رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
خفضت ساره رأسها , وجرت قدميها متثاقلة على الارض بصمت .
"ساره!"قال روس بصوت مرتفع , جعل جيمسي وسارة تقفزان عن الارض . نظر كلاهما اليه . في نظراته غضب شديد وبرودة قاسية . "إصعدي الى السيارة الان ." أطاعت سارة بسرعة , شعرت جيمسي بالاسف لها , كان روس غاضبا وجيمسي تشعر بانها قد غرر بها .واستغربت سلوك سارة . التفت روس نحو جيمسي , أشعرها بالحرارة تتدفق في وجهها من نظرة الازدراء في عينيه . " هل تكرهين آل ستيورات إلى الحد الذي يجعلك تبحثين عن الثأر من خلال الحاق الاذى بي ؟ هل كل شيء بالنسبة لك مجرد لعبة ؟" سألها بمرارة . "إنك لا تفهمني , فليس لدي أي فكرة ..."قالت بأحتجاج , ولكن الغضب في عينيه حذرها لكي تبقى هادئة . وقفا وعينا كل منهما مسمرتان على الاخر بغضب صامت . فجأة اتى رجل الاطفاء ليقطع عليهما معركتهما الصامتة . "الاضرار ليست كثيرة , يا سيد ستيورات , ولكني متأسف أن اعلمك بأن المطبخ أصبح عديم الفائدة ." هز رأسه . منتديات ليلاس "يبدو أن المقلاة قد نسيت فوق الغاز المشتعل ." تابع قوله وهو ينظر الى جيمسي بعيني الاتهام . إنها على وشك الاحتجاج لكنها شعرت بأن ساره في مأزق كاف فآثرت التزام الصمت . مشى الرجلان حول المبنى وهما يتهامسان . جرت جيمسي قدميها ورائهما بتثاقل متسائلة عن حالة امتعتها . شعرت بالكآبة , فهي المرة الثانية التي يؤخذ منها بيتها , نظرت إلى الجدران الموشحة بالدخان وأخذت الدموع تترقرق في عينيها . ماذا عليها أن تفعل ؟ فكرت بيأس . وأيقظها من ذهولها صوت روس الجاف . " لا تستطيعين البقاء هنا , وحيث إن سارة هي المسؤولة ..." "كلا , ليست مسؤولة , علي أن ..." رفع يده لايقافها عن الكلام . "إني متأكد من مسؤولية ساره عن الذي حصل , لذا فأن عليك قضاء الفترة المتبقية من وجودك في منزلي ." قال آمرا . إنها كدعوة , لم يبق الكثير للاختيار ولكنها شعرت وكأنها وقعت بالشرك ما بين الشيطان وبين مياه البحر الزرقاء العميقة . نظرت الى تعابير وجهه الصارم , فأدركت عدم جدوى مناقشته , لذا توجهت نحو السيارة بخطوات مثقلة . رمقتها ساره بنظرة تشجيع , وهي تتسلق السيارة بجهد كبير الى جانب ساره التي اعتذرت بشفتيها , كما استدار روس حول السيارة وجلس بصرامة حول المقود . ادار السيارة بحركة خفيفة من رسغه وضغط على البنزين جاعلا السيارة تنطلق بسرعة . انعطف بالسيارة باتجاه الطريق الرئيسي بعد ان قطع الممر المفروش بالحصى . كانت الرحلة مشحونة بالصمت حتى جيمسي لم تستطع قطعه . كانت ملامحه كفيلة بمنع أي واحد من الكلام , ابقى عينيه مثبتتين على الطريق , بأستثناء الفترة التي رمى فيها ساره بنظرة غضب جعلتها تتحرك في جلستها من الخوف . |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
بعد فترة بدت دهرا , استدار روس نحو طريق خاص . هناك عمودان رماديان , ضخمان , مثبت عليهما بوابة حديدية قاتمة فتحت على مصراعيها وكأنها كانت بأنتظار تشريفهم . لم تكن طريق المنزل كثيرة الالتواء , وقد توقعت جيمسي ان يكون البيت كبيرا . إنه مكانها الملائم , فكرت وهي تسترجع كلمات كاميرون :
"لا يمكن لأي كان استحضار ما يمكن قوله عندما تلمح بيت آل ستيورات للمرة الاولى ." حجارة رمادية قاسية , وابراج اربعة طويلة ترتفع على زواياه الاربع , تجعله يبدو كأنه حصن ضد الغزاة . الكثير من النبات المتسلق الجدران يلطف من اسوداد جدران البيت , إضافة الى النبات المطحلب الذي التصق الى سطحه القاتم المكسو بالاردواز , يضيفان للبيت تصورا , بأنه لابد ان يكون مريحا من الداخل , الباب يتألف من قسمين يتكونان من مجموعة من خشب السنديان السميك , ويقع في منتصف واجهة البيت .وجزء من هذا الباب مفتوح جزئيا بحيث ينتشر شعاع من الضوء عبر الممر . قفز روس من السيارة , مفاجئا جيمسي عندما استدار نحوها فاتحا لها الباب , مبديا سلوكا لطيفا , لم تكن تتصوره . ارتعشت جيمسي حين شعرت بنسمة شمالية باردة تلفحها . " نحن آعلى قليلا من الاخرين , وإنها لاحدى المزايا الجيدة , خاصة عندما يحصل خلاف مع أحد من الجيران ." ابتسم بتجهم . "حسنا إن ضيفا اضافيا ليس بمشكلة , ولكنه ضيف ممل ...." قال وهو يهز كتفيه ويأمر جيمسي وساره بأن تتبعاه . " روس , ساره ...! تعال سريعا يا كايت , لقد عادا !" "جيني , لدينا ضيف ." منتديات ليلاس نهر روس الخادمة , الصغيرة الجسم التي اتت مسرعة نحوه . وقفت جيني وهي تتمايل وتنحني . "أنا آسفة , لم يكن لدي فكرة ..." وبدت كأنها مرتبكة . "لا مشكلة , لا شيء مهما ." قال روس وهو يهم بالانصراف وقد أحست جيمسي بأهانة مبطنة . "هل أعد الغرفة الخضراء يا سيدي ؟"تساءلت الخادمة بلهفة , محاولة أرضاءه . " لا , لا , أعدي الغرفة القرمزية . إنها أكثر دفئا " قالت سارة متدخلة . التفت روس وحدق بسارة, ثم هز كتفيه : "لا فرق عندي أي غرفة كانت ." أحست جيمسي بالخجل من كرهه الواضح لوجودها . "سارة !"قال بصوت مرتفع . "سأبحث الامر معك قبل العشاء ." أمرها بذلك وهو يهم بالخروج . أومأت سارة رأسها بصمت , ردا عليه , وابتسمت بعدها بحرارة لجيني ."تعالي لاعانقك ." قالت جيني بعد أن خرج روس من الغرفة . نظرت جيني وراءها لتتأكد من خروج روس , ثم أسرعت ساره نحوها لترتمي في احضان مربيتها . "عظيم أن آراك !تعالي , دعيني أخذك الى غرفتك . العشاء في السابعة تماما , واعتقد أنه من الافضل عدم المكوث هنا ." نصحت سارة جيمسي وأخذتا تصعدان السلم الضخم , المصنوع من خشب السنديان الداكن . انه مزخرف برسوم الطيور الجارحة . ويقع أسفله في منتصف البهو ويبدو ان أعلاه يختفي في السماء . |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
حدقت جيمسي حولها بشدة وهي تشاهد بقايا لوحات المعارك القديمة , المرسومة على الجدران الصفراء . هذه اللوحات الزيتية التي تنتصب على الجدران تخبىء بين خيوطها اسرار الماضي .
على قمة الدرج بهو كبير فسيح ومربع الشكل وطاولة كبيرة تنتصب في وسطه , عليها جرة نحاسية كبيرة , مليئة بازهار الخلنج العطرة التي تم قطافها من التلال المجاورة, تتوهج بدفء وترحب بالقادمين بعد الصعود على السلالم الداكنة . فتحت جيني أحد الابواب , وقالت : "هذه هي الغرفة القرمزية ." ابتسمت جيمسي شاكرة , ثم دخلت واقفلت الباب بسكون . وتلاشى صوت سارة وجيني . الغرفة جميلة , اثاثها من خشب السنديان المعتق المحفور , بحيث يحتاج الى جيش من الخدم لتنظيفه والمحافظة على لمعانه .إنها كم توقعتها , يغلب عليها اللون القرمزي ,تتوهج ستائرها بدفء ومتناسقة مع الجدران الوردية ذات اللون الفاتح .وسجادة كثيفة مصنوعة من اللون الاحمر الشبيه بالياقوت ,تضفي على الغرفة شعورا من الراحة والدفء . المدفأة خاوية لا أثر فيها للنار , ولكن ذلك لم يقلل من عظمة الغرفة . لفت نظرها السرير الذي ترتفع على زواياه الاربع أعمدة ضخمة تتدلى منها ستائر حمراء داكنة مصنوعة من المخمل . يعلو السرير غطاء قطني مزركش ,وبدأ كأنه سرير ملكي مريح . جلست جيمسي على حافة السرير مبهورة . وبعد من أن تأكدت انه يحتمل وزنها , بدأت تقفز عليه بخفة . وكانت على وشك الشعور بالاسترخاء عندما سمعت قرعا قويا على الباب جعلها تتجمد . ابتلعت ريقها ,متمنية أن لا يكون روس , فلم تكن على استعداد لمقابلته . "أدخل ."قالت بوهن . " هذه أمتعتك يا آنسة , تم أحضارها من الكوخ . هل باستطاعتك توضيبها بنفسك , يا آنسة ؟" "بالطبع ."أجابته على الفور , فكرت ساخطة , إن امتعتها قليلة , وليست بحاجة لمن يساعدها في توضيبها . "شكرا لك , ليست لدي أي فكرة ...."ابتدأت الكلام . " السيد عمل على احضارها ." أجاب على سؤالها بوقار وكأنه يتحدث عن آلة بدلا من رجل. مما أزعجها حقا , ولكنها ابتسمت . "شكرا لك على كل حال ." " العشاء ليس قبل السابعة , لكن يوجد بعض السندويشات والقهوة في غرفة الصباح حيث الآنسة سارة بانتظارك " "سأكون هناك قريبا ." "حسنا , أن السيد ستيورات يعلمك برغبته في رؤيتك قبل العشاء إذا كان ذلك يروق لك ." "بالطبع ."اجابت بسرعة . "سأكون سعيدة ." إنها تكذب من خلال ابتسامتها الصفراء . عندما اقفل الخادم الباب أسرعت جيمسي ورمت نفسها فوق السرير , اقفلت عينيها بشدة , إن موعدها مع روس لم يكن بالموعد الذي تتطلع إليه بلهفة . نهاية الفصل الثالث |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
الفصل الرابع.....
أفرغت جيمسي ثيابها من الحقيبة .إنها محظوظة بما فيه الكفاية , إذ ان النار أتت على المطبخ فلم يحدث لحقيبتها أي ضرر يذكر , وجدت أن بعض الثياب تفوح منها رائحة الدخان فوضعتها على النافذة المفتوحة والباقي وضعته بعناية في الادراج الاثرية المغطاة بأوراق , بلون الكريم , وتفوح منها رائحة العطر . إنها لم تمكث في مكان جميل كهذا , قبل اليوم بأستثناء المكان الذي اصطحبها اليه تود , لقضاء عطلة نهاية الاسبوع ,استرجعت هذه الذكريات بمرارة .لقد كان من المفترض ان تكون عطلة رومانسية .هناك أكد لها تود أنه لن يضغط عليها , وسلمت بذلك وصدقته كما يفعل الاغبياء .ابتلعت الاحساس بالالم والغضب المؤلفين لديها عندما تذكرت كم كانت تلك العطلة مخيفة . عبست جيمسي , وهي تتوق للتخلص من ظل تود . لن تتصرف كالاغبياء وتصدق رجلا مرة ثانية . إن ذكريات تصرفاته جعلتها تشعر بالقذارة ,وكانت ممتنة لدخولها الحمام . غسلت يديها وكأنها تحاول أزالة الذكريات الحالكة . لم تكن بحاجة الى أفراغ حاجيات الحمام الخاصة بها , فكل شيء تريده موجود , صفوف مرتبة بنظام من صابون الاعشاب , الشامبو , زيوت الحمام وما يحتاجه الشعر كلها كانت موضوعة بعناية على رف خارجي . وجدت غرفة الحمام فخمة ,حديثة التصميم ومطلية باللون الزهري الخفيف وتحتوي على مناشف سميكة من النوع الباهظ الثمن ,مما جعلها تتلهف للبقاء في حمام ساخن لوقت طويل . تنهدت وهي تتذكر سارة , قطبت حاجبيها , لقد خدعتها سارة وتمنت ان تعرف سبب ذلك , وقد بدا تصرفها غريبا . نزلت السلم بحذر وهي لا تزال تتمنى عدم مواجهة روس , إذ كانت مرتبكة جدا . لا لأنه يعتقد بأنها خبأت أخته فقط , هذا شيء لم تفعله , بل ايضا لتصرفها هذا الصباح في البحيرة والذي لن يغفره لها ....اخضب لون وجهها , عندما استرجعت ما حدث بينهما , حينها بدا كل شيء طبيعيا جدا . وهذا أخطر ما في الامر , إذ انها لم تستسلم لرجل بهذه الطريقة , وتجاوبها معه آثار الرعب في قلبها .أخافها . ابتسمت جيمسي عندما وجدت ساره بأنتظارها , عند أسفل السلم , طردت على الفور , جميع الافكار عن روس , من رأسها . "لقد تحولت , فعلا ." قالت جيمسي بمرارة , عندما رأت سارة وهي ترتدي ثيابا أنيقة , باهظة الثمن . خجلت ساره قليلا , ثم مدت يدها نحو جيمسي . "أرجو ان لا تكوني مستاءة , إذ علي مواجهة روس لاحقا , وهذا شيء فيه الكفاية ." ناشدتها وهي تجرها الى غرفة الصباح . تنهدت جيمسي وابتسمت للبنت الصغيرة . "وأنا ايضا , علي الاقرار بأنه ليس اللقاء الذي اتلهف شوقا اليه , ولكن على الاقل , تكونين قد شرحت له الموضوع ." |
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
"أشرح ماذا ؟"
تساءلت سارة وهي تجلس على كرسي عال وبدأت تسكب القهوة من الابريق . "سارة ! "عاتبتها جيمسي وهي تشعر بالالم قد بدأ يزداد في معدتها . "عليك اخباره بالحقيقة ." "لم يكن لدي أي فكرة عمن تكونين حقا ." " أوه , ذلك ! نعم بالطبع سأفعل , ولكني أشك في أنه سيصدقني . على كل حال ." استنتجت متجهمة : "روس ليس الشخص الذي يستمع للشروحات خاصة عندما يكون غاضبا حقا ." كظمت جيمسي شعورها بالغضب ورفعت فنجان القهوة الى فمها , وهي تتمنى ان تهدىء دفعة الكافيين , من روعها . "إني متأكدة من أنه سوف يستمع , عليه أن ..." رأت جيمسي أن بقاءها في هذا البيت سيصبح مستحيلا إذا بقيت أفكار روس نحوها على هذه الحال من السوء . يكفي أن تكون من آل ماكدونالد , وهو كاف لان يعقد المسألة . " سوف أحاول , أعدك بذلك ." أكدت سارة , وانحنت نحو جيمسي وهي تشد على يدها : "وأنت بإمكانك التكلم معه بالنيابة عني . قد يستمع اليك . اعتقد أنه يحبك ." "أنا !" منتديات ليلاس ضحكت جيمسي " مستحيل , لقد أخطأت الهدف." وفي الوقت نفسه شعرت بالسرور من فكرة انه يحبها . "لقد أخذك الى كوخه هذا الصباح , أليس كذلك ؟" سألت سارة بنبرة انتصار . "نعم , لكن جرت الامور على عكس ما يجب ..." وتحشرج صوت جيمسي , إنه من غير الممكن أخبار سارة بما حصل .فهو خاص بها , ولم تكن متأكدة بعد , عما يعنيه كل هذا . " لم يأخذ أحدا , الى هناك , من قبل , حتى ولا انا ." ردت سارة بسرعة : "ومنذ وصول النسور الى هناك , لم يسمح لأحد ولا حتى الصيادين الاصطياد هناك ." " النسور ؟" رددت جيمسي وقد اعتراها احساس غير مريح ضايقها . " نعم , زوج النسور الذهبية , زوج للتناسل , في السنة الماضية خرب عشهما , لذا فقد حرم الدخول على أي كان , لأن ذلك أغضبه . و روس رفض اصدار أي اذن بالسماح في الصيد ومنع كل الزائرين من الذهاب إلى أي مكان حول البحيرة ." " ولكن قبل ذلك , هل كان يسمح للناس بالذهاب الى البحيرة ؟" سألت جيمسي وسرت في داخلها موجة باردة من الواقعية . "آه , أن روس لا يريد ان يخرب منظر البحيرة الطبيعي . ولكنه سمح , فيما مضى , لسيارات الزائرين بالتجول في المنطقة بصورة منتظمة . وكان سعيدا جدا في السماح للناس بالصيد أو الابحار ,إلى أن ..." " النسور الذهبية ." استنتجت جيمسي واستاءت من نفسها عندما تذكرت كيف ثارت في وجهه ورفضت الاستماع اليه . "ماذا , ما الخطب ؟" سألت سارة , وهي ترى الاضطراب باديا على وجه جيمسي . نظرت إليها جيمسي , شبه مبتسمة وهزت رأسها . " لاشيء , لا شيء اطلاقا ." كذبت ,وعقلها يدور في دوامة , وهي تسترجع المشاجرة العنيفة التي جرت بينها وبين روس . |
الساعة الآن 03:15 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية