منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   حصري 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني ) (https://www.liilas.com/vb3/t183593.html)

زهرة منسية 05-01-13 05:00 PM

374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
مساء منور بأحلى ليلاسات و ليلاسين
كل سنة و أنتم طيبين
و إنشالله تكون سنة سعيدة و بداية لسنوات سعيدة كتير
و بمناسبة السنة الجديدة هنزل رواية جديدة إنشالله تعجبكم زى ما عجبتنى

و الرواية جزء من سلسلة للكاتبة كايت و الكر
و طبعا التصميم للمصممة المتميزة جداً emn
كل كلمات الشكر ما بتوفيها حقها شكراً
إيمى
و بما أننا ذكرنا الشكر يبقى شكراً لكم
إذا ضغطوا على أيقونة الشكر إذا عجبتكم الرواية


لا أحل نقل الرواية دون ذكر أسم منتديات ليلاس
و دون ذكر أسمى زهرة منسية

زهرة منسية 05-01-13 05:14 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
منتديات ليلاس

كان رامون داريو يسعى للحصول على شركة مدرانو بكل قواه.
لكن شرطاً غريباً اعترض طريقه. عليه الارتباط بـ استريلا مدرانو السيئة السمعة....
لم يتخيل رامون أنه سيتعرض يوماً لمثل هذا الموقف, إلا الزواج من تلك المرأة مستحيل!
لكن استريلا لم تكن كما يتصور . فسحرها و جمال عينيها لم يفارقا خياله للحظة...و بدأ يفكر ...لم لا فزواج المصلحة و زواج الرغبة يجتمعان و يحققان صفقة رابحة فى النهاية.

طبعا الرواية هي عبارة عن سلسلة

الجزء الاول : عشيقه الاثنى عشر شهرا
http://www.liilas.com/vb3/t179668.html

الجزء الثاني : عاصفة في قلب

الجزء الثالث : الانتقام الاخير


زهرة منسية 05-01-13 05:19 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

1 – لا , أبداً !

منتديات ليلاس

وقفت إستريلا و أصبعها على مقبض الباب محاولة التمسك بالهدوء. كانت بحاجة إلى أن تعد نفسها لهذه المواجهة , لهذا الاجتماع بالرجل الذى ينتظرها فى الغرفة .
ظنت أن كل هذا أنتهى , وأن أباها تخلى عن فكرة تزويجها.....لكنه دخل غرفتها لتوه و أخبرها أن الرجل الذى عقد اجتماع عمل هاماً بعد ظهر هذا اليوم يريد أن يراها الآن . فأدركت و قد تملكها اليأس , أنها كانت مخطئة , وأن ذلك ابتدأ من جديد.
لو كان بإمكانها الهرب لفعلت لم كان بإمكانها أن تختبئ فى مكان ما حتى يفقد هذا الرجل صبره و يخرج غاضباً , لسلكت هذا السبيل.
لكن التجربة علمتها أن المواجهة هى السبيل الوحيد.
و هكذا , أخذت نفساً عميقاً آخر و مررت يداً مرتجفة على شعرها الحريرى الأسود , ثم استقامت فى وقفتها و دخلت الغرفة مكرهة.
كان واقفاً أمام النافذة الكبيرة ينظر إلى الحديقة
ــ هل أنت السنيور داريو ؟
السنيور رامون جوان فرانسيسكو داريو؟
انعكس التوتر فى صوتها فجعله بارداً نافراً كلياً , ما جعله يلتفت مجفلاً: "نعم, و أنت إستريلا مدرانو؟"
كان صوته متصلباً نافراً كصوتها .
ــ قال أبى إنك تريد أن ترانى
لم تزعج نفسها بإجابته عن سؤاله فقطب جبينه غاضباً من هذه المقابلة و من برودة صوتها .
و لكن ماذا كان يتوقع ؟ أن تمضى الوقت بالترحيب المهذب به ؟
معرفتها بسبب قدومه يمنعها من التحدث معه بلباقة .
ــ نعم أريد أن أتحدث إليك
ــ لكننى فهمت أنك قدمت إلى هنا لرؤية أبى؟
ــ نعم , أريد أن أشترى منه شركة التلفزيون
ــ وهل نجحت؟
ــ مازلنا....نتفاوض.
فكرت ساخرة فى أن هذا طبيعى . إنهما طبعاً يفاوضان . البيع لن يتم , إلا إذا استجاب هذا الرجل لمطلب أبيها , و إذا بقى لديها أى شكوك فقد تبددت الآن . (مازلنا نتفاوض) تعنى أنه واحد من صف طويل من العرسان الذين ظن أبوها أنه أشترهم لها .
منتديات ليلاس
سألته و هى تمرر يدها المبللة بالعرق على تنورتها :"هل هى أغلى مما تستطيع دفعه؟"
ــ لا , أبداً , بإمكانى أن أدفع أى ثمن.
و تقدم منها خطوة نشيطة قوية تنم عن طاقة كبيرة . طاقة يُفترض أن تُكبح و تُلجم و تبقى تحت السيطرة . رؤيتها له و هو يتحرك جعلت بدنها يقشعر تجاوباً لكنها لم نعرف ما إذا كان ذلك بسبب الخوف أم العداء . جل ما أدركته هو أن غرفة الجلوس الفسيحة بدت لها فجأة أصغر و أضيق من أن تتسع لقوته البدائية
ــ أنت إذن متلهف لشراء الشركة ؟
ــ نعم , نعم , هذا صحيح .

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7398749391.gif

زهرة منسية 05-01-13 05:22 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

لابد أن هذا صحيح ما دام مستعداً للاتفاق مع أبيها ....ما دام مستعداً لبيع نفسه ....و لأن يشتريها لكى يحصل على ما يريد . لقد قرر أبوها أنه وجد هذه المرة الرجل المناسب .
لو كان لديها عقل لأخبرته أنها تعلم ما يجرى بالضبط و أن لا فائدة من الاستمرار فى هذا, و أنها لا تريد أن تصغى إلى عرضه للزواج. و مهما كان الأمر الذى أقنعه أبوها به فهى لن تقبل به مطلقاً .
لم يكن رامون داريو كما توقعته . فهو وسيم للغاية خصوصاً فى مظهره و لونه. منتديات ليلاس
إنه أطول بكثير ورغم أن شعره أسود إلا أن الومضات النحاسية التى تتخلله كانت تلمع فى أشعة شمس العصر التى تتسرب من النافذة .
أما عيناه فهادئتان صافيتان بلون سماء غسلتها عاصفة , كما بدت وسامته خشنة تفيض بالرجولة بينما لوحت الشمس بشرته التى لم تكن سمراء بطبيعتها كبشرة أبيه .
لكنها كانت قد نسيت أن رامون داريو نصف أسبانى , فأمه التى ماتت منذ سنوات و هو طفل إنكليزية .
إذا ما وقف بجانب أبيه أو أبيها لبدا نحيلاً. إنما بدأ واضحاً أن جسمه مشدود العضلات فقد كانت كتفاه عريضتين تحت سترته الأنيقة بينما بدت ساقاه ثابتتين على السجادة الحمراء
سألته وكأنها لا تعلم الجواب:"لماذا تريد أن ترانى؟"
ــ أريد التحدث إليك
ــ وماذا تريد؟
لم يعجبه موقفها و قد بدا هذا واضحاً . لم يبارح العبوس وجهها الذى أزداد قسوة و خطورة . لكنها لم تهتم.
أرادت أن تنتهى من هذا الموضوع لتعود إلى غرفتها مرة أخرى , أو بالأحرى إلى عزلتها التى اعتادتها . فتبتعد عن حملقة أبيها فيها و عن محاضراته و اعتراضاته الغاضبة التى عاشت معها طويلاً و كأنها لم تشاهد على وجهه تعبيراً آخر . أرادت أن تبتعد عن المجتمع و لومه الدائم لها و الهمس عنه و عن الأحاديث التى تتوقف فجأة عندما تدخل غرفة ما , ليقول الجالسون :"هذه هى....هذه ابنة مدرانو الفتاة التى اختطفت كارلوس بيريا من زوجته فتركها مع ولدين صغيرين لتعيلهما وحدها , بينما هو فى سن تسمح بأن يكون والد هذه الفاجرة الصغيرة...."
ــ ألا تجلسين ؟
ــ وهل أنا بحاجة إلى ذلك؟
لم يكن سبب يجعل قلبها يخفق بهذا الشكل لمجرد التفكير فى الاقتراب منه . لماذا تنبهت حواسها بهذا الشكل المؤلم لوجود هذا الرجل؟ حتى رائحة عطر بعد الحلاقة الخفيف التى حملها معه الهواء جعلت أعصابها تتوتر . وسرت الحرارة فى عروقها فأخذت تتململ فى وقفتها بضيق.
لم تقترب بهذا الشكل من أى رجل بعد كارلوس.
ــ أفضل الوقوف .
ــ ظننتك تفضلين أن تكونى مرتاحة؟
ــ أتريد الحقيقة ؟ أفضل أن أكون فى أى مكان آخر غير هذا .
ــ أطمئنك إلى أننى لن أستبقيك طويلاً.
ــ و أنا أطمئنك إلى أننى لا أهتم بما تريد أن تقوله.
الفحيح الذى صدر بين أسنانه و حملقته الباردة فيها أنبآها بغضبه البالغ
ــ هل لى أن أقترح أن تنتظرى ريثما أقول شيئاً؟
كان يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها منذ دخلت إلى الغرفة و قد جعلتها نظراته الفولاذية الباردة تشعر و كأنها رأس من الماشية مرشح لنيل جائزة.
لم يجعلها أى شخص من قبل تشعر بأنها سيئة إلى هذا الحد. و تملكتها رغبة فى أن تمسح هذه النظرة من عينيه و فى أن تخبره رأيها فيه لكن السيطرة التى تعودت أن تمارسها على نفسها منعتها من ذلك. و أخيراً استطاعت أن تقول :"تكلم إذن"
ــ لا بأس سأفعل
منتديات ليلاس
مرر يده القوية فى شعره الأسود الكث اللامع يشعثه بعنف قبل أن يعيده إلى ترتيبه السابق . و فجأة و بالرغم منها وجدت نفسها تأسف لذلك...تلك اللحظات السريعة , رأت فى رامون داريو رجلاً آخر....رجلا ً يختلف جداً عن الشخص المتحفظ غير الودى الذى رأته حين دخلت الغرفة . ووجدت نفسها تفكر فى أنه سيبدو بهذا الشكل فى السرير : شعر مشعث و عينان ناعستان أوهنهما النوم , تبتسمان فى وجه المرأة....
و ذهلت و هى ترى هذه الصورة تسرع خفقات قلبها . لِمَ يتملكها شعور كهذا قط من قبل , حتى مع كارلوس.
كارلوس الذى كان بداية كل هذا, الرجل الذى ما زال تأثيره الضار يفسد حياتها حتى بعد كل هذا الوقت , حتى من القبر . لكن كارلوس لم يؤثر فيها بهذا الشكل قط.
ما الذى تفكر فيه؟ شئ ما فى هذا الرجل أثار كل ما فيها من مشاعر أنثوية .
ــ ثمة مشكلة....لدينا مشكلة.
أعادها صوت رامون داريو إلى الواقع المر بعنف ماحياً تصوراتها مرة أخرى
ــ ماذا تعنى بقولك (لدينا) ؟ لماذا تقرن بيننا , نحن الاثنين بهذا الشكل؟
ــ لأن أباك قرن بيننا.
ها قد وصلا إلى الموضوع . وفيما اعتادت فى المرات السابقة أن تنهى الموضوع فى أسرع وقت ممكن,إذ بها تذهل و هى ترى نفسها لا ترغب فى ذلك . تمنت لو تستطيع أن تضع يدها فى فمه لتمنعه من النطق بعرض الزواج
فإذا عرض عليها الزواج , عليها أن تعطيه جواباً
و الجواب الرفض فهذا هو جوابها على زواج محترم يؤمنها مادياً فإذا ظن رامون أنه سوف يقتنيها كجزء من اتفاقية العمل, للحصول على شركة التلفزيون ,فالجواب سيكون كجوابها للآخرين . أى الرفض !
لكن شعوراً بالآسف تملكها و لأول مرة منذ بدأت حملة أبيها عليها , أخذت تتساءل عما تفعله.
و تابع :"لقد اقترح أبوك سعراً يمكننى قبوله , وأنا أريد الشركة ! و لكن هناك شروطاً . وهذه الشروط تتعلق بك. أبوك يريدنى أن أتزوجك , وهو لن يبيعنى الشركة إلا بهذا الشرط"
كان هذا ما توقعته . ومع ذلك تملكها شعور هائل بالخسارة لإدراكها ألا رجوع فى الأمر . لم يكن ثمة أمل فى أنها وجدت هذه المرة رجلاً لا يمكن شراؤه.
ظهر هذا الأمل الضئيل الغبى فى مكان ما . فــ رامون داريو لم يعالج الأمور بالطريقة التى توقعتها . فى الواقع لم يواجه الوضع كما واجهه الآخرون و بالتالى لم تعرف كيف تتصرف .
لكنه يبدو كالآخرين . فهو مصمم على أن يحصل على ما يريد مهما كانت العقبات التى تقف فى طريقه , ومن دون الاهتمام بمشاعرها .
عندما منعها اليأس و خيبة الأمل من الكلام قال :"إستريلا ؟ هل سمعت ما قلته؟ أبوك يريدنى أن أتزوجك"
فقالت برقة :"أعرف هذا"
كان صوتها من الرقة و النعومة بحيث لم يسمعه فى البداية , لكنه استوعب الكلمات فى النهاية فقال غير مصدق:"أنت تعرفين !"
كيف تتقبل الأمر بهذا الهدوء؟ غير مبالية بما يريده أبوها ؟ وتملكه اشمئزاز بالغ....هل هى شريكة فى هذا الأمر منذ البداية ؟ و هو كان مقصوداً منذ البداية....هل اختارته و أخبرت أباها بذلك؟هذه الفكرة جعلته يشعر و كأنه قطعة لحم للبيع ....و تملكه الغضب و هو يسألها مرة أخرى بصوت غليظ:"هل صحيح ما أسمع؟ هل قلت إنك تعرفين هذا؟"
ــ نعم
كان صوتها أكثر انخفاضاً من قبل , لكنه راقب هذه المرة حركات شفتيها فتأكد من قولها هذا.
ــ وكيف عرفت ذلك؟
و عندما لن تجب عاد يكرر :"كيف عرفت ذلك ؟ أظن أن لى الحق فى الاستفسار و أنا أركما تعبثان بحياتى؟"
عندما تحركت فرفعت رأسها متمردة و عيناها السوداوان ملتهبتان :"لا بأس , يمكنك أن تحصل على توضيح , لكننى أحذرك من أنك لن تحب ذلك. أتظن نفسك الأول؟ أتظن انك الرجل الوحيد الذى أراد أبى أن يشتريه لى؟"
ــ ألست كذلك؟
هزت رأسها بعنف فتطاير شعرها الأسود حول وجهها الذى شحب فجأة :"أنت لست حتى الثانى....أو الثالث"
أتراها تحاول أن تحطم كبرياءه كلياً؟ فتضع أمامه قائمة باسم كل رجل اُختير قبله؟ كل رجل يمكن أن تختاره؟
ــ دعينى من التفاصيل و اعطينى العدد

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7398749391.gif

زهرة منسية 05-01-13 05:25 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

إنها إستريلا مدرانو كما توقعها. لقد ذهل لمظهرها لأنها لم تكن كما توقع . أول نظرة إليها أثارت دهشته فأخذ يحملق إليها بحيرة .
تصورها صغيرة الجسم شهوانية و عنيفة قليلاً , فامرأة بسمعة إستريلا مدرانو لابد أن تكون عنيفة . كما توقع شعراً قصيراً و تنوره قصيرة و تبرجاً مفرطاً و تمرداً يظهر فى قصتها.
لكنها , كانت أطول و أرشق و اهدأ و أكثر أناقة مما تصور.من وجهها البيضاوى بوجنتيه المرتفعتين إلى قدميها النحيفتين فى الحذاء الأسود الخفيف البسيط , كانت مثالاً للتحفظ . وحده شعرها الكث الحريرى اللامع المنسدل على كتفيها يشير إلى ميزة أساسية فيها هى عدم الانضباط الذى لا يتناسب مع ملابسها المتزمتة كملابس الراهبات . إنها مذهلة رائعة الجمال لكنها صلبة باردة كماسة متألقة .
إذا لم يصدق الشائعات عنها من قبل فقد صدقها الآن . نعم, لقد صدقها , ولم يبق إلا أن يسمع الإثبات منها....ربما ليس بالنسبة إلى الماضى, ولكن بالنسبة إلى خططها مع أبيها لاختيار الفريسة ثم اصطيادها و محاولة الإمساك بها :"كم شخص؟"
ــ عشرة . هناك تسعة من قبلك و أنت العاشر.
جاء جوابها صلباً بارداً كالحجر و مالت برأسها قليلاً و هى تسمع شتيمته البذيئة لكنها أدرفت:"سبق و أنذرتك بأنك لن تحب هذا"
ــ أنت على صواب إلى حد لعين . لم أحبه و لن أحبه كما لا أحبك و لا أحب أن أكون ضحية احتيال .
ــ أنا لم أستعمل الاحتيال .
وسكتت و هى ترى الغضب على وجهه فقال :"لكنك كنت على علم بهذه الخطة"
ــ أنا.....نعم
ــ و لم يخطر لك أن من التهذيب أن تطلعينه على ما تعرفينه.....؟
كلامه جعلها ترفع رأسها لتتشابك أعينهما و كأنها تتحداه أن يستمر فى استجواباته هذه , ثم أجابت بحدة :"وأنت الرجل الممتاز الذى يحق له أن يتحدث عن التهذيب؟ أو عما علىّ أن أقول أو لا أقول ؟ على أى حال أنت من وافق على خطة أبى هذه"
لكن رامون لم يقبل بهذا المنطق , فهو يعرف بكل وضوح ما كان مفروضاً به أن يفعل و ذلك منذ اللحظة التى نطق فيها ألفريدو مدرانو اقتراحه المخيف . لا , لم يكن ذلك اقتراحاً بل أمراً صدر عن رجل مستبد....يتوقع أن يهب كل شخص ليلبى أوامره.
و لأن رامون كان يعلم ما يتوقعه , أجابها بعنف :"لا. أبداً"
فسألته رافعة حاجبيها ساخرة :"لا؟ و ما الذى تفعله هنا إذن؟
و كان هذا سؤالاً طرحة على نفسه . ماذا يفعل هنا حقاً؟ يعرض نفسه على ذات العينين السوداوين.
هذه المشاكسة الرائعة الجمال , السوداء العينين الممتلئة الشفتين . هذه المشاكسة السوداء العينين التى جعلها الغضب تنتصب فى وقفتها , وتضع يديها على وركيها الرشيقين . غضب صبغ بشرة وجهها الذهبية بالاحمرار.
كيف يمكنها أن تفعل هذا؟ كيف فعلت ذلك؟ كيف استطاعت أن تكون بهذا التجهم و السخرية و العداء.....و تبقى مع ذلك , بهذا الجمال و الإغراء اللذين يمنعانه من التفكير منطقياً؟
ــ أنت تعلمين جيداً لماذا أنا هنا....جئت لكى.....
ــ أعلم انك جئت فى الأساس للتفاوض لشراء الشركة . لكنك اعترفت بأن أبى لن يبيع.....
ــ إلا بشروطه
فقالت ساخرة :"إلا بشروطه....لكنك بقيت , عجباً!"
ــ أنت تعرفين لماذا بقيت
زمجر بذلك و هو يجاهد ليمنع أفكاره من التحول عن الموضوع و كى يكبح مشاعر تملكته فجف و خشن صوته و هو يقول :"بقيت هنا لأنى أردت التحدث إليك"
ــ تريد أن تطيع أوامر أبى و تجعلنى أتزوجك !
و دارت حول الكرسى الجلدى الكبير و وقفت خلفه فشكل ظهره العالى حاجزاً بينهما و درعاً لدفاع و هى تواجهه مرة أخرى .
قال يجيبها :"يمكنك أن تظنى ذلك إذا شئت"
ــ لقد أخبرتنى عن مدى رغبتك فى الحصول على شركة التلفزيون .
احتجاب جسدها خلف الكرسى , كان من المفروض أن يسهل عليه التفكير بوضوح . لكنه عجز عن ذلك , وكل ما استطاع التفكير فيه هو قوامها الممشوق المغرى. و شعر بنار تسرى فى عروقه بينما عجز عن التفكير بوضوح.
ــ أريدها .....و لكننى لست متلهفاً إليها....لست متلهفاً إلى حد يجعلنى أرتبط بك !
منتديات ليلاس
أصاب منها وتراً حساساً , كما لاحظ عابساً . فقد أجفلت و اشتدت أصابعها المطلية الأظافر على ظهر الكرسى , و انغرست أظافرها فى الجلد . شماتته بها أثارت أسوأ مشاعره و أشدها حقداً و حثته على توجيه ضربة أخرى ما دام بإمكانه ذلك.
ــ أنا لا أفكر فى الزواج حالياً . لماذا أقيد نفسى بينما هناك المئات من الفتيات الجميلات فى (كاتالونيا) وخارجها ؟ وحتى لو أردت أن فكرامتى تدفعنى لأن أختار عروسى بدلاً من أن أتزوج من فتاة علىّ أن أرتشى لأتزوجها.
ــ حسناً لا تقلق فلن تسنح لك فرصة لذلك!
أتراه يتبجح بقوله هذا؟ و كافحت إستريلا لإخفاء أثر ما شعرت به لتهجمه هذا , رافضة أن تدع دموعها تنهمر
لقد بكت ما فيه الكفاية فى الماضى على رجال لم يكونوا يستحقون ذلك, وعلى رجل واحد تحديداً . وبعد معاملة كارلوس لها بكل تلك القسوة و الوحشية أصبحت الإهانات التافهة كهذه مجرد كلام.
ولكن لسبب ما طعنة هذا الرجل كانت مؤلمة و قاسية للغاية , فقالت بغضب عنيف :"لن أتزوجك و لو كانت حياتى و مستقبل الجنس البشرى متوقفين على ذلك , هذا إذا طلبت يدى"
ــ وهذا لن يحدث.
فعادت و تكرر و هى تصر على أسنانها :"إذا طلبت يدى , سأرفضك و أنا سعيدة للغاية "
فرد عليها بحدة :"حسناً أستمتعى بأحلامك هذه فهذا كل ما ستحصلين عليه . لن تشدى الحبل حول رقبتى , حتى و أن كنت أكثر النساء اللاتى رأيتهن جاذبية"


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7398749391.gif
نهاية الفصل الأول
قراءة ممتعة للجميع

زهرة منسية 05-01-13 05:31 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
يا أهلاً وسهلاً بيكى إيمى نورت الرواية كتير بطلتك الحلوة
و يسعدنى كتير أنك تكونى أول الزائرين للرواية
وجودك يعنيلى كتير

و شكراً ليكى على المجهود و التصميم الرائع
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7399722712.gif

عبير عمار 05-01-13 09:50 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
الملخص روعه وكاتبتها زهره منسيهاكيد باتكون تحفه فاختيارك دائما مميز
في انتظارك حبيبتي

Rehana 05-01-13 09:57 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
ماشاء الله .. ماشاء الله

شيء يفتح النفس للقراءة من البداية
تسلمى يديك زهوري على كتابة الرواية .. وتسلمى يديك ايمان على تعبك في التصميم المذهل
والفواصل الجميلة .. مبدعة الله يحفظك

موفقة حبيبتي في الكتابة والتنزيل
الف شكر وتقييم وتثبيت مني

Eman 06-01-13 03:14 AM

ماشاء الله زهورة شو هالاختيار الرائع
هالرواية من اجمل الروايات عندي ،
موجودة عندي ككتاب حقيقي وكنسخة تصويرية وهلة من تحت ايديكي الحلوين مكتوبة :lol:
مابمل اني اقرأها ابدا
يعطيكي الف عافية عالفصل ياقمر والله يعينك على كتابتها
Sent from my iPad using Tapatalk HD

soukaina 06-01-13 03:27 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
بارك فيك عزيزتي باين عليها ممتعة و رائعة و حلوة برشا. بالانتظار و لكن ارجووووووووك لا تطولي علينا

تييا 07-01-13 08:20 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
واووووووووووووووووووووووووووووو روعه يا قلبى والنبى ما تتأخرى؟ ومتى موعد نزول الفصول بالتحديد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زهرة منسية 07-01-13 09:33 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3248030)
الملخص روعه وكاتبتها زهره منسيهاكيد باتكون تحفه فاختيارك دائما مميز
في انتظارك حبيبتي

أهلا و سهلا عبورة
نورتى الرواية بطلتك حبيبتى
شكراً كتير على ثقتك
أتمنى أن أحداث الرواية تعجبك

زهرة منسية 07-01-13 09:39 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3248034)
ماشاء الله .. ماشاء الله

شيء يفتح النفس للقراءة من البداية
تسلمى يديك زهوري على كتابة الرواية .. وتسلمى يديك ايمان على تعبك في التصميم المذهل
والفواصل الجميلة .. مبدعة الله يحفظك

موفقة حبيبتي في الكتابة والتنزيل
الف شكر وتقييم وتثبيت مني

يسلم عمرك ريحانتى ..... تلميذتك و منك نتعلم الذوق
فعلاً إيمى مبدعة كبيرة دايمن الله يحفظها
الف الف الف شكرا على التقيم و التثبيت
مرورك شرف الرواية و ذاتها قيمة

زهرة منسية 07-01-13 09:46 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Eman (المشاركة 3248206)
ماشاء الله زهورة شو هالاختيار الرائع
هالرواية من اجمل الروايات عندي ،
موجودة عندي ككتاب حقيقي وكنسخة تصويرية وهلة من تحت ايديكي الحلوين مكتوبة :lol:
مابمل اني اقرأها ابدا
يعطيكي الف عافية عالفصل ياقمر والله يعينك على كتابتها
Sent from my iPad using Tapatalk HD

هلا هلا هلا إيمو ...
فعلاً الرواية من الروايات اللى ما بمل منها و بحب شخصية رامون جداً
شكراً كتير إيمو على مرورك أسعدنى كتير أن أختيارى عجبك
تسلميلى حبيبتى

زهرة منسية 07-01-13 09:51 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soukaina (المشاركة 3248216)
بارك فيك عزيزتي باين عليها ممتعة و رائعة و حلوة برشا. بالانتظار و لكن ارجووووووووك لا تطولي علينا

أهلين سوسو ....شكراً حبيبتى إنشالله ما بطول و إنشالله الرواية تعجبك

زهرة منسية 07-01-13 10:00 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تييا (المشاركة 3249331)
واووووووووووووووووووووووووووووو روعه يا قلبى والنبى ما تتأخرى؟ ومتى موعد نزول الفصول بالتحديد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وااااااااااااااااااااااااااو الأروع تواجدك تييا يعنى أول مشاركة ليكى تكون فى روايتى أيه الشرف دهـ
أهلا و سهلا بيك بينا فى ليلاس تييا
بس أنا إنشالله مش هتأخر
كل يومين هنزل فصلين و لو لقيت فى تجاوب هنزل أكثر


زهرة منسية 07-01-13 10:05 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
2 – لسنا شريكين


منتديات ليلاس

أكثر من رأيت جاذبية.....
لم تصدق إستريللا ما سمعت.هل قال رامون هذا حقاً ؟ و تملكها إحساس بالنشوة جعل رأسها يدور بلذة أنثوية مفاجئة و لم تستطيع أن تمنع ابتسامة خفيفة بدت عند زاويتى فمها. كانت سريعة كخفقة القلب لكنه لمحها فازداد عبوساً و قال ساخراً :"لقد أعجبك هذا , أليس كذلك ؟ أعجبتك فكرة أن أراك مثيرة؟ حسناً لا تظنى أن بإمكانك أن تستخدمى هذا لمصلحتك . أنا ليست من اللهفة بحيث أرغب فى ما نبذه كارلوس بيريا.... حتى لو توافق ذلك مع رشوة ضخمة هى شركة التلفزيون , بل سأرغب فى أكثر من ذلك بكثير"
ــ حسناً,كان بإمكانك أن تحصل على أكثر من ذلك.
لم تعد ابتسامة إستريللا تحمل شيئاً من الدفء السابق و هى تتابع:"لو لعبت أوراقك جيداً لمنحك أبى كل ما تريده حتى القصر و اللقب الذى يتماشى معه... إذا أعطيته وريثاً فلن يكون لامتنانه حدود"
حيرها التعبير الذى بدا على وجهه و صمته للحظة قبل أن يعود باهتمامه إليها . لقد قالت شيئاً ما لمس منه وتراً حساساً....
لم تكد تعيد صياغة السؤال حتى تغير التعبير الذى على وجهه مرة أخرى , وعاد ينظر إليها بعنف:"شكراً , و لكن , لا . حتى مع هذه الحوافز مازالت الصفقة غالية جداً"
فردت عليه بحدة :"لم أكن أعرضها عليك, إنما كنت أريك ما خسرته. ما من صفقة يا سيد داريو و لن يكون هناك صفقة أبداً . على الأقل بالنسبة إليك"
و سارت إلى الباب و أدارت قبضته بعنف متمنية لو أنها عنقه , و كشرت لهذه الفكرة ثم قالت و هى تفتح الباب على اتساعه :"انتهت المفاوضات و بالتالى الاجتماع, وأكون شاكرة لو غادرت الآن"
ــ بكل سرور .
كان جوابه بحدة السيف و ومصحوباً بابتسامة صغيرة ساخرة و انحناءه احترام زائفة فى اتجاهها قبل أن يغادر.
خطوته الواسعة و تصلب جسده أنبأته بمزاجه المتوتر . بدا غاضباً للغاية , و مزدرياً لها كلياً , متمنياً لو كان فى أى مكان غير هذا المكان,متلهفاً إلى الخروج بأسرع ما يمكن.
و كان من السخافة أن يتملكها فجأة مثل هذا الشعور الغامر من الأسف و الحسرة المدمرة و هى تدرك أنه سيرحل بعد دقيقتين أو أقل , ولن تراه مرة أخرى.
و لكن أليس هذا ما تريده ؟ أن تطرده من حياتها و لا تراه بعد ذلك أبداً ؟ فلا تضطر إلى النظر فى عينيه لترى فيهما الاحتقار البارد كالثلج الذى جعلها ترتجف كورقة فى مهب الريح.
كان هذا ما تريده . لكنها ,حين رأته وقعت فريسة مشاعر مفاجئة .
لم تعرف كيف...و لم تعرف لماذا , ولكن شيئاً ما فى هذا الرجل أصاب حواسها الأنثوية كلها . لقد تمكنت من ترك الآخرين كلهم يرحلون دون ذرة شك...و لكن ليس هو . لم يعانقها حتى أنه لم يلمسها ....و إذا تركته يذهب الآن بهذا الشكل فلن يفعل أبداً .
رغبتها فى أن تعرف تأثير عناق هذا الرجل و لو مرة فى حياتها كانت قوية إلى درجة كادت معها أن تنطق بها, حتى أنها فتحت فمها لتتوسل إليه يبقى و لو لحظة.
لكنها لم تجرؤ , بل انعقد لسانها و أخذت ترقبه بصمت و هو يتابع سيره نحو الباب .
لكنه لم يخرج من الباب بل انعطف قليلاً , فأصبح قربها . حذرتها النظرة التى فى عينيه لكنه قبل أن تدرك نيته كان قد تصرف.
أمسك بكتفيها و جذبها إليه بحركة مفاجئة . لم يكن لديها وقت لتفكر أو تقاوم عندما رفع ذقنها بيده لتشتبك عيناها الغاضبتان بعينيه الرماديتين الهادئتين المقيمتين . وقال بصوت ثخين حمل غضباً مكتوماً و شعوراً آخر جعلها ترتجف من أعماقها :"سأذهب و برغبتى و لكن ثمة ما علىّ أن أقوم به قبل ذلك"
و تجولت عيناه العاصفتان على شفتيها قبل أن تعودا عيناه و ترتفعا إلى عينيها السوداوين :"ثمة ما أردت القيام به منذ رأيتك. شئ كنت تغريننى على القيام به منذ دخلت من هذا الباب"
حاولت أن تحتج لكن الكلمات اختنقت فى حلقها عندما عانقها بجوع بالغ اكتسحها كموجة مد عارمة.
موجة عارمة اكتسحتها بقوتها و طردت كل الأفكار من ذهنها حتى لم يبق فيه سوى المشاعر . وتسارع النبض فى صدغيها , ارتفعت حرارة جسمها , حتى أصبح العالم يدور حولها....و حول رامون.
رامون الأسمر القوى الضخم بذراعيه اللتين تضمانها , وأنفاسه التى تلفح وجهها , وعطره الغامض و حرارة جسده التى غمرت كل عصب و كل خلية فيها.
لم تستطيع أن تمنع نفسها من أن تبادله عناقه و ارتفعت يداها إلى كتفيه العريضتين تتلمسانهما و تتحسسانهما من فوق السترة .
ــ رامون ....
خرج الاسم من فمها فى تمتمة مختنقة من دون سيطرة أو تفكير واضح....
اكتسحتها حرارة عنيفة لم تستطيع معها أن تمنع نفسها من أن تلتصق به.
أرادت المزيد من عناق رامون , من حرارته من قوته و المزيد من الأحاسيس و المشاعر العنيفة التى تدير رأسها .
و فى اللحظة التالية تملكها الذعر و هى ترى أن صوت تنهدها كان أشبه بصفعة على وجه رامون أو بصيحة تحذير إذ جمد مكانه فجأة ثم رفع رأسه ببطء لينظر فى أعماق عينيها .
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7586650331.gif

زهرة منسية 07-01-13 10:09 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

و عندما اخترقت نظراته الفولاذية الباردة منتديات ليلاس عينيها اهتزت ز هو تشعر بالذهول و بعدم الرغبة فى العودة إلى الواقع لا. التحول المفاجئ من ذروة المشاعر المحمومة إلى هذه اللحظة الباردة الجافة جعلها تشعر بالغثيان و أخذت تكافح بيأس , بعد أن أصبحت نظرات رامون بعيدة عن نظرات العاشق مليون ميل.
حاولت أن تغطى ملامحها بقناع من اللامبالاة و إنما لم يكن لديها فكرة عن مدى نجاحها .
وزفر رامون متمتماً :"يا إلهى..... يا الله"
بدت فى حالة ذهول , كحاله , المشاعر المحمومة التى تفجرت بينهما فجأة جعلته يشعر بالدوار....و فجأة و على غير توقع جرى بينهما ما رغب فيه منذ رآها.
لقد أرادها و لم يستطيع أن يكبح رغبته فى معانقتها . لم يستطيع أن يمنع نفسه حين سنحت له الفرصة, من أن يأخذها بين ذراعيه و يعانقها....حتى سقطت الغطرسة عن وجهها.
ما لم يتوقعه هو تجاوبها. ظن أن عناقها سيشبه معانقة جدار من الآجر صلابة و برودة و عناداً لكنها كانت ناراً بين ذراعيه . لقد اشتعلت كالألعاب النارية لتصبح من حرارة و لهب عندئذٍ فقد سيطرته على نفسه و لم يعد يعلم أين هو وما يفعل و لم تعد لديه فكرة عما يحدث. كل كيانه كان مركزاً على رغبة واحدة و هى التعرف على المرأة قد إمكانه . لكن تنهدها الخافت نبهه إلى المكان الذى يتواجد فيه و إلى من تكون فعاد إلى الواقع و عادت إليه رجاحة عقله ترغمه على الابتعاد عنها و على السيطرة على نفسه و الإحباط الذى يتملكه.
ــ حسناً, ماذا عن ذلك؟
أرغم نفسه على الكلام بهدوء و كأنه لم يتأثر على الإطلاق بتلك الموجة المفاجئة من العواطف المحمومة التى غمرته . فقد استطاع أن يسيطر على صوته مانعاً الكلمات من أن تتهدج أثناء نطقه بها قال كلاماً بد و كأنه قيل منذ دهر و ليس منذ دقائق :"لقد انتهت المفاوضات و بالتالى الاجتماع , عزيزتى الدونا إستريللا....هل هكذا تطردين شركائك فى العمل؟ بعناق؟"
ــ أنا ....
فتحت فمها لتجيب ثم بدا أنها فقدت السيطرة على صوتها فعادت و أقفلته و هى تغص بريقها . وأخيراً قالت بسرعة :"أنا لم أعانقك . ما أتذكره هو أنك أنت من عانقتنى كما أننا لسنا شريكين بأى شكل أو بأى شئ !"
فقال بابتسامة ساخرة :"طبعاً لا . ولكن , كما أتذكر , لم تمانعى على الإطلاق , بل على العكس تماماً "
و اشتبكت نظراته بنظراتها فيما اتسعت ابتسامته للذكرى , ثم عاد يردد قولها :"لن أتزوجك حتى لو كانت حياتى و مستقبل الجنس البشرى متوقفان على ذلك"
وأخذ ينظر إلى ارتباكها الحاد و هى تتذكر كلماتها ثم تابع :"ربما لن تتزوجيننى يا (دونا) مدرانو لكننى أراهن على أنى لو طلبت منك أن تأتى معى إلى سريرى لأسرعت إليه كالرصاصة"
تنفست بعنف ثم فتحت فمها محتجة , لكنه قال بسرعة قبل أن تجد فرصة للكلام :"و لكن بقدر ما أحب أن أستفيد مما تعرضينه علىّ إلا أننى سأرفض ذلك. فعناقك إذا علمنى شيئاً فهو أننى كنت على صواب منذ البداية....أى تعامل معك سيكلفنى الكثير و بصراحة لا أظنك تستحقين ذلك"
تمنى أن تقنع بهذا و هو يستدير مبتعداً من دون أن ينظر خلفه.....
لن يمنحها فرصة مناقشته لأنه لا يظن أنه قادر على أن يقنعها إن تكلم مرة أخرى , أو حتى أن يقنع نفسه.
لو نطقت بكلمة تشجيع واحدة .... لو نادته تطلب منه العودة لفعل ذلك.إنه يريدها إلى حد أن السير أصبح عذباً بعد أن تملكت جسده الحرارة و الإثارة.
إذ توقف عن السير فسيلتفت و إذا التفت فسيراها ... و هى ستراه. لا يمكن ألا تعى حالته الجسدية و إلا إذا كانت عمياء أو غبية , وهو يعلم إنها ليس كذلك.
و هكذا استمر فى سيره و إنما ببطء و من دون عجلة , حتى أنه لم يزعج نفسه بإغلاق الباب . قاوم رغبته فى صفق الباب خلفه لكى يتخلص من مراقبة (دونا) مدرانو له , بعينيها البنيتين الداكنتين و هو يخرج و فيما كان يسير فى الممر الطويل شعر بنظراتها المحرقة تلسعه , وعندما أوشك أن يهبط السلالم سمعها أخيراً تناديه :"لن أوافق حتى لو كانت حياتى تقف على ذلك يا (سنيور) داريو ! هذا ما قلته و هذا ما عنيته. وتغيير رأيى يلزم أكثر بكثير من مجرد عناق"
ــ إذن فقد اتفقنا على شئ , على الأقل.
من تراها تخدع ؟ تساءلت و هى ترى رامون يلوح بيده نحوها من دون اهتمام قبل أن يهبط السلم و يغيب عن النظر. لو نظر إلى الخلف لحظة لأدرك أن كلماتها كانت كذبة فعيناها كانتا تتبعانه , إذ لم تستطع سلخ نظراتها عنه.
كان على صواب تماماً .... على صواب مذهل و مخيف و قاهر.
(لا. حتى لو كانت حياتى و مستقبل الجنس البشرى يعتمدان على ذلك)
كررت بتعاسة كل الكلمات العنيفة التى قذفته بها من دون تفكير فى غمرة غضبها و هى تراه يسير مبتعداً . هزت رأسها بيأس لضعفها و غبائها.
ما من شئ ابعد من الحقيقة !
كانت تريده كما أدركت و هى ترتجف خوفاً و بهجة . إذا سمعت خطواته يصعد السلم , إذا ظهر فى آخر الممر و فتح ذراعيه فستطير إليهما و ستلقى بنفسها بين ذراعيه.
تباً لك يا رامون داريو !
منتديات ليلاس
خرجت هذه الكلمات بعنف و لكن سواء أكان هذا الشعور غضباً أم خسارة أم مجرد مرارة إلا أن النكد الصبيانى عاودها فمدت يدها تصفق الباب بأقصى قوتها ليتردد صدى ذلك فى أنحاء الغرفة .
تباً, تباً, تباً, تباً لك !
ولكن ما الذى يحدث له ؟ كيف يمكن أن تحدث الأمور بهذه السرعة ؟
ظنت أنها كانت تحب كارلوس بيريا .... لكنها أصرت على الانتظار....و هى لا تحب هذا الرجل .... كيف يمكن أن تفعل هذا و هى لم تعرفه إلا منذ....نظرة سريعة إلى ساعة الجدار أنبأتها أنه لم يدخل الغرفة إلا منذ نصف ساعة.....
لكن ما معنى الوقت مع رامون داريو . تجاوبت منذ رأته و كأنها رأت مصيرها.... و كأن جسدها عرف سيده , نصفه الآخر الشخص الذى خُلقت لأجله .
إنها تخدع نفسها إذا ظنت أنها ستتمكن من مقاومة رامون. لا أمل لديها أن تتمكن من الامتناع عنه . مهما حاولت ... من الأفضل أن تعترف بذلك لنفسها و تواجه الحقيقة .
الأمر الوحيد الحسن فى هذا الوضع هو افتراقهما و الطريقة التى سار بها رامون إلى الباب مبتعداً عنها من دون يتكرم عليها بنظرة . لن تكون هناك فرصة تجمعهما مرة أخرى و إذا لم يتقابلا مرة أخرى أبداً فلن يكون عليها أن تكافح إغراء الدخول فى حرب تعلم أنها ستكون الخاسرة فيها.
إذا لم تر رامون مجدداً فستكون آمنة منه و من نفسها .
كان من المفروض أن تسعدها هذه الفكرة
لكن تأثيرها كان معاكساً فى الواقع.

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7586650331.gif

زهرة منسية 07-01-13 10:15 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
منتديات ليلاس

ركل رامون الباب يغلقه بعنف خلفه و ألقى بمفاتيحه على الطاولة القريبة ثم مسح وجهه متعباً قبل أن يتأمل شقته الساكنة الخالية عابساً .
شئ ما حدث فى الأسبوعين الماضيين لم يكن واثقاً تماماً من طبيعته و لم يعلم كيف يفسر هذه المشاعر الجديدة التى أبتلى بها , كل ما يعلمه هو أن الأمور لم تعد كما كانت .
منذ أسبوعين كانت حياته ملكه خطط فيها لكل شئ و كل ما فيها كما يريده بالضبط .
ما عدا شيئاً واحداً ....
كان يريد شركة تلفزيون مدرانو و هو مصمم على ذلك . ولهذا السبب بدأ و كان حياته انقلبت رأساً على عقب .
تخلل شعره بأصابعه و أخذ يمسد رأسه الذى يبدو هذه الأيام متوتراً مشدوداً.
لم تكن شركة التلفزيون هى السبب فى عدم انتظام الأمور بل معرفته بـ إستريللا مدرانو فبسببها لم تعد حياته تبدو و كأنها ملكه.
و فى طريقه إلى المطبخ ليحضر فنجان قهوة لاحظ أن ضوء المجيب الآلى يومض بعنف ليعلن أن ثمة اتصالات تنتظر .
لم يكن هذا مدهشاً فقد انشغل فى الأسبوعين الماضيين بأمور كثيرة حتى أنه لم يعد إلى شقته . أما الأيام التى لم يكن يعمل فيها فكان يمضيها فى بيت أبيه أو يزور أخوه خواكين ليطمئن على شفائه من الحادث الذى تعرض له مؤخراً . توقف ليضغط على زر فتح الجهاز ثم تابع طريقه إلى المطبخ بينما ابتدأت الرسائل تتوالى :"رامون , كيف حالك يا رجل ؟"
أشرق وجه رامون لسماعه صوت أخيه الذى أصبح مؤخراً أباً مسلوب العقل بشكل ميئوس منه . لم يكن ألكس يحب شيئاً أكثر من يروى لأفراد الأسرة حكايات طفلته الصغيرة , الرائعة.
كان يحضر القهوة عندما انتقل الجهاز إلى الرسالة التالية :"السنيور داريو؟"
كان صوت أنثى صوتاً منخفضاً متردداً قليلاً و سقطت المعلقة من يد رامون بينما رفع رأسه بحدة و أداره إلى المطبخ ليسمع جيداً .
آخر مرة سمع فيها هذا الصوت كان يصيح به فى الممشى الأنيق فى قصر مدرانو :
(لن أتزوجك و لو كانت حياتى و مستقبل الجنس البشرى معتمدان على ذلك)

ترددت هذه الكلمات فى رأسه واضحة و كأنه يسمعها الآن :
(تغير رأيى يلزمه أكثر بكثير من مجرد عناق)
اللعنة . فاته ما قالت فقد كانت أفكاره مشغولة بالماضى . ولكن ما الذى جعل إستريللا مدرانو تتصل به هنا , وهى التى أقسمت على ألا تراه مرة أخرى؟
الرسالة الثالثة كانت من العمل لكنها غير هامة . وما إن أوشك أن يعيد الإصغاء إلى رسالة إستريللا مدرانو حتى ابتدأت الرسالة الرابعة
ــ سنيور داريو؟ أنا أحاول الاتصال بك لقد اتصلت مرة أخرى !
و مرة أخرى و قف رامون جامداً و فنجانه فى منتصف الطريق إلى فمه. و ذهنه مشغول بمحاولة فهم ما يجرى . لماذا تحاول هذه المرأة التى أخبرته أنه العاشر فى صف العرسان و أنها لا تريده , أن تتصل به الآن؟
الرسالة لم تعطيه جواب . بل قالت إنها كانت تحاول الاتصال به و إنها اتصلت بالشقة من قبل و ستحاول مرة أخرى .
لاحظ أنها لم تترك رقماً , كما لم تقترح أن يتصل بها . حاول مرة أخرى أن يضغط زر إعادة الرسائل عندما رن جرس الباب فحوّل انتباهه إليه .و قال و هو يفتحه :"كنت على وشك أن أجيب على اتصالك , لِمَ عدم الصبر هذا , فقد كنت عائداً ....."
تلاشت كلماته و هو يرى الواقف بالعتبة .
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7586650331.gif

زهرة منسية 07-01-13 10:19 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

لم يكن الزائر أحد إخوته أو سكرتيرته التى أبلغته أن لديها أوراقاً بحاجة إلى توقيع أو حتى أخته مرسيدس التى بدا واضحاً أن شيئاً ما يشغل ذهنها... لعل الأمر يتعلق برجل...
لم يكن الطارق شخص توقعه , بل كان آخر شخص توقعه.
ــ أنت !
وقفت إستريللا مدرانو على فسحة السلم و قد أحنت كتفيها بشكل دفاعى بينما دست يديها فى جيبى سترتها التى ترتديها فوق بنطلون جينز و قميص مقفل .
ــ لماذا جئت ؟
ــ أظنك تعلم
ــ و كيف أعلم بحق الجحيم ؟
أدرك أن لهجته حادة و إذا لم يدرك ذلك من تلقاء نفسه فإن رجوعها خطوة إلى الخلف و التوتر فى كتفيها أنبأه بذلك . لكنه لم يستطيع السيطرة على لسانه , أو التصرف بشكل مهذب ليرضيها . فقد أمضى يوماً شاقاً و لم يكن فى مزاج يسمح له بالتصرف بشكل لائق مع امرأة أوضحت إنها لا تريد أن تراه مرة أخرى أبداً .
ــ قلت لتوك انك كنت عائداً إلىّ
ــ قلت هذا قبل أن أعلم أن الزائر هو أنت , ظننتك شخص آخر كنت أتوقع سكرتيرتى .
ــ فهمت , إذا ما حضرت فى وقت غير مناسب فيمكننى الذهاب ...
ــ لا
كيف حدث هذا بحق الجحيم ؟ لقد فتح فمه ليقول : نعم . نعم .... نعم , إنه أرادها أن تذهب . نعم , كان يعنى ما يقول حين قال إنه لم يعد يريد التعامل معها .
لكن , و بشكل ما هزم عقله الباطن وعيه و نطق بعكس ما أراد بالضبط.
ــ لا ..... أدخلى .
أدرك أن صوته كشف الكثير ....كشف الشعور غير المستقر الذى تملكه فى اللحظات الأولى التى رأى فيها هذه المرأة مرة أخرى . مجرد رؤيتها أعاد إليه كل ما أحتمله من أرق منذ غادر قصر مدرانو دون أن ينظر خلفه. لقد سار مبتعداً لكنه لم يستطيع أن يتركها خلفه خصوصاً فى أفكاره . لقد لازمت تفكير نهاراً و أزعجت نومه ليلاً . صورة وجهها الرائع الجمال و قوامها الرشيق و شعرها الطويل الأسود شغلت أحلامه.
قال مرة أخرى مدركاً أنه لم يكن يحدثها بل يحدث نفسه :"لا , هذا ليس وقتاً غير مناسب على الإطلاق"
كان شذا عطرها الممتزج برائحة جسدها الخفيفة يدمره و يجعله يغص بريقه و يشتت عقله . و تمنى لو تفصح عن سبب حضورها ثم تخرج بسرعة .
و أدرك أن تلك الليالى القلقة التى كان يبتل فيها بالعرق ستعود .
سألها متذكراً فجأة حسن سلوكه :"أتريدين شراباً ؟"
ــ نعم ,شكراً.
بدت شاكرة للغاية و كأنه ألقى إليها بحبل نجاة , ما جعله يتساءل عن سبب وجودها هنا , و عن الأمر الهام الذى جعلها تتغلب على كراهيتها له و تأتى إليه ؟ و كم من الأحاديث المهذبة عليهما أن يتبادلاها قبل أن تفصح عما تريد؟
ــ هل تحبين عصير البرتقال ؟
ــ تماماً
ــ سأحضر لك كأساً
تملكه الذعر عندما لحقت به إلى المطبخ بينما هو بحاجة ماسة إلى منتديات ليلاس لحظات يتمالك فيها نفسه .
كان يشعر بما يشبه و خز الإبر ووجدوها عنده سبب له ما يشبه الحريق فى أعصابه قميصها القطنى الضيق المقفل أبرز خصرها النحيف . وإذا بدت مغرية فى التنورة السوداء الضيقة فهى تسبب له الآن العذاب فى بنطلون الجينز . كان شعرها الأسود مرفوعاً ما أبرز ملامحها بوضوح .
كلما ازدادت ملابسها بساطة و عفوية كلما زاد عذابه لارتباط البساطة بابتعادهما جسدياً عن بعضهما البعض .
و عندما بدا واضحاً أنها لم تبدأ بالكلام , سألها :"و الآن , ما هو سبب هذه الزيارة ؟ لابد أن هناك دافعاً لذلك , فأنت لست هنا لمجرد التعرف على طراز حياة العامة من الناس"
ــ آهـ , لا. هذا ليس السبب.
ــ هل لديك مانع من أن تخبرينى إذن؟
تساءلت إستريللا كيف تجيبه عن ذلك ؟فالفكرة كلها حيرتها , لأنها مستحيلة. لكنها عندما فكرت فيها رأتها صواباً. و مع ذلك حالما انفتح الباب و واجهت رامون مرة أخرى تبدد كل أثر لثقتها بنفسها و كأن زلزالاً حدث و فتح هوة تحت قدميها.
كانت قد نسيت كم هو طويل و مهيب كما أن تأثير و سامته السمراء المدمرة كان قوياً ما جعل حواسها تدور. قميصه الرمادى مع بنطلون بذلته السوداء زادا روعة قامته الصلبة القوية العضلات.
كانت رابطة عنقه منحلة و الزر الوحيد فى ياقة القميص مفتوح يكشف عن عنق طويل صبغته الشمس بلون ذهبى .
مجرد رؤيتها له جعل فمها يجف . و رغم أنها كانت تعلم أن السبب يعود لأعصابها جزئياً إلا أنها أدركت أن ثمة أسباب أخرى .
تسارع النبض فى صدغيها و أدركت أن هذا غير ناشئ عن التوجس فقط.
عاد رامون يسألها ساخراً :"حسناً, لماذا جئت إلى هنا؟"
ــ أنا .... أنا بحاجة للتحدث إليك.
ــ عن ماذا؟ عرض آخر للزواج؟
خنقتها غصة حادة و حاولت أن تتكلم لكن صوتها اختنق.
ــ ما هذا يا (دونا) مدرانو؟هل أرسلك أبوك لكى تجعلينى أغير رأيى؟ أم أنك خجلت من أن تخبريه أن رجلاً آخر رفضك فأرسلك لكى يعرف جوابى؟
أجفلت لجوابه الساخر و حاولت أن تنتصب فى جلستها مرغمة نفسها على مواجهة نظراته الجارحة.
ــ أبى لا يعلم أننى هنا.
أدهشه هذا و بدا ذلك على وجهه إذ اتسعت عيناه و ارتد رأسه قليلاً إلى الخلف لكنه سرعان ما استعاد سيطرته على نفسه و بدت فى عينيه نظرة تقيم هادئة حذرة :"لا يعلم ؟ أين يظنك إذن؟"
ــ مع أصدقاء . أخبرته أننى ذاهبة إلى المدينة لزيارة صديقة قديمة من أيام الدراسة .
ــ و لم تخبريه أن صديقة الدراسة القديمة هى أنا فى الحقيقة ؟
ــ نعم.....منتديات ليلاس
هذا كل ما استطاعت قوله , فقد خانها صوتها مرة أخرى . و رأت من نظراته أنه كان متشككاً و فضولياً معاً فحدثت نفسها أن بإمكانها أن تركز على الفضول . إذا أثارت فضوله فلن يطردها قبل أن يشبعه .
عندما قررت أن تأتى إلى هنا لم تكن واثقة حتى من أنه سيسمح لها بالدخول.... تصورت أنه سيطردها من دون كلمة....و سيصفق الباب فى وجهها حتى قبل أن تشرح له الأمر .
تمتم رامون بنعومة زائفة :"هذا مثير لا يكفى أنك هبطت علىّ فجأة من السماء بعد أن أقسمت على ألا ترينى مرة أخرى , بل كذبت على (بابا) لتفعلى . وهذا يجعلنى أتساءل عن أهمية هذه الزيارة بالنسبة إليك"
إذا لم تتكلم الآن فلن تتكلم أبداً وابتلعت مزيداً من العصير آملة أن يشجعها هذا. لم تكن قد قررت بعد أن تمضى قداً فى هذا الأمر. الفكرة التى توصلت إليها فى منتصف الليل فى ظلمة غرفتها فى القصر بدت لها الحل الوحيد . لكن هنا فى ضوء النهار و فى شقة رامون الأنيقة و مع هذا الرجل الذى يشرف عليها و هو يقف بجانب المدفأة الكبيرة , هجرتها قناعتها كلها.... الجرأة و الوقاحة اللتان أحضرتاها إلى هنا تخلتا عنها بسرعة , وكأن هناك ثقوباً فى أصابع قدميها تتسرب منها قوتها .
لكنها تذكرت كيف خططت لعرض الأمر. إذا لم تنجح الخطة أو إذا تغير مزاجه فبإمكانها أن تغادر قبل أن تفصح عن معظم فكرتها . إذا تقدمت تدريجياً فيمكنها أن تختبر الوضع.
رأيها هذا أعاد إليها شيئاً من شجاعتها و أصبح صوتها قوياً بشكل مذهل عندما أجابته :"جئت لأقدم لك.....اعتذارا"
أدهشه هذا , لأنه آخر ما توقعه و جمدت يده بالكأس فى منتصف الطريق إلى فمه و أخذ يحدق إليها بإمعان و قد اشتبكت عيناه الباردتان الرماديتان بعينيها البنيتين العميقتين غير الواثقين.... ثم هز رأسه فجأة و قال بصوت خشن :"لا أظننى سمعت جيداً . أظنك قلت....."
ــ قلت إننى جئت لاعتذر.
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7586650331.gif

زهرة منسية 07-01-13 10:26 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

بدا واضحاً أنه لم يصدقها و نظر إليها متشككاً و سألها :"الاعتذار عن ماذا؟"
فارقها بعض تحكمها بنفسها مرة أخرى و فكرت فى أخذ جرعة أخرى من العصير لكن خوفها من أن تختنق بها جعلها تعيد الكأس إلى مكانها:"عن.... عن سلوك أبى و سلوكى ذلك اليوم عندما جئت إلى القصر. ما كان لنا أبداً أن....أنا أشعر بضيق حقيقى لذلك"
نظرت إليه بعينيها الواسعتين الداكنتين تتأمل ملامحه الخشنة آملة أن ترى التفهم على وجهه , لكن الوجه القوى لم يلن و بقى صلباً كالصخر , فلم تستطيع أن ترى حتى ومضة من التجاوب فى عينيه الفضيتين.
ــ أنا.....أنا آسفة .
تمنت لو يتكلم....لو يقول شيئاً....أى شئ .لكنه بدلاً من ذلك أنهى بقيت كأسه و أنتقل إلى أريكة ضخمة تتشبه الكرسى حيث جلست هى بعدم ارتياح
بقيت عيناه تنظران إليها بحدة و تقييم, ولم تستطيع احتمال هذا الصمت أكثر فأردفت :"رامون....."
لكنه قاطعها دون اعتذار آمراً بصوت خشن :"قولى هذا مرة أخرى... ما قلته لتوك قوليه مرة أخرى"
ماذا يريد؟ برهاناً على صدقها ؟ أم أنه يريد إذلالها عبر جعلها تكرر مرة بعد مرة السبب المربك الذى جعلها تحضر؟ و قالت :"أننى أريد أن أعتذر. أنا أعتذر حقاً . كان أبى مخطئاً فى طلبه منك...."
ــ فعل أكثر من مجرد الطلب.
ــ أعلم أنه جعل من زواجك بى شرطاً ليبعك شركته . ما كان له أن يفعل هذا قط . وأنا....
كادت أعصابها تخونها و كان عليها أن تتوقف ثم أخذت نفساً عميقاً مهدئاً قبل أن تجد القوة لتتابع :"ما كان لى أن أتصرف بذلك الشكل"
بقيت عيناه الباردتان تراقبانها و قد ضاقتا قليلاً و تسمرتا على وجهها تلاحظان كل تغير فى التعبير و كل شعور يرتسم على ملامحها . وأخيراً قال :"يمكننى أن أصدق تقريباً أنك تعنين ما تقولينه"
ــ و أنا أعنيه فعلاً.
أرادته أن يصدقها . كانت بحاجة إلى أن يصدق ذلك , فإذا لم يفعل لانهارت فكرتها منذ البداية .
مالت إلى الأمام فى كرسيها و عيناها مسمرتان على عينيه :"أنا أعنيه, و آمل أن تصدقنى"
سكتت راجية أن يقول شيئاً لكنه لم يفعل , بل وقف و عيناه تشتبكان بعينيها و راقبها منتظراً . وعندما أخذ صمته يضغط على أعصابها راحت تتململ فى مقعدها بضيق.
ــ ما كان يجدر بأبى أن يفرض عليك تلك الشروط مهما كانت دوافعه. و كان علىّ أن أتى إليك و أبلغك بأننى أعرف ..... حسناً , بأننى تكهنت بأنه سيسعى إلى أستخدام هذه الحيلة مرة أخرى . كان على أن أبلغك....
كانت تثرثر. أدركت ذلك لكنها لم تستطيع أن تمنع نفسها فقد أثر عليها صمت رامون و شعرت أن عليها أن تفعل شيئاً.... أى شئ لتملأه.
ــ كان علىّ أن أفعل شيئاً منذ البداية
ــ لكنك لم تفعلى .
ــ لا , لم أفعل .
ــ هل لكِ أن تخبرينى لماذا ؟
هل تريد أن تخبره ؟ هل هى مستعدة لأن تخبره ؟ و الأهم من ذلك ما مقدار ما تريد أن تخبره به؟
لم تستطيع إستريللا أن تجيب على هذه الأسئلة و لهذا لم يكن لديها فكرة كيف ستجيبه.
ــ أنا.....منتديات ليلاس
حاولت و لكن تفكيرها تعطل و أصبح عقلها صفحة بيضاء و شعرت بالاحمرار يصعد إلى وجنتيها حين قال :"أخبرينى , هل ما ستحدثينى به فظيع إلى حد أنك تجدين صعوبة فى أن تعترفى به؟"
اعترفت إستريللا فى سرها بأن ذلك لن يكون ذلك سهلاً فعلاً. فمن الصعب الاعتراف لهذا الرجل بأنها لم تستطيع طرده من ذهنها منذ عرفته , وأنه يراود أحلامها كل ليلة , وصورته لا تبارح خيالها كل يوم , رغم محاولتها للتخلص منها و للتفكير فى أى شئ ما عداه .
لكن هذا أكثر مما تجرؤ على الاعتراف به خصوصاً أن العينين الباردتين تقيمان كل ما تنطق به و كل ما تفعله.
بارتباك ميئوس منه وضعت كأسها على المنضدة و ركزت نظراتها عليها غير قادرة على مواجهة نظراته.
ــ حسناً (دونا) مدرانو؟
سألها و قد تعمد استفزازها حين ناداها بلقب (دونا) و معناه "الأميرة" بالإسبانية ما أثار طبعها و جعلها تشعر بالتمرد و دفعها إلى عدم الحذر فى الكلام :"أنت تعلم جيداً سبب كل هذا ! كل شخص يعرفه! و هذا ما جعل أبى يمارس هذه الألاعيب.... و يحاول أن يرشو الرجال , أو يرغمهم على الزواج بى . كنت تعلم ذلك طوال الوقت و أنت الشخص الذى أتى على ذكر كارلوس حينذاك"

(أنا ليست من اللهفة بحيث أرغب فى ما نبذه كارلوس بيريا)

هذا ما قاله حينذاك فجرحتها كلماته كثيراً . والآن و هى تنظر إلى ملامحه الباردة رأت الازدراء و الاشمئزاز القاسى نفسيهما.
ــ نحن نتحدث عن كارلوس بيريا ؟ عجباً و لِمَ كل هذا ؟ هل تريدين ان تدعى بأن كارلوس بيريا لا وجود له ؟ وأن قصة علاقتكما مجرد شائعة ؟
كم تتمنى لو تستطيع ذلك! و تمتمت بتعاسة :"لا. لن أدعى ذلك لا أستطيع....فهذا لن يكون صحيحاً. كارلوس ....كان لـ كارلوس وجود"
ــ و الآن , هل لك أن تفسرى لىّ لماذا اخترت رجلاً متزوجاً؟ و كيف أغريته حتى يترك زوجته و ....هل كانوا ثلاثة أولاد ؟ تركهم من أجلك؟
فتمتمت بلهجة دفاعية :"بل كانا ولدين.....ولدين فقط"
ــ أتظنين أن ذلك يشكل فرقاً ؟
ــ لا أظن أن هناك ما يشكل فرقاً
ومن المؤكد أن ما من شئ أراح ضميرها كما يبدو أن ما من شئ يمكن أن يحسن سمعتها بعد الآن.
ــ لا.
وافقها رامون الرأى ساخراً و هو يقف فجأة و يبتعد عن مقعده و كأنه لم يعد يطيق الجلوس بقربها ثم أضاف :"لا أظن أن أياً من ذلك يهمك...حقيقة أن لديه زوجة و طفلين فى البيت و أنه حطم قلوبهم جميعاً بالركض خلفك.... هذا لم يكن مهماً بالنسبة إليك , أليس كذلك؟ لقد حصلت على ما تريدين من دون أن يهمك كم كلف هذا كل واحد منهم"
فى الماضى ظنت أن من المستحيل أن يتمزق قلبها أكثر مما تمزق و أن تعذبها ذكرى غلطتها المرة بطريقة أكثر إيلاماً . لكنها لم تشعر قط بأنها بهذه الضعة و التفاهة و إنها رخيصة للغاية كما شعرت الآن .
حتى عندما اكتشفت الحقيقة عن كارلوس لم تشعر بهذا القدر من الحقارة كما تفعل الآن مع سماع الاحتقار العميق فى صوت رامون .
لم تستطيع التحمل أكثر, فاندفعت واقفة بصعوبة و أرغمت نفسها على رفع رأسها عالياً بينما عيناها تلمعان تمرداً :"لم أكن بهذا الشكل يا سنيور داريو"
سرها أن تستطيع السيطرة على صوتها و أن تمنعه من الارتجاف , رغم أن الجهد جعله يبدو حاداً و بارداً إلى حد مؤلم . لكن , هذا أهون الشرين , كما رأت و الحزن يتملكها :"لم يكن الأمر بهذا الشكل على الإطلاق لكننى لا أتوقع منك أن تصدقينى . لقد تساءلت عما إذا كنت مختلفاً و لكن يبدو أننى أنا مخطئة . طبعاً مخطئة ! أنت لست مختلفاً....أنت كالآخرين.....كأبى....!"
ــ يا لجهنم, كلا !
لقد أصابت منه وتراً حساساً فبدا غاضباً للغاية و التهبت عيناه و توترت شفتاه . لكنها انفجرت تقول :"يا لجهنم ! نعم فأنت مثله , ترى ما تريد أن تراه و تصدق ما تريد أن تصدقه . أنت لا تريد أن تنظر أبعد من الأشياء لترى ما يمكن أن تكون الحقيقة"
ــ أتريدين أن تقولى .....؟
ــ لا أريد أن أقول شيئاً ما عدا تصبح على خير.
و استدارت بسرعة و اختطفت حقيبة يدها و تشبثت بها بشدة حتى ابيضت سلاميات أصابعها . بشئ من السرعة ستصل إلى الباب و عادت تقول و هى تصر بأسنانها :"تصبح على خير يا (سنيور) داريو . شكراً على الاستقبال , أتمنى لو أستطيع القول إنه كان جيداً لكننى لا أريد أن أكذب "
ظننت أنه سيدعها تذهب . وحين رأته ينظر إليها يصمت و هى تعبر الغرفة اقتنعت بذلك و بأنها نسفت حظها و أحرقت خلفها الجسور و أن أى أمل لها فى أن تتحقق خطتها تلاشى إلى الأبد . لم يعد لديها أمل على الإطلاق فى أن يساعدها .
لم تكن هذه الفكرة هى التى جعلت عينيها تغرورقان بالدموع بل عملها بأنها أخفقت مرة أخرى فى أن تقنع شخصاً بأنها ليست كما يظنها . و رغم انه غريب تماماً إلا أنها كرهت ان ترى رامون يدينها كالآخرين من دون أن يسمع قصتها. عندما وصلت إلى شقته فى هذا المساء لم يكن أملها كبيراً فى أن يقتنع لكنها بقيت على تفاؤلها و أملت فى أن يُصغى إليها.
بدا و كأن المسافة بين الباب لن تنتهى . شعرت و كأنها تغوص فى الوحل فساقاها كانتا من الوهن بحيث لم تحملاها و الدموع المنهمرة من عينها جعلتها تكاد لا ترى أمامها . لكنها لن تنظر خلفها . و لن تتردد و لن تظهر أى علامة ضعف .
ــ إستريللا جاء صوته عندما لم تتوقعه . كان فى البداية رقيقاً ناعماً لكن تركيزها على الخروج من البيت و من تعاستها هذه جعلها غير واثقة من أنها سمعت شيئاً , ثم تكلم مجدداً فتأكدت من ذلك
ــ لا تذهبى يا إستريللا
إنها المرة الأولى التى يناديها فيها باسمها ما جعلها تبطئ فى سيرها ثم تجمدت مكانها . إنها المرة الأولى على الإطلاق ....فكان ذلك أشبه بطعنة خنجر إذ أدركت فجأة أنها لم تسمع اسمها بهذه الرقة و الجمال من قبل. و انقبض قلبها و هى تفكر فى أنها المرة الوحيدة التى قد تسمعه فيها ينطق به.
لكنها مازالت عاجزة على أن تحمل نفسها على الاستدارة و مواجهته . كانت خائفة للغاية مما قد تراه فى عينيه و ما قد يقرأه فى عينيها . إذا كان عليها أن تذهب فلتذهب الآن.
و إذا ما ترددت أو ألتفتت إلى الخلف فقد لا تستطيع أبداً أن تجبر نفسها على أن تسير قدماً مرة أخرى
نهاية الفصل الثالث
قراءة ممتعة للجميع

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7586650331.gif

شووقهـ 08-01-13 12:37 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
زهوورة فديتك انتي ورواياتك

تجنن الرواية متحمستلها ع الاخر

بس قاهرني رامون مرررررررره

بنتظارك يا عسل

عبير عمار 08-01-13 10:20 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
رووووووووووعه تسلمي ياعمري منتظرينك لاتتاخري علينا

زهرة منسية 10-01-13 09:34 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 3249598)
زهوورة فديتك انتي ورواياتك

تجنن الرواية متحمستلها ع الاخر

بس قاهرني رامون مرررررررره

بنتظارك يا عسل

تسلميلى شوق
مبسوطة أن الرواية عجبيتك
فعلاً هو رامون يقهر مرة مرررررررررررة
و لآخر الوراية يقهر ما هو ألكولار
هى العيلة كلها تقهر
شكراً مررررررررررة لمرورك

زهرة منسية 10-01-13 09:40 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3250121)
رووووووووووعه تسلمي ياعمري منتظرينك لاتتاخري علينا

الأروووووووع مرورك عبوره
لعيونك وعيون كل المتابعين فصلين جداد
أتمنى أنهم يعجبوكى

زهرة منسية 10-01-13 10:01 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
4 – شــــرط واحــــــد




أدرك رامون ذاهلاً أنها المرة الأولى التى ينطق فيها باسمها. كما أدرك إنها المرة الأولى التى يعتبرها فيها ذات شخصية مستقلة فيناديها باسمها الخاص بدلاً من أن يفكر فيها بصفتها ابنة ألفريدو مدرانو أو (الأميرة مدرانو) كما يناديها .
أو المرأة التى توقعوا منه أن يخطبها للزواج .
و كانت هذه صدمة حقاً !
أتراه حقاً لم ير فى هذه المرأة إنساناً مستقلاً؟ لقد عانقها و حلم بها و تمناها . لكن هل رآها حقاً, وحقيقة ؟ و ها هى الآن قد جمدت مكانها , لكنها تدير ظهرها له , فلا يرى منها سوى ساقيها الطويلتين و شعرها الحريرى الفاحم المنسدل على كتفيها , لم يستطيع أن يرى وجهها.
لكن هل سبق له أن رأى وجهها؟ هل سبق له قط أن رآها ؟
من هى إستريللا مدرانو؟من هى هذه المرأة التى تلقى الأمر أن يتزوجها... باستبداد و غطرسة جعلاه يقف يعاديها منذ البداية ؟
و كرر بحزم أكبر :"لا تذهبى ! لا تخرجى بهذا الشكل ! أبقى !"
و ببطء , بطء بالغ دارت على عقبيها و وقفت تواجهه و قد لمعت عيناها بشكل مثير للشك, فى أشعة شمس الغروب المتدفقة من النوافذ الكبيرة . بدا وجهها مختلفاً بدا شاحباً و هزيلاً و بالغ الرقة .
أم لعل هذا شئ آخر لم يره من قبل ؟
سألته برقة :"أبقى ؟ و لماذا ؟"
بدت حذرة كحيوان سقط فى فخ و هى تنظر إليه بعينين واسعتين متوجستين و كأنها تخاف أن ينقض عليها فجأة.
ــ هل أكلتِ ؟
هزت رأسها نفياً غير واثقة من صوتها لتجيب
ــ و لا أنا . ونحن بحاجة إلى ما يسد رمقنا.
و جاء جوابها إيماءة من رأسها .
ــ هذا حسن
فى طريقه إلى المطبخ كان عليه أن يمر بقربها فأخذت تنظر إليه بصمت و قد بدا الحذر و الشك على وجهها .
لم يعجبه ما جعلته يشعر به . لم يعرف قط امرأة تصرفت معه بهذه الطريقة. و قد عرف نساء كثيرات مع مرور السنين , نساء كان الحديث معهن سهلاً و جذبهن إليه سهلاً . لكن هذه المرأة حذرة كالقطة الوحشية . منذ لحظة كانت متكورة على الكرسى ناعمة و شبه مرتاحة و فى اللحظة التالية راحت تفح و تخمش كنمر صغير , بعينين بنيتين تنفثان اللهب و رأس مزهو ينتصب عالياً.
ــ لن أؤذيك.
وجد نفسه مرغماً على أن يقول لها هذا عله يريحها . فقالت بصوت خافت :"لا....لا أظنك تنوى هذا"
ــ و ماذا يعنى هذا؟
كان يواجهها مباشرة و تمكن من أن يرى اكفهرار عينيها الجميلتين و توتر عضلات وجهها.
و عندما لم تجب قال :"إستريللا ...."
فقالت بعنف رغم أنه رأى ارتجافاً فى جسدها :"ذلك يعنى....يعنى انك كالآخرين أحياناً لا ترى أبعد من أنفك"
ــ الآخرين؟ أتعنين الرجال الآخرين الذين أراد أبوك أن يتزوجوك؟ الرجال الآخرين الذين أراد أن يشتريهم؟
و شعر بالغثيان و هو يتصورهم جميعاً و يتصور نفسه مجرد رقم فى القائمة.
ــ تباً لك إستريللا , أنا لست كذلك!
ــ لا؟ لا ؟ هل أنت واثق؟
و شبكت ذراعيها على صدرها و هى تخبط الأرض بقدمها .
ــ طبعاً. كلهم طلبوك للزواج لأنهم أرادوا شيئاً م أبيك .
ــ و ما الفرق بينك و بينهم إذن؟ وبماذا تختلف عنهم؟أخبرنى ماذا كنت تفعل فى تلك الغرفة....و لماذا أرسلنى أبى لأتحدث إليك؟ ما الذى كنت تفعله ؟
ــ ما كنت لأفعل أبداً ما طلبه منى أبوك!
ــ أحقاً .....أحقاً ما كنت لتفعل ذلك ؟
ــ ألم تسمعى ما قلته ؟ لا , لم أكن لأفعل ذلك . تريدين أن تعرفى الفرق بيننا...بينى و بين أولئك الرجال الذين اشتراهم أبوك؟ الفرق هو أنه أستطاع أن يشتريهم ! و قد طلبوا يدك للزواج بينما أنا لم أفعل .
ــ السبب......؟
ــ لا .
و رفع يده بحركة خشنة يوقف ذلك الحديث لكنه عاد فتابع :"ليس لأننى لم أجد فرصة لذلك, أو لأنك درت حولى كقطة غاضبة , أو لأننا تشاجرنا فغيرت رأى, بل لم أطلب يدك لأننى لم أشأ ذلك !"
ما كان ليفعل ما يريده ألفريدو مدرانو , بعد تلك الإهانات التى قذفه بها الرجل العجوز و التى مازالت تتردد فى ذهنه.
كان مدرانو قد قال له :"شركتى ليست لأمثالك فالأرض التى بُنيت عليها محطة التلفزيون ملك لـ آل مدرانو منذ سنوات طويلة و لن أبيعها لشخص مجهول برز فجأة . شخص ليس له الحق حتى فى حمل الاسم الذى يحمله , وإن تمكن من كسب مليونه الأول"
فى الواقع كان رامون قد استدار و خرج عندما عاد الثعبان العجوز و قد إليه إقترحاً آخر....وهو أن يتزوج إستريللا فيفوز بالتلفزيون بهذه الطريقة.
و قال لها :"لم أكن لأطلب منك الزواج حتى بعد أن عرض علىّ أبوك الشركة بنصف الثمن الذى طلبه , إذا ما أخذتك معها"
إذا كان الذهول قد بدا عليها من قبل فالدوار حتماً ما يظهر عليها الآن. إذ شحب وجهها كلياً و لم يبق و لم يبق فيه لون باستثناء عينيها و فمها الوردى أثناء كلامه كان قد اقترب منها إلى حد رأى معه الفتحة بين شفتيها و هى تعضهما . وللحظة تملكته رغبة أن يمرر بإصبعه على فمها, لكى يسوى ما ألحقه به العض من ضرر, لكنه يعلم أنها لن تستطيع احتمال ذلك . ربما , إذا فعل هذا , ستستدير و تهرب منه قبل تطرف عينه .
ــ لكننى أعلم مدى رغبتك فى الحصول على محطة تلفزيون .
ــ نعم . نعم. أنا أريدها . حينذاك كنت أفضلها على أى شئ آخر فى العالم.
وسكت لحظة يتذكر فيها كم كانت تلك الصفقة تعنى له .
ــ ما من شئ آخر يبعث فى نفسك الرضا ذاته ؟
ــ ما من شئ آخر يماثلها . إننى أكره فكرة خسارتها ....و مازالت أرغب فيها.
ــ لماذا ؟
فتنهد وهو يدس يديه فى شعره :"حسناً . إنها قصة طويلة"
ــ لدى الليل بطوله .
بدت حريصة على سماع أسبابه . و الغريب أنه شعر بأن بإمكانه أن يخبرها, أن يفسر لها مشاعره و شيئاً من تاريخ أسرته المقعد .
ــ أتريدين حقاً أن تسمعى القصة؟ فى هذه الحالة , فلنعد إلى الجلوس.
تبعته إلى المدفأة و جلسا حيث كانا من قبل , قبل أن يبدأ الكلام :"لكى تفهمى القصة , عليك أن تعلمى شيئاً عن أسرتى"
ــ أعلم أن أمك انكليزية و أباك .....
ــ إذا كنت تعنين روبين داريو فهو ليس أبى . ليس أبى الطبيعى .
بدت عليها الدهشة :"إذن من....؟"
ــ جوان ألكولار .
ــ من شركة (ألكولار كوربوريشن)؟
ــ نعم .
و أخذ يحدق إلى الأرض :"قامت بينه و بين أمى علاقة و كنت أنا النتيجة . لكن أمى كانت متزوجة حينذاك من....من روبين فجعلها تعده بألا تخبر أحد"
ــ و هكذا نشأت و انت تعتقد أن روبين داريو أبوك.
فأومأ ببطء:"و قد سجلنى ابناً له , لكن هذا لم يكن ممكناً لأن روبن لا ينجب"
ــ ألم تخبرك أمك قط؟
ــ لم يكن لديها فرصة فقد ماتت و أنا صغير لكنها تركت لى رسالة لأقرأها عندما أبلغ الخامسة و العشرين فعرفت الأمر بهذه الطريقة .
ــ بما شعرت حينذاك؟
ــ بما تظنين أنى شعرت ؟ بما كنت لتشعرى لو علمت فجأة بأن أباك لست فى الحقيقة أباك؟
أخذت إستريللا تفكر فى ذلك ثم هزت رأسها . بدت ذاهلة تماماً لكن شعورها لا يمكن أن يماثل شعوره عندما عرف الحقيقة .
منتديات ليلاس
قالت:"كنت لأشعر بالضياع"
ــ هذا بالضبط ما شعرت أنا به . لم أعرف إلى أين أنتمى و من أكون و من هى أسرتى. أنا و روبين لم ننسجم قط . لم نكن متشابهين أبداً بل كنا مختلفين تماماً أردت أن أعمل فى الصحافة بينما أرادنى هو أن أتخذ عملاً معقولاً كأن أصبح محاسباً مثله . تشاجرنا لهذا السبب إلى مالا نهاية . وقد فهمت ميولى بشكل أفضل عندما عرفت أصولى. عندما أدركت أن أبى فى الحقيقة هو الدون جوان ألكولار. ولعل أباك كان ليسلمنى شركته الغالية لو علم أنى أبن أسرة كبيرة من أسر (كاتالان) و أن أبى ذو اسم ولقب ربما أعرق من اسمه و لقبه هو , مدرانو و أنه شخص كون ثروة من الصحافة.
ــ هل هذا هو سبب رغبتك فى الحصول على الشركة ؟ لكى تكون جزءاً من إمبراطورية ألكولار؟
هز رامون رأسه رافضاً بشدة :"لا , أبداً . أردتها لأحظى بشئ خاص بى لا يكون جزءاً من ثروة ألكولار بل من عرق جبينى . عندما عثرت على أبى الحقيقى رحب بى فى أسرته و أظنه أبتهج عندما علم أن لديه ابناً يعمل فى المجال الذى اختاره هو.لم يكن ابنه خواكين يهتم بالصحافة فذهب للإقامة فى الريف حيث يمتلك كروم عنب يعتنى بها و يصدر إنتاجها . أما أليكس فكان له دور آخر فى الشركة"
سألته إستريللا بفضول:"أليكس؟"
فأجاب :"أليكس هو أخ آخر لى من أم أخرى. سبق و أنذرتك بأن هناك تعقيدات "
هزت رأسها و هى تتناول كأسها . كان الأمر معقداً حقاً و هذا ما أذهلها . لم يكن والد رامون مخلصاً لزوجته فخانها مع امرأتين أخريين و أنجب منهما و مع ذلك لا تزال سمعته جيدة. أما هى فتورطت ببراءة و غباء و بصيرة عمياء مع رجل متزوج و كانت النتيجة أنها دمغت بصفة (الفاسقة) منذ ذلك الحين.
كانت هذه إسبانيا....ولكن إسبانيا هى بلد الرجال . هذا كارلوس مثلاً لقد تفهم الناس هنا سلوكه....إنه رجل سلبت عقله فتاة صغيرة غير مسئولة و قد عفا الكل عنه قبل أن تعود من المدرسة الداخلية , المدرسة الخاصة التى اعتقد أبوها أنها ستجعل من ابنته سيدة محترمة . ثم إذا بـ كارلوس يموت بشكل مأساوى.
ــ إذن أردت شركة التلفزيون لنفسك و ليس لتصبح جزءاً من شركة (ألكولار كوربوريشن)
ـ بالضبط . كانت لتصبح الشئ الوحيد الذى أعرف أنه ملكى حقاً و ليس ملك ألكولار أو درايو . أبى كان سيعطينى جزء من (شركة الكولار) و لكن ليس هذا ليس ما أريده . ما أريده هو أن أصبح نظيره فى العمل , مثيل أبى الحقيقى فى عالم أعماله . وإذا ما حصلت على شركة مدرانو حصلت على شيئاً من إسبانيا القديمة تراث (كاتالان) الذى يهتم به جوان الكولار أكثر مما يهتم به أبوك . وهكذا لعل هذا سبب رغبتى فى الحصول على الشركة
حدثت نفسها بأنه إذا لم تجعلها هذه المكاشفة تخبره بسبب قدومها إلى هنا فلن يستطيع أى شئ آخر ذلك . أخذت نفساً و انتصبت فى جلستها و كأنها تواجه فجأة أمراً عليها أن تقوم به . إذا أردت أن تفعل ذلك. فهذا هو الوقت المناسب:"ماذا لو أخبرتك أنك لن تخسر الشركة؟"
ها قد قالتها , وشعرت بالخوف يتملكها فارتعشت رغم أشعة الشمس الغاربة . حالما رأت رد فعله و هو يعترف بمدى رغبته فى الاتفاق مع أبيها , أدركت أنها لن تحصل على فرصة أخرى أبداً. لن تجد مقدمة أخرى أفضل للكشف عن سبب قدومها إلى هنا.
لكنها لم تصدق أنه كان لديها الجرأة على النطق بتلك الكلمات بعد أن رأت حاجبى رامون ينعقدان قبل أن يقول ذاهلاً :"ماذا؟ ماذا تقولين؟"
ــ قلت ماذا ستفعل لو أخبرتك أن ثمة طريقة تجعلك لا تخسر ما تسعى إليه و بذلك تصبح شركة التلفزيون لك؟
ــ و ماذا علىّ أن أفعل بالضبط؟
ــ ماذا.....تفعل ؟
و تملكها الارتباك وجف فمها و غصت بريقها و لم تجد القوة لتجيبه
ــ إستريللا ؟ ماذا تقولين ؟ هذا غير ممكن . أنت تعلمين ماذا حدث . فقد رمى أبوك الاتفاقية كلها فى وجهى.
ــ أظن أن بإمكانك أن تقنعه بأن يغير رأيه.
ــ لابد انك مجنونة فقد قال إنه لن يبيع
ــ إلا بشرط واحد.
من المدهش أن صوتها عاد إليها و بشكل قوى و أوضح مما كان عليه. فبعد أن تجاوزت الصدمة لسماعها نفسها تقول هذه الكلمات بدا لها فجأة أن الأفكار التى راودتها و الخطط التى وضعتها و المناقشات التى دارت بينها و بين نفسها , قد انتعشت و منحتها القوة التى تحتاجها , فبدت هادئة واثقة من نفسها . لكن ما لم تستطع التنبؤ به هو ردة فعل رامون . الذى قال :"إلا بشرط واحد . ولكن يا إستريللا , أنت تعلمين ما هو ذلك الشرط , أنه يريدنى أن..........."
قال هذا بغضب مكبوت و سكت.....فأكملت عنه :"أن تتزوجنى . قال أبى إنه سيبيعك الشركة إذا ما وفقت على أن تتزوجنى "
ــ أتريدين أن تقولى إنك موافقة على ذلك و إنك تشاركينه طلبه؟
أتراها قالت ذلك؟ هل هى حقاً مستعدة لذلك ؟ ظنت ذلك حين جاءت إلى هنا, وهذا كل ما كان فى ذهنها.
استجمعت قوتها كلها :"هذا ما أقوله بالضبط"
ــ أتريديننى أن أتزوجك؟
ــ نعم , نعم , هذا ما أريده

نهاية الفصل الرابع
قراءة ممتعة للجميع


زهرة منسية 10-01-13 10:11 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
5 – أريد حريتى



ــ رامون ..... أرجوك !
هذا كل ما استطاعت أن تقوله. فقد قرأت الرفض فى عينيه , وفى توتر ملامحه. ولو قذف برفضه فى وجهها لما كان أكثر وضوحاً.
ــ أنت تمزحين , أليس كذلك؟
ــ لا.
تبددت الثقة التى أنعشتها , وتركته تشعر بالضياع و اليأس . لقد ركزت آمالها كلها على أمر واحد و راهنت عليه فلعبت الورقة الوحيدة التى كانت فى يدها , فإذ بها تخسر كل شئ.
ــ أنا لا أمزح
ــ أتعنين ذلك ؟
وهب واقفاً. و كما فعل ذلك اليوم فى القصر , استدار مبتعداً عنها و اتجه نحو النافذة ينظر منها إلى الخارج حيث أضواء المدينة. لكنه و بنفس السرعة عاد إليها :"أى شيطان جعلك تقترحين ذلك؟ أى نوع من الجنون.....؟"
ــ هذا ليس جنوناً.
دفعها اليأس إلى أن تقاطعه بهذه الكلمات ما جعله يسكت و يحدق إليها بعدم تصديق و استغراب تام .
حاجتها إلى أن تواجهه مواجهة الند للند بدلاً من أن تشعر بالهزيمة و هى تراه واقفاً مشرفاً عليها, جعلتها ترغم نفسها على الوقوف و التقدم خطوتين نحوه:"هذا ليس جنوناً يا رامون, يمكن لهذا أن ينجح فتفوز أنت بما تريد و أنا......"
ــ هذا هو الجزء الذى لا أفهمه, وهو ماذا ستستفيدين أنت من هذا كله؟
ــ حــــريــــتــــى
كلمة واحدة فقط لكنها تعنى الكثير
ــ حرية ؟؟
ــ نعم . لقد رأيت كيف هو الحال و رأيت حال أبى . ومدى تلهفه إلى أن أتزوج ليصلح سمعة الأسرة التى يظن أنها أصبحت سيئة بسببى.
ــ أرى انك تواجهين الأمر جيداً لأنك ترفضين كل خاطب.
و شعرت فجأة بضعف فى ساقيها فتراجعت إلى الكرسى القريب من المدفأة بينما أخذ يراقبها مستند إلى الباب و قد شبك ذراعيه على صدره
ــ عندما أكون وحدى معه أضطر إلى الإصغاء إلى محاضراته, والصبر على ثوراته و هو يخبرنى بمدى خيبة أمله بى و كيف جلبت له العار...و للأسرة كلها.... ثم لا يذعن و لا ينفك عن محاولات دفعى إلى الزواج و دفع أولئك الرجال إلى طلب يدى..... برشوة منه . أنت لا تكون موجوداً عندما يأتون لطلب يدى ..... برشوة منه . أنت لا تكون موجوداً عندما يأتون لطلب يدى , عندما يتفحصوننى كحصان فى المزاد العلنى و يتساءلون عما إذا كان ما سأحمله معى يستحق احتمالهم لسمعتى المفزعة. كم أنهكنى ذلك يا رامون , وما أشد إذلاله لى و كرهى له!
ــ أفعلى شيئاً للخلاص منه إذن.
ــ و هذا ما أريد أن أفعله
و حاولت أن تبتسم لكن ملامحه لم تلن :"أريد أن أتخلص من كل ذلك, لكننى لم أجد طريقة للخلاص إلا بالإذعان لما يطلبه أبى . وما يطلبه هو أن أتزوج . إذا كان فى إصبعى خاتم زواج و اسم محترم يتلاءم معه, فسينسى الناس الماضى و أبى سينسى الماضى"
ــ لكن عليكِ أن تعيشى مع الحاضر
ــ أعلم هذا . أتظننى لم أفكر فى ذلك ؟ و أننى لم أفكر و أفكر و أفكر فى الأمر حتى ظننت أننى سأجن؟ أظننتنى لم أبحث عن حل آخر؟
ــ و لكن لماذا أنا بالذات ؟
ــ لقد أخبرتك بالسبب .....
لكنه يريد أكثر من ذلك , رأت ذلك فى عينيه . وكان لديها المزيد لكنها ليست واثقة مما إذا كان بإمكانها أن تخبره بذلك الآن. ليس الآن و مساحة الغرفة تفصل بينهما أشبهة بهوة عميقة و يقف كل منهما على جانبيها المتقابلين .
لا يمكنها أن تخبره الآن ! و عادت تكرر :"لقد أخبرتك السبب..."
ــ أخبرينى مرة أخرى
وتقدم نحوها و أنحنى فوقها واضعاً يداً على ذراع الكرسى الذى تجلس عليه و الأخرى على ظهره . هذا الوضع طوقها تماماً حتى لم تعد تستطيع أن تتحرك .
غامرت بإلقاء نظرة على وجهه الأسمر و عينيه الباردتين كالثلج و لم تستطيع الكلام . خفضت بصرها إلى الأرض و حاولت أن تحدق إلى ركبتيها لكنها لم ترى سوى جسده الذى يحيط بجسدها مشكلاً قفصاً حولها.كان جسده قريباً من وجهها و غمرتها حرارة جسده ورائحة عطر ما بعد الحلاقة .
مد رامون يده ليرفع ذقنها بخشونة و يرغمها على رفع وجهها إليه.
كان هذا أسوا بكثير . إذا رفعت بصرها فسيغرق فى بحيرتى عينيه الفضيتين .
أمرها بخشونة اخترقت الضباب الذى غشى ذهنها :"اخبرينى عن مصلحتك أنت فى ذلك"
ــ سبق و أخبرتك . إنها حريتى , سأحصل على حريتى
ــ و هل هذا يكفى ؟ يكفى لكى يجعلك ترتبطين برجل غريب ؟
ــ ليس مجرد رجل غريب....إنه أنت
و شعرت من أنفاسه أنه يكافح للسيطرة على نفسه .
ــ و لماذا أنا بالذات ؟ لقد سبق و سألتك هذا من قبل إستريللا و سأكرر السؤال حتى تعطينى الجواب. لماذا أنا ؟
منتديات ليلاس
لماذا أنا ؟ كيف لها أن تجيب ؟ الحقيقة .... إنها الطريقة الوحيدة...و رغم الخوف فى أعماقها و توتر أعصابها ازدردت ريقها بصعوبة و نظرت فى عينيه قائلة :"بسبب ما قلته لى عن انك لم تشأ أن تطلب يدى لأن أبى طلب منك ذلك , فتخليت عن الاتفاقية . هذا هو السبب . ثم.....ثم....."
و عندما سكتت قال يحثها :"ثم ؟ ثم ماذا؟"
فتنهدت :"ثم هذا.....ثم هذا......"
و رفعت رأسها تلامس خده بنعومة فشعرت بصدمته و بجسده يتصلب مقاوماً . تملكها خوف هائل من أن تكون قد أساءت الفهم..
لعل ذكرى عناقهما الأول يوم تعارفهما مجرد خطأ ....غلطة....وهم أو حلم راودها أو تصورات من مخيلتها . لكنها و بعد لحظة سمعته يتنهد ثم يعانقها بعدئذٍ بسهولة
لم يكن عناقهما يشبه ذاك العناق الأول , بل جاء نقيضاً لتلك البداية الخشنة القاسية تقريباً , إلا أن رقته ما لبثت أن أيقظت المشاعر نفسها.....الجوع المحرق نفسه . وإذا بتلك المشاعر الخامدة تشتعل لهباً اكتسحها كلياً لتنقلها إلى عالم آخر.
الحمد لله....هذا أول ما فكرت فيه وهى ترى أنها لم تكن مخطئة و لم تكن تتصور أموراً لا وجود لها .
ثم هذا.....
هاتان الكلمتان مازالتا تترددان فى أذنى رامون , لكنهما آخر فكرة مفهومة استطاع أن يشكلها. فما إن شعر بجيم إستريللا حتى بدا و كأن انفجاراً ضخماً حدث فى عقله فأصاب أفكاره و أحالها إلى خليط لم يعد يفهم منه شيء .
كانت الحرارة تكتسح جسده و أفكاره , أمسك بذراعيها و رفعها عن الكرسى و ضمها إليه بشدة بكل المشاعر المحمومة التى تملكته.
ــ رامون.....
صرخت بذلك بشهقة فضمها إليه أكثر. إنه بحاجة إليها ....إلى كل ما بإمكانها أن تعطيه.....
رائحة بشرتها الحارة و شذا عطرها هاجماه بقوة جعلت رأسه يدور .
ــ ما أروعك....
شعر بها ترتجف و سمعها تتأوه باستسلام فلم يستطيع أن يمنع ضحكة النصر التى خرجت من فمه.
لم يعرف امرأة تتجاوب بهذا الشكل معه. و لم يعرف مثل عنف هذه المشاعر الملتهبة التى جعلته يشعر و كأن الذهب الذائب يجرى فى عروقه بدلاً من الدم.
ورغم لهفته تمتم فى أذنها :"إستريللا , يا حبيبتى , يا نجمتى الجميلة.... لا يمكننا أن نستمر فى هذا...."
كانت هذه الكلمات أشبه بدفق من الماء البارد على رأسها الحار.
لا يمكننا أن نفعل هذا؟
ــ لا نستطيع...؟ لا نستطيع...؟
رآها لا تصغى إليه فتأوه محتجاً منهزماً :"أحاول أن أفكر فيك!"
ــ و أنا أقول أن هذا لا يهمنى !
ــ لكن والدك لن يرحمك....
ــ لا. لكنى لا آبه!
لم تشأ أن تفكر , كل ما تريده هو أن تشعر بأنها مع رامون , تعانق رامون.
قال :"أرجوك , أرحلى الآن ... لا أريد أى مشكلة . سنتحدث فى الأمر فى وقت آخر , فى واضح النهار"
فتحت إستريللا عينيها على اتساعهما و لكن من دون أن ترى شيئاً .
كل ما كانت تعيه هو ان هذا الرجل الذى طلبت منه أن يتزوجها تخلى عنها و يحاول أن يطردها
تراكمت مشاعر الإذلال و الغضب و الألم فى داخلها, وتجمعت الدموع فى عينيها .

نهاية الفصل الخامس
قراءة ممتعة للجميع


زينة الوجود 11-01-13 09:56 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
واااو ، رواية اكثر من رائعة ، صراحة أهني الكاتبة علي اختيارتها اللي دايما موفقة ;
في انتظار التكملة ..

عبير عمار 12-01-13 11:25 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
مشكوره ياعمري نحن في انتظارك على ناااااااااااااااار :425::425::425::425::425:

زهرة منسية 13-01-13 09:14 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينة الوجود (المشاركة 3252461)
واااو ، رواية اكثر من رائعة ، صراحة أهني الكاتبة علي اختيارتها اللي دايما موفقة ;
في انتظار التكملة ..

أهلاً وسهلاً زينة زينتى الرواية بطلتك الحلوة
شكراً على الكلام الرقيق المشجع
أسعدتنى كتير ثقتك أتمنى أن أكون عند حسن ظنك


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3253057)
مشكوره ياعمري نحن في انتظارك على ناااااااااااااااار :425::425::425::425::425:

عبورة حماسك بيشجعنى
مشكورة كتير حبيبتى
أتمنى أنك تستمتعى بالفصلين القادمين
موووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 13-01-13 09:20 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

6 – أمـــلـــــى و خـــلاصــــى
منتديات ليلاس

أجابته :"قلت لأبى أن يتوقع حضورى عندما يرانى فقط "
قالت هذا و هى تتنبه فجأة و بألم إلى التفسير الذى قد يضعه لجوابها.
سيستنتج أنها خططت للإيقاع به , وأنها جاءت بغرض إغوائه.
و تابعت كلامها :"لكن....من الأفضل أن أذهب إلى البيت قبل أن يتصل بـ كارمن و يسألها عنى"
ــ أشربى قهوتك أولاً.
لم يكن رامون قد أعطاها جواباً على مشروعها الطائش المتهور للزواج , كما لم يكن لديها فكرة عما يحصل لها فى المستقبل .
عليهما الآن أن يتحدثا و يناقشا كل شيء بتعقل . عليها أن تفتح قلبها و تخبره كل شيء . أن تخبره الحقيقة المؤلمة عن كارلوس و عن ماضيها . لكن رامون يبدو مختلفاً تماماً.
بدا و كأنه يحتاج إلى وضع أكبر مسافة ممكنة بينهما . لم يكن مضطراً لقول أى شيء. فمظهره و هو يجلس هناك يوحى بذلك من دون الحاجة إلى أن ينطق بالكلمات.
ــ أمازلت تفكرين فى الفكرة الجنونية عن أننا قد نتزوج ؟ إذا كنت كذلك أنصحك بأن تنسى كل هذا حالاً . لن يكون بيننا أى زواج مصلحة. لقد أخبرت أباك بذلك.
ــ لكن أبى ليس من عرض عليك الزواج , بل أنا....
ــ و أنا أعطيك الجواب نفسه الذى أعطيته لأبيك.
كانت كلماته ممزوجة بالحقد ما جعلها تنكمش إلى الخلف و تتشبث بفنجان القهوة بعنف .
ــ أنا لا أسعى إلى الزواج . أنا لا أريد الزواج و لم أرغب فيه قط . أحب حياتى كما هى الآن , وإذا اتخذت زوجة يوماً ما فستكون امرأة أختارها بنفسى و ليس امرأة تقدم نفسها إلى بثمن , وحتى لو كان الثمن محطة تلفزيونية .
و نظر إليها ساخراً من ذهولها . إنها تبدو مذهولة حقاً , إنها حقاً تظن أنه سيقبل بمشروعها المستحيل . إستريللا تبدو مقتنعة بأنها قادرة على جعله يوافق على مشروعها الجنونى.
لكنه اضطر إلى الاعتراف بأن منظرها الآن بعينيها الذابلتين و شعرها الفاحم المشعث و بشرتها الذهبية يغريه بعنف بأن يقع فى تلك الكارثة . لكنه يدرك أن على هذا أن يتوقف.
فهو من بين كل الناس يدرك الدمار الذى ينتج من الزواج من امرأة لا تحبه . ألم تتزوج أمه من روبين فأمضيا حياتهما فى ندم دائم ؟ يكفى أن يكتشف الرجل فى ما بعد أن الطفل الذى أراده لم يكن طفله ليجن.
لن يُقدم على مثل هذا الأمر مهما فعلت إستريللا .

منتديات ليلاســ


اماريج 13-01-13 09:21 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
رواية بديتها خطيرة وباين انو الرواية حلوة كتيررر
يعطيك العافية لانك راح تشاركينا فيها وراح تكتبيها لال ليلاس حصريا:dancingmonkeyff8:
موفقة ياعسولة في الكتابة والتنزيل
حبي وودي لك
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8104797961.gif

زهرة منسية 13-01-13 09:26 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

عليه أن ينهى الأمر الآن و إلى الأبد . عليه أن يتأكد من أنها ستذهب من دون عودة لأنها إذا عادت فقد لا يجد القوة ليفعل هذا مرة أخرى.
أفرغ بقية قهوته فى جوفه ثم ألقى بالفنجان الخالى فى الحوض و قال: "أنت ألقيت بنفسك علىّ و أنا رجل طبيعى دو دم حار . ماذا ظننتينى سأفعل بحق جهنم؟"
ــ أنا .....ظننت .....
ــ ظننت ماذا , يا حبيبتى؟ لم تكونى من الجنون بحيث تظنين أننى وقعت فى غرامك؟
يبدو أن هذا أفزعها بقدر ما أفزعه :"ماذا؟ لا! لا , أبداً!"
ــ هذا حسن. يسرنى أن فيلم أحلامك لم يصل إلى هذا الحد . إلى أين أنت ذاهبة؟
كيف كان بهذا الغباء؟ يتورط مع إستريللا مدرانو من بين كل الناس؟ إنه يعرف ما هو ماضيها الشخصى , ومع ذلك لم يتوان عن معانقتها , حتى كاد يتورط أكثر . إنها تبحث عن زواج , والزواج ليس له و لن يكون له أبداً .
أغمض عينيه لحظة و أخذ قلبه يخفق و هو يتذكر عناقهما و ما كاد يؤدى إليه.
عليه أن يضع حداً لمخيلته و إلا فلن يتمكن من الامتناع عن إستريللا .
إنها تريد زوجاً و هو غير مستعد لذلك رغم الشركة التى ستقدمها . لن يبيع نفسه لها أو لأبيها.
يُفترض أن يدوم الزواج إلى الأبد , إنه التزام عمر. و إذا كانت أمه نفسها لم تبق مخلصة لعهود زواجها, فكيف يتوقع الإخلاص من أى امرأة أخرى؟ خصوصاً تلك التى تريده لأسبابها الخاصة و ليس بدافع الحب.
نظرة إلى وجهها الجامد المتحجر و النظرة العاصفة فى عينيها. كانت كافية تقريباً لأن تطفئ ناره فى لحظة ..... تقريباً و ليس تماماً .
شئ ما فيها لفته . هل هذا ممكن ؟ هل هى دموع تلك التى جعلت عينيها تلمعان أكثر من العادة ؟ و ابتدأ يقول :"إستريللا ...."
لكنها هزت رأسها بعنف جعل شعرها يطير حول وجهها كهالة وحشية:"لا أريد أن أسمع كلمة أخرى منك! و الآن سأرحل"
ــ هذا حسن
كانت كلماته قاطعة مختصرة و باردة تماماً .
ماذا فعلت؟
أجفلت من ذكرى عناقهما و كيف ألقت بنفسها عليه .......
كيف أمكننى ذلك؟ حدثت نفسها بهذا بصوت مرتفع و هى تهز رأسها بيأس مفكرة فى حماقتها.
كيف أمكننى ذلك؟ بدا طلبها من رامون أن يتزوجها فكرة جيدة كما بدا السبيل الوحيد إلى الخلاص من غضب أبيها المتواصل و استبداده و لومه الذى أفسد حياتها منذ تورطها مع كارلوس.
كـــارلـــــوس !
ها هو ذا الأمر مرة أخرى. أدركت فجأة الفرق بين معاملتها لـ كارلوس و معاملتها لـ رامون
كان كارلوس قد أوضح منذ البداية أنه يريدها فى سريره , لكنها , وهى التى لم تعرف رجلاً فى حياتها و التى تخاف على سمعتها فى مثل هذه الجالية الإسبانية الصغيرة المحافظة , امتنعت عنه بقدر إمكانها من دون أن يخطر فى بالها قط أنه متزوج . ولم تعلم ذلك إلا بعد فوات الأوان.
منتديات ليلاس
أما مع رامون فلم تفكر قط....عناق واحد منه و إذا بها تشتعل و هذا ما جعلها ترى كل ما حولها رماداً , الآن .
عندما وصلت إلى العتبة رفع رامون رأسه بحدة و ركز عينيه على وجهها الشاحب :"لا تذهبى الآن , فأنت لم تأكلى شيئاً"
قالت كارهة تمثيله دور المضيف المهذب فى حين لا يتطلب الوضع ذلك :"أظننى سأختنق بالطعام"
ــ أنا لست طاهياً سيئاً
قال هذا باسماً لكنها لم تتجاوب معه و أجابت :"لكننى لا أريد أن آكل شيئاً , أريد أن أذهب إلى البيت"
ــ إستريللا .....
دنا منها فبدا فى عينيها طويلاً عريضاً إلى درجة تشغل البال
ــ الوضع فى بيتك ....هل هو حقاً بهذا السوء؟
نظرت إليه بحذر متسائلة عن هدفه و لكنها اكتفت بالقول :"لقد رأيت أبى"
ــ لماذا لا تتركين البيت إذن....و تبحثين عن وظيفة؟
و سكت فجأة حين لم تستطع أن تمنع ضحكة ساخرة :"لابد أنك تمزح؟ أكرر (لقد رأيت أبى) . إنه أكبر سناً بجيلين من أى والدين معاصرين..... وأراهن على أنه أكبر من والديك . وأنا أبنته الوحيدة و وريثته. تربيتى كانت تربية فتيات القرون الوسطى فأنا لا أحسن عملاً أو أتمتع بمهارة خاصة"
و بعد أن ظهرت حقيقة كارلوس كادت تصاب بانهيار عصبى , فلم تعد تستطع أن تفكر أو تتصرف . وأنتقل أبوها إلى البيت, و استلم زمام الأمور فى حياتها منذ ذلك الحين.
ــ لا أحد سيقدم لىّ عملاً
ــ أنا سأفعل.
ــ ماذا ؟
لم تصدق ما تسمع
ــ سأمنحك عملاً فى (شركة ألكولار) يمكنك أن تتركى بيتك و تستأجرى شقة فى مكان ما .
ــ هل ستفعل ذلك؟
ظنها تقدم له مديحاً . رأت ذلك مع لمعان فى عينيه و ابتسامته السريعة الرائعة.
ــ نعم, سأفعل.
ــ أتظننى أستحق الوظيفة و لكن ليس الزواج؟
ــ ليس هذا ما قلته , تباً.
ــ و أنا لا أتذكر أننى قلت إننى أريد وظيفة
العمل معه أكثر مما تحتمل , إذ سيكون عليها أن تراه, و تتحدث إليه. و فى كل مرة تفعل ذلك ستتذكر هذا اليوم و الإذلال الذى عاشته .
ــ لو جاءتنى الوظيفة كهدية ملفوفة بالذهب الخالص لما لمستها. لا أريد شيئاً منك !
ــ لكنك ظننت أنك ستحصلين على ما تريدين منى.
فقد رامون أخيراً سيطرته على أعصابه . وتابع يقول :"أكره جداً أن يستغلنى أحد"
قال هذا بشراسة فرآها ترفع رأسها إلى الخلف و قد اتسعت عيناها , ثم قالت باحتجاج :"لم يستغلك أحد"
ــ لا ؟ صدقيني , يا حبيتى , أن هذا ما شعرت به
ــ و هل هو استغلال لك أن يُقدم لك ما قلت إنك إنك تريده أكثر من أى شئ فى العالم.
التفت إليها مصدوماً و هو يظنها عرفت الحقيقة . لكن ذهنه ما لبث أن صفا فأدرك أنها تعنى شركة التلفزيون. شركة التلفزيون التى لم تكن أول ما تبادر إلى ذهنه وهو ما يدعو إلى القلق حقاً.
ــ سبق وقلت لك أن الثمن مرتفع جداً.
أصاب منها وتراً حساساً . فقد رآها تطرف بعينيها بشدة و تتراجع لحظة. لكنها عندما استعادة توازنها بدا واضحاً أنها تستعد للهجوم:"حسناً فعلت حين لم تقطع لى أى وعود فربما كنت من الحماقة بحيث قبلت . لقد عاد إلىّ وضوح تفكيرى, وعلىّ أن , أيضاً , لا أرى أننى على استعداد لأن أدفعه"
ــ طبعاً لا, لأننى كما قال أبوك, لا أملك النسب المحترم الذى يرجوه.
ــ لا , ولهذا جئت العاشر فى قائمة العرسان المحتمل قبولهم .
لسعه هذا . كان أشبه بضربة سوط على كرامته كرجل ما جعله يزيح جانباً اعتباراته كلها عن الإنصاف , وضبط النفس . لقد عادت إستريللا الأخرى. المرأة الصعبة الأنانية التى كرهها . وكان بحاجة إلى من يذكره بها, بعد أن كاد يصدق قصتها عن سوء حظها .
ــ هل كانت علاقتك بـ كارلوس بهذا الشكل؟
ــ دع كارلوس و شأنه.....دعه خارج الموضوع.
ــ لا بأس . سأفعل. و لكن اخبرينى يا أميرتى الجميلة مدرانو ....اخبرينى عن التسعة الذين خطبوك....وعن عدد الذين ألقيت بنفسك عليهم كم فعلت معى؟
صوت صفعتها على وجهه أسكته بشكل أشد تأثيراً من الصفعة ذاتها, فجمدا للحظة يحدقان إلى بعضهما البعض و قد اتسعت عينا إستريللا ذهولاً لما فعلت فيما راحت تتنفس بعصبية .
و أخيراً قال رامون رافضاً حتى أن يدعك مكان الصفعة:"حسناً , أظن أن الذنب ذنبى أنا"
ــ هذا صحيح !
و رفعت ذراعيها تشبكهما أمام وجهها بحركة تلقائية تعكس الغضب البالغ و الدفاع عن النفس فى الوقت نفسه.
ــ إذا شئت أن تعلم لم تكن لى صلة بالآخرين , وأنت الوحيد الذى تحدثت إليه , بشكل صحيح. الوحيد الذى عانقته....
و اختفت غضباً فسكتت إذ لم تعد تستطيع إكمال جملتها.
ــ و هل من المفروض أن يجعلنى ذلك أشعر بالفخر؟
هزت رأسها غاضبة فتناثر شعرها الطويل حول وجهها كغيمة سوداء :"أبداً. إنه يُظهر فقط, بعدك و بعد كارلوس كم أنا غبية و ساذجة فى حكمى على الرجال!"
ــ أنا ......
شرع رامون بالكلام لكنها قاطعته قبل أن يجد فرصة لذلك:"لا تتكلم. لا أريد منك كلمة واحدة. فقد سمعت منك ما يكفينى بقية حياتى. ظننت أننى أخذت درساً بعد تجربتى مع رجل استغلالى فى المرة الأولى . ولكن لا.... يبدو أننى فى منتهى الغباء , و أننى أستحق أن يُدعك أنفى إذلالاً ! حسناً , لقد فعلت بى هذا يا سيد داريو....و أنا أشكر لك إرشاداتك . أظننى فهمت جيداً , هذه المرة ....تعلمت الدرس نهائياً . ولا أظننى سأنسى أبداً"
و قبل أن يستجمع رامون أفكاره ليجيبها كانت قد دارت على عقبيها و اختطفت حقيبتها و هربت صافقة الباب خلفها
نهاية الفصل
قراءة ممتعة للجميع
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8103918041.gif

زهرة منسية 13-01-13 09:33 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 3253561)
رواية بديتها خطيرة وباين انو الرواية حلوة كتيررر
يعطيك العافية لانك راح تشاركينا فيها وراح تكتبيها لال ليلاس حصريا:dancingmonkeyff8:
موفقة ياعسولة في الكتابة والتنزيل
حبي وودي لك
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8104797961.gif


أماريجوووو
مرورك كشعاع شمس فى هذه الليلة الباردة
حبيبتى وحشانى كتير
الله لا يحرمنا تواجدك العطر
شكراً كتير على ذوقك وكلامك الحلو
رأيك بيعنيلى كتير و مرورك يزيد من قيمة الرواية
موووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 13-01-13 09:45 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
7 – بــركــان نـــشـــيـــــطـــ


منتديات ليلاس

ــ ما الذى يحدث لك هذه الأيام يا رامون؟ أنت شارد دوماً و كأنك فى حلم
ــ لعله عاشق. هل هذا صحيح يا رامون؟ هل السيد العظيم السنيور داريو صاحب الكلمة الخالدة (الزواج ليس لىّ) قد وقع أخيراً فى الحب ؟
ــ دعك من المزاح مرسيدس . ما أظنه هو أن رامون مشغول الذهن بالأعمال .
كانت كاسي هى التى تحدثت مكتسبة بذلك ابتسامة شكر خاطفة من أخ خطيبها . وضحكت أخت رامون :"بل مشغول بامرأة ! هل هذا هو الأمر؟ لابد أنها امرأة غير عادية لتؤثر فى أخى بهذا الشكل !"
امرأة غير عادية....خطر لـ رامون أنه يناسبها هذا الوصف. فى الحقيقة لم تغادر خياله منذ أسبوع حين اندفعت هاربة بشكل عاصف من بيته و من حياته زهرة منسية
لقد حاول أن يمنعها و لحق بها على الفور تقريباً , لكن الثوانى القليلة التى أمضاها متردداً كانت كل ما تحتاجه . كان القدر إلى جانبها , كما يبدو. لابد أنها دخلت المصعد حالما تركت شقته, ثم وجدت سيارة أجرة حالما خرجت إلى الشارع . وعندما أصبح خارج المبنى كانت قد رحلت . تبخرت و كأنها لم توجد قط.
ــ ألا يزال مشغولاً بصفقة مدرانو التلفزيونية تلك؟
كان أبوه من تكلم. جلس جوان ألكولار متكئاً إلى الخلف فى كرسيه فيما راحت عيناه الحادتان المقيمتان تتأملان وجه ابنه .
أجاب رامون يعترف رغماً عنه :"بشكل ما....نعم"
كان يعلم أن المشكلة لا علاقة لها بالصفقة بل بابنة مدرانو فقط.
مجرد سماع شهرتها جعل أعصابه تتوتر و فكه أيضاً. قال الأب :"قلت لك أن تنسى ذلك. مدرانو تيس , صغير العقل . إنه يفاخر دوماً بإرث أسرته الكاتالانى".
قال جواكين و هو يجول فى أنحاء الغرفة ثم يطبع قبلة على شعر كاسي الأشقر :"هذا كلام رجل ينسى دوماً أن دماً أندلسياً , بالإضافة إلى الدم الكاتالانى يجرى فى عروقنا نحن أيضاً . أنت و مدرانو أسوأ من بعضكما يا أبى . لا يمكنك أن تنكر جدنا الأكبر مهما رغبت فى ذلك "
منذ أسبوعين ما كان حديث كهذا ليدور كما خطر لـ رامون لكن و منذ أعلن جواكين و كاسي رغبتهما فى الزواج و أن حفيد جوان الثانى فى الطريق...نشأت مودة بين الرجل العجوز و أكبر أبنائه . ولأول مرة منذ سنوات أخذا يجلسان معاً بكل استرخاء.
كما أن خواكين كان أنيساً حسن المعشر . وأخذ يتأمله و ذراعه حول خطيبته . لا أحد يصدق أنهما منذ شهر واحد كانا على وشك الانفصال نهائياً.
لكن هذا أصبح خلفهم الآن و كل ما يحتاجونه هو أن يتحدثوا إلى بعضهم البعض .....و أن ينسى جواكين رأيه الجنونى فى أنه لم يُخلق لعلاقة دائمة.
ذكرى مفاجئة لصوته هو أيضاً و هو يقول
(لا أريد الزواج , ولن أتزوج أبداً)
جعلته يتململ ثم يسير ليعيد ملء فنجانه من إبريق القهوة على الطاولة المقابلة..... قال يخاطب أخاه الأكبر :"أنت لست أفضل كثيراً بالنسبة إلى العناد و الفخر . كل رجال أسرة ألكولار سواء"
قالت كاسي ضاحكة و هى ترفع عينيها عن قائمة المدعوين إلى عرسها :"المقلاة و أبريق الشاى" و هتف رامون عاقداً حاجبيه :"ماذا؟"
ــ لدينا فى انكلترا مثل عن معايرة المقلاة لإبريق الشاى بمناداته يا أسود.... فى حين أنهما سواء , وأظن أن هذا ينطبق عليك كما ينطبق على جواكين
عندئذٍ تدخلت مرسيدس قائلة :"و أنت ألكولار بدمك و طبعك بقدر جواكين بالنسبة إلى العناد و الكبرياء أنتما أسوأ من بعضكما البعض"
ــ أنا......
لم يكمل رامون احتجاجه و هو يتذكر عدد المرات التى رفع فيها سماعة الهاتف ليتحدث إلى (قصر مدرانو) ثم يعود فيضعها.
حتى أنه قصد إلى منزل إستريللا مرة لكنه عدل عن رأيه و عاد بعد أن قطع عدة أميال .
و إذ قرر أن الصمت هو أفضل ما يفعله , جلس يشرب قهوته من دون أن يقول شيئاً
(المقلاة و أبريق الشاى)
بقى هذا المثل فى ذهنه طوال رحلته إلى بيته و شغل ذهنه و هو يستغرق فى النوم , وفى الصباح كان لا يزال حاضراً.
كان نومه مليئاً بالأحلام, والأحلام لا يشغلها سوى شخص واحد فقط.... إستريللا مدرانو . صورها المغرية سممت ذهنه و ليلته , فراح يتململ و يتقلب حتى استيقظ فى الصباح سابحاً فى العرق. حتى عندما استيقظ بقيت تلك الصور تعذبه و تعنفه لأنها تفقده أعصابه , ما جعله قلقاً متململاً لا يستطيع التركيز على شئ .


زهرة منسية 13-01-13 09:48 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 


إذا أغمض عينيه يرى وجهها , وإذا جلس خلف مكتبه يشتم رائحة عطرها, و يشعر بشعرها الحريرى الطويل الأسود على وجهه . وذات مرة عندما أجاب على الهاتف و سمع صوت امرأة كان واثقاً من أنه صوتها. لكنها كانت مرسيدس تخبره عن نيتها القيام برحلة إلى انكلترا .
و لأول مرة لم يستطع أن يمنح أخته الصغرى الاهتمام الذى تعودته و شعر عندما وضع السماعة أنها كانت بالغة الاستياء و الغيظ.
ما الذى حدث له بحق جهنم ؟ أخذ يفكر بذلك و هو يتناول ملفاً محاولاً أن يتذكر ما عليه أن يفعله .
هل عليه حقاً أن يوجه إلى نفسه مثل هذا السؤال؟ ألا يعرف منتديات ليلاس الجواب مسبقاً ؟ الكلمتان اللتان جمعتا كل ما يسمم ذهنه و يسوقه إلى الذهول ؟
إستريللا مدرانو........
منتديات ليلاس
الحديث الذى جرى بينهما فى شقته كان يتكرر فى ذهنه مرة بعد مرة حتى شعر أنه سيجن.
ــ أتريديننى أن أتزوجك؟
ــ نعم, نعم , أريد ذلك.
ــ لماذا أنا بالذات ؟
ــ لأنك عندما طلب منك أبى أن تطلب يدى لم تشأ أن تفعل ذلك, بل تركت الاتفاقية التى كنت تريدها.
حدث نفسه بأن عليه أن ينساها . لكن من يحاول أن يخدع؟
لم يستطيع أن ينساها , فهو يريدها , يريدها إلى حد يشعر معه بالألم.
ــ أما من شئ أخر يمنحك الرضا نفسه؟
ــ ما من شئ آخر يماثل ذلك .
نتف أخرى من الحديث الذى دار بينه و بين إستريللا , عادت إلى ذاكرته ما جعله يهز رأسه يائساً . ظن أن الاتفاقية مع أبيها هو كل ما يهمه. فهو يريد تلك الاتفاقية و قد خطط لها و فاوض بشأنها و بذل جهده لكى يحصل عليها.
أدرك أنها تأتى فى الدرجة الثانية بالنسبة إليه.
كان يريد الاتفاقية , الشركة التلفزيونية و مازال يريدهما كثيراً.
لكنه يريد إستريللا مدرانو أكثر من ذلك. وبتململ و غضب ألقى بقلمه جانباً و وقف يتناول سترته . إذا بقى على هذه الحال فسيجن حتماً.
حدث نفسه بأنه ذاهب ليراها فقط....يراها و يتحدث إليها ثم.....
و لم يشأ ذهنه أن يتابع إلى ما بعد ذلك.
لم يكن يدرى ما يكمن خلف ذلك, ولم يخطر فى باله السؤال الحقيقى حتى أنطلق فى سيارته .
أتراه يفكر حقاً فى الزواج من إستريللا مدرانو ؟

منتديات ليلاسـ
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8106239771.gif

زهرة منسية 13-01-13 09:52 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

بقيت إستريللا تعانى من صداع قاس طوال الأسبوع و كانت الليلة قد فقدت قدرتها على التحمل . وعندما أعلن أبوها أنهم يتوقعون ضيفاً للعشاء, لم تفهم ما يعنيه إلا بعد دقائق.
فهمت ما عناه بعد أن رأت تلك النظرة فى عينيه و الحزم فى فمه .
فهمت أن ذلك الزائر ليست زائراً عادياً من أصدقاء أبيها بل هو خاطب جديد لها .
ــ أبى....أرجوك لا تفعل هذا......
كان قد مضى بعض الوقت منذ حاولت الاعتراض لكن بعد الإحراج و الإذلال اللذين ذاقتهما على يدى رامون داريو أدركت أن عليها أن تحاول فهى لا تستطيع أن تعانى مجدداً ما عانته.
لكن جدالها و توسلاتها ذهبت عبثاً فقد كان أبوها مصمماً تماماً و لا شئ يمكن أن يغير رأيه .
ــ لو لم تمرغى أسم مدرانو فى التراب و تعبثى مع رجل متزوج محطمة بذلك حياة امرأة و ولدين مسكينين لما أصبحت فى هذا الوضع. لكننى أحذرك يا فتاتى من أن صبرى كاد يفرغ.
و اقترب منها وحدق إليها بعنف بالغ جعلها تنكمش خوفاً .
ــ أما أن تفعلى شيئاً لتؤمنى حياتك بسرعة و إما أن تجدين نفسك فى الشارع حيث مكانك.
ــ بابا......
ــ لا..... لا أريد جدلاً . إما أن تتزوجى بشكل محترم و أما أن تخرجى من هذا البيت بملابسك فقط.....و سواء غرقت أم نجوت فهذا لا يهمنى.
لم يكن لديها شك على الإطلاق فى أنه يعنى ما يقول كما أن طبع ألفريدو لا يمكن الوثوق فيه و مزاجه غامض خطر . كانت خائفة رهيب مما قد يفعله.
و فجأة لم يعد عرض رامون لشغل وظيفة لديه يبدو لها غير مقبول .
و لكن إذا عادت و قبلت الوظيفة فسيكون عليها أن تتوسل إليه ليسدى لها هذه الخدمة التى سبق و رفضتها بفظاظة . تذكرت كيف صفعته و أدركت أنها فقدت فرصتها حينذاك . بالتالى ما من وظيفة و من المحتمل أن يحذو رامون حذو أبيها فى صفق الباب فى وجهها من دون أن يهتم مثقال ذرة لما سيحدث لها.
و بعد أن رأت أن الحذر أفضل من الشجاعة فى الوقت الحالى أطاعت أوامر أبيها فى الظاهر على الأقل. فاستعدت للعشاء و ارتدت ثوباً حريرياً أزرق تبعاً لإرشاداته و وضعت زينتها و رفعت شعرها إلى أعلى رأسها . لكنها بقيت تشعر بالغثيان و الخوف مما ينتظرها . لم تكن تخشى الخاطب الذى يظن أبوها أنه اشتراه و دفع ثمنه بل مواجهة أبيها و التى لا مناص منها لاحقاً.
حينذاك سيكون مزاجه مفزعاً .
كان الوضع أسوأ مما توقعت . إستيبان راميرز الذى اختاره لها أبوها هذه المرة رجل يماثله سناً كما أنه بدين للغاية و شعره
دهنى و رائحة جسده مقززة. لكن هذا لم يمنعه من أن يتفحصها من أعلى إلى أسفل كما يتفحص بهيمة معروضة للبيع كما أنه أغتنم كل فرصة سنحت له للاحتكاك بها و التربيت عليها بيده الساخنة المبللة.
قال لها و هو يقودها إلى غرفة الطعام:"أنت شئ جميل..... جميل. وأنا واثق من أننا سننسجم معاً"
كان الطعام بمثابة محنة لها فهى لم تستطيع أن تأكل شيئاً . كانت تكوم الطعام فى صحنها و ما أن ترفع الشوكة إلى فمها حتى تشعر بالغثيان فتعيدها و تسارع إلى كأس العصير تأخذ جرعة منه . ومن حيث لاتدرى تدفقت الذكريات إلى ذهنها فأرغمت نفسها على بلع العصير كيلا تختنق . فسألها أبوها بحدة وقد لاحظ ضيقها :"هل ثمة ما ضايقك؟"
فقالت و هى تشهق:"لا, لا, أنا بخير"
لكن الخير كان عكس ما تشعر به . فقد انتعشت الصور الحارة التى كانت شغلت أحلامها خلال فترات نومها القليلة طوال الأسبوع.
وراحت تتخيل صوراً لــ رامون بجسمه الطويل و شعره الأسود.
و عادت تسمع صدى كلماته :"أتريديننى أن أتزوجك ؟ و لماذا أنا بالذات ؟"
ــ ماذا.... ما أسمه؟
كان هذا صوت أبيها . وكانت هى من الاستغراق فى ذكرياتها بحيث لم تنتبه للخادم و هو يدخل و يهمس شيئاً فى أذن أبيها.
ــ مـــن ؟
ألقى عليها أبوها نظرة تقيم باردة ازدادت معها ملامحه تشنجاً مما جعل معدتها تتوتر فتشهق ألماً .
ــ داريو ؟
ظنت للحظة أنها لم تسمع جيداً لكن أباها التفتت إليها :"يبدو أن رامون داريو جاء ليراك . أتعلمين لماذا؟"
فتحت فمها لكنها لم تنطق بشئ . لا شئ سوى غمغمة غير مفهومة .
هذا مستحيل, لا يمكن أن يأتى رامون إلى هنا . شعرت أن رأسها يدور, و كأن أفكارها استدعته...و هزت رأسها عندما حملق أبوها فيها.
ــ حسناً من الأفضل أن نرى ما يريده, أخبر السيد داريو أن يدخل.
حتى هذه اللحظة لم تكن مقتنعة بأن الأمر حقيقى . وسيعود الخادم فى أى لحظة ليقول إن الأمر مجرد غلطة أو ستكتشف أنها سمعت خطأ و سيحضر الخادم شخصاًَ آخر.
لكن الخادم عاد و فى أثره ذلك الرجل الطويل الأسمر الذى احتل أفكارها فى اليقظة و النوم منذ اليوم الذى ظهر فيه فى حياتها .
كان يرتدى ملابس بالغة العفوية هى عبارة عن قميص أزرق و بنطلون جينز محكم على جسمه بحيث جعل فمه يجف.
إذا أدهشه أن يراهما يتناولان العشاء و معهما راميرز , فهو لم يظهر دهشته و اتجهت نظراته مباشرة إلى حيث كانت تجلس فى الجانب البعيد من المائدة مقابلاً عينيها البنيتين المنزعجتين بنظرة حملت الكثير من التحدى . ثم جالت عيناه على المائدة فتوقفتا لحظة على ألفريدو و من ثم على راميرز و رأت عيناه تضيقان بسرعة قبل تعودا إلى والد إستريللا
ــ سيد مدرانو .
كانت ابتسامة رامون السريعة قمة التهذيب وحدها إستريللا بحساسيتها المفرطة نحو كل ما يتعلق به لاحظت أنها لم تكن طبيعية تماماً , إذ تردد لحظة قبل أن يبتسم ابتسامة تلاشت بسرعة . وراء تلك الابتسامة مسافة معينة جعلت فكه متوتراً و كذلك ملامحه محولة عينيه العاصفتين إلى شظيتين من الثلج الرمادى.
ــ إستريللا ....
جاهد رامون ليتكم بصوته رغم اضطراره إلى كبح اشمئزازه و غضبه و هو يقيم الوضع فى غرفة الطعام الفسيحة الرسمية هذه .
لم يتطلب إدراكه لما يجرى ذكاء حاداً فقد استوعب الوضع بنظرة واحدة متفحصة .وإذا كان بحاجة إلى برهان على صحة حكمه فقد وجده فى وجه إستريللا الذى عكس القصة لمن له عينان يرى بهما.
و شعر رامون إن بإمكانه أن يقرأها كما يقرأ كتاباً .
كانت ترتدى ثوباً أزرق بسيطاً إنما بالغ الأناقة كما كان شعرها مرفوعاً إلى أعلى بتسريحة معقدة و قد زينتها بمشابك ما جعل أصابعه متلهفة إلى سحب تلك المشابك . أم الإفراط فى زينة وجهها و الظلال و الأوان فلم تستطيع أن تغطى الظلال تحت عينيها و خطوط الإجهاد حول فمها.
بدت مذهلة , أروع مما يتذكرها . لكنها بدت أيضاً ضائعة , خائفة و ضعيفة بشكل مدمر. و ذلك الضعف حرك فيه كل ما فى الرجولة من شهامة و رغبة فى حماية الضعيف .
بدا واضحاً أنها تتمنى أن تكون فى أى مكان آخر عدا هذا المكان و سبب كآبتها كان واضحاً. ذلك المخلوق القصير البدين الذى يشبه الضفدع الجالس أمامها على المائدة , إنه الرجل الذى لم يعجبه أن يقاطع العشاء لأنه كان مشغولاً بتعرية إستريللا من ملابسها بعينيه الباردتين النهمتين .
إنه رجل آخر يحاول أبوها أن يبيعها له . الخاطب الحادى عشر إلا إذا كان مخطئاً . وجاهد لكى يكبح طباعه التى تهدد بأن تنفجر فى داخله , أشبه بالنيران الحمراء الساخنة التى تغلى فى بركان ناشط
ــ أى خدمة يا سنيور داريو؟
أظهر أبوها بوضوح أنه لم يكن مسروراً بهذه المقاطعة رغم أنه بذل جهداً لكى يحافظ على المظاهر الحسنة أمام إستبيان راميرز يبدو أنه شعر بأن ظهور خاطب سابق حاول أن يرشوه سيعرقل خطته للإيقاع بالخاطب الحالى.
قال رامون بهدوء و تهذيب بالغ :"سامحنى يا سنيور مدرانو , لم أكن أعلم أننى سأقاطع وجبة طعامك بهذا الشكل.....إستريللا "
و تملك إستريللا الاضطراب و هى تراه يوجه اللوم إليها قائلاً برقة :"كان يجب أن تخبرينى أن أباك يستضيف زميلاً فى العمل لأبكر بالحضور أو كنا تدبرنا تأجيل ما سنعلنه إلى مناسبة أخرى"
ما سنعلنه؟؟؟
ــ أنا....
منتديات ليلاس
و إذ رأته يرمقها بنظرة متوهجة من عينيه الفضيتين , ابتلعت صيحة التعجب الذاهلة التى كادت تنطلق من بين شفتيها . لم يكن لديها فكرة عن اللعبة التى يلعبها رامون حالياً لكن و حتى تكتشف ذلك من الأفضل أن تلزم الهدوء.
سألها أبوها بحدة و هو ينقل نظراته بينها و بين القادم الجديد :"أى إعلان إستريللا ؟"
لكنها لم تستطع أن تجيبه و هى لا تعرف ما يسعى رامون إليه . ولم تجرؤ على المغامرة بفتح فمها . و هكذا لوحت بكأسها نحو الرجل الطويل الواقف إلى الناحية الأخرى من المائدة مشيرة إلى أنه هو الذى يُفترض به أن يتكلم و قررت أن تبقى هادئة و توافقه على كل ما يقوله .
عاد ألفريدو بانتباهه إلى رامون يسأله :"أى إعلان؟ ما الذى يحدث هنا بحق الله ؟"
ــ أرجو المعذرة ....
بدا على رامون الأسف البالغ و هو يعتذر بإخلاص ما جعل إستريللا تهز رأسها متسائلة عما إذا كانت ترى أو تسمع جيداً و عما إذا كان رامون هو حقاً الواقف هناك .....و حدقت إليه جيداً فاقتنعت بأنه ذلك الرجل المدمر الذى سرق قلبها منذ اللحظة التى تقابلا فيها و لم تستطيع أن تستعيده منذ ذلك الحين .
ــ طلبت من أبنتك ألا تقول شيئاً حتى يتسنى لنا الوقت لتخبرك معاً .
و قد اضطررت أن أجعلها تعدنى ....أرادت أن نخبرك شيئاً قبل الآن.
راح ألفريدو ينظر إلى ابنته بتشوش واضح و جاهدت هى لكى تبقى ملامحها هادئة فيما راحت تفكر فى ما يريده رامون محاولة إلا تفكر فى الأمور التى تخشاها .
تذكرت مدى الغضب الذى تملكها حين اندفعت هاربة من شقته و ارتجفت فى داخلها خشية أن يدفعه غضبه إلى أن يقول ما قد يؤثر فى حياتها حقاً.أتراه من الغضب بحيث يفعل ذلك؟
ــ لكننى أراها الآن و قد وفت بوعدها و أنا مسرور لذلك فستتاح لى الفرصة كى أقوم بالأمر بشكل صحيح . لقد حصلت على جواب إستريللا لكننى أريد الآن جوابك.
و استدار نحو ألفريدو و قد استحال فجأة رسمياً تماماً و هو يخاطبه :
"يا سيد مدرانو لقد جئت إلى هنا اليوم طالباً موافقتك على زواجى من ابنتك"

نهاية الفصل السابع
قراءة ممتعة لـ جميع الأعضاء و الزائرين
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8106239771.gif

شووقهـ 14-01-13 04:54 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
واااااااااو زهورة

بارت رائع رائع رائع

مررررررررررررررره اتحمست معاهم

ورامون حبيتووو ياااااااااي مرررره يجنن

فديتك يا احلى زهره

سومه كاتمة الاسرار 17-01-13 10:06 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
[COLOR="rgb(85, 107, 47)"]بارت رووووووووووووووعه وقصة فظيييييييييييييييييييعه اختيار فوق الممتاز كالعاده بس ما تتاخريش علينا فى التكمله ياقمر مستنيين على نااااااااااااار
:8_4_134:[/COLOR]

زهرة منسية 18-01-13 10:10 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 3253941)
واااااااااو زهورة

بارت رائع رائع رائع

مررررررررررررررره اتحمست معاهم

ورامون حبيتووو ياااااااااي مرررره يجنن

فديتك يا احلى زهره

شوق حبيبتى
أنتى الأروع حبيبتى و أسعدنى كتير أن الرواية عجباكى
و بعتذر منك على التأخير و إنشالله هعوض عليكى أنتظارك
مووووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 18-01-13 10:14 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3255998)
[COLOR="rgb(85, 107, 47)"]بارت رووووووووووووووعه وقصة فظيييييييييييييييييييعه اختيار فوق الممتاز كالعاده بس ما تتاخريش علينا فى التكمله ياقمر مستنيين على نااااااااااااار
:8_4_134:[/COLOR]

سمسومة الأروع مرورك نورت الرواية بطلتك حبيبتى
أسفه كتير على التأخير سامحينى
و إنشالله الأجزاء القادمة تعجبك
موووووووووووواه

زهرة منسية 18-01-13 10:19 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
8- أنــــت لــــــــــى
منتديات ليلاس

شعرت إستريللا و كأنها كانت تدور حول العالم أو فى كابوس حيث انقلب كل شئ رأساً على عقب من دون أن تكون لديها فكرة عما كان يحدث.
ما الذى كان يتحدث رامون عنه؟
و لماذا يفعل هذا ؟
و الأهم من ذلك , هل يعنيه حقاً؟
شعرت و كأنها عاشت أعماراً عدة....أعماراًَ مليئة بالذعر و عدم الثقة المخيفة قبل أن يخف دوران العالم أخيراً و يعود فيستقر على محوره من جديد. عندئذٍ فقد إستيبان راميرز أعصابه و خرج و قد تملكه غضب عنيف بينما ألقى أبوها على رامون أسئلة عدة حادة و خشنة فأجاب عنها بهدوء و برودة .
افترضت إستريللا على الأقل أنه أجاب عنها . الطنين فى أذنيه الشبيه بصوت آلاف النحل شوش عليها سمعها. شعرت بدوار و غثيان و أصبح التركيز على أى شئ يتعبها , فأخذت الكلمات التى نطق بها رامون تدور فى فوضى أفكارها.
(جئت إلى هنا اليوم طالباً موافقتك على زواجى من ابنتك)

لقد شمل إستريللا فى إعلانه هذا مشيراً إلى أنها كانت جزءاً منه و أنها تعرف كل شئ عن الموضوع . بينما هى لا تعلم شيئاً عما يحدث . ففى آخر مرة رأت فيها رامون أوضح لها أنه لا يريد أن يراها مرة أخرى .
ــ حسناً سأترككما معاً إذن.....
بدا لها و كأن صوت أبيها قادم من مسافة بعيدة للغاية , من نهاية نفق مظلم. وسمعت صوت باب يقفل بحزم , ثم ساد السكون مرة أخرى .
أصبحت وحدها مع رامون داريو الصامت. و ببطء أخذت تصحو من عالم الكوابيس الجنونى ونظرت إلى ذلك الرجل الطويل الأسمر الذى يقف عند آخر المائدة و وهج الشموع ينعكس على شعره . أدركت أنه ينتظر منها أن تتكلم لكنها لم تجد ما تقوله.
ــ حسناً يا عزيزتى إستريللا ؟ ما هو شعورك بعد أن أصبحت مخطوبة ؟
ــ إلى.....إلى من؟
حتى هذه اللحظة لم يكن لديها فكرة عما حدث بينه و بين والدها أتراه طلب يدها من والدها حقاً؟
و أجابها بصوت ضاحك :"إلىّ طبعاً"
لكنها سمعت فى صوته نبرة باردة توحى بالضيق و هو يتابع :"من ظننت إذن؟"
لا يمكن أن تُخطب له....هذا لا يمكن حدوثه....أو لعله ممكن !
ــ و لكن لماذا؟
أجاب بلهجة مرحة ظاهراً تخفى فى طياتها خطراً :"لماذا؟ أظن أن هذا واضح تماماً. أنت تحصلين على حريتك التى تبحثين عنها و أنا أحصل على ما أريد"
كان هذا أشبه بصفعة . سيتزوجها ليحصل على شركة التلفزيون.
ما كان ينبغى لهذا أن يؤلمها إلى هذا الحد.....فهى لطالما علمت هذا. لكن, و لسبب ما صدمها كلامه البارد أكثر مما كانت تتصور .
أدركت أنها لا تعنى له شيئاً شخصياً سوى كونها وسيلة توصله إلى غاية, ما آلم روحها و تركها ترتجف من التعاسة.
ماذا يعنى هذا ؟ هل كانت تريد حقاً أكثر ؟
هل كانت ترجو شيئاً آخر؟ المزيد من المشاعر؟ ما يجعل هذا زواجاً حقيقياً , مبنياً على.....على....؟
على الحب؟ تسللت هذه الكلمات إلى أفكارها غير مرغوب فيها أو مرحب بها .
كلا! و جاهدت لتبعد هذه الفكرة عن ذهنها . فى الماضى ظنت أنها مغرمة بــ كارلوس كما أدعى هو أنه مغرم بها . ولم تدرك إلا بعد أن علمت الحقيقة أنه لم يكن بينهما أى حب أبداً . لقد رغب فيها فقط.
و كان مستعداً لأن يكذب و يغش و يخدع من أجلها....حتى أنه مستعداً لأن يرتكب جريمة لكى يحصل عليها . لكن رامون لم يتظاهر و لم يكذب. بل على العكس كان صريحاً إلى حد الفظاظة ما جعلها لا تشك فى مشاعره نحوها.
قال ساخراً:"ما المشكلة إستريللا؟ هل غيرت رأيك بالنسبة إلى الصفقة التى عرضتها علىّ؟هل تظنين أنك عرضت نفسك رخيصة؟ أم لعلك تريديننى أن أركع و أطلب منك أن تتزوجينى رسمياً؟"
ــ لا !
دفعتها الصدمة إلى النطق بهذه الكلمة . أفزعها للغاية تصورها هذا الرجل الرائع المزهو بنفسه و هو يركع على ركبته أمام قدميها من أجل شئ لا يعدو كذبة.
ــ لا, ما حاجة لذلك .
الضيق جعل صوتها أبرد مما كانت تنوى أن تظهره و تابعت تقول :"لكننى واثقة من أن هذا ما كان فى ذهن أبى حين تركنا لوحدنا"
ــ لقد حصل أبوك على أكثر مما يستحق. من الآن فصاعداً لن يكون هناك سوانا , نحن.
ــ هذا يناسبنى.
و ذهلت و هى تفكر كم يناسبها ذلك. لقد أرسلت كلماته دفق من الحرارة فى جسدها جعلته يتوهج:"لابد أن أبى يتوقع أن أحصل على خاتم"
كانت تجاهد ليستمر الحديث بينهما . لم تشأ أن تكون هنا , فى الطرف المقابل من الغرفة جالسة فى مثل هذه الفخامة الموحشة. مجرد رؤيتها له أنعشت ذكرياتها كلها عن عناقهما.
جلوسها هنا و المائدة الكبيرة تفصل بينهما جعلتها تشعر بالضياع و الوحدة . ارتجفت برداً رغم الدفء فى الغرفة لكنها لم تعرف كيف تتجاوز الهوة التى تفصل بينهما . فالتغلب على الانفصال المعنوى أصعب بكثير منه على الانفصال الجسدى . كل ما عليها فعله هو أن تنهض و تتقدم منه خطوات فتصل إليه. لكنها لم تستطيع أن تجد القوة اللازمة لتفعل هذا.
ــ طبعاً , وسنبتاع الخاتم غداً معاً إذا كنا سنمضى قدماً فى هذا الأمر.
ــ و هر ستفعل؟
النظرة التى رمقها بها كانت مزيجاً غريباً من السخرية و التأمل و الهزل:"أتظنين أن أباك سيدعنى أتراجع الآن بعد أن وافقت على شروطه ؟"
خطر لــ رامون أن هذا أسخف حديث يدور بينهما بعد الخطبة مباشرة, كانت لا تزال جالسة عند طرف المائدة بينما وقف هو عند الطرف الآخر على بعد أميال منها أو ربما هذا ما شعر به. لو كان هذا زواجاً عادياً لارتمت الآن بين ذراعيه.....
يا لجهنم .....إنه يريدها بين ذراعيه .
ــ ما الذى جعلك تغير رأيك؟
كيف سيجيب عن هذا ؟
فى الواقع , لم يدرك أنه غير رأيه حتى وجد نفسه فى الطريق إلى هنا. حتى حينذاك حدث نفسه بأنه سيراها فقط. و قد يستدير عائداً من الرحلة فى أى لحظة.
لم يحدث التغير إلا بعد أن دخل إلى هذه الغرفة و رآها جالسة. فقد شعر بأن عليه أن يحصل على هذه المرأة مهما اقتضى الأمر.
ــ حضورى إلى هنا ....
بدأ جملته قبل أن يتدارك الأمر و يلاحظ ما أوشك أن يقوله:"حضورى إلى هنا و رؤيتى لرفيقك على العشاء.....ذلك الضفدع. هل هو الخاطب الحادى عشر؟"
ــ نعم....كان كذلك.
و نظرت إلى حيث كان إستيبان يجلس و ارتجفت اشمئزازاً .
ــ إذن يبدو و كأننى جئت فى الوقت المناسب . هل كان و الدك سيبيعك له ؟
فقالت بابتسامة كئيبة موحشة :"لديه لقب نبيل سيقدمه لى....لقب محترم, بعد الزواج"
تمتم رامون بكلام فظ فاتسعت ابتسامتها قليلاً و أردفت :"و هل من فرق كبير بيننا؟ يمكنك أن تقول إننى.....إننى بعتك نفسى بثمن شركة تلفزيونية"
ــ يا لجهنم, لا طبعاً....بيننا أكثر من هذا بكثير.
ــ أ حــــقـــــاً؟
عندما أدارت له عينيها الكبيرتين شعر بأن ما فى داخله قد ذاب و لم يخلف سوى الحرارة . بدا له و كأن هناك فتاتين باسم إستريللا , واحدة تبدو من الهشاشة بحيث قد تحطمها لمسته و هى المرأة السريعة العطب التى عرفها أولاً.....صاحبة السمعة السيئة من محيطها أما الثانية فالأنثى التى يشميز منها المرأة الأنانية التى سرقت زوج امرأة أخرى.
أى واحدة منهما هى إستريللا الحقيقية ؟ لم يستطع أن يتكهن .
لكن و فى هاتين المرأتين كانت إستريللا ثالثة , إستريللا محمومة العواطف ذات دم حار و جمال مدمر .
إنه مستعد لتقديم أى شئ ليحصل على هذه المرأة ليأخذها بين ذراعيه هذا هو سبب وجوده هنا. أما شركة التلفزيون اللعينة فهى تأتى بعدها من حيث الأهمية.
ــ مثل ماذا؟
ضحك رامون مرة أخرى بدفء حقيقى هذه المرة. كان يعلم أن الدفء الذى سيظهر حتماً على وجهه و يتألق فى عينيه حين يبتسم. ورأى التجاوب ينعكس على وجهها.
ــ هل عليكى حقاً أن تسألى هذا السؤال ؟
و مد يده إليها مضيفاً :"تعالى إلىّ إستريللا , تعالى ودعينى أريك"
تحركت و كأنها ستطيعه ثم عادت فجمدت متصلبة فى كرسيها .
كانت عيناها كبيرتين قاتمتين كأبنوس ملمع و هى تتسمر على وجهه بتردد غريب شحب له وجهها . وتمتم بصوت أجش :"إستريللا... تعالى"
لكنها بقيت تتمهل مجفلة و كأنها تريد أن تتحرك لكنها تخشى أن تفعل ذلك.
و بتقطيب خفيف أظهر من الاضطراب أكثر مما أظهر من الغضب تقدم نحوها خطوات عدة , راحت عيناها العميقتين السوداوان تراقبان تقدمه و هما تزدادان اتساعاًَ و سواداً مع كل ثانية . وعندما وصل و وقف بجانب كرسيها رفعت بصرها إليه و تشابكت أعينهما ثم سمعها تشهق بصوت خافت عندما أمسك بأعلى ذراعها بحزم:"لا أراك خائفة منى؟"
ولم يستطيع أن يمحو الخشونة من صوته و هو يردف :"أنت لست إستريللا التى جاءت إلى شقتى تعرض .....تعرض علىّ الزواج....."
شعر بالرعشة التى سرت فى جسدها فازدادت نظراته حدة و هو يتأمل وجهها .

منتديات ليلاس



زهرة منسية 18-01-13 10:22 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

رفعها ببطء و جرها عن كرسيها ثم أوقفها أمامه . وغمره عطرها.
أترأها وضعت هذا العطر من أجل ذلك الضفدع أم لتمنح نفسها مزيداً من شجاعة تواجه بها خاطباً آخر؟
ــ تصورى حياة مؤلفة من لحظات مماثلة .....كل لحظة أجمل من سابقتها
رآها تبتلع ريقها ثم تبلل شفتيها بلسانها :"الزواج أكثر من مجرد لحظات جميلة و حميمة"
ــ ستكون حياتنا رائعة بليال محيرة لن تنسيها أبداً . ستكون ليال تمضين النهار متشوقة إليها و تحلمين بها.
لم يبدو عليها الاقتناع بعد. ماذا حدث لتلك الجريئة المغرية إستريللا ؟
ــ و هل سيكون هذا كافياً؟
ــ سيكون كافياً بالنسبة إلىّ أتريدين برهاناً؟ يمكننى أن أعطيك هذا.....
و أحنى رأسه و عانقها عناقاً رقيقاً جعلها تتأوه و تصدر صوتاً يعبر عن لذة ضائعة.
همس بجانب خدها :"أليس هذا كافياً بالنسبة إلى أى شخص؟"
فأجابت بصوت خافت :"آه , نعم , آه نعم......."
و استرخى جفناها و كأنها استيقظت من نوم عميق أثر تناولها حبوباً منونة . ولكن عندما فتحت عينيها و نظر فى أعماقهما أدرك أنها أصبحت له.
و قال بلهجة المنتصر :"أنت لىّ , لىّ أنا فقط"
ذكرى ذلك الضفدع إستيبان راميرز جالساً قابلتها و عيناه مسمرتان على وجهها الجميل جعلته يكاد يتقيأ. مجرد التفكير فى أنه قد يلمسها جعله يصر بأسنانه و قد تصاعد غضبه.
ــ كيف يمكننى أن أدع رجل آخر يتملكك.....؟
اخترقت هذه الكلمات الضباب الذى غشا عقل إستريللا , مبددة ذلك الدفء الذى أثارة عناقه فيها. كانت قد رحبت بذلك الدفء فهى بحاجة و شوق إليه,و دعت الله أن تجده مجدداً .
ولكن , هذا تغير فجأة . النبرة الجديدة فى صوت رامون , نبرة التملك الخطر القاسية الكامنة خلف كلماته التى قالها:
(كيف يمكننى أن أدع رجلاً آخر يتملكك.......)
ــ ما من رجل آخر.....؟
كانت ضحكته خشنة مرة و لا حرارة فيها :"و ماذا عن الخاطب الحادى عشر؟ ماذا عنه و عن اسمه المحترم؟"
فارتجفت لهذه الفكرة :"أرجوك.....ما كنت لتتمناه لى"
ــ لكن أباك كان يريده لك
لم تستطيع أن تمنع نفسها من التساؤل عما إذا كان هذا هو السبب الوحيد فى عودته إليها . لكى يتملكها فقط و كأنها أمة مستعبدة له؟ تحفة ثمينة يشتريها لنفسه إذا ناسبه الثمن؟ شئ لم يريده حقاً حتى خطر له أن رجلاً آخر قد تسنح له فرصة تملكها عندئذٍ أدرك مقدار رغبته هو فيها لنفسه.
ــ كنت سأرفضه و أنت تعلم ذلك. عليك أن تعلم. أنت الرجل الوحيد الذى....
عندما فاتتها الكلمة قال :"نعم , أعرف. أنت تشعرين بشئ ما نحوى"
مرت لحظات مخيفة ظنت أثناءها أنه غير رأيه . وأدركت أن ذهنه عاد إلى تلك اللحظة فى شقته حين رمت بتلك الكلمات فى وجهه.منتديات ليلاس
و تمتم مرة أخرى بصوت خافت متوحش :"كنت تشعرين بشئ ما نحوى"
عندما ظنت أنها لن تتمكن من حبس أنفاسها أكثر, و عندما أخذت تعض شفتها بخوف و توتر عاد ينظر إلى وجهها فجأة ثم تملكها الذهول و هى ترى الوجه الحذر القاسى يشرق فجأة ثم بابتسامة مدمرة :"وأنا , يا نجمتى أريدك إلى حد لا أستطيع معه أن أفعل شيئاً لقد شغلتى حياتى و لن أعود إلى ذاتى مرة أخرى حتى تصبحى فى سريرى و إذا كان ذلك يستدعى الزواج فسنتزوج"
منتديات ليلاس
أتراها حقاً ستفعل ذلك؟ هل حقاً ستمضى قدماً فى هذه الفكرة الجنونية و تتزوج من رجل لا يحبها ؟ رجل يشتهيها فقط ؟ ظنت....أو أقنعت نفسها أن كارلوس أحبها فى حين أن كل ما قاله لها كان كذباً من البداية إلى النهاية.
كان رامون عنيفاً لكنه صادقاً على الأقل. إنه يريدها....و هى تريده.... رباه,
كم تريده ! فبمجرد أن تقف بجانبه كل إحساس فيها يتنبه بعنف . بهت أبوها و عرسانه المعرضون و تعاسة حياتها فى القصر و الأقاويل لم يعد لكل هذا معنى إزاء ما تشعر به نحو رامون.
قالت بصوت منخفض إنما حازم:"سنتزوج"
ــ و حالاً.
قال هذا بحدة فلم تستطيع إلا أن تحنى رأسها موافقة .
خطرت لها فكرة فرعت رأسها فجأة و نظرة إلى الوجه المتوتر المسيطر و رات وهج الرغبة فى عينيه و اللون الخفيف الذى زحف إلى وجنتيه .
ــ هذا الزواج....كم سيدوم؟
طرحت هذا السؤال مترددة من دون أن تجرؤ على أن تسأل نفسها لماذا. لم يجب على الفور و رأته يفكر فى سؤالها هذا مقلباً الأمر فى ذهنه. فى هذه الأثناء كانت تقاوم بحدة و ضيق رغبتها فى أن تعرف الجواب و ذلك لأسباب لم تجرؤ على أن تتفحصها فى ضوء النهار .
و أخيراً أجاب و هو يتأمل وجهها الشاحب بعينين فولاذيتين :"حتى نحصل جميعاً على ما نريد"
ــ و ما هو ما نريده؟
كشف صوتها عن اهتمامها برده عن سؤالها هذا ....لكن لم يبد عليه أنه لاحظ . وإذا ما لاحظ فلم يظهر ذلك على وجهه :"أنت تريدين أن تتحررى من التقييم و الفحص و كأنك فرس تقدم فى معرض و أبوك يريد حفيداً يرث أملاكه و لقبه و أنا....."
و تلاشى صوته و هو يحدق إلى وجهها مركزاً عينيه على شفتيها الناعمتين اللتين انفرجتا بتوجس و تردد.
وتمتم بصوت أصبح خشناً فجأة :"و أنا أريد هذا...."
و أحنى رأسه بسرعة و عانقها بمشاعر مشوبة لا أثر للرقة فيها بل مجرد عاطفة مشبوبة عنيفة.
تجاوبت إستريللا معه بصمت و من دون تفكير. لم يكن بإمكانها القيام بخلاف ذلك , فجسدها لم يعد تحت سلطة عقلها بل أصبح لــ رامون
مضى وقت طويل قبل أن يبتعدا عن بعضهما البعض و قد دار رأسها و تسارعت خفقات قلبها و غامت عيناها .
قال يجيبها :"ما دام هذا مستمراً بيننا يا حبيبتى"
و عانقها مرة أخرى بعنف أكبر هذه المرة :"ما دام هذا مستمراً بيننا سنبقى معاً"

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8496302191.gif

زهرة منسية 18-01-13 10:31 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
9 – زواج حــقــيــقـــى


منتديات ليلاس

وضعت مرسيدس آخر زهرة برتقال فى شعر إستريللا المزين ثم وقفت بعيداً لترى تأثيرها .
ــ أظنه يبدو رائعاً....لكن من الأفضل أن أعرف كيف يبدو ثوبك .
كانت النظرة التى وجهتها إلى إستريللا من خلال المرآة مليئة بالتوسل, وأملت أن تقنعها بأن تطلعها على طراز ثوب الزفاف .
لكن إستريللا هزت رأسها بحزم غير متأثرة بتوسلات مرسيدس:"هذا سرى وحدى.لم أتوقع هذا الاحتفال و الاهتمام كله الذى لا ضرورة له"
فنظرت إليها مرسيدس غير مصدقة:"ماذا؟ هل توقعت من رامون أن يتزوج فى السر أو يكتفى بحفل بسيط هادئ ؟ إنه أخى الذى نتحدث عنه. رامون داريو....و الذى سيصبح قريباً جداً الثانى فى دعم مؤسسة أبى مالياً"
كان هذا ما توقعته إستريللا بالضبط و لكن ليس ما أراده رامون على ما يبدو . فى الواقع إن ما أراده رامون معاكس تماماً لما كنت تتوقعه ما جعلها تتساءل عما إذا كان الرجل الذى وافقت على أن تتزوجه هو نفسه الذى عرفته عندما جاء ليفاوض أباها على شراء محطته التلفزيونية .
كانت تضع خاتم الخطبة . وبما أنها أدركت أن زواجهما ما هو إلا زواج مصلحة من دون أى مشاعر , باستثناء الرغبة العميقة التى اعترف رامون أنها سبب طلبه ليدها , توقعت أن يتزوجا بسرعة من دون بهرجة , سيطلب أبوها الخاتم فيشتريه رامون لها . لكن الأمر لم يتم على هذا النحو.
لم يشتر رامون خاتماً غير عادى وحسب بل نظم احتفالاً غير عادى أيضاً , ليلبسها هذا الخاتم . أقام حفلة دعا إليها أفراد أسرته و أصدقائه و أفراد أسرة إستريللا أيضاً.
و ذات مساء حينما ذكر أمر الحفلة, سألته عن السبب وعمن سيدعو إليها :"ولكن لِمَ ؟ لماذا كل هذا التعب من أجل زواج عملى مرتب ليس إلا؟"
نظر غليها رامون ببرودة غريبة و راح يقيمها بعينين ضيقتين :"لا أحد رتب هذا الزواج لىّ لقد طلبت يدك باختيارى و قرارى وحدى"
ــ ولكن....و لكن.....
لم تعرف ما عليها أن تقول. ثمة كلمات فى ذهنها لكنها لم تشعر بأنها غير قادرة أو مستعدة لمشاركته بها .
ما من أحد خطط لزواجهما و لكن و كأن هذا ما حدث فعلاً . فما من عواطف أو مشاعر فى زواجهما . رغبة فقط و حاجة إلى اسم ...... فضلاً عن الصفقة التى يريدها رامون من والدها . لم يكن زواج حب و لهذا لا يمكن اعتباره حقيقياً . المرارة التى شعرت بها لهذه الفكرة جعلتها تعض لسانها بحدة, مفضلة أن تؤلم نفسها بهذا الشكل على أن تدع الحقيقة تظهر .
وسألها بعنف:"و لكن ماذا؟"
ــ هل....لِمَ تريد أن تزعج نفسك بكل هذا من أجل زواج غير حقيقى؟
ــ لكنه زواج حقيقى.....زواج حقيقى بالنسبة لىّ . ولكن أخبرينى.... هل تشعرين بالخجل من هذه الخطبة ؟
ــ أشعر بالخجل؟ لا, أبداً.و لماذا أشعر بذلك؟
صُعقت لمجرد التفكير فى ذلك.
ــ حسناً . لأننا نعرف أننى ليست الأول فى قائمة طلب يدك.....
إذن مازال يشعر بالمرارة حيال ذلك؟ و كبحت الابتسامة الخفيفة الغامضة التى لاحت عند زاويتى فمها . رامون رجل مزهو بنفسه للغاية و هو يكره حقيقة أنه العاشر فى تلك القائمة الشنيعة.
ــ تلك قائمة أبى
لكنه تجاهل مقاطعتها و تابع :"كما أن سلالتى ليست كاتالانية خالصة....ما من سلالة خالصة فى الواقع"
فقالت تذكره :"إستيبان راميرز سلالة كاتالانية خالصة و أنا ارتجفت خوفاً لمجرد التفكير فى حياتى لو أننى انتهيت معه. ربما لدى أبى هاجس السلالة والدم النقى لكننى ليست كذلك أبداً . وإلا لما تورطت مع....."
و تملكها الذعر فجأة مما أوشكت أن تقوله و رفعت يدها تقفل فمها فأكمل هو كلامها بجمود :"مع كارلوس"
لكن ضمير إستريللا عنفها فجأة و حدثها بأن عليها ألا تبقى صامتة بعد الآن و أن عليها أن تخبره . لقد تمكنت من مواجهة أبيها بتمرد مستنكرة الشائعات عنها بخشونة مدعية بأنها لم تسمع الهمس خلف ظهرها.
و لكن ليس مع رامون شئ ما فى هذا الرجل يطالبها بالانفتاح و الحقيقة...و لا شئ أقل من ذلك . لا يمكنها أن تكذب عليه , لا يمكنها أن تخفى مشاعرها كما اعتادت أن تفعل مع الآخرين . عندما تكون معه يتمزق القناع الذى تجاهد لتخفى به ملامحها , فيغيب غشاء الهدوء الكاذب ليكشف عن المرأة الضعيفة غير المصقولة و هى إستريللا الحقيقية
ــ لم أكن أعلم أن كارلوس متزوج.
قالت هذا فجأة قبل أن تجد فرصة لتغير رأيها و تفقد شجاعتها .
النظرة التى ألقاها عليها رامون كانت متأملة أكثر منها متشككة و مع ذلك أثرت فى أعصابها المرهقة للغاية . شعرت بالضعف إزاء ما رأته فى عينيه من استنكار و رفض و عادت تقول :"لم أكن أعلم. لقد أخبرنى أنه غير متزوج"
ــ و أنت صدقتيه
ــ نعم
ردها جاء همساً لكن ليس للسبب الذى ظنه.
الخيانة و الألم اللذان ألحقهما كارلوس بها ما زالا فى أعماقها .
لكن و لسبب ما أصبحت الآن تراهما بشكل مختلف و هكذا بدلاً من أن ترى الماضى أقرب أصبحت تراه الآن أبعد بكثير, وخففت المسافة البعيدة من ألمها.
أصبح هذا يتكرر منذ دخل رامون إلى حياتها فقد ألهاها فى البداية و أعطاها شيئاً آخر تفكر فيه , حتى أنها لم تعد تستطيع أن تخرجه من ذهنها. بذهابها إليه فى بيته فى تلك الليلة كانت ترجو أن تتخلص من أفكارها المضطربة عنه....لكن حدث العكس فقد شغل رامون عقلها إلى درجة أن أحداً آخر لم يستطيع أن يؤثر فى مشاعرها . لقد أصبح هاجساً تفكر فيه حالما تنهض فى الصباح و قبل أن تغفو فى الليل .
ــ نعم . صدقته.
حدث رامون نفسه أنها تتوقع منه أن يصدقها , راجياً ألا يضطر إلى ذلك . لم تستطيع ان ترى أنه مستعد لنسيان الماضى و أن ما يهمه هو ما بينهما الآن . وبدلاً من ذلك اختلقت هذه القصة السخيفة....هذه الكذبة....لابد أنها كذبة.
كانت تعلم طبعاً أن كارلوس متزوج . وكيف لا و الكل يعلم هذا .
حتى هنا فى برشلونة شاعت القصة و تسربت الفضيحة و تمرغت كبرياء ألفريدو الكاتالونية الشرسة فى التراب من أفعال ابنته العنيدة المشاكسة.
الابنة العنيدة المشاكسة التى ستصبح زوجته المشاكسة.

منتديات ليلاســ



زهرة منسية 18-01-13 12:03 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
الزوجة التى لم تستطع حتى أن تخبره الحقيقة بل حرفت القصة لتظهر أنها بريئة . مازالت تكذب....مازالت تستغله.....
لكنه لم يكن يهتم حالياً....إنه يريد هذه المرأة فى سريره و إذا كان الزواج هو وسيلته الوحيدة إلى ذلك فليكن هذا الزواج .
ــ آهـ , يا لجهنم .
و شدها إليه بخشونة و ضمها إليه بعنف حبس أنفاسها و فيما راحت تجاهد لتتنفس بشكل طبيعى وضع يده تحت ذقنها و أرغمها على مواجهته يرفع وجهها إليه ثم قال :"سأجعلك تنسينه سأمحو صورته من مخيلتك و كل تفكير فيه من روحك. لن تفكرى فيه مرة أخرى أبداً....أبداً"
ــ أنا....
حاولت أن تتكلم لكنه لم يترك لها سبيلاً إلى ذلك....
ــ أنتِ لىّ....لىّ وحدى يا (دونا إستريللا) و لست لأحد آخر. ما دام خاتمى فى إصبعك فستحملين إسمى و تشاركينى بيتى ثم تبقين لىّ , لىّ وحدى
و ختم كلمته بعناق قاس جعلها تشعر و كأنها أمة مستعبدة مدموغة بختم سيدها إلى الأبد.
ــ ملكى أنا.....ملكى أنا.
و كان هذا ما تريده كما اعترفت فى أعماقها . التجاوب البدائى الذى يغلى فى عروقها عندما يلمسها هو كل ما تريده حالياً. كان لهذا التجاوب قوة اكتسحتها و أخرجت بقية الأفكار من ذهنها, ما تركها عاجزة. لقد حولها إلى حطام مرتجف مهتز إلى امرأة ليس فى ذهنها سوى شخص واحد
وهو هذا الشخص.
رباه , كم تريده !
يكفى أن يظهر أمامها ليغلى دمها فى عرقها....أن ينظر غليها لتضيع....أن يلمسها لتستحيل إلى لهب . إنها تعيش حياتها فى حالة من الذوبان الدائم.
يُفترض أن يكون هذا مخيفاً. منذ عام....منذ شهرين كانت لتقسم على أن هذه الحالة تفزعها و لكن هذا لا يحدث الآن.
كان هذا جميلاً و رائعاً و مثيراً و منعشاً كان كالطيران فى سماء صافية و أمامها الشمس الدافئة . أنها تشعر بأنها حية و مثل هذا الشعور لم يتملكها منذ وقت طويل, حتى قبل أن تعرف كارلوس .
أجابت و هى تبادله عناقه:"و أنا لك"
* * *
التهب وجه إستريللا لمجرد الذكرى و هى تنظر على الخاتم الذى وضعه رامون فى إصبعها فى الحفلة التى أقامها منذ ليلتين.لمسته برقة و مرت بإصبعها على الماسة الرائعة المتألقة و التى أتخذت شكل نجمة و هى إشارة ترمز إلى معنى اسمها بلغتها الأم. لم تتوقع قط شيئاً كهذا و لم تحلم قط بأن يقدم لها شيئاً رائعاً مذهلاً كهذا.
ــ لا.....لا أدرى كيف أشكرك.
قالت له ذلك متلعثمة عندما هدأت تهانى الأصدقاء و استطاعا أخيراً أن يختلسا لحظات عدة أمضياها وحدهما فى زاوية من القاعة الفسيحة من منزل أبيه.
لكن رامون رفض شكرها بهزة متغطرسة من يده القوية و قال و قد بدت ملامحه غامضة: " أنت خطيبتى ومن الطبيعى أن ألبسك خاتماً على أى حال لا أريد أن يظن أحد أن هذه الخطبة غير حقيقية و خصوصاً والدك.
ذكره لأبيها جعلها تجفل داخلياً لم تشأ أن تفكر فى السبب الذى جعل أباها (الدون مدرانو) يبتسم فجأة و يتلفت مرتين ليلقى نظرة لطيفة على ابنته التى لطالما خيبت الأمل و نظرات أكثر استحساناً على صهر المستقبل.
ـــ أبى شاكر جداً لأنه سيتخلص من ابنته قليلة الحياء . وهو يظن أنك رجل رائع لأنك ستأخذنى من يده بالرغم من سمعتى المخزية كامرأة فاسقة.
كان تقطيب رامون الحاد أشبه بطعنة سكين . كانت تعلم أن صوتها بدا مشاكساً و شبه هجومى لكنها لم تستطيع أن تمنع نفسها . كانت تعلم كل شئ عن الساعات التى أمضاها رامون مع أبيها و محاميه فى غرفة المكتبة المقفلة و عن المفاوضات السرية التى جرت لتقرير مصيرها . لم يكن رامون قد أبلغها بأى تفاصيل لكن أباها فعل . علمت كل شئ عن الصفقة التى قدمها أبوها على أنها حصته من المعاملة التى جرت بينهما , فكانت واثقة من أن رامون خرج من الغرفة بصفته المالك الجديد لشركة التلفزيون التى لطالما تمناها....بنصف الثمن الذى كان ينوى أن يدفعه فى البداية.
قال ساخراً و هو ينظر إلى جسدها الرشيق فى الثوب الأسود و الذهبى الذى تلبسه:"لعلى اخترتك لأنك امرأة فاسقة لأن المرأة الفاسقة هى التى أفضلها فى حياتى"
الابتسامة التى تباطأت على شفتيه بعد أن تلاشت الكلمات أنبأتها بأنه يفكر فى الأوقات التى تنتظرهما و الطريقة الحارة التى سيمضيان فيها أمسياتهما.
ــ لن أكتفى منك أبداً.
وليثبت ذلك جذبها إليه و ضمها بشدة ليظهر لها مبلغ ما يشعر به نحوها.
تجاوب جسدها معه على الفور و مع ذلك و كلما فكرت فى الاجتماع العملى السرى وجدت أنها عاجزة على أن تكبح المرارة التى تتملكها.
ــ هذا حسن تماماً لأننى لا أريدك أن تظن أن بإمكانك أن تنكث العهد الذى بيننا .
ــ و لماذا أفعل ذلك يا جميلتى؟
و مال إلى الأمام يداعب وجنتيها و يرد خصلة شعر عن وجهها .
ــ حسناً, بعد أن حصلت على ما تريد أصبح بإمكانك....
ــ أتظنين سأنكث بعهدى لك.....أننى سأتراجع عن كلمتى لك؟
و احتد صوته بشكل خطر و التهبت عيناه فيما أضاف :" ألا تعلمين أننى أفضل الموت على ذلك؟"
يفضل الموت....أدارت هذه الكلمات رأسها . و انتفض قلبها الأحمق الساذج لسماعها ظناً أنها تمثل بالنسبة إليه أكثر من مجرد زوجة يقتنيها فى بيته كجزء من صفقة مالية. و لكن ما إن تشكل هذا الوهم الضخم فى ذهنها حتى شتته كلمات رامون التالية :"إذا ما أعطيت كلمتى فهى كلمة شرف لا أرجع فيها أبداً. كما أن أباك ليس أحمق. فهو لن يضع توقيعه على العقد حتى أنا أضع توقيعى على وثيقة الزواج و هكذا لا حاجة بك إلى الخوف من أن أهرب منك قبل الزواج. فمعرفتى بما أريد فى الحياة تمنعنى من القيام بأمر كهذا"
ــ لأنك ترى الأمور كلها مجرد ترتيب عمل.
أكسبها قولها هذا نظرة تأنيب أخرى من تينك العينين الفولاذيتين اللتين اختفى منهما كل أثر للهزل لتصبحا كالثلج كآبة و برودة:"أنا لا أعاشر شريكة عمل يا (دونا مدرانو) و لم أفعل هذا قط و لا أنوى البدء بهذا الآن"
ــ لماذا إذن؟
لكن وحدتهما لم تدم بعد أن رأتهما مرسيدس فجاءت إليهما مع كاسي و شدته زوجة أخيه إلى باحة الرقص فذهبت فرصة الكلام .
لم يستعيدا هذه الفرصة مجدداً فقد تجدد الرقص ثم تناول الكل وجبة طعام و ألقيت خطب رسمية . وشعرت إستريللا و كأنها أمضت وقتها فى الرد على التهانى بما استطاعت من حماسة راجية أن تبدو ابتسامتها صادقة و ليست مرغمة متصلبة.
ومع نهاية السهرة كانت تشعر بالألم فى فكها و خديها بالإضافة إلى صداع شديد بسبب محاولتها تمثيل دور الخطيبة السعيدة المتحمسة بينما التشويش و الفوضى يعتملان فى داخلها ما جعلها تشعر بأنها لن تعود قط إلى التفكير بوضوح . لقد رقصت مع رامون و أمضت دقائق طويلة بين ذراعيه , فقد أثارت تلك الدقائق حواسها ما جعلها تتشوق إلى انتهاء السهرة ليختلى كل منهما بالآخر .
لكن رامون أصبح فجأة رجلاً مختلفاً للغاية. بقى هو نفسه بالنسبة إلى المدعوين بابتسامته العريضة و حديثه السلس إذ راح يضحك ويروى النكات و يمثل دور الخطيب السعيد المزهو حتى الكمال. ولكن أى شخص حساس لأى تغير فى طباعه أو نبرات صوته أو مظهره مثل إستريللا سيدرك أنه لم يكن موجوداً هناك حقاً . كانت عيناه غامضتان بشكل غريب لا تعكسان الحرارة التى ظهرت فى صوته و فى الابتسامة الواسعة المتألقة على فمه . وعندما لمسها بدت لمسته و كأنها لرجل غريب. لا بل أسوأ من ذلك, فقد شعرت و كأنها بين ذراعى مخلوق غريب يتصرف من كافة النواحى كأى رجل حقيقى لكنه و بشكل ما تنقصه الروح.
أمسك بها و رقص معها لكنه لم يلمسها حقاً . أجرى معها حديثاً تافهاً مؤدباً و استمع إلى أجوبتها و أجاب عنها لكن لم يبد عليه أنه كان يسمعها حقاً و رغم أنه نادراً ما تركها طوال ما تبقى من السهرة خطيبها و زوجها المنتظر زوج لم تكن تعرفه حقاً من أية ناحية على الإطلاق.
كما أن شوقها إلى البقاء معه وحيدة لم يتحقق.....فما كادا يودعان آخر المدعوين حتى أشار رامون بيده فجاءت الخادمة بمعطف إستريللا . و إشارة أخرى جاء على أثرها السائق الخاص الذى بدا أنه كان ينتظر أمره هذا.
ــ لكننى......
حاولت إستريللا أن تحتج لكن رامون لم يستمع إلى محاولتها لإقناعه بالعدول عن ذلك و اكتفى بالقول أنه وعد أباها بأن يعيدها إلى بيتها آمنة, وأنه متعب للغاية فلا يستطيع أن يقود سيارته ليوصلها بنفسه.
لذا سيرسلها مع سائقه الأمين.
ــ ظننت....أنا لست جاهزة بعد للذهاب!
ــ إستريللا ....أمضينا ليلة متعبة وأمامنا أسبوع حافل بالعمل استعداداً للزفاف .
كان صوته منطقياً لدرجة مخيفة لكن و رغم رقته كانت عيناه الباردتان و فكه الحازم تعبر عن رسالة مختلفة تماماً لمس خديها برقة لكن نظرة إلى عينيه منعتها من عناقه قبل أن تقول:"أنا لست متعبة"
ــ و انا حريص على أن تبقى هكذا . يوم عرسنا أريد عروس متألقة و ليس عروساً شاحبة منهكة من قلة النوم.
ــ لكن....
ـ إستريللا ستذهبين إلى بيتك الآن.
لم يرفع صوته الذى بقى هادئاً فاتراً و لكنه تكلم بحزم قاس جعلها لا تجرؤ على الجدل . وحتماً لم تغامر بأن تقول أنها ترغب بعناقه
ــ لا بأس مادامت مصراً.
ووقفت على أطراف أصابعها تطبع قبلة المساء على خده و لكن من دون أى تجاوب منه ولولا حرارة جلده لظنت أنه يصفح نفسه بصفائح معدنية كان بارداً و صلباً حتى أنه لم يبادلها التحية بل تناول معطفها الفرو الطويل من الخادمة و لفه حول كتفيها و سواه حول عنقها:"تصبحين على خير يا عزيزتى أتمنى لك ليلة سعيدة"
و أمسك بذراعها يهبط معها الدرجات بسرعة إلى السيارة و ما كادت تصعد فى المقعد الخلفى و تسوى جلستها حتى أغلق باب السيارة و انتصب واقفاً
مع ذلك حاولت أن تلوح له بيدها و ترسل له قبلة مع الهواء لكنه أخذ يدق على زجاج نافذة السائق يأمره بالانطلاق ثم تراجع خطوة إلى الخلف و راح ينظر بوجه جامد إلى السيارة و هى تبتعد. وبعد ثانية استدار يصعد الدرجات ليتوارى فى الداخل.
منتديات ليلاس
بعد ذاك رأته مرات عدة كان يبدو دوماً مهذباً للغاية و اجتماعياً لكنه يحرص على أن يختليا ببعضهما البعض
وقد توجست إستريللا لهذا.
نظرت إلى الخاتم الماسى الرائع المتألق فى إصبعها ثم لمسته برقة و قد اغروقت عيناها بالدموع بينما التفكير على ملامحها .
أى رامون ستكون معه الليلة؟ العاشق المتلهف المحموم المشاعر الذى لا يستطيع الابتعاد أم ذلك الرجل الهادئ المنعزل الذى أصبح عليه منذ حفل خطبتهما؟ لم تكن تعرف فتوترت أعصابها و أخذ قلبها يخفق بشدة.
أخذت تدير الخاتم بتململ كاشفة عن ضيقها و عدم ارتياحها .
ــ إستريللا!
كان هذا صوت مرسيدس يخرجها من المكان غير المريح الذى قادتها إليه تأملاتها ما جعلها تنتفض مجفلة و قد اتسعت عيناها بذهول:"أنا...أنا آسفة...كنت بعيدة أميالاً"
فقالت مرسيدس ضاحكة :"و أنا أعرف أين. أتساءل عما إذا كان أخى يعلم كم أنت مجنونة بحبه"
ــ ماذا......؟
انتفضت و قد أصابتها صدمة و حاولت أن تتكلم لكن الكلمات ماتت على شفتيها كما جف حلقها عندما أصابت كلمات مرسيدس وتراً حساساً فيها.
الحب.......
هل قالت مرسيدس (الــحـــب) ؟
و دار عقلها و كان تلك الكلمات صفعتها بعنف على وجهها و لم تستطيع أن تستجمع أفكارها لكى تركز على هذه الكلمة و المشاكل التى تحملها معها . المشاكل التى ستغير حياتها .
لم تشعر سوى بالامتنان عندما اختارت مرسيدس هذه اللحظة لتبحث فى حقيبة يدها فلم تر كيف شحب وجه إستريللا و جحظت عيناها.
( أتساءل عما إذا كان أخى يعلم كم أنت مجنونة بحبه )

آه , فليسامحها الله , ما الذى فعلته الآن؟

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8502142211.gif

زهرة منسية 18-01-13 01:45 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
10 – عروس قرمزية
منتديات ليلاس



قال جواكين لأخيه بابتسامة عريضة و هما يقفان أمام الهيكل فى كنيسة القرية الصغيرة:"ستصل حالاً"
ثم أردف بعد لحظات :"من الأفضل أن تستمتع بآخر لحظات حريتك"
فضحك أليكس أصغر أبناء جوان ألكولار الثلاثة معلقاً :"هذا ما يقوله رجل لم يكد يمضى شهر على زواجه. حتى أنا المتزوج منذ وقت طويل لا يمكن أن أساند كلامه"
إنه يعنى ذلك , أخذ رامون يفكر و هو يرى عينى الكيس الرماديتين الداكنتين تبحثان عن امرأة طويلة شقراء ذات شعر بنى هى الإنكليزية لويز التى تجلس على بعد أمتار قليلة و طفلتها على ركبتيها .
منذ عاد ألكيس من زيارة له إلى إنكلترا بصحبة لويز لم يفترق الاثنان و الآن توج مولد الطفلة ماريا حبهما .
جواكين أيضاً وجد السعادة فى الحب بعد أن عاد إلى رشده أخيراً و أدرك أنه يحب كاسي بجنون و هما الآن متزوجان و أول أطفالهما فى الطريق . لقد نضج جواكين و تحولت علاقته الشائكة مع أبيه و رامون إلى أنس و لطف بعد أن أستقر فى حياته الجديدة . إدراكه أنه أصبح محبوباً حوله من رجل دعاه البعض بالذئب إلى شخصية مختلفة تماماً.
و أعترف رامون بينه وبين نفسه بأنه غيور فأخواه يعيشان حياة سعيدة كان يعتقد أنها مستحيلة . هذه الحياة السعيدة التى تمناها ذات يوم لنفسه.
كانت أمه ميتة و الرجل الذى ظنه أباه كان خشناً عدوانياً غير محب ما جعله يتشوق إلى نوع الأسر التى نشأ فيها أصدقاؤه, فأقسم أنه يوماً ما عندما يصبح رجلاً سيجد تلك الحياة و يخلق نوع الحياة التى لم يعرفها قط, مع زوجة يحبها و تحبه.
لماذا يتزوج إستريللا إذن ؟ لماذا يقف هنا اليوم مع أخويه مرتدياً القميص التقليدى المخاط باليد و الذى أصرت إستريللا على تخيطه بيدها ما أذهله للغاية !
و سمع أليكس يقول :"علىّ أن اعترف بأننى مذهول. لطالما ظننت أنه إذا نجحت امرأة فى جعلك تتزوج فهى بينيتا الجميلة و إذا بك تعلن عن رغبتك فى الزواج من امرأة لم نسمع عنها من قبل . ماذا حدث بحق الله ؟"
ــ ما حدث هو إستريللا .
أجاب رامون بذلك مدركاً أنه لم يقل سوى الحقيقة . السماء وحدها تعلم كم مرة طرح على نفسه هذا السؤال من دون أن يحصل على جواب مفهوم.
إستريللا التى ظهرت فى حياته كشهاب مضئ نزل عليه من السماء فلم يستطيع التفكير بشكل سوى منذ ذلك الحين . أما بينيتا و هى أحب النساء اللاتى عرفهن إليه حتى عرف إستريللا فلم تعد تخطر له الآن فى بال. ولم يعد يستطيع أن يستحضر ملامحها فى ذهنه حتى لو حاول ذلك....و هذا لا يعنى أنه حاول ذلك فأفكاره مشغولة دوماً بالمرأة التى سيتزوجها اليوم.

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 18-01-13 01:52 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

قال جواكين :"كانت مرسيدس تقول دوماً أنك إذا وقعت فى الحب ستقع بقوة بالغة لكنها كانت واثقة من أنك ستمضى وقتاً طويلاً فى البحث حتى تجد المرأة التى تعجبك للزواج"
فقال رامون بهدوء :"مرسيدس تظن أنها تعرف الكثير"
و كان يأمل أن يبدو كلامه مقنعاً.
لا بأس فقد وقع بقوة فعلاً....و لكن ليس فى الحب . لقد وقع رأساً على عقب فى الرغبة العارمة و لم يستطيع أن يتحرر من ذلك القيد الذى قيدته إستريللا به كما أنه ليس واثقاً من أنه يريد ذلك أيضاً .
لكن هذا الشعور ليس حباً إنه شعور أخر تماماً فهو لم يعد يؤمن بالحب لقد فعل ذلك ذات مرة عندما كان أصغر سناً و لم يتبدد الوهم الذى غشا عينيه إلا مؤخراً عندما اكتشف أنه ليس ابن أبيه و أن أمه خانت أباه فى بداية زواجهما فكان هو النتيجة و تابع يقول :"أختنا الصغيرة بحاجة إلى أن تعرف ما هو الحب قبل أن تعطى رأيها فى كيفية تأثيره فى حياة الآخرين"
فقال أخوه الأكبر :"ربما لن يطول هذا . فقد أصبحت مؤخراً شاردة الذهن إلى حد ميئوس منه لعل هناك من شغلها"
عندئذٍ قال أليكس بورع زائف :"إذا حصل هذا فليرحمنا الله لأن مرسيدس محمومة العواطف, أتذكر عندما جئت إلى هنا لأول مرة كيف ظنت أنها تحبينى قبل أن تدرك أننى أخوها؟ إذا حدث و وقعت فى الحب فعلاً فهى تغطس حتى العمق"
فتمتم جواكين بجفاء :"يبدو أن هذا ميزة فى أسرتنا و لكن بعضنا يحتاج إلى وقت طويل ليدرك الحقيقة"
و بعضنا يبحث عن تعويض فى أمور أخرى كما أخذ رامون يفكر . لم يشعر بأن أخويه و هما الواثقان من مشاعرهما و مشاعر زوجتيهما,
سيفهمان الطريقة التى يتصرف بها.....و الأسباب التى أحضرته إلى هنا اليوم.
لكن شيئاً واحداً كان صحيحاً لقد غطس منذ البداية....و هو يزداد غرقاً مع كل يوم يمر هذا هو سبب وجوده هنا اليوم وليس أى صفقة لعينة أو لأن إستريللا طلبت منه ذلك أو بسبب أى إرث ارستقراطى قد يرثه أولاده فى المستقبل.
منتديات ليلاس
أنه هنا لأنه لم يستطيع البقاء بعيداً. بسبب كل ما أراده من وراء هذا الترتيب و كل ما يستطيع الحصول عليه نتيجة له إلا أن إستريللا هى ما يريده أكثر من أى شئ آخر .
ــ أنها هنا
لم يكن واثقاً من أن أحداً قال هذا , كل ما يعرفه هو أن الاضطراب الخفيف و الحماسة و الاهتمام فى الناحية الأخرى من الكنيسة تعنى أن إستريللا عروسه التى توشك أن تصبح زوجته وصلت و أن فرصته الأخيرة لتغيير رأيه هى الآن.
كان مدهشاً ألا يرغب فى تغيير رأيه شعر باقتناع عميق هادئ بأن هذا ما يريده و هذا ما يناسبه حالياً....و سيدع المستقبل يهتم بنفسه .
ــ من هنا نبدأ
هذه المرة كان المتكلم خواكين الذى أخذ يتفحص مظهر رامون مسوياً ربطة عنقه ثم ضربه على كتفه :"هذا وقت المباهاة يا أخى"
و كلمة (أخى) هى التى هزته . بعد كل هذا التوتر الذى ساد علاقتهما حتى الآن.....التوتر الذى لم يكن منه مناص نظراً لنظام و تقاليد الأسرة كلمة المودة هذه و الابتسامة العريضة التى صاحبتها جعلت ذهنه يدور لحظة. راحة, بهجة, عرفان لجميل, مشاعر تدفقت فجأة فى عروقه مما جعله عاجزاً عن تحديد مشاعره لدى وصول العروس.تمتم أليكس بصوت منخفض :"آه , يا إلهى....."
كان هذا ما يتناهى إلى مسامعه فى البداية و حمل صوته عدم تصديق ذاهل ممزوجاً بالسرور و التسلية ما أعاده إلى الواقع بسرعة
ــ ما هذا ؟ رامون ؟
تعاظمت التمتمة و الهمس من خلفه و ارتفع الصوت متقدماً نحوه و كأنه موجة ثم أزداد علواً حتى أصبح من الصعب إغفاله.
لم يعد رامون يستطيع الوقوف عند المذبح و هو يدير ظهره إلى الموجودين فى الكنيسة. أراد أن يلتفت أن يرى.
أول ما تبادر إلى ذهنه هو : يا إلهى....كم هى جميلة ! مجرد النظر إليها حبس أنفاسه و جعل رأسه يدور بشكل خطر.
كانت بالغة الجمال و الروعة. وما إن رآها حتى تجاوب جسده بشكل مثير مما جعل من وجوده فى هذا المكان عند درجات المذبح أمراً غير ملائم.
كانت وحدها بعد أن رفضت أن يقودها أبوها ليسلمها إلى العريس حسب التقاليد. لم تضع على رأسها غطاء أو نقاباً بل رفعت شعرها الأسود الفاحم اللامع و نثرت عليه أزهاراً بيضاء....بدا وجهها شاحباً لكنه حازماً كما بدت عيناها أكبر و أشد سواداً من أى وقت مضى. حالما التفت اشتبكت تينك العينين الواسعتين بعينيه تراقبانه بإمعان بينما زحف بعض اللون إلى وجنتيها العاجيتين.
طريقة رفعها لشعرها عالياً أبرزت عنقها الطويل الجميل المطوق بسلسلة ذهبية تتدلى منها نجمة ماسية تماثل خاتم الخطبة. أرسل إليها هذه السلسة الليلة السابقة كهدية العريس إلى عروسه . كانت النجمة مستقرة عند أسفل عنقها و يكشف عن فتحة عنق ثوبها المربعة هذه الفتحة المربعة التى كانت الشئ الوحيد الذى أخبرته عنه بالنسبة إلى ثوب زفافها .
فتحة عنق مربعة لثوب طويل من الحرير.....و أنخفض بصره ليرى ما كانت ترتديه ثم عاد لينظر إلى وجهها مصدوماً :"آه.....إستريللا"
هتف باسمها بصوت خافت و ضحك ضحكة ذاهلة مزهوة حائرة:"آه يا حبيبتى إستريللا"
(أبى ممتن جداً لأنه سيتخلص من ابنته القليلة الحياء و هو يظن أنك رجل رائع لأنك ستأخذنى من يده بالرغم من سمعتى المخزية كامرأة فاسقة)
هذه الكلمات التى قالتها إستريللا له أثناء الخطبة و قد عادت الآن إلى ذهنه عالية واضحة.
لقد سمع الكثير من الكلام و الأقاويل فى القرية. عمتها العجوز المغرمة بالفضائح و أبوها أدليا بتعليقات عما ينبغى أن ترتديه فى عرسها. و قالا إن الأبيض التقليدى قد لا يكون مناسباً فاقترحا لون القشدة أو ربما الأزرق....
سمعت إستريللا كل هذا فاحتفظت بخطتها سراً و ها هى تسدد للجميع هذه الضربة.
كان ثوباً طويلاً يصل إلى الأرض كأثواب الزفاف التقليدية كلها .
وكان مصنوعاً من أنعم أنواع الحرير و من الجمال و الأناقة كما توقع أن يكون كل ما تختاره إستريللا . قسمه العلوى الضيق بفتحة العنق المربعة يتناقض مع العصبة الحريرية و الذيل الطويل المنحدر من خصرها النحيف . كان ثوباً تقليدياً فى كل شئ سوى شئ واحد.
فما من ثوب زفاف تقليدى يخاط من مثل هذا اللون الفاقع الجرئ. ما من ثوب زفاف يمثل هذا اللون القرمزى المذهل بجماله .
زوجتى القرمزية.....
زوجتى الجريئة الوقحة المتألقة إستريللا .... لم يكن رامون واثقاً مما إذا نطق بهذه الكلمات أم أنها بقيت فى ذهنه فقط كل ما يعلمه أنه لا يستطيع الوقوف جامداً و هو يرى كيف ترددت فجأة و قد ظهر عدم الثقة فى عينيها.
ومن دون وعى منه لما يفعل ترك مكانه أمام المذبح و تقدم نحوها بخطواته الواسعة ماداً يديه ليمسك بيديها و على الفور تبدد عدم الثقة و التوجس عن وجهها فاتسعت ابتسامتها الساحرة المذهلة و أمسكت بباقة الزهر بيد فيما مدت يدها الأخرى إليه.
ــ زوجتى القرمزية . زوجتى القرمزية الرائعة الجمال.
نطق هذه المرة بهذه الكلمات و لكن بصوت لم يسمعه سواهما ثم رفع يدها إلى شفتيه يقبلها قبل أن ينتقل إلى جانبها جاعلاً يدها تحت إبطه و هو يبتسم لها بدوره . رأى لمعان الدموع فى عينيها و هى تلتفت إليه فأدرك أنها و رغم كل الشجاعة التى جعلتها ترفع رأسها عالياً و تسير قاطعة ممر الكنيسة مزهوة و الأعين مسلطة عليها , لم تكن واثقة من نفسها كما كانت تبدو . كانت شجاعة و حازمة لكنها فى أعماقها خائفة نوعاً ما .
فضغط على يدها الرقيقة التى بدت أصابعها بيضاء مقارنة مع كم سترة بذلته السوداء الرسمية . وابتسم لها مرة أخرى و هو يرى ثقتها تزداد .
سألها إن كانت مستعدة فأومأت بحزم هذه المرة و لم يكن هناك تردد أو شك فى وجهها فتابعا السير معاً نحو الكاهن المنتظر.

منتديات ليلاســـ


زهرة منسية 18-01-13 02:02 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

شعرت إستريللا و كأنها فوق السحاب لا تكاد قدمها تلمسان الأرض و هى تقترب من المذبح و رامون إلى جانبها بجسمه الطويل الجبار فيما ذراعه تسندها و يده تغطى يدها.
منتديات ليلاس
كانت قد وصلت إلى الكنيسة متوترة الأعصاب بعد أن أصابت كلمات مرسيدس وتراً حساساً جاءت كوميض برفق كشف لها ما لم تره أو تفهمه من قبل.
(أتساءل أن كان أخى يعلم بمدى حبك الجنونى له)
لم تستطيع أن تمحو هذه الكلمات من ذهنها رغم كل جهودها لكى تلهى نفسها.....و لكى تفكر....فى أمور أخرى إلا أنها كانت تعود دوماً إلى تلك الكلمة القوية الفعالة الكلمة التى كانت من القوة بحيث هزت عالمها و قلبته رأساً على عقب كلمة الحب.......
حاولت أن تنكر ذلك حاولت أن تثبت خطأ ذلك. أن تؤكد أن هذا خطأ, خطأ, خطأ. لكنها لم تفلح . وبدلاً من ذلك رأته صواباً, صواباً, صواباً رغم انه لم يكن لديها فكرة عن كيفية حدوث ذلك.
لكن ما إن بدأت مسيرتها الطويلة المثيرة للأعصاب فى ممر الكنيسة حتى أدركت أن هذا الحقيقة . كل خطوة تقربها من حيث وقف رامون قوياً مزهواً فى بذلته الرسمية الرائعة التفصيل و بالتالى تقربها من مصيرها.
لقد وقعت فى الغرام بجنون و تهور و وقعت بشكل نهائى مع رامون داريو العريس الذى اشتراه لها أبوها .
لم تكن مشاعرها نحوه تشبه ما شعرت به نحو كارلوس كان الشعوران مختلفان إلى درجة أصبح عليها أن تعترف بالحقيقة. ما شعرت به نحو كارلوس لم يكن حباً على الإطلاق.... لم يكن أكثر من افتتان أعمى و فقدان للعقل . لقد أحبت فكرة الحب ذاتها فظنت أنها تحبه لكن, و بالمقارنة مع مشاعرها القوية الغامرة نحو رامون وجدت أن عواطفها المشبوبة نحو كارلوس أشبه بمطر يتساقط لفترة قصيرة ثم يتوقف من دون أن يترك أثراً.
أما شعورها نحو رامون فكان مختلفاً للغاية. لقد تجذر فى قلبها و أصبح جزءاً من دمها و روحها . لا يمكنها أن تستأصله و تبقى حية فهى لا وجود لها و لا مستقبل لها من دونه منتديات ليلاس
هذه الفكرة الأخيرة جعلتها تتعثر و تتباطأ فى خطواتها و لم تعرف ما إذا كان بإمكانها أن تستمر فقد ارتجفت ساقاها و سرت فى جسدها رعشة ذعر باردة. ولو كانت لديها القوة لاستدارت على عاقبيها وفرت هاربة من الكنيسة.
لكن فى هذه اللحظة التفت رامون و نظر إليها لا بل فعل أكثر من ذلك إذ سار نحوها ماداً يده لها . لقد أخذ أصابعها فى يده القوية الصلبة و الدافئة المواسية إلى حد غير محدود.
( يا حلوتى ! حلوتى الرائعة )
ربما لم يكن هذا كثيراً و حتما لم يكن هذا ما كانت تحلم به....لم يكن ذلك تعبيراً عن الحب لكنها لم تتوقع ذلك . وعندما قارنت تلك الكلمات التى نطق بها بصوت عميق أجش و الخاتم الذى يمثل الالتزام الكامل ,بالإطراء و المديح الزائف الذى كان كارلوس يغدقه عليها عرفت ما الذى تفضله و ما الذى تصدقه أكثر .
عندما ابتسم لها شعرت بأنها مستعدة للذهاب معه إلى أى مكان إذا ما تملكها الشك من قبل فهى تعرف الآن أنها تحبه حقاً.
إنها تعرف لماذا يتزوجها . إنهما يبدآن حياتهما معاً لأسباب خاطئة بسبب المال و ليس بسبب المشاعر . كان زواجهما زواج مصلحة و لن هذا لا يعنى أن من المفروض أن يستمر على هذا الشكل فهو أيضاً زواج مشاعر محمومة.....و طالما بقيت مشاعرهما بهذا الشكل فإن لديهما ما يربطهما معاً.
إذا لم تستغل هذه المشاعر فهى غبية.
(لطالما بقى هذا الشئ بيننا سنبقى معاً حتى نحصل جميعاً على ما نريد)
هذه هى الكلمات التى قالها رامون . حسناً لقد نال هو الآن ما يريد من مال....أو سيناله فى نهاية هذا النهار . لكنه يريدها أيضاً و قد أوضح هذا ورغبته فيها هى ورقتها الرابحة. وما دامت رغبته قائمة فسيبقيان معاً .
و ما داما معاً فثمة فرصة ليكبر شعوره نحوها فلا يبقى مجرد مشاعر محمومة متقدة كما اعترف بنفسه. وستحرص هى على الحفاظ على تلك المشاعر . ستغذيها و تراقب نموها و تدعوا الله أن يقيده إليها بتلك المشاعر المحمومة.
هذا يكفى كبداية. ما تطلبه الآن من الله هو أن يمنحها الوقت و الحظ لتتحول هذه المشاعر إلى ما هو أكثر بكثير.
هذه الفكرة جعلتها تتحمل ذلك الاحتفال الطويل و حفل الاستقبال . لا يمكنها أن تفعل شيئاً الآن لكن الليلة و عندما يصبحان وحدهما فى الفيلا المشرفة على البحر على شاطئ (كوستا برافا)التى سيقضيان فيها أول ليلة من شهر عسلهما فستبدأ فى تشكيل تلك السلاسل التى ستقيده فى سرير الزوجية.
كانت تعلم أن خطتها ستنجح.
و ستنجح ! هذا هو المفروض .
إذا لم تنجح فسيضيع هذا الزواج . إذا لم تستطع أن تغير الرغبة التى يشعر بها رامون نحوها إلى شعور أعمق و أقوى فلابد أن يأتى يوم تنطفئ فيه شعلة الرغبة تلك. ومن دون حب لن يبقى لها شئ و ستفقده . سيتركها و يرحل عنها إلى الأبد.
لديها الوقت و هى ستستغل هذا الوقت بأفضل الطرق التى تعرفها .
ابتداءً من الليلة.


جمره لم تحترق 18-01-13 06:30 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
الملخص رائع رائع رائع وكمــــــــــــان رائع
مع إن الفكرة كثير مستهلكة في عبير و احلام
إلا إن هذا النوع من الروايات يجذبني بشكل مو طبيعي
لأن كل كاتبه لها طريقة في الحوار وطريقة في وصف المواقف
تنسيني إن الفكرة سبق وقرأت عنهـــــــــا
لي عودة لإعطاءك رأيي في الرواية
ولكن مسبقاً أنــــا أعرف رضاي التام عنها
لأن صاحبة الاختيار هي أنت

موفقه بإذن الله في كل شيء تنوينه أو تفعليه
شكــراً لجهودك المبذوله وعطاءك الا معقوووووول
يحفظك ربي . . .


EMN . . . أعطيتي الرواية نظرة أجمل بتصميمك الرقيق
سلمت أنـــــــــــاملك . . .

عبير عمار 18-01-13 10:54 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
رووووووووووووعه بل اكثر رهيييييييييييييبه بجد اختيارك مميز
ونحن في انتظارك لا تطولي علينا :f63:

lamar_ly 19-01-13 02:09 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
قصة بجد روعة اختيارك موفق مشكوره جدا عليه؛؛؛ في انتظار البقية

سومه كاتمة الاسرار 19-01-13 01:16 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
تسلم ايديك ياقمر منتظرين الفصل القادم على ناااااااااااااااار
:8_4_134:

زهرة منسية 19-01-13 07:56 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamar_ly (المشاركة 3256584)
قصة بجد روعة اختيارك موفق مشكوره جدا عليه؛؛؛ في انتظار البقية

الأروع مرورك شكراً لمشاركتك و إنشالله باقى الأحداث تعجبك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3256741)
تسلم ايديك ياقمر منتظرين الفصل القادم على ناااااااااااااااار
:8_4_134:

سمسومة لعيونك الحلوين فصل جديد

زهرة منسية 19-01-13 07:59 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3256421)
رووووووووووووعه بل اكثر رهيييييييييييييبه بجد اختيارك مميز
ونحن في انتظارك لا تطولي علينا :f63:

عبير حماسك بيسعدنى كتير
تسلمى حبيبتى على كلامك الرقيق

زهرة منسية 19-01-13 08:13 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق (المشاركة 3256316)
الملخص رائع رائع رائع وكمــــــــــــان رائع
مع إن الفكرة كثير مستهلكة في عبير و احلام
إلا إن هذا النوع من الروايات يجذبني بشكل مو طبيعي
لأن كل كاتبه لها طريقة في الحوار وطريقة في وصف المواقف
تنسيني إن الفكرة سبق وقرأت عنهـــــــــا
لي عودة لإعطاءك رأيي في الرواية
ولكن مسبقاً أنــــا أعرف رضاي التام عنها
لأن صاحبة الاختيار هي أنت
فعلاً هى فكرة مستهلكة بس أنا كمان بحب النوعية دى كتير من الروايات
تنورى الرواية فى أى وقت غاليتى
::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::welcome3:c8T05285:
خجلنى كلامك كتير و ثقة فيا شئ يشرفنى زوووووووز
موفقه بإذن الله في كل شيء تنوينه أو تفعليه
شكــراً لجهودك المبذوله وعطاءك الا معقوووووول
يحفظك ربي . . .
الله يحفظك من كل شر و يحميكى يا صاحبة أرق و أطيب قلب
EMN . . . أعطيتي الرواية نظرة أجمل بتصميمك الرقيق
سلمت أنـــــــــــاملك . . .

فعلا إيمى بتضيف كتير بتصممها المبدعة و الفواصل و هى كريمة كتير و ما بتتأخر دوماً كريمة معى حتى و هى مشغولة
شكراً تؤامتى الصغنونة

زهرة منسية 19-01-13 08:19 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
11 – أسرار و اعترافات
منتديات ليلاس


الحمد لله على أن الاحتفال شارف على الانتهاء. هذا ما حدث رامون به نفسه بارتياح بالغ.
إذا ما أمضى ساعة أخرى , لحظة أخرى فى تبادل الأحاديث المؤدبة و تبادل التهانئ و الإصغاء إلى النكات عن فقدان الحرية و عما ستكون عليه الليلة القادمة فسيحل الفجر.
هذا لا يعنى أنه لا يستمتع بحفل الاستقبال بل فعل فى البداية استمتع بوجوده مع أسرته و بالرقص مع إستريللا و مع كاسي و مرسيدس و مع إستريللا مرة أخرى . لكن هذا يكفى لقد تعب من استعراض نفسه اجتماعياً .
إنه أن يكون وحده مع زوجته , على إنفراد.
زوجته ! و نظر إلى آخر القاعة الفسيحة فرأى إستريللا متألقة فى ثوبها القرمزى المذهل الجمال. كانت تضحك لشئ قالته مرسيدس و قد توهجت وجنتاها . لم تكن تشبه تلك المخلوقة الشاحبة المتوجسة التى رآها فى الكنيسة , إستريللا الشجاعة الحازمة المصممة على التمرد و التى لم تستطع رغم ذلك أن تخفى عدم ثقتها.
ــ تبدو رائعة, أليس كذلك؟
كان أبوه واقفاً بجانبه و عيناه البنيتان العميقتان مسمرتان على إستريللا هو أيضاً . لكن شيئاً ما فيهما لفت انتباه رامون و جعله ينظر بإمعان أكثر.
كان صوت جوان ألكولار أجش قليلاً و فى عينيه لمعان غير عادى لمعان لو رآه فى عينى رجل آخر لظن أنه دموع.
أو لعلها كذلك لو أن أباه من النوع الذى يكشف عن مشاعره كما حدث رامون نفسه. فى الواقع كان جوان على العكس من ذلك تماماً.
فنادراً ما كان يقضى بمكنونات نفسه إلى أحد حتى إلى أسرته . إنما لطالما نجحت مرسيدس فى تعديل مزاجه بظرفها . كان الأمر على هذا الحال منذ اجتماعه به لأول مرة. فى ذلك النهار منذ سنوات كثيرة دخل رامون إلى مكتب جوان ألكولار و سأله ما إذا كان ما علمه حقيقة, وهو أن جوان ألكولار أبوه و ليس روبين داريو الذى توفى حديثاً والذى طالما اعتقده أبنه.
ــ أنها تذكرنى بــ هونوريا
أدار رامون رأسه مصدوماً لا يريد أن يصدق ما يسمع فـ هونوريا هى زوجة جوان الشرعية والدة مرسيدس و خواكين. ودهش و هو يرى أباه يتحدث عنها الآن بينما لم يفعل ذلك قط من قبل .
وسأله بحر :"هل كانت تشبه إستريللا ؟"
ــ كثيراً.
أخذ جوان جرعة وافرة من كأس العصير كأنه يشجع نفسه على الاستمرار :"لا ترتكب الأخطاء التى ارتكبتها أنا يا رامون"
ــ الأخطاء؟
أدرك رامون أن صوته أصبح حاداً و تساءل عما إذا كان ذلك سيعيد أباه إلى صمته المعتاد و لكن بدا أن جوان يريد أن يفتح قلبه قليلاً :"لقد أحببت امرأتين إلى أقصى حد و فقدتهما هما الاثنتين"
ــ أمى....
فأومأ أبوه باكتئاب :"كنت أحب مرغريتا حباً جماً . لكننى كنت صغير السن و أحمق . قلت أننى لا أريد التزامات الزواج فحطمت قلبها و لهذا السبب تزوجت من روبين داريو"
أخذ رامون يتساءل عما جعل أباه يذكر أمه ربما للمرة الثانية فقط فى حياته لقد ذكر أسمها! لماذا الآن؟
ــ لكنك رأيتها بعد ذلك ؟
طرح هذا السؤال بخشونة فأجاب الأب:"مرة واحدة فقط . التقينا مصادفة بعد سنوات و كنت حينذاك متزوجاً من هونوريا و كان عمر خواكين سنتين....."
تأوه من أعماق قلبه :"لا شئ تغير . كانت لا تزال أجمل النساء اللاتى رأيتهن.....امرأة أحلامى....و كانت وحيدة ضائعة. لم يستطيعا هى و داريو أن ينجبا أطفالاً و كان زواجهما فاشلاً. لست فخوراً بما حدث . فقد أمضينا أسبوعاً معاً بينما كان روبين فى أمريكا , أسبوعاً رائعاً لكننا كنا نعلم أنه لن يدوم , لم يستطع أى منا أن يعيش مع الشعور بالذنب....بعد أن فكرنا فى ما نفعله بالآخرين....و هكذا انفصلنا "
وصمت ثم أردف و هو يغص بريقه :"ثم ولدت أنت بعد ذلك بتسعة أشهر"
ــ و ماتت أمى قبل أن أتم الشهر الثانى من عمرى.
لم يكن يتذكرها . رأى صوراً لوجهها فقط.
قال لأبيه بمرارة ظاهرة :"لكنك سرعان ما نسيتها و اتخذت لنفسك عشيقة.لأن أليكس أصغر منى بسنة واحدة"
فرد الأب بخشونة :"لا. لم أكن بذلك الشكل , لكن الأمور أفلتت منى و لم أعد أدرك....لم أعد أهتم بما أفعل وأثناء رحلة عمل إلى إنكلترا رأيت امرأة مديرة منزل زرته كانت تشبه أمك بالضبط....تشبع مرغريت حين تقابلنا لأول مرة و كانت ليلة واحدة حتى أننى لم أعلم أنها حملت إلى أن جاء إلىّ أليكس "
ــ ثم من أيضاً ؟
كانت إستريللا قد أنهت حديثها ثم أخذت تنظر فى أنحاء الغرفة تبحث عن شخص ما. وعندما نظر إليها رأته فابتسمت بطريقة أدارت رأسه و تقدمت نحوه بينما كان أبوه يجيبه :"من هى المرأة الأخرى التى أحببت؟ من تظنها؟ هونوريا, زوجتى . والدة خواكين و مرسيدس"
ــ لكننى سمعت أن زواجكما كان زواج مصلحة
ــ كان كذلك فى البداية لم أكن أدرك ما أفعل.
ــ إذن عليك أن تتحدث فى ذلك مع خواكين
ــ فعلت ذلك يوم عرسه. وهو الذى طلب منى أن أخبرك أنت أيضاً.
هو الذى طلب منك ذلك؟
كانت إستريللا قد اقتربت و بعد لحظة ستنضم إليهما مجرد النظر إليها جعل التركيز مستحيلاً
ــ أنت مثلى يا رامون...و خواكين يعلم هذا. نحن نريدك أن تكون سعيداً
ــ و أنا كذلك....
و فجأة أحس بحلقه يجف بشكل مؤلم حتى أنه لم يستطيع أن ينطق آخر كلمة.
قال هذا ببطء و هو و هو ينظر إلى جسد زوجته الرائع:"ما هى أخطاؤك التى تريدنى أن أتجنبها؟"
ـت لم أمنح ما يكفى.أخذت ما أردت لكننى لم أمنح أياً منهما الالتزام الذى كانتا بحاجة إليه حتى فات الأوان.
ــ حسناً, ليس عليك أن تقلق.....
و بسرعة قطع كلامه عندما وصلت إستريللا إلى جانبه متأبطة ذراعه كما فعلت فى الكنيسة . شعوره بلمستها جعل قلبه بعنف كما أفقدته رائحة عطرها رشده.
سألت إستريللا بفضول هادئ :"ليس عليه أن يقلق على ماذا؟"
أجاب رامون بسرعة خوفاً من أن يجيب جوان بشئ مربك :"أن يقلق علينا, يظن أبى أن نغادر الآن كيلا نصل إلى الفيلا فى منتصف الليل"
و نظر إلى وجهها المرفوع إليه ثم مرر إصبعه على خدها و على فمها الممتلئ :"وهذا رأيى أنا أيضاً لقد حان الوقت لنبدأ حياتنا الزوجية معاً"
ــ و أنا موافقة.
شئ ما فى صوتها و ابتسامتها بعث الرغبة فى كيانه فأدرك أنه سيجن إذا لم يختل بها. وارتاح عندما سمع إستريللا تضيف :"علىّ أن أغير ملابسى للسفر , ثم أصبح تحت أمرك"
تحت أمره ؟ يا إلهى.....أتراها تدرك ما فعلت به هذه الكلمات و الطريقة التى نطقتها بها؟ كان مستعداً أن يراهن على أنها تدرك ذلك, و هذه الفكرة جعلت دقات قلبه تتسارع.

منتديات ليلاســ



زهرة منسية 19-01-13 08:23 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

لو لم يكن يعرفها جيداً و لو لم تكن تحت نظره طوال النهار لأقسم على أن شيئاً ما حدث لها....شيئاً غيرها و جعلها امرأة مختلفة جداً .
ــ أذهبى و غيرى ملابسك إذن
ثم لم يستطيع أن يقاوم رغبته فى معانقتها عناقاً قوياً سريعاً. قوى بسبب قوة مشاعره و سريعاً لخوفه من ألا يتوقف بعد ذلك خاصة و هى تستجيب له بهذه السرعة و الروعة.
و بشكل ما استطاع أن يسيطر على نفسه و يغالب الإغراء و قال بعد أن أنهى عناقه:"لا تتأخري إذن أنا فى انتظارك...."
كان قوله هذا تحذيراً و وعداً ,و علم أنها أدركت ذلك عندما اتسعت عيناها و عضت على شفتها السفلى و فجأة لم يحتمل أن يراها تتألم بأى شكل حتى و لو كان ألمها تافهاً تسببه لنفسها كهذه العضة.
ــ تمتم :"لا تفعلى هذا....."
و عندما جمدت مكانها و هى تحدق إليه انحنى و عانقها ثم عاد يقول :"لا تفعلى هذا....."
فقالت و هى تتنهد بإذعان :"لن أفعل"
ــ أذهبى و غيرى ملابسك يا سيدة داريو, و بسرعة.
كان فى وميض عينيها و استدارة فمها دماره لكنها ابتعدت عنه خطوة أو اثنتين ما منحه مجالاً للتنفيس قبل أن تنحنى له تحييه...كانت انحناءتها ساخرة و هى تقول :"طبعاً يا سيدى كما يأمر زوجى"
لم يستطع أن يحول نظراته عنها إلى أن وصلت إلى فسحة السلم فتوارت عن الأنظار, عندئذٍ أغمض عينيه و أخذ يتصورها فى ذهنه لحظة. كل ما أستطاع التفكير فيه هو اللحظة التى سيتمكن فيها من الاختلاء بها.....
الالتزام....يا لجهنم, نعم . لقد التزم بهذه المرأة . وقع فى الفخ و أصبح سجيناً لا سبيل له إلى التحرر.
ــ يا سيد داريو.....رامون.
تعالى صوت بجانبه مخترقاً أفكاره....فقطب لسماع هذا الصوت الذى يعرفه.
ــ نعم, يا سيد ألفريدو؟
و فتح عينيه مكرها و نظر إلى حماه :"علينا أن ننهى بعض الأعمال"
ــ الآن؟
و كبح بجهد صيحة انزعاج و فروغ صبر كادت تفلت منه . الآن طبعاً كما حدث نفسه....عليهما أن ينهيا الاتفاقية يوم زواجه من إستريللا .
ــ طبعاً. هل الأوراق معك؟
ــ إنها هنا.
منتديات ليلاس
و لمس الرجل المسن جيب بذلته الصباحية :"و ثمة غرفة هناك...."
و أشار بيده مضيفاً :"حيث نحصل على عزلة تامة"
ــ لا بأس إذن.
دفع رامون يديه فى شعره محاولاً أن ينظم أفكاره و يعيدها إلى العمل بعيداً عن الرغبات التى مازالت متعلقة بها.
ــ فلننته من ذلك إذن أخذت إستريللا تدندن و هى تخلع ثوب الزفاف القرمزى الضيق و تضعه على العلاقة . كانت الأغنية تعبر بالضبط عما تشعر به .
شعرت أنها جميلة....جميلة جداً و فاتنة....كيف يمكن أن تشعر خلاف ذلك و هى ترى كيف كان رامون ينظر إليها, و المشاعر المحمومة تنضح من عينيه؟
ربما لا يمكنها بعد أن تتغنى مرحة بأن شخصاً رائعاً يحبها , لكنها شعرت بدفق من الأمل و التفاؤل و الثقة بأن الأمور ستصبح على ما يرام , فى النهاية .
أخذت ترقص سعيدة فى الغرفة الفسيحة غير قادرة على كتم بهجتها . عليها أن تعبر عن ذلك جسدياً . فأخذت تدور و تدور مبتهجة حتى انهارت مرهقة ورأسها يدور , على غطاء السرير الفسيح الحريرى .
ستجعل رامون يحبها و بإمكانها ذلك. و بإمكانها ذلك حقاً و هى تقسم على ذلك.
لكنها لم تفعل إذا بقيت مستلقية هنا. و قفزت و أخذت تتأمل نفسها فى المرآة. كانت زينة وجهها رائعة و يكفى أن تزيد بعض الكحل و تضع بعض أحمر الشفاه....
لم يستغرق ذلك سوى لحظات. بعدئذ ارتدت بذلة أنيقة بلون القشدة مع قميص مطرز و انتعلت حذاء خفيف عالى الكعبين و......
لا .
جمدت يدها و هى ترفعها إلى شعرها كانت قد قررت أن تنزع الدبابيس من شعرها و تزيل الأزهار لتسدل خصلات منه على كتفيها .
لكنها قررت الآن أن تترك شعرها كما هو فسيكون أجمل و أقل إزعاجاً أثناء الرحلة. وعندما يصلان إلى الفيلا ستطلب من رامون أن يساعدها . فهى تعرف كم يحب العبث بشعرها سيسرح شعرها بأصابعه و يعانقها أثناء ذلك.
سيكون ذلك عبثاً و لهواً خاصين بهما....جف فمها لهذه الفكرة و توتر جسمها حماسة.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاســ
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8620759121.gif

زهرة منسية 19-01-13 08:31 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

لم تعد تستطيع الانتظار اختطفت حقيبة يدها و خرجت من الغرفة لتهبط السلم عائدة إلى قاعة الرقص و هى ما تزال تغنى .
كانت قد وصلت لتوها إلى أعلى السلم حيث يمكنها أن ترى القاعة المزدحمة من دون أن يراها أحد عندما لفت انتباهها صوت باب يُفتح إلى اليمن. وما رأته جمدها مكانها .
رامون. رامون و أبوها كانا خارجين من غرفة جانبية و هذا لا يمكن أن يعنى سوى أمر واحد. هذا أشبه بعصر ذلك اليوم الذى أمضياه فى المكتبة معاً و ذلك منذ أسابيع قليلة , عندما.....
لا, لا تريد أن تفكر ذلك . وتمنت لو أنها لم ترهما.
لكنها رأتهما . وكل ما تمنيات العالم لا تستطيع أن تعيدها إلى ما قبل دقيقتين حتى كانت فى الغرفة. ليتها تأخرت لكى تسوى سترتها أو تضع المزيد من الماسكارا على أهدابها فتخرج بعد ذلك و تنزل إلى مقصدها من دون أن ترى شيئاً.
فلا ترى رامون و هو يخرج قبل أبيها و يدس مغلفاً طويلاً أبيضاً فى جيب سترته الأنيقة الداخلى. ولا ترى أباها و هو يقفل قلمه الذهبى الفاخر قبل أن يعيده إلى جيبه.
لقد انتهى العرس . وتُليت العهود الزوجية و أصبحا هى و رامون زوجاً و زوجة فكان لابد من إنهاء صفقة العمل فوقعت المستندات و تم تبادل الوثائق لم يزعج نفسه بالانتظار حتى ينتهى يوم الزفاف , فأصر على أن يستلم المكافأة التى طلبها ثمناً لزواجه بها, منقذاً بذلك سمعتها. كان بإمكانه أيضاً أن يبرز الوثائق المالية فى الكنيسة لكى يوقعها ما إن يوقع وثيقة الزواج.
شعرت بما يشبه طعنة الخنجر فى قلبها طعنة هى من القوة بحيث كادت تصرخ ألماً. لكنها و بشكل ما و بجهد بالغ استطاعت أن تتحكم فى نفسها فعضت على شفتيها حتى شعرت بمذاق الدم فى فمها . إذن ستجعلينه يحبك, أليس كذلك أيتها الحمقاء ؟ همست بذلك فى سرها معترفة بأنها تركت نفسها تنسى الحقيقة المرة و راحت تحلم من غرفة الطابق العلوى و تبنى قصوراً فى الهواء . وتابعت تحدث نفسها بأنها إنما تخدع نفسها لأنها لطالما عرفت ما يريد....و ما يريده لا يتضمن الحب.
لم يرها أحد لحسن الحظ لأنها بقيت مختبئة حيث هى , من دون حراك. بقيت هناك تنظر من خلال غشاء من الدموع , دموع غالبتها رافضة أن تدعها تنهمر.
ستعد حتى الثلاثين ثم تنزل إلى القاعة . ثلاثون ثانية كافية تماماً .
واحد.....اثنان....
ولكن هذا غريب....لم تستطيع أن تمنع نفسها من تأمله . فرغم أن هذه اللحظة هى لحظة انتصاره اللحظة التى ربح فيها كل ما يريد كل ما تزوج من أجله ....إلا أن البهجة لم تظهر عليه. بل على العكس تماماً. العبوس القائم كسحب العاصفة هو الذى ظهر على ملامحه الرائعة , فعقد حاجبيه الأسودين و توترت عضلات فمه و فكه حتى بدا خطراً كقنبلة موقوتة قد تنفجر فى أى لحظة . يبدو أن شخصاً ما و لعله أبوها , قد أشعل الفتيل و وقف بعيداً عن الانفجار الذى يوشك أن يحصل.
أربعة عشر.....
أم لعل الرقم أصبح عشرين؟
لقد نسيت العد تماماً . لم تعرف أين هى أو ماذا تفعل. ربما عليها أن تبدأ من جديد...أو....
ــ إستريللا !
منتديات ليلاس
لم تخطئ معرفة هوية صاحب هذا الصوت أو عدم الصبر العنيف الذى يحمله و أدركت متأخرة أن رامون انتقل إلى أسفل السلم ورفع بصره إليها . بإمكانه من هناك أن يراها بكل وضوح . ويبدو انه أراد أن يعلم ماذا تفعل بتسكعها عند أعلى قمة السلم و كأنها نسيت كيف تنزل إلى القاعة.
ــ إستريللا بدا صوته أهدأ هذه المرة و لكنه لم يكن بأقل عنفاً . النبرة التى استعملها و أوضحت أنه غير مستعد أن ينتظرها بينما تقف هى فى الأعلى ترتجف حيرة و تردداً .
و بعد أن غلبت الدموع التى غشت عينيها من الاضطراب و الصدمة رأته يصعد أول درجة و يمد لها يده بكل غطرسة السيد, يستدعيها إلى جانبه. لن يصعد و يمسكها بيده. كانت إشارته تعنى أن مكانها هنا إلى جانبه ومن الأفضل أن تسرع لتكون معه. كانت تعلم جيداً أن التردد يعنى التمرد و أن التمرد أمر لا يُحتمل , فأسرعت تنزل السلم بقدر ما يسمح لها كعبا حذائها العالى من سرعة . وما إن وصلت إلى جانبه حتى مد يده الضخمة يمسك بيدها بقبضة قوية جعلتها تشعر بالضيق .
ــ أجاهزة أنت؟
كانت لهجته مختلفة جداً , جداً عن تلك التى استعملها فى الكنيسة .
أكان ذلك منذ خمس ساعات فقط؟
ــ نعم ......
كان هذا كل ما استطاعت قوله . وعندما قادها عبر القاعة يجرها تقريباً فى إثر خطواته الواسعة الغاضبة, راحت أفكارها تدور مجاهدة لتجد سبباً لتغير سلوكه هذا, رافضة أن تدرك ما هو واضح.
لقد تزوجها رامون ليحصل على شركة التلفزيون, وعلى الإرث الأرستقراطى لأولاده إذا ما أنجبا و الآن و بعد أن حصل على ما يريد, توقف عن ادعاء الميل إليها و الاهتمام بها. و لابد أن تصرفاته كانت ادعاء و إلا لماذا تبدو ملامحه بهذا الشكل من التوتر و القسوة؟
إلا إذا استعمل أبوها بعض حيله و مكره أو لعله تراجع عن الاتفاقية التى وعده بها . ولكن إذا ما فعل أبوها ذلك فما هو مستقبل زواجهما ؟ هذا إذا ما حصل بينهما زواج على الإطلاق .
لم تعرف شيئاً فيما بدا واضحاً أن مزاج رامون لا يسمح له بأن يخبرها و الآن يُفترض بها أن تذهب مع هذا الرجل الغاضب و أن تمضى شهر عسل لأكثر من أسبوعين مع هذا الغريب الخطر. منذ دقائق فقط كانت تتوقع كل ما هو بهيج و مثير . والآن تبد كل هذا كما يتبدد الهواء من بالون مثقوب فتركها تشعر بالغثيان و الإرهاق و الذعر.
استطاعت بشكل ما الوصول إلى الباب رغم أن ساقيها كانتا غير ثابتتين. وبعد ذلك استطاعت أن تبتسم و تحتضن و تقبل و تشكر المهنئين رغم عدم تميزها لهم لتدخل سيارة الليموزين من دون أن تتعثر أو يصطدم رأسها بالسقف.
و قبل أن تجد وقتاً لتستعيد توازنها جسدياً و نفسياً و قبل أن تجد بعض الراحة صعد رامون إلى المقعد الجلدى الناعم بجانبها و دق على الحاجز الزجاجى بينهما و بين السائق . وكان كل ما قاله "هذا حسن"
و عندما تحرك السائق بالسيارة صفق الباب و بقيا معاً فى بقعة محدودة مسورة.


نهاية الفصل الحادى عشر
قراءة ممتعة للجميع
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8620759121.gif

lamar_ly 20-01-13 07:15 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
شكر كبير لهذا المجهودات الرائعة

زهرة منسية 20-01-13 02:12 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamar_ly (المشاركة 3257171)
شكر كبير لهذا المجهودات الرائعة

شكراً حبيبتى بيكفينى تفاعلكم
وأتمنى أنى أكون عند حسن ظنكم

زهرة منسية 20-01-13 02:19 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
12 – أمال استحالت رماداً

منتديات ليلاس

ــ هل من خطب ما؟
إنها المرة الثانية التى توجه فيها إستريللا هذا السؤال إليه . الأولى كانت حين اتجهت بهما السيارة الفارهة الفخمة من المدينة نحو الشمال. حينذاك لم يستطيع رامون أن يجيب, إذ وجد صعوبة فى الكلام, وحتى فى النظر إليها.
قال بحدة:"لا تتحدثى إستريللا . لا أشعر بميل إلى ذلك"
ــ هل أنت متعب؟
كان فى صوتها ضحكة متشنجة جعلت الكلمات تخرج من فمها و كأنها من جهاز راديو غير مضبوط على المحطة المناسبة.
ــ نـــعــــم .
تمتم بذلك و هو يريح رأسه إلى الخلف و يُغمض عينيه عن العالم الذى لم يعد يريد أن يراه.
لم يعرف أيهما أسوأ....الغضب البالغ الذى يقرع فى صدغيه ما جعل التفكير السوى مستحيلاً , أم شعوره بأنه خُدع و أُستغل بدم بارد؟
و تابعت إستريللا بذلك الصوت الذى يثير الغيظ:"أناس كثيرون علينا أن نبتسم لهم جميعاً سواء شئنا أو أبينا"
لم يعرف ما سبب تلك النبرة فى صوتها. هل هى الإثارة؟ الشعور بالانتصار لحصولها على ما تريد بالضبط؟ أم لعله الشك....فهى تريد أن تعرف ما دار بينه و بين أبيها . هل من الممكن حقاً ألا تعرف؟
شك فى أن الأمر هو توتر حقيقى فى الأعصاب بالنسبة لاحتمالات المستقبل. فقد تحقق لها كل ما تريد و ذلك منذ البداية.
ــ إنى أجد صعوبة فى ذلك.
أجاب رامون من دون أن يستطيع إخفاء السخرية فى صوته:"نعم أنا واثق من أنك تشعرين بذلك"
فأحد أولئك الذين عليها أن ترغم نفسها على الابتسام لهم هو رامون نفسه.
هل ستعرف ما هو شعوره حين تدرك أنها مثلت دور السمكة التى قُذفت إلى الشبكة....الشبكة التى أدرك لتوه أنها اصطادته هو؟
لقد ظن أنها مختلفة و أنها ليست كما تقول الشائعات....لكنه كان مخطئاً إلى حد لعين....مخطئاً إلى حد أدرك معه أخيراً أى نوع من الحمقى هو. النوع الأعمى و ضعيف العقل الذى نسى الدروس التى تعلمها عن النظر قبل أن يقفز فقفز إلى الهوة مباشرة و هو مغمض العينين.
تباً لــ ألفريدو مدرانو لأنه لم يصبر و جاء يأخذ نقوده على الفور . جاء للهدم فى أشد اللحظات ضعفاً . تباً لنفسه لأنه لم يكن حذراً ما جعله ضعيفاً, وذلك فى الوقت الذى عليه فيه أن يجمع دفاعاته حوله حريصاً على أن لا يدع شيئاً ينسيه حذره , وتباً تباً لـ إستريللا لأنها وجدت شرخاً فى ما ظنه درعه الحصين!

منتديات ليلاســـ


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8683917521.gif

زهرة منسية 20-01-13 02:24 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

لابد أنها استطاعت تحديد نقطة الضعف منذ البداية. رأتها و عملت عليها و استغلته بخبرة حتى ابتلع الطعم ,ثم أخذت تدير رأسه ببطء....ببطء بالغ فلم يشتبه قط بما يدور حوله.
تباً لهما !
بآهه غاضبة ثائرة دعك جبينه متمنياً لو يمحو الأفكار السوداء غير المرغوب فيها ثم جمد مكانه عندما شعر بلمسة رقيقة على يده الأخر الموضوعة على فخذه.
ــ لا !
صدرت هذه الكلمة عنه عندما تجاوب جسده معها لمجرد شعوره بأصابعها على أصابعه. كان يظن أن الغضب الذى يغلى فى عروقه أحرق كل أثر للمشاعر لديه.
ــ لا .
عاد ليقول ذلك بنبرة مختلفة تماماً هذه المرة أقرب إلى التوسل ما جعله يجفل فى داخله.
ــ رامون , ماذا حدث؟
بدا عليه الاهتمام ما جعله يشعر بالاشمئزاز و الرفض. ربما ما زال يناسبها أن تمثل دورها.
أصبحت رائحة عطرها أقوى الآن ما جعله يشعر بالغثيان فيما عشق هذا الصباح هذا المزيج الساحر والغامض من الزهور و البهارات.
و أدرك الآن أنه سيكره هذا المزيج إلى الأبد لأنه سيربطه دوماً بهذه اللحظة و ما حملته من إحساس بالمرارة و الغدر
ــ كنت أعلم أنها ستتعقل فى النهاية ......
تردد صوت ألفريدو فى أذنيه ما جعله يشعر بالغثيان.
ــ كان الأمر مجرد طيش لكن عندما أدركت أنها تخسر كل شئ...و أننى أعنى ما قلت حين هددتها بأنها إذا لم تتزوج زيجة لائقة فلن تحصل على شئ ....و لا قرش , تغيرت على الفور.
لم تذكر إستريللا قط التهديد بعدم توريثها, و حاول أن يسيطر على رد فعله رافضاً أن يدع الرجل العجوز يؤلمه ,رافضاً أن يريه أن كلماته لمست وتراً حساساً . قال له بجفاء:"حسناً . لقد حصلت على ما تريد من هذه الاتفاقية و ابنتك امرأة متزوجة الآن"
فكان أن أومأ الرجل العجوز و على فمه ابتسامة انتصار :"و هى أيضاً حصلت على ما تريد. لا أحد رفض إستريللا كما رفضتها أنت. فعرفت أنها ستجعلك تدفع الثمن و قد فعلت"
شعر رامون بالكراهية نحوه و قال :"أنا لا أدفع ثمن أى شئ ! فقد تزوجتها باختيارى "
ــ أنت تظن ذلك . ولكن فى النهاية لم يكن لديك خيار. لقد اختارتك كما اختارت كارلوس بيريا بالضبط (إما رامون داريو و إما لا أحد) هذا ما قالته و ها هى قد حصلت عليك, تماماً كما فعلت بذلك المسكين الأحمق.
ــ رامون .
تملكه الذعر و هو يسمع صوتها أقرب من قبل ففتح عينيه بحدة لينظر فى عينيها الكاحلتين تحت حاجبيها المقطبين قليلاً. و احترق الاتهام على لسانه حتى كاد يبصقه فى وجهها (كنت تعلمين أن أباك مصمم على أن يحرمك من الميراث) أو (كل هذا الكلام عن الحرية و عن رغبتك بى كذب. كل ما يهمك فى النهاية هو المال ,لقد تزوجتنى لتستغلينى . لتحصلى على المال).
كان هذا هو الاتهام الموجه لها الذى لم يهتم به . لو علم ذلك منذ البداية لما كان الأمر بهذا السوء. لو كانت صادقة و صريحة لتدبر الأمر, ربما لمضى قدماً فيه. لكنها لم تخبره الحقيقة....و بدلاً من ذلك كذبت عليه و مكرت و جعلته يشعر بالأسى نحوها, ثم استغلته و كأنه غزوة أخرى لها , بالطريقة نفسها التى استغلت بها كارلوس.
ــ هل لديك صداع؟
ها هى مرة أخرى....تلك اللمسة من أناملها على جلده مرة أخرى, وهى تمسد التغضنات بين حاجبيه نتيجة تقطيبه , تغضنات لم يكن يدرك أنها موجودة
كانت تميل عليه بحيث وصلت إليه حرارة جسمها و رائحة عطرها. الرغبة فى معانقتها و الشعور بحرارة جسدها كادت تسحقه .
عند أسفل عنقها استقرت الماسة المتوهجة فراحت ترتفع برقة مع كل نفس تتنفسه عاكسة أضواء السيارات التى تمر بهم
لقد حلم بأن يسند رأسه إلى صدرها الليلة. أو أن يدفن وجهه فيه.
ــ لا.....نعم.
غير جوابه بسرعة حين رأى تراجعها الخفيف فعلم أنها اعتبرت إنكاره جواباً عن سؤالها.
عليه أن يتفاهم معها. ولكن ليس الآن و لا سيما مع وجود السائق الذى يخفى وجوده بصمت دبلوماسى . إنه يرغب فى أن يمزقها إرباً...إرباً. شفهياً على الأقل لكن عليه أن ينتظر حتى يصلا إلى الفيلا و يصبحا بمفردهما حقاً.
ــ دعى ذلك....إستريللا . أنا متعب فقد كان يوماً شاقاً .
يوم شاق و لن ينتهى بالشكل الذى يتوقعه.
فى كل مرة رفع فيها بصره و رأى إستريللا كانت أفكاره تذهب إلى اللحظة التى سيغادران فيها قاعة الاستقبال . إلى اللحظة التى يصبحان فيها وحدهما حقاً عندما يستطيع أن يأخذها بين ذراعيه و يعانقها حتى يغيبا عن الوعى من شدة الشوق.
لكن هذه الأفكار خطرت له عندما كان يراها بشكل مختلف تماماً عندما كانت تبدو امرأة أخرى . امرأة يريدها........
و أجابت :"لا بأس"
بدا عدم سرورها واضحاً. لهجتها و الوميض فى عينيها أخبراه بذلك لكنها استجابت لطلبه فابتعدت عائدة إلى مقعدها شابكة ذراعيها على صدرها بينما بقية المقعد الخلفى تفصلهما .
وعلى الفور ندم على تصرفه فهو يريدها قريبة منه . أراد أن يضع ذراعيه حولها و إنما ليس بالطريقة التى ظن أن الأمور ستجرى على أساسها. فهو لم يعد يثق بها. كما أن الغضب للطريقة التى استغلته فيها, مازال يغلى فى دمه لكنه مازال يريدها, مهما بلغت حماقة ذلك. الغضب و عدم الثقة و انقشاع الوهم لا يمكن أن تمنع ذلك . هو يعلم ما هو عليه فى داخلها لكن هذا لم يمنعه من التشوق إلى المرأة فيها. فهى ما زالت رائعة , مازالت مثيرة....و مغرية للغاية.
كما أنها زوجته.
ــ تعالى إلى هنا.
ــ ماذا؟
ظنت أنها لم تسمع جيداً . طلب منها رامون أن تبتعد عنه....و أن تذهب إلى جهنم....بحسب صوته ولتعبير الذى كان ظهر على وجهه.
حاولت كل ما فى استطاعتها لكى يخبرها عما حدث لكنه دفعها عنه , عقلياً أن لم يكن جسدياً. عيناه كانتا باردتين نائيتين....أشبه بكتلة جلدية طافية على وجه الماء فى القطب الشمالى , لا شئ يمكن أن يصل إليه .
وفجأة و بعد أن أذعنت لما أراد إذا به يغير رأسه.
قال و هو يمد يده يستدعيها إلى جانبه بحركة متغطرسة من إصبعه:"تعالى هنا"
فكرت فى التمرد. فكرت فى أن ترفض. لكن لحظة العصيان لم تستمر طويلاً.كيف يمكن ذلك و هو زوجها الذى تحبه؟ و إذا ما أرادت أن تنفذ الخطة التى وضعتها لتكسبه و لتتشبث به إلى الأبد. فهذه هى الطريقة الوحيدة. عليها أن تجعله يرغب فيها لكى يحتفظ بها فلا يمل منها, و هى لا تستطيع أن تفعل ذلك بوجود هذه المسافة من المقعد الخالى بينهما.
ــ إستريللا ....
منتديات ليلاس
كان فى ندائه تحذير, تحذير بأن عليها ألا تجازف الليلة.و هكذا انتقلت إلى جانبه و شعرت بذراعيه حولها فذابت فى حرارته و قوته .
و أدركت فى لحظة لماذا لا يمكنها أبداً أن تحارب هذا الرجل أو أن تتمرد عليه.
لكنها أرادته أن يعانقها. فرفعت إليه وجهها..........
لم يكن عليها أن تطلب أو أن تقول أى كلمة . لقد عرف ما تريد فكان تجاوبه سريعاً جعل قلبها يخفق و دمها يغنى. لو كان عناقه خشناً و ليس رقيقاً, قاسياً بدلاً من أن يكون مغوياً لما اهتمت حقاً. لكن هذا الرجل هو زوجها الآن و هو رجل جديد رجل أسمر يثير فيها الاضطراب . رجل لا تفهمه . لكنها تعرف وسيلة واحدة تصل بها إليه وهى الوسيلة التى ستستخدمها الآن لتحقيق هدفها.
و ها هى تصل إليه الآن . وهذا هو المهم. تجاوبه المتعذر التحكم فيه, الطريقة التى أدناها بها إليه أبلغاها بذلك من دون حاجة إلى كلمات. استغلت انعطاف السيارة فى الطريق لتميل نحوه أكثر و تقع عليه بالرغم من وجود حزام الأمان.
فيما لم يتوقف عن العناق.
اليدان القويتان المتلهفتان جعلتا النار تسرى فى عروقها كما فى الهشيم, وسرعتا دقات قلبها فيما زادتا من شوقها و لهفتها إليه .
كانت ضحكة رامون فى أذنها تحمل معنى الانتصار و الموافقة الصامتة.
تباً ! إنها زوجته و لديه كل الحق فى أن يمارس حقوقه. وهذا ما تريده هى بالضبط.
لمسة رامون الخبيرة كانت أشبه بالانفجار فى ذهن إستريللا . لم تستطع ان ترى . لم تستطع أن تسمع. فقدت كل إدراك عن المكان الذى هى فيه . إنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً سوى الاستسلام لهذا الرجل.

منتديات ليلاســـ


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8683917521.gif

زهرة منسية 20-01-13 02:49 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

كانت تهذى شوقاً إلى حد أنها لم تلاحظ أن السيارة توقفت و أن السائق يتحدث إلى رامون. وعندما انتصب رامون جالساً بسرعة مبتعداً عنها تمتمت مستاءة تحاول أن تعيده إليها.
ــ إستريللا , لقد وصلنا.
منتديات ليلاس
و كان صوته خليطاً من التأنيب الساخط و الضحك الماكر.
عندما أخذت تطرف بعينيها لتستيقظ من الذهول الذى تملكها , أمسك بها قائلاً :"أنتظرى فقط يا حبيبتى يا هريرتى الصغيرة . السائق لن يمكث هنا بل سينزل الحقائب فقط من السيارة و يعود أدراجه . سأتخلص منه بأسرع ما أستطيع. أعدك بذلك. ثم تكونين لى تماماً, اصبرى......"
أخذت تفكر فى كلامه و رأسها يدور. ماذا يمكنها أن تفعل عندما لا تستطيع أن تفكر أو أن تتكلم, وإنما تشعر فقط؟
نزلت من السيارة بشكل ما و بقيت منتصبة بفضل ذراع رامون القوية التى طوقت خصرها . شدها إلى جسده القوى يسندها و لم يتركها لحظة واحدة ما جعلها شاكرة له , لكن و فيما كان هذا السند القوى مصدر راحة لها, سبب لها أيضاً موجة من العذاب إذ قوى شوقها إليه.
لم تكن تلاحظ حركة رامون و هو يشرف على إنزال الحقائب بل انتبهت له بشكل مبهم و هو يشكر السائق و إلى الهبة السخية التى منحها إياها قبل أن يعود منطلقاً فى طريقه . ولم تعرف ما إذا كان الوقت ليلاً أم نهاراً و هى ترى رامون يصفق باب الفيلا خلفهما ثم يستدير إليها....و أخيراً أصبحا وحدهما
ــ وحدنا.....
إنها الكلمة الوحيدة التى حاولت أن تنطق بها و نجحت فى ذلك ما أصابها بالذهول . لكن صوتها بدا أبح متهدجاً و كأنه ينطلق من حنجرة ملتهبة.
و أجاب:"وحدنا.....نعم و ما زال شوقنا على حاله"




زهرة منسية 20-01-13 02:54 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
13- لـــن أكــتـــفـــــى أبــداً
منتديات ليلاس

استيقظت إستريللا ثم عادت لتغفو قبل أن تتحرك أخيراً و تزمجر ثم تطرف بعينيها و تتمطى.....
جمدت مكانها عندما تملكها شعور غريب بسبب السكون الذى يسود الغرفة.
لم يكن سكوناً مريحاً كما توقعت. ليس ذلك السكون المريح الذى يكتنف اثنين تزوجت لتوهما.
لم تكن بين ذراعى رامون. كان رامون فى الواقع......
أين رامون ؟
فتحت عينيها عنوة و جاهدت لترفع نفسها متكئة على مرفقها , ثم أخذت تحدق من حولها لترى رامون جالساً على حافة السرير.
ــ ماذا تفعل؟
و قبل أن يتكلم شعرت بكل حاسة من حواسها و قد تنبهت خوفاً , تحذرها من خطر ما . كان رامون يرتدى ملابسه كلها من البنطلون الأسود إلى القميص الأبيض. وكان يتأملها مقيماً ببرودة أثارت اضطرابها.
ــ ماذا.....ماذا تفعل؟
ــ أنتظر أن تستيقظى.
كانت كلماته ببرودة نظراته إليها, برودة سرت إلى قلبها فى لحظة .
ــ لماذا؟ هل حدث شئ ؟هل من خطب؟
جمد قلبها لابتسامته و لوت يد باردة قلبها بعنف.
ــ كلا طبعاً , كل شئ صار كما توقعته أنت بالضبط.
ــ كما أنا....لا أدرى ماذا تعنى؟
و خطر لـ رامون ساخراً أنها تبدو ذاهلة حقاً بعد أن رأى تقطيبها و الحيرة فى عينيها. فى الواقع بدت و كأنها لا تدرى ما يعنيه. أراد أن يضحك عالياً لأنها تحاول أن تمثل دوراً يعلم أنها غير مؤهلة له. لكن و فى الوقت نفسه فى أعماقه فى قلبه....ساوره بالرغم منه شعور غير مريح بأنها ربما , وربما فقط لا تعلم حقاً ما يتحدث عنه.
لا....هذا غير ممكن...لابد أنها تعلم.
ــ لقد حصلت على ما تريدين تماماً.
ابتسمت و تمطت بسعادة:"نعم, نعم, حصلت على ذلك"
كانت ابتسامتها أشبه بطعنة خنجر أحدث فى قلبه جرحاً مؤلماً , لكنه غير مميت.....ليس الآن , هل هو من الحماقة بحيث يبقى متعلقاً بفكرة أنها ربما لم تستغله بالشكل السئ الذى يظن؟
ــ و أنت, أنت حصلت على ما تريد , أليس كذلك؟
و فجأة , استقامت فى جلستها و تابعت سائلة:"أترى أبى تراجع عن الاتفاقية؟"
هز رأسه لكن هذا لم يخفف من توتر ملامحه الوسيمة التى بقيت على برودتها و جفائها.
ــ لا, كان أبوك حريصاً جداً على أن يوقع الأوراق
طبعاً كان ذلك ؟ وأراد رامون أن يهز رأسه مرة أخرى, لكن يأساً من نفسه هذه المرة.كان عليه أن يتعلم من ألفريدو العجوز.....فالبنت تماثل أباها. كان عليه أن يجعل هذا القول شعاره, لكنه و بدلاً من ذلك, ترك مشاعرها الأخرى الضعيفة تجرفه.
ــ و لماذا مزاجك سئ هكذا؟
ــ كنت أفكر فى زواجنا....
لم يصل إلى أى قرار لعين. لقد سبق وحدث نفسه بأن هذا لم يغير شيئاً و أنه كان يعلم أنها لم تتزوجه عن حب أو لأى سبب مماثل, فلماذا يساوره هذا الشعور الغريب بعد أن أدرك أنها كذبت عن السبب الذى جعلها تتزوج من دون حب؟
ــ و أنا أيضاً. أول ما فكرت فيه عندما استيقظت هو زواجنا.
تحركت نحوه و لمست ساعده الذى ثنى كم القميص عنه فبذل ما فى وسعه لئلا يستجيب لها . لكنه يريد أن يستجيب, فعدم الاستجابة أشبه بالجحيم حقاً. كانت بشرتها مازالت متوردة مازالت متوردة من أثر النوم و عيناها مثقلتين و جفناها مرتخيين تعباً. وكان شعرها قد تشعث و تشابكت خصلاته حول وجهها.
تلهفت أصابعه إلى تسوية خصلاته و وضعها خلف أذنيها لكنه كان يعلم أنه إذا لمسها فلن يستطيع أن يتراجع و يتركها.
و هكذا أرغم نفسه على الجلوس ببرودة و تصلب كتمثال من رخام جامد
ــ آه , يا رامون , لا يمكن أن يكون هذا ما كدرك....و اقتربت منه تريح رأسها على كتفه.
كان يعلم جيداً ما يحدث. تريد أن تلهبه . فى السيارة أقنع نفسه بأن هذا غير مهم و أنه تزوجها لأنها تريده و هو يريدها....و هو ما زال يريدها أكثر من أى وقت مضى.
حدث نفسه بأن زواجهما يمكن أن ينجح . واستقر أخيراً على هذا الرأى هنا فى سريره هذا.
لكن هذا لم يكن كافياً....لا يكفى ليرضيه,لا يكفى ليمحو من ذهنه أنها كذبت عليه و استغلته. لا هذا ليس كافياً.
ــ نحن نعلم أن بإمكاننا أن نجعل هذا الزواج ينجح.
قالت هذا بصوت منخفض أبح التف حول أعصابه و عذب حواسه, جاعلاً الرغبة تغمره بعنف و قسوة , بقسوة لأنه يعلم أن عليه أن يكبح ذلك. المشاعر الجارفة ليست الحل رغم أن إستريللا تؤمن بذلك.
المشاعر المشبوبة تبهت و قد تموت كلياً فلماذا يبقى لهما حينذاك؟ ماذا ستبتغى حين تخف فرحة سيطرتها عليه فتبدأ بالنظر من حولها باحثة عن لعبة جديدة تلهو بها؟ حتى أمه نفسها لم تخطط لتوقع جوان ألكولار فى حبائلها, فقد وقعت فى حبه كلياً و من دون توقع.
منتديات ليلاس
ــ لقد اخترنا بأعين مفتوحة. كنا نعلم ما نريد....و قد حصلنا عليه
ــ لكنك حصلت على أكثر بكثير مما ادعيت أنك تريدينه.
جعلها كلامه تسكت كلياً. أذهلها قوله حتى أنها فتحت فمها و هى تحدق إليه بحيرة. بدت عيناها ذاهلتين و كأنها تلقت لتوها صفعة على وجهها. و نظرت إليه بحذر.
ــ أكثر مما....أكثر مما....نعم.
وضحكت ضحكة خافتة متوترة فى البداية, سرعان ما ارتفعت بشكل مزعج خارج عن السيطرة تقريباً آثار أعصابه و زاد من توترها . وتملكه الغضب مجدداً.
ــ نعم, حصلت على أكثر بكثير مما توقعت. لكننى ما ظننت أنك ستدرك ذلك.
فقال مزمجراً و قد أعماه الغضب:"لم تظنى , حقاً"
كان غضبه ممزوجاً بالألم ما جعل قدرته على التفكير السليم تتلاشى و غمر ضباب الأحمر عقله حتى لم يعد يرى....كان يشعر فقط.
لم يستطع البقاء بجانبها أكثر . لا يستطيع البقاء و هى تضمه إليها و تضع رأسها على كتفه, ظناً منها أن كل مال عليها أن تفعل هو أن تعانقه......
لا . و انتزع نفسه مبتعداً عنها بعنف فقدت معه توازنها و سقطت على السرير, بينما تحرك هو نفسه بسرعة أصبح معها فى منتصف الغرفة . ثم استدار يواجهها محملقاً إليها رغم أن الضباب أمام عينيه لم يدعه يرى تفاصيل سقوطها و وجهها المستتر.
ــ إذن فأنت تعترفين بذلك! تقولين أنه صحيح؟
ــ نعم.....أظن.....
وصله صوتها واهناً من خلال الأزيز الفظيع الذى صم أذنيه ثم سكت فجأة و جمد مكانه شاحب الوجه
ــ كيف عرفت؟
ــ من أبيك طبعاً. لم تتوقعى أن يخبرنى....مستمتعاً بذلك؟
ــ أبى.....؟ ما الذى تتحدث عنه هنا يا رامون؟
فانفجر قائلاً :"لا تحاولى التلاعب...و التراجع عما قلته يا (دونا إستريللا) بعد أن اعترفت بأنه صحيح . أنت و أبوك حصلتما على ما خططتما له بالضبط. أنت حصلت على الزواج حتى و أن كنت العاشر فى القائمة....و الإرث الذى يترافق معه, حتى أنك حصلت على هبة غير متوقعة فى الرجل الذى حصلت عليه فى سريرك . هل هذا هو عيب الآخرين يا إستريللا ؟ أنك لم تشعرى بالرغبة فيهم؟
لم تحاول أن تجيب فحتى لو فعلت ما كان ليصغى إليها . وبدلاً من أن يسكت استمر فى الكلام يدفعه الغضب :"استعاد أبوك الاحترام لأسمه و هذا ما كان يريده كما يحتمل أن يحصل على حفيد يرثه....و حصل على رجل ساذج يشترى منه شركته....أما أنا....فحصلت على القليل, القليل"
ــ لا !
حاولت أن تتكلم لكنه لم يصغ إليها :"بل نعم , تباً لك. ولكن لن تحصلى على المزيد من ذلك يا عزيزتى, هل تسمعين؟ لقد نلت ما فيه الكفاية...كل ما أستطيع تحمله. أنت حصلت على زواجك, و أرجو أن يكون قد أستحق كل هذا التعب , ومن الأفضل أن تأملى أن يقدم ما حصل بيننا الليلة إلى "بابا" صغيراً يرث اللقب و الميراث. أنصحك بأن تدعى الله كى تكونى حاملاً الآن لأنك إذا لم تكونى كذلك فأقسم أننى لن ألمسك مرة أخرى"
ــ رامون.....
لكنه لم يحتمل الإصغاء إليها . ولم يستطيع البقاء معها فى الغرفة أكثر لأنه يخشى إذا بقى أن يفعل ما يندم عليه . فإما أن يقبلها و إما أن يقتلها , وهو لا يعلم حالياً أى الرغبتين هى الأقوى.
و الرغبتان ستكون نتيجتهما كارثة مفزعة . لذا و كيلا يواجه النتائج استدار و خرج من الغرفة ثم نزل السلم إلى الطابق الأسفل و منه إلى الباب الأمامى ففتحه بعنف جعله يصطدم بالجدار بضجة مدوية . وبعد لحظة كان خارج المنزل فى الهواء الطلق البارد.
راح يسير من دون أن يدرى إلى أين أو أن يهتم بذلك. لم يكن يريد سوى أن يبتعد بقدر ما يستطيع عن عروسه.


نهاية الفصل الثالث عشر


زهرة منسية 20-01-13 03:00 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

أنتظرونى قريباً و أحداث الفصل الأخير من الرواية
14 إذا كنت تجرؤ؟
و تكشف كل الحقائق


سومه كاتمة الاسرار 21-01-13 05:00 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
بارت رااااااااااااائع لا تتاخرى علينا بالنهايه ياقمر
منتظرين
:lol:

زهرة منسية 22-01-13 09:40 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
سمسومة شكله مافيش حد متحمس غيرك
لعيونك هنزل الفصل الأخير
شكراً لمتابعتك أسعدنى كتير

زهرة منسية 22-01-13 09:43 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
14 – كـــيــــف تــجــــرؤ ؟
منتديات ليلاس


لم تصدق إستريللا أنها استغرقت حقاً فى النوم .
لم تكن تنوى ذلك بكل تأكيد. قررت أن تبقى مستيقظة تماماً تستمع و تنتظر فقط عودة رامون.
حدثت نفسها بأنه مضطر للعودة مهما كان مقدار غضبه....كان ثائراً....لكن لم يمكن أن يرحل عن البيت و عن حياتها و يختفى تماماً....أم لعله يستطيع؟
كان من الغضب بحيث يفعل ذلك, من الثورة بحيث بدا و كأنه وضع جناحين لقدميه إذ أنها ركضت خلفه حالما استطاعت التفكير بوضوح, لكنها لم تدركه. كان قد خرج من المنزل قبل أن تصل إلى السلم, وصفقة الباب التى تردد صداها فى أنحاء الردهة خير دليل على ذلك.
لذا اندفعت عائدة إلى الغرفة و ارتدت ملابسها وانتعلت حذاءها بأسرع ما تستطيع لكنها أدركت فى أعماقها أن لا أمل لها على الإطلاق فى أن تجده أو تلحق به. و كان هذا صحيحاً فهى لم تجد له أثراً فى الفناء , أمام الفيلا أو لقامته الطويلة القوية على الطريق الذى أناره ضوء القمر حتى بدا الليل نهاراً تقريباً و لمن يبق مجال للشك.

منتديات ليلاســ



زهرة منسية 22-01-13 09:49 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 

عادت إلى المنزل و هى من الكآبة بحيث لم تكد تستطيع نقل قدميها فأرغمت نفسها على الصعود إلى الطابق العلوى محدثة نفسها بأنها ستنتظره فى الغرفة حتى تعود. واستلقت على السرير.
أثناء الانتظار ستراجع ذلك الشجار الفظيع الذى جرى بينهما قبل خروجه و تحاول أن تحلل ما حدث علها تجد الخطأ.
كان هناك خطأ فادح ما و هو ليس ما اعتقدت.
( أنت حصلت على أكثر بكثير مما أدعيت أن تريدين)

رمى رامون بهذه الكلمات فى وجهها و فى غمرة النقاش و هى متعبة و مرتبكة للغاية من هذا التغير المفاجئ الذى حدث له , اعتقدت بأنه عرف سرها . ظنت أنه يعنى أنها عرف أنها وقعت فى غرامه, فلم تجد ما تجيبه به إلا الاعتراف بالحقيقة.
حتى أنها ضحكت بتوتر و ارتباك و شعرت بالضحك يصدر من أعماقها و كأنه نوع من الراحة. نعم, أرادت أن تقول له إنها وقعت فى غرامه , وإذا لم يكن هذا ما يريده فهى آسفة....فهذه الحقيقة صدمتها بقدر ما صدمته كما يبدو, ولكن هذا ما كان ليفسد أى شئ بكل تأكيد . لكنه لم يمنحها فرصة للكلام و تملكها الرعب لعنف و قسوة رد فعله, والطريقة التى هاجمها فيها و الاتهامات التى قذفها بها قبل أن يخرج كالعاصفة.
(أنت و أبوك حصلتما تماماً على ما خططتما له)
(بينما أنا...أنا لم أحصل إلا على القليل . القليل)

لقد حصلت على ما تريد؟ ولكن ماذا عن شركة التلفزيون اللعينة تلك؟
بعد أن منعها توتر أعصابها و تعاستها من أن تصرخ و تبكى , لم يعد أمامها سوى أن تجلس تعد الدقائق و تقفز كلما سمعت صوتاً غريباً يتعذر تفسيره....جلست تنتظر رامون و تدعو الله أن يعيده إليها حتى و لو ليأخذ أمتعته.
كانت ملابسها مجعدة و قذرة بعد نومها فيها . تسريحة شعرها أصبحت أشبه بعش طائر و عش طائر غير متقن الصنع. كانت تشعر بصداع عنيف , وجفاف فى الحلق فتلهفت إلى شراب ينعشها .
قد يساعدها كوب من القهوة على التغلب على هذه الأعراض. فقد مضت ساعات منذ تركا حفل الزفاف كما كانت ليلتها مشحونة بالعواطف العاصفة . ربما ستتمكن بعد ذلك من أن تفكر بشكل قويم فتخرج بخطة تتصرف على أساسها . ولكن عليها أولاً أن تجد المطبخ.
لم تجد نوراً مضاء فى الغرف غير المعروفة و عليها أن تجد الطريق إلى الطابق السفلى بتلمس الجدار أثناء سيرها فى الظلام , وعليها هبوط السلم بحذر بالغ. كانت الردهة و غرفة الجلوس مظلمتين فيما حقائبهما لا تزال حيث ألقى بها رامون منذ ساعات.
إلى أى ناحية عليها أن تستدير لتجد المطبخ ؟
ــ مفتاح الضوء إلى يمينك بالضبط....
جاء هذا الصوت من جوف الظلام فأجفلت و صدرت عنها صرخة واهنة.
قال رامون بهدوء:"لا تفزعى . هذا أنا . مفتاح الضوء يعلو الكتف"
و بعد دقيقتين من البحث المرتبك وجدته فضغطت عليه ما أضاء الردهة و جعلها تطرف بعينيها بشدة بسبب الضوء الباهر المفاجئ .
منتديات ليلاس
كان رامون يجلس على كرسى كبير بذراعين فى الزاوية البعيدة عن الردهة بجانب مدفأة فسيحة. بدا لها مخيفاً....بشعره المشعث الذى عبثت به الرياح فى الخارج ,و الظلال الداكنة تحت عينيه اللتين خبا تألقهما , ولحيته النامية ما جعله يبدو كمتشرد سئ السمعة .
ــ كيف دخلت؟
هذا السؤال السخيف كان كل ما استطاعت قوله فأجاب بصوت خفيض فاتر جامد كوجهه :"لدى ليلاس مفتاح"
ــ لم أسمعك تدخل .
ــ ربما لأننى لم أشأ أن أوقظك.
و الآن كيف تفسر هذا؟ هل عدم رغبته فى إيقاظها ناتج عن اهتمام بها, أم لأنه لم يشأ التحدث إليها؟
ــ منذ متى و أنت هنا؟
نظر إلى الساعة المعلقة على الجدار ثم إليها و رد :"منذ ساعة أو ساعة و نصف تقريباً"
ــ وبقيت جالساً طوال الوقت على الكرسى؟
فأومأ باكتئاب :"كان لدى الكثير لأفكر فيه"
ــ آهـــ .
كان هذا كل ما استطاعت قوله . لم تجرؤ أن تسأله عما كان يفكر فيه....و لم تكن واثقة مما إذا كانت تريد حقاً أن تعلم ما توصل إليه من قرار , ربما سيخبرها بنفسه و لهذا لجأت إلى المزيد من الكلام التافه كتعليل لسبب نزولها إلى الطابق السفلى :"كنت....أردت أن أحضر شراباً....أتحب أن أحضر لك شيئاً؟"
ما كادت تتلفظ بهذه الكلمات حتى هب واقفاً و عيناه متجهتان إلى باب من الناحية البعيدة من الغرفة:"سأحضره أنا فأجلسى أنت"
ــ لكننى....
حاولت أن تعترض لكنها سكتت عندما رفع يده يسكتها:"من الأسهل أن أحضره أنا فأنا أعرف مكان كل شئ . أتريدين قهوة أم شاياً؟"
ــ بل قهوة من فضلك.
كانت منهكة للغاية و تحتاج إلى القهوة لتنبهها علها تستطيع الكلام بتعقل.
و هذا لا يعنى أنها تشعر بأنها قادرة على أن تنطق بجملة مفهومة مؤلفة من ثلاث كلمات , هذا ما اعترفت به لنفسها و هى تراه يتجه إلى ما افترضت أنه مطبخ . كانت الصدمة قد أحالت دماغها إلى عضو غير قادر على العمل.
لقد عاد رامون منذ ساعة أو أكثر و لم يوقظها . أتراه صعد إلى الطابق الأعلى ليرى إن كانت بخير؟
ــ بماذا....بماذا كنت تفكر؟
جاء هذا السؤال بهدوء بالغ و بتردد بالغ و ظنت أنها لم يسمعها لكنه وقف عند العتبة و التفت إليها قائلاً :"بعد أن أُحضر القهوة سنتحدث"
لم تستطيع أن تكتشف مزاجه من لهجته كما أن عينيه لم تكشفا عن شئ. لكنه على الأقل قال أنهما سيتحدثان....و حالياً عليها أن ترضى بذلك.فالإصرار على المزيد قد يبعده عنها مرة أخرى و هى لا تريد المجازفة. ولذا جلست و أخذت تنتظر.

منتديات ليلاســــ

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8840032341.gif

زهرة منسية 22-01-13 09:54 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
(بماذا كنت تفكر ؟)


وبماذا أُجيبها؟ تساءل رامون أثناء انشغاله بإعداد القهوة .
ما الذى كان يفكر فيه بالضبط؟
إستريللا طبعاً .
إستريللا و لا شئ سوى إستريللا . إستريللا و علاقتهما معاً , إن كان بينهما علاقة , أو إذا ما أراد علاقة . وإذا ما أراد علاقة فما هى الخطوة التالية و ما هو مستقبلهما؟
لطالما افترض أن علاقتهما ستصل إلى مكان ما, مكان ليس لديه أى فكرة عنه.
ثمة أمور كثيرة لا فكرة لديه عنها , و التفكير لم يساعده فى إيجاد الرد .
لم يتطلب تحضير القهوة وقتاً طويلاً بما يكفى . وسرعان ما انتهت القهوة و صار عليه أن يعود إلى الغرفة الأخرى حيث تجلس إستريللا .
وضع فنجانها على المنضدة بجانبها ثم أخذ فنجانه إلى كرسى مقابل لكنه قرر فى آخر لحظة أنه يشعر باضطراب بالغ و تململ يمنعانه من الارتياح على الكرسى ففضل أن يقف مستنداً إلى الجدار وناظراً إليها.
علم مسبقاً أنها ارتدت ثيابها و ذلك حين عاد إلى البيت الساكن المظلم بعد ساعات عدة من السير محاولاً عبثاً أن يفكر بصفاء.
صعد إلى الغرفة ليراها فوجدها مستغرقة فى النوم بعد أن ارتدت ملابس الخروج.
وتمنى رامون بإخلاص لو أنها مستيقظة . عندئذٍ على الأقل لن تبدو مغرية كحالها و هى مستغرقة فى النوم.
إن هذا المنظر مغر للغاية و هو لا يريد أن يضعف أمامها . هذه الذكرى جعلته من الضيق بحيث أهرق القهوة فى الصحن.
ضعيف! نعم, هذا ما كان يفكر فيه طوال الوقت وهو وحده فى الظلام . كان يفكر فى شعوره و بسبب ضعفه أمام هذه المرأة .
ــ إذن ما الذى تريد أن نتحدث عنه؟
ــ لا أظن أن ثمة مستقبل لهذا الزواج. لن ينجح.
منتديات ليلاس
ــ ولكن لِمَ لا؟ ما الذى تغير؟
ــ ما الذى تغير؟ حسناً, فكرى فى الواقع أننى تزوجتك لأساعدك....قلت إنك تريدين الخلاص من مشاريع أبيك لتزويجك , تريدين أن تهربى.
ــ وقد فعلت ذلك.
كانت أصابعها متشبثة بشدة بفنجان قهوتها , وبدت أكثر شحوباً من أى وقت مضى.
ــ أنت تعلم أننى فعلت ذلك....فأنت رأيت بنفسك.....
رد بلهجة لاذعة :"رأيت ما أردتنى أن أراه. جزء واحد من الحقيقة و هو قناع الفتاة الغنية الصغيرة المسكينة الذى وضعته و أنت تمثلين ذلك الدور الخبيث حيث تقولين:"علىّ أن أهرب....و لا يهمنى بأى شكل أفعل ذلك"
ــ لم يكن هذا تمثيلاً .
ــ لا؟
تخلى عن تظاهره بشرب القهوة التى لم يكن يريدها أصلاً و ألقى بالفنجان على رف المدفأة.
ــ أنا أعرف ما قلته عن شكل حياتك. يمكن أن يكون نصف كلامك كذباً. أبوك.....
ــ ألا تصدق أنى أبى كان بالسوء الذى وصفته به؟ و تقول أن حياتى لم تكن تعيسة كما أدعيت ؟ هل نسيت بهذه السرعة؟ كنت عناك عندما جاء....الضفدع....إستيبان راميرز.....
قاطعها قائلاً:"لقد رأيته و صدقتك حينذاك. لكن ما لم أعرفه هو أنك كنت قد قررت من تريدين تماماً كما قررت مرة أنك تريدين كارلوس"
جاء قوله هذا بشكل غير متوقع ز بقوة مذهلة ما جعل رأسها يرتد إلى الخلف لشدة الصدمة. نظرت إليه بذعر و هى ترتجف :"هل هذا ما قاله أبى....؟ هل هذا ما تعتقده حقاً؟ تظن أننى...."
ونظرت من حولها فى أنحاء الغرفة و رأت حقيبة يدها التى ألقتها على خزانة الأدرج عند وصولهما . اختطفتها و قذفتها إلى رامون من دون الاكتراث بما إذا تلقاها أم لا.
ــ أنظر داخل هذه....هيا....افتحها....ألق نظرة.
و بذهول تام فعل ما طلبته منه. وداخل الحقيبة مع بعض الأغراض النسائية رأى مغلفاً فى داخله مستند رسمى يحمل تواقيع و تاريخاً و طوابع.
وثيقة زواج.....!
ــ ما الذى....
و للحظة ظن رامون أنها وثيقة زواجهما ثم عاد ينظر مرة أخرى , راحت الحروف تسبح أمام عينيه عندما رأى الأسماء و التواقيع.
إستريللا مدرانو .
كارلوس بيريا .
ــ ما هذا إستريللا ؟
ــ ألا ترى ؟ ألا تقرأ ؟ ماذا تظنها؟
ــ إنها وثيقة زواج.
و مازال لا يصدق ما قاله .
ــ أنت و كارلوس....و لكن.....نحن.....
ــ لا تقلق.
و تخلت هى أيضاً عن ادعائها أنها تشرب قهوتها .
ــ لا تخف فهذا لا يعنى أننا نواجه مشكلة بتعدد الأزواج...بل هذه كانت مشكلة زواجى بـ كارلوس ! وهذا لا يعنى أنه أخبرنى بل على العكس. فما كنت لأتزوجه لو علمت.
ــ هيه ....و لكنك تزوجته .
ــ كيف تظنه أقنعنى بالهرب معه؟
ظهرت المرارة فى كلماتها كما راح صوتها يرتعش و لمعت فى عينيها الدموع . شعر رامون و كأنه تلقى صفعة قوية على وجهه.
ــ أحقاً لم تكونى تعرفين أنه متزوج؟
ــ لقد أقسم على ذلك!
ــ و لكن كيف لم تعرفى؟
ــ كان كارلوس يعيش فى المنطقة من قبل , لكنه أنتقل بعيداً. و كنت أنا أيضاً بعيدة فى المدرسة ثم الكلية . لم أكن أعلم ما حدث له . كل ما عرفته أنه عاد. وكانت زوجته و أولاده قد بقوا فى بيتهم القديم فى مدينة أخرى . كانت أمها مريضة فبقيت للعناية بها . أظن أن أحداً لم يقل شيئاً لأنهم كانوا يعلمون فافترضوا أننى أعلم.
و أخذت نفساً عميقاً تقوى به عزيمتها بينما كانت يداها منقبضتين و الألم ينعكس فى صوتها .
ــ جعلنى أعده بأن أبقى مواعيدنا سراً. قال إن أبى لن يوافق أبداً. و كان هذا صحيحاًَ طبعاً. اكتشفت الآن أنه أراد فقط أن يعاشرنى. وبما أنه علم أننى كنت خائفة جداً من ذلك طلب منى أن يتزوجنى.
ــ وهل هذا هو سبب هربك معه؟
تملكته الصدمة لما أخبرته به. وأدرك كم أخطأ بحقها كما فعل الكل.
ــ متى عرفت الحقيقة؟
غامت عيناها و هى تتذكر التعاسة التى عانتها فى ذلك اليوم الرهيب و أجابت :"عندما اتصلت زوجته بالفندق لتخبره أن....أن ابنتهما الصغيرة مريضة و بحاجة إليه"
كان جواب رامون قصيراً و غاضباً للغاية :"و أنت أجبت على الهاتف؟"
ــ نــــعـــــم....
ــ آهــ إستريللا .
لم يستطيع سوى أن يهز رأسه غير مصدق سلوك الرجل الآخر السافل.
ــ ولكن ...أنت...لماذا لم تخبرى أحداً؟
خفضت بصرها إلى الأرض :"وما الفائدة؟ مات كارلوس فى حادث اصطدام بعد أسبوع من اكتشافى الحقيقة. زوجته و أولاده كانوا قد تألموا بما يكفى فلم أشأ أن أضيف....إلى عذابهم عذاباً بإخبارهم الحقيقة"
ــ و هكذا أنصب اللوم كله عليكِ؟
هزت كتفيها من دون اكتراث:"استطعت التغلب على الصعاب . لم أظن أبداً أن قصتى ستستمر طوال تلك المدة و قد اعتدت أن أكون مصدر خيبة أمل لأبى. لطالما كنت كذلك . منذ لحظة ولادتى ولدت أنثى فيما أبى يريد ذكوراً لكنه لم يرزق بهم لسوء الحظ . كنت أنا آخر فرصة سنحت لأبوىّ إذ كان أبى قد تجاوز الخمسين عندما ولدت و أمى لم تستطيع إنجاب المزيد من الأولاد . أراد أبى ابناً يستلم أملاكه و يتزوج من امرأة شابة مناسبة هادئة حسنة السير تمنحه المزيد من الأحفاد الذكور ليكملوا سلالة مدرانو لكن ما حصل عليه...."
و سكتت و نظرت لحظة إلى نفسها ساخرة ثم أشارت إلى قوامها الرشيق :"ما حصل عليه هو أنا , وممنذ ذلك الحين لم يغفر لى أو لأمى ذلك"
ــ لا أدرى كيف يخيب أمل شخص ما بسبب فتاة مثلك. لقد أدركت أن أباك أحمق دنئ و هذا يثبت رأيى . لكننى مثله لأننى صدقت ما قاله عنك.
عندئذٍ رفعت وجهها الشاحب إليه و قالت بابتسامة ضعيفة :"أنا....أخبرته أن الشخص الوحيد الذى سأقبل به من بين كل الذين اختارهم لىّ هو أنت"
ــ و بقيت الأمور ؟ ألن تخبرينى بها؟
ــ و ذلك المغلف الذى فى حقيبتى , لماذا تظننى أحضرته؟ أردتك أن تراه و أن تعرف الحقيقة . تعرف كل شئ كنت سأخبرك الليلة الماضية لكنك.....لكننا.....
وسكتت , لكن الطريقة التى نظرت بها إلى الباب المفتوح و من خلفه السلم حدثت بقصتهما.
ــ أنا آسف.
كان هذا كل ما استطاع أن يقوله إذ لم يستطيع أن يفكر فى ش آخر. أى كلمة تريها مدى تعاطفه و أنه فهم؟ و أنه يحتقر الطريقة التى خدعها بها ذلك الرجل ؟
ــ و هل لامك أبوك على هذا؟
فقالت بمرارة :"أنت تعرف أبى . الرجال قديسون دوماً . وإذا ضلوا فالمرأة هى الفاسقة الشريرة . لذا من المفترض أننى أنا الآثمة و أنا من قاد كارلوس إلى الإثم"
ــ كم أود لو أقتل ذلك النغل
كانت ابتسامتها ضعيفة ذاوية لكنها أظهرت ومضة من إستريللا القديمة التى يعرفها ما مزق قلبه.
ــ لا أظن أن هذا يفيد بشئ, ولكن.....شكراً....
و تهدج صوتها و تنهدت فأصابها فواق كادت تختنق معه وفى لحظة أصبح بقربها حيث ركع على ركبتيه واضعاً ذراعيه حولها يضمها إليه بشدة و هو يقول بصوت أبح :"آسف...آسف للغاية . كان علىّ أن أعلم...."
دفنت رأسها فى كتفه لحظة فشعر بدموعها تبلل قميصه . كل ما استطاع فعله هو أن يمر بيده على ظهرها و شعرها ....
تمنت لو تبقى فى هذا الوضع بين ذراعيه و لا ترفع رأسها أبداً....أرادت أن تبقى هنا حيث هى آمنة مطمئنة و فى مكانها المناسب....لكن لا يمكن لهذا أن يدوم إلى الأبد. لا يمكن له أن يحل المشكلة التى أغضبت رامون حتى أراد أن يتركها.
و توقفت شهقاتها أخيراً و أخذت تمسح دموعها بقفا يدها ثم رفعت رأسها . نظرت بعينيها الدامعتين إلى عينيه الفضيتين فأدركت ما ارتابت فيه, وهو أن هذا لم يكن أساس المشكلة. قالت:"لكن....و لكن هذا ليس المشكلة, أليس كذلك؟ هذا ليس ما أغضبك كثيراً . ثمة شئ آخر"
بدا عليه الارتباك فنهض و جلس على ذراع الكرسى
ــ يمكن لهذا أن ينتظر .
ــ لا , غير ممكن! لن أدعك تؤجل ذلك. إذا كنت ستتهمنى بالكذب و....تتحدث عن القليل الذى حصلت عليه فيمكنك على الأقل أن تقدم و بكل لباقة الإثباتات على ذلك. من أخبرك؟
فتنهد :"أبوك"
ــ أبى؟ و ماذا قال ؟ ماذا أخبرك؟ و لماذا صدقته و أنت تعرف أنه يقول أى شئ....يفعل أى شئ...."
ــ أليس صحيحاً إذاً أنه قال إنه سيتبرأ منك إذا لم تتزوجى ؟
ــ آهـــ
كان هذا كل ما تمكنت من قوله فيما الصدمة تخدر ذهنها . ماذا بإمكانها أن تقول غير هذا؟ لا سبيل لإنكار ذلك. صمتها جعله يقول :"إنه صحيح. أليس كذلك؟ هددك بأنك ستعيشين من دون مال و من ودن أى إرث....إلا إذا تزوجت"
ــ نـــعـــم
ــ ماذا؟
مال رامون إلى الأمام و الاهتمام فى وجهه :"ماذا؟ لم أسمعك؟"
ــ قلت نعم, نعم , نعم! قال أبى إنه سيحرمنى من المال....و إنه سيلقى بى فى الشارع . هل تصدق هذا؟ هل هذا ما تريد أن تعرفه ؟ هل أنت سعيد الآن؟
فقال و هو يهب واقفاً :"لا....لا...."
ــ ما الذى تنكره ؟ أتقول أنك لا تصدق , أو....
ــ لا. هذا لا يجعلنى سعيداً! أنه آخر شئ أريد أن أسمعه .
من الغريب أنها صدقته . لكن و فى خلفية ذهنها شعرت بشك كريه. شك هدد صفاءها الذهنى بشكل أقوى من أى شئ آخر.
ــ هل تظن أن هذا هو السبب الذى جعلنى أتزوجك؟ تظن أننى تزوجتك من أجل المال فقط؟
لم يكن بحاجة إلى أن يجيب فقد رأت الرد فى وجهه. الغضب , التمرد, أثر من الشعور بالخيانة....كل هذا كان موجوداً .
بإمكانها أن تخبره الحقيقة....و تثبت له خطأه . لكن غضبها منعها من ذلك حالياً .
ــ أتجرؤ على أن تظن ذلك؟.....كيف تجرؤ؟
ــ أنت اعترفت...
ــ أنا لم اعترف بشئ بل أخبرتك بكل بساطة أن أبى هددنى حقاً بحرمانى من الميراث . ألديك الشجاعة و الوقاحة لكى تتحدث عن الأخلاق و تدعى القداسة و أنت الذى...الذى تزوجنى فقط من أجل شركة التلفزيون اللعينة تلك....!
ــ لا !
ــ بل هذا صحيح..... هيا رامون....لا تحاول أن تتملص من ذلك الآن ! لا تنس أنك من أخبرنى أن أبى عرض عليك الصفقة.....قائلاً إن بإمكانك أن تشتريها بنصف الثمن الذى تستحقه و قد وقعت الاتفاقية اليوم....بل أمس . حتى أنك لم تستطيع أن تصبر . لقد وقعت اتفاقية الشركة يوم....عرسنا....أليس كذلك؟
فقال بصوت خشن:"نــعـــم"
ــ إذن....
ــ و لكن ليس بنصف الثمن. أراد أن يعطينها (هدية زواجنا)
فهتفت بازدراء و الألم يكاد يقتلها :"أحقاً؟ إذن فقد حصلت على صفقة أفضل مما توقعت. حتى أنك لم تدفع الثمن المطلوب"
ــ لا, لأننى لم أدفع....
ــ لم تدفع شيئاً أخذتها مجاناً.....
ــ إستريللا.....
كانت صرخته أشبه بزئير أسد عالى متوحش يطالب بالاحترام فأسكتها على الفور
ــ أنا لم أحصل عليها مجاناً....بل دفعت كامل ثمنها اللعين كاملاً. الثمن الأساسى الذى طلبه منى, حتى آخر قرش . وكنت سأدفع أكثر لو اضطررت لذلك.
فتحت فمها ثم أقفلته . حاولت أن تقول شيئاً لكن صوتاً لم يخرج من فمها .
ــ و لكن.....و لكن لماذا؟
ــ أليس السبب واضحاً ؟
ــ ليس بالنسبة لىّ . ليس واضحاً أبداً . ماذا يجعل أى شخص خصوصاً أنت يدفع ثمناً كاملاً لما عُرض عليه بنصف الثمن....و من ثم كهدية؟
كانت ابتسامته الملتوية تحمل معنى السخرية و بدا الاستخفاف بالذات فى عينيه و هو ينظر فى عينيها و يتنفس بعمق :"لأنى أحبك"
رأى رامون أنه الوقت المناسب للاعتراف بذلك. فهذا هو الجواب الوحيد....التفسير الوحيد لما كان يشعر به . كل ما فى الأمر أنه لم يحاول أن يعترف بذلك ,حتى لنفسه . كان يعرف الحقيقة حتى و هو يرحل عنها .
وإلا لماذا آلمته و أغضبته إلى هذا الحد فكرة أنها كانت تستغله و تكذب عليه؟ و عندما أدرك أنه ليس لديه بديل سوى أن يعود أدراجه إليها واجه حقيقة أن لابد له أن يعترف بشعوره نحوها . إما أن يفعل هذا و إما أن بفقدها . وهو لا يستطيع العيش دونها .
ــ أنت.....
كانت إستريللا لا تزال تجاهد لتتأكد مما قال:"لكنك....لكنك قلت أن زواجنا لا مستقبل له"
فقال بخشونة:"أنا لا أرى له مستقبلاً فعلاً ,و لا أظن أنه سينجح بينما الحب من طرف واحد"
ــ لكنك رفضت عرض أبى فى البدء.
ــ نعم...
و أخذ مرة أخرى يدور فى أنحاء الغرفة متململاً كنمر فى شرك
ــكان هذا هو الحل الوحيد استطعت إيجاده...لم أشأ أن تظنى أننى تزوجتك لأحصل على الشركة.
ــ لكننى أنا التى اقترحت هذا أساساً لزواجنا.
استدار رامون يواجهها عالماً أن عليه أن يقول الحقيقة و لا شئ سواها:"لم أستطيع البقاء على قرارى . رغم أننى حينذاك لم أكن قد اعترفت لنفسى بأن ما أشعر هو الحب. عرفت فقط أننى لم أشأ لزواجنا أن يبدأ بهذا الشكل . نعم , كنت أريد الشركة لكننى أردتك أكثر بكثير....و إنما دون قيود و شروط و مكافآت مالية"
و فجأة تقدمت منه و أمسكت بذراعه فوقف جامداً و نظر فى عينيها الملتهبتبن:"عندئذٍ أخبرك أبى أنه هددنى بعدم توريثى , أليس كذلك؟"
ــ نعم , نعم. هذا صحيح .
ــ لكنه لم يوجه إلىّ هذا التهديد إلا بعد أن طلبت منك أن تتزوجنى . ذلك اليوم فى القصر....عندما جئت لكى.....لكى تخطبنى للزواج . عندما كان (الضفدع) هناك حينذاك أنذرنى أبى نهائياً أما أن أتزوج و إما يحرمنى من الميراث.
توسلت عيناها إليه أن يصدقها و أراد هو أن يصدقها . وتذكر فجأة قصة أخبرها به أخوه اليكس عن عروسه لويز حين تأكد أنها لم تسع إليه من أجل أمواله.
عندئذٍ سأله :"كيف أقنعتك بأنك مخطئ؟"
أحمر أليكس خجلاً و قال إن هذا سر بينه و بين زوجته. وأضاف :"أدركت فجأة أنها ما كانت لتفعل ذلك, مهما قالت أو فعلت . أدركت أن ليس بمقدورها أن تستغلنى بذلك الشكل"
قال إستريللا :"رامون, أرجوك أن تصدقنى"
و فى تلك اللحظة أردك رامون أن أخاه كان على حق . لم يكن بحاجة إلى برهان لم يعد بحاجة إلى إثبات لقد عرف و حسب.
قال بإخلاص:"أنا أصدقك"
و أخذت نفساً عميقاً ثم زفرت ببطء و قلبها يرقص فرحاً لما سمعته . إنه يصدقها كما أنه يحبها . ماذا تريد أكثر ؟
و الآن جاء دورها . عليها أن تسرع فقد جعلته ينتظر طويلاً. عليها أن تخرجه من تعاسته بسرعة.
ــ رامون....أنت تعرف ما قلته عن أنك تظن أن زواجنا لن ينجح لأن الحب بيننا من طرف واحد....
النظرة التى ارتسمت فى عينيه مزقت قلبها فيما غشت دموعها عينيها.
ــ لا أظن أن بإمكانى احتمال ذلك.
ــ لا تظن أن بإمكانك احتماله! أواه يا رامون....
و أمسكت بيده بشدة :"أوه , ولا أنا , ماذا إذا كان حال أحدنا من حال الآخر؟"
و بقيت عيناها فى عينيه و شعرت به يضطرب فجأة ثم ظهرت فيهما نظرة أمل مفاجئة عندما أدرك ما تعنيه .
ــ هل أنت....؟
ــ نعم..... نعم أنا أيضاً أحبك . أحبك من كل قلبى و روحى و جسدى. السبب الحقيقى الذى جعلنى أطلب منك أن تتزوجنى هو أننى وقعت فى حبك و لم أستطيع أن أمنع نفسى . أريد أن أخبرك أنك لست العاشر فى قائمتى بل لطالما كنت الأول أريد أن يكون زواجنا هذا زواجاً صحيحاً . زواج حب و مشاركة لبقية حياتنا . وأنا مثلك لا أحتمل أى شئ آخر.
رأت الجواب فى وجهه قبل أن يأخذها بين ذراعيه و هو يطمئنها :"لست بحاجة إلى ذلك فقد ابتدأ زواجنا الحقيقى الآن, بعد أن علمت أنك تحبيننى و علمت أننى أعبدك ولا أستطيع أن أعيش من دونك . ولإثبات ذلك...."
و جرها من يدها إلى الباب الزجاجى الضخم فخرجا إلى الفناء الداخلى و منه إلى شرفة كبيرة أمام المنزل . كانت الشمس قد ابتدأت لتوها بالشروق لتنير السماء .
وهناك كرر و جدد عهود الزواج التى قدمها بالأمس كما كررت إستريللا عهودها له مع بدء يوم جديد و بدء حياة جديدة معاً حافلة بالحب


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8840032341.gif

زهرة منسية 22-01-13 10:02 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
تمت بحمد الله
شكراً لك من مر على الرواية من عضوات أو زائرين
ولكل من شارك مشاركة أو ضغط على http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8841502661.gif
وجودكم أسعدنى كتير
و أتمنى أن يكون أختيارى موفق
شكراً لتواجدكم

عبير عمار 22-01-13 11:21 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
الله يعطك العافيه زهرتنا الحلوه دائما موفقه فاختيارتك
للروايات في انتظارك في تحفه جديده تتحفينا بيها تحياتي لكي:342::liilas:

سومه كاتمة الاسرار 23-01-13 12:33 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
رووووووووووعه سلمت الايادى ياقمر
:8_4_134:

*mero* 24-01-13 04:26 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
العزيزة اماريج والله العظيم صرت ادور على اسمك قبل الروايه وبمجرد مااشوف اسمك اقرأ الروايه على طول لاني واثقه من اختياراتك انها مميزة يعني انتي الكاتبه رقم واحد عندي مع احترامي وتقديري لبقية الكاتبات بالتوفيق ياقمر

زهرة منسية 24-01-13 09:30 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3259431)
الله يعطك العافيه زهرتنا الحلوه دائما موفقه فاختيارتك
للروايات في انتظارك في تحفه جديده تتحفينا بيها تحياتي لكي:342::liilas:

الله يعافيكى عبورة تسلميلى حبيبتى على ذوقك يا عسل
شكراً لثقتك أسعدتينى بمتابعتك و مشاركتك

زهرة منسية 24-01-13 09:35 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3259877)
رووووووووووعه سلمت الايادى ياقمر
:8_4_134:

سمسومة الأروع مرورك و تفاعلك يا عسل
سلمك عمرك حبيبتى

زهرة منسية 24-01-13 10:08 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *mero* (المشاركة 3260495)
العزيزة اماريج والله العظيم صرت ادور على اسمك قبل الروايه وبمجرد مااشوف اسمك اقرأ الروايه على طول لاني واثقه من اختياراتك انها مميزة يعني انتي الكاتبه رقم واحد عندي مع احترامي وتقديري لبقية الكاتبات بالتوفيق ياقمر

مرحبا ميرو
فعلاً معاكى حق أماريجو هى ملكة الروايات المكتوبة
و أنا كمان أول ما بشوف أن اماريجو منزل رواية بكون حريصة أنى أتابعها
بس أنا اللى منزل الرواية دى باين أن أختلط عليكى الأمر
أتمنى أن الرواية تعجبك و يسعدنى كتير أن يكون حبنا لروايات العزيزة أماريجووو شئ مشترك بنا
نورتى يا قمر

*mero* 24-01-13 10:54 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
حبيبتي زهور اسفه للخطأ ولكن تسلم ايدينك والله يسعد قلبك الطيب

سراب الحياة 26-01-13 08:40 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
سلمت يداك ،،،زهره،،،روايه روعه

زهرة منسية 27-01-13 10:27 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *mero* (المشاركة 3260927)
حبيبتي زهور اسفه للخطأ ولكن تسلم ايدينك والله يسعد قلبك الطيب

حبيبتى ميرو ما فى داعى للأسف بيكفى أنك نورتى الرواية بطلتك ‏
موووووواه‎

زهرة منسية 27-01-13 10:45 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراب الحياة (المشاركة 3261801)
سلمت يداك ،،،زهره،،،روايه روعه

يسلم عمرك سراب
أسمك حلو قوى
أهلا وسهلا بيكى‎

شووقهـ 28-01-13 08:34 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
يسلمووووووووووو

زهووووورة

رواااية جميلة ورائعه وممتعه

يعطيكِ العافية ياقمر

بنتظار جديدك المميز

sassou 31-01-13 05:19 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
الرواية غاية في الروعة شكرا على ذوقك الرائع

امبراطورية ع 02-02-13 04:13 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
راااااااااااااااااااااائعه
سلمت اناملك

ايدن 04-02-13 12:25 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
سلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

Rehana 04-02-13 09:57 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
مساء الخير

زهوووري .. عم اقرأ هذا سلسلة من عائلة ( ---- ) فيس نسى اسم العائلة :lol: ..
و مبسوطة اني اقرائها واليوم خلصت هذا الرواية .. كثير حلوة
تسلمى الايادي على تعبك في كتابتها

موووووووووووواه

ربي اسالك الجنة 05-02-13 06:26 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
يسلموووووووووو حبيبتي ع الروايه الله يعطيكي الف عافيه بصراحه الروايه جناااان سلمت يداك حبيبتي ودمتي في حفظ الله

ندى ندى 08-02-13 12:10 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
تسلم ايدك حبيبتي

وشكرا كتير على الرواي

الرائعه والمميزه

الامل المفقود 04-07-13 04:11 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
شكراً لكي باين عليها حلوة كثير و تحياتي لكي على الدوق الرفيع في الاختيار :8_4_134:

نجلاء عبد الوهاب 12-08-13 01:19 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
حلوه كتيير
:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1::rdd12zp1::liam_shadowboxer_sc:liam_shadowboxer_sc :liam_shadowboxer_sc:liam_shadowboxer_sc:liam_shadowboxer_sc :98yyyy::98yyyy::98yyyy::98yyyy::012::012::012::012::012:

رناوهنا 15-08-13 04:13 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - كايت والكر ( كاملة )
 
حلووووووووووووووووووه

زهراء الحلوة 03-02-14 07:00 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
رررررررررررررررووووووووووووووووووووعععة شكرا على التنزيل والمجهود

زززوووووزززووو 27-09-14 01:03 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
thankssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssssss

asrraar 27-09-14 10:43 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
زهرتي الحلوووه يالي كلها فن وذوق اختيارك لهذه الرواية روعه وعموما كل رواياتك المختارة يمتازن برومنسية راقية ؛؛انا ما بعرف كيف قراءة القصتان الأخريتان وهذه لم ترها عيني 😔يا عسل صافي من غمرة الشوق والتلهف لفصول مرات ينْسن صديقاتي الضغط على ايقونة الشكر ،،تسلم الانامل حبيبتي فالله. 💕

زهرة منسية 27-09-14 09:10 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
يا هلا ريفو كلك ذوق حبيتى

ده من ذوقك و رقتك

لا يهمك من أيقونة الشكر بيكفينى أن الرواية عجبتك

تسلمى حبيبتى

bluemay 28-09-14 07:22 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
بالصدفة لقيتها زهورتي ...
كتير عجبتني وبتمنى اقرأ البقايا ..
يعطيك العافية ويسلمو اناملك الحلوين
تقبلي مروري وخالص ودي

Sent from Mobile using Tapatalk

لست ملاكا 23-11-14 05:57 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
عجبتني كتيييييييييير يسلمو

روز دافنشي 13-12-14 10:42 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 


جزاك الله خيرا

زهرة منسية 15-12-14 06:25 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3477562)
بالصدفة لقيتها زهورتي ...
كتير عجبتني وبتمنى اقرأ البقايا ..
يعطيك العافية ويسلمو اناملك الحلوين
تقبلي مروري وخالص ودي

Sent from Mobile using Tapatalk

يا أهلا بأحلى مايا زادت جمال و حلاوة بوجودك مايتى
سعيدة جداً أن الأختيار عجبك
موووووووووووووووووووووووواه

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لست ملاكا (المشاركة 3492592)
عجبتني كتيييييييييير يسلمو

محبا بوجودك يا قمر ساسعدنى أنها عجبتك و أنا بحبها كتير

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روز دافنشي (المشاركة 3496836)

جزاك الله خيرا

شكراً كتير روز على دعواتك تقبل الله منا و منك صالح الأعمال

اهلا و سهلا بيكى عضوة جديدة نورتى المنتدى

غنجة بيا 09-03-15 03:50 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
مشكورة عزيزتى اختيار موفق كالعادة رواية قمة في الروعة حبيتها واستمتعت في قراتها كثير كثير

يعطيكي العافية على المجهود وموفقة دائما امووووووةةةةةة:8_4_134:

نيناااا 01-05-15 05:16 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
تسسسسسلمممممممممممممى يا قمر

ماما نونة 17-08-15 12:33 AM

حلوه مررررررره يسلمو

ماماتي 17-08-15 05:17 AM

هلااأاااااااااااااااااااااا

assila 18-08-15 02:45 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
:dancingmonkeyff8::lol::peace:

susu wahid 23-03-16 04:21 AM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
انا متشوقة جدا للجزء الثاني من السلسلة شكرا جدا

فرحــــــــــة 01-08-16 05:21 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
غاليتى
زهرة منسية
جزء رائع واختيار اروع
سلمت يداكى غاليتى
على هذا الكم الكبير من الروايات المتميزة
تأخذينا على جناح الرومانسية لافاق متعددة
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

antheia 28-09-16 03:24 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
شكرااااا للترجمة ^_^
حبيت فكرة لما تنوهين عند انتهاء الفصل ^_^ :55:
يعطيك العاافيه :8_4_134:

زهرة منسية 11-10-16 04:58 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
عزيزتى ده مجرد نقل للرواية مش ترجمة

الروايات المترجمة فى قسم الروايات الرومانسية المترجمة

ام بوسو 02-06-18 10:02 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
شكرا لكى 👸👸👸👸

زهرة الأكيدة 31-07-19 05:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3247901)
مساء منور بأحلى ليلاسات و ليلاسين
كل سنة و أنتم طيبين
و إنشالله تكون سنة سعيدة و بداية لسنوات سعيدة كتير
و بمناسبة السنة الجديدة هنزل رواية جديدة إنشالله تعجبكم زى ما عجبتنى

و الرواية جزء من سلسلة للكاتبة كايت و الكر
و طبعا التصميم للمصممة المتميزة جداً emn
كل كلمات الشكر ما بتوفيها حقها شكراً
إيمى
و بما أننا ذكرنا الشكر يبقى شكراً لكم
إذا ضغطوا على أيقونة الشكر إذا عجبتكم الرواية


لا أحل نقل الرواية دون ذكر أسم منتديات ليلاس
و دون ذكر أسمى زهرة منسية

🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩😘🤩🤩🤩😘🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩😘

الطحلوبة الخضراء 14-10-21 02:40 PM

رد: 374- عاصفة فى قلب - سلسلة كايت والكر ( الجزء الثاني )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لكم مني جزيل الشكر والتقدير والاحترام على كل ما تبذولنه من مجهودات وتعب في سبيل ارضاء المتابعين لكم


الساعة الآن 11:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية