منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   [قصة مكتملة] أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel (https://www.liilas.com/vb3/t180431.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 02-11-12 01:27 AM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
تردد ذاك الدعاء على لسان تلك المسجونة في غرفتها .. ولكن هذا الدعاء كان على شقيقتها .. فغدا سيأخذها ذاك الناصر لطبيب نفسي .. هي توقن بانها ليست مجنونة .. وليست بحاجة لذاك المجنون ليقول لها ما بها .. تجلس على سريرها بغضب .. فهي لن تخرج من تلك الغرفة الا اذا وافقت بان ترافق والدتها الى ذاك صاحب الرداء الابيض .. كم هي مساومة غير عادلة بالنسبة لها .. سحبت الغطاء على جسدها .. لتستلقي على جانبها .. وتتحسبن على تلك السارة .. وتتمتم بكلمات بداعي الانتقام ..

اما الاخرى .. فقذفت انفاسها بجرم .. وهي تنظر لهاتفها المُلقى في وسط سريرها .. من اين جاءت بكل هذا العناد .. حتى لا ترغب في محادثته .. اغمضت عيناها وهي ترمي بجسدها جالسة على طرف السرير .. فوالدها قد قال بانها متى ما ارادت الرجوع تستطيع .. وترك كل شيء بيدها .. الا يكفي ذياب هذا البعد ليعرف قيمتها .. وهي الم تعرف قيمتها في قلبه صراحة ..

التفتت لهاتفها لتسحبه .. تتأمله بتردد .. واذا بها تضعه على اذنها بعد ان ضغطت الاخضر .. ليتهادى اليها صوته المتعب المشاب بالفرح : هلا والله بسويرة قلبي ..

رغما عنها ضحكت .. فذاك اللقب اضحكها .. ما باله يتحدث بهذا الاسلوب الغريب عليها .. ليردف : فديت الضحكة اللي اشتقتلها .. ليش صرتي قاسية بهالشكل .. وانا اللي كنت اشوفج مثل النسمة الباردة ..

بلعت ريقها : شحالك ؟

-
دامني سمعت صوتج بالف خير .. مب ناوية ترجعين وتريحين قلبي .. ترا والله يا سارة اني احبج

-
لا تحلف .. تعالي الليلة .

ما ان نطقت بجملتها تلك حتى هرب منه الكلام .. وقف كمجنون اعياه الحب .. حتى غرق في يمه .. لم يرد عليها بل ترك غرفته راكضا لوالدته .. وهي تستمع لكلامه عبر سماعتها التي لا تزال على اذنها : امايه .. امايه ..

" بسم الله الرحمن الرحيم " رددتها بخوف .. لتردف وهي تقف بصعوبة لثقل جسمها : شو بلاك يا ذياب .. فيك شيء ..

قبل جبينها بفرح غامر : سارة بتردلي ..

فمها يتشدق .. وهي تعود لتجلس : زين .. وانا عبالي فيك شيء ..

استيقظ من غفوته تلك .. ليبتسم على مضض .. ويبتعد من المكان .. كسرت فرحته .. كان يظن بانها ستفرح لفرحه .. اعاد الهاتف على اذنه وهو يخرج من المنزل باتجاه سيارته : الو ..

كان صوته حزينا .. حزنت معه : ذياب .. هذي امك .. وهذا رايها في .. وعشانك بتحملها ..

اغلق باب سيارته : صدج ؟.. تقدرين؟ ..

تنفست بعمق .. لتجيبه بانها تستطيع .. فيكفيها انها ادركت بان قلبه يحتويها .. وهي لن تكون ضعيفة كما كانت .. وستعامل تلك كما تربت هي .. كما ربياها شيخة وعبيد .. ستكون الابتسامة مقابل الغضب . . وستكون المعاملة الحسنة مقابل السيئة .. فالقلوب لينة .. وقلب تلك العمة سيلين وان طال الزمان ..

رتبت ملابسها .. بعد ان ابلغت الجميع بقرارها .. يكفيها بعدا .. يكفيها هجرا .. فروحها تشتاق لروحه .. ينتظرها في المجلس هذا ما قالته لها والدتها قبيل صلاة العشاء بساعة .. رفعت شعرها بمشبك من الريش .. وبعض احمر الشفاة فاتح اللون يعانق شفتيها .. لم تستطع اخفاء تلك الهالات التي اجتاحت محيط عينيها .. فتنهدت .. وحثت الخطى ..

هو ينتظرها بشوق .. وكأن تلك العقارب في معصمه لا تتحرك .. رفع رأسه حين القت السلام .. لتتفاجأ به يدنو منها ويخبأها في صدره وهو يردد : يمين الله اني اشتقتلج ..

,،

كتبتها بشوق على نافذة غرفتها .. بعد ان اغدقتها ببخار انفاسها " اشتقت لك دادي " .. وابتسمت .. وحيدة في تلك الشقة التي تمتلكها .. ولا احد يعلم بامرها شيئا .. ارتدت معطفها .. لتغطي رأسها بتلك القبعة الملتصقة بظهره ..كفاها اختفيا خلف جيوبها .. خرجت لترى لندن في هذا اليوم الصباحي .. الضباب يغطي الاجواء .. وساعة " بق بين " تغوص فيه .. وكأنها تعانق حبيب .. سحبت هاتفها لتلتقط صور ذاك المشهد الأخاذ .. واذا بهاتفها يسقط حين ضرب ذاك المسرع كتفها .. ليقف معتذرا لها .. لتدقق هي في وجهه .. ملامحه ليست غريبة .. وذاك الجرح الذي يشق حاجبه الايسر الى نصفين لا تنساه ابدا .. تركها وهي في ذهول .. هو .. ذاك الشخص الذي تحتفظ باوراق بها معلومات عنه .. صورته واسمه .. تبعته بخطى مسرعة .. فذاك هو تايكو هيروكو .. الشخص الذي اختفى بعد ان ركب برامج حماية شركات والدها .. تبعته وهي تحاول ان لا يراها ..

جسمها النحيل مع صومها اشعرها بالانهاك .. وقفت لتراه يدخل الى ذاك المبنى لتلك الشركة .. توارى عن الانظار .. لتحث الخطى ويستوقفها حارس الامن .. لتجيب بكل ثقة : الرجل الذي دخل منذ قليل ..

-
تقصدين الكس كوزاكو .

بابتسامة خبيثة : اجل هو – مدت يدها بقلم – لقد وقع منه .

وبعدها انسحبت .. لتتمتم : بدأت رحلة انتقامي لك يا ابي .

,،

ان شاء الله يعجبكم http://forums.graaam.com/images/smil...0%28276%29.gif

////

يوم الثلاثاء بيكون الجزء 35 بين ايديكم باذن الله
http://forums.graaam.com/images/smil...0%28276%29.gifhttp://forums.graaam.com/images/smil...0%28276%29.gif


♫ معزوفة حنين ♫ 02-11-12 01:30 AM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
العشق داء يفتك بالقلب والعقل .. ليحيل من انزرع في اعماقه الى شبه واعي .. اضناه العشق والهيام بها .. حتى وضع ملايين من الاعذار لتأخرها في الرد .. ليأتيه زلزال احال روحه الى بقايا .. ولا يزال يرتجي الكثير .. يرتجي قربها .. وجودها بجانبه .. تنهد وهو يرمي بجسده على تلك الاريكة التي طالما شهدت افكاره البعيدة .. التي تاخذه حيث هي .. حيث حلم الماضي الذي اغتالوه فاحياه القدر من جديد .. صلى التراويح وبعدها جاءته الصاعقة .. ليته لم يذهب ويسأل .. ليته بقي ينتظر .. لا زالت كلمات عمه ترن في اذنه : ريم ما تفكر فالعرس .. والله يوفقك مع غيرها .

كيف تكون هناك فتاة اخرى .. وهو لا يرى الا الـ " ريم " طيف احلامه الازلي .. ارخى رأسه بين كفيه .. ولم ينتبه لذاك الناظر اليه .. رمى الاخر بجسده بجانبه : شو بلاك ؟

لا يريد لرأسه ان يرتفع من حظن يديه .. فهزه بالـ لا .. ماذا عساه يقول .. ايقول بان عشقه وضع هذه الليلة تحت المقصلة .. وتدحرج الامل منه بعيدا .. لامست كفه كتف اخيه : عبد الله شو مستوي .. فيك شيء .. شيء يعورك ..

لا اجابة .. ايخبره بان قلبه يألمه .. هل بالامكان ان يجد دواء لداء الحب .. تنهد من جديد وهو يرمي برأسه على ظهر تلك الاريكة .. ناظرا لسقف : ريم رفضتني .

ابتسم الاخر .. هو استطاع ان يبعد تلك المسافرة عن خياله وتفكيره بسبب نصح هذا الذي يغرق في بحر لا قرار له .. وهو لا يستطيع ان يفعل بالمثل .. فلقد وصل الوجع في نفسه الى النخاع .. بنبرة هادئة : عطها فرصة عبود .. توها طالعة من العدة .. ما وحالها تنسى اللي صارلها .. وانت الله يهداك من قبل لا تطلع وانت طالبنها .. البنت تبالها وقت تطيب جروحها من اخوك .. مب سهل اللي صارلها .. محتايه وقت .

قال جملته الاخيرة وهو يربت على فخذ عبد الله .. ليبقى ذاك على حاله الا من شفتاه المتحركتان : كنت خايف حد يسبقني وتضيع من ايدي مرة ثانية .. قلت لعمي ما بعتبره رد نهائي .. بس هو قال انها انهت كل شيء .. يااااااه يا بدر لو توافق .. صدقني اخاف قلبي يوقف من الفرحة ساعتها .

ربت من جديد على فخذه : الله يعينك يا قيس .. بس مثل ما قلتلك عطاها فرصة ..

كان كلامه كالبلسم .. شعر بان قلبه عاد لينبض بالامل من جديد .. ولكن لا يزال الخوف من ذاك السعيد ان يكون سببا للرفض ..


عقد حاجبيه وهو يستمع لزوجته .. فتلك سمعت مؤخرا من عمتها بان اخيه يرغب في مطلقته .. التي كانت في يوم ما صديقتها المقربة .. ارادت ان تختبر مشاعره .. فبثت اليه بما سمعت .. لتفاجأ به يضغط باصابعه على عضدها : انتي شو تقولين .

تلعثمت .. وهرب الحديث من بين شفتيها .. لتردد بعد ثواني من الاستيعاب : هذا اللي عرفته من عمتي اليوم عقب ما فطرنا ..

دفعها ليقف واسنانه تصطك غضبا : لخياس .. والله ما اسكت لهم ..

لتتسارع خطاه مبتعدا عن المكان .. وتلك تزفر انفاس الغضب .. فلقد تأكدت انه لا يزال يحبها .. او لعله حب تملك لا غير .. ضربت بقبضة يدها على السرير حيث كان هو جالسا .. ليستقيم جسدها وبعدها تتهاوى لتجلس من جديد .. اغمضت عيناها بتعب .. فهي لا تشعر بانها بخير .. وذاك الدوار تكرر معها اليوم مرات .. تنفست مرارا .. تحاول ان تستجمع اتزان جسدها .. كفها تضغط على فيها بخفة .. لتسحب ذرات الاكسجين بنهم .. دار في عقلها ان تكون حاملا .. نفضت رأسها تبعد تلك الفكرة المجنونة .. فدورتها الشهرية تاخرت .. ولكن هي لم تكن يوما منتظمة .. ابتسمت بغباء على تفكيرها .. لتقف متوجهة لدورة المياه ( اكرمكم الله ) تنضح الماء على وجهها الحنطي .. المنشفة الناعمة تلامس وجنتيها بلطف .. لتركنها حيث اخواتها على ذاك الساق المعدني قريبا من المغسلة ..

تشدقت وهي تتمتم : للحين تحبها يا سعيد .. وانا عبالي نسيتها ..

هو كان حاقدا بقوة .. فعزة نفسه لن ترضا بان ذاك المدعو شقيقه ان يرتبط بمن كانت على ذمته .. زم شفتيه ليضرب بعنف على المقود بكلتا قبضتيه .. فهو غاضب والزحام زاده غضبا .. دائما يكون الزحام في طريقه .. وكأنه يحاول ان يردعه عن مسعاه .. تخيلها معه .. بين احضانه .. في سرير واحد .. ليبان الغضب بعدها على وجهه .. فهي له ولن يرضا ان تكون لغيره .. حتى لو اوصله هذا التفكير لقتلها .. ليحتظنها القبر لا صدر رجل غيره ..

وصل اخيرا لوجهته .. فهو يجب ان يفرغ بركان روحه .. حتى هو احيانا لا يعلم لما يحب ان يتملكها هي .. فكانت في احضانه سنين مضت .. لم يذقها الا هوان العيش معه .. ولكن الاكيد في ذاته انه يريدها ان تبقى له .. اصبعه وكأنها سيغوص في زر الجرس بسبب الضغط القاسي ..

فُتح الباب على يد بدر ليندفع هو صارخا في وجه ذاك الذي استقام واقفا : هذي اخرتها يا عبود ..

ليسرع ذاك الخطى ويقف حائلا بينهما . فجسده اعرض من جسديهما .. ولياقته البدنية تؤهله ليكون الاقوى .. يحاول ذاك ان يصل الى الاخر مع صرخاته المتتالية : رايح تخطبها وبعدها فالعدة ياللي ما تستحي .. والله ان وافقت عليك لذبحك واذبحها ..

-
خلاص بس .. شو بلاك انت .. الحرمة ما صارت حرمتك ..

" اسكت يا بدر " صرخ في وجهه ليقف حين دفعه عن طريقه .. ليشير باصبعه لذاك الصامت : بتندم يا عبود .. مب ناقص ذاك المرتزع فالبيت .. طالعلي انت ..

هل يحبها ؟ وغيرته تقوده لما يقوله الآن ؟ هذا ما دار في عقل عبد الله .. لينطق بهدوء : خاف ربك يا سعيد .. طارق اخوها ..

-
اخوها طل .. هو الا ولد عمها .. بس والله لذبحها اذا ..

قاطعة بعنف : خلاص .. بسك حلف .. الين متى بتبقى ع هالحال .. خلها تعيش حياتها شو دخلك ..

هجم ليردعه بدر من جديد : عشان تحلالك .. قولها .

-
والله لو تحبها كان صنتها يوم كانت عندك ..

-
انت تعلمني كيف اعامل حريمي ..

تلاحمت الالسن بينهما .. وذاك تعب من صده .. فهو عنيف .. ليدفعه : خلاص بس – يلتفت لعبد الله ومن ثم سعيد – تقول يهال .. كل واحد يالس يفصل حياتها بطريقته .. فكوها منكم وهي ترتاح .

تابع حديثه لشقيقه الاكبر : وانت الين متى حب هالتملك اللي فيك .. عايش حياتك ومستكثر عليها تعيش حياتها ..

-
والله وطلعلك اللسان يا بدير .. بس لو دريت انها وافقت عليك يا عبود ما تلوموا الا نفسكم انت وهي .

وادبر خارجا في صمت المكان وسكون عبدالله .. ابتسم .. ليسقط جسده على الارض ويستند بظهره على تلك الاريكة .. منذ دقائق فقط كان بدر يشحنه بالامل .. وجاء ذاك ليقضي عليه بانانيته .. قد يفعل ما قاله .. فهو متهور الى حد الدمار .. ربض ذاك بجانبه على الاريكة : لا تهتم .. مع الوقت بيتقبل .. ما عليك منه ..

اضحى الاعقل بين المجنون بالانانية والمجنون بالعشق .. ليلعب دور الاخ الاكبر وهو الاصغر بينهما .. وقف ليبتعد عنه .. لعل بقاءه وحده يكون افضل له .. خرج من المكان سيلتقي مع اصحابه ويسهر معهم حتى منتصف الليل .. فتلك السهرات افضل بكثير من الاجواء الخانقة التي تلاحقه في منزل والده او شقة عبد الله .. رن هاتفه .. لينتزعه من جانبه ونظره يعود على الطريق : هلا والله ميوود .. شو .. اوك بخطف عليك .. تجهز .


,،

منذ الاعتراف الذي زلزله .. وهو يعيد قراءة ذاك الكتاب مرات عديدة .. فهو يعرف صاحبه الآن . يحاول ان يستشف حياتها من بين سطورها .. ويحاكي مشاعرها من بين احرفها .. هو بات يتهرب من البقاء معها .. يحاول ان يسألها عن ذاك الكتاب فيتراجع .. وضعه جانبا .. لينظر الى عقارب ساعته التي تقترب من العاشرة .. من بعد ان عاد من صلاة التراويح لم يرها .. تنهد فعليه ان يضع بعض النقاط على حروف حياته معها .. حث الخطى صاعدا .. مؤكد انها هناك مثل كل ليلة .. تجلس امام التلفاز تشاهد تلك المسلسلات التي ما ان ينتهي احدها يأتي آخر ..

توقف ينظر اليها .. مربعة ساقيها على الكرسي المنفرد وتشاهد باهتمام .. تبتسم احيانا واحيانا اخرى تعقد حاجبيها .. ليكتم ضحكته حين صرخت متأففه : اووف كل شوي دعاية .. حشا ما صارت ..

رمت جهاز التحكم من يدها لتقف وتتسمر .. تنظر اليه .. شدت على شفتها السفلى : من متى وانت هني ؟

لم يجبها ومشى بكرسيه ليسحب الجهاز ويغلق ذاك التلفاز : اريد اكلمج .. ممكن ؟

يده تمتد امامها .. بخجل ورعشة اتضحت له امسكت بيده .. ليحثها لتجلس على طرف الطاولة امامه : فاطمة .. الحين الكتاب انتي كاتبتنه ؟

هزت رأسها بنعم .. دون ان تنطق .. ليردف هو : كيف قدرتي تصورين اهلج بهالشكل .. وتحطيهم في مكانة الحيوانات .. مب الله كرم الانسان عن الحيوان بالعقل ..

ابتسمت لتسحب يدها التي لا تزال بيده .. يحدثها وكأنها طفل صغير لا يفقه من الحياة شيء .. وكأنه يعلمها ما لا تعلم .. امسكت طرف الطاولة بكفيها : فهد .. يوم كتبت الكتاب كنت اعيش حالة نفسيه ما يعلمها الا ربي .. واول الكتاب ذكرت اني بتكلم عن الغابة اللي اعيش فيها .. يعني مب معقولة غابة واكتب فيها ناس .. كل الصفات اللي حطيتها مجرد توضيح لمشاعري تجاه اهلي ..

تنهدت وكأنها تحاول ان تجد تفسيرا يقنعه اكثر .. وهو فضل الصمت .. يريدها فقط ان تتكلم .. لتردف وهي تضع كفاها في حجرها وتشدهما ببعض : ابويه انسان قاسي فنظري .. حرمني من اني اعيش حياتي .. كان يقول ما ازوج بنات من برع .. ونسى ان بنته اكبر وحده بين شباب العايلة ..

ابتسم لتسأله : عاادي اسئلك ؟

هو يتمنى كلمة منها فكيف بحديث طويل قد يمتد لدقائق وقد يصل الى ساعات .. هز رأسه لتكمل : لو كنت بصحتك بتزوج وحده اكبر منك بست يمكن سبع سنين ؟

اكتفى ببعثرت نظراته على وجهها .. ليطيل الصمت وكأنه يحاكي عيونها وبشرتها البيضاء .. اخجلها فعله .. لترتجف اطرافها .. ترفع نظرها لبرهة وتخفضه من جديد .. لتتسمر نظراتها على كفيه اللتان عانقتا كفيها : ما اقدر اقولج .. صعب اعرف يمكن هيه ويمكن لا .. بس اللي اعرفه انج انتي نصيبي ..

نظرت اليه .. لم تنزل نظرها ..لتغوص في ضحكات عينيه .. لا تعلم لماذا تلك الراحة باتت تسكنها منذ ذاك اليوم .. هي لم تعطه قرارها حتى الآن .. وهو لم يسألها .. وكأن به علم بقرارها مع خوفها من اتمام العلاقة .. لعلها تخشى اشياء واشياء .. هو لا يرغب الا بان يشعر بانه انسان يستطيع ان يكون مثل غيره .. ان يكون عائلة .. حتى وان طال هذا الامر معها فبامكانه ان يصبر ..

قطع نظراتهما تلك صوت تلك الخادمة الفلبينية .. وهي تخبر فاطمة بان شخصا يريدها .. وقفت وهي تسألها من يكون .. ليكون الرد بعدم المعرفة لا غير .. سحبت " شيلتها " من على الكرسي .. لتبتعد عنه .. تنهد ليلحق بها .. تمنى ان تطول جلستهما تلك .. لعلها جلست مصارحة قد توصلهما لمكان آخر ..

نزلت الدرجات وهي تتلفت .. فتلك اخبرتها بانها ادخلته للمنزل .. وقفت وتلك الابتسامة قد ارتسمت على محياها وهي تنطق اسمه : مايد .

وقف تاركا هاتفه الذي كان يسليه وقت الانتظار .. ليقترب منها ويحتضنها .. فعل لا تزال تخجل منه وتتوتر بسببه .. يريد ان يعتذر لها .. وهو عاطفي بقوة .. وليس افضل من الاحضان ليعتذر عن اجحافه لها .. شيء ما سرى في جسد ذاك الذي رأى قربها من اخيها .. احتضانه لها .. هل احساس بالغيرة سيطر عليه ؟ ام انه شعور آخر ..

اقترب ليلقى التحية عليه .. ويتصافح معه .. ويصر عليه بالبقاء حتى موعد السحور .. فوجوده افرحها .. حتى بات لسانها لا يكل من الحديث .. تسأل عن الكثير .. حتى وهي تقدم له ما لذ وطاب من الطعام تسأله .. ليضحك : شو بلاج فطوم .. ما احيدج هالكثر تتكلمين تقول بالعة رادو ..
جلست مدعية السخط : الحق علي بعد ..
فهد : الحين راضها ..

تمنى انه لم يقلها .. لاول مرة يكتشف بانه غيور على من يحب .. نظر اليه يقترب منها يطبع قبلة على وجنتها .. شعر بحرارة في جسده .. هي زوجته ولا يستطيع حتى ان يكون قريبا منها كذاك .. رن هاتفه وكأنه ادرك ما يعانيه صاحبه .. ليبتعد .. متعذرا بتلك المكالمة ..

" شو بلاك " قالها سعود وهو يجلس على احد الكراسي الخشبية في تلك الحديقة .. وبمعيته ابنه محمد .. فهو يحب ان يخرجه من جو المنزل بين الفينة والاخرى ..

تنهد ذاك وهو ينظر لوجهه في المرآة .. وصل اخيرا الى الغرفة بعيدا عن ذاك الجو الذي بعثر كيانه : ما اعرف شو اقولك يا سعود .. اخوها عندها ..

قهقه ذاك وكأن الامر اتضح له : تغار عليها ؟

-
عبد الله وبدر دايم يزوروها بس كانوا غير معها .. ومايد حسيته قريب منها بزياده

عقد حاجبيه لضحكات ذاك على الطرف الاخر : بو محمد خلاص عاد .. تراني بحرم اسولفلك ..

وهو يمسح فم محمد بمنديل .. ويشد الـ" الجاكيت " عليه حتى لا يصله البرد : يا ريال شو بلاك شاب اليوم .. مب طايق مني كلمة ..

زفر انفاسه وهو يحرك كرسيه نحو السرير : من يوم ما عرفت انها هي اللي كاتبه كتاب هواجس وانا كله اهوجس .. افكاري متلخبطة .. ومشاعري مادري شو صار فيها .. خايف اني اكون حبيتها ..

رجعت خطوة للوراء لتستتر بالجدار .. سمعته .. هل يخاف من الحب ؟ اما لانها هي الطرف فيه .. تسمعه يشكي لصاحبه .. يخبره بمعاناته في بعدها .. باحاسيسه التي يجهل ماهيتها .. لتداهمها ابتسامة مع دمعة حارة تدحرجت على وجنتها .. هي ليست بتلك القاسية .. وهو لا يستحق جفاءها هذا .. ولكن بحاجة الى الوقت .. فقط القليل من الوقت والصبر ..

,،

يــتــبــع|~

♫ معزوفة حنين ♫ 02-11-12 01:30 AM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
تقارب الساعة الحادية عشر ظهرا .. خرج من ذاك المبنى متوجها لمنزل والده .. حياته العملية غير مستقرة وهو يعلم من وراء كل ذاك التذبذب .. واليوم سيواجهه بما اكتشفه .. او سيحاول ابعاده .. دخل الى المنزل ليجلس بهيبته في تلك الصالة .. فوالده لم يذهب الى شركته هذا اليوم .. اقبل وبتهكم قال : غريبه يايني للبيت .. شو وراك ؟

وخبث ابتسامة تهادى على شفتيه .. ليدس ذاك يده في جيبه ليخرج ورقة مطويه ويضعها امام والده على تلك الطاولة المذهبة .. باستنكار اردف : شو هذا ؟

وقف مستقيما : مب ياي ازورك الا لهالشيء .. رايح تزور امي بخيته اكثر من مرة .. وتسأل وادور .. والمسكينة تقولي واحد يشبهك اييني ..ما تدري اني ما افتخر بهالشبه

ضحك ليستفزه : ومنو خطر عبالك هالشخص ؟

لاول مرة يبدو ضعيفا امام عبد العزيز .. ليظهر شبح ابتسامة على وجهه : ما اعرف شو نيتك .. يمكن تلعب بمشاعري .. ويمكن اشياء واايد ما اعرفها .. كل مرة اقول لنفسي سامحه هذا ابوك .. بس اكتشف انك انسان ما تليق عليه كلمة ابو ..

احتقن بالغيض .. ليقف : شو اللي يابك لبيتي يا جاسم ؟

اشار برأسه لتلك الورقة : هذي .

فتحها تحت انظار جاسم: شو هذا ؟

" مكان سلامه محمد " قالها وهو يبتعد عن المكان ليقف بعد خطوات : ما بتستفيد منها لا حق ولا باطل ..

وانسحب ليصله اتصالا عبر هاتفه من سكرتيره .. ركب سيارته : هلا.. شو .. عطني اكلمه ..

لحظات لينهال عليه ذاك بالكثير من الكلمات المعنفة : لو مب قادر عليها ردها لنا يا جاسم ..

علامات الاستفهام ارتسمت عليه .. ماذا يقصد ؟ حاول معه ان يفهم كل شيء .. حتى اخبره برفضها لرؤيته او رؤية شقيقتها .. وحتى اتصالتهما لا تجيب عليها .. انهى المكالمة ليحول مسار طريقه الى منزله .. ليدخل ويتفاجأ بها تجلس في الصالة وبيدها وعاء به " اندومي " .. اقترب منها : خولة انتي مب صايمة ..

ارتجفت من صوته .. لتضع الطبق من يدها على الطاولة .. لم ترفع نظرها اليه .. وشعرها قد تدلى بعض منه على وجهها .. فزعت حين رمى بالمفاتيح على الطاولة .. لتقف وتصرخ : لا تقرب ..

هاله خوفها منه .. ليمد يده وتبتعد هي صارخة : قاسم لا تقرب الله يخليك ..

تسمر مكانه .. هل قالت قاسم ؟ لم يستيقظ من غفوته تلك الا عليها وهي تركض صاعدة الدرجات .. زمجر مناديا باسمها .. ليتخطى الدرجات اثنتين اثنتين .. ليقف محاولا ان يفتح باب الغرفة .. يضربه بعنف : خولة فتحي الباب .. شو صاير فيج .. وبعدين ليش ما تردين ع اخوانج ..

ضربه من جديد بعنف : فتحي ..

نبرتها المهتزه هلعا وصلته : ما بفتح .. خلك بعيد عني . لا تقرب .. والا بقول لجاسم .

الخوف تسلل الى قلبه .. فما بالها تسميه قاسم .. وتهدد باخباره هو عن نفسه .. ضرب الباب بهداوة لعلها تستجيب له .. لكن قاطعه هاتفه من جديد .. ليبتعد عن الباب خطوات : هلا سلطان ..

صوته المتوتر يصل اليه : الحق يا جاسم .. شركة روز لاحقتنها خسارة كبيرة .. هذا غير فرعنا اللي هني فالبحرين .. الاختلاسات بلملايين .. احس اللي دمروا سالم الـ ... ناويين ع دمارنا .

شد بقبضة يده : يخسون الا هم .. اهتم انت بفرع البحرين .. وانا بسافر ع اول طيارة لفرنسا .. اسمع .. حاول تعرف ظروف باقي فروعنا .. عندك 24 ساعه ويوصلني تقرير كامل منك .. اوكي ..

اغلق هاتفه ليلتفت لغرفتها : سامحيني يا خولة .. بس بتكون لي جلسه وياج ووييا خرابيطج .

اما هي فجلست على سريرها محتضنة ساقيها .. تشعر بانها مضطربة .. لا تعي اي شيء .. وهو يخيفها .. دائما يظهر في احلامها .. بات هو يشبهه .. بكت وهي تردد : كله منك يا جاسم .. كله منك ..

خرج من منزله قاصدا شركته .. ليراجع كل ما يستطيع مراجعته .. هل يعقل ان ينهار كل شيء .. كيف لم ينتبه .. ولم يشعر بتلك المؤامرات التي تحاك من خلفه .. فتح بريده عبر هاتفه .. لعل هناك خبرا ما منها .. فهو اعطاها اياه في تلك الورقة .. لا يوجد اي شيء .. وقبل ان يهمم باغلاقه اذا برسالة تصل .. بدون عنوان ..

ابتسم وهو يقرأ ما كتب فيها .. ثلاث كلمات .." البداية ستكون قريبا " . بداية تخطيط سيدمر الكثيرين .. وهي قد تدمر فيه ايضا .. امتعض ليعقد حاجبيه .. فهي قد تكون في خطر .. ستبدأ بالبحث في وكر الذئاب .. وهي ليست سوى فتاة صغيرة .. لن يسامح نفسه اذا تعرضت للاذى .. فهم خطيرون .. يحفرون للايقاع باصحاب الشركات الناجحة ..

,،

وذاك ايضا ليس بعيدا عنهم .. قد يعيدون ما حدث مع والده .. وسيخسر من جديد .. انهكه العمل بقوة .. وذاك المشروع اخذ من وقته الكثير .. هو من سيضعه في القمة .. واي خطأ قد يوقعه في الحضيض .. تنهد وهو يجلس على سريره بعد حمام دافيء .. فوالدته بثت اليه بخوفها على جود .. فهي شعرت بغرابة في حديث فتاتها الصغيرة .. لتطلب منه ان يترك اعماله ويذهب لها .. لكن كيف له ان يفعل ذلك .. فعينه يجب ان لا تغفل عن العمل .. وضع رأسه لينام .. وينهض قبل الفجر ليتسحر .. تكفيه ساعتان ليرتاح ..
وما هي الا ساعة حتى قام مفزوعا .. ها هي احلامه تؤكد خوف والدته .. تعوذ من الشيطان .. ليتمتم : اكييد بسبب خوفها صرت اشوف هالاحلام ..

حرك رأسه .. يشد رقبته بكفه .. وبعدها نهض .. يحتاجها بقربه .. ويشتاق لوجودها .. هي لا تزال مبتعدة عنه .. فتح باب غرفة والدته ليراها جالسة على الارض وسجادتها امامها .. والقرآن الكريم بين كفيها .. اقترب منها ليطبع قبلة على رأسها .. وتغلق هي المصحف .. لتستغرب بعدها فعله .. جلس على الارض ليضع رأسه في حجرها مستلقيا .. لتمسح على شعره القصير : شو بلاك يا فيصل ؟

-
تعبان ياميه .. مب قادر ارقد مثل العالم والناس .. وخايف عليها .. يمكن كلامج صح .. ويمكن خوفج هو اللي خوفني .. خليني ارتاح ..

مسحت على رأسه وهي تسمي باسم الله .. تشعر بتعبه وانهاكه .. ليس سهل ان يعيد كل شيء من جديد .. وهو لا يزال في مقتبل العمر .. نطقت لتطمأنه : جود بخير .. كلمتها اليوم ..


يمر الوقت سريعا .. ليجد نفسه في مكتبه وامامه سيف الذي اصر على رؤيته لموضوع لا يتأجل .. ليمتعض من كلامه : انت شو يالس تقول ؟

-
اسمعني يا فيصل .. اذا ما تريد اللي صار لابوك يتكرر انسحب من شركة عبد العزيز .. حتى لو بخسارة ..

ضحك هازئا به : اكيد طلول ورى السالفة .. انا قلت شغلته فالشركة مب لله ..

وقف ذاك ليستند على ظهر الطاولة بكفيه .. يدنو برأسه من فيصل : اذا ما تريد تخسر .. ابتعد عن شركة عبد العزيز ..

وتشدق مبتسما .. ليخرج بعدها .. ليزداد ذاك غضبا .. وينتشل هاتفه ليتصل بها .. يصرخ في وجهها ان تبعد زوجها عن طريقه .. والا فانه لن يدع اي فرصة ليدمره ..

لتصرخ هي فيه : فيصل انت شو بلاك .. حشا ما يسوى عليه انه شاركك فهالمشروع ..

-
ريلج هذا لو ما ابتعد عني ترى والله ما بيحصله طيب .

-
شو ؟ .. فيصل انت ناسي انه ريل اختك ..

لم يدع لها مجالا لتؤثر عليه .. فاغلق الهاتف في وجهها .. وانفاسه تتبعثر باجرام امامه .. لتقف هي بعد تلك المحادثة .. تفرك كفاها ببعضهما .. وتطوي الصالة ذهابا وايابا .. تنتظره .. عيناها تحدقان بتلك الحائطية الفاخرة .. وقت عودته ليأخذ قيلولته .. دخل وهو يبتسم .. يلقي عليها السلام .. ويقبل وجنتها .. ليستغرب توترها .. كفاه يعانقا كفيها .. ليجلسها ويجلس بجانبها : شو فيج حياتي ؟

نزلت دموعها .. ليشعر بخوف غريب .. يحتظن وجهها بكلا كفيه : فديتج ليش الدموع .

-
احلف ان مالك علاقة باللي صار لابوي .

رفع حاجبه ليبتسم وهو يترك وجهها ويقف : فيصل اتصل عليج – هزت رأسها بنعم ليردف- رش رش خلج بعيد عن شغلي اوكي فديتج ..

قبل جبينها وابتعد .. ليقف ملتفتا لها : بروح ارقد .. وعيني ع صلاة العصر اذا ما وعيت .

مسحت دموعها .. هي لا تصدق بان سيف له علاقة بما حدث سابقا .. ولكن شكوك فيصل تنحت في عقلها حتى باتت تظن فيه .. لعله غضب منها .. لعلها جرحته بظنها ذاك .. وبطلبها ان يقسم لها .. رفعت هاتفها لتحدث والدتها .. فلعلها تطمأن قلبها المتأجج خوفا .. فقد تكون حياتها مع سيف على المحك ..

,،

كحياة تلك التي اضحت مليئة بالافكار .. الليلة سيكون اللقاء معهم .. بعد مماطلة دامت اسابيع .. ارتدت عباءتها و " شيلتها " .. وتنفست الصعداء .. تحاول ان تتسلح بالقوة .. ستذهب هي وعبد الرحمن فقط .. فذاك راشد تعذر بان لديه عملا ما .. في صلاة التراويح كانت تدعي بان الله يوفقها وينصرها عليهم .. وطوال الطريق وهي تستغفر ربها .. فالاستغفار باب يفتح الكثير والكثير .. توقفت سيارة عبد الرحمن في منزل عم بناتها .. العم الاكبر " ابو خالد " لتترجل هي معه .. ويقترب منها : خليني اتكلم معهم ولا تقاطعيني الين اعرف شو اللي يريدونه بالضبط ..

ابتسمت وهي تأخذ طرف " شيلتها " لتغطي وجهها : يصير خير يابو عمار .

هناك في المجلس اجتمعوا .. جدة بناتها وابنيها الاثنين .. دخلت بعد ان دخل اخيها .. لتجلس بجواره بعد ان قبلة رأس تلك الجدة العجوز .. وسألت عن احوال بناتها .. ليبدأ عبد الرحمن الحديث .. وذاك يسكته الى ما بعد الضيافة .. ليمضي الوقت والحديث لا يتعدى عبد الرحمن وابو خالد .. وذاك الاخ الاخر صامت .. كما هي والدتهما .. كل ما في الامر انهم احق بتربية الفتاتان .. هذا ما كان يدور في ذاك المجلس .. لتقف هي : بناتي محد بيربيهن غيري يا بو خالد ..

ليرد عليها الاخ الاصغر : يا ام عليا اقصري الشر .

لتتكلم بكل هدوء : اي شر اللي تتكلم عنه .. الحين صار عندكم بنات اخو وتريدون تربوهن .. الحين يا خالتي تذكرتي ان عمر الله يرحمه عنده بنات .. قولولي كم مرة زرتوهن والا سألتوا عنهن .. قبل كان في شيء ما يوقف زياراتكم .. مزرعة المرحوم ..

صرخ بها : احنا مب طمعانين .

التفتت له : صح يابو خالد .. والدليل بعتوا المزرعة اللي تسوالها ملايين وما عطيتوني الا عشرين الف .. وتحججتوا بان المرحوم مديون وسدتوا دينه .. قلت ما عليه بسكت اهل بناتي ولهم الحشيمة .. واخواني ما قصروا ضربوا الصدر ووقفوا وياي عن الحاية لك ولاخوانك ..

وجه كلامه لعبد الرحمن : عايبنك كلام اختك يا ابو عمار .

-
صاحبة حق وتطالب بحقها ..

تقدمت خطوات من تلك العجوز الصامتة : خالتي كد مرة شليتي التلفون تسأليني عنهن .. والا مديتي ايدج بعيدية تفرحيهن كل ما يبتهن لج يزورنج .. الحين يايه تقولين لي بنات ..

نطقت اخيرا : اعمامهن احق بتربيتهن .. والحضانة وخذها بو خالد .. ومالج الا الرضا .

ليردف هو على حديث والدته : بس اذا مالج غنى عنهن تقدرين تاخذيهن واحنا بنتنازل .

رمقته بنظرة من خلف غشاءها : والشرط ؟

كل ما يدور يجعل عبد الرحمن لا يفقه شيء .. وكأن هناك معركة قديمة عادة لتُشعل من جديد .. وهو لا يعلم عنها شيئا .. نظر لبو خالد الذي وقف ناطقا : تزوجين عمهن .

ابتسمت : طبعا مب انت لانك مستحيل تزعل بنت عمك وتييب عليها عديله – التفتت للاخر – ومب انت لانك ما بتزعل الوالدة وبتييب حرمة ثانية ع بنت اختها .. فما بقى الا خليفه – نظرت للعجوز – صح كلامي يا خالتي .

صمت استحوذ على المكان .. فذاك الخليفة هي تعرفه كما يعرفه الجميع .. لو لم يبقى الا هو على وجه الارض لم ترتبط به .. قالتها في الماضي لهم .. وقفت بشموخ لطالما اعتادوه منها .. لتحث الخطى نحو الباب .. وتقف : باكر البنات بيكونن عندج يا خالتي ..

وادبرت .. ليستوقف ذاك عبد الرحمن : عقل اختك يا بو عمار ..

-
اختي عاقل وهي ادرى بمصلحتها ..

عاد الصمت من جديد في تلك السيارة .. ليبدده هو : من صدقج يا ميثة .. بتعطيهم بناتج .

التفت له بابتسامة : هم ما يبوهن .. كل السالفة يبون يلون ذراعي .. وما عاش اللي يمشيني على كيفه يا عبد الرحمن .. حتى لو الثمن بناتي .

قساوة ظاهرة عليها اعلنتها امامهم .. وفي داخلها ام تحترق لفراق طفلتيها .. ولكنها لن ترضخ .. وسترى نهاية ما يحاولون اجبارها عليه .. نزلت لتصعد الدرجات الى غرفتها .. نائمتان بسلام .. رمت " شيلتها " وعباءتها .. لتتحوقل بصوت خافت .. وتبعثر نظراتها عليهما .. ستحرم منهما .. نزلت دموعها لتجرح وجنتيها : وينك يا عمر تشوف حالي من بعدك .


,،

احواله هو ايضا تغيرت .. كما يقولون " كثر الطرق يفك اللحام " وهو قد لان لكلام والدته .. حتى اضحى اسم تلك الريم لا يفارقه .. يبتسم لذكرها لا شعوريا .. وكأن له وقعا خاصا في قلبه .. جلس بجوارها في غرفتها .. لتردد عليه الحديث القديم : بو محمد ترا عرس وديمة قرب .. يعني ما باقي شيء .. وانت لازم تخلي هالعناد عنك .. وترى البنت طلعت من عدتها .. واذا موافق بروح اخطبها لك .. ها شو قلت .

لا يريد ان يتسرع في اي شيء .. عُرف بعقله .. ولكن ذاك الفهد ايضا عرف عنه ذلك وها هو يغوص في مشاعر لا يعرف لها اسم .. كحاله هو .. ايسميه حب مراهقة متاخرة الذي هو فيه .. ام حب من نوع اخر .. تردد في القاء ردا على حديث والدته .. ليبتعد بفكره عنها .. لا يسمع الا صوت عقله الهامس له بان يتقدم لها .. ان رضت فسيكون قد حقق مراده وان لا .. فكل شيء في الدنيا نصيب ..

انتبه لضربتها على فخذه .. ليضحك على كلامها : ها وين وصلت .. وانا من الصبح اهذر عليك .

قام واقفا : يصير خير .

امسكته من ثوبه : تعال هني .. شو هو اللي يصير خير .. اخطبلك البنت والا ؟

انحنى ليقبل رأسها : بكلم ابوها بالاول . . الليلة عقب ما اصلي التراويح بكلمه .. وبشوف رايه ..

الفرحة لا تسعها .. قامت مستندة على كفيها .. ليساعدها هو : يا رب تكون من نصيبك يا وليدي .. ما تدري كثر شو ادعيلك ..

عاد ليقبل رأسها .. ومن ثم يلثم كفيها : الله يطول بعمرج .. واذا لنا نصيب بناخذه .

غادر غرفتها .. مبتعدا عن منزله .. يريد احدا ان يشاركه ذاك الاحساس الذي استوطنه منذ فترة .. هل لكلام والدته دخلا في مشاعره الآن ..

ترجل ليجلس مقابل البحر .. يعشق المغيب لانه يبشر بيوم جديد قادم .. الهواء بارد .. احتظن نفسه بذراعيه .. وبعدها جلس ليخرج هاتفه الـ" ايفون " ويدخل ذاك المكان ليبعثر بعض الجمل القصيرة :
حين تشعر بالاختناق الى حدود عمق الذات .. فانك لا تجد سبيلا من الدعاء .

ابتسم على تلك الجمل التي ارسلها .. متابعوه يزيدون لكن ليس كمتابعيها هي .. بعد ان عرف انها فتاة وليست بشاب .. ذهب الى صفحتها فهو لا يزال من متابعيها .. ليجد اخر ما كتبت منذ يومان :
ابعثر اشواقي من هنا .. وبي لهفة للقاء احبابي .


,،

قلم الكحل الاسود يخط بثبات على حدود جفنها السفلي : لتدخل تلك تشدها : هيا سنتأخر .
صرخت فلقد اوجعها سن القلم : ما بكِ .. وعلى ماذا سنتأخر .

تكتفت : لورا تنتظرنا .. اتصلت بي وتريد منا ان نلاقيها .. هيا

سحبتها من جديد .. لتسحب تلك ذراعها : وهل تريدين مني الذهاب بهذا الشكل .

شتتت نظراتها عليها .. برمودا الى حدود الركبة .. وبلوزة دون اكمام .. وشعر متناثر .. لتتشدق : لا اعلم ما بكم .. تتغطون عن الغير .. اتعتقدون ان اجسادكم مختلفة عن اجسادنا ..

دفعتها للخارج لتغلق الباب : سارتدي ملابسي واخرج ..

لتنطق تلك وهي تستند على الجدار بجانب الباب من الخارج : مجانين انتم . تخفون جمالكم .. وتقولون بانكم امة متحضرة .. وايضا منكم من يغطي وجهه وكانه ارهابي ..

طوحت برأسها وهي تستمع لحديث تلك الـ " ليزا " خرجت بعد ان تحجبت وارتدت ملابس ساترة .. فهي تعرف عقلية تلك : هل حقا انتي قريبة للورا .

حركة يدها دون مباللاة لتمشي من امامها : اعلم ان عقليتها متخلفة .. تقول بانها تحترمكم .. ولكن انا مختلفة .. ارى فيكم تخلفا غريبا .

وقفت بجانبها لتسحب " البلاطو " الابيض الطويل وترتديه : ليزا نحن لسنا متخلفين .. ديانتنا تطلب منا ذلك .. ربنا طلب منا ان نستتر .. وهذا ليس تخلفا ..بل حماية لنا

قاطعتها متهكمة وهي تفتح الباب : حسنا حسنا .. لا يهمني ما تعتقدون .. فلي فكري .. وانا اراكم متخلفون .

زفرت تلك انفاسها بغيض .. فهي لا تطيق ليزا .. منذ ان سكنت بمعية لورا حتى جاءت تلك لتسكن معهما بسبب التحاقها بالجامعة .. صغيرة ومتمردة .. وصلتا الى حيث تجلس لورا في ذاك المطعم .. لتربض بغيض : قريبتك هذه ستصيبني بالجنون .

قالتها هامسة لتضحك تلك .. وتنظر الاخرى اليهما باستغراب : تتحدثان عني .. اليس كذلك ؟

وقفت لتأشر بيدها .. وتلتفت ليزا مع هاجر الى حيث تنظر .. عقدت حاجبيها وسرعان ما ابتسمت .. لترد السلام عليهما .. لتزفر تلك : لا تتكلموا بلغتكم .. اعلم بانكم تقولون كلام لا يليق علينا .

قامت لورا لتسحبها معها عن المكان .. فدائما ما تضعها في مواقف حرجة .. جلسا على الطاولة مقابلين لها .. تشعر بالتوتر وتنظر حيث لورا تقف .. السكوت فقط ما يسيطر عليهم .. لينطق نادر : لورا ما في زيها .. اصرت انها تودع مصبح بطريقتها .

رفعت رأسها لتنظر له .. ينظر لظهر الطاولة : بتسافر ؟.

نظره يرتفع لها وسرعان ما يبعده : هيه .. باكر ان شاء الله برد البلاد . ما قدرت ارفض عزومتها .. وخاصة اني اعرفها من اربع سنين .. هالبنت واايد طيبة .. بس قريبتها ملسونه ..

ضحكوا على ذاك الحديث .. لا تعلم لماذا شعرت بالخوف من فكرة ذهابه .. هي ايضا ستعود ولكن بعد شهران تقريبا .. فقط ستأخذ " الماجستير " اما الدكتوراة فستأخذها من بلادها .. تنهدت .. وهي تعود لتنظر لهاتفها .. تبتسم لتلك " التغريدة " التي مضت عليها ساعات .. لتبتسم وتخاطب نفسها : والنعم بالله .. مالنا الا هو .

يراقبها وهي بعيدة عنهم .. وكأنها في عالم آخر لا تشاركهم الحديث .. فقط تبتسم بين الفينة والاخرى .. يشعر بانه مسؤول عنها .. وابتعاده ليس في صالحها .. تنهد وهو يقف شاكرا لورا على دعوتها تلك .. ويغادر مع صاحبه .. الذي ضربه على كتفه حين مشى بمعيته : تحبها ؟

ليدس كفيه عن برودة شتاء كندا في جيبي " جاكيته " الجلدي .. ليبتسم ذاك : لا .. بس هي تذكرني بناس غاليين لا غير .. اذا بحبها يا نادر المفروض ما احبها عشان انها تشبه حد .. بيكون اكبر ظلم لها اذا صار هالشيء .. ومصبح عاقل ما عمره بيظلم حد معه .


,،

وللاحداث بقية غدا في الجزء 36
ان شاء الله

♫ معزوفة حنين ♫ 02-11-12 01:33 AM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
الفراق مؤلم .. بل انه كالعلقم في الجوف .. تتوقف معه الكلمات .. وكأنها تبتعد هاربة من كلمة " وداعا " .. يلملم اشيائه بتوهان غريب .. وكأن به يعد عدته لرحيل مؤبد .. لا يحبذ فكرة العودة الى حيث الذكريات .. هناك كانت . وهناك كان يحلم ليكونا معا .. وهناك سُرقت منه .. وهناك اشياء واشياء ستفتح جراحا لم تلتئم .. تنهد وهو يغلق سحاب حقيبته .. ليرفعها ويضعها جانبا .. وتحث خطاه المسير الى تلك النافذة .. هنا عاش سنين طوال .. ابتعد عن ماضيه .. ولم يدرك ان الماضي يعيش بين جنباته الا اليوم .. ماضي قاسي كقسوة الحجر الصلد .. كتف ذراعيه مستندا بجانبه على جانب النافذة .. ينظر للا شيء .. يبتسم لخيالها الذي مر امامه .. لماذا لا يستطيع نسيانها .. كيف لا تزال تعيش في روحه المنهكة .. لا يعلم كم من الوقت مضى على وقوفه .. فهو لا يشعر الا باختلاط انفاسه مع نبضات قلبه .. وسؤال يبحث عن اجابته .. هل سيستطيع العيش هناك من جديد بدونها ؟

صعد السلالم ببطيء شديد .. وكأن به يعدها .. ليقف يسحب انفاس الهواء .. غدا لن يكون صاحبه معه .. لن يتشاجر معه .. ولن ينعته بالمجنون .. او يصرخ عليه بان يبقى على لهجته .. ادار المفتاح ليلج لداخل .. راميا به على الطاولة مع كتبه التي كانت بيده .. ويتجه للمطبخ الصغير المطل على تلك الصالة . تنهد وهو يضع كيس الطعام البلاستيكي .. فغداءهما اليوم " بيتزا " .. يتمنى لو يستطيع ان يعد طعام الغداء لصاحبه .. ولكن كل ما يجيده هو طعام المعلبات ..

انفاسه تتبعثر امامه بملل وهو يخلع ملابسه الثقيلة .. ليرمي بذاك الـ" جاكيت " على الكرسي ويبتعد .. توقف عند باب غرفة صاحبه .. كان مفتوحا وذاك قد تراءى له بوقفته تلك .. وابتسامة شاحبة بانت له من جانب وجهه .. رسم ابتسامة على مضض .. فهو سيشتاق لذاك الواقف بجسده في تلك الزاوية .. والبعيد بفكره حيث هي .. تلك التي امتلكت قلبه وروحه .. يذكر اول لقاء بينهما .. كان غريبا .. لا يعلم اين يذهب .. واذا به يمد يده له .. وبفراسة غريبة قال : عربي ؟

ليرفع هو نظره مبتسما : ايه .. نادر من السعودية .

ليتصافح معه بحرارة .. مرددا اسمه .. ويسحبه لجانبه يلف بذراعه على كتفه : شوف اذا تريد تعيش خلك جريء .. لا تيلس مكانك .. اسأل ودور اجابات عن كل شيء ..

كان يتحدث معه وكأنه يعرف مسبقا .. هذا هو مصبح عفويا جدا .. لم يدرك يومها انه سيكون له نعم الاخ والصديق .. حتى اليوم مضى على تلك الصداقة شهور وشهور .. امتدت لسنوات جميلة .. تخللها الفرح كثيرا رغم الحزن المدفون في صدره .. كان يبحث عن خيوط الفرح خلف استار الحياة فقط حتى لا ينقل عدوى الحزن له .. واليوم هو يعلم بذاك الاسود القابع بين ثنايا روحه .. يعلم عن ماضية .. عن انكسار فرحته دون سابق انذار .. ويدرك كم من الصعب عليه العودة للعيش هناك .. وكل مكان ينطق باسمها .. تنهد ليحث الخطى اليه ..

التفت على لمسه لكتفه : وين وصلت ؟

يعب الاكسجين في رئتيه بشغف .. ليبتسم .. وبنبرة ضاحكة يردد وهو يبتعد خارجا : من باكر ما بيكون لي مكان هني . محد بيزعجك وبيقولك سو قهوة كل شوي ..

تنخفض نبرته كلما ابتعد .. ليخرج ذاك خلفه ويراه يقف يخرج ما بذاك الكيس .. يفتح الصندوق ويستنشق الرائحة بنهم : يا سلام .. شو دراك ان نفسي فيها .

يلتهم قطعة منها .. ليقترب ذاك ينزع الصندوق من يده : اصبر .. لازم اجهز الطاولة ..

بمشاغبة عاد الاخر ليسحبه .. ويتجه الى حيث الطاولة : تعال وييب وياك اثنين بيبسي .. لا تقولي برد ما برد .. ما تحلى البيتزا الا وياه .

جلسا على الارض .. لتمضي الدقائق صامته .. هل يمثلان الفرح والنفس فاضت حزنا .. لا صوت الا صوت مضغهما لقطع " البيتزا " او صوت ارتطام قاعدة علبة الـ " بيبسي " بظهر الطاولة ..

السكوت قد يحكي حكايات لا يقوى اللسان على قولها .. هذا كان حالهما .. وكأنهما في حضرة جنازة البقاء سويا .. ليتمتم ذاك بعد حين : قلت لك اقول للوالدة تخطبلك من جماعتنا .. بس راسك يابس .

رمقه بنظرته وعاد ليرتشف من تلك العلبة .. ويضعها بعد ان افرغها ليقف وهو يحمد ربه .. ليأتيه صوت ذاك وهو مدبرا : اذا ما ودك ترجع لا ترجع .

لا يعلم لماذا فجأة شعر برغبة في الحديث .. منذ الامس لم يتحدثا مطولا .. الا بجمل موجزة .. عاد ادراجه ليجلس مع صاحبه : الين متى بشرد يا نادر .. هذا انا هني من سنين .. المفروض اكون ماخذ الشهادة من ثلاث سنين .. بس ماطلت وماطلت ... كنت اظن ان هاليوم ما بيوصل .. وببقى بعيد .. يمكن اخر سفرتين فتحن جروحي .. ويمكن هالشيء خيرة لي – نظر لصاحبه المطأطيء الرأس – لعل وعسى بانفتاحها من يديد تلتئم .. اتمنى مرات لو كنت كاتب .. كنت بصب كل شيء ع الورق .. بس مالي فهالشيء .. تدري يا نادر .

رفع الاخر رأسه ليرى ابتسامة صاحبه قبل ان يكمل : يمكن انا خايف من اني اخونها .. عشان جذي مخلينها معي للحين .. يمكن خوفي اني اكون مقصر فحبي لها هو اللي ما خلاني انساها .. احس عمري مريض ..

وضحك بعدها .. ضحكة موجعة وقف معها الاخر .. يلملم ما احدثاه من فوضى على تلك الطاولة .. ليتتبعه ذاك بنظراته .. هل قسى عليه بذاك الحديث .. هو سيبقى هنا سنين اخرى بدونه .. قد يحل شخص اخر مكانه في هذه الشقة .. حمل نفسه ليحاوط ذاك من كتفيه .. ويمشي معه يعيده الى الصالة : شو بلاك ؟ تراه الا مسافر ماني ميت ..

امتعض وعقد حاجبيه .. ليجلس بغيض واضح : لا تفاول ع روحك .. وبعدين انا ماني خايف انك تسافر وتخليني .. الخوف عليك من ذا .

أشر بأصبعه لصدر مصبح الواقف قريبا منه .. ليردف : عارف انه تعذب كثير .. وخايف ان عذابه يزيد دام كل شيء هناك يناديها .

ربض بجانبه لينطق : يوم صار اللي صار هالقلب كان بيوقف .. بس ما وقف .. لانه ابد ما كان يومي .. مشكلتي اني تعلقت فيها بقوة .. بس لا تخاف علي .. قلت لك يمكن هالشيء خيرة لي ..

ابتسم ليقف وهو يربت على كتف صاحبه : واذا ما حبيت السالفة تراني ادل طريج كندا .

ضحك وهو يردد : مجنون .. تسويها يا صبوح . بس ها .. اذا ما جيتني انا بجيك .

ادبر : ما بقولك بتنور البلاد .. ترى اذا قلت بكذب عليك ..

وضحك لتبتعد ضحكته رويدا .. ليتنهد ذاك .. يعد الساعات التي يراها سريعة جدا .. وكأنها تنتظر الرحيل بشوق بخلافه هو ..


,،

" قومي " نطقها عيسى وهو يدخل غرفة شقيقته .. لتفز واقفة باستغراب .. ويتابع هو : بنروح نشوف خولة .. جاسم يقول انها مب طبيعية .. وهو عنده مشاكل وسافر ..

بخوف اقتربت منه : شو بلاها خوالي ..

اجابها بعدم المعرفة وهو يحثها على الاسراع .. فمنذ الامس وذاك الجاسم يقنع فيه ان يذهب اليها .. ان ينسى كل شيء بينهما ويحاول ان يكون بجانبها .. لا ينكر بان الخوف تسلل اليه اكثر عن ذي قبل .. الجميع يلاحظ غرابتها .. منذ تلك الليلة التي جاء فيها اولئك الضيوف ليتمموا كل شيء وهي مختلفة ..

ترجلا لتحث خطاهم المسير لداخل " الفيلا " بعد ان سُمح لهما بالدخول .. جلسا على توتر تام .. وتلك الخادمة صعدت الدرجات لتناديها .. طرقت الباب .. لتصرخ تلك بعصبية : نعم .

يأتيها صوتها من خلف الباب .. فاخويها ينتظرانها .. زفرت انفاسها .. وهي تغلق ازرار قميصها الكحلي .. وترتب تنورتها الغجرية .. ذاكرتها متأرجحة .. كأرجوحة في مهب الريح .. يوم تذكرهم ويوم اخر لا .. رفعت شعرها بأهمال .. لتخفي عيوب وجهها الشاحب بتلك المساحيق .. خرجت وهي تدعو ان لا يلحان عليها بطلباتهما ..

تصنعت ابتسامة وهي تنزل تلك الدرجات .. لتقبل وجنتي ايمان بشوق .. وتحي اخيها .. وتدعوهما للجلوس .. وهي تغدق كلمات التراحيب على مسامعهما .. وتقف بعدها .. ليسألها هو : ع وين ؟

-
بروح ايبلكم عصير والا شو رايكم بشيء حار .. وبخلي الشغالة تحط شوية فطاير اعرف انكم تحبوها.

امسكت بيدها لتحثها ع الجلوس : خولة ليش ضعفانه بهالشكل – بنبرة دامعة اكملت – وليش ما كنتي تردين علينا .. خوفتينا ..

-
ما في الا العافية .. بس نفسيتي شوي تعبانه .. ويمكن عشان هالشيء ضعفت .

بجدية تكلم : قومي اوديج المستشفى .

اهتز كيانها .. المستشفى يعني كشف ما بها .. يعني حزنهما .. خوفهما .. وقلق غير متناهي من طرفهما .. ابتسمت : عشان شو .. تراني بخير .. وهذوني قدامكم ما في شيء .

موقن بانها تخفي شيء عظيما .. ليصر عليها بالذهاب .. فالاطمأنان لا بد منه .. حاولت ان تكتم عصبيتها طويلا .. لكن اصراره وترجي تلك الايمان لها .. جعلها تثور صارخة : قلت لكم ما في شيء .. انتوا ما تفهمون ..

نظرت تلك لاخيها بخوف .. لتردد بجزع من تلك التي انفجرت : ليش معصبة .. نريد نطمن عليج .. وبعدين جاسم ذل عيسى عشان ايي يشوفج .

وقفت وانفاسها لا تزال ثائرة : محد له خص في .. وانا بخير الا اذا تبون تمرضوني بالغصب .

وقف بغيض : هذا يزانا ياين نطمن عليج .. بس الشرهة مب عليج .. علينا وع ذاك اللي خايف عليج – وجه كلامه لايمان – قومي .. مالنا يلسه بعد كلامها .

لسانها رغب بالنداء ليستوقفهما .. ولكنه تراجع .. لتنهار دموعها .. وتتمتم بان يسامحوها .. فهي لا تريد العذاب لهم .. وذاك اذا طلبته سيظن بانها لا تسعى الا لماله .. هي تذكر تلك الكلمات من دفترها الذي اضحى مؤنُسها كل يوم .. انسحبت من المكان بخطوات متعبة .. وكأن بها هي من تحمل قدميها لا العكس .. اغلقت الباب لتستند عليه .. مضت دقائق وهي على وقفتها تلك .. ظاهر كفها يلامس عينيها تباعا .. يمسح دموعها التي سقطت .. لتمشي بعدها الى سريرها .. سحبت دفترها ليقع معه هاتفها .. تأملته .. هناك اكثر من عشرة مكالمات منه .. ورسالتان ..

" ردي علي " ورسالة اخرى .. " اذا راقدة اول ما توعين كلميني " .. رمته بجانبها على السرير .. لتستلقي وذاك الدفتر بين احضانها ..

زفر انفاسه بغضب من عدم ردها عليه .. ليرمي بهاتفه على تلك " الاريكة " ويحث الخطى الى دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. جسده الرياضي يتلذذ بقطرات الماء الدافئة .. تنسال بقسوة ضاربة بشرته السمراء بعنف .. يتذكر اجتماعه في هذا الصباح في شركته تلك .. لا بد له ان يتخلى عنها .. فهي ستضعفه .. فالخسارة التي داهمتها جعلتها في الحضيض .. ليتكالب اولئك في عرض اموالهم ويبخسون شركته حقها .. فقط لانها خاسرة .. مرت تلك على فكره .. ورسالتها التي بعثتها له .. فهي قد تصل الى عمق الشر الذي يحيط به .. هو لم يعد راغبا في الاستمرار بذاك الطلب .. ولا يريد منها ان ترد خدمته لاخيها التي كانت .. ولكن هناك شيء ما اعادها الى احداث الذي كان بينهما .. شهور مضت .. لعلها نست اسم تلك الشركة التي دونه على تلك الورقة .. ويصاحبه " ايميله " المكون من حرفان واربعة ارقام .. استقصد ان يكون سهلا لتحفظه هي .. وعادت الآن مع عودة الخطر المحدق به ..

خرج وهو يخبأ جسده بذاك " الروب " .. ومنشفة بيضاء تتحرك على شعره مجففة له .. ابعدها ليقف ناظرا الى وجهه في تلك المرآة الصافية .. هو في فرنسا .. وهي هناك في لندن .. يستطيع ان يقابلها قبل رحيله الى حيث سلطان .. تحركت خطواته لينتزع ذاك الهاتف من كرسيه .. فلن يستخدم هاتفه .. فالخوف من ان يكون مراقبا .. انتظر دقائق حتى جاءه صوتها المتثائب : من معي ؟

لتجلس حين تهادى اليها صوته .. نظرت الى الساعة الجلدية التي تعانق مرفقها النحيل .. لم يبقى الا دقائق على موعد الافطار ..

تغيرت ملامح وجهها حين قال : شو سبب الرسالة اللي وصلتني ؟

-
سارد دينك .. اتفقنا على هذا الشيء ام نسيت .

-
لا تتحدثين بالانجليزي .. حاولي ما تبينين شيء فكلامج .

ابتسامة ساخرة تعلو محياها : خايف؟ .. اسمع ترا اللي يصير وياك هالايام ماله دخل فيهم .. لا تخاف ..

تتخلل اصابعه شعره الرطب.. فتلك تخيفه بتفكيرها .. ومعرفتها للكثير .. لعلها انسلت الى خبايا شركته بطريقتها التي استخدمتها مع اخيها : شو دراج ؟

قامت واقفة تبعد الغطاء عنها .. وتتحرك نحو المطبخ لتعد لها شيء تفطر عليه : عرفت وخلاص .. وبحاول اعرف اشياء اكثر ..

وقف صارخا : خلج بعيد يا جود .. انا خلاص ما اريد شيء منج .. والخدمة اللي قدمتها انسيها .

استندت على دولاب المطبخ بمؤخرتها .. وذراعها اليسرى تعانق وسطها : ما اقدر .. في ديون لازم اردها .. مع السلامه .

-
جود صبر ..

اغلقت الهاتف .. ارجعه بعنف .. فهي لا تدرك مدى الخطر الذي سيحيط بها .. ولوجها الى ملفات الشركة تلك لن تمر عليهم بسهولة .. مؤكد انهم يراقبون كل شيء .. هم ليسوا كما تظن هي ..

ابتسمت وهي تخرج لها علبة حليب من الثلاجة . لتحدث نفسها بفخر : انت ما تعرف جود يا جاسم .. اذا حطيت شيء فراسي بوصله .. حتى لو ع موتي .

,،

يــتــبــع |~

♫ معزوفة حنين ♫ 02-11-12 01:35 AM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
الكثير من الاوراق تبعثرت من تلك الملفات .. لتعج الفوضى على تلك الطاولة .. الاجتماع انتهى مع روؤساء الاقسام .. وبقيا هما يراجعان ما تبقى .. دعك عيناه بفوضوية واضحة .. وبعدها ترتفع ذراعاه ليشد جذعه .. ترددت نظراته على ذاك الذي يحرك نظارته الطبية على عينيه وامامه ورقة وكأنه سيغوص فيها .. رماها وهو يعقد حاجبيه : شيء غريب .

قام واقفا ليسحب تلك الورقة يحاول ان يفهم شيئا : عقد – اعاد الورقة على الطاولة ليردف – وين الغرابة في هالشيء .

ابعد نظارته ليمسح على وجهه : ليش فرع البحرين بالذات اللي صار فيه التلاعب ؟

الكرسي ينسحب للوراء ليجلس عمار : شوف استاذ سلطان .. سالفة الاختلاس اشوفها عادية .. يعني تصير في واايد من الشركات اللي ما عليها رقابة من اصحابها .. والريال اختلس وطار .. يعني مب شرط يكون في مؤامرة او لعب لتخسير الاستاذ جاسم .

حاجبه يرتفع .. ليقف بعدها ساحبا هاتفه مع سماعته : انت مب عارف شيء .. خلني اكلم جاسم وابلغه باللي وصلناله هني .

ابتعد ذاك ليرن هاتف الاخر .. ابتسم فهو قال سيعود عند النصف من رمضان .. وهاهو رمضان ينطوي وهو لم يعد .. تعب من السفر مع سلطان .. فهو لم يبتعد عن عائلته يوما .. فكيف بشهر كامل .. تهادى اليه صوتها المشوب ببعض العتب والشوق .. تسأله للمرة الالف متى سيعود .. فالعيد لن يكون رائعا بدون ابناءها .. اجابها : فديتج يالغالية .. والله مب بايدي الشغل هو اللي خلاني ابعد عنكم .. وما اقدر اخذل الاستاذ جاسم ..

قلقة عليه وجدا .. ليطمأنها بالكثير من الكلمات .. وتبكي هي خوفا : لا تصيحين .. ترا ما في شيء .. والحمد لله شكل المشاكل اللي هني بتخلص وبردلج ..

اطرافها تمسح دموعها : يا ولدي شغلك اذا فيه خطر عليك خله .. مب ملزوم فيهم انت ..

طوح ذاك برأسه حين دخل للغرفة .. فهي برغم قوتها الا انها عند ابناءها تكون ضعيفة جدا .. شد الخطى نحو دورة المياه ليستعد لصلاة في المسجد .. مر الوقت واذا به يخرج ليراها سارحة الذهن .. يردد على مسامعها اسمها .. لتنتبه له : شو بلاك ؟

جلس بجوارها وهو يتنهد .. فهناك احمالا عليه ان ينزلها لتحملها هي معه : من كم يوم ياني ريال يطلب ريم ..

شدها الموضوع وكأن به ينتشلها من تفكيرها بعمار .. فذاك يريد منها ان تتحدث مع ريم .. فلا يعقل بان تعزف عن الزواج بهذا الشكل .. فهي امرأة وتستطيع ان تسبر اغوار ابنته افضل منه ..

استرسل في الحديث بعد ان سألته عن الرجل وخصاله .. ليمدح فيه دون توقف .. الا انه يكبرها بالكثير من السنوات .. لتنطق هي : الكبر مب عيب .. اذا هو ريال والنعم فيه فما يعيبه كبر سنه .. وبنتك مب صغيرة – ربتت على فخذه – ان شاء الله بكلمها ..

ليزفر من جديد : وميثة .. تراها بتخبلبي .. يعني الحين بتخلي بناتها عشان بس ما تريد خليفة .. هذا ظنا مب اي حد وبتقدر تستغني عنه ..

استغفرت ربها وتحوقلت .. فحال منزلها يرثى له .. فذاك الطارق حاله لا يسرها .. وميثة عنيدة ومتمسكة بقرارها .. أجلت اخذ ابنتيها لعمهما الى ما بعد العيد .. وتلك الريم تعيش حياتها دون ان تفكر في المستقبل .. وعبد الرحمن ليس بتلك القوة ليتحمل كل ذلك .. طمأنته بأنها ستفعل ما بوسعها .. لتقف بعدها مغادرة .. الى غرفة ابنته .. ستخبرها عن طلب سعود .. فهي تعرفه .. وقد لمست شهامته قبلا ..

صعدت وهي تحاول ترتيب افكارها .. عليها ان تبدأ الحديث باسلوب تستطيع معه ان تعرف بما تفكر تلك .. طرقت الباب بخفة .. لتدلف بعد ان اذنت لها بالدخول .. واقفة امام المرآة تنشف شعرها .. واذا بها تترك كل شيء وتقترب من خالتها : خير .. في شيء ؟

امسكت بيدها لتجلسها معها على السرير : اريدج فموضوع ..

قلبها يخبرها بان الموضوع ليس هينا .. طرحت تلك سؤالها لتكتشف الامر : ريم انتي ليش رفضتي عبدالله .. بس لانه اخو سعيد والا انتي رافضة العرس حتى لو ما كان عبدالله .

صمتت لبرهة وبعدها التفتت لمريم وهي تثني ساقها على السرير : الاثنين .. رافضة فكرة العرس من يديد .. ورفضت عبدالله لاني مب حمل مشاكل يديده مع عمي وسعيد .. صعب يا خالتي .

-
شو الصعب يا ريم ..

زمت شفتيها لتجيب : صعب اعيش التجربة من يديد ..

" بس الريايل مب مثل بعض " بعثرتها على مسامعها .. لتكمل الحديث ناصحة او لعلها تحاول ان تدخل فكرة اخرى في رأسها وتبعدها عن التشاؤم الذي تحياه .. وسرعان ما وصلت للذي تريده : سعود من كم يوم كلم ابوج .. يريدج ..

قاطعتها قبل ان تنطق : لا تقولين اي شيء .. اريدج تفكرين زين .. وتستخيرين ربج .. يا ريم الحياة ما توقف ع تجربة وحدة .. وانتي متعلمة وفاهمة هالشيء .

عيناها تنظران حيث كفيها .. لتردد بنبرة خافتة : خالتي اذا وافقت الناس ما بترحمنا .. بيقولون اني اعرفه قبل .. وكل الكلام اللي وصلكم عني بيتأكد .. وسعيد ما قصر فهالشيء .. فضحني الين صرت اشوف نفسي عارية قدام عيون الناس ..

اناملها تعانق ذقنها لترفع رأسها .. وتبان عيناها المغرورقتان بالدموع : يا ريم اللي بيسمع لكلام الناس بيتعب .. استخيري ..

هزت رأسها بأنها ستفعل .. تريد ان تنهي ذاك الحديث لا غير .. فهي لا تريد الخوض في هذا الموضوع .. فهم يرونه سهلا وهي تراه صعب جدا .. ومن المستحيل ان تبت فيه باي قرار .. خرجت مريم .. لتبقى هي وحيدة مع افكارها .. الزواج لا تريده .. فتجربتها تلك كفيلة بأن تجعلها معه كالاقطاب المتشابهة .. لا تلتصق ابدا .. بل تبقى متنافرة الى الابد ..

قامت لتصلي التراويح .. وتدعي ربها ان يكون معها .. الدقائق تتلوها اخرى .. لتمر الساعة وهي من بعد صلاتها امسكت بمصحفها .. ستختمة للمرة الثانية هذا الشهر .. فرحة لذلك .. قبلا عندما كانت في كنف سعيد لم تقوى حتى ان تصل الى النصف منه .. اما الآن فهاهي على مشارف الختمة الثانية ..

صوتهما يصل اليها جليا .. لتغلق كتاب الله وتنهض .. فذاك عاد من صلاة التراويح .. لتستقبله تلك بتلك الاتهامات التي مل سماعها .. حتى بات يتجنب الاحتكاك بها .. غرفته تلك باتت كالجحيم .. حتى انه احيانا ينام في مجلس الرجال فقط ليبتعد عن تذمرها وقفت وملامح الغضب ترتسم على وجهها بوضوح : تراها مب حالة ذي .. كرهتوني فهالبيت .

استغفر مرار وهو يشتت انظاره للاعلى : يا بنت الحلال انتي ما تتعبين كل شوي طالعتلي بشيء .. وربي تعبت يا شهد .. متغيرة واايد ..

تقدمت منه : اكيد بتغير دامك انت وهي هنا – تهدج صوتها – حسوا في .. حرام عليكم ..

زفر ليتحوقل .. ويمسك اكتافها : يا شهد يا حبيبتي ريم اختي .. فاهمة يعني شو اختي ..

نفضت كفيه لتبتعد للوراء : انت بس تقول هالكلام عشان تسكتني .. انت تدري انها مب اختك .. هي مب بنت مريم .. وانت تعرف هالشيء .. وبعدين شقايل تدخل اليوم عليها المطبخ .. ليش ما ييتني اذا تبي شيء .

مسح وجهه بكفه يحاول ان يهدأ من نفسه : وقفت عند الباب .. كل السالفة طلبت منها تحطيلي من الفطور لربيعي .. اهله سافروا للعمرة وهو بروحه – ارتفعت نبرته – فيها شيء ذي بعد ..

-
هيه فيها .. انا تعبت منكم .. تعبت من نظراتكم لبعض ..

-
استغفري ربج .. انا متى طالعتها .. وهي كل وقتها فحجرتها .. لا تأثمين عمرج .. حرام عليج .. ترا كرهتيني بعيشتي وياج ..

صرخت بغضب : هيه اكيد بتقول هالشيء .. عشان تحصل سبب و تاخذها ..

يده تقع على خدها بعنف .. ليرص على اسنانه بغيض : سكتلج وايد يا شهد .. يا انج تسنعين وتخلين عنج هالخرابيط .. والا بيت اخوج تدلينه ..

ليخرج بعدها مغلقا الباب بقسوة .. دون ان ينتبه لتلك الواقفة ويدها على فيها .. كل شيء وصلها .. هي سبب مشكلات كثيرة بينهما .. وجودها معهم غلطة لم تحسب حسابها .. سيصل الامر للطلاق اذا استمر هذا الحال .. والخاسر الاوحد هو ذاك الصغير .. عادت ادراجها الى غرفتها .. لتربض على سريرها .. وتعيد حساباتها من جديد .. اجابات اسئلة كثيرة اتضحت لها .. معاملة شهد الجافة .. ابتعاد طارق وصده عنها .. الآن اتضحت الاسباب ..

,،

زفرت انفاس التعب وهي واقفة تغلف تلك الاطباق .. منذ الامس وهي تعد تلك الحلويات .. تشعر بالراحة .. حمدت الله كثيرا على رجوعها له قبيل هذا الشهر الفضيل .. فعمتها تلك معاملتها ليست بالجفاء السابق .. واذا نهرتها او اسمعتها بعض الكلمات لا تبادر هي الا بابتسامة .. وكلمة " ان شاء الله " .. لا تتذمر ابدا .. وهاهي تقف على قدماها منذ ساعات .. فهي تعشق صناعة الحلويات .. اعدت البعض بالامس .. والليلة تحاول اتمام الباقي .. فبعد غد سيكون العيد .. ابتسمت وهي تدندن بلحن .. لتجفل حين طوق وسطها بذراعيه .. ليهمس في اذنها : الناس تستغفر ما تغني فهالشهر ..

التفت له وكفاها تعانقا كفيه : استغفر الله .. بدون قصد والله .. الساني تعود ..

قرب وجهه من وجهها : يبالي اعوده على شيء ثاني ..

فتحت عيناها اكثر : مثل ؟

وبعدها عادت لتغلف طبق " المعمول " بورق " السولوفان" .. ويمد هو يده ليتناول قطعة منه : مثل الاناشيد .. القرآن ..

عقدت حاجبيها عندما قال : مكثرة سح ( تمر )

تجهم وجهها : لاااااا .. احلف .. ترى والله تعبت وانا اسويه .. لا تقولي انه مب زين .

احب ان يستمر في اغاضتها : هذا اللي طعمته ..

انعقد حاجباها اكثر .. وتدلت شفتها السفلى بسخط وهي تنظر للصحن وكأنها تعاتبه .. ينظر اليها والابتسامة رويدا رويدا تتحول لضحكة لم يستطع كتمانها .. لتلتفت له تضربه على كتفه : خايس ..

ويستمر هو بالضحك .. وتكرر ضرباتها الخفيفة مكررة : بس بس .. خلاص .. لا تضحك ..

بنبرة متقطعة : لو شفتي شكلج ..

انحنى ضاغطا على بطنه بذراعيه .. ولم ينتبه لخروجها .. ليرفع رأسه باحثا عنها .. وبعدها ينادي تلك الخادمة لتكمل التغليف .. وتترك عنها التنظيف .. وهو يحث الخطى نحو غرفتهما .. اطل برأسه باحثا عنها .. وتقوده قدماه حيث صوت الماء .. ليقف ينظر اليها تغسل وجهها .. لتمر من جانبه فيمسكها من ذراعها .. ويرفع رأسها باطرافه .. وسرعان ما يحتضنه بكلتا كفيه : سارونتي .. شو بلاج زعلتي ..

اغمضت عينيها : ليش تضحك علي ..

شدها الى حضنه : يا روحي كنت امزح – ابعدها – وبعدين وين احصل فرصة وغايضج فيها .

-
يعني اذا غاب القط العب يا فار ..

تركها مدعيا السخط : افاا الحين انا فار وامي قطو .. ما هقيتها منج ..

تبعته لتجلس على ركبتيها امامه حيث جلس على طرف السرير : زعلت ؟

لتردف بعد صمته : ما اقصد .. وربي طلعت جذي بدون قصد ..
وقفت لتطبع قبلة على وجنته : سامحني ..

شدها اليه رافعا راسه ينظر الى عينيها : تحبيني ؟

هزت رأسها بنعم .. فهي حقا تعشقه .. هو ينسيها تعب يومها مع والدته .. يكفيها هو لتحيا بسعادة .. لن تدع الاخرين يغيرون ما تشعر به .. فيكفي ذاك الدرس الذي تعلمت منه الكثير .. ويكفي انها لم تعد تكتم مشاعرها عنه هو ..

,،

العودة قرار اتخذه بعد طول تفكير .. فالطائر مهما طار ورحل لا بد له يوما من ان يعود الى وطنه .. وهو طار وعليه ان يعود .. عليه ان يوضح اللبس الذي كان .. ان يمسح ما علق به جراء فعلته تلك .. سيمسح تلك الفكرة من رأس والده ووالدته .. مبدأيا .. اصابعه على مربعات " الكيبورد " واذا بها تدخل لانه طلبها .. عدلت نظارتها باصبعها .. لتقف : طلبتني استاذ احمد ؟

دون ان يبعد نظره عن تلك الشاشة : اجل .. انظري ..

اقتربت لتنظر الى ذاك البريد : لماذا ؟

ينظر الى وجهها الذي تتغير ملامحه وكأنها تبحث عن شيء ما : البرنامج لا يعمل .. من قام بتركيبه ؟ .. يطالبون باعادة النقود .

اقترب بكرسيه ليحرك " الماوس " ويفتح بريدا اخر : انظري هنا .. هذا برنامج حماية .. لكن هناك خلل ما به .. طلبوه منا .. وما كان بيدنا الا ان نلبي طلبهم .

قام واقفا ليدع لها الكرسي : اجلسي .

ابتسمت وبعدها ربضت على الكرسي .. لا يعلم ما بها يشدها الموضوع كثيرا : هل انت مستعد لخسارة اموالك التي كسبتها ؟

-
بالتأكيد لا ..

-
لا بأس .. ساحاول ان حل مشكلة هذا البرنامج .. وان لم استطع فما عليك الا ان تنفذ ما يطلبون .. قد يرفعون عليك قضية تعويض ويطالبون بالكثير ..

التفتا لمصدر الصوت .. لتلك الشقراء المتكتفة وهي تتقدم بغضب : جميلٌ جدا .. اليس هذا مكان عمل يا استاذ احمد .

ابتسم : اهلا بعودتك ايريس .. اعرفك .. جوليا .. جوليا هذه ايريس ..

ابتسمت : اهلا ايريس ..

بغيض وهي ترص على اسنانها متخطية جانبها الى الجانب الاخر من الطاولة حيث تجلس تلك : كيف تسمحين لنفسك ان تكوني بهذا القرب منه .. هو لا يحب ان تقترب منه النساء ..

ببلاهة قالت : من تكونين .. زوجته ؟.. حبيبته؟ ..

صرخت بأسمه وكأنها تستنجد به .. لتردف : كيف لها ان تحدثني بهذا الاسلوب السوقي ..

وقفت تلك صارخة : احترمي نفسك يا انسة ..

ليشتد الشجار بينهما .. تلك لغيرة استوطنتها والاخرى لانها لا ترضا بان يُغلط عليها .. زفر انفاسه وهو يقف يستمع لشجارهما التافه .. لينظر اليهما بعد ان صمتتا : هل انتهيتما ؟

نظرتا اليه .. ليردف : جوليا ستكون مكاني هنا حتى اعود .. لانني قررت السفر الى الامارت .. وبعدها ساعود لاصفي اعمالي هنا ..

تلك كادت عيناها ان تخرجان من محجرهما .. والاخرى ازداد توترها .. لترد الاولى : ماذا تقصد بانك ستعود ؟ وانا .. لقد اعتدت على وجودك بجانبي ؟

امجنونة تلك .. هو لم يكن بجانبها يوما .. هي من تقترب منه دوما .. حتى وهو يصدها تعود من جديد .. لم يهتم لكلامها ونطق موجها كلامه لتلك : هل تستطيعين ادارة المكتب في غيابي ..

ابتسم بغباء : اجل .. بالتاكيد .. استطيع .. استطيع ..

اشارت اليها باصبعها : هل جننت .. لتدع هذه تمسك اموالك ..

انعقد حاجباها لترد : وماذا بي ؟ انظري الى نفسك قبلا ..

ليبدأ الشجار من جديد .. ويصرخ هو : عندما تنتهيان اخرجا من مكتبي ..

وادبر خارجا .. لا يريد ان يكون هناك شيء يردعه عن قراره .. هو قد يكون تسرع بوضع تلك الجوليا مكانه .. ولكنها اثبتت نفسها في الايام الماضية .. تستطيع ان تقوم بالعمل بدل عنه .. وهو لن يغيب الا ايام العيد .. وسيعود بعدها لينهي كل شيء .. لا يعلم كيف سيكون لقاءه بوالديه .. يدرك بانهما غاضبان بقوة .. ولكنه متأكد بأنهما طيبان وسيرضيان عنه حتى وان طالت المدة .


,،

اتمنى انه يعجبكم http://forums.graaam.com/images/smil...0%28270%29.gif

///

البارت 37 والبارت 38 بيكونن على نهاية الاسبوع باذن الله .. وببلغكم قبلها بيوم



الساعة الآن 12:00 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية