منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   [قصة مكتملة] أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel (https://www.liilas.com/vb3/t180431.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 04:59 PM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 

http://up.graaam.com/uploads/imag-6/...91b5e0aa33.gif



,،



الهدوء يصرخ مطالبا بهمسة في منتصف ذاك الليل .. لا يزال المنزل الكبير .. منزلهم الذي ترعرعوا فيه يحتويهم بكل حنان بعد وفاة والدهم منذ سنة .. او لعلها اقل .. او اكثر .. فتلك الايام لم تكن دقيقة كما ينبغي .. كل ما يذكروه انه توفي في يوم من ايام رمضان .. ولكن اي يوما كان لا يعلمون .. لعله السبت او قد يكون الجمعة .. جميعها اقاويل غير مؤكدة .. ولكن ما هو مؤكد لهم ان اخيهم الاصغر منصور توفي منذ خمسة اشهر .. مات غرقا .. كم هي تلك الميتة مؤلمة بحق .. وكان طارق يومها قطعة لحم لم ترى النور الا من اربعة ايام .. اضحى يتيما قبل ان يدرك .. وهاهو بين ذراعي والدته التي تعبت من وحدتها .. وهو يكبلها .. يمنعها من الحياة كما كانت تقول .. لفته في قطعة بيضاء .. وارتدت عباءتها على رأسها .. وصرخت بأخيها ان يوصلها الى ذاك المنزل .. استغرب جنونها هذا .. فالوقت متاخر جدا .. لكنها عنيدة بقوة .. لا تريده .. فهو يؤخر زواجها ..


تثاءب بتعب .. فرغم محاولاته من منعها الا انها مصرة على الذهب .. فهي تخاف ان يأتي النهار ويمنعها والدها من فعلها هذا .. او تمنعها امها .. وهي اضحت لا تريده .. فكلما كبر ازداد شبها بوالده .. وهي ترغب بالنسيان .. وضع " طاقيته " المخرمة على رأسه .. وسبقها يحث الخطى الى " البيك أب " الابيض ذو الباب الواحد .. سقطت عباءتها من هرولتها تلك .. لتنام على كتفيها .. دلفت في السيارة .. لينطلقوا بها الى ذاك المنزل .. وبالاحرى الى ذاك القسم الصغير الذي يحوي عبدالرحمن وعائلته ..


يجلس ويستمع لشكوى مريم الدائم .. وهو لا حيلة لديه : بنتنا بتموت يا عبد الرحمن .. ما قادرة اتحمل اشوفها بهالشكل

ينظر اليها بأسى وهي تهز رجلها النائمة عليها ابنتها عائشة ذات الاربعة اشهر ونيف : شو بيدي اسوي يا مريم .. ما خلينا دختور ( طبيب ) ما رحناله .. ولا سمعنا بمطوع الا ورحنا .. شو نسوي اكثر .. البنت مرضها ما منه رجا .. صبري وحتسبي .

تبكي بكاء يقطع قلبيهما .. وهي تحاول تهدأتها .. ودموعها لا تجف : الحمى من يومين فيها ..


تقدم منهما وجلس امامهما .. وضع يده على رأسها الصغير .. احس بتلك الحرارة التي تتعبها وتتعبهم حتى النخاع .. بدأ يقرأ بعض الايات .. وينفث على رأسها كل حين .. وهما على حالهما اذا بطرقات متتابعة مع صوت الجرس على ذاك الباب المطل على حديقة المنزل ... فأوامر والدهم أن يبقى الباب الرئيسي مفتوح لا تزال تنفذ حتى من بعد موته .. فلا خوف في تلك الايام التي كانت من شأنه ان يجعلهم يقفلون الابواب .. قالت بجزع وهي تنظر لعبد الرحمن الذي قام واقفا : منو اللي بيينا فهالحزه ( الوقت )

وهو يمشي خارجا : اكييد راشد .. انتي نسيتي ان حرمته على ربى ( ولادة ) .. ولا لهم حد غيرج .

بعصبية : والله ما اروح وبنتي بين الحياة والموت .. ع الاقل يفكرون فينا .. مب الا فيهم وخلاص .. يروح اييب امها تروح وياها .


توقف عن المشي وهو يهز رأسه : لا حول ولا قوة الا بالله .. يا مريم وين يروح اييب امها .. تبينه يمسك خط لام القيوين .. استغفر الله العظيم ..

حملت طفلتها تقربها من ثديها .. وبصوت باكي : حبيبتي رضعي – تقربها اكثر – ياللا فديتج .. ياللا

ولكن هيهات لتلك الطفلة ان تفتح فمها لترضع .. فألمها موجع . وبكاءها مؤلم .. ومريم تعبت من الصبر .. وعبد الرحمن تعب لتعب ام تنتظر فراق فلذة كبدها .. فتح الباب .. اذا بتلك المتوشحة السواد تمد له طفلها الرضيع .. وتضع كيسا بجانب الباب : هذا ولد اخوك .. انا ما في اربي واكبر وبالاخير تاخذونه .. كل شيء يخصه بالكيس ..


كانت تتكلم وعبد الرحمن اجاد الاستماع بقوة .. لم ينطق وكأن ما يحدث من العجائب والاساطير .. تترك ابنها .. وهم مستعدون لدفع اي شيء لتبقى ابنتهم معهم .. انهت حديثها وغادرت .. حتى اختفت في جنح الظلام .. عاد ادراجه لا يعرف ماذا سيقول لشريكته .. رفعت نظرها لذاك الواقف : شو اللي فيدك ..

سحب البطانية الصغيرة من سرير طفلته .. واذا به يفرشها ويضع ما بين يديه عليها : طارق .. امه ما تباه .


لم تجد على لسانها الا " لا حول ولا قوة الا بالله " .. وبعدها صمتت .. فبكاء ابنتها لا يهدأ..
تبكي بألم .. وهي لا حول لها ولا قوة .. تحتظنها تحاول ان تخفف عنها .. فقلبها يتعبها .. تشوه خلقي وقد لا تعيش طويلا .. تنتظر اجلها وتحتسب امرها عند ربها ..

مر الوقت وعبد الرحمن ترك المكان .. يريد ان ينعم ببعض الراحة .. فغدا يوما يظنيه العمل .. وطارق يحرك ساقيه يلهو بمرح .... يضحك وكأن هناك من يداعبه .. تنظر له .. وتنظر لابنتها المتألمة .. وفجأة من بين ذاك الصراخ .. هدأ المكان ..قبيل الفجر .. تثلج جسدها الصغير بين ذراعي مريم .. شعرت وكأن يد خلعت قلبها من بين اضلعها فعصرته دون رحمة .. ضمتها اكثر .. وفجأة اذا به يبكي .. لا احد معها .. هي وابنتها المتوفاة .. وطارق الذي لم يتجاوز الخمسة شهور .. تنفست بعمق .. بقلب أم مؤمن بقضاء الله وقدره .. نظرت اليها .. وقبلتها .. واذا بها تتركها في مهدها الوردي المزركش بالدانتيل .. ودموعها المرهقة لا تتوقف عن الانسكاب .. وترفعه الى صدرها .. ترضعه من ثديها .. وكأن الله يعوضها عن ابنتها بابن ..


ها هو بعد ثمانية وعشرون عاما يقف امامها .. يقبل رأسها .. ويحتظنها قبل أن يغادر ..كان ولا يزال نعم الابن البار بها : ما اوصيك عليها يا طارق .

اشر الى عينيه : فعيوني الثنتين .. ما برد الا عقب ما اتطمن عليها .


تجلس على تلك المقاعد في قاعة الانتظار .. الانتظار صعب ... خاصة اذا كان انتظار للمجهول .. تحققت احلامها .. او لنقل بانها على وشك التحقق .. لا يزال كلام والدتها ودموعها يتجليان امام ناظريها .. لم تفترق يوما عن عائلتها .. والآن هي بصدد الابتعاد عنهم اشهر طوال .. نظرت اليه .. يحدث حبيبة قلبه وزوجته .. لم يفارقها يوما .. ولم تمر ساعة على وجوده معها وهاهو يتحدث معها عبر الاثير بشوق مختلف .. لعل السبب حملها ..ترقب ابتسامته .. وتمرعليها ذكرى حدثت منذ اشهر في رمضان .. وبعد الصدمة الكبيرة التي حدثت في منزل خالتها .. الجميع مجتمعون في الصالة .. ما عدا طارق .. اذا بعبد الرحمن يفتح موضوعا كانت تنتظر ان يُفتح .. لعلها ترغب بانهاء عمليات التفكير المتتالية على عقلها .. قال وهو يضع كوب " الفيمتو " من يده بعد ان شرب نصفه : سمعوني .. دامكم كلكم هني .. لازم تعطوني رايكم .. وخاصة انتي يا هاجر .


بشيء من الانزعاج : مب وقته يا بو عمار ..

التفت لهاجر التي طأطأت رأسها .. وبعدها التفت لعمار الذي بان عليه الاهتمام : وقته يا مريم – باهتمام وبصوت هاديء اردف – هاجر.. من مدة اخوي راشد طلبج لولده بدر .

انتفض عمار في مكانه : شو ... بدر ؟

- هيه بدر .. وانت شفيك عصبت بهالشكل .. هذي اختك – ينظر الى ريم الجالسة بالقرب من ميثة وشهد – خلت ولد عمها والحمد لله ان راشد متأمل خير برجوعها .. والا ما كان سكت .. وانا ما اريد ازعل اخوي .

- ما تزعل اخوك .. وعاادي ترمي بنتي عندهم .


-
اسمع يالغالي .. لو يتقدملها ولد شيخ ومثله مثل بدر .. لا والله ما بتاخذه .

قام واقفا بعد ان ضاق ذرعا من ابنه : انت شبلاك ع ولد عمك .. بدر ريال والنعم فيه .

وقف عمار : يالغالي لو قلت عبد الله بقول والنعم .. بس بدر لا ..


حين سمعت اسم عبد الله .. تذكرت ما مر بها معه .. فهو الابن الوحيد من ابناء عمها من يزيدون بالمدح فيه .. ولم تسمع يوما واحدا بشيء قد يقلل من شخصه .. على صوت تلك المناوشات البسيطه بين عمار ووالده نزل طارق .. لترتب ريم " شيلتها " عندما تبادى : خير شو بلاكم ؟


بصوت هاديء وكأن به يريد استمالة طارق لصفه : بدير يريد يتزوج هاجر .

لم تقل صدمة طارق عن صدمة عمار حينها : شو ؟ .. لا والله .. لو يتقدملها ولد الحسب والنسب وسوالفه مثل بدير ما رضيت لو على قطع هالرقبة

وضرب رقبته بخفه .. لينفجر عمار ضاحكا .. ويصرخ عبد الرحمن فيهم : انتوا ماخذين السالفة مصخرة ( مزاح )..

تقدم عمار يقبل رأس والده : حشا يالغالي .. بس هاجر ما بنعقها عند واحد مثل بدير .


-
استغفر الله العظيم – التفت لهاجر التي كانت تبتسم وهي تنظر للارض – هاجر شو قلتي .

- شو بتقول بعد غير ..


نهره مقاطعا : اسكت يا طارق .. اريد اسمع رايها ..شو رايج ؟

بعثرت نظراتها على الموجودين .. وتوقفت عند ريم التي بان عليها الانزعاج .. وكأن حالها يقول : وين كانوا يوم انا انخطبت ..


كانت تشعر بالغيرة من هاجر .. ومن الاهتمام الزائد بها .. ابتسمت الاخرى وهي تعيد النظر الى والدها : ابويه انا اريد اكمل دراستي ..

- عادي يا بنتي .. هو مب مستعيل .. وانتي ما باقيلج شيء وتخلصين .

- بس انا ما افكر اعرس الحين .


-
لا حول ولا قوة الا بالله – نظر بغيض لعمار وطارق اللذان يتبادلان النظرات الضاحكة – كله منكم كبرتوا راسها .. يعني لو ساكتين الين تعطيني رايها ما كان احسن ... وبعدين شو فيكم ع ولد عمكم


تكلم عمار وهو يجلس ليلتقط " لقمة القاضي " من بين اخواتها : احنا شباب وعارفين ع بعض .. وما في داعي للفضايح .

قضمها تحت انظار والده : الحين ما في داعي للفضايح .. عقب كل اللي قلتوه .

ضحك طارق .. وهو يتقدم مقبلا رأس عبد الرحمن الغاضب : الله يطولنا بعمرك يالغالي .. سوالف شباب .

- هيه شو عليكم مب اخوكم اللي بيزعل – التفت لهاجر – فكري زين .. وانا بقول لراشد يصبر الين تتخرجين – التفت لعمار – وانت .. قوم بسك اكل .. صلاة التراويح ما بتترياك .


استيقظت من ذكرياتها على ضحكات طارق الجالس بجانبها : ليكون ماكله للحم ركاب ( للحم جمال ) – عاد يقهق – بشتاقلج يالقزمه .. ويا ويلج تربين وانا بعيد – بدأ النداء على الرحلة المتوجهة الى كندا – ياللا فديتج .. بدوا ينادون ع رحلتنا ... ديري بالج ع عمرج .


وقف بطوله الممشوق .. ناظرا لهاجر التي وقفت بدورها : سامحني طروق .. بس عمار عنده موعد لشغل .. والا كان هو بيروح وياي .

نظر اليها وعلى وجهه تلك الابتسامة التي لم تعد تفارقه : كم هجور عندي .. ياللا خلينا نروح .


تحمد ربها كثيرا على هذا الاخ .. الذي دائما يقف معها .. يسندها كلما همت لتقع .. يؤمن بمدى مقدرتها على اجتياز المصاعب .. حتى انه اقرب لها من شقيقها عمار .. قد يكون اسلوبه المرح هو من يحبب الاخرين فيه .. او لعلها طيبته وعفويته في كل شيء ..


,،

Continue

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 04:59 PM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 

http://up.graaam.com/uploads/imag-6/...886d55f45b.gif


,،

تلك العفوية التي بات يتضايق منها جاسم بقوة .. المكان دامس .. حالك السواد .. وقاسم يمشي وعلى وجهه ابتسامة .. تبعها بضحكة وهو ينظر لجاسم الذي يمشي بجانبه .. فجأة اختفى .. وكأن بالارض ابتلعته .. ليجد الاخر نفسه في مكان مختلف ناظراً لقاسم الذي يهوي في فوهة عميقة صارخا به .. ليصرخ بفزع : قاسم


كان ذاك الكابوس زائرا مزعجا في الآونة الاخيرة .. يبتعد ليالي ويعود بعدها منقضا على صدر جاسم .. حتى تثقل انفاسه .. ويتعرق وجهه .. قامت مفزوعة وهي تسمي بالله .. وترجع تتعوذ من الشيطان .. اضاءت النور بجانبها .. وحثت الخطى الى الثلاجة الصغيرة بالغرفة .. اقبلت نحوه وبيدها قنينة ماء تفتحها وتمدها له .. شربها حتى لم يتبقى فيها الا القليل .. وبعدها ازاح الغطاء واقفا : شو صاير وياك .. شو اللي تشوفه يخليك بهالشكل .


سحب قدماه مارا من امامها متوجها لدورة المياه ( اكرمكم الله ) .. سحبت لها منشفة وتبعته حتى وقفت بجانب الباب تنظر اليه وهو ينضح الماء على وجهه .. ما لبث حتى وضع رأسه بالكامل تحت انبوب الماء : وين قاسم عنك .. في اخو يخلي اخوه وهو محتايله .


انتهى .. سحب المنشفة من يدها .. غطى رأسه بها منشفا شعره ووجهه .. وبصوت خافت : لا تدخلين باللي ما يخصج .

جلس على السرير وهو يحرك اطراف اصابعه بحركة دائرية على صدعيه .. لتردد هي : كيف ما يخصني .. وانت من ذيك الليلة متغير .. ياليتنا ما رحنا .. وياليتني ما رحت وياك .

قام غاضبا : ترا العيشه وياج صارت ما تنطاق .. قلتلج مالج دخل .. انتي ما تفهمين .

مشى خارجا من الغرفة : انزين وين رايح .

رد دون ان ينظر خلفه : لجهنم الحمرا .


في تلك الليلة كشفت اوراق كثيرة لها .. منها حبه .. وسر نظارته .. وشوقه لاخيه .. لعل تزاحم تلك الاوراق هو ما قلب الموازين .. واحال كل شيء لبعد وتجافي بينهما .. جلست على حافة السرير .. تعيد كلمات قيلت في تلك الليلة .. لم يعترف ولم يقل انه يحبها .. ولكن احست بذلك .. شعرت به يعانقها .. كنسمة هواء تعانق روحها المتعبة .. شعرت بحبه يداعب قلبها بلطف وهو يبتسم لها بعد ان قدمت اعتذارها بعد ان دلفت في سيارته " الرنج روفر " .. ليقاطع كلماتها .. بانه لا يحب كلمات الاسف .. وبعدها يبتسم .. كانت ابتسامته مختلفة حينها .. وقبل ان تطأ قدماهما ساحة الفندق حيث تقام تلك الحفلة الكبيرة .. التفتت له .. وتسابقت اكفها لوجهه .. ليمسكهما : مب لازم تعرفين .


ولكنها اصرت .. لا يعلم حينها لماذا سمح لها بنزع نظارته .. كانت تنظر اليه بعدها بنظرات غريبة .. لم يفقهها .. لم يعي سوى ابتسامتها وهي تحرك اطراف اناملها بجانب عينه اليمنى .. عين مختلفة .. لا حياة فيها .. امسك يدها ولثمها لا اراديا .. واعاد نظارته ليغطيها .. ويدعوها لدخول ..هاهي تجلس وتتمنى لو انها لم تترجل يومها .. لو انها قالت له ان يعود ويقضيان تلك الليلة مع بعضهما .. لكن هيهات للتمنى ان يصيب الآن .. فكل شيء تغير .. لم يعد المنزل بالنسبة له سوى مكان نوم لا غير .. وياليت ذاك النوم يأتيه باريحية .. فتلك الكوابيس تقض مضجعه بعنف ..شهور مرت وهو على هذا الحال .. يبتعد عنها .. يغرق نفسه بالعمل حتى تنتهي انفاسه .. ولا تقوى على المتابعة الا على فراشه ..


جالسا على الارضية الخشبية .. وصوت ارتداد تلك الكرة الساقطة من يده والعائدة اليها يصرخ في المكان ..كان يحاول ان يجد مخرج مما هو فيه .. فعبد العزيز اطبق عليه بقوة .. وذاك الجون المخادع عرف كيف يلعبها .. يريد ان لا ينكسر .. فالانكسار سيدمره .. سيدمر روحه التي بدأت تعود ..اغمض عينيه بتعب .. واراح جلسته ثانيا ساق وفاردا الاخرى .. كانت الافكار تعصف به .. تمتم : ليش كثرت زياراتك لي يا قاسم ..


لم يقطع افكاره تلك سوى دخولها .. لا ترغب بان تقسو عليه .. ولكن عفويتها تقودها .. جلست القرفصاء واضعة يدها على ركبته : سامحني .. بس خايفه عليك ..

لم ينظر لها .. يتحاشاها بقدر ما يستطيع .. ولا يريد لنظراته ان تفضحه .. قام واقفا : جهزي شنطتج وشنطي .. باكر بسافر .. وبوصلج بيت اهلج .


بعدها غادر المكان .. لتتردد الاسئلة تضرب جدران عقلها بقوة .. هل انتهى كل شيء؟ .. سيتركني كغيري ؟ .. الم يحبني .. هل كنت واهمة في نظراته لي ؟ .. نزلت دموعها التي تأبى ان تصدق ما قيل .

,،


كما لا يصدق هو ما يحدث له .. اضحى قريبا جدا من ذاك المنبوذ .. هاهما يمشيان بمحاذاة البحر .. وامواجه التي تقبل الرمال بفرح وتعود من جديد مبتعدة .. وتتابع القبلات دون هوادة .. عبدالله هاديء ويبدو انه مستمع جيد لبدر الذي لم يعد على لسانه الا هاجر : سافرت البارحة .. سافرت وخذت قلبي وياها .. من يوم ما شفتها ع التلفزيون وانا حالتي حاله .


يداه في جيبي بنطاله .. توقف وتوجه للبحر ليدع لقدماه نصيبا من تلك القبلات من تلك الامواج : قلت لك تزوجها .. ما طعتني .

ضرب الموج بقدمه وكأنه بذالك يعيده للبحر : كنت غبي .. وهي خلاص طارت من ايدي .. وابويه بعد اللي صار مستحيل يرد يخطبها لي .


مشى مبتعدا ليجلس ناظرا لغروب الشمس .. وكم يتمنى لو قلبه يغرق خلف جدران النسيان كما تغرق تلك الملتهبة خلف زرقة البحر : ابويه غريب .. زوج سعيد ومب راضي انه يطلق ريم .. انزين شو ذنبها تبقى معلقه وياه .. يعني هو يستانس وهي لا . حلال عليه وحرام عليها .


استغرب بدر من كلامه .. فلأول مرة يشعر بشيء خفي خلف تلك النبرة .. جلس بجانبه : باين انك للحين تحبها – ضحك واردف – بعدني اتذكر الحرب اللي سويتها فالبيت يوم قرروا يخطبونها لسعيد ..

اراد ان يغير ذاك الموضوع الذي يقلب في نفسه مواجع لا تهدأ : الا شخبار مايد .. يدور شغل؟ .

ضحك بقوة حتى انزعج عبدالله من ضحكاته : اي شغل الله يهديك .. واحد ما عنده الا ثاني ثنوي .. وين بيحصل شغل .. وابوي ع الطالعه والنازله يهازب فيه .. يريده يرجع يدرس ثنويه عامه وهو مب طايع ..

- ربك يمهل ولا يهمل .

- تتشمت باخوك يا عبود .


قام واقفا ينفض رمال الشاطيء عن ملابسه : حشا والله .. عمري ما تشمتت بحد .. بس يمكن يعرف غلطته .. ويفكر انه يعتذر مني .. او خلنا نقول يقول لابوي الصح .

مشى يتبعه الى سيارته : ليش ما ترد تتسامح من ابوي ..

التفت وقد اكتسى وجهه الغضب : اتسامح ؟ .. تقول اتسامح .. منو اللي غلط يا بدر .. انا والا هم .. ما برد البيت الين ما يبان كل شيء لهم .. ويعرفون ان عبدالله مب راعي سوالف مخبقة .

- لا تحرق ( تعصب ) علي .. وبعدين السالفة صارلها شهور .. يعني ما صارت كل هالقطاعه .. وترى امي تحاتيك .. ولا هي بصحتها كل يومين تروح تزورك .. الييه لها مب لك .


ركب سيارته وانزل الزجاج ناظرا لبدر الواقف : ما بتركب .. وبعدين ترا ذاك البيت عافه الخاطر وانا اخوك – ادار المحرك - اركب .


,،

حتى هي لم تعد تطيق البقاء في ذاك المنزل .. وتخطط لحياتها بشكل مختلف .. ها هي على مشارف السابعة والثلاثين من العمر .. ولا تزال في مكانها .. استيقظت على رنين هاتفها الذي لا يهدأ : الو .. وعليكم السلام والرحمة ... كيف ؟ .. صدج – بان في عيونها فرح غريب – ان شاء الله .. لا ولا يهمك عقب يومين بكون عندكم .. مع السلامة .


انهت المكالمة وعمدت لتدوين ذاك التاريخ .. فيجب ان لا تنسى .. رمت هاتفها بسعادة عارمة .. توجهت لدورة المياه ( اكرمكم الله ) لتبعد عنها كسل الليلة الماضية .. ارتدت ثوبا منزليا ذي الوان هادئة .. وسرحت شعرها القصير على عجالة .. وبعدها خرجت وهي تلبس " شيلتها " ذات الالوان المتداخلة .. نزلت واذا بها تسمع والدتها تتحدث في هاتفها : ان شاء الله يا ام خلفان .. انا بكلم ابوها وبردلج خبر ..


جلست وتناولت حافظة الشاي الفضية .. وكوب شاي .. وهي تسكب فيه الشاي بالهيل والحليب : شو عندها ام خلفان ؟

- تباج لاخوها .

انزلت الكوب .. وكأن هناك رصاصة اصابتها .. هل يعقل بان النصيب لا يزال يطرق بابها حتى وهي بهذا السن .. تلعثمت : انزين شو قلتيلها ؟

- قلت لها بخبر ابوج .

بشو تخبريني .. كلمة نطقها وهو يجلس بجوارها ساحبا حافظة القهوة ليسكب له فنجانا .. قالت وهي تاخذها من يده : بعدين اخبرك .


لم ترغب بطرح ذاك الموضوع بحضور زوجة ابنها سناء .. التي نزلت وهي حاسرة الرأس .. وجلست بعيدا عنهم .. ليرمقها راشد بنظراته : البنت لي قامت وشافت اهل ريلها تحب روسهم .

زفرت وهي تحاول ان تصطنع ابتسامة : سامحني عمي .. بس انا مب متعودة .. اذا اهلي ما احب روسهم .. احب راسك وراس عمتي ..

وقبل ان ينطق قاطعه ولده وهو يقبل رأسه .. ويتوجه ليقبل رأس والدته : ما عليه يا ابوي .. بعدها مب متعودة .. مع الوقت بتتعود يالغالي .


تمتمت فاطمة : هيه هين – تنفست بعمق وقامت – الا شو اخبار ريم .. ما قلت انك بتردها .

نظر اليها بنظرات تقدح نار : مب وقته .. وبعدني معرس – نظر لسناء التي قامت – وريم اختارت تكون بعيد وهي حرة .

- ريم بتردها لبيتك غصبا عنها .

كانت تلك الجملة من والده كفيلة بان توقف سناء عن متابعة سيرها .. وتنظر لفاطمة المبتعدة خارجة للحديقة .. تبعتها بخطى متسارعة .. واذا بها تعانق ذراعها بكفها بعنف : انتي شو فيج علي .

وهي تحرك سبابتها بشكل رأسي على رقبتها : ما بالعتنج ... اللي تخون ربيعتها تسقط من عيون الناس ولو كانت بنت الحسب والنسب .


تركتها ليتآكلها الغيض .. فهي تشعر بانها دخيلة في هذا المنزل .. لا احد يحبها .. سوى سعيد الذي حتى الآن لا تستسيغ ضعفه امام والده تمتمت بكره واضح : هين .. ان ما يبتلكم الولد وخليتكم تحبون ريولي عشان ابقى ما اكون انا سناء .

,،


خرجت من غرفتها وبطنها الكبيرة خرجت قبلها .. يتعبها النزول كثيرا .. وذاك القادم لا يريد ان يعتق رحمها ويخرج للنور ..مشت بتثاقل .. سمعت ضحكات ميثة وهي تستمع لعلياء التي تحكي لها ما حدث معها مع استاذة التربية البدنية .. تقدمت وجلست بتعب واضح .. وانفاسها تتابع مندفعة من فمها وانفها .. نظرت لها مريم بخوف : شو بلاه ويهج اصفر .. ليكون بتولدين – تقدمت منها – حاسه بشيء .. بويع فبطنج .. برفسات ..


وتتابعت الاسئلة لتضحك ريم : خالتي بلاج ع البنت .. شكلها بس مشتاقة .. والا هي ما فيها الا العافية .

هل كان عليها ذكر الشوق الآن .. فهي حقا مشتاقة الى حد الجنون .. واحمرار وجهها فضح شوقها : ما في شيء عموتي ..

تقدمت علياء .. وانحنت واضعة رأسها على بطن شهد : ما يتكلم فبطنج ؟


لتبدأ الضحكات تتعالى في المكان .. وتصرخ شهد جراء وخزة اصابتها من ذاك الضحك : الله يقلع بليسج علايا..

استندت بتعب على الوسادة وهي ترد على سؤال علياء : طارق يريد يسميه ع ابوه الله يرحمه . بنسميه منصور ان شاء الله .


اردفت وهي تاخذ قطعة بطيخ احمر من يد ميثة : الا عموتي .. صدج اللي تاكل لحم ركاب تعوشر .

- ليكون ماكله لحم ركاب ؟

ردت وهي تبعد حبوب البطيخ من فيها : لا ما اذكر اني كلت .

قامت ريم وهي تقول : وانتي شو دراج .. البركة فالاعراس اللي تسحبج حقهن خالتي .. يمكن كلتي فواحد منهن .

بخوف قالت : يعني الحين ما بولد .


-
منو قالج هالكلام .. ان شاء الله بتولدين .. وبعدين الدخاتر ما يعرفون يحسبون صح .. وسألي ميثة كيف تغربلت وييا خلود ..

تكلمت ميثة وهي تضرب علياء على فخذها : قومي شوفي خواتج – وما ان غادرت المكان حتى اردفت قائلة – هيه والله كلام مريم صدج .. ما يعرفون ..وانتي بعدج الحين فالتاسع .


هل هو خوف غريزي لكونها اول مرة .. ام انه خوف في مكانه ؟ .. فهي على يقين بانها انهت التاسع منذ ايام .. وحتى كلام الطبيبة المعالجة يؤكد ذلك .. انتابتها راحة مؤقته بكلام مريم وميثة .. ولعل كلامهما صحيح .. قد يكون خطأ في الحساب لا غير .


,،

Continue

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 05:00 PM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 

http://up.graaam.com/uploads/imag-6/...886d55f45b.gif

,،


كالخطأ الذي ارتكبته وديمة حين اعطت محمد دوائه ..فالدواء الجديد لا تزال لا تعرف له ولجرعاته .. ولأول مرة تقوم بذلك دون طلب من امها .. او باتصال من سعود .. اعطته الدواء بعد معانة طويلة معه .. لتتركه في الغرفة .. وماهي الا نصف ساعة حتى تصرخ جدته منادية لها .. ليهولها منظر محمد الذي تطوح على كرسيه .. ووالدتها تحاول فكه دون جدوى .. صرخت بها لتتصل بسعود .. فهرولت وفرائصها تتراقص خوفا .. ليصرخ بين زملاء عمله في ذاك المصرف .. وبعدها يخرج مسرعا .. لا شيء بين عينيه الا صورة ابنه محمد ..وكلام وديمة لا يبشر بخير .. يتآكله ذاك الازدحام بنهم .. ليحيل صبره لدخان يبعثره صوت بوق سيارته المتكرر .. الوقت يداهمه .. والمنزل بعيد .. ولا يعلم هل سيارة الاسعاف ستصل قبله ام هو من سيصل .. ام ان هناك زائر آخر سيسبقهم .

,،


انفض الاجتماع الذي عقده مع رؤساء الاقسام في شركته .. اعطى تعليماته لسكرتيرته بان تلغي جميع مواعيده لبعد الظهر .. رفع هاتفه ليتصل بها .. ويطلب منها ان تجهز نفسها للعشاء في الخارج .. وما ان انهى مكالمته معها حتى دخل اخيه وعلى محياه ابتسامة.. القى التحية وجلس : ما ناوي توظفني عندك .

وهو يضغط على اعلى انفه بسببته وابهامه : ووظيفتك ؟

- والله انك مب سهل .. ما دريت انك عارف تلعبها صح .


امتعض من كلام طلال : احترم نفسك يا طلول .. سيف مب خاين .. وهذي الشركة من تعبي .

انفجر ضاحكا وهو يقف : السمووحه يا طويل العمر – قهقه – اريد وظيفه وياك – انحنى مستندا على الطاولة بكفيه – شو رايك تخليني نايبك .

قام واقفا .. وسحب هواتفه النقالة من على الطاولة .. وبعنف ارجع طرف " غترته" للوراء : تريد تشتغل بعطيك وظيفه .. بس انا اللي احددها ..

خرج ليخرج من خلفه .. وما ان ركب سيارته حتى قال وهو يقف بجوار الباب : ماشي .. يا .. سيف .


اغلق زجاج نافذته .. وانطلق .. فتلميحات طلال تثير في نفسه الغضب .. هو لم يخن احد .. وهذه الشركة كما يردد دائما من تعبه .. ومن امواله الخاصه ..لم يعد الى منزله الا عند الساعة السابعة .. مع انه خرج من شركته عند الساعة الثالثة ظهرا .. احب ان يبدد غضبه ذاك باي شيء .. فهو لا يريد ان يعكر مزاج رشا التي اضحكت متعلقة فيه اكثر .. كما هو حاله ..


دلف الى منزله متوجها مباشرة الى غرفته .. لعلها مستعدة للخروج .. وترتدي عباءتها ايضا .. دخل غرفته واذا به يراها خارجة من دورة المياه ( اكرمكم الله ) ..تبدو شاحبة .. اقترب منها : حبيبتي فيج شيء .

هزت رأسها وهي تمشي للسرير : راسي يعورني .. الحين بتجهز عشان نطلع .

جلس بجانبها ممسكا كفها : اذا تعبانه ما في داعي لطلعة .. بنتعشا هني .

هزت رأسها بعنف : لا لا .. انا مليت من البيت .. ومتشوقه لهالطلعة من يوم ما دقيت علي – قبلته على وجنته – الله يخليك لا تكنسلها .

ابتسم لها : من عيوني .. قومي تجهزي ..


,،

ما عرفتلها الا رشا ..جملة نطقت بها رنيم على مسامع والدتها .. وهي يتملكها الغيض من حالهم .. استطردت قائلة : كل شهر والثاني مسافر .. ولا فكر فينا

وهي تغير القناة الى قناة اخرى .. وتضع جهاز التحكم من يدها : انزين هو ما رايح سياحة .. رايح يرجع لكن المستوى اللي كنتن فيه .

وضعت ساق على اخرى بغضب واضح .. وهي تهز ساقها : هيه باين .. وليش كل ما سافر خذها وياه .. بعد رايحة تشتغل ؟


كانت جالسه وبيدها كيس " ليز " تأكل منه ببطء وهي تستمع للحوار الدائر بين رنيم وامها : استغفر الله العظيم .. هيه رايحة فشغل .. ارتحتي .

قامت واقفة : لا ما ارتحت .. احنا خواته مب هي .. وانا مب مثلهم اصدق انها بنتج .. وبعدين اي شغل تتكلمين عنه .. مب كافي انه اخذ ارصدتنا من البنك . وباع شركاتنا كلهن .. وكل هذا وعذره انه بيرجع اللي راح ..اشوف ما شيء رجع ؟


قالت وهي تقضم قطعة : انزين الشيء مب سهل .. يباله وقت .

صرخت بها : سكتي انتي .. عايبنج حالنا .. كل ربعي خلوني .. والسبب ابوي ... ياليته مات بدون ما يخلينا ع الحديدة .

لم تشعر الا بكف والدتها .. الذي كان من شأنه ان يوقف جواهر عن الاكل : ابوج مات وهو مرفوع الراس .. لا انه كان مهرب ولا تاجر مخدرات .. وربعج اللي تنوحين عليهم مب ربع .. ما جمعهم عليج الا الفلوس .. مثل الذباب ع الشكر ( السكر ) .. ويوم يخلص تطايروا ..


القت بكلمتها وغادرت .. لتصرخ بجواهر : كله منج .. ليش ما توقفين وياي .. عايبنج اللي احنا فيه .

خفضت نظرها : فيصل ما مقصر ويانا بشيء .

رصت على شفتيها مطلقة صرخة غيض .. وهي تضرب برجلها الارض .. لتنسحب بعدها من تلك الصالة التي باتت مكان لاستنزاف غيضها الدائم .. صعدت الى غرفتها التي لا تأتي شيئا امام غرفتها التي كانت .. جلست على حافة سريرها تبكي : حرام اللي يصير .. والله حرام .. وهو ما فالح الا يسحب هالشينه وياه ..

هذا حالها تندب حظها الذي اوصلها الى هذا المكان .. وتتمنى ان يكون فيصل عند كل كلمة قالها .. لتعود لحياتها السابقة التي تعشقها .

,،


كحياة سارة التي باتت تعشقه .. هاهو ينادي عليها .. يستعجلها للخروج .. فذاك الفلم على وشك ان يعلن انطلاق البداية .. لبست عباءتها على عجل .. وخرجت تركض وهي تصرخ : يايه .. يايه ..

نظرت لوالدته الجالسة في الصالة : خالتي عايبنج اللي يسويه في .. يعني يتصل في بدقايق ويقولي تجهزي .. والحين يالس يصارخ علي .


ضحك وهو يقف عند الباب : اذا تبين تروحين خلصي .. والا ترا اروح واخليج

- يا ولدي شبلاك مستعيل .. السينما ما بطير .

وهي ترتدي " شيلتها " : قوليله – مشت بسرعة واذا بحذائها ينكسر – وقته الحين .. كله منك .

قهقه وهو يقترب منها ..انحنى ممسكا بيدها يرفعها عن الارض . ويهمس : الفلم بدا .


لتصرخ فيه : هيه ما يهمك الا انجلينا جولي .. مالت بس .. وانا اللي عبالي خايف علي ..

نزعت حذائها وعادت ادراجها لداخل وسط ضحكاته التي كانت تزيد من احتقانها .. يحب ان يغيضها .. بل انه يتلذذ بهذا الشيء .



,،

ان شاء الله البارت يعجبكم
وانتظروني يوم الاربعاء مع البارت 18


♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 05:01 PM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
احيانا نشعر باننا نمشي دون وعي منا .. نعمل ونقوم بمهامنا اليومية بكثير من الضجر .. او لعله الفتور .. هاهو ينهض بكسل من فراشه .. يسحب جذعه بثقل ليسنده على ظهر ذاك السرير المتوسط الحجم .. والقريب من الارض ..حرك يده اليمنى على جانب وجهه الايمن ماسحا له بعشوائية مفرطة .. ما لبث ان اطلق العنان لها لتمسد شعره الاجعد .. تثاءب وهو يضع راحته على فيه .. وبعدها تتابع السعال الخفيف .. واذا به ينشق مرتان ويعرك انفه بظهر سبابته .. قد يكون هناك موعد مع الزكام .. فتغيرات الاجواء في عاصمة الضباب في هذه الايام لا ترحم .. قام وهو يجر خطواته مرغما .. اخذ حماما دافئا لعل وعسى يعتقه ذاك الكسل .. الذي لازمه فترة طويلة .. نظر الى انعكاسه على تلك المرآة .. حرك رقبته على اليمين ثم اليسار .. فهو يشعر بثقلها على اكتافه .. تقدم اكثر من المرآة وكأن به يدخل رأسه بها .. تمعن في عينيه المتعبتين .. وتلك بقع سوداء تستعد لتطفو بقوة على بشرته .. تمتم وهو يبتعد يجر جسده للخارج : الله ياخذهم .

عاد ليتثاءب بمليء فمه وهو يتجه الى ذاك المطبخ الصغير .. نزع اناء القهوة من مكانه . فتح الغطاء وهو يتأمل بقايا قهوة البارحة .. ثواني واذا به يغرقه بالماء .. ليستعد من جديد ويعد قهوة صباحية قد تنعش جسده المرهق ...تنهد بتعب واضح ..و انهى شرب قهوته على عجل .. وتجهز في غضون دقائق اقرب الى النصف ساعة .. حمل حقيبة جهازه المحمول وغادر مسرعا .. فمكتبه الجديد الذي لم يمضي على افتتاحه سوى اشهر معدودة بحاجة لمن يهتم به .. حتى وان كان العمل فاتر .. ولكن لا يهم .. فهو لديه وظيفة مسائية في أحدى شركات الحواسيب .. وما هذا المكتب الا بداية لاستثمار ماله .. فهو يتسلى باصلاح حواسيب الاخرين .. ولا ينكر بان العمل الذي قام به منذ يومان لاحدى الشركات اكسبه مالا لا بأس به .. دلف الى مكتبه .. وقلب تلك اللوحة الصغيرة على الباب ليعلم المارة ان المكان غير مغلق .. فهو كمحل صغير في زاوية من زوايا شوارع لندن الضيقة .

وهو يخلع قميصه الجلدي ليعلقه .. اذا بها تدخل وهي تفرك كفيها ببعضهما : الجو بارد هذا اليوم ..
ابتسم لها .. ورحب بها .. ثم دعاها للجلوس .. اردفت وهي تقول : كنت انادي عليك وانت تنزل السلم .. ويبدو انك لم تسمعني ..
قام واقفا ليلج الى غرفة صغيرة مفتوحة على غرفة المكتب .. واذا بصوته يصل اليها : هل ترغبين بالقهوة ؟

اضحى يكثر منها في الاونة الاخيرة .. يتلذذ بالسهر على انغام رائحتها .. فهو يخاف النوم .. بالتحديد يخاف ان يحلم بها .. مع انها لا تفارقه ابدا .. في كل مكان معه ..حتى وهو يحمل الاكواب بيديه يتذكرها .. يتخيلها تنتظره .. او لعله يتمنى ان تكون هي تلك الجالسة في ذاك الكرسي لا ايريس .. رشفت من كوبها .. واخذت تستنشق البخار المتصاعد بلذة عارمة :قهوتك لذيذة .

لم يجبها .. فاستطردت قائلة : انت مختلف كثيرا .. لم تعد احمد الذي كان منذ سنة مضت .. اعلم ان ما حدث لك ليس سهلاعادت ترشف من كوبها . احتظنته بين كفيهاولكن .. لا يجب ان تيأسباهتمام زائد وهي تضع الكوب من يدها على الطاولةاخبرني ماذا حدث معك في السفرة الاخيرة وقلب حالك بهذا الشكل .

شبك اصابع كفيه ببعضهم .. مخفيا ابتسامته الذابلة .. وناظرا الى قهوتها التي بدأ بخارها يخبو .. لا يريد ان يتكلم .. شعرت بذلك .. فهو يتهرب من اسئلتها والحاحها .. قالت بحزم :الا تثق بي .. الستُ جارتك منذ خمس سنوات .. هل رأيت مني ما يسيء يوماارخى ذراعيه على الطاولة وهز رأسه بلااذا تكلم .. صدقني سترتاح .. الم تلتقي بحبيبتك .. هي خطيبتك صح ؟

كانت تتكلم راغبة بكلمة واحدة منه .. ولكن الصمت كان مسيطرا عليه .. فجأة سحب شيئا من درج مكتبه .. يربكها هدوءه .. وحين نطق باسمها طالبا منها التوقف عن الكلام لبرهة .. ابتسمت.. فهي تعشق اسمها من بين شفاهه .. فهو ينطقه بطريقة مختلفة .. نظرت اليه وهو يشغل جهاز " الاي باد " .. واذا به يمده اليها .. لتشاهد ذاك الفيديو الذي حفظه بكل تفاصيلة عن ظهر قلب .. نظرت اليه واذا بها تقول :هل هذه حبيبتك ؟ لكنني لا افهم شيء مما تقوله ..

-
هذا برنامجا اخباريا .. اواضب على متابعته لشوقي الى وطني .. وتفاجأت بها تلك الليلة تظهر فيه .. لم اصدق عيني.. حتى عندما نطقت اسمها .. ظننت يومها انني جننت .. ولعلي اتخيلها مكان المذيعة الاصلية .
وضعت الجهاز من يدها .. وقالت بعد ان تنهدت : الهذه الدرجة تعشقها .
"واكثر" .. وكأنه بتلك الكلمة يحطم آمالا بنتها تلك الشابة الندنية .. عادت تسأله : ماذا حدث معك في سفرتك الاخيرة .. قلت لي بانك ستذهب لتعيدها .. وانك ستخبرها بكل شيء .. ولكنك عدت انسانا مختلفا .. تبدو لي وكأنك قضيت اعواما هناك وعدت .. مع انك لم تمكث الا ثلاثة ايام ..


سكت .. وكان السكوت الذي يسبق العاصفة .. عاصفة سيبعثربها تلك الاحداث على مسامعها لعله يرتاح من تكرار زيارتها على عقله المتعب .. يتذكر كل شيء
.. كلامها معه .. عيونها حتى وان كانت يومها تخفيهن خلف زجاج معتم .. انتظرها طويلا في تلك المواقف القريبة من جامعتها .. لا يعرف متى ستخرج .. وكان قبلا يحفظ جدول محاضراتها كاملا .. متى تبدأ ومتى تنتهي .. ومتى موعد استراحتها .. كان يحب مشاكستها بين المحاضرات برسالة نصية قصيرة .. يكتب فيها كلاما يبعثرها .. ويبعثر كلام المحاضر امامها .. يضحك وهو يتخيلها تقرأ رسائله ..

انتظر حتى الثالثة ظهرا .. يعلم انها في الداخل .. فسيارتها لا تزال مركونة في مكانها .. انزل زجاج النافذة . واذا به ينحني على المقود مربعا ذراعيه مرخيا رأسه عليهما .. دقائق واذا به يسمع صوت انفتاح قفل سيارة .. تلفت ورآها مقبلة بيدها حقيبتها البيضاء ذات النقط السوداء العابثة على سطحها دون انتظام . وكتابان ودفتر كبير .. فتح باب سيارته على عجل يريد ألحاق بها ..سماعها لاسمها بتلك النبرة ارجفتها .. حتى اوقعت ما بيدها .. هل كان خوفا ام كان شوقا .. او قد يكون جرحها قد تقطعت خيوطه قبل ان يلتئم .. والسبب هو .. التفتت له بعد ان قال : اسف لاني خوفتج .

انحنت فانحنى معها امسك كتابها اذا بها تسحبه بعنف .. وترميه مع اخويه في سيارتها .. بحدة تنم عن ثقة مصطنعة : شو اللي يابك ؟

ابتسم فهو الشخص الوحيد الذي نال الامتياز في تمييز نبرة صوتها .. متى تكون سعيدة .. ومتى تكون حزينة .. حتى الآن يعرف انها خائفة .. فنبرتها فضحت قلبها المتسارع النبضات : ما تغيرتي.

نطقها .. لتردف هي على جملته تلك : تغيرت – ابتسمت نصف ابتسامة على الجانب الايمن من شفاهها – شو تريد ؟
وضع يده في جيب ثوبه .. كان متوترا لا يعرف ماذا يقول .. او من اين سيبدأ : خلينا نروح مكان هادي نسولف فيه .. تعالي بسيارتي او نروح بسيارتج .


نزعت نظارتها بحركة كبرياء .. وكأنها تخبره بنظرة عينيها .. انها لم تعد زوجته .. ابتسمت ساخرة : ما بينا كلام .. والقلب اللي شالك .. قدر يرميك
.. مع السلامه يا ولد خالتي .
تحركت بسيارتها تحت انظاره .. داست على قلبه بعجلاتها .. كما داس هو قلبها فيما مضى .. تتبعها بنظراته التي لم تصدق ما قيل .. حتى توارت ..


توارت نظراته عن عيون ايريس وهو يحمل قهوته متعذرا بانها بردت .. احست بحبه القوي من خلال حديثه ذاك
.. تبعته ووقفت تنظر اليه يريق قهوته المرة دون رأفه .. اقتربت منه واهملت كوبها في تلك المغسلة .. ثم سحبت يدها ببطء لتضعها على كتفه .. ليبتعد جراء فعلها .. تاركا المكان .. تبعته من جديد : اسفة .. ولكن عليك ان تنساها .. لانني لا اظن انها ستعود بعد ما قالته لك تحركت نحو الباب ووقفت تنظر اليهالمرأة اذا كرهت صعب ان تعود .

وقبل ان تفتح الباب رد عليها : المرأة اذا احبت من الصعب أن تكره .

,,

ولكن ماذا عن الرجل ؟ .. هل هو في مرتبة المرأة في وظيفة الحب .. ام انه يختلف ..هل الحب لدى الرجال مختلف .. ام ان حبهم اعمق من من حب النساء .. يحبها هو يدرك بانه يحبها .. ينظر اليها ويسمع دموعها .. وهي جالسه ترتب حقيبتها بعد ان رتبت حقيبته .. كان قلبه يحدثه باشياء كثيرة .. يخبره ان تلك الخولة قد احتلت ربوعه .. واستوطنت شراينه .. كان يبكي متأوها .. يريدها ويقسي عليها .. يوجعها بقوة فهو دائما ما يوهم نفسه بانه ليس اهلا للحب .. ولم يخلق له يوما .. فتلك المشاعر للضعفاء وهو ليس بضعيف ..

وقفت ومسحت دموعها .. لانها شعرت به يقف ينظر اليها .. التفتت له .. ابتسامتها تلك تذيب قسوته .. تقدمت حتى اضحى لا يفصلها عنه سوى سانتيمترات قليلة .. رفعت نظرها له .. ابعدت نظارته : مب لازم تلبسها وانا وياك .. ما في حد يشوفك الا عيوني .

ينظر اليها بعينه الحية .. يناظر شفاهها المتذبذبة مع تلك النبرة الحزينة .. يدها تتحسس وجهه .. ارتفعت واقفة على اطراف اصابعها .. فهي لا تطاله .. لا تطال وجنته بوقفتها العادية .. طبعت قبلة كانت كفيلة ان ترجف قلبه العليل .. انزلت عيونها بخجل : سالتني مرة .. اذا انا احبك .. يومها قلت لك اني لا .. واني ما اكرهك .. اليوم لو رجعت تسألني نفس السؤال .. بقولك اني ما احبك ..
قطب جبينه مستنكرا ما تقول .. اذا بيده تتحرك رافعة وجهها .. ابتسم : متأكدة ؟


ازدرت ريقها .. وهزت رأسها بالايجاب .. ما لبثت حتى تركته متعذرة بانها ستجهز نفسها لتغادر معه لمنزل عيسى .. ضحك عليها .. كانت ضحكة مختلفة .. هو يشعر بان ضحكته التي غابت عادت من جديد معها ..رن هاتفه المرمي بجانب قوارير العطر .. حث الخطى لينتشله
:الووواكفهر وجههشوو .. انت متأكد من اللي تقوله اغمض عينيه بحقد متأجج .. صاكا اسنانه ببعضهااوكي..
شد قبضته على هاتفه .. ومن بين اسنانه تمتم : الكلب الحقير .. بس مب جاسم اللي تقدرون تلعبون عليه ..

شدت قبضة يدها اليمنى بجانب صدرها .. فوجهه لا يبشر بخير .. وكلماته تلك التي تهادت الى مسامعها اخافتها .. بلعت ريقها بصعوبة .. فتلك انفاسها اشتعلت في صدرها .. مسح شعره بيده وهو ينظر لتلك الخائفة المترقبة .. دنى منها .. وتخطاها للباب : اذا جاهزة .. انا تحت اترياج .

كيف بقابل عيسى ؟.. سؤال طرحته وهما ينتظران تلك الاشارة تخلع اللون الاحمر .. لم يرد .. فهو يعلم كم هو صعب ان تكون في مكان غير مرغوب بك فيه .. ولكن عليه ان يتركها .. بل يجب عليه ان يفعل ذلك .. حتى وان كذب عليها بانه مسافر .. تحرك بسيارته .. وكفاها لا تنفكان تعانقان بعضهما بتوجس .. الطريق يقصر .. وقلبها تتزايد دقاته .. توقف اخيرا .. نظرت عن يمينها .. هاهو باب المنزل الذي احتواها لسنوات طويلة امامها .. وهو نفس المنزل الذي قتلت فيه على لسان شقيقها .. ترجل فترجلت على مضض .. انزل حقيبتها وحملها حتى باب المنزل .. او بالاحرى الى باب ذاك الملحق الصغير .. وقف ينظر الى تلك المتسمرة عند باب سيارته .. تنفست الصعداء .. تريد لقلبها ان يهدأ .. فيكفيه الشعور بالخوف من فقدان جاسم للابد .. تقدمت .. وتلك الاشجار في ذاك الممر الضيق تظللها بظلها .. صار امامها .. فقال بحنان لطالما تمنته يرافقها للابد :ديري بالج ع عمرج .

وهم لينصرف فاذا بيدها تعانق يده .. توقفه .. وتتمنى ان يتوقف الزمن حينها .. الان تستطيع ان تصل الى وجنتيه دون الحاجة للوقوف على اطرافها .. فهناك حذاء يرفعها .. قبلته من جديد .. فهي تشعر بانها لن تراه مجددا .. وبعدها قامت بحركة تعلمتها منه كثيرا .. ولكنها لم تجرأ يوما على تطبيقها .. انفاسها الثائرة تلفح اذنه..وتغرق قلبه الغارق اكثر واكثر : ما احبك .. بس امووت فيك .

همست بتلك الكلمات .. تنتظر منه شيئا .. قد يكون العدول عن قراره .. لكنها لا تعلم بان تلك الكلمات كانت المسمار الذي شد قراره واوثقه بقوة .. سحب يده من يدها .. وابتعد .. دون كلمة .. ودون نظرة .. غادر ليختفي من امام ناظريها ..تمتمت وهي تمسح دموعها : الله يحفظك .

اثارت الهواء بكفيها على وجهها .. تريد ان تجفف دموعها .. وتبعد ملامح وجهها قبل ان تراها ايمان .. فاختها في المنزل .. لا محاضرات لديها هذا اليوم .. رنت الجرس وانتظرت .. مر الوقت ثقيلا .. واذا بها تفتح الباب .. قبلت وجنتي خولة ببرود غريب .. وبعدها نطقت وهي تنظر للحقيبة : تطلقتي ؟


سحبت حقيبتها لداخل وهي تنطق : فال الله ولا فالج .. تتمنين الطلاق لاختج
.
تبعتها الى غرفتها ووقفت ساندة جانبها الايسر بجانب الباب .. تنظر لخولة التي رمت عباءتها .. واراحت شعرها من سجانه : وين جاسم ؟
قالتها لتنظر لها .. وتقترب منها : جاسم بيسافر .. انتي شو فيج قالبه الويه .. ما تبيني هني والا شو سالفتج .
بتلعثم قالت :لا ما قلت جذي .. بس تدرين ان عيسى ما ..

جلست على السرير وبكلمات هادئة : لا تخافين .. لو السالفة بتضايقه مستعده احبس عمري فحجرتي ولا اطلع .
وهي تهز ساقها بتوتر : بيطول فالسفر .
ابتسمت على توترها : لا تخافين .. اذا حسيت اني ثقلت عليكم بزيادة بطلع ..
اقتربت وجلست بجانبها : لا تفهميني غلط .. بس ما لي الا عيسى .. وصرت واايد قريبه منه فغيابج .. اخاف عليه ولا اريد اي شيء يضايقه .

فرحت لكلام ايمان .. وحزنت في نفس الوقت .. ربتت على فخذها : ما بضايقه .. والا نسيتي اني انا بعد احبه
.
لم تجبها بشيء .. كانت مختلفة هذا ما رأته خولة .. لم تكن ايمان التي تعرفها وتتمنى قربها دوما .. احالت كل شيء الى البعد عنهم .. قد يكون هو السبب في تغيرها .. وقد يكون خوفها من ردة فعل عيسى ايضا .. كل شيء جائز .. هذا ما كان يتبعثر في عقلها .. عقلها الذي حمل من الامور الكثير والكثير ..

,
,



Continue




♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 05:01 PM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 


http://forums.graaam.com/images/imag...d5ac3ca1c6.gif

,,


كما يحمل هو في طيات حياته الكثير والكثير من الامور .. قد تكون صائبة وقد تكون عكس ذلك .. ضحكاته تملأ جنبات المكتب الراقي .. فتلك الكلمات الواصله اليه عبر هاتفه " النوكيا " تدغدغ خلايا الفرح في نفسه .. قابعا على كرسيه مواجها تلك النافذة التي يتعلق خلفها خيطا ثخينا .. فعمال النظافة لا يزالون يتدلون من اعالي تلك العمارة الشاهقة .. ضحك من جديد وهو يردد : يعني طلقها- عاد ليقهق بزهو – هذا هو جاسم عمره ما بيتغير ..

التفت بكرسيه حين احس بوجود شخصا ما يجلس على الكرسي المقابل .. قطب حاجبيه .. ومالبث حتى اعتقهما .. وانهى تلك المكالمة .. ليسارع الآخر قائلا : مسرع ما وصلتك الاخبار ..
- انا اقول جاسم هو جاسم ما بيتغير .

ابتسم بسخرية : وتظن ان جاسم الحين نفس جاسم من 11 سنة يا عبد العزيز .. وتقول ان جاسم هو جاسم .. عجيبة الدنيا اللي نستك جاسم اللي كان وياك خطوة بخطوة .. واللي كان يمينك – يتلفت في انحاء المكتب – فهالشركة .

-
الين متى هالحقد

-
مب حقد يا عبدالعزيز .. كره .. لان اللي داخل هالصدر – يضرب براحته على صدره – ما يعرف الا اثنين .. حب وكره .. ودامك انت مب مع الاول .. فتكون مع الثاني .
تشدق وهو يرخي ظهره على كرسيه : تحبها يا جاسم .. وخايف عليها ..

ضحك باعلى صوته .. تلك الضحكة التي يمقتها عبد العزيز بقوة : قلت لك عمرك ما بتفهمني .. بس مب جاسم اللي يطيح

ضحك تهكما .. وصدره يرتفع ويهبط .. وبعدها اسند ذراعيه على الطاولة منحنيا : بطيح ..

-
ضيقت علي انت وجون الكلب .. ووقفتوا شغلي فشركتي الشهور اللي راحت .. كل مناقصة ادخلها تسحبوها .. بس لا تنسى يا عبد العزيز ان البيت ما يوقف ع عمود واحد ..

-
تريد تقولي انك معتمد على " روز فاشن " اللي ما تسوى بيسه قدام اللي عندي .
- انت غول يا عبد العزيز ..بس انا بن آوى – ابتسم وهو ينظر لعبد العزيز – تذكر هالقصة يا عبدالعزيز .. الكتاب بعده عندي ..
- كنت تسوي فيها العود .. والقوي .. وتقرا قصص اطفال من كليلة ودمنة .

قهقه بشكل اثار الغيض في نفس عبد العزيز : القصص هذي عمرك ما بتفهمها .
قام واقفا ليجلس على الكرسي المقابل لجاسم : الحين تبي تقولي يابن آوى .. انك بتحتال علي .

طقطق بلسانه وهو يحرك رأسه بخفه دليل الا : ياي اخبرك عن نصيبي هني بهالشركة .
- رجعت بكلامك اللي قلته لي ذيك الليلة .. وانا اظن ان جاسم ما يرجع فكلمة قالها .

-
بس اذا كان الطرف الثاني غول .. ومب اي غول بعد .. لازم تاخذ احتياطاتك
- اعتبرها مدحة ؟

قام واقفا وهو يمسح ذقنه باصابع يده اليسرى : اعتبرها مثل ما تعتبرها – مشى حتى النافذة .. كتف ذراعيه على صدره والتفت لعبد العزيز – دريت ان شركة المرحوم سالم الــ ... انباعت ؟
تغير بروده الذي كان .. صارخا وهو يقف : انت شو تقول .. انا متفق مع البنك اللي حاجز عليها اني اشتريها .. قالولي الشهر الياي .. انت متأكد .. والا بس تحاول تـ..

قاطعه : ما احاول .. الشركة صارت لفرناند مور .. تاجر امريكي .. وازيدك من الشعر بيت لي فيها 25 % .
تقدم منه والغضب يتطاير من عينيه : جويسم لا تلعب باعصابي .. ومنو هذا مور .. اول مرة اسمع بهالاسم .. وانت كيف اشتريت هالنسبة .. ومن وين لك .. وشغلك واقف من ...

سكت وهو ينظر لابتسامة جاسم التي اثارت في نفسه الخوف : جسووم .. من وين لك الفلوس عشان تاخذ هالنسبة .
مشى ليجلس على تلك الاريكة .. ثانيا ساق على الاخرى : قلت لك لازم الواحد يكون حذر .. عطيتهم كل نسبتي هني مقابل ربع الاسهم فشركتهم .

تقدم منه ماسكا ثوبه بعنف حتى ارتفع صدره من قوة شد والده له : انت مينون ..
فك يد والده ورتب هندامه وهو يقف : لا ما ينيت .. ع فكرة قبل لا انسى .. ترى مدير الشركة الحالي هو فيصل سالم الـ.... .. وهو اللي بيكون رئيسك هني ..

قهقه تاركا المكان .. وقبل ان يغادر التفت لعبد العزيز : ع فكرة جاسوستك روز بكنسلها .. اذا المدام تريدها ياليت تخبرني

ضحك من جديد .. حتى توارى وتوارت ضحكته .. اما الاخر فسقط على الاريكة يحاول ان يفتح ازرار ثوبه .. فانفاسه بدأت تثقل وتزيد من اختناقه .. تمتم بغضب : الله ياخذك .. ياليتني ما يبتك ..

,,

ياليت كلمة نقولها حين الندم .. او التحسر .. او عند التمنى كما هو حال فاطمة التي تتمنى ان لا تقابل سناء في هذا الصباح .. فهي تثير في نفسها مشاعر الانزعاج .. قامت متأخرة على غير عادتها .. اليوم يوم الثلاثاء .. يوم لا اجازة فيه .. ولكنها اعطت لنفسها اجازة بسبب موعدها .. عند الحادية عشر ستقابله .. خرجت من غرفتها لتعد لها كوب "نسكافية " لعله يهدأ من توترها الزائد .. ستخرج من حدود ابوظبي لتقابله .. شيء بالفعل مخيف لفتاة لم تبتعد يوما لخارج العاصمة بمفردها ..حركت الملعقة في الكوب .. حتى تتلاشى حبيبات السكر .. خرجت لتصادف والدتها .. التي استنكرت وجودها في المنزل .. لترد الاخرى وهي تتابع طريقها نحو السلم : ما عندي شيء الصبح .. بطلع عقب شوي .

صعدت درجة .. اثنتان .. ثلاث .. وتوقفت لكلام والدتها .. والتفتت لها : قلت لابوج عن سالفة اخو ام خلفان .
رشفت من كوبها : وشو رد عليج ؟

يكسرها حال ابنتها البكر .. ولكن لا تستطيع ان تعصي زوجها .. ردت بحزن : يقول بييج الاحسن منه .. لا هو من مواخيذنا ولا من قبيلتنا .
رفعت كتفيها وهي تنطق : عاادي .. مب شيء يديد ..

وتابعت الصعود .. تحت انظار والدتها التي استغربت ذاك البرود منها .. فبالعادة اذا تم رفض شخص تقدم لها .. تقيم الدنيا ولا تقعدها .. تصرخ بوالدتها .. وتحتقن على والدها في غيابه .. تثور فجأة .. وتستهزأ قبل الانصراف .. لكن اليوم لم يحدث ما كان يحدث ..

دلفت الى غرفتها .. شربت ما تبقى من " النسكافية " .. وتركت الكوب على "الكوميدينة " .. تنفست بعمق .. بعدها قامت تجمع بعض الاوراق من الادراج .. وتضعهن في حقيبة يدها الجلدية .. رمتها على السرير .. وقامت لتغير ملابسها .. سحبت لها جينز ازرق .. وبلوزة سوداء .. يجب ان ترتدي اشياء تساعدها على المشي بحرية .. فيكفيها توترها .. الدولاب يعج بالعباءات .. السادة والمطرز .. سحبت عباءة سادة .. وسرعان ما ارجعتها وهي تحدث نفسها : لازم تبانين انج شيك ..

اخذت اخرى بها تطريزات على الاكمام بشكل ملفت .. ارتدتها .. ولفت " شيلتها " على رأسها .. نظرت الى وجهها .. يبدو شاحبا .. مدت يدها لعلبة " أولاي " ورطبت وجهها .. وطبعت اللون الوردي الفاتح على شفاهها .. سحبت عطرها المفضل من " جيفنشي " .. واذا بها تمطر عباءتها به .. شهقت وهي تتمت : فطوم شو صارلج .. انتي ما رايحه المدرسة عشان تتعطرين .. انتي رايحه تقابلين ريال .. استغفر الله العظيم .

خلعت ما ارتدته .. ولكن تلك الرائحة تخللت ملابسها الاخرى .. لا بد من التغيير الكامل .. ابدلت جميع ملابسها بملابس اخرى .. انحنت تفتح حقيبتها للمرة المليون تتأكد من انها لم تنسى شيئا .. اخذت نفسا عميقا قبل ان تخرج من غرفتها .. اقفلتها وما ان استدارت وهي تضع المفتاح في حقيبتها حتى جاءها ذاك الصوت الذي تشمئز منه : غريبة متأخرة اليوم – وهي تنشق الهواء – ما اشم ريحة العطر اللي تتسبحين فيه .

رفعت حاجبها وتقدمت من سناء : اقول .. خلج بعيد عني .. وما في داعي كل هالاهتمام .. اخاف بعدين اتعود عليه .. وبصراحة اذا تعودت على شيء صعب اني اخليه .. واخاف اموت من بعدج .

وضعت يدها على وسطها .. وبغيض : تطنزين ( تستهزء )
هزت رأسها وبوجه بريء قالت : حشا لله – ابتسمت – عن اذنج يا حرمة اخوي .

زفرت .. وبعدها انصرفت لغرفتها .. كان جالسا على الارض عند نهاية السرير .. منحنيا الظهر يقلم اظافر قدميه .. دنت منه .. وبغيض جامح جلست على السرير .. ببرود : خير ..شو فيج حبيبتي .

ابتسمت بمكر .. وهي تزحف حتى اضحت خلفه .. حركت يدها بحنيه على جانب وجهه : سعوودي .
دون ان يرفع نظره : هاااااااا .

-
امممممم حبيبي .. شو رايك تاخذلنا بيت .. ونطلع مني ..
انهى اخر ظفر .. وضعه مع اخوته على ورقة المناديل .. ولفها : لا يا روحي – قام ونظر لها وهو يمسك وجهها بكفيه – ما يصير نخلي البيت لاخواني .. وهذا بيتنا فديتج .

انزلت كفيه بعنف .. وادارت وجهها بزعل مصطنع : بس انا مب مرتاحة .. وابوك ع الطالعة والنازله يحارش في .. ومب ماخذه راحتي واخوانك هني .

جلس بجانبها ناظرا لوجهها .. وشفاهها البارزة : يا روحي .. يا عمري صبري علينا شوي .. وترا اخواني مب دوم فالبيت ..
تهلل وجهها فجأة وهي تضغط على شفتها السفلى : انزين حبيبي .. غرفتنا صغيرة .. وبعدين انت عندك جناح بروحك ليش ما ننقل فيه .
- وريم .

قامت صارخة : انت بعدك تحسبلها حساب .. وليش ما تطلقها .. وبعدين انت كنت تقولي انك ما تحبها .. واشوف العكس الصراحة .

ربعت ذراعيها على صدرها .. واعطته ظهرها .. وساقها تلك لا تهدأ من الاهتزاز .. طوقها من الخلف منحنيا على كتفها : يا روحي .. لا تزعلين .. ولا يصير خاطرج الا طيب .. من باكر ننقل للجناح ..

التفتت له .. وبدلع يقتله .. ويذيب رجولته التي كان يظهرها على ريم .. وكلمات تحيل ما يختبيء خلفه من رجولة الى سراب .. قالت وهي تطوق رقبته بذراعيها : سعودي .. طلقها وارتاح .

التهمهما بنظراته : مب وقته .. ترا حلاتج تزيد ع الصبح .

,,

الصبح الذي تدمر فيه محمد جراء جرعة زائدة .. لم تصل الاسعاف بعد .. وهو ما ان وصل حتى طار الى غرفته .. هناك كان ممدا على الارض وجدته تحاول فيه لعله يستيقظ .. والاخرى واقفة مستندة على الجدار تبكي بخوف .. وصل وبسرعة ابعد والدته عنه .. تحسس انفاسه بظهر كفه وهو يصرخ : شو صار ؟ ..

لترد والدته : وديمة عطته الدوا وبعدها ما ندري شو صارله ..
انحنى يستمع لنبضات قلبه : قلبه ضعيف – اخذ يضغط عليه بخفه – لازم اخذه للمستشفى – صرخ في وسط توتره – اي دوا عطيتيه ؟
تلعثمت : ما اعرف .. مكتوب عليه حبتين .
ارتجفت شفتاها .. ويداها اضحى لونهما احمر بسبب دعكها لهما .. حين صرخ : حبتين شو .. طلعيه لي بسرعة

كان يضغط على صدر محمد .. ويعود يستمع لنبضه .. بعثرت الادوية امامها .. تبكي بقوة وتردد : والله مب قصدي .. والله مب قصدي

ليصرخ بها ان تحضر الدواء وهو يرفع محمد عن الارض .. دنت منه .. تمد له علبة الدواء بيد مرتجفة : مكتوب عليه اثنين .

صرخ : اثنين شو يالعمية .. ما تشوفين الواحد .. مكتوب نص مب اثنين – صرخ بها – حطيه فمخباي ( جيبي ) .

وبعدها هرول مسرعا ومحمد بين ذراعية .. لا حياة فيه .. سوى انفاس خافتة .. وقلب على وشك التوقف .. نزلت على الارض تبكي .. وهي تسمع كلمات امها المحملة باللوم ..دفنت وجهها في ركبتيها .. و رددت من وسط شهقاتها : والله ما شفته انه نص .. والله ..

انطلق بسيارته بعد ان اراح جسد محمد في الكراسي الخلفية .. سلك الجانب الايمن من ذاك الطريق متعدد المسارات .. فتلك الجهة غير مزدحمة كما الباقي .. ابطء من سرعته .. ليتفقد محمد .. التفت له واضعا كفه الايمن على صدره .. لا يزال قلبه ينبض .. ارتاح .. واذا به فجأة يندفع للامام .. ويندفع مع اندفاعه جسدها .. خافت .. فنزلت مسرعة تقف امام بابه صارخة به : عّمي ..ما تشوف ..

انزل زجاج سيارته : سامحيني ياختي .. الله يخليج خوزي من طريجي .. مستعيل ..
تخصرت وهي تزم شفتيها : لا والله .. تقتل القتيل وتشرد .. مب خايزه الين ايون الشرطة يشوفون صرفه وياك ..

ضاق ذرعا بها .. بعثر اوراق الدرج الصغير .. واخرج ورقة وقلم وكتب لها رقمه على عجل .. مده لها وهو يترجاها : اندوج رقمي .. وخليني اروح يا بنت الناس .. ولدي مريض ولازم اوصله المستشفى
- والله عيب عليك .. ريال شكبرك وترقم .. لا وبعد تتعلث ( تتعذر ) بولدك .

زفر بعنف .. وفتح باب سيارته .. ليجرها من يدها بعيدا عنه .. وبعدها يفتح كفها ضاربا بالورقة فيه : هذا رقمي
ادخل يده في جيبه .. واخرج محفظته .. وهو يسحب بطاقتان منها.. صرخت : انت شو تسوي .

سحب يدها من جديد ولا تزال تلك الورقة فيها : هذي هويتي .. وهذي بطاقة الليسن – نظر لها بغضب – خليهن عندج .. عشان تظمنين حقج .

تصلبت في مكانها .. لا تعرف ماذا تقول .. او ماذا عساها تفعل .. مر بسيارته مسرعا .. تمتمت وهي تلتقط انفاسها : مينون .

اسرعت الخطى الى سيارتها .. سحبت حقيبتها من على الكرسي .. ورمت فيها ما يخص سعود .. رقم هاتفه وبطاقاته .. اعادتها وسحبت هاتفها القابع بجوارها بيد مرتجفة .. فما حدث شيء اثار خلاياها .. لمسها بعنف .. استغفرت ربها اكثر من مرة وهي تضغط على ارقام هاتفها .. يجب ان تطلب سيارة اجرة .. فسيارتها تلك لن توصلها لوجهتها وقد كسرت انوارها الخلفية .. وذاك الموعد ينتظرها .. لا بد لها ان تصل في الوقت المحدد .. زفرت وهي تجلس في سيارتها واصوات السيارات المارة ترهقها .. وايضا اولئك الشباب الطائش .. وصراخهم كلما مروا عليها .. عادت لتستغفر من جديد وهي ترى رجفة يدها .. لم يلمسها انسان غريب يوما .. وهذا السعود لمسها بقوة .. تساءلت في نفسها .. هل ابنه فعلا مريضا ؟ .. فهي لم ترى احدا معه .. نفضت راسها من تلك الافكار .. وهي تسحب حقيبتها وتخرج بطاقة هويته . قرأت اسمه .. وتمتمت : شكله ما يكذب .. والا حد يتوح ( يرمي ) اوراقه ع انسانه ما يعرفها بهالشكل – اخذت تضرب بها على راحة يدها بخفة – بس شكله وسيم ..

ضحكت على كلامها وهي ترى سيارة الاجرة تقف خلف سيارتها .. تاكدت من اخذ جميع الاوراق المهمة وترجلت .. بعد ان هاتفت من سيأتي لاخذ سيارتها للتصليح ..

,,

Continue


الساعة الآن 09:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية