بسم الله الرحمان الرحيم
دقائق حبلى بالوجع
اتعلمين عزيزتي ان كلمة وجع اكثر كلمات الالم إيحاء
بل ان الالم لا يعدو الا ان يكون جزءا من الوجع
فعندما تنوجع نحس بالم شديد بالم كبير بالم مؤلم
فلا شيء يعبر عنا اكثر
عندي نفس الانطباع
اشعر ان كلمة الوجع تحمل من الألم أطنانا
اترين ما تفعلين بدقائقك ؟
فهي ابت ان تتخذ للالم عنوانا لانه لا يكفيها
وابت ان تكون نفسها متوجعة فاحتمال الشفاء جائز
لكنها ارادت ان تكون حبلى بالوجع و الوجع يتغذى من مصلها
وان وضعت يوما وليدها فسوف تبتلى به ولن تتخلى عنه يوما
كيف لا وغريزة الامومة اقوى من أي غريزة اخرى
حتى وان كانت غريزة حفظ الذات
دقائق توجعت كثيرا في شهور حملها و الجنين يأبى ان يكون رئيفا بها
كل من رأها وهي تترنح يشفق على حالها و لا يملك الا ان يكون المتفرج
ما اعذب تعبيرك شذى !
لا يمكن ان اقرأ ردا من ردودك إلا و اتذكر انك كاتبة خواطر
و كاتبة تملك زمام قلمها
يبدو لي ما تكتبين خاطرة نثرية مميزة
شكراا لمشاركتي بها
غريب امر تلك الدقائق فبقدر ما تتعذب وغيرها يشفق
الا انها تمتع لانها تحمل ابداع الحرف والرمز و زخرف الكلام والبيان
سعيدة انك استمتعت بقرائتها
ولم تكن مصدرا للوجع فقط
تملك ايحاء غريبا وتعبر عن كثير من الحالات
التي حتى وان لم نعشها فاكيد ان غيرنا قد عاشها
فنشعر بدين الاحساس بغيرنا فنحاول ان نسقطها على انفسنا
علنا نحس بوجعهم فنلتمس طريقا لمواساتهم
بالضبط
كلما كتبت واحدة من تلك الدقائق حاولت ان اغير الظروف و انوع القصص التي شكلت تلك الاحاسيس
كي لا يحصل تكرار ٌ غير محمود
اوان
وان سمحت لنفسي بالغاء الرسميات
بل اني سمحت لنفسي اكثر بنسخ وجع دقيقتك الاخيرة
وحفظه في ملفاتي لاني ببساطة لم اقاوم روعة الكلم فيها
و صدق المناجات و الاحساس بما شعرت به تلك الدقيقة
و انا حقا اعتبرها مرجعا
هذا شرف لي وسعادة
اوان
ماذا يمكن ان اقول اكثر من هذا و شهادتي مجروحة لانني من عشاق الرمز
وانت لم تستعمليه فحسب بل تحكمت فيه كل التحكم فبدا متألقا بأروع حلله
فتقبلي مروري وشكرا
