رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
أومأ رأسه كجواب , وبدت على شفتيه ابتسامة انتصار ,جعلت جيمسي تقطب حاجبيها . استدارت لتنظر من النافذة وهي مصممة على عدم التكلم ثانية . وبعد حوالي نصف ساعة , بدأت مناظر الريف الجميلة , فلا يمكن إخفاء عظمة الارض . الجبال , كأنها قلاع طبيعية , ترتفع حولهما , وكل منها يتعرض جماله الخاص من حيث الشكل والحجم واللون.
أخيرا انعطف روس عن الطريق الرئيسية وبدأ رحلة وعرة فوق طريق حجري . لم ترى أي ضوء ينبعث من خلال الاشجار التي تلف الطريق وبدأت جيمسي تشك في حكمة مجيئها معه . "إننا هنا الان ." أخبرها وقد أدرك رهبتها المتزايدة وهو يوقف السيارة . وعلى الرغم من قلة الضوء فقد مشى روس بين الاشجار واثق النفس , مشيرا لها بأن تتبعه . ابتلعت غضبها وتبعته , وكان مجهودا شاقا عليها . بعد خطوات قليلة برزت البحيرة أمامهما خلف الاشجار . كان منظرا , الجبال تحيط بالبحيرة وكأنها تعتني بها كطفلها الوحيد .بدت الغابة تغطي ضفاف البحيرة وكأنها جمال مختف أو كجوهرة نفيسة لا تظهر إلا على النخبة الممتازة . سرى نسيم عليل من وسط البحيرة , حاملا معه رذاذ الماء في هوائه الرطب . جلست جيمسي على صخرة وراقبت المياه تتماوج بلطف فوق أصابع قدميها , غير أبهة بقساوة هواء الصباح البارد والمنعش . "الفطور جاهز ." قال روس هامسا . مدركا التأثير الهادىء للماء على الناس . التفتت نحوه , وعيناها تشعان وقد بدت زرقة الماء تنعكس عليهما وابتسمت طويلا إلى ان تمنى أن يلمس شفتيها . "ألافطار ." قال للمره الثانية . منتديات ليلاس واستدار عائدا ,ليحرر نفسه من التفكير بها . تبعته جيمسي طائعة وهي تتوقع قارورة من القهوة وبعضا من السندويشات . لم يتجه صوب السيارة , إنها متأكدة من ذلك . ثم رأت المكان , غرفة خشبية صغيرة تربض بين الاشجار . اطلقت صرخة سرور , واسرعت في الدخول . يبدو بسيطا جدا من الداخل , وخاليا من أنواع الرفاهية , وكأنه مكان خاص بالرجال , نظرت إلى جدرانه الباهتة ومدى أفتقارها الى الالوان . الارض خشبية لماعة , بساطان ممدوان فوقها بشكل منظم . الاول أمام المدفأة المكونة من قرميد غير مدهون من الداخل , ومقدمتها مصنوعة من النحاس الاحمر . والبساط الثاني وضع قرب النافذة بشكل عامودي ليغطي جدارا من الارض الى السقف حاجبا بذلك المنظر الرائع للبحيرة . وعلى حافة النافذة مجموعة متناسقة من الوسادات . هناك وضع روس طعام الافطار . "يمكننا الاستمتاع بمنظر الشروق بينما نتناول الافطار ." أخبرها وهو يجلس الى جانبها . "شكرا لك , لا أعرف كيف أكافئك ." بدأت الحديث لكنه قاطعها على الفور . فهو لا يحبها ان تكون لطيفة ومهذبة إذ لو كانت كذلك , لما أمكنه ان يبقى منيعا وجذابا . "إنها فقط رقائق من لحم البقر المقدد مع البيض ." |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
"أنت تعرف انني لم أقصد أن ...."
ولكنها توقفت عن الكلام وقد احست بارتباكه , غيرت الحديث , وعادت للاستمتاع بالمنظر المثير . أصوات زقزقة العصافير تنساب من خلال النافذة المفتوحة , على الرغم من ان الظلام لا يزال مخيما , بعد ذلك وببطء شديد بدأ الضوء بالتسرب تدريجا . شعاع باهت بدأ يشرق بين سلسلة الجبال , محولا الظلام الى اللون الرمادي القاتم . بدا ذلك وكأن غطاء يرفع ببطء , ويظهر المنظر بشكل باهت . جلسا معا في هدوء , يراقبان مناظر الريف الطبيعية تتلون من لون رمادي وهي غير واضحة إلى ألوان مشرقة ومشعة . الشمس لا تزال محتجبة , وقد بدأت أشعتها تنعكس على قمم الجبال , لتظهر المتبقي على رؤوسها من الثلج الابيض وكأنه أكواز من البوظة الطازجة . بعدها بدأت أزهار الخلنج المبعثرة تلون الجبال الصخرية . الفجر ينبثق والشمس بدأت شروقها فوق الجبال تنير الغابات الكثيفة المظلمة . وأخيرا , بدا المنظر وكأنه قطعة موسيقية تعزفها اوركسترا البحيرة . والضوء شرع يتخلل البحيرة كاشفا الجمال اللامتناهي .... اكتملت الصورة . وتنهدت جيمسي والكلمات عاجزة عن وصف الاحاسيس التي تشعر بها . وضع روس يده على يدها , وبدأ يضغط بلطف , طاقة قوية بدت كأنها تتفاعل بينهما , سحبت جيمسي يدها بسرعة , خائفة مما قد يؤدي إليه هذا الشعور . استدارت على كره منها عن النافذة وابتسمت له ممتنة . منتديات ليلاس "إن ذلك رائع , لقد أحسست أنه بطريقة غريبة جزء من التكوين . إن ذلك غير حقيقي ." أقرت بغلطتها , وهي مقتنعة بأنه قد يسخر منها ,ولكن بدلا من ذلك , ضغط ثانية على يدها . "هيا بنا نقوم برحلة في البحيرة ." سحبها من يدها للوقوف , رافقها إلى الجانب الاخر من الغرفة , وكان لا يزال ممسكا بيدها عندما وصلا إلى حاجز صغير حيث ترسو الزوارق . مركب صغير يندفع الماء على جوانبه بنحو ايقاعي . لم يمض وقت طويل حتى كانا في وسط البحيرة وحيدين . شعرت جيمسي بأنها مهددة , هذا روس الذي التقته وأصبحا كأنهما صديقان قديمان وبشكل أو بآخر فإن شيئا ما سيحدث بينهما . كانت خيوط سنانير الصيد تهتز بشكل دوري وتبعث النشاط فيهما . أحيانا كان حظ جيمسي وليس مهارتها , الذي جعلها تمسك ببعض الاسماك , ولكن أي واحدة منها لم تزن أكثر من رطلين . "لماذا لا يوجد أناس آخرون يصطادون هنا ؟" سألت : "يبدو لي غريبا , أن لا يوجد أحدا سوانا ؟" "إنه مكان خاص . إني أمتلكه , وأمتلك معظم ما رأيته ؟" قال ذلك من دون أي تكبر , إنها الحقيقة , وتشاغل عنها بوضع طعم في سنارته . نظرت جيمسي حول البحيرة وما يحيط بها , فبدا شيئا لا يصدق , كيف أن رجلا واحدا بأمكانه امتلاك كل هذا . لم تستطع ان تصرف التفكير عن هذا . إنه شيء غير عادل !فهذا الجمال ملك للجميع . "كل هذا ,لك ؟" كررت وهي تشير بيدها . أومأ برأسه مؤكدا ما قال منذ قليل . "هل تتاقسمه مع أحد ؟" قالت بتحد . ونبرة قاسية أدهشته . |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
"إنني اشاركك به ."
أجاب متيحا لها الفرصة لمعرفة ما تريده . "وهل تعتقد بأن ذلك كاف ؟" سألت بصوت عال . "إنه كثير , بقدر ما يمكنني اعطاؤك ." "هراء , وماذا عن الغرفة الصغيرة ؟"قالت بشكل لاذع . نظر إليها بدهشة للحظات قبل ان يكرر ببطء سائلا : "الغرفة ؟ ماذا تعنين ؟" "الغرفة الخشبية , هي الاخرى لك , لكونها قرب البحيرة ." "حسنا , لماذا ؟" قال ذلك وقد توترت أعصابه فجأة , واحلولكت عيناه .لقد أدرك ان فترة الهدوء بينهما قد انتهت , وعاد كلاهما إلى طبيعته . "الناس , السائحون , الذين يحبون قضاء عطلاتهم ."ردت . قطب حاجبيه , وعيناه غير متسامحتين , وقال : "يوجد القليل جدا منهم في المنطقة ." "هل أنت مندهش ؟"قالت وهي تتهمه . " لست مندهشا ولا مستمتعا ." قال بصوت منخفض وغاضب . " إنك تعترضهم , أليس كذلك ؟" منتديات ليلاس قالت ببرودة : "أعتقد ان الناس العاديين غير المناسبين لكل هذا , إنها تناسب الاغنياء فقط ." ابتسم لطريقة اختيارها الكلمات المناسبة , والتي تفتقر الى روح الدعابة . كان جادا وصوته جافا : "كفي عن هذا السلوك الدرامي . إني أعرف بعض المشكلات التي تأتي من تطوير هذه المنطقة , وكان من الممكن ان تؤدي الى تدمير ...." "تدمير لمن ؟"تساءلت بحدة. "البيئة . الريف هش , وبحاجة لأن يعتنى به ." شرح لها بصوت كله ألم . "ليس الجميع بلهاء , لماذا تحكم على الجميع بتحامل ؟" "إنه ليس تحاملا بل خبرة ." رد عليها وهو يقترب نحوها , في حركة تهديد . "كيف تجرؤ على ان تنصب نفسك مكان القاضي .والمحلفين ؟ فكل انسان له حرية الذهاب الى المكان الذي يختاره ." ردت وعيناه تشعان , وغير مهتمة بالتأثير الذي تركته كلماتها عليه . كان غاضبا , فالكلمة البسيطة حرية تعذبه . لقد كان حرا من المسؤولية , حرا من ضغط الواجبات , متحررا من كل الالتزامات , ولم يدم ذلك وقتا طويلا , فقد انتهى سريعا , واجبر على تقبل دوره الجديد . حملق به ببرودة وهو عابس , وفي داخله ألم عميق جدا . "حرية ؟ حرية , مهما كان الاذى الذي قد تسببه ؟ الناس أحرار في التجول في كل مكان يختارونه , باستثناء هذه المنطقة ." قال بحدة وفمه متجهم وتعابير العنف تغطي وجهه الصارم . " السيد يتكلم ."قالت باستهزاء . "هل تعتقد حقا انك تملك نوعا من الحق الالهي , اليس كذلك ؟" "هنا أنا أفعل , إني امتلك قوة تفوق كل شيء ." التهديد الرقيق واضح في نبرة صوته واقترب منها اكثر . حملق فيها وعيناه الباردتان القاتمتان كالصوان , ولون وجهه بدا يتلاشى تدريجا وغضبه يزداد . ضمها من وسطها بشدة جعلتها تصرخ من الألم . أذهلها فعله فصمتت وتقابلت أعينهما بصراع غاضب . حاولت جيمسي أن تدفعه بيديها لتستعيد حريتها , ولكنه كان يمسك بها بقوة واحكام , تفرس فيها وصمته المخيف يوبخها أكثر من ثورة الغضب التي توقعتها منه . وحاولت مجاراته في الغضب ولكن غضبها تبخر تحت تأثير نظراته الجامدة . |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
تحرك بينهما فجأة شعور آخر جعل جيمسي تحس بالظمأ إنها خائفة , فالوضع أصبح جديا وخارجا عن التحكم , إنها تعرف وهو يحني رأسه نحوها بأنه سوف يلثمها , ولكنها شعرت بانعدام القدرة على تحريك رأسها .
حاولت الابتعاد وهي تكافح بمرارة . استطاعت تحرير يديها وأخذت تضربه على ظهره الصلب بقبضتيها الصغيرتين , ولكن لم يعر ضرباتها أي انتباه . تلوت تحت تأثير فعله , بدأت تلهث سريعا لكن قوة روس وقبضته المحكمة لم تسمح لها بالهروب . وبعد ذلك حدث شيء غريب , فبعد دقيقة من الصراع التصقا ببعضهما بعد أن تفجرت فيهما الرغبة والانفعال أمسكت رأسه بيديها , واصابعها ممسكة بشعره الكثيف وعانقته . التقطت جيمسي أنفاسها وقد بدأت تشعر بدوار في رأسها , وجسدها يستجيب من دون كبح . جلسا على متن المركب غير آبهة بالالواح الخشبية الصلبة تضغط على ظهرها . وفجأة أحست بأنها تتجمد وقد بدأ انذار ينبهها الى خطورة الموقف . صرخت قائلة : "لا !"وهي تحاول الابتعاد عنه وتدفعه بيديها الاثنتين . منتديات ليلاس رفع روس رأسه وقد توهج وجهه , حملقا ببعضهما في ارتباك للحظات . لا يزال قلبها يدق سريعا , وجسدها يرتعش بشكل متواصل . " هل هناك مشكلة ؟" قال ببرودة , وهمَ الامساك بها ثانية . " أرجوك ان لا تفعل , انه ليس عملا صحيحا , يجب ان لا نفعل ذلك ." قالت متمتمة وهي تحاول ان تستعيد رباطة جأشها . " لم لا ؟"تساءل وعيناه تلمعان . " إنه غير صحيح ..." بدأت بالكلام , ولكنه قاطعها على الفور . "الأنه ضد التقاليد ؟ اننا في التسعينات ....لست بحاجة إلى خاتم زفاف ! " قال صارخا . وقد أدرك فجأة موقفها منه ونظر إليها بهدوء منذهلا . " إني بغير حاجة الى خاتم زفاف ." قالت بتهكم, وهي تحاول ان تبدو انها متحررة مثلها مثل أي شخص آخر . "كلا ؟"قال بازدراء . "اذا ماهي المشكلة ؟ كان كل شيء يسير حسنا ." قال وبدأ يلاطفها ويداعب وجهها . "توقف عن هذا ! " صرخت به وتعثرت وهي تحاول الابتعاد . عيناه تشتعلان وهما تتفحصانها , فبلعت ريقها , وشعرت أن وجنتيها محرورتان ومتوردتان . " ما المشكلة ؟ لماذا ترفضين ؟ أنت تريدين ذلك مثلي ." قال بعمق , وصوته خشن , وهزت رأسها دليل الرفض , وقد انسدل شعرها أمام وجهها . "كلا ." قالت وهي تتأوه : "لا أريد فعل أي شيء معك . أنت تجبرني على ذلك ." |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
عانقها وعيناه سوداوان كخشب الابنوس الاسود , وأصابعه تداعب كتفيها .
"أنا لا أجبرك , لست مظطرا لذلك ,إنك تستجيبين لي . هل تعلمين ما كنت تقولينه ؟" سألها . أحست جيمسي بالذي فعلته , خجلت من نفسها , خفضت رأسها حتى لا تواجه عينيه المشعتين . "هل تدركين ؟" صاح بها وهو يهز كتيفيها بقوة , جعلتها تصرخ . "أريد الذهاب إلى البيت ." الجواب الوحيد الذي قالته , والدموع تنهمر من عينيها . إنها تعلم أنه كان تصرفا سخيفا , لكنها غير قادرة على التفكير , لأنها تشعر بالحيرة والذهول مما حدث . "سوف أعيدك في الحال , ولو كنت مكانك لبقيت بعيدا عن طريقي ." قال بصوت عال وغضبه في أوجه . طأطأت رأسها , لا تجرؤ على الكلام بينما رفع الشراع بسرعة . في وقت قصير كانا عائدين في السيارة واليوم الذي بدأ بشكل جيد تبخر الان . الحواجز انتصبت بينهما , ورحلة العودة كانت كئيبة . تمت بصمت مطبق على الرغم من أحساسه بأن لديه أشياء كثيرة للقول , لكنه شعر إنه قد غرر به , خاصة عندما تكلم مع شخص من آل ماكدونالد . وجيمسي تشعر بالغضب كالذي يحس به , لكنها غير متأكدة من الشعور بالغضب هذا هل هو موجه لنفسها أم إليه , فالأمور بدت لها متداخلة . منتديات ليلاس قطع تفكيرها صوت روس القوي الذي يحملق من النافذة وأعصابه مشدودة من الغضب . "ما هذا الجحيم ؟" انفجر وهو يوقف السيارة فجأة . نظرت جيمسي مرعوبة , ورأت موجات من الدخان الاسود تتصاعد من الكوخ الذي تقطنه . "إنها هناك !"صاحت . واندفعت مسرعة من السيارة . طاردها روس وأمسكها من كتفيها بإحكام , مجبرا إياها على النظر إليه . " لا تكوني غبية , لا تستطيعين الدخول فالدخان كثيف ." صرخ بصوت أعلى من صوتها . "يجب أن ...أنت لا تدرك ذلك ؟ على أن ..." تنهدت . فجأة أطلق صوت يقول : " أنا سالمة , شكرا لك , ولكنني متأسفة من كون المطبخ أصبح في فوضى رهيبة ." التفت كلاهما وصاحا سوية : " ميرلي ! ..ساره !" "ساره ؟" رددت جيمسي , وقد بدا شعرها القصير المتجعد كما لو انه شعر مستعار , وشعرها الحقيقي الاشقر ينسدل على وجهها . القت جيمسي نظرة سريعة نحو روس غير مصدقة ,رأته وقد تجهم وجهه , والشرر يتطاير من عينيه. "أنت بالتأكيد تدعين انك لا تعرفين ؟"قال بصوت مرتفع . " أنا لا ...." بدأت جيمسي بالكلام وهي تلقي نظرها على ساره . "ابقي هادئة ! لقد تعبت حقا من الدور الذي تقومين بتمثيله ." بدأ وجهها يتلون , وهي تعي قصده , وتكرهه لذكر ذلك . التفت ليواجه ساره , وشحب لون الطفلة المسكينة تحت تأثير نظراته الخشنة . "لديك الكثير لتشرحيه لي ." قال بصوت هادىء رقيق وعميق , يثير الخوف أكثر مما لو تكلم بصوت مرتفع . |
الساعة الآن 12:10 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية