منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t183092.html)

Rehana 20-12-12 12:21 PM

رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3237700)
شكراً كتير كتير كتير ريحانتى دايمن بتمتعين بالأفضل
الملخص حلو كتير و فكرنى بفيلم إيطالى
بانتظااااااااااارك حبيبتى
موفقة

صحيح فكرك بفيلم ايطالي :toot:
انت بتتفرجي على افلام ايطالية زهوري !
لا تكوني بتعرفي كلامي ايطالي زهوري بعد وانا مابعرفش
بصراحة انا راح ادققها وقرائها في نفس الوقت
لأني اول مرة اقرائها.. وعجبني الملخص وفكرة الرواية
ويلا تم التدقيق للفصل الاول .. كله اكشن وتحدي بين البطلين :YkE04454:

Rehana 20-12-12 12:24 PM

رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
 
الفصل الاول

تجمدت جيمسي في مكانها , وأذناها صاغيتان . هي متأكدة من سماعها ضجة في الخارج . بلعت شعور الخوف الذي انتابها وهي تحاول الاصغاء بانتباه , وجميع حواسها تنبئها بحدوث شيء غير متوقع . انها الليلة الرابعة على التوالي , تسمع فيها كأن أحدا يطوف حول البيت بحثا عن فريسة , لكنها قررت عدم الاستسلام , فهي لا تفكر بترك المكان , وليس في استطاعة أحد ان يجبرها على ذلك . فلا داعي للخوف خاصة وأنه لم يحصل شيء حتى الآن . أما اذا حاول روس ستيورات شيئا من هذا , فأنه يكون مخطئا جدا , فكرت بتجهم وهي تجلس على المقعد , فاركة يديها حول فنجان القهوة الساخن الذي تحيطه بيديها طلبا للشعور بالراحة وصورة وجهه المزعج وعينيه السوداوين القاتمتين تتراءى أمامها , مما جعل دقات قلبها تتسارع . أخذت نفسا عميقا وهي تحاول التركيز على الصحف القديمة المبعثرة هناك . تنهدت وهي تبعد خصلة من شعرها الاحمر عن وجهها . وعلى الرغم من كون المهمة التي تسعى اليها شاقة , فأنها مصممة على معرفة الحقيقة .
انطلق فجأة , شيء من النافذة كاسرا زجاجها مما جعلها تطلق صرخة استغراب . أسرعت نحو الباب وقد استلت في يدها الخنجر الحديدي , الطويل , غير المصنع والذي وجدته في طريقها المضاءة . ولابد ان الشيء الذي هشم الزجاج موجود في مكان ما من الغرفة .

Rehana 20-12-12 12:25 PM

رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
 
ارتعشت جيمسي مما حصل . أقفلت الباب بشدة , وعادت الى الداخل تبحث عما كسر النافذة , وجدت الحجر والتقطته وأخذت تقلبه برفق بين راحتيها , قطبت حاجبيها باهتمام . رمت الحجر في الموقد بتوتر , وقامت بعد ذلك بتنظيف المكان من الشظايا المبعثرة في شتى أرجاء الغرفة . أطلقت صرخة ألم من دخول قطعة إلى يدها الناعمة . انتزعت قطعة الزجاج وقامت بامتصاص الدم الذي سال من يدها . ثم عادت الى مقعدها , وهي أشد تصميما من السابق لتبرئة اسم عائلتها .
عند وصولها , عند وصولها , كان كل شيء مختلفا . فالرحلة من لندن كانت مملة . الطريق الممتد بلا نهاية , السير المزدحم , تسببا في ازعاجها طوال الرحلة , وبقيت الأمور على هذا النحو إلى أن اجتازت مدينة لانكستر , حيث اتجهت الأمور إلى التحسن . أخذت مناظر الريف الانكليزي الطبيعية والخلابة تتكشف أمام ناظريها , وكأن أحدا , ينشر المناظر الخلابة خصيصا لمتعتها . تنهدت جيمسي , أصبحت الرحلة ممتازة .
منتديات ليلاس
ابتسمت عندما أعلن عن الوصول الى دنكلي . بدت القرية محاطة بالتلال الضخمة . لقد كانت تماما كما تخيلتها , قرية رائعة . شارع رئيسي يزدحم بالمحال المصفوفة على جانبيه , يفصلها عن بعضها بعضا المقاهي الفخمة . ورائحة قهوتها الغنية المحمصة تملأ الهواء النقي , وكل شخص يمجد طريقة موطنه في صنع القهوة . أما في محل بيع الكتب , الذي يقع على ناصية الشارع فكان مليئا بالعديد من الطاولات المرصوفة بالكتب والموضوعة إلى جانب الاتوستراد . وقررت جيمسي تناول فنجان قهوة واحدا, على الاقل .يمتد الشارع الرئيسي فوق الجسر , الذي يمتد بدوره فوق النهر المتدفق الذي يقسم القرية .اعتلت إحدى ضفتيه غابات كثيفة , وعلى الاخرى ارتفعت كنيسة قديمة ضخمة , تنبسط على المناظر الطبيعية , والمروج الخضراء الجميلة التي تمتد على ضفة النهر .
ابتاعت جيمسي غداء خفيفا من لفائف الجبنة وفطيرة التفاح . وكانت شمس صيف أيلول دافئة في ذلك اليوم على غير عادتها , لذا فإن جيمسي تنزهت في محيط دنكلي متنشقة العبير . مشت نحو النهر , بعد ان تناولت طعامها , متعت نفسها برمي الفتات للبط الدائم الجوع , المصطف على طرف النهر .كان كل شيء فيها مفعما بالحيوية في ذلك النهار , إذ شعرت كما لو أنها قدمت الى وطنها . ثم رأته واقفا والمياه المتدفقة تغمره الى وسطه . ابتسمت وقد دغدغت أوتار قلبها ذكريات والدها , المنسية منذ زمن . افتتنت بمهارته . رفع يده ملوحا بها فوق رأسه ودفع نفسه نحو الماء بقوة ولباقة . أبقى جسده صامدا أمام التيار .
وبدت عضلاته المشدودة من تحت معطفه الاخضر . رفع جسمه بثبات وأصابعه تضرب الماء بسرعة . تطاير رذاذ الماء , وصرخت جيمسي من الاثارة , عندما رأت أسماك السلمون تتطاير على شكل قوس قزح . افتتنت بكفاحه ضد التيار , لقد صمم مسبقا على كسب المعركة . والتركيز باد على وجهه . على الرغم من أن النصر لا يأتي بسهولة , ولمرات عديدة ظنت جيمسي إنه سيخسر المعركة . وعندما أصبح الفوز حليفه رفع سمكة منتصرا , فصفقت له جيمسي بطريقة عفوية .التفت , وكانت اللحظة التي لا يمكن ان تنسى .

Rehana 20-12-12 12:26 PM

رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
 
بعثت اشراقة ابتسامته فيها شعور الدفء على الرغم من المسافة بينهما , لوحت له مبتسمة بعذوبة . بقيت هناك تراقبه وتراقب النهر إلى ان أرغمتها أشعة الشمس الدافئة , إضافة الى ارهاق السفر , على إغماض عينيها .
مررت جيمسي يدها على وجهها بكسل لايقاف الاحساس بالنعاس , ولكنها بقيت مغمضة العينين إلى أن أرغمت على فتح عينيها . إنها تواجه رجلا همجيا ,يبدو انه غير قابل للترويض . وكان شعره الكثيف مزيجا من الاشقرار , يترواح ما بين البني الفاتح والاصفر الشاحب , وقد انسدل على جبهته المنحوته كلبدة الاسد .بدا خطيرا أيضا وكأنه بعيد عن معالم المدنية .لم يروض بعد, سعيد في الهواء الطلق , حيث بإمكانه تنشق الاريج بحرية , من دون اي تحريم . استلقى على الارض بجانبها , ينظر إليها بسعادة حقيقية .
منتديات ليلاس
"هل تزورين دنكلي ؟" سأل وعلى فمه ابتسامة عريضة تكشف عن أسنانه البيضاء القوية .
"نعم , أبحث عن مكان للسكن , سأمضي هنا بعض الوقت , أبحث عن تاريخ عائلتي ."اخبرته, وقد أعجبت بخشونته اللطيفة .
بعدها عرض عليها كوخا , لقضاء الوقت الذي تريده . وبدا لها ذلك شيئا مثاليا . أمضيا الفترة المتبقية يضحكان ويمرحان . أخيرا تبعت سيارته الجيب , بحذر على الطريق الصغيرة للوعرة المؤدية الى الكوخ . ضغط بقوة على مزلاج البوابة الخشبية , الحمراء اللامعة , تذكرت فيما بعد المجهود الذي بذله , فاستغرقا في الضحك . مشيا الى الكوخ تحت العرائش , الممتدة على طول الممر المفروش بالحصى حتى الجدران المغطاة باللبلاب . عندها , ارتكبت غلطتها .
"اسمي روس , روس ستيورات ." قال وهو يمد يده مصافحا ويبتسم مرحبا .
"اسمي جيمسي ماكدونالد."أجابت ببراءة
شعرت وهي تتناول يده لتصافحه بقبضته تشد على يدها بعد ان تكلمت .
"ماكدونالد ؟" ردد غير مصدق , وقد قطب حاجبيه ." وهل أصل عائلتك من هذه المنطقة ؟" سأل وفي صوته برودة لم تستطع إدراكها .
أومأت جيمسي رأسها , مؤكدة : " من هنا من دنكلي , رحل جدي الاكبر جيمس ماكدونالد , وقد تم ترحيل العائلة بأكملها في سفينة السجناء الى اوستراليا ." ابتسمت . لقد اعتقدت انه شيء مثير , لاشيء يدعو للخجل . كل هذا حدث منذ زمن بعيد . لكنه لم يبد مستمتعا . أقفل عينيه وكأنه يحلل كل ما قالته , وتصلب وجهه بالغضب
"هل تكلمت مع أحد ما في القرية ؟" قال بشكل لاذع ودفعها داخل الكوخ , وكأنه يود أن لا يراها أحد . استغربت جيمسي هذا التغيير المفاجىء , أصبح روس باردا قاسيا , وتجهم وجهه بالغضب , بدل الابتسامة التي كانت على وجهه .
تساءلت باستغراب : " ما الخطب ؟"عندما دفعها بوحشية نحو الكرسي وعيناه تشعان ببريق بارد . دفعت يديه عنها , وانتصبت واقفة بغضب من هذا السلوك العدواني , دفعها ثانية ووقف أمامها ليمنعها من الوقوف مما جعلها ترتعد من الخوف .

Rehana 20-12-12 12:27 PM

رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
 
وبصوت بارد حاد أمرها بالبقاء على كرسيها , وقال لها مستهزئا: "إني أفترض انك لا تعرفين شيئا عن عائلتك ."
عيناه الرماديتان تهتزان باضطراب بينما ينقر بيده على الكرسي . هذا السلوك جعل جيمسي منزعجة من وضعها .
ابتلعت جيمسي ريقها , إثر نوبة الذعر التي انتابتها , تنفست بعمق , وأجابت مدافعة : "إن مئات من الابرياء تم نفيهم الى اوستراليا." وقد أحست بكراهية نحو سلوكه المتسلط . لاحظت الغضب يجتاحه ولكنه بقي مسيطرا على نفسه .
"قد يكون بعضهم أبرياء , ولكن عائلتك لم تكن بريئة بالتأكيد ."
أجاب وصوته ينم عن الشعور بالظفر , وومضات الغضب تبرق من عينيه .
"كيف بإمكانك التأكد الى هذه الدرجة ؟" أجابته باستهزاء ,وقد طرحت جانبا شعور الرعب على الرغم من احساسها بالغثيان . حدق بها للحظات وهو يعض شفته العليا .
" إنهم سرقوا آل ستيورات ." قال بإيجاز .
وتابع:
"وعائلتي هي التي أجبرتهم على الرحيل ."
قال بازدراء وبريق الانتصار يشع من عينيه الرماديتين الغاضبتين.
"قد تكون عائلتك على خطأ , ولكني لا أرى داعيا لكل هذا الاهتمام ! "
منتديات ليلاس
قالت وهي مقطبة من سلوكه المتكبر . ابتسم ببطء , وأحست به يوبخها بتعبير الواثق من نفسه . حاولت جيمسي التغلب على شعور الغضب الذي انتابها , كانت عيناها تشعان عندما دفعت خصلة من شعرها فوق كتفيها .
"آه هذه هي الحقيقة ! " قال بنبرة ازدراء.
"إننا الآن كما كنا منذ زمن العشائر , العائلة الأكثر فعالية في المنطقة . اؤكد لك ذلك , ولم نكن أبدا على خطأ ."
رمقها بنظرة سريعة وعيناه الرماديتان باردتان كالثلج .
عضت جيمسي على شفتها السفلى , صحيح أنها لاتعرف شيئا عن تاريخ عائلتها , ولكن فكرة كونهم لصوصا آذتها كما تؤذي أيا كان .رمقته بنظرة تنم عن أسفها , تجاه هذا التصرف . لقد حدث هذا في الماضي البعيد وهو يتكلم عنه وكأنه حدث بالامس . تأكد شعورها بأنها أخطأت الحكم على هذا الرجل , الذي يبدو باردا , قاسيا , ومن بدون إحساس . فجأة خطر ببالها أن الفكرة بكاملها سخيفة .
" سيد ستيورات , هذه الاحداث جرت منذ سنين عديدة , لذا أرى أنه من الأفضل نسيانها , ألا ترى ذلك ؟"
"كلا !"
أجابها بصوت مرتفع , وعيناه تقدحان شررا , وكأن هذه الفكرة قد سببت له الطرد من الجنة .
"إن العار الذي لحق بعائلتي بسبب سوء أمانتك , لن ينسى أبدا ."
" ليس سوء امانتي , بل سوء أمانة أحد أجدادي , على حد زعمك ."
أجابته ببرود , مصححة معلوماته .
"أخطاء ألاباء يتحملها الأبناء ."أجابها بقساوة.
وكراهيته لها ظاهرة في نبرة صوته . أحست بشعور من الغضب يتنامى داخلها . وعلى الرغم من قلة معرفتها بتاريخ حقيقتها ,فقد قررت الوصول الى الحقيقة .
ردت جيمسي: "لا أستطيع تصور , أن أحدا من عائلتي كان لصا ..."
تلعثمت من نظراته المحدقة بها ,أخذت نفسا عميقا وتابعت : "سوف أثبت لك براءتهم , وربما تكون عائلتك أخطأت هذه المرة."


الساعة الآن 04:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية