منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير) (https://www.liilas.com/vb3/t180045.html)

زهرة منسية 29-08-12 11:27 PM

373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
مساء الخير بكل الليلياسات & الليلاسين
اليوم وبعد غياب هنزل أخيراً الجزء الثالثا والأخير من سلسلة جيسيكا هارت وأتمنى انو ينال أعجبكم



http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13462751211.jpg

لا أحل نقل جهدى وتعبى دون ذكر أسمى
زهرة منسية


& أسم
منتديات ليلاس


إذا أعجبتكم الرواية من فضلكم لا تنسوا الضغط على أيقونة الشكر

زهرة منسية 29-08-12 11:42 PM

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13462757201.gif

ماذا يحدث حين يتحول أفضل صديقين إلى عاشقين هائمين !
كان كلاً من جوش وبيلا صديقين متفاهمين . عاشت صداقتهما لسنوات. لكن ما لبثت بيلا أن أخذت تنظر إليه نظرة مختلفة , أيعقل أنها مغرمة به ! وأكثر. فقد فرضت عليها الظروف الأدعاء بإنها خطيبته.
كان جوش بحاجة إلى هذا الأدعاء لتسيير أعماله . لكنه بدأ يشك بأنهما سيبقيان صديقين لمدى العمر . خصوصاً بعد أن أرسلتهما الشركة فى رحلة عمل لمدة أسبوع فى جزر السيشيل.


زهرة منسية 29-08-12 11:46 PM


1- صــاحبــة الـقــبـــعـــة
2- امــرأتــان & رجــل
3- صـديـقـان... ولـكــن
4- الـقــلب ومــا يـريد
5- خـطــبة مزعـومـة
6- بين الوهم والواقع
7- الـمـرأة الشـعــلــة
8- عــاصـفـة حـــب
9- الغد لمــ يأت بعد
10- مـــفـــــاجــــــأة

منتديات ليلاس

emn 30-08-12 12:39 AM

يااااااااااااااااااااي مبروووووووووووووووووك من اول منتظرته وانااااا اقول الوحشة حقتي كسلانه صايره
تخليني اتحمس وهي تينام على الريش
يالله نما ارجع بإذن الله اقرأه ^^

زهرة منسية 30-08-12 02:45 PM

تنويه وبعتذر عن التأخير
كل الشكر و التقدير للمصمة العظيمة صاحبة اللمسات الذهبية
EMN

على تصميم غلاف للرواية و التوقيع وكمان الفاصل بين كل مشاركة وأخرى تسلميلى إيمى وأتمنى أنك تتقبلى أعتذارى حبيبتى من فضلك

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13463307182.jpghttp://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13463307181.jpg

زهرة منسية 30-08-12 02:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emn (المشاركة 3168800)
يااااااااااااااااااااي مبروووووووووووووووووك من اول منتظرته وانااااا اقول الوحشة حقتي كسلانه صايره
تخليني اتحمس وهي تينام على الريش
يالله نما ارجع بإذن الله اقرأه ^^

صدقتى طلعت وحشة بجد فعلاً أن كسلت كتير على ما أبتديت اكتب فيها سمحينى حبيبتى أتمنى انا أقدر أكملها قبل ما تبتدى دراستك

زهرة منسية 30-08-12 06:05 PM

1- صــاحــــبة الــــقــبــــعـــــة
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13463425991.gif
منتديات ليلاس

لكزت إيزلينغ ذراع جوش بمرفقها :"ها هى بيللا " فاستدار فى مقعده ليرى بيللا و فيبى صديقتى العروس مسرعتين عبر ممشى الكنيسة.
بدت فيبى مذهلة فى البذلة الصفراء التى كانت ترتديها فى حين ارتدت بيللا ملابس أكثر شاعرية كللتها بقبعة زهرية عريضة صُممت على ما يبدو لتظلل كل من يتواجد قربها.
لم يدع جوش أنه يعلم الكثير فى مجال الأزياء ولكنه لاحظ أنها نجحت فى لفت الأنظار . وهذا ليس غريباً فلطالما نجحت بيللا فى إدارة الرؤوس , مع قبعة أو من دونها . لوحت فيبى لـ جوش ما إن لمحته هو و إيزلينغ و لفتت انتباه بيللا إليهما قبل أن تتوجه نحو زوجها جيب الذى بصفته الاشبين كان ينتظر عند المذبح مع العريس المتوتر فين.
أدرك جوش أن بيللا لاحظت وجوده و ارتسم على وجهها تعبير غريب. و بدأ مستغرباً عندما لاحظ ترددها قبل أن تلحق بهما . كانت بيللا صديقته المفضلة و لكنها مؤخراً كانت تتصرف بغرابة.
ــ آسفة لا يمكننى أن أعانقك.
و أشارت إلى حافة قبعتها العريضة :"ليست مصممة للقاءات الحميمة"
ــ نعم إنها غريبة بعض الشئ.
و انحنى تحت القبعة ليعانقها فلاحظ التوتر المفاجئ الذى انتابها عند اقترابه منها
تراجع عابساً :"هل أنت بخير ؟"
ــ أجل طبعاً
ولكنه لاحظ أنها تجنبت نظرته واستدارت بسرعة لتلقى التحية على إيزلينغ و هى تقول:"أنت تعرف كيف هى الأعراس تشعرك دوماً بالتوتر"
ــ كيف حال كايت؟
ــ إنها متوترة بعض الشئ.و لكنها ستتدبر أمرها . أوشكت أن تصل.
مالت إيزلينغ إلى الأمام قائلة :"يفاجنئ أنك ليست إشبينة كايت. فأنت فى النهاية صديقتها الحميمة"
أجابتها بيللا بنبرة هادئة :"و فيبى كذلك . ثم كايت ليست طويلة القامة و ستبدو محرجة إذا ما وقفنا كلانا بجانبها"
ــ أجل و لكن فيبى متزوجة.
ــ وماذا فى الأمر؟
ــ لا شئ . ولكن بما انك الصديقة العازبة الوحيدة المتبقية لها كان من الأجدى بها أن تختارك أنت إشبينة لها.
ــ أظننى عجوزاً لأقوم بهذا الدور , أليس كذلك؟
قالت بيللا ذلك بشئ من الهزل إلا أن جوش شعر بالجو المشحون بينهما .
أجابت إيزلينغ :"أنت طبعاً لم تبلغى الخامسة والثلاثين من عمرك , اليس كذلك؟"
تنحنح جوش محذراً صديقته ذلك أن إيزلينغ تمشى على أرض ملغومة فموضوع العمر يزعج بيللا لسبب ما.
ألقى نظرة جانبية سريعة فرأى عينا بيللا الزرقاوان تضيقان تحت قبعتها و أجابتها بصوت خافت :"عمرى فقط أثنين وثلاثون" ور مقت جوش بنظرة معبرة ما منعه من التفكير حتى بالقول :"قريباً تبلغ الثالثة والثلاثين"
بدت إيزلينغ متفاجئة :"حقاً؟ لطالما ظننتك فى سن جوش بما أنكما كنتما زميلى دراسة.
ــ لا. كان جوش أكبر من بقية رفاقه فى الصف.
قالت بيللا ذلك من بين أسنانها فقرر جوش أن الأوان قد آن لتغيير الموضوع وسارع يسألها :"ألن يكون لـ كايت إشبينة إذا؟"
ــ ستلعب أليكس دور البطولة بمفردها.
ثم استدارت نحو إيزلينغ موضحة:"أليكس أبنة فين و هى متحمسة أكثر من كايت . لم تقو على الوقوف لحظة عندما كنا نساعد كايت للاستعداد للزفاف"
وابتسمت و هى تتذكر الأمر :"من المناسب أكثر أن تكون ابنة زوجها هى الإشبينة و على أى حال لو كنت أنا مكانها لما استطعت اعتمار هذه القبعة."
أجاب جوش :"لكانت هذه جريمة"
سوت بيللا قبعتها على رأسها ورمقته بنظرة متفحصة من تحت حافتها العريضة:"ما رأيك بها؟"
ــ إنها.....إنها كبيرة جداً
وكان هذا أكثر جواب دبلوماسى استطاع التفكير فيه.
ضحكت من قلبها فشعر للحظة أنها عادت بيللا التى يعرفها بوجهها الحيوى و عينيها الزرقاوين الضاحكتين و جعله ذلك يدرك كم اشتاق إليها مؤخراً.
ليس لأنه لم يرأها ولكنها لم تكن نفسها فى الآونة الأخيرة . لطالما كانت صدقتهما حلوة بعيدة عن التعقيد و لكن بيللا كانت تتصرف مؤخراً بتكلف و غرابة كان هناك خطب ما و لم يرق ذلك لـ جوش .
قد تكون على خلاف مع ويل ولكنه سبق أن رأى بيللا فى أزمات عاطفية أكثر احتداماً و لم يؤثر ذلك يوماً على علاقتها به من قبل .
ربما أدركت هذه المرة ان ويل مهم بالنسبة إليها أكثر من كل الآخرين.
و لسبب ما هذه الفكرة لم تعجب جوش كثيراً فـ ويل لم يكن بنظره مناسباً لـ بيللا .
سألها محاولاً عدم إظهار كرهه للرجل الآخر :"أين ويل؟ توقعت أن يرافقك"
أجابت بيللا بلا مبالاة :"ويل ؟ إنه فى هونغ كونغ "
ــ هونغ كونغ ؟ ما الذى يفعله هناك؟
لديه اجتماع
شخر جوش بإذرارء :"ومتى تدبر هذا الاجتماع؟"
ــ لقد طرأ فى اللحظة الأخيرة
ــ أولم يكن بإمكانه تأجيله إلى الأسبوع المقبل ؟ لابد أنه يعلم بموع زواج كايت منذ زمن.
بدون أن تنظر إليه أجابت :"أجل ولكن الأمر مهم. هناك أزمة ما وكان عليه أن يترك كل شئ و يرحل"
أجاب جوش غاضباً:"أنت مهمة أيضاً"
كان هذا من عادة ويل أن يرحل إلى الجهة الأخرى من العالم فى الوقت الذى تحتاجه بيللا و لطالما أعتبره جوش وغداً من الطراز الأول و هذا أكد الأمر .
لم يستطيع ان يفهم لما كانت بيللا تقع دوماً فى شباك رجال أمثال ويل. ويل وسيم ويقود سيارة بورش و لكنه لم يؤثر إطلاقاً فى جوش فعندما تقع الواقعة لا يمكن الاعتماد عليه و تصرفه الآن مع بيللا أثبت ذلك.
تابع جوش مشاكساً :"هو ليس جراح دماغ . هو لا يفعل شيئاً يجلس فقط خلف مكتبه فى المدينة و يلعب بالمال . ما المهم فى هذا؟"
منتديات ليلاس
أجابت بيللا مزمومة الشفتين :"هذه مهنته . ثم هو لا يلعب . إنه يتعامل بالملايين و إذا حدث خلل ما بهذا المال فهذا يمكن أن يؤثر على أسواق المال الدولية التى تتحكم باقتصاد العالم الذى يؤثر بدوره على أعمالنا و مداخلينا و نوعية حياتنا . أظن ان هذا مهم "
لم يكن جوش مستعداً للاقتناع بأنه يمكن لـ ويل أن يساهم من قريب أو من بعيد فى بناء المجتمع فقال هازئاً :"لو فكرت بأن الاستقرار الاقتصادى فى العالم وقف على قدرة ويل بالإسراع إلى هونغ كونغ عندما تدعو الحاجة لأصبت بالخوف فعلاً . ثم بصراحة لا أظن أن الاقتصاد العالمى سينهار لو أرجأ ويل رحلته إلى يوم الاثنين ليتسنى له البقاء معك اليوم"
حدقت بيللا :"ما مشكلتك بالضبط؟ إن كنت أنا أتفهم غياب ويل و كايت وفين كذلك فلِمَ لا تتفهمه أنت أيضاً؟"
أصر جوش على موقفه قائلاً :"إننى أظن فقط أنه كان من واجبه أن يدعمك"
ــ ليست بحاجة إلى أى دعم فى حفل زفاف إحدى أعز صديقاتى محاطة بأشخاص يعرفوننى . فما حاجتى إلى دعم؟
عندئذٍ قامت إيزلينغ بمداخلة فى غير محلها :"أظن أن جوش قلق عليك ويخشى أن تشعرى بالوحدة . لقد أخبرنى كم كنتِ مقربة من فيبى و كايت عندما كنتن تتشاركن ذلك المنزل . والآن تزوجتا و انتقلتا من هناك . أتوقع أن تكون هذه المرحلة صعبة بالنسبة إليك"
وقالت ذلك بنظرة شفقة لم تعجب بيللا إطلاقاً فنظرة إليها شزراً :"إذا كنت تلمحين إلى أننى أشعر بالغيرة فأنت مخطئة تماماً . لا يسعنى إلا أن أكون سعيدة من أجلهما . فكلاهما وجد الرجل المناسب لهما و أنا لا أشعر بالوحدة إطلاقاً فقد وجدت أنا أيضاً الرجل المناسب. أنا و ويل سعيدان جداً معاً وبالتالى لا أشعر إطلاقاً أننى بحاجة للدعم .شكراً جزيلاً !"
قال جوش:"لا تبدين سعيدة جداً بيللا "
أجابته بحدة :"ربما لأن أعز صديق لى منشغلاً مع صديقته فى الاستهزاء بصديقى و يحاولان أن يجعلانى أشعر بأننى أستحق الشفقة . هل هذا ما يسعدك جوش؟"
فتح جوش فمه ولكن قبل أن يتمكن من الإجابة كانت فيبى قد دفعت بيللا داخل المقعد :"لقد أتت"
و بينما الموسيقى تعزف نشيد الزفاف وجدت بيللا نفسها محشورة بين فيبى و جوش الذى حشر بدوره إيزلينغ بالعمود.
و عندما استدارت بيللا رأت كايت تتقدم نحو المذبح على مهل متأبطة ذراع والدها فشعرت بغصة فى حلقها. صحيح أنه بات من المبتذل وصف العروس بالمشرقة و لكن هذا الوصف ينطبق تماماً على كايت ذلك اليوم . كل شئ فيها بدا مشعاً و كانت عيناها الشاخصتان على الرجل الذى ينتظرها عند المذبح تلمعان حباً .

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13463425992.gif

زهرة منسية 30-08-12 06:08 PM


تبعت بيللا نظرة كايت و حدقت بالعريس الذى كان ينظر إلى عروسه تتقدم نحوه . فجعلها التعبير الذى بدا على وجهه ترغب فى البكاء . هل ترى سينظر إليها أحد بمثل هذه الرغبة ؟ حاولت أن تتخيل نفسها مكان كايت و لكنها لم تستطيع تصور الرجل الذى سيكون فى انتظارها .
لن يكون ويل على أى حال على الرغم مما قالته لـ جوش و إيزلينغ .
إيزلينغ ! يا له من أسم سخيف ! ثم شئ فيها يثير إزعاجها .
و لإحساسها بالذنب لأنه يُفترض بها أن تفكر فى زواج كايت و فين عادت بيللا تنظر إلى العروسين .
كانت كايت قد استدارت و أعطت باقتها لـ أليكس التى كانت تشع فخراً بدورها المهم. بدت شديدة التركيز و هى تتقدم حاملة الورود الرائعة ولكن عندما غمزها فين أضاءت وجهها ابتسامة عذبة جعلت الدموع تترقرق من عينى بيللا .
كان زفافاً تقليدياً فى كنيسة القرية و وجدت بيللا نفسها فجأة متأثرة بهذا الاحتفال العائلى . لم تكن هى و فيبى الوحيدتين اللتين أمضتا معظم الوقت تمسحان دموعهما و عندما خرج فين وكايت من باب الكنيسة المزين بالورود بديا متلائمين جداً بحيث أخذت بيللا تبكى من جديد , و قالت لـ فيبى :"هذا مريع لم أبك بهذا الشكل منذ أن شاهدت فيلم التيتانيك"
ــ أجل , يبدوان سعيدين للغاية.
سألهما جوش :"ما خطبكما؟ يُفترض بحفلات الزفاف أن تكون مناسبات سعيدة!"
أجاب جيب بلهجة الخبير :"هذه مسألة نسائية . فالنواح بهذا الشكل يعنى أنهما تستمتعان بوقتهما . ستكونان بخير,لا تقلق"منتديات ليلاس
و لاحظت بيللا أن إيزلينغ لم تكن تبكى ربما تخشى ان يسيل الكحل من عينيها . كانت تتأبط ذراع جوش و قد بدت هادئة و جميلة بثوبها الأزرق و قبعتها المتميزة.
كانت بيللا مسرورة جداً بقبعتها و لكن مقارنة مع قبعة إيزلينغ شعرت فجأة بأنها سخيفة .
كل شئ فى إيزلينغ يجعلها تشعر على هذا النحو ففى حين أن إيزلينغ واثقة من نفسها كانت هى خرقاء . إيزلينغ أنيقة أما هى فعديمة الترتيب إيزلينغ ممتازة بالنسبة إلى جوش أما هى فمجرد صديقة له .
استدارت بيللا بسرعة و رسمت على ثغرها ابتسامة مشرقة و هى تشاهد التقاط الصور . وبعد أن تصور العروسان مع الأهل والأقارب حان دور الأصدقاء.
كانت الصورة الأولى لـ بيللا مع صديقتيها كارو و فيبى و زوجيهما طبعاً. ثم تصور العروسان مع أصدقائهما المقربين و أزواجهم أى مع فيبى و جيب و جوش و إيزلينغ و بيللا .
كانت بيللا مدركة تماماً أنها وحدها فى كلا الصورتين . وكانت هذه تجربة جديدة بالنسبة إليها.
و لم يكن فى نية بيللا إطلاقاً أن تدع إيزلينغ تظن هذا يزعجها فرأحت تضحك و تتحدث بحيوية أثناء ألتقاط الصورة الأخيرة و بقية الحفل فى حديقة منزل والدى كايت . ولبرهة ظنت بيللا أنها تجيد تمثيل دور اللامبالية و لكن يبدو ان تمثيلها لم يخدع جوش فهو يعرفها عن ظهر قلب و تنهدت ممتنة لو يكف عن سؤالها إن كان هناك خطب ما. لم تشأ أن تسرّ أليه بما تشعر به من انزعاج لأنه سيسألها عن السبب و هى لا تعرفه .
ولكن هذا لم يكن صحيحاً تماماً ! فأنزعاجها متعلق نوعاً ما بظهور إيزلينغ على الساحة و بنظرتها إلى جوش التى تغيرت فهو لم يعد بالنسبة إليها الطالب الذى عرفته طويلاً.
بدا الأمر لـ بيللا و كأنها وجدت نفسها فجأة بمواجهة غريب . غريب لا تعرف عنه سوى شكله: عينان زرقاوان مائلتان إلى اللون الرمادى شعر بنى عادى و وجه هادئ.....هذا كل شئ .
فهى لم تلاحظ من قبل مدى نضجوه و كيف أن السنوات الأربع عشرة التى عرفته خلالها أضفت عليه حضوراً قوياً و مطمئناً و هدوءاً مؤثراً لم تنتبه من قبل إلى فمه أو يديه أو عنقه أو فكيه و لم تنتبه إلى جسمه الرائع. لم يكن فارع الطول لكنه مفتول العضلات و يتحرك بسهولة ورشاقة
والآن و قد انتبهت إلى ذلك لم يعد باستطاعتها أن تشيح بنظرها عنه.
رباه ! ماذا يحصل؟ هذا جوش صديقها الرجل الذى واكب علاقاتها الرومانسية بحلوها و مرها , الرجل الذى بكت على كتفيه و ضحكت معه و عانقته كشقيق لها لأكثر من عشر سنوات.
لقد رآها بأسوأ حالاتها و هى لطالما اعتبرته كـ فيبى و كايت و شعرت بالراحة بـ منتديات ليلاس وجوده.
إلا أنها لم تعد تشعر بالارتياح معه و الأسوأ أنها لم تكن تعرف السبب و هى تريد بشدة أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه بينهما.

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13463425992.gif

زهرة منسية 30-08-12 06:11 PM


ها هو يتقدم نحوها الان ! شعرت بيللا بأعصابها تتشنج فارتشفت جرعة من عصيرها . كان لا يزال هو فمن الغباء أن تفكر فى أن شيئاً تغير بينهما.
تفحصها بقلق و سألها مستفهماً :"هل أنت بخير ؟"
ــ طبعاً....لماذا؟
ــ تبدين متوترة بعض الشئ ففكرت أنك تواجهين بعض المشاكل مع ويل.
انزعجت بيللا من وضع أصبعه على الجرح فقالت له:"لست أفهم لِمَا تصر على على أن علاقتى بـ ويل كارثة ؟ ويل رائع أنه جذاب و كريم و ذكى وناجح....."
وهو كذلك كما ذكرت بيللا نفسها بائسة . لقد وقعت فى شباكه أول ما تعرفت إليه فلِمَ لا تشعر بالأمر عينه الآن ؟
ثم أضافت آملة أن يثنى شرحها جوش عن التوغل أكثر :"أنا مشتاقة إليه ليس إلا , ثم يبدو المنزل فارغاً من دون كايت"
ــ بالطبع . هل ستبقين هناك بمفردك ؟
أظن ذلك. إيجار المنزل رمزى جداً ثم فيبى لا تحتاج المال....هذه إحدى ميزات الزواج من رجل ثرى !
ــ أستغرب لمِا لا تتزوجين ويل وتنتقلين معه. أم أنه لا يرغب فى الارتباط؟
ــ أنظروا من يتكلم عن الارتباط . أنت لم ترتبط يوماً بأحد!
ــ إننى انتظر المرأة المناسبة
ــ لا ! أنت تخشى المخاطرة.
فغر جوش فاه :"كيف بإمكانك قول ذلك بيللا ؟"
هزت بيدها لا مبالية و قالت:"أجل أجل أعرف أنك أنقذت العديد من الأشخاص العالقين فى الجبال وسط العواصف الثلجية و ما إلى هنالك..."
قبل ان ينشئ جوش شركته الخاصة التى تعتنى بتدريب متسلقى الجبال منذ سنوات قليلة كان يؤمن الدعم اللوجستى للرحلات و ينظم رحلات لجمع الأموال من أجل وكالات الإغاثة التى كانت يتعامل معها .
ولم تستطيع بيللا يوماً أن تفهم لِمَا قد يرغب أحدهم بدفع المال ليموت تعباً وصقيعاً و ذعراً لمدة شهر ولكن لطالما أثبتت هذه الرحلات مصداقيتها .
تابعت بيللا قائلة:"أعلم أنك مررت بظروف خطيرة جداً ولكن تلك مخاطرات جسدية . هل قمت يوماً بمخاطر من نوع آخر ؟"
أجاب جوش ساخطاً :"أظن أن إنشاء شركة خاصة بى فيه ما يكفى من المخاطرة"
إلا أن بيللا لم تتأثر بما قاله :"هذه كانت مخاطرة مادية . أنا أتحدث عن المخاطرات العاطفية"
هز جوش كتفيه قائلاً :"عليك مقارنة المخاطر كلها بالطريقة نفسها . أنظرى إلى الوضع منطقياً و ليس عاطفياً و أدرسى النتائج المحتملة"
عندما يتحدث معها بمنطق كانت بيللا دوماً تتساءل كيف أصبحا بحق الله صديقين .
ثم تابع قائلاً:"ما يحصل هو اننى لم أقتنع يوماً بأن العلاقات العاطفية تستحق المخاطرة . والمسألة هنا ليست مسألة خوف "
من الواضح أن مسألة الخوف تلك أغاظته فقال مهتماً:" لسنا جميعاً مثلك... تغامرين بعلاقة بعد خمس دقائق على التقائك رجلاً . وقد تظنين أن الخبرة علمتك شيئاً ولكن لا ! تنغمسين فى العلاقات الفاشلة الواحدة تلو الأخرى"
أجابت بيللا بسرعة :"يبقى هذا أفضل من أن أبقى طيلة حياتى مترددة أتساءل إن كنت قد فوت على فرصة علاقة رائعة"
سألها متشككاً :"أهذا ما حصلت عليه مع ويل؟"
رفعت ذقنها متحدية :"أظن ذلك , أجل"
ــ إذا لِمَ لا تتزوجان و تعيشان معاً ؟
ــ لأننا سعيدان هكذا . لكل منا منزله الخاص و يمكننا أن نعطى بعضنا شيئاً من العزلة . جميعاً بحاجة لذلك.
لم يتكلف جوش عناء إخفاء عدم تصديقه :"أنت ؟ أنت أكثر من أعرفهم حباً للناس و لا يمكننى أن أتخيلك تعيشين بعزلة "
ــ ربما لا تعرفنى جيداً. فأنا فى الواقع أتوق للعيش بمفردى . وقد اعتدت تدريجياً على ذلك منذ أن بدأت كايت تمضى معظم وقتها مع فين و أليكس لذا لن يتغير شئ الآن . صحيح أننى قد أبحث فى النهاية عن من يشاركنى إيجار المنزل ولكن أين عسانى أجد شخصاً أتفق معه مثل فيبى و كايت؟
ــ ماذا عن إيزلينغ؟منتديات ليلاس
نظرت إليه بيللا شزراً :"ماذا عنها؟"
ــ أنها تبحث عن مكان تسكن فيه حالياً فظننت أنها ستكون مناسبة جداً لك.,
على أى كوكب يعيش؟
حدقت إليه بيللا عاجزة عن التصديق هل يرى احتمال وجود أى صداقة بينها وبين إيزلينغ ؟ هل يعرفها جيداً؟
أجابت بحذر :"لا أظن أن بيننا الكثير من القواسم المشتركة"
بدا جوش متفاجئاً :"حقاً ؟ أظن أنكما متشابهتان أليس كذلك؟ وهى أيضاً فراشة اجتماعية مثلك"
قالت بيللا بفظاظة :"ظننتها تمضى وقتها تتسلق الجبال و تعيش فى العراء "
ــ صحيح أن لديها خبرة واسعة فى رحلات التسلق ولكنها تحب الاستمتاع بوقتها مثلك كذلك.
آه صحيح . إيزلينغ بارعة فى كل النواحى تستطيع إحتياز غابات المطر و التبرج فى الوقت عينه . وأخذت بيللا جرعة أخرى من عصيرها.
أضاف جوش بنبرة أقل لياقة مما اعتاد عليها :"لكنها ليست أميرة مثلك تريد قابساً تدس فيه مجفف الشعر فى المخيم"
حدقت بيللا فيه بيللا بعداء واضح . لقد أصر مرة على اصطحابها لتخيم معه فى (يوركشاير وايلز)وقد ذهل عندما أكتشف أنها أحضرت معها مجفف الشعر و استعملته أيضاً و بقى منذ ذلك الحين يعيرها بذلك.
وكانت بيللا أكيدة أن إيزلينغ سمعت تلك القصة و ضحكت ملء شدقيها لفكرة أن أحداً يمكن أن يكون مدللاً إلى هذا الحد .
فقالت :"لا أظن أن فتاة مدللة مثلى يمكن أن تناسب إيزلينغ "
ــ لا تهتمى , إيزلينغ معتادة على كل شئ و ليس لديها أى مشكلة حتى فى أعمال الصيانة.
فكرت بيللا فى سرها أن هذا يناسب إيزلينغ تماماً.ثم قالت بغير حماس:"حسناً سأكلم فيبى بالموضوع. المنزل منزلها والقرار لها"
فأجاب جوش :"عظيم ! أنا واثق من أن فيبى لن تعارض"
ــ أين إيزلينغ ؟
كان على بيللا أن تجد فيبى قبل أن يصل إليها جوش . يستحيل ان تتشارك المنزل مع إيزلينغ.
جال جوش نظره فى الحديقة ثم أشار باصبعه :"إنها هناك تتحدث إلى شقيقة فين"
وكما لو أنها سمعتهما نظرت إيزلينغ ناحيتهما و أومأت ولم تستطيع بيللا تصديق عينيها عندما رأته يرحل بكل بساطة . عليه أن يتحلى بمزيد من الكبرياء . ولكن هذه فرصتها للتحدث إلى فيبى .
وبعد أن أخذتها جانباً و أفضت إليها بالقصة كاملة قالت متوسلة :
ــ سترفضين , أليس كذلك؟
ــ إن شئت . ولكن ليست أدرى ماذا سأقول لـ جوش . لا أرى سبباً يجعلنى أرفض استقبال إيزلينغ . تبدو لطيفة جداً.
ــ لا تعجبنى
ــ لماذا ؟
ــ ببساطة هى لا تعجبنى و لا أجدها مناسبة لـ جوش.
نظرت إليها فيبى بعينين ضيقتين :"هل أنت واثقة من أنك لا تغارين ؟"
كادت بيللا توقع كوب العصير من يدها :"أنا ؟ أغار ؟ لا تكونى سخيفة ! لم أشعر يوماً بالغيرة على جوش و أنت تعلمين ذلك , لطالما أتفقت جيداً مع صديقاته"
ــ أجل , ولكن أياً منهن لم تكن تشبهك
ــ ولا إيزلينغ تشبهنى .
ــ بلى و أظن أنك لا تحبينها لهذا السبب . أنظرى إليها .
أستدارت بيللا إلى حيث كانت إيزلينغ متشبثة بـ جوش . من الواضح أنها لا تستطيع إبعاد يديها عنه .

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13463425992.gif

زهرة منسية 30-08-12 06:13 PM


وفكرت بيللا فى أن جوش ليس من النوع الذى يحب هذه الحركات . ولكنه لا يبعدها عنه إطلاقاً .
حولت نظرها بعيداً وقالت لـ فيبى :"أنا لا أشبهها بشئ...أنظرى . شعرها أحمر "
ــ أنسى لون الشعر و العينين و أنظرى إلى الباقى . أنها جميلة للغاية , تتمتع بساقين طويلتين و نظرة ساحرة . إنها مختلفة تماماً عن صديقات جوش السابقات . اعترفى بذلك بيللا إنها تشبهك !
لم تكن بيللا مستعدة للاعتراف بأى شئ من هذا القبيل فقالت:"ماذا هناك غير الشكل والشخصية ؟ برأيى صفة المؤنث هى القاسم الوحيد المشترك بين إيزلينغ و بينى ! جوش دائماً يخبرنى كم هى عملية و تحب القيام بأمور جرئية كتسلق الجبال و النوم فى المخيمات....ثم أنا و جوش قد اتفقنا منذ فترة طويلة أننا مجرد صديقين . ولا مجال للغيرة هنا"
ــ ألم تجديه يوماً جذباً ؟
سألتها فيبى هذا السؤال بفضول و لم تستطيع بيللا مواجهة عينيها خوفاً من أن تفضحها :"لم يكن جوش يوماً الصنف الذى يعجبنى "
ــ وهل تظنين انك كنت يوماً الصنف الذى يعجبه؟
و للمرة الأولى وجدت بيللا نفسها تتساءل عن ذلك.
ــ لم يقل هذا يوماً بل كان دوماص يخرج مع فتيات لا يعبأن بشعرهن أو بتبرجهن و لا يمانعن النهوض فجراً للذهاب فى رحلات استكشافية أو اياً يكن ما كان يفعلونه فى عطلات نهاية الأسبوع . أنا و جوش كنا دائماً نضحك معاً و نستمتع بوقتنا و لم نشأ إفساد الأمر بالخروج معاً.منتديات ليلاس
ثم أضافت بصراحة:"ثم هو لم يكن جذباً فى حينها. كان نحيلاً بعض الشئ"
ألقت فيبى نظرة سريعة نحو جوش قائلة :"لقد تغير "
فتبعت بيللا نظراتها : " أجل "
كان يتحدث إلى شخص لم تره عبر الحشود و عندما رأته يميل برأسه إلى الخلف و يضحك شعرت بمعدتها تتشنج و انتابها إحساس غريب بالدوار .
ثم قالت مجدداً :"أجل لقد تغير"
ساد الصمت قليلاً ومضى وقت قبل ان تدرك بيللا أن فيبى تراقبها فسألتها :"ماذا؟"
رفعت فيبى يدها مدعية البراءة :"لم أقل شيئاً"
كان ذلك أسوأ ما فى الأصدقاء الذين يعرفونك عن ظهر قلب . ليسوا بحاجة لقول أى شئ لتعرف بما يفكرون
ــ أنا لا أشعر بالغيرة , مفهوم؟
ــ مفهوم . إذاً ما المشكلة؟
ــ ومن قال أن هناك مشكلة ؟
تنهدت فيبى :"هيا بيللا . الأمر واضح ! هل الأمر يتعلق بـ ويل ؟ "
ــ كلا....أجل.....نوعاً ما .
ــ ماذا حصل ؟
ــ لا شئ . كل ما فى الأمر أننى أشعر....لست أدرى....أشعر بالانزعاج . لم نتشاجر على شئ.....اقترح ويل أن نبتعد قليلاً عن بعضنا و أظن أن هذا ما أحتاجه . ويل رائع . أليس كذلك؟
و كرهت بيللا النبرة المتشككة فى صوتها .
أجابت فيبى دون جدل:"يبدو لطيفاً جداً"
ــ و وسيم للغاية و ذكى وناجح....ماذا عسانى أطلب أكثر ؟ كان سيأتى اليوم لو لو طلبت منه ذلك . ما كان علىّ أن أدعه يذهب إلى هونغ كونغ ! ما خطبى؟
ــ الخطب أن ويل ليس الرجل المناسب لك هذا كل شئ.
ــ ولكن أن لم يكن رجل مثل ويل هو الرجل المناسب فمن عساه يكون؟
ــ لست أدرى و لكنك ستعرفين عندما تلتقينه.

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13463425992.gif

زهرة منسية 02-09-12 05:16 PM

2 / امـرأتـان و رجــل
منتديات ليلاس

تمنت بيللا لو تتمتع بثقة فيبى . فقد بدأت تتساءل إن كانت العلة فيها.تعلم بأنها جميلة ولكنها ليست مزهوة بنفسها و رغم ذلك كانت كل علاقاتها تنتهى بالفشل . وفكرت فى سرها أنها قد لا تجد أبداً ذاك الرجل المميز,و لا حتى جوش فقد أتفقا ذات يوم بأنهما إذا بلغا الأربعين و بقيا عازبين سوف يتزوجا بعضهما.
و قد ضحكت بيللا كثيراً للفكرة فى حينها و لم يخطر لها آنذاك أن جوش قد يتزوج أحداً آخر إذ كان متحفظاً لدرجة أنه كان يصعب عليها أن تتخيله يشارك أحد حياته
جالت عيناها فى الحديقة بحثاً عنه فرأت إيزلينغ متأبطة ذراعه بدون ان يبدو عليه الانزعاج من تملكها له.
كان جوش يتحدث إلى جيب وقد بدا رائعاً فى بذلته الرسمية و قميصه الأبيض الذى جعل بشرته تبدو أكثر اسمراراً من العادة. و على الرغم من أن زيه شبيه بثياب معظم الرجال الحاضرين إلا انه كان يتحلى بحضور طاغى فهو رجل صلب وُلد ليعيش فى الأدغال لا ليتجول فى حديقة إنكليزية يحتسى العصير .
شخصت بيللا نظراتها عليه طويلاً . ذُهلت لأنها لزمها كل هذا الوقت لتدرك وسامته وروعة جسده صحيح أنه ليس بوسامة ويل ولكن لا عيب فيه إطلاقاً. عيناه جميلتان و ضاحكتان .
وفكرت بيللا فى أن فمه جميل أيضاً.
عندها أجفلت و أشاحت بنظرها بعيداً. من الغريب أن تفكر بـ جوش على هذا النحو . إنه صديقها الشخص الوحيد الذى تستطيع التحدث إليه عن اى شئ على الإطلاق . إلا هذا....
و تخيلت بيللا رد فعل جوش لو قالت له ما تشعر به .
منتديات ليلاس
لا ! لا يمكنها أن تفعل هذا به....و بنفسها أيضاً ! فالصراحة شئ و الإذلال شئ آخر.
انشغل جيب مع ضيف آخر و بينما كانت بيللا لا تزال تراقب جوش يحتضن إيزلينغ ويضع قبلة سريعة على جبينها فأحست بالألم يسرى داخلها . أشاحت بنظرها بسرعة هذا لن ينفع ! يُفترض بها أن تكون لولب الحفلة لا أن تبقى جانباً شاعرة بالوحشة . حان الوقت للتجول بين الضيوف و لممارسة السحر الذى تشتهر به. و قد نجحت لدرجة ان أحد أشقياء كايت أسر إليها فى نهاية الحفلة انه مغرم بها منذ كان فى الرابعة عشر من عمره و عرض عليها الزواج. شعرت بيللا بالتأثير و التسلية معاً و خذلته بلطف , ولكن فى قرارة نفسها لم تستطيع ألا ان تشعر بشئ من التحسن . فقد تكون على حافة الثالثة والثلاثين و لا تذهب إلى المخيمات مثل إيزلينغ ولكن بعض الرجال يرغبون بها ولكن بعض الرجال يرغبون بها و إن كانوا فقط فى الواحدة و العشرين من العمر .
يبدو أنها فجأة بدأت تلفت انتباه الشبان الصغار فقد وجدت نفسها تلك الأمسية وسط مجموعة منهم . شعرت بيللا بالإطراء حتماً ولكنها لم تكن واثقة من أن هذه علامة جيدة زهرة منسية
ألقت نظرة إلى حيث كان جوش برفقة إيزلينغ طبعاً . كانت بيللا عازمة على أن تظهر له فى حال نظر ناحيتها بأنها تستمتع كثيراً بوقتها و هى ترقص مع أحد معجبيها .
راح جوش يراقبها من مكانها تبهر الفتى الذى ترقص معه . وحتى عمّ كايت العظيم لم يستطيع مقاومة سحر بيللا .

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13465988191.gif

زهرة منسية 02-09-12 05:21 PM


لطالما كانت بيللا ساحرة منذ عرفها . ولا يزال جوش يذكر المرة الأولى التى رآها فيها . لقد دخلت قاعة المحاضرات جميلة شقراء ساحرة وسط بقية الطلاب الباهتين و عندما ابتسمت و جلست إلى جانبه , انخطفت أنفاسه مثل الفتى الذى يرقص معها الآن . امضى الأسابيع القليلة الأولى يحدق بها عن بعد كالأبله ولم يخطر له يوماً أنهما قد يصبحان صديقين . ولكن عندما تعرف إليها عن كثب , ذُهل بسحرها الذى جعله يشعر كما لو أنها انتظرت كل هذا الوقت لمجرد التعرف إليه , وهو جوش كينغستون و أدهشه أن يكشف مدى عفويتها و طيبتها و ظرفها . قد تبدوز متكلفة كأميرة ولكنها اجتماعية للغاية.
إلا أن جوش لم يحاول أبداً أن يستغل قربه منها إذ كان صديقاً لها ليس إلا والرجل الوحيد ليلاس الثابت فى حياتها وسط كل التغيرات العاطفية.
و هو لم يكن يمانع أو أقله هذا ما أقنع نفسه به. وهكذا كان جوش ينظر إلى بيللا و بقى ينظر إليها بشكل مختلف عن بقية الرجال الذين كانوا يقعون فى حبها و الذى لم يدم واحد منهم وقتاً طويلاً .
ففى النهاية كانت بيللا رومانسية جداً و لم تكن لترضى إلا بالرجل المثالى.
ابتسم جوش و هو يراقب بيللا تراقص فى الجهة الأخرى و تطلق ضحكتها المعهودة .كانت تدور وسط الحلبة و شعرها يتطاير على خدها و تنورتها تتمايل على ساقيها الجميلتين .
ــ جوش !
استرعت إيزلينغ انتباهه فأدرك أنه لا يجدر به النظر إلى مكان آخر .
لم يحظ بفرصة لمراقصة بيللا إلا فى وقت متأخر من الأمسية . مد يده نحوها يدعوها إلى حلبة الرقص فقالت :" أنا متعبة"
ــ متعبة ؟ أنت ؟ ابداً !
ــ بلى , كنت أرقص طيلة السهرة . لم لا تدعو إيزلينغ؟
ــ أنها ترقص مع جيب.
ـ صدقاً جوش أنا منهكة
ولكن عبثاً لاتحاول فـ جوش كان مصمماً :"لن يتطلب ذلك منك مجهود كبيراً"
فى هذا الوقت كانت الفرقة الموسيقية قد أختارت معزوفة ناعمة تهدئ بها الجو .
ــ كل ما علينا فعله هو الوقوف و التمايل قليلاً على أى حال ليست بارعاً فى القيام بأكثر من ذلك.
ثم مد يده مجدداً :"هيا بيللا هذا أنا فقط"
هذا صحيح إنه جوش فقط. تمسكت بيللا بالفكرة و أمسكت بيده و تبعته إلى وسط الحلبة و هى تفكر فى أنه لا يمكنها أن ترفض دعوته للرقص و إلا سيفكر أن هناك خطب ما إنه جوش لي إلا .
لقد رقصا كثيراً ى السابق فلِمَ يكون الأمر مختلفاً الآن ؟ لِمَ هذه الرغبة بضمه نحوها؟
ابتلعت بيللا ريقها وقالت :"زفاف رائع"
ــ يبدو أنك تستمتعين كثيراً بوقتك
بدا جوش متسلياً أكثر منه غيور و هو يتابع قائلاً :"ما هذا الاهتمام الجديد بالفتيان الصغار بيللا ؟ لم استطيع أن أحصى عدد الشبان اللذين أوقعت بهم الليلة . المساكين سيحلمون لبقية حياتهم بإيجاد امرأة مثلك و معظمهم سيخيب أملهم للآسف .؟عليك أن تحذرى كل من تلتقينهم !"
ــ لم أفعل هذا معك
خرجت هذه الكلمات من فم بيللا بحدة لم تقصدها . فنظر غليها جوش مرتبكاً:"ولكن الأمر كان مختلفاً معى"
ــ أعلم
وتساءلت فى سرها : لماذا؟ لماذا لا يرغب فيها كبقية الرجال ؟ لم يلمح لها حتى ولو لمرة بأنه يريدها أكثر من مجرد صديقة . ثم ذكرت نفسها بأنه لو فعل لراعها ذلك.
إذاً لِمَ صعب عليها فجأة أن ترقص معه هكذا؟ و لم تعد تستطيع السيطرة على إحساسها الداخلى تجاهه, إذ كانت واعية تماماً لحضوره .
صحيح أنه لم يكن يضمها بشدة إليه ولكنه كان قريباً بما يكفى لكى تنتبه أحاسيسها لقوة جسده و دفء يده على ظهرها و أصابعه على يدها .
شعرت بيللا بأن لسانها عالق فى سقف حلقها و راودها شعور غريب بالخجل . وإذ طال الصمت بينهما حاولت ان تكسره بسؤال سخيف عن سير العمل.
ــ جيد .
بدا وكأنه أرتاح هو أيضاً لمحاولتها خرق الصمت.
ــ الأمور على خير ما يرام منذ أن انضمت إلينا إيزلينغ . فبفضل خبرتها فى شكرة (سى بى سى) أهم زبائننا و معرفتها العميقة بكلتا الشركتين استفدنا كثيراً.
أجابت وهى تبذل جهدها لتظهر شيئاً من الاهتمام :"حقاً؟"
ــ هناك احتمال توقيع عقد مهم بيننا و هذا قد يغير كل شئ بالنسبة لنا
ــ لِمَ هومه إلى هذا الحد؟
ــ لأننا قد نتوسع فى دول العالم . صحيح أن مقر شركة (سى بى سى) فى فرنسا ولكن مكاتبها منتشرة فى العالم . قمنا مؤخراً ببعض الأعمال للمكتب الرئيسى و يريدوننا الآن أن ننفذ النظام التدريبى نفسه فى كل المكاتب .
بدت بيللا مذهولة رغماً عنها :"يبدو هذا رائعاً"
ــ قد يكون هذا رائعاً كما تقولين ولكن لكل مكتب وطنى استقلاليته الخاصة و معظمهم يعارض فكرة أن يفرض المكتب الرئيسى المدريين عليهم . لذا من المهم فى بعض البلدان إقامة علاقة شخصية مع المدراء العامين قبل بدء العمل.
ــ ولكن لا يمكنك أن تدور حول العالم لتعرف كل المكاتب على نفسك.
ــ هذا صحيح ولكن فى كل عام تدعو شركة (سى بى سى) أهم مدرائها و شركائها فى عطلة على حسابها . إنها مناسبة يُقصد بها مكافأة المتفوقين فى أعمالهم و الحرص على أن يحترم الجميع آداب الشركة .
ــ أنا مستعدة لاحترام آداب الشركة فى العالم لطالما أنها تقدم لى عطلة على حسابها.
ــ هذه بيللا التى أعرفها
ــ أين سيقيمون كل هذا؟
ــ هذه السنة ستكون فى جزر السيشيل فى فندق على إحدى الجزر الصغيرة و اقترحت شركة (سى بى سى) أن أذهب معهم . يعتقدون أنها ستكون فرصة جيدة أن أتعرف على هؤلاء الأشخاص اللذين قد أتعامل معهم .
ــ وهل ستذهب؟
رفع كتفيه قليلاً :"هذا النوع من الرحلات لا يروقنى كثيراً ولكن إيزلينغ تظن أن علىّ الذهاب"
عجباً عجباً ! كانت هذه أول فكرة تخطر لـ بيللا :"أفترض أن إيزلينغ ذاهبة أيضاً ؟"
ــ أجل
إذا كان جوش قد انتبه للنبرة الحادة التى بدت فى صوتها فهو لم يُظهر ذلك وتابع قائلاً :"معارفها كثيرون وتقول إن من المهم أن ألتقى هؤلاء الأشخاص ونتحدث عما يمكننا فعله لهم "
ــ حقاً ؟
هذه المرة كانت نبرتها باردة . منذ سنوات و هى تقول له إنه بحاجة إلى إقامة شبكة علاقات إن كان يود لشركته أن تحلق و لكنه لم يصغِ إليها إليها عندما اقترحت عليه ذلك .
قالت ببرودة :"أنا واثقة أن إيزلينغ محقة ولكننى ليست أكيدة من أنك تحب العطلات على الشاطئ"
ارتجف جوش للفكرة :"يا إلهى ! أفقد صوابى ان لم يكن عندى ما أفعله سوى الجلوس طيلة النهار تحت أشعة الشمس ولكن إيزلينغ تقول أن مثل هذا الحدث يكون عادة متعد النشاطات"
ــ آه ؟منتديات ليلاس
كانت بيللا قد بدأت تسأم من سماع ما تقوله إيزلينغ.
قال:"ليس الأمر مختلفاً كثيراً عن طريقتنا فى التعامل مع الأشخاص اللذين يشاركون فى رحلاتنا , من أجل تعزيز الثقة و الروح الجماعية. فالغطس والتسلق أو التنزه طريقة ممتازة لكى يتعارف الموظفون على بعضهم و يتواصلون مع بعضهم البعض . أعرف أنك لا تحبين الرحلات ولكن أشخاصاً كثر يحبون القيام بأمور لم يفعلوها قبلاً.
ــ ماذا يتضمن العرض أيضاً؟
ــ ليست أكيدة . إيزلينغ متحمسة كداً للغطس , كما أن هناك رحلات بحرية أيضاً لذا لا أظننى سأشعر كثيراً بالملل.
تنهدت بيللا , كل هذا يبدو جيداً . لكنها سألته :"ما العيب فى التمدد على الرمل الأبيض الدافئ؟ يمكنك أن تقيم العلاقات نفسها على الشاطئ"
ــ ليس لدينا جميعاً مهارتك فى إنشاء العلاقات حول كوب عصير.
ــ أظنها أفضل من الغطس . كيف يمكنك التعرف على الناس تحت الماء؟ بالإشارات و الفقاقيع؟
ــ تتكلمين كما لو كنت خبيرة فى الغطس!
ــ رأيت ذلك على شاشة التلفزيون فلا تهزأ.
ضحك جوش :"أنت لا تحبين فكرة ان يبتل شعرك . لحسن الحظ أن إيزلينغ ليست مثلك فى هذه الأمور"
طبعاً لا. فـ إيزلينغ ترفع شعرها بشكل عفوى و ترتدى ثياباً عملية تاركة حذاءها العالى الكعبين وراءها . لكن إذا كانت تحب أن تمضى أسبوعاً تحت الماء مرتدية بزة مطاطية وحاملة على ظهرها عبوة هواء فى حين فى إمكانها أن تتمدد على الشاطئ و تستمتع بالشراب الذى يُقدم إليها فهذه مشكلتها .
ثم قال جوش و هو يدير بيللا فى حلبة الرقص:"بالمناسبة , هل سنحت لك الفرصة لتتكلمى مع فيبى ؟"
كان قد شد ذراعه حولها كى لا تفقد توازنها و هو يدور بها وكان ذلك كافياً لتستيقظ أحاسيسها كلها و يخفق قلبها بقوة
كررت محاولة ان تبدو طبيعية :"أتكلم مع فيبى؟"
ــ بشأن إنتقال إيزلينغ للسكن معك
ــ آه أجل تحدثت إليها .
أخذت بيللا نفساً مهدئاً متمنية لو ان الموسيقى تتوقف و يبتعد عنها جوش لكى تتمكن من التركيز
ــ ماذا قالت؟
للحظة عابرة تساءلت بيللا إن كان بإمكانها أن تلقى اللوم على فيبى ولكنها كانت تعلم أن هذا لن يكون منصفاً بحق صديقتها , ففضلت أن تخبر جوش بالحقيقة :"لقد تركت الأمر لى. لكن بصراحة أود أن أبقى فى المنزل وحدى لبعض الوقت"
بدت أجابتها منطقية بما يكفى....على أى حال كان ذلك أفضل مما كان يمكن أن تقوله مثل:"أفضل أن أفقر عينى على أن أتشارك المنزل مع إيزاينغ"
ــ سيخيب أمل إيزلينغ إذ كانت تظن أنكما قد تتفقان جيداً.
ــ حقاً ؟منتديات ليلاس
ــ أجل , أنت تروقين لها
لم تصدق بيللا ذلك لحظة. فيمكن لـ إيزلينغ أن تبتسم برقة ولكن عينها الخضراوين لطالما كانتا باردتين
ــ حقاً ؟
ــ آه أجل . لقد قالت لى زهرة منسية ذلك مرات عدة.
إذا كان جوش يصدق كل ما تقوله إيزلينغ .....! فيا له من ساذج! توقعت ان يكون أكثر تبصراً . لابد انه مأخوذ ب ـ إيزلينغ ليصدق كل كلمة تقولها . وكانت هذه الفكرة محبطة نوعاً ما .
و لحسن حظها توقفت الموسيقى فى تلك اللحظة بالذات وابتعد جوش عنها فقالت وقد تمالكت نفسها وحاولت أن تبدو أكثر لطفاً : "أمل أن تجد مكاناً قريباً . أنا واثقة أن هناك منازل أكثر ملائمة من منزلنا على أى حال "
لم يبدُ جوش منزعجاً كثيراً و قال :"ربما أنت محبطة . يمكنها فى هذه الأثناء أن تسكن معى"
ــ ماذا ؟
قالت بيللا ذلك و قد تجمدت ذعراً .
أجابها بشكل منطقى:"حسناً...عليها أن تسكن فى مكان ما . يتوجب عليها إخلاء شقتها الحالية فى نهاية الأسبوع المقبل ولن يكون لديها مكان تقصده"
ــ لكنك لم ترغب يوماً فى مشاركة منزلك مع أحد !
هز كتفيه قائلاً :"إيزلينغ مختلفة . إنها سيدة مميزة للغاية , نحن متفقان جداً و لدينا الكثير من القواسم المشتركة"
شعرت بيللا بالغثيان , أنظروا ماذا فعلت الآن !
ــ ألا تظن أنه كثير أن تعملا معا وتسكنا معاً؟
ــ لن نعلم ذلك ما لم نجرب . أليس كذلك؟ حتى الآن لم نواجه أى مشكلة فى فصل العمل عن علاقتنا الشخصية . لا أظننا سنواجه المشاكل .
هكذا إذاً !
لم تستطيع بيللا أن تصدق كيف ارتد عليها رفضها مشاركة إيزلينغ المنزل. لم تحلم يوماً بأن يكون جوش جاداً بما يكفى ليطلب من إيزلينغ أن تنتقل للسكن معه ! لطالما كان حذراً و متحفزاً . وها هو الآن يتشارك شقته و حياته مع إيزلينغ من بين كل الناس !
لم يرق الأمر لـ بيللا إطلاقاً ! فمن قبل كانت دائماً تعرف متى يمكنها أن تجد جوش بمفرده . أما الآن فهو مع إيزلينغ طيلة الوقت .

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13465988191.gif

زهرة منسية 02-09-12 05:24 PM


ومع انقضاء الأسابيع بعد زواج كايت أصبحت تراه أقل فأقل . وإذا ما حصل ورأته مع إيزلينغ فكانا يبدوان سعيدان . وليس هناك من تلموه على ذلك سوى نفسها. لقد دفعتهما للسكن معاً و عليها أن تتقبل الوضع.
لقد اشتاقت كثيراً لـ جوش لصداقته طبعاً ولكن غيابه ترك فراغاً كبيراً فى حياتها .
علقت آمالها لحظة على ويل و أقنعت نفسها بأن كل شئ سيكون مختلفاً عندما يعود من هونغ كونغ
إلا أن الأمر لم يكن كذلك . لقد سرها أن تراه و لكن شيئاً ما تغير و قد لاحظ ويل ذلك بقدرها هى .
قالت بحزن :"أنا آسفة ليست أنت السبب . لا أعرف ما خطبى "
ــ لا عليك .بإمكاننا أن نبقى صديقين .
كان ويل طيباً جداً معها و بدا كأنه يأخذ دور جوش مع أنه لن يتوصل أبداً إلى معرفتها مثله . كانت بيللا تعلم أن ويل لن يبقى وحده طويلاً و هما الآن متفقان أكثر من قبل.
أصبحت حياتها أكثر هدوءاً من قبل....قبل ماذا ؟ كل ما كانت بيللا تعرفه هو انها لم تعد ترغب فى الذهاب إلى الحفلات لسبب ما و أنها باتت تفضل الخروج مع الأصدقاء لاحتساء المرطبات أو مشاهدة السينما.
المسرح أيضاً لم يكن يعنى لها الكثير من قبل لكن عندما قال لها ويل إنه تدبر بطاقتين لأحدث وأروع عرض فى المدينة وجدت نفسها متحمسة بدلاً من ان تتذمر وتتمنى لو انه يدعوها إلى مقهى ليلى .
التقت ويل فى ردهة المسرح و صعدا معاً إلى المقهى الذى كان يعج بالمشاهدين الذين كانوا يرغبون فى احتساء المرطبات قبل أن تفتح الستارة . وإذا بهما يلتقيان وجهاً لوجه مع جوش و غيزلينغ اللذين يشتريا المرطبات وكانا متجهين إلى المائدة.
خفق قلب بيللا بشدة عندما رأت جوش و تشبثت بكم ويل لتلفت انتباهه . اما جوش من جهته فكان سعيداً جداً برؤيتها :"بيللا أين كنت مختبئة؟"
من الواضح ان قلبه لم يقفز فى صدره عند رؤيته لها و لم يواجه أى مشكلة فى الاقتراب منها وطبع قبلة على خدها .
ــ لم أرك منذ دهر !
و عندما وقع نظره على ويل قست ملامحه فجأة :"آه لقد عدت !"
أجفل ويل لنبرته :"عدت ؟"
ـت قالت لى بللا إنك كنت تنقذ الاقتصاد العالمى فى هونغ كونغ بينما نحن الشعب الفانى كنا نحضر زفاف كايت
أجاب ويل بتواضع :"ليس إلى هذا الحد و لكننا استطعنا اجتياز تلك الأزمة"
ــ متى عدت ؟منتديات ليلاس
كانت نبرة جوش عدائية و كان يتفحص ويل بعينين تقدحان شرراً
ــ منذ بعض الوقت
قاطعته بيللا واضعة ذراعها حول خصر ويل :"أنا آسفة لأننا لم نكن على اتصال ولكن أنت تعرف كيف تكون الأمور عندما يكون أحد الشريكين مسافراً . نحن فى الواقع لم نر أحداً , أليس كذلك عزيزى ؟"
تردد ويل لحظة ولكن ما لبث أن مد ذراعه حول وسطها و وافقها الرأى بأنهما لم يرغبا فى مقابلة الناس مؤخراً.
ــ يسرنى أن كل شئ يسير على ما يرام معكما
مع أن جوش لم يبدو مسروراً إطلاقاً
ــ آه أجل كل شئ ممتاز , أليس كذلك ويل ؟
ــ آه.....أجل.....تماماً.
ثم سألت بيللا بابتسامة مرقة :"حسناً يكفى كلاماً عنا ! كيف تجرى الأمور معكما ؟"
أحاط جوش خصر إيزلينغ مقلداً ويل و بيللا و قال :"بشكل رائع "
لم تدر بيللا إذا ما كانت قد أستشفت نبرة دفاعية فى صوته أم أنها تخيلت ذلك .
تدخلت إيزلينغ قائلة :"ليس من عادتك زيارة المسارح بيللا . كان جوش يقول لتوه إنك اكثر اهتماماً بنفسك من أن تشاهدى شخصاً آخر يستحوذ على كل الاهتمام على المسرح"
تخيلت بيللا جوش يقول ذلك و لكن ليس بالطريقة التى جعلتها إيزلينغ تبدو . فأجابت :"أنا أيضاً متفاجئة بوجودكما هنا "
و بعدها غادرت إيزلينغ برفقة جوش . فالتفت جوش ناحية بيللا متسائلاً : "ظننت أن جوش صديقك و أفترضت أن يكون أول من يعرف بانفصالنا"
اعترفت بيللا قائلة :"هذا ما كان يجب أن يحصل ولكنه كان منزعجاً بشأنك فى زفاف كايت بحيث أثار جنونى , ثم...."
ــ ثم ماذا ؟
ــ لا شئ منتديات ليلاس
لم تستطيع أن تشرح له ما بدا لها حينها , أنها فكرة جيدة أن تجعل جوش يظن أنها لا تزال مغرمة بـ ويل حتى الجنون . رفع ويل حاجبيه :"لقد مضى حتى الآن ستة أسابيع على زفاف كايت . أتقصدين أنه حتى الآن لا يزال يجهل الموضوع ؟"
أجابت بيللا مدافعة :"لم تسنح الفرصة لأخبره "
ــ ولكنك قمت بأكثر من السكوت الآن . جعلته يظن أننا مغرمان ببعضنا!
أجابت وفى صوتها إحساس بالذنب :"أعرف ولكننى لا أحتمل فكرة أن تشفق إيزلينغ علىّ . ولا سيما الآن وهما يسكنان معاً!"
ــ آه !
أخفضت بيللا كوبها و نظرت إليه بتشكك :"ماذا يُفترض بهذا أن يعنى؟"
ــ هذا يفسر لِما أنت غاضبة
ــ لست غاضبة كل ما فى الأمر أن إيزلينغ لا تعجبنى . كنت و جوش على ما يرام إلى أن ظهرت هى
ــ ولكن المشكلة ليست إيزلينغ المشكلة هى أنت !
ــ أنا؟
ــ أنت مغرمة بـ جوش .
فغرت بيللا فاها لتنكر الأمر بشدة و تقول لـ ويل إنه لا يدرى عما يتكلم فـ جوش صديقها ليس إلا .
ولكن الكلمات لم تخرج من فمها و شعرت بإحساس غريب وكأنها على وشك أن تهوى من أرتفاع شاهق . أغلقت فمها و ابتلعت ريقها .
ــ أنا محق , أليس كذلك؟
سألها ويل ذلك فى الوقت الذى تعالى فيه رنين الجرس طالباً أن يأخذ الجميع مكانه .
ابتسم ويل و تناول الكوب من يد بيللا المرتجفة ليضعها على طاولة مجاورة . ثم تأبط ذراعها و قادها نزولاً على السلالم.
ــ مسكينة بيللا ! تبدين وكأن شاحنة دهستك !
هذا بالضبط ما كانت بيللا تشعر به . وإذ كانت مخدرة الإحساس تركت ويل يقودها إلى مقعدها . لقد قاومت الحقيقة طويلاً وها هى الآن تتجلى أمامها فشعرت فجأة بالذعر يتملكها.
كيف حصل ذلك ؟. هى لم تحب جوش يوماً أو أقله ليس بهذه الطريقة الجديدة الجديدة المخيفة . وما من سبب يجعلها تقع فى حبه الآن .
لم تشأ بيللا أن تُغرم به .كانت تريد أن تعود علاقتهما إلى ما كانت عليه قبلاً ولكن ثقتها بعدم إمكانية ذلك كانت ترفض الاعتراف بهذا الحب كانت الأمور تجرى على ما يرام ولكن كلمات ويل كانت بمثابة ظهور الحقيقة أمامها واضحة.
هاهى الحقيقة الآن أمامها غير قابلة للإنكار أو الرفض . بعد كل تلك السنوات وجدت نفسها مغرمة بـ جوش .

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13465988191.gif

زهرة منسية 07-09-12 01:26 PM

الفصل الثالث
 
3 / صديقان......و لكن !
منتديات ليلاس


راحت بيللا تحدق بالراقصين على المسرح و قادتها أفكارها إلى ما قالته فيبى فى زفاف كايت :"ستعرفين الحب عندما تلتقينه". ولكن ويل هو الذى عرف وليس هى.
ماذا ستفعل ؟ من قبل عندما لم تكن تعرف ماذا تفعل كانت تتكلم مع جوش ولكنه الآن الشخص الوحيد الذى لا تستطيع أخباره . هو الآن مع إيزلينغ وعليها أن تتقبل هذه الحقيقة و تحاول التقرب من إيزلينغ .
قد لا تتمكن من إخبار جوش كيف تغيرت حياتها بسببه و لكنها ستخبره بحقيقة علاقتها بـ ويل . فإذا كان صديقان فعلاً عليها أن تعترف له بأن ويل لم يكن فى النهاية الرجل المناسب لها .
ولم تتسن لها الفرصة لذلك خلال الأسابيع التالية . وعلى الرغم من عومها على التقرب من إيزلينغ إلا أنها لم ترغب فى أن تكتشف لما كذبت ذلك اليوم. إذ ليس بمقدورها تحمل شفقة إيزلينغ عليها منتديات ليلاس
وذات يوم تلقت بيللا رسالة بالبريد الالكترونى من جوش يقول فيها أن إيزلينغ ستخرج مع بعض الزملاء ويقترح على بيللا الخروج لتناول كوب عصير فى مساء اليوم التالى . فرأت بيللا فى ذلك فرصة لتسوية الأمور . فردت عليه :"بالطبع . مضى وقت طويل لم أرك فيه ولدى الكثير لأخبرك به نلتقى فى المكان والوقت المعتادين "
أجابها جوش على الفور :"لدى أخبار لك أيضاً . إلى الغد"
كانت بيللا فى اليوم التالى متوترة إلى أقصى درجلت التوتر فى العمل .و كان الأمر أسوأ من الخروج فى الموعد الأول !
لم تصدق أنها متوترة إلى هذا الحد بسبب موعدها مع جوش .
وكانت تعلق الآمال على معجزة ما تحصل فى الوقت المناسب تنزع من قلبها هذا الحب الغريب , إلا أنها أدركت تدرك أن هذا كله مجرد تمنى .
كانت يداها ترتجفان وهى تسرح شعرها فى حمام المكتب فى نهاية النهار . فقالت لها لها سكرتيرة رئيسها التى كانت تسوى أحمر الشفاه هى الأخرى :"تبدين جميلة . هل لديك موعد الليلة ؟"
ــ لا مجرد لقاء مع صديق.
صديق ! هذا كل ما هو عليه. يجب أن تتذكر ذلك . مع أنها لا تستطيع أن تلفظ أسمه من دون أن يرتجف جسمها وتتشنج معدتها .
وصلت إلى المقهى قبل الموعد المحدد على غير عادتها . فطلبت كوب من العصير وجلست إلى المائدة ترتشفه مرتجفة.
عندما وصل جوش لم يزعج نفسه بالبحث عنها بل ألقى نظرة على ساعته مفترضاً أنها ستتأخر و أتجه إلى البار.
ارتعش قلب بيللا عند رؤيته , من حسن الحظ أنه لم يرها و إلا لما استطاعت أن تنطق بكلمة واحدة.
شخصت عيناها عليه و هو واقف عند البار بلباسه الرياضى.
قد لا يكون جوش الأفضل فى عالم الأزياء ولكنه ينضح إثارة و هو ليس من النوع الذى يتجاهله الموظفون فقد خدموه أسرع مما خدموها هى, و ما هى إلا لحظات حتى كان كوب العصير فى يده فراح جوش يبحث عن طاولة ليجلس .
أبتلعت بيللا ريقها بصعوبة و لوحت له لتلفت أنتباهه فتغيرت تعابير وجهه وكست الدهشة ملامحه .
ــ بيللا !
وضع الكوب على الطاولة و انحنى يطبع قبلة على خدها.
ــجئتِ على الوقت ! أترانى أحلم ؟ ماذا جرى لك؟
أنا مغرمة بك , هذا ما ودت التصريح به .
أحمر وجهها و شعرت فجأة بالخجل :"كان العمل خفيفاً فغادرت باكراً "
ــ العمل خفيف فى علم العلاقات العامة ؟
جلس قابلتها على الطاولة وهو يقول مبتسماً :"تبدين جميلة "
ـ وانت أيضاً .
فى الواقع كان يبدو رائعاً بحيث لم تستطع بيللا إبعاد عينيها عنه . كانت تود لو تجلس بقربه وتمرر يدها فى شعره .
ذُعرت لموجة المشاعر التى اجتاحتها فارتشفت عصيرها بيد مرتجفة. خلال كل تلك السنوات ,كان جوش بمثابة أخيها و ها هى الآن تعجز عن السيطرة على ارتجاف يديها . استطاعت أخيراً أن تقول :"كيف تجرى الأمور معك؟"
ــ بشكل ممتاز . وأنت ؟
ــ بخير منتديات ليلاس
كان هذا مريعاً و شعرت بيللا بأنها على شفير البكاء. لطالما كانت الأمور سهلة مع جوش كانا يمضيان السهرات يتحدثان و يضحكان و يمرحان و ها هما الآن يتصرفان بتهذيب بالغ مع بعضهما.
ــ أمازالت ستذهب إلى جزر السيشيل ؟
أومأ جوش . من الواضح أنه كان يحاول استيعاب الجو الغريب السائد"خلال أسبوعين"
ــ يل لحظك! يا ليتنى أستطيع الذهاب خلال هذا الوقت لأن الطقس يكون قاتماً و حزيناً .
يا إلهى ! لقد وصلت بهما الأمور إلى التكلم عن الطقس ! لكن جوش لم يحاول حتى تغير الموضوع فساد صمت مطبق غير مريح .
أما بيللا فركزت اهتمامها على قعر كوبها . كان يُفترض بها أن تخبره عن ويل لكنها لم تستطيع ذلك من دون أن تشرح له كيف تبدلت مشاعرها . وعندها لن يلزم جوش الكثير من الوقت ليدرك أنها تغيرت و سيرغب فى معرفة السبب و.... يا إلهى ! ربما من الأفضل ألا تقول أى شئ

منتديات ليلاس


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13469406651.gif

زهرة منسية 07-09-12 01:32 PM


بدا جوش مجهداً بعض الشئ و هو يسألها :"إذاً, ما جديدك ؟ قلتِ إن لديك أخبار كثيرة تطلعينى عليها "
ــ أبدأ انت أولاً . أنت أيضا ً قلت إن لديك أخبار جديدة .
ــ نعم......بالفعل .
بدا متردداً بقدرها هى . وكان من الواضح أنه لا يعرف من أين يبدأ .
فأحست بانقباض فى معدتها .
حاولت أن تخفف من جدية الأمر فسألته :"هل هى أخبار جيدة أو سيئة ؟"
فأجاب جوش بعد تردد بسيط آخر :"جيدة"
ــ لا تبدو واثقاً تماماً !
بالفعل فقد سمع تردده هو أيضاً :"لا إنها جيدة "
إذاً لِمَ لا يشعر بالفرح ؟ لقد بدت له الفكرة رائعة عندما اقترحتها عليه إيزلينغ و يجدر به الآن أن يصرح على الملأ بأنه أكثر الرجال حظاً فى العالم . ولكنه لم يتوقع ان يكون إطلاع بيللا على الأمر بهذه الصعوبة.زهرة منسية
كانت تنظر إليه بفضول عبر منتديات ليلاس المائدة :"هل يتعلق الأمر بالعمل ؟"
ـ لا , لا شئ من هذا القبيل .
زمت بيللا شفتيها و هزت شعرها الطويل الأشقر و قد نفد صبرها .
فسألته و قد عادت بيللا التى يعرفها وليس تلك الغريبة الخجولة التى كانت تجلس قابلته منذ لحظات :"إذاً هل علىّ أن أحرز أم أنك ستخبرنى ؟"
ــ أنا وإيزلينغ سنتزوج
أغفل جوش الطريقة التى تلعثم بها و هو يقول تلك الكلمات كما لو أنه يشعر بالذنب أو ما شابه .
نظر إلى بيللا غير واثق من ردة فعلها . بدت وكأنها تجمدت مكانها ثم انخفضت العينان الزرقاوان إلى كوب العصير محدقة به للحظات إلى أن بدأ جوش يتساءل ما إذا كانت قد سمعته .
ــ بيللا ؟
رفعت نظرها نحوه و أشرقت ابتسامة على وجهها :"تهانىّ !"
قالت ذلك و مالت نحوه تعانقه .
تمايل شعرها على وجه جوش فلفحه عطرها لطالما كانت تضع العطر نفسه (الياسمين) و عندما سألها عنه ذات مرة ابتسمت له قائلة :"الآن وقد أصبحت تعرف أسمه يمكنك أن تهدينى قارورة كبيرة منه متى شئت"
ما العطر الذى تستعمله إيزلينغ؟ أو لا يفترض بالخطيب يعرف اسم عطر خطيبته؟
جلست إلى الخلف و على وجهها نفس الابتسامة المشرقة التى أزعجت جوش لسبب يجهله :"متى حصل كل هذا ؟"
كان لها نفس العينين الزرقاوين و الأهداب الطويلة والشعر الأشقر ولكن ابتسامتها كانت مختلفة ألا أن جوش لم يعرف السبب . قال :"الأسبوع الماضى "
كانوا قد ربحوا عقداً مهماً وخرج مع موظفو الشركة جميعاً للاحتفال تلك الليلة . عند عودتهما إلى المنزل حاول جوش أن يقول لـ إيزلينغ كم يقدر ما قامت به . لا شك أنها أحدثت فرقاً كبيراً فبفضل مهاراتها التسويقية ومعرفتها بزبائن أمثال (سى بى سى) تمكنت من دفع الشركة باتجاه جديد و تحقيق أرباح طائلة .
كان هذا عقداً مهماً و إذا استطاعوا الفوز بصفقة (سى بى سى)أيضاً فسوف يكون المستقبل مضموناً .
قال لها :"ما كان بإمكاننا فعل ذلك من دونك"
صحيح أن الجميع عملوا جاهدين ولكن مساهمة إيزلينغ كانت الأساس و الجميع يعلم ذلك :"نحن نشكل فريقاً مذهلاً"
أجابت مبتسمة :"أظن أننا أنا و انت نشكل فريقاً مذهلاً أياً كان ما نقوم به ولم لا نجعل من ذلك حالة دائمة؟"
لم يستطيع جوش التفكير فى سبب يحول دون ذلك فـ إيزلينغ جميلة و ذكية و تشاركه أهتماماته و يعلم أنهما يمكنهما أن يتشاركا المنزل نفسه أيضاً فليس لديها أى عادات مزعجة.
بيللا مثلاً تفقده صوابه فهى عادة لا تغلق الأدراج أو توضب ثيابها و لو تشاركا المنزل نفسه لاحتكرت الحمام و الهاتف . أما إيزلينغ فمختلفة تماماً ولن يجد جوش من يناسب عالمه بقدرها.
ما الفائدة إذن من التريث ؟ بيللا متيمة بذلك التعيس ويل و إن لم يكن ويل فسوف يكون رجلاً غبياً آخر .
منذ سنوات و بيللا تقول له أنه لا يتمتع بحس الرومانسية و لم يأبه لذلك . فالرومانسيون أمثال بيللا ينظرون إلى العالم من منظار وردى لا يمت للواقع بصلة .
جوش معتاد على التأقلم فى كافة الظروف و سريع فى اتخاذ قراراته . إيزلينغ محقة هما يشكلان فريقاً جيداً . و إذا كان يعلم شيئاً من خلال رحلاته ومخاطراته فهو اهمية الفريق . فلِمَ لا يرتبط بها ؟
حدقت به بيللا بعينين زرقاوين مؤلمتين:"الأسبوع الماضى ؟ لِم لم تخبرنى؟"
ــ أردت أن انتظر و أخبرك وحدك . لم أخبر أحد بعد.
ــ لم لا؟
ــ أردت أن تكونى اول من يعرف ذلك . أعرف أنى فاجأتك , ولكن ما رأيك؟
بهتت ابتسامة بيللا قليلاً ثم أخذت نفساً عميقاً وقالت :"أظنه خبر رائع جوش. أنا سعيدة جداً من أجلك"
ــ حقاً ؟
ــ طبعاً . أنا مذهولة قليلاً و لكن طبعاً....أنا سعيدة من أجلك . أرى أن إيزلينغ رائعة بالنسبة لك.
ــ إنها كذلك . لا ؟
قال جوش ذلك محاولاً إظهار بعض الحماسة فى صوته .
ــ طبعاً .
و أصبحت ابتسامة بيللا عريضة فجأة .
ــ إنها تعجبك , أليس كذلك؟
فأجابت بيللا كاذبة :"طبعاً "
و إذ شعرت بصمت جديد يهددهما أسرعت قائلة :"إذن متى ستتزوجان ؟"
ــ لم نحدد موعداً بعد.
ــ هل سيكون زفافاً تقليدياً أم أنكما ستعتمدان أسلوباً مختلفا ً ؟
ــ الأمر يعود لـ إيزلينغ . لا أظنها خططت لذلك بعد.
بدأ فك بيللا يتصلب نظراً للجهد الذى تطلبه منها الحفاظ على تلك الابتسامة :"هل يمكننى أن أكون الإشبين؟ يُفترض أن يكون أعز أصدقائك. لا ؟"
نظر جوش إليها قائلاً :"سوف تبقين دوماً هكذا بيللا "
انهت بيللا كوبها حتى النقطة الأخيرة و قالت بائسة :"أظن أن الخبر يستحق كوباً آخر !"
فهب جوش واقفاً :"سأحضر العصير بنفسى, أبقى هنا "
ولكم ارتاحت عندما توقفت عن الابتسام ! ولاحظت أنها تتنفس بصعوبة و ترتجف أيضاً .لقد تظاهرت بصعوبة بالغة أنها مسرورة لـ جوش فى حين انها كانت تتقطع فى الداخل .
عندما تردد فى إخبارها أحست بما عساه يكون الخبر . وعلى الرغم من الرغبة التى تملكتها فى الصراخ كان عليها أن تبتسم و تبتسم مهما كلفها ذلك . لا يجب أن يعرف جوش ما شعرت به للتو لن يكون هذا منصفاً الآن و قد اتخذ قراره . سوف يشعر بالذعر و الاحراج و هذا لن يغير إحساسه تجاه إيزلينغ إلا انه قد ينزعج لفكرة احتفاله بهذا الارتباط و بيللا ليست مستعدة لتفعل هذا .
لذلك استعادت زهرة منسية ابتسامتها عندما عاد جوش حاملاً العصير . وبعد أن سكب لكليهما قالت:"تهانى جوش"
استرخى وجه جوش :"شكراً بيللا . أعرف أن الأمر سخيف ولكننى كنت قلقاً بشأن إخبارك"
ــ ما كان عليك ان تقلق . فأنا أريدك ان تكون سعيداً .
ــ سوف نبقى صديقين , اليس كذلك ؟
ــ طبعاً....ولكن من سيتزوج بى عندما أبلغ الأربعين و لا يعود احد يرغب بى ؟ ظننتنى أستطيع الاعتماد عليك .
و بقيت بيللا تبتسم لتظهر أنها تمزح معه .
ــ لا أتخيل أن ذلك سيحصل فمنذ عرفتك و الرجال يتهافتون عليك للحصول على فرصة يظهرون لك فيها كم يرغبون بك ! ماذا عن ويل ؟
حدقت بيللا فى كوبها و هى تجيب :"ثمة مكان شاغر الآن فى مقدمة الطابور"
تغير وجه جوش ووضع الكوب مكانه:"بيللا ؟"
ــ نعم. أخشى ألا تكون اخبارى سعيدة مثل أخبارك . أنا و ويل انفصلنا .
بدا جوش مذهولاً :"ولكنكما بدوتما سعيدين جداً معاً . ما الذى حصل؟"
هزت بيللا كتفيها :"أنت تعلم....."
ــ لا أخبرينى .
تجنبت بيللا عينيه :"إنها أمور تحصل"
كانت عازمة على إخباره الحقيقة عن ويل قبل أن تعرف بأنه عازم على الزواج من إيزلينغ .كل شئ تغير الآن . إذ ظن جوش أن القرار كان من الطرفين سوف يبدأ بالتساؤل لما تبدو تعيسة , و بيللا لا تريده أن يبحث عن السبب . فهو يعرفها جيداً .
لا ! من الأفضل أن يظن أنها أحبت ويل و فسوف يفسر ذلك حالتها فى الوقت الحاضر و يمنحها سبباً وجيهاً يعفيها عن الابتسام . قالت :"ويل ليس مستعداً للاستقرار"
وهذا على الأقل صحيح فـ ويل لم يكن متحمساً للزواج أكثر من بيللا . إذ كان يجدها جذابة و لكنه لم يحبها فعلاً . وهذا ما سهل علاقتهما حالياً.
ــ ولكنك أنت أيضاً لم تكونى مستعدة للاستقرار .
ــ أعرف , يا للسخرية ! أمضت كل تلك السنوات أتخلى عن الرجال ما إن يفكروا بالزواج و ها أنا الآن أتجرع من الدواء الذى صنعته بيدى .
ــ لا تحزنى...لم أظن يوماً أن ويل مناسب بما يكفى لك. اعرف أنك كنت تجدينه رائعاً و لكنك ستجدين أفضل منه.
ــ المشكلة أننى لا أريد أحد أفضل . هناك رجل واحد أريده
عبس جوش :"بيللا .... يبدو الأمر جاداً"
ــ أظن ذلك .منتديات ليلاس
و أخذت بيللا تعبث بكوبها عاجزة عن النظر فى عينى جوش .
ــ أعلم أننى وقعت فى الحب مراراً فى حياتى ولكن هذه المرة الأمر مختلف . إنه اكثر من مجرد الإعجاب برحل يملك سيارة رياضية و يحب المرح . إنه الرغبة فى شخص ما بكل جوارحك ولكن للأسف , فات الأوان !
ــ هل فات الأوان فعلاً ؟
رفعت بيللا نظرها وحدقت به . بدا مألوفاً جداً وعزيزاً جداً رائعاً جداً .....و مرتبطاً جداً .
ابتلعت ريقها بصعوبة و أومأت عاجزة عن الكلام .
نهض جوش من مكانه من دون ان يتلفظ بأى كلمة و جلس بجانبها يحتضنها :"مسكينة بيللا ! هل هذا مؤلم؟"منتديات ليلاس
لم تستطيع ان تغالب دموعها و قالت بصوت متهدج :"سأتخطى ذلك "
بقى جوش ممسكاً بها مما زاد الأمور سوءاً . كانت بيللا تتحرق شوقاً لتدفن وجهها فى عنقه و تتوسل إليه ألا يتزوج إيزلينغ . ستقول له إنه هو من تحب ومن تريد و تحتاج و ترجوه أن يعانقها و ألا يدعها . مشهد كهذا كان كافياً ليجعل بيللا تفلت ضحكة من بين دموعها مسكين جوش لن تستطيع أبداً أن تفعل هذا به . لذلك ابتعدت عن دفء ذراعيه قبل أن تقوم بشئ قد تندم عليه.
بحثت فى حقيبتها عن محرمة تمسح بها دموعها .
سألها جوش :"أتريديننى أن أقتل ويل ؟ سوف أفعل ذلك إن أردت"
أرغمت بيللا نفسها على الابتسام :"شكراً ولكن لا أظن أن ذلك سينفع. ثم أن الذنب ليس ذنب ويل"
أضافت الجملة الأخيرة فى حال قرر جوش أن يتعقب و يل ويقول له شيئاً ــ يمكنه أن يمنحك فرصة على الأقل .
هزت بيللا رأسها :"لقد حظيت بفرصتى و فوتها علىّ"
مسحت دموعها عن خديها و حاولت استعادة ابتسامتها :"انا آسفة . لم أشأ أن أبكى . كان يُفترض بنا أن نحتفل بارتباطك !"
كان قلقاً عليها و لم يكن يمزح تماماً عندما سأل بيللا أن كانت تريد منه أن يقتل ويل . صحيح أنه لن يذهب إلى حد القتل و لكن عندما رأى الألم فى عينيها الزرقاوين تملكه غضب عارم جعله يرغب فى لطم ويل فى حالة ظهر أمامه. أراد رؤيته جاثياً على ركبتيه أمام بيللا دامى الوجه.

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13469406651.gif

زهرة منسية 07-09-12 01:37 PM


ما خطب ذلك الرجل على أى حال؟ فكر جوش برقة بيللا و هى مستندة عليه بنعومة و شعرها تحت خده . ويل حتماً بحاجة إلى فحص دماغ. كيف يمكن لأى رجل أن يدير ظهره لـ بيللا بجمال قوامها و روعة عينيها الزرقاوين؟ و دفئها وفكاهتها ؟
ولم يكن هذا كل شئ فخلف تلك الواجهة الشقراء دماغ حاد الذكاء . أنظروا إليها الآن ! وجهها محمر بعض الشئ و عيناها تلمعان و لكنها كانت تعرف كيف تخفى تمزق قلبها . ود جوش لو يقترب منها مجدداً ويعانقها ولكنه أحس بتوترها من قبل كما لو أنها تبذل جهداً ما.
فى النهاية هى لم تكن بحاجة إلى ذراعيه هو!
قالت بيللا :"علينا أن نقيم حفلة لمناسبة خطوبتك"
ــ أنت تعلمين أننى لا احب الحفلات كثيراً.
ــ حسناً ما رأيك إذاً بعشاء كما فعلاً عندما خطبت فيبى و كايت ؟ أتظن أن إيزلينغ ستحب ذلك؟
إيزلينغ ! أجفل جوش لإدراكه أنه نسى أمر إيزلينغ لبرهة.
ــ أجل....أجل أنا واثق من أنها ستحب ذلك.
ــ حسناً , اتفقنا إذاً . ما رأيك بعطلة نهاية الأسبوع؟
لم تع أهمية جوش بالنسبة إليها قبل الآن . وبالكاد استطاعت احتمال التفكير بكل تلك السنوات التى كانت تتباهى فيها بالخروج مع الشبان الوسمين مفترضة على الدوام أن جوش سيكون بجانبها عندما تشعر بالملل أو ترغب بمن يريحها أو يُضحكها .
حسناً ها هو الآن بجانب امرأة أخرى و عليها بساطة أن تتحمل ذلك. لقد رأت
إيزلينغ فى جوش كل ما لم تستطيع هى رؤيته . وهو أن جوش رجل وليس الفتى الذى تذكره . هو هادئ و رزين و عيناه تنضحان فكاهة ناهيك عن أنه وسيم و له فم يذيب الناظر إليه .
كان أعز أصدقائها لفترة طويلة وسوف تبقى كذلك بالنسبة إليه .
عليها أن تحتفظ بمشاعرها لنفسها و تسعد من أجله و تحاول جاهدة أن تحتفل بخطوبته.
خططت لعشاء مذهل لن ينساه أحد ثم أتصلت بـ كايت لكى تأتى وتساعدها قبل أن يحضر الآخرون.
رفعت كايت حاجبيها و هى تتفحص قائمة الطعام التى حضرتها بيللا بعد أن أنكبت على كتب الطهو لأيام :"هل يجب أن يكون ذلك متقناً لهذه الدرجة؟"
منتديات ليلاسhttp://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13470177991.gif
ــ أريدها أن تكون مناسبة لا تُنسى .
ــ سوف تكون كذلك أن نجحت فى تحضير كل ذلك . ما هذا الطبق هنا؟
ــ إنها فطائر محشوة بالكريما وإلا أننى لا أأظن أن الوصفة نجحت كما ينبغى.
حدقت بيللا بالفطائر التى أمضت ساعات فى تحضيرها الليلة الفائتة بدت لها أنها تشبه كل شئ إلا الفطائر
تفحصت كايت الفطائر ثم عادت إلى قائمة الطعام من دون اى تعليق :"ماذا هناك أيضاً ؟ يا إلهى! ما من طبق واحد مألوف!"
تنهدت بيللا :"بدت لى فكرة جيدة فى البداية "
ــ أظن ان جوش سيسعد بأى طبق كان.
ــ أعرف , لكن عليه أن يعلم أننى قمت بجهد خاص من أجل إيزلينغ.
وضعت كايت المئزر حول عنقها و ربطته حول خصرها و هى تقول لصديقتها :"لأنك تكرهين فكرة أن يتزوجها "
ــ أجل.... لا!
صححت بيللا لنفسها بسرعة عندما سمعت ما قالته ثم توقفت إذ أدركت ان لا داعى لمحاولة خداع كايت
ــ أظن ان هذا واضح . لا؟
ــ بالنسبة إلينا حبيبتى فنحن نعرفك منذ زمن.
عضت بيللا على شفتها :"جوش أيضاً يعرفنى منذ زمن "
ــ أجل ولكن الأمر سيكون مختلفاً بالنسبة إليه . أعلم أنه أحياناً شديد الملاحظة و لكنه يبقى رجلاً فى النهاية ربما لا يعلم أنك لا تحبين إيزلينغ.
ــ كلا و لكنى لا أريد أن يعلم ذلك . لا أريد إيذاءه"
وتذكرت بيللا كم بدا جوش واثقاً فى زفاف كايت أنها و إيزلينغ ستتفقان
ألا تظنين أن إيزلينغ مناسبة له؟
ــ ما رأيك أنت؟
فكرت كايت قليلاً قبل أن تجيب :"لا أصدق أنه سيتزوج أساساً. لكالما افترضنا أنا وفيبى أنك و جوش ستتزوجان فى النهاية"منتديات ليلاس
سر بيللا أنها كانت تدير ظهرها لـ كايت و هى تفتح الثلاجة بحثاً عن الفطر فتسنى لها السيطرة على تعابير وجهها و هى تقول بنبرة لا مبالية افتخرت بها :"فات الأوان على ذلك الآن "
تناولت كايت خشبة التقطيع و الفط وراحت تقطعه مفكرة :"ربما لن يتزوجها جوش فى النهاية "
ــ لا أتصور ذلك . أنت تعرفين كيف هو جوش . لا يتراجع عن كلمته. وإذا قرر الزواج من إيزلينغ فسوف يفعل.
فقالت كايت بأمل واضح:"قد تغير إيزلينغ رأيها "
لم يكن هناك أى إشارة تدل على أن إيزلينغ قد تغير رأيها عندما أتت برفقة جوش إلى العشاء. بدت مذهلة فى فستانها الضيق وكانت خططها للزفاف لا تنتهى وهى ترى الجميع خاتمها الماسى
تأملته بيللا من باب الواجب:"إنه جميل"
ــ لقد اصطحبنى جوش فى عطلة نهاية الأسبوع إلى الصائغ . استغرقت ساعات لأقرر أى خاتم أريد . أليس كذلك جوش؟
ــ نعم ساعات.
أطلقت إيزلينغ ضحكة حادة وتشبثت بذراعه :"مسكين جوش ؟. شعر بالملل فى النهاية . أنت تعرفين كيف هو بيللا ؟"
ناولته بيللا كوب العصير من دون أن تنظر إلى جوش :"نعم , أعرف كيف هو"


زهرة منسية 07-09-12 01:42 PM

4 / القلب وما يريد
منتديات ليلاس

تابعت إيزلينغ ثرثرتها قائلة :"كان باهظ الثمن ولكن جوش قال لى إنه بإمكانى شراء أى خاتم يعجبنى"
أجابت بيللا :"أنا واثقة من أنه يظنك تستحقينه"
و إذ سكبت كوب آخر وناولته لـ جوش مرغمة نفسها على النظر فى عينيه:"أعرف أنك تفضل نوع آخر من العصير فى مناسبات كهذه"
ــ شكراً
أخذ جوش الكوب منها ولكن بسبب توتر بيللا ما إن تلامست يداهما حتى أجفلت كمن لسعها الكهرباء و أسقطت العصير على الأرض
ــ آسفة
و توهجت وجنتاها و ازدادت يداها ارتجافاً.
سألها بقلق :"هل أنت بخير؟"
ــ أجل متوترة فقط بشأن العشاء.
استرخى وجه جوش و قال مبتسماً :"أنت دائماً هكذا تخططين لوجبات عشاء فخمة ثم تتوترين عندما ينجح الأمر . أقترح عليك أن تتخلصى من كل كتب الطهو تلك و تقدمى لضيوفك الجبن والعصير"
ــ قد أفعل ذلك لاحقاً.
قالت ذلك مرغمة نفسها على الابتسام و عندما تلاقت عيونهما بدا وكأنهما وحيدين فى عالم خاص بهما.
وكان جوش أول من أشاح بنظره فقال وهو ينظر فى أرجاء المطبخ:"لطيف منك أنك تكبدت كل هذا العناء من أجلنا"
فتدخلت إيزلينغ وقد لاحظت كيف تشابكت نظراتهما للتو :"نعم كل شئ يبدو رائع"
كانت بيللا قد وضعت غطاء جميل للمائدة المائدة المصنوعة من خشب الصنوبر حيث أمضت مع كايت و فيبى ساعات و ساعات يحتسين الشاى ويحاولن تقديم المساعدة,وقد سرها الآن أن تبدو المائدة على هذا القدر من الجمال بأكوابها المتلألئة و أزهارها وشموعها المضاءة .
بدا الجو رومنسياً كما خططت له بالضبط أقله من هذه الناحية من المطبخ فبجانب الثلاجة كانت الأطباق المتسخة متجمعة أكواماً , إذ استعملت تقريباً كل آنية ممكنة ولا يزال أمامها الكثير لتقوم به .
لطالما أحبت هذا المطبخ ولكنها أحياناً تشعر فعلاً بالحاجة إلى منتديات ليلاس غرفة طعام مستقلة لكى تبدو الأمور طبيعية أكثر .
قالت إيزلينغ :"يعجبنى هذا المطبخ . كان السبب الرئيسى وراء رغبتى فى الانتقال إلى هنا ذات يوم"
ــ أنا آسفة
منتديات ليلاس
قالت بيللا ذلك وقد تذكرت كيف عارضت الفكرة عندما عرضها عليها جوش
ابتلعت ريقها بصعوبة و حدثت نفسها بأنه ما كان يجدر بها النظر فى عينى رجل هو ليس أكثر من صديقها و خاصة أثناء الاحتفال بخطوبته من شخص آخر.
قالت بيللا على سبيل الاعتذار :"لابد أننى بدوت أنانية جداً عندما أصريت على الأحتفاظ بالمنزل لنفسى"
ــ لا تقلقى
قالت إيزلينغ ذلك وهى تهز يدها بلا مبالاة كى يلمع الخاتم الماسى فى أصبعها على ضوء الشمع :"أنا واثقة من أننى كنت لأشعر تماماً بالأمر عينه . وعلى أى حال كان ذلك فى صالحنا أنا و جوش . أليس كذلك عزيزى؟"
و تأبطت ذراع جوش بتملك ظاهر :"لو وافقتِ على انتقالى إلى هنا لما أنتقلت للسكن مع جوش و لما أكتشفنا أبداً أننا مناسبان الواحد للآخر . ولما فكرنا فى الزواج. أليس كذلك جوش؟"
قال جوش:"يصعب معرفة ذلك"
بقيت إيزالينغ متأبطة ذراع جوش و بادرتها بابتسامة مشرقة :"كل ذلك إذاً كان بفضلك بيللا . شكراً"
كانت ابتسامة بيللا جامدة بعض الشئ فاستدارت بسرعة تتناول طبقاً قائلة لـ إيزالينغ :"ما رأيك فى فطيرة؟"
ــ آه.....لا أظننى....
كانت بيللا فخورة بهذا الطبق الذى حضرته و قد أمضت ساعات فى طهوه وتزينه.
ــ إنه الطبق الوحيد الذى نجحت فى تحضيره , لذا أنصحك بتناول ما أمكنك منه و إلا فلن تأكلى شيئاً.
ــ حسناً سأتناول واحدة فقط.
أفلتت إيزالينغ ذراع جوش و تناولت فطيرة بعد عدة لحظات من التردد كانت على الأرجح تبحث عن الأقل دسماً
ــ إنها لذيذة.
ــ تناولى واحدة أخرى .
ــ آه لا ! شكراً
و ربتت على معدتها المسطحة :"لقد أخترت فستان الزفاف ولا يجدر بى أن أزداد وزناً إن كنت أريد ارتداءه"
ــ هل حدتما الموعد؟
شعرت بيللا بالامتنان لتدخلى فيبى و انضمامها إلى الحديث لعلها لاحظت أن بيللا كانت على وشك أن تمسك بفطائرها و تمرغ بها وجه إيزالينغ.
أجابت إيزالينغ:"فى شهر أيار . أظن أن زفافاً ربيعياً سيكون رائعاً . لا؟"
كان هناك بريق محموم فى عينى إيزالينغ الخضراوين و بدت متحمسة جداً . ولم يكن بإمكان بيللا أن تلومها طبعاً فلو كانت هى ترتدى خاتم جوش لكانت متحمسة أكثر منها و لكنها لم تتوقع ان تكون كل كلمة تنطق بها إيزالينغ أشبه بخنجر يطعنها فى الأحشاء.
شعرت فجأة برغبة جامحة تدفعها للخروج من المطبخ لئلا يرى أحد وجهها:"أستأذن . على أن أنتبه للمقبلات"
كانت فيبى تصغى إلى خطط إيزالينغ الحالمة حول الزفاف بينما كان جوش ينظر إلى كوبه عابساً.

منتديات ليلاس




زهرة منسية 07-09-12 01:44 PM


لا يمكن أعتبار العشاء إنجازاً فى الطهو فـ بيللا لم تكن يوماً بارعة فى هذا المجال ولكن المقبلات كانت وفيرة والرفقة أنيسة.
فى حين إيزالينغ كانت شديدة الحماسة , كانت بيللا أهدا بكثير من العادة ولكن عندما توقفت عن الذهاب و الإياب للانتباه للطعام, استرخت قليلاً وتمتعت بالسهرة.
عندما نهضت فى وقت لاحق لتعد القهوة تبعها جوش إلى الطرف الآخر من المطبخ ليساعدها بينما تابع الآخرون حديثهم على المائدة .
قال:"فى حال لم يتسن لى قول هذا لاحقاً أود أن أشكرك الآن"
تنهدت بيللا ثم قالت :"انا آسفة بشأن طبق اللحم و البودينغ .كان كل شئ سيئاً جداً . أليس كذلك؟"
كذب جوش قائلاً :"كان لذيذاً جداً....على أى حال لا يهم كيف كان الطعام. ما يهم فعلاً هو العناء الذى تكبدتيه من أجلنا . كانت أمسية مميزة جداً و أنا فعلاً ممتن لك. و كذلك إيزالينغ"
ثم طوقها بذراعيه وضمها معانقاً . فاستندت إلى دفء صدره لحظة او أثنتين ثم ما لبثت أن أبتعدت متحججة بتحضير القهوة.
سألها جوش:"ما أخبار ويل؟"
ــ أراه بين الحين والآخر لكن الأمور مختلفة.
ــ ألا تصبح الأمور أسهل؟
توقفت بيللا عن ملء الإبريق و نظرت مباشرة فى عينيه :"لا"
عليها أن تمضى قدماً فى حياتها . هذا ما حدثت بيللا نفسها به صباح اليوم التالى وهى تعالج مشكلة الجلى المتكدس . آه ! لو أنها تملك غسالة صحون!
المعجزات لن تحصل . وإيزالينغ مصممة على الزواج من جوش , إذ يبدو من حديثها الليلة الفائتة أنها مفتونة بـ جوش .
لقد عرف الجميع كل شئ عن مخططات إيزالينغ للزفاف التى من الواضح أن بعضها فأجا جوش كما أطلعتهم العروس العتيدة على كل الأماكن التى قد يقصونها لتمضية شهر العسل
قالت إيزالينغ بحماسة بالغة :"سنذهب إلى جزر السيشيل فى غضون أسابيع قليلة و يمكننا أن نعود إليها إذا كانت تستحق زيارة أخرى. تبدو جميلة ولكن قد لا يكون هناك ما يمكن القيام به غير الغطس"
قال جيب بتسلية واضحة :"معظم المتزوجين الجدد لا يواجهون مشكلة فى إيجاد ما يمكن القيام به"
ولكن إيزالينغ أخذت تعليقه على محمل الجد :"انا و جوش لسنا هكذا فنحن نحب التسلق و الأبحار و المغامرة . وكلانا يشعر بالملل لو لم يكن أمامنا سوى التمدد على الشاطئ "
نظرت بيللا إلى كايت و فيبى نظرة معبرة فقالت كايت :"ليس نحن"
و همست فيبى فى أذن بيللا فى وقت لاحق :"إنها تعترض كثيراً أراهن على أنها تكره كل هذه الأشياء"
لكن بيللا لم توافق فيبى . صحيح أن إيزالينغ أمضت الأمسية تثرر عن الزفاف لكنها تحب قسوة العراء بقدر جوش وما إن ينتهى زفافهما حتى تستقر إيزالينغ وتكون زوجة جيدة لـ جوش
وكل ذلك يعنى لـ بيللا أنه آن الأوان لتبدأ حياتها من جديد.
إلا أن القول أسهل من الفعل فقد بذلت جهدها حيث أرغمت نفسها على السهر فى النوادى مجدداً و حاولت أن تبقى نفسها منشغلة طيلة الوقت لكى لا تفكر كثيراً و لكنها كانت تعجز عن التفكير فى أى شئ آخر سواه.
خسرت بعض الوزن و بدت بشرتها متعبة و الظلال السوداء تزداد تحت عينيها . وعندما رأتها كايت و فيبى انتابهما القلق لحالها:"تبدين مريعة!"
ــ شكراً
ــ لست أمزح بيللا ! هل أنت مصابة بأى مرض أو ما شابة؟
مرض الحب ليس إلا ! هذا ما فكرت فيه بيللا فى سرها . و لكنها أكتفت بالقول :"أنا متعبة فقط . أحتاج إلى عطلة و لكن إمكانياتى المادية لا تسمح بى بذلك . آخر فاتورة دفعتها كانت من الضخامة بحيث ظننت أنه سيغمى علىّ عندما فتحتها"
ثم تنهدت بحسرة :"لو أن أحداً يقدم لى أسبوعاً مجاناً على جزر السيشيل !"
كانت فكرة تمضية أسبوع على أحد الشواطئ الاستوائية مغرية تماماً. و تخليت نفسها ممدة على الرمال مغمضة العينين!
قالت كايت :"سيكون ذلك رائعاً ! يا لحظ جوش و إيزالينغ!"
سألتها فيبى :"متى سيذهبان؟"
ــ قريباً على ما أظن.
ــ لم أرهما منذ ذلك العشاء هنا . كيف حال جوش؟
جف حلق بيللا لمجرد سماع اسمه . وقالت بقدر ما استطاعت من رباطة جأش :"لست أدرى . انا أيضاً لم أره منذ ذلك الحين"
قطبت فيبى حاجبيها :"آمل ألا يكون هناك أى خطب . فليس من عادة جوش أن يختفى هكذا . ألم يتصل إطلاقاً ؟"
أجابت بيللا :"لقد أتصل و ترك رسالة يشكرنى فيها على العشاء . ولكنها لم تكن من نوع الرسائل التى يحتاج إلى رد,لذا لم أتصل به"
ــ ولكن بيللا لا بد أنه كان يتوقع منك أن تتصلى به على أى حال .
لم تستطيع أن تشرح لهما كم تجد فكرة التحدث إلى جوش صعبة الآن. فقالت مدافعة عن نفسها :"لم أشأ أن أتطفل . ربما يريدان ان يكونا بمفردهما حالياً"
قالت كايت بنبرة صارمة على غير عادتها :"ربما يظنان الآن أنك تتجاهلينهما. ظننتك تريدين أن تظهرى لـ جوش أنك تحبين إيزالينغ!"
منتديات ليلاس
ــ أجل, ولكنى بحاجة لبعض الوقت لأعتاد على فكرة زواجه .
أجابت فيبى بلطف و هى تتناول كوب العصير:"كان أمامك ثلاثة أسابيع تقريباً عاجلاً أم أجلاً سيكون عليك تقبل الفكرة"
تنهدت بيللا و ارتشفت جرعة من العصير :"أعرف"
المشكلة أنها تعجز عن تصور نفسها تتحادث بشكل طبيعى مع جوش الآن لا سيما أن كل ما تقوى على التفكير فى قوله هو أحبك , أحبك , أحبك . ولكنها فكرت فى ان تتصل به و تتمنى لهما رحلة سعيدة. على الأقل سيمنحها هذا موضوعاً يتحدثان فيه.
ــ سأتصل به.
و سرها كثيراً أن تنهى صديقتها الموضوع عند هذا الحد .
فقالت كايت :"لا أظن أن بإمكاننا منحك أسبوعاً فى جزر السيشيل . ولكن ماذا يمكننا أن نفعل غير ذلك لنرفه عنك؟ غداً يصادف يوم الجمعة لِمَ لا تأتى لتناول العشاء معنا ؟"
ــ أود ذلك ولكن سأذهب إلى حفل فى (باتريسى)
ولكن نبرة بيللا و هى تقول ذلك كانت مجردة من كل حماس .
وخفت الحماسة أكثر عندما عادت من عملها فى اليوم التالى

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13470177991.gif

زهرة منسية 07-09-12 03:28 PM

كانت أمسية تشرينية مكفهرة و لم تنفعها مظلتها فى شئ لمواجهة الريح القوية . فتبللت و تشعث شعرها لم تكن واثقة من أنها مستعدة للخروج تحت المطر مجدداً وتمضية الأمسية وكأنها تستمتع فعلاً . وكان الحل البديل البقاء فى المنزل و التفكير فى جوش , محاولة عدم البكاء .
حضرت بيللا لنفسها كوب شاى و تهاوت على كنبة المطبخ .
وكانت لا تزال تحاول استجماع طاقتها للاستحمام عندما رن جرس الباب.
حملت كوبها و توجهت إلى الباب تحدق فى المنظار فقفز قلبها عندما رأت جوش واقفاً فى الجانب الآخر مرتدياً معطفه و المطر ينساب على شعره و وجه.
ففتحت بيللا الباب بسرعة و حدقت به :"جوش! ماذا تفعل هنا؟"
ــ أردت أن أراك
لم يفكر جوش فى ما سيقوله تبع حدثه فقط فجاء إلى هنا. لم يشأ أن يكلمها هاتفياً .كان بحاجة إلى وجودها فخرج تحت المطر بحثاً عنها ولم يخطر له أنها قد تكون خارج المنزل إلا عندما وصل إلى عتبة بابها.
ولكنها كانت هنا كما توقعها . جميلة جداً بتنورتها القصيرة و حذائها الرائع وشعرها الذهبى المنسدل على وجهها.
تنحت جانباً و قالت بقلق :"أدخل , أنت مبلل"
ساعدته فى خلع معطفه و علقته على ظهر كرسى فى المطبخ
ــ أجلس , سأحضر لك شراباً . تبدو بحاجة له.
فكر جوش فى سره أنه على الأرجح بحالة يرثى لها تماماً كما يشعر فتهاوى على الكنبة و ما لبث أن شعر بالراحة .
مجيئة إلى هذا المنزل يُشعره دوماً براحة غريبة ولا سيما هذا المطبخ القديم حيث تعم الفوضى.
ــ تفضل.
ناولته بيللا كوب الشاى و جلست على الكنبة بجانبه :"الآن أخبرنى ماذا حصل؟"
فقال بسهولة فاجأته هو :"لقد تركتنى إيزالينغ"
حدقت به بيللا غير مصدقة :"تركتك؟ ماذا تعنى تركتك؟"
ــ لقد رحلت لم تعد تريد الزواج بى.
ارتاح جوش لرؤية الذهول على وجه بيللا . على الأقل هو ليس الغبى الوحيد الذى لم يشتبه بشئ.
تلعثمت بيللا وهى تسأله:"ولكن...لكن.....لماذا؟ كانت متحمسة جداً ذلك اليوم عندما كنتما هنا. لم تستطيع التحدث عن شئ آخر سوى الزواج بك"
ــ كانت تحاول أن تقنع نفسها بأن هذا ما تريده ولكن الحال ليس هكذا فهى مغرمة بشخص آخر.
هزت بيللا رأسها محاولة استيعاب الأمر:"من هو؟ هل تعرفه؟"
ــ يدعى براين . لا أعرفه جيداً لكنه مدير تنفيذى فى شركة (سى بى سى) لقد عملت إيزالينغ هناك قبل أن تنضم إلينا و تعرفت عليه هناك. أخبرتنى الليلة أنهما كانا على علاقة غرامية لمدة سنه تقريباً و أنها مغرمة به حتى الجنون. و لكنه متزوج طبعاً و مع أنه وعدها بأنه سيطلق زوجته فقد بقى يتحجج بأعذار واهية فقررت إيزلينغ أن تنفصل عنه.
كانت تريد أن تترك شركة (سى بى سى) كى لا تضطر لرؤيته يومياً.
ــ لا عجب أنها كانت متحمسة جداً للعمل معكم! و إذا كل تلك الرغبة فى العمل فى شركة أصغر مجرد ادعاء ؟
ــ ليس تماماً. هى تحب العمل معنا ولكن لم يكن هذا بالضبط ما تريده. فكما تعلمين نحن نأمل الفوز بتلك الصفقة الكبيرة مع (سى بى سى). وإذا حصلنا عليها فسيكون ذلك فى جزئه الأكبر بفضل علاقات إيزلينغ و جزء من عملها الآن هو التنسيق مع براين بشكل دائم , المر الذى لم يكن سهلاً عليها.
لم يكن مزاج بيللا يسمح لها بالتعاطف مع مشاكل إيزلينغ فقالت مستغربة:"يا إلهى ! جوش يبدو أنك تأسف لحالها!"
ــ أجل قليلاً . لقد حاولت إيزلينغ كل ما بوسعها لتنساه لكنها لم تستطيع . إنه كل ما تريد و قد حاولت أن تقطع كل علاقة به.
ــ لربما شعرت بمزيد من الاحترام إزاءها لو أنها فعلت ذلك من دون استغلالك.
كانت العينان الزرقاوان عاصفتين و هى تضع الكوب على الطاولة بحدة.
ــ تتكلمين عنها وكأنها أستغلالية!
منتديات ليلاس
قال جوش ذلك و هو يفقكر فى سخرية القدر التى جعلته ينتهى بالدفاع عن إيزلينغ ثم تابع قائلاً :"ليس الأمر أننى لم أعجبها , على العكس لقد قالت إننى أعجبها كثيراً وأنها تود أن تبدأ معى مكن الصفر و لكن عندما دنا الاستحقاق لم يكن الأمر كما توقعته . كان حبها لـ براين أقوى منها فلم تستطيع مقاومته"
ــ وهل فكرت فيك ولو قليلاً؟
ــ أظنها حاولت . أردت فعلاً أن تنجح المور بيننا و للحظة بدت و كأنها ستنجح فعلاً . تقول أنها تجدنى جذاباً و أن بيننا قواسم مشتركة. وليس هناك من سبب يحول دون عدم نجاح علاقتنا إذ أن كثيراً من الزيجات الناجحة مبنية على أقل من هذا . وكانت إيزلينغ تأمل بأن تنسى نهائياً أمر براين عندما تبدأ بتحضيرات الزفاف.
ــ إذاً ما الذى غير رأيها؟
ــ أتصل بها براين أمس وقال لها إنه طلب الطلاق وأنه يريد أن يكون معها . فوجدت إيزلينغ أنه ليس من المنصف أن تتزوجنى و هى تحب براين فاعتذرت منى.
ــ يا لشهامتها !
ــ هيا بيللا ! على الأقل كانت صادقة . من الأفضل أنها أخبرتنى الآن عوضاً عن أن تفعل ذلك بعد الزواج فكلما تأخرت فى إخبارى صُعبت الأمور علىّ.
ــ أفترض ذلك.
أدركت بيللا متأخرة أنها لم تدعمه كثيراً فوضعت يدها على ذراعه قائلة:"أنا آسفة . لا أصدق كم أنت هادئ . بصراحة لا أستطيع ان أصدق أياً من هذا. بدت إيزلينغ سعيدة جداً معك. و....و كنتما متلائمين معاً"
ــ حقاً؟ يصعب معرفة ذلك.
كررت أسفها بهدوء و ابتسمت برقة :"أنا آسفة"
ــ أنا آسف لأنى أفرغت همومى أمامك.
ــ مازالت أذكر كم مرة ومرة بكيت على كتفك . المهم كيف تشعر الآن؟
ــ مصدوم بعض الشئ
لم يستطيع أن يخبر بيللا بأن ردة فعله الأولى كانت ارتياحاً داخلياً لم يعرف سببه. لم يدرك أن لديه تحفظات على الزواج إلا عندما أبلغته إيزلينغ بعدم رغبتها فى المضى بعلاقتهما . فشعر عندها وكأن ثقلاً كبيراً أزيل فجأة من على كاهله
قال لـ بيللا :"كان هذا آخر ما كنت أتوقع سماعه عند عودتى إلى المنزل كانت إيزلينغ منهمكة بتحضيرات الزفاف طيلةالأسبوع وكنا كل الوقت معاً فى العمل . بدت طبيعية جداً فهى بارعة للغاية فى الفصل بين حياتها العملية و حياتها الشخصية"
لكن بيللا كانت ترى عكس ذلك . وكيف لا وهى تعبث مع زملائها فى العمل أينما حلت. يا له من فصل بين الحياة العملية والحياة الشخصية!
لكن عليها أن تنتبه لما تقوله فهى تظن أن جوش مجروح أكثر مما يبدو عليه , فلطالما كان هكذا .
ــ ماذا قلت لها؟
ــ وماذا عساى أقول؟ إذا كانت إيزلينغ تحب براين فلا جدوى من بقائها معى.
تألمت بيللا من أجله . لقد حلمت كثيراً بأن تسمع بأن إيزلينغ لن تتزوج جوش لكن كل ما تستطيع التفكير فيه هو أنه يتألم. فالوقت ليس مناسباً لترتمى بين ذراعيه و تقول له أنها ستحبه للأبد, فهو لا يزال حساساً و مجروحاً و مغرماً بـ إيزلينغ ! وليس جاهزاً ليفكر بأى شئ أو أى شخص آخر.
حاولت بيللا مواساته:"ربما ستعود إليك . ربما ستجد أن براين ليس الرجل الذى تريده عندما تعود إليه . فالحب يزول سريعاً عندما تكون مضطراً لالتقاط الجوارب عن الأرض و إغلاق معجون الأسنان كل يوم"
ــ ربما.
ولكن جوش لم يبدُ مقتنعاً.
ــ سوف تكون إيزلينغ غبية إن لم تفعل . ليس لديها فكرة كم هى محظوظة . لا يمكنها أن تجد أفضل منك.
ــ لكننى ليست الشخص الذى تريده.
قال جوش ذلك ثم دنا من بيللا و طوقها بذراعيه :"أنا آسف بيللا , كم أنا غبى ! نسيت أنك تعرفين هذا الإحساس"
أومأت بيللا و هى تشعر بذراعيه حولها تحرقانها :"نعم أعرف هذا الإحساس"
كان يجب أن يكون كل شئ رائعاً . هى حرة و هو حر و ذراعاه تطوقانها . ماذا عساها تريد أكثر من هذا؟ كان وجهها على كتفه ورائحة بشرته تملأ خياشيمها . كان من المفروض أن يكون كل شئ سهلاً.
إلا أن الأمر لم يكن بهذه السهولة . فإذا لم تستطيع أن تخبره عن مشاعرها تجاهه من قبل لأنه كان سعيداً مع إيزلينغ فسوف يكون إخباره بذلك الآن اكثر صعوبة لما يشعر به من نبذ وخيبة على الرغم من تظاهره بعكس ذلك.
هو بحاجة إليها الآن و آخر ما ينقصه هو التشكيك بصداقتهما . ما النفع من إخباره الآن. على أى حال ؟هل تريده فعلاً أن يخرج معها كردة فعل على ما فعلته إيزلينغ به؟ لا! عليها أن تكون حذرة جداً . فليظن أن قلبها مفطور بسبب ويل أقله فى الوقت الحاضر.
اشتدت ذراعا جوش حولها و هو يقول:"أصبحنا اثنين الآن . كلانا منبوذ . ما خطبنا؟"
قبل جوش شعر بيللا الذهبى قائلاً:"يسرنى أنك بجانبى"
ــ سأكون دائماً بجانبك جوش.
قالت بيللا ذلك بصوت خافت إذ كانت تعرف أن جوش لن يفهم كم تعنى ذلك.
ــ أعلم
كانت بيللا ترتجف عندما أبتعد جوش عنها و قد بذلت جهداً كبيراً لتحافظ على هدوء صوتها :"ماذا ستفعل؟"
ــ لا شئ . أنا و إيزلينغ نعمل معاً و سيكون علينا أن نتصرف بشكل متحضر ونتقبل الوضع.
ــ أتعنى أنها ستحتفظ بوظيفتها بعد الطريقة التى عاملتك بها ؟
ــ لا يمكننى أن أصرفها لمجرد أنها ليست مغرمة بى. لا أظن أن هذا سبب وجيه فى حال قررت الاعتراض أمام الهيئات العمالية . إنها بارعة جداً فى عملها و نحن بحاجة إليها إن أردنا الحصول على تلك الصفقة.
لم تستطيع بيللا أن تصدق بأن إيزلينغ على هذا القدر من الأهمية .
فاعترضت قائلة :"ولكن الأمر سيكون غريباً جداً و لا سيما أن الجميع فى العمل يعلم أنكما كنتما تخططان للزواج"
هز جوش كتفيه قائلاً :"سيكون علينا التأقلم مع الوضع . سأتكلم مع الآخرين و اطلب منهم ألا يصعبوا الأمر على إيزلينغ بطرحهم الكثير من الأسئلة. على أى حال سنكون على جزر السيشيل فى الأسبوع القادم وسيتسنى لهم التحدث مطولاً عن الموضوع و بالتالى سيكون لديهم موضوع آخر يتحدثون عنه عند عودتنا"زهرة منسية
نظرت إليه بيللا محبطة . كم أنه منطقى أحياناً! كان يجدر به أن يطلق الشتائم الآن و يخطط للانتقام و يقسم أن يجعل إيزلينغ تندم على فعلتها. ولكن لا! إنه يتصرف بشهامة بالغة ويسهل عليها كل شئ.
فقالت مستفزة إياه :"ينقص بعد أن تتنازل عن بطاقتك إلى السيشيل لـ براين و ما رأيك أن تحزم أمتعتهما و ترافقهما إلى المطار؟"منتديات ليلاس
ــ ليست بحاجة إلى التنازل عن بطاقتى فـ براين ذاهب على أى حال . أنه أحد أهم مديرى المبيعات فى (سى بى سى) و سيصطحب إيزلينغ معه بدلاً من زوجته . وقد أخبر المنظمين بذلك.
فغرت بيللا فاها :"ولكن....ماذا عنك؟"
ــ أكذب عليك أن قلت لك أننى متحرق لتلك الرحلة. فبصراحة آخر ما أريده الآن هو أن أمضى أسبوعاً عالقاً على الجزيرة ومضطراً للتعرف على زبائن جدد . لست بارعاً فى مثل هذه الأمور . لهذا كان من المهم أن تأتى إيزلينغ معى. يمكنها أن تقوم بكل المحادثات
ــ إذا كانت لا تزال تعمل معك فيمكنها القيام بذلك
تنهد جوش و احتسى جرعة من شرابه :"أظنها ستفعل ولكن الأمر سيكون مختلفاً. لو كان بإمكانى تقديمها كخطيبتى و ترك الأمور على المستوى الأجتماعى لكانت الأمور أسهل بكثير . أما الآن فسأبدو وحدى و كأننى أبحث فقط عن العمل و هو الانطباع الذى لا تريدنى (سى بى سى) أن أتركه"
ــ فى هذه الحالة ما الداعى لذهابك؟
ــ أظننى مضطر إلى ذلك . شركة (سى بى سى) تصر على أن ألتقى الأشخاص الذين قد أتعامل معهم لاحقاً . والأمر لا يتعلق بى فقط فهناك أشخاص كثيرون يعملون عندى يعتمدون على هذه الصفقة ليضمنوا مستقبلهم أقله للسنوات الثلاثة المقبلة. و سأخذلهم إن لم أذهب.
ووضع الكوب على الطاولة قائلاً :"سأفعل ما بوسعى . سأتصل بـ (سى بى سى ) فى الغد و أعلمهم بأننى لن أصطحب خطيبتى فى الرحلة . أعلم أن المهلة قصيرة ولكن قد يتمكنون من إلغاء الرحلة"
ــ إلا إذا غيرت فقط أسم خطيبتك
بدا جوش حائراً إزاء تعليق بيللا :"ماذا تقصدين؟"
ــ لقد تمكن براين من تحويل بطاقة زوجته إلى إيزلينغ فلم لا يمكنك القيام بالأمر عينه؟
ــ ما الداعى لذلك , إيزلينغ لديها بطاقة.
ــ لم أكن إيزلينغ أنما أنا .

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13470177991.gif
نهاية الفصل الرابع

زهرة منسية 07-09-12 03:31 PM

هلا بالغلا كله نورت الرواية بوجودك إيمى
إنشالله يمون الفصلين عجبوكى

emn 07-09-12 04:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3173104)
هلا بالغلا كله نورت الرواية بوجودك إيمى
إنشالله يمون الفصلين عجبوكى

منور بوجودك قلبوووووو
والله الفصلين


بس بجد حزنتني انها تستكشف حبها بعد فوات الاوان بس كانت الاحداث معاها وهي ما تدري وعجبني انه جوش يحس بمشاعر مابيعرف معانيها

يالله قلبووووووووو في انتظار الفصول الباقية ^^

زهرة منسية 08-09-12 05:02 PM

لعيونك الغالية إيمى فصل جديد

زهرة منسية 08-09-12 05:09 PM

5 / خطبة مزعومة
منتديات ليلاس


حدق بها مذهولاً :"أنت ؟"
ــ يبدو لى أن هناك تذكرة سفر إلى السيشيل تتوسل من يأخذها . وقد لا تعجبك فكرة تمضية أسبوع على شاطئ إستوائى ولكن أنا لم أحظ بعطلة منذ دهر.
كانت تتلمس طريقها بحذر خوفاً من أن يجفل جوش و لكنها كانت متحرقة لإقناعه بأن يدعها ترافقه . لم تحتمل فكرة تمضيته لهذا الأسبوع وحيداً . صحيح أن جوش يتكيف مع كافة الأوضاع , من السهل عليه أن يكون هناك و يضطر لمواجهة براين وإيزلينغ كل يوم .
ربما هو قوى ولكن حتى الأقوياء يحتاجون إلى الدعم أحياناً.
فقالت:"يمكننى مرافقتك إن شئت . كنت تعيسة جداً مؤخراً و فكرت أنه سيسرنى تمضية أسبوع على الشاطئ على حساب شخص آخر"
التوى فم جوش :"هل ستتحملين ذلك؟"
ــ سأساعدك فى الوقت نفسه.
قالت ذلك بنبرة ساخرة كى لا يحرز بأن هذا ما تريده فعلاً:"أنت قلت إن الأمور كانت لتكون أسهل لو لم تكن بمفردك . ومن سيعرف من هى الخطيبة التى تتكلم عنها على أى حال؟"
ــ إيزلينغ و براين كبداية
ــ أظن انه بعد الطريقة التى عاملوك بها أقل ما يمكنهما فعله هو التزام الصمت....لا أحد من الأشخاص الذين تريد التأثير عليهم سيعرف. لا؟ ربما لا أتمتع بعلاقات إيزلينغ و لكننى أجيد التحادث بقدرها و ربما أفضل
ــ آه , هذا أنا متأكد منه
ــ إذاً؟
نظر إليها بتعابير حائرة :"إنى أحاول التفكير لما ليست الفكرة جيدة , ولكن لا أجد سبباً يحول دون نجاحها "
ــ أنت ترأها غير مناسبة لأننى أنا من سيرافقك و ليس إيزلينغ . أعلم أن هذا لم يكن ما تريده جوش , ولكنها ستكون طريقة لحفظ ماء الوجه. ثم نحن متعادان جداً على بعضنا بحيث سنبدو مقنعين كثنائى .
أنت تعلم كم مرة خرجنا معاً وظننا الناس مخطوبين بسبب التوافق بيننا.
ــ لا أظن أن التوافق هو المشكلة ولكن أموراً أخرى قد تكون كذلك. فكم سيكون من المريح أن نتشارك الغرفة نفسها , الأمر الذى يتعين علينا فعله؟
ــ يمكننى التكيف مع الوضع . لقد سبق و فعلنا ذلك من قبل .
ــ كان ذلك منذ زمن بعيد عنما كنا لا نزال تلميذين . الأمر مختلف الآن ولا داعى للتظاهر بالعكس
صحيح أن الأمر مختلف فكرت بيللا و هى تتذكر تلك الأيام الخوالى عندما كان جوش مجرد زميل قبل أن يصبح بالنسبة إليها أشبه بالتنفس.
فقالت ببطء :"أنت محق . الأمر مختلف و لكننى أفكر كم سيكون من الصعب عليك رؤية إيزلينغ مع براين و يا له من أسم غبى!"
و إذ أدركت أنها استطردت توقفت قائلة:"أين كنت ؟"
ابتسم جوش مجيباً:" كنت تحاولين التعاطف مع حالتى ثم أفسدت كل شئ و جعلتنى أضحك. لن أتمكن أبداً من النظر الآن إلى براين بالطريقة نفسها !"
سُرت بيللا لرؤية البريق يعود إلى عينى جوش و لكنها رفضت الاستطراد مجدداً فقالت :"آه أجل . كنت أقول إنه سيكون من الصعب كثيراً عليك الذهاب بمفردك فرفقة صديق ما ستسهل الأمور كثيراً . ألا تظن؟"
سألت ذلك بقلق وقد خشيت فجأة أن تكون قد دفعته للقيام بما لا يريده.
أجابها بجدية :"أظن أن وقف على الصديق"
ثم لانت تعابيره :"ولكن إذا كان هذا الصديق هو أنت فسيكون ذلك جيداً سيسعدنى الحصول على بعد الدعم"
ــ هذا سبب مرافقتى لك. و إذا كان الدعم يعنى الادعاء بأننى خطيبتك للحفاظ على المظاهر فلا بأس . وإن كان هذا يتطلب مشاركة الغرفة نفسها فلن أحدث جلبة من الموضوع . نحن نعرف بعضنا جيد جداً لنفعل هذا
ـ وماذا لو يعنى هذا مشاركة السرير نفسه؟
و ترددت بيللا ثم قالت مختارة كلماتها بعناية :"كلانا يعرف كيف هى الأمور جوش. أنا أعرف أنك مغرم بـ إيزلينغ و أنت تعرف عن ويل و لا أظن أن هناك مجال لسوء التفاهم فى حالتنا . لا ؟"
ثم أخذت كوبه الفارغ وقالت:"فكر فى ذلك بينما أحض لك كوباً آخر"
بدت له فكرة بيللا منطقية جداً . ما المشكلة إن يتشارك صديقان قديمان الغرفة نفسها ؟ لا سيما و أنها أوضحت تماماً أنها مغرمة بـ ويل ولن يكون هناك أى سوء تفاهم كما قالت
اما بالنسبة إليه, فهو مجروح بسبب إيزلينغ و ليس هناك رجل يتمتع بحس الشهامة يجلس مثله هنا و يفكر فى مشاركة امرأة اخرى غرفته.
لا يجدر به أن يفكر فى رقتها و هى تعانقه لتخفف عنه طبعاً ولا فى عطر شعرها أو فى عينيها الزرقاوين
وفكر جوش فى سره أنه لا يستحق تعاطف بيللا. كان يعلم انها عرضت عليه مرافقته إلى السيشيل لأنها تشعر بالأسى عليه ولكن ربما ستنفعها الإجازة أيضاً. فقد مرت فى أوقات عصيبة مؤخراً بسبب ويل و إذا كانت حالتها المادية كالمعتاد فلعلها لا تستطيع أن تدفع لنفسها تكاليف رحلة.
سيكون من الجيد تقديم أسبوع لـ بيللا فى جزر الشمس و لن يمانع جوش بأن يجعلها تظن انه يحتاج إلى دعمها أكثر مما يحتاجه فعلاً . ثم سيكون من الجيد أن تكون برفقته هناك. سوف تسحر الجميع باستثناء إيزلينغ و براين طبعاً و سيخفف حضورها من غرابة الأمور و وحشتها من حوله.
أجل ! هناك أسباب كثيرة تجعله يأخذ بيللا معه أهمها أنه يريدها برفقته . لقد سئم من موضوع الزواج على مدى الأسابيع الماضية و سيكون من الجيد أن يستمتع قليلاً مع بيللا .
عادت بيللا حاملة كوباً آخر من الشاى ناولته إياه:"إذاً ؟ هل فكرت؟"
ــ أجل .
ــ و ؟
ــ أظن أنه يمكننا أن نترافق.
و ابتسم عندما رأى بيللا تقفز جذلاً و لكن ما لبث أن ذكر نفسه بأن يتوخى الحذر . فإذا ما انسحب بسرعة من دور الخطيب المنبوذ ستتساءل عن سبب حاجته إليها فقال:"أظن ان هذا سيسهل الأمور على إيزلينغ أيضاً"
ضاقت العينان الزرقاوان :"كان هذا همى الأول"
ــ هل تسخرين بيللا ؟
أجابت بسخرية أكبر :"بصراحة جوش لقد تخلت عنك المرأة منذ ساعات فقط ! أعرف كم هى مهمة بالنسبة إليك و لكن ألا تظن أنه من المبكر بعض الشئ أن تسهل الأمور عليها؟ ما رأيك بعض الغضب أو المرارة؟ أنا واثقة من أن ذلك سيفيدك أكثر؟"
ــ المشكلة أننى لا أستطيع أن أشعر هكذا حيال إيزلينغ
فى الواقع لو أحب إيزلينغ فعلاً لشعر بالمرارة و الغضب كما تريده بيللا أن يشعر . ولكنه غاضب من ويل لإيذائه بيللا أكثر من غضبه من إيزلينغ , فقال:"أنت لم تغضبى من ويل مع أن قلبك مفطور"
فتحت بيللا فمها ولكن سرعان ما غيرت رأيها و أغلقته مجدداً وبعد لحظات سألته :طآمل أنك لا تتوقع منى ان أكون لطيفة مع إيزلينغ أيضاً؟ أنا ليست متسامحة مثلك!"
ــ حاولى لن يكون الأمر سهلاً على كلينا و لكن علينا التركيز على الحصول على عقد (سى بى سى) فبما أنه يُفترض بنا تعليم هؤلاء الأشخاص كيفية التواصل و العمل كفريق لا أظن أننا سنؤثر فيهم كثيراً إن كنا نتشاجر فى ما بيننا.
منتديات ليلاس
تنهدت بيللا منزعجة:"حسناً , سأحسن التصرف"
ابتسم جوش واستند إلى الخلف ممداً ساقيه . بالنسبة إلى رجل فُطر قلبه الليلة بالذات بدا مرتحاً بشكل غريب . كان من المريح أن يجتمع مع بيللا مجدداً فالأمور لم تكن كالسابق عندما كان مع إيزلينغ
جلست بيللا إلى جانبه مسترخية شابكة ساقيها :"إذاً متى سنغادر؟"
ــ ظهر الأثنين . سأتى لاصطحابك فى الصباح ثم نذهب إلى المطار معاً.
رمقته بيللا بنظرة سريعة من تحت أهدابها :"أنت لا تثق بأننى لن أتأخر!"
ــ لو تركت الأمر لكط لوصلت قبل إقلاع الطائرة بخمس دقائق. ولكن لا أظن أن أعصابى تتحمل ذلك ! بما اننا ندّعى بأننا مخطوبان لِمَ لا تقومين بدورك كاملاً و تصلين على الوقت من باب التغير؟
عقدت حاجبيها أمامه. هى لم تفوت يوماً رحلة . صحيح أن ذلك كان وشيكاً عدة مرات ولكن الطائرات لا تقلع عادة فى الوقت المحدد.
قالت متذمرة :"أفترض أنك تريد الذهاب مع بزوغ الفجر يوم الاثنين و تصل قبل أربع ساعات لمجرد أن تكون أكيد من اننى لن أتأخر. لم يتبق أمامنا الوقت الكثير لنتحضر ولكن لا أظن أننى بحاجة إلى وقت طويل"
وبدأت بيللا تستعرض فى فكرها ما لديها من ثياب لقد مضى زمن لم تذهب فيه إلى عطلة و أصبحت ثيابها الصيفية بالية وقديمة الطراز . ربما عليها التسوق غداً لانه سيكون عليها مواجهة إيزلينغ بمنظر لائق.....
جوش من جهته كان يفكر على صعيد عملى أكثر:"ماذا عن عملك بيللا ؟ هل سيمنحونك إجازة؟"
لِمَ كان جوش قلقاً بشأن عملها ؟ هناك امور أكثر أهمية يفكر فيها .
حولت بيللا انتباهها عن موضوع الثياب على مضض و قالت :"سأحاول الأتصال برئيستى فى العمل إلى منزلها . لن يروقها ذلك و لكننا لسنا فى موسم ضلغط فى العمل حالياً ثم كنت اتأخر فى العمل مؤخراً و أظن أنه يحق لى بإجازة . لحسن الحظ أن لويز رومانسية جداً . فإذا رفضت منحى إجازة سأقول لها بكل بساطة إننا قررنا الزواج على حين غرة و إنك ستصحبنى إلى السيشيل لنحتفل"
بدا جوش غير مقتنع :"لا تقولى لها إننا نعرف بعضنا منذ 14 عاماً . فلن تصدقنا و إن كانت رومانسية متأصلة"
قالت بيللا و هى تفكر فى الموضوع :"آه لست أدرى . لويز تعرف أننا صديقان منذ فترة طويلة و لكننى سأقول لها ببساطة أن كل شئ تغير فجأة و أدرك كلانا أن ما يجمعنا هو أكثر من مجرد صداقة"
ساد صمت قصير سأل بعده جوش بيللا بصوت جاف:"أتظنين أنها ستصدق هذه القصة؟"
أجابته بيللا من دون أن تنظر إليه :"هذه أمور تحصل , أحياناً تقع فى الحب عندما لا تتوقع ذلك إطلاقاً"
ــ أجل . يبدو هذا مقنعاً
وساد صمت آخر . كان قلب بيللا يخفق بشدة وحذرت نفسها من مغبة النظر إليه, إلا أن قوة غير مرئية كانت تسمر عينيها على وجه جوش , فتشابكت نظراتهما طويلاً قبل أن تتمكن من الإشاحة ببصرها بعيداً.
قالت زهرة منسية مرتجفة :"المهم أن تقتنع لويز"
ــ طبعاً هذا خو المهم
على الرغم من جهودها وجدت بيللا نفسها تنظر إلى جوش بعينين مغنطيسيتين قبل أن يشيح كلاهما بنظره
كان الصمت أطول هذه المرة و ضغط على أعصاب بيللا . كانت ترغب فى قول أى شئ لتخرق الصمت و لكن كل شئ تبخر من ذهنها و لم تكن تفكر سوى بقرب جوش منها
كان جوش أول من خرق الصمت فتنحنح و سألها كما لو أنه هو أيضاً منزعج من الجو المشحون :"هل أنت واثقة من أنك تودين القيام بذلك بيللا؟"
كانت الفكاهة الطريقة الوحيدة للإجابة :"أظن ان أسبوعاً فى جزر السيشيل سيكون مملاً ولكنى أفعل أى شئ من أجلك !"
ــ لم تبدى متحمسة جداً للفكرة عندما كانت إيزلينغ تتحدث عن الموضوع
ــ هذا لأنها لم تنفك عن الحديث عن كل النشاطات التى كنتما ستقومان بها . أظن أننى لست مضطرة للغطس و التسلق . لا؟
هز جوش رأسه :"كنتِ لتفعلى ذلك لو كنتِ تحبيننى. إذا أردت أن تقنعى الناس بأنك خطيبتى عليك أن تبذلى جهداً وتشاركى فى بعض النشاطات"
كانت قسمات وجهه جادة ولكنها لمحت الهزل فى عينيه إنه يستفزها
أجابت بصرامة :"سأخبر الجميع بأن علاقتنا مبنية على التجاذب بين الأضداد . أراهن على أننى لن أكون الوحيدة التى ستتوجه مباشرة إلى الشاطئ . وأظن أن بعد أيام قليلة أمضيها تحت شجر النخيل فى المحيط الهندى يمكننى أن أكون لطيفة مع اى شخص.....حتى مع إيزلينغ!"

منتديات ليلاس


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13471165211.gif

زهرة منسية 08-09-12 05:13 PM


فى الصباح اليوم التالى , أتصلت بيللا بـ كايت
ــ أنت ذاهبة إلى أين؟ ومع من ؟!
شرحت بيللا الأملا مجدداً . سبق و أخبرت فيبى بالأمر و الآن و قد اعتادت على الفكرة بدت لها حلاً بحيث لم تفهم لِما الآخرون لا يستوعبون الأمر
قالت كايت:"دعينى أستوعب . أنت و جوش خطبتما من دون أن تستشيرانى أو تستشيرا فيبى حتى؟"
ــ لمجرد أسبوع فقط ثم هى خطوبة زائفة . لست أدرى لِما تضخمان الموضوع إلى هذا الحد . انت و فين قمتما بالأمر نفسه .
ــ نعم وأنظرى ماذا حصل . عليك ان تتوخى الحذر بيللا . فالتظاهر و الادعاء ليس سهلاً كما تظنين فى مثل هذه الحالات.
ــ أعرف
ولكن مشكلة بيللا الأساسية ليس الادعاء بأنها مغرمة بـ جوش بل الادعاء بأنها غير مغرمة به.
ترددت كايت قبل أن تضيف :"سيكون الأمر صعباً على جوش أيضاً. لابد أنه متضايق بسبب ما جرى مع غيزلينغ و ليس سهلاً عليه رؤيتها مع ذلك الرجل . لا يمكنك أن تتوقعى من أى رجل أن يتصرف بوعى فى مثل هذه الظروف حتى وإن كان رزيناً مثل جوش"
ــ ماذا تحاولين القول كايت؟
ـ كونى حذرة ليس إلا . أعلم أنك و جوش صديقان قديمان و لكنكما ستجدان نفسيكما فى وضع حميم جداً و المور لن تبقى على حالها.
ــ ظننت أنك انت و فيبى تريداننا أن نكون معاً
قالت بيللا ذلك محاولة المزاح ولكن كايت أخذت تعليقها علة محمل الجد:"إذا كان ذلك لأسباب جيدة . فـ جوش يستحق أفضل من امرأة مضطربة و أنت تستحقين أفضل من رجل يرى فيك بديلة عن إيزلينغ"
كانت بيللا لا تزال تفكر بهذا الحديث عندما التقت جوش عند الغداء ذلك النهار ليخبرها انه تمكن من تحويل بطاقة إيزلينغ إلى أسمها و لتخبره أن رئيستها وافقت أن تمنحها أسبوع إجازة.
كانت بيللا تعلم أن كايت محقة وأنه عليها أن تتوخى الحذر و لكنها تحمست رغماً عنها للأسبوع المقبل.
أما اليوم فهى أفضل حالاً . وسرها أن تلتقى جوش على الغداء كما فى السابق. كان كلاهما مسترخياً يتحدثان و يضحكان كما لون ان تشنج الليلة الفائتة لم يكن يوماً . لدرجة ان بيللا أخذت تذكر نفسها طيلة الوقت بـ إيزلينغ و بدا جوش بخير إلا أنه لم ينس أمر إيزلينغ فقال لـ بيللا :"اتصلت بها هذا الصباح"
و إذ بدا لها متشنجاً سألته :"كيف كانت المكالمة؟"
ــ جيدة فقد قلت لها إنك ستذهبين مكانها و قد وعدتنى بأنها و براين لن يخبرا أحد بأننا لسنا مخطوبين فعلاً.
تابع جوش قائلاً :"إن لم يقولا شيئاً فلن يكون صعب علينا إقناع الآخرين . كل ما تحتاجين إليه هو خاتم تتباهين به و لن يسألك أحد إن كنت فعلاً خطيبتى أم لا"
نظرت بيللا إلى أصابعها . كانت تلبس خاتم فضياً فى يدها اليمنى و لكنه ليس من النوع الذى يمكن أعتباره خاتم خطوبة
استعرضت فى ذهنها كل ما تملك من مجوهرات . لديها الكثير من الأقراط والعقود و لكن القليل من الخواتم . قالت:"ليس لدى خاتم ملائم"
ــ سأشترى لك واحداً
منتديات ليلاس
ألقى نظرة على ساعة يده و نهض بسرعة :"هيا لنذهب و نقم بذلك الآن"
ـ لا يمكنك أن تشترى لى خاتماً!
ــ لِمَ لا؟
ــ حسناً....لا يبدو الأمر لائقاً.
قالت بيللا ذلك وهى تقف و ترتدى معطفها ثم أضافت وهى تفكر بالخاتم الذى كانت إيزلينغ تتباهى به فى العشاء :"لا حاجة إلى شراء خاتم جديد . أين الخاتم الذى اشتريته لـ إيزلينغ؟"
ـت قلت لها إنه يمكنها الاحتفاظ به.
ــ و أحتفظت به؟
بدت بيللا مصعوقة فى حين كان يتحدث جوش بهدوء يثير الأعصاب :"ماذا كنت سأفعل به؟"
ــ كان بإمكانك أن تعيده إلى الصائغ!
أجابها وهو يفتح لها الباب لتخرج من المطعم :"لو فعلت هذا لكانت حقارة منى , ألا تظنين ذلك؟"
ــ لا , لا أظن ذلك.
عندما خرجا حيث الطقس التشرينى البارد ,بدت لها جزر السيشيل فجأة مغرية للغاية.تابعت حديثها قائلة بحدة:"لا أصدق أن إيزلينغ احتفظت بالخاتم بعد الطريقة التى عاملتك بها !لابد أنه كلفك ثروة فعلاً أنت أحياناً لا تعرف كيف تتصرف"
ــ أظن أننى أفضل ذلك على أن يُقذف الخاتم فى وجهى, ثم كات الخاتم يعجبها فلم أمانع بأن تحتفظ به كذكرى منى
حدثت بيللا نفسها بأن تقفل موضوع إيزلينغ متذكرة ما قالته لها كايت. إذا كان جوش يتظاهر باللامبالاة فهذا لا يعنى أنه لا يتألم من الداخل و قد يمون موضوع الخاتم مسألة حساسة . لعله يأمل بأن تعود إيزلينغ إليه عندما تدرك أن الرجال هم فى الواقع نادرون جداً
حاولت بيللا تغير مسار الحديث بعيداً عن إيزلينغ:"كل ما فى الأمر أننى أجد أنه هدر للمال أن تشترى لى خاتماً جديداً!"
ــ لن نشترى اى شئ آخر خلال العطلة . فـ (سى بى سى) تغطى كافة التكاليف . أنظرى من هنا اشترينا خاتم إيزلينغ.
وقادها خلفه رغماً عنها
ــ لا يمكننا أن ندخل هذا المتجر !
فى الواقع أكثر ما أخافها هو عدم وجود أسعار على البضاعة المعروضة . بدا المكان راقياً جداً....و باهظاً جداً . إلا أن جوش لم يبد متوتراً على الأطلاق:"لِمَ لا؟"
ــ قد يتذكرون أنك أشتريت ذلك الخاتم لـ إيزلينغ
ــ هراء . هيا بيللا ادخلى . لابد أن لديهم آلاف الزبائن و يستحيل أن يتذكروننى . لقد مضى أكثر من شهر على مجيئى إلى هنا مع إيزلينغ .

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13471165211.gif

زهرة منسية 08-09-12 05:14 PM


وما أن دخلا حتى رحب به البائع :"طاب يومك يا سيدى . تسعدنى رؤيتك مجدداً . كيف يمكننى أن أساعدك اليوم؟"
همست له بيللا :"أرأيت ؟"
و همت عائدة إلى الباب إلا أن جوش أمسك ذراعها بقبضته الصلبة مرغماً إياها على الدخول
لم يبدُ محرجاً بتاتاً من تعرف البائع عليه و إمكانية أن يسئ فهمه .
قال جوش بكل برودة :"نود شراء خاتم خطوبة"
ــ بالطبع . هل من شئ محدد؟ ماس ربما؟ أو زمرد؟
فهم جوش أن البائع يلمح إلى الخاتم الذى اشتراه لـ إيزلينغ فقال:" لا ليس الزمرد. لقد اشترينا الزمرد فى المرة السابقة"
وابتسم برقة غير عابئ بتاتاً بما يخبئه الصائغ من ملاحظات
دفع جوش بيللا المحرجة إلى الأمام قائلاً هذه السيدة مختلفة جداً . هل لديك ياقوت أزرق جميل؟"
همست بيل عندما ابتعد الصائغ بحثاً عن الياقوت الأزرق محتفظاً بتساؤلااته لنفسه:"لابد أنه يتساءل عما تنوى فعله"
ــ دعيه يتساءل . ليس من شأنه كم خاتماً أبتاع أو لمن أقدمه . وإذا ظن أننى سأعود إلى متجره بشكل منتظم قد يقدم لى حسماً .
عندما عُرضت الخواتم على الطاولة الزجاجية , ذُهلت بيللا لروعتها وتمنت لو أن الأسعار موضوعة عليها لكى تختار على الأقل أزهدها ثمناً
وكما لو أنه قرأ أفكارها قال لها جوش :"لا تختارى الأصغر , إنما الخاتم الذى يعجبك"
ــ لست أدرى....
كانت بيللا مضطربة فقام جوش باختيار خاتم رائع مرصع بالماس و الياقوت.
ــ جربى هذا
و مد يده بحيث لم يكن بإمكان بيللا فعل شئ سوى وضع يدها فيها . حدقت بيللا بالخاتم وقد غمرها دفء أصابعه و شلها خجل مفاجئ . سألها جوش و قد بدا أنه نسى أنه ما زال ممسكاً بيدها :"هل أعجبك؟"
ــ أنه رائع
وابتلعت ريقها بصعوبة و هى تسسحب يدها . ثم همست :"ولكنه باهظ الثمن"
أجابها جوش ساخطاً :"أسمعى بيللا ! هلا توقفت عن التفكير بالسعر. يمكنك ان تعيده إلى فى نهاية الأسبوع و سأبيعه مجدداً إن كان هذا يشعرك بالراحة"
لا, لن يشعرها بالراحة و لكنها قالت :"أفترض ذلك"
ــ حسناً والآن أسترخى و استمتعى به
ثم أمسك خاتم آخر :"ما رأيك بهذا؟"
فى النهاية أختارا خاتماً ناعماً جداً مرصعاً بالياقوت و الماس وراحت بيللا تتأمله يشع فى يدها. لم تلبس يوماً شيئاً مماثلاً . و مقارنة معه ستبدو كل حليها باهتة رخيصة ولكن الآن و قد وضعته فى إصبعها لم تكن واثقة مكن أنها ستتحمل فكرة نزعه من يدها .
قررت بيللا أن تقلق بهذا الشأن لاحقاً فالوقت مازال مبكراً لتخبر جوش بما يختلج داخلها من مشاعر . ولكنه الآن حر و سيكون بجانبها طوال الأسبوع المقبل. والأهم أنها تضع خاتمه فى إصبعها.
ارتفعت معنويات بيللا و ابتسمت عندما عاد إليها جوش بعد ان دفع للصائغ
قالت له :"إنه جميل"
منتديات ليلاس
لم يكن لديها فكرة عن سعره ولكنه حتماً لم يكن زهيد الثمن
وعدته قائلة:"سأنتبه له" قبل أن يتسنى له المجال ليطلب منها ذلك.
فأجابها مبتسماً :"أرجوكِ أفعلى"
إذاً هو حتماً باهظ الثمن
استطاعت بيللا من فوق كتفها أن ترى الصائغ يحدق بهما متأملاً
بم ترأه يفكر ؟ هل خمن أن إيزلينغ تخلت عن جوش و أنها ليست سوى بديلة لها؟
هل يعقل أنه يفكر بأن النساء يسعين للزواج من جوش و أنه هو من النوع الذى يعبث مع النساء؟
و لكن كيف يمكن للصائغ أن يعلم أن مظهره المتحفظ لا يخفى وراءه عابثاً من الطراز الأول؟
قالت لـ جوش وكأنها تنفى شكوك الصائغ :"شكراً يا حبيبى"
لحسن الحظ أن الصائغ لم ينتبه لدهشة جوش و هى تقول له ذلك وتطوق عنقه بذراعيها مبتسمة بإغراء :"سأشكرك كما ينبغى عندما نصل إلى المنزل"
كانت خطة بيللا أن تشكر جوش فقط ولكن الآن و قد وضعت ذراعها حول عنقه بات لديها عذرلئلا تفوت عليها هذه الفرصة . فإذا أرادت ان ينظر الصائغ إلى جوش و يحسده , عليها أن تكمل بقية الخطة . ولم تجد بيللا نفسها سوى بالقرب من جوش تعانقه بشكل لم تعهده يوماً ولم يبد لها الأمر وقحاً أو غريباً على الإطلاق
وشعرت بذراع جوش تشدها نحوه . يبدو انه قرر مجاراتها فى لعبتها و إرجاء الأسئلة إلى وقت لاحق . ولكن المشكلة أن بيللا لم تشأ الابتعاد عن جوش.
وأخيراً تمكنت بقوة خارقة أن تبتعد عنه قبل أن تقع مجدداً تحت تأثير سحره و ترغب فى عناق آخر و لكن هذه المرة كان جوش من رفض الابتعاد عنها.
و تحول العناق إلى ما هو أخطر بكثير لابد أن جوش شعر بالرغبة نفسها ولكنه هو من نجح فى الابتعاد
حدقا ببعضهما لحظة طويلة قبل أن يتمكن جوش من ابتلاع ريقه و استجمع شتات نفسه:"من الأفضل أن نذهب"
و استدار ليشكر الصائغ الذى كان منهمكاً بتوضيب الخواتم و على فمه شبح ابتسامة فى حين جاهدت بيللا لتسيطر على نفسها. وتساءلت كيف ستتمكن من السير من دون الاستناد الى شئ.
ولكن جوش أمسك ذراعها و رافقها إلى الخارج . إلا أنه أفلت يدها بحدة عندما أصبحا بعيدين عن الأنظار .

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13471165211.gif

زهرة منسية 09-09-12 06:59 PM

6 / بين الوهم والواقع
منتديات ليلاس

منتديات ليلاس
ــ هلا قلتِ لى بيللا ما كان كل هذا؟
لاحظت بيللا بشئ من الامتعاض أن تنفسه عاد إلى طبيعته و هو يسألها هذا على عكسها هى.
ــ كنت أحاول فقط أن ألمع صورتك.
ولكن صوتها خرج رفيعاً لاهثاً من حنجرتها.
أخبرت جوش بخطتها للتأثير على الصائغ ولكنها بدت أسخف مما توقعته ولم تفاجأ فى النهاية عندما رأت جوش يهز برأسه عاجزاً عن التصديق.
و قال لها بجفاء :"لا أريدك أن تظنى أن الفكرة لم ترق لى , و لكننى سبق وأخبرته الحقيقة"
ــ فعلت ماذا؟ لماذا؟
ــ كان يتسأل عما يجرى ولما أشأ أن يفكر فى أننى أستغلك.
حان دور بيللا لتغضب الآن :"أنت دوماً هكذا جوش ! أبذل كل جهدى لأحسن صورتك أمام الناس و أنت بكل بساطة تفسد كل شئ !"
و عبست عندما تذكرت ابتسامة الصائغ و هو يفتح الباب لها
ــ لابد أنه ظن أننى غبية لأعانقك هكذا!
بدا جوش يبتسم:"أعتقد أننى زبونه المفضل الآن. لا أشترى من عنده الخواتم الباهظة الثمن فحسب , إنما أقدم له الترفيه المجانى أيضاً"
كم هذا مهين ! ولكنها سرعان استسلمت للضحك , ربما من الأفضل أن تنظر إلى الأمر كله كمزحة . قررت بيللا أن تتوخى الحذر على مشاعرها , وآخر ما تريده هو أن يظن جوش بأنها تحاول أخذ مكان إيزلينغ . فهذا سيجعلها تبدو كأولئك النساء اللواتى يبحثن عن الرجال المحطمى القلوب لاستغلالهم . هى لا تطمح إلى اهتمامه بها فقط , تريد أن تكون قلبه النابض . أن يحبها و يرغب فيها ويحتاجها و يريدها وأن يشعر بأنها المرأة الوحيدة التى يمكن أن تكمل حياته ويدرك مثلها بأن ما كان يبحث عنه كل تلك السنوات كان أمامه طيلة الوقت .
ولكن على جوش أن يدرك ذلك من تلقاء نفسه و بإنتظار ذلك عليها أن تتحلى بالصبر.....و الحذر أيضاً كما نبهتها كايت .
عندما رأى جوش

منتديات ليلاس

زهرة منسية 09-09-12 07:05 PM


عندما رأى جوش حجم الحقيبة التى تحملها بيللا صباح الاثنين سألها مذهولاً :"هل تدركين اننا ذاهبان لأسبوع فقط؟"
نظرت بيللا بدورها إلى حقيبة اليد التى يحملها و أجابته بسؤال آخر:"وهل تدرك أنت أننا ذاهبان لكثر من خمس دقائق؟"
تدخلت فيبى لتوقف الشجار و هى تقفل صندوق السيارة :"أيها الولدان لا تتشاجرا!"
كانت قد عرضت ان تقلهما إلى المطار فى طريقها إلى (ديفون) لتجرى مقابلة مع امراة تدعى أنها تفهم لغة الهررة و هو أمر مسل ولكن ليس بقدر تمضية أسبوع فى جزر السيشيل!
قبلت جوش وعانقة بيللا قائلة:"استمتعا بوقتكما, جميعنا نأمل أن تتحول خطبتكما المزعومة هذه إلى خطوبة حقيقية . عندئذٍ يمكننا أن نقيم حفلة عند عودتكما"
نظر جوش إلى حجم حقيبته مقارنة مع حقيبة بيللا و قال لـ فيبى :
ــ يكفى أن تلقى نظرة على ما يراه كل منا ضرورياً لعطلة أسبوع لترى أننا غير مناسبين إطلاقاً لبعضنا البعض.
ــ هناك ما هو أهم من الأمتعة
و غمزت فيبى صديقتها التى كانت تنظر إليها شزراً لتلميحاتها المبطنة تلك ولكنها تجاهلت نظراتها تلك و ودعتها قبل أن تعود إلى سيارتها و تبتعد تاركة منتديات ليلاس جوش و بيللا أمام قاعة المطار مع حقيبيتهما غير المتناسقتين
قال جوش بحذر :"أفترض أننا سنسمع الكثير من هذا الكلام "
تنهدة بيللا مجيبة :" أخشى ذلك. ما كان علىّ أن أخبر كايت و فيبى بأننى سأرافقك بدلاً من إيزلينغ . فهما الآن مصممتان على أنه سينتهى بنا الأمر بالزواج كما حصل معهما"
كان هواء الخريف يعصف بشعرها فأبعدته عن وجهها وهى تنظر إليه متابعة كلامها:"هذا سخيف طبعاً و قد قلت لهما إن هذا غير وارد . ولكن أنت تعرفهما . أنا سعيدة لأنك قلت ما قلته عن عدم تناسبنا"
ــ ولكن يبدو أن كلامى لم يؤثر كثيراً على فيبى.
ـت حسناً سيدركان سخافة فكرتهما عندما نعود كما كنا سابقاً
ــ صــحــيـــح
ولكن المشكلة أنه لم يستطيع أن يتذكر كيف كانت الأمور قبل أن تعانقه بيللا يوم السبت . وكيف سيتذكر كيف كانا سابقاً , بعد أسبوع سيقضيانه فى الغرفة نفسها؟
مجرد التفكير بالأمر أربك جوش و تمنى لو أن بيللا لم تعانقه . فهو لم يكن مستعداً لذلك العناق ,إلا أنه وجد نفسه يشدها إليه رافضاً الابتعاد عنها . ومازال بإمكانه الشعور بدفئها و رقتها . ولم تستطيع حتى الآن الخروج إخراج ما جرى من ذهنه إلا أنه عليه المحاولة
ألقى نظرة سريعة عليها.كانت تحتضن ذراعيها لتحمى نفسها من البرد فى حين كان شعرها الطويل الذهبى يتطاير على وجهها . أجل , هذه هى بيللا جميلة كعادتها و لكن مرتدية ثياباً غير مناسبة بتاتاً للسفر .ففستانها قصير جداً و كل ما يمكن أن يقيها البرد هو سترة صوفية ناعمة. و كانت تنتعل بقدميها صندلاً مزيناً بالجواهر المزيفة . يا لغربتها !
ولكن لا شك أن كل ما ترتديه بيللا رائع الجمال مهما يكن غير مناسب. لا سيما أنها تتمتع بساقين طويلتين رائعتين و عينين زرقاوين آسرتين . أرغم جوش نفسه على النظر بعيداً . لطالما كانت جميلة طبعاً . ولكنه كان يتمنى الآن أن يكف عن ملاحظة جمالها . ففى النهاية هى صديقته وعلاقتهما مبنية على الشخصية وليس على المظهر .
قالت:"كلانا يعرف كيف هى الأمور . أنا أعرف أنك مغرم بـ إيزلينغ و أنت تعرف عن ويل....لا مجال لسوء التفاهم"
لا , لا مجال لسوء التفاهم
قال جوش عندما رآها ترتجف :"هيا بنا لندخل"
و مد يده ليحمل حقيبتها:"بحق الله بيللا ! ماذا وضعت داخل هذه الحقيبة؟"
ــ بعض الحاجات الضرورية
ــ ولكنك ستتشمسين على الشاطئ . كم يمكنك أن ترتدى من الملابس فى اليوم التالى؟
ــ ليست ملابس فقط . عليك أن تحترس من أشعة الشمس هذه الأيام . فهى تلحق ضرراً كبيراً بالبشرة والشعر , فأحضرت كل أنواع الكريمات المرطبة و الواقية من الشمس التى قد أحتاجها .
استمرت بيللا تثرثر أثناء أنتظارهما أمام مكتب تدقيق الأوراق و كان جوش واعياً تماماً لقربها منه و هى تسرح شعرها المتطاير على وجهها. بالكاد أستطاع أن يواكب ما يقوله , إذ كان ذهنه شارداً فى ذلك العناق الرائع.
ــ حسناً كفى حديثاً عن هذا الموضوع .
قالت بيللا ذلك ثم مدت يدها إلى ذراعه و نظرت بعينيها الزرقاوين العميقتين :"كيف تشعر جوش؟"
كيف يشعر ؟
يشعر بقشعريرة غريبة تجتاحه كلما لمسته . وبالاضطراب لمجرد التفكير بعناقها , كما يشعر بالذنب كلما جنح ذهنه فى التفكير فيها .
قال أخيراً بصوت أجش :"بخير"
ــ كنت أعرف أنك ستقول ذلك. و لكن لا داعى للتظاهر معى. كيف تشعر فعلاً ؟ هل تخشى رؤية إيزلينغ مع براين ذاك أو مهما كان أسمه؟
أنقبض جوش عند التفكير بـ إيزلينغ . فى الواقع هى الحجة المثلى التى تبرر شروده هذا الصباح.
قال :"لا يمكننى الادعاء بأننى أتحرق شوقاً لذلك"
دست يدها فى يده و عندما نظر إليها كانت عيناها الزرقاوان تنضحان دفئاً وتعاطفاً
ــ أعرف أن الأمر سيكون صعباً ولكن لا تنس أننى هنا إلى جانبك
جف حلق جوش فجأة و ضغط على يد بيللا رغماً عنه :"شكراً بيللا . فأنت صديقة رائعة"
ــ سوف أبقى دائماً كذلك.
قالت ذلك و ارتسمت على ثغرها ابتسامة مرتجفة
عندما وصلا إلى مكتب التسجيل اضطر جوش لإفلات يدها و انتابه إحساس مزعج لذلك و لكنه مضطر لفعل ذلك.
عليه أن يتمالك نفسه , فعليه ان يكون خبيراً فى التعامل مع الحالات الصعبة. المشكلة أنه من السهل معرفة ما يجب فعله لإنقاذ زميل وقع فى حفرة من الجليد أو نقل صديق إلى المستشفى و إن كان عالقاً فى الأدغال على بعد أميال من أقرب بلدة.
حتى الفوز بعقد (سى بى سى) كان سهلاً للغاية مقارنة مع الإحساس المفاجئ بالتوتر الذى تملكه إزاء رفيقته المفضلة زهرة منسية . لم يكن جوش يحب أن يفقد السيطرة على نفسه . هو معتاد على تدريب الموظفين على تحليل الأوضاع و تقييم المخاطر المحتملة و التواصل بشكل فعال بغية حل المشاكل و لكنه عاجز عن التعامل مع هذا الوضع.
ناول بيللا جواز سفرها ثم تنحنح قائلاً :"هيا نبحث عن الآخرين لعلهم فى المقهى"
كانت بيللا أول من لمح إيزلينغ فلكزت جوش بمرفقها و سارعت تتأبط ذراعه مستعدة للحرب الوشيكة.
لقد عرف جوش تلك النظرة المشاكسة فى عينيها التى تجعل المر يسر بوجودها قربه.
ذكرها قائلاً:"وعدتينى بأن تحسنى التصرف , تذكرى بأن لدينا عقداً يجب أن نفوز به"
ــ طـــبــــعــــاًمنتديات ليلاس
ولكن جوش لم يثق تماماً بالابتسامة التى بادرته بها, إذ كان منهمكاً بالتفكير فى الطريقة التى ستتصرف بها بيللا بحيث التقى وجهاً لوجه مع إيزلينغ قبل أن يتسنى له الوقت ليفكر فى ما عساه يشعر عندما يواجه المرأة التى كان يخطط للزواج بها قبل ثلاثة أيام . وقد استغرب جوش أنه لم يشعر بشئ على الإطلاق . عانق إيزلينغ محيياً :"مرحباً تبدين جميلة"
و كان ذلك صحيحاً . فهو لم يرها على هذا القدر من الجمال من قبل . كانت تشع سعادة . ولو كان جوش بحاجة إلى ما يقنعه بأن إيزلينغ أتخذت القرار الصائب فنظرة واحدة إليها الآن كافية فهى لم تكن يوماً سعيدة هكذا معه مثلما هى الآن مع براين
وكما توقع كانت إيزلينغ ترتدى ثياباً أكثر تعقلاً من ثياب بيللا تجمع بين العملية و االأناقة .
حيته إيزلينغ بدورها :"مرحباً جوش, كيف حالك؟"
لقد بدأ فعلاً يسأم من هذا السؤال . ولكنه أجاب مجدداً :"بخير", برغم من انه كان يشك ان تصدقه إيزلينغ أكثر مما فعلت بيللا . إلا أنه كان فعلاً بخير. لِمَ لا تستوعبان ذلك؟
كان يشعر بــ بيللا تغلى غضباً بالقرب منه و لكن بدا أنها تسيطر على نفسها جيداً
ــ تتذكرين بيللا . أليس كذلك؟
قالت بيللا بصوت بارد :"مرحباً إيزلينغ"
و لم يكن بالإمكان القول إن نبرة إيزلينغ كانت أكثر دفئاً و هى ترد عليها التحية .
قالت بصوت عالٍ لكى يسمعها الآخرون :"تهانينا! سمعت أنك و جوش خطبتما للتو ! يا لهذه الرومانسية المفاجئة!"
تشابكت نظرات المرأتين و قالت بيللا :"لقد لزمنا فى الواقع أربعة عشر عاماً لندرك كم أننا نحب بعضنا"
ــ من الجيد أنكما أدركنما ذلك فى الوقت المناسب لتشاركا فى رحلة السيشيل
توتر جوش عند سماع هذا التعليق و لكن بيللا استطاعت أن تبتسم ابتسامة كاذبة :"أرأيت ؟ لا يمكننى أن أخبرك كم انا متحمسة"
ثم استدارت نحو الرجل الواقف إلى جانب إيزلينغ. كان طويل القامة وسيم الشكل إلى حد ما و مزهواً بنفسه , كما لاحظ جوش . إنه النوع الذى يعجب بيللا , وجد نفسه يتفحصها بقلق لكنها صافحت براين بابتسامة باردة.
و همست لـ جوش و هى تبتعد لتتعرف على الآخرين:"أراهن على أن هذا ليس أسمه , ألق نظرة على جواز سفره إن استطعت"
تبعها جوش قائلاً :"وعدتينى بأن تحسنى التصرف: ولكنه لم يستطيع إلا ان يبتسم
كان الكل مجتمعاً فى المقهى و مع أن كل اللذين يعملون فى (سى بى سى) يعرفون بعضهم البعض , إلا أن أزواجهم كانوا غرباء و بدا من الصعب المباشرة بأى حديث.
و لكن الأمور تغيرت كثيراً عندما انضمت بيللا إلى المجموعة . فلطالما كانت بارعة فى حث من حولها على الضحك ولاسترخاء.
و أول من مارست سحرها عليها هى زوجة أحد المدراء التى بدت خجولة جداً فى البداية و سرعان ما تأقلمت معهم . ربما لا تتمتع بيللا بالمهارات الضرورية لتعيش فى العراء و لكنها حتماً بارعة جداً من الناحية الاجتماعية.
وجد جوش مقعدين من الناحية الأخرى حيث يجلس براين و إيزلينغ اللذان كانا يتحدثان إلى أحد مدراء (سى بى سى) و زوجته و كان قد بدأ يسترخى إلى أن لاحظ بيللا تجلس إلى جانبه و راحت تتفحص براين خلسة من تحن أهدابها منتديات ليلاس
أول ما تبادر إلى ذهن جوش هو انها وجدت براين جذاباً , فسألها مشاكساً:"لِمَ لا تنفكين عن التحديق بـ براين؟"
دنت بيللا نحوه مجيبة :"إننى أحاول أن أتخيله كرجل ذى شخصية"
همسها فى أذنه سحره.
ثم عادت تمعن التحديق فى براين:"لا أفهم كيف يمكن لـ إيزلينغ أن تتركك من أجل رجل مثله!"
ــ إنها مغرمة به
ــ نعم هذا واضح . إنها مشرقة وكل من يراها يدرك أن هذا بفضله إلا أننى لست أرى السبب . هذا كل شئ تتبع جوش نظراتها , الآن و قد عرف أن بيللا غير مهتمة به, أصبح بإمكانه أن يتفحص الرجل الآخر . فقال لها على سبيل الشرح :"إنه وسيم جداً"
ــ أفترض ذلك.
و لكن بيللا لم تبدُ مقتنعة فنظر إليها جوش متفاجئاً.
ــ ظننت أنه من النوع الذى يعجبك.
بدت مذهولة :"حقاً؟"
ــ لديه تلك النظرة التى تعجبك. عليك أن تقرى بأنه يشبه ويل الذى بدوره يشبه كل من خرجت برفقتهم .
حدقت بيللا مجدداً بـ براون :"هو لا يشبه ويل إطلاقاً لا من قريب أو بعيد"
حتى جوش لم ير فيه شبه لـ ويل و لكنه تذكر فى الوقت المناسب أن بيللا مغرمة بذلك الرجل . عليه أن يكون أكثر لباقة فعلاقتها الفاترة بـ إيزلينغ لم تصل إلى درجة الهزء بها . مع أنها قادرة على ذلك.
ــ إذاً براين ليس من النوع الذى يعجبك؟
نظرت إليه بعينين جادتين :"لا, ليس من النوع الذى يعجبنى إطلاقاً"
أدرك جوش ذلك الإحساس الغريب الذى تملكه و هو ينظر فى عينيها , فابتلع ريقه و قال بصوت غريب:"جيد"
لو لم يكن حوش من النوع الذى يمرض أبداً لظن أنه مرض . فعلى الأقل يمكن لهذا أن يبرر انزعاجه و عدم قدرته على التركيز . هز رأسه قليلاً عله يجد السبب و لكنه كان متعباً أكثر مما كان يظن.
استدارت بيللا وعرفت عن نفسها إلى المرأة الجالسة بجانبها .
قالت صديقة بيللا الجديدة :"كنت اتامل خاتمك"
و عندما نظر إليها جوش عن كثب , أدرك أنه التقاها من قبل . ما كان أسمها؟ سو؟ سارا؟ لا, سالى لقد تذكر الآن
قالت سالى:"إنه جميل . هل خطبتما منذ فترة طويلة؟"
ــ لا. فى الواقع عقدنا خطبتنا نهار الجمعة الفائت.
ــ آه كم هذا رومانسى!
ــ حسناً أوافقك الراى و لا أوافقك. لقد علافنا بعضنا منذ زمن لذا لم نتسرع إطلاقاً.
ــ ما الذى جعلكما تقرران الزواج الآن؟
ألقت بيللا نظرة سريعة إلى جوش ثم قالت ببطء :" كان الأمر غريباً. نظرت إليه ذات يوم وعرفت أننى أريد أن أمضى بقيت حياتى معه, وأن الصداقة لم تعد كافية بيننا"
منتديات ليلاس
ابتسمت سالى:"و هل شعر جوش بالشئ نفسه؟"
كانت ابتسامة بيللا متكلفة بعض الشئ :"عليك أن تسأليه هو"
فكر جوش بمرارة أنها تبدو مقنعة جداً و شعر بارتياح كبير عندما أت ت إيزلينغ و أخذته بعيداً عن الآخرين.
ــ أردت فقط ان أشكرك على موقفك جوش كان بإمكانك أن تصعب علىّ مسألة المشاركة فى الرحلة مع براين لو أردت ذلك.
ــ لا داعى للشكر
كان من الصعب على جوش أن يصدق أنه كان يخطط لتمضية بقية عمره مع هذه المرأة , إذ لا يشعر بشئ حيالها الآن.
تابع قائلاً :"نحن فى النهاية لا نزال نعمل معاً و أريد أن يتمكن كلانا من التركيز على كسب ذلك العقد . فليس عملك وحده رهنا به"
بدت إيزلينغ مذهولة بعض الشئ لهذا الموقف المتفهم , إذ كان يُفترض به أن يكون مفطور القلب بسبب نبذها له.
ــ أريدك أن تعرف بأننى لم أقصد إيذاءك يوماً.
ــ لا تقلقى بهذا الشأن . يسرنى أنك تبدين سعيدة.
ــ أنا كذلك. و آمل أن تكون سعيداً أنت أيضاً.
نظر جوش رغماً عنه إلى بيللا التى كانت مستغرقة فى الحديث مع سالى غافلة عنه تماماً
تابعت إيزلينغ نظراته وقالت:"أتعرف جوش؟ لو تزوجت بك لكانت غلطة كبيرة فـ بيللا ستكون دوماً حاجزاً بيننا"
ــ بيللا لست هكذا على الإطلاق.
ــ ربما و لكنها ستبقى دوماً هكذا و بصراحة لم أتفاجأ إطلاقاً عندما قلت أنك ستصطحبها بدلاً منى . فلطالما كنت واثقة بأنك مغرم بها أكثر مما تود الإقرار به.
و كان جوش تلقى صدمة على رأسه . إذ تملكه فجأة إحساس بالدوار. و أجابها بعد تردد :"هذا هراء ! أنا و بيللا مجرد أصدقاء . لطالما كنا كذلك و سوف نبقى. لقد رأيتنا معاً إيزلينغ . و أنت تعلمين أن لا مجال لأى شئ آخر بيننا"
ابتسمت إيزلينغ قليلاً و هى تقف فى مكانها :"هل أنت واثق؟"
حدق جوش بها. مغرم بـ بيللا ؟ لا هذا لا يُعقل . إيزلينغ لا تعى ما تقول . هو طبعاً يحب بيللا و لكن كشقيقة له ليس أكثر.
و لكنه لا يعرف أبداً أن أخته موجودة فى الغرفة من عطرها . ولا ينام و أما عينيه صورتها و مهما كان حبه لها قوياً فهو لا يشعر بحال أفضل لمجرد عِلمه بحضورها . كما هى الحال مع بيللا . آه ! إنه فعلاً مغرم بها.
شعر جوش و كأن العالم انهار فجأة من حوله تاركاً إيته يتخبط و يجاهد ليبلغ بر الأمان حيث بيللا هى نفسها الفتاة التى تعرف إليها ذات يوم على مقاعد الدراسة
منتديات ليلاس
متى حصل هذا؟هل تغيرت هى؟ أم هو من تغير؟
قطعت عليه بيللا أفكاره :"ماذا كانت تريد إيزلينغ؟"
حدق بها جوش شارداً:"أرادت فقط....."
أن تفسد حياته , ان تزعزع عالمه, ان تجعله يشك فى كل ما ظن انه يشعر به تجاه صديقته المفضلة.
ــ ....أرادت فقط ان تشكرنى.
و من حسن حظه أن صوته بدا طبيعياً إلى حد ما
ـ علام ؟
ـت على تفهم شعورها حيال براين. قالت إنها ممتنة.
ــ هذا أضعف الإيمان.
قالت بيللا ذلك متذكرة خاتم الزمرد الذى كانت إيزلينغ لا تزال تتباهى به . ولكن يبدو . ولكن يبدو أن الحديث الذى دار بينهما كان حميمياً و بدا جوش مصدوماً عندما ابتعدت إيزلينغ فسألته:"هل قالت شيئاً آخر؟"
تردد جوش قبل أن يجيب :"قالت إنها لو تزوجت بى لكانت غلطة فظيعة"
ــ طبعاً ستقول ذلك, ولكنها ليست الوحيدة التى تظن هذا . فبينما كنتُ أتحدث مع سالى , قالت إنها عملت معك مرتين و إنك تعجبها , لكنها لم تحب إيزلينغ يوماً أثناء وجودها فى (سى بى سى) . وقالت إنها سمعت شائعات عن خطبتكما و هى سعيدة للتعرف إلىّ و إكتشافها أن الأمر غير صحيح.
ــ ماذا قلتِ لها ؟
حان دور بيللا لتتردد الآن:"حسناً....ظننت أنه من الأفضل ان أجعلها تظن بإنها أساءت الفهم, فقلت لها إنك لطالما كنت لىّ"
وضحكت لتظهر له بأنها لم تكن تعنى ذلك فعلاً . ولكنها ارتكبت غلطة عندما نظرت فى عينى جوش مجدداً و رأت تعبيره البائس , وكاد قلبها يتوقف للحظة . فهى لم ترى جوش يوماً هكذا.
ــ ها أنت بخير؟
ــ أجل....كنت أفكر فقط فى أمر قالته إيزلينغ....
و توقف عاجزاً عن إكمال جملته. فتملك بيللا إحساس بالخجل و الذنب. ماذا أصابها ؟ كيف تمزح فى مسألة علاقتهما و تعلق بشكل ساخر على إيزلينغ فى حين أن جوش يشف تماماً منها؟ لقد نسيت كيف يمكن أن يشعر لمقابلته إيزلينغ مجدداً. صحيح أنه بدا هادئاً و متمالكاً لإعصابه إلا أن هذا لا يعنى انه لا يعانى بقدر ما يبدو عليه .
ــ أن آسفة جوش.
ذلك التعبير الغريب لمع فى عينيه مجدداً :"الذنب ليس ذنبك"
ما الذى قالته له إيزلينغ؟ هى ليست عديمة الإحساس لتسأله هذا , ولكن لابد أن شيئاً ما حدث لكى يبدو جوش هكذا . وهى لا تستطيع أن تتحمل فكرة أن يتعذب أمامها . حاولت أن تطمئنه واضعة يدها على ركبته:"سيكون كل شئ على ما يرام جوش"
نظر إليها جوش بشكل غريب : " أتظنين ؟ "

مـنـتـديـات لــيــلاســـ



زهرة منسية 09-09-12 07:09 PM


كان الفندق يطل من جهة على منتديات ليلاس منظر جبلى رائع و من الجهة الأخرى على شاطئ رملى مذهل. ولم تستطيع بيللا إلا أن تفغر فاها عند رؤيته , فبعد مشهد لندن التشرينى , كان من الصعب أن تصدق بأن ما تراه هنا حقيقى.
تولى أحد الباصات نقلهم من المطار إلى حانة استوائية مؤثثة بالخشب ومطلة على البحر. و هناك رحبت بهم ممثلة عن (سى بى سى) تدعى كاسندرا ثم راحت تدون أسماء الحاضرين
ــ جوش كينغستون.
ــ هنا
ــ آه ! ها أنت . وهل هذه زوجتك ؟
ــ بل خطيبتى , بيللا ستيفنيسن.
ابتسمت كاسندرا و أثنت على خاتم بيللا :"كم هو رائع !"
و بدورها مدت يدها تريها خاتمها :"سأتزوج السنة المقبلة . يمكننا أن نجلس معاً و نتبادل بعض الخبرات"
ابتمست بيللا بتهذيب :"لم نبدأ بعد بالتفكير فى مسألة الزواج . لقد خطبنا للتو"
ــ يمكننى إذا أن أعطيكما أفكاراً كثيرة . لدى مجلات يمكنكما قراءتها على الشاطئ .
ماذا عساها تجيب؟ لن تحتاج إلى أى مجلات عن الزواج ؟
منتديات ليلاس
بدت كاسندرا سعيدة متحمسة للأحاديث النسائية الطويلة التى ستجمعها مع بيللا’ وقالت للثنائى الجديد:"ستحبان غرفتكما كثيراً . إنها رومانسية للغاية!"
إنها فعلاً رومانسية...أو لكانت كذلك فى ظروف مختلفة.
كانت الغرفة رائعة و تضم شرفة تؤدى إلى الشاطئ . ولكن أول ما لفت انتباه بيللا كان السري المزدوج الضخم و الأزهار المغرية المبعثرة على الوسائد.
قالت لـ جوش و هى تجيل النظر فى الغرفة :"رومانسية جداً , كانت كاسندرا محقة"
كانت تحاول أن تتصرف بعفوية و تأخذ الأمور بتسلية و لكنها لم تكن واثقة من قدرتها على ذلك.
لم يجب جوش على أى من تعليقاتها و عندما رمقته من تحت أهدابها بدا لها قلقاً و بالكاد سمعها . من الواضح أن محاولاتها لتخفيف التوتر لم تنجح فسكتت.
منتديات ليلاس
لابد أن حديث كاسندرا عن حفلات الزفاف و الغرف الرومانسية ذكره بما كانت الأمور لتكون لو أن إيزلينغ لم تتركه.
لقد أملت بيللا أن تكون الأمور أسهل عند انتهاء الرحلة . إذ كان الجلوس إلى جانب جوش و عدم إمكانية لمسه أشبه بكابوس بالنسبة لها,فهى لم تستطيع أن تنزع عينيها عنه.حاولت التركيز على الكتاب الذى تقرأه ولكن عينيها بقيتا تنحرفان إلى ذلك الوجه الوسيم و ذلك النبض الخافق فى حنجرته.
و كل مرة كانت بيللا تشيح بنظرها , كانت تجد نفسها تنظر مجدداً إلى كتف جوش و معصمه و يديه القويتين و كل جزء منه , حتى تذوب رغبة فيه.وكم رغبت فى الدنو منه و معانقته.
سيطر عليه التعب و فى كل مرة كانت ترغم نفسها على قراءة الصفحة نفسها من كتابها . ولابد أنها فى مرحلة ما غفت رغماً عنها , لأنها عندما تحركت و فتحت عينيها قليلاً و جدت رأسها مستنداً إلى كتفه. و يبدو ان جوش لم يتوان عن وضع ذراعه حولها مسوياً من وضعيتها.
قاومت بيللا الرغبة فى الأقتراب منه أكثر و عزمت على عدم الحراك . ولكن عندما رفعت عينيها رأت أن فك جوش كان متصلباً و كان يحدق شارداً بالمقعد الذى أمامه. فسوت من جلستها مبتعدة عنه.
أياً يكن ما قالته إيزلينغ فقد طاله فى الصميم . وعليها أن تمنحه الوقت لتقبل فكرة فقدان إيزلينغ . لذلك عليها أن تبتعد قليلاً عنه بدلاً من تذكيره باستمرار بأنه برفقة المراة غير المناسبة.
ألقت بيللا نظرة شك إلى السرير . لم تكن تعرف كيف يمكنها الابتعاد هذه الليلة فالسرير ليس ضخماً بما يكفى.
تنهدت بحسرة : فلتقلق بهذا الشأن عندما يأتى حينه, فلا داعى لتخيل ما كانت الأمور لتكون عليه لو كانا حبيبين , او زوجين , يتشوق كل منهما ليكون بمفرده مع الآخر....
لذلك عليها أن تنتظر و فى هذه الأثناء عليها أن تدع جوش و شأنه

منتديات ليلاس

نهاية الفصل
قراءة ممتعة emn

زهرة منسية 11-09-12 09:18 PM

7 / المرأة الشعلة
منتديات ليلاس



بالكد نظر جوش إلى السرير . فتح واجهة الشرفة يتأمل البحر عبر أشجار النخيل و كأن هذا كافياً ليجعل بيللا تشعر بالضيق. فهى لا تحتمل رؤيته تعيساً بهذا الشكل.
خرجت بهدوء إلى الشرفة لتنضم إليه و بقيا لفترة يتأملان أشعة الشمس المنعكسة على صفحة المياه بصمت. إلى أن قالت بيللا أخيراً :"أنه مشهد جميل , أليس كذلك . ما رأيك بجولة سياحية؟"
ــ ليس الآن أفضل أن أستحم
ــ حسناً سأتركك.
بدا الأمر وكأنه يحاول تجنبها عمداً. و حدثت بيللا نفسها بأنه من السخف أن تشعر بالألم و الإهانة .فارتدت ثوب السباحة وراحت تدهن جسمها بواقى الشمس.
و لم تخجل بيللا يوماً من المرور أمام جوش على الشاطئ بهذا الشكل فقد رآها بثياب السباحة آلاف المرات.
ولكن هذا كان قبل و ليس الآن, فالآن كل شئ يبدو مختلفاً.
راحت بيللا تبحث فى حقيبتها إلى أن عثرت على رداء حريرى شفاف لفت به نفسها قبل أن تعود إلى الشرفة
قالت محاولة أن تبدو طبيعية :"أراك لاحقاً"
ـــ حسناً
قال جوش هذا وراقبها تختفى وراء أشجار النخيل لتظهر بعد لحظات على سجادة الرمال البيضاء . حلت بيللا الثوب الشفاف و توجهت إلى المياه حيث كانت أشعة الشمس تنعكس على المياه و على بشرتها.
نظر جوش إلى يديه المرتجفتين , رباه ! كيف سيتمكن من إكمال هذا الأسبوع؟
كل هذا بسبب إيزلينغ . لو لم تقل شيئاً و أبقت فمها مقفلاً لاستمر كل شئ على حاله , لبقى حائراً بشأن إحساسه الجديد هذا تجاه بيللا , و كان بإمكانه أن يقنع نفسه بأنه غاضب فقط بسبب رفض إيزلينغ له.
أما الآن فلا يمكنه ذلك, لقد أتضح كل شئ , فلو لم تضع إيزلينغ إصبعها على الجرح لما فكر طويلاً فى عمق مشاعره و لطالما أنه كان يقنع نفسه بأنها مجرد صديقة , كان كل شئ على ما يرام ولكن الآن و قد أصبحت الحقيقة أمامه لم يعد يستطيع إنكارها : هو لا يحب بيلا فحسب و إنما يريدها و يحتاجها ويرغب فى اكتشافها و معانقتها و أمتلاكها.
منتديات ليلاس
إلا أنه لا يستطيع أن يذهب بتفكيره فى هذا الاتجاه . فقد كانت بيللا واضحة جداً عندما قالت إنها رافقته إلى هنا لتسانده كرفيقة ليس إلا .
وهو لا يستطيع استغلالها بالاعتراف لها بحبه فلن تصدقه . ولو لم تقرر إيزلينغ أن حبها لـ براين أقوى من أن تقاومه لتزوجها.
لطالما بدت خطبتها غريبه بالنسبة إلى جوش . صحيح أنه أقتراح إيزلينغ بأن يتزوجا بدا منطقياً فى حينه لكنه الآن فهم أن إيزلينغ كانت تحاول أن تنسى براين. الحمد لله أن الحقيقة ظهرت قب فوات الأوان .
أما الآن فلا يستطيع التفكير فى أى شئ سوى بيللا و ابتسامتها و حركتها و دفئها و لمعان بشرتها و شعرها و بريق عينيها و تلك الضحكة الرائعة و ذلك العطر الذى يعبق كلما مرت أمامه لقد تطلب منه عدم لمسها جهداً بطولياً و هى نائمة على كتفه فى الطائرة و يفترض به الليلة أن ينام إلى جانبها و يدعى بأنها مجرد رفيقة. كيف سيفعل هذا؟

منتديات ليلاس


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13473908441.gif

زهرة منسية 11-09-12 09:23 PM


العقد! أقنع جوش نفسه بأن يركز على تلك الصفقة . فهو هنا بداعى العمل , وإذا ركز بما يكفى على كسب ذلك العقد , ربما سيتمكن من السيطرة مجدداً على أفكاره . سيكف عن التفكير فى النوم بالقرب من بيللا ليلاً و ما ستكون عليه الأمور لو عانقها . وعندئذٍ سيتذكر أنها مجرد رفيقة عزيزة رافقته إلى هنا لأنها تشعر بالآسى عليه ليس إلا .
فى وقت لاحق عندما وجدته بيللا كان جالساً فى المقهى مع إيزلينغ و الأوراق أمامهما مبعثرة على الطاولة . فبعد أن أدرك جوش عدم جدوى أنتظار عودة بيللا أرغم نفسه على الخروج من غرفته فالتقى بـ إيزلينغ . وإذ كانت بمفردها هى الأخرى أغتنما الفرصة لوضع خطة العمل لهذا الأسبوع و تحديد النقاط التى يجب القيام بها و أى مدراء يجب التعرف إليهم و التقرب منهم بشكل خاص.
شعر جوش بحال أفضل فالاستحمام والعودة إلى العمل كانا ما يحتاجه بالضبط و لحسن الحظ أن إيزلينغ كانت متحمسة لمتابعة أمور العمل , فلم يستغرق منهما وقتاً طويلاً إعادة إحياء علاقتهما المهنية . فى الواقع كان من الصعب أن يتذكرا ما إذا كان بينهما أساساً أى علاقة من نوع آخر.
كان جوش يهنئ نفسه على هذا التقدم الذى أحرزه عندما دخلت بيللا إلى الحانة حافية القدمين . كانت لا تزال ترتدى ذلك الرداء الشفاف فوق ثوب السباحة و شعرها المبلل يتدلى على ظهرها . وكان برفقتها مجموعة أصدقاء تعرفت عليهم على الشاطئ , كانوا يضحكون من دون ان يلاحظوا إيزلينغ و جوش الجالسين فى الزاوية
لم يتعرف جوش إلى أى ممن كانت برفقتهم ولكنه أدرك تلك النظرة الوقحة فى عيونهم و هم ينظرون إلى بيللا . يجب عليها أن تصعد إلى الرغفة و تبديل ثيابها .
قال لـ أيزلينغ :"عفواً , ماذا كنت تقولين؟"
حاولا مواصلة العمل و لكن كان من الصعب التركيز فى حين أن الآخرين يستمتعون جداً بوقتهم . و بعد أن شرب الجميع المرطبات توجهوا إلى طاولة مطلة على الشاطئ , وعندئذٍ فقط لمحت بيللا جوش و إيزلينغ.
توقفت هامسة بعض الكلمات لأصدقائها الجدد ثم توجهت حافية القدمين نحو إيزلينغ فسألتها ببرودة :"أين براين؟"
ــ أنه نائم. هو معتاد على السفر فى فئة رجال الأعمال و لم يرتح كثيراً فى نقاعد الفئة الاقتصادية تلك.
أجابت بيللا ساخرة بعض الشئ :"كم هذا فظيع! ولكن يفاجئنى أنكما لم تختارا الفئة الأخرى أن كانت الأمور بهذا السوء"
أجابت إيزلينغ بنفس اللطف الكاذب:"أحد أهداف هذا الأسبوع هو بناء روح الجماعة . ورأى براين أنه بصفته مديراً عاماً لن يبدو داعماً جداً إن لم يسافر مع بقية المجموعة"
لم تتأثر بيللا كثيراً بتضحية براين , بل اكتفت بالنظر إلى جوش و القول :"يبدو أنكما تعملان , لذا لن أزعجكما . أراكما لاحقاً"
ابتعدت بيللا و تبعتها عينا جوش إلى أن وصلت إلى أصدقائها الجدد . وهناك تنحى رجلان على الكنبة لكى تجلس بيللا بينهما .
تنهدت إيزلينغ :"لِمَ لا تفصح لها عن شعورك بكل بساطة؟"
ــ ماذا تقصدين ؟
ــ أنظر إلى نفسك , لا تستطيع أن تنزع عينيك عنها . قل لها ببساطة إنك تحبها.
ــ لا أستطيع إنها مغرمة برجل آخر . وحتى لو لم تكن كذلك لا أريد أن أخاطر بصداقتنا.
نظرت إيزلينغ إليه بدهشة :"هذا غريب ! لقد أمضيت معظم وقتك تخاطر بحياتك و تغامر . ولا أظنك جباناً على الصعيد العاطفى . كنت مستعداً للمخاطرة عندما قررت الزواج بى"
ــ الأمر مختلف .
ــ ألا تستحق بيللا المخاطرة ؟
راح جوش يحدق شارداً حوض السباحة حيث كان بعض السباحين يلعبون البولو:"إنها أكثر أهمية بالنسبة لى من أن أخاطر بأى شئ . لا أريد أن أخسرها"
ــ ربما هى تشعر بالأمر نفسه. هل فكرت فى ذلك؟ من الواضح أنها لا تحبنى إطلاقاً و أظن أنها تشعر بالغيرة.
ــ إنها فقط تُشعرنى بالحماية فهى تظن أنك أذيتنى . ثم لقد أخبرتنى بحقيقة شعورها حيال ويل. عليها أن تتخطى حبه أولاً و على مساعدتها فى ذلك لا أن أشككها عندما تكون بأمس الحاجة إلىّ.
ولتغير الموضوع أخذ جوش ورقة من أمامه قائلاً :"لنعد التفكير بالنقطة الأخيرة مجدداً...."
ولكن كان من المستحيل التركيز مع كل ما يجرى على طاولة بيللا , فاضطر جوش أخيراً للاستسلام . وفى كل مرة كان سمع ضحكتها , كانا ينسى ما كان على وشك أن يقوله.
جمع الأوراق و قال متنهداً :"هيا , لننضم إلى الآخرين"
أحضر جوش مشروباً لـ إيزلينغ و توجه كلاهما إلى الطاولة حيث كان أحد الرجال جالساً ملتصقاً بـ بيللا فحدق به جوش شزراً . عندئذٍ نهض الرجل و عرض على جوش الجلوس مكانه
ــ شكراً.
شكره جوش وجلس ألى جانبها . ولكنه ما لبث أن تمنى لو لم يفعل. كان جسدها قريباً دافئاً وقد لوحت الشمس بشرتها .
كانت مستندة إلى الأمام مبتسمة بشكل ساحر فوجد جوش قبضتيه تشتدان . أراد أن يختفى الجميع و أن يبقى بمفرده معها و يبوح لها بما يختلج فى صدره من مشاعر تجاهها .
ــ مرحباً جميعاً ! آسفة , جوش . هل أخفتك؟
ربتت كاسندرا على كتفه من الخلف قاطعة عليه أفكاره
ــ هل تستمتعون جميعاً بوقتكم؟
ثم تابعت من دون أن تنظر جواباً :"يسرنى أن عدداً كبيراً منكم موجود هنا . أريد أن أعرف من يود تسجيل نفسه فى دروس الغطس التى ستبدأ غداً . يمكننى أن أنظم رحلات صيد بحرى للراغبين . وفى وقت لاحق سننظم بعض النزهات إلى الجزر المجاورة"
توقفت قليلاً لتلتقط أنفاسها . ثم سألت:"إذاً من منكم مهتم بالغطس؟"
أجابت بيللا :"ليس أنا...إننى سعيدة بتمضية وقتى بالقراءة على الشاطئ"
غمزتها كاسندرا :"سأحضر لك مزيداً من المجلات فى الغد . ماذا عن الآخرين؟"
قالت إيزلينغ :"أعرف أن براين سيرغب فى الصيد و لكننى أود ان أتعلم الغطس"
ــ رائــع !
دونت كاسندرا أسمها بحماس ظاهر ثم سألت :"هل من شخص آخر؟"
تردد جوش , ولكن فى تلك اللحظة تحركت بيللا لتتناول عصيرها فلامست ذراعها العارية ذراعه للحظة , ما جعله يتخذ قراره بسرعة .
كلما كان بعيداً عن بيللا , كلما كان ذلك أفضل . فقال لـ كاسندرا :"أنا أيضاً سأختار الغطس"
استدارت بيللا لتحدق به معترضة:"ولكنك تجيد الغطس ولست مضطراً لحضور هذه الدروس"
ـ لم أمارس هذه الرياضة منذ فترة و سيفيدنى أن أنعش ذاكرتى .
قالت كاسندرة :"إذاً , لدينا جوش و إيزلينغ . هل من شخص آخر؟"
أختا الآخرون بمعظمهم الاسترخاء على الشاطئ مثل بيللا عوضاً عن ممارسة أى نشاط آخر قد يستهلك طاقتهم.
وتنهدت امرأة قائلة :"يكفى ما أصرفه من طاقة فى الجرى وراء الأولاد فى المنزل"
قالت كاسندرا أخيراً :"إذاً لدينا فقط جوش و إيزلينغ"
ثم أضافت بضحكة ماكرة :"لنر إن كنا نجد فى مكان آخر من يرافقهما كى لا يقلق براين وبيللا"
ــ لست قلقة
قالت بيللا ذلك كاذبة فهى فى الواقع كانت غاضبة جداً من جوش. لِمَ لا يسهل الأمور على نفسه و يبتعد عن الطريق التجربة؟ وإذا أراد أن يجعل من نفسه غبياً و يتبع إيزلينغ فى كل مكان فى حين يعلم الكل أنها مجنونة بحب براين , فهذه مشكلته . ولكن ليفكر على الأقل بالموقف الذى يضعها فيه.
تدخلت إحدى صديقتها الجديدات قائلة :"بصراحة أننى معجبة باستقلاليتك . عندما كنت مخطوبة كنت طيلة الوقت أتبع خطيبى و أفعل كل ما يروقه بدلاً ما يروقنى , خشية مما قد يفعله فى غيابى "
ــ آه لا. أنا لا أفكر أبداً فى ذلك.
منتديات ليلاس
قالت بيللا هذا و وضعت يداً متملكه على ركبة جوش , الأمر الذى أعجبها كثيراً إلى أن شعرت بردة فعله الغريزية فسحبت يدها مجفلة , لِمَ لا يقف ويصرخ على الملأ بأنه لا يحب أن تلمسه؟
هى تحاول أن تمثل دورها حتى ولو لم يكن لديها أى فكرة عن الطريقة التى يجدر بالخطيبة أن تتصرف بها. وضعت يدها مجدداً على ركبته متحدية و قالت للآخرين:"أعرف أن جوش لا يمكن أن يخوننى أبداً,أليس كذلك يا حياتى ؟"
كانت تعلم أن جوش يكره أن يسميه أحد هكذا ولكن هذا سيعلمه أن يسترخى و يتصرف بشكل طبيعى بدلاً من أن يجفل عند أدنى لمسة
أجاب جوش بصوت أجش:"لا . لن أخونك أبداً"
وضعت كاسندرا دفترها جانباً و جلست على الكنبة المقابلة:"هل تسنت لك الفرصة لقراءة المجلة التى أعطيتك إياها على الشاطئ بيللا؟"
ــ أجل . إنها مثيرة للاهتمام.
كانت بيللا فى الواقع محرجة لاضطرارها لقراءة مجلة (الزفاف) التى أصرت كاسندرا على إعطائها إياها. لطالما شعرت أنه نذي شؤم أن تتصفح الفتاة مجلة زفاف إن لم تكن تنوى الزواج فعلاً . ولكن الآن لديها حجة ممتزة لقراءتها . من المؤسف أنها لا.....
قال لـ كاسندرا :"لقد أعطتنى بعض الأفكار الرائعة"
وألقت نظرة سريعة على منتديات ليلاس جوش من تحت اهدابها . كانت يدها لا تزال على ساقه ومن الواضح أنه كان يشعر بالتوتر .
قالت بيللا مسترسلة فى أفكارها :"كنت أفكر فى زفاف من اجواء ألف ليلة وليلة . يمكننا أن نزين القاعة بالقناديل والسجاجيد و يمكننى أن أرتدى وشاحاً شفافاً ويلبس جوش الزى الصحراوى . ما رأيك جوش؟
ــ مستحيل !
منتديات ليلاس
ــ آه ظننت أنه سيكون من الممتع أن تُظهر وجهك الآخر . ثم لن يتغير الوضع كثيراً عليك طالما أنك أمضيت وقتاً طويلاً فى الصحارى .
ــ لقد أمضيت وقتاً طويلاً أيضاً فى انكلترا . وليست مهتماً جداً بإظهار وجهى الآخر. شكراً جزيلاً . أظن أن بذلة سوداء ستفى بالغرض.
مجرد التفكير فى جوش مرتدياً بذلة الزفاف جعل قلب بيللا يخفق و أرغمت نفسها على عدم تخيله فىكنيسة البلدة حيث عاشا والداها, منتظراً زهرة منسية وصولها. لم يكن من داعٍ للتظاهر بأنها لم تتختار ثوب الزفاف الذى تريده من مجلة كاسندرا
كانت كاسندرا تخبرها بأنها تخطط لزواج تقليدى.
ــ ولكن الموضوع العام هو البحر . سترتدى الإشبينات ثياب البحارة و ستزين الموائد بالأصداف و نجوم البحر.
ــ هذا رائع !
وبدا واضحاً أن بيللا ذُهلت بقرات كاسندرا الخلاقة
ــ متى الزفاف؟
ــ ليس قبل العام المقبل. ماذا عنكما؟
رغم شعورها بالقلق عما سينتهى إليه هذا الحوار كان من المستحسن ان تستمر فى تمثيل دورها فدنت من جوش أكثر قائلة:"كلما كان الموعد أقرب كلما كان ذلك أفضل. أليس كذلك جوش؟"
ــ أجل
كان جوابه فظاً أفسد به ذرة المصدقية المتبقية لديه كخطيب , لا سيما عندما نهض فجأة مبعداً إياها عنه قائلاً:"لقد تأخر الوقت علينا أن نذهب ونستعد لحفلة الليلة"
نهضت إيزلينغ بدورها :"أجل. ومن الأفضل أن أذهب أنا أيضاً و أوقظ براين"
لم يتبق إلا أن يعلنا على الملأ أنهما يريدان حجة لينفردا ببعضهما البعض.

منتديات ليلاس


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13473908441.gif

زهرة منسية 11-09-12 09:27 PM


وإذ شعرت بيللا بالمهانة لنبذ جوش الفظ لها لمعت عيناها بشكل خطر. لقد تعمد عدم مد يده لها لمساعدتها على النهوض و على النهوض و عدم استشارتها قبل اتخاذ قراره المتفرد بالذهاب ولكنها حتماً لن تقف هنا مكتوفة اليدين بينما هو يتسكع خلف إيزلينغ . لقد حظيا بما يكفى من وقت (للعمل) على انفراد كما قالا سابقاً.
زمت بيللا شفتيها و أنهت كوب العصير . هى هنا خطيبة جوش وعليه أن يعاملها على هذا الأساس.
ــ سأرافقك , علىّ أن أستحم قبل العشاء.
و استمتعت بجعله يمسك يدها وهما يغادران برفقة إيزلينغ . ولكن ما إن تواريا عن الأنظار حتى أفلت يدها مجدداً بفظاظة . فشبكت بيللا ذراعيها بحزن لكى تشغل يديها بأى شئ .
تركا إيزلينغ عند باب غرفتها ثم تابعا طريقهما بصمت مطبق . كانت الشمس تغيب فى الأفق صابغة السماء بلون زهرى برتقالى رائع . كان كل شئ صامتاً . حتى المحيط بدا ساكناً و كانه ينتظر الليل ليسدل ستاره .
من المؤسف أن يكون المرء تعيساً فى مثل هذا المكان الرومانسى هى و جوش بحاجة لأن يسترخيا و يتحادثا.
ــ هل ترغب بنزهة على الشاطئ؟
اقترحت عليه ذلك ظناً منها أن جوش لا يستطيع مقاومة مشهد مغيب الشمس على شاطئ استوائى ولكن يبدو أنه يستطيع ذلك:"ظننتك تريدين الاستحمام؟"
ــ أجل ولكن لِمَ العجلة؟
ــ فى هذه الحالة كان عليك البقاء مع أصدقائك فقد بدوت مستمتعة جداً بوقتك.
بدأت بيللا تفقد صبرها فقالت بحدة:"كنت لأبقى برفقتهم لكننى لم أنس أننى هنا كخطيبتك و ما من خطيبة محترمة تترك خطيبها يتسكع مع امرأة أخرى"
أجابها جوش بنبرة تشوبها الدهشة :"لم نكن نتسكع فـ إيزلينغ كانت عائدة إلى غرفتها . تعرفين ذلك"
ــ ربما ولكن الآخرين لا يعرفون ذلك . بدأ الجميع يتكلم عن مدى الوقت الذى تمضيانه معاً ولم يمض على وجودنا هنا سوى بضع ساعات !
وصلا إلى جناحهما و تناول جوش المفتاح من جيبه :"أخبريهم ببساطة أننا نعمل معاً"
دخلت بيللا وهى تقول غاضبة :"يلزم اكثر من ذلك لوضع حد لتكهناتهم . وأظنهم بدأوا يتساءلون من هى خطيبتك بالضبط . فأنت لا تمضى معى أى وقت على الإطلاق!"
ــ بحق الله بيللا ! أنتِ قلت للتو أنه لم يمض على وجودنا هنا سوى بضع ساعات .
كانت بيللا من التوتر بحيث لم تنتبه لحركاتها ففكت الرداء الشفاف عن جسمها و بقيت بثوب السباحة و هى تقول لجوش غاضبة :"أسمع . أنت لا تبدو إطلاقاً كخطيب مقنع. تجفل كلما لمستك و تتحمس لتمضية أيامك مع امرأة أخرى و لا تريد أن تفعل أى شئ معى. لا أظن أن هناك من داعٍ بيقائى هنا إن كنت ستستمر على هذا النحو"
حدقا ببعضهما إلى ان أطلق جوش أخيراً تنهيدة يائسة و مرر يده فى شعره القصير :"أنا آسف بيللا , أنت محقة . لست بارعاً فى التظاهر إطلاقاً هذا كا ما فى الأمر"
تبدد ضيق بيللا عند رؤية تعابير الأنهزام على وجهه . قد يجرحها عجز جوش عن الابتعاد عن إيزلينغ و لكنها تتفهم جيداً ما يشعر به .
منتديات ليلاس
فقالت برقة :"لا , أنا آسفة أعرف أن الوضع مختلف بالنسبة إليك. من السهل القول أنه عليك متابعة حياتك و لا داعى لتعذب نفسك بالاستمرار مع شخص لا يحبك ولكن أن كنت تحبه فعلاً لا يمكنك أن تستسلم هكذا"
ودت لو تحيطه بذراعيها و لكنها لم تثق بما قد تفعله فعدلت عن الفكرة :"انا أفهمك"
ـت أعرف ذلك.
ــ آمل ألا يكون هذا الأسبوع صعباً جداً عليك.
رمت بيللا رداءها على الكرسى ثم راحت تبحث عن فرشاة الشعر فى حقيبتها . فنظر إليها جوش مأسوراً كانت دافئة حيوية و لا يفصل بينها و بينه سوى هذا السرير المزدوج.
أجابها :"أظن ذلك بل أظنه سيكون أصعب مما توقعت"
جلست بيللا على حافة السرير و راحت تسرح شعرها بقوة . فعلى الرغم من كل المستحضرات و المراهم التى أنفقت ثروة عليها و التى وعدت بأن يكون شعرها حريرياً لامعاً فى كل الأوقات ها قد جف الآن وتشابكت خصلاته.
قالت و قد سرها الهدوء فى صوتها:"أتعلم؟ أظن انه لا يُفترض بك أن تستسلم . أعنى , من الواضح أن إيزلينغ لاتزال معجبة بك . قد تكون مسلوبة القلب الآن بـ براين و لكنه فى النهاية أحمق . لا؟
تحدثت معه لدقائق فقط و كان ذلك كافياً لاكتشف كم هو بغيض . هل رأيت كيف كان يمشى مختالاً فى هيثرو ؟ لن أتفاجأ إذا أمضيت إيزلينغ أقل من أسبوع معه لتعود إلى صوابها و ترسله إلى زوجته التى أظنها سعيدة جداً للتخلص منه! عندئذٍ ستعود إليك"
كان جوش واقفاً ينظر إلى الظلام الذى بدأ يخيم على المكان
ــ إذاً برأيك علىّ أن أتحلى بالصبر؟
ــ إذا كان هذا ما تريد
استدار بسرعة ناحيتها :"ماذا عنك بيللا ؟ لم أكن رفيقاً جيداً لك حتى الآن. أنا آسف"
ـت لا تقلق . أتفهم الوضع
وابتسمت بيللا و هى تنهض لتفرغ حقيبتها :"أنا أستمتع كثيراً بوقتى . معظم المشاركين فى الرحلة لطفاء, أنزل فى هذا الفندق الرائع مجاناً ولدى أسبوع بكامله لأتشمس و أطالع . ماذا أريد أكثر؟"
ــ ويـــــل؟
تجمدت بيللا لحظة ثم شغلت نفسها بتعليق الملابس فى الخزانة فكانت هذه حجة جيدة لتشيح بنظرها , كى لا يقرأ جوش تعابيرها بوضوح.
قالت:"لا يمكننا دائماً الحصول على ما نريد . علينا أحياناً أن نقبل بما لدينا"
أخذ جوش يفكر فيما قالته و هو ممد إلى جانبها تلك الليلة و قد جافاه النوم . كان ضوء القمر يتسرب إلى الغرفة عبر النافذة و شعرها منسدلاً على الوسادة.
تساءل جوش فى سره : هل هذه الطريقة الوحيدة ليتأملها كما يحب؟ عندما تكون نائمة؟
لقد بدت رائعة فى حفل ذلك المساء الذى أقامته(سى بى سى) للترحيب بالمشاركين , ولكن جوش لم يتمكن من النظر إليها كما يريد, إذ كان هناك جمع غفير و كثيرون كانوا يحاولن لفت انتباهها .
كانت ترتدى ثوباً أحمر اللون وحذاء بسيطاً صحيح أن جوش ليس ضليعاً فى ثياب النساء و لكنه رأى كيف كانت ثياب بيللا تلفت أنظار الجميع. فقد بدت وسط الألوان الباهتة التى يرتديها الآخرون أشبه بشعلة متألقة.
منتديات ليلاس
راح جوش يسترق النظر إليها تنازعه مشاعر الغيرة والفخر . يبدو أنه يحق لها أن تتجاهله كم فكر جوش بآسى متذكراً تذمراتها السابقة. كان من الصعب ألا يُعجب بها أحد. و لم يمض على وجودها مع هؤلاء القوم اكثر من 24 ساعة ومع ذلك يبدو أنها تعرفت عليهم جميعاً . فقد تصادقت مع عدد من الأشخاص الرئيسين الذين يعود إليهم القرار الأخير فى مسألة العقد الذى يتحرق جوش للفوز به.
وقد أتى هؤلاء مراراً إلى جوش ليقولوا له كم أن بيللا لطيفة و جميلة و مسلية وكأنه لا يعرف ذلك.
كان يُفترض به أن يكون مسروراً ممتناً كما كان يُفترض به أن يشجع بيللا . ولكن كل ما كان يريد فعله هو ان يشق طريقه عبر هؤلاء الرجال الملتفين حولها ويمسك بمعصمها و يأخذها إلى الغرفة . ولكنه ابتسم بدلاً من ذلك, شاكراً إياهم على إطرائهم.
كان العشاء بعد ذلك أسوا ولم يصدق جوش متى يحين الوقت كى يأخذ بيللا لتكون له وحده . ولكن عندما عادا أخيراً إلى الغرفة كان الوضع أسوأ بكثير.
فبعد أن ضحكا و تكلما عن الذين التقياهم و انتقدت بيللا ما كانت ترتديه الأخريات لم يعد هناك ما يقال وكان الصوت الوحيد الذى يخرق الصمت هو أزيز الحشرات فى الأشجار المجاورة.
حان وقت النوم فلبس جوش ثياب النوم و ارتدت بيللا قميص نوم محتشم يبدو أنها أختارته عمداً
انتظر جوش على الشرفة مستمعاً إلى أزيز الحشرات و همس البحر محاولاً ألا يفكر فى ما يُخبيه قميص الذى ارتدته بيللا .
وعندما خرجت بيللا من الحمام صعد كلاهما إلى السرير وغطت بيللا نفسها بالملاءة إلى ذقنها .
سألها:"هل تشعرين بالبرد؟ يمكننى أن أطفئ المكيف إن شئت"
ــ لا أنا بخير
تمدد جوش منزعجاً لقرب من بيللا منه دون ان يتمكن من لمسها .
سألها بصوت لم يبدُ صوته على الإطلاق:"هل يمكننى أن أطفئ الأضواء؟"
ــ أجل
و غرقت الغرفة بالظلمة والسكون.
أجلى جوش حنجرته ثم قال:"هذا غريب"
كانت بيللا ممتنة لخرقه الصمت :"أعلم , من حسن الحظ أننا رفيقان معتادان كثيراً على بعضنا. تصور كيف كانت الأمور مع فيبى و جيب. تشاركا الغرفة نفسها و هما لا يعرفان بعضهما . لابد أن الأمر كان مزعجاً"
أليس هذا ما يشعر به الآن؟أليس مزعجاً وصعباً أن يتمدد إلى جانب بيللا و لا يتمكن من معانقتها ؟
وافقها قائلاً بصوت خافت:"أجل من حسن حظنا"

منتديات ليلاس



http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13473908441.gif

emn 12-09-12 04:13 AM

تسلم ايدينك الحلوة نهاااااااااااا
انا متابعتك اول باول ^^
لا تتأخري عليا كثير ^^
انا في الانتظار

المحروسه 13-09-12 12:44 AM

مشكووووووووووووووووووووووووووووور

زهرة منسية 14-09-12 04:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emn (المشاركة 3175625)
تسلم ايدينك الحلوة نهاااااااااااا
انا متابعتك اول باول ^^
لا تتأخري عليا كثير ^^
انا في الانتظار

تسلميلى إيمى
أنا بعرف بوجودك اللى منور الرواية
&
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13476317951.gif
لوجودك المتميز
أتمنى أنى اكون لا تأخرت عليكى و أعذرى كسلى

زهرة منسية 14-09-12 04:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحروسه (المشاركة 3175915)
مشكووووووووووووووووووووووووووووور

العفو شكراً لوجودك

زهرة منسية 14-09-12 04:35 PM

8 / عاصفة حـــب
منتديات ليلاس


أمل جوش بأن تصبح الأمور أكثر سهولة مع مرور الأسبوع. ولكن كل ما يتمنى الكر يدركه. لم تكن الأيام سيئة جداً فقد أمضى معظم وقته فى الغطس و فى الأمسيات كان يبذل قصارى جهده ليتحاشى الانفراد بـ بيللا . على اى حال كانت هى دوماً محاطة بمجموعة كبيرة من الأصدقاء لذا لم تكن هذه مشكلة كبيرة.
لم يبق أمامه سوى فترات الليل الطويلة ليتجاوزها . وأقنع جوش نفسه بأن يعتبر الأمر كأمتحان رياضى كالجلوس ساعات فى عاصفة ثلجية أو حمل وزن ثقيل فى الغابة , وإن لم ينم منذ ثلاث ليالٍ . إذ كان يستطيع احتمال ذلك كله فبإمكانه احتمال هذا.
طبعاً يمكنه ذلك.
لقد أمنت له إيزلينغ غطاء ممتازاً لمشاعره تجاه بيللا و بقى جوش برفقتها قدر المستطاع . لم يكن هذا بالأمر الصعب . فقد أتضح أن براين مهوس بالصيد و فى حين كان جوش وإيزلينغ يسبحان كان هو متن زورق ينتظر أن تهتز الصنارة . أما فى الأمسيات فكان يخبر الجميع عن إنجازاته خلال النهار لحظة بلحظة .منتديات ليلاس
لاحظ جوش أن إيزلينغ كانت تبدو منزعجة فى بعض الأحيان و غالباً ما كانت تنضم إلى حيث يكون هو و بيللا جالسين بدلاً من الجلوس بمفردها مع براين. بدا يتساءل ما إذا كانت نظرية بيللا صحيحة و بدأت قصة إيزلينغ العاطفية تصل إلى نهايتها منذ الآن . وعندما ذكر جوش الأمر لـ بيللا سارعت تقول :"قلت لك . لابد انك تشعر بحال أفضل"
بحال أفضل؟ بقى جوش حائراً لحظة قبل أن يتذكر بأنه يفترض به أن يكون لا يزال مغرماً بـ إيزلينغ . فقال كاذباً :"آه....أجل . أشعر بحال أفضل"
ــ يبدو ان الساعات الطويلة التى تمضيها مع إيزلينغ فى الغطس قد فعلت فعلها . انا سعيدة من اجلك.
ــ تبدين سعيدة جداً.
ــ حسناً من الصعب أن أشعر بالسعادة وأنا أمضى بقية وقتى وحيدة الشاطئ بينما تذهب أنت مع إيزلينغ.
نظر إليها جوش متفاجئاً :"أنت قلتِ إنك لا تريدين الغطس وأنك تستمتعين كثيراً بوقتك"
ــ ليس من الممتع كثيراً أن يشفق عليك كل من حولك.
قطب جوش حاجبيه:"ماذا تقصدين؟"
أجابت بيللا غاضبة:"أنت تعرف ماذا أقصد جوش . أعرف أنك تريد أن تكون مع إيزلينغ , لا بأس و لكن تخيل كيف أبدو أنا عندما تتركنى طيلة انهار؟ الجميع يظن أننا على وشك الانفصال"
ثم تابعت بانفعال ظاهر :"طبعاً يرونك دائماً مع غيزلينغ و لا يلمحونك مرة واحدة معى . نحن لا نقوم بأى شئ معاً"
ذُعرت بيللا عندما أحست بالدموع تترقرق فى عينيها . كانت تحاول جاهدة ألا تنزعج عندما كان جوش يذهب كل يوم مع غيزلينغ . ولم يغب مطلقاً عن بالها الوضع المتشنج بين إيزلينغ و براين.
سرعان ما ستدرك إيزلينغ ما خسرته عندما تخلت عن جوش من أجل براين . وبما ان جوش مستعد على ما يبدو للعودة إليها فهى لن تتردد بقول أى شئ له. عندئذٍ ما الذى سيحل بها هى؟ عليها أن تحاول أن تسعد من أجله و لكنها لم تكن واثقة من أن بإمكانها ذلك.
كانت تمضى يومها كله مع الناس و فى الليل كانت تتمدد بالقرب من جوش وتتحرق شوقاً للمسه . لم تكن بمفردها لحظة ومع ذلك كانت تشعر بوحدة قاتلة . صحيح أن جوش يتصرف معها بتهذيب بالغ ولكن شعوره حيالها كان واضحاً . فكلما لمسته عرضاً كان يجفل و يبتعد .
ــ آسفة
شعرت بيللا بالإحراج و أسرعت مبتعدة إلى ناحيتها الخاصة من السرير.
ألم يقل لها جوش أن هذه العطلة أصعب مما تتوقع؟ الآن فهمت بيللا ما كان يعنيه .؟ ولفم تكن تعلم ما إذا كانت تتحرق شوقاً لينتهى هذا الأسبوع أم انها تخشى ذلك لأنها قد تكون الفرصة الوحيدة التى قد تتسنى لها لتكون قريبةمن جوش إلى هذا الحد
و كما لو انه أراد الأعتذار عن تصرفاته قال جوش:"دروس الغطس تنتهى غداً . ربما يمكننا أن نفعل شيئاً معاً يوم الجمعة ؟"
ــ حسناً
حاولت بيل ألا تظهر حماسها و لكنها لم تستطيع تهدئة خفقات قلبها لفكرة وجودهما معاً بمفردهما. يمكنها على الأقل أن تستمتع قليلاً قبل أن تدرك إيزلينغ أى غلطة اقترفتها بالتخلى عنه.
تابع جوش مقترحاً :"نقول إيزلينغ إن هناك نزهة بحرية إلى إحدى الجزر المهجورة يمكننا أن نذهب معاً إلى هناك إن شئت"
فكرة إمضاء يوم واحد من دون إيزلينغ أشعرها بالغضب من نفسها لتلك اللحظة الحماسية القصيرة و لكن ما كان بإمكانها الرفض إذ قد تبدو كطفلة مدللة فقالت :"طبعاً"
على الرغم من خيبتها أرتفعت معنوياتها صباح يوم الجمعة إذ تناول جوش الفطور برفقتها و لم يكن من أثر لـ إيزلينغ . ففكرت بيللا مفعمة بالأمل أنها ربما غيرت رأيها . على أى حال سيكون أمامهما النهار بطولة . صحيح أنهما قد لا يكونا بمفردهما و لكن على الأقل سيكون جوش إلى جانبها و هذا يكفى بالنسبة إليها.
كان النهار جميلاً والسماء زرقاء صافية والبحر هادئ و الشمس ترسل أشعتها على الرمال البيضاء . إنه فعلاً مشهد من الجنة, كما فكرت بيللا و لا يمكن لأحد أن يشعر بالإحباط فى مكان و وقت مماثلين . لذلك قررت متحدية نفسها أن تنسى امر إيزلينغ و تستمتع بهذا النهار معها أو من دونها.
و لكن لسوء الحظ كانت إيزلينغ موجودة و كذلك براين الذى يبدو أنه أتى رغماً عنه مبتعداً عن صيد السمك ليوم واحد فقط
كانوا أحد عشر شخصاً بما فيهم كاسندرا التى شعرت بأنها بعد أن أمضت الأسبوع بكامله تنظم الرحلات للآخرين حان الوقت لكى تذهب معهم فى رحلة.
بدأت تعد الحاضرين :"هل الجميع هنا؟"
قطب جوش حاجبيه عند رؤية القارب فقاطعها مستفهماً:"هل سنذهب فى هذا؟"
ــ ما الخطب؟
ــ أنه عريض جداً و منخفض و سيزداد أنخفاضاً عندما نصعد إليه جميعنا.
تقدم براين ليشارك فى الحديث :"ما المشكلة؟"
ــ أنا قلق لأنعدام الحماية فى المركب.
و لم يبدُ على جوش أنه يرحب كثيراً بتدخل براين.
ـت ماذا قد يحصل لو صادفتنا مياه هائجو؟
أجاب براين ساخراً:"أى مياه هائجة ؟ البحر هادئ كمياه البركة"
ضاقت عينا جوش و هو يحدق بالأفق:"لدى شعور سئ عن الطقس"
تتبع براين نظرات جوش :"ليس هناك سوى غيمة صغيرة واحدة هيا بنا لنذهب"
ــ مهلاً
كان صوت جوش هادئاً و لكن شيئاً ما فى صوته جعل براين يتوقف مكانه.
سأل جوش كاسندرا:"من المسؤل عن القارب؟"
منتديات ليلاس
ــ إنه ملك رون . هو متين جداً و قد سبق وأقمنا على متنه رحلات عديدة . ولكن رون لا يستطيع المجئ اليوم لذا ارسل أبنه إلفيس مكانه. صحيح أنه فى الثالثة عشر من عمره فقط و لكنه يساعد والده على هذا المركب منذ نعومة أظافره.
أجاب جوش بجفاء:" أنا واثق من أن إليفس يعرف ما يفعله و لكننى سأطمئن أكثر إن كان على متن المركب سترة نجاة"
هنا تدخل براين متذمراً :"كف عن التصرف كالنساء العجائز. لن نحتاج إلى سترات نجاة فى يوم جميل كهذا"
و قالت إيزلينغ :أجل كف عن القلق جوش. أن بقينا نتسكع هنا بحثاً عن سترات نجاة لن يتبقى لنا وقت لنفعل أى شئ"
وافقها الجميع الرأى و صعدوا إلى المركب الذى انخفض على الفور فى المياه. لم يرق هذا لـ جوش إطلاقاً و لكن بيللا كانت منشغلة بالتحدث إلى أحدهم و لم تسمع شيئاً من هذا النقاش , صعدت هى الأخرى و لم يستطيع جوش سحبها , وطبعاً لن يتركها تبحر فى قارب كهذا من دونه.
صعد جوش رغماً عنه على متن المركب و ألقى نظرة أخيرة على الأفق. قد يكون مخطئاً بشأن الطقس فى نهاية المطاف .
و بدا أنه كذلك معظم النهار . فالجو كان حاراً و البحر هادئاً وهم يتوجهون نحو الجزر البعيدة. الكل كان مبتهجاً كما لو أنهم مدركون تماماً بأنهم قريباً سيعودون إلى فصل الشتاء فى ديارهم و عزمون على الأستفادة من كل لحظة تقدمها لهم هذه العطلة . ألا أن جوش كان يحدق بحذر إلى الأفق ولكن الغيمة لم تكن تتحرك.

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13476317952.gif

زهرة منسية 14-09-12 04:38 PM


رسا القارب أخيراً على جزيرة مرجانية صغيرة تحيط بها المياه الفيروزية الصافية . وتعالت آهات الإعجاب من الركاب و هم يتأملون الأسماك الملونة تتمايل عبر المرجان.
قال براين ساخراً:"أرأيتم؟ لو أصغينا إلى جوش لكنا الآن لا نزال نبحث عن سترات النجاة و لما رأينا هذا"
وقفت بيللا فجأة وفى نيتها تغير الموضوع قبل أن تتوالى التعليقات
ـــ لا أعرف ان كنتم تودون ذلك و لكن أنا أود أن أسبح تحت الماء قبل أن يحين وقت الغداء .
تمنى جوش لو بإمكانه أن ينتزع من فكره ذلك الإحساس بكارثة وشيكة. و لم يكن يعرف ما إذا كان عليه أن يواصل مراقبة تلك الغيمة ىفى الأفق أم أن يتبع بيللا إلى المياه. سوف تكون طبعاً بأمان هنا , ولكن الأمواج غدارة و كذلك أسماك القرش.
و إذ خشى فجأة أن يدعها تبتعد عن نظره وضع جوش القناع على وجه و انبوبة التنفس فى فمه و نزل فى الماء خلف الآخرين.
لحق بيللا إلى الحيد المرجانى ولم تعلم بوجوده خلفها إلا عندما لمس ذراعها و دل بإصبعه
ونظرت إلى حيث أشار إليها فرأت سلحفاة ضخمة تسبح برشاقة , على عكس تقدمها البطئ على اليابسة . راقبتها زهرة منسية تمر من أمامها ثم تتوارى عنها قبل أن ترفع رأسها فوق الماء و تنزع القناع عن وجهها
قائلة لـ جوش:" يا لروعتها ! هذا أجمل ما شاهدته فى حياتى!"
كانت متحمسة لدرجة أن أنزعاج جوش بدأ يخف . كانت بيللا سعيدة وكل شئ على ما يرام.
لم يشأ جوش أن يضغط عليها كثيراً فما لبث أن عاد إلى المركب حيث جلس وراح يتحدث إلى إليفس بانتظار عودة الآخرين . وكانت بيل آخر الواصلين تسلقت على السلم ونزعت القناع عن عينيها . كان قد ترك علامة حمراء على وجهها وشعرها كان مبللاً متشابكاً و لكنها بدت رائعة رغم ذلك وكانت تشع حماسة وإثارة.
ــ كطان ذلك رائعاً . لا أصدق كل تلك الألوان ! هل رأيت السلحفاة ؟
كان الجميع سعيداً ضاحكاً يخبون بعضهم البعض عما رأوه و يتحدثون عن الغداء.
قالت بيللا :"إنى أتضور جوعاً . لنأكل الآن و من ثم يمكننا العودة إلى المياه مجدداً"
كانت تهم بإرتداء ثيابها عندما صعد شخص آخر على متن المركب فأخل بتوازنه وجعل بيللا تقع على جوش. أمسك بها هذا الأخير غريزياً وبقى ممسكاً بها لحظة مخطوف الأنفاس . كانت دافئة و مبللة على صدره و لم يستطيع أن يمنع ذراعه من ضمها إليه و من عينيه من النظر فى عينيها الزرقاوين فكادت دقات قلبه تتوقف.
ــ هل أنت بخير ؟
كان حلقه جاف و جسمه يرتعش لشدة ما كان يريدها.
أومأت بيللا مخدرة الأطراف و نزعت نفسها من بين ذراعيه قبل أن تقوم بعمل أحمق كأن تمرر يديها فى شعره . لقد صدمها تأثير لمسته لها. أحتكاك بشرتهما كان الشعلة التى أذابت قراراتها الحذرة كلها و بددت افكارها النبيلة المضحية بأن تبتعد عن جوش لأنها تريد سعادته.
من كانت تحاول أن تخدع؟ هى تريد أكثر من هذا بكثير تريد أن تعانقه وان تشعر بلمسات يديه على بشرتها . تريد أن تكون معه لوحدها وتعترف له بحبها.
ابتلعت ريقها بصعوبة و حاولت التركيز على ارتداء ثيابها .
فى هذه الأثناء كان جوش يحاول ألا يفكر فى السرعة التى سحبت بيللا نفسها من بين ذراعيه . أتراها لاحظت أشتداد ذراعه حولها ؟ أم أنها قرأت الرغبة فى عينيه ؟ ألهذا السبب تراجعت بهذا الشكل؟ و غذ رغب جوش فى إبعاد ذهنه عنها راح ينظر إلى الأفق مجدداً فراعته رؤية الغيمة التى تحولت الآن إلى خط أسود قبيح يتقدم فى السماء الزرقاء
نهض من مكانه معلناً :"أظن ان علينا العودة"
تعالت الإعتراضات على الفور ولكن جوش قاطعهم:"أنظروا"
وأشار بيده إلى الأفق.
ـ آه , ولكن هذه الغيمة بعيدة جداً.
ــ المكان جميل هنا.
ــ علينا العودة الآن.
فأسكتت حدة صوته كل أعتراض.
ــ من ليس هنا؟
ــ براين. قال إنه يريد استكشاف الجزيرة من الجهة الأخرى.
ــ من الأفضل أن نبحث عنه . هل رأيت من أين ذهب؟
أدار إليفس المحرك بينما رفع جوش المرساة و شق المركب المياه ببطء,بحثاً عن براين . كان الجميع قد بدأ يقلق فعلاً و يلقى نظرات مضطربة نحو الأفق.
ــ ها هو !
كانوا قد هدروا دقائق ثمينة قبل أن تلاحظ بيللا أنبوب التنفس فى المياه. أقترب إليفس من براين الذى أنتبه لحضورهم و لوح لهم , ولكنه تابع السباحة.
تنهد جوش :"سأجلبه بنفسى"
و نزل جوش إلى المياه متوجهاً ناحية براين . كانا بعيدين جداً لكى تتمكن بيللا من سماع ما كانا يقولانه ولكن يبدو أن جوش كان يعانى صعوبة فى إقناع براين بالعودة.
كانت إيزلينغ تراقبهما بقلق ظاهر . فقالت بيللا :"ألا يمكنك أن تفعلى شيئاً إيزلينغ؟ قد يصغى إليك لو أقنتعه. لا؟"
ــ ليس إذا ظن أننى أفعل ذلك لأن هذا ما يريده جوش.....براين يغار من جوش . انت تعلمين....
منتديات ليلاس
نعم كانت بيللا تعلم ولكن الوقت ليس مناسباً الآن لقصص الغيرة . لحسن الحظ هتف أحدهم عندئذٍ أن الرجلان توجهان إلى المركب. لم تعرف بيللا ما الذى قاله جوش لـ براين و لكن نظراً للتعبير البادئ على وجه هذا الأخير و هو يصعد إلى المركب , كان من الواضح أنه أمر بغيض. راح براين يزمجر متحدثاً مع إيزلينغ:"لا أعرف لِما كل هذه الجلبة. تلك الغيوم بعيدة جداً و على اى حال لست خائفاً من الأمطار الأستوائية"
ثم ألقى نظرة ناحية جوش الذى كان يتشاور مع إليفس:"يبدو أن القائد هناك يصر على العودة . ولكننى ليست أرى ما الخطب فى البقاء هنا"
تدخلت بيللا قائلة :"ما من مأوى هنا"
ربت براين بيده على الشارد الذى يغطى المركب قائلاً:"هذا سيقينا أسوأ الأمطار قد نتبلل قليلاً ولكن سرعان ما ستصحو , الأمطار الأستوائية تسقط دائماً"
أجاب جوش :"ستكون هذه أكثر من أمطار عابرة . المكان مكشوف جداً هنا. عاينا مكاناً للاختباء فى إحدى الجزر التى مررنا بها فى طريقنا إلى هنا. على الأقل سنتمكن من النزول من المركب فهو ليس مصمماً للطقس السئ"
ــ برأى أنا علينا البقاء هنا. من موافق معى؟
دنا جوش منه مواجها إياه وجها لوجه قائلاً بهدوء ولكن بصوت حازم أرسل القشعريرة فى ظهر بيللا :"لن نصوت على هذا"
لم تسمع بيللا يوماً جوش يتكلم هكذا و سرها كثيراً ألا يكون غضبه موجهاً إليها هى.

منتديات ليلاس


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13476317952.gif

زهرة منسية 14-09-12 04:41 PM


تابع جوش كلامه بالنبرة الباردة نفسها :"هناك عاصفة وشيكة وهذا المركب غير آمن وكما قالت بيللا ما من ملجأ هنا. لست مستعداً للمخاطرة بحياة بيللا أو حياة شخص آخر لمجرد أنك تظنها أمطاراً عابرة . لن نصوت على اى شئ . سنتوجه إلى أقرب جزيرة بأسرع ما يمكن لذا أقترح عليك ان تجلس و تصمت"
و عاد جوش يجلس إلى جانب إليفس الذى بدا الآن صغيراً جداً
و متوتراً جداً . ربت جوش على كتفه قائلاً:"هيا يا إليفس أستعمل السرعة القصوى"
زمجر براين قائلاً :"متى يكف عن إصدار الأوامر بعد قليل سيأمرنا بالابنطاح . لو كنت أعلم أننى ألتحق بالجيش لما جئت أبداً إلى هذه العطلة"
فقالت كاسندرا التى كانت جالسة إلى جانب بيللا :"من المؤسف أنك لم تفعل ذلك"
ألقت بيللا نظرة على الوجوه المتوترة من حولها محاولة طمأنتهم:"جوش يعر فما يفعل"
فعقبت إيزلينغ عليها :"نعم , أسكت يا براين "
رغم كل شئ كانت الشمس حارقة والبحر هادئاً و صافياً بحيث كان بالإمكان رؤية الأسماك تمر أسراباً تحت الماء
إلا ان فى هذا المشهد الجميل أمر غريب و مخيف . ففى هذه الأيام كل شئ هادئ و رائع و لكن من الخلف حيث كان الجميع ينظر بقلق متزايد كانت السحب السوداء تزحف نحوهم مهددة.
كان المركب يندفع إلى الأمام بشجاعة و لكن جوش سأل إليفس:
ــ أهذه هى السرعة القصوى؟
ــ نعم سيدى.
ــ لا باس . لا تقلق . لم يتبق سوى القليل حتى نصل.
عندئذٍ بدا الجميع أكثر تفاؤلاً رغم أن بيللا شكت بأن يكون ذلك بفضل إيجابية جوش أكثر منه بفضل أى دليل على تحسن الوضع.
كانت بيللا تتفحص الأفق بحثاً عن اليابسة لكنها لم تر أثراً لأى جزيرة على الإطلاق . فبدا لها و كان الجميع باستثناء براين ينظر إلى جوش للاطمئنان.
قالت كاسندرا بصوت مرتجف:"يبدو فعلاً أن العاصفة وشيكة , هل ستنزل علينا؟"
أجابها جوش مبتسماً :"قد نتبلل قليلاً و لكن عندما نصل إلى تلك الجزيرة يمكننا أن نجد ملجأً . لدينا ما يكفى من طعام وشراب لذا لن نتضور جوعاً . سنكون بخير"
فكرت بيللا فى سرها أن فيه شيئاً مطمئناً للغاية . صحيح أنه ليس الأكثر وسامة على متن المركب و حتماً ليس الأكثر أناقة ولكنه بالتأكيد الشخص الذى يرغب أى كان برفقته فى وضع كهذا . فهو هادئ و قوى مطمئن و من المستحيل أن يظن أحد برقته بأن أى سوء قد يحدث.
ــ أنت تقوم بعمل رائع إليفس.
منتديات ليلاس
كان جوش يشجع الفتى الذى ابتسم متوتراً و حاول أن يكف عن عض شفته و النظر من خلف كتفه.
فقال براين ساخراً:"مكانك لوفرت إطرائى لشخص تكلف عناء الأستماع إلى منتديات ليلاس نشرة الأرصاد الجوية ! لدى ما أقوله لإدارة الفندق عند عودتنا . كل هذا الوضع مريع, سأطالب بأن يعيدوا إلىّ مالى و أقترح عليهم توظيف أشخاص أكثر كفاءة فى المستقبل لتنظيم الرحلات البحرية"
بدا إليفس مذعوراً كما لو أن ما يعانيه حتى الآن من مشاكل لا يكفيه. هو عالق الآن على متن المركب مع مجموعة من السياح تهددهم عاصفة هوجاء, ومن المحتمل أن يجد عند العودة أن منزل أهله قد أختفى.
حدقت بيللا شزراً بـ براين :"إن عدنا فسيكون ذلك بفضل إليفس و ليس بفضلك"
ثم دنت منه متمتمةمن بين أسنانها :"والآن أصمت أنه مجرد فتى و هو خائف"
قالت كاسندرا:"ليس الوحيد الخائف"
كانوا جميعاً جالسين متوترين منحنين إلى الأمام و كأن ذلك يساعد المركب فى الإسراع كان من الصعب التصديق أنهم منذ دقائق خلت كانوا يتحدثون و يضحكون و يفكرون فى طعام الغداء , وهم الآن ينتظرون بصمت مطبق أن تنقض عليهم العاصفة.
عندما لمح أحدهم جزيرة فى البعيد أرتفعت معنوياتهم بشكل كبير و لكن لم يتسن لهم الوقت لتهنئة أنفسهم إذ هب الهواء فجأة مبدداً الحرارة التى كانوا يشعرون بها حتى الآن.
و تبع ذلك هبات هواء أخرى فأسرع جوش نحو الشادر ينزله
ــ علينا إنزاله
فأعترض براين :"ولكن المطر سيهطل بغزارة و ليس لدينا ما يقينا من الشتاء"
ــ إذا أبقيناه سيقلب الهواء المركطب بمن فيه و سيكون آخر همنا عندئذٍ الأتقاء من البلل.
هم ثلاثة رجال يساعدون جوش فى فك الشارد بينما كان براين عابساً. و لكن الهواء الخفيف الذى هب فى البداية سرعان ما تحول إلى ريح قوية صعبت عليهم المهمة . إذ راح المركب يميل بهم فى المياه الهائجة وأخذ الرجال يتصارعون مع العِقَد التى يحاولون فكها.
صدرت عدة همهمات أسى من الركاب ولم تكن كاسندرا الوحيدة التى شحب وجهها فجأة.

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13476317952.gif

زهرة منسية 14-09-12 04:44 PM


لم تستطيع بيللا أن تصدق كيف تغير كل شئ بهذه السرعة . منذ لحظة كانوا يسبحون فى المياه الصافية و هم الآن وسط عاصفة هوجاء .
لم تكن هذه الرياح سوى عينة بسيطة عن الآتى . والآتى أعظم , وما هى ألا لحظة واحدة حتى أخفت الغيوم السوداء الزاحفة الشمس و بدا المطر يتساقط بغزارة.
ــ بيللا
كان على جوش أن يصرخ لكى يطغى صوته على صوت الريح المزمجرة وكان قد أستلم الدفة عن إليفس الذى بدأ يفرغ المياه عن ظهر المركب بواسطة دلو بلاستيكى صغير.
ـت فلينزح الجميع المياه من المركب.
غمزت بيللا من خلال المياه المتساقطة على وجهها و رفعت إبهامها لتظهر له أنها فهمت.
و لكن كيف ستفعل ذلك فهذا أمر آخر.
نظرت حولها يائسة قبل أن تلتقط قناعاً عن الأرض وتبدأ بإفراغ المياه . صحيح أنه لم يكن فعالاً جداً و لكنه أفضل من لا شئ . تذمرت كأسندرا:"أشعر بالدوار"
فأعطتها بيللا القناع و أخذت آخر :"خذى هذا وساعدينا ستشعرين بتحسن إذا كان لديك ما تفعليه"
من الواضح أن بيللا أقنعت كاسندرا لأن هذه الأخيرة بدأت تغرف المياه بقناعها.
رأت إيزلينغ ما كانت تفعلانه فراحت توزع الأقنعة على الجميع حتى براين أخذ واحداً . ولكن بيللا لم تكن واثقة من ان هذه علامة جيدة. فلابد أن الأمور بدت له سيئة بما يكفى ليخرج من حالة العبوس تلك و يمتثل لتعليمات جوش.
على الرغم من تلاطم الأمواج و فيضان المياه كان المركب الصغير لا يزال يقاوم الغرق . بدأ وكأن دهراً قد مضى على هذا الصباح عندما راحوا يتذمرون من إصرار جوش على إحضار سترات النجاة كان المطر يهطل دون كلل و الرياح تعصف و البحر يموج
وتساءلت بيللا و هى تواصل إفراغ المياه: ما الذى أفعله هنا ؟ أنا فتاة من المدينة . يُفترض بى ان أكون الآن أمام جهاز الكمبيوتر أو فى مقهى ما بدلاً من أن أكون عالقة على متن مركب مهدد بالغرق فى المحيط الهندى.
كان شخص يبكى بقربها لكن بيللا لم تستطيع أن ترى من هو . على أى حال عليها أن تستمر فى إفراغ الماء بدلاً من تقديم المواساة إن كانت تريد فعلاً أن ينجوا بأرواحهم.
كل شئ حصل بسرعة و بشكل فجائى بحيث بدا لها كابوس ولكن تحت قناع الهدوء التى كانت بيللا تضعه كانت تشعر بالذعر الشديد. و فى كل مرة كان الخوف يهددها كانت تركز أفكارها على جوش. هو كان متمالك الأعصاب و لن يدع أى سوء يحصل.
كانت بيللا تفرغ المياه وتفرع و تفرغ و كادت تنسى معنى الدفء و الجفاف و الأمان.
كانت فى حالة من التخدير بحيث لم تسمع صوت إليفس و لم تنتبه لما يحصل إلى أن لكزتها كاسندرا فرفعت نظرها لترى الجزيرة.
بدت الجزيرة عبر المطر قريبة جداً وكاد المركب يصطدم بالصخور و كان الجميع سعداء لما رأوه فضاعفوا جهودهم ليحولوا دون غرق المركب قبل بلوغ الشاطئ.
بعد مشاورات سريعة مع إليفس انتعل جوش حذاءه وتوجه بحذر نحو مقدمة المركب
وعندما مر أمام بيللا أعترضته قائلة:"ماذا ستفعل؟"
منتديات ليلاس
ــ لا يمكننا ان نخاطر بتمرير المركب عبر الصخور لن نتمكن من الخروج مجدداً . سيقترب إليفس قدر ما يستطيع وسأنزل أنا لأرسى المركب . ومن ثم أسحبه قدر الإمكان.
ــ ستقفز إلى الماء؟ جوش لا يمكنك ذلك . هذا خطر جداً
وضع يده على خدها لحظة مطمئناً إياها :"لا تقلقى . سيكون كل شئ على ما يرام"
بالكاد أستطاعت بيللا أن تشاهده يختفى عن ظهر المركب . كانت المياه هائجة و الرياح عاصفة تؤرجح المركب من ناحية لأخرى . كيف سيتمكن من سحبهم إلى الشاطئ؟
كان من الصعب رؤية ما يجرى ولكن من هم فى مقدمة المركب كانوا يخبرون الآخرين بما يجرى قائلين أن قدمى جوش و كئتا الأرض وأنه يقود المركب نحو الشاطئ و عندما وصلت المياه إلى ركبتيه أشار إلى إليفس أن يطفئ المحرك و يلقى المرسأة .
منتديات ليلاس
كان عليهم أن يكملوا طريقهم سيراً , كانوا مبللين بالكامل و مسرورين لرؤية اليابسة بحيث لم يعترض أحد و لا حتى براين و أنزلوا معهم براد الطعام و الشادر وعدة أكياس ثم توجهوا إلى الشاطئ .كانت العاصفة قد فعلت فعلها على الجزيرة و أشجار النخيل انحنت أمام قوة الريح.
هتفت بيللا :"أهلاً بكم فى الجنة" فضحك الجميع بشكل أقرب إلى الهستيرية
فى ظل تلك الظروف كان من اتلصعب معرفة الكثير عن الجزيرة و لكنهم قرروا أكتشافها لعلهم يجدون مكان يأويهم.
بقى جوش فى الخلف مع غليفس يحاولان حماية المركب ولكنه راقب بيللا تمشى نحو الشاطئ حاملة صندوق الطعام مع كاسندرا . كانت تبتسم مشجعة الآخرين حتى انها كانت تمزح معهم لعلهم يضحكون و أن رغم عنهم.
لم يستغرق استكشاف الجزيرة وقتاً كثيراً و تمكنوا من ربط الشادر بين بعض الأشجار و حائط صخرى أمن لهم بعض الحماية من المطر .
كان الجميع منهك القوى و بعد ان حملوا الأغراض إلى هناك و تهاووا على الأرض بارتياح بالغ.

منتديات ليلاس

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13476317952.gif

زهرة منسية 16-09-12 06:26 PM

9 / الغد لم يأتى بعد
منتديات ليلاس

وحده جوش قاوم الرغبة بالتراخى قبل الآخرين:"أظن ان علينا إحضار المركب إلى هنا . المكان هنا أكثر أماناً و يمكننا الانتباه عليه"
أطلق براين تنهيدة تذمر :"يا إلهى ! هو الآن يظن نفسه روبنسون كروزو! ألا يمكن لهذا أن يتنظر؟ لقد جلسنا للتو!"
ــ سيكون من الأفضل أن نفعل ذلك الآن . أعرف أننا كلنا متعبون و لكن إذا أفلت المركب سنجد أنفسنا عالقين هنا و قد يمضى وقت طويل قبل ان يجدنا أحد, وسيتسنى لنا فعلاً أن نلعب دور روبنسون كروزو. كل ما علينا فعله هو سحبه إلى الشاطئ كل ما أريده هو أن يساعدنى أحد.
أجاب براين متذمراً :"خذ إليفس المركب على مسؤوليته"
ألقى جوش نظرة سريعة إلى حيث كان الصبى جالساً كان منزوياً لا يصغى إلى ما يدور من حديث و لكنه كان منحنى الرأس. فقال جوش :"إليفس مجرد طفل إنه منهك القوى"
ــ جميعنا منهكون بحق الله....
إقترحت إيزلينغ بسرعة قبل أن يطلق براين أى شتيمة :"لِمَ لا نرتاح كلنا قليلاً ومن ثم نهتم بالمركب؟"
تردد جوش ورأت بيللا أنه كان قلقاً جداً بشأن المركب فنهضت من مكانها :"سأرافقك" . رغم أنها كانت تشعر بألم و ثقل رهيب فى ساقيها و لم تكن واثقة من أن باستطاعتها الوصول إلى المركب فكيف ستتمكن من سحبه من المياه؟
كان الهواء يعبث بشعرها المبلل و لم يستطيع جوش إلا أن يفكر كيف بدت بيللا فى زفاف كايت بقبعتها الثمينة و حذائها العالى الكعب و كم أزعجها باتهامها بأنها أميرة مذللة و لن ما من شك فى ذلك إنها زهرة منسية أميرة قوية!
عرضها هذا أحرج بعض الرجال فانضموا للمساعدة بينما أصر براين على أن ذلك يمكن أن ينتظر إلى أن يرتاح الجميع.منتديات ليلاس
وصلوا فى الوقت المناسب , ةإذ كان المركب على وشك أن يفلت و يتحطم على الصخور.
توقعت بيللا أن يكون صعباً سحب المركب إلى الجهة الأخرى من الجزيرة و لكن المهمة كانت أصعب بكثير مما تصورت حتى أنه فى بعض اللحظات تهيأ لها أنهم لن ينجحوا فى ذلك مطلقاً.
كانت المياه ضحلة و لكن سحب المركب فى فى البحر الهائج كان أمراً شاقاً. فقد دخل المطر فى عيونهم وراحت الأمواج تتكسر عليهم معيقة تقدمهم . وقد سقطت بيللا عدة مرات حتى أنها اختفت مرة تحت المركب فراح جوش يبحث عنها مذعوراً إلى أن رفعها إلى سطح الماء.
كان يشجعهم طيلة الوقت مثنياً إياهم عن الاستسلام.
كانت يدا بيللا فاقدتى الحس و فى اللحظة التى لم تعد تستطيع الامساك بالمركب فيها لاح أمامهم الشاطئ فأتى الآخرون للمساعدة و انهارت بيللا عندئذٍ على الرمال عاجزة عن الحراك .
و فى اللحظة التالية وجدت نفسها بين ذراعى جوش يحملها لما تبقى من الطريق.
اعترضت قائلة :"أنا بخير. أنزلنى قبل أن تنهار بدورك"
فلابد أنه خائر القوى شأنه شأن الآخرين.
رفع جوش صوته فوق صوت الريح:"كفى عن التململ و اسكتى"
تظاهرت بيللا بأنها شعرت بالمهانة فقالت :"يا لهذه الرومانسية فى الكلام ! يُفترض بنا أن نكون خطيبين"
كانت تريد أن تجعل جوش يبتسم و على الرغم من أن زاويتى فمه التوتا قليلاً إلا أن عينيه كانتا حادتين للغاية و هو ينزلها إلى جانب الآخرين
ــ لم أنس ذلك

منتديات ليلاس



زهرة منسية 16-09-12 06:29 PM


شعرت بيللا بالاحراج عندما حيتها الآخريات و أعتبرنها بطلة . ولم يفاجئها أن ترى أنهن رتبن المكان بأقرب ما يكون إلى المنزل فبسطن المناشف على الأرض و صنعن من صنادق الطعام طاولة .
لاحظت كاسندرا أن قدم بيللا تنزف فناولتها منشفة بسرعة
ــ هذا جرح كبير
ــ ربما حصل ذلك عندما زلت قدمى على الصخور . هذا الحذاء مصمم للمشى من حوض السباحة وإليه و ليس لتسلق الصخور.
و تأملت حذاءها الممزق. كان المفضل لديها بالأزهار المطبوعة عليه.
ــ لن يكون كالسابق أبداً
قال جوش متجهما وهو يرفع قدمها ليتفحصها: "يُفترض بك أن تقلقى على قدمك و ليس على حذائك . كاسندرا محقة الجرح بالغ . لِمَ لم تقولى شيئاً؟"
ــ لم أعرف بوجوده و بصراحة لا أشعر به إطلاقاً.
شعرت بيللا بأصابعه تتلمس الجرح . كان مبللاً و متعباً بقدرها هى و لكن يديه كانتا دافئتين على بشرتها.
تفحصت بيللا قدمها بل مبالاة و لم تعهدها. هى فى العادة تتصرف كالأطفال فى حالات مماثلة. فلو جرحت قدمها فى لندن لراحت تصرخ وتتأفف و تطلب دخول الطوارئ و هى طبعاً تفضل أن يكون الطبيب الذى يعالجها ممشوقاً وسيماً
كان من الغريب أن تفكر بهذا وهى عالقة على جزيرة مهجورة وسط المحيط الهندى و الرياح تعصف من كل حدب و صوب و جوش و كاسندرا يحدقان بقدمها بقلق.
سألته بجدية :"هل ستضطر إلى بترها أيها الطبيب؟"
ابتسم جوش و كانت ابتسامته بلسماً لجراحها:"أظنك ستنجين ستحتاجين إلى بعض القطب لكننا سنكتفى بربطها الآن"
بعد أن بحث جوش جاهداً عن قطعة قماش يلف بها قدم بيللا أضطر أن يمزق قطعة من قميصه للقيان بالأسعافات الأولية , بسط قدمها باحتراف بالغ و سألها و هو يشد الرباط:"كيف تشعرين ؟"
ــ هذا أفضل من تقليم الأظافر .
على الرغم من البلل و التعب اللذان حلا بها كانت تشعر بإحساس غريب بالسعادة و لم تعد العاصفة مخيفة و إنما مجرد إطار هائج لوجودها مع جوش و قد تبدد كل تشنج بينهما.
فى وقت لاحق تشارك الجميع الطعام . كانت بيل متعبة جداً لتفكر فى ذلك و لكن جوش ألح عليها بأن تتناول شيئاً فأكلت سندويشاً و لحسن الحظ أن الطعام لم يتبلل كونه مغلفاً و موضوعاً فى صناديق محكمة الإغلاق
سألت كاسندرا متوجهة إلى جوش بشكل غريزى و كأنه قائدهم غير المنتخب:"هل تزن ان علينا أن نحتفظ بباقية الطعام لوقت لاحق؟"
ـت أظنها فكرة جيدة و يجب أن نضع الصندو الفارغ تحت المطر لكى يمتلئ أيضاً .
تدخل براين ساخراً كعادته:"لا أظن أن مشكلتنا هنا هى شح المياه"
ــ قد تصبح هكذا عندما تهدأ العاصفة . لم أر أى مياه عذبة على الجزيرة من المستحسن أن نستعد . لقد تضرر المركب كثيراً لارتطامه بالصخور. و إذا لم نستطع إدارة المحرك غداً قد نضطر للبقاء هنا بعض الوقت و سوف نحتاج المياه.
أردف براين ساخراً :"و أنت ستحب ذلك. سيمنحك فرصة لتتباهى بكل مهارتك البطولية . أراك منذ الآن تحفز الصوان محاولاً إشعال النار و إثارة إعجاب الفتيات بصيد السمك!"
تدخل أحد الرجال الذين ساعدوا جوش فى سحب المركب قائلاً :"هذا لايثير إعجاب الفتيات فحسب بل يثير إعجابى أيضاً "
و قالت إيزلينغ بحدة :"أجل أصمت براين . أنت تتصرف كطفل مدلل"
ووقفت لتضع الصندوق تحت المطر .أما براين فأعترض :"أنت تقولين هذا لأننى لا أفعل ما يريده صديقك العزيز جوش أن أفعله! من الذى أوكله أمرنا على أى حال؟"
ردت إيزلينغ بالحدة نفسها :"هو يهتم بكل شئ لأنه يعرف عما يتكلم , الأمر الذى لا ينطبق عليك إطلاقاً"
ــ إذا كان كامل الأوصاف إلى هذا الحد فلِمَ لا تبقين معه؟
ــ بدأت أندم لأننى لم افعل ذلك
همست كاسندرا فى أذن بيللا سائلة إياها بفضول :"ماذا يعنى هذا؟ هل كان جوش و إيزلينغ على علاقة؟"
أقرت بيللا على مضض :"كانا مخطوبين لفترة وجيزة"
فتحت كاسندرا عينيها على أتساعهما :"لا عجب إذا أنك كنت تمتعضين من كل مرة كانا يذهبان فيها للغطس معاً ! و لكن بدون مبالغة من الواضح أنه يعشقك"
بيللا تعرف أن جوش يحبها و لكن ليس بالطريقة التى تعنيها كاسندرا . وليس بالطريقة التى تريده أن يحبها بها.
تجاهل جوش تعليقات براين وذهب يتفقد المركب تاركاً إيزلينغ و براين فى جدال محتدم . وعندما عاد تمدد إلى جانب بيللا من دون أن ينطق بكلمة ورفع ذراعه كى تتمكن من الاستناد إلى صدره.
سألته ناعسة:"كم تظن أن هذه السندويشات ستدوم؟"
كان بإمكانهما أن يتحدثا من دون أن يسمعهما أحد لشدة قربهما الواحد من الآخر وكأنهما فى عالم خاص بهما.
منتديات ليلاس
ــ حتى الفطور. لن يكون لدينا ما نأكله عند الغداء إذا بقينا هنا .
ــ آمل ألا نتحول عندئذٍ إلى أكل لحوم البشر و نضطر لإقناع الآخرين بألا يأكلونا لأننا مهمون جداً و لا مجال للاستغناء عنا . فعندها سأكون أول طبق يستمتع به الآخرون لأننى الأقل نفعاً هنا . فالعلاقات العامة ليست مفيدة جداً فى حالات كهذه.
أخذ جوش يضحك قائلاً :"ولكن جعل الناس يضحكون مفيد للغاية. أنت الأكثر إفادة بين الحاضرين"
ــ شكراً منتديات ليلاس
و سوت جلستها بين ذراعيه ثم قالت :"لدى شعور بأن براين سيرحب كثيراً بفكرة التضحية بى أو بك"
ضحك جوش مجدداً :"إنه خائف مثلنا جميعاً"
ــ ولكن أنت لم تكن خائفاً
ــ بلى
وفكر جوش فى فى الخوف الذى اعتراه عندما أختفت بيللا عن نظره و انزلقت تحت الأمواج و تمنى لو أنه استطاع أن يقول لها كم تعنى له .
لم يستطيع أن يقاوم الفكرة فطوقها بذراعه الأخرى و ضمها إليه .
قد لايكونا جافين أو دافئين و لكنهما حتما كانا مرتاحين الواحد بين ذراعى الآخر.
تبددت العاصفة بالسرعة التى ظهرت بها .فما هى إلا لحظات حتى تحول الظلام الملئ بصفير الرياح و هطول الأمطار إلى هدوء ساكن و لم يعد يُسمع إلا صوت حفيف الأوراق.
شعرت بيللا بالذنب لأنها الوحيدة التى أسفت لتبدد العاصفة. فقد أعطتها هذه الأخيرة حجة للتمدد بين ذراعى جوش و لم يعد لديها الآن سبب يمنعها من العودة إلى دنيا الواقع.....واقع أنهما صديقان وليس حبيبين .
كان الظلام مخيماً ففضل الجميع الخلود إلى النوم.

منتديات ليلاس

منتديات ليلاس

زهرة منسية 16-09-12 06:34 PM


عندما أستيقظت بيللا فى الصباح التالى كان جسمها كله يابساً و قدمها تؤلمها . شعرت بأن شكلها مريع وقذر و يبدو أنها كانت متعبة جداً فى الليلة الفائتة لتفكر بذلك.
ألقت نظرة حولها فوجدت معظم الآخرين متحلقين حول المركب قلقين بينما كان جوش و إليفس يحدقان بالمحرك.
همست كاسندرا :"يعجزون عن تشغيل المحرك . من الجيد أننا لم نأكل كل الشندويشات أتظنين أن جوش يعرف فعلاً كيف يصطاد السمك بواسطة رمح؟"
ــ لست واثقة من ذلك. و لكنه بارع فى المحركات.
ما إن تفوهت بيللا لتلك الكلمات حتى دار المحرك فارتسمت على وجه جوش تعابير استشفت بيللا منها كم كان قلقاً .
ربت جوش على كتف إليفس قائلاً :"حسناً لنقض على ما تبقى من سندويشات و نرحل!"
على الرغم من إنحسار العاصفة , إلا أنها خلفت وراءها سحباً رمادية أكثر إثارة للإجباط من المطر الذى هطل الليلة السابقة . لم يكن الطقس بارداً و لكن الجميع كان متعباً و خائفاً من أن يتعطل المركب مجدداً , لذا ألتزموا الصمت خلال رحلة العودة.
لم يكن براين وإيزلينغ يتحادثان إطلاقاً و كان الجو مشحوناً بينهما إلا أن كل ذلك أختفى عندما أتى قارب النجاة لإنقاذهم . كان لا يزال أمامهم ساعتان للوصول إلى الفندق فأنتقل الجميع إلى المركب السريع باستثناء جوش الذى أثر على البقاء مع إليفس لئلا يلام الفتى عندما يصلان إلى الشاطئ .
عندما أنطلق بهم المركب مسرعاً نظرت بيللا إلى الخلف وعيناها شاخصتان على جوش و قلبها يذوب حباً به.
أقلهم المركب بسرعة فائقة إلى الفندق الذى بدت غرفه الآن فخمة مترفة مقارنة بالليلة التى أمضوها على الرمال الرطبة.
استُدعى الطبيب ليقطب قدم بيللا و يعالجها . كانت قدمها متورمة و تؤلمها للغاية و تمنت بيللا لو أن جوش إلى جانبها الآن ليمسك بيدها و يخفف من ألمها.
بعد ذلك أخذت حماماً منعشاً إذ غسلت شعرها ثلاث مرات لتخلصه من الملح والرمل,عندما شعرت أخيراً بأنها نظيفة و جافة تمددت على السرير فى أنتظار جوش.
كان المطر الغزيرقد بدأ يهطل مجدداً عندما ظهر جوش أخيراً . كان الظلام مخيماً فى الغرفة مع ان ساعة الغروب لم تحن بعد.
أيقظها صوت المفتاح فى الباب من أفكارها و عندما دخل جوش سألته بلهفة:"لقد مضى دهر قبل أن تصل . هل كل شئ على ما يرام؟"
جلس جوش على حافة السرير قائلاً:"أرادوا أن يلقوا اللوم على إليفس لأنه أبحر بالمركب. المسكين! و لكننى أقنعتهم بأن الذنب لم يكن ذنبه"
كانت تنتظره و تنتظره حتى يأتى , والآن و قد أتى و جلس بجانبها شعرت بالخجل فجأة و لكى تمنع نفسها من ضمه بين ذراعيها و دفن وجهها فى صدره القوى سألته :"ماذا حل بقميصك؟"
ــ أظنهم وجدوا قميصى غير محتشم فأعطانى أحدهم هذا و سمحوا لى بأن أخذ حماماً.
و راح يتأمل القميص المزركش و المزدان بالأزهار :"هل تعجبك؟"
ــ بصراحة , لا أظنها من النوع الذى يليق بك.
أشرقت ابتسامة جوش فى الضوء الخافت و تلاقت أعينهما لحظة قبل أن يشيح كل منهما بنظره منتديات ليلاس
ساد صمت قصير يخطف الأنفاس و بدأ قلب بيللا يخفق بشدة بين ضلوعها. لحسن الحظ أن جوش لن يستطيع سماعه بسبب زخات المطر المتواصلة
و بعد لحظة سألها:"كيف حال قدمك؟"
رفعتها بعض الشئ لتريه إياها :"لقد قطبوها ووضعوا ضمادة جديدة"
أمسك جوش بقدمها برقة :"ما كان علىّ أن أدعك تجرين المركب معى. كان يجدر بى أن ألح على أحد الرجال الآخرين ليأتى معى و ليذهب براين إلى الجحيم. كان خطراً جداً عليك التواجد هناك"
ــ إذا كان خطراً علىّ فهو خطر عليك أيضاً . على أى حال جرحت قدمى ليس إلا و لم يعضنى سمك القرش أو يبتلعنى البحر .
لكن جوش رفض أن تطمئنه :"كان بإمكانك أن تغرقى . الليلة الماضية قلتِ أننى لم أكن خائفاً و لكننى كنت كذلك . عندما رأيتك تنزلقين و تختفين تحت المركب أصبت بالذعر"
تحركت يده من دون أنتباه إلى كاحلها فابتلعت بيللا ريقها بصعوبة وهى تقول :"كنت اعلم أنك ستنقذنى"
ترددت قليلاً تتنازعها الرغبة بالاستسلام لإحساس يده على كاحلها من جهة و الرغبة بإخباره ما شعرت به من جهة أخرى.
ــ لقد أنقذتنا جميعاً . لست ادرى إن كنا لننجو من دونك . كنت فخورة جداً بك , جوش . لقد أصبنا بالذعر عندما شعرنا بالخطر أما أنت فكنت تعرف تماماً ما تفعل.
ثم ابتسمت بنعومة:"الآن فهمت لما يختارك الناس رفيقاً لهم فى رحلاتهم الاستكشافية"
وصلت يد جوش إلى ركبتها :"ستكونين معاونتى فى أى يوم"
ــ لكننى كنت عديمة النفع . لم أكن أعرف ماذا أفعل .
ــ بلى عرفت . عرفت غريزياً أنه عندما تتأزم الأمور يحتاج المرء إلى شخص مثلك . وأنا أفكر جدياً فى إصطحابك معى ذات يوم فى إحدى الرحلات.هل يروقك ذلك ؟
ــ لا أمانع إن كان بإمكانى أن أخذ معى مجفف الشعر.
كانت تحاول المزاح رغم أنها كانت مخطوفة الأنفاس بسبب لمسة يده على بشرتها , وكان من الصعب معرفة ما إذا كان جوش يدرك مدى تأثيره عليها.
أجابها:"يمكنك ذلك و لكن ليست أدرى إن كنت ستجدين مقبساً فى العراء"
تابعت بيللا المزاح :"أريد أن آخذ معى أيضاً حذائى المفضل"
أجاب جوش هازئاً :"بصفتى قائد الرحلات الاستكشافية أخشى أنه سيكون على أن أختار أحذيتك فالكعوب العالية ممنوعة , لابد أن يكون لدى بعض السلطة على فريقى"
ــ هل يعنى ذلك أنه علىّ أن أناديك"سيدى"
ــ فى جلستنا الخاصة فقط.
و إذ لم يستطيع أى منهما المحافظة على جديته انفجرا بالضحك,و لكن ما نظرا إلى بعضهما حتى ماتت الضحكة فجأة على شفاههما . وقال جوش بصوت خافت :"لن أحتمل فكرة خسارتك أنتِ صديقتى المفضلة"
ــ وأنت أيضاً
ــ بيللا.....
لم يكمل جملته إذ أقترب منها حتى أصبحت المسافة بينهما صغيرة جداً
ــ أجل؟
كان قلب بيللا يخفق بشدة بحيث كادت تعجز عن التنفس . مال جوش نحوها ببطء مانحاً إياها الفرصة لتبعده عنها بمزحة و تقطع اللحظة التى ألقت بسحرها على كليهما.
ولكنها لم تفعل بل جلست هناك و عيناها الداكنتان تلتهبان رغبة زادت من حماسه للاقتراب أكثر.
توقف على بعد منها مدركاً أن هذه اللحظة هى نقطة اللا رجوع . وغاص كل منهما فى عينى الآخر و فى النهاية كانت بيللا هى من سد تلك المسافة بينهما معانقة إياه
لم يفت الأوان و كان جوش مدركاً ذلك. ما زال بإمكانه أن يتراجع و يدعى كلاهما بأنه مجرد عناق صداقة , حتى أنه كان يعرف أن هذا ما عليه فعله.
إلا أنه لم يشأ ذلك, كان تجاوبها معه عذباً بحيث لم يستطيع التوقف...ليس الآن زهرة منسية
بادلها العناق بالطريقة التى أراد أن يعانقها بها فامتدت يدا بيللا إلى كتفيه لتطوق بهما عنقه و راح جوش يمرر أصابعه فى شعرها الحريرى ثم أبتسم لها :"الأصدقاء لا يفعلون هذا"
ــ لا ؟
ــ ليس فى الحالات الطبيعية .
ــ ولكن هذا وقت غير طبيعى لقد نجونا من عاصفة بحرية و لا شئ يبدو طبيعياً الآن . ربما عندما تعود الأمور إلى طبيعتها يمكننا أن نقلق بشأن ما نفعله أو لا يفعله الأصدقاء.
ــ قد يكون الآوان قد فات.
لكن لمسته بددت كل تحذير حملته كلماته فضمته بيللا إليها مججداً.
ــ أعلم و لكن دعنا لا نفكر فى ذلك الآن.
جلسا بجانب بعضهما و كان جوش يلامس يدها بنعومة . شعر بإحساس رائع, لم تكن الأمور يوماً على هذا النحو بينهما ولكن هذا الإحساس الجميل كان ممزوجاً بوخزة ندم.
كان محقين على مدى كل تلك السنين عندما قررا أن يبقيا صديقين لأن الأمور لم تكون كما كانت أبداً . لن يتمكن من الآن فصاعداً من النظر إلى بيللا من دون أن يتذكر هذا العصر الاستوائى و دفء بيللا إلى جانبه وعناقها له.
كيف سيعودان صديقان الآن ؟. لقد قالت له أن هذا وقت غي طبيعى و هى محقة فى ذلك . لا يجدر به أن يأول ما قالته على أنه اكثر من مجرد رد فعل على النجاة من الكارثة. ولكن لا يُعقل أن تكون قد نسيت ويل بمثل هذه السرعة . عليه أن يتقبل ذلك ويجد طريقة لكى يحافظا على صداقتهما من دون أن يجعلها تشعر بالاحراج أو تضطر للأدعاء بما لا تشعر به .
فى الخارج أسدل الليل الاستوائى ستاره من دون ان يلاحظ جوش او بيللا و توقف المطر أيضاً.
قال جوش:"لا يتسنى للمرء النجاة من الخطر دائماً"
كانت بيللا مرتاحة جداً بقربة و لم يشأ لهذه اللحظة أن تنتهى , ولكن تعليق جوش أعادها إلى الواقع. ربما تغيرت الأمور كلها و لكن فى الواقع لم يتغير شئ إطلاقاً . فنظرياً كلاهما حر و لكن ما زال هناك إيزلينغ ورغم أن بيللا تعلم أن لا شئ يجمعها بـ ويل إلا أن هذا ليس ما قالته لـ جوش.
الوقت ليس مناسباً الآن لتفصح لـ جوش بأنها تحبه هو وليس ويل و لكن ربما ستتمكن من إخباره عند عودتهما إلى ديارهما .
فى نهاية المطاف جوش رجل و يبدو أنها اعتادت كثيراً على التفكير فيه كصديق بحيث نسيت ذلك
لا! لن تفسد هذه اللحظة وتهدم كل شئ. من الأفضل أن تبين له أنها لن تضغط كثيراً عليه . عليه أن يقرر بنفسه بأن إيزلينغ ليست المرأة التى يريد. عندئذٍ قد تتمكن من إخباره بما تشعر به.
فى الوقت الحاضر ستأخذ الأمور بخفة فسألته :"أهكذا تتصرف دائماً بعد كارثة تحدث معك؟"
ــ لن أقول هذا و لكن هذه ردة فعل شائعة بعد الكوارث
ــ ولكننا لم نمر فعلاً فى كارثة حقيقة
ــ لقد حالفنا الحظ كانت الأمور عصيبة فى الأمس.
اشتدت ذراعه حولها وهو يتذكر أنه كاد يفقدها :"لو لم نصل إلى الجزيرة فى الوقت المناسب لربما تحطم المركب بينا"
ثم تردد قبل أن يسأل :"هل هذا سيغير الأمور بالنسبة إلينا بيللا؟"
ــ أتعنى صداقتنا؟
ــ نعم . لا أريد أن يؤثر ذلك على صداقتنا.
ــ ولا أنا . لسنا مضطرين لذلك إن كنا لا نريد.
ثم تابعت فخورة بنبرتها المتمالكة :"كما قلت هذه ردة فعل على الكارثة التى مررنا بها. قد يكون الأمر مختلفاً بالنسبة إليك و لكن هذه أول مرة أشعر بالخطر يهددنى كانت تجربة كانت تجربة غريبة أشبه بالحلم,وأظنها ستبدو أقل واقعية عندما نعود إلى ديارنا لذا علينا التفكير بالأمر من هذا المنظار"
فكر جوش فى أنه بالفعل سيبدو ذلك أشبه بحلم.
منتديات ليلاس
ــ أتظنين أنه يجدر بنا أن لا نعير اهتماماً لأى من مشاعرنا ؟
لم تكن بيللا واثقة من أن بإمكانها القيام بذلك فجاهدت لتجد الكلمات المناسبة :"ما قصدته هو ان هذا يبدو خارج الزمن و القواعد المعتادة لا تنطبق عليه"
على الرغم من أن بيللا لم يستطع أن تتبين ملامح وجهه إلا أنها رأته يرفع حاجبيه استغراباً :"القواعدج المعتادة؟ ما هى؟"
ــ أننا صديقان و الصداقة مهمة لكلينا وهى أمر لا يجب خلطة مع....
ــ مع المشاعر العابرة ؟
ــ بالضبط غداً نعود إلى ديارنا و يعود كل شئ إلى طبيعته . ونعود نحن مجرد صديقين و تكون هذه الساعات التى قضينها معاً مجرد ذكرى جميلة ليس أكثر.
رفعت رأسها لتنظر إليه بقلق:"هل يبدو هذا منطقياً؟"
ــ أظن ذلك . سيكون كل شئ مختلفاً غداً
تحركت يد بيللا لتلامس جوش و قالت:"ولكن الغد لم يأت بعد"
ــ هذا صحيح , أتظنين أنه يجدر بنا أن نستمتع بقضاء الوقت المتبقى لنا؟
ــ أظن انه ربما علينا ذلك

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13478123771.gif

زهرة منسية 17-09-12 03:14 PM

10 / مــفــاجــــأة
منتديات ليلاس

ــ هل تشعرين بالجوع؟
ــ أتضور جوعاً
ضحك جوش و ربت على كتفها:"هذا واضح. هل أذهب و أرى أن كان هناك ما نأكله؟"
تمطت بيللا وحدقت بالساعة إلى جانب السرير :"من المؤسف أن ليس هنا خدمة غرف "
نهض جوش وأنتعل حذاءه :"لابد أن المطابخ مفتوحة . لقد نجوت من تحطم مركب و لن أدعك تموتين من الجوع"
غاب بعض الوقت الذى بدا لـ بيللا دهراً و لكنها كانت تعرف أنه لن يعود فارغ اليدين . وعندما ظهر أخيراً كان يحمل صينية محملة بالسمك و الخضار المسلوق الساخن و العصير.
ــ كيف أستطعت بحق الله تحضير كل هذا؟
ــ تبين أن إليفس هو أبن أخ أحد الطهاة هنا . لقد أخبرهم كيف رافقته إلى الشرطة لأخبرهم قصته وهم الآن يصرون على معاملتى كبطل مع أننى لم أفعل شيئاً . وعندما سألت إن كان هناك أى فضلات من العشاء استبقونى لتناول كوب من العصير بينما حضر عم إليفس كل هذا.
تنشقت بيللا رائحة الطعام بشهية ثم سوت جلستها على السرير مستندة إلى الوسائد:"رائحة لذيذة"
ثم ابتسمت لـ جوش :"أنت فعلاً بطل. فأى شخص يتمكن من تحضير عشاء كهذا فى مثل هذه الساعة من الليل هو بطل فى قاموسى !"
تناولا كل شئ وهما يتحدثان باسترخاء . توقعت بيللا أن يكون فى حديثهما شيئاً من التشنج نظراً للمشاعر التى بدت واضحة لكليهما . ولكن لا! بدا من الطبيعى جداً ان تكون هنا مع جوش تتحدث و تضحك معه كما كانا يفعلان
بعد ان أنهيا طعامهما توجها نحو الشاطئ حيث جلسا فى الظلال تحت أشجار النخيل المتمايلة و أخذا يصغيان إلى هدير الأمواج المتكسرة على الرمال . كانت سُحب المطر قد تبددت بمعظمها و ألقى القمر بخيوطه الفضية على صفحة المياه.
تنهدت بيللا مستمتعة :"الجو هادئ جداً"
ــ يصعب التصديق كيف كان الطقس البارحة, اليس كذلك؟
كان يحاول ألا يفكر كم أن الغد قريب , لم يستطيع إبعاد عينيه عنها الآن ولا أن يسيطر على مشاعره تجاهها و لم يكن طبعاً يحتمل فكرة أن تكون هذه المرة الأخيرة التى يستطيع مغازلتها هكذا.
قالت له:"أشعر بأننى أستطيع الجلوس هنا إلى الأبد أشاهد البحر"
ولكنه أستشف ارتجافاً فى صوتها.
و عندما أستلقت بيللا على الرمال الناعمة قال لها :"لن تتمكنى من إزالة الرمال عن شعرك"
ــ ربما علىّ أن أقصه قبل أن أرافقك فى تلك الرحلة التى كلمتنى عنها.
لم ترق الفكرة لـ جوش :"إياك ان تقصيه إنه رائع"
ــ ظننت ان الفكرة ستعجبك . فسيكون عملياً أكثر.
ــ ربما ولكنك لن تكونى أنت . وأنا .....
ولجم نفسه فى الوقت المناسب قبل أن ينهى جملته : وأنت تعجبينى كما أنت
عندما عادا إلى الغرفة أجلسها على الشرفة وراح يسرح شعرها بيدين حنونتين نافضاً عنه الرمال و كانت نظراته إليها مليئة بالشوق و كأنه فى حلم لا يريد أن يستيقظ منه.

منتديات ليلاس


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13478859021.gif

زهرة منسية 17-09-12 03:19 PM


كان المطار فى الصباح التالى مكتظاً بالمسافرين المتوجهين إلى عدة مناطق أوروبية فى الوقت نفسه
أهتم جوش بالحقائب بينما أنتظرت بيللا . شعرت بأنها منعزلة تماماً عما يجرى حولها كما لو أنها لا تزال فى حلم الليلة الماضية. أستعدا هذا الصباح للمغادرة من دون أن يقولا الكثير. فى الواقع لم يكن هناك ما يقال
ــ كيف حال قدمك؟
استفاقت بيللا من أحلام اليقظة لترى إيزلينغ وقد بدت متعبة منهكة
ــ أنا بخير شكراً.
كانت إيزلينغ آخر شخص تود التحدث إليه هذا الصباح. و لكن عليها أن تكون لطيفة معها من أجل جوش . فأومأت ناحية قدمها المضمدة:"تبدو أسوأ مما هى عليه فعلاً . كيف حالك أنت؟"
ــ أشعر بأننى أقترفت أكبر غلطة فى حياتى . فقد تشاجرت مع براين بقوة عند عودتنا . المحنة التى مررنا بها على متن المركب و من ثم على الجزيرة جعلتنى أدرك أنه لا شئ مقارنة مع جوش . لقد كنت غبية , ظننتنى مغرمة بـ براين و لكننى أدرك الآن بأنه كان مجرد إنبهار , لقد غرنى مظهره و مركزه فى الـ (سى بى سى)
ثم عضت إيزلينغ شفتها قبل أن تتابع :"حتى أننى لستُ واثقة من أنه يحبنى. قال إنه يحبنى وانه طلق زوجته و لكننى أتساءل إن كان سيفعل ذلك يوماً . كان من الأفضل لى ان أبقى مع جوش"
قالت بيللا ببرودة:"جوش يستحق بأن يكون أكثر من مجرد خيار آمن تلجئين إليه عندما تسوء الأمور معك"
ــ أعرف , وأعرف أن الآوان قد فات الآن. أريد فقط أن أخبر جوش بأننى أدرك الآن كم أنا غبية.....وكم انت محظوظة.
تبددت أحلام الليلة السابقة,تاركة بيللا بمواجهة الواقع الأليم . إيزلينغ تريد إستعادة جوش . وهى ستدعه يتخذ الخيار.
كل ذرة فى كيانها كانت ترفض إعطاء إيزلينغ فرصة ثانية . أرادت بيللا أن تدفعها بعيداً و تقول لها أن تدع جوش وشأنه . بأنه لها هى و لكالما كان كذلك. ولكن لو فعلت ذلك فلن تعرف أبداً إن كان جوش سيندم
هى طبعاً تريد أن تمضى بقية حياتها معه . ولكن ليس فى المرتبة الثانية بعد إيزلينغ و ربما ليست هى المرأة التى يريدها فعلاً.
على جوش أن يقرر إن كان يريد إيزلينغ أو يريدها هى, و الطريقة الوحيدة ليفعل ذلك هى بأن تخبره إيزلينغ بأنها غيرت رأيها.
ابتسمت بيللا قليلاً لـ إيزلينغ :"أنا و جوش مجرد صديقين وأنت تعلمين ذلك . أخبرك بنفسه بأننا ندعى مخطوبان فى هذه الرحلة"
ــ أجل, ولكننى كنت أتساءل فقط إن كانت الأمور بينكما قد.....
ــ لا , نحن صديقان و سنبقى كذلك.
بدت إيزلينغ أكثر تفاؤلاً:"فى هذه الرحلة , ربما أتكلم مع جوش لاحقاً"
هزت بيللا كتفيها بلا مبالاة مصطنعة :"كما تشائين , لا علاقة لى بذلك"
بدت رحلة العودة أطول و أصعب من رحلتهم خلال العاصفة , على الأقل هناك لم يكن لديها وقت لتفكر . وتمنت لو يعود الزمن بها إلى الوراء فالقلق بشأن الغرق أسهل بكثير من القلق بأن وضعها و سعادتها مع جوش .
فكرت بيللا فى أن الطريقة الوحيدة هى بالانسحاب كلياً , ويبدو أن جوش سعيد بتجنبها . كانت تتوق لتسأله إن كان قد تحدث إلى إيزلينغ و ما الذى قاله , ولكنها عرفت أنه لا يجدر بها ذلك , كان كلاهما حريصاً على عدم قول أى شئ قد يذكرهما بالساعات العذبة الماضية . رغبت بيللا فى العودة إلى تلك الغرفة السابحة فى ضوء القمر حيث توقف الزمن . كلما فكرت فى الطريقة التى عانقها بها لم تستطيع أن تصدق كيف أن جوش لم يلاحظ مثلها أنهما خُلقا الواحد للآخر.
و لكنها تذكرت ما قاله عن إيزلينغ وكيف أن كليهما اتفقا على أن صداقتهما تعنى أكثر من أى شئ آخر. فأن تكون صديقة جوش يعنى أن تريد له السعادة و إن كان يريد إيزلينغ فعليها أن تكتفى بصداقتهما ليس أكثر.
كان الوقت متأخراً عندما هبطت بهما الطائرة فى هيثرو بعد أن توقفت فى باريس و كانت بيللا متعبة جداً بحيث تورمت قدمها و كانت على وشك البكاء .
حمل جوش الحقائب قائلاً:"لنستقل سيارة أجرة"
ــ حسناً , لا داعى لترافقنى إى المنزل . يمكننى أن أتدبر أمرى
ــ عظيم
و لكن نبرته كانت باردة
كانا يغادران قاعة المطار عندما التقيا بــ إيزلينغ تنظر إى الخلف إلى منتديات ليلاس حيث كان براين.
قالت غاضبة :"لقد رحل وتركنى! عاد إلى زوجته فى روركينغ.
وتابعت بإنفعال :"على الأرجح هى (تفهمه) أكثر منى. ولكن الآن ماذا سأفعل ؟ كنت أسكن فى شقته فى لندن لقد رحل الآن من دون أن يترك لى المفتاح لأنام هناك الليلة"
قالت بيللا :"من الأفضل أن تأتى معنا . يمكنك أن تقضى الليلة فى شقة جوش . أليس كذلك جوش؟ فمعظم أغراضك لا تزال هناك على أى حال . أليس كذلك؟"
ـت هذا صحيح , هل لديك مانع جوش؟
ماذا بوسعه ان يقول ؟ بدت بيللا عازمة على دفع إيزلينغ إلى أحضانه. كما لو أنها تخشى بأن ينسى أتفاقهما بأن كل شئ سيعود إلى طبيعته الآن....و كأن هذا يمكن أن يحصل!
ليس بالنسبة إليه على الأقل
أراد أن يصرخ فى وجهها بأنه لم ينس . وكيف ينسى و قد أمضت النهار بطوله تذكره بتصرفاتها بألا يسئ فهم ما حصل بينهما الليلة الماضية.
حسناً سيدعها و شأنها إن كان هذا ما تريده . فقال لـ إيزلينغ التى كانت لاتزال تنتظر رده :"بالطبع يمكنك ذلك. و الآن هيا بنا"
و بينما كانت السيارة تنطلق بهم قالت إيزلينغ :"أنا آسفة جوش أظن أننى أضعت علينا فرصة الفوز بالعقد . براين مقتنع بأن العاصفة حصلت بسببك , وهو حتماً لن يسامحنى على الأشياء التى قلتها ليلة البارحة بسببك و هو حتماً لن يسامحنى على الأشياء التى قلتها ليلة البارحة. كان على أن أتوخى الحذر أكثر لكنه أثار جنونى ! و أخشى الآن أن يعترض أى محاولة لإعطائنا العقد . لديه نفوذ كبير فى الشركة"
ـت لا تقلقى سننتظر ونرى
ــ أفهم موقفك إن أردت طردى من الشركة الآن.
ــ طبعاً لن أطردك .لقد قمت بعمل رائع و كنت محقة فى حثى للذهاب فى هذه الرحلة . لقد تعرفت على الكثير من الأشخاص المهمين هذا الأسبوع الأمر الذى ما كنت لأفعله لو لم تشجعينى على ذلك . وحتى لو لم أكسب العقد الكبر فإن الأمر يستحق عناء المحاولة .
طبعاً لن يطردها , فكرت بيللا بأسى يمكن لـ إيزلينغ أن تفعل ما تشاء: يمكنها أن تتخلى عنه وتهينه و تضيع عليه عقداً مهماً .....و مع ذلك لا يستغنى عنها جوش
انتظرت سيارة التاكسى أما شقة جوش بينما كان هو و إيزلينغ ينزلان الحقائب.
قالت بيللا مبتسمة:"حسناً....إلى اللقاء"
ترد جوش قبل أن يقول :"أجل , إلى اللقاء"
كان يرغب فى قول المزيد و لكنه فى النهاية ترجل من السيارة و أقفل الباب
بينما كان السائق يهم بالرحيل راحت بيللا تراقب جوش يفتح باب منزله ويدع إيزلينغ تدخل أولاً ثم يتبعها إلى الداخل من دون أن يلتفت إلى الوراء إلى حيث كانت جالسة وحيدة فى مؤخرة السيارة . أنتهت العطلة وعاد كل شئ إلى الواقع.
كان المنزل بارداً وفارغاً عندما دخلته بيللا . لقد أشفق عليها سائق التاكسى و حمل لها ا{غراض حت الباب ولكن قدمها المصابة صعبت عليها حتى الدخول بمفردها و حمل الأكياس إلى غرفتها .
دخلت بيللا المطبخ وأضاءت الأنوار . لطالما أحبت هذا المنزل و لكنه بدا لها فجأة حزيناً و موحشاً وكبيراً جداً بالنسبة إلى شخص واحد.
و تمنت لو أن جوش ليس هنا , غنه مع إيزلينغ . أسندت بيللا رأسها على كلتا يديها وراحت تعذب نفسها بتخيلهما معاً. أين هما جالسين يا ترى؟ ربما إيزلينغ تخبر جوش الآن كم هى نادمة على رحيلها مع براين و على الأرجح هو يعانقها و يخفف عنها قائلاً لها بألا تقلق بشأن العقد وأن عودتها إليه هى كل ما يهمه.
أخذت بيل تبكى بدموع ساخنة و لكن على الرغم من دموعها غطت فى النوم ما أن دخلت غرفة النوم لشدة تعبها . استفاقت متأخرة فى الصباح التالى , عيناها منتفختان و معدتها متشنجة و على الرغم من ذلك عليها أن تذهب إلى العمل.
نظرة وزاحدة إلى مرآة الحمام كانت كافية لتعلم كم أن حالتها مزرية . وعليها أن تواجه فيبى وكايت أيضاً . لقد أصرتا على زيارتها هذا المساء لتعرفا كل شئ كما قالت فيبى فى الرسالة التى تركتها لها على المجيب الآلى.
لحسن الحظ أن أنتفاخ عينيها قد زال بعض الشئ مع حلول المساء و أسمرار وجهها على الشاطئ أخفى شحوبها . ولكن كايت و فيبى لم تنخدعا بذلك.
فسألتها كايت قلقة :"بيللا عزيزتى ماذا جرى بحق الله! تبدين فظيعة!"
عانقت بيللا فيبى سائلة إياها :"لا أبدو بهذه الفظاعة . لا؟"
ــ بلى ما الخطب ؟
أرغمت بيللا نفسها على الابتسام :"لا شئ عدا أصاتى فى قدمى لن أتمكن من أنتعال أحذيتى المفضلة قبل وقت طويل"
ــ هذا سئ
ــ بالضبط . أليس هذا سبباً كافياً لكى لأبدو فظيعة؟
جلسن حول المائدة كما كن يفعلن دائماً عندما كن يتشاركن هذا المنزل :طهيا أخبرينا كل شئ"
ــ لا أعرف بصراحة من أين أبدأ
نصحتها فيبى :"أبدأى بالأهم , كيف حال جوش؟"
ــ أنه.......أنه.....
ارتجفت بيل و لم تستطيع إكمال حديثها أو إخفاء الدموع التى بدأت تنهمر من عينيها
نظرت فيبى إلى كايت :"هل من مناديل هنا؟"
استطاعت بيللا أن تقول :"لا" قبل أن تواصل البكاء من دون إنقطاع
نهضت كايت من مكانها :"سأذهب إلى المتجر"
ذهبت كايت لتعود بعد دقائق قليلة محملة بالمناديل و الحليب و الشوكولا :"فكرت فى أننا سنحتاج هذا أيضاً"
حضرت بيللا الشوكولا الساخنة ووضعت فنجاناً أمام بيللا :"تناولى هذا بيللا سيفيدك"
أطاعت بيللا صديقتها فى حين ناولتها كيت علبة المناديل
ــ أنا آسفة.
ــ جميعنا بكينا و على هذه الطاولة بذات ابتسمت بيللا من خلال دموعها :"أذكر"
وقالت بيللا بدورها :"و أنا أيضاً بكيت هنا بسبب جيب . والآن من الأفضل أن تخبرينا كل شئ"
و عندما بقيت بيللا صامتة قالت كايت :طليست أدرى لما تشعرين بالقلق بيللا . حتى ول لم نكن نعرفه, من الواضح أن جوش مغرم بك انت"
منتديات ليلاس
ــ إذاً لِمَ رحل مع إيزلينغ؟ لم يتصل بى حتى ليرى إن وصلت بخير إلى المنزل
اقترحت عليها فيبى:"يمكنك ان تتصلى به"
أجابت وهى لا تزال تنوح :طلا يمكننى ذلك . هو على الأرجح مع إيزلينغ و لا يمكننى أن أستجدى منه الاهتمام . قلت له إنه يمكننا أن نبقى صديقين و لكننى ليست واثقة حتى من أنه بإمكانى ذلك الآن"
قالت كايت مطمئنة إياها :طبالطبع ستبقيان صديقين. لا يمكنكما أن تبتعدا الواحد عن الآخر بعد كل تلك السنوات"
ــ لا أظن أن بإمكانى ذلك إن كان مع إيزلينغ . لا أحتمل رؤيته مع أحد الآن . ولكن إن لم نكن صديقين فلن أراه إطلاقاً . وهذا أيضاً لا أقوى على أحتماله . لا أعرف ماذا أفعل . أشتاق إليه, أشتاق إليه.....
وأنفجرت بالبكاء مجدداً.
طوقتها فيبى بذراعيها و تبادلت بعض النظرات مع كايت التى باشرت تقول بنبة متفائلة :طلا أظن أن جوش سيعود على إيزلينغ . لم يبدوا أبداً متلائمين كثنائى كما هى الحا معك ومع جوش"
أخذت فيبى الكلام عنها متابعة :طكايت محقة . أنت و جوش خُلقتما ابعضكما و أنا متأكدة من أن جوش يعرف ذلك مثلما تعرفينه أنت"
ــ إذاً لماذا لم يتصل؟
ــ ربما يواجه بعض المشاكل فى التخلص من إيزلينغ . لعله يحل المسألة و يظهر هنا فجأة.
ولكن جوش لم يأتى و لم يتصل و لم يرسل حتى رسالة. أمضت بيللا أربعة أيام تتفقد هاتفها عله يكون قد أتصل بغيابها . مع أن ذلك لم يكن محتملاً فهاتفها لا يفارقها
فكرت فى أن هاتفه قد يكون معطلاً و لكنه يستطيع أستعمال هاتف العمل. وماذا عن اجهزة الكمبيوتر؟أم أن كل الأجهزة تعطلت دفعة واحدة ؟ حتى أنه بإمكانه أن يكتب لها رسالة ويرسلها بواسطة البريد !
و سألت فيبى صباح الجمعة :طأتظنين أنه مريض؟"
ــ لا , بل أظنه ينتظر سماع أخبارك . فنظراً لما قلته لى عن تصرفاتكما فى الطائرة أظنه الآن يفكر فى أنك لا تريدين حتى صداقته.
منتديات ليلاس
ــ أو ربما هو سعيد جداً مع إيزلينغ ليفكر بى.
ــ حسناً لن تعرفى ذلك ما لم تتحدثى إليه . لا تكونى سخيفة بيللا , أتصلى به بكل بساطة منتديات ليلاس
فى النهاية أرسلت له بيللا رسالة إليكترونية استغرقت كتابتها دهراً بكامله. لم تشأ أن تفكر فى أنها كانت تتهرب منه و لكن عليها رؤيته غأدعت بأنها كانت منشغلة جداً و اعتذرت عن عدم اتصالها به قبلاً . وفى النهاية سألته:"ما رأيك لو نشرب فنجان قهوة ذات ساعة؟"فبدا ذلك كمن يسعى فقط إلى إكمال الصاقة من حيث كانت قبل أن يفسدا كل شئ تلك الليلة.
و بعد أن أرسلتها راحت كل خمس دقائق تتفقد صندوق رسائلها الألكترونية لترى إن كان جوش قد أجاب و عندما ظهر أشمه أخيراً على شاشتها كاد قلبها يسقط من صدرها.
و أهتزت يدها على الفأرة و هى تنقر لترى الرسالة التى قال فيها :
ــ هل من مشاريع تقومين بها الليلة؟
ردت بسرعة:"لا شئ".....عدا عن التفكير فيك طبعاً!
ــ ما رأيك لو تأتين فنشرب المرطبات و نتحدث كما فى الماضى !
جاءها رد جوش بعد دقائق . تمنت أن يقول أنه يود رؤيتها و إنه أشتاق إليها....أى شئ يعبر عن مشاعره و لكنه اكتفى بالإجابة:"حسناً"
شعرت زهرة منسية بتوتر شديد قبل وصوله تلك الليلة وراحت تذرع المنزل بحثاً عما ترتيده وكيف عليها أن تبدو . لم يكن لديها يوماً مشكلة فى ذلك عندما كانت تريد لفت انتباه أى رجل فلطالما كانت بارعة فى ذلك. و لكن الوضع مختلف مع جوش.

منتديات ليلاس


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13478859021.gif

زهرة منسية 17-09-12 03:24 PM


أيقظها صوت الجرس من أفكارها و راح قلبها يخفق بقوة. اضطرت ان تأخذ عدة أنفاس عميقة مهدئة قبل أن تفتح الباب و عندما فعلته تبخر الهواء من رئتيها مجدداً عند رؤيته
ــ مرحبا منتديات ليلاس
خرج صوتها همساً فتنحنحت قبل أن تقول :"تفضل بالدخول"
بدا تماماً كعادته و فكرت فى ذلك بمزيج من الفرح والأسى . الفرح لأن مجرد رؤيته جعلتها تحس بالسعادة تسرى فى عروقها و الأسى لأنها لم تر أى دليل على تأثيرها السابق عليه . لم يبدُ عليه أنه مشتاق إليها أو أن هذه الأمسية مختلفة عن الأمسيات السابقة عندما كان يعرج عليها لرؤيتها.
بدا متعباً و لكن قد يكون لذلك أسباب عديدة. على الأقل هو ليس منتفخ العينين لكثرة البكاء مثلها.
سألته وهى تسكب العصير :"هل كنت منشغلاً؟"
جلس على أحدى الكنبات فى المطبخ مجيباً :"بل كنت منهمكاً . أتصلت بنا شركة(بى بى سى) غداة عودتنا و منحتنا العقد"
ــ حقاً ؟ رغماً عن براين ؟
ــ تبين أن الجل الذى يقرر هذه المسائل فى الـ (سى بى سى) كان معنا فى الرحلة . وإنه ذلك الرجل القصير القامة الذى ساعدنا فى سحب القارب على الجزيرة . ويبدو أنه يظن أننا نحن بالضبط ما تريده شركتهم.
ــ جوش ! يا له من خبر رائع !
كانت بيللا سعيدة فعلاً من أجله . ولم يمض سنتان على تأسيسه الشركة وهى تعلم كم يحتاج إلى عقد كبير كالذى حصل عليه من (سى بى سى) ليضمن مستقبل الشركة
قال جوش :"كان مأخوذاً بك جداً , لم ينفك يمدحك. أظنك عملت على الفوز بالعقد أكثر منا جميعاً"
ــ هذا ليس صحيحاً.
ناولته بيللا كوب العصير و جلست على الطرف الآخر من الكنبة خوفاً من أن تلمسه عرضاً
قال:"شكراً على أى حال"
وساد صمت قصير .
بالنسبة إلى رجل أمن لتوه مستقبل شركته بدا جوش منزعجاً .
سألها بعد لحظة:"كيف حالك؟"
ــ بخير , وأنت؟
ــ بخير.
و فكرت بيللا فى أن من يسمعهما يظن أنه موعدهما الأول , فحاولت أن تفتح حديثاً ما :"لم أعرف إن كنت ستأتى بمفردك أم لا . أين إيزلينغ الليلة؟"
ــ إيزلينغ؟ ليس لدى أى فكرة
بدا جوش متفاجئاً بسؤالها . وللمرة الأولى منذ ترجل هو و إيزلينغ من التاكسى معاً شعرت بيللا بالارتياح
ــ إذاً أنتما لستما....؟
ــ لسنا ماذا؟
ــ لستما معاً مجدداً؟
ــ لا. قطعاً لا.
ـ أنا آسفة
خشيت بيللا أن تكون قد وضعت إصبعها على الجرح
ــ لماذا؟
تفاجأت لسؤاله المباشر :"أنا آسفة لأنك تعيس"
ــ لستُ تعيساً.....على الأقل ليس بسبب إيزلينغ
لم يكن من عادته أن ينفعل هكذا فتفحصته بيللا بحذر :"إذا لم يكن بسبب إيزلينغ فما الذى يحزنك إذاً؟"
تردد جوش فحثته بيللا :طيمكنك أن تخبرنى. لا؟ المشكلة تُحل عندما نتشاركها مع أحد . لهذا السبب وجد الأصدقاء"
وضع جوش كوبه بانفعال :"هنا المشكلة. لا أظن أنه بإمكانى بعد اليوم أن أبقى صديقك"
قالها بجدية لم تستطيع بيللا معها إلا أن تحدق به. لا يُعقل أن يكون جاداً!
فقالت بصوت مرتجف رغماً عنها:"لا يمكننا أن نفعل ذلك جوش"
ــ أظن أنه من الأسهل ألا نرى بعضنا بعد اليوم
ــ ولكن....لماذا؟
ــ لأن الصداقة لم تعد كافية بالنسبة لى.
و أسند رأسه بين يديه عاجزاً عن النظر فى وجهها المصعوق.
ــ أنا آسف بيللا , آخر ما أريده هو إيذاؤك. و لكن لم أعد أقوى على الأحتمال , وما كان علينا أن نذهب معاً نذهب معاً فى تلك الرحلة . كنت أعلم أننا لن نعود كما كنا لا نستطيع ذلك , أو أقله أنا لا أستطيع ذلك .
أعرف أننى سأشتاق إليك أكثر مما أستطيع التعبير عنه و لكننى الآن كغرم جداً بك و لا أعرف إن كنت سأحتمل عدم رؤيتك.
كانت الكلمات تتدفق من فمه بسرعة . ولم تسمع بيللا يوماً تلك النبرة الحزينة فى صوت جوش. حتى أنه لزمها عدة لحظات لتستوعب ما قاله. و عندما أستوعبت ابتلعت ريقها بصعوبة:"جوش"
ولكن أسمه خرج من بين شفتيها كالهمس بينما كان جوش يتابع حديثه :"لم أعرف ماذا أفعل . كنت أتحرق شوقاً لرؤيتك و لكننى كنت أعرف أننى لو فعلت لن أقدر على لجم نفسى . أعرف أنك تريدين أن نكون مجرد صديقين و لكن لا يمكننى ذلك بيللا"
حاولت بيللا مجدداً :"جوش..."
و لكنه لم يسمعها حتى
ــ أنا آسف لا أريد أن أحرجك , رباه! هذا مريع و لكن علىّ أن أعترف لك بأننى أحبك , أحبك....لا أظننى قادراً على العيش من دونك ولكننى أعرف شعورك حيال ويل و أعرف أن الأمور لن تعود أبداً كالسابق و....
اضطرت بيللا أن تصرخ فى النهاية :"جوش!"
فتوقفت عن الكلام كمن تلقى صفعة على وجهه.
ــ هلا سكت لحظة وتركتنى أقول شيئاً؟
نظر إليها بحذر :"نعم"
ــ أنا ليست مغرمة بـ ويل . أنا لا أريده بل أريدك أنت.
هذه المرة حان دور جوش ليحدق فيها بذهول . بقى يفتح ويغلق فاه كما لو أنه لم يستطيع أن يقرر أى كلمة صعقته أكثر
ــ ماذا؟
ــ قلت فقط أننى مغرمة بـ ويل لأنك كنت مرتبطاً بـ إيزلينغ . شعرت بالإحراج لو اعترفت لك كم أحبك حينها . ورأيت أنه سيكون من الأسهل أن أجعلك تظن بأننى حزينة على ويل ولكن فى الوالقع كنت حزينة بسببك.
ــ أسهل؟
منتديات ليلاسمنتديات ليلاس
ــ لم أكن أعلم أنك تحبنى.
سكتا لحظة ثم قال جوش غير مصدق:"أنت مغرمة بى؟"
تنهدت بيللا :"أظننى لطالما كنت مغرمة بك جوش و لكن لزمنى وقت طويل لأدرك ذلك . وعندما أدركت الأمر كان الأوان قد فات أو هذا ما بدا عليه"
كان جوش لا يزال يجد صعوبة فى استيعاب ما تقوله :"أنت تحبيننى؟"
ــ أجل
و شعرت بيللا بأن ابتسامة ولدت داخلها و انتشرت إلى أصابعها و أطرافها و شفتيها :"أجل أحبك !"
ــ بيللا ....
كان جوش لا يزال يحدق بها و بدأ فجأة يضحك :"بيللا..."
و أخذها بين ذراعيه :"هل تعرفين منذ كم سنة أنتظرت سماع هذه الكلمة منك؟ منذ أربعة عشرة سنة!"
ــ هل تحاول أن تقول لى بأنك كنت مغرماً بى منذ البداية؟
ـت طبعاً .وقعت فى غرامك منذ النظرة الأولى . أن تعرفين تماماً أنك كنت رائعة لا تقاومين و مازالت
لِمَ لم تخبرنى؟
قال ويداه تتلمسان ظهرها بحب:"كنت أعرف أنك لم تعيرينى انتباهاً . ففضلت صداقتك و قلت لنفسى إن هذا أفضل من لا شئ , و أعتدت على الفكرة . لم يعجبنى الأمر عندما ظننتك جادة بالنسبة لـ ويل و لكن بدوت مصرة فلم يكن أمامى الكثير لأفعله . وأظن أننى لهذا السبب ارتبطت بـ إيزلينغ ظننتها تُشبهك و لكنها ببساطة ليست أنت. وكنت سعيداً جداً عندما فسخت الخطوبة!"
تنهدت بيللا بسعادة و اشتدت ذراعاها حوله :"هل من شئ آخر يجدر بى معرفته تجنباً لأى سوء تفاهم؟"
أمسك جوش بوجهها بكلتا يديه ونظر فى عمق عينيها قائلاً بجدية:"يجدر بك أن تعلمى بأننى أحبك و أريدك و أحتاجك و أود أن أعود إلى المنزل كل ليلة لأجدك هناك. ما رأيك بيللا ؟ هل يمكننا أن نكون حبيبين و صديقين فى آن معاً؟"
ــ طبعاً يمكننا و سوف نبقى دوماً هكذا.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13478859021.gif

زهرة منسية 17-09-12 03:28 PM


قال جيب عندما فتحت له بيللا الباب :"كل هذا غريب ! كل ما قالته لى فيبى هو أننا مدعوان إلى العشاء و الأعذار غير مقبولة , ما الذى تخفينه أيتها الفتيات؟"
اعترضت فيبى الواقفة بجانبه :"أخبرتك بكل ما أعرفه . أخبريه بيللا"
ابتسمت بيللا :"هذا صحيح . هى لا تعرف أكثر مما تعرف أنت . إنها مفاجأة للجميع . أدخلا كايت و فين هنا"
منتديات ليلاس
عانقت كايت فيبى و جيب عندما دخلا المطبخ:"الحمد لله أنكما هنا. أنا و فين يتآكلنا الفضول"
أجاب جيب :"وأنا أيضاً . هيا بيللا ! لا تدعينا نتشوق أكثر . ما هى المفاجأة الكبرى ؟"
نظرت بيللا إلى جوش الذى ابتسم وأمسك بيدها معلناً :"انا وبيللا سوف نتزوج"
سدت لحظة صمت ثم أنفجر الأربعة الآخرون بالضحك
ــ كنا نعلم ذلك
واعترضت فيبى :"هذه ليست مفاجأة"
ووافقتها كايت الرأى :"كنا تعلم هذا منذ زمن . أخبرت فين منذ أسابيع أنكما سوف تتزوجان فى النهاية"
ــ ظننت انكما ستقولان لنا أنكما سبق و تزوجتما.
قالت بيللا :"كانت هذه مفاجأة بالنسبة إلينا !"
ضحك جوش وقال :"هذه فائدة الأصدقاء . يعرفونك أكثر مما تعرفين نفسك"
اقتربت فيبى و هنأتهما :"نحن سعداء لأنكما لستعدتما صوابكما أخيراً"
و قالت كايت :"وفى الوقت المناسب . كنا قد بدأنا نتساءل فعلاً أن كنتما ستستيقظان يوماً!"
قال جيب و هو يضحك فرحاً :"ثلاث خطوبات مزيفة و ثلاث نهايات سعيدة!"
وضع جوش ذراعه حول كتفى بيللا و عانقها قائلاً :"ثلاث نهايات سعيدة"


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13478859021.gif

زهرة منسية 17-09-12 03:33 PM

تــــ بحمد ــمـــ الله
أتمنى ان تكون نالت إعجابكم
وكل الشكر والتقدير للغالية
EMN

على لمستها الرائعة بالرواية من خلال تصميمها الرائع لغلاف الرواية والفاصل بين كل مشاركة و أخرى
وكمان على متابعتك المستمرة إيمى
وكل الشكر لكل من مر على الرواية و ضغط على أيقونة الشكر

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13478859021.gif

emn 17-09-12 03:56 PM

شوووووكراااااااااااا قلبييي
تسلم ايدينك الحلوة

زهرة منسية

موووووووووووووه

emn 17-09-12 06:22 PM

بما انك خلصتي الروايا لكي مني هدية ^^
اتمنى انها تنال اعجابك


http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13478988681.jpg

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13478988682.jpg

في انتظار رأيك

زهرة منسية 17-09-12 11:33 PM

طيب ممكن تقوليلى إيمى أنا أقدر أشكرك أزاى ؟؟؟!!!
بصراحة مش لاقية طريقة ولا لاقية كلمات تعبرلك عن مدى شكرى وأمتنانى ليكى ودى هدية أنا هعتز بيها كتيررررررررررررررررررررررررررررررر وما تعرفسش قد أيه أنتى أسعدتينى
بس ممكن أعرف أنتى أزاى عرفتى الوانى المفضلة يا أروبة بجد دايمن بتفجيئنى إيمى
الله يوفقك و يسعدك زى ما بتسعد\ينى دايمن بابدعاتك فنانتى الصغيرة لكى حبى وقبلاتى

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13479175291.gif

emn 18-09-12 09:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3178417)
طيب ممكن تقوليلى إيمى أنا أقدر أشكرك أزاى ؟؟؟!!!
بصراحة مش لاقية طريقة ولا لاقية كلمات تعبرلك عن مدى شكرى وأمتنانى ليكى ودى هدية أنا هعتز بيها كتيررررررررررررررررررررررررررررررر وما تعرفسش قد أيه أنتى أسعدتينى
بس ممكن أعرف أنتى أزاى عرفتى الوانى المفضلة يا أروبة بجد دايمن بتفجيئنى إيمى
الله يوفقك و يسعدك زى ما بتسعد\ينى دايمن بابدعاتك فنانتى الصغيرة لكى حبى وقبلاتى

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13479175291.gif


ياقلبووووووو نحنااااااا صاحبااااااااات واخوووووووااااات يعني بديكي كل اللي اقدر علية ^^
ما بدي ايييييييي شي غير ابتسامتك بتكفي خخخ ^^
اما اللووووووون بصراحة ما ادري بس انا حبيته وقلت اسوي لكي بذا اللون طالعات صاحبات بنعرف بعض خخخخخخخخخخ
تسلمي قلبووو يارب يدووووم بيننا المحبة والاخووووه

اندرو 23-09-12 06:57 PM

شكل الرواية تجنن

اندرو 23-09-12 06:58 PM

وحشتوني حييل ياليلاس

زهرة منسية 24-09-12 09:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اندرو (المشاركة 3181273)
شكل الرواية تجنن

مشكور أخى لمرورك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اندرو (المشاركة 3181274)
وحشتوني حييل ياليلاس

أهلا و سهلا بيك نورت

زهرة منسية 24-09-12 09:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emn (المشاركة 3178545)
ياقلبووووووو نحنااااااا صاحبااااااااات واخوووووووااااات يعني بديكي كل اللي اقدر علية ^^
ما بدي ايييييييي شي غير ابتسامتك بتكفي خخخ ^^
اما اللووووووون بصراحة ما ادري بس انا حبيته وقلت اسوي لكي بذا اللون طالعات صاحبات بنعرف بعض خخخخخخخخخخ
تسلمي قلبووو يارب يدووووم بيننا المحبة والاخووووه

تسلميلى إيمى وجودك بيكفى يكون سبب لأبتسامتى إيمى .
أنت مبدعة يارب يدوم المحبة والأخوة

حياة12 30-09-12 03:50 AM

زهرة ميسى كتييييييييييييييير انا كنت بدور ع الجزء ده من فترة طويلة مكتوب :) :dancingmonkeyff8: :dancingmonkeyff8:

زهرة منسية 05-10-12 11:00 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
أسعدنى كتيرررررررررررر حياة متابعتك لأحداث السلسلة كلها و أسعدنى أكتر أن كتبته لعينوك طالما كنت بدورى عليه

ندى ندى 05-11-12 04:07 AM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
جميله جدا جدا وقمة التميز والروعه

زهرة منسية 05-11-12 09:55 AM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
الأروع مرورك ندوش

foufastar 24-12-12 09:45 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

sokka 29-01-13 04:44 AM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
:dancingmonkeyff8: :55: :dancingmonkeyff8: :55:

غرشوه 10-02-13 03:21 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
تسلم ايدينج زهره منسيه ع الكتابه والروايه الحلوه ثاانكس يعطيج العافيه

حياة12 16-03-13 02:40 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
زهووووووووووووورتي :dancingmonkeyff8: :dancingmonkeyff8:

الرواية رووووووووووووووووووووووعة حبيتها جداااااااااااااااا جدااااااااااااااااااااااااااااااا تسلم ايديكى حبيتى على المجهود الخرااااااااااااافى ده و تعبك :55: :55: :55: :55: :55: ربنا يقويكي يا جميل و يسعدك زى ما اسعدتينا برواياتك الرااااااااااااااائعة دي :welcome3:

بصراحة جوش كان جنتل زيادة عن اللزوم و الحاجة اللى قهراني دلوقتى هو خاتم الخطوبة اللى ما تتسمى دي ضربت عليه :o9Y04826:
بجد معندهاش دم و غتتة جدااااااااا جدااااااااا و براين كان ارخم و اغتت بجد كان لايق عليها :(

و هما الاتنين كانوا حيجننونينى و انا عمال اقولهم اعترفووووووووووووووا يرحمكم الله :lol:

بس فصل العاصفة كان رهييييييب عجبنى جداا ان بيلا اندمجت مع جوش .. و رغم اختلافهم الا انهم فى النهاية عرفوا انهم ميقدروش يعيشوا من غير بعض :uytyghgj:

و رغبتي بضرب براين كانت بتزيد كل سطر كان جبان جداااااااا و سخييييييييف و غتيييييت يا ساتر .. مين اللى جاب التيييييييييت ده هنا :8Pp04714:

و حبيييييييييييييييت جوش لما قال لها فى الاخر انه ميقدرش يكون صديقها اكتر من كده .. رااااااااااااااائع

الرواية كلها تحـــــــــــــفة استمتعت جدااااااااااااااااا جداااااااااااااااااااااا بها .. ربنا يخليكي لينا زهورتي دايما بتمتعينا برواياتك المميزة ... ميرسي كتيييييييييييييييييييييييييييير حبيبتى على المجهود الخيالى ده

http://www.glitters123.com/glitter_g...litters-36.gif
مووووووووووووووووووووووووووووواهاااات كتييييييييييييييييييير لاجمل زهرة فى الكون

زهرة منسية 26-03-13 09:02 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة foufastar (المشاركة 3240253)
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

الغفوووووووووووووووووووووووووووووووو

زهرة منسية 26-03-13 09:06 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sokka (المشاركة 3264285)
:dancingmonkeyff8: :55: :dancingmonkeyff8: :55:

شكراً سوكا
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرشوه (المشاركة 3272839)
تسلم ايدينج زهره منسيه ع الكتابه والروايه الحلوه ثاانكس يعطيج العافيه

يسلم عمرك غرشوه العفو حبيبتى سعيدة أنها عجبتك

زهرة منسية 26-03-13 09:19 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3292194)
زهووووووووووووورتي :dancingmonkeyff8: :dancingmonkeyff8:
حيااااااااااااااااااااااتى منورة الرواية بكون سعيدة لما تزورنى
الرواية رووووووووووووووووووووووعة حبيتها جداااااااااااااااا جدااااااااااااااااااااااااااااااا تسلم ايديكى حبيتى على المجهود الخرااااااااااااافى ده و تعبك :55: :55: :55: :55: :55: ربنا يقويكي يا جميل و يسعدك زى ما اسعدتينا برواياتك الرااااااااااااااائعة دي :welcome3:
تسلميلى حياتى الأروع أنها عجبتك

بصراحة جوش كان جنتل زيادة عن اللزوم و الحاجة اللى قهراني دلوقتى هو خاتم الخطوبة اللى ما تتسمى دي ضربت عليه :o9Y04826:
بجد معندهاش دم و غتتة جدااااااااا جدااااااااا و براين كان ارخم و اغتت بجد كان لايق عليها :(
جوش فعلاً جنتل مان جداً
إيزلينغ تستنى أيه من وحدها أسمها كدة فعلاً كان لايق عليها هههههههههههه
و هما الاتنين كانوا حيجننونينى و انا عمال اقولهم اعترفووووووووووووووا يرحمكم الله :lol:
ههههههه و كنا خلصناهامن الفصل الأول
بس فصل العاصفة كان رهييييييب عجبنى جداا ان بيلا اندمجت مع جوش .. و رغم اختلافهم الا انهم فى النهاية عرفوا انهم ميقدروش يعيشوا من غير بعض :uytyghgj:
و أنا بحب فصل العاصفة
و رغبتي بضرب براين كانت بتزيد كل سطر كان جبان جداااااااا و سخييييييييف و غتيييييت يا ساتر .. مين اللى جاب التيييييييييت ده هنا
يا حبيبتى لاقيت جوش عاجبك و ماتشتمش قلت لازم نجيب حد يتشتم مش معقول كدة نعدى الرواية من نغير ما نشتم حد هههههههههه
و حبيييييييييييييييت جوش لما قال لها فى الاخر انه ميقدرش يكون صديقها اكتر من كده .. رااااااااااااااائع
ههههههههه مش بقولك كان لازم يكون فى الرواية واحد زى براين طالما جوش جنتل مان
الرواية كلها تحـــــــــــــفة استمتعت جدااااااااااااااااا جداااااااااااااااااااااا بها .. ربنا يخليكي لينا زهورتي دايما بتمتعينا برواياتك المميزة ... ميرسي كتيييييييييييييييييييييييييييير حبيبتى على المجهود الخيالى ده

http://www.glitters123.com/glitter_g...litters-36.gif
مووووووووووووووووووووووووووووواهاااات كتييييييييييييييييييير لاجمل زهرة فى الكون

سعيدة كتير كتير كتيرررررررررر أن الرواية عجبتك حياتى و انك قضيتى وقت حلو معاها
و أسعدنى مشاركتك و تعليقاتك الحلوة المميزة حياتى دايمن بيسعدنى وجودك
موووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

عطر@المحبة 07-04-13 09:19 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
الله يعطيك العافيه زهوووووووووووووووووره

من احلى و اجمل سلاسل احلاااااااااااام :55:

تحياتي لك يا عسل

yasmin kamal 05-05-13 07:28 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
الله الله الله القصة روعه موووووووووووووووووووووووووووووووووووووت و اكيد شكرااااااااااااااااااااااااا ليكى و ميت الف مليون تشرليون شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا فعلا انتى بسببك قرات قصص كتير لغاية دلوقتى مش هقدر اقولك انا بحبك قد ايه دلوقتى ههههههههههههههههههههههههههههه

رنا20 02-03-14 02:37 AM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
هاي السلسلة رائعة كتير
وخاصة هاي الرواية الي بحبها كتير
تسلم ايديك

سنيوريتا 11-06-14 08:14 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
شكرااااااااااااااااااااااااااا زهره منسيه علي الروايه الرائعه

مسك مالك 07-09-14 12:21 AM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
شكر عالجزء الثالث انا بعرف الجزء الاول والثاني وما بعرف الثالث

احلى بوسه لزهره منسيه وللمنتدى

زهرة منسية 07-09-14 01:44 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
العفو مسك تسلمى حبيبتى

شكراً على البوسة :lol:

مسك مالك 08-09-14 06:59 AM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
اكيد عجبتني الرواي زه
ه فهي من ترجمتت زهره منسيه المبدعه

لست ملاكا 23-11-14 04:48 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
اكثررررررر من رااااااااااائعة

بيسان بشار 25-03-15 10:17 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
روووووعة شكرا:55:

زهرة منسية 30-03-15 04:23 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسك مالك (المشاركة 3470707)
اكيد عجبتني الرواي زه
ه فهي من ترجمتت زهره منسيه المبدعه

لا حبيبتى مسك الرواية أنا نقلاها هى من أصدارات دار الفراشة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لست ملاكا (المشاركة 3492570)
اكثررررررر من رااااااااااائعة

وجودك الأروع مسك:liilas:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيسان بشار (المشاركة 3521003)
روووووعة شكرا:55:

العفو بيسان سعيدة أنها عجبتكم

ايا صوفيا 08-08-15 10:24 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
تسجيل حضووووووووووووووووووور

yasira yaseen 13-01-16 06:17 PM

يعطيكم العافيه

midnight sun 15-04-16 05:33 PM

منتديات ليلاس
 
شكرا على تعبكم

احساس غير 01-05-16 03:07 PM

الف شكرلك حبيبتي على المجهود الرائع الروايه اكث من رائعه تسلم الايادي

فرحــــــــــة 30-07-16 11:27 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
غاليتى
زهرة منسية
رائعة انتى
وسلسلة اكثر من رائعة
استمتعت بها كثيرا
وكان بها من الحس الفكاهى الكثير
فكنت اضحك احيانا بصوت عالى من بعض المواقف
لك منى كل الشكر والتقدير
على ماتبذلينه من جهد فى هذا المنتدى الراقى
انتظرك فى الجديد من الروايات
دمتى بكل الخير
فيض ودى

توووووم 23-08-16 02:49 AM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
شكرا كتيير على الرواية الحلوة..........

ولا تحرمين من طلتك الحلوة.......

زهرة منسية 31-08-16 05:08 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة (المشاركة 3639760)
غاليتى
زهرة منسية
رائعة انتى
وسلسلة اكثر من رائعة
حياتى فروحة انتى الأروع
استمتعت بها كثيرا
وكان بها من الحس الفكاهى الكثير
فكنت اضحك احيانا بصوت عالى من بعض المواقف
اسعدنى كتير ان السلسلة نالت اعجابك و رسمة البسمة على وجهك

لك منى كل الشكر والتقدير
على ماتبذلينه من جهد فى هذا المنتدى الراقى
انتظرك فى الجديد من الروايات
دمتى بكل الخير
فيض ودى

مشكورة كتير غاليتى و الله اسعدتينى كتير بتعليقك مشكورة

زهرة منسية 31-08-16 05:09 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توووووم (المشاركة 3656636)
شكرا كتيير على الرواية الحلوة..........

ولا تحرمين من طلتك الحلوة.......

العفو غاليتى

إن شاء الله عن ثريب يعجبكم الجديد

النجمة الذهبية 03-09-16 07:51 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
شكرا على المجهود الرائع

مجرد قارئه 17-01-17 12:05 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
يسلمو ع الروايه كثير حلوه

paatee 19-12-19 12:59 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
يعطيك العافيه تسلم الانامل نتتظر جديدك

جين دوو 29-01-20 05:21 AM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
من رواياتي المفضلة يمكن قريتهة عشر مرات بدون مبالغة ههههههه

يقطينة 20-09-20 02:50 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
شكرا على الرواية

رباب عاطف 05-02-21 08:05 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
Thank you
Very nice

منو السماني 14-04-21 10:30 AM

روايه رووووووعه ❤️

هتونا 02-01-22 12:37 AM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
حلوة أوي أحلا تحية وتقدير للجميع ودمتم في قلبي سكنة

Maryam anas 17-05-22 02:37 PM

رد: 373 - السعادة التائهة - سلسلة جيسيكا هارت(الجزء الثالث و الأخير)
 
عاشت الايادي روايه رائعة اعجبنني شكرا للجهودك عزيزتي


الساعة الآن 06:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية