منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   [قصة مكتملة] أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel (https://www.liilas.com/vb3/t180431.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 02-11-12 01:40 AM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
يوم عيد .. يوم فرحة تملأها ضحكات الصغار .. ونقوش الحناء على أيدي الفتيات .. ودراهم معدنية واخرى ورقية وضعت لتكون " عيدية " .. يوم يشوبه صوت المفرقعات في طرقات الاحياء .. وامام ابواب المنازل .. يوم تعلو فجره " الله اكبر " .. امتعضت وهي ترى طفلتها الصغيرة تدخل وقد احترق ثوبها الجديد .. فتحوقلت ومن ثم صرخت معنفة لها .. لتجيب تلك بشفاه متدلية : ماما خلود حرقته .

تحوقلت من جديد وهي تمشي لتقف بجانب عتبة الباب منادية لطفلتها ذات الست سنوات .. لتقبل ريم وبيدها " مبخرة " احترق " العود " العربي فيها .. وعلى وجهها ابتسامة : اصبحنا واصبح الملك لله .. شو بلاج ع البنات عموتي ؟

دنت لتقبلها : مباركن عيدج ..

-
عساج من عواده فديتج .. ذبحني بهاللي يشترنه . الخوف ما يحرقن ملابسهن بس ..

طوحت برأسها وهي تدخل : ضمي عنهن عيديتهن .. بدال ما هالعيال يضحكون عليهن ويبيعولهن هالقنابل باكثر من ثمنهن ..

حثت خطاها مخلفة خلفها ميثة تعنف وتنهر ابنتها .. وبكاء الصغيرتين يعلو رويدا .. باصابعها طرقت الباب لتفتح مريم لها .. وثوب عربي يزينها في هذا العيد .. وقبلة حانية على راسها من ريم التي تعتبرها ام لها .. وتهنئة قلبية مع ضحكة وحضن منها : خالوتي ان شاء الله بيي باجر .. وتونا باول العيد .. ومب ذنبه اذا الشغل خلاه يبعد عنا .

تنهدت : والله العيد بدونه وبدون اخته ماله طعم يا ريم ..

عادت لتطوق كتفيها بذراعها : باجر بتعيدين برجعتهم – تركتها – تبيني ادخن حجرتج .

-
هيه فديتج .. واذا تبين دخون بتحصلينه فالسدة ( الدُرج ) اللي تحت .

يتوافد الناس يهنئون .. احساس مختلف في هذه الايام .. حتى القلوب تنسى الخصام .. الا قلبها هي .. ابتعدت عنها وهي تردد : لا تقربين مني يا ريم ..

ابتسمت تلك على مضض . فهي لم تجرم .. فقط ارادت السلام عليها وتحيتها .. وزف دخان البخور الى غرفتها : انزين وين منصور ؟

-
راقد .

قالتها وابتعدت نازلة الدرجات .. شدت تلك قبضة يدها .. واستغفرت ربها مرارا في خلدها .. فشهد حاقدة عليها بسبب طارق .. وذاك الكف الذي طُبع على وجنتها منذ ايام .. تركت المبخرة في غرفة عمار .. وتابعت خطاها الى غرفتها .. بعد قليل سيعود طارق مع والدها بعد تلك الجولة للسلام على الاقرباء .. ومريم لم تذهب .. قالت بأنها ستزور بمعية عمار كما هي عادتها في كل عيد .. جسدها النحيل الى حد ما يقف امام المرآة .. تنهدت وما جرى يعود اليها .. وكلام مريم لا زال يعبث بخلايا عقلها .. لا تنكر انها تشعر براحة غريبة بعد قرارها بأن ترضى بسعود .. ولذلك ادت صلاة الاستخارة مرارا . وكأنها تبحث عن شيء يخالف شعورها المريح .. تنشد شيء آخر .. تمتمت : الخيرة فيما اختاره الله ..

واذا بها تلتفت لصوت هاتفها .. النغمة تتعالى تدريجيا .. ابتسمت .. وسرعان ما عقدت حاجبيها لرؤية الاسم ..

-
هلا والله خالتي شحالج .. وشحال العروس – اردفت وهي تجلس على طرف السرير – وانتي بخير .. وعساج من العايدين والسالمين ..

قلبها يقرع طبول الخوف .. فهي متوجسة من ان تتطرق تلك الى الحديث عن رأيها في طلب ابنها .. وما ان انتهت المحادثة حتى تنفست الصعداء .. فهي ستأجل الرد حتى الغد .. وعليها ان تضع الكثير من الامور نصب عينيه قبل الموافقة ..

اما تلك فما ان انهت المكالمة حتى جاءها صوت ابنها : اخبارها اللي خذت قلبج .

احيانا تكون في اولئك كبار السن خباثة محببة .. فابتسمت له وهي تمشي امامه : تسلم عليك ..

التفتت لترى وجهه .. فابنها معالم وجهه تكشف خبايا نفسه ..

فاردفت وهي تتابع سيرها ببطء بسبب كبر سنها : ماخذه قلبي والا قلب غيري ..

تنحنح .. وهو يتخطاها : تاخرنا يالغالية .. خلينا نخلص سلام قبل الظهر ..

تمتمت وهي تركب بمساعدته : يا رب تكون من نصيبك .

في نفسه اطلق " آمين " طويلة .. فهو لا يعلم سر تلك النبضات المنادية لها في كل حين .. كل ما يتمناه ان توافق فقط .. وهو باستطاعته ان ينسيها ما مضى ..



,،

يقولون ان معدن الانسان لا يظهر الا في وقت الشدائد .. وهي معدنها كمعدن والدتها .. ارتدت الثوب الاماراتي ( المخور ) ورتبت شعرها ليعطيها طلة رائعة .. تمنت ان يكون معها في هذا اليوم .. ولكن عمله اخذه في يوم العيد منها .. سحبت هاتفها لتبعث له تهنئة : " عسى كل اعيادي انت .. احبك " .

وما هي الا ثواني حتى جاءها الرد : " وعسى كل افراحي انتي .. اعشقج " ..

تتمنى الذهاب لمنزل عائلتها .. ولكن عليها الانتظار .. وعمتها ذهبت مع شقيقتها وابن شقيقتها لتهنئة الاقربون .. تنهدت بملل .. فلقد هنأت جميع من تعرف عبر هاتفها .. حتى روضة بعثت لها برسالة نصية قصيرة .. فهي تحاول ان تسامحها رويدا رويدا .. فسيظل ما فعلته خارج ارادتها .. وحالتها النفسية تحسنت كثيرا .. الا من برودها وهدوءها وانعزالها في غرفتها .. حتى ذاك الناصر اعاد لها هاتفها .. تنهدت تحاول ان تبعد عنها تعب اليوم .. وكلما تذكرته بعثت له برسالة .. ضحكت على نفسها وتصرفها الغريب ..

استلقت على سريرها .. فالساعة تقارب الثانية عشر .. اناملها تمسك تلك الرواية اعلى رأسها .. وهي تحاول ان تركز في ذاك الحوار الغريب .. نفضت رأسها .. فهي لا تدرك من الذي يتحدث لتعيد القراءة من جديد .. وسرعان ما رمتها بجانبها .. اغلقت عيناها .. ولم تشعر بالوقت الا بصوت تلك الخادمة وهي تصرخ .. ارتعبت .. وخرجت تهرول .. لترى تلك الواقفة عند باب دورة المياه ( اكرمكم الله ) وهي تبكي وتولول .. وتلطم خديها احيانا .. لتطل برأسها .. وترى ذاك الجسد الثقيل مرمي على الارضية الملساء .. وتأوهات خافتة تصدر من فيها .. ارتمت على ركبتيها بجانبها .. تمسك يدها تحاول ان تسمع منها شيء وهي تسألها : عموتي .. انتي بخير .. عموتي ردي علي .

لا شيء سوى الانين الموجع .. قامت وهي تحاول ان تستجمع قوتها .. لتطلب من تلك الخادمة ان تجلب عباءة ام ذياب .. وهرولت هي الى غرفتها .. تطلب الاسعاف .. تجر الاكسجين تباعا .. فالموقف صعب وهي وحدها .. سحبت عباءتها وغطت شعرها .. دخلت غرفة عمتها تقلبها رأسا على عقب .. لتجد البطاقة الصحية .. وقفت بخوف تحاول ان تفكر اين عساها تكون واذا بصوت تلك الخادمة ينبأها بوصول الاسعاف ..


جلست على كراسي الانتظار .. كفاها متعانقان .. ولسانها لا يكل من " يا رب " .. الدقائق ثقيلة .. ولم يخرج احد يطمأنها حتى الآن .. وهي لا تريد ازعاج احدا في هذا اليوم .. حتى ذياب لا تريد ان تخيفه .. عليها ان تطمأن قبلا وبعدها ستتصل به .. وقفت لتمشي قليلا .. لا تعلم من اين أتتها تلك القوة لتتصرف بتفكير في مثل هذا الموقف .. جرت خطاها الى ذاك الطبيب .. تسأله عنها .. تضرر الظهر قليلا .. وهي بحاجة ان تبقى معهم ايام .. وبعدها تحتاج رعاية خاصة بعض الشيء .. فعليها الاستلقاء الدائم حتى يطيب مصابها .. حمدت ربها كثيرا .. لتدخل حيث تقبع الاخرى .. نائمة بهدوء .. لعل السبب المسكنات التي اعطيت لها .. شدت على يدها .. وسرعان ما انحنت لتلثم جبينها : سلامتج ما تشوفين شر ..

فتحت عيناها لبرهة .. لتغلقهما على عجل .. سحبت تلك نفسها من المكان لتبلغ ذياب الامر .. انعقد حاجباه وهو يقف ولا يزال الهاتف على اذنه .. برغم كلامها المطمأن الا انه استأذن من عمله .. فهي امه .. ولن يطمأن حتى يراها بأم عينه .. ركب سيارته .. وهو لا يزال يتحدث في هاتفه : انتي متأكدة ان ما فيها شيء .. وبعدين ليش ما اتصلتي علي من اول ..

يعنفها حتى الصقت ظهرها بالجدار .. لتنساب دمعة منها : ما حبيت ازعجك وانا تصرفت ..

غضبه جعله يلقي باللوم عليها .. وكأنها هي من دفعها لتنزلق في دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. صوتها برغم خفوته الا انه يصل جليا لتلك .. تسمعها تقسم له بانها غفت دون قصد منها .. وبانها لم تعلم متى عادت من زياراتها .. مسحت دموعها .. لتسحب ذرات الهواء بشغف .. وتعود ادراجها للغرفة .. وما هي الا دقائق حتى اقتحم المكان بخوف يتلبسه .. ليقبل رأسها ويمسح عليه : سلامتج يالغالية .. شو حاسه الحين .. ؟

بتعب قالت : بخير .. الحمد لله ما في الا العافية .. لا تخاف يا وليدي ..

قال وهو يلثم كفها التي بيده : بروح اشوف الدختور ..

وهرول مبتعدا .. لتدنو تلك منها تبتسم على مضض : ما تشوفين شر ..

ابتسمت لها وهي تجيب : الشر ما اييج يا بنيتي .. ربج يعاقبني ع اللي سويته فيج ..

-
لا يا عمتي لا تقولين هالكلام .. انتي فمقام امي ..

قطع حديثها دخول ذياب .. الذي اقترب من والدته : الحمد لله يقول ضرر بسيط فالظهر .. بيعطوج حزام ضاغط فالوقت الراهن .. يباله اسبوعين وبيخف ان شاء الله .. بس انتي لا اتعبين عمرج – التفت لسارة – كان لازم تتصلين في اول ما صار هالشيء .. واذا صار فامي شيء وانا بعيد عنها لسمح الله .. بتسدين مكاني انتي ..

رصت بكفها على فيها وخرجت من الغرفة .. لم تعتد ان تعامل بهذا الجفاء .. او ان يصرخ عليها .. امسكت والدته بكفه : ما صار شيء يا ذياب .. ولولاها كان للحين محد درى عني ..

استغفر ربه مرارا .. فهو حين يغضب لا يعي تصرفاته .. تحوقل وهو يمسح على وجهه .. ليحث الخطى بعدها خارجا .. تلفت ليراها قابعة على ذاك الكرسي ورأسها للارض .. ابتسم فهي طفلته المدللة .. قسى عليها رغما عنه ... ربض بجانبها .. لتمتد يداه وتعانق كفيها الباردان .. وسرعان ما ينحني ليطبع قبلة عليهما .. لم يهتم للمكان .. او اذا كان هناك احد .. كل ما يريده هو ان يعتذر لها بطريقته ..

شهقت باكية .. ليردد : سامحيني .. ما كنت فوعي ..

استقامت واقفة ليقف معها : لا تتأسف .. معك حق باللي قلته .

ادرك بانها غاضبة .. ليبتسم وهي تتركه لتعود الى الغرفة .. سيصبر قليلا حتى يكونان وحدهما وهو كفيل بان يمسح ما حدث بكلمة منه .. وضمة صدر تنسيها كل ما بدر في ساعة غضب ..

,،

يـتــبــع |~


♫ معزوفة حنين ♫ 02-11-12 01:40 AM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
تنهد فموقفه ليس كموقف ذياب .. الهدوء يسيطر على المنزل في عصر هذا اليوم .. سحب انفاسه من جديد .. ليزفرها بأرهاق .. منذ ايام وهو يعد العدة لهذا اللقاء .. نظراته تجوب ساحة المنزل .. لا توجد سيارة اخيه ولا حتى سيارة والده .. لعلهم في زيارة ما .. تحركت قدماه للداخل .. لا يزال يحتفظ بمفتاح المنزل .. شد انفاسه من جديد .. وكأنه يشتم رائحة المكان الذي اشتاق له .. وضع حقيبته الصغيرة بجانب جدار الصالة .. وجلس هناك .. يفكر كيف سيبدأ الحديث معهم .. ومعها هي بالذات ..

ابتسم وهو يسمع حديثهم .. وصوت العنود الطاغي .. لعل والدته تنهرها لفعل ما .. فهي مشاكسة كعادتها .. مرت روضة من امام عينيه دون ان تراه .. صاعدة السلالم بهرولة .. فهي لم ترغب بالذهاب لمنزل خالتها وهم اجبروها .. وما هي الا دقائق حتى اهتز المكان بصرخة تلك بأسمه .. وقف لتجري مسرعة له .. تحتضنه بعنف .. وتقبله بنهم شديد .. وهو يصرخ بها : بس خلاص ..

لترتمي بعدها في حضنه باكية : اشتقتلك يالخايس ..

تضربه بقبضتيها على صدره .. وهو لا يعي الا تلك النظرات التي تسبره من على عتبة الباب .. لتشد الخطى مبتعدة .. ويبعد هو تلك من حضنه .. ولم يشعر الا بحضن اخر يشده .. فعقله مع تلك الغاضبة .. ليردد ذاك وهو يزيد من تطويقه له : حرام عليك يالظالم تسوي فينا هالسواه ..

ضحك وهو يردد : خوز عني كسرت ضلوعي ..

ابتعد عنه ليبتسم له : من الشوق يالقاطع ..

نظراته ترقب طريق والدته .. وكأنه يرى خيالها يختفي .. حث الخطى على خطاها .. ليراها جالسة على طرف سريرها .. دنى منها يحتضن رأسها ويقبله .. قبلة تتلوها قبلات .. وتمتمات رجاء بالسماح .. وهي تصد عنه .. يحاول ان يشرح لها اسبابه .. وهو يعلم بانها تعلم .. فذاك الناصر قد اختصر عليه طريق التبريرات .. ومهد له طريق الرجوع .. وحاول انتزاع رهبة اللقاء من قلبه .. رددت : مالك عذر يا احمد .. مالك عذر ..

ودموعه تواسي دموعها .. لينحني يحتضن ساقيها .. يقبل قدميها .. هناك الجنة : سامحيني .. ترى والله الدنيا عذبتني .. سامحيني .. وربي كنت اشوف الموت بعيوني .. والخوف منه وانا بعيد عنكم ..

انتفض قلبها .. الا الموت لا تحب ان تسمع عنه .. قلبها ضعيف .. رفعته من اكتافه لتدسه في حضنها .. تشكي له لوعتها في غيابه .. والكثير من العتب المتوالي ..


انسحب ذاك يخفي دمعة حتى لا تكشف .. فهم لم يتنبهوا لوقوفه على اعتاب الاجتماع .. انسحب وعصاه يرفعها حتى لا تنبه بوجوده .. فهو قسى على ابنه كما قسى على ابنته يوما .. ولكن يظل قلبه قلب اب لا يسعى الا لسعادة ابناءه ..

رضت عليه كما الاخر .. وهذا يكفي ليوصله الى السعادة .. متعب هو حتى الموت .. انسحب من بينهم وهو يرى فرحتهم بعودته .. لو كان يعلم لعاد قبلا .. صعد السلالم الى غرفتها .. فهي لم تجلس معهم طويلا .. دائما تتعذر بالتعب .. طرقات خفيفة من ظاهر كفه على الباب .. جعلتها تعتدل جالسة على سريرها بعد ان كانت مستلقية .. اطل برأسه وهو يرسم ابتسامة على وجهه .. ابتسمت له سريعا .. ثم ادارت وجهها عنه .. اغلق الباب ليربض على جانب سريرها . ثانيا ساقه الايمن اسفله : شخبارج رواضي ..؟

كم اشتاقت لهذا الاسم منه .. نزلت دموعها بعيدا عن ناظريه .. بصوت متحشرج اجابت : بخير ..

جفلت حين عانقت كفه كفها .. يشد عليها .. فهو يعلم كل شيء .. قبلا كانت تصله الاخبار على لسان العنود .. وبعدها كان يصله كل شيء على لسان ناصر : مالج ذنب باللي صار .. لا تحملين عمرج فوق طاقتج ..

لا يزال رأسها مطأطأ .. ووجهها للجهة الاخرى : كنت مينونه .. الحين كل ما اتذكر احس اني حقيرة .. كنت بدمر اختي .. للحين مب قادرة اطالع فعيون ابوي .. وعيون ناصر .. حتى امي مب قادرة اسولف وياها مثل قبل ..

ترك لها الحديث دون اي مقاطعة .. لعله الوحيد الذي لم يشهد دناءة تصرفها .. وهو الوحيد الذي تستطيع ان تحكي له دون خجل منه .. استرسلت في الحديت .. وبين جملة واخرى تباغتها شهقة تلجمها عن المتابعة لثواني .. نظرت اليه اخيرا .. بعيون غارقة : من يوم ما رحت اتعالج .. وان احس اني كنت ياهله وغبية .. كانت في انانية غريبة .. يقول الدكتور اني كنت ادور شيء ناقصني .. او شيء كان عندي وضاع – زاد بكاءها لتردف – والله ما كان قصدي والله ..

شهقاتها المتتالية اجبرته ان يسحبها الى صدره .. بكت بل انتحبت : اششش خلاص لا تصيحين .. وهم مع الوقت بينسون .. وانتي حاولي تنسين ..

يمسح على شعرها بحنان الاخ .. افكاره اخذته ليتساءل في نفسه .. هل بعده كان سببا فيما حدث لها .. تنهد وهو يشد عليها اكثر . يحاول ان يعوضها شيء خسرته .. او لعله يعوض نفسه .. مرت الدقائق حتى هدأت وانتظمت انفاسها على صدره .. برغم تعبه وطلب عيناه للنوم الا انه لم يتركها .. ارقدها على سريرها كطفلة صغيرة .. ليسحب الغطاء عليها ويقبل جبينها .. الآن يستطيع فقط ان يغمض عينيه ليرتاح .. ولج الى غرفته .. لتداعب رائحة البخور انفه .. ويبتسم قلبه قبل شفتيه .. ويتمتم : فديتج والله يا ام احمد ..

ابدل ملابسه بعد حمام سريع .. ليرمي بجسده على السرير .. وذراعيه تعانقا اسفل رأسه .. وعيناه يرنوان للبعيد .. الى حيث هي .. كيف تعيش .. وهل لا زال له مكان في قلبها .. هل لا تزال على كبرياءها ..

استلقى على جانبه .. وسرعان ما تحرك ليخرج ذاك السلسال الذي حُبس فيه خاتمها .. شده في قبضة يده .. اغمض عينيه ليداعب ملمسه شفتيه .. وكأنه يقبله وهو بيدها .. يعانق بنصرها النحيل .. ابتسم لخياله .. فهو حقا يشتاق لها .. ولا تزال قابعة هناك في اعماق صدره ..

غفى على حلم يتمناه .. حلم وجودها من جديد في حياته .. رغم ما حدث فهو يمني النفس بالرجوع .. كما رجوعه الآن ..

,،

الرجوع كلمة رددها هو على مسامع سلطان كثيرا .. وذاك لا يريد ان يتركه بمفرده .. جالسان في مكتبه في فرع الرياض .. العيد هنا عقيم .. فبدون الاهل لا طعم له .. وعمار تركهما بعد الحاح من جاسم ان يعود الى اهله .. فيكفيه غياب عنهم .. والاحوال مستقرة .. الا من بعض المعاملات التي تحتاج لمراجعة مركزة .. ارتشف من قهوته : شوف يا سلطان ما اريد اتيني دعوة من حرمتك وعيالك اني حارمنهم منك .. قوم جهز عمرك ورد لبلاد .. وبعدين الشركة هناك محتايتلك .. خل الفروع علي .. بحل كل شيء وبحاول اتخلص من بعضهن .. اللي ممكن تضر خسارتهن بتجارتي ..

طوح برأسه : مب رايح .. وبعدين لا تنسى ان اهلك بعد يبونك ..

قام واقفا ليجلس على تلك الاريكة البعيدة بعض الشيء عن طاولة المكتب : لا تخاف انا موصي عيسى على اخته .. يعني كل شيء اوكي .. وما اظن حد بيهتم فيها اكثر منه ..

تنهد : ما ادري شو اقولك – قام واقفا ليردف – ع فكرة تراه رجع ..

اتسعت ابتسامته حتى كاد ليضحك من فرحته : احلف ؟

رفع حاجبه وهو يثبت نظارته بسبابته : والله .. بس يقول ان الدنيا ضايقه فيه .. ويفكر يروح العمره ..

امتعض وهو يطوح برأسه : عارفه زين .. صعب ينسى اللي صارله .. لا ويطالبني انا بالنسيان ..

-
مصابك مثل مصابه ..

زفر انفاسه بعنف : بس هو مشكلته ان قلبه يتحكم فيه .. وانا دفنت قلبي بالحيا ..

" بس رجع ينبض " .. قالها ليرمقه ذاك بنظرته .. وبعدها يغادر الاخر .. فلا ينكر بانه مشتاق لابناءه ولزوجته .. ترك كل شيء لجاسم .. وعاد الى حيث لذة العيد بفرحة الاهل ..

جاسم يتكرر على عقلها المجنون والمضطرب .. لا تزال تاخذ ذاكرتها من ذاك الدفتر .. وذاك الغثيان الصباحي يزورها يوم بعد يوم .. لا تعلم لماذا يراودها طيف قاسم .. وكأنه يحاول ان ينتشلها من القاع الذي هي فيه .. تتجول في الصالة .. لتقف امام صورته .. وكأنها تخاطبها دون صوت .. تنظر الى عينيه تحاكيها بوجع روحها .. فتلك الاسطر التي تقرأها كل يوم تصور لها شقيقه كمجرم عنيف .. ولكن هناك شيء في داخلها يناقض تلك الحروف التي تتأجج كرها .. يداها متعانقتان خلفها .. ورأسها مائل الى اليمين قليلا .. وعيناها في عينيه .. لتمر لها ذكرى مبهمة .. وضحكة جاسم .. وكأن بتلك الذكرى تخبرها شيئا ما .. تذكرها بأول ايامها هنا .. رمشت مرارا .. لتضغط اناملها على صدعيها .. وتسحب ذرات الهواء بنهم .. واذا بها ترفع رأسها من جديد لتلك الصورة وتبتعد خطوات للوراء .. بدأ ذاك القاسم يخيفها .. شيء في داخلها يرفض ما يبوح به ذاك الدفتر .. وشيء آخر يتمسك به ..

هرولت مبتعدة وكأن بذاك القاسم يتبعها كما في احلامها .. تلفتت في انحاء غرفتها .. كان هناك دفترا آخر .. دفتر صادرته عن طريق كفيها . رأت دفترها الجديد على سريرها وكأنه يناديها لتكتب فيه .. او تحكي له ترهات خيالها المجنون .. ابتعدت بانظارها عنه .. لترى الاخر .. وتبتسم وهي تشد الخطى نحوه ..

سحبته تقلب اوراقه على وقوف .. واذا بها تجلس متكأة على جانب سريرها .. لم تهتم بتلك الارضية الباردة .. كل ما يهمها هو ذاك البوح المختلف .. اسم جاسم هنا بعكس الاخر الذي لا تخلو صفحة فيه من اسم قاسم .. اختلاف كبير بين تلك الاسطر وهذه .. تتمعن بالقراءة .. هنا نبضات قلبها قد رصدت تغيره .. وهناك افكار عقلها قد اسالت ذاكرته .. نزلت دموعها انهارا .. تشعر بشتات بين القلب والعقل .. هنا تحبه وهناك تكره .

هنا خواطر تحكي مشاعر ممزوجة بعشق غريب .. وهناك احرف لا تحكي سوى تمرد على الحب ..

تسقط قطرات عينيها على حبر قلمها القديم .. تمسح البعض منه .. وتترك البعض كبصمة على شعور يجرفها .. شهقاتها تتوالى .. والسطور تختفي خلف الضباب وتعود .. قامت لتجلس على سريرها .. سحبت هاتفها . تضغط على رقمه .. الهاتف مغلق او خارج نطاق التغطية .. تعود لها تلك الكلمات كلما اعادة الاتصال .. برجفة خوف باكية تمتمت : رد .. الله يخليك رد .. خايفة .. خايفة امووت بروحي .. رد ..

لا شيء سوى الفراغ يعود اليها .. فهاتفه قد عطله احتياطا .. تكورت على نفسها والهاتف على اذنها تعيد المحاولة .. ولا شيء سوى صدى انفاسها المرتعبة يجيب عليها .. ضمت نفسها اكثر .. ولسانها يردد : وينك .. محتايتلك .. لا تخليني بروحي اموت ... لا تخليني ..


,،

ترتب ملابس ابنتيها في تلك الحقيبة .. فاليوم ستتخلى عنهما فقط حتى لا ترتبط بذاك الخليفة .. تحاول ان تقسى على عيونها وتبعد الدموع عنها .. اليوم هو الثالث من ايام العيد يوم تنفيذ القرار .. دخلت مريم عليها وهي تعلم بحجم وجعها .. فليس اقسى على الام من ترك ابناءها .. وقفت خلفها وهي منكبة تجمع في تلك الملابس .. وتلك الحقيبة امامها : ما بتردين عن قرارج يا ميثة ..

التفتت : والله ما اخذه لو ما بقى ريايل ع الارض ..

تحوقلت لتجلس بجانبها على ركبتيها : يمكن اشاعات ويمكن الريال تعدل .. هذوه مسافر من سنين ..

ضحكت بسخرية : يتعدل .. يا مريم ذيل الكلب عمره ما ينعدل .. عرس ثلاث مرات ولا قدر ع حريمه .. وفضحنه قدام الناس .. وفوق هذا مرابع ريايل.......... ( كلمة محذوفة لا اود وضعها في سطور روايتي )

- استغفر الله العظيم .. واللي تسوينه مب عذاب لج ..

-
اتعذب ولا يبلاني هذاك بمرض من ورى خرابيطه .. لا وامه تقولي بيرد اذا بتوافقين تسكتين الناس وكلامهم ... باللا عليج يا مريم هذا كلام ينقال .. حد يقدر يغطي الشمس بمشخله ..

تحوقلت وتركت المكان وهي تردد : انتي ابخص فيهم يا ميثة ..

التفتت لها وبنبرة عالية قالت : هيه ابخص فيهم .. اعرف انهم ما بيقدرون ع بناتي .. ولا لهم نيه فيهن .. ومصيرهم يردوهن .. وان ما ردوهن هم اهلهن وابخص فيهن .

انهارت باكية بعد تلك الجمل التي القتهن لتردد : الله يصبرك يا قلبي .. الله يصبرك ..

ليمضي الوقت كئيبا .. وتصل هي بجسدها الى سيارتها ومعها طفلتيها .. تسمع اسئلتهما الطفولية .. لتجيبهما : بنروح بيت عمو حامد ..

لتقفز تلك متشبثة بكرسي والدتها : يعني بنروح عند هديل ..

-
هيه .

لترد تلك الصغيرة : وبنشوف البيبي ..

وتضاحكن بشقاوة تجرح تلك التي تنظر اليهما من تلك المرآة الامامية .. لا تزالان تذكران هديل وذاك الطفل الصغير .. مع ان اخر زيارة لهما لبيت عمهما كانت منذ شهور .. في العيد الماضي ..

اوقفت السيارة لتفتح لهما الباب بعد ان ترجلت .. وتمشي معهما لداخل .. هناك ينتظرونها مسبقا .. فلقد ابلغتهم بقدومها .. القت السلام لتدنو من تلك العجوز .. فبرغم قسوتها الا انها لن ولم تقلل من احترامها .. قبلت رأسها : البنات عندكم – التفتت لزوجة ذاك العم – ياليت تقولين لهديل اتيي تاخذهن عندها يلعبن وياها الين اروح .

قامت تلك تنفذ الطلب .. لتفتح تلك ثغرها : بعدج راكبة راسج يا ميثة ..

نظرت اليها : لو هو ريال ما ينعاب ما رفضته .. وانتي ادرى بولدج يا خالتي ..

انتفضت تلك واقفة : عسى السان اللي يقول عنه مب ريال القص .. كله كلام ما له من الصحة شيء .. وانتي بس تصدقين؟ ..

لم ترد واخذت تبحث في حقيبتها .. واذا بها تمد لها بورقة .. لتردف تلك العجوز : شو هذا بعد .

تنهدت : هذا الله يسلمج نظام غذائي لحصوه .. فيها تكسر بالدم .. وممنوعه من البقوليات واشياء واايد كتبتها لكم هني .. عشان ما تتعب وتتوهقون فيها ..

-
وانا شو عرفني بهالسوالف ..

-
دامج دقيتي الصدر يا خالتي خليج قدها ..

وبعدها غادرت .. لا يردعها شيء عن قرارها .. وان كان لها امل في عودتهما ستعودان لحضنها .. وان لا .. فرب العباد سيعوضها خيرا ..

,،

يــتــبــع|~

♫ معزوفة حنين ♫ 02-11-12 01:41 AM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
قرار اخر يقود اخرى الى مصير مجهول .. بالامس طرقت الباب على والدها لتبلغه بانها لن توافق الا بعد اجتماعها بذاك الذي يتمناه زوجة له .. تريده ان يستمع لها .. هناك كثير من الامور عليه معرفتها .. ويجب ان لا تقال الا في حضرته .. دون وجود احد من عائلتها .. فانتفض والدها غاضبا كيف لها ان تطلب مثل هذا الطلب .. فما كان منها الا ان تطلب حضور والدته معه .. اما عائلتها فلا تريد لاذانهم ان تسمع شيئا .. رضخ لطلبها .. وها هي اليوم تقف تشحذ قواها وهي ترتدي عباءتها وتلف " شيلتها " .. فذاك هناك في مجلس الرجال مع طارق وعمار ووالدها .. ووالدته في الاسفل مع ميثة ومريم .. وهي عليها ان تكون قوية .. طرقات خفيفة على الباب

" هلا عمار .."قالتها حين اطل برأسه .. اقترب منها : شو اللي ناوية عليه ؟ ع الاقل حطينا فالصورة ..

ابتسمت رغم توترها : هو احق عشان ينحط بالصورة .. مب فراسي شيء يا عمار .. الا اني ابعد عن الشر ..

يده تشد على كتفها : اذا ما تبينه لا تجبرين نفسج عشان حد ..

هزت رأسها بالنفي : مب مجبورة .. انا استخرت ومرتاحة .. بس لازم اقولهم شيء قبل لا ينصدمون ..

كللت ملامحه الهادئة ابتسامة : مثل ما تبين .. المهم هو وامه يتريونج فالميلس .. لا تتاخرين عليهم ..

شدت خطاها بتوتر تتراقص معه فرائصها .. مرت على تلك الصالة التي بها الجميع .. وتلك التي باتت تكرها حتى النخاع اشاحت بوجهها عنها .. فابتسمت .. وهي تعلم بسخط والدها لفعلها هذا ..
وتدرك كم هو غضب طارق من هذا القرار الذي لم يأتي الا بعد تصرفات تلك معها .. ولكن هي من ستكون معه وهي من ستعاشره وعليها هي فقط ان ترسم طريقها ذاك ..

تحركت قدميها الى المجلس .. وقفت عند عتبة الباب فابتسمت والقت السلام .. ليقف هو رادا بتحيتها كما فعلت والدته .. لتجلس هي بعيدا .. في ركن مقابل .. الصمت كان هو المسيطر .. حتى تلك العجوز لم تنطق .. وكأن بها تدرك بان الكلام لن يكون الا بينهما وهي مجرد سد خانة .. او حتى لا يكونان بمفردهما .. كسر جدار الصمت قائلا : تكلمي يا ريم .. اسمعج ..

لاول مرة عيناه تخونانه فتنظران دون ان تغضان البصر .. لاول مرة هناك في قلبه كلام لا يوافقه عقله .. فيُردع العقل رغما عنه .. ليستمع لهمسات الفؤاد ..

بلعت ريقها لترد : انت تعرف اشياء واايد مريت فيها .. تعرف باللي صار وياي قبل المحكمة وبعدها .. اريدك تعرف انك اذا تزوجتني كلام الناس بيكثر عليك .. وعلي .. ويمكن سعيد ما يخليك فحالك .. انت مستعد لكل هالشيء ..؟

لعلها فاجأته .. كان يظن بان هناك طلبا ما .. ولكن لم يأتي في باله ابدا ان يكون هناك اسئلة .. قال وهو يخفض نظره : سمعيني يا ريم .. انا مب صغير عشان ما احط هالاحتمالات فبالي .. كل شيء فكرت فيه .. وترا والله ما طلبتج عشان اي شيء صار وياج .. طلبتج لاني شفت فيج الزوجه اللي اريدها ..

قاطعته : في شيء لازم تعرفه .. انا ما اقدر اييب عيال ..عندي عقم بسبب الحبوب اللي كنت اخذها .. وما اعرف اذا بقدر اتخطى اللي شفته وييا سعيد بسهولة او لا ..

-
لا تعيشين فالماضي بتتعبين .. وعمرج ما بتعيشين حياتج صح .

-
انت عايش فالماضي بعد .. والا ليش للحين ما تزوجت ..

ابتسم : مب عشان الماضي .. عشان ولدي محمد .. محمد ماضي وحاضر ومستقبل فحياتي ..

وقف واردف : ريم .. اذا مجبورة قولي .. ولا تمشين لقدام وانتي ما عندج القوة تكملين .. قلتي اللي عندج وانا بعد قلت اللي عندي .. ومن الحين لثلاث ايام اريد اعرف قرارج .

خرجا وهي ظلت في مكانها .. لماذا هذا الاحساس الذي يتسلل الى حناياها .. اغمضت عينيها .. وكأن بها تستعد لتستفيق من موتة كانت .. الجميع يظن انها مجبرة .. وهي تجبر نفسها حقا .. ولكن ليس رفضا به .. وانما خوفا من القادم المجهول .

,،

تتحرك اصابعها بحرفية على ازرار " الكيبورد " .. في ذاك المكان الذي يعج بالكثيرين ممن يستخدمون هذا الاختراع .. تدرك بانها على وشك الوصول الى قلب الشر .. شدت قبضتيها .. وهي تنظر للشاشة بترقب تام .. وبين الفينة والاخرى تبعثر نظراتها على الزوايا .. والاركان .. قد يكونون هنا يتربصون بها .. فهي تغير مكانها كلما ارادت الولوج الى وكرهم .. تسحب المعلومات وقلبها يزداد نبضا كلما مشى مؤشر النقل للامام .. يدها على ذاك " الفلاش " دقائق فقط .. وكل شيء سيحبس هناك لتتصفحه لاحقا .. حركة غريبة في المكان .. رفعت رأسها واذا بها ترى اشخاص يتحدثون وكأنهم يبحثون عن احد ما ..

ثلاث ثواني .. اثنتان .. واحدة .. سحبته .. لتنزل للاسفل .. تحبو على اطرافها الاربعة .. فقط لتستعد للهرب فهم هناك يتقدمون من مكانها الذي كانت فيه .. وقفت لتهرب .. واذا بهم يصرخون ان تتوقف .. اقدامها تسرع لتخرج من المكان .. واقدامهم لا تزال خلفها .. تحاول ان تختفي بين المارة .. ولكن جسمها متعب .. لا تقوى على المراوغة اكثر .. تلتفت للخلف واذا بهم هناك .. اسرعت اكثر .. وانفاسها تختنق .. فهل ستفر .. ام ستكون نهايتها في قبضة من كانوا سببا في موت حبيبها ؟


,،

ان شاء الله يعجبكم http://forums.graaam.com/images/smil...0%28135%29.gif

♫ معزوفة حنين ♫ 02-11-12 01:42 AM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
اقتباس:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سامحوني .. قلت لكم ان البارت 37 و 38 بيكونن طوال ..
بس ما قدرت اكتب اكثر .. لان من يومين بس كتبت فيه وعدته بعد ..
لان كان عندي امتحان نهائي .. فيكم تقولون تقيم لنا في كل اللي اخذناه قبل في التخصص ><
وما قدرت اهمل دراستي فسامحوني

وان شاء الله اعوضكم فالباقي .. لان الباقي محتاج لكثير من الاحداث
وعذرا |~

وهذا كان آخر شي نزلته الكاتبة اليوم ..
قرآإءه ممتعة للجميع ..

♫ معزوفة حنين ♫ 12-11-12 06:14 AM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
هدوء آخر الليل .. يثير في النفس هواجس كثيرة .. رأته يقترب من ذاك المهد الابيض .. كان به بياض غريبا .. ووجهه مستبشرا بخير .. واذا بكفاه يحملان تلك الصغيرة .. وهي تراه يبتعد بها .. لتسأله : وين شالنها ؟

واذا بخطواته تدنو منها .. يمد ذراعيه لها : ديري بالج عليها يا ميرة ..

فتحت عيناها بهلع .. ذاك سالم وجود .. لطالما احب تلك الفتاة .. صدرها يعلو ويهبط .. وتمتمات بذكر الله تهادت من فيها بهلع وخوف .. لتسحب هاتفها من على الـ"كوميدينة " .. الساعة فجرا .. استعاذت من الشيطان مرارا .. لتنهض بعدها تتوضأ وتفترش سجادتها ..

خائفة هي على تلك الطائشة .. فكلماتها لها عبر ذاك الهاتف كانت قصيرة جدا في الاونة الاخيرة .. قبل ان ينقطع الاتصال تماما .. رفعت كفيها لخالقها تدعوه ان يحفظ تلك الجود .. دموعها تخونها لتدحرج من عينيها .. تبكي شوقا لفتاتها الصغيرة .. وشوقا آخر لرجل كان معها يدا بيد .. مضت بعض دقائق وهي لا تزال رافعة كفيها .. واذا بها تمسح وجهها مرددة الشهادة .. الوقت لا يزال باكرا .. وقلبها به نار هلع تغلي ولا تعلم كيف تطفأها .. خرجت من غرفتها .. ليفاجأها نور غرفة فيصل من ذاك الباب الموارب .. لعله استيقظ ليصلي .. حثت خطاها لتفتح الباب بعد ان طرقته .. لكن لا يوجد احد .. تلفتت في الانحاء لا شيء سوى اوراق تبعثرت على الطاولة وسقط البعض منهن على الارض .. صوته يصل اليها فتتبعته حتى وقفت لتزيح تلك الستائر .. وتراه هناك في الحديقة والهاتف على اذنه .. وحركته الغير متزنة تدل على مشكلة ما .. يقف ويمشي تواليك .. تركت المكان لتتبين امر ابنها .. واذا به يدخل حين وطأت قدماها ارض الدور الارضي .. لتباغته : شو المستوي وياك يا فيصل ؟

تعداها ليرمي بجسده على تلك الاريكة .. ويشبك كفاه بين ركبتيه : شو اقولج يالغالية .. في اشياء مب مستوعبنها .. صارت توصلني رسايل تهديد .. يهددوني بيأذونكم ..

بخوف جلست على حافة الطاولة الزجاجية امامه : شو اللي تقوله .. يعني خوفي فمكانه .. جود مب بخير – امسكت كفيه برجاء – اريد اروحلها يا فيصل ..

حاجباه ينعقدان : شو اللي تقولينه يا اميه .. التهديد ما له دخل بجود .. وجود بخير ما فيها الا العافية .. وزين انها بعيد عنا ..

هزت رأسها بعنف لتنسكب دموعها : اختك مب بخير يا فيصل .. صارلها ايام ما اعرف عنها شيء .. ما ترد ع تلفونها ومب عارفه كيف اطمن عليها .. وكل ما اقولك تقولي انها بخير .. لو بخير ما ياني ابوك يوصيني عليها ..

لا يعلم من اين قد يجد الحلول لكل ما هو فيه .. قام واقفا ليطمأنها بأنه سيفعل ما تريده .. ترجته وهو مدبرا الى غرفته .. فعليه ان يغادر باكرا .. فامور كثيرة يجب ان تُسوى .. استحم ورتب هندامه على جسده .. لتستوقفه المرآة وكأنها تسأله اين فيصل الذي كان .. سحب الهواء ليزفره بشوق للراحة .. ليسحب بعدها قنينة العطر المفضل لديه .. الشيء الوحيد الذي لم ولن يغيره .. " ون مليون " .. لا يعلم لماذا يعشق تلك الرائحة بجنون .. وكأنها مهدأ لتعب يومه .. سحب هاتفه ليدس سماعته في اذنه : اسمع خل اربعة من البودي قاردز اييون البيت .. ما يخلونه ابد .. واريدك تتابع اخبار جود فلندن .. اريد كل شيء عندي فنهاية هاليوم ..

بلعت ريقها وهي تسمع حديثه مع نزوله الدرجات .. التفتت على صوت شقيقتها الملقي عليها بتحية الصباح .. لتردها عليها وتردف : شو مستوي ؟ شو بلاها جود .. وليش بيحطي حرس ع البيت ؟

بُعدها جعلها جاهلة بكثير من الامور .. لتقترب منها جواهر وهي تدعوها للنزول لرؤية والدتهما : ما اعرف .. بس السالفة ما اطمن وامي مب بخير فيها شيء .. خلينا ننزل ..

لو انه ينطق لصرخ بها كفى .. هذا حال هاتفها الذي تعب من ضغط اصبعها على ازراره .. ومع كل ضغطة اتصال جديدة ازداد خوفها .. جلست بجانبها لتحيط كتفيها بذراعها : امي شو بلاج ..

-
اختكن ما اعرف عنها شيء .. الخوف انها مب بخير ..

واقفة وتشعر بخوف غريب يتملكها .. لعله بسبب حالة والدتها وتوتر اخيها في الايام الماضية .. وتصرفاتهما المريبة : كيف يعني ؟

استغفرت ربها لتردف : ما ترد علي .. ولا صارت تتصل .. واخوكن كل يوم يطمني .. بس حاسه ان في شيء اكبر مب طايع يخبرني عنه ..

احتضنتها جواهر : لا ان شاء الله ما فيها الا العافية .. يمكن الشبكة خربانة ..

اردفت رنيم على كلام اختها وهي تجلس في الجانب الاخر لميرة : هيه صح .. اكيد الشبكة خربانة .. وبعدين جود ما شاء الله عليها ما عليها خوف .. تعرف ادبر عمرها .. صح جواهر ؟

يحاولان تهدأت والدتهما بما يستطيعان .. لتقف بعدها وتلقي بجملتها على اسماعهما : بسافر لندن . انا ما بقدر اتريا اكثر عشان اعرف اخبارها ..

زمجر صوته في المكان : ما في اي حد بيسافر ..

وبعدها توجه الى مكتبه يجمع بعض الاوراق التي نسي اخذها .. لتدخل عليه ومن خلفها ابنتيها : يعني اشوف بنتي فخطر وايلس ساكته ..

مسح بباطن كفه الايمن وجهه محاولة منه لكتمان غضبه .. حث خطواته نحوها لتعانق يديه كتفيها يشدان عليهما : يالغالية جود بخير .. وتوني مطرش حد ايبلي كل اخبارها .. لا تحاتين .. يمكن في شيء بالاتصال ..

" والتهديد اللي يوصلك " قالتها دون شعور منها لتلتفت على صوت رنيم الخائف : اي تهديد .. شو اللي مستوي وانا ما اعرفه ..

تحوقل وبعدها تنهد : ما في شيء .. انتن بس لا تطلعن من البيت وكل شيء بيكون بخير .. هذيلا ناس فاضيين ما وراهم الا ارسال هالرسايل .. يعني لا تخافن ولا شيء ..

" وجود " نطقتها لتردف : بتموت ؟

لتصرخ ميرة ناهرة لها : فال الله ولا فالج – توجه كلامها لفيصل – اسمعني عندك يومين يا اسمع صوت بنتي وهي بخير او انا اللي بروح لها .

وبعدها غادرت المكتب ليقف هو مستغفرا وزافرا انفاسه .. سحب اوراقه : جواهر ديري بالج ع امي .. ولا اريدكن اطلعن من البيت الين تهدى الامور .. اوكي ..

هزت رأسها بالموافقة .. ليطبع هو قبلة على وجنتها ويخرج .. لتمسك هي ذراع اختها بعنف : انتي شفيج تفاولين عليها .. ما تشوفين حالة امي .. بعد تزيدينها ..

نفضت يدها وصرخت مدافعة عن نفسها : انا ما افاول ع حد .. ولا اتمنى الموت لحد .. بس هي سافرت حتى ما قالتلي مع السلامة .. دريت انها مسافرة بعد يوم من سفرها .. ولا عبرتني حتى .. انا ما الومها اذا شايله فقلبها علي .. بس انتوا السبب .. كله منكم ومن معاملتكم لها .. واذا ماتت وهي مب مسامحتني – هدأت نبرتها – كيف بعيش .

سحبتها تلك الى صدرها : جود قلبها طيب .. اكيد مسامحتنج .. وبترجع لنا وهي دكتورة ان شاء الله ..


,،

لماذا تنقلب الادوار بهذا الشكل المخيف في حياتنا .. فمن كان لا يحمل اي مسئولية اضحى يحملها حتى باتت تثقل كاهله .. سيف يحمل في نفسه اشياء لا يعلمها الا هو .. دخل المكتب بعد ان اذن له عبد العزيز بالدخول .. هناك شيء ما يحاول ان يقوم به كمحاولة اخيرة ... فذاك لا يريد ان يترك مجالا لفيصل بالانسحاب من شركته .. دخل ملقيا السلام .. ليجلس بعدها .. ويستقبله ذاك قائلا : خير استاذ سيف .. قالولي انك تبيني فموضوع .

قبل ان ينطق كان صوت السكرتير قد وصل بخبر وجود فيصل في المكان .. ليلج بعد ان اُذن له بالدخول .. ليتفاجأ بوجود سيف .. يرتفع حاجبه استنكارا بعد ان القى التحية : اشوفك هني ..

جلس قبالته وهو يبعد تلك النظارة عن عينيه .. ليجيبه سيف : ياي اتكلم وييا عبد العزيز فمشروع اريد اشاركه فيه . واظن هالشيء ما يحتاي اني اخذ اذن منك .

رائحة حقد دفين اشتمها عبد العزيز والتقطها من اطراف الحديث الدائر بينهما .. ليبتسم بمكر .. ويلتفت لفيصل حين قال : شوف يا ابو جاسم .. نصيبي هني ببيعه رضيت والا ما رضيت .. لاني محتاي لسيولة .. وانت عارف ان المشروع اللي تحت ايدي مب بسيط .. فيا انك تاخذ نصيبي او اني اعطيه لولدك جاسم ..

شد على شفته السفلى غيضا .. فتعامله مع فيصل اسهل بكثير عن ابنه .. رفع ذقنه قليلا .. يقلب نظره في المكان : مستعد اشتري نصيبك .. بس بالنص .. ما بدفع اكثر ..

شد على قبضته وعيناه تنظران لسيف : شو رايك يا سيف .. ابيع والا لا ..

ابتسم ليقف : بيع .. عن اذنكم ..

خرج من المكان دون ان يعلم بما دار خلفه .. رفع هاتفه ليتصل .. واذا به يتحدث وهو متوجها الى سيارته : كل شيء اوكي .. تعبت وياه الين وافق يبيع .. حتى التهديد هدته ..

لم ينتبه الا بقبضة فيصل تنهال على وجهه لكما : يالحقير .. يعني انت اللي ورى التهديدات اللي توصلني ..

ظاهر كفه يمسح جانب شفتيه .. واذا به ينحني يلتقط هاتفه من على الارض .. ويرسم ابتسامة على وجهه : المهم انك وقعت عقد البيع ..

بياقة ثوبه يمسكه باحكام يرفعه الى وجهه : خسيس .. اوك ببيع .. حتى لو بخسارة .. بس اذا صار شيء لجود ما تلوم الا نفسك... فاهم ..

ابتعد عن المكان .. لتمضي بضع دقائق وذاك واقفا في مكانه .. لينتبه لصوت الذي اخترق مسامعه : حلو .. يعني نسيبك مب راضي عنك ..

وقهقه بعدها .. ليلتفت ذاك : طلال؟..

خطواته تدنو من اخيه : خلك وييا نسيبك – ضحك واردف بغضب – بس اذا باع نصيبه ما يلوم الا نفسه ..

لُجم عن الكلام .. ذاك ليس طلال الذي يعرفه .. مالذي يخفيه .. اسئلة دارت في عقله لبرهة .. ليطوح برأسه مبعدا الافكار السوداء عنه .. وبامتعاض قال وهو يحرك اطراف يده على مكان تلك اللكمة : حشا مب ايد عليك يا فصول .

وضحك ليتابع طريقه الى سيارته .. هاتفه يرن بانهاك منذ مدة .. ويعلم ان اكثر الحديث قد وصل الى الطرف الاخر : هلا .. كل شيء بخير .. بس يا رب ما يخرب طلول اللي سويته ..

وسرعان ما تجهم وجهه .. وكأن حديثا غير مرغوب به اخترق اذنه .. واذا به يصرخ مرارا : لحظة ..

ليغلق الهاتف ويشد هو عليه في قبضته .. ويتمتم بعدها بحنق : الله يستر .. الله يستر .


,،

المكان بارد جدا .. سحبت الغطاء عليها اكثر .. تنطوي على نفسها لعلها تنعم ببعض الدفئ .. البارحة وضع هو النقاط على الحروف .. لا تزال تذكر ذاك الحديث بينهما الذي اوصلها الى الاستسلام له ..

بالامس يوم اجازة كان .. خرج هو باكرا من المنزل .. وعاد بعد ساعات عند العصر .. وكانت هي جالسة في مكتبه تقلب اوراق كتاب فلسفة اعجبها .. لاح لها من الباب المفتوح وهو يبتعد بكرسيه متوجها للمصعد .. تنهدت وتركت ما بيدها لتلحق به .. استوقفته قبل ان يصعد : انتي هني ؟

قالها وهو يبتسم بسعادة بانت على وجهه .. تحرك نحوها ليدعوها للجلوس بمعيته في تلك الصالة : فاطمة بعد اسبوع عرس اخت ربيعي .. ومعزم علينا نروح .. و ..

قاطعته : ما اريد اروح .. ما احب الاعراس .. خلني هني فالبيت او وصلني بيت اهلي وانت روح بروحك ..

لم يستطع ان يكتم غيض روحه منها .. فهي تتهرب من الخروج معه الا الى بيت اهلها .. كتم الامر في نفسه كثيرا .. حتى فاض ولم يعد صدره يتسع له .. لينفجر بها صارخا : ابيج تعلميني ليش مستحية تطلعين وياي .. خايفه من نظرة الناس .. قلتلج نسافر من بعد الملكة ورفضتي.. قلتلج تردين شغلج رفضتي .. قلتلج نطلع نغير جو صوب دبي والمناطق اللي حولنا بعد رفضتي ..

ارتعبت من نبرته القاسية .. فلأول مرة تكون بهذا العنف .. استقام ظهرها وعيونها تنظر اليه بجزع .. عيناه الضاحكتان تحولتا لبراكين غضب مدفون .. ليتابع حديثه : اذا خايفة من شفقة الناس ونظراتهم .. انا عشتها سنين وسنين .. ولا فيوم قلت بيلس وما بطلع .

سكت المكان الا صوت انفاسه الغاضبة الهاربة بعنف من رئتيه .. لتهدأ نبرته بعد ان زفر انفاسه الحارقة .. ويتابع الحديث بعكس ما كان من غضب : سمعيني يا فاطمة .. صبرت عليج شهر واثنين وثلاثة .. وقلت الحرمة ما تعودت علي .. حياتنا صارت احسن ونتكلم ونسولف وييا وبعض .. بس ..

ازدردت ريقها عندما نطق اخر كلماته .. مؤكد ان هناك شيئا ما في جعبته .. فهو مختلف .. بارتجاف الشفتين رددت : بس شو ..

-
لي حق عندج .. والله ما يرضا ان نعيش مثل الاخوان واحنا معرسين .. والليلة اريد حقي برضاج .. ولا تنسين ان الحرمة اللي ما تعطي ريلها حقه تلعنها الملائكة الين تصبح ..

حرك كرسيه ليبتعد .. لتحول بينه وبين متابعة مسيره .. وقفت وما لبثت حتى ركعت على ركبتيها .. وكفاها على ركبتيه .. وعيناها تخترق محجر عينيه : مب مستعدة لهالشيء .

لوهلة ضعف قلبه لدموعها المتلألأة في محجريها وتأبى النزول .. قلبه اصابه حنان غريب لنبرة صوتها المرتجفة .. صمت لبرهة كانت كالقرن عليها .. فهو طيب سيسمعها ويلبي لها . هذا ما اعتادته منه .. لم يجبرها على شيء ابدا .. ابتعد بكرسيه للوراء .. لينسحبا كفيها من عليه : ما في كلام من بعد اللي قلته يا فاطمة .. انتي حرمتي ولي حقوق شرعها ربي وما بتنازل عنها .

سحبت الغطاء عليها اكثر وهي تتذكر جملته تلك .. لتبكي بوجع مراهقة في منتصف الثلاثين .. هي لا تعلم ماهية شعورها الذي استوطنها بعد تلك الليلة .. لم تشعر به في الغرفة .. كان هناك جالسا وبيده كتابها .. يغوص بين احرفه بنهم غريب .. هل كان عليه ان يتخذ معها سياسة اهل غابتها تلك ليفرض وجوده .. ولكن ان لم يكن الين قد أتى بنتائجه فالقسوة هي الحل ..ترك الكتاب جانبا بعد ان سمع شهقاتها .. قلبه رقيق لا يحتمل دموع انثى فما باله بنحيب وشهقات متتابعة .. هو لم يكرها على شيء .. هي من استسلمت له بإرادتها .. وان تمنعت لتركها .. فهو ليس بحيوانا يجري خلف ملذاته .. حرك كرسيه حتى اضحى امامها .. لا يرى منها الا كفيها الابيضان اللذان يشدان الغطاء على وجهها .. نطق بأسمها .. ليبتسم لفعلها حين احكمت قبضتيها اكثر .. كفه امتدت لتسحب الغطاء عنها .. وتدور حرب بينها وبينه على ذاك الغطاء .. ليصرخ بها : هديه ( اتركيه )

تعجبه تلك الشخصية التي يمثلها عليها .. فهي تطيعه وتستسلم له دون تردد .. فلا بأس من تقمص القسوة والجلف في بعض الاحيان .. ارتخت قبضتها .. ليسحب هو الغطاء عن وجهها .. انامله تمتد لترجع الخصلات للوراء .. ويبان له نصف وجهها المخبأ نصفه الاخر في تلك الوسادة ..

تشعر بالخجل .. وبشيء من الارتباك .. وتتمنى لو انها لم تبكي .. او لو انها تيقنت قبلا من خلو الغرفة .. وها هي الان تستمع لتهكماته الغريبة : فطوم شو هالتصرفات .. والله احسج بنت 18 سنه .. مب حرمه كبيرة ..

قامت جالسة وقد تناثر شعرها على وجهها لتبعده بغضب : ما في داعي كل شوي تذكرني اني اكبر منك .. خلاص سويت اللي تباه .. شو تريد في خلني بروحي ..

هدأ المكان . ونظراته تلتقي بنظراتها .. كل ما يريده الآن هو ان يعبث بروحها .. فصمت .. يرى وجهها وتغيير نظرتها .. ورجفت شفتيها كلما طال الصمت .. واذا به يطوق رأسها بكفيه يسحبها اليه .. ويطبع قبلة على وجنتها .. فهو لا يزال فهد المحب لرومنسية حتى لو ادعى الف شخصية وشخصية ..

شفتاه تقتربان من اذنها ليهمس : خلينا ننسى حدود العمر وحدود العجز .. خلينا نعيش حياتنا مثل الحلم اللي دوم نحلمه ..

نزلت دموعها بعد ان ارتجفت لفعله ذاك .. صوته به نبرة عاطفية رهيبة .. تثير احاسيس كثيرة في نفسها .. ابعدها عنه : ليش كنتي تصيحين .. ؟

مسحت دموعها وتحركت لتترك سريرها .. واذا بيده تعانق رسغها : ما جاوبتيني .. ليش كنتي تصيحين ؟

انزلت رأسها وكأنها تبحث عن اجابة ما .. فهي لا تجيد الحديث كما هو .. هو يستطيع ان يتحدث في اي شيء بحروف مرتبة وكلمات متراصة .. ازدردت ريقها لتتمتم ببضع كلمات .. ابتسم لها وعاد لينتحل تلك الشخصية المشاكسة : ما سمعتج .. شو قلتي ؟

تتمنى الارض ان تنشق من اسفلها لتختفي .. فما باله اليوم يلعب بها هكذا .. تنهدت : لانك انسان غير .. وتستاهل وحده احسن مني .. سامحني .

انتزعت نفسها من بين انامله لتهرب الى دورة المياه ( اكرمكم الله ).. ليتنفس هو براحة لطالما نشدها .. هو ليس طامعا بالكثير .. سيتقبلها بكل عيوبها .. وسيفرض نفسه عليها وستتقبله كما هو مع الوقت .. وستخرج معه الى حيث يريد .. برضاها او بدونه .. ابتسم على افكاره تلك .. فهو سيقوم ببناء شخصيتها من جديد .. فلا تزال فتاة صغيرة ترتدي ثوب أمرأة كبيرة في نظره ..

خرجت بعد حماما انعش جسدها .. تلفتت في انحاء الغرفة .. وحمدت ربها مليا على عدم وجوده .. فسخريته وتهكمه يزعجانها .. ارتدت ثوبا منزليا مريحا .. وبعدها جلست امام مرآتها لتسرح شعرها .. وابتسامة خجلة ترتسم على محياها .. لا تعلم لماذا لا تشعر به عندما يدخل .. وهاهو خلفها مبتسما .. وافزعها حين قال : باركيلي يا فطوم ..

وضعت يدها على صدرها وتمتمت متعوذة من الشيطان .. لتنظر اليه عبر انعكاس صورته : خوفتني .. مبرووك .. بس ع شو ؟

ضحك ليردف : اخوي وربيعي سعود اخيرا بيعرس وملكته عقب كم يوم ..

اختفت تلك الابتسامة مع تهادي يدها بالمشط الى حجرها .. لاحظ هو تعابير وجهها التي تغيرت .. حتى نبرة صوتها كانت مختلفة وهي تقول : مبرووك .. يستاهل .. ومنو بياخذ ؟

يده ترقد على كتفها : فطوم فيج شيء ؟

انتبهت لتغيرها الذي لا تعرف ما سببه .. لعل حلم قديم راودها .. استغفرت ربها مرارا على شعورها ذاك .. واذا بها تبتسم وتلتفت له : يستاهل كل خير .. ملكة وبس والا بيكون وياها عرس ..

-
ما اعرف .. بس اظن بتكون ملكة وبس لان عرس اخته قريب بعد .. بس ما خبرتج منو العروس .. ما بتصدقين ..

هزت رأسها مستفهمة .. ليردف : بنت عمج عبد الرحمن .. بنصير ربع ونسايب .. يعني حريمنا بيكونن بنات عم ..

" وعبدالله " .. قالتها بحزن .. ليستفسر هو : شو بلاه عبد الله ؟

دمعت عيناها : متصل في يقولي اكلمها عشان توافق عليه .. يريد يعرف ليش رفضته .. شو اقوله الحين .. بنت عمك بتاخذ غيرك ..
- انتي قلتيها يا فاطمة . رفضته .. يعني ماله نصيب معها .. خليه يرضا بالواقع ..

,،

يــتــبــع|~



الساعة الآن 07:48 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية