بيديه بالثوب الاحمر النارى وعلت الحمرة خديها.
"من الافضل ان ترتديه وتخلدى للنوم" قال جايك واكمل "ساحضر لك بعض طعام الغداء بعد نصف ساعة".
"انا... انا لا استطيع ارتداء هذا... هذا شئ" همست وهى لا تتصور نفسها فى مثل هذا الثوب.
نظر اليها بسخرية وقال "لم لا؟ رايتك فى ثياب اقل حتى من هذا".
توقف الهواء فى رئتيها وعلا الغضب ملامحها وحدقت به بعيون جاحظة وقالت "انا لا اصدقك... كيف اعرف اننا حقا كنا مخطوبين؟ انا لا اعرفك, انا اعرف فقط ما تخبرنى انت به. هذه الثياب... لااصدق اننى كنت ارتدى فى حياتى اشياء كهذه... فبعضهم غير محتشم اطلاقا".
عينيه الرماديتين انزلقا عليها باحتقار وتعمد وقال "اوقفى هذا لين! حتى فقدانك لذاكرتك لن يؤثر على طباعك ويغيرك الى هذه الدرجة! محتشم؟ انا اشك اذا كنت تعرفى ما معنى هذه الكلمة؟".
ونظر الى الجارور ثانية وسحب منه شيئا ما ورماه اليها وقال بوحشية "اذا اردت برهان... هاك... سانزل الى الطابق السفلى الان وعندما اعود لاحضر لك الغداء اريد ان اجدك قد خلدت الى السرير".
وخرج من الغرفة بينما كانت هى تحدق بذهول بالصورة التى رماها لها. وجهها فى الصورة كان يحدق بها لكن التعابير عليه كانت غير مالوفة ابدا. كانت ترتدى ثوب سباحة من قطعتين, ابيض اللون يكاد لا يخفى شيئا من جسدها وتجلس على كرسى بحرى كبير وبجانبها ذراعه تحيط بوسطها العارى بحركة متملكة كان جايك مستلقى ويحدق بها.
حدقت لين بوجهها بالصورة كانها تريد ان تتاكد انها فعلا هذه الفتاة. ولكن كانت الحقيقة ظاهرة ففعلا هى نفسها فى الصورة ولكن هذه النظرة العصرية الغير مبالية هذه الجلسة المثيرة وتلك العيون المغوية بنظراتها كانت غريبة عليها.
هل هذا ما كنت انت عليها حقا؟ سالت نفسها بياس اى نوع من الكائنات كنت؟ الاسرار المخفية لماضيها بدت كانها تعذبها فرمت بنفسها على السرير والصورة لا تزال فى يدها وبدات بالبكاء.
ولاول مرة تسالت اذا كانت لا تزال تريد حقا ان تبعد غمغمة النسيان عن ذاكرتها وان تسترجع ماضيها وان تكتشف حقيقة نفسها. الفتاة الواثقة اللاهية والرخيصة التى كانت بالصورة لم تكن من نوعية الفتاة التى تريد ان تكونها...
لكن الانسان لا يستطيع الهروب من الحقيقة. شبه هذه الثياب الموجودة فى الخزانة, عدائية جايك, الصورة زاد من شعور الارتباك والاضطراب والكره الذى كان يتزايد داخلها وجعلها تنتحب اكثر واكثر لرفض هذه الحقيقة.
لم تسمع الباب ينفتح وراءها. الدموع كانت تنهمر على وجهها وجسدها النحيل يرتجف من التاثر. فجاة شدتها ذراعين فقاومت محاولة ايقاف دموعها لكن جايك كان اقوى منها فشدها وادارها لتواجهه وهو يتكئ بركبتيه على السرير واخذ يحدق فى وجهه.
فاغمضت عينيها وهى تشهق كالاطفال وتمسح وجهها بيديها.
"انت تزيدين من دموعك بهذه الطريقة" قال لها بنعومة.
شدها جايك اليه ووضع راسها على كتفه واخذ يمسد شعرها لتهدئتها. اخذت اكتافها تمتنع عن الاهتزاز وبدات الدموع تخف شيئا فشيئا وبدات تتنفس ببطء وهى ملتصقة به وانفها قريب من رقبته. كانت حركته المهدئة على شعرها تمسد لها راسها واخذت قليلا قليلا تشعر بالنعاس وشعور عليه.
توقفت يده عن تمسيد شعرها فجاة واحست بجسده يتصلب قليلا وتمتم بكلمة لم تسمعها وابعدها عنه واعادها الى السرير. نظرت عليا اليه وعينيها نصف مغمضتين. واثقتين تماما به وابتسامة امتنان على فمها.
راقبها جايك بدقة وفمه يبتسم بابتسامة غريبة وقال "كل خدعة فى الكتاب لين؟ يا الهى انك مقنعة جدا فى تمثيلك لدرجة اننى اكاد اصدق انك صادقة. لكنك لن توقعينى مرتين فى نفس الفخ. ماذا بحق الجحيم تريدين؟ انت تعلمين النتيجة هنا. فلا يوجد هنا شيئا تريدينه. هل هناك؟" واشتعلت عيناه بغضب واكمل "ولكن هل يزعجك ويقض مضجعك اننى قد افلت من الصنارة؟ هل هذا هو الامر؟ تريدين ان ترينى راكعا امامك على ركبتى مثل اولئك المغفلين الباقين قبل ان ترمينى بعيدا؟".
الكلمات القاسية الغاضبة تنافرت مع مشاعرها الممتنة الشاكرة.فنظرت اليه وعينيها الخضراوين تمتلان بالالم وعدم التصديق وقالت "جايك... انا".
"اوه, اخرسى" قاطعها بقسوة "فانا لا اريد ان اسمع المزيد لين. فمهما كانت اللعبة التى تقومين بها انسيها, فانا لا اريد ان يكون لى اى دخل بها".
"انا لااقوم باى لعبة" قالت بتعب. وقد ذهب كل لون من وجهها, كان وجهها ابيضا كالوسادة الموجودة تحت راسها وعينيها الخضراوين متكدرتين من الالم والتعب.
تصلب فمه بغضب وعينيه تحدقان بوجهها, كانت هناك نظرة ضعيفة وضائعة على وجهها جعلت من المستحيل عليه الظن انها كانت تقوم بخداعه.
فتمتم "اللعنة... هيا غيرى ملابسك وادخلى السرير, لين!".
"لن ارتدى ذلك الشئ" قالت بوضوح.
نظر اليها وتعابيره مشككة ثم ترك الغرفة وعاد بعد قليل وهو يحمل قميصا للنوم. ابيض اللون ومزهر وقال "احد قمصان نوم والدتى" ورماه لها واستدار وخرج وصفق الباب وراءه.
غيرت ملابسها ببطء وارتدت قميص النوم كانت اكمامه طويلة وصدره مطرزا ومع انه كان قصيرا قليلا عليها الا انها شعرت بالراحة فيه ووجدت انه يلائمها تماما.
ودخلت فى سريرها وهى تسمع صوت بعض عصافير الخريف خارجا وعداها كان الصمت مخيما والاحراش هادئة حتى كانت تسمع صوت خفقات قلبها.
ما الذى حصل بينها وبين جايك فى الماضى وجعله قاسيا وغاضبا لهذه الدرجة منها؟ لقد قال انهما كانا مخطوبين لكنه رغم هذا يعاملها بتجرد كامل, كانت تشعر بالشك وعدم الثقة فى كلمة يقولها فى كل نظرة يرمقها بها. هل هو حتى الان يشك ان فقدانها لذاكرتها هو خدعة تقوم بها؟ ماذا قال لتوه الان... انها كانت تحاول ايقاعه فى شباكها؟ توقعه فى ماذا؟ الدهشة والحزن والذهول سيطرا على وجهها الشاحب. لو انها فقط تتذكر... اى نوع من الفتيات كانت لتنشر مثل هذا ال
كره بينهما؟.
نظرت الى ثوب النوم واصابعها يتحسسان الزهور الزهرية والزرقاء بطريقة طفولية وتذكرت طفولتها... طفولتها تردد صدى الكلمة فى عقلها. شعرت كان فكرة ما لمعت فى راسها, ذكرى ما لمعت كالسمكة الصغيرة ثم لم تلبث ان عادت ذاكرتها دون ان تمسك بها وتعرفها.
فتح الباب ودخل جايك فنظرت اليه بدهشة مفاجئة والتوى فمه بسخرية قائلا "بالتاكيد فقدان الذاكرة لم يغيرك لهذه الدرجة لين؟".
اتسعت عيناها من الصدمة. ماذا يقصد؟ التقى بعينيها ونظرته لا تزال ساخرة وقال "لا تتظاهرى معى وتمثلى, تستطيعين ان تبقى هنا قدر ما تشائين لكن بحق الله, توقفى عن القيام بهذه الالاعيب".
ووضع الصينية على حضنها وخرج. نظرت لين الى الطعام وارتجفت كم... كم كانت علاقتهم حميمة فى الماضى؟ هل كان معتادا على الدخول الى غرفة نومها بالثقة التى دخل بها الان؟.
دفعت السؤال بعيدا وبدات تتناول طعامها. كان مطبوخا جيدا لكنه لم يكن لذيذا جدا. فاكلت لين نصف السمكة وبعض السلطة ووضعت الصينية جانبا ثم استلقت على سريرها واغمضت عينيها وهى تتساءل هل ستتذكر شيئا ما؟ وبوقت قصير كانت قد استغرقت فى النوم.
عندما استفاقت وجدت الستائر مغلقة والصينية قد زالت من مكانها, فجلست وهى تقول انه لابد ان احدهم قد دخل الغرفة اثناء نومها.
نزلت من السرير واخذت تدور فى الغرفة وتنظر الى قطع الاثاث لقد كانت الغرفة جميلة ومريحة وبدات لين تتساءل عن مستقبلها. اذا لم تستطع ان تسترجع ذاكرتها هل سيكون عليها ان تبدا بحياتها من جديد وكيف ستفعل هذا؟ ما العمل الذى تستطيع القيام به؟ يجب ان تعمل لتعيل نفسها.

اسراء الشوبكى 16-02-13 08:29 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
جزاكي الله خيرا قصة روووووووووووعة كروعتيك يل قمراية
ويريد متتأخري علينا علشان احنا متشوقين جدااااا للتكملة:0041::0041::0041:

عبير عمار 20-02-13 10:17 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
تسلم الايادي يا عسل وربنا يوفقك وتخلصيها بسرررررعه:rdd12zp1:

ام المنكاشه 25-02-13 01:01 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
مش عارفة اودى وشى منكم فين انا اسفة للتاخير
شكرا يا اسراء على مرورك
وشكر كبير لعبير اللى على طول مشجعانى

ام المنكاشه 25-02-13 01:03 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
؟ يجب ان تعمل لتعيل نفسها. كانت تعمل فى صالة عرض للفنون. كما اخبرها جايك, تعمل ماذا؟ هل كانت تطبع على الالة الكاتبة؟ ونظرت الى يديها كانها ارادتهم ان يخبروها لكن لم تصلها اى معلومات. نقرة على الباب جعلتها تنتفض.
"ادخل" قالت واسرعت الى السرير. دخل جايك الغرفة واخذ يراقبها وهى تغطى نفسها جيدا بالاغطية.
قال "لقد استيقظت اخيرا, لقد نمت لساعات, هل انت جائعة؟ فانت لم تاكلى كثيرا على الغداء".
"كان الغداء لذيذا, لكن يبدو ان شهيتى تضاءلت" قالت له.
هز كتفيه وقال "لم تكونى تاكلى كثيرا على كل حال".
"جايك, هل هناك شيئا استطيع القيام به؟"سالته بعصبية "انا... اشعر بالملل من بقائى هكذا, الا استطيع النهوض الان ومساعدة والدتك؟".
ارتفع حاجبه الداكن ونظر اليها بسخرية وقال "تساعدى والدتى؟ بماذا؟".
اقترحت "بالطبخ مثلا".
فقال لها "انت تعلمين جيدا انك لا تجيدين الطهى".
قطبت حاجبيها قليلا وقالت "لا اجيد الطهى؟" بطريقة ما قد افشلها جوابه, لقد كانت واثقة انها تجيد الطهى, انها غريزة طبيعية, حقيقة.
"على كل حال امى لا تريدك فى طريقها" قال وتابع "اذا كنت تشعرين بالملل فساحضر لك الراديو والمسجل".
"افضل ان تحضر لى كتابا" قالت بشوق.
نظر اليها وقال "اى نوع من الكتب؟".
اجابته "اى نوع, اختار انت لى بعض الكتب".
فقال "كما تشائين".
وخرج ثم عاد بعد لحظات وهو يحمل مجموعة من الكتب وراديو وقال لها "ضعى مازرك وساريك اين مكان الحمام, انه بدائى قليلا لكنه فعال".
كان الحمام عبارة عن غرفة صغيرة مظلمة والمياه الساخنة تستطيع ان تحرقها, كما قال لها, كان هناك سخان كبير بالزاوية لكنه يصدر اصواتا كثيرة وتهىء لها انه سينفجر فى اية لحظة. تركها هناك ونزل الى الطابق السفلى.
عادت بعد قليل الى غرفتها وهى تشعر بالانتعاش بعد ان اغتسلت وصعدت الى السرير وامسكت باحد الكتب. بدا لها مالوفا فهو قصة لشارلز ديكينز فتحته وهى تامل فى ان تتذكر وهى تقراه.
اخذت تتصفح الكتاب وشعور الالفة لا يزال مسيطرا عليها وازداد برؤيتها للصور وللكلمات لكنها لم تستطع ان تتذكر اين ومتى قرات هذا الكتاب؟ هل عندما كانت صغيرة؟ هل هنا فى هذا البيت؟ الذكرى كانت تقبع فى احد زوايا عقلها ولم تستطع ان تصل اليها.
قال الطبيب النفسى ان العديد من الاشياء ستكون مالوفة لها, الموسيقى, الشعر, حقائق الحياة لكن الذاكرة الشخصية لها هى التى انمحت من راسها.
وتذكرته بنظاراته وكلامه لها وهو يقول "فى عقلك الباطن انت تعرفين من انت... وضمن بعض الطرق يستطيع الطبيب ان يصل الى الحقيقة, لكن هذا غير مجدى, فعليك انت نفسك ان تنتزعى ماضيك من حيث خباه وعيك. سيكون من دون فائدة لى ان احاول. لانه ولاسباب خاصة بك قد اغلقت الباب فى عقلك وفصلت بين ماضيك وحاضرك, لربما كنت بحاجة ان تحمى نفسك. وعندما يزول سبب رغبتك فى نسيان الماضى, ستجدين ان هذا الباب سينفتح فورا ومن جراء نفسه".
اغلقت عينيها وتنهدت لكنها عادت واجبرت نفسها على التركيز على الكتاب بين يديها وشيئا فشيئا بدات تنسجم به, دق جايك على الباب بعد عدة ساعات واحضر لها كوبا دافئا من الحليب واخبرها لنه حان وقت نومها وابعد الكتاب عنها.
"لكننى لا اشعر بالنعاس بعد, لقد نمت مطولا هذا اليوم" قالت له باعتراض.
فاجابها "انت هنا لتستعيدى صحتك وقوتك وكلما خلدت للراحة اكثر كلما استعدت صحتك اسرع".
"وغادرت بيتك بسرعة اكبر" قالت وهى تشعر بالغضب.
"نعم" قال "غادرت بيتى, غادرت حياتى وغادرت تفكيرى اللعنة عليك".
رفعت ذقنها الصغير نحوه بتحدى وقالت "انت تكرهنى اليس كذلك جايك؟ انت تقول اننا كنا مخطوبين... لكننى لا ارتدى اى خاتم, وانا اشك اننا كنا مخطوبين فى يوم من الايام".
التمعت عيناه بغضب وقال "كان عندك خاتما, لين كنت متباهيا كفاية لاشترى لك خاتما من الزفير... والذى قلتى لى حينها فورا كنت تفضلين الالماس... حتى هذا لم يكن جيدا كفاية بالنسبة لك".
"اوه" قالت واحمرت وجنتيها وتابعت "لابد اننى كنت غاضبة حين قلت هذا الكلام... فانا حقا افضل الزفير على الالماس... لكنى لا ارتدى الخاتم الان, هل... هل اعدته لك سابقا؟".
"كلا لم تفعلى" قال بحزم.
فنظرت اليه مقطبة وقالت "اين هو الخاتم اذن؟".
ابتسم لها بتهكم وقال "بدون شك انه عاد الى احد محال المجوهرات, لابد انك قد قبضت مبلغا محترما لقائه".
صدمت وجحظت عينيها واللون الاخضر يشتعل داخلهما وصرخت "انا لن افعل هذا الامر ابدا! كيف تستطيع ان تقول مثل هذا الشئ؟".
"لاننى اعرف طريقة تفكير عقلك الصغير" قال بقسوة.
ارتجفت من نبرته ثم غطت نفسها بالاغطية لتمنعه من رؤية الدموع التى اخذت تتجمع فى عينيها. وبعد لحظة اطفا الضوء وخرج من الغرفة وهو يقول قبل ان يغلق الباب "تصبحين على خير".
لم تستطع النوم وهى تحاول وتحاول ان تفتح قفل ذاكرتها. هل لفقدان ذاكرتها علاقة بشئ ما جرى بينها وبين جايك؟ وفكرت بصالة العرض التى قال انها كانت تعمل بها, لابد اذا ذهبت الى هناك وستقابل شخصا ما قد يهز ذاكرتها ويعيد لها شيئا منها. ولكن طالما ان جايك ووالدته نفسهما والتى كان من الواضح انها كانت تعرفهما لم يساعداها فى تذكر اى شئ, فهل سيقدر على هذا احد الاصدقاء او المعارف؟ حتى ثيابها وادوات التجميل خاصتها قد بدوا غريبين.
بالنسبة لها على الرغم من انها هى نفسها التى ابتاعتهم فى السابق.
فى الخارج كانت الرياح تعصف بصوت كئيب وحزين على الاحراج القريبة فاستمعت لها وتذكرت اللحظة الاولى التى فتحت بها عينيها ووجدت نفسها فى هذا المكان الموحش الفارغ المخيف.
مجرد تذكرها لهذا جعلها ترتجف فاسرعت بتغيير تفكيرها واخذت تتذكر المستشفى والممرضات واخبارهن, اى شئ كان افضل من شعورها بالعزلة القاتلة التى كانت تشعر بها وبطريقة ما استغرقت فى النوم بعد قليل. وحين استيقظت وجدت ضوءا غريبا يغمر الغرفة وادركت بعد حين انه بسبب الضباب الذى كان يسيطر على كل شئ بالخارج. وغادرت السرير واسرعت الى النافذة لكن الضباب الصباحى كان لا يظهر اى منظر, صمت هادئ سيطر على البيت. ولا طير كان يغنى, ورغم هذا كانت الاحراج تتراءى من وراء الضباب.
ارتجفت واحست بالبرد ففتحت الخزانة واحست بالفرح حين رات بنطال الجينز والكنزة الصوفية الرقيقة التى كانت ترتديهم يوم الحادثة. كانت السيدة فورستر قد غسلتهم وكوتهم فارتدتهم بامتنان وبخمس دقائق كانت قد انتهت من الارتداء ومشطت شعرها حتى لمعت اخر اطرافه السوداء الداكنة ثم نزلت الى الطابق السفلى.
عندما فتحت باب المطبخ استدارت السيدة فورستر وطغت نظرة قاسية على عينيها وقالت "سيكون فطورك جاهزا بعد عشر دقائق" وتابعت بصراحة "انا لم اتوقع انك ستستيقظين مبكرا هكذا".
نظرت لين الى الساعة الكبيرة المعلقة فوق الباب والتى كانت تشير الى الثامنة.
وقالت بادب "انا لا اريد ان اكون فى طريقك, فمن الواضح انك مشغولة, الا استطيع ان احضر فطورى بنفسى؟ احب هذا من فضلك؟".
نظرت اليها المراة بتهكم وهزت كتفيها وقالت "افعلى ما تحبين, هناك ابريقا من عصير الليمون فى الثلاجة".
نظرت لين الى السلة الكبيرة التى يضعون فيها البيض وسالت "هل استطيع ان اغلى لنفسى بيضة؟".
"اذا اردت" قالت السيدة فورستر وهى تكمل عملها. فتحت لين عددا من الخزائن حتى وجدت وعاءا صغيرا فملاته بالماء ووضعته على النار بعد ان رشت بالمياه بعض الملح.
وضعت البيضة بعد قليل فى المياه وسالت "ماذا عن فطور جايك؟".
"لقد تناوله" اجابتها السيدة فورستر بسرعة ونظرت لها بجفاف وتابعت "لقد ذهب الى مرسمه هذا الصباح لذا اذا كنت تقومين بهذا لمصلحته فانسى الامر".
احمرت لين وقالت "لقد قمت بهذا لكى اوفر عليك التعب والازعاج, انا اعلم انك لا تحبين وجودى هنا سيدة فورستر وانا اشعر بعدم الراحة لكونى اسبب لك ازعاجا واظن اننى قوية ومعافاة بما فيه الكفاية لاعود الى..." توقفت قليلا ثم تابعت "الى المان الذى كنت اعيش به, لابد انه يوجد شقة او غرفة اسكن بها".
"شقة فى يورك" قالت السيدة فورستر بجفاف "هكذا يقول جايك, لكن من الواضح انك لم تعودى تعيشين هناك على كل حال".
حدقت لين بها وسالت "لا اعيش هناك؟ هل تعنين اننى قد تركت الشقة؟".
"شئ من هذا القبيل" الكلمات كانت غير مكترثة.
قالت لين بذهول "لابد اننى قد تركت ما ورائى".
هزت السيدة فورستر يديها وقالت "لم يكونوا يعرفون الى اين ذهبت".
نهاية الفصل الثانى

ام المنكاشه 03-03-13 10:43 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
الفصل الثالث
انتهت لين من تحضير البيضة ودهنت قطعة من الخبز بالمربى وجلست لتتناول الفطور. صبت السيدة فورستر لها كوبا من الشاى الثقيل الساخن وقالت بجفاف "القهوة ممنوعة لكن تستطيعى ان تشربى الحليب اذا اردت".
"الشاى جيد شكرا لك" قالت لين لها.
ووضعت بعض السكر فى الكوب واخذت تتناول الطعام وهى تفكر بعيدا, لابد من وجود مكان تستطيع ان تذهب اليه, لابد من وجود احدهم يسال عنها الان, اين ملابسها؟ اين اموالها؟ لم تكن تحمل قرشا حين وجدت نفسها فى الاحراج,لابد من وجود شيئا ما فعينا السيدة فورستر كانتا عليها وهى تشرب الشاى, فنظرت لين اليها وابتسمت بلطف وقالت "انه لذيذ وساخن".
"لقد اضفت له السكر!" قالت السيدة فورستر باستغراب.
نظرت اليها لين بدهشة وقالت "نعم هل تعتقدين انه ليس من الجيد لى ان اتناول السكر؟ اخشى اننى لم اهتم للحمية كثيرا فالعمل الشاق هو حمية طبيعية لابقاء الجسد نحيلا.".
وجه المراة كان غامضا, استدارت الى حوض الجلى واخذت تغسل يديها وظهرها للين. نظفت لين الطاولة مكان طعامها وبدات تنشف الاوانى التى سبق للسيدة فورستر ان نظفتها. كانت تضع كل قطعة فى مكانها وهى تشعر بجو الالفة والراحة الذى كان يعطيها اياه هذا المطبخ بروائح الطعام وبالبصل والثوم الذى كان معلقا بالسقف وبخزائنه الممتلئة بكافة الاشياء.
وعندما اتمت ترتيب كل شئ نظرت الى السيدة فورستر بتوسل وقالت "والان هل اعد ابريقا من الشاى؟ لابد انك تشعرين بالتعب بعد صنعك للخبز؟".
حدقت فيها المراة بدهشة ثم قالت بعد فترة وهى تجلس على الطاولة "نعم ولم لا؟".
صنعت لين الشاى وهى تعرف انها كانت مراقبة فى كل حركة, احضرت الاكواب والسكر ثم جلست على الطاولة.
حدقت لين بالساعة لتتفادى نظرات المراة المحدقة بها وقالت بلهجة عادية "حين ننتهى من شربنا للشاى ستكون العجينة قد تخمرت".
"ماذا؟" سالت السيدة فورستر وهى تكاد تختنق بالشاى.
"اوه, هل الشاى ساخنا جدا" وشربت لين قليلا من كوبها وتابعت "انه ساخنا قليلا فعلا, انا اسفة".
وجه السيدة فورستر كان كالشرك مغلقا وقاسيا. كانت تشرب كوبها وهى تحدق بالفراغ وكان صوت دقات الساعة هو المسموع فى السكون الذى كان مسيطرا عليهما.
ازاحت لين فنجانها ونظرت الى الساعة وقالت "لقد حان وقت خبز العجين" ونهضت ثم نظرت الى الفرن وفتحته فلفحتها حرارته وقالت "لم يسبق لى ان استعملت فرنا مثل هذا, كيف تعرفين برمجة حرارته؟".
"بالخبرة والممارسة" قالت السيدة فورستر بلباقة.
ههزت لين راسها وسالتها "هل حرارته مناسبة الان؟".
وهزت المراة الاخرى راسها علامة الايجاب, فاخذت لين كرات العجين وبدات تضعها فى الفرن وكانت السيدة تراقبها بصمت. وحين انتهت لين نظرت الى الساعة وقالت "هل تمانعى اذا ساعدتك فى تحضير طعام الغداء؟".
"كنت اريد ان اصنع شوربة لحم" قالت المراة بصراحة.
"اين اللحم؟ فى البراد؟".
اجابتها "نعم".
فتحت لين البراد ووجدت قطعة كبيرة من اللحم ملفوفة فى ورق السوليفان فاحضرتها ووضعتها على الطاولة وقطعتها قطعا صغيرة ثم غمست القطع بالطحين واحضرت المقلاة وانضجت قطع اللحم.
كانت السيدة فورستر تجلس على الطاولة تراقب عملها بصمت واندهاش. احضرت لين البصل والجزر والبطاطا واخذت تقطع الجميع وتضيفهم الى المقلاة. كانت تتعرف بطريقة واثقة كانها معتادة على هذا العمل طوال حياتها ولم يكن عندها الوقت لتتساءل وتستفسر عن كيفية معرفتها لكل هذا لكنها تابعت عملها واكملت صنع الحساء. وحين انتهت وضعته فى وعاء كبير وغطته بالغطاء.
غسلت لين يديها بعد ان نظفت الادوات التى استعملتهم وشعرت ان المراة تحدق بها بعدائية.
نظرت لين حولها بارتباك وقالت "انا اسفة لكن هل هناك شئ خاطئ؟ هل تركت شئ اردت ان تضعيه؟".
الخضار قد تم تقطيعها وقد اضافت بعض الثوم الذى كان موضوعا قربهم اذن فما هو الخطا الذى ارتكبته؟.
"لربما تريدين تقشير البطاطا ايضا؟" قالت السيدة فورستر بجفاف.
"طبعا" قالت لين وهى لاتزال مندهشة ثم بدات بالتقشير حين تشممت الهواء قليلا ثم صرخت "الخبز!" واسرعت الى الفرن فتحته وسحبت الصينية منه ثم تناولت بملعقة خشبية مسطحة ارغفة الخبز الشقراء المحمرة ووضعتهم فى صينية ناولتها اياها السيدة فورستر.
وضعتهم على الطاولة وقالت "رائحتهم رائعة, اليس كذلك؟" ثم تابعت بابتسام "احب الخبز الساخن مع الزبدة".
"يسبب لك هذا عسر هضم" قالت السيدة فورستر وهى تنهض وتتحرك باتجاه باب المطبخ وهى تكمل "هناك اعمال على انجازها, لقد استمتعت بدرس التدبير المنزلى لكن الان على الذهاب والا فلن انتهى من واجبى اليوم".
راقبتها لين وهى تغلق باب المطبخ وقطبت جبينها. درس التدبير المنزلى؟ هل السيدة فورستر تتخيل وتظن ان لين كانت تقوم بلعبة ما؟ كما يعتقدها جايك تلعب لعبة فقدان الذاكرة.
طردت الفكرة من راسها واكملت تقشير البطاطا ثم بعد حين نظفت المطبخ واعادت كل شئ الى مكانه, نظرت الى الساعة وسمعت صوت مكنة كهربائية فى الخارج ففتحت باب المطبخ ونظرت الى السيدة فورستر التى كانت تنظف سجادة غرفة الجلوس وقالت "هل استطيع ان اساعدك بشئ اخر؟".
"لا حاجة لهذا" قالت السيدة فورستر "لقد قمت بكثير مما هو كفاية حتى الان" ثم تابعت واطراف ابتسامة تتلاعب على شفتيها "اذا لم يكن عندك شئ افضل مما تفعلينه فبامكانك ترتيب سريرك".
اجابتها لين بدهشة "ولكننى رتبته حين نهضت صباحا".
نظرت اليها المراة بغير تصديق وقالت "اه نعم".
توجهت لين الى النافذة واخذت تنظر الى الاشجار والاحراج التى كانت تلمع تحت اشعة الشمس القى ظهرت بعد غياب الضباب واخذت ترسل اشعتها الدافئة على الارض. سالت لين وهى تنظر من النافذة "هل يعمل جايك فى طقس مثل هذا؟".
"لا ادرى ماذا ذهب يفعل فى المرسم" قالت السيدة فورستر بغير اكتراث وتابعت "هو لا يخبرنى وانا لا اسأله" صمتت لين قليلا ثم عاودت السؤال "هل هو رساما ماهرا؟".
"لابد انك تقصدين اذا كان يحصد المال الوفير! انه يتدبر حاله جيدا, وينتج ما يكفى حاجة البيت".
رغم ان لين لم تكن تقصد هذا بسؤالها لكنها ظلت صامتة امام عدائية وجفاف السيدة فورستر, ثم قالت لين بعد قليل "ارجوك دعينى اساعدك فى شئ ما فانا غير معتادة على البقاء بدون اى عمل هكذا".
"هل هذا صحيح؟" سالتها السيدة فورستر بتهكم.
"انه فقط شئ ما, انا واثقة منه" حاولت لين ان تشرح "انا اعرف... انا اعلم اننى كنت استعمل يداى..." ونظرت الى المراة بتوسل وتابعت "يجب ان تفهمى بالتاكيد انهم ... يناسبون العمل ومعتادين على القيام بمثل هذه الاعمال".
"حسنا انت حقا غريبة" قالت السيدة فورستر بما يشبة الاعجاب "لقد كدت ان تخدعينى, وانا كنت اظن ان خداعى امرا صعبا ومستحيلا. حسنا بما انك تصرين فبامكانك صنع حلوى التفاح, التفاح موجود فى الخزانة السفلية".
ابتسمت لين قائلة "سافعل هذا"وعادت الى المطبخ واخذت تحضر حلوى التفاح بكل سهولة.
دخلت السيدة فورسترالمطبخ حين كانت لين تفتح الفرن لتضع صينية الحلوى به كانت حرارته انخفضت بعد صنع الخبز. استدارت لين وابتسمت وقالت "سينتهى طبق الحلوى بعد نصف ساعة".
واخذت تنظف الاوانى التى استعملتها وكانت انتهت من تنشيفها وتوضيبها مكانها حين فتح باب المطبخ الخلفى ودخل جايك ومعه الكلب سام الذى ركض بفرح الى لين واخذ يهز ذيله بفرح تعبيرا عن ابتهاجه فربتت على ظهره وهى تبتسم. القى جايك عليها بنظرة قاسية ثم قال موجها كلامه الى والدته "هل الغداء جاهزا؟".
"نعم, منذ فترة قصيرة" قالت الوالدة بجفاف.
فقال جايك وهو يتوجه الى حوض الجلى ليغسل يديه "لقد انقشع الضباب تماما".
"هذا ما اراه".
جلست لين على طاولة المطبخ ووضع سام راسه فى حضنها واخذت تداعبه بحنان.
جلس جايك على الطاولة قبالتها واخذ يحدق بها. رفعت راسها وتقابلت بعينيه الهازئتين المركزتين على وجهها, فنظرت بعيدا بسرعة وقالت "اننى اشعر بتحسن اليوم" ثم تابعت بعصبية "لربما استطعت غدا الذهاب الى يورك لمحاولة استعادة عملى, فيجب ان ابدا بالبحث عن عمل وعن مكان اقيم به".
"لقد وعدت الاطباء انك ستبقين هنا لحين استرجاعك لذاكرتك" قال بتصميم وتابع "سوف تفعلين هذا".
"هذا لطف منك" قالت بعدم سعادة "ربما استطيع ان اقوم ببعض العمل لافيك هذا الدين" ونظرت الى والدته التى كانت تراقبها من كرسيها وعلى وجهها تعبير غامض وقالت "استطيع ان اساعد فى اعمال البيت. فلديك الكثير من العمل هنا. انا اكيدة انك بحاجة الى بعض المساعدة".
"لن اقول لا" قالت السيدة فورستر.
حدق بها جايك والدهشة الشديدة واضحة على محياه وقال "ليس لديها اى فكرة عن شغل البيت كسام بالضبط".
نظرت اليه السيدة فورستر بنظرة جافة وقالت "انها اشطر مما تظن يابنى, فهى مؤهلة تماما لهذا العمل كما يبدو ومليئة بالحيل".
قطب جايك وقال "عماذا بحق الله تتحدثين؟".
تحركت لين نحو طبق الحساء ورفعت الغطاء. كانت الوجبة قد اصبحت جاهزة راقبتها السيدة فورستر دون ان تتحرك بينما كانت لين تجهز الطاولة وتضع الصحون والمعالق ثم جلست مكانها واخذت تتناول حساءها لكن بدون شهية. لخمس دقائق تناول جايك طعامه بسكون ثم وضع شوكته وسكينه جانبا وظل يحدق بها بقوة الى حين رفعت راسها ورات نظرة سوداء غاضبة فى عينيه.
"انت طبخت هذا" كانت الكلمات تاكيد اكثر منه سؤال.
"نعم لقد فعلت" قالت السيدة فورستر "ورقائق اللحم ايضا والان اليس هذا الامر رائعا؟".
نظر جايك اليها بقوة وقال "ايتها الخبيثة" وهو يصر على اسنانه "كان بامكانك طهى طعامل مثل هذا طوال الوقت ورغم ذلك تركت امى تركض من المطبخ الى غرفتك لتخدمك لانك لا تعرفين شيئا عن امور التدبير المنزلى".
نهاية الفصل الثالث.

fadi azar 05-03-13 02:26 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
قد تكون توئم وليس هي خطيبته مشكورة على تعبك

عبير عمار 08-03-13 09:56 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
مشكوره حبيبتي وانا مقدره تعبك معنا في انتظارك ياعسل

one star 14-03-13 02:05 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
الرووواية روووعة تسلم ايدك بانتظااارك يا قمر

ام المنكاشه 15-03-13 01:35 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
الفصل الرابع
كانت لين مدهوشة وغارقة فى الصمت, لم تدرى بماذا تقول وبماذا تدافع عن نفسها, لا عجب ان السيدة فورستر لم تحبها ولم تريدها فى بيتها. لم تستطع الا ان تحدق به وتظل صامته وغير مصدقة. ما الذى جعلها تقول هذا؟ ما الذى جعلها تقوم بكل ما قامت به؟.
"انهى غدائك الان يا بنى, فهناك حلوى فى نهاية الوجبة, احدى انواع الحلوى المفضلة لديك".
دفع جايك صحنه بعيدا وقال "لقد ذهبت شهيتى" نظرت السيدة فورستر الى لين وقالت "اعطيه بعض حلوى التفاح اذن".
بحزن اطاعت لين امرها وحدق جايك بطبق الحلوى الرائع الشكل بالكريما وقطع الكرز التى كانت تغطى التفاح المحلى والمطبوخ ونهض دون ان يتفوه بكلمة وخرج صافقا الباب وراءه. حدقت لين بالباب وهى ترتعش. وضع سام راسه على حضنها فربتت بحركة عفوية على راسه وتناثرت دمعة على خديها. كانت السيدة فورستر تراقبها وفمها متصلب. والان وقفت السيدة فورستر وقالت بجفاف "كوب من الشاى هو كل ما نحتاجه".
وقالت السيدة فورستر وهما تشربان الشاى "انا امراة عادلة. لقد قلت ان بامكانك القدوم الى هنا لان جايك اراد ان يلعب دور الممرض ومع انى اظنه مخطئا فى ما يفعله لكننى لا ارغب فى طرد فتاة مريضة من بيتى, والان انا لا اعلم ان كنت حقا تعانين من فقدان الذاكرة ام لا لكنى ساقول شيئا واحدا, خلف تظاهرك بانك ربة بيت فانت طباخة ماهرة حقا, وستظلين هنا كما يبدو, فجايك يقول انك ستبقين هنا وهو سيد البيت, لقد عرضت مساعدتى... وهذا امرا عادلا اذا كنت تعنين ما قلته فعلا".
"انا اعنيه بالتاكيد" قالت لين بصراحة. وقابلت العيون الرمادية المحدقة بها بكل شجاعتها واصرارها.
"حسنا اذن, لا فكرة عندى عن اللعبة التى كنت تلعبينها سابقا. لكننا سنبدا الان بداية جديدة. فانا بحاجة للمساعدة بصراحة, والبيت واعماله يحتاج الى امراتين لتنهياه. لقد كنت عادلة معى وساكون كذلك معك".
"شكرا" قالت لين وغضت بصرها ثم تابعت بوضوح "سيدة فورستر, انا لا اذكر ما حدث سابقا... ارجوك صدقينى فهذه هى الحقيقة, ولكن مهما كانت الاشياء او الافعال التى قمت بها سابقا وازعجتك انا فعلا اسفة عن كل ما بدر منى".
"لن نعاود الحديث عما حدث سابقا" قالت السيدة فورستر "فانا لا استطيع ان احمل العتاب معى طوال حياتى, بداية جديدة قلت وانا اعنى فعلا بداية جديدة".
"شكرا لك" قالت لين بارتياح. جو العدائية الذى كان مسيطرا بينهما بدا يشبه ضباب الاحراش ببرودته وثقله.
نهضت السيدة فورستر وقالت "يجب ان احضر الدجاج... هل ستغسلين الاطباق عنى؟".
"نعم قالت لين بحماس وهى تنظف الطاولة.
توقفت السيدة فورستر قليلا وقالت بتردد "هذه البداية الجديدة...".
شعرت لين بموجة من الالم تجتاحها. ماذا فعلت له؟ وابتلعت ريقها وسالت السيدة "سيدة فورستر, ماذا ... ماذا فعلت؟".
استدارت المراة المسنة وحدقت بها وقالت "جايك لم يقول".
هزت لين راسها.
"حسنا ذلك هو شانه الخاص" قالت والدته "يجب ان تساليه" وبدات تحضر الطعام للدجاج.
واخذت لين تنظف الصحون بصمت وعقلها يؤلمها وهى تفكر بجايك.
وعندما انتهت كان الضباب قد تلاشى تماما من الخارج واخذت تحدق لين بالاشجار الذهبية. سام اخذ ينبح امام الباب ليفتحوه له.
فقالت السيدة فورستر "لم لا تاخذينه فى نزهة؟".
وجدت لين الفكره جذابة فالشمس كانت دافئة ومشرقة وبالفعل اخذت سام وخرجت للنزهة.
ظهر جايك فجاة وكان يتكئ على حائط حجرى وقال لها "الى اين تظنين نفسك ذاهبة؟".
"لقد اقترحت والدتك ان اخذ سام للنزهة" تمتمت وقد امتلات عينيها بالارتباك لدى رؤيته.
تردد قبل ان يقول "انت لا تعرفين الطرق. من الافضل ان ارافقك" ثم نادى سام قائلا "سام اجلس" فاطاعه الكلب بسرعة.
نظر جايك اليها وقال "تعالى الى الداخل للحظة لاحضر سترتى".
دخلت لين المرسم ببطء. كان مصنوعا من الحجارة البيضاء الرائعة ومؤثث بطريقة ساحرة. كانت الصور منتشرة هنا وهناك والكنبة الخضراء الكبيرة عليها عدد من المساند الملونة الحمراء والصفراء والزرقاء وكانت الازهار الطبيعية والاصطناعية منتشرة على كل طاولة صغيرة. كان فى الوسط لوحة ضخمة كان يرسمها, لكن ظهرها كان للين ولم تجروء لين على الدخول لرؤية ماذا كان يرسم؟ سحب جايك الغطاء على اللوحة المخفية ثم توجه الى المغسلة ليغسل يديه.
اخذت لين تتجول بنظرها على اللوحات حولها وفجاة التقطت عينيها صورة وجهها وعينيها الخضراوين اتسعتا من الصدمة وعدم التصديق عندما ادركت انها كانت تنظر الى صورة لنفسها وهى عارية تماما.
نظر جايك بها محدقا بسخرية بوجهها وارتدى سترته.
"نعم " قال بنعومة "انها انت , جميلة اليس كذلك؟".
تمتمت بذهول "انا ... انا توضعت... امامك هكذا؟" وكل ذرة فى كيانها ترتجف لعدم تصديقها امكانية هذه الفكرة.
"لقد اصريت" قال بجفاف.
"كلا" قالت بقوة والخجل يجتاحها ويحرق شراينها "كلا , انا لن اصدقك... انك تكذب".
وتحرك بسرعة دون ان يعى ماذا كان يفعل وامسك بها بقوة من كتفيها وهزها بعنف ووجهه كالصلب ونظرة عينيه الرمادية كضباب الاحراش مرعبة باردة.
"انا لست كاذبا" قال بقوة "حتى ولو كنت تعانين من فقدان الذاكرة فمن غير الممكن ان تتغير طبيعتك وشخصيتك الى هذه الدرجة؟ لابد انك تخدعين نفسك او تخدعيننى لين, لقد اتيت الى هنا وخلعت ملابسك. انا حتى لم اسالك ان تفعلى هذا. لقد تجادلت معك لهذا فى الواقع لكنك ضحكت بغير اكتراث ودعوتينى بالتقليدى وبالعقلية القديمة".
حدقت به وحاجبيها يكادان يقفزان من وجهها والالم لعدم معرفتها للحقيقة يرهقها.
قسى فمه وقال "انا لم اكن اعرفك جيدا حينها. لقد رسمت لوحات لفتيات عاريات من قبل, الله يعلم, لكنى كنت اريد الزواج منك, كان الامر مختلفا معك. ومن تظنين انك تخدعين الان بتظاهرك انك تشعرين بالخجل مما حدث؟".
شعرت غريزيا انه كان يقول الحقيقة. لكن كيف كان بامكانها القيام بهذا العمل؟ ونظرت الى اللوحة الى الجسد الابيض المتكئ على كنبة خشبية على الوجه المثير بنظرة العينين المغوية وبالتفاحة التى كانت تحملها بيدها وبشفتيها المشقوقتين كانها كانت على وشك قضم التفاحة. الصورة بكل معانيهاكانت مشينة. كانها حواء ببسمتها الهازئة تقدم المعرفة لمن كانت تنظر اليه وابتعدت لين بنظرها عن هذه اللوحة.
تركها جايك وقال "اوه, هيا الان ... فاذا كنا سنقوم بنزهة فعلينا الذهاب حالا".
هز سام ذيله بفرح حين راهما يخرجان من الباب وصفر جايك له وناداه فقفز بسرعة اليه وهو ينبح واخذ يمشى امامهما.
مشيت لين بجانب جايك ,وحاولت نسيان ما قد راته لتوها فى المرسم. كانت اصوات الطيور تطرق اسماعهم وكان الطقس دافئا والسماء زرقاء لكن بعيدا فى الافق كان الضباب لا يزال يبدو وكانه يغطى اواخر الاحراش. مشيا لمدة نصف سلعة تقريبا وكانا يتوقفان مرارا ليصفر جايك لسام الذى كان يختفى وهو يركض خلف احد الحيوانات الصغيرة . لم يقل جايك شيئا وبدا كانه غارقا فى افكاره وكانت لين سعيدة بالصمت. فالكلمات القليلة التى كان يوجهها لها بين الحين والاخر تشعر كانها وخزات قاتلة تغرز فى لحمها.
جلس سام قليلا امامهم وهو يلهث فنظر جايك اليها وقال "اتفضلين بعض الراحة قبل ان نعود ادراجنا؟ لقد مشينا مسافة طويلة. ما كان على جعلك تمشين كل هذه المسافة فى اول يوم تغادرين به السرير".
"شكرا " قالت بادب وهى تجلس على الحشيش. وقطرات الندى كانت لاتزال موجودة على اطراف الحشائش وكانت تلمع كقطع الالماس تحت اشعة الشمس. وبعصبية رات جايك يجلس قربها, كانت تجلس كالطفلة الصغيرة قدميها اسفل جسدها وكانت تلعب بساق احد الحشائش الطويلة. سام اخذ يلاحق احد الارانب وهو ينبح وذيله يهتز بفرح.
قطعت لين ساق الحشائش واخذت تمضغه بعصبية. نظر جايك اليها وقال "هل تشعرين بالتعب؟".
هزت راسها نافية واهتز شعرها الاسود الطويل جراء تحريكها لراسها.
"تبدين كانك تكادين تنهارين" قال بجفاف وتابع "استلقى قليى اخلدى للراحة لفترة".
"انا بخير "قالت.
فامسك بها من خصرها وتراجعت هى بظهرها واستلقت على الحشائش بصرخة صغيرة. وقبل ان تتمكن من النهوض اقترب منها وانحنى فوق جسدها وذراعيه عن جهتى جسدها وحدق بوجهها قائلا ببطء "انت مثل اللغز الصينى... لابد من طريقة لفهمه وحل كل غموضه ولكنى ساكون ملعونا اذا حاولت تفسير لغزك".
ظلت مكانها وبقيت صامتة وعينيها تنظران الى الاسفل وقلبها ينتفض بشدة داخل صدرها.
رفع خصلة من شعرها الاسود وتركها تسقط بين اصابعه وقال "كنت دائما ترفعين شعرك عاليا وكان يبدو عصريا وانيقا. لم انت تتركينه منسدلا دائما هكذا الان؟ هل هذا لاننى اخبرتك مرة اننى افضله هكذا؟".
"لا لا اذكر كيف كنت ارفعه " قالت بعصبية "انا ... انا اتركه فقط منسدلا هكذا".
"حتى رائحته مختلفة" قال وهو يرفع الخصلة الى انفه وتابع "كانت رائحته دائما برائحة العطر, الان رائحته كالصابون".
احمرت وجنتيها وقالت "لقد غسلوه لى فى المستشفى".
"همم" همهم واخذ يداعب خصلة شعرها. ورفع عينيه الى وجهها واخذ يحدقا ببعضهما البعض . وشعرت بقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها.
ازاح خصلة شعرها عن وجهها واخذ يتحسس تفاصيل وجهها باصابع يديه. اشتعل خداها باللون الاحمر وارتعش جسدها . وحين مرر اصابعه بنعومة على شفتيها شعرت بالدماء تكاد تهرب منها, وتصلب جسدها واحتارت ماذا تفعل.
ابعد يديه عنها فجاة وقال بسرعة "علينا العودة الان, والا ستظن والدتى اننا قد تهنا" وسحبها من يدها واوقفها على قدميها ثم صفر مناديا سام وراسه ينظر عاليا. نظرت لين باتجاهه بسرعة ورات تعبيرا غريبا على ملامحه القاسية.
نهاية الفصل الرابع .....

ام المنكاشه 15-03-13 01:47 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
السلام عليكم
انا اسفة بجد عشان التاخير ده
اول مرة من لما خلصت دراسة احس انى ملخومة كده ومش فاضية والوقت مش مكفى اعمل حاجة
والى fadi azar اقول قد تكون وقد لا تكون ادينا هنشوف مع بعض
وشكرا لمرورك
وشكرا عبير دايما مشجعانى والله
وone star يارب تعجبك
وربنا ييسر بجد وهحاول اخلصها على طول

one star 15-03-13 03:06 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
رووووعة روووعة كلمة قليلة عليك بانتظارك

fadi azar 16-03-13 02:42 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
رائعة جدا مشكور

one star 18-03-13 09:39 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
انتى فين اتاخرتى

one star 07-04-13 12:18 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
فييينك يا قمررر اتاخرتى علينا

fati_mel 09-06-13 09:01 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
تسلم ايديك يا قمر
رواية حلوة كثيييييييييييير

tamene2002 13-06-13 02:01 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
الصراحه الروايه دي توووووووووووووووووووووووووووحفه جنان
تسلم ايدك يا قمر

نمرة شاويش 02-07-13 01:00 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
شكررررررررررررررررررررررررررر جزيلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالال ا

نمرة شاويش 02-07-13 01:05 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
:55::55: شكرا :8_4_134:

رااوند 07-11-13 09:36 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
يسلمووووووووووو

حلاتي في غلاتي 17-12-13 01:17 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
روايه بمنتهئ الروعه يسلموا الايادي ويارب متتاخريش علينا بالتكمله لاني مو قادره انتظر من روعتها متشوقه اعرف بقية الاحداث :Thanx:

الجبل الاخضر 14-08-14 01:16 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
ننتظر التكمله

حياة عبسي 05-09-14 08:46 PM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
وين بقيت الرواية حرام متشوقه اعرف نهايتها بليز

Rehana 06-09-14 07:51 AM

رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة
 
تغلق الرواية حتى عودة الكاتبة


الساعة الآن 08:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية