منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t183092.html)

Rehana 29-12-12 10:24 AM

رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
 
لقد أخطأت في كل شيء .
" لم الخداع , يا سارة , لم تغير الاسم ؟ إنك لم تشرحي لي ذلك الى الان ."
سألت جيمسي , في محاولة لتغيير موضوع الحديث .
"إني أريد الذهاب الى مدرسة التمثيل , إني جيدة ..."
"أعرف ذلك ."
"نعم , حسنا , هذا هو الموضوع كله , أردت البقاء في القرية بحيث لا يلاحظ أحدا وجودي , منذ أكثر من أسبوع , على روس ان يصدقني , اليس كذلك ؟"
"يصدقك , إنك شخص ذو مواهب وسيسمح لك بالذهاب والتدرب ثم الاحتراف !"
قالت جيمسي وهي تستعيد ذكرياتها , وكيف هربت بعيدا , للحصول على ما تريد .
"هذا صحيح , ولكنه لا يريد حتى ان يناقش الموضوع . إنه من الطراز القديم."
قالت سارة محتجة , والعبوس والسخف يفسدان وجهها الجميل . لم يكن لدى جيمسي وقت للأجابة , إذ قطع حديثهما صوت روس الحاد .
"هل يوجد ما يكفي للقهوة لي ؟"
قال بصوت مرتفع وهو يحملق بسارة لاسكاتها , تلون وجه سارة بسرعة ووثبت واقفة .
"سأذهب وأحضر لك فنجانا ."
منتديات ليلاس
قالت بسرعة وهي تتوق لأن تكون خارج المكان المتواجد فيه , وأحست جيمسي الشعور نفسه . أبقت عينيها مثبتتين في فنجانها ولم تجرؤ على رفعهما وهي تدعو ربها بأن لا ينبس بكلمة . وأحست بالخوف والاثارة يمسكان بمعدتها . إنه رجل خطير وقوي , إضافة الى أن حضوره في الغرفة يبعث طاقة محمومة , لا تستطيع جيمسي تجاهلها , وفيما صوته المرتفع يمزق السكون الهادىء:
"هل أعجبتك ...غرفتك ؟"
سأل بوضوح , وعيناه الرماديتان تنتقلان عليها ببطء وثبتت عينيها الخضرواين المفعمتين بالحيوية عليه , بينما قلبها ينبض سريعا في صدرها .
"انها جميلة , شكرا لك ."
قالت , قبل ان تخفض عينيها ثانية لتتفادى نظراته الحادة .
"حسنا ."
قال ببرودة وهو يمشي نحو النافذة ونظر خارجا إلى المروج الخضراء . ألقت جيمسي نظرة جانبية اليه , شعرت بنبضات قلبها تتسارع كلما اقترب منها أكثر .
كان يشبه بركانا على وشك الانفجار . عادت سارة الى الغرفة , قاطعة الصمت غير المريح :
"هاك الفنجان ."
بكت وهي تناوله بعض القهوة وتحاول الاعتذار ولكن نظرته الحجرية التي رمقها بها , جعلتها تدرك أنه لا يزال غاضبا . تجهمت قسماته وفمه كان مطبقا .
"روس , أنا آسفة .."
ابتدأت الكلام ولكنه رفع يده بسرعة لإسكاتها قبل ان تتم جملتها .
"سوف نتباحث في هذا الامر في ما بعد ."
أخذ الفنجان وذهب من الغرفة والغضب جلي في كل خطوة . شعرت جيمسي بالاسف لسارة وهي ترى , عينيها قد اغروقتا بالدموع . تذكرت كيف بحثت بوفاء عما يستحسنه تود , وهي ترغب في فعل أي شيء لاسعاده , إن خيال تلك العطلة المشؤومة اخترق بذاكرتها . كانت صغيرة وطاهرة ولكنها كانت تبدو يافعة وناضجة . إنها سعيدة لانها عرفت حقيقته , ولكن هذه المعرفة سببت لها ألما شديدا في ذلك الوقت . لقد رأت في عينيه الداكنتين الغضب وتذكرت , أتهامه القاسي بأنها باردة , وكانت الاهانة الاخيرة عندما أحضر أمرأة أخرى الى غرفتهما .

Rehana 29-12-12 10:26 AM

رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
 
فرت جيمسي منه والدموع تملأ عينيها . لقد رفضت مرة وباستطاعتها الاحساس بالشعور نفسه البادي على وجه سارة الحزين .
" هيا , إنه ليس بهذا القدر من السوء , أنا متأكدة من ان غضبه سوف يفتر بعد هنيهة."تمنت ذلك وصوتها ينم عن إيمان راسخ , أكثر مما تشعر به في الواقع .
"إنني لم أره غاضبا إلى هذا الحد .أنني متأكدة من انني لست السبب الوحيد ."
قالت سارة بحزن وهي تجلس الى جانب جيمسي .
"لا , ربما لديه مشكلات أخرى ."
أكدت جيمسي وهي تعض برفق على شفتها السفلى . إنها تكاد ان تكون المشكلة الاخرى , والمسؤولة عن غضب روس . وفكرة مقابلة روس وهو بهذا المزاج بعثت الخوف في قلبها .
" ماذا عن والدايك , بالتأكيد إن الامر عائد لهما ؟"
قالت جيمسي وهي بادية الاستغراب من كون شقيقها روس يسيطر عل كل شيء .
هزت سارة رأسها :
" لقد توفي كلاهما عندما كنت لا ازال صغيرة . و روس هو الذي يعتني بي منذ ذلك الوقت , حسنا , إنه يفعل عندما أكون في البيت , أما باقي الوقت فأرسل الى المدرسة كرزمة غير مرغوب فيها ."
قالت بشكل يدعو للشفقة .
منتديات ليلاس
فتحت جيمسي ذراعيها وأدنتها منها أكثر , وهي تتذكر كيف كانت تشعر عندما كانت طفلة .
" أنا متأكدة من أنه ليس على هذا النحو , إنه ليس سهلا لروس , كوني عادلة , لقد كنت صعبة في الماضي ."
ذكرتها جيمسي بذلك .
"أنا اعرف , ولكن علي ان اكون كذلك ." اعترفت سارة "ولو لم أفعل ذلك فإنه لم يكن لينتبه إلي ."
ضحكت جيمسي وهي تضغط على يد سارة , إنها بالتاكيد سوف تخير روس , فكرت بحكمة . عليه ان يدرك أسباب سلوك سارة المتمرد . وان لديها الخبرة الكافية عن الطفولة لتعرف الاذى الذي قد يحدث . استغرقت جيمسي وقتا طويلا لتكتشف ذلك , وتعيد بناء ثقتها بنفسها بعد كثير من المعاناة . تثاءبت جيمسي .
"أوه ,إني أحس وكأني محطمة ."
قالت ذلك وهي تضع ذراعيها فوق رأسها في محاولة لايقاظ نفسها .
"إني لا استغرب , فأنت مستيقظة منذ ما قبل الفجر . فكلتانا لا نستطيع أن نكون مثل روس , إنه يبقى مستيقظا لفترة طويلة . لماذا لا تذهبين وتنامين الان , يجب ان تكوني منتعشة ومستعدة لمحنة الليلة ؟"
ضحكت ساره وابتسمت جيمسي . بالتأكيد إنه ليس بهذا السوء ! فكرت , ولكن تعابير وجه ساره أكدت لها بأنه قد يكون أسوأ من ذلك .
"ربما تكونين على حق , أنت لا تمانعين , أليس كذلك ؟"
سألت بلهفة , وهي لا تريد أن تبدو غير مهذبة .
"لا , اذهبي أنت , أما أنا فلدي الكثير لأفعله ."
ابتسمت جيمسي بامتنان وتركت ساره . صعدت السلم بحذر وهي تلقي نظرة سريعة في اتجاه غرفة مكتب روس , ولكن الباب بقي مقفلا . استلقت جيمسي على سريرها , عقلها في اضطراب .ولسبب ما , شعرت أنها وحيدة وخائفة . تمنت ان تعود الى وطنها في المدينة الصغيرة التي تعرفها جيدا .

Rehana 29-12-12 10:27 AM

رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
 
ولكنها بدت لها بعيدة جدا , هناك حيث الشمس الدافئة والناس الصادقون . إنه مجتمع منغلق ومترابط , عدد سكانه لا يتجاوز الثلاثة آلاف نسمة , وهي , لا تعمل في مكتب البريد فحسب , بل في المطعم الصغير ايضا , وهي تعرف الجميع . استمتعت بالاستلقاء واستعراض المشاهد المألوفة لديها , قبل ان تستغرق في النوم , وابتسامة تصميم ترتسم على شفتيها الناعمتين .
لم تنم جيمسي جيدا كما تمنت , ولم تعرف هل هو هواء الصباح الباكر أم الاحداث المحمومة التي مرت بها هي التي سببت لها هذا التعب , أم ان السبب يعود لهذا السرير الضخم المريح والمترف الذي لم تعتد عليه . لقد استيقظت بعد الساعة الخامسة وكانت حائرة في البداية إلى أن تذكرت أين هي . أسرعت الى الحمام وملأت المغطس , انها تحب ان تبقى فيه لوقت طويل , أغمضت عينيها وأخذت تستنشق العبير المنتشر . تنهدت عندما تذكرت روس وتمنت أن يكون مزاجه قد تحسن , ولكن ذلك بدا بعيد الاحتمال .
منتديات ليلاس
بعد الانتهاء من الحمام , أخذت تفتش بصعوبة عن شيء مناسب ترتديه , فهي لم تحضر معها سوى فستان واحد بسيط , تناولته من الخزانة , وضعته على السرير . إنه أخضر اللون يميل الى الزرقة , كان تبذيرا في الواقع لكن السيدة في المتجر أصرت عليها لكي تجربه , وبدأت تطري جماله وكأنه صنع خصيصا لها . وهذا اكيد . إذ ان لون الرداء الاخضر يبرز لون شعرها ويعكس اللون في عينيها .
تأملت جيمسي نفسها في المرآة الطويلة وهي تلتفت ببطء , للتأكد من ان الرداء مناسب . سرحت شعرها وجعلته ينسدل في أمواج فوق كتفيها النحيلتين . إنها لا تضع مساحيق التجميل , وفي الواقع ,إنها لا تناسبها . وبدت جيمسي تنبض بالحياة , فكانت وكأنها زنبقة ربيعية . سمعت قرعا على الباب ووثبت من مكانها .
"أدخل."
صاحت , محاولة ان تظهر ثقة في نفسها .
"إنها أنا ."
ابتسمت سارة وهي تطل برأسها من خلف الباب .
"أوه , إنك رائعة , انتظري حتى يراك روس!"
ابتسمت جيمسي بشيء من الحذر , فهي بالتأكيد لا تريد أن تعطي روس انطباعا بأنها تحاول اغراءه .
"اتيت فقط , لاذكرك بأن تذكريني أمامه بكلام حسن . لماذا لا تأتين الان وتحولي مزاجه نحو الافضل ؟"
عبست جيمسي , إذ بدا لها , أنه أمل ضعيف في امكان تحويل مزاج روس نحو الافضل , في الحقيقة إن اي شيء , قد يزيد من غضبه .
"كلا , يا ساره , عليك ان تذهبي وتشرحي له أولا عن خداعك , والا فانه بالتأكيد لن يحاول الاصغاء لأي شيء أقوله ."
شرحت جيمسي مؤكدة .
امتعضت سارة , ثم طأطأت رأسها :
"حسنا , أعتقد أنك على حق .سأذهب الان , ولكن أرجوك الاسراع في النزول لانقاذي ."

Rehana 29-12-12 10:29 AM

رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
 
"أوقفي هذه الدراما , إنه ليس سيئا لهذا الحد ."
وبختها جيمسي , ولكن هيئة روس القاسية وعينيه الباردتين كالثلج مرت في خاطرها وسرت في جسدها رجفة لا أرادية . نظرت إليها سارة نظرة شك , واختفت من الغرفة .
أمضت جيمسي الدقائق العشر التالية تذرع المكان جيئة وذهابا ,صنفت اذنيها سماع أصوات مرتفعة . إنها لاتستطيع سماع شيء ففي بيت مبني من الحجر الصلب بالامكان اغتيال شخص من دون ان يسمع أحد .
حاولت جيمسي طرد هذه الافكار الغريبة من رأسها ولكن الان , بينما خيم ظلام الليل وعصفت الرياح الشمالية حول البيت , وبدا كل شيء ينذر بالشؤم, تركت غرفتها وأسرعت تهبط السلالم , محاولة تجنب العيون المبحلقة في الصور التي تزين الجدران . باستطاعتها أن تشعر منها الرفض من وجود شخص من آل ماكدونالد في هذا البيت .
لقد كانت مبتهجة لوصولها الى البهو وكان حسن الاضاءة , والازهار الكثيرة كانت موضوعة بطريقة متناسقة , لطفت من ضخامة البهو . انسلت نحو غرفة المكتب , باستطاعتها سماع صوت روس , كان باردا ,قويا , يتضمن شيئا من التهديد . كانت سارة صامتة وتعطي إجابات خاطفة لسؤالاته . بدأت جيمسي تذرع المكان جيئة وذهابا , تشعر بتوتر , وهي لا تدري أتقرع الباب أم لا . وأخيرا وبعد أن وجدت الشجاعة الكافية رفعت يدها نحو الباب , وفي تلك اللحظة الحاسمة فتح الباب , وانتصب أمامها روس وهو يحملق فيها .
منتديات ليلاس
يبدو روس جذابا في ثيابه العادية , ولكنه الان , وهو يرتدي الثياب الرسمية للعشاء , فإنه يبدو ساحرا . جيمسي كانت غير مستعدة للانطباع الذي تركه . فالبذلة القاتمة التي كان يرتديها تلائمه تماما . القميص الابيض الناصع الملاصق لجسده يؤكد صلابته ويظهر صدره الممتلىء , ومعدته المسطحة . بدت الاشياء الداكنة التي يرتديها كأنها تضيف طولا الى رجليه الطويليتن , كان يملأ الباب , وكل بقعة من جسده تظهره كحيوان خطير . قفز قلب جيمسي وخفق وتسارعت نبضاته . أرجعت رأسها الى الوراء , مبعثرة شعرها على كتفيها , ونظرت إليه . وجهه كان قاتما وجاهزا للانفجار , وعيناه غاضبتين .
"أعتقد أني سمعت أحدا ما ,يستطلع , متطفلا , في الخارج , وأنا متاكد أنه ليس من الخدم ."قال ببرودة.
ورجعت بحذر , رافضة الاستسلام لشعور بالرعب بدأ يجتاح داخلها , تورد وجهها من الخجل , فقد ضبطت وهي تتنصت . تجاهل روس هذه الملاحظة واستدار باتجاه المكتب .
"بأمكانك الذهاب , يا سارة , ولكن تذكري ما قلته , هذه هي فرصتك الاخيرة . واذا حاولت المزيد من الخدع والالاعيب فستدفعين الثمن باهظا , إني أعني ذلك ."
أضاف مهددا . وسكن روع سارة وقد أصبحت خارج الباب . توقفت هنيهة وهو يكلمها وهي تنظر اليه , وكادت جيمسي أن تبكي . هل هو اعمى لهذه الدرجة بحيث لا يستطيع أن يرى الاخلاص في عينيها ؟
" يا آنسة ماكدونالد , هل تتفضلين بالدخول ؟"
قال وهو يعود الى مكتبه , وجلس وراء مكتب كبير . وتبادلت جيمسي وسارة نظرات الصداقة المشتركة .

Rehana 29-12-12 10:41 AM

رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
 
"الان ."
صاح روس بنبرة عنيفة . عبست جيمسي , إنها ليست طفلة وهو بالتأكيد لن يكلمها على هذا الاساس .
عدلت كتفيها ومشت وهي تواجه روس بهدوء يخفي مشاعرها الحقيقية.
" يا سيد ستيورات ...."
ابتدأت , ولكن الكلمات توقفت فوق شفتيها عندما رأت التعبير البارد على وجهه . حملق بها مستمتعا , ولم يحاول اخفاء تصرفه . شعرت جيمسي بالغضب يغلي في داخلها , هل هي مجبرة على تحمل هذا التقييم الانتقادي ؟ ابتسامة شاحبة ارتسمت على شفتيه ومال برأسه بكسل .
"تأنق رائع , الاخضر يلائمك ."
قال بصوت دافىء. رفعت جيمسي حاجبيها ببرودة .
" لا تطري نفسك , لم أرتد هذا الفستان لأجلك .إنه الوحيد الذي أمتلكه ."
قالت بصوت غاضب وصارم .
"ياللشفقة , فلدينا ضيوف يصلون غدا , واتوقع ان ترتدي شيئا للمناسبة ."
أخبرها بنعومة وعيناه مثبتتان عليها . ثم خيم صمت لم يدم طويلا . عضت شفتيها وهي تفرك يديها ببعضهما بعضا بحرارة وهدوء .
"إني أرى موقفك عدوانيا ."
ردت بحدة وهي تنظر إليه نظرة غضب .
"حقا ؟"
منتديات ليلاس
سأل , وهو ينظر ضاحكا وبلطف .
"نعم ." قالت وعيناها تبرقان بومضات من الغضب .
"إنك متكبر جدا , تدعوني إلى هنا وكأنك تمتلكني , ولسنا , في العهد الفكتيوري , مضى ذلك أكثر من قرن ."
قالت ,محاولة أن تبدو وقحة , ولكنها توقفت سريعا عندما ضاقت عيناه وأحست بالجفاف في فمها .
زم روس فمه وبدا لها , أنه سر لكونه أرعبها , وأخذ ينقر بأصابعه على الطاولة بحركات سريعة وهو يحاول جاهدا المحافظة على هدوئه .
لقد شعر بأن الغضب قد بلغ حده .انها مزيج فريد من نوعه , قوية , معتمدة على نفسها , وفي الوقت نفسه رقيقة كطفلة , مزيج معقد , لفت انتباهه .
"يا آنسة ماكدونالد ."
تشدق بشدة , وهو يدفع بأفكاره الداخلية إلى اعماق عقله , بينما يتعامل مع الحالة التي بين يديه "لقد أخبرتي سارة بقصة خيالية بأنك لا تعرفين شيئا عن حقيقة هويتها . لا شك بأنها قصة صغيرة أخترعتماها بعد الظهيرة ..."
" هذا ليس صحيحا , فقد كانت ترتدي شعرا مستعارا , لا شيء يشبه الصورة التي أريتني إياها ."
أشارت بغضب وهي تلاحظ بأن عضلات وجهه ترتعش . كان واقفا على قدميه بثبات . شعرت جيمسي بالخطر , وتراجعت خطوات الى الوراء . أتى نحوها , بخطى بطيئة ومدروسة , تظهر كل واحدة منها , قوته الهمجية , وقوته الحيوانية ظاهرة في كل خطوة من خطواته .
"صراحة! هل تعتقدين اني سوف اصدقك ؟"استهزأ بمرارة .
شعرت جيمسي بحرارة تحت نظراته الوقحة .وأحست بنظرات التقييم المزعجة وأحست بالخوف من ذلك , فلم يؤثر فيها رجل على هذا النحو . رجعت خطوة أخرى الى الوراء , وهي تريد أن تضع مسافة آمنة بينهما .
"لما لا؟ إنها الحقيقة !"
قالت بغضب .
"الحقيقة !"قال باستهزاء , وعيناه تبرقان بومضات الغضب.


الساعة الآن 05:27 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية