رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
سرت جيمسي لهذا العشاء المحبب , كما انها وجدت شيئا تستطيع التركيز عليه . وكان واضحا ان روس لا يريد أضاعة الوقت بثرثرة تافهة , حاولت سارة مرارا , تشجيعه على الكلام ولكنها لم تستطع ذلك . فقد كانت اجوبته قصيرة وفظة .
"كانت الوجبة لذيذة , لقد استمتعت بها حقا ." قالت جيمسي بعدما أخفقت في إخفاء حماستها لمدة أطول . "حقا؟" تساءل روس وهو يراقبها بعناية ومنتظرا لسعتها المبطنة . "نعم , لقد عنيتها , كل شيء كان رائعا , لقد عملت في مطعم كي احصل على المال , لتغطية نفقات هذه الرحلة , وقد جربت جميع الاطباق المختلفة , ولكن هذه الوجبة كانت أفخمها ." قالت بحماسة وشهامة . "الكل من صنيعي ." ضحك روس , والاعتزاز واضح في صوته . "تعني إنك زرعتها ؟" سألت جيمسي وكان من الصعب عليها ان تصدق ان روس مزارع وهي تراه أمامها بلباسه الرسمي الكامل . ابتسم لها بكسل , وبهرها شعاع من أسنانه البيضاء , وأحست بأنكماش في معدتها . منتديات ليلاس "ليس تماما , ولكنني أعرف بالضبط , كيف اساعد في يوم الحصاد . إني امتلك معظم الاراضي حولنا , ولدي مستأجرون من المزارعين , وهم الذين يقومون بالاعمال الشاقة . ونزرع العديد من هذه المزروعات بطريقة عضوية , فهذه الخضار التي أكلناها الليلة , على سبيل المثال , لها طعم مختلف , أليس كذلك ؟" تساءل وهو يحملق فيها . أومأت جيمسي رأسها موافقة . إنه لمن النادر أن تراه بهذا الاسترخاء , ولكنه دائما يبدو أكثر راحة في الهواء الطلق . "هل تركبين الخيل ؟" سألها واجابته سريعا : "طبعا ." "اذن سآخذك في نزهة حول ممتالكاتي , إذا أحببت ." سأل . "نعم , نعم , أنا فعلا أحب ذلك , يا روس ." بعد ذلك , وكأنه قد أدرك انهما اصبحا أكثر صداقة , قال فجأة : "سأتناول قهوتي في غرفة المكتب . لا يزال لدي بعض العمل أرجو المعذرة " وذلك أتاح لجيمسي أن تطلق تنهيدة ارتياح مسموعة . "تبدين أنك تسيطيرين على الموقف ! هل ذكرت له مدرسة التمثيل ؟" سألتها سارة بلهفة , وهي تناول جيمسي فنجانا من القهوة القوية المنعشة . أجابت جيمسي بعد تفكير , لأنها لا تريد اعطاءها آمالا خاطئة , وفي الوقت نفسه لا تريد الان ,أن تمزق أحلامها . "إنه بالتأكيد ليس متلهفا للفكرة , في الواقع , كان لطيفا عندما طلب مني عدم التدخل في شؤون الغير ." قالت وهي تضحك . قطب وجه سارة , وعيناها اليافعتان احلولكتا مع خيبة أمل . "أدرك ذلك ." تمتمت بهدوء . "ولكنه ليس سببا للاستسلام , إذا كنت تريدين أي شيء , بقوة كافية , فعليك أن تواصلي طلبه ." |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
قالت وهي تشجعها , وفكرت في الوسيلة لاثبات براءة عائلتها .
"إنك على حق . أنا واثقة من أنني سوف أكون قادرة على اقناعه ." توقفت لحظة : "في النهاية ." تحدثتا الى وقت متأخر من الليل كصديقتين افترقتا , واجتمعتا بعد فترة طويلة . "حان وقت النوم يا سارة , فلدينا ضيوف يصلون غدا " أخبرها . "من ؟"صاحت بلهفة وهي تقفز من مقعدها . "سوزان لاتس , وبعض الاخرين ." "أوه , ليس سوزان ." تمتمت سارة وهي تعود الى مقعدها . "نعم سوزان ." صاح روس بصوت صارم : "وأتوقع منك أن تعامليها باحترام . من المهم ان نكسب تأييدها وتأييد الاخرين إذا أردنا الاستمرار في العملية ." أمرها وعيناه يكتنفهما الغضب . رفعت سارة حاجبيها الى السماء بخوف ساخر . "روس ,إنها مخيفة , متكبرة الى اقصى درجة وهي تستمر في زيارتنا لأنها تأمل في أن ..." "سارة , الى السرير ." منتديات ليلاس قاطعها روس بصوت حاد يدل على أن عليها ,أطاعته على الفور . بدأت جيمسي بترك مقعدها , وليس عندها الرغبة في تمضية أي وقت معه , بمفردها . "أرجوك , ابقي لتناول الشراب معي ." طلب منها فجأة . نظرت إليه , نبرته الدافئة لا تتناسب مع تعابير وجهه المتجهمة ,لاحظت جيمسي الشحوب على وجهه , والتعب في عينيه , وضعفت أرادتها . "كأسا صغيرة فقط , لأني تناولت كثيرا من الشراب على العشاء ." قالت وهي تجلس على المقعد . أحضر روس شرابا لهما , ووضع شريط موسيقى على آلة التسجيل المخبأة بذكاء خلف خزانة صينية كي لا يفسد منظرها روعة الغرفة . تجمدت جيمسي في مكانها وهو قادم نحوها , وهي تصلي أن لا يجلس بقربها , ومع ذلك شعرت بخيبة أمل , عندما أختار الجلوس على الكرسي المقابل لها . "لأن أزعجك بتطفلي غدا لأن عندك زائرين ." قالت وهي ترتشف الشراب . انتظرت , وهي تتوقع عدم موافقته , بدلا من ذلك أومأ برأسه إيجابا . "نعم , تصرفي هكذا قدر المستطاع . إني أحاول أن أجذب اهتمامهم الى مشروع من ابتكاري , إنه مركز تراثي , يبيع ابتكارات ومنتجات المزارع المحلية . أريد بناء العديد من الاكواخ الخشبية , لأجل السياح الذين سيفدون ليتمتعوا بهذا التراث ." توقف قليلا ينظر الى جيمسي , إنه موضوعه المفضل ولكنه يعرف انه ينزع الى أزعاج الاخرين بالضجر . إنه ليس بحاجة للقلق , إذ بدت جيمسي مفتونة . رمقها بابتسامة لطيفة جعلت معدتها تنكمش بشكل لا إرادي . "ربما , سيستمتعون بصيد السمك والرسم المائي , وقد يرغبون بتعلم شيء من تاريخ اسكوتلندا , أما الايجابيات الحقيقية فقد تكون البيئة . اذا كان بأمكاني ان أروي للناس كيف ان انتاج الارض يكون أكثر بكثير عندما تزرع عضويا ,أريهم الانهار المملؤة بالاسماك , بسبب عدم وجود سموم , تبيدها , وهذا هو الدرس الحقيقي ."أضاف بانتصار . |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
ابتسمت جيمسي وهزت رأسها موافقة , لا يمكن لأي شخص إلا يتأثر بحماسه بالحكمة من كلامه . بعدما لزما الصمت والموسيقى الرقيقة تنساب حولهما , لقد كانت أحدى افضل الالحان التي تحبها جيمسي . انحنت الى الوراء وأغمضت عينيها وانجرفت في بحر من التخيلات .
انها لم تشعر بأنها استرخت من قبل كما تشعر الان . كانت اعصابها متوترة منذ لقائها بروس ستيورات , وعلى الرغم من ذلك , فإنها تجلس بحضوره , وهي تشعر كليا بالامان ومستريحة بشكل غريب مع رجل يتلاعب بعواطفها بغموض . وفي لحظات خلدت إلى النوم , غير واعية للتدقيق الغريب الذي كانت معرضة له . عندما استيقظت وجدت النار قد خمدت ولم يتبق سوى كومة من الرماد , والهواء في الغرفة كان باردا . ارتعشت جيمسي وعانقت جسمها , ثم نظرت الى ساعتها , إنها بعد الواحدة . وقفت , تريد الذهاب الى السرير , مستغربة كيف ان روس لم يوقظها , ثم رأته غارقاً في كرسيه واستطاعت تمييزه بصعوبة الظل , . كان قد فتح قميصه وترك ربطة عنقة معلقة في فوضى . لقد كشف القميص المفتوح رقبته والقليل من شعر صدره غير المرتب . منتديات ليلاس ارتعشت جيمسي ثانية عندما نظرت إليه , ولكن هذه المرة ليس من البرد . إن ضراوة هيئته القاسية قد لطٌفت بالنوم , وجسمه المستغرق في نوم عميق لا يزال محتفظا بقوته ولكن تهديده لم يبق على حاله . سارت جيمسي إليه ببطء , حائرة اذا كان من الحكمة إيقاظ عملاق نائم . هزته من كتفيه برقة وهي مندهشة من قوتهما , حتى وهو على هذه الحالة من الاسترخاء . تمتم هامسا , وتراجعت جيمسي الى الوراء , وقلبها يتسارع نبضه . ابتلعت ريقها بصعوبة , معاتبة نفسها على ضعفها , وحاولت ثانية . "روس , روس ." نادت برفق وهي تهز كتفه . تململ ثانية وبدأ يتحرك عن كرسيه , محاولا ان يعدل من نومه ليصبح أكثر أرتياحا . بدا بعيدا عن العالم , وجيمسي لا تستطيع ان تفعل شيئا لايقاظه . نادت في يأس: "روس , روس ." ثم أكثر ألحاحا : "حان وقت النوم ." فتح عينيه على الفور وافتتنت جيمسي بإشراقتهما . "هل هذه دعوة؟" سأل وابتسامة تعلو فمه . تراجعت الى الوراء , مذعورة عندما بدأ قلبها يخفق بقوة في صدرها . انتزع يدها وشدها نحوه . "دعني أذهب ." انفجرت غاضبة عندما تمالكت نفسها ,واطلق ضحكة مدوية من أعماقه , وعيناه تشعان بأضواء شيطانية . "إنك لن تتراجعي بكلمتك , أليس كذلك ؟" قال بتحد ساخر عندما ضرب ابهامه برقة فوق نبضها المتسارع ,مما زاد من انفعالها لدرجة أجبرتها على التركيز على تنفسها . ما كانت تستطيع حراكا أمام قوته . سرت رعشة مفاجئة في عمودها الفقري , وأدركت جيمسي ضعفها . "إني ذاهبة إلى فوق ,الآن ." قالت وهي تحاول إخفاء الرجفة في صوتها وغير راغبة في ذكر السرير ثانية . |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
ارتفع حاجهاب روس بتحد , ولمعت أسنانه عندما بدأ بضحكة هادئة .
"الذهاب لفوق إلى أين ؟" سأل بصوت مرتفع وممتلىء بالهزل ,إن دفء ابتسامته جعل الدم يسرع في عروقها . "دعني أذهب ." قالت بعزم وهي تسحب يديها بعيدا عنه متجنبة نظرته الفولاذية . أرجع روس يديه في استسلام هادىء تاركا جيمسي تبتسم بانبهار . "كم أنتن متقلبات أيتها النساء ." قال بازدراء : "لقد كنت مهذبا بما فيه الكفاية لأقبل دعوتك , ثم غيرت رأيك ." وهز كتفيه القويتين بكسل . "إنك تعرف تماما ..." ابتدأت جيمسي , ثم أدركت عدم جدوى مناقشته , والفرح الذي سوف يغمره إثر غضبها , دارت على نفسها وتركت الغرفة بوقار . إنه يعلم بتأثيره عليها وكرهت جيمسي نفسها لاستجابتها له . لم يكن النوم سهلا تلك الليلة , فأحلام جيمسي كانت مليئة بخيالات روس . وضحكة الازدراء تبدو وكأنها تلازمها , وأنها اعتادت على الغدر . منتديات ليلاس بعد هذه الليلة غير المريحة استيقظت جيمسي باكرا . السماء كانت صافية وتعد بيوم مشمس , إنه البقية الباقية من الصيف . استحمت جيمسي بسرعة وحبكت شعرها بضفائر ونظرت الى خزانة ثيابها الخالية , سحبت بلوزة وسروالا , بنيا فاتحا . وبما ان الوقت لا يزال بعد السادسة بقليل ,قررت أنه لا يزال باكرا للنزول ,لذا وقفت تتأمل من النافذة , مستعرضة الحدائق الانيقة والمستنقعات الواسعة . كانت الارض مليئة بزهر الخلنج الارجواني , ملطفة المناظر الطبيعية الريفية القاحلة . بعدها لاحظت شيئا بعيدا عنها من حيث المسافة . لم تستطع تمييزه , يبدو وكأنه بيت من نوع مختلف , يظهر وكأنه حصن . إنها تحب أرتياد الاماكن القديمة , ومنت نفسها بزيارته عندما تسنح لها الفرصة . استلقت جيمسي على سريرها مغمضة العينين .يبدو انها قد عادت للنوم لأن الساعة كانت بعد الثامنة عندما استيقظت ثانية , وكان هناك ألم خفيف في أسفل رقبتها .إن الكثير من الشراب لا يتوافق مع طبيعتها . تمتمت , وهي تقف وتفرك عينيها نتيجة إشراقة شمس ذاك اليوم .بدأت تشعر بالتحسن بعد ان غسلت وجهها بالماء البارد . تناولت حبتين من الاسبرين وقررت , أن نزهة في الخارج في الهواء النقي , من المحتمل ان تزيل وجع رأسها . هواء الصباح كان لذيذا ونقيا ومنعشا , ولم تشعر بالدفء الذي اعتادت عليه . في بعض الاحيان , في الصيف في اوستراليا يصبح الجو حارا جدا , بشكل يستحيل معه التنفس عميقا في الخارج , فالهواء يكون ساخنا جدا , أخذت جيمسي نفسا عميقا آخر وهي ترمي بكتفيها الى الخلف وتغمض عينيها لتتذوق برودة هواء اسكوتلندا . "صباح الخير . هل هذه بعض التمارين الحديثة ؟" قال روس بصوت مرتفع وحاد . فتحت جيمسي عينيها وأنزلت يديها . كان روس يرتدي سروالا من الجينز الضيق يبرز وركيه ويظهر معدته . وكان ينتعل في رجليه القويتين حذاء عاليا , أخضر اللون وقميصا أزرق باهتا , يبدو وكأنه يعكس زرقة عينيه . |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
"لدي القليل من الالم في الرأس ."
أجابت بسرعة متجنبة عينيه . "لست مندهشا , ما كان يجب ان تشربي شرابا أقوى أو أقدم من قدرتك والشراب الذي شربته بالامس , معتق منذ خمسين سنة ." صرح بذلك بجفاف , واللهو واضح في ابتسامته الملتوية , المرسومة على شفتيه . ودفع الى الوراء خصلة من شعره الاشقر الكثيف , انسدلت على وجهه الوسيم . " لم يكن لدي أدنى فكرة أنك في ذلك العمر ,يا روس ." ردت سريعا وابتسامة عذبة على وجهها . "انا لا , ولكنني قوي ." علق ببرودة وعيناه تجولان عليها وتقيمها . "حقا ؟" سألت جيمسي ساخرة , ثم تجمدت وهو يقترب منها ويخفض رأسه نحوها , أخذت نبضات قلبها تتسارع بشدة وبشكل كانت متأكدة من أنه يسمع دقاته المسعوره . "صدقيني ." همس برقة في أذنها , ابتلعت ريقها وتحركت الى الوراء برفق ولاحظت ابتسامة الارتياح على وجهه المتكبر , عندما فعلت ذلك وأكدت على نفسها أن لا تخاف منه ثانية . "ماذا ستفعلين اليوم ؟" سأل مغيرا الحديث , بسرعة , بابتسامة المنتصر . "إني ذاهبة لزيارة كاميرون ,فهو يعتقد بأن لديه شيئا قد يسرني ." اجابت بسرعة وتمنت لو انها لم تخبره . تصلب وجهه بقساوة غامضة ونظرة احتقار باردة لمعت في عينيه القاتمتين . " هل تدركين ؟ إنك لا تزالين تضيعين وقتك في هذا الموضوع ." قال بصوت عال . منتديات ليلاس أجابت جيمسي وهي تتمنى تغيير الموضوع وأشاحت بنظرها نحو المبنى الرمادي الذي رأته في الصباح : "إني أفكر بالذهاب لرؤية ذلك المكان . ما هو ؟" سألت بيأس , وهي تحاول تهدئته . لم يقل شيئا , للوهلة الاولى . ثبت عينيه على البرج الرمادي المرئي من المسافة الافقية أمامه , ثم لوى شفتيه بابتسامة هزلية وتكلم بصوت مهيب هادىء ومهذب : "لا تذهبي الى هناك ,إنه خطر .فهو أنقاض خرائب قديمة , كان بيتا جميلا ,بكل ما تعنيه الكلمة , لقد كان أكثر جمالا من بيتي , ولكن القرويين هدموه حجرا على حجرا ولا أحد يجرؤ على الذهاب الى هناك ." انتابتها رعشة لا إرادية بينما استمرت بالنظر في الاتجاه نفسه . "كم هو مخيف ." همست . "وماذا حدث للعائلة ؟" سألت وهي تواقة لمعرفة المزيد . "لقد أعطوا بيتا جديدا , وأرضا جديدة , وكان ذلك كل مايستحقون ." ابتسم بقساوة , ومشى بعيدا بسرعة , وقدماه تخبطان بقوة على الارض المفروشة بالحصى . بقيت جيمسي مسمرة في مكانها تحملق فيه . ثم التفتت لتنظر الى الخرائب حين رأت رجلا يقترب ويتكلم مع روس . لم تستطع جيمسي ان تمنع نفسها من استراق السمع واستمعت الى الرجلين يتكلمان بينما تدعي بأنها تستمتع بهواء الصباح المنعش والمناظر الجميلة . "ليس جيدا , يا سيدي , لقد وصلت نتيجة فحص التربة وتنص , على أنه لا يزال هناك بعض الاثار , فكل المنطقة يجب ان تترك لسنة أخرى . ولا استطيع تحمل ذلك ." |
الساعة الآن 02:09 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية