منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   (رواية) رومانسية قلوب متوحشة (https://www.liilas.com/vb3/t182848.html)

فضاء .. 09-12-12 08:22 PM

رومانسية قلوب متوحشة
 




بــســم الــلــه الــرحــمــن الــرحــيــم
مــســاء الأمْل بِـ اللَّه ، و الطمأنينة فِي ظِلهِ ،و الثِقَة بَمِا عِندَه

"أجمل غرور " كانت روايتي الاولى و ابدء الان بـــ روايتي الثانية .. ...
تــرددت في طـرحـهـا و هـي غـير مكـتـمـلة لـلآن ... و لـكـن لـو لـم اطرحها فهي مهددة بعدم الاكتمال يوما
كنت اتمنى ان ابداء في الرواية في وقت اكون فيه متفرغة تماما و لكن هذا الوقت لم يأتي ابدا فقررت ان ابدأها الان في غمرة انشغالي ..

.. بكل اسبوع بارت .. و في حال واجهتني مصاعب ارجو ان تلتمسوا لي العذر على التأخير
..
..

البارت الثالث
http://www.liilas.com/vb3/t182848-5.html

البارت الرابع
http://www.liilas.com/vb3/t182848-7.html

البارت الخامس
http://www.liilas.com/vb3/t182848-8.html

البارت السادس
http://www.liilas.com/vb3/t182848-11.html

البارت السابع
http://www.liilas.com/vb3/t182848-12.html

البارت الثامن
http://www.liilas.com/vb3/t182848-15.html

البارت التاسع
http://www.liilas.com/vb3/t182848-17.html

البارت العاشر
http://www.liilas.com/vb3/t182848-19.html

البارت الحادي عشر
http://www.liilas.com/vb3/t182848-22.html

البارت الثاني عشر
http://www.liilas.com/vb3/t182848-24.html

البارت الثالث عشر
http://www.liilas.com/vb3/t182848-26.html

البارت الرابع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t182848-28.html

البارت الخامس عشر
http://www.liilas.com/vb3/t182848-29.html

البارت السادس عشر
http://www.liilas.com/vb3/t182848-30.html

البارت السابع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t182848-31.html

البارت الثامن عشر
http://www.liilas.com/vb3/t182848-32.html

البارت التاسع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t182848-33.html

البارت العشرون
http://www.liilas.com/vb3/t182848-35.html

البارت الواحد والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t182848-36.html

البارت الثاني والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t182848-38.html

البارت الثالث والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t182848-39.html

البارت الرابع والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t182848-40.html

البارت الخامس والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t182848-41.html



..
..


فضاء .. 09-12-12 08:22 PM

رد: رومانسية قلوب متوحشة ، للكاتبة : فضاء
 


░▒▓░▒▓░▒▓☠♣ ☀ ♥ + ☠♣ ☀ ♥▓▒░▓▒░▓▒░

رومــانــســيــة قــلــوب مــتــوحــشــة

الكـــاتــبــة : فــضــاء

_1_

░▒▓░▒▓░▒▓☠♣ ☀ ♥ + ☠♣ ☀ ♥▓▒░▓▒░▓▒░



على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب
عبارة كنت أرددها صدق من صاغ معناها

مشينا دون لا ندري وشربـنا من بـلاهـا كـوب
وهـذي حال الـدنـيـا رمـتـنـا مـا رمـيـنـاهـا

تضحكنا تبكـيـنـا تـمـشـيـنـا على المـطـلوب
على كف القـدر نـمـشـي دروب ما رميناها

من الكاسب من الخاسر من الفايز من المغلوب
مع الأيام تـحـصـدنـا وحـنـا ما حصـدنـاهـا

وأنا واحد من الآلاف أعيش بعالمي مرعوب
أحس الأرض مهزوزة من أدناها لا أقصاها

نظرت الناس من حولي وكم بالناس هو منكوب
حوادث هزه الوجـدان أجـل بالعـيـن شفناها

ألا يا عـمـري الفاني ألا يا حـقـي الـمـسـلـوب
متى عـيـنـي بليل الياس لـذيـذ النوم يهـنـاها

متى يحـالفـنـي الحظ ويصحح وضعـي المـقـلـوب
يعـدل قسـوة الأيام وغلطة ما ارتـكـبـنـاهـا


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

الوقت : الواحدة ظهرا
سيارة متوقفة امام الجامعة


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»


فتحت الباب بإرهاق ثم جلست متهاوية اليوم هو اخر يوم من الامتحانات النهائية با الجامعة لسنتها الاولى تأخرت و هي تودع صديقاتها ""مــــــايــــــا" "
فبعد شهر من الان زواجها ثم انتقالها مع زوجها الى مدينة اخرى لتكمل دراستها بعيدا عن صديقاتها و جامعتها



سمعت صوت متبرم لفتاة با السيارة يدها تتحرك مليئة بأساور ملونة مصدرة لضجيج بسبب اصطدامها : بدري !!! كان جلستي شوي وشهو له العجلة .؟؟؟ .. اقعدي مع صديقاتك و أنا ملطوعة ...!! كنت متوقعة نرجع بسرعة اليوم بما اننا احنا الثنتين .. نسيت سبب تاخرنا سواء كنا كثير او قليل ؟؟



كانت المتكلمة هي طالبة بنفس الجامعة ""مـــنــــتـــهـــى"" .. اكملت فيما تنظر بغضب لساعتها الذهبية في يد شديدة البياض بشكل ملفت : كم الساعة ؟؟ .. انتي داريه ورانا مشوار طويل .. هذا غير لازم نمر المدرسة و نتاخر هناك بعد

اكتفت ""مــــــايــــــا"" با الصمت و هي تجلس باستقامة بعيدا عن البركان الغاضب...

هذا صحيح فمازال هناك المرور على مدرسة و اخذ معلمة و طالبة .. في مشوار يومي يستغرق ساعة ذهابا و ساعة ايابا ..

مجبرين لقطع هذه المسافة اما بسبب العمل في حال المعلمات او بسبب الدراسة لعدد من الطالبات الجامعيات كان فقط اثنتان اليوم حاضرتان بسبب اختلاف جداول الامتحان... مجموعة من الفتيات مع سائق اجنبي ترافقه زوجته ..

تحركت السيارة متجهه لمجمع مدارس كان هنالك زيادة فكان الركاب معلمة و طالبتين ؟؟


بصوت هادئ المعلمة ""جـــــواهـــــــــــر" "و هي تجلس و معها عدد من الامتعة ترمس شاي و قهوة و صينية حلى : السلام عليكم .. ليه التأخير !!


أجابت "" مـــنــــتـــهـــى "" بسخط و هي تشير بأصبعها المصبوغ با الاحمر : هنا جواهر اجلسي .. و عليكم السلام ..... سبب التأخير ناس ما تستحي .. و لا تقدر .. و لا ..

قطعتها "" جـــــواهـــــــــــر "" : خلاص .. خلاص تسمعك البنت .. ما لومها انا بأول سنة جامعة كنت اموت با الجامعة

بضيق " مـــنــــتـــهـــى " : عشانك راح اسكت ..

ثم بتساؤل : فيه بنت زيادة صح .. ؟

""جـــــواهـــــــــــر" " بصوت منخفض : تأخرت على الباص ف تركها .. عرضت عليها التوصيل بما ان ما في احد من اهلها فاضي .... بيتها على طريقنا ..

اجابت "مـــنــــتـــهـــى" : اممم .. المهم ما تضطرنا نغير طريقنا .. تعبانه حدي ..

و بابتسامة متناسية بأن هناك من يستمع "مـــنــــتـــهـــى" : بشري استلمت الجمعية .. الشهر هذا دورك ؟؟ الاسبوع اللي فات لو ما ذكرتك كنتي نسيتي .. كم المبلغ ثلاثين الف .. احد ينسى مبلغ مثل هذا !!

بفرح "جـــــواهـــــــــــر" و هي تخرج من حقيبتها ظرف ابيض منتفخ : ما نسيته لكن توقعت ما هو

بدوري .. و هذي ثلاثين الف عدا و نقدا .. من حسن الحظ كنت اخر وحدة .. ووقتها حلو على بداية الصيفية ..

سألت "مـــنــــتـــهـــى" : فكرتي كيف تصرفيها !!

"جـــــواهـــــــــــر" بحيرة :و الله لحد الان محتارة .. مبلغ لا هو كبير و لا صغير ..

ابتسمت "مـــنــــتـــهـــى" و بمشاكسة : اعطيني انا ... او سلفيني و اسددها لك لما اتوظف ...

ضحكت "جـــــواهـــــــــــر" و بأسا حقيقي : و الله ما تغلى عليك .. لكن عليها تعتمد حياتي .. العمارة محتاجة ترميم و على ما ينزل القرض محتاجة وقت ...

ربتت على يد الفتاة الاخرى"مـــنــــتـــهـــى" : اووووف ترميم و عمارة ... لا خلاص ... عليك با العافية ..



ســــــــــــــاد الصمت ..
الفتاة التى با الثانوية "ارجـــــــــــوان" منذ جلست سندت رأسها و اخذت قيلولتها المعتادة ..
و الفتاة الاخرى "بــــــشــــــــرى" استغرقت بتفكير كيف تفسر تأخرها و حضورها مع سيارة مختلفة .. و راحت تأمل إلا يلاحظ احد .. ثم دخلت في نوم عميق
"جـــــواهـــــــــــر" .. اغمضت عينيها .. تفكر و تحسب الالتزامات و الضروريات في قائمتها الطويلة .. تقسم و تطرح و تنقص و تضيف ..
""مــــــايــــــا"" ارسلت لخطيبها رسالة حب ثم نفذ بطارية المحمول .. و بما ان با الامس اضطرت لسهر حتى تذاكر ,, ثم حمام طويل من خلطات طبيعية خاصة با العروس .,,,,ثم مكالمة طويلة مع خطيبها ..
فقد قرر جسدها تعويض النوم الضائع الان على غير العادة هي من لا تستطيع النوم إلا على وسادتها البيضاء و سريرها العريض .. سقطت نائمة
أما ""مـــنــــتـــهـــى"" فقد انشغلت بــ استكمال رواية على الانترنت ..غاصت في احداث الرواية و تفاعلت مع الابطال فلم تحس با الوقت .. حاولت تحميل صفحة اخرى لكن الهاتف اشار الى عدم تواجد شبكة اتصال !!!
رفعت رأسها لتفاجئ بأن المكان ...مــــــــــــجــــــــــهـــــــــول ؟؟


سألت السائق بشك : احنا وين ؟



اجاب بروية و المركبة تقطع الطريق بسرعة كبيرة : طريق مختصر ..
نظرت للبعيد لكن لم تتعرف على اي دليل يعرف با المكان.. بخوف ايقظت "جـــــواهـــــــــــر" : اصحي .. "جـــــواهـــــــــــر" .. ما ادرى احنا وين !!
نظرت "جـــــواهـــــــــــر" بدهشة لــ "مـــنــــتـــهـــى" من المستحيل ان يفكر السائق بان يؤذي الفتيات .. فهو ينقلها من ذو نحو سنتين .. تثق به دون تفكير ..
تعرف زوجته فهي خلال السنتين تحدثت معها و تبادلت ارقام الهواتف معها و تعرف بأنها مسلمة ملتزمة تصلي و تصوم .. من المستحيل ان تغدر بها ..
بتأكيد هذا طريق مختصر .. ليس اول مرة يأخذ طريق مختصر .. نظرت لساعتها و ارتبكت من المفترض ان تكون الان في المنزل ..سألت زوجة السائق : احنا وين !! ليه ما وصلنا للحين ؟ قرب يأذن للعصر ؟؟

لكنها كوفئت بصمت مرعب .. كان الحل الوحيد هو التوقف..

تكلمت بصوت شجاع قووووووي : وقف السيارة .. قلت وقف السيارة ..



لكن السائق تظاهر بصمم و زاد من سرعته ..وبعد ان كان هناك القليل من المركبات المارة انعطف عن الطريق الممهد الى طريق ترابي لا توجد على اطرافة اي اثر لحضارة انسانية او سيارة عابرة .. مليء با الحفر و الانعطافات ..
ارتفــــــــــعت موجــــــــــــــــة الهستـــــــــــــــــــيريا

رفعت هاتفها و هي تتظاهر با الاتصال و هي تهدد السائق :راح اكلم اخوي .. او راح اكلم الشرطة ..
احسن لك توقف السيارة هنا ..


لكن عدم وجود شبكة كان عائق و مع ذالك اكملت التمثيلية لتخويف و هي تتظاهر با التحدث مع احدهم : الو ... ايوه ... ما ادري احنا وين رقم لوحة السيارة هي *******



مابين اصوات الصراخ و حركة السيارة .. استيقظ النائمات .. تحدثن با أصوات مختلفة .. مطالبات لتوقف السيارة ..
دخلت "بــــــشــــــــرى " في نوبة بكاء .. اما "ارجـــــــــــوان" فقد امسكت حقيبتها الممتلئة بخوف ثم اقتربت من الباب تحاول فتحه و رمي نفسها .. لكن "مـــنــــتـــهـــى" اوقفتها ..
و هي تحمل في يدها حذائها الجلدي ذو الكعب العالي الحاد ... و بقوة اسقطت الكعب على مؤخرة راس السائق و الذي انحرف عن الخط



هنا توقف بغضب .. و ترجل ..رأسه ينزف .. وفي يده سلاح .. مسدس .. تجمدن .. فتح باب الفتيات ..ثم امرهن با الخروج .. بداء بسحبهن دون اعطاء اي فرصة لهن
واحدة بعد اخرى .. خرجن من السيارة .. فيما زوجته تقف بعيدا متفرجة .. بعد ان تأكد بأن الجميع امامه
طالب بصوت خشن و لهجة مكسرة : وين ... الفلوس ..!!

صمت ...اذن هو سمع الحديث عن الجمعية و المبلغ المالي ..


بغضب "جـــــواهـــــــــــر" : لا تظن راح تفلت .. الشرطة راح تجيبك .. انا بلغت .. الشرطة قريب راح توصل



ثم بترغيب "جـــــواهـــــــــــر" : راح اعطيك المبلغ وزيادة لكن رجعنا .. و ربي راح اعطيك .. بدون
مشاكل ... وش قلت ؟ ... هذا يعتبر سرقة .. و السرقة مع التهديد مشكلة .. الشرطه ما راح ترحمك ...



صرخت "بــــــشــــــــرى"بهستيريا و هي ترتجف : اعطيه .. اكيد اذا اخذ طلبه راح يرجعنا .. ماراح نبلغ الشرطة .. لكن يرجعنا ..



اخرجت "جـــــواهـــــــــــر" الظرف و قبل ان تسلمه حاولت ان تعقد صفقة :: تاخذ الفلوس و ترجعنا ..


نظر لها باحتقار .. و انتزع الظرف بقووووة ..ابتسم عندما لمح المبلغ الكبير .. ثم مرر المبلغ لزوجته .. مبلغ يساوي مرتبه خلال سنه و أكثر يربحه في يوم واحد و بسهولة


.زوجة السائق و التي بعد ان اصبح المبلغ بيدها تفاعلت اكثر .. وبعد ان تأكدت من تجريدهن من اي وسيلة اتصال زاد جشعها .. فتقدمت و امرت بحده و هي تحاول نزع .. الساعات .. الخواتم و السلاسل .. و العبايات اولا ..
لكنها بدأت با الاقوى و الأعند .. ارجـــــــــــوان و التي تمسكت بعباءتها و هي تتمتم بغضب : الموت ... اهون



"جـــــواهـــــــــــر" .. احست بان ما يحدث مسؤوليتها .. تفكيرها يعمل بسرعة المكان صحراء جرداء .. لا ابراج اتصال .. با التالي لا سكان في القريب ..
و هو و زوجته اثنان ضد خمس فتيات .. لا لم يكونا اثنان ف المسدس هو ثالثهم .. حتى لو فكرت با الهرب فرصاص المسدس سريع ..وسيلة التهديد المسلطة على اعناقهن ..
و من النظر الى ملامح السائق يدرك المرء بأنه اخذ طريق لا عودة فيه .. يبدو ايضا بأنه قد خطط مسبقا و اختار هذا المكان البعيد .. و المبلغ المالي كان الاغراء
اكيد فهي قد ذكرت المبلغ قبل شهور من الان .. و اعادت تذكيرها ""مـــنــــتـــهـــى" " قبل ايام .. ربما يكون خطط لما هو ابعد ,, فيتركهن هنا بينما يكون حجز رحلة الى وطنه هو و زوجته
هذا اذا لم يكن قد توسع في مخططه و هناك معاونين اخرين قادمين في الطريق



نزعت ساعتها و خاتمها و قذفتها في وجهه و هي تتحدث ""جـــــواهـــــــــــر": : خذ .. و انقلع ....



صرخت "بــــــشــــــــرى ":تكفى ... تكفى .. رجعنا ...





هنا تدخلت زوجته و هي تحاول نزع العباءة لارجـــــــــــوان و التي كورت يدها ثم وجهتها بقوووووة لوجه زوجة السائق لتسقط للخلف ..




عندها انطلقت رصاصة من فوهة المسدس لتستقر بذراع ارجـــــــــــوان ..سقطت مغمى عليها او ربما ميتة .. صرخن جميعهن بخوف .. تعالت اصوات البكاء و الشهقات ..
و الــــــــــــــرعـــــــــــــــب الحــــــقـــيـــــقـــــي بـــــــــدء ...



كانت ارجـــــــــــوان تنزف عندها جردتها من عباءتها .... دون قلب ..
ثم انتقلت لبــــــشــــــــرى و التي خلعت بسرعة و خوف ...
ثم حان دور "مـــنــــتـــهـــى" و التى تكلمت بقهر : خذ كل شي إلا العبايات ..




لكن المرأة المتحمسة لم تستمع .. جردتها من عباءتها .. و الساعة و الحلق الذهبي .. ,وحتى الاساور المعدنية الملونة ...
ثم حان دور ""مــــــايــــــا" " و التى كان بكائها مصحوب بنشيج .. قبل ركوبها لسيارة خلعت الجاكيت
وبقيت فقط با التوب الخفيف و الضيق فــ الجاكيت ثقيل و الجو بداخل السيارة حار
و عندما خرجت من السيارة تركت الجاكيت خلفها حاولت اخذه لكن الرجل رفض ..
همست بصوت كسير و هي تتوسل المرأة : لا ..لا ..
حاولت تغطية ذراعيها او نحرها و صدرها بيدها ..كيف يحق لهذا السائق اللعين ان ينظر لها ..



بعد ان تأكدت زوجته من انها جردت الفتيات من عباءتهن و حقائبهن و الهواتف بنذالة متناهية .. تحركت باتجاه السيارة و كأنها انهت مهمتها ..
اما زوجها فقد ثبت عينية بجشع مقزز على " "مــــــايــــــا" " ثم حولها على الفتيات الاخريات محتار ..

تحرك باتجاه "مــــــايــــــا" لكنها تراجعت بخوف و اختبأت خلف "جـــــواهـــــــــــر" .. و عندها تحرك


باتجاه "مـــنــــتـــهـــى" .. لكن تعبيرها الشرس اوقفته نظر لبــــــشــــــــرى .. لم يعرها اهتمام !!
و عندها توجه للجسد المسجي .. "جـــــواهـــــــــــر" بجسد مرتجف وقفت حائل لتقطع طريقه ..
لكن زوجته تدخلت بغضب .. و عندها بخيبة امل واضحة و الم و هو يتلمس رأسه المصاب استقل السيارة و تركهن خلفه



تنفسن الصعداء ...
جلست "مـــنــــتـــهـــى" بسرعة بجانب ارجـــــــــــوان تتفقد التنفس .. و تتأكد بأنها مازلت حية
بصوت متردد .. خائف "مـــنــــتـــهـــى" و هي تراقب السيارة المغادرة : لازم نترك المكان بسرعة .. احتياط في حال كان متفق مع أحد ... اكيد راح يحضرون قريب ...




همست "بــــــشــــــــرى و عبراتها تهز جسدها : يا رب امووووت .. يا رب خذني ....ابوي راح يذبحني اكيد ...


شهقت ""مــــــايــــــا"" و هي تمسح دمعات : ســــــــــــعـــــــــــود .... وينك يا ســ..ــعــ...ـــو...د !!!

نظرت ""جـــــواهـــــــــــر"" لسماء و بغصة : اااااااااااه .... يمه ... ان شاء الله ما يصيبك مكروه بعدي ...

«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»


فضاء .. 09-12-12 08:22 PM

رد: رومانسية قلوب متوحشة ، للكاتبة : فضاء
 
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

الالم والهم والخوف الدفين
والشقى والضيم و اهات العنا
و الاسى والظلم والدمع الحزين
كلها اسماء و المعنا ( انــا )..



°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°

الساعة الثانية عشر صباحا.....
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°

كان الطريق خالي تقريبا من السيارات .. يبدو بأنه قد ضل طريقه .. باعتبار هذا طريق سريع قديم لا يعرفه ..
لكن بما ان الطريق فارغ ..
اطفئ المكيف و فتح جميع النوافذ و الفتحة الموجودة بسقف السيارة .. رفع صوت المسجل .. كانت اغنية صاخبة ل "ليدي غاغا " كان ممنوع من سماع الاغاني تماما ... فما بالك بأغنية اجنبية ؟ ..
و رغم ان الاغنية قد تدفعك لرقص إلا انه لم يتحرك ..
بسبب الهواء سقط شماغه على كتفه ليحرك الهواء بلطف خصلات الشعر القصير الاسود ..
فتح ازرار ثوبه الأسود ... تنفس براحه ..
زاد السرعة .. ثم تخلص من حزام الامان ..
رفع يديه عن المقود ... فرد يديه كجناحين .. اغلق عينيه ...و حــــــلــــــــق تماما كما يحلق الصقر .. بــــــــحـــــــــــــــــــريــــــــة بقووووة ..

فتح عينيه .. لمح في اخر مدى لرؤيا شيء يقف و له حركة... حيوان .. هل كان جمل يقطع الطريق .. .....
اقترب اكثر ووقعت اضواء السيارة على جسد انثوي يقف بمنتصف الخط تماما .. ذات شعر طويل متناثر بفوضى وبشرة و عينين بــــيــــــضـــــــاء .. !!!
ترتدي قميص ابيض .. و تلوح بأحد يديها غير خائفة من السيارة المتجهه نحوها .. " جـــــــــــــنــــــــــيــــــــــــــة " ؟؟؟؟
تسكن الطرق المهجورة تعبث با المسافرين و مقاومة لصدمات .. لكن لو صدمها سوف تطارده .... لتـــــنـــتـــقـــــــــم !!


بسرعة استعان با المكابح و امسك با المقود ثم غير مسار السيارة ..

توقفت السيارة بعد ان اصطدم رأسه با المقود .. رفع رأسه و هو يتلمس الكدمة الموجعة برأسه ثبت شماغه فوق رأسه ثم تلثم به .. وقعت عينيه على الظل المتحرك في الظلام .. ضرب المسجل ليغلق .. رفع الزجاج و اغلق الابواب ..
جـــلـــس بـــجـــمـــود

التصقت الجنية البيضاء بزجاج السيارة .. سمع صوتها بوضوح و هي تهتف بلهاث : تكفى .. تكفى .. الله يرحم والديك .. بسرعة الحق ..

بدء يستوعب الوضع ببطء لم تدخل لسيارة منعتها الابواب .. الجن تستطيع المرور .. بعد النظر للمرة الثانية الجنية لم تكن سوا فتاة شابة ذات شعر ذهبي فيه خصلة وحيدة كحلية تمتد من منتصف رأسها حتى مقدمته ذات عيون فضية لا ليست جنية ..


فتح الباب و هبط ... عصف به الهواء با الخارج .. سأل بفضول وحيرة : انتي مجنونة ترمين نفسك امام السيارة !!.. كنت راح اصدمك ..

ثم تحرك ليتفقد سيارته
امسكت بيده بقوووة و حاولت جره معها .. ثم توقفت .. و سألته بأمل : معك سلاح ؟

اجابها و هو يبعد يدها و يحاول ان يفهم ..: لا
ثم سأل و هو يلاحظ المعطيات المكان صحراء مقفرة .. و فتاة دون حجاب ..كانت تقف وسط الطريق : كيف وصلتي هنا ما في اي بيت قريب ؟؟.. وين ابوك او اخوك .. او ايا كان؟؟ .. السيارة تعطلت ! او انقطع البنزين ؟ وين عباتك .. انتي متأكدة انتي أنس !!

اجابت بسرعة : انا انس المسني و تأكد .. تكفى اسرع ما في وقت ..

عادت تحاول تحريكه معها و هي تشرح : كنا خارجين من الجامعة .. السواق غدر فينا و تركنا هنا .. اخذ عباياتنا و الجوالات .. احنا خمس بنات من الظهر هنا ..

تنفست بضيق و قهر وهي تضيف بسرعة مبتلعة نصف الكلمات و بما يشبه الهذيان : ولما رفضنا صوب ارجـــــــــــوان..مو كافي مصابة... تدري وين المصيبة .. "جـــــواهـــــــــــر" تقول الحقير يمكن متفق يوصلنا .. لمكان ابعد ويسلمنا ل ....

ثبت قدميه في الارض .. و ابعد يديها .. و تكلم بحزم : انا راح انتظرك هنا .. ؟

نظرت له بصدمة .. لم يكن رجل كبير كان بين المراهق و الشاب ربما لم يتجاوز سن 18 او 17 سنة ,,, طويل لم ترى وجهه جيدا بسبب الظلام له صوت قوي ..
توقعت عندما تطلب مساعدة شخص ما ان يهب بسرعة للمساعدة بشهامة دون مماطلة او اسئلة و كأنها مدانة ...
تراجعت للخلف و هي تضع يدها على فمها و تشهق برعب .. و بتساؤل : انــت معــهم .. متفق مع السواق ؟؟؟

اجاب برويه و هو ينفي و عينيه فيها نوع من الجمود : لا .. لا .. لكن الحذر واجب .. من الغباء نترك السيارة .. انا هنا انتظرك .. بسرعة انتي تحركي و تعالي مع الباقي ..

نظرت له بشك : حلفتك با الله ما تتحرك .. لا تتركنا ؟؟

اجاب دون تردد : انتظرك هنا ..

تحركت بسرعة و هي ترفع تنورتها فلاحظ بأنها حافية .. لكنها توقفت بعد ان قطعت مسافة كبيرة و سألته بصوت مرتفع حمله النسيم : اسمي .. منتهى عثمان .. و اسمك ؟؟

اجاب بصوت مرتفع : بــاســل ..

انتظر دقائق .. و هو يعيد حساباته .. لا يصدق عاقل القصة التى روتها له .. هل تريد اقناعه بأنهن منذ العصر حتى الان موجودات هنا .. مختطفات على يد سائق .. ؟ كيف لم يلاحظن قبل ان يقودهن السائق الى هنا و يستدركن انفسهن !

الم يبلغ احد الشرطة لتبحث عنهن .. و يمسك السائق ليعترف .. ما هذا السائق الذي يعتقد بأنه فوق النظام ..
الم تمر سيارة طوال هذه الفترة .. ؟؟ .. و اذا كان هنا من السائق متفق معه لما لم يمسك با الفتيات الى الان ..

قرر ان لا يكون مغفل اكثر ... و ان لا يستغل كما استغل من قبل في لحظة ضعفه ؟؟
او ربما هذا حظه اللعين يضرب مجددا .. ليتواجد في الوقت الخطاء و المكان الخطاء و ليساعد الشخص الخطاء .. بقلب ميت تحرك

كان على وشك ركوب السيارة و المغادرة و حسب .. عندما رآها عائدة و هي تحمل على كتفها و بمساعدة من فتاة اخرى جسد ساكن .. عندها حسم امره سوف يساعد مرغم فربما تكون هذه المرة هي نهايته التي ينتظرها !!
الفتاة الاخرى طويلة ذات شعر اسود طويل كثيف كانت خصلاته الطويلة تلتصق بوجهها و اكثر ما يلفت هو عينيها الواسعة و البنية الكحيلة "جـــــواهـــــــــــر"..
تقدم بحذر .. رفعت الفتاة المصابة و الملطخة با الدم رأسها لتقع عينيها الحادة علية "ارجـــــــــــوان" .. تراجع للخلف
رغم الشعر القصير جدا " الولادي " و كأن حلق بموس و عاد لنمو قبل فترة .. و رغم الالم المرتسم على وجهها إلا ان ملامحها تنطق بجمال ثائر .. تمتم دون ان يشعر : بسم الله .. ما شاء الله ... تبارك الله ..

ثم تلقى المفاجأة الثانية .. فتاة ذات شعر متناثر يلعب به النسيم ذو لون كستنائي مقصوص بطبقات شديد النعومة و لامع ..
لكنها كانت تحتضن نفسها و تمشي بخطوات خجولة و تضع عينيها با الارض .. بذراعين عاريين و ملابس ضيقة تجسم جسد انثوي مغري...
و راس منكس مختبئ خلف ستار من شعرها فقط قمة انفها الحاد الصغير المحمر يظهر "مـــــــــايـــــــــــا"...
تبعها مباشرة فتاة باكية متوسطة القامة نحيلة و ذات عينين جاحظة و انف افطس و شعر مشدود بقووووة للخلف "بــــــشــــــــرى"

تنبه للموقف بعد ان شلته الصدمة .. فتح الباب الخلفي في دعوة .. ثم تحرك لمؤخرة السيارة و فتحها .. و اخرج حقيبته .. سحب جميع اشمغته الاربعة ..و ثوب و جميع قمصانه الشتوية و جاكيت

رمى الاشمغة الاربعة و الثوب و القمصان و الجاكيت باتجاه الفتيات دون ان ينظر .. ثم استقر في السيارة ... مايا ارتدت الثوب بسرعة و .. ليجد ان اربع منهن في الخلف وواحدة بجانبه .. توزعن الاشمغة .. و بحركة مترددة نزع شماغه عن رأسه
ثم ناوله لها لكنها لم تتحرك و عندها تنبه كانت "ارجـــــــــــوان" هي الجالسة بجانبه و لم تستطع تحريك يدها ..
تدخلت من الخلف "جـــــواهـــــــــــر "و هي تحاول المساعدة .. و تهمس باعتذار :: كان راح نركب كلنا ورآك .. لكن المكان ضيق .. و هي مصابة .. هاتي انا اغطيها

اجاب ببساطة : لا عادي ..
ثم ابعد يدها .. ليثبت الشماغ فوق رأس الفتاة بنفسه .. عينين تشبه عينيه تحدق لروحه ,,, عيني "ارجـــــــــــوان" فيها حزن و غربه و نوع من التوحش .. لم تنزل عينيها من عينيه حتى انتهائه من تثبيت الشماغ فوق رأسها

حرك السيارة عائد لطريق الذي جاء منه .. سمع احد الفتيات تهمس للأخرى كانت ذات العيون الفضية "منتهى" : شكله صغير ...
اجابتها الفتاة ذات العيون الواسعة الكحيلة "جـــــواهـــــــــــر" :المهم ساعدنا كثر الله خيره ..

سألته "جـــــواهـــــــــــر" ...: معك جوال ممكن لو سمحت استخدمه !
سلمها الهاتف المحمول الخاص به ..

لم تجد فيه اي اثر لشبكة تنهدت محبطة و سألت : تتوقع قريب من هــ المكان فيه نقطة تفتيش .. او اي شي ؟

اجاب بروية : اظن اقرب نقطة تفتيش تبعد ساعة او اكثر ما اذكر متى تعديت أخر وحدة .... لكن اذكر و كأني لمحت محطة بترول قريب ..

همست ارجـــــــــــوان بألم : لا توقف إلا عند الشرطة

اجاب ببساطة : مو بكيفي .. السيارة محتاجة بنزين ..

قاطعته "ارجـــــــــــوان" و هي تحاول ان تعدل في جلستها و يغضب عاصف : انت ناوي تكمل اللي ما قدر غيرك يكمله .. احنا مو اغبيا انت اكيد واحد من اللي كان متفق معهم السواق .. و اخوياك ينتظرون في المحطة ... و عشان كذا وافقت توصلنا ..

اجاب و هو يحاول اقناعها فيما ارتفع في الخلف صوت النحيب ل"بــــــشــــــــرى" خائفة بسبب كلام ارجـــــــــــوان : المحطة فيها بقاله احتمال نحصل تليفون ثابت نقدر نكلم الشرطة ... لو ما وقفت عند المحطة .. السيارة راح توقف قريب..

اجابت بعناد : لا توقف .... لا توقف ...

قاطعها من الخلف صوت منتهى المحتار : هو معنا ... صح باسل .. احنا مثل خواتك ..

اجاب و اضواء المحطة ظهرت امامه : لو ...

لكن قبل ان يكمل .. كانت ارجـــــــــــوان فتحت الباب ... سمع صرخت "جـــــواهـــــــــــر " و هي تهتف : لا ارجـــــــــــوان ..
ترك المقود بسرعة و امسك بها فيما بابها مفتوح و الهواء العاصف يضرب وجهه .. استغلت فرصة تمسكه بها و بدأت في .. غرز اظافرها بوجهه و رقبته ...
ثم حاولت الامساك با المقود و تحريكه ليخرج عن الخط و يصطدم بأحد الكتل الصخرية المحيطة با الطريق ...
كان في عينيها نفس الرغبة التي في عينيه " الــــــــــــمــــــــــــــوت " ..ترك السيارة ..
اخيرا يتحقق الحلم .. هذه هي اللحظة التي ستجعل منه حر و دون ان يرتكب أثم الانتحــار .. روح حرة طليقة دون التشوهات الموجودة بها حاليا !!!
بأخر لحظة قبل الاستسلام ...
سمع صرخة احداهن : انــــــــتـــــــــبــــــه
و اخرى بصوت اعلى : يا ســــــعــــــــــود

رفع عينيه للمرآة .. ليرى اعين خائفة مغرقة بدموع و مرعوبة ..
إذا كان سوف يموت ... فسيموت وحيد كما ولد وحيد و عاش وحيد .. لن يموت و معلق برقبته ابرياء .. احتضن الجسد المتحرك بقوة ثم اوقف السيارة بيد واحدة قبل الخروج من الخط و استخدم المكابح بأخر لحظة .. بصرير قوي مصاحب للوقوف المفاجئ
تنفس با اضطراب و هو يحتضن الجسد النحيل .. ذو الشعر الحليق ... بعد ان زال مفعول الصدمة دفعها بقووووووة لتبتعد عنه ... لم يتكلم ...فتح باب السيارة و خرج ..

همست "جـــــواهـــــــــــر" بتساؤل و هي تتفقد ارجـــــــــــوان : ارجـــــــــــوان انتي بخير .. كيف جرحك ... ؟؟
بينما تحدثت "مايا" بصوت منخفض مرعوب : ليه سويتي كذا ..ليه شاكه فيه !! .... انا متأكدة هو مستحيل يأذينا...

اجابت ارجـــــــــــوان بصوت ضعيف ساخر : توك التقيتي فيه كيف تعرفين اذا كان ناوي خير او لا !....
اجابت "مايا " بسخط : و انتي كيف عرفتي ؟؟ ....

انتظرن جميعا عودته .. لكن تأخر فلحقت به "منتهى " ..
كان يقف خارج السيارة و يحدق في السماء .. تكلمت بسرعة كعادتها عندما تكون مرتبكة : لا تلومها .. كلنا تعرضنا اليوم لموقف لو انتبهنا شوي ما حصل .. وثقنا في شخص و استغلنا ..
هذي ثاني مرة تحاول ارجـــــــــــوان ترمي نفسها .. قبل بسيارة السايق لما رفض يوقف حاولت .. لكن انا منعتها ..

قطعها بصوت هادئ : كنا راح نموت ... كلنا ..
اجابت : لكننا بخير بفضلك ..... ادري اذيناك .. و اخرناك عن مشوارك و اكيد اهلك مشغول بالهم عليك .. لكن هذا المعروف عمرنا ما ننساه لك
نظر لها و بصدق رد : تكفون انسوه .... و انا بذات لا تذكروني .....

تحرك باتجاه السيارة و هو يتلمس الخطوط المستقيمة و المتوازية للخدوش في بشرته الصافية ..
جلس بهدوء ثم تكلم بحزم : كنت متردد من البداية في مساعدتكم ... كنت ناوي اتركــ ..

صرخت بما بقي لها من قوة مقاطعة و بوجه محمر "ارجـــــــــــوان" : سامعين ما كان راح يساعدنا ... كان راح يتركنا .. كنت متوقعة ..

نظر لها حتى انهت كلامها ثم تحدث : لكن ساعدت ... لي اخت اصغر مني و من اول ركوبك بسيارتي عديتك بمنزلتها .. شرفك هو شرفي .. و لا اسمح لأحد يمسك إلا إذا فارقتني روحي

احمر وجهها من التصريح ... انزلت عينيها و هي تفكر و تحاول معرفة هل هو صادق ام كاذب
اضاف بحسم : اي احد شاكك فيني ينزل الحين من سيارتي ..

الرد هو الصمت
جلس باعتدال ثم اضاف و هو يخاطب ارجـــــــــــوان: اي وحدة فيكم تجلس امام .. و انتي "اشار ل ارجـــــــــــوان" ارجعي ورا ..

دون ان تتكلم تم تبديل الاماكن فجلست "جـــــواهـــــــــــر" في الامام و "ارجـــــــــــوان با الخلف .. ثم تحركت السيارة ...توقف امام المحطة نزع المفتاح .. و أعطاه ل "جـــــواهـــــــــــر" في لفته غريبة ثم خرج للبحث عن عامل المحطة ..
كانت البقاله مغلقة نظرا للوقت

في هذا الوقت وقفت سيارة اخرى بجانبه ... كانت قادمة من الاتجاه المعاكس .. من نفس المكان الذي كان الفتيات مختطفات فيه ... تبعها سيارة اخرى !!
وجد غرفة العامل اضطرلإيقاظه و لم يجد هاتف ثابت ثم ملئ البنزين و قبل ان يتحرك ..

كانت السيارتان قد حاصرت سيارته .. احدها خلفه و الاخرى امامه .... بأنفاس مضطربة جواهر : هذا اللي كنت خايفة منه ؟؟
حاول تحريك السيارة لكن لم يستطع ..
سأل بصوت قوي : من فيكم تعرف تسوق السيارة ؟

اجابت مايا بخوف : انا اعرف ... لكن ..
قطعها و هو يترجل : اول ما اخليه يحرك سيارته ... حركي السيارة و لا توقفين ابدا إلا عند الشرطة ...
صرخت : مستحيل نتركك ورانا

همست جواهر : نموت سوا .. احسن ..

تحرك لسيارة التى تقف با الخلف فهبط منها رجل
سأل بــاسل بثقة : خــيـــر !! ليه سادين علي ؟
اجاب الرجل و هو ينظر لسيارة و يبتسم بارتياح لرجل الاخر و الذي هبط : قابلت بنات ضايعين قريب من هنا !!

اجاب باسل و هو يقطب : ليه ؟ ... وش السالفة !!
نظر باسل للخلف ليلاحظ بتأكيد لا يستطيع ابدا انكار ان الفتيات معه ... كان واضح بان من يرتدين اشمغة رجالية يمتلكن اعين جميلة ... ادار رأسه اكثر
السيارة التي خلفه فيها رجلين و التي امام سيارته فيها رجل ... ثــلاثــة .. و هو وحــيـــد .. و لا يمتلك سلاح ...
تحدث احدهم و هو يسحب من السيارة بندقية صيد ... كان رجل ببداية الثلاثين : اتفقنا مع بنات .. نتقابل هنا .. تعرف وناسه وسعة صدر !! .. لكن بعد ما وافقوا و حضروا ما عجبهم المبلغ المدفوع .. فتركوا السواق .. و احنا ندور عليهم من العصر ..


تقدم ووضع ذراعه حول كتف باسل : وش رايك لو تشاركنا الكيكه ؟؟ ...

نظر باسل مرة اخرى باتجاه السيارة و تحدث بصدمة : و انا اقول ليه ملابسهم عارية ؟ ...و ليه موجدين هنا و الساعة 12 !! ..
اضاف وهو ينظر بتقزز لسيارته : يعني دارين وش راح يصير .. و انا صدقت كذبتهم ..

اجاب الرجل الاخر و الذي الشيب قد غزى عارضيه ربما يقدر عمره في بداية الاربعينات و هو يغمز : احنا ثلاثة و انت الرابع .. خلك معنا و انبسط ..

باسل بتردد : بس اخاف يبلغون الشرطة ؟

الرجل بسرعة و محاولة اقناع و هو يحرك السلاح : مستحيل يبلغون هم حضروا بكيفهم محد غصبهم ..

فيما اضاف الرجل الاخر ببسمة قذرة : و معنا كاميرا راح نصورهم و نهدد ... لو بلغو راح ننشر ...

في هذه الحظة وصل الرجل الثالث قائد السيارة الامامية و هو ينظر لباسل : البنات بسيارته ..هو معنا ؟ .. او كيف ؟

اجاب الرجل الاربعيني و هو ينظر لباسل : اختار اما تنزل البنات و تمشي بطريقك و تنسى السالفة ... او تصير رابعنا !

او قد احمر خديه بسبب افكاره و بسرعة و اخيرا بدا كمراهق وجد كنز : معكم !

ضحك احدهم ببشاعة : الحياة فرص ... و انت جتك فرصة حياتك على غفلة ...

سأل باسل : على وين الحين ؟
اجاب الرجل : وراء المحطة فيه عمارة عظم "قيد الانشاء" ...

باسل : خلاص حرك و انا بعدك
لكن عندما تحرك باسل وجد ان احد الرجلين الذي كانا بسيارة معا قد رافقه ... فعلا تحركت السيارة التي امامه .. كانت هذه هي الفرصة .. لان السيارة التي كانت تعترض طريقه من الامام ذهبت ...
نظر بفضول لرجل الذي يمشي بجانبه كان يحمل البندقية الطويلة ... نظر بغضب لسيارته التي لم تتحرك لماذا لم تقفز الى مقعده وتحرك السيارة ... ماذا تنتظر؟؟

تعمد اسقاط شيء من جيبه و التظاهر با البحث عنه و التقاطه حتى يعطي الفتيات فرصة للهرب .... لكنها لم تــتــحـــرك !!.. و صل ثم جلس ببطء بينما الرجل الاخر سحب جواهر و قذفها للخلف و هو يهدد با البندقية ..
حرك السيارة لعمارة قيد الانشاء عبارة عن طابقين ليس لها ابواب او نوافذ .. فيها بعض المصابيح بغرفتين و التي تعمل على مولد كهربائي صغير با الخارج ...





تم انزال الفتيات من السيارة با التهديد .. و نزعن الاشمغة مجبرات ...
قال احد الرجال بوقاحة لـــ باسل : بما انك انت اللي لقيت الغزلان من حقك تكون اول واحد ... اختار ...




لم يكن عرض الرجل نابع عن كرم اخلاق و لكن كان يريد التأكد من تورط الشاب ... حتى لا يستطيع التراجع لاحقا ... يبدو ان هناك بعض الشك في ولاء باسل ..
اشار باسل ببسمة جريئة لـــ ارجـــــــــــوان ..
رد الرجل : هي لك ...



امسك بــاســـل بها و جرها دون رحمة او مراعاة لجرحها و هى تصرخ و تبكي و تحاول الفكاك كانت تهدد بان لها سبع اخوان سوف ينتقمون منه شر انتقام ...
بأقرب غرفة أدخلها و هو يجرها ..كانت الغرفة مظلمة ...
خلال لحظات سمع صراخ لــ ارجـــــــــــوان و أنين حــقــيقـــي ...يصحبه مقاومة ... بعد فترة قصيرة خرج باسل و هو يرتب ثوبه و يتلمس الجراح برقبته
همس احد الرجال للأخر : الولد خـــطــيــر



ذهب احدهم لتفقد حالة ارجـــــــــــوان ليجد الفتاة مرمية بمريول ممزق تماما الى نصفين غــيــر مغطاة و هي على وشك الاغماء .. و صوت عويلها يخرج متقطع مصحوب بدموع مسكوبة على شرفها المستباح !
ضرب كتف باسل بتشجيع : يـــا وحـــــــش .....



ثم بدء تقسيم الغنائم احدهم اخذ جواهر و الاخر مايا و الثالث منتهى ... ثم تفرقوا على الغرف .. ووضع باسل لحراسة بــــــشــــــــرى و ارجـــــــــــوان ..


اقترب باسل من بــــــشــــــــرى .. بعد ان تأكد من ابتعاد الجميع و همس : خذي زميلتك و اخرجي من هنا


لكنها بكت برعب : ما اقدر .. راح يلحقونا .. و يذبحونا

نظر بسرعة ليتأكد ان لا احد في وسعه السمع : يا بنت انا راح امنعهم .. خذيها بسرعة .. لأنها ما تقدر تمشي ..

قالت بكلمات مقطوعة بعبرات : خلني اموت هنا احسن .. ابوي ذابحني ذابحني ...بعدين انت و ارجـــــــــــوان ! .. ارجـــــــــــوان ..

قطعها و كأنه يكلم طفل : قوي قلبك .. لا تخلينهم يلمسونك .. خذي خويتك ..

نظر لها و هي تساعد ارجـــــــــــوان على الوقوف .. همست ارجـــــــــــوان بدموع : ما اقدر امشي .. راح يغمى علي


نظر لها و شجعها : لا ما راح يغمى عليك ..:الجوال و المفتاح با السيارة ...

نظرت له ارجـــــــــــوان بغرابة ... ثم تحركتا ..




دخل يبحث .. و با الغرفة الاولى وجد " رجل مع منتهى " كان ظهر الرجل له .. حمل طوبة كانت ملقاة على الارض .. ثم اسقطها على راس الرجل ..

نظرت له منتهى بوجه متجمد .. و ملابس ممزقة ... لم تكن تبكي او تترجى او تقاوم ! .. او حتى بعد ان ابتعد الرجل لم تحاول الهرب

هــمس بغــضب : تحركـــي

لكنها لم تتحرك كانت متجمدة .. جلس امامها و هزها بعنف .. لكنها لم تستفق ... كانت مثل المنومة ... و كان لابد من ايقاظها .. رفع يده لأعلى ثم اسقطها على خدها و عندها نظرت له بصدمة و تساقطت الدموع

وضع يديه حول وجهها و تحدث بثقة : ما صار شي .. لحقتك قبل يصير شي ..

همست بتقزز : شفت وش سوا ... شفت الوسخ ...

وضع يده بسرعة على عينيها و كان يمسح ما جرى...و تحدث بعجلة : انتي ما شفتي شي ... هذا كابوس ... انسي .. و كأن هذا ما صار

امسك با الشماغ المرمي و العائد لها و غطى شعرها .. تحرك ليخرج و هو يمسك بيدها .. وقفت و نزعت يدها من يده ثم حملت الطوبه من جديد كان الرجل يتنفس ... قلبته بقدمها ثم اسقطت الطوبة من جديد ..


مشى ليجدها خلفه من جديد .. كان هناك صوت لبكاء مكتوم .. تتبعا الصوت و الذي يؤدي لغرفة مضاءة بمصباح خافت ..

كانت مايا تجلس بجانب المصباح و الرجل يصور بكاميرا و هو يضحك و يتحدث معها و يسألها عن اسمها... و يأمرها ان تخلع الثوب ببطء ....


و قبل ان يحمل باسل اي شي و يهاجم الرجل .. تنبه الرجل للواقفين با الخلف ... امسك بباسل بسهولة ..

كان اضخم و اقوى و اطول و اكبر في السن من باسل .. اعطى باسل لــ "منتهى" نظرة بمعنى( لا تــقـــفـــي اهــــــربـــي )

امسكت منتهى بيد مايا و جرت ....

صرخت مايا : و باسل كيـــف نتـــركــــه !


اجابت منتهى بعجلة : باسل يخارج نفسه .. امشي الحين ..


مشتا في الظلمة .. محاولين البحث عن جواهر .. كان الدور السفلي فارغ لا يسكنه سوا الصمت و الظلام و صوت لرياح العاصفة ..


صعدتا لدور العلوي و بأول غرفة كان الرجل واقع على الارض في وضع السجود و يئن بألم .. وجع حقيقي منعه عن الاتيان بأي حركة

نادت منتهى : جـــــواهــــــر


كانت جواهر مكومة بزاوية .. وقفت عند سماع صوت منتهى ..تحركت هاربة بــ اتجاه الباب .. همست بقهر : سرقوا فلوسي و مشيتها ... لكن لا يتوقعون اسكت اكثر ...


غادرن الغرفة .. ثم غادرن العمارة و هن يتخبطن في الظلام .. وصلن لسيارة و هناك وجدن ارجـــــــــــوان و بــــــشــــــــرى .. لكن لم يصل بـــاسل
دون كلام او اتفاق معلن ... لم يتحركن للمرة الثانية ..


سمعن صوت اطلاق النار قريـب .. كانت اربع رصاصات .. ثم عم السكوت ..
شهقت و هي تغطي فمها مايا : يـا رب ...


لحظات قبل ان يفتح الباب بعنف .. صرخن جميعهن بخوف .. تكلم بغضب و هو يمسك البندقية : ابفــــهــــم انا وش جالسين تـنــتــظـرون ؟؟

نظر لـــ"مايا " بغضب و هو يجلس : انتي قلتي تعرفين تسوقين ... ليه ما تحركتي !

ضحكت بدموع منتهى : بـاسل .. انت سليم ..الحمد لله .. سمعنا صوت رصاص فتوقعنا ..
رد و هو يحرك السيارة مغادر للمكان : بنشرت سيارتهم ... با البندقية ..

همست جواهر بقرف و هي تنظر ليدها : اظن يدي يبيلها قص ...


رد باسل بغموض ساخر لأول مرة في هذا اللقاء العاصف : اغسليها سبع مرات و اولها بتراب ...

تكلم بحزم و عقلانية و بنوع من التفاؤل : كلكم الحمد لله بخير ..

قطعته بــــــشــــــــرى بدموع : كلنا بخير !!.. وثقنا فيك لكن .... حرام عليك ليه سويت في
ارجـــــــــــوان كذا .. تدري انت لازم تتزوجها الحين ..

نظرن لها جميعهن باستغراب .. بينما هو ارتبك قليلا .. صفت صوتها ارجـــــــــــوان : ما صار شي .. هو صح عورني و هو يشد يدي المجروحة .. لكن

سألت بــــــشــــــــرى بصدمة : ما صار شي .. كان تمثيل ... لكن صوتك و ملابسك !


ردت ارجـــــــــــوان بنوع من الضيق : هو قال بكل صوتك ابكي .. و كان يشد على يدي المجروحة حتى حسبته نخر العظم .. و مزق ملابسي عشان يصدقون و قال لا تتحركين حتى اذا خرجت !


تنحنح ثم تحدث : بقول نصيحة و لكم حق تأخذون بها او تتركونها ... اللي صار اليوم لا تذكرونه لأحد .. يعني جزء ان السواق ترككم بصحراء .. و اخذ الجوالات و العبايات عادي و ضروري يعني يفسر غيابكم .. لكن جزء اللي فيه الرجال و محاولة اغتصاب انا اقول ماله لازم ينذكر ... خصوصا و ما فيها اي ضرر يذكر


اجابت جواهر : معك حق .. انا خايفة على امي .. ماله داعي تعرف بهذا الجزء

تمتمت بــــــشــــــــرى مرعوبة : ابوي لو عرف راح يتبرأ مني ... و ما راح يدخلني البيت

منتهى ببرود : ما يهمني يعرفون او لا ... دام انا سليمة هذا هو المهم

ارجـــــــــــوان ببساطة : عادي .. كله واحد .. لكن الافضل ما يعرفون

مايا بتفكير بصوت عالي : لو عرف سعود فديته يمكن يزعل ! ... لا ماله داعي يعرف بسالفة كلها ...

رد باسل : اذا لا تذكرون ابدا هذا الجزء لأي احد ...




وصل اطراف المدينة .. كان هناك شبكة تمكن من الاتصال .. لكن حالة ارجـــــــــــوان الصحية بدأت في التدهور و الجميع انشغل بها .. بدأت تهلوس بكلمات غير معروفة ثم غابت عن الوعي بسبب النزيف ..
وجد نفسه يحاول تلافي نقاط التفتيش و التوجه مباشرة لأقرب مستشفى ..
كانت بــــــشــــــــرى تهمس باكية :: ماتت .. ماتت ...

بينما "مايا " تحركها بلطف : اصحي ... لا تنامين ارجـــــــــــوان خلاص وصلنا ..

و منتهى تحاول تثبيت قطعة ملابس فوق الجرح .. و "جـــــواهـــــــــــر" تساعد "باسل في التعرف على الطريق .... ارجع يده للخلف ليمسك بيدها و هو يتحدث بخفوت : اصحي .. وصلنا ..

همست متمتمة : لا تتركني ...!!

و صل لأقرب مستشفى و توقف امام قسم الطوارئ .. هبط بسرعة .. فتح الباب الخلفي و حمل الجسد الهزيل .. بغضون ثواني كانت الممرضات و النقالة موجودة اخذين بزمام الامور .. وقف ليلتقط انفاسه ..



دخل ليسأل عن حال المريضة ... و اطمئن بأنها حية ووقع بعض الاوراق .. هي بذات سببت ازعاج له لأنها كانت تحمل الكثير من الصفات المشتركة معه ..!!

عاد ليجد الفتيات واقفات يرتدين هذه المرة ثيابه المكوية و التي كانت معلقة بسيارته و قد اضطر لخلع ثوبه و ارتداء بدله رياضية و اعطاء ثوبه لإحداهن

بــــــشــــــــرى بثوبه الاسود و شماغ .. و جـــــواهـــــــــــر بثوبه الابيض و بلوزة شتوية حمراء متناسبة مع الشماغ .. و مايا بثوبه الكحلي و الذي كان ضيق جدا و مغري جدا و فوقها الشماغ و جاكيت مرمي على الكتف ..

و منتهى بثوب النوم المخطط و لان اكمامه قصيرة فقد ارتدت بلوزة بنية تعود له و يتدلى شعرها الذهبي من تحت الشماغ ..

لاحظ رجلين احدهم كانت قدمه مكسورة تناسى المه و وقف ينظر للفتيات المرتديات للاشمغة الرجالية و الثياب المخصرة ..


مشى بخطوات واسعة .. حتى وصل منتهى و امسك بشعرها و اعادة تحت الشماغ .. ووقف امام مايا ... نظر بغضب حقيقي و مخيف للمتفرجين .. لم يعرف بأنه هو ايضا ملفت للانتباه !!
تناوبن جميعا ليتصلن بأهلهن ..


اتصل با الشرطة ليبلغ عن السائق ... و فعلا
السائق كان قد حجز رحلة بنفس اليوم ليعود الى موطنة عندما تم تفتيش حقائبه وجد المبلغ المالي و الهواتف و قطع الذهب و التى لم يجد وقت لبيعها ...
و عندما سأل عن مصدرها رفض الاعتراف ,,,


وصلت الشرطة سريعا لتأخذ اقوال الفتيات
ثم كان اول الواصلين هو والد "بــــــشــــــــرى " و التى اختبأت خلف باسل لكنه جرها دون رحمه

تمسكت بتي شيرت باسل و بذراعه خائفة و هي تطلبه برجاء حار : باسل اكيد راح يذبحني .. راح يضربني

عندها تدخل باسل و هو يحاول الوقف بصفها و تفسير الموقف .. لكن والدها لم يستمع له .. سحبها من المستشفى كالمجرمة دون ان يستمع لشهادة الفتيات الباقيات .. او لكلام باسل .. او حتى تدخل بعض الحاضرين

كان يردد : الله يأخذ عمرك .. الله يريحني من همك .. ليه رجعتي .. بعد ما سودي وجهي ... الله يسود وجهك .. يوم كامل وين كنتي ؟؟؟ ليه ما رجعتي مع الباص .. ليه ؟؟؟

امسك بيده باسل : إذا انا اتزوجها ....

وقف والد الفتاة لفترة يفكر ... ثم قرر الموافقة ... اعطى باسل العنوان و تبادلا ارقام الجوال ... و اتفق على ان يتقابلا غدا و لــ يملك و يأخذ بــــــشــــــــرى معه """
بإصرار غريب على رأيه و افكاره الخاطئة تصرف !!!
و هو يغادر نظرت بــــــشــــــــرى باتجاه باسل كنظرة اخيرة .. رأى في عينيها راحة و امتنان و شكر لمخلصها ,,,, جعلته يشعر بــــ.....!

ثم وصل والد "مايا " و والدتها ... ارتمت "مايا " بأحضان والدها بسعادة و هي تبكي و والدها السمين صاحب الشوارب العريضة يبكي مثلها تماما ,,,
كان يردد بشوق و هو ينظر له بشغف : اهم شي انتي سليمة .. كل شي يهون المهم تكونين بخير .. اذا ميمي سليمة .. كل شي يتصلح


دعا باسل ليغادر معه و يكون في ضيافته لكنه رفض ف فهو لا يستطيع المغادرة و ترك منتهى و جـــــواهـــــــــــر و ارجـــــــــــوان ...
احتضن باسل ايضا و بقووووة و بنفس الحنان .. و شكره مطولا .... ثم غادر بسلام ...
كان الذهول مسيطر من المفارقة مابين الاب القاسي المتحجر و الاب الحنون و العطوف...


دقائق معدودة ووصلت امرأة عجوز بعكاز و عمياء .. يدلها طريقها طفل صغير ... كانت والدة جـــــواهـــــــــــر ..

همست عندما انكبت جـــــواهـــــــــــر فوق رأسها و يدها تقبلها : وينك يا جـــــواهـــــــــــر .. و الله يا جـــــواهـــــــــــر يوم رجعتي لي سالمة .. كأنه رد لي شوفي ... ااااااه يا جـــــواهـــــــــــر .. ما حزنت يوم توفي اخوك كثر حزني اليوم ..

و مابين بكاء جـــــواهـــــــــــر و ام جـــــواهـــــــــــر .. و صوت جـــــواهـــــــــــر و هي تحكي الاحداث بصوت مرتفع عطوف حتى تسمعها والدتها .. انسحبن مغادرات كلا منهما غارقة بتفاصيل الاخرى ..


كان الفاصل ساعة .. قبل ان يحضر احد من اقارب منتهى .. سألت منتهى باسل : انت تدرس ؟ هذا وقت امتحانات ...كم عمرك ..؟ ليه ما تتصل بأهلك و تطمنهم ..

اجاب و هو يمسح بمنديل الجراح الدامية بخده : مفروض ادرس ثالث ثانوي .. لكن فوت هالــ سنه ... عمري 18 سنه .. و اهلي ما يتوقعون لا حضوري و لا اتصالي بهذا الوقت ..


سألت مصدومة : 18 و مسافر وحدك ...معك رخصة ؟

اجاب و هو يتأفف بضجر :لاااااا حتى انتي ؟. انا اسوق السيارة من و انا ادرس اول متوسط .. بلا رخصة .. وين المشكلة .. ما اعجبتك سواقتي اليوم ؟؟


بسرعة : سواقتك تمام ..

ثم اضافت : بــــــشــــــــرى ف أول ثانوي .. اما ارجـــــــــــوان مثلك تدرس ثالث ثانوي .. و مايا اول جامعة .. و انا ادرس ثاني جامعة .. و جـــــواهـــــــــــر معلمة .. بــــــشــــــــرى اصغر وحدة ..مقتنع في اللي قلته لأبوها..!!

همس بعد تنهيدة : مابلــ يد حيلة ... حتى الشرطة مالهم سلطة يتدخلون بين اب و بنته

اجابته بسخرية : و انت بيدك .. عرضت عليه تتزوجها و وافق .. وبعدين ؟؟ ... انت صغير و مو قد مسؤولية زواج ... الفزعة لها حدود .. انت صدقته راح يذبحها .. هو بس عشان زعلان .. اعطه يومين و يستوعب و غصب عنه يرضى ... ليه تورط نفسك ؟؟

نظر لها: انا دايم حظي كذا اتورط بأشياء لا على البال و لا على الخاطر .. ؟؟...

بقي يفكر لفترة ... همست بجفاء "منتهى" : يمكن لو متنا كلنا كان احسن ,,,,
كانت تتكلم بصدق وكأن امنيتها لم تتحقق .. دهش من التصريح ,,, تذكر الموقف .. سأل فجأة : من سعود ؟

اجابت بضحكة مكبوتة ساخرة : هو انت سمعتها .. خطيب مايا .. هذي لو تطيح ..بدل تسمي تقول (يا سعود) !! .. زواجها بعد شهر ..


سأل بفضول بعد ان لمح يدها البيضاء الشفافة و عروقها النابضة مرسومه .. و بقعة حمرا تشبه الحروق : محترقة يدك .. احنا با الطوارئ .. اكلم لك ممرضة تعقمها لك ؟؟

اجابت بصوت مشوب با المرارة : لا عادي .. متعودة على مثل ها لحروق بسبب الشمس..
كان هناك لحظة سكوت قبل ان تضيف : اسمه برص بالعامية .. و بهاق بلغة الطب ... تعرفه او يمكن سمعت فيه ...

حرك رأسه با الايجاب فيما اضافت : تأثيره ما يتعدى الجلد .. اخوي الله يرحمه كان عادي اسمراني .. وامي بشرتها عادية .. انا احسن من غيري لان كلي لون واحد .. لكن المشكلة في الشمس .. تسبب حروق و مهددة دائما بسرطان الجلد ..
و الضوء القوي يأثر على نظري ... مرض تأثيره نفسي اكثر من جسدي .. تحس نفسك مختلف ... و دايم تسألك الناس و تتأملك بفضول .. تصدق مرة سألتني وحدة و انا برابع ابتدائي"حبيبتي مرضك معدي ؟؟"...

اعترف و هو يخفض رأسه : مرض .!.. لما شفتك اليوم امام سيارتي .... قلت في نفسي هذي جنية من الي دايم يتكلم عنها الناس ... بيضاء و فيها جمال بدرجة غير طبيعية ... جمال مرعب ...


سألت بصدمة : جمال !... انا فيني برص ... بشرة تشابه بشرة الاموات او القماش الابيض .. و عيون ما تتحمل الضوء

قطعها بجفاء : بشرة اموات !!... قصدك تشبه اللؤلؤ و عيونك الماس .....انتي تدرين بأنك حلوه بس تستهبلين ...

رفع نظره ليسقط على رجل اربعيني .. انيق .. قمحي مرتب يمشي برزانة ..نظرت له و همست مودعة و هي تقف ببطء : اســتـــر مــا وجــهـــت ..و اشوفك على خير ..

كان على وشك ان يسأل من هذا .. لكنها ابتعدت بسرعة .. فتوجه لرجل لكن الشرطي الموجود كان يعطيه ملخص للأحداث "مقطوعة بعض الاجزاء " .. لم يسأل الرجل عن اي شي او يستوضح لم تكن له ردة فعل توضح شعوره .. هل كان خائف او حزين او فرح او .....
غادرت برفقة الرجل و هي تتحدث بترفع و اختصار .. و صوت متضايق .. فيه قلة ذوق و لا يشابه شخصية منتهى التي عرفها .. لم يستطع تبين السبب ...

عاد لداخل ليسأل عن ارجـــــــــــوان .. كانت افاقت بعد التبرع لها با الدم .. و لان فصيلة دمه مطابقة لفصيلتها فقد تبرع لبنك الدم بدلا من الدم الذي اعطي لها .. كان يشعر بتعب و ارهاق .. و دوار ..

حضرت الممرضة تخبره بان المريضه تطلب مقابلته

دخل بتردد و هو يصد نظراته :.. همست ارجـــــــــــوان : بــــاســـــل.. اســـ,,,ــفـــ,,ــة

قطعها بحسم : لا تشغلين نفسك .. انا مسامحك بدون تعتذرين .. لا تتعبين نفسك ... اتصلي بأهلك او هاتي الرقم اتصل انا...

اخبرته الممرضه و هي تنظر له بتفحص : اخذنا رقم اهلها و اتصلنا فيهم .. و اكيد على وصول

غادر الغرفة و جلس خارجا ... كان ينتظر بينما كان النعاس و التعب يتلاعبان به .. سمع اصوات تردد اسم " ارجـــــــــــوان "..
رفع عينيه ليلاحظ رجل ضخم الجثة ذو بشرة غامقة و بجانبه رجل لا يقل عنه با الحجم يمتلك نفس درجة اللون و لكن اصغر با السن و امرأة نحيلة مصاحبة لرجلين

سمع صوت الرجل و هو يسأل الممرضة عن غرفة ارجـــــــــــوان وقف بصعوبة و سمح لنفسه بأن يسأل بحيرة : وليش تسأل عن ارجـــــــــــوان ؟

اجاب الرجل الضخم بوضوح لا يقبل لشك : لأنها بنتي ..
.
سأل و هو متأكد من وجود خطاء .. ربما يقصدون ارجـــــــــــوان اخرى : ارجـــــــــــوان ... طالبة بثالث ثانوي .. كانت اليوم مختفية ؟؟

اجاب الشاب و هو يتقدم : ايه هي ..
قاطعه صوت الممرضة و هي تقوده للغرفة
فتح عينيه بصدمة ... شيء لا يعقل ان يمت هؤلاء الاشخاص بقرابة مع "ارجـــــــــــوان" لا لون البشرة و لا الملامح و لا حتى الطول و العرض ..


لكنه سمع التأكيد بإذنيه .. صوتها المتعب و هي تنادي عند دخول الرجل : بـــــــابـــــــــا .....
و عنده اطمئن وغادر ...

«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»


الجسد موجود والروح ارحلت!!
والزمن غدار،، لكني صبور..
عيني اللي من عنا الوقت أدمعت..
حزنها ياخوي شيد له جسور..

°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°

على وشك الخروج عندما سمع اخته تنادي بأسمه : بـــــــدر
التفت ليجدها تحمل صحن فيه قطعة حلا .. امسك با الملعقة بسرعة و تذوق و اشار بيده بمعنى (تــمــام) : امممم تسلم يدك ... رجعيها با الثلاجة لما ارجع أكلها ..
ابتسمت : طيب ... لا تتاخر

صدف والدته تخرج من غرفتها .. و عندما قبضت عليه و هو على وشك المغادرة و السهر با الخارج القت احد محاضراتها : على وين يابدر .. ارتاح و لو يوم و نام بدري بدل السهر .. السهر ماهو زين ..
عاد لها و هو يقبل رأسها : فديتك .. ماني مطول .. بكلم ولد جيرننا و راجع ..
خرج ليجد اخوانه و والده استأذنهم و هو يخرج : رايح مشوار و راجع
حذره والده بشدة : شايفك ها اليومين سهراتك كثيرة ... ما ادري كيف دراستك
اجاب بأبتسامة : ان شاء الله دراستي زينه ..

بمجرد خروجه من المنزل مسحت ابتسامته .. و امسك بشاب الاخر
سأل بصوت منخفض هادئ بــــدر : أنت فاضي !

اجاب الشاب الاخر بتكشيرة : وش تبي !

ابتسم بدر: خل نتمشى في سيارتي !

تحدث الشاب الاخر بنزق و صوت يقطر كراهية : من متى ممكن اسولف معك ؟

بدر بلطف غير معتاد : ليه خايف ما توقعتك جــبــان !

تحرك الشاب الاخر و المرتدي لبنطلون جينز اسود و بلوفر عنابي يمتلك عينين سوداوين و شعر اسود ناعم قصير كان يبدو كفرو لفهد طليق : ولـــيـــه اخــــاف ؟

مشى حتى سيارته و جلس بأريحية و عندها تبعه بدر و جلس ... تحدث الشاب الاخر بصبر نافذ : سولف اخلص .... مو فاضي !!

سأل بدر : زواجك بعد شهر و لا عزمتني ؟

اجاب الشاب الاخر باستهتار : ليه انا اعرفك عشان اعزمك ؟ .. من و احنا با الابتدائي و انت ما تطيقيني و نفس الشي انا .. انا ولد جاركم لا اكثر ؟؟

نعم هذه هى الحقيقة ... نزع بدر القلم الريشة الموجود بجيبه الأمامي ثم تلاعب به بيده
نظر له الشاب الاخر باحتقار : شكلك مشتهي لك مصيبة .. لك نفس تتمشكل دور لك واحد ثاني ؟

لكن بدر لم يكن يستمع . و بحركة سريعة طعن يد الشاب الاخر با القلم ثم نزعه ..
نظر للقلم و هو يقطر دم .. و تحدث بثورة : دايم كان نفسي اعرف ليه عمرك ما تدخل في هوشة .. مهما استفزيتك تنسحب ببساطة !! و قبل يومين عرفت .. هــه لان دمك ملوث .. لأنك مريض .. و قطرات من دمك تفضحك ..
و بصوت عالي غاضب و حاقد : من زمان كان ودي اشوف فيك يوم .. لكن ما توقعت يكون مرض ماله دواء ,, من متى .. كم بقى لك ؟؟

قطعه الشاب الاخر و هو يلف يده بمنديل ورقي و يحاول كبح غضب جامح : شمتــان !! .... من قال لك ؟ ارم القلم لأنه ملوث على قولك .. بسرعة قبل اعديك ...

نظر له بدون رحمة بدر : اللهم لا شماتة في مرض و لا موت ... ايــــــــــدز !! .... ايــــــــــــدز ؟؟ كنت اتمنى لو توفيت بحادث سيارة و اقول مات و ريحني .. لكن حتى في موتك !! ..

كان بدر على وشك الخروج عندما همس الشاب الاخر : اخوي هو اللي زواجه بعد شهرين
ثم بضحكة ساخرة : تعرف انا ما اقدر اتزوج .... راح يفضحني فحص ما قبل الزواج ....

خرج .. حتى و هو يموت كان يضحك .. يسخر من الموت ؟؟ .. كان غاضب رغم ان الشخص السابق كان عدوه نعم "عــــدوه " لكن احس بقلبه يتفتت
الشخص الذي طوال سنين طفولته و مراهقته و شبابه كان في محل مقارنه معه ... و الذي مهما فعل لم يستطيع ان يهزمه .. كانا بنفس السن .. و ارتادا نفس المدرسه .. كان احدهما طالب مثالي و الاخر طالب مشاغب ...

لم يستطع العودة للمنزل .. استقل سيارته لينطلق لصديقه الصدوق .. لسنده .. لمن يفهم تفكيره .. وصل و هو يحس بنفس الاحساس با الضيق و بصداع و الدوران ... و بأنه جائع لشيء مجهول .. مفتقد لعنصر اساسي ..
طرق الباب ثم دخل .. ليراه صديقه ثم يبتسم .. تحدث برويه : خلك عندك اصلح لنا كوفي و نتكلم على رواق ؟

امسك برأسه من الصداع القوي .. همس بارتياح وصديقه يقدم له كوب القهوة الجاهزة : مشكووووور ..اه .. راسي دايم يصدع لكن لما اجي هنا يهدا ..
بعد ان ارتشف نصف الكوب و هو يفكر لماذا يحس بنار تحترق بداخله منذ عرف بمرض ذاك الاحمق هو حتى لم يعد يستطيع النوم .. هل من الممكن ان يموت و يتركه ...
كيف مرض ! و متى ؟ و كيف تقبل خبر مرضه ؟... هل يعرف والديه او اخوته بمرضه ؟ .. هل يــتــألـــم ؟... لماذا الــحـــزن اســتوطن صــدره .. و لماذا كل هذا الالــــم .. احس بدموع ... دموع ...

قطع تفكيره صوت صديقه : هذي اخر مرة ... اعطيك مجانا .. من بكرة تدفع !!
نظر له باستغراب .. ثم فهم المزحة لكنه لم يكن في مزاج لذالك صفى صوته و الذي ظهر حزين رغما عنه : ابشر من عيوني ..

اضاف صديقه : سعره ثلاث مية ريال ... جرعة صغيرة و اذا نوع اقوى خمس ميه ريال
همس بضحك : طيب .. طيب .. مع انه با المقهى ارخص لكن اعطيك انت احسن
لكن الشاب الاخر لم يكن يضحك ... بكل جدية : بدر .. انت لك شهرين تشرب مخدر ... با القهوة .. و من بكرة لازم تدفع ..

نظر له بدهشة مزحة سمجة لماذا يبدو جاد .. اي مخدر .. و منذ شهرين .. من الصدمة انسكب المشروب على الارض .. سأل و هو غير مصدق : بلاش مزح .. مستحيل .. انت ما تسويها ؟؟

لكن الخدر المعتاد دب بجسده ... و الصداع زال .. شعر بأنه خفيف .. نظر بدهشة و بكل غضب الدنيا امسك بقميص صديقة و هو يصرخ : يا كلب .. عديتك مثل اخوي .. و انت تعطيني مسكر عشان ادمن .. تدمرني .. لــيـــه ...

اجاب الشاب الاخر و هو يبعد يديه ببطء : روق بدر .. ما صار شي .. لو حبيت تتركه تقدر .. و لو حبيت تستمر و تشتري راحة راسك ادفع .. السالفة بسيطة .. انت منت بخسران شي .. الفلوس و عندك بكثرة تقدر تشتري اي شي
صرخ بانفعال غير مصدق للعقلية المريضة لصديقة : و ديني !! .. و صحتي ؟؟ .. تعرف اش حكم المخدرات حرام .. تعرف تاثيرة على الجسم ؟؟.. ليه سويت فيني كذا .. ليه ؟؟ ... ما اذكر عمري اذيتك ..

نظر له الشاب الاخر بصمت و لم يرد ..
ثم تحدث و كأنه مهتم : لا تسوق السيارة بحالتك هذي خلك ساعة او ساعة و نصف كالعادة ثم ارجع للبيت ..

جلس و هو غير مصدق .. يحس لأول مرة بان الدنيا خذلته ... وهو مجرد غبي مغفل ...
ازداد الامر سوء .. غدر صديق .. و خيانة عدو ...

يريد ان ينتقم من الاثنين ... وقف بإرهاق و هو يتحامل على نفسه ...
لا يعرف كيف وصل لسيارته .. عندما اغلق الباب .. رأى من لم يشك ابدا في اخلاصه و وفائه بيوم من الايام يلحق به و هو يطلب منه ان ينتظر او يوصله هو ..

لم يستمع انطلق بسيارته .. اصبح يرى السيارات مجرد اضواء متحركة .. سمع اصوات نفير مزعجة .. يشعر با الضياع ...
احس بسيارته تنزلق ... و فجأة فكر بأنه لا يريد ان يموت .. لا يريد ان يموت ... ليس الان !!
هناك من يحبه والدته و والده .. و اخوته .. و اصدقائه ..و هناك حلم يريد ان يحققه و هو ان يكون طبيب و قد كان في بداية الطريق اجتهد حتى وصل با السنه الثانية طــب ..
هناك عدوه و الذي يريد ان يقف معه .. نعم معه و ليس ضده يريد ان يساعده في محنته ..
و هناك صديق يريد ان ينتقم منه ...
يريد ان يعيش من اجل اشياء كثيرة ..
يريد ان يعود فــ يصلي صلاة العشاء بخشـوع اكثر .. يريد ان يصلي الوتر ..
يريد ان يرى والديه لمرة اخيرة .. و يطلب ان يسامحاه ..
لا ... لا يريد ان يـــــمـــــــــــوت .....

«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

بــــــــــــــاسل

محتار اين ينام فهو لا يملك اصدقاء و لا اقارب يمكن اللجوء اليهم .. و لا يملك مال ...
و بتأكيد لا نية له للعودة للمنزل .. ليس اليوم على كل حال ..
و جائع لكن لو صرف مايمتلكه ماذا عن الغد ؟
حتى ملابسه تم السطو عليها .. جميع اشمغته و ثيابه فقدها .. لا يشعر با الراحة بدون شماغ ... رغم ارتدائه لــ ايس كاب .. الا انه لازال يشعر بعدم الراحة
نظر لسقف السيارة ... لا يوجد ما يفكر به على وجه التحديد .. لا يوجد حتى خطط للغد .. لا يعرف ماذا سوف يفعل ... يستيقظ يأكل و يتنفس و يتحرك و ينام دون هدف محدد
وحــيد .. غريـــب ... مشـــرد ... مبـــعد ..

الحياة مــلــل و ضـــيـــق و نـــكـــد ؟....

لا هناك الفتاة .. و التي وعد والدها بزواج منها .. مع ان زواجها من اي شخص اخر سيكون حل افضل من زواجه هو !
فتح هاتفه كان في قائمة الاتصال و الاسماء ... خمس ارقام فقط لا غير ..

ابــليـــس
الــــوالــــد
تــــويــتـي
خ . م
أبــــــو بــشـــــرى

و جميع الارقام لا يمكن ان يتصل بها .... حرك السيارة ... ليختار مكان و يوقفها فيه و ينام بداخلها ...

الرسائل لا يوجد رسائل .. لا كان هناك رسالة لإعلان عن خدمة !!
المكالمات الواردة ل "إبليس" مكالمة واحدة و مدتها 56 ثانية .. لازال يذكرها ... كانت عبارة عن تهديد .. كشر و هو يتذكرها

و المكالمات الصادرة مكالمتين ل 902 .... ومكالمات الفتيات لاهلهن

اضاءت الاشارة بلون اخضر ليقطعها ... و عندها شاهد السيارة القادمة من التقاطع المقابل بسرعة الصاروخ قاطعة للإشارة ..
طرح عقله تسائل اخير بـــتـــبــلـــد... هو جذاب نعم و لكن لنكبات فقط .. لماذا تترامى علية المصائب .. و تلاحقه المتاعـــب هو بذات ؟؟
لكن بتأكيد هذه الاخــيــرة
بمحاولة يائسة من أجل " بشرى " حاول التراجع للخلف و تلافي الاصطدام ...

لكن الوقت لم يسعفة .. اغلق عينيه بقوة و بـــاستـــسلام مذعور ... و هو يعرف بأنه لن يفتحها مرة اخرى ... و نطق بصوت عالي : أشــــــهـــد أن لا اله إلا الله و ان محمد رسول الله ...

ليعلن انسدال الستارة على حياته القصيرة الشقية



«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»



نــهايــــة البــــــــارت

بارت طويل ... http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(234).gif
نلتقي الاربعاء القادم بإذن الله ....

نوف بنت نايف 12-12-12 05:42 AM

. السلام عليكم ورحمه الله
بدايه موفقه فضاﺀ بجد قدرتي بهالبدايه تستحوذين على حماسي
رغم رني كنت مو ناويه ابداﺀ قراﺀه الا بعد 8 اجزاﺀ على الاقل
بس ابدعتي
بطلاتك متنوعات واجهو مصير متشابه وطلعو من مصيبه اللي يدخلها نادر مايطلع منها سالم
اولا الغلط ان بعض الفتيات الله يهديهم يعاملون السواق كنه
من اقرب اهلهم وياخذون راحتهم بالسوالف قدامه
والا شلون عرف هالسواق الخاين بوجود المبلغ ووقت المناسب للخطف لولا مناقشاتهم ومزحهم على بعض قدامه
......
الشي الثاني باسل اثبت انه مو كل من كانت هيئته بسيطه
وماتدل على قوة شهامته ومرجلته يكون مو رجال
ياما رجال للاسف لبسهم وهيئتهم تنتقص من مرجلتهم قدام الناس
.......
ارجوان وعائلتها اللي تختلف باللون عنها
يمكن تكون ارجوان مو بنتهم الحقيقيه وماهي الا لقيطه او فتاه ضايعه من اهلها وهم ربوها
لكن وش السر بحزنها اتوقع تكون عرفت انها لقيطه بعد ماكبرت وتعرضت لمضايقات بسبب هذا الشئ
بس اخوانها السبعه هل هم لقطاﺀ مثلها ام هم العائله المستضيفه لها
......
جواهر الزوجه المنتظره هل بياثر الحادث اللي صار لباسل على معامله ابوها لها
مدري بس ما اشوفها مع باسل ابدا احس ابوها بغياب داسل بيزوجها لشخص ثاني
بقيه البطلات انتظر تفاصيلهم بالقادم باذن الله
.....

عوافي حنووووووو ع النقل

فضاء .. 12-12-12 09:49 PM

رد: رومانسية قلوب متوحشة ، للكاتبة : فضاء
 

░▒▓░▒▓░▒▓☠♣ ☀ ♥ + ☠♣ ☀ ♥▓▒░▓▒░▓▒░

رومــانــســيــة قــلــوب مــتــوحــشــة

الكـــاتــبــة : فــضــاء

_2_

░▒▓░▒▓░▒▓☠♣ ☀ ♥ + ☠♣ ☀ ♥▓▒░▓▒░▓▒░




كبرتني يا هـــم .. دخيلك قول للدنيا أنا عمري الحقيقي كم ؟
كبرتني يا هــــم .. تروح سنين من عمري تضيع وما احد مهتم
مـــا عـــاد لـــي فيـــها أمـــل .. هـــالـــدنيـــا هـــذي يـــــوم
عمــــري ذبـــل حلـــمـــي انــقــتـــل .. فــرحــي غــدا معــدوم

ابعــرف وش سبــب حزنــي .. ابعــرف وش سبــب الهمـوم
كثــير احــزان فــي الدنــيــا .. سبــبها دعــوة المــظــلــوم
أمــانــه يلــلي ســامــعنــي .. اذا انـــي ظـــلمـــتــك يـــوم
تعال و قل مــســامــحــنــي .. تــرى والله جــفــاني النوم
وحــالــي صــار حــالـــي غم .. كأنــي مـــا دعتــلـــي أم
وكـــل ليـــلة تـــمـــر أقـــول .. كــبــرتــنـــي يـــا هــــم !

أنـــا مــا عشــــت ابـــد ســـنـي .. ولا حـــســيــت غيـــر الـآه
احــس عــمـري رحــل مـــنـــي .. واحـلامــي ارحــلــت ويـاه
زمـــاني يـــروح ويذبـــحـني .. واعانـــي من التـعب و الــقـاه
واقـــــول الـــله يـــــعــوضـــني .. لـــي الــجــــنــــه بـــإذن الله

█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█

يجلس بجانب رجل كبير بسن .. شاب نحيل يرتدي ثوب ابيض فضفاض و جاكيت يعادل ثلاثة اضعاف وزنه .. مرتب له صوت قوي و احاديث محببه .. يتوسط المجلس و يلفت الانتباه بطريقة كلامه
متعلم و مثقف ... يعطي رأيه بصراحة و ثقة .. يعرف كيف يجادلك بمنطقيه و يقنعك برأيه..

كان الحضور بحدود الخمسين رجل أو أكثر ..
قاطع حديثه أحد الرجال و هو يسأل الرجل المسن : ما قلت وش المناسبه يا ابو عبدالله ؟

رد الرجل المسن و هو يبتسم بسماحة : ولدي الكبير عبدالله .. الحمدلله بعد ثمان سنوات سجن ... طلع قبل اسبوع .. عشاكم اليوم بمناسبة خروجه بسلامه

الرجال بسرعة : الحمد لله على سلامته

ورد اخر : السجن مدرسة .. الحمد لله على سلامته .. الله يصلحه و يخليه لك ..

سأل احدهم : وش كانت تهمته ؟

اجاب الرجل الكهل و هو ينظر لرجل الذي بجانبه بإحراج : رفقاء السوء .. و كان مراهق .. اتهم بقضية مخدرات ..

تحدث احد الرجال برويه ولهجة هازئة : الله يصلحه .. عسى بس اتعظ و تاب .. و تعلم من السجن ..

اضاف الرجل بفلسفة و هو ينظر لشاب بجانب أبو عبدالله : كلا من يخطي يتعاقب .. لكن المشكلة اللي ما يعترف بذنبه ...شباب ها الأيام كلا يرمي ذنبه على الثاني على رفاق السوء طيب منهم رفقاء السوء ... الله يصلح بس ..

كاد ان يرد الشاب لكن أبو عبدالله امسك بيده و أجاب : صـــادق ..

فقط لا غير ...
يحس بأن وجهه قد يتمزق من ابتسامته المزيفه .. ابتسامة اظهرت بوضوح غمازة بخده الايسر ..
نظر لليمين ليجد احد رفاق طفولته .. لم يتعرف عليه الرجل .. فوجد الامر مسلي .. بعد نقاش قصير علم بأن لديه اربعة أطفال و قد ترقى حديثا لرتبة رئيس رقباء ..
رفع عينيه و هو يحاول تجاهل المقارنة .. و يردد بسخرية فكر با الجانب الايجابي لازلت شاب و يمكنك البدء من جديد رغم احساسه بأنه بعمر المائة سنة

يشعر بتشتت جميع الاشياء غير مألوفة المكان و الاشخاص وأجهزة الاتصال و السيارات و حتى الملابس و روائح العطور ..
كان يجلس و يتأمل حتى سمع المحادثة الاخيرة ما بين الرجل و والده و الذي من الواضح تكدر.. فكر بملل "لهذا انا كنت رافض عمل وليمة ضخمة عند خروجي من السجن "


بعد ان تأكد من مغادرة والده للمجلس لفترة قصيرة
من الطرف البعيد للمجلس وقف متجه لوسط المجلس .. طوله مئة و خمسة و ثمانون سنتمترا , وزنة حوالي الثمانين كيلو غرام شعره بني طويل و يمتلك عينان لوزيتان له سكسوكة محددة بدقة ...
انيق و مرتب .. ثوبه ابيض رغم الجو البارد .. عمره ثمان و عشرون سنه ..
جلس بجانب شقيقه ببرود ثم قال : خــالد ابـوي وين راح ...

وقف شقيقه الاصغر بكدر حقيقي من ينظر اليهما سيعتقد بأن خالد اكبر من عبدالله بينما العكس صحيح .. متجه ليتفقد والده و هو يرتب معطفه الثقيل
بعد ان وقف شقيقه مبتعد سأل الرجال و الذي تحدث سابقا : كيفك يا بو ناصر ؟

نظر له الرجل مستغرب دون ان يعرفه : الحمدلله بنعمة .. اعذرني ما عرفتك ؟

اجاب و هو يبتسم ببساطة : عبدالله ...

لم يرد الرجل ..
بينما اضاف عبدالله و هو يسترخي بجلسته اكثر : تدري ليه دخلت السجن !

لم يعطي الرجل وقت لرد .. كان يتلاعب بين اصابعه بمفاتيح مجموعة بينها ميدالية عبارة عن تعليقه بحرف f ضخم من الذهب الاصفر : بسبب مخدرات ...

اشار بيده امام انفه علامة على الشم : حبوب و ابر و غيره .. كلها ... بجميع انواعها جربتها .. و لا احد اجبرني او حرضني .. انا بكامل ارادتي تعاطيتها .. بس صح كيف تعرف المخدرات و انت حدك سقاير ..
اضاف و هو يبتسم بسخرية يبرع فيها جيدا : هذا انا اعترف بذنبي ...

نظر لرجل بقوة و اضاف : و تعلمت من السجن درس مفيد .. المرة الجاية لما ادمن العبها صح بحيث ما انكشف و ادخل السجن ...

نظر له الرجل بصدمة .. وقح و لا يحترم احد و بكل بجاحة يفتخر بذنبه .. وقف و هو يحس أنه لم يفرغ ما بداخله الى الان .. بينما قال الرجل و كأنه يقرر امر واقع : ما قول إلا الله يصلحك ..

نطر له باستهتار و قال : الله يصلح الجميع ..

خرج من المجلس و هو يحس با الاختناق .. كان وعد والده ان يحضر لكنه لم يحدد ان يبقى الى متى .. و عندها قرر بان هذا وقت المغادرة ...

تأكد ان جميع ما يحتاج له في السيارة .. حقيبة ضخمة خاصة بتخييم فيها موقد صغير و اواني صغيرة لطبخ ... اشترا جميع محتويات القهوة و الشاي و حتى الكبسة .. و كمية كبيرة من الماء .. وقد اخذ منه ذالك وقت طويل ...
منذ كان با السجن اقسم بعد خروجه من بين القضبان ان يخرج لتخييم عدة ايام وحيد في الصحراء ... بعيد عن جدران الاسمنت و الناس المتقلبة و الحضارة الزائفة .. لتكن السماء هي سقفه و النار المتقدة رفيقته .

على وشك الركوب عندما سمع صوت تحت السيارة .. كانت قطة سوداء نحيلة قذرة ... يبدو انها تعرضت لحادث افقدها احد عينيها .. احتضنها برقة ...

همس لها بجدية : تخاويني ...

انطلق بسيارة و على طريقه لمح اصطدام لسيارتين ... و ايقن ان صاحب السيارة البيضاء الفخمة قد توفي ..

ابتعد عن المدينة " الـــــــريـــــاض " ... و توغل .. هبط و هو يشعر بضيق ..

اوقد بعض الحطب و وضع الشاي ليغلي .. انزل القطة وادخلها " بفروته " .. نظر لسماء و لا يعرف لما تذكر .. ربــما الحــنين ... ذكريات كثيرة اغلبها مر

فقد اشياء كثيرة عند دخوله لسجن ...
بأول سنه حضر له اخيه ليخبره بأن والدته مريضة جدا و تحتاج لدواء و العناية ... و هم مفلسين ... فبكرم منه اعطاه امر لبيع سيارته .. بتأكيد لا يحتاج سيارة بسجن

في السنة الثانية توفيت والدته ..

بعد اربع سنوات تزوجت حبيبته ..

و بعد ست سنوات حضر له اخيه يشكو له ضيق الحال .. فهو متزوج و لديه اطفال .. و ايضا كان يعيل والده .. و عندها احس بأنه لابد ان يساعد فأقترح بيع قطعة ارض كان يمتلكها ...

والده كبير با السن و اخيه مشغول جدا ... فلم يزوراه .. والحالة المادية متردية للغاية ...

لكنه عندما خرج من السجن وجد الامور مختلفة عن ما توقعه ... نعم والده مريض و كبير با السن ..
لكن الحالة المادية ابدا غير متردية .. فأخيه يمتلك بيت ملك من دورين .. و بدلا من السيارة يمتلك سيارتين ... و خادمة و سائق ... !

الى الان لم يشعر با الضيق ... الضيق الحقيقي اطبق عليه عندما علم ان من اشترى أرضه هو زوج حبيبته ... نفس الشخص الذي يكون صديق أخيه !!
ألا يكفي سنين ضائعة بسجن .. ألا يكفي حزنه لفقد والدته و هو بسجن و لم يرها او يقبل يدها ... ألا يكفي ألم و وحشة السجن ... ألا يكفي غبنه عندما علم ان حبيبته تزف لغيره ..

«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

ابعــرف وش سبــب حزنــي .. ابعــرف وش سبــب الهمـوم
كثــير احــزان فــي الدنــيــا .. سبــبها دعــوة المــظــلــوم
أمــانــه يلــلي ســامــعنــي .. اذا انـــي ظـــلمـــتــك يـــوم
تعال و قل مــســامــحــنــي .. تــرى والله جــفــاني النوم
وحــالــي صــار حــالـــي غم .. كأنــي مـــا دعتــلـــي أم
وكـــل ليـــلة تـــمـــر أقـــول .. كــبــرتــنـــي يـــا هــــم !





«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

بقي فقط منعطفين قبل ان يصل للمنزل عائد من دورانه في الشوارع بسبب الارق بعد أن اثار تماسك نفسه كلام ذاك الاحمق بدر حول مرضه ..

عندها من جهة اليسار تجاوزته سيارة ذهبية مسرعة لها نفس رقم لوحة سيارة بدر ...
دون تفكير اسرع خلفها ليلاحظ ان هناك سيارة اخرى خلفها تتبعها و تعطي اشارة تنبيه ...
و بسبب السرعة الكبيرة في شارع مزدحم ... خمن ربما مثبت السرعة علق ...؟

بسبب هذه الفكرة اصبح هو ايضا يتبعه ... و هو يردد : يـا رب احفظه

و عندها كانت الاشارة حمراء صرخ بفزع :: لا بدر ... لا
لكنه تجاوزها دون توقف .... ليصطدم بسيارة بيضاء فخمة


في لمح البصر ... تجمع الناس ...
هبط مـــمــــدوح من أحد السيارات و لـــــيــــث من سيارة اخرى ...

وقف ممدوح مجمد وهو يضع يده على رأسه من الصدمة ...أما ليث فركض دون تفكير الى سيارة بدر ... صرخ في الناس المتجمهرة : بسرعة احد يتصل في الاسعاف ..

نظر لداخل السيارة لكن الباب كان عالق بسبب الاصطدام .. و وجه بدر مخبأ في الايرباق "الوسادة الهوائية التي تفتح عند الاصطدام "

نظر لمقدمة السيارة ليجد دخان يتصاعد ... قد تحترق السيارة بأي وقت .. اندفع بأتجاه الباب و هو يحاول فتحه
لم يساعده احد بل نصحه احدهم : لا تحركه ... احتمال تتسبب له با الاعاقة لو اصابته با العمود الفقري

لكنه لم يستمع .. وجد ان احدهم كان يساعده فجأة و هو يفكر نفس تفكيره " ممدوح " اصبحت ايديهما مضجرة با الدم بسبب زجاج السيارة و محاولتهما المضنيه لفتح الباب

فتح الباب ليجد بدر تقريبا سليم إلا من إصابة خلف رأسه ... بسرعة انزلاه وصلت سيارة اسعاف ... و اخذته ... لأنه كان فاقد للوعي و هذا مؤشر سيئ

ممدوح كان على وشك ان يلحق بسيارة الاسعاف عندما لاحظ احد جمهور الحاضرين يصور السيارة الاخرى دون انسانية ..

هبط من سيارته بغضب عاصف اختطف هاتف الجوال و قذفه للأرض .. و صرخ با الشاب : لو أخوك بتوقف تصور ..

حبست انفاسه وهو يرى منظر السيارة الاخرى و السائق .. لم يلقي عليها نظرة لأنه كان مشغول بسيارة بدر
تم فتح الباب لسيارة المهشمة و الشاب الأخر " ليث " يساعد الشاب المصاب و يحاول أخرجه ... شاب صغير بجرح ينزف من اعلى رأسه فلا تتمكن من رؤية وجهه

اقترب اكثر ليجد الشاب لا يستطيع فتح عينيه كأن بعض الشظايا جرحتها .. و قدمه اليسرى شبه مقطوعة بحديد السيارة كانت شبه معقلة با العظم فقط ...
و مازال الشاب لم يفقد الوعي ... اصبح يهمس بتمتمة باسل : جوالي ... وين جوالي ..

اصبح صوت الشاب اكثر خفوت و هو يرفع يد ممزقة دامية : كلم .. طلال .. عن بشرى ..

لم يكمل حديثه لان فمه اصبح يقذف با الدم ...
دون انتظار للإسعاف لتأتي انتزعه ليث ... لان ببساطة الشاب كان يلفظ انفاسه الاخيرة
حمله بمساعده من ممدوح ....


وصل المستشفى .. نفس المستشفى الذي اخذ له بدر ...

في غضون ساعات
جميع اهل بدر متواجدين ... اخوته .. والده .. بعض اقاربه ..و اصدقائه ...
بينما الشاب الاخر لا أحد ...


ليث و ممدوح ... كانا يمران ليتفقداه .. ربما شفقة ..
مر يومان ... بدر في غيبوبة ... و باسل بحالة حرجة ...

في اليوم الثالث .. با المستشفى ..

كانوا يقفون جميعا بانتظار قسم الرجال لزيارة بدر لكن لم يسمح لغير والده و والدته بزيارته فتوقفوا جميعا لسلام على والده و موساته و الاطمئنان على حال المصاب
.. عندما سمع احد الرجال صوت الممرضة و هي تذكر أسم أحد المرضى : باسل حطام العبدالله

وقف و هو يصحح لها : تقصدين بدر حطام العبدالله...

نظرت دون ان تفهم ولكنها اعتقدت بأنه يعرف هذا المريض ... عاد الدكتور و هو يسأل : أحد يعرف المريض باسل ؟
لم يجب أحد .. فسأل مرة اخرى و هو على وشك المغادرة : أحد يعرف أقارب باسل حطام العبدالله ... !

صحح له ليث بسخط : أسمه بدر حطام العبدالله
رد الدكتور بثقة : لا ... الشيء الوحيد المتأكدين منه هو بطاقته و أسمه فيها باسل حطام العبدالله ... شاب دخل بحادث قبل يومين .. للأسف ما معه جوال عشان نقدر نتواصل مع أهله ...

أجاب ممدوح بغضب : تقصد بدر ... حادث قبل يومين .. و هو الحين بغيبوبة ...


رد الدكتور : حالته حرجة .. عنده كسور بمناطق مختلفة با الجسم .. و نزيف داخلي .. و العين للحين مو متأكدين من اصابتها .. و اسمه باسل ..

تراجع ليث بدهشة وهو يعلق : بدر عنده أخ .. أسمه باسل .. انا اعرف كل اخوانه ما عنده اخ بهالاسم
تمتم ممدوح بصدمة : الشاب اللي بسيارة اللي صدمها بدر .. يكون اخوه ..

دقائق تفصل بين هذا الموقف .. و إعلان وفاة بــــــــــــــــ .... دماغيا ..



عندما اعلمه الدكتور المتخصص بوفاة ابنه دماغيا .. و بأن ابنه الاخر موجود أيضا ...
رد بوجع أمام جميع الحضور : لا تقول بدر ... تكفى قول باسل


كأنه كان يقول " بشرني بوفاة باسل ... و لا تذبحني بوفاة بدر ..."

لم يدقق الدكتور بكلمات شخص مصدوم : للأسف .. أبنك بدر ... توفي دماغيا .. ممكن اقابلك بمكتبي على انفراد

عندما انفرد به لم يكن وحيد .. كان خال بدر "ريــــــــــاض " موجود ابتدئ الدكتور حديثه : ابنك بدر قبل وفاته وقع على موافقته لتبرع با الاعضاء ... يمكن لأنه كان يدرس طب و يمكن لأنه حاسس ان احد من عائلته راح يحتاجه ..
باسل للأسف محتاج زراعة قرنية ... و اخوه متبرع متوافق معه .. لكن محتاجين موافقتك

همس بغضب : لا .. اخليكم تقطعونه وهو ميت

لكن خال بدر "رياض " كان يعرف شيء لا يعرفه "أبو بدر " مثل ان الخطأ با الحادث المروري خطأ بدر مئة با المائة و ان التحاليل اثبتت بدم بدر وجود نسبة كبيرة من المخدرات : أذكر الله يا ابو بدر


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

مـــــايـــــــــــا
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°


للمحبة حدود وحبي لك سما والسما لو تعرف ابعاد وحدود
ما جريت في دمي وعروقي كما تسبح الأفلاك في عرض الوجود

تدري عندي وشهو مفهوم الظما غيبتك أحيان ولو منت ب جحود
يا غمام كل ما مرّ وهما تنتهي جروحي و تهتزّ الورود

قل لـ عينك هاللي تذبح بـ الوما هاللي بين الداعج وبين الرقود
ان قلبي من غلاتك ربما لو يجود بصاحبه بك مايجود
مدري قلبي شاف حبك واعتمى لاغي اللي بعدك وما يبغي زود
ولا قلبي شاف من بعد العمى كن كل حب مضى ماله وجود

لك في صدري حب راقي مثلما للنسيم اللي على روضك ينود
وان سألني الحاسد احبك لما قلت خذ عيني و شوفه يالحسود
العيون تحب وتنحب انما انت عندي غير عن كل الوجود
لو تحبني موت أنا أحبك سما واحسب انت طولها وعرض الحدود ..


•.°•.°•.°•.•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.


استيقظت متأخرة .. و بعد حمام دافئ عاد اليها نشاطها.. لاحظت مرمي على طرف السرير شماغ و ثوب و جاكيت اسود .. اقتربت ببطء كانت جميعها تعود ل باسل ..
امسكت بها برقة ثم طوتها بعناية و رغم رغبتها في نسيان كل شي يعود لذالك اليوم المشئوم

إلا انها لم تستطع التخلص منها وضعتها بعناية في زاوية بعيدة من الخزانة .. طرق الباب بفوضى ثم دخلن دون استئذان وهن يحملن اطباق من الطعام و المشروبات .. .. منال .. .. مها... ملاك ,,,,, ثم اصغرهن مي .. اخواتها
عمت الفوضى الغرفة الصغيرة... جلسن يسألنها عما حدث معها .. صمتن بينما بدأت تحكي القصة "دون ذكر الجزء الأخير وهن صامتات فقط بين حين وأخر احداهن تشهق بعنف او تكيل اللعنات على ألسائق حتى وصلت الى جزء الانقاذ
بدأن يسألنها عن شكل منقذها .. و عن اسمه ..

اجابت مبتسمه : اسمه باسل . ... شكله .... وسيم و طويل .. وسيم مررررره بصراحة .. لكن عصبيته تخوووووووف ... عظامي رجفت لما عصب

قطعتها ملاك ضاحكة : اوسم من سعود ..؟

اجابت بسرعة : ما في مقارنة من الاساس .. سعود شاب روحه تحليه .. فديت روحه...

و بتصريح لتقطع الطرق فهي لم تمدح يوما إلا رجلين والدها و سعود : باسل... مثل اخوي الصغير ..

جلسن اخواتها يتناقشن ثم تفرقن ... كان عليهن جمع الاواني و تنظيفها " منال " .. و اخرى وضعت قناع و استرخت "مها" ..لكن قطعها صوت والدتها تطلب منها العناية با مي"انشغلت في تغيير ملابس الطفلة الصغيرة "مي"و تنويمها .. .
احداهن تمنت لو كانت بدلا من "مايا" ... لتخوض هذه المغامرة المثيرة كانت ملاك تدرس بصف ثاني ثانوي .. فربما كانت ستجمعها علاقة عاطفية عاصفة مع المنقذ ...!!

مايا وقفت تبحث عن هاتف لترسل للذي افتقدته في ال 24 ساعة الماضية ..

اتفقت مع والدتها و والدها بعدم اخبار احد عما حدث منعا للبلبلة .. فعندما فقدت في اليوم الماضي ذهب والدها وحيدا لشرطة ليبلغ و هاهي عادت دون حدوث اي ضرر يذكر .
ارسلت رسالة من هاتف والدتها لرقم الذي تحفظه كاسمها
"حبيبي اسفة لانشغالي عنك امس لكن اختي مي رمت جوالي و انا ساهية في غسالة الملابس و احترق الجهاز و الشريحة و انا من القهر نمت بدري و الان صحيت فقلت اطمنك "


وصلتها رسالة بعد فترة من سعود نصها " فداك الجوال و الشريحة .. مع اني عتبان عليك !!"


احتضنت الجوال بشوق ثم قبلته وردت " لك حق تزعل و لك حق نرضيك .. "


اجاب بعد فترة طويلة " انتظريني اليوم "

صرخت برعب ووقفت ... يلزمها عمل الكثير ...
كان بعد صلاة العشاء عندما حضر ... كانت اعدت العشاء .. و تأنقت .. و لكن تأخر بعض الشيء لان والده اراد ان يتعشى معه ...
احست بضيق لان والده منذ البداية كان ضد خطوبتها و ملكتها على سعود .. سعود ابن الجيران و حبيب الطفولة و المراهقة و الصبا .. عائلته تنتمي الى طبقه تتوارث الاموال و الاراضي ذات صيت واسع ..
احد اخواته تزوجت برجل ذو منصب كبير في الدولة..
بينما مايا عائلتها متوسطة المستوى والدها مدير مدرسة ابتدائي .. و والدتها ربة منزل همها الاول و الاخير هو تزويج بناتها .. و في كل مرة تحمل تتمنى ان ترزق بولد ..و لكن للان بعد لم يتحقق حلمها ...

منذ دخوله المنزل وجدها باستقباله ... جلس والدها و والدتها معهما قليلا ثم انسحبا ...
حضرت العشاء بسرعة ... و كانت تأكله بدلال و حب
سأله : ما سألتيني وش رضوتي !

ضحكت بنعومة و سألت بثقة : لك ما تطلب !

اجاب بابتسامة شيطانيه : تذكرين الطقم الوردي الدانتيل ؟

قطعته بفزع : لا ... لا ما راح اشتريه

نظر لها بضجر : انتي وعدي ...

قبل فترة .. و لأنها ارادت ان تشاركه في اختيار ملابس جهازها و التى دفع مقابلها طلبت منه ان يخبرها بما يحب ان ترتدي ..
لكنه لم يهتم حتى ذالك اليوم عندما فاجأها بصورة لطقم من قطعتين بلون وردي .. اختارها من كاتلوج محل ملابس داخليه معروف
رفضت لان الطقم لا يتماشى مع ذوقها ..
بحنان و خجل : لكن ... كله اربطة !


ابتسم و همس :بس عاجبني

لم تقاوم اكثر ... أنزلت رأسها بخجل لم تستطع وضع عينيها في مستوى عينيه .. بصوت مبحوح : من عيوني

و هو ينظر لها : مايا ... !


نظر لها بابتسامة ووقف معتذر .. حاولت ان يبقى لكنه اجابها مباشرة : اخاف اخربها خلاص قرب الزواج.. و بعدها نخربها براحتنا ..

لم تكن تشعر بأي شعور سوا حب و هيام لهذا الشاب المتزن بزيادة ..

رتبت جميع حقائبها .. حتى فستان زواجها اصبح بخزانتها .. كان تفصيل حسب الطلب و كلفها ثروة ... الزواج سيتم يوم الخميس بعد ثلاثة اسابيع في احد افخم قصور مدينة الرياض
حجزت صالون التجميل و المصورة قبلها بسنة حتى لا يسبقها احد او تكون محجوزة بذالك اليوم فتفسد مخططاتها ...
كل شيء لابد ان يكون مميز لأنها بذلت جهد لاختيار زينة الطاولات و الكوشة و المشروبات و البوفيه .. حتى شريط الزفة غيرته عدة مرات ... فقط لتضمن التميز ..
المطربة التى سوف تحيي الحفل اختارتها بدقة و اضطرت لدفع لها زيادة حتى تكون في قمة تألقها ...
اهتمت بكل كبيرة وصغيرة حتى تضمن ان تكون ليلة زواج لا تنسى

كثير من الفتيات يتخوفن من تلك اليلة ... لكن هي عكس ذالك كانت مشتاقة ... متحمسة ... تكاد تطير من السعادة ... و تنفجر من الترقب ...





«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
[/E]




«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®

ارجوان
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°

كبرتني يا هـــم .. دخيلك قول للدنيا أنا عمري الحقيقي كم ؟
كبرتني يا هــــم .. تروح سنين من عمري تضيع وما احد مهتم
مـــا عـــاد لـــي فيـــها أمـــل .. هـــالـــدنيـــا هـــذي يـــــوم
عمــــري ذبـــل حلـــمـــي انــقــتـــل .. فــرحــي غــدا معــدوم

•.°•.°•.°•.•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.


استيقظت بعد اغفائه قصيرة و قد زال مفعول المسكن .. رفعت رأسها لتجد المرأة التي في منزلة والدتها ,,,, و لكنها ليست والدتها ...فوالدتها قد توفيت منذ كانت بعمر السنتين

امسكت أمنة بيدها الناعمة و الحنونة بيد ارجوان و سألتها : حبيبتي لو تحسي ب الم خبريني استدعي لك الممرضة

اجابت رغم الالم الذي تشعر به : الم بسيط ... كم الساعة ؟ ... من متى نمت ؟ ...

اجابت أمنة : انتي نايمة من أمس الصبح ... و الساعة الحين ثلاثة العصر ...
نظرت مفجوعة .. و بلهجة غير قابلة للجدل : ماما ساعديني عشان اتوضى ... و اصلي ..


ساعدتها و هي تحمل تقريبا الجسد النحيل للتوضؤ با الحمام ثم تعود لسرير كانت تحس بأنها منهكة لمجرد ذهابها للحمام في غرفة مليئة با المرضى في قسم العظام يفصل بين سرير و اخر ستارة ...
في اليوم السابق نزفت كثير و هي في الاصل لا تملك إلا قليل من الدم و تسببت الرصاصة في كسر عظامها و احتاجت عمليه جراحية لاستخراجها .

انتهت من صلاتها .. عندها دخل زوارها .. له سبع اخوه .. عماد و عمر اخويها من الرضاع " او هكذا تعرف عنهما دائما "!! و حسام اخوها من والدتها و جميعهم اكبر منها... و الاصغر منها سلمان و موسى و عيسى و ابراهيم ...
حضر عماد و زوجته .. و حسام ,,,, و والدها الذي لا تعترف بسواه والد لها ... لكن لم يحضر عمر يبدو انه لم يكلف نفسه العناء لزيارة الفتاة التي ليست بأخت له بدم

تظاهرت بأنها لم تلاحظ غيابه .. غادر والدها مرغم متوجه لعمله بعد زيارة قصيرة ... ثم تبعه عماد و زوجته ..

و بقي حسام و هو يتذمر كعادته : هذا مستشفى هذا ... اخو صديقي صلحوا له عملية هنا و من بعدها ما شاف خير .. و اخت سالم توفت فيه .. كانت عملية لوز و لعبوا بالمخدر و نامت ويمكن صحيت بقبرها .. عادي خطاء طبي .. لو عندي فلوس كنت راح انقلك لمستشفى السعودي الالماني مثلا او .... اي مستشفى بفلوس ..
هناك على الاقل فيه غرفة لكل مريض .. مو هنا سبع او تسع مرضى بنفس الغرفة و الممرضة تطل متفضلة تتأكد انتي حية او ميتة ... و النظافة عدم ..متى غيرتي اخر مرة


همست بتعب : الحمدلله على كل حال ..

قطعها بتقزز : ما فيه عناية با المرضى ..متى راح تخرجين لان ما عندي اي استعداد ازور القرف هذا مرة ثانية

احست ان الالم عاد بضرب بقوووة تحدثت متعبة : ان شاء بكرة راح اخرج .. حسام خلاص لا تعطل نفسك ..خذ ماما معك.. ماله داعي قعدتها هنا .. انا اقدر ادبر نفسي ...


و هو ينظر لساعته : معك حق اكيد راح اخذها انتي الحمدلله تحسنتي كثير تقدرين تتحركين و تمشين وحدك بدون مساعدة ,... البيت معفوس من دونها .. انتي متأكدة ما تحتاجينها !

كان واضح بأنه مغادر ... و سيأخذ والدتها معه حتى لو لم تتحسن !!
اصرت على والدتها حتى تغادر .. انتهى وقت الزيارة .. و بقيت وحــيــدة .. وضعت رأسها على الوسادة ثم بكت لألم ذراعها .. و لشعورها بـنـبـذ ..
نعم هؤلاء هم عائلتها .. لكنهم كانوا يحملون جميعا نفس الملامح و لون البشرة .. حتى حسام لا يشبهها رغم ان والدته هي والدتها ...

قصة وجودها الخاطئ بوسط هذه العائلة .. لم تسمعها من احد و لكن طوال عمرها و الذي يقدر بــ18 سنة سمعت مقتطفات من القصة كافية لتكون فكرة

قبل 23 سنة كان ابو عماد و ام عماد اسرة طبيعية و مستقرة ربما يعانون من الحالة المادية المتردية قبل ان تظهر والدتها الحقيقية في حياتهم ..
كانت فتاة من نفس الطبقة الفقيرة .. و لكن لها دستة من الاخوات و الاخوان و زوجات الاب ... و تريد الخروج من هذه العائلة بأي ثمن حتى لو كان الثمن تفريق اسرة و اتعاس اطفال .. و زواج غير متكافئ .. و هكذا تزوجت ابو عماد ...
و انجبت حسام .. ثم ما لبثت ان كرهت حياتها هذه ايضا .. و فعلا حصلت على الطلاق لتضحي بطفلها الذي لا يشبهها ابدا ,.. و تعود لبدايتها

بعد فترة قصيرة تزوجت من جديد من شاب هذه المرة ميسور الحال .. احست با السعادة هذه المرة و احبت زوجها و كانت هذه هي الحياة التى تمنتها ...

لكن لزوجها رأي اخر خصوصا عندما علم بأنها تنوي ان تبقى معه للأبد فهو قد تزوجها لتضييع الوقت و التسلية .. و تجريب قبل الزواج الحقيقي !!
فطلقها و اعادها لمنزلها و غادر هو البلاد تماما .. عادت لمنزلها و تدهورت صحتها و اكتشفت بأنها حامل .. ولدت وزادت حالتها سواء و بفضل عقد الزواج تمكنت من تسجيل ارجوان باسم والدها ...
بعد اشهر من زيارة المستشفى شخص مرضها با الفشل الكلوي .. و في منزل والديها لم تستطع الذهاب للمستشفى بانتظام و لا الحصول على الأكل و الملبس .. و اهلها ضاقوا ذرعا بها
و هنا عادت لتطلب العون من ابو عماد بحكم كونها والدة ابنه و بحكم العشرة السابقة بينهما ,,, و فعلا اعادها لذمته ...
رعاها هي و ابنتها و عامل ارجوان و كأنها ابنه له ... رغم فقره ...كانت دائما تناديه بابا و زوجته "ماما أمنة ".. و اعتادت ان يكون عماد و عمر و حسام اخوتها الاكبر منها ..
بعد سنتين توفيت والدتها و من هذه النقطة تكفل بها ابو عماد كليا دون ان تحس بأنها مختلفة لم تتعرف على عائلة والدتها و التى اصلا لم تسأل عنها او عن حسام ... و كبرت العائلة بعد ولادة سلمان و موسى و عيسى و ابراهيم ...

كبرت وهي تعتقد بأنها ابنة لهذا الرجل العظيم "أبو عماد" حتى دخلت المدرسة و اصبحت تعرف اسمها رباعي عندها سألت عماد عن اسمه و عندها اخبرها
بأن والدها مختلف و لذالك هي لا تشبهه و لا تشبه "ابو عماد" لكنها تبقى اخته هو و عمر و ابنة ابو عماد لأنها رضعت معهم .. تقبلت الموضوع بحزن .. و لكن لكونه لم يتعدى الاسم و الشكل الظاهري فهو لم يشغل تفكيرها كثيرا ..

حتى ذالك اليوم و هي في الصف السادس .. كان هناك ضيوف كثر بسبب حضور اخو ابو عماد من مدينة اخرى بعد غياب طويل كان اخر حضور له عند ولادة عماد ..
سألتها احد الفتيات : هذا بيت عمي .. و انتي وش يقرب لك عمي ابو عماد ؟
اجابت : بابا..
اجابت الفتاة : يعني انتي بنت عمي ؟
اجابت مبتسمة : أيوووووووه
تحدثت بفخر عندما رأت عمر قادم : وهذا اخوي عمر

كانت دقائق حتى كانت الفتاة تخبر ولد اكبر منها كان بعمر "عــــمـــر" .. سمعت الولد و هو يسأل عمر باستغراب : صدق هذي اختك ؟ .. اول مرة اشوفها !
اجاب عمر : لا من قال اختي .. حتى ما تشبهني ...
صرخت بغضب فهذا الموضوع لا يحتمل المزح : اختك غصب عنك ...
قاطعها : ابوك غير ابوي .. و أمك غير أمي ..
ارتجفت شفتها السفلى و سد حلقها بنشيج حزين و هي تمسح الدموع المنهمرة : عماد ... يقول .. انا اختك .. من ...الرضاع
ضحك بخشونة : عماد يلعب عليك .. كيف ترضعك أمي و انا اكبر منك بخمس سنوات و سلمان اصغر منك بثلاث سنوات .. مع من رضعتك .. !! ..
عندها سأله الولد الاخر : ليه ساكنة معكم إذا ماهي باختك ؟؟
أجاب عمر بوقاحة : ابوها ما يبيها .. و أمها توفت


مهما طال الزمن او قصر لن تنسى لحظة الاذلال و الشعور با الخزي تلك ...بعمر صغير تعرفت على حقيقة مرة و بطريقة بشعة ...والدها لا يريدها ؟؟ لماذا ؟؟ ماذا فعلت حتى يكرهوها
تلك الحادثة عبثت با الروح الامنة لتصبح روح فارغة ...
دائـــما ..دائـــما ما احست با الفرق .. هي لا تشبه لهم في المظهر و لا الملامح .. و لا اقاربهم هم اقارب لها ... تحس بأنها منبوذة .. لا تنتمي لأحد ..
حتى حسام الذي يشاركها من جهة الام إلا انه تخلى عنها و اخذ لون و ملامح والده ليتركها وحيده !!
تحس بكل مره تنادي ابو عماد "بابا " بأنها ترغمه على تحمل مسؤوليتها ... و في نفس الوقت تحس بأن ليس لها الحق بأن تناديه بابا .. ليس لها الحق با العيش تحت سقفه ...
ليس لها الحق بتطلب .. ليس لها الحق بطلب الحب و الحنان و الاهتمام و النصيحة ... ليس لها الحق ان تطلب اي شي فقط تأخذ ما يعطى لها و تشكر ..

في صباح اليوم التالي ... حضر عماد و والدتها "أمنة " لأخذها للمنزل ..

المنزل يحتوي على أربع غرف و مطبخ و حمامين ..
احدها غرفة نوم ابو عماد و ام عماد و الثانية مقلط و أحد الغرف مجلس لنساء و الاخرى مجلس لرجال ... و با الليل تقلب لتصبح غرف نوم لتصبح مجلس الرجال لــ سلمان و موسى و عيسى و ابراهيم ... و المقلط لــ حسام و عمر ... و هي تنام وحيدة بمجلس النساء ...
الحمامين مشتركة لجميع افراد المنزل

اعمال المنزل تسقط تلقائيا على عاتق ارجوان
بينما أبو عماد و ام عماد ... يعمل كحارس مدرسة بنات و زوجته مستخدمة بنفس المدرسة "فراشة "

عادت للمنزل الضيق و مع ذالك شعرت بأنها عادت لقصر واسع جميل مريح

«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

""جـــــواهـــــــــــر""
[°•.¸.•°®» «®°•.¸.•]



كبرتني يا هـــم .. دخيلك قول للدنيا أنا عمري الحقيقي كم ؟
كبرتني يا هــــم .. تروح سنين من عمري تضيع وما احد مهتم
مـــا عـــاد لـــي فيـــها أمـــل .. هـــالـــدنيـــا هـــذي يـــــوم
عمــــري ذبـــل حلـــمـــي انــقــتـــل .. فــرحــي غــدا معــدوم


•.°•.°•.°•.•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.

نظرت لوالدتها بعجز غير مصدقة ما تسمع .. ثم لوحت بفنجال القهوة و هي تكح لتخرج القهوة من فمها و انفها ...
سألت غير مستوعبة : اتزوج من ؟؟

همست والدتها بصبر : ولد عمك ... ابو عبد المجيد ... امس لما تاخرتي اتصلت عليه ... و قام يدور من مركز شرطة لمركز شرطة ... و يتصل على كل صديقاتك ... و راح لخالك محمد يدورك لكن ما لقاك ...و يوم اتصلتي و علمتيني ... قال ..

قطعتها بغضب : الله لا يكثر خيره و لا يشكر فضله ... لو اخوي حي ما احتجناه ... لكن ...

وضعت الفنجال بقهر : و بعدين اخوي ياما فزع له و لإخوانه و لا عمرنا منينا ..

وقفت بغضب و هي تقلد صوته : وش قال "لازم تتزوج !... الوضع ما ينسكت عليه !... من بعد وفاة سعد مفروض زوجتيها!.. و انا مستعد استر عليها ! و انتي و سلطان اهلي انتي مثل امي و سلطان مثل ولدي" .. يعني لو انا متزوجة راح يرد المكتوب ... او كيف ؟؟

نهرتها والدتها بغضب : اركدي و اسمعي ... أمس كلا دري با اللي صار ... و صارت سيرتنا على كل لسان اللي يسوا و اللي ما يسوا ... خالك محمد و ولد عمك ابو عبد المجيد اليوم جايين بعد العصر .... و الله ثم والله يا جواهر لو فشلتيني فيهم ما يصير لك خير

همست جواهر بقهر : يمه بس انتي عارفة وش يبون ... أكيد بيقولون تزوجي أبو عبد المجيد ... ما كأنه شايب و عايب ... يسمونه ستر هذا تعذيب ... اتزوج واحد بعمر ابوي ...

قطعتها والدتها : اجل تزوجي علي ؟

صرخت بنفور : ولد خالي لكن زوجته صديقتي ... و عنده عيال و مرتاح في زواجه .. اخرب حياته و حياتي ليه ؟

همست والدتها : لا تتعبين قلبي يا جواهر ..
ثم برفق : ادري انتي تصرفين على البيت و لا ناقصنا شي ... لكن الحياة ما هي فلوس وبس ...و ادري ودك تتزوجين رجال يريحك ويكون لك وحدك ؟؟ .. لكن يا امي الزمن هذا يخوف .. انتي يتيمة لا أب و لا أخ ... و الحياة ما تجي على الكيف .. سايريها و ارضي با المقسوم ...

جــــــــواهـر بصوت ثابت : بكرة يكبر سلطان ...

والدتها بشفقة : بكرة سلطان يكبر .. و على ما يكبر وش بتسوين .. بعد اللي صار امس كلا بيرمي عليك كلام .. الناس ما ترحم يا جواهر .. و حتى إذا كبر سلطان هو ولد اخوك ما هو بولدك عشان يتكفل بك ... الولد يحن لامه ... انتي ما لك إلا زوجك و عيالك ..

اشاحت بوجهها بضعف ... عندما توفي سعد اخيها , عرض نفس العرض من ابن عمها و ابن خالها لكنها رفضت , و كانت تعيش معها زوجة اخيها و هي موظفة و لا تحتاج وجود رجالي بحياتها و هكذا نسي الموضوع ..
لكنها منذ سنة تزوجت ارملة أخيها و تركت ولدها بحجة انها لا تريد اخذه من جدته ولكن الحقيقة ان زوجها رفض تربيته ...



وقفت و هي تصرح : يصير خير ... يصير خير ..

جاء العصر بأسرع مما تتوقع ... و بعد الصلاة مباشرة كان الباب يطرق ... و فعلا كان خالها و ابنائه وولد عمها
بعد القهوة تكلم خالها : الحمدلله على سلامتك .. لكن الامور زادت عن حدها و العرب اكلت وجهنا ... انتي تدرين من بعد وفاة سعد وأنا ودي اخذك انتي و امك لبيتي ... لكن عيالي صاروا رجال و خفت يضايقونك و لا تاخذين راحتك في بيتي ..و لا حبيت اجبرك تتزوجين واحد فيهم ..

نظر لوالدتها .. ثم اضاف بحسم : اختاري ولد عمك ابو عبدالمجيد ... او واحد من عيالي , اذا ما تبين علي لأنه متزوج .. فــ أحمد ما هو متزوج .. !! انا حذرتك يا جواهر انا بأخذ اختي لو رفضتي ؟... و وقتها تفاهمي مع ولد عمك ...

نظرت له بصدمة " هو زواج و السلام " ... لم يكن احمد سوا طالب با الجامعة با السنة الثالثة اصغر منها ... و لم يستقل بحياته بعد ... من اين يصرف عليها او يريد خالها ان تصرف هي و تربي ابنه الشاب .. اي زواج مقيت هذا ...
و لأول مرة يهدد خالها .. هو ربما حتى و لو حاول تنفيذ تهديده فهو لن يستطيع لان والدتها لن تطيع ... ولكن قد يقاطع والدتها و هذا بحد ذاته عقاب مدمر لوالدتها ..
احساس مجنون بأن تقذف با الجميع بخارج المنزل ...
بأي حق يحددون مصيرها .. و يطبقون حكمهم الجائر هذا ... أما ان تتزوج بكهل متشبب .. او رجل عاشق لزوجته .. او طفل مراهق ..
لا تستطيع ان ترفض حتى لا ينقلب خالها ضدها .. اجابت و هي تحس باختناق : اعطني يا خال فرصة افكر .. و ارد لك خبر !

اجاب بصبر نافذ : متى تعطيني خبر ؟

اجابت : بعد أسبوع .. استخير و يصير خير

قطعها و هو يفند حججها : بعد بكرة اسمع رايك .. استخيري اليوم .. و ما يحتاج تسألين تعرفين كل شي عن عيالي و عن ابو عبدالمجيد ..

نظرت له بغضب " و كأنها بضاعة فاسدة كلا يحاول رميها على الاخر و عاثر الحظ من سوف تختاره " لم تستطع الرد بسبب تجمع الدموع ... و الغضب الثائر بداخلها .... دخلت لغرفتها .. رمت جميع محتويات التسريحة على الارض بعصبية
رمت نفسها على السرير و هي ترتجف ... امسكت با الوسادة ولكمتها بقوة و قهر و هي تهمس : و ليه ...ليه .. ليتني ميتة .. و لا يتحاذفوني بينهم ...

نظرت للمرآة و لصورتها الباكيه و سألتها : . كلهم مجبورين يتطوعون و يتزوجونك بسبب القرابة و عشان الناس ما تلومهم ... يخافون كلام الناس لكن ما يخافون رب الناس ... طز فيك و في مشاعرك و في رغباتك ...

احست بضعف فلا سند و لا معين .. مسحت الدموع
ثم ارتدت شرشف الصلاة و التجأت لرب الناس ... و مفرج الكرب .... امسكت المصحف و هي تدعي و تبث حزنها و قلة حيلتها ....
دقائق ثم سمع صوت جرس الباب
مشت لتجد ان اقاربها لم يغادروا " زيارتهم ثقيلة كا العادة"...
فتحت الباب لتجد امرأة عجوز هي صديقة لوالدتها .. ادخلتها و ضيفتها في حين كانت والدتها مشغولة بضيوف الغير مرغوبين ..
.
امسكت بيدها المرأة و هي تبتسم : الحمد لله على سلامتك .. الله يكفيك شر اولاد الحرام و بنات الحرام .. كنت ادعي لك .. و حتى ولدي لما دري حاول يساعد لكن ما عرف كيف

فكرت منذ متى كان لهذه المرأة ولد فهي لا تذكر ...

سألتها : انتي كيفك ؟ ان شاء الله بخير ..

اجابت المرأة بإرهاق و بصبر : الحمدلله على كل حال ..

تنهدت ثم اضافت : ولدي ... طلع من السجن من يومين ...

ترقرقت الدموع و بطرف طرحتها السوداء مسحتها : فرحانة فيه ...

تساءلت جواهر ماذا كان يفعل الولد با السجن : الله يقر عينك فيه ... بس ليه كان بسجن ؟

اجابت المرأة بهم : تورط ... اصحاب السوء ... و الصاحب ساحب ...

نظرت المرأة لها و همست : خالك و ولد عمك هنا ... الله يخليهم لكم .. ليه تبكين؟

اجابت و احست بدموع تطفر من القهر : يبوني اتزوج غصب ..
و بدأت في سرد الحكاية ...

عندما انتهت ... قالت المرأة العجوز بثقة : عندي الحل !!!!



«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

"مـــنــــتـــهـــى"
°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°

كبرتني يا هـــم .. دخيلك قول للدنيا أنا عمري الحقيقي كم ؟
كبرتني يا هــــم .. تروح سنين من عمري تضيع وما احد مهتم
مـــا عـــاد لـــي فيـــها أمـــل .. هـــالـــدنيـــا هـــذي يـــــوم
عمــــري ذبـــل حلـــمـــي انــقــتـــل .. فــرحــي غــدا معــدوم

•.°•.°•.°•.•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.°•.

عادت مع والدها .. كانت تريد ان تنام .. لا تريد ان تأكل او تشرب .. او تستحم .. او ان تتحدث مع احد .. لكن الامنيات لا تتحقق دائما ..

إذا امكن تشبيه البشر بحسب تصرفاتها بكائنات اخرى

ف الكائن الذي خرج من المطبخ كانت بكل جدارة " أميبــــــــــــا"كائن حي وحيد الخلية ينتمي إلى مملكة الطلائعيات ضمن طائفة اللحميات .. لا اكثر...

سألت الفتاة"أميبا" "أحلام" وهي تطيل النظر ل "منتهى" و هي تمسح يدها بفوطة المطبخ يبدو انها كانت تعد العشاء !! : كلمت الشرطة !! .. و ش قالوا ؟؟


اجاب الرجل "أبو منتهى" عثمان : ايه ..السواق با السجن .. اتصلتي في متعب و أســـامـــة؟
اجابت : ايه ... من العصر و هم من مكان لمكان .. ما ارتاحوا .. حسبي الله على من كان السبب .. ليتها ما رجعت و افتكينا !... متعب كان في قسم الشرطة .. و أســـامـــة كلمني اخر مرة من مستشفى ما دري شسمه ...

قاطعتها منتهى مستهزئة رغم تعبها الشديد : عاد المستشفى .... متفائل مرررة ...

ظهر امام الباب شاب "متعب" .. حسن الملامح لكنه كان بكل جدارة "جرذ عملاق ... جرذ مجاري عملاق " سأل بصوت مرتفع : وش قالت لك ... وين كانت ؟؟

تحدث والدها عن ما جرى
تحركت و هي تفكر بنوم و بسرير و ربما بحمام دافئ .. لكن قاطع طريقها شعورها بحضوره .. ارتجفت يدها مرغمه و هي تعيد ترتيب لثمتها لتظهر عينيها فقط .. توقفت قدميها عاجزة .. قاطع طريقها "المسخ القذر " أســـامـــة ...
كان يسحب قدميه ليقترب ..نظر لها بحقد و سأل و هو ينظر لعينيها : وين كنتي ؟...

عاد والدها ليتحدث لكن أســـامـــة اشار فقط بيده ليقطعه ثم اضاف بغضب : خلها تتكلم .. سألتك وين كنتي ؟

اجابت ببرود و يدها تمسك بطرف الشماغ :خله يعلمك ..

و اشارت باتجاه والدها .. و اضافت و هي تحث قدميها لتتحرك : انا تعبانة ؟ .. و ماني فاضية لتحقيقك.. و لو تحب خذ الكلام من جهات رسمية الشرطة عندها بلاغ رسمي و ماخذة اقوال الجميع بما فيهم السواق و با المرة زور السواق و اسأله بنفسك .. يمكن فيه كذب او افتراء ...

تحرك غاضب امتدت يده ليمسك بشعرها و الذي طوال السنوات الماضية اعتاد ان يمسك به ويشده لكن قبل ان تصل يده تدارك الموقف و تركها .. لم يتراجع بل هدد : تكلمي قبل ادفنك بأرضك ...

قاطعه صوت والده و هو يمسك بيده بحنان و هو يتحدث بعطف .. دخل عند ارتفاع الاصوات
ثم تحرك والدها و هو يحكي بـــمـــلــــل تفاصيل ما حدث و التى اخذها من الشرطة عندما توجه لاستلامها من المستشفى ..!!
وصل الى النقطة التي تحدث فيها عن باسل : و لقاهم بزر صغير .. ووصلهم للمستشفى ... و الله سلمهم

انفتحت عينيها على اتساعها ... و احمر خديها ... و تحولت يديها الى قبضتين على وشك لكم احدهم وصرخت : بزر .. بزر .. اللي انا متلثمة بشماغة رجــــــــــال ... في زمن قل فيه الـــرجــال ...فزع لبنتك .. كان ممكن يتركنا .. كان ممكن يفضحنا ... لكن تدري وش سوا رغم اننا لا بنـــات عمه و لا اخــواته .. ستر علينا
فسخ شماغه لنا و اعطانا من ملابسه .. غير طريقه عشان يوصلنا و يتأكد من سلامتنا .. قال شرفكم شرفي .. بدل تشكره تقول عنه بزر .. لاحظتك اليوم حتى ما شكرته .. حتى ما عزمته .. كذا الناس ترد المعروف ...

مسحت دمعات هاربة .. كان والدها يقف امامه دون ان يهتز له شعرة حتى لم يغضب .. بلا مبالاته المعتادة

هزت رأسها بعجز و اضافت كلمات طالما تمنت ان تفصح عنها .. كنزتها طوال سنين .. و بما انها مازالت في طور الصدمة مما حدث اليوم لم تستطع الكبت اكثر و أيضا ندمت عندما كادت تتوفى اليوم وهي لم تفصح عنها
منتهى : تدري من الــبـــزر .. و ما هـــو بـــرجـــال .. هو اللي فضح زوجته بنت عمه و ام بنته .. و تبلا عليها بدل يستر عليها ....

صرخ من خلفها المسخ الهائج "أســـامـــة " و والده يمسك بيده لكنه لم يستطع الامساك به قبل ان يندفع لها و يدفعها لتصطدم با الجدار خلفها ثم تتهاوى على الارض : يا حيوانه من قاعدة تكلمين ؟؟

نظرت له بقهر .. ثم تحركت .. مغادرة للمكان .. نحو غرفتها و سريرها .. لكن وجدته مبعثر .. مقلوب رأسا على عقب ... رسوماتها .. لوحاتها .. دفتر مذكراتها .. ملابسها .. جميعها مبعثرة ...

لحقت بها الاميبا "أحلام" قائلة بتبرير اخرق : أســـامـــة اليوم فتش الغرفة كاملة ... يعني في حال هربتي اكيد اخذتي شي .. او تركتي شي !

دخلت والدة " أحلام "معتذرة و هي تحاول ترتيب ما تطاله يدها : انتي ادخلي الحمام توضي و انا ارتب على ما تنتهين

ثم نظرت بغضب لابنتها : انا قلت لك رتبيها .. او خل الشغالة ترتبها


ردت احلام : كنت مشغولة با العشاء .. و الشغالة مشغولة معي



عادت منتهى مسرعة للصالة .. لتجده يجلس بجانب و الده و يتكلم ببطء وصوووت منخفض هامس .. والجانب المشوه من وجهه هو المقابل لها ..

أســـامـــة : لازم نزوجها ... زوجها متعب هو يبيها .. ولد عمها و اولى بها من الغريب .. و يعرف عيوبها و راضي فيها ... و غصب عنها بترضى ...

سألته بغضب و دموعها تغطي وجهها و بصوت متهدج: انت و تفكيرك المنحط ...وش كنت متوقع تحصل .. جوالي السري .. او رسايل غرامية .. او صورة حبيبي ؟؟؟؟


دون ان يدير وجهه كامل بلهجة غير غاضبة : اللي جاني اليوم من تحت راسك كافي .. لا تسمعين الجيران فضايحك ...

وقفت بعناد : كنت خايف اهرب ..اطيح سمعتك في الارض !!... امرغ اسمك في التراب .. و يقولون الناس بنت عمه ...

وقف ببطء و بكل ثبات تحدث "أســـامـــة": ليه لا .. انتي بنت امك ...!!

صرخت من قلبها .. لأنها عاجزة عن اكثر من ذالك : إلا امــــــــــــي .. إلا امــــــــــــــي .. لا تجيب طاريها ..

احست بزوجة عمها و هي تمسك بها .. هددت : عاملني على إني عـــار ... أصير لك عــــار ....

اما هو فمسح وجهه بيده .. وعند ذالك رن هاتفه .. تغيرت ملامحه .. انفرجت اساريره .. ورد بصوت بشوش :: يا هلا والله ... خولة حبيبتي ... لا ابشرك لقيناها .. السالفه طويله ... لا مايحتاج مشكووووورة....


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» «®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»


نـهاية البـــــــــــــارت


●رُبَّ ركعةٍ في ظلامِ اللّيل
਀̀أحيَتْ قلبًا
਀̀وسترت عيبًا
਀̀وغفرت ذنبًا
ورفعت مقام صاحبِها في علّيّين…

أسأل{الله العلي العظيم}
أن يحيي…قلبي وقلوبكم على طاعته.


█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█●●█



[
[E]


الساعة الآن 07:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية