منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   [قصة مكتملة] أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel (https://www.liilas.com/vb3/t180431.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 05:05 PM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
,,



عالم النوم الذي كان لا يزور علياء حتى يتعبها بتلك الاحلام المخيفة .. كان هذا فيما مضى .. الآن اضحت نفسيتها مختلفة .. متفائلة .. وفرحة جدا ... وتنتظر ان تعود والدتها من المستشفى .. نزلت الدرج بمرح تخلل قفزاتها .. رصت على شفتها السفلى وهي ترى خالها جالسا في الصالة يشرب فنجان قهوة ويتابع التلفاز .. تقدمت منه وقبلت رأسه .. ثم جلست بجانبه والحياء يكتنفها : خالو ..
وضع الفنجان من يده والتفت لها : خير علايا .. فيج شيء .. تبين شيء

هزت رأسها بصورة طفولية : اريدك تكلم امي . . تقول انها بتخلي شغلها
عبد الرحمن : اذا هي تعبت منه خليها تخليه .
- هي ما تعبت .. هي تحب شغلها بس تريد تخليه عشاني .. خالو انا بخير ما في شيء والله .. ولا اريد امي تخلي شغلها عشان هالسبب – وضعت يداها على فخذه وباصرار – الله يخليك خالو .. قول لها

ضحك عليها .. وبعدها وعدها انه سيحدثها في الموضوع .. التفتا حيث دخل طارق ملقيا التحية .. رمى ملفه الأزرق على الارض .. وجلس بتعب : الحين من وين اييب لهم خبرة .. اذا تونا متخرجين بالله كيف بنشتغل والكل يطالبنا بخبرة .. اوووووووف
تحوقل عبد الرحمن وهو يرى تعب ابنه في البحث عن وظيفة : لا تفقد الامل .. وان ان شاء الله بتحصل .
قذف انفاسه الخائبة بتعب واضح : علايا قومي يبيلي ماي ..

قامت متوجه للمطبخ وعادت وبيدها قنينة ماء صغيرة .. تناولها من يدها : شيء غدا والا بنصوم دام امي وعمتي محد .
ضحك عبد الرحمن وأردف : شيء .. ريم ما تقصر .. بتسوي غدا لنا ولهم .

اعتدل في جلسته وهو يطوي تلك القنينة في يده ويصوبها نحو سلة المهملات : وكيف الصغيرون .
قام واقفا : الحمد لله .. بس شهد تعبانه .
- الله يشفيها .

,,

ردد هذا الدعاء وهو يغلق هاتفه .. بعد مكالمة مع طبيب والدته .. لا يزال في تلك الاراضي الغريبة .. ولا يود العودة قريبا .. فهو يتمنى الابتعاد عن كل ما يسبب له الضيق .. هناك والده الذي لن يرحمه في العمل .. ولن يترك ما فعله به من بيع تلك النسبة ان يذهب هباء .. هو يدرك بان والده سيخطط لموضوع ما .. رمى هاتفه على الطاولة وقام ليجدد نشاطه بحمام دافئ .. انسابت قطرات الماء على جسده الرياضي بهدوء تام بعد ان اطفأ ذاك الشلال المنهمر .. جفف جسده وستر عورته بالمنشفة .. وقبل ان يخرج تراء له .. ينظر اليه .. هز رأسه بعنف فقاسم ليس معه الآن .. اعاد النظر من جديد حيث خيل له وقوف توأمه .. لا يوجد أحد .. عرك صدعه الأيسر بإطراف أصابعه فتلك حركة تلازمه كلما أحس بوجود خطر ما يداهمه .. او يداهم اخيه .. ولكن لماذا يتراءى له دون حلم .. سؤال تعب من ان يجد له اجابة شافية .. فتلك الاحلام باتت تسيطر عليه .. حتى بات يراه امامه .. رمى بنفسه على السرير جالسا .. وتلك الخصلات المبللة تتزاحم أمام عينيه ..

مثل ذاك اليوم رآه .. حتى الملابس نفسها .. حين كان مكسورا واقفا عند عتبة باب غرفة جاسم .. يومها تمتم : حبيتها .
وضمه الى صدره بقوة وكأنه يمده بقوته .. لكن سرعان ما ابعده ناطقا : ليش ما رحت ويانا ..
نظر اليه باستغراب : قلت لك اني كنت مشغول .. وابوي ترك كل شيء ع راسي ..

ابتسم باستهزاء : وليش ما تسألني شو في .. وليش حالتي بهالشكل – رفع صوته – انت وياهم ..
اقترب منه فدفعه الاخر بعيدا عنه : لا تقول اسمي ع لسانك .. انت مثلهم .. اكرهكم .. ما تحبون الا نفسكم ..

اراد الاقتراب من جديد فابتعد الاخر : قاسم اسمعني
لوح بيده لبيتعد عنه وان يتوقف عن الاقتراب : ما اريد اشوفك يا جاسم .. انسى ان لك اخو اسمه قاسم .. سمعت او لا .. من اليوم قاسم مات . فاهم


ارخى رأسه في كفه وتمتم : ما كنت اعرف شيء .. ما كنت اعرف .. امي وابوي هم اللي خططوا .. والله مالي ذنب يا قاسم ..

سحب هاتفه .. فهناك امرأة يجب ان يطمأن عليها .. رن الهاتف ولكن لا من مجيب .. اعاد الاتصال من جديد .. وايضا لا من مجيب .. كانت هناك تشعر بطعنات قاتلة في رأسها .. وسقط الهاتف من يدها قبل ان تجيب .. لتدفن وجهها في وسادتها متأوه .. وجعا يفتك بها وكأن رأسها سينفجر وسيتلاشى .. تشعر بعروقه تنتفخ بعنف .. شدت جانبي الوسادة على رأسه بصرخة كتمتها .. هدأ الألم .. فرفعت رأسها الثقيل .. كانت لا ترى الا ضبابا من شدة الوجع .. واذا بها تشعر برغبة بالاستفراغ .. وكأن أمعاءها ستخرج من فيها .. خرجت مسرعة دون ان تنتبه لذاك الواقف ينظر اليها .. دخلت دورة المياه ( اكرمكم الله ) تحاول ان تستفرغ .. ولكن تلك الامعاء خاوية .. لم تتناول شيء منذ الامس .. وقف ينتظرها بخوف .. يشعر بالذنب لانه القى بموافقته لفارس حين تقدم لايمان خاطبا .. امرا لم تستطع ايمان ان تخفيه عن خولة .. فرمت به على اذنيها صباح الامس .. وهي تبكي .. لتجيبها : فارس ريال شهم .. وانتي تستاهلين حبيبتي

فضمتها وقبلتها .. تصرف شعرت من خلاله ايمان بالخجل .. كما شعر هو بالخجل .. كيف له ان يقبل بشخص للمرة الثانية .. التفت لها تخرج بتعب بالكاد تستطيع الوقوف .. اقترب منها بوجل : اوديج العيادة ؟

هزت رأسها بلا .. وتابعت مسيرها الى غرفتها . استلقت على السرير دون اكتراث .. تريد ان تغفو .. تبحث عن الراحة الجسدية .. فعظامها تتعبها .. عاد بعد دقائق حين اخبرته ايمان انها لم تتناول شيء منذ الامس .. اقترب منها رابتا على كتفها : قومي اوديج العيادة ..
دون ان تفتح عيناها : خلني .. برقد وبصير بخير ..

كان قلقا عليها .. فاصر الا ان يأخذها .. حتى وان كان رغما عنها .. فهي أخته التي كانت بمثابة ام له .. ومن بين تعبها كانت سعيدة لذاك الخوف من قبله .. يساعدها في وقفتها . يرافقها الى داخل العيادة ويجلسها على كراسي الانتظار .. ويسألها ان كانت بخير .. كم اشتاقت لعيسى الذي تراه امامها ..

,,

كما تشتاق تلك الممدة على السرير لطارق .. الغرفة تعج بالنساء .. قد جلسن على الارض في تلك الغرفة .. الكثير من الاصوات المتداخلة .. فتلك تحكي شيء مغاير عن تلك .. وسلة الحلويات الكبيرة لم يبقى منها شيء .. متعبة وتحاول ان تغمض عينيها ولكن سرعان ما تفتحهما على صوت حصة الصارخة في وجه خلود .. او على صوت ضحكات اخت عمتها شيخة .. التي تتمنى لابنتها سارة الامومة .. لتشعر روضة بالغضب .. ويبان ذاك على فمها وشفاهها .. قامت سارة من بين النساء لتسلم على فاطمة التي دخلت وبيدها سلة حلويات من " باتشي" سلمت على الجميع .. وبعدها قبلت شهد على وجنتيها .. واذا بها تنحنى على ذاك المحمر في ذاك السرير الزجاجي : فديته .. حلاته الاحمراني .

لتضحك ريم الواقفة بجوار سرير شهد .. وتبتسم شهد بتعب .. وتردف فاطمة : خلاص حجزته لي .. خطيبي . اوكي شهودة ..
كانت تضحك معهن .. فاذا بصوت يخترق الضحكات ويحولها لتجهم غريب : شو يريد فوحدة عانس .

كانت تلك روضة التي القت بتلك الكلمات على مسامع فاطمة .. التي بدورها ابتسمت .. وتداركت ريم الموضوع قائلة : طارق بيتخبل يوم يشوف ولده .
سالت فاطمة عن موعد وصوله .. لتجيب شهد بتعب واضح : فالليل ان شاء الله ..

سارة لم يعجبها تصرف روضة التي تغيرت كثيرا في الاشهر الماضية ... فاقتربت منها هامسة بضيق : انتي شو فيج .. حتى ما تحبين غيرج يستانس
صدت بوجهها : ما دخلج .
- سمعيني .. بعدي عن ذياب احسنلج .. وما في داعي كل مرة تتصلين عليه ..
نظرت اليها : اشتكالج ؟
-بدون ما يقول .. انا مب غبية يا روضة .. خلج بعيد عنه والا والله كل شيء بيوصل لابوي وامي .. وانتي مب ناقصة اسلوب خايس منهم بعد اللي سويتيه .
انحنت لها هامسة : ما يهمني شيء .. وانا ما اتصل فيه الا لما اكون محتاية حد يردني البيت .

صوت شيخة منادية لسارة ابعدها عن روضة .. اما هناك فاسرت فاطمة في أذن ريم انها راغبة في الحديث معها .. فتركتا الغرفة لتقفا خارجا في الممر .. لتحكي لها ما حدث معها .. وطالبة منها ان ترافقها لرؤية سعود .. ردت الاخرى : شو .. انتي شو صاير بعقلج فطوم .. وانتي العاقلة تسوين هالشيء ..
- ما غلطت .. له عندي شيء وبرجعه .. شو فيها .. وبعدين ما كلمته الا مرة ..
- عطيني بطاقاته
- شو تبيني فيهن ..
زفرت وهي تردد : اقولج عطيني اياهن .. بقول لعمار يخلص الموضوع وياه .. اظن وراج عيال عم اذا خايفة من اخوانج .

قاطع حديثهما صوته الرجولي وهو يلقي التحية .. كان مختلفا .. هكذا بدا لريم .. سألها عن حالها .. منذ مدة طويلة لم يرها .. وبعدها تكلمت هي سائلة : شو اخبار مايد ..
- يا رب اللي صار له يأدبه .. يمكن يطلع بكفالة .. لان واايدين شهدوا انه اول مرة يروح وياهم .. ومغصوب بعد .
- الحمد لله
تكلمت فاطمة اخيرا : بس الله يستر من ابوي .. ياللا ريمان بخليج – قبلت وجنتيها – سلميلي ع شهوده .

وبعدها ابتعدت مع اخيها .. وريم تنظر لهما .. ما يحدث لعمها يضايقها .. فيكفيه الفضيحة التي لحقت به من جراء فعل مايد .. تنفست بعمق .. وعادت ادراجها للغرفة .. واذا بشهد تغط في النوم .. وتلك النسوة غير مكترثات ..تبسمت وتوجهت لمنصور .. نظرت اليه .. لتلك العيون وتلك الشفاه الصغيرة .. وذاك الشعر الناعم .. كم تتمنى ان تكون اما .. كم تعشق الاطفال ..

,,

Continue

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 05:05 PM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 

http://forums.graaam.com/images/imag...227eeb1649.gif



,,


كما يعشق هو ابنه محمد .. الذي اعطاه الله عمرا جديدا .. حياته بدونه كالارض دون زرع .. غادر منزله وهو في أبها حله .. ودعاء والدته يصحبه .. اليوم سيلتقيها .. سيرى اختيار شقيقاته .. ليس متوترا .. فلقد جرب هذا الامر سابقا .. ولكن هناك بعض التوجس يخالطه .. وصل منزل عائلتها .. فاستقبله والدها باستقبال راقي .. يحب ذاك العجوز .. فهو يذكره بوالده .. طيب والابتسامة لا تفارق محياه .. بعد الضيافة .. استأذن ليناديها .. شعر سعود بشيء ما .. وكأن هنالك كلمات يريد القاءها ذاك المسن ولكنه تمنع .. انتظر وهو يفرك سبابته بين ابهامه والوسطى .. توتره يُعرف من تلك الحركة ..

هناك كانت ترتدي عباءتها .. لفت " شيلتها " بأتقان .. وخرجت لتلبي نداء والدها .. قوية الشكيمة .. حتى والدها لم يستطع منعها من تلك الشروط التي ستلقيها بعد قليل .. دخل والدها المنحني الظهر وهي خلفه .. طولها لا بأس به .. كانت متوترة حتى في جلستها اتضح ذاك الارتباك لسعود .. كلما تكلم مع والدها رفعت نظرها تنظر اليه .. كان وسيما حتى ولو كان شعره بدأ يكسى بالشيب .. نظر اليها .. كانت عادية جدا .. ملامحها هادئة .. قال بعد ان اخبره والدها بما في جعبتها : قولي اللي عندج ..

ازدردت ريقها : عندي كم شرط .. اذا وافقت عليهن فمبروك لنا .
هز والدها رأسه بعدم الراحة .. وسعود ينتظر ما ستقوله .. شبكت اصابع كفيها وشدت عليهم : اولا اريد بيت بروحي .. مب شرط يكون بعيد عن بيت اهلك .. حتى لو نكون جيرانهم عاادي .. بعد انت من حقك تطمن عليهم .. يعني انا من حقي اعيش بروحي بعيد عن امك واختك .

شبك هو الاخر اصابعه وانحنى للامام قليلا : اوكي
- موافق
- كملي وبعطيج رايي عقب ما تخلصين .. شو الشرط الثاني .

نظرت لوالدها .. ثم نظرت للارض عند قدميها : ولدك يعيش عند امك واختك .. انا مب مستعدة اعيش معاه فبيت واحد .

بعدها قامت واقفة .. فوقف لوقوفها .. كما وقف والدها : اذا موافق قول لابوي .. عن اذنكم
وقبل ان تنصرف : صبري .. اريدج تسمعين كلامي باذنج .

تسمرت في مكانها لبرهة وبعدها استدارت عائدة .. ظل واقفا .. فقامت واقفة : عمي .. والله انك ع العين والراس . وكلامي اللي بقوله ما بيقلل من احترامك وقدرك عندي – التفت لها – سمعي يا بنت الناس .. اذا الزواج بيطلب مني اخلي امي وولدي .. فما اريده .. واللي ماله خير لاهله ماله خير لناس .

,,

بالطو اسود طويل قد صنع من الجلد .. وبلوزة بيضاء ذات كلمات انجليزية متعددة على الصدر .. وبنطلون جنز ذا لون باهت .. يمشي بخطواته المتراقصة على أنغام دندنة لسانه لتلك الأغنية الممزوجة بروح البداوة .. يعرفه الجميع بروحه المرحة .. شعره خفيف جدا فهو لا يحبذ إطالته أبدا .. وسماره البدوي الدال على بداوة أهل مدينة العين اكبر مدن العاصمة ابوظبي يجعل من تلك الفتيات يهيمن به .. فكم يعشقن السمار الخليجي ..

تحية من احد الطلبة الكنديين في تلك الجامعة العريقة .. استقبلها بابتسامة وسؤال عن الحال يتلوها .. تسمر بجانب باب تلك القاعة الشبه خالية .. هناك شخص جديد يقبع على احد الكراسي .. نظر لمجموعة الشباب والبنات بأخر القاعة .. وبحركة من يده سائلا عن تلك الفتاة .. ردوا عليه بعدم المعرفة .. اذا لا بد من التقدم والتعرف ..
احست بخطواته تقترب منها .. فاستمرت بالنظر الى ذاك الكتاب بين يديها .. هي لم تعد تقرأ .. فاقترابه منها يشتت تركيزها .. استنكرت تلك الخطوات المبتعدة عنها .. مارا من امامها .. لعل خوفها هو الذي يوحي لها باشياء ليس لها مكان من الصحة .. فبعد سفر طارق بالامس وهي تشعر بالخوف .. لولا تلك الفتاة الامريكية التي تقربت منها خلال الايام الثلاثة الماضية التي عملت فيهن كمرشدة سياحية لها .. لكانت الان في حالة رعب لا تحسد عليها ..

لقد كانت مخطئة هاهو يعود ليجلس بصورة مفاجأة على الطاولة التي بجانبها بحركة خفيفة جدا .. بلعت ريقها وهي تسمعه يقول وبلكنة غريبة بعض الشيء : السلام عليكم .

فحجابها المشجر باللون الاخضر دليل على اسلامها .. ردت عليه التحية دون ان ترفع رأسها .. ليردف هو بعدها ساءلا : هل انتي عربية ؟
- اجل
بفرحة استغربتها وعقدت لاجلها حواجبها من كلامه : وااو .. شيء حلو .. انزين من وين الاخت .
ابتسمت وهي تقول : من دار حكمها زايد

بصوت عالي شد الموجدين اليهما : والنعم والله –نظر اليها وهو ينحني قليلا لعله يلمح شيئا من وجهها – حيالله بنت ديرتي .. اسمي مصبح من دار الزين وانتي .
ردت دون ان ترفع نظرها عن الكتاب : هاجر من ابوظبي .

اذا بها تبتعد بجذعها للخلف حين مد يده ليقلب جانب الكتاب الذي بين يديها : تدرسين اعلام .. شيء حلو والله .. اذا احتيتي اي شيء ما يردج الا لسانج – يضرب على صدره براحة يده اليسرى – محسبوج طالب دكتوراة في الصحافة .. عاد تخيلي اني خايس هني من سنين .. لو اخذت الدكتوراة فبريطانيا ما كان احسنلي

واخذ يضحك ويتابع الحديث بثرثرة ازعجت هاجر .. فهي لا تشعر بالراحة التي يشعر هو بها .. ومع ذلك لا تنكر بان الجو الذي يثيره مصبح باحاديثه العفوية اثار في نفسها بعض من الراحة مع الوقت .. واذا بها تحارب ضحكتها من حديثه .. حين استرسل بالحديث قائلا : والله ياني مشتاق لاهلي .. وللبوش ( الجمال ) .. يا حلاة لبنهن .. ويا زين الواحد لي يلس تحت الناقة وحلبها في ذيج ( تلك ) الطاسة .. وشربه ..

كانت تغالب ضحكتها على حديثه المليء بالشوق لحياته البدوية .. ومن بين حديثه اذا به يقفز واقفا .. مرحبا بالشخص المقبل نحوهما : حيالله ولد العم .. حياك حياك .. تعال اعرفك ع بنت ديرتي ..
القى التحية واذا به يسأل عن الحال .. وبعدها مد يده ليصافح هاجر قائلا : اخوك نادر .. من السعودية
ابعد مصبح يده وهو يقول : عييب يا ولد ..
ليقهقها سويا .. وتقف هاجر : سمحولي .. وتشرفت بمعرفتكم ..

ليقف هو مشدوه النظر اليها .. ليعبر الى عالم آخر .. الآن فقط رأى وجهها .. رأى عيونها .. هي اعادة في نفسه امورا كم اراد ان يبتعد عنها .. غاص في حياة كانت .. حتى اضحى كلام نادر لا يصل الى اذنيه حتى يعود خائبا .. يراها تبتسم مع تلك الاجنبية .. قريبا من الباب .. اسلوبها شده بقوة .. ليخرج من دوامته على اهتزازات جسمه من قبل نادر الذي امسك بكتفه وهزه منبها له : وش فيك .. حبيتها ؟
التفت ناطقا بالــ هااا .. ليتابع الاخر : لا بالله انك طحت .. اقول وش رايك نروح المكتبة .

فجأة اذا به يتحرك نحو ذاك الشاب الذي اخذ ينظر لهاجر المبتعدة مع صديقتها الامريكية .. كان ينظر اليها بنظرات يحفظها مصبح جيدا .. وقف امامه .. ليتشدق الاخر : خير .
من بين اسنانه قال مهددا : خلك بعيد عنها ..
حتى يثير غضبه قال : افكر
لينفث الاخر انفاسه الغاضبة في وجهه : والله اني استحي اني اقول انك من عيال ديرتي .

سحبه نادر من يده مبعدا اياه عن ذاك الشاب .. الذي يكون ابن شخصية مرموقة في الامارات .. ويكفي انه يستطيع ان يفعل اشياء قد توصل مصبح الى حيث لا يريد .. همس وهو يجره معه : وش فيك يا مصبح .. انت ناسي من يكون .. والا تبغاني اعيد كلامك عليك .

سحب ذراعه من بين اصابع نادر .. واقفا ينظر الى ذاك المتبختر بين الفتيات .. ليشيح بوجهه بعدها للجهة الاخرى : حتى لو يكون ولد شيوخ .. ما يهمني .. واذا قرب منها ما بيشوف طيب
- لا حول ولا قوة الا بالله .. وش فيك انت اليوم .. انهبلت .. ما اصدق ان مصبح تغيره بنت وتقلب حاله بهالسرعة .
اراد ان ينهي الموضوع .. فمشى مبتعدا : خلنا نروح ..

مرا من جانبها .. فابتسمت لهما .. فبادلها نادر الابتسامة اما مصبح فكان كالاعمى الذي لا يرى شيئا .. نظرت لزميلاتها التي باتت قريبة منها : هل تعرفينه ؟
التفت لورا لهما وهما يبتعدنا : تقصدين مصبح ام نادر ؟
ضحكت ضحكة خفيفة على نطقها لاسمه ..فـ" مسبه" كما نطقته لورا كلمة تدل على الغباء في اللهجة الاماراتية ..وما ان اجابتها حتى تابعت : يدرس هنا منذ فترة طويلة .. احيانا نشعر بانه لا يريد العودة الى وطنه .. هو انسان رائع بحق .. والكثير من الفتيات معجبات به .. يحب المزاح بكثرة – ضحكت واردفت – ويحب مشاكسة الجميع .

ابتسمت لزميلتها .. وبعدها مشت بمعيتها .. تحت انظار ذاك الذي مرت بجانبه .. لم تهتم له عند مرورها خارجة من تلك القاعة .. مع انها تراه دائما برفقة مجموعة من البنات والشباب .. الا انها لم ترى نظراته يوما نحوها .

,,

اتمنى تعذروني اذا كانت اللهجة السعودية على لسان نادر مب مضبوطة ^^

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 05:06 PM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 
http://forums.graaam.com/images/imag...33156d9de6.gif



,,

عندما تستند على اساس ضعيف .. وتبني حياتك عليه .. فانك دائما ترجع الى ذاك الاساس .. تحاول ان تبعده عن عقلك ولكنه يعود رغما عنك .. فلقد بنيت حياتها على اساس صنعه غيرها .. لم يكن لها يد فيه الا انها كانت الحلقة الاضعف .. فتمنت ان تعيد بنيانه من جديد .. خطوة بخطوة .. معه هو ..

نهرتها والدته حين عودتهما من تلك الزيارة الى المستشفى .. فتلك الهدية الكبيرة اثارت في نفس ام ذياب الكثير من الغضب .. حتى دفعتها بعد ان وصلتا الى المنزل .. فكانت ستقع لضعف بنيتها وقوة بنية عمتها . التي صرخت بها : الحين لشو شاله هدية هالكبر كبرها .. حق واحد بعده ما طلع من البيضة .

لفت ذراعها اليمين لتلمس كتفها .. فتلك الضربة آلمتها : لا تخافين .. شريتها من فلوسي .
رمت عباءتها .. وجلست بثقل واضح في حركتها : وبعد ترادديني .. وهالفلوس ان شاء الله من وين مب من ولدي .. والا انتي تشتغلين وانا مادري .

تمتمت وهي تنسحب من المكان .. مستغفرة ربها .. فتلك المرأة تثير عصبيتها رغما عنها .. اغلقت الباب من خلفها .. فذياب اوصلهما وغادر الى عمله .. تتمنى ان تصرخ في وجهها ولكن احترام الكبير يمنعها .. رمت بعباءتها دون اكتراث منها في تلك السلة بجانب باب دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. ولجت برجلها اليسرى وهي تتمتم : اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث .

فهي لا تنسى تلك الادعية حتى وان كانت بسيطة .. تعودت على ذلك من امها شيخة .. نضحت الماء على وجهها .. وتسمرت في مكانها .. تشعر بان وجودها في هذا المنزل غلطة .. وهي تدفع ثمن ذنب لم تقترفه .. تركت تلك المنشفة البيضاء الناعمة ان تلامس وجهها بكل رقة .. وبعدها خرجت .. تنهدت وهي تنظر لتلك الملابس المكومة .. خطواتها تتتابع حيث تقبع تلك الطاولة ذات الارجل المطوية .. واذا بها توقفها وتشعل المكواة .. ابتسمت وهي تلتقط ثوب ذياب من السلة .. سحبته حتى احتظنه صدرها بشدة ..واذا بها تستنشقه .. فعطره المركز لا يترك اثوابه حتى وان غسلت بالماء والصابون .. مر الوقت وهي واقفة على تلك الطاولة وتلك المكواة تذهب وتجيء .. ولم تشعر بالوقت الا وذياب يدخل ملقيا عليها تحية الاسلام .. رمى " غترتة " و " عقاله " على السرير وجلس بعنف : ليش ما تعطيهن الشغالة تكويهن .

دون ان تلتفت : حراام.. واايد عليها شغل البيت .. ارحموا من فالارض ..
كانت نبرتها مختلفة.. قالتها بشيء من الحنق .. ابتسم وهو يستند على ذراعيه للخلف : ما عليج من امي .. بكلمها باكر .. خليهن عنج ..
- ما بقى شيء .
اعتدل في جلسته : شو بلاج مادة البوز .
قلبت الثوب .. وبدأت تكوي من جديد : ما في شيء ..
قام واقفا حتى صار بجوارها : حد زعلج فالمستشفى ؟

هزت راسها دون اي اجابة منها .. فماذا عساها تقول .. هل تخبره عن اختها وعن اسلوبها معها .. ام تخبره بانها تشعر بالغيرة من اي فتاة حتى وان كانت شقيقتها .. انهت الكي وحملت الثوب الى الدولاب .. ارتفعت على اصابع قدميها لتعلقه .. فكان اسرع منها .. همت بالابتعاد واذا به يمنعها بتطويق خصرها النحيل .. فكت ذراعه : مب وقته .

واذا بها تتوارى عنه لتغير ملابسها .. زفر انفاس القلق .. فاغلق الدولاب بعد ان سحب له ثوب نوم .. لم يترك مكانه فلا يتطلب منه تغيير ملابسه الا رمي ما عليه وارتداء آخر .. تتبعها بنظراته وهو جالسا على السرير ومستندا على ظهرة .. هاهي ترطب جسدها بذاك" الوشن " مميز الرائحة .. وبعدها تضع القليل من العطر الهادئ على جانبي رقبتها .. وتربط شعرها الذي يصل الى نصف ظهرها بربطة قطنية .. لا تريد الحديث معه .. فهي ان تحدثت فستنفجر .. فالكبت لا يولد سوى انفجار قد ينهي كل شيء .. استلقت على جانبها الايمن .. وهو هناك خلفها يلفه الاستغراب من تصرفها .. انحنى قليلا واضعا يده على كتفها : سارونه .. شو بلاج اليوم .. حتى مالج خلق تطالعيني .. انا زعلتج فشيء .. غلطت فشيء ..

دون ان تلتفت وهي تشد الغطاء عليها : لا .. بس نفسيتي تعبانه .
انحنى اكثر مقبلا وجنتها : اعرف ان فيج شيء ومب طايعة تخبريني .. مب من اليوم اعرفج .
التفتت له مستلقية على ظهرها .. حتى صار وجهه اعلى وجهها : شو تعرف عني .. غير اني انفرضت عليك .. واني ..

سكتت فهناك ذاك الذي باتت تكرهه .. يرن مقاطعا لها خلوتها مع زوجها .. وهاهو يبتعد خارجا .. تسمع همساته الغاضبة ولكنها لا تعي شيء .. فذاك الباب لا يدع لها مجال لتفهم .. ولكنها عرفت ان الاتصال من تلك التي تسمى شقيقتها .. عادت لتنام على شقها الايمن .. ولكن هذه المرة دموعها كانت ترافقها .. لا تجد حلا لتلك المجنونة التي فقدت عقلها .. هل ترى ذياب الان بشكل مختلف ؟ اصبح اجمل في نظرها ويستحق ان تحبه ؟ ام ماذا بها ؟

تسمعه يعنفها دون اي تردد .. ويذكرها برفضها له .. فما كان منها الا ان تنطق : انا احبك .
ليصفعها بكلمات التعنيف القاسية . فتلك التي تنام في أحضانه شقيقتها .. اغلق الهاتف وعاد ادراجه .. يشعر بان سارة تعلم بمحاولات اختها .. ولكنه لا يحبذ سؤالها .. يريدها هي ان تتكلم .. وتخبره بما فيها ..
اما الاخرى .. فشخص نظرها بعد ان اغلق الهاتف في وجهها مهددا اياها بتغيير الرقم .. ضغطت على الهاتف في يدها حتى كاد ان يصرخ .. ونظراتها ترنو حتى كادت ان تخترق جدار غرفتها .. لا تزال تذكر تلك الليلة .. تلك الليلة التي غيرتها لانسانة كارهة للجميع .. حتى ذاك المغترب ... صدمها برسالته لها ..

"ساترك الكتابة حتى ابتعد عن المجانين امثالك " .. كان ردا عليها حين باحت له بحبها للمرة المليون عبر بريده الالكتروني .. فهو قد مل من نصحها .. وهي متمسكة برأي واحد لا يعيه عقل .. انها تعشقه وتخلت عن ابن عمها لاجله .. في تلك الليلة السوداء التي احالت قلبها الى كتلة من البغض لاختها .. لتلك الاخت التي طالما كانت بجانبها وترشدها .. لكنها الآن لا ترى الا صورة واحدة .. وهي تود تحطيمها .. فهناك في عقلها لا يوجد سوى تلك النظرات من اختها وذاك الكلام من والدها ..


تكومت على نفسها في تلك الليلة بجانب الجدار .. الرعب يتملكها من رأسها حتى أخمص قدميها .. لا تزال اصوات الموسيقى والغناء تصل اليها .. فادركت ان تلك الحفلة قائمة .. تذكرت محاولات الجميع في اخراجها .. وكلام هاجر لها .. تلح عليها لتفتح الباب .. رفعت رأٍسها بهلع واضح .. لعلهم سيزوجونها دون علم منها .. قد يوقع والدها بالنيابة عنها .. فلماذا الحفلة لم تتوقف .. قامت تجر جسدها حتى اقتربت من الباب .. لن تفتحه فهي جبانة جدا .. بل جلست لتستمع عن قرب لما يحدث .. هناك وشوشات قريبة .. صوت والدتها وصوت آخر تعرفه جيدا .. ام ذياب تتحوقل .. لعلها علمت بما حدث .. واسمها هي يظهر بين الكلمات ويختفي .. اختفت الاصوات بعد نداء لام ذياب .. ولا تزال تتحوقل حتى وصوتها يبتعد .. انكمشت اكثر .. تريد ان تعرف مالذي حدث .. غفت وهي على جلستها تلك بجانب الباب .. ومر الوقت دون ان تشعر .. بدأ الهدوء يسيطر على الارجاء .. الساعة تقارب منتصف الليل .. بيد مرتجفة قامت لتفتح الباب .. تريد ان تعرف ماذا حدث .. وما ان اطلت برأسها حتى فاجأها ذاك المتربص بها وعصاه بيده .. سحبها من شعرها .. وضربها بتلك العصا مرة واثنتان وثلاث دون هوادة .. وهي تصرخ الم رأسها والم جسدها .. وقفت سارة بكامل زينتها هناك بجوار الدرجات في الاعلى .. هالها ما يحدث .. لم تشعر الا باندفاع شيخة التي دفعتها حتى تمر .. حاولت ان تفك ابنتها من قبضة عبيد : خلها بتقتلها ..
وضربة خاطئة اصابة شيخة وهو يصرخ : عساها الموت ..

تنادي ناصر بصوتها العالي .. لكن لن يأتي فهو غادر المنزل .. فعمله يطلبه .. دفعت ابنتها خلفها لتحتمي بها .. فسقطت على الارض جراء تلك الضربات التي اهلكت ساقيها وجسدها .. كان بكاءها مؤلما بحق .. وقفت امامه بجسدها .. ليردد : خليني اعلمها كيف تنزل روسنا مرة ثانية .. خوزي عني
يدفع زوجته ولكنها بدت قوية امامه لا يستطيع زحزحتها : خلها يا عبيد .. بسها اللي ياها ..

صرخ لتلك الواقفة ودموعها تنسكب على وجنتيها لتشوه وجهها بذاك الطلاء الاسود .. اقتربت منه .. ليلفها بذراعه ناظرا لتلك المرتجفة والباكية خلف امها على الارض : هذي بنتي اللي رفعت راسي .. ياليتني ما يبتج ولا يبت اخوج اللي وطيتوا راسي قدام الناس .. ياليتكم مثلها ..

كان يشدها اليه وهي تنظر لتلك الناظرة اليها .. نظراتها نظرات عتب لروضة .. التي ظنت بانها شماتة بها .. لتحرق سارة بنظراتها .. فلقد استصغرت بسببها .. انسحبت بتعب لغرفتها .. لتغلق الباب من جديد .. وتبكي بمرارة .. وصوت والدها الغاضب لا يزال يتهادى اليها .. يكسر قلبها .. ويبني بناء الكره لسارة فيه ..

ضغطت على هاتفها اكثر وهي تتذكر كل ذلك .. وتمتمت بغيض : بعلمكم من هي سارة ومن هو ذياب .. اللي رافعين روسكم فيهم ..

اعتقت الهاتف من يدها .. وانسحبت لتتغطى بلحافها .. ولا تزال تلك الافكار السوداوية تجتاحها .. حتى باتت هاجس يؤرق نومها .. تقلبت في فراشها كثيرا .. حتى باغتها النوم أخيرا ..

,,

بعكس تلك النحيلة .. التي لم تنم حتى الساعة .. لم تكن هي من تتقلب في ذاك المكان .. بل أشيائها .. كانت تبحث بجد بين ملابسها .. فهي تذكر انها وضعته هنا .. في جيب ذاك القميص القطني .. فهي لن ترتديه في هذه الايام .. بحثت وبحثت .. ذاكرتها لا تخونها ابدا .. جلست على الارض وامامها قد تكومت ملابسها .. تحاول ان تسترجع كل شيء .. تذكر انه اخبرها بان تحتفظ بكل شيء .. وبعدها وضعته هنا .. فيه جميع المعلومات عن تلك الشركة .. وشركة اخرى .. تذكرت امر تلك الورقة التي اخذتها يوم وفاة والدها .. اخذتها خلسة من مكتبه .. لا احد يعلم عنها شيئا .. بها الكثير ولكنها لم تستفد منها في شيء .. قامت واقفة .. يبدو ان ذاكرتها لا تعمل جيدا ..

هاهي تعاود البحث من جديد ولكن ليس عن ذاك " الفلاش " الرصاصي .. بل عن تلك الورقة .. وقفت وهي تنظر لتلك الفوضى التي احدثتها .. وتمتمت بتفكر : ماذا حدث لك يا جود ؟ هل بدأ عقلك بالنسيان .

انتفضت حين فتح الباب .. ليبان الاستغراب على وجهه : شو فيج ؟ - بعثر نظراته على تلك الفوضى – شو كل هذا .
ازدردت ريقها : لا شيء .. كنت ارتب غرفتي .
اجابها بنفس لغتها الانجليزية : في هذه الساعة ؟
ابتسمت حتى بان ذاك السلك المعدني : ما قدرت ارقد .. قلت اسلي نفسي .

مع ان ذاك العذر لم يدخل عقله .. الا انه لم يكثر عليها بالاستجواب .. جلس على السرير ناظرا اليها حيث كانت واقفة : كبرتي – مد كفيه لها – تعالي .
ابتسمت وهي تمسك كفيه .. ظلت واقفة .. تنظر الى ذاك الشبيه بحبيبها .. كم تمنت ان تكون مثلهم .. ووجهها الشاحب كان اقل شحوبا .. وفمها الواسع اقل اتساعا .. وعيناها ذات اللون الرمادي تكونان باللون الاسود .. اختلاف ملحوظ .. وطفرة لا تعرف ان كانت حقيقة .. لكن كل ما تعرفه ان والدها لم يكذب عليها يوما .. عادت الى واقعها على اهتزاز يدها بسبب فيصل الذي نبهها .. فهو لم يجد ردا منها على سؤاله : وين وصلتي ؟
ابتسمت وجلست بجانبه : لا مكان .
دار بجسده نحوها .. واخذ ينظر لعينيها : بس انتي ما رديتي ع سؤالي .

لم تجب الا بالـ هاا .. ليدرك هو ان هناك شيء ما يجعلها بعيدة عن الواقع ..امسكها من كتفها .. وباهتمام بالغ : جود .. شو صاير وياج .. الحين تاكدت من كلام امي .. انتي متغيرة .. ذيج الليلة كنتي سهرانه لوقت متاخر .. مع انج سحبتي كل المعلومات اللي بغيتهن .. شو كنتي تسوين ع الجهاز ؟
هزت رأسها : ولا شيء .. انا دووم ايلس عليه بالساعات .
- بس كنتي طبيعية .. الا من بعد ذيج الليلة وانتي صايرة واايد تسرحين .. خبريني شو صار وياج ..
-ما صار شيء .. فيصل
- عيون فيصل .. آمري شو تبين ..
داست على شفتها السفلى باسنانها وسرعان ما تكلمت : تحبني ؟

احتظن كفيها بكفيه .. يحدق في عينيها .. فهناك نظرة غريبة تخفيها تلك العيون : ما يباله اجابه هالسؤال .. انتي تدرين كثر شو احبج .
تهللت اساريرها : يعني اقدر اطـ......

لم تكمل لان الهاتف يرن .. ولا بد لفيصل ان يجيب عليه .. فاكملت في سرها : يعني اقدر اطلب انك ما تخليني ابد .

كانت تلك المكالمة قد اثارت في نفسه بعض التوتر .. اتمها بشكل متقطع على مسامع جود .. فهي علمت من خلال ذاك الحديث ان مصيبة في الطريق .. قد تكون هي طرفا فيها .. قام واقفا تحت انظارها .. بخطوات سريعة اعلن الانسحاب من تلك الغرفة .. وبكلمات يشوبها القلق غادر المكان .. ليقابل والدته في الاسفل .. ليرد على سؤالها الذي قد اكتساه الخوف لمنظر فيصل : ما في شيء .. بس بروح الشركة في ناس يبوني ..

وهرول مسرعا .. كان يود التاخر لساعة العاشرة .. لكن الظروف اعلنت لرحيلة عند الثامنة والنصف ... عادت تبعثر اشياءها .. تبحث باصرار عن ذاك الذي يختزن الكثير من الاشياء .. فتلك الورقة قد وجدتها مطوية في احد كتبها .. اما هو فلا اثر له .. جاءها صوتها : جود .

كان فيه شيئا مختلفا .. فالتفت وبيدها محفظة اقلام قديمة .. لعلها تركته فيها ونست .. نظرت لتلك المر تعبة التي اغلقت الباب واستندت عليه .. احنت رأسها قليلا وكأنها تستفسر ما بها : شو فيج ؟

مدت يدها .. واذا بذاك الذي تبحث عنه قابعا في كفها .. وتلك السلسة الطويلة تذيله مع قطة " لولو كاتي " .. اغترفته من يدها .. واطالت النظر لها .. تريدها ان تتكلم .. ان ترمي ما بجوفها .. فاطالت الاخرى السكوت .. حتى اصبح لا بد لها ان تسأل بنفسها : شو سويتي ؟

ازدردت ريقها بخوف واضح : لا تخبرين فيصل .. شفته طالع معصب .. يمكن عرف باللي سويته .. ما كان قصدي شيء .. الله يخليج يا جود .. لا تخبرين علي .. فيصل ما يحبني كثر ما يحبج .. الله يخليج .

وبعدها انصرفت .. لعلها خطة منها كما دار في عقل جود وهي تنظر للـ" فلاش " في كفها .. شدت عليه .. وعقلها يضرب أخماسا في أسداس .. منت نفسها بان لا يكون ما حدث شيء كبير .. هرعت الى جهازها لتتأكد إن كل شيء لا يزال فيه .. ابتسمت على مضض .. كل شيء هناك .. ولكن قلبها منذ الفجر يقرع اجراس الخوف القادم ..

,,

Continue

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 05:06 PM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 

كالخوف الذي اعتلى روح سيف وهو يحادث فيصل عبر الهاتف .. فذاك الثاني قد خرج وشياطين الارض تتقافز امام عينية .. وسيف كان كيس الهواء الذي سيفرغ فيه غضبه : اسمعني .. خل النفس عليك طيبة .. والا ترا والله ما يصير خير ..

عدل " غترته " البيضاء .. ونزع سماعة اذنه فهو لا يرتاح لها .. واضعا الهاتف مكانها : انت شو بلاك .. ترا كل السالفة شراكة .. مثلي مثل غيري .. انتوا عرضتوا المشروع وانا بدخل فيه .

نزل من سيارته .. حتى وصل صوت اغلاق بابها الى مسامع سيف : سيف ما فاضيلك .. وتدري .. كان بامكاني اخلي رشا تخليك .. بس عشانها ما قلت لها اي شيء .. وانك انسان انتهازي وخاين ..
صرخ الاخر حتى وصل صوته لرشا التي تنزل الدرجات بهوادة فتوقفت : ما اسمحلك .. انا سيف علي الـ ... عمري ما كنت خاين ولا بكون .. فاهم ..

شد على الهاتف بقبضة يده وهو ينزله من على اذنه .. ارتجف جسده حين وضعت كفها على كتفه .. التفت لها .. مسحت جانب وجهه الايسر بكفها الايمن : شو صاير ؟ ليش معصب بهالشكل ؟

امسك يدها فلثمها .. لثمة محب اسكره العشق .. ثم مشى بمعيتها ويدها في يده .. اجلسها على الاريكة الصوفية .. وانسحبت يده بهدوء لتلامس بطنها التي بدأ يظهر عليه الانتفاخ .. سرعان ما قرب وجهه له .. مقبلا له .. ومحتظننا لها من بطنها .. لتمسح على رأسه : سيف .. حبيبي شو صاير ..

خده على بطنها .. وذراعاه معانقتنا لوسطها : احبج يا رشا .. ولا تصدقين فيوم اني خنت ابوج .. والله ثم والله انا مب خاين ..
انحنت مقبلة رأسه : ادري يا روحي .. وعمري ما بصدق هالشيء ..

نهض ليترك الحرية لكفيه تعانقا وجهها الدائري .. يعشقها .. ويعشق كل شيء فيها .. قد يكون عشقه ذاك لحد الجنون .. وقد يكون بُعدها هو الختم على شهادة جنونه الرسمية : فيصل يظن اني انا السبب باللي صار لعمي الله يرحمه - تغيرت ملامحها – ما اعرف منو اللي حطى هالشيء فراسه ..
ابتسمت : فيصل عصبي .. ما يتحرى عن اللي يوصله .. وصدقني يا سيف .. عمري ما بصدق فيك ..
بحركة سريعة احتضنها .. وهو يتمتم : امووت فيج يا روحي ..

,,

تلك الجملة القاها طارق على مسامع شهد وهو يحتظنها بعد غيبة اسابيع .. لتصرخ متألمة .. فذاك الجرح لا يزال طريا .. وصل ليلا .. وتلك الزيارات قد اغلقت ابوابها .. فكان لا بد من الانتظار حتى الصباح .. يعد الدقائق والساعات .. حتى ان النوم هرب مبتعدا عنه .. وما ان صار الصباح حتى خرج متوجها اليها .. فهي تسكنه .. لا يتخيل ايامه بدونها .. ينظر اليها يتفحصها .. وكأنه غاب عنها سنين طويلة .. يداعب وجنتيها باصابعه حتى تحمران على احمرار الخجل : اشتقتلج يالقزمة ..

لم تعد تلك الكلمة تثير في نفسها الغضب .. فهي تعلم بانه حين ينطقها فهو دليل حبه الصادق لها .. نزلت دموعها .. فخاف عليها : شهودتي . اليرح يعورج .. اقول للمرضة اتي تشوفيج ..
سحبت يده التي كانت على كتفها .. قبلتها بعمق : اشتقتلك .. هذي كل الحكاية – ابتسم فاردفت – الحين صارلك ساعة ماسك في .. وتتغزل .. ولا سألت عن ولدك .
سحب يده بمعية يدها التي تمسكها .. فاعاد فعلها : دام القمر بخير شو لي بالنجوم .

ما ان قال جملته حتى توجه لذاك السرير الزجاجي .. ليحمل ذاك الصغير بين ذراعيه : تراه هذا القمر
قالت وهي تتصنع الغضب : لا والله .. يعني انا النجوم الحين .

لم يسمعها فعقله مع ذاك الصغير الذي فتح عينيه .. صرخت به ليمسكه جيدا .. امسك كفه الصغير يقبله : شوفي شوفي – يقربه منها – اصبوعه طوال .. يعني بيطلع علي .. مب عليج يالقزمة .
ضحكت حتى توجعت : الحين حكمت من صبوعه ..
جلس بجانبها على السرير : شوفي حلاته .. فكل شيء طالع علي ..
قاطعهم صوتها : قول ما شاء الله ..

وضعت الاكياس من يدها .. فهناك حافظة القهوة وحافظة الشاي .. والكيس الاخر به إفطارا أعدته ريم بمساعدة من مريم .. القت التحية عليهما فرداها .. ثم اخذت ذاك الصغير من والده بعد ان قبلت شهد وسالتها عن حالها : هذا ريلج مينون .. قلتله لا يطلع قبل ما اجهز نفسي .. بس خبل ..

صرخ مدعيا السخط : عمتييييي .. الحين قدامي وتقولين جذي .. عيل من وراي شو بتقولين .
انفجرت ضاحكة: بقول اللي بقوله وانت شو دخلك – بدأ منصور بين يديها بالبكاء – خذي شهودة رضعيه .. كله من ابوه موعينه من فير الله ..

الضحكات تتعالى في تلك الغرفة .. والسعادة ملأت تلك القلوب .. وسرعان ما امتلأت تلك الغرفة بالنساء .. وطارق وحيدا بينهن .. ففضل الانسحاب .. فريم لا تاخذ راحتها بوجوده .. هي تربت معه ومع هذا فهي تشعر ببعض التوتر حين يكون بينهن .. وقبل ان يخرج .. التفت لعلياء التي جلست بجوار والدتها ناظرة لمنصور الصغير : علايا .. ردي من وقت عشان تشوفين هيديتج ..
ابتسمت وبفرح عارم ذهبت اليه : يبتلي هدية ..
وضع يده على كتفها .. وانحنى ليكون وجهه مقابل وجهها : هيه يبتلج .. بس بشرط .

بان عليها الحزن .. فهي ادركت شرطه ذاك .. مؤكد ان والدتها حدثته عن ذاك الموضوع والذهاب للطبيبة .. مع انها اكدت لوالدتها بان مايد لم يلمسها يوما .. ولكن قلب الام لا يطمأن لكلام فتاة صغيرة .. ابتسمت على مضض : شو شرطك .
همس في اذنها .. فابتسمت وهي تنظر لوالدتها .. وقال بصوت مسموع : شو موافقة؟ ..
- اكييد ..
حرك يده على رأسها عابثا بشعرها : طروق خلاص

ابعدت راسها عنه وهو يقهق .. وبعدها ترك المكان .. لتقترب هي من والدتها التي لفها الاستغراب .. سالتها عما همس لها .. ولكنها رفضت ان تجيب .. متعذرة بانه سرهما الصغير ..

كذاك السر الذي يأرق فاطمة وجعلها تحث الخطى نحو المستشفى .. فهناك ريم .. وعليها ان تقنعها بان ترافقها .. سحبتها من بين الحاضرات .. حتى اضحيتا خارجا : شو فيج ؟
بتوتر : سعود هني فالمستشفى .. وانا ما اقدر اقابله بروحي .. تعالي وياي .
- مينونه انتي تخلينه ايي هني .. واذا شافنا حد .. لا حول ولا قوة الا بالله ..
- الريال يريد بطايقه .. اشغاله متعطله .. واتصل علي اليوم وقلت له ايي هني – امسكت رسغها – خلينا نروح .. يتريانا فستار بوكس .. ياللا ريمان .

زفرت .. وتحوقلت من جديد .. وبعدها رضخت للامر الواقع .. فتلك الفاطمة باتت تتصرف كالمراهقات .. وهي باتت لا تعرفها .. حتى حديثها عن ذاك المدعو سعود يكون مختلفا .. نبرتها فيها فرحا غريبا .. هل يعقل ان تكون معجبة به ؟ .. هزت رأسها وكأنها تبعد تلك الفكرة من رأسها .. وقفت لتعدل " شيلتها " التي بدأت تنسحب عن رأسها .. لتحثها الاخرى على الاسراع.

جالسا على تلك الطاولة .. ينتظر فلقد مل الانتظار .. فلقد حادثها منذ ساعة ونصف .. وهو هنا منذ ثلث ساعة .. نظر الى ساعته السوداء .. وتأفف للمرة الالف .. وصلتا يمشيان على استحياء .. ليقليا التحية عليه .. ويرفع هو رأسه لهما : حياكن ..
ردت ريم بسرعة : تسلم .. ياللا عطيه اللي يخصه وخلينا نروح .
- افا ما يصير .. يلسن بطلبلكن شيء ..
- ما تقصـ..
لتقاطعها فاطمة : عن نفسي اريد كابتشينو . .
نغزتها ريم . وبهمس : فطوم شو فيج ..
لم تهتم لها وجلست وظلت الاخرى واقفة : حياج ..
- سمحولي .. انا رايحة .. مب متعودة ايلس مع ريال غريب

لتنظر فاطمة لها .. شعرت بان ذاك الكلام موجه لها .. فقامت واقفة ليقف سعود .. فتحت حقيبة يدها واخرجت البطاقتان .. ووضعتهما على الطاولة : اسفه لاني تاخرت .. ومشكور عشان صلحت سيارتي .
مد يده ليأخذ البطاقتان : العفو .. الغلط كان مني ..

استأذنت ولحقت بتلك التي اسرعت الخطى عائدة حيث كانت .. امسكتها بذراعها : ريمان شفيج .
حدقت بها بنظرات غضب : انا اللي شو في .. والا انتي .. صايرة كنج بنت صغيرة .. حلوة يعني تيلسين وياه وادقين سوالف .. ما هقيتها منج يا فطوم .
- انتي معقدة .. شكله سعيدان علمج طبايعه .
ابتسمت : سعيد ما علمني شيء .. بس اللي اعرفه ان هو ريال غريب ولا لي اي حق ايلس وياه ..

وبعدها غادرت تاركة تلك الواقفة في منتصف الممر .. كلامها صحيح .. تقاذفتها الافكار وهي تترك المكان .. فهي اضحت مختلفة .. بدأت تفكر بأمور مختلفة .. هل تريد ان تكون هناك علاقة بينها وبينه .. وماذا عن عائلته .. ماذا عن ابناءه ؟ فهو ليس بسن صغير .. كانت تلك الافكار المعاتبة تعبث برأسها .. ركبت سيارتها وانطلقت .. لعلها تعيد لنفسها ذاك التوازن الذي كان .. فكلام ريم ضربها في الصميم ..

,,

Continue

♫ معزوفة حنين ♫ 18-10-12 05:07 PM

رد: أنا أنثى لا يقف المستحيل أمامها ، للكاتبة : Anaat Al R7eel
 

http://forums.graaam.com/images/imag...a662214131.gif



,,

كما ضرب ذاك الضابط بكلامه بدر وعبدالله .. فلقد عاتبهما على تلك التربية .. واين هم عن اخيهم .. اعطاهم الكثير من الكلام .. وما كان ليدع مايد يخرج بهذه البساطة الا لانه يعرف عبدالله جيدا .. كان يتمنى ان يأخذ جزاءه على ما فعله .. وحتى وان كانت اول مرة ..

نظر الى الباب حيث دخل الشرطي وبمعيته مايد .. الذي كان مطأطأ الرأس .. وشكله غير مرتب .. فشعر وجهه نمى ولم يجد اي عناية خلف تلك القضبان .. وجه ذاك الضابط الاربعيني كلامه لمايد .. ويحذره من اعادة الكرة .. فليس دائما يكون الحظ حليفه .. وبعدها غادروا ثلاثتهم .. الجميع صامت .. ركبوا سيارة عبدالله .. واذا به من خلفهما ينطق : والله ما كنت اعرف .. ولا شربت .. ولا سويت اي شيء

رد عبدالله بكلمة واحدة " اسكت " فهو لا يرغب بسماعه .. ولا يريد منه اي تبريرات .. ليعاود من جديد الكلام مبررا ما حدث معه : كله منهم .. قالوا لي حفلة عاديه .. وانا ع نياتي رحت وياهم ..
تابع شرح ما حدث .. وذاك الذي على المقود يكاد ان ينفجر غضبا .. وبدر ينظر اليه .. فتدارك الامر : مايد خلاص اسكت .. لا تصير حنان .. عرفنا السالفه كلها من الضابط .. واللي صار ما يعطيك اي عذر .. انت تدري بالشلة اللي ترابعها .. شلة فاسدة ما وراهم الا المصايب .
- بس ...
قاطعه عبد الله : تقدر تسكت .. والا بعد ما تعرف .

انخرس عن الكلام .. وعم صمتا خانقا الاجواء .. حتى وصلوا .. التفت الى ذاك المنزل .. هناك خلف تلك الابواب والده .. رجلا لا يفارقه الغضب الا نادرا .. كيف سيستقبله .. ترجل بتردد تام بعد ان حثه بدر للنزول .. نزل وسحب خطواته مرغما لداخل .. هناك ايضا والدته .. واخته واخيه .. فلا داعي للخوف .. اما بدر فبقي مع عبدالله .. يحاول اقناعه بان ينزل لرؤية والدهما .. فيكفي هذا البعد .. التفت لسيارة فاطمة التي مرت داخلة من البوابة الكبيرة .. وما هي الا دقائق من دخولها حتى خرجت مسرعة بعباءتها .. وقبل ان ينطلق عبدالله مغادرا .. صارخة بهما .. فوالدها اغلق باب الغرفة على مايد وهو معه .. وصراخ مايد قد تعالى حتى هز اركان المنزل .. اسرعا يتدافعان الى الداخل .. وتلك المسنة تولول وتنتحب .. فاخر العنقود وفلذة كبدها بين يدي زوجها الغاضب .. ضربا الباب ولا يصلهما الا صوت مايد المترجي لوالده : ابويه سامحني ..

ولا يأتي من راشد الا ضربات قاسية بـ " العقال " على بدن مايد الضعيف .. ابتعد للخلف فتعثر بتلك الطاولة الصغيرة .. ليسقط وتسقط ضربة على عينه اليسرى من ذاك العقال .. لتشل حركته .. وحواسه الاربع .. لا يرى لا يسمع لا يتكلم .. حتى الاحساس لم يعد يشعر به .. فتلك ضربة مميتة افقدته كل شيء .. والاخر لا يأبه الا لضرباته المتلاحقة .. وصرخاته الغاضبة .. التي اتعبتها تلك الفضيحة العظيمة .. كُسر الباب بضربة مزدوجة من قدم بدر وقدم عبدالله .. ليندفع بدر ممسكا بوالده ويقف عبدالله امامه .. لتأتيه ضربة على الساق .. كان يصرخ على مايد ان ينهض .. لكن الاخر كالميت .. لم يعد يشعر بمن حوله .. فيكابد ذلك الرجل الستيني قبضة بدر صارخا : خلوني اقتله وارتاح ..
ليصرخ بدر بعبدالله : خذه برع – ويتابع كلامه مهدأ والده – خلاص يابويه .. خلك منه .. اللي ياه يكفيه ..

سُحب مايد على يدي عبدالله الى اعلى .. ليرميه على سريره .. ناظرا الى عينه التي تهل الدمع دون هواده .. وذاك الخط الاحمر قد بصم بقوة على جلد وجهه .. خرج ليطلب من فاطمة ان تأتي بالثلج .. وما كان منه الا ان يكمد له تلك الضربات التي ادمت جسده .. امامه عاريا .. الا من أزار يستره .. كلما وضع الثلج على الجراح صرخ متأوها .. ليتمتم من بين التأوهات : سامحني ..

لم يرد عليه .. واكتفى بالصمت .. فتلك الكلمة لن تعيد له كرامته التي هدرت في هذا المنزل .. وهل لكلمة في ساعة ندم تعيد ما كان .. هل الندم يبعثر الشعور بالاهانة في قلبه .. ظل هناك يطبب جراح شقيقه .. الذي تسبب في الكثير والكثير والتزم الصمت ..

,,

كتلك التي التزمت الصمت سنين مضت .. ها هي تعود الى المنزل مع علياء .. فتلك الصغيرة عليها امتحان في الغد وعليها ان تبدأ بمذاكرة دروسها .. اوقفت تلك السيارة الصغيرة ذات اللون الابيض .. فلقد امتلكت رخصة قيادة منذ شهر .. وهذه السيارة من والدها ..

نزلت ونزلت معها علياء .. يتبادلن الحديث .. سبقتها وهي تلهو بمرح .. وبها شوق لرؤية تلك الهدية .. وما ان وضعت قدمها في داخل المنزل حتى ارتدت للخلف صارخة .. فهناك من امسكها بقوة من شعرها : مب حرمة تمشيني ع كفيها .. وبتردين البيت غصبا عنج .

تمسك كفه التي تشبثت بشعرها من خلف " شيلتها " : هدني .. ما اريد ارد وياك ..
نزلت الاخرى على ذاك الصراخ .. واذا بها تضربه تريد ابعاده عنها : خوز عنها ..
واذا به يدفعها بيده الحرة .. لتسقط .. وتصرخ ريم : علاياااااااااااا

واذا بها تتأوه وهو يدفعها للخلف : وبعد تسوقين سيارة ياللي ما تستحين .. امشي ..
واذا بتلك القبضات الصغيرة تعاود ضربه في ظهره : حرام عليك .. خلها .. ما تباك ..
وفجأة اذا بها تعضه في ذراعه .. ليدفعها دون رحمة صارخا : الله يغربلج .
صرخت وهي واقعة على الارض : رييييييييييم

فتلك الضربة من ذراعه شلت حركتها .. بكت وصرخت وهي تراه يجرها كالنعجة .. ليرميها في سيارته .. وهو ينفث انفاسه كثور هائج اعمى .. شعرها منفوش .. حاولت ان تفتح الباب قبل ان يصعد .. فرميته تلك اضعفتها .. واذا به يجرها من جديد لتصرخ : حقيييييييييير ..
رص على اسنانه : بتسكتين والا شو ؟

اوصد الابواب .. ولم يعد يُسمع الا شهقاتها المتتابعة .. وهو كان يقذف انفاسه الحارة وعينيه على ذاك الطريق .. وفي رأسه يدوي كلاما قد قيل على اسماعه قبل ان يخرج من منزله على لسان تلك السناء المتعالية : لو انت ريال ما تمشيك حرمة مثل ريم على هواها .. صارلها شهور فبيت ابوها .. يا تطلقها .. يا تثبت مرايلك ..

,,

هل بهذا الشكل تثبت الرجولة .. قد تكون هذه الرجولة في مفهوم سعيد .. ولكن مفهومها مختلف عند جاسم .. الذي عاد من جولته في المانيا .. المنزل مختلف .. ليس به حياة .. يتذكرها .. يريدها هنا معه .. يتمنى ان يسمع كلماتها .. أسئلتها .. اغنياتها التي تترنم بها حين تكون وحدها في الغرفة .. يريدها ان تعود .. ولا يريدها .. يشعر بضياع غريب يجتاحه .. يقبع على ذاك الكرسي وامامه صديقه الاسود .. يضرب بسبابته على أصابعه ببطء .. فهو يفكر فيها ..

صوتها المتعب الذي جاءه عبر سماعة هاتفه منذ ساعة .. يشعر بانها ليست بخير .. كانت تكابر الضحكة .. توهمه بانها بخير .. لكنه شعر برائحة الكذب تفوح من نبرتها .. افاق من تفكيره على صوته : مشتاقلها .
تلفت يمنة ويسرى .. لا احد الا هو ولوحاته وصديقه الذي امامه . الباب مغلق .. ابتسم .. فلعله صوت ضميره لا غير .. ولعلها افكاره التي توهمه بوجد قاسم بجانبه .. يشتاقه .. ويشتاقها .. تنفس الصعداء .. واذا به يعزف مقطوعة مختلفة عن تلك التي كان يعزفها .. بها شيء من الفرح .. شيء من السعادة .. كان يبتسم .. كاعمى رأى النور .. او كعطشان وجد الماء .. لم ينتبه لذاك الواقف عند الباب .. مستندا عليه .. وبيده بعض الملفات قليلة الورق .. وتعلو محياه ابتسامة رضا .. لم يتحرك .. فتلك المعزوفة رائعة بحق .. وذاك المستمتع سعيدا بقوة .. اخيرا انتبه له بعد ان رنت نغمة النهاية اجواء الغرفة .. فقام مبتسما .. ليصافحه : حيالله من يانا .
- الله محيك ..
-من متى وانت واقف .. يا ريال تنحنح .. دق الباب .. سو شيء .. مب واقفلي مثل ابو الهول
قهقه حتى بانت نواجذه : الحمد لله المعنويات ممتازه .

دعاه للجلوس في الصالة القريبة .. وطلب اعداد القهوة من الخدم وبعدها عادت اليه ملامحة الجدية التي لطالما رافقته .. الا مع هذا الصديق الذي يعرفه منذ سنوات ليست بكثيرة : شو صار ع اللي طلبته منك .

مسح على شعر وجهه .. واخذ الملفات من جانبه ليسلمها لجاسم : هذي الملفات اللي طلبتها .. مع اني ما اشوف فيك شيء يمنعك من انك تداوم اليوم .
قلب الاوراق وبعدها ترك كل شيء على الطاولة : اريد اعرف شو صار .. لا تحرق اعصابي .. مب لاني مسوينك اخوي وصاحبي تلعب في وتختبرني

عاد ليضحك من جديد : والله اتشرف باخوتك يا جاسم .. اسمع .. فيصل كان يسافر لعدة دول .. منها امريكا .. بس ما اعرف وين بالضبط التقى بفرناند .. وع فكرة فرناند هذا ماله اي خبرة بالتجارة .. يحب جمع التحف . واللي استغربته اكثر ان كل رحلاته كانت مع اخته الصغيرة .. اللي كانت تظهر دوم مع ابوها فالقاءات الصحفية .. او بالامكان اللي يكون فيها تصوير .

-اللي يقولون عنها مب بنته .
- يقولون .. لانه هو رجع من امريكا وهي معه .. بس ليش ياخذها فيصل معه ما فهمت
انحنى بجذعه للامام : اسمع اريد اقابلها .. فيصل عنده كنز ومب عارف كيف يستخدمه .
باستغراب وتساؤل قال : كنز .. شو الكنز فبنت ما كملت 17 سنة .
ابتسم وهو يريح ظهره على الكرسي : دبرلي لقاء وياها ..

,,

اتمنى يكون الجزء 21 حاز على رضاكم
ولا تخلون القراءة تلهيكم عن ذكر الله
http://forums.graaam.com/images/smil...%20%282%29.gif



الساعة الآن 10:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية