منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   حصري 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير) (https://www.liilas.com/vb3/t177325.html)

زهرة منسية 11-06-12 11:46 PM

294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13394502491.gif

بكل الليلياسات والليلياسين
سواء أعضاء أو زائرين
اليوم هنزل الجزء الثالث و الأخير من سلسلة المبدعة كارول موتيمر
(294)لماذا تهربين ؟
أتمنى أن تنال الرواية أعجابكم وتكون على مستوى الجزئين السابقين

لكن لا أحل نقل تعبى وجهدى دون ذكر أسمى زهرة منسية وأسم منتديات ليلاس
وأنا بتقدم بجزيل الشكر لأختى الغالية جمرة لم تحترق
لأنها أتحتى الفرصة وأختارتنى علشان أقدملكم الرواية

زهرة منسية 11-06-12 11:52 PM

الملخص & فصول الرواية
 
الملخص

منتديات ليلاس

أدرك برايس ماكليستر بعد أن شاهد سابينا أنها المرأة الوحيدة فى العالم التى يتعين عليه أن يرسمها.....
...ليس بسبب جمالها ولو أنه رائع بل بسبب ذلك الإحساس الذى أسدلت الستار عليه بسرعة وأخفته...تلك اللحظة المؤقتة من الخوف والضعف التى جعلت سابينا أكثر من مجرد امرأة جميلة ولكن تبين أن هذه المهمة مستحيلة لأن عارضة الأزياء سابينا حاولت كل شئ لتجنب أن تكون وحدها معه....
عرف برايس أن سابينا خائفة منه,ولكن ما لم يستطيع أن يفهمه هو لماذا؟


إذا أعجبتكم الرواية لا تنسونى من الضغط على أيقونة الشكر
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

فصول الرواية


1- باحث عن الروح
2- لماذا تهربين يا سابينا؟
3-العذاب فى رسالة
4-جرئ...وقح لكن..
5-عشاء الغرباء
6- أغلى من الذهب
7- كــالــســــحـــــر
8- الجحيم هو الحب
9- يُطارد قوس قزح
10- ظـــلال تــتــهاوى



زهرة منسية 11-06-12 11:59 PM

الفصل الأول
 
[COLOR="rgb(107, 142, 35)"] الفصل الأول [/COLOR]
منتديات ليلاس


-ماكليستر؟
أجفل برايس للتطفل على خلوته ,هذا إذا أستطاع أحد أن يختلى وسط حفل انتصار سياسى!
لم تكن عادة أن يرتاد مثل هذه الحفلات.لكن صغرى بنات أحدث عضو فى البرلمان تزوجت من أبن عمه فيرغوس منذ ستة أشهر وقد دُعيت العائلة إلى منزل باول هاميلتون اليوم للمشاركة فى الأحتفال بإعادة انتخابه.كان برايس ليبدو فظاً لو تخلف عن حضور هذا الحفل.
لم يهتم كثيراً لأنه كان يناديه بكنيته فقد ذكره هذا رغماً عنه بأيام الدراسة.كانت نبرة صوت الرجل تغيظ برايس إلا أن تعجرفه أزعجه أكثر.منديات ليلاس استدار ببطء وها هو يتقابل وجهاً لوجه مع رجل يعرف تماماً أنه لم لم يلتقهٍ قط .كان رجل طويلاً أشقر الشعر فضياً عند الصدغين,رجح انه فى أواسط الخمسينات كان وسيماً وملامحه قاسية
صحح للرجل الآخر ببرود:"برايس ماكليستر....أجل"
مد الرجل الاخر يده محيياً:"ريتشارد لاتم"
ريتشارد لاتم.....بطريقة ما عرف برايس أنه قد سمع من قبل بهذا الأسم حتى ولو لم يكن يعرف الرجل
صافح يد الرجل الآخر بإختصار متعمداً ألا يتابع الحديث . فهو لم يكن رجلاً اجتماعياً من الدرجة الأولى
-ليس لديك فكرة عمن أكون,أليس كذلك؟
بدا الرجل الآخر متسلياً للفكرة عوض عن أن يتوتر
قد لا يعرف برايس من يكون الرجل.لكنه يعرف ما هو عليه...إنه من الطراز الملُح!
لاتم,قال إن ذلك هو أسمه الشهرة نفسها التى يحملها صهر باول هامليتون الآخر,زهرة منسية بينما صهره الأول هو أبن عمه فيرغوس وهذا يعنى أن الرجل قريب لعائلة هاميلتون على الأرجح
كتم تنهيدة نفاذ صبر.فالساعة تقارب السابعة الآن وهو يتطلع قدماً إلى أن يتمكن من الأعتذار بادعائه أن لديه موعداً آخر هذا المساء...لكنه الآن مضطر إلى أن يخلص نفسه من هذا الحديث الذى لا يريده الأساس.
رد دون اعتذار:"أخشى أن لا"
فتبادل الحديث فى مناسبة اجتماعية مع شخص غريب تماماً لم يكن شيئاً مستحباً لديه.لكنه يتقبل لأنه فنان له بعض الشهرة أن عليه إظهار وجه اجتماعى محدد.
رفع ريتشارد لاتم حاجبين أشقرين ليرد بشكل فظ :"لقد أتصلت بك سكرتيرتى مرتين خلال الشهر الماضى فيما يتعلق بصورة لخطيبتى أحب أن ترسمها وأشتريها منك"
هو ريتشارد لاتم ذلك إذن!صاحب الملايين و رجل الأعمال العالمى الشهير.منتديات ليلاس إن نشاطاته فى الأعمال تنتشر فى العالم كله ,وعلاقته مع أجمل نساء العالم تملأ عناوين الصحف بقدر ما تفعل أخبار مشاريعه الناجحة...رغم ان برايس لم تكن لديه فكرة عن هوية "الخطيبة"التى ذكرها .
هز برايس برأسه وقال بأدب :"كما شرحت فى رسالتى رداً على أول سؤال لسكرتيرتك,أنا لا أرسم صوراً شخصية"
لم يشعر بأدنى ميل لشرح كل هذا مرة أخرى
رد ريتشارد لاتم من دون مقدمات:"هذا غير صحيح"
وضاقت عيناه الزرقاوان أمام تعبير برايس اللامبالى وأكمل:"لقد رأيت اللوحة التى رسمتها لـ دارسى ماكينزى"
أبتسم برايس قليلاً :"دارسى نسيبتى....وهى زوجة أبن عمى لوغان"
قطب ريتشارد لاتم ورد بخشونة:"و....ماذا فى هذا؟"
هز برايس كتفيه:"كانت لمرة واحدة...هدية زواج"
رفع الرجل الآخر رأسه بعجرفة :"وهذه هدية أيضاً...لنفسى"
واعترف برايس أن الرجل لم يكن معتاداً على سماع كلمة لا...من أى كان! زهرة منسية
حسناً جداً لن يساعد برايس فى هذا ...فهو ببساطة لا يرسم لوحات شخصية ولا ينوى رسم شئ يرضى غرور هذا الثرى المدلل ليعلقها على جدران منزله الأنيق ويدعى أنها بريشة "ماكليستر"
بدأ يقول :"أنا حقاً آسف...."
لكنه صمت فجاة وتزامن صمته مع صمت الغرفة.وانصب اهتمام الرجلين على المرأة التى وقفت بالباب
*****

زهرة منسية 12-06-12 12:05 AM

الفصل الأول
 
سابينا.
كان برايس شاهد صوراً لأشهر عارضات العالم فى السنوات الأخيرة وسيكون أعمى لو لم يشاهدها.فبالكاد يمر يوم دون ظهور صورة لها فى عرض للأزياء او فى حفلة أو فى مناسبة هامة.لكن اياً من تلك الصور لم تحضر برايس لهذا الجمال المكتمل الخالص ولا للون بشرتها العاجى وفستانها القصير الفضى اللماع التى ترتديه ولساقيه الطويلتين برشاقة واضحة ولا لعينيها الزرقاوين المضيئتين وشعرها الأشقر بلون القمح الناضج الذى يكاد يلامس خصرها النحيل
لم تكن تضع أى مجوهرات إطلاقاً لكنها لا تحتاج إليها لأنها ستكون كمن يطلى زنبقة بالذهب منتديات ليلاس
عاد اهتمامه إلى عينيها . هما مضيئتان . نعم ولهما أطار أسود يحيط بالحدقة الزرقاء زرقة السماء...لكنه أحس فى عينيها بشعور آخر ألتقطه وهى تنظر حولها فى الغرفة.ارتباك من نوع ما....يكاد يكون خوفاً...؟ زهرة منسية
ثم هبط ستار فوق العينين الزرقاوين الساحرتين وأختفى ذلك الإحساس بنفس السرعة التى اكتشفته فيها عينا برايس المدربتان وأصبحت ابتسامتها واثقة وهى تتطلع عبر الغرفة باتجاهه
تمتم ريتشارد لاتم ساخراً :"أعذرنى على أن أرحب بخطيبتى"
وترك برايس سائراً بعزم عبر الغرفة ليقبل سابينا بحرارة على خدها وتحركت ذراعه بتملك حول كتفيها النحيلتين وهى تبتسم له
أدرك برايس وهو يراقبهما أنه كان مخطئاً بشأن المجوهرات...ففى أصبع سابينا يلمع خاتم مرصع بألماسة ضخمة على شكل قلب
هل سابينا هى الخطيبة التى أشار إليها ريتشارد لاتم؟
هل هى الخطيبة التى يريد من برايس أن يرسم لوحة لها؟
المرأة الوحيدة التى بعد أن شاهدها عرف أنه يتعين عليه أن يرسمها!
ليس بسبب جمالها ولو أنه رائع ! لا بل بسبب ذلك الأحساس الذى أسدلت الستار عليه بسرعة وأخفته والذى أثار فيه الفضول...تلك اللحظة المؤقتة من الخوف والضعف التى جعلت سابينا أكثر من مجرد امرأة جميلة . كان ما شاهده إحساساً أراد أن يكتشفه لو على القماش
ابتسمت سابينا لـ ريتشارد بحرارة :"آسفة لأننى تأخرت قليلاً أخشى أن أندرو كان متطلباً فى مسألة القياس اليوم"
وكشرت وهى تلوح بيدها بخفة مشيرة إلى احد أشهر مصممى الأزياء فقال ريتشارد يطمئنها بابتسامة وهو يعود إلى الغرفة :"أنت هنا الآن وهذا هو المهم"
لم تعد سابينا متوترة . من المريح حقاً أن يكون فى حياتها شخص لا يتذمر من متطلبات مهنتها . فى الواقع كل ما كان يهتم به ريتشارد هو وجهها المعروف عندما تقف بجواره .حمداً لله عادت الأحاديث داخل الغرفة مجدداً فرغم مرور سبع أعوام على عملها كعارضة أزياء محترفة لم تعتاد سابينا توقف الناس عن أشغالهم وتحديقهم فيها فاضطرات إلى إختراع غطاء خارجى يخفى الرعب الذى ينتابها من رأى الناس بمظهرها الخارجى .
كان المكان الوحيد الذى تتمكن من الهرب إليه دون أن يتعرف إليها أحد هو مطعم الهمبرغر المفضل لديها . إذ لا يصدق أحد ان العارضة سابينا ذات الجسم النحيل الممشوق ترتدى الجينز وقميصاً عادياً وتخبئ شعرها بقبعة بيسبول لتجلس فى ذاك المطعم وتتناول الهمبرغر وبطاطا مقلية . الحقيقة إنها من أولئك الأشخاص المحظوظين الذين يتناولون ما شاؤوا من طعام دون أن يكسبوا وزناً
وتعترف ستبينا بقليل من الحزن أنها لا تجرؤ على القيام بإحدى زياراتها لتأكل أحد أطباقها المفضلة منذ بعض الوقت.فى الواقع منذ ستة أشهر
قال لها ريتشارد بنعومة:"أريد أن أعرفك منتديات ليلاس بشخص يا سابينا"ثم أردف و فى صوته نبرة رضا :"كما أريد أن أعرفه بك"
نظرت سابينا إليه متسائلة لكنها لم تستطيع فهم شئ مما قاله وهو يقودها عبر الغرفة لتقابل الرجل الذى رأته يتكلم معه حين وصلت
كان الرجل الآخر أطول من ريتشارد الذى يبلغ طوله ستة أقدام وهو على الأرجح فى أواسط الثلاثينات يرتدى ثياباً عادية...بنطلون أزرق اللون وقميص أبيض وسترة سوداء أما شعره فطويل أسود ووجهه صارم الوسامة لكن العينين الخضراوين فى ذلك الوجه هما اللتان لفتتا أنتباهه سابينا فعيناه لهما مثل حدة الملاحظة هذه يبدو أنهما تنظران إلى الروح. أحست سابينا بالارتباك السابق يسرى مجدداً فى ظهرها . فهى لا تريد أن ينظر شخص غريب صارم مباشرة إلى روحها!
قدمها ريتشارد بخفة :"برايس أودك أن تقابل خطيبتى سابينا....سابينا أعرفك بـ برايس ماكليستر"
سابينا تعرف أن ريتشارد فخور بجمالها ...لكنه فى تلك اللحظة بدا فخوراً أكثر من العادة
نظرت بفضول إلى الرجل الآخر برايس ماكليستر....أمن المفترض أن تعرفه ؟ الفنان ؟ برايس ماكليستر كما تعرف واحد من أكثر الفنانين المشهورين فى العالم اليوم لكن هذا لا يفسر موقف ريتشارد منه....
حيته ببرود:"سيد ماكليستر"
هزا رأسه قليلاً:"سابينا"
ثم أضاف ساخراً:"هل لك شهرة معينة؟"
ردت بجفاء:"سميث.لكن لا يعرف هذا كثير من الناس.أختيار أمى لأسمى الأول كان جهداً لإكمال النقص فى الخيال فى أسم العائلة"
وأدركت سابينا مقطبة إنها تنطق بكلام لا معنى له أمام رجل جعلها متوترة غريزياً.لكنها لم تستطيع على ما يبدو منع نفسها من الكلام فيما هاتان العينان تحدقان إليها عن عمد
تدخل ريتشارد بشئ أيضاً...تلك القوة العميقة المنبعثة من النظرة الخضراء الزمردية التى لا ترمش
أحست سابينا بتلك الرجفة مجدداً تسرى فى ظهرها فتقدمت أكثر نحو ريتشارد . قال برايس ماكليستر متشدقاً بمرح رداً على ملاحظتها :"أعدك أننى لن أخبر أحد"
كانت واثقة من أن هذا الرجل قادر على الرؤية مباشرة عبر روحها ! ما تراه قد يرى؟أملت أن يرى الدفء واللطف...والمرح والضحك إضافة إلى الوفاء والشرف....الأرتباك والخوف...
لا ! إنها حريصة على إبقاء هذه المشاعر مخبأة . ولو أن تحقيق هذا الأمر لم يكن سهلاً عليها عندما تكون بمفردها . ولهذا نادراً ما كانت تسمح لنفسها بأن تبقى وحدها مع أفكارها..
قال برايس ببرود :"كنت اناقش وخطيبك إمكانية رسم لوحة لك"
قطبت سابينا بحيرة وهى تستدير نحو ريتشارد.منتديات ليلاس لم يكن قد ذكر لها أى شئ عن رسم لوحة لها . وعرفت من الوقت القصير الذى أمضته حتى الان بصحبة برايس كاكليستر الكئيبة أنه آخر رجل تريد قضاء بعض الوقت معه!
ضحك ريتشارد دونما أكتراث :"أخشى أن يكون برايس قد أفسد على المفاجأة
وضغط على كتفيها بحرارة قبل أن يستدير إلى الرجل الأصغر سناً.
وقال ساخراً متحدياً :"لقد قررت أنك رأغب فى رسم لوحة لـ سابينا إذن؟"
نظرت سابينا إلى برايس ماكليستر وفهمت من تعليق ريتشارد أن مسألة اللوحة لم يكن قد تم الاتفاق عليها كما ألمح الفنان
وإلا....فلماذا غير رأيه؟
لو أنه....
هز برايس ماكليستر كتفيه دون اهتمام ورد دون التزام:"إنها إمكانية.أحتاج إلى بضع رسمات أولية قبل إتخاذ أى قرار نهائى"
وعبس:"لكننى أريد أن أحذرك منذ الآن أنا لا أرسم للناس صوراً شبيهة بتلك التى توضع على علب الشوكولا"
هل يلمح إلى أن جمالها يشبه ما على علب الشوكولا؟إنه ليس بالضبط رجلاً فاتناً كمن التقتهم من قبل , اعترفت سابينا بهذا لنفسها بخشونة.لكنه صادق على الأقل
قال ريتشارد بجفاء :"انت ترسم كل شئ إذن حتى العيوب الصغيرة.حسناً جداً! كماا تستطيع أن ترى ليس لـ سابينا عيب واحد"
ونظر إليها بإفتخار.
نظرت سابينا إلى برايس ماكليستر لتعود وتنظر بسرعة بعيداً وهى ترى السخرية الواضحة فى تعبيره أمام مديح ريتشارد المتملك الواضح . لكن شدة اهتمام الفنان لم تسمح له على ما يبدو أن يرى تملك ريتشارد على ما هو عليه تماماً...مجرد فخر بامتلاك غرض جميل
قالت له بصوت أجش :"أعتقد أنك منحاز يا ريتشارد وأنا واثقة أننا أخذنا من وقت السيد ماكليستر ما يكفى لأمسية واحدة ..."
وأرادت أن تبتعد عن حرارة تلك النظرة الخضراء المراقبة
قررت أن برايس ماكليستر لا يعجبها...هناك شئ ما فى طريقة نظره إليها يجعلها تشعر بعدم الأرتياح وكلما أسرعت و ريتشارد بالإبتعاد عنه كلما تزايد ارتياحها
قال برايس بصوت متشدق متسائلاً:"لو أستطعت فقط أن أحصل على عنوانك ورقم هاتفك...ربما أتصل بك وتستطيع تحديد وقت ملائم لكلينا لتلك الرسومات الأولية؟"
ابتلعت سابينا ريقها بقسوة وهى كارهة جداً أن يعرف برايس ماكليستر مزيداً من المعلومات عنها
قال ريتشارد لـ برايس ساخراً :"هذا أمر سهل..إنه عنوانى ورقم هاتفى"
وأخرج بطاقة خاصة من محفظته وأعطاها لـ برايس ثم أضاف بخفة:"إذا لم نكن فى المنزل عندما تتصل تستطيع مدبرة منزلى أخذ الرسالة"
استطاعت سابينا أن تشعر بازدياد حدة النظرة القاتمة مع استعاب برايس ماكليستر معلومة سكنها فى منزل ريتشارد.ورق فمه كراهية وأصبحت عيناه الخضراوان باردتين ونظرته تطوف بها مقيمة .
واجهته سابينا متحدية السخرية الواضحة فى تعابير برايس ماكليستر وهو ينظر إليها رغم إنها عجزت عن منع خديها من الأحمرار
فلتحل اللعنة عليه...من يظن نفسه ليقف هناك ويحكم على تصرفاتها ؟ إنها فى الخامسة والعشرين من عمرها بحق السماء كبيرة بما يكفى لتقوم بخيارها الخاص وتتخذ قراراتها دون أن تضطر لأن تسأل أحداً إلا نفسها.
منتديات ليلاس
وهى سعيدة تماماً بترتيبات عيشها!
لكن برايس ماكليستر لا يعرف شيئاً عن التفاهم الذى توصلت إليه مع ريتشارد حين خطبا منذ عدة أشهر..ولا فكرة لديه عن أن الخطوبة مجرد واجهة...إنها درع يحميها من الخوف الذى عاشت فيه فى الأشهر الستة الأخيرة...وأن ريتشارد أرادها فى حياته...ويا للغرابة فقد أدركت فى الأشهر المنصرمة أن كل ما يريده منها هو ان تكون غرضاً جميلاً يقف بجواره.
ليس هناك أدنى شك فى أن خطوبتهما تبدو غريبة كثيراً لكنها تناسبهما...وبالتأكيد ليس من شأن هذا الرجل!
قال برايس ساخراً:"سأتصل بك"
ودس بطاقة ريتشارد فى جيب سترته قبل أن يحنى رأسه مودعاً ويتركهما ويتجه نحو الغرفة لينضم إلى زوجين جاليسين فى الزاوية يناغيان طفلاً صغيراً جداً
تمتم ريتشارد وهو إلى جانب سابينا:"هذا أبن خالة برايس لوغان ماكينزى و زوجته الجميلة دارسى"
لم تكن سابينا تهتم لمعرفة هوية الزوجين أو ما هى قرابتهما بالمتعجرف برايس ماكليستر..كانت مسرورة فقط لأنه أبتعد وتستطيع الان أن تتنفس بارتياح مجدداً!
فى الحقيقة لم تدرك حتى إنها كانت تكتم أنفاسها إلى أن تركهما مما اضطرها إلى تنشق كمية ضخمة من الهواء....كيلا تختنق!
عرفت شيئاً واحداً...لا تنوى أن تكون فى المنزل لو أختار برايس ماكليستر الأتصال بها
و...فى هذه الأثناء...تنوى فعل كل ما فى وسعها لإقناع ريتشارد بتغيير رأيه حول رغبته فى أن يرسم لها برايس ماكليستر لوحة.....
**********

زهرة منسية 12-06-12 12:30 AM

الفصل الأول
 

قالت مدبرة منزل ريتشارد لايتم للمرة السادسة على التوالى :"أخشى ألا تكون الآنسة سابينا فى المنزل"
فى الواقع كان برايس ماكليستر يعرف كم مرة أتصل هاتفياً وقيل له إن "الآنسة سابينا ليست فى المنزل"إنها المرة الخامسة...فغضب غضباً شديداً لأته واثق من أن الجميلة سابينا تتهرب منه
كان قد عرف من التعبير الذى أرتسم على وجهها فى منزل باول هامليتون الأسبوع السابق أن سابينا لا تشاركه تلك الرغبة التى جعلته بصراحة أكثر تصميماً على القيام بالعمل
رد برايس على مدبرة المنزل وهو شارد الذهن:"شكراً لمساعدتك" وتساءلعما ستكون خطوته التالية فالأتصال الهاتفى لأخذ موعد لرسم المخططات الأولى لم ينجح!
قالت المرأة قبل أن تنهى المكالمة:"سأقول للآنسة سابينا أنك أتصلت"
أعترف برايس بنفاذ صبر: لن يفيده هذا واعاد سماعة الهاتف إلى مكانها
فهى على الأرجح عرفت أنه أتصل أربع مرات...وبالرغم من أنه ترك رقم هاتفه لم ترد سابينا على أى من أتصالاته
قال له دايفد لاتم بخشونة فى حفل الأسبوع الماضى :"لو كنت مكانك لابتعدت عن العم ريتشارد...أنه يهوى جمع الأشياء النفسية..ويعتبر سابينا جزء من تلك المجموعة"
إلا أن ريتشارد لاتم لم يكن الشخص الذى يثير اهتمام برايس ولو انه على ما يبدو ما من سبيل آخر غيره للوصول إلى سابينا الجميلة....
كانت فى الواقع مراوغة ولا تشاهد أبداً فى أى مكان دون وجود ريتشارد أو أحد موظفيه إلى جانبها
عرف برايس هذا لأنه حضر عرض الأزياء خيرياً نهاية الأسبوع الماضى مع أبن عمه فيرغوس و زوجته مصممة الأزياء كلوى عرف أن سابينا ستظهر فيه . لكنه واجه جداراً صلباً هو حرسها الشخصى حين حاول أن يذهب إلى كواليس المسرح بعد العرض ليكلمها
كما انها لم تنضم إلى حفل الكوكتيل بعد العرض.منتديات ليلاس وعرف برايس أن سابينا أُبعدت فى سيارة خاصة بعد دورها فوراً
منتديات ليلاس
لقد جاءت سابينا بمعنى جديد ومختلف لكلمة المراوغة وبصراحة تامة أكتفى برايس بهذا القدر.
كان كذلك واثقاً تماماً من ان ريتشارد لاتم لا يعرف أن سابينا تتجنب مكالماته فالرجل كان مصمماً على أن يرسم برايس سابينا
لم تكن المسافة بعيدة للوصول إلى منزل ريتشارد لاتم .السيارة الوحيدة فى الطريق الداخلية وهى مرسيدس رياضية أكدت له ان هناك شخصاً فى المنزل وفى هذه اللحظات بالذات لم يكن من المهم أن كان هذا الشخص ريتشارد لاتم أم سابينا....فهو ينوى الحصول على ذلك الموعد الموعود مع واحد منهما !
لم يكن يعرف زهرة منسية لماذا لكنه دهش قليلاً فى الأسبوع المنصرم حين أعلمه ريتشارد لاتم أنه وسابينا يتشاركان المنزل...ومن المحتمل الفراش؟ هناك شئ غير ملموس فى سابينا...انعزال كان يبعدها عن كل من حولها .
وأضح أن هذا الأنعزال لا يشمل ريتشارد لاتم!
-نعم؟
كان برايس ضائعاً فى أفكاره بحيث لم ينتبه إلى أن الباب قد فُتح بعدما قرع الجرس وأخذت المرأة المسنة تنظر إليه
قال بعناد:"أريد مقابلة الآنسة سابينا"
رفعت المرأة حاجبين أسودين:"هل لديك موعد؟"
لو كان لديه موعد فلا سبب يدعوه ليكون هنا ؟كتم برايس غضبه بجهد.فعلى أى حال لم تكن هذه المرأة مصدر غضبه وقال بصوت خشن:"هل لك أن تقولى لـ سابينا أن السيد ماكليستر....."
كررت المرأة مقطبة:"ماكليستر؟"
ونظرت فى الردهة خلفها بسرعة:"لكن,ألست...."
أكد لها برايس بنفاد صبر :"الرجل الذى أتصل مراراً الأسبوع الماضى للتحدث إلى سابينا؟أجل...هذا أنا.والآن هل يمكنك رجاء أن تبلغى سابينا أننى هنا؟"
كان مقتنعاً تماماً بعد أن ألقى نظرة إلى داخل المنزل أن المرسيدس الرياضية المتوقفة فى الطريق الداخلية هى لـ سابينا وإنها كانت فى المنزل حين يتصل تماماً كما هى موجودة الآن
-لكن.....
-لا بأس سيدة كلارك
وانفتح الباب واسعاً لتظهر سابينا إلى جانب مدبرة المنزل...ودعته ببرود:"هل تود أن تدخل إلى غرفة الجلوس سيد ماكليستر؟"
هز رأسه بإختصار خائفاً من أن يتكلم للحظة....فقد يقول شيئاً يندم عليه فيما بعد....غريب لم يكن يعتقد قط أن مزاجه قد يتعكر يوماً هكذا.لكن تجنب سابينا له طيلة الأسبوع المنصرم يكاد يفقده أعصابه
بدت مرة أخرى مختلفة اليوم كانت ترتدى بنطلوناً باهت اللون وتيشيرت أبيض بدا وجهها بدون تبرج .لم يكن لدى برايس فكر عن عمرها لكنها بدت فى تلك اللحظة فى حوالى الثامنة عشرة!
أشارت بيدها إلى مظهرها العادى وكشرت :"عليك أن تعذرنى كما أخشى"
واستدارت لتواجهه ما أن أصبحا لوحدهما فى غرفة الجلوس:"لقد عدت لتوى من ممارسة الرياضة"
رفع برايس حاجبين متسائلين:"لتوك؟"
لاقت نظرته دون أن ترمش :"هل لى أن أقدم لك بعض الشاى؟"
رفض بجفاء:"لا شكراً.لقد أتصلت بك عدة مرات الأسبوع الفائت"
أنتقلت نظراتها قليلاً ولم تعد تلاقى نظرته وردت دونما اهتمام :"حقاً فعلت؟"
اللعنة...لا يجب أن يكون هذا صعباً حقاً فـ ريتشارد لاتم هو الذى جاء إليه يكلفه....ولم يكن برايس يرغب فى أن يرسم سابينا.....إلى أن رأى سابينا
رد بنفاد صبر:"تعرفين جيداً أنى أتصلت"
هزت كتفيها :"كنت مشغولة جداً هذا الأسبوع رحلة إلى باريس عدة عروض أزياء هنا وجلسات تصوير مع....."
"أنا ليست مهتماً بما كنت تفعلين سابينا أرغب فقط فى أن أعرف لِمَا تتجنبين مكالماتى "
"- لقد قلت لك لتوى...."
قاطعها بحدة:" لا شئ...حتى ولو لم تكونى هنا...فأنا واثق من أن السيدة كلارك الكفؤة أعلمتك بكل مكالمة من مكالماتى"
أعترفت دون التزام :"ربما.هل أنت واثق من أننى لا أستطيع تقديم الشاى لك؟"
رد وهو يشد على أسنانه:"متأكد تماماً!"
كانت برودة هذه المرأة كفيلة بتسخين دم أى رجل
"والآن...حول ذلك الوعد...."
دعته بخفة:"أرجوك....أجلس"
رد بخشونة:"شكراً...أفضل الوقوف"
لم يخفف تحفظ هذه المرأة من سوء مزاجه
هزت سابينا كتفيها قبل أن تجلس فى أحد المقاعد وتمتمت بجفاء:"غريب...لكننى كنت أعتقد بأنك فنان له سمعته؟"
نظر إليها برايس بحذر:"وأنا هكذا"
"حقاً؟وهل تلاحق تكليفات العمل هكذا عادة؟"
إنها تقصد الأهانة...ونجحت....وأحس برايس بالغضب يسرى فى عروقه لكنه فى الوقت ذاته تساءل لما تحاول أن تعاديه وترفض أن يرسم لوحة لها لأنه عرف أن هذا بالضبط ما تحاول أن فعله
أخذ نفساً عميقاً مهدئاً...وقال :"ربما سأشرب فنجاناً من الشاى على أى حال"
وأراح نفسه فى المقعد المقابل لها
لكن نظره لم يبرح جمال وجهها البارد قاصداً ألا تفوته أى خيبة أمل قد تنتج عن كلماته.عرف برايس بالرغم من دعوتها له لشرب الشتى أساساً أن سابينا أرادته أن يخرج من هنا بأسرع وقت ممكن
هل السبب أن ريتشارد لاتم قد يعود فى أى لحظة ويضع حد لأى جهد من جهتها لتجنب رسم برايس لها؟
وزاد من ارتياحه فى المقعد:"لست مستعجلاً"
ردت بنبرة حادة :"عظيم سأذهب لأكلم السيدة كلارك"
ولتأخذ أيضاً وقتاً تستعيد فيه رباطة جأشها ولقد أدرك برايس ذلك بسهولة. عرف الآن أنه ليس مخطئاً وتأكد أن سابينا مصرة على عدم السماح له برسمها
لماذا؟ما الذى لم يعجبها فيه؟ولو ان برايس كان واثقاً من أن الذى رآه فى عينيها فى اللحظة التى لم تكن فيها منتبهة ليس كراهية بل شئ يشبه الخوف الذى أحسه حين شاهدها للمرة الأولى الأسبوع المنصرم
لم تذهب سابينا إلى المطبخ مباشرة بل ركضت إلى غرفة نومها أولاً لترش الماء البارد على خديها الساخنين
لم يخطر ببالها حين رفضت أن ترد على أى من مكالمات برايس أنه قد يأتى إلى هنا فعلاً!لكنها أدركت الآن أنها ربما كان يجب أن تفعل فهناك تصميم عنيد فى برايس ماكليستر يقول بوضوح انه لا يجب أن يتجنبه أحد وعدم تواجدها للرد على مكالماته هو بنظره تجنب واضح....أدركت سابينا غلطتها الآن . وعرفت إنها كان يجب أن ترد على منتديات ليلاس واحدة من مكالماته كى تمنعه من المجئ إلى هنا شخصياً
جسن جداً...لقد فات الأوان الآن ولابد أن يعود ريتشارد إلى البيت خلال ساعة وهذا يعنى أن عليها أستعجال برايس ماكليستر لينهى الشاى...وعليها وضع كل أنواع العراقيل لمنع أى مزعد حالى ثم تتابع إلغائه فيما بعد
فبعد لقائهما الثانى أصبحت أكثر قناعة من إنها لا تريد أن يرسمها برايس ماكليستر...مع إنها أدركت أنه فنان جيد جداً كما يدعى وعرفت كذلك سبب كونه جيد هكذا....فـ برايس ماكليستر هو تماماً ما أعتقدته فى الأسبوع الماضى باحث عن الروح.
تلك العينان الخضراوان تريان أبعد من دروع الحماية مباشرة إلى الروح وعميقاً إلى المشاعر الحقيقية التى تجعل المرء بالضبط ما هو عليه وما جعله هكذا وما الذى حولها من فتاة إجتماعية مرحة إلى امرأة تحيط نفسها بحواجز.كانت مصممة على ألا يخترقها أحد....!
بعد بضع دقائق حين عادت للأنضمام إليه فى غرفة الجلوس أعلنت بخفة:"سيأتى الشاى بعد لحظة....قال لى ريتشارد إنك رسمت لوحة عظيمة لزوجة أبن خالتك , دارسى ماكينزى؟"
هذا رأسه بإختصار:"هذا ما قيل لى"
ابتسمت سابينا ابتسامة مشرقة لا معنى لها :"أظنه يأمل أن ترسم واحدة مثلها عظيمة لى"
نظر برايس ماكليستر إليها بعينين ضيقتين :"وماذا تأملين أنت سأبينا؟"
ولم يكن بحاجة حقاً ليسألها هذا السؤال.فـ سابينا كانت متأكدة من أنه يعرف بالضبط ما تأمله....ألا يرسمها أبداً وأن يذهب بعيداً ويتركها دون أن تُمس دفاعاتها
ردت بنعومة وهى تبادل نظرته الثاقبة بنظرة جوفاء:"الشئ نفسه...طبعاً"
رد برايس بجفاء بعد صمت:"طبعاً...أنا...."
"آهـ ! الشاى "
واستدارت سابينا تبتسم للسيدة كلارك وهى تدخل الغرفة والصينية التى تحملها تحتوى فقط على الشاى حسب تعليمات سابينا فهى لم تكن تنوى تقديم الكيك لـ برايس ماكليستر وتأخير مغادرته ولو لبضع دقائق !
تمتم برايس بعد مغادرة مدبرة المنزل عندما أنحنت سابينا إلى الأمام لتصب الحليب والشاى فى الفنجانين :"دون سكر لى....شكراً"
الرد :"أنت حلو بما يكفى" لا ينطبق على هذا الرجل واعترفت سابينا بجفاء صارم مصمم متعجرف قليلاً ثاقب النظر جداً
قال ساخراً:"تبدين وكأنك فى بيتك هنا"
بالرغم من فجائية التصريح تمكنت سابينا من متابعة صب الشاى بهدوء :"ولم لا أكون هكذا؟"
وأحست مرة أخرى بذلك الأعتراض على عيشها هنا مع ريتشارد
سأل فجأة :"إذن...كتى أنت حرة لتجلسى أمامى لأرسم بعض الرسومات الأولية؟"
هزت رأسها بآسف وهى تستقيم فى جلستها لتشرب الشاى :"لدى برنامج عمل حاف جداً للأشهر القادمة..."
تحداها وفمه يلتوى سخرية :"أنا واثق أن لديك ساعة فراغ"
ساعة...أجل ربما يوم فراغ من هنا أ من هناك لكنها لم تكن راغبة فى أن تخصص أى لحظة من وقتها لـ برايس ماكليستر
قالت بعدم أكتراث :"لكن حتى أنا أستحق بعض الوقت للراحة والأسترخاء"
رد بجفاء :"الجلوس فى مقعد بينما أرسمك لن يتعبك"
لا...لكن محاولة الإبقاء على ذلك الجدار الفارغ فى عينيها لمدة ساعة أو أكثر أو محاولة إبعاد نظرته المقيمة عن داخل نفسيتها...متعبة قطعاً!
هزت كتفيها :"أخشى أن مفكرتى ليست بحوزتى الآن....لكن ما أن أجدها حتى أتفحصها وأتصل بك"
أسرعت بإنهاء الحديث بعد أن لاحظت أن فنجان الشاى قد أصبح فارغاً
رفع حاجبين أسودين ووقف يتحضر للمغادرة :"غداً يوم السبت وبالتأكيد لست مشغولة لنهاية الأسبوع كلها كذلك؟"
كتمت سابينا سخطها الغاضب بجهد فهذا الرجل ليس مصمماً فحسب بل عنيد كذلك!
كانت تدرك تدريجياً أنه عاقد النيه على أن يبدأ بتلك الرسومات الأولية لأنه أحس بترددها فى أن يرسمها
هزت رأسها بأسف مزيف:"أخشى أن نكون مسافرين فى نهاية هذا الأسبوع"
وتمكنت من قول هذا بصدق تام وبعض الرضى...
على الأقل هذا ما شعرت به لبضع لحظات...لأنها بعد ذلك سمعت صوت سيارة ريتشارد فى الطريق الداخلية المؤدية إلى المنزل!
عادة تكون أكثر من سعيدة برؤيته وتشعر بأمان أكبر حين يكون موجوداً لكن اليوم قلبها غاص وهى تدرك أنه عاد لأنها تعرف أن ريتشارد بالرغم من تلميحاتها اللطيفة فى الأسبوع الفائت بإنها لا تريد لوحة لها كان هو مصمماً جداً على أن تُرسم اللوحة . وهو مصمم على أن يكون فنان تلك الصورة برايس ماكليستر
قال برايس متشدقاً وقد بدأ واضحاً أنه لم يقتنع بعذرها :"أمر مؤسف"
لم يكن قد أحس بعد بوصول ريتشارد إلى المنزل...أما سابينا فروضت تعابير وجهها وجعلتها مهذبة باردة كى لا يرى برايس ماكليستر مقدار الخيبة التى تشعر بها للقاء الرجل ثانية لقاء تحاول يائسة تجنبه!
تنهد برايس:"أتساءل..."
"سابينا؟هل أنت....؟"
دخل ريتشارد الغرفة مباشرة ثم توقف فجأة لأنه رأى أن سابينا لم تكن وحدها وضاقت نظرته وهو يرى برايس ماكليستر فى الغرفة والفنجانين المستخدمين يدلان بوضوح على أنه هنا منذ بعض الوقت
وقفت سابينا على الفور:"ريتشارد !"
وقطعت الغرفة إلى جانب خطيبها تشبك ذراعها بذراعه بحرارة وتبتسم له وقالت له بخفة مختلفة تماماً عن أحساسها :"لقد زارنى السيد ماكليستر لتناول الشاى "
لم يكن برايس قد زارها بالضبط لشرب الشاى لقد جاء فى الواقه إلى هنا كى يحشرها لتحديد موعد لتلك الرسومات!
نظرت سابينا إليه تتساءل ماذا سيقول بالضبط لـ ريتشارد عن سبب وجوده هنا
هل سيخبر ريتشارد بخططها للمراوغة؟
تأوهت فى داخلها لمجرد الفكرة ولم يكن لديها شك فى أن ريتشارد لن يكون مسروراً لأنهل تعمدت تجنب برايس ماكليستر وسيرغب فى أن يعرف السبب ما أن يصبحا وحدهما ومن الصعب أن تقول له إنها فعلت هذا لأنها لا تريد أن ينظر إليها برايس ماكليستر إلى روحها...!
قال برايس ماكليستر بنعومة :"لقد جئت للزيارة شخصياً لإعتذر عن عدم أتصالى بأى منكما فى الأسبوع الماضى...كنت مشغولاً كما أخشى . لكن هذا مع ذلك ليس عذراً لتأخيرى"
وأبتسم مكشراً لم تستطيع سابينا سوى التحديق فيه غير مصدقة لقد كان مشغولاً ...؟تأخيره...؟هو الذى يعتذر...؟بينما هى التى....
منتديات ليلاس
تقبل ريتشارد كلامه بخففة:"لا بأس فى هذا"
وأسترخى التوتر من جسمه لتفسير الرجل الآخر ونظر إليهما متسائلاً:"ها أتفقتما الآن على كل شئ؟"
نظرت سابينا إلى برايس وهى لازالت مذهولة للطريقة التى عالج بها الموقف ببضع كلمات مختصرة...ولو غير دقيقة تماماً
هل أتفقنا على كل شئ الآن؟
الأهم من هذا هو لماذا كذب برايس ماكليستر لتوه؟هى وحدها المستفيدة من سوء الفهم هذا وكما تعرف جيداً لم تفعل شيئاً خلال تعارفهما حتى الآن تستحق مثل هذه اللباقة منه. فى حين أن برايس لم يفعل شيئاً حتى الآن يُظهر أنه قادر على مثل هذا الإحساس النبيل!
نظر إليها متائلاً ثم قال :"اعتقد هذا"
لهذا السبب كذب...كى لا يكون لديها خيار سوى أن تحدد موعداً لرؤيته.لكن فى هذه الظروف هذا أقل ما هى مدينة به له
"ريتشارد كنت أشرح لتوى للسيد ماكليستر..."
قاطعها بجفاء:"أسمى برايس"
رمقته بسرعة بنظرة متوترة قليلاً . أنها لا تريد أن ترفع الكلفة معه وتنوى إبقاءه بحزم شديد على بُعد ذراع منها....بل أبعد أيضاً لو أستطاعت!
وصححت على مضض :"لـ برايس....أننى....متفرغة....بعد ظهر الثلاثاء"
قال برايس متشدقاً:"كنت أهنئها على ذاكرتها....أنا بحاجة دائماً إلى مراجعة مفكرتى قبل أن أخذ لأى موعد"

وسخرت بها عيناه الخضراوان
نظرت سابينا إليه بحدة . اللعنة عليه ...كيف يجرؤ على السخرية منها وهو يعرف تماماً إنها لن تستطيع الدفاع عن نفسها ؟ ربما لهذا السبب ! فعلى أى حال لابد أن يُكافأ لأنه خلصها من الورطة بمثل هذا النبل 1
هز رأسه بإختصار :"الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الثلاثاء إذن"
وبدا واضح من أنه مل من الللعبة التى يلعبها وأصبح متلهفاً ليغادر وهو يأخذ بطاقة من جيب سترته
لقد تمتع باللعبة....اللعنة عليه...وأعترفت سابينا بسخط....لكن ما هو خيارها الآن؟
وأخذت البطاقة منه متمنية أن تضيعها فى مكان ما لكنها تعرف أنه لن يفيدها بشئ حتى ولو أضاعتها فأن الموعد بالنسبة لـ ريتشارد منقوش فى الحجر!
هز ريتشارد رأسه وأكد لها مبتسماً:"لدى إجتماع بعد ظهر ذلك اليوم كما أخشى سابينا...لكننى سأدع كليف يرافقك"
سأل برايس ببطء وخشونة:"كليف؟يجب أن أخبرك منذ الآن,أنا على عكس سابينا لا أحب أن يتفرج على أحد وأنا أعمل"
ضحك ريتشارد دون مبالاة :"أؤكد لك...كليف ليس متطفلاً أبداً.لكنلو كان الأمر يزعجك فيمكنه ان ينتظر فى السيارة"
هز برايس رأسه:"يزعجنى"
لكن ما من فكرة تزعج سابينا اكثر سوى التفكير بتلك الساعة التى ستقضيها معه فى المرسم!


نهاية الفصل الأول
قراءة ممتعة للجميع

جمره لم تحترق 12-06-12 12:52 AM

شكـــــــراً
 
تنسيق مبهج ورائع وذوق رفيع في الالوان . .
سعيدة بمجهودك في الكتابة واتحافنا بالجديد والمثير
من الروايات المكتوبة عطاءك كنهر النيل يمتد ليسقي قلوب وشعوب
يا ابنة النيل . . سلمتي يا زهرة فرعونية ونسمة تتهادى في القلوب
حفظك الله وبإذنه سأكون هنا دوماً اقدم لكي شكري
ودي وعبق وردي

Rehana 12-06-12 02:19 AM

ماشاء الله .. ماشاء الله
نشاط وهمة .. الله يعطيك الف العافية زهوري
عن جد شيء يفتح النفس
موفقة في الكتابة والتنزيل

* تثبت الرواية *

fati_mel 12-06-12 12:00 PM

مجهود رائع زهوري وعمل مذهل
الله يعطيكي الف الف عافية
من الملخص مبين ان رواية روووووووووعة
مشكورة كثيييييييير حبيبتي على مشاركاتك المميزة


زهرة منسية 12-06-12 02:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق (المشاركة 3117431)
تنسيق مبهج ورائع وذوق رفيع في الالوان . .
سعيدة بمجهودك في الكتابة واتحافنا بالجديد والمثير
من الروايات المكتوبة عطاءك كنهر النيل يمتد ليسقي قلوب وشعوب
يا ابنة النيل . . سلمتي يا زهرة فرعونية ونسمة تتهادى في القلوب
حفظك الله وبإذنه سأكون هنا دوماً اقدم لكي شكري
ودي وعبق وردي

دى شهادة أعتز بها من صاحبة الذوق الراقى
والمبدعة فى عرض الروايات
هههههههه كلام كبير قوووووى عليا
أنا كدة هتغر فى نفسى
الله يحفظك ويدوم الأخوة والود بينا حبيبتى الغالية

زهرة منسية 12-06-12 02:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3117485)
ماشاء الله .. ماشاء الله
نشاط وهمة .. الله يعطيك الف العافية زهوري
عن جد شيء يفتح النفس
موفقة في الكتابة والتنزيل

* تثبت الرواية *

مشكورة ريحانتى
يعنى اللى علمتهنى ما رحش هدر :lol::lol::lol:
يسعدنى كتير أنى أكون عند حسن ظنك
مشكورررررررة على التثبيت

زهرة منسية 12-06-12 02:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fati_mel (المشاركة 3117693)
مجهود رائع زهوري وعمل مذهل
الله يعطيكي الف الف عافية
من الملخص مبين ان رواية روووووووووعة
مشكورة كثيييييييير حبيبتي على مشاركاتك المميزة


هلا فاطومة
الأروع رجوعك لينا بالسلامة حبيبتى نورتى الرواية بطلتك الحلوة اللى أسعدتنى كتيررررررررر
إنشالله أحداثها تعجبك وبأنتظار رأيك

زهرة منسية 12-06-12 02:52 PM

2 / لماذا تتهربين يا سابينا؟
*******************


منتديات ليلاس
"ماذا تعرفين عن عارضة الأزياء سابينا؟"
وضعت كلوى السكين والشوكة من يدها باكتفاء لتنظر عبر مائدة الغداء إلى برايس وتكمل:"لقد قلت لـ فيرغوس بعد مرافقتك لنا إلى عرض الأزياء يوم السبت الماضى إن هناك شيئاً ما يجرى.لهذا دعوتنى إلى الغدجاء لتسلينى بينما فيرغوس مسافر إلى مانشستر لتوقيع كتاب"
كان برايس يحب زوجة أبن خالته كثيراً وينظر إليها كأخت صغرى لم يكن له مثلها أبداً....لكن أحياناً...!
قال لها بجفاء:"ليس هناك شئ يجرى كلوى .أنا سأرسم المرأة وفكرت أن أعرف شيئاً عنها قبل أن أفعل "
ولم تستطيع كلوى إخفاء خيبتها لتفسيره:"أوهـ"
هز رأسه بخشونة لتعبير وجهها المنكمش :"كونك وغيرغوس سعيدان معاً خاصة بعد معرفتكما بوجود طفل لا يعنى أن على كل من هم حولكما أن يحبوا أيضاً"
ردت كلوى من دون وجل:"لكن أليس هذا رائع أن تحب ؟"
رد متسلياً دونما اكتراث :"إنها امرأة مخطوبة كلوى"
ردت على الفور :"لكنهما لا يبدوان مستعجلين للزواج...ور يتشارد لاتم اكبر منها سناً بكثير"
كان برايس يعى هذا تماماً...
كان يعرف أن أبنى خالتيه لوغان وفيرغوس وجدا الحب الحقيقى فى السنة الأخيرة وأنهما و زوجتيهما لن يحبوا شيئاً أكثر من أن ينضم إليهم فى حالتهم السعيدة.المشكلة الوحيدة كانت تكمن فى أنه لم يجد بعد المرأة التى يستطيع الوقوع فى حبها ! زهرة منسية
لم تكن عارضة الأزياء سابينا بكل تأكيد تلك المرأة.إنها جميلة نعم.ومن لقائهما يوم الجمعة الماضى عرف أنها طبيعية تماماً.ولقد أثارت فضوله ووجد خطوبتها لرجل أكبر منها بكثير أمر غريباً قليلاً
ما كان برايس يريد معرفته فعلاً هو أن كان ريتشارد يحمى سابينا لأنه جامع للتحف الثمينة أم أن هناك سبب آخر....؟
لهذا السبب تساءل عما إذا كانت كلوى وهى مصممة أزياء تعرف أى شئ عن سابينا قد يجيب عن بعض تساؤلاته...لكن آخر شئ يريد معرفته هو أن تظن كلوى أن له اهتمام شخصى بـ سابينا!
قرر تغير الموضوع قليلاً إذ يمكنه دائماً العودة إلى موضوع سابينا فيما بعد.منتديات ليلاس
"كيف يسير الحال مع كتاب فيرغوس الأخير؟"
قالت كلوى بإفتخار ظاهر:"إنه يحتل المرتبة الولى فى لائحة أفضل المبيعات بعد أسبوعين فقط من نشره...هل قرأته؟"
"لم أقرأه بعد"
وتابع تناول وجبته وهو يعرف أنه نجح فى إلهاء إنتباه كلوى عن اجراس الزفاف المحتملة
"أنه يدور حول موضوع عالم تصميم الأزياء....أليس كذلك؟"
كانت هذه هى الطريقة المثلى لإلهاء كلوى عن موضوع سابينا....وتحدثا طيلة الدقائق الخمس عشر التالية عن نجاح كتاب فيرغوس الجديد
تحدثا عن كل شئ إلا عن سابينا الجميلة .
لأنه وهو يتكلم مع كلوى عن مواضيع كافة بإستثناء موضوع سابينا,توصل برايس إلى أن يدرك أنه أهتم بها أهتماماً شخصياً!
كانت تتعمد البرودة والتباعد وتضع الحواجز بينها وبين الآخرين...مستثنية بوضوح ريتشارد لاتم .مع ذلك وف الوقت ذاته هناك جو ضعف حولها يبدو أن لا مجال أبداً لتفسيره
سابينا هى العارضة الأولى فى العالم جميلة جداً مطلوبة كثيراً وأجرها مرتفع جداً.ولابد أن ما تكسبه يوازى أجور أرفع نجوم هوليود مما يعنى أن لديها المال لتكون ما تريد وتفعل ما تريد....مع ذلك...
كان ذلك التساؤل هو الذى أثار فضول برايس وجعله يفكر فى سابينا حتى وهو لم يكن يعى أنه يفكر بها...أدرك أنه تحول إلى مهوس بها .
إلا أنه كان يأمل أن يتقدم بعد ظهر اليوم قليلاً فى طريقه نحو حل اللغز المسمى سابينا سميث!
"شكراً للغداء برايس"
ورفعت كلوى نفسها تقبل خده وهما يفترقان خارج المطعم وأضافت بخبث:"وحظاً سعيداً مع سابينا بعد ظهر اليوم"
هز برايس رأسه يخشونة وهو يقود سيارته عائداً إلى منزله . لم يكن لديه شك فى أنه ومع حلول المساء ستعرف العائلة كلها أنه سأل كلوى عن سابينا!
وصل إلى المنزل باكراً ومازال لديه متسع من الوقت ليعد نفسه لموعد الساعة الثالثة.لكن الساعة الثالثة أزفت ومضت ولا أثر لـ سابينا
اللعنة...لن تأتى...بعد أربعة أيام من الأنتظار بعد كل الترقب...لن تأتى !
أحس برايس بالغضب يستعر فى داخله ولم يعد يشك فى أن سابينا تعمدت الحضور...أنه....ورن جرس الباب
كانت لاساعة الثالثة وخمس وعشرون دقيقة.ولم تكن قد أتصلت لتعلمه بأنها ستصل متأخرة.ومع ذلك عرف برايس أنها هى,وروض تعابير وجهه كى لا يُظهر أياً من غضبه...فهذا على الأرجح ما تتوقعه...لذا لن تحصل على مرادها!
ظلت سابينا تعتذر بإسراف فى الوقت الذى كانت مدبرة منزله تدخلها إلى مرسمه بعد دقائق..."كانت عندى جلسة تصوير لإحدى المجلات هذا الصباح وبالرغم من أنهم وعدونى أن أنتهى فى الساعة الثانية إلا أن الوقت طال وأنا.."
"وأنت هنا الآن" قاطع برايس بحزم تفسيرها المطول لأنه كان واثقاً وبالرغم من تعارفهما القصير,أن سابينا ليست من النوع الذى يسرف فى الكلام مما يعنى حتماً أنها تحاول أختلاق شئ ما!
"هل تناولت الغداء؟"
رمشت امام التغيير المفاجئ للموضوع "لا...."
"إذن هل أقدم لك سندويشاً أو شيئاً آخر؟" ونظر إلى مدبة منزله وهو يقد العرض
لكن سابينا رفضت حتى قبل أن تتمكن مدبرة السيدة بوتر من أن ترد:"لا..حقاً سأتناول شيئاً فيما بعد"
أكمل برايس برقة :"شاى أو قهوة إذن؟"
يا الله...إنها تبدو جميلة اليوم.التى شيرت ملتصق بجسمها ولونه أزرق كعينيها . شعرها اليوم منسدل يشع كستارة ذهبية على ظهرها . منذ أن وقع نظر برايس عليها اليوم حتى تشوق إلى أن يأخذ قلماً وورقاً ليبدأ الرسم
بدت سابينا مصممة على الرفض مرة أخرى ثم فكرة بطريقة أفضل :"القهوة ستمون رائعة جداً شكراً لك"
وابتسمت بحرارة لمدبرة المنزل
لم يستطيع برايس عن ردع نفسه عن السؤال :"وماذا عن كليف؟"
كان واثقاً من ان السائق يجلس فى الخارج منتظراً ليقل سابينا إلى المنزل الذى تتشاركه و ريتشارد لاتم . تماماً كما كان واثقاً بأن كليف كان بالخارج ينتظر سابينا لتنتهى من جلسة التصوير هذا الصباح!
وأضاف ساخراً :"أتظنين أنه قد يرغب فى أن يشرب القهوة كذلك؟"
ضاقت نظرة سابينا وهى تنظر إليه لثوان عديدة طويلة صامتة ثم أجابت ببطء :"لا...أنا واثقة من أن كليف سيكون بخير . آمل ألا أكون أسبب لكِ إزعاجاً كبيراً "
ووجهت كلامها إلى مدبرة المنزل
أستطاع برايس أن يرى مع مغادرة السيدة بوتر المرسم والأبتسامة على وجهها أن فتنة سابينا الصادقة سحرتها.
لم يعد يشك أنه سيكون هناك أكثر من فنجان قهوة على الصينية التى عادت بها مدبرة المنزل بعد دقائق
"أين تريدنى؟"
بقى تعبير برايس الخارجى جامداً ورد عليها مفكراً :"على الأريكة...كما أعتقد كبداية . أنا فى الواقع لست واثقاً مما سأفعله بعد"
ما السبيل لإعطاء جمال كجمال سابينا حقه؟
لم يكن هناك شك فى جمالها الظاهرى...لكن ليس هناك أكثر من هذا..جمال طبيعى لا يدين بشئ لأدوات التجميل....سابينا إنسانة داخلية تحتاج لمن يصل إليها.وهو مصمم مهما كانت الحواجز التى قد تختار أن ترفعها,أن يصل إلى سابينا هذه!
تحركت سابينا لتجلس على الأريكة وشمس شهر أيار تشع بقوة عبر النوافذ التى تشكل جداراً كاملاً فى مراسم برايس ماكليستر.كانت الحديقة فى الخارج تعج بزهور الربيع وقد أنعش منظر ذلك الخليط البراق من الزهور روح سابينا.
سألت باهتمام:"هل تهتم بالحديقة بنفسك؟"
استدارت تنظر إلى برايس ماك ليستر لتجده منغمساً فى وضع أوراق الرسم على ركبته وهو يجلس قبالتها...وتمتمت ساخطة قليلاً :"لم أكن أعرف أنك بدأت"
عرفت أنه فاجأها وهى تنظر إلى الحديقة فى الخارج
رد من دون اهتمام:"بدات رسماً أولياً فقط"
وأولها اهتمامه بالكامل.بدأ مسترخياً جداً فى بنطلون أزرق وقميص أسود
"نعم أنا أعتنى بالحديقة بنفسى.وأجد رأحة أرحب بها بعد بقائى فى المرسم لساعات...هل تحبين العناية بالحديقة؟"
تحول تعابير وجهها إلى الأسف:"كنت"
"قبل أن يجعل ضغط العمل هذا مستحيلاً"
وهبط ستار على عينيها وتمتمت :"شئ من هذا القبيل"
كرر برايس بنعومة:"شئ من هذا القبيل؟"
تحركت سابينا بغير ارتياح :"لست وأثقة من أننى سأجيد هذا...فأنا ببساطة لا أجيد الجلوس بدون حراك"
هز رأسه :"قفى وتشمى إذا كنت تفضلين...فأنا ليست واثقاً من أن الجلوس هو وضعية الرسم الملائمة لك على أية حال"
تساءلت سابينا فى نفسها وهى تقف وتتحرك بقلق أى وضع يظن بالضبط أنه يناسبها؟
يحتاج مرسم برايس ماكليستر إلى الترتيب.ومع ذلك فهو منظم قماش الرسم مكوم على الجدران الألوان والأقلام والورق مرتبة فوق رفوف مفتوحة.فى الغرفة مفروشات قليلة كرسى يجلس عليها وطاولة رسم ضخمة وأريكة تجلس سابينا عليها.
عادت السيدة بوتر إلى الغرفة تحمل صينية مائية بالسندوتشات وبكيك الفاكهة ووضعتها على الطاولة :"تفضلا"
قالت سابينا للمرأة الأخرى :"شكراً لك"
دعاها برايس بجفاء ما أن غادرت مدبرة المنزل الغرفة:"تفضلى...أختارى ما شئت"
صبت الشاى فى فنجانين قبل أن تأخذ أحد السندوتشات بالدجاج ولم تكن تعتقد إنها جائعة إلا أن قضمة واحدة من السندويش اللذيذ أدت لها أنها جائعة
راقبها برايس بعينين مفكرتين :"هل يفوتك الغداء دائماً ؟"
هزت سابينا كتفيها وأكدت بجفاء :"بعض الأحيان..لكنى عادة أعوض عنه...فأنا لا أجوع نفسى,إذا كان هذا ما تظنه.أنا طبيعية هكذا"
وأشارت إلى جسمها النحيل.
هز رأسه :"ورائعة كذلك...متى الزواج؟"
رمشت سابينا بعينيها مندهشة من التغيير المفاجئ فى الموضوع:"أسفة....؟"
هز كتفيه :"لقد ألمح ريتشارد أن رسم لوحة لك هو هدية زواج لنفسه وكنت أتساءل فقط كم أملك من الوقت"
قطبت:"أعتقد أنك أسأت الفهم"
فهما لم يناقشا ما إذا كان "التفاهم"بينهما سيقود إلى الزواج
رفع حاجبين
أسودين :"لا؟أعطانى ريتشارد الانطباع أن الزواج وشيك"
ردت ببرودة وهى واثقة من أنه أساء فهم ريتشارد:"حقاً؟"
تابع بعناد :"أعتقد هذا.هناك فارق كبير فى السن بينكما,أليس كذلك؟"
أحمر خداها سخطاً.فما شأن هذا الرجل بفارق السن بينها وبين خطيبها؟لا شئ إطلاقاً...
أضاف برايس ساخراً:"الربيع والخريف"
التوى فمها :"فى الخامسة و العشرون بالكاد أكون ربيعاً...الصيف هو وصف ملائم أكثر...وبكل تأكيد السن مسألة ثانوية فى أيامنا هذه"
رد بنعومة:"حقاً؟"
عبست سابينا فى وجهه واضطربت أكثر مما اعترفت بسبب ما قاله
فقد كانت و ريتشارد مجرد صديقين...لا شئ غيره...ولابد أن برايس أساء فهم ريتشارد !ألا يجب...؟
قالت بحدة غاضبة:"ظننت أننى جئت إلى هنا كى ترسمنى سيد ماكليستر...وليس لتسألنى عن حياتى الشخصية!"
قال بنعومة:"أسمى برايس"
قالت بحدة :"أفضل السيد ماكليستر"
إلا أن ما تفضله حقاً هو إبقاء هذا الرجل بعيداً عنها
هز كتفيه بعدم إكتراث:"على أى حال أيمكنك أن تقفى قرب المدفأة؟"
ونظر مقطباً إلى الأوراق رسمه,وكأنما ذلك الحديث الشخصى لم يجر أبداً وغضبت سابينا من نفسها وهى تتحرك لتقف إلى جانب المدفأة غير المشتعلة
تنفس برايس رضىّ لوضعها الجديد:"أجل...لكن الملابس غير مناسبة أبداً بالطبع .ولا يعنى هذا أنك لا تبدين جميلة فيها إنها فقط غير مناسبة للطريقة التى أريد رسمك بها"
ردت بنفاد صبر :"وأى طريقة تلك؟"
لم يرد عليها وقطب وهو ينظر إليها من بين ضربات قلمه السريع على ورقة الرسم الموضوعة أمامه
بقيت سابينا واقفة كما كانت تماماً وقد أعتادت تلك النظرة الجامدة من بعد جلسات التصوير الفوتوغرافى."المعلم"يعمل وللوقت الحاضر هى غير موجودة كشخص
كان هذا لا بأس به معها إنها هنا رغماً عنها وآخر شئ تريده هو المزيد من الأحاديث الشخصية مع برايس ماكليستر.خاصة مع النوع الذى كان يجرى لتوه


زهرة منسية 12-06-12 02:54 PM

لماذا تهربين سابينا ؟!
 

أخيراً أحست أنها مرغمة أن تسأله بعد ساعة :"أهناك الكثير من جلسات الرسم هذه؟"
رفع برايس رأسه ونظر إليها مقطباً وأفكاره لا تزال مشغولة بالرسم
"الكثير من ماذا؟"
"هذه الأوضاع...أو فى هذه الحالة,الوقوف.هل أنا بحاجة إلى الكثير منه؟"
وضع ورق الرسم على الطاولة قربه محركاً عضلات كتفه
أنه فى الواقع رجل وسيم جداً وأعترفت سابينا بهذا رغماً عنها....
تلك الطلعة الجميلة السمراء المفكرة كانت كشعر "بايرون".وذلك الشعر الأسود كان يعطيه مظهراً بدوياً أشعث . ولو أن سابينا واثقة من أن الرومانسى "بايرون"لم يكن له تلك النظرة الذكورية المقيمة فى عينيه . فتلك العينان الخضراوان العميقتان تحاولان النظر إلى ما وراء واجهتها المهذبة والوصول إلى سابينا من الداخل!
أخيراً تشدق:"لماذا؟"
هزت كتفيها :"كما سبق وشرحت لك....أنا...."
قاطع كلامها ساخراً:"مشغولة...أجل لقد سبق وشرحت هذا عدة مرات حسبما أذكر"
والتقط فنجانه ليشرب جرعة واحدة من الشاى الذى أصبح بارداً:"السؤال هو لما أنت مشغولة هكذا؟"
ونظر إليها نظرة ضيقة:"كما تبين لى فأنت منذ خمس سنوات وحتى الآن واحدة من أفضل العارضات فى العالم...فلما إذا تحتاجين للعمل بهذه السرعة؟"
لأن العمل يمنعها من التفكير,من التذكير ويعنى إنها ستكون متعبة جداً فى الليل ولا تستطيع أن تفعل شيئاً سوى أن ترتمى فى الفراش وتنام !
لكن ما من واحدة من الأفكار كانت تبرز فى تعابير وجهها وردت بجفاء :"كى أبقى واحدة من أفضل العارضات فى العالم"
كوّر برايس فمه :"وهل هذا مهم لك؟"
وأحمر خداها للسخرية الواضحة فى رنة صوته وردت ساخرة:"وهل من المهم لك أن تكون واحداً من أفضل الفنانين؟"
انزعجت منه لأنه قلل من سمعة مهنتها . وقد تبين شعوره فى رنة صوته
حسنا...لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الذكاء لتصبح المرأة عارضة أزياء...بل إلى مظهر جيد ونسبة حظ...لكن بكل تأكيد يلزمها الكثير لتبقى عارضة فهى تعمل جاهدة ولا تعطى إلا أفضل ما عندها . كرهت سابينا بعمق تلميحه عكس ذلك.فهى لطالما نظرت إلى نفسها كفنانة وعلى طريقتها الخاصة
قال بجفاء :"أصبت إصابة عادلة لكننى لا أستطيع أن أتصور نفسى أقوم بما تقومين به يوماً بعد يوم"
ضاقت عينا سابينا الزرقاوان وهى تنظر إليه :"هل تقصد أن تكون مهينا سيد ماكليستر أم أنك تتصرف بطبيعة؟"
ضحك دون تردد:"قليل من الأمرين على الأرجح"
هزت رأسها وهى لا تصدق مدى عجرفته...وتمتمت ببطء :"أنت لا تهتم...أليس كذلك؟"
بدا محتاراً : "بماذا؟ "
أدركت بعجب :"بكل شئ"
وكم تمنت لو لا يزال لديها تلك النظرة المتسلية للحياة ولو تسيطع أن تضحك على نفسها كما تضحك مع الآخرين لكنها تعرف أنها لم تعد هكذا زوأنها لن تكون مرة أخرى....والفضل لـ....
لا...لن تفكر بهذا...لا تستطيع.
قررت فجأة :"اعتقد أنه حان وقت ذهابى"
ونظرت عن عمد إلى ساعة معصمها الذهبية هدية خطوبة من ريتشارد . الساعة وخاتم خطوبة ألماسى كانا القطعتين الوحيدتين من المجوهرات التين تضمهما
كان برايس ماكليستر يراقبها مفكراً ورأسه يتلوى قليلاً إلى جانب واحد ونظرته الخضراء ضيقة ومقيمة .أخيراً سألها متحدياً :"لماذا؟"
وكان تحدياً التقطته سابينا بسهولة وأختارت أن تتجاهله وقالت مصممة :"لأن لدى مكان آخر أذهب إليه"
"إلى منزل ريتشارد ؟"
ووقف ببطء وقامته تملأ الغرفة
تراجعت سابينا خطوة إلى الوراء بانت الغرفة فجأة صغيرة بشكل خانق .ووجدت نفسها كذلك قريبة جداً من المدفأة
سار برايس ببطء نحوها ونظرته الضيقة لا تغادر وجهها.منتديات ليلاس
للمرة الثانية أحست بالدف الرجولى المتصاعد منه وشمت اللذعة الحقيقية لعطر ما بعد الحلاقة الذى يستخدمه وأستطاعت رؤية كل مسامه وشعره على بشرته السمراء .لكن لم يكن هذا ما أعاق أنفاسها بل أدركت أن قربه الجسدى هو الذى فعل فعله معها
ابتلعت ريقها بقوة وقالت مقطوعة الأنفاس :"على أن أذهب حقاً"
نظر برايس إليها بثبات وسأل بصوت أجش :"ما الذى يمنعك؟"
ساقاها رفضتا الحركة.فى الواقع أحست بضعف شديد فى ركبتها وكانتا بالكاد تبقيانها واقفة .أحست إنها عاجزة عن الحركة حتى فى وجه الخطر الواضح
كان برايس ماكليستر كما اقتنعت فى لقائهما الثانى...هو الخطر بذاته!
بللت شفتين جفتا فجأة :"لو أبتعدت فقط عن طريقى...؟"
خطا قليلاً إلى الجانب ودعاها بلطف:"تـفـضـلـى"
أجبرت سابينا ساقيها على الحركة وقطعت الغرفة بسرعة وتصميم متجهة نحو الباب لتضع قدر ما تستطيع من مسافة بينها وبين برايس ماكليستر فى الأستديو الضيق
"سأتصل بك"
استدارت سابينا بحدة وهو يكلمها ووضعت يدها المرتجفة على مقبض الباب :"عــفـــواً ؟ "
رفع برايس حاجبين أسودين والتوى فمه فى تسلية ساخرة....وقالشارحاً:"قلت,سأتصل بك من أجل الجلسة الثانية"
تماسكى سابينا ! أمرت نفسها بعناد .ماذا حدث للتو؟لقد وقف برايس ماكليستر فى مكان تعتبره قريباً جداً منها!وماذا فى هذا؟مع ذلك عرفت أن هذا لم يكن حقاً كل ما حدث وأنه كان هناك شرارة إحساس بينهما تمنّت عدم وجودها
قال برايس بثقة:"ربما تتلطفين هذه المرة وتردين على مكالمتى؟"
لوّن الأحمرار خديها لتأكيده أن ليس لديها خيار سوى أن تفعل هذا بالضبط . وردت بخشونة :"هذا لو صدف أن كنت فى المنزل"
هز كتفيه :"إذا لم تكونى موجودة فأنا واثق أننى وريتشارد نستطيع أن نحدد موعداً"
ضاقت عينا سابينا :"على عكس ما تفترضه سيد ماكليستر....أنا أحدد مواعيد الخاصة"
مرة أخرى أبتسم لها ابتسامة دون مرح : "لم يكن هذا الانطباع الذى كونته فى آخر لقاء لنا"
نظرت إليه مفكرة لثوان عديدة طويلة أخيراً قالت بنعومة :"أتعلم سيد ماكليستر...أنا حقاً لا أهتم أبداً بما كان أو لم يكن انطباعك فى آخر لقاء لنا....فى الواقع لا شئ حولك يثير اهتمامى "
رفع حاجبين أسودين :"لا؟"
منتديات ليلاس
أكدت بقوة:"لا! وداعاً سيد ماكليستر"
وفتحت الباب بحدة
قال ساخراً بنعومة :"إلى اللقاء دون شك سابينا...؟"
ولم تلتفت سابينا لتعترف بالتحدى الساخر وسارت متصلبة إلى خارج الغرفة واغلقت الباب الأمامى وراءها وهى تغادر المنزل .
لم تطلق العنان لمشاعرها سوى حين أصبحت آمنة فى السيارة يقودها كليف نحو منزل ريتشارد
لم تحب الطريقة التى نظر فيها برايس ماكليستر إليها ولم يعجبها ان يكون قريب منها كما لم تعجبها طريقة كلامه معها .فى الواقع....لم يعجبها أبداً!
لم يكن لديها فكرة كيف ستنفذ ما تريد لكنها لم تكن تنوى أبداً أن تبقى وحدها مع برايس ماكليستر فى مرسمه مرة اخرى



زهرة منسية 12-06-12 03:01 PM


3- العذاب فى رسالة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منتديات ليلاس

لعن برايس نفسه مرات لا تحصى ذلك الأسبوع وندم على طريقة تصرفه مع سابينا الثلاثاء الماضى
لقد سبق ورأى الخوف والأرتباك فى عينيها فى لقائهما الأول وأدرك أنها من الداخل غزال صغير مذعور مستعد للهرب . مع ذلك فشيطان ما دفعه لمحاولة الحصول على رد فعل منها...ليمازحها ويسخر منها فى جهد للوصول إلى ما وراء الواجهة الباردة التى تحب أن تقدمها للعالم.
لكن كل ما نجح به كان أن يزيد من نفورها
أوهـ...لم ينتج عن هذا أن رفضت زهرة منسية الرد على مكالماته هذه المرة بل ردت الأربع منها...وأختلقت عذراً مقبولاً لكل أقتراح تقدم به لجلسة ثانية !
وماذا تركت له ؟ إنها قادرة على توفير ساعة هذا الصباح لكن يجب أن تكون ساعة فى منزلها وعلى الأرجح تحت مراقبة ريتشارد الهادئة!
وأضطر إلى الاعتراف بعد بضع دقائق بعد أن أُدخل إلى غرفة الجلوس حيث تنتظر سابينا لوحدها مسترخية أكثر بكثير فى محيطها منتديات ليلاس .
وأبتسمت له بأدب وهى تقدم له الشاى أو القهوة ورفض كليهما
بدت رائعة فى ذلك اليوم أيضاً وهى ترتدى بلوزة حريرية عاجية و تنورة سوداء ضيقة تنتهى فوق الركبة تماماً شعرها مجموع فى شينيون مرتب فى موخرة رأسها...ولم تبدو بوجه عام تلك المرأة التى يريد برايس أن يلتقط ملامحها على القماش !
تشدق يسأل ساخراً :"تتدربين على الأعمال البيتية؟"
كان مصمماً على أن يكون مهنياً بالكامل اليوم وأن يريح سابينا ولكنه بطريقة ما لم يستطيع منع نفسه.فـ سابينا الجديدة التى تلعب دوراً....لم يشك برايس أبداً أنها تتصرف هكذا بسسبه وتبين له أنه قد أصاب وتراً حساساً بتصرفه فى الأسبوع الفائت!
ابتسمت له ببرود :"كنت على حق الأسبوع الماضى برايس...يبدو أن سوء الخلق يأتى طبيعياً منك"
كان هذا إشارة له كى يعتذر لكنه لم يستطيع.شئ ما فى هذه المرأة يجعله يريد أن يمسك بكتفيها ويهزها ,أن يرأها تضحك أو تبكى أو أن تُظهر إحساساً مندفعاً تكون نتيجته طرده خارجاً!
هز كتفيه :"كنت أراقب فقط.أنا آسف لكن عليك أن تُسوى شعرك على الأقل"
وجلس يستقر فى مقعد مع دفتر الرسم والقلم
هزت رأسها:"أخشى أن أكون خارجة للغداء بعد هذا فوراً ولن يكون لدى وقت لإعادة ترتيب شعرى"
كتم برايس توتره....ستعطيه ساعة واحدة فقط من وقتها!
قال بصوت مهين:"تبدين وكأنك على وشك مقابلة مدير مصرفك"
ولم تطرف نظرتها للحظة رغم أنه رأى فى عمق عينيها الزرقاوين فورة غضب قصير
ردت ببطء بارد:"إنها أمى فى الواقع"
رفع حاجبين أسودين:"ابنتها أشهر عارضة أزياء فى العالم...وتحب أن تراك هكذا؟"
لم يستطيع إخفاء عجبه
تصلبت سابينا ساخطة :"ومما يشكو مظهرى؟"
كان من السهل أن يقول ما هو الجيد فى مظهرها , لا شئ ! لكن تسريحة الشعر هذه والملابس تأخذ منها كل شخصيتها
"لقد عاشت أمى فى أسكتلندة منذ وفاة والدى لذا فأنا لا أراها سوى مرتين فى السنة...إنها....ملتزمة فى نظرتها
ضاقت نظراته:"بأية طريقة؟"
هزت سابينا كتفيها:"كانت وأبى ملتزمين فى عملهما.كلاهما يدرس التاريخ فى الجامعة.ولا أظنهما كانا ينويان أبداً إنجاب أى أولاد...لكن المفاجأت تحدث"
وكشرت سابينا:"كانا أكبر سناً من معظم الآباء حين ولدت أمى فى الواحدة والربعين وأبى فى السادسة والأربعين ولو أننى اعتقد أن أبى قام بدور الأبوة أفضل من أمى"
شعر برايس إنها متوترة جداً فى هذه الجلسة الثانية أكثر منه.وقال بخشونة:"لابد أن كنت صدمة بالنسبة لهما"
وبأكثر من طريقة فلابد أن الحمل كان صدمة تكفى . لكن كيف استطاع والداها المسنان التعامل مع جمال سابينا وهى فتاة صغيرة؟
أعترفت بأسى :"أجل...كانت طفولة غريبة"
وعلى الأرجح أنها كانت طفولة وحيدة وأدرك برايس هذا مقطباً .وهو أمر وجد من الصعب التفكير فيه . فهو تربى وسط أسرة شابة محبة للمرح.وحين لم يكن مع والديه كان فى اسكتلندا مع جده وأبنى خالتيه لوغان وفيرغوس . طفولته كانت مكتملة
سأل باهتمام وحذر كى لا يفسد المزاج:"أى من أبويك تشبهين؟"
أحس أن سابينا نادراً ما تتكلم عن أبويها وطفولتها .وأن لفت انتباهها لهذا الأمر الآن فقد ينتج عنه أن تمتنع عن الكلام مرة أخرى
أعطت سابينا شبح ابتسامة :"إنه أبى"
وتلاشت تلك الأبتسامة كما ظهرت وأضافت بهدوء :"لقد مات منذ خمس سنوات"
ووالدتها تعيش فى اسكتلندا منذ هذا الوقت
"أنا آسف"
كان آسفاً حقاً . حتى مع القليل الذى قالته بدا من الواضح أن سابينا كانت أقرب على والدها من والدتها
وربما كان فى ذلك القرب من والدها وموته منذ خمس سنوات تفسير لخطوبتها برجل أكبر منها سناً؟
هزت سابينا كتفيها :"كان مريضاً بالسرطان لبعض الوقت....وكان الموت راحة مرحباً بها له"
كانت تتكلم دون عاطفة :"لكننى أسفت دائماً لأنه لم يكن موجوداً لرؤيتى وأنا أحصل على شهادتى الجامعية فى التاريخ....أجل بايس..."
وأبتسمت لدهشته الواضحة :"...لقد ذهبت إلى الجامعة .لم أكن دوماً عارضة أزياء"
كان يستحق سخريتها وأعترف بهذا فى نفسه
وتلاشى مرح سابينا وأصبح تعبير وجهها محايداً مرة أخرى :"والدتى كما هو واضح مؤمنة جداً بتعليم المرأة وتؤمن أنه يجب أن يكون للنساء خيارات متعددة فى الحياة على قدر ما يمكن ان يحققن.
والتوى فمها بخشونة :"لا أعتقد أنها متأثرة جداً لأننى أخترت فى الوقت الحاضر عرض الأزياء"
هز برايس كتفيه وعبس فجأة :"لكن من الواضح أن هذا خيارك....وإذا كانت والدتك تقليدية إلى هذا الحد فى نظرتها فلماذا تقول فى عيشك هنا مع ريتشاردعلناً؟"
لم يكن أنهى كلامه حتى عرف أنه أرتكب غلطة فادحة
وقفت سابينا بغتة ما أن سأل السؤال...والعينان الزرقاوان مشتعلتان بغضب عارم:"أنت تتطرق لأمر شخصى سيد ماكليستر!"
وأرتفعت بقعتان حمراوان إلى خديها.
وأدرك برايس أن غضبها لم يكن كله موجها ضده .فقد أنجرت فى حديث شبه صريح عن والديها وكشفت عن نفسها أمام برايس .وواضح أنها غاضبة من نفسها الآن لهذا السبب
بقى برايس جالساً وسأل بلطف :"على ذكر ريتشارد....أين خطيبك اليوم؟"
كان حقاً يتوقع أن يكون ريتشارد هنا اليوم كى يراقب على الأقل أحدى ممتلكاته التى لا تقدر بثمن!
ردت بإختصار :"أنه مسافر إلى نيويورك وسيعود غداً"
"فى هذه الحالة...هل تتناولين العشاء معى هذا المساء؟"
ثم وبخ نفسه . ماذا يفعل بحق السماء؟سابينا امراة مخطوبة وهى لم تعط أى دليل إطلاقاً على إنها مهتمة أبداً بقضاء الوقت برفقته.فى الواقع يبدو العكس هو الصحيح!
بدت سابينا مصدومة بهذه الدعوة تماماً كما كان برايس مصدوماً لأنه دعاها.
تلاشى لون الغضب من خديها ليتركها شاحبة كالمرمر وعيناها قاتمتان لا قرار لهما وهى تحدق إليه دون أن تفهم
لمع الخاتم اللماسى فى يد سابينا تحت ضوء الشمس المشرقة عبر النوافذ كأنه يحاول تعذيب برايس بسبب جراته . كان هذا الخاتم هدية الخطوبة من ريتشارد لاتم
رفع برايس يديه معتذراً :"كانت مجرد فكرة...سيئة...لكنها كانت دعوة عشاء فقط سابينا"
تابع بغضب وهى تقف دون حراك :"ولم يكن إقتراحاً هاماً"
ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تأخذ نفساً خشناً :"لم أكن اعتقد..."
وصمت مع سماع دقة خفيفة على الباب ودعت بصوت أجش:"أدخل" منتديات ليلاس
وأرتاحت بوضوح لمقاطعة مدبرة المنزل .كما أرتاح برايس من جهته فقد أخرته مدبة المنزل لتوها عن تلقى صفعة كلامية فى وجهه!
"لقد طلبتى منى إدخال البريد فوراً حين يصل"
ومدت السيدة كلارك صنية فضية عليها على الأقل نصف درزينة من الرسائل
"شكراً لك"
ابتسمت سابينا مجدداً وهى تأخذ الرسائل بدت متوترة فى حين كان برايس يراقبها عبر الغرفة
ما الذى دفعه بحق السماء ليقوم بمثل هذه الدعوة؟لقد فعلت سابينا المستحيل لتُظهر له إنها لا ترغب بأن تكون بصحبته مهما كان السبب
فلماذا إذن وضع نفسه فى هذا الموقف السخيف؟ربما على الأرجح بسبب ذلك النفور التام الذى لم تجهد نفسها فى إخفاءه وقد تقبله بخشونة
لم يكن يتوقع أن ترتمى كل امراة أمام قدميه كما تظن سايبنا بل العكس . لكنه لا يواجه تأثير الكراهية من أول نظرة بهذه الطريقة عادة!
كانت له حصته فى العلاقات عبر السنين لكنه لم يكن قادراً على أن يتذكر امرأة كرهته فوراً كـ سابينا
على العكس لقد نجح هذا الشعور فى جعله أكثر اهتماماً بـ سابينا!
غادرت مدبرة المنزل الغرفة ووقف برايس فجأة وقال بصوت أجش:"اعتقد أنه من الأفضل إنهاء جلسة اليوم فواضح أنك..."
وتوقف عن الكلام عندما استدارت سابينا بحدة نحوه موقعة الرسائل من يديها على السجادة نتيجة لهذا
سأل بحدة مع وقوف سابينا ببطء دون أن تلتقط الرسائل ووجهها ليس أبيض تماماً بل رمادياً كالشبح
"ما الأمر ؟سابينا؟
وفجأة تحرك إلى جانبها يمسك أعلى ذراعيها ونظرته تبحث فى جمال وجهها المعذب.بدات وكأنها على وشك أن يغمى عليها!
"تعالى....أجلسى"
ووضعها على أحد المقاعد قبل أن يعود إلى الصينية على طاولة جانبية ويصب الشاى فى فنجان كبير
رفضت سابينا بخشونة:"لا....شكراً.لا أعتقد أن أمى ستتأثر كثيراً لو ذهبت إلى الغداء ومعدتى ملآنة!"
عرف برايس إنها تحاول صرف نظره كيلا يدرك أنها تبدو فى حالة مريعة إلا أن محاولاتها باءت بالفشل
قطب وهو ينظر إليها وهو يشعر أنها بحاجة إلى الشراب الساخن الذى فى يده
"هل فكرة العشاء معى كريهة حقاً بالنسبة لك...."
ولم يستطيع أن يصدق أن لدعوته هذا القدر من التأثير عليها
رفعت سابينا نظرها إليه مقطبة :"آسفة؟"
وهذا ما قاد برايس إلى أن يتساءل عما إذا كانت دعوته هى التى سببت هذا التحول فيها.لكن إذا لم تكن الدعوة هى السبب فما سبب توعكها المفاجئ....ماذا....؟نظر إلى الرسائل التى التقطتها لتوها معظمها فى يدها اليمنى بينما اليد اليسرى مطبقة بإحكام على مغلف مسحوق بين أصابعها بشدة إلى أن أبيضت عقد الأصابع....!
نظر برايس إليها متفرساً....لم يكن لديها وقت لتفتح أية رسالة . مع ذلك مجرد رؤية المغلف كان يكفى ليخفى اللون من وجهها!
"سابينا"
وقفت بسرعة وقالت له بخفة مفتعلة :"بالطبع فكرة العشاء معك ليست كريهة...."
وتجنبت نظرته تماماً وقالت:"فى الواقع تبدو فكرة رائعة"
لم يكن هذا هو الأنطباع الذى أعطته قبل وصول مدبرة المنزل بالبريد....فى الواقع كان برايس متأكداً أن سابينا عازمة على رفض الدعوة .لكن لسبب ما تعرفت إلى ذلك المغلف الأخضر وعرفت ممن هو دون أن تفتحه . لقد أزعجها بما يكفى بحيث فبلت دعوة برايس للعشاء .قال قبل أن تتاح لها فرصة تغيير رأيها :"عظيم سأزورك حوالى السابعة ونصف إذا كان لا بأس فى هذا؟"
وافقت بسرعة وقد بدأ واضحاً أنها تتلهف لمغادرته:"رائع..."
ربما لتتمكن من قراءة الرسالة الموضوعة فى ذلك المغلف الأخضر...؟"
التوى فمه بخشونة :"هل أحجز طاولة لثلاثة....أم ستعطين كليف فرصة هذا المساء؟"
بالتأكيد لم تكن تعجبه فكرة الجلوس للعشاء مع سابينا تحت نظرات كليف المراقبة . سواء أكان جالساً فى خارج المطعم أم لا؟!
نظرت إليه سابينا مؤنبة :"أنا آسفة لأننا لم نحقق الكثير هذا الصباح برايس .وأخشى أننى مضطرة للذهاب الآن"
أشتدت حاجتها الملحة ليغادر الآن :"وألا فسأتأخر عن موعد الغداء "
"وهذا سوف يربك أمك.ولا نريد حتماً حصول هذا....أليس كذلك؟"
لكن فى الواقع يجب ألا يتذمر ووبخ نفسه وهو يلتقط أغراضه ويتحضر للمغادرة .لقد حقق هذا الصباح أكثر بكثير مما كان يتوقع .
لقد أخبرته سابينا المزيد عن عائلتها أكثر مما ظن أنها ستفعل .عن والديها المسنين وأمها المتزمتة التى تعيش الآن فى اسكتلندا...فى أى جزء منها؟لمك يستطيع سوى أن يتساءل عن علاقة عائلتها باسكتلندا....قربها من والدها وموته منذ خمس سنوات.
أجل....لقد عرف هذا عنها اليوم وكان أكثر بكثير مما توقع . لكن ما يريد حقاً معرفته هو لما كدرتها هذه الرسالة هكذا وما هو محتواها؟لأنه أصبح مقتنعاً أكثر فأكثر أن الرسالة وليس هو سبب توعك سابينا...اللعنة لقد كانت متلهفة جداً للتخلص منه بعد تلقيها الرسالة بحيث أنها قبلت دعوته على العشاء!
ربما يستطيع عند العشاء هذا المساء....وبغياب المراقب كليف...أن يسألها عن الرسالة فى المغلف الأخضر الشاحب....؟
قالت السيدة كلارك فيما بعد ذلك اليوم حين التقطت السماعة فى غرفة نومها:"أتصال لك آنسة سابينا ....أنه السيد لاتم ,ريتشارد"
"شكراً لك سيدة كلارك"
وتسلمت المخابرة متلهفة .كانت تتشوق إلى سماع صوته المألوف
وحيته بحرارة:"ريتشارد...كيف حالك؟هل كل شئ على ما يرام؟هل هناك تأخير فى عودتك إلى هنا غداً؟"
ومازحها صوت ريتشارد المألوف المطمئن بتسامح:"أنا بخير.وكل شئ على ما يرام من أجل عودتى غداً لدى إجتماع عمل قريباً لكننى فكرت لتوى أن أتصل بك أولاً لأعرف كيف كان أسبوعك"
حتى وقت مبكر اليوم كان رائعاً كانت مشغولة جداً بحيث لم يكن لديها وقت للتفكير بأن ريتشارد فى نيويورك لأربعة أيام .لكن كل هذا تغير هذا الصباح وهى الآن لا تريد سوى أن يعود!
ردت دونما اكتراث :"رائع...أسبوع عمل جاهد طبعاً"
منتديات ليلاس
سألها ريتشارد باهتمام :"وماذا ستفعلين هذا المساء؟"
حسناً جداً...حتى الآن استحمت وغسلت شعرها قبل أن تجففه ووضعت زينتها وارتدت فستاناً أسود ضيقاً وهى الآن جالسة هنا فى غرفة نومها تنتظر برايس ماكليستر ليصل ليأخذها إلى العشاء
لكنها عرفت إنها لن تستطيع أن تقول لــ ريتشارد بكل جرأة إنها ستخرج على العشاء مع برايس
كانت عازمة على رفض دعوة برايس ماكليستر للعشاء .لكن السيدة كلارك أدخلت لها البريد ورمت سابينا فى تشوش كامل....بحيث إنها وفى لهفتها لجعل برايس يخرج قبلت دعوته!
لكن كيف ستقول هذا لـ ريتشارد....إنها لا تدرى....
كشرت مجفلة وقالت على مضض :"فى الواقع سأقابل برايس ماكليستر هذا المساء"
قال ريتشارد برضى :"هذا جيد.كيف تسير الجلسات ؟هل نزل الرجل الكبير من برجه العاجى الآن وأدرك أنك أعظم إنسانة وأن عليه أن يرسمك؟"
ردت بجفاء:"ليس تماماً"
وعرفت فى الوقت ذاته أن ريتشارد أساء فهم سبب رؤيتها لـ برايس هذا المساء وأنه يعتقد إنها ترأه من أجل جلسة أخرى.
أخذت نفساً عميقاً:"فى الواقع ريتشارد...."
قاطعها بإعتذار :"مهلك لحظة سابينا....لدى مكالمة أخرى على الخط الآخر"
أنتظرت سابينا بصبر بينما أخذ هو المكالمة الأخرى .لكن كلما طال انتظارها كلما خانتها شجاعتها . لم تكن تشك فى أن ريتشارد لا يعارض لقاءها برايس ماكليستر من اجل جلسة الرسم لكن تناول العشاء مع برايس...من دون دفتر رسم أو قلم...أمر مختلف تماماً
لم تكن سعيدة جداً بهذا الترتيب لكنها قبلت دعوة العشاء ولم تشعر بإنها قادرة على الأتصال بـ برايس ماكليستر لإلغاء الدعوة.
عاد ريتشارد إلى الخط مرة آخرى :"آسف سابينا...لقد وصل موعد العمل للتو...ويجب أن أذهب سأتصل بك فيما بعد هذا المساء لو أتيحت لى الفرصة.أتفقنا؟"
لا. ماذا لو أتصل وهى لا تزال فى الخارج وقالت له السيدة كلارك إنها خرجت لتناول العشاء مع رجل آخر ؟ ومع ذلك فى الوقت عينه عرفت أن هذا ليس الوقت المناسب للكلام مع ريتشارد عن المسالة...
عوضاً عن ذلك قالت له:"كنت أفكر فى أن أنام باكراً...وسألقاك غداً فى المطار "
سوء ستشرح له قطعاً سبب رؤيتها برايس هذا المساء
أكد لها ريتشارد بخفة :"لا داعى لأن تأتى كل تلك المسافة إلى هيثرو أرسلى كليف مع السيارة فقط"
بالنسبة لـ سابينا هناك داعى أضف إلى هذا الخلوة فى مؤخرة السيارة ستعطيها الفرصة للحديث مع خلال الرحلة إلى المنزل
قالت تؤكد له:"لست منشغلى غداً وسأحب الرحلة"
رد ريتشارد شارداً :"حسناً...عظيم....سأراك هناك إذن "
رائع ! إنها لن تتناول العشاء مع رجل تفضل ألا تقضى وقتاً معه لوحدها فحسب بل كذبت لتوها على خطيبها!
لَمِ يجعلها برايس ماكليستر متوترة هكذا ومضطرة لفعل ما لا تريد؟
تنظر تلك العينان الخضراوان مباشرة إلى روحها .هذا هو الجواب عن هذا السؤال
فى اللواقع لا يفوت تلك العينان الخادعتان الناعستان الخضراوان شيئاً كانت متأكدة تماماً من هذا . هو يعرف جيداً مدى كرهها للجلوس كى يرسمها.فقد نتج عن توترها فى جلسة هذا الصباح أنها تكلمت كثيراً جداً . لا تزال غير قادرة على أن تصدق أنها تكلمت معه عن عائلتها بالطريقة التى تكلمت فيها هذا الصباح
كانت كذلك واثقة من أن برايس قد لاحظ تماماً هذا الصباح ردة فعلها لدى وصول البريد الذى يحتوى على المغلف الأخضر
لقد مرت ثلاثة أسابيع منذ تلقت أخر رسالة وهى أطول مدة مما أعطاها إحساساً زائفاً بالأمان كما أدركت الآن .كانت ردة فعلها على تلك الرسالة هذا الصباح أقوى بكثير بسبب طول المدة
نتيجة لهذا اضطربت سابينا كثيراً حين قابلت أمها للغداء بحيث كادت لا تنتبه إلى ما هو مختلف فى هذه الزيارة لأمها إلى لندن
سألت أمها بخفة وهما تأكلان السلطة وتشربان شراب غازياً :"ألم تحددى موعد زفافك مع ريتشارد بعد؟"
ردت دون التزام:"ليس بعد"
تجهل أمها أيضاً ترتيب الخطوبة العملى....وأضافت كى تُبعد الحدة عن كلماتها:"لسنا مستعجلين"
راقبت أمها بحذر وهى تعيد كأس شرابها الغازى إلى الطاولة بعد أن أرتشفت منه رشفة صغيرة.
كان كل شئ فى أمها منظماً وحريصاً من شعرها الأشقر حتى حذائها الأسود العصرى العالى الكعبين الذى يكمل البذلة السوداء و البلوزة العاجية التى ترتديها
تحب سابينا أمها كثيراً ولطالما أعجبت بها .لكنها لم تتمكن أبداً من التكلم معها !وهذا أحد الأسباب لكون تلك الغداءات محنة عليها بل عليهما وكانت سابينا متأكدة من هذا
تابعت الأم بهدوء :"لقد سألت فقط لأننى أفكر بأخذ أجازة قصيرة فى الخريف . ولا أحب أن يصادف ذلك موعد زواجك"
هزت سابينا رأسها موافقة :"سيكون هذا تغير محبب منتديات ليلاس"
وبدا لها أن أمها تعيش حياة خالية من الأحداث فى منزلها الريفى فى اسكتلندا . وأضافت باهتمام:"هل ستذهبين إلى مكان رائع؟"
"لم أقرر بعد"
و ابتسمت باختصار:"أنا مسافرة مع صديق"
وبدا عليها الأرتباك ولم تعد نظرتها تقابل نظرة سابينا
"فكرنا أن زيارة باريس لبضعة أيام ستكون مسلية"
قطبت سابينا وهى تنظر لأمها...تسلية؟ لا تربط هذه الكلمة عادة بأمها الوقورة هناك شئ ما يجرى
سألت بخفة:"وهل أعرف هذا الصديق؟"
وعرفت فجأة من الأحمرار الذى بدا يتسلل ببطء إلى خدى أمها أنها لا تعرف من هو
لأن الصديق هو (رجــــــل)!
لِمَ تشعر سابينا بمثل هذه الصدمة لمعرفتها هذه الأخبار ؟لقد مات والدها منذ خمس سنوات وأمها فى أواسط الستينات ولا تزال امرأة جذابة جداً...جسم صغير نحيل شعر أشقر بطول الكتفين مسرح بأسلوب مميز دائماً ووجها بالكاد تظهر فيه التجاعيد لكن فكرة سفر أمها فى إجازة قصيرة إلى باريس الرومانسية مع رجل غير والدها شوشتها .
على أى حال قررت الآن وهى تتفحص لآخر مرة مظهرها فى المرآة قبل النزول إلى الطابق السفلى لأنتظار برايس ماكليستر أن هذا اليوم لك يكن يوماً جيداً وكانت تشك كثيراً فى أن يحسن العشاء مع برايس الأمور.


جمره لم تحترق 13-06-12 03:08 AM

وردة بيضـــاء
 
بما إن الناس نايمين وما احد قاعد يشعنا
يا زهووووره أنا كل يوم بجيب شخصية تشجعك معي
خخخخخ . . . وهذا صديقي يقول لك موفقه زهوره
ومجهود رائع . . . دمتي ولك ورده بيضاء تشبه قلبك
http://sl.glitter-graphics.net/pub/2...jo6sc8r22u.gif

زهرة منسية 13-06-12 03:01 PM

يسلم لى الحنون
 
هههههههه
أهلاً بيكى وبصديقك زووووووز نورت الرواية بيكم
فعلاً المنتدى حسه ان أنا وأنتى وريحانة و فاطومة بس اللى عرفينه:lol::lol::lol:
بس ياريت ما نفضلش مستفردين بيه كده كتير
منورة دايماً زوووز وجودك بيزيد الرواية قيمة وتالق

زهرة منسية 13-06-12 03:20 PM

4 / جرئ...وقح...ولكن
 


4/ جرئ...وقح ولكن..
****************

منتديات ليلاس


لم يكن برايس بحاجة إلى قارئ أفكار ليعرف أن سابينا تتمنى لو تقضى أمسيتها بأية طريقة أخرى بدلاً من أن تقضيها معه!
لم تكن سابينا مسترخية حين وصلا إلى المطعم الهادئ الأنيق . وجب على برايس الآن أن يجعلها تسترخى إنها ليست متشوقة لرؤيته هذا المساء لكن شعوره مختلف تماماً حول قضاء الأمسية برفقتها !
تثير سابينا فضوله.جمالها أخاذ وقد زاده إرتدائها فستان أسود بسيطاً فحين دخلا المطعم وتوجها على طولتهما استدار جميع من فى المطعم ليحدقا بها إعجاباً .لكن المرأة المختبئة خلف هذا الجمال هى التى تثير اهتمام برايس
قرر قبل الخروج هذا المساء ألا يتطرق إلى موضوع ردة فعلها لدى تلقيها المغلف الأخضر ...لا يعنى هذا أنه ينوى أن ينسى الموضوع لكنه يعلم أنه لو ضغط على سابينا لتشرح له الموضوع فهو لن يراها مرة أخرى
سأل بخفة وهما يراجعان لائحة الطعام :"كيف كان الغداء مع والدتك؟"
ردت بانتهاج:"عظيم"
لكن برايس لم ينخدع بهذه الواجهة المتباعدة ورأى الظل الذى غشى عينيها عند ذكر والدتها
ونظر إلى سابينا مفكراً:"هل أنت واثقة؟"
قطبت فى وجهه:"بالطبع أنا..."
وصمتت تتنهد....ثم أكملت بخشونة:"لا....ليس حقاً.لم يكن هذا مثل الغداءات السابقة لنا معاً أبداً"
وضع برايس لائحة الطعام من يده وقد عرف ماذا سيختار من طعام فهو قد جاء إلى هذا المطعم مرات عدة من قبل وسأل:"من أية ناحية؟"
هزت كتفيها :"يبدو أن لأمى (صديق)....حسناً جداً ليس (صديقاً) بالضبط...."
وكشرت لهذا الوصف :"لكن ثمة رجل تنوى السفر معه فى عطلة إلى باريس فى الخريف"
"أوليس هذا جيداً؟"
عرف برايس مقدماً أن هذا الأمر غير جيد فى نظر سابينا وأستطاع سماع التوتر المخبأ فى صوتها وأكمل :"أنها لوحدها منذ خمس سنوات...ولابد أنها فى أواسط الستينات فقط....؟"
كانت سابينا فى أواسط العشرينات وقالت أن أمها كانت فى الواحدة وأربعين حين أنجبتها
أكدت له سابينا:"فى السادسة والستين"
وكشرت بخجل:"أنا أنانية...أليس كذلك؟لكننى لم أفكر يوماً بأمى هكذا"
وهزت رأسها
قال دون تفكير:"واضح أن هذا الرجل فكر فيها هكذا"
ثم تمنى لو لم يقل شيئاً حين رأى تلك النظرة المرتبكة على وجهها واعتذر على الفور:"أنا آسف سابينا...الأمر فقط...."
قاطعته ساخرة من نفسها:"أعرف....أعرف"
وأخذت رشفة من شرابها:"لست أدرى لما أزعج نفسى بإخبارك بهذا؟"
وضحكت بإحراج :"أنا واثقة من أنه لا يمكن أن تهتم أبداً"
ها هى الآن مخطئة تماماً...وهو يعرف هذا . كل شئ فى هذه المرأة يهمه! لا يستطيع أن يتذكر أنه أهتم بامرأة بهذا القدر من سنوات....
أكد لها بنعومة :"لكننى مهتم "
هزت رأسها :"أرجوك أنسى أننى ذكرت لك هذا...كنت سخيفة"
وعرف برايس أنها منزعجة من نفسها لأنها تحدثت إليه فى هذا الموضوع! أكمل بخفة وإصرار :"ما الذى تجدينه غريباً فى هذا الموقف؟أن أمك قد وجدت رجلاً تستمتع بقضاء وقت معه؟أم أن المشكلة هى أنه ليس والدك؟"
وعرف مسبقاً أن الرد هو الأخير
تمتمت سابينا بإحتقار ذاتى:"أمر أحمق....أليس كذلك؟"
أكد لها فوراً :"أبداً...لا أظنك قابلت أبن خالتى لوغان و زوجته دارسى؟"
هزت سابينا رأسها نفياً وتعبيرها المحتار يُظهر أن لا فكرة لديها إلى أين قد يقود هذا الحديث:"أعتقد أنهما كانا فى حفلة هامليتون أول ليلة ألتقينا فيها....لكنى لم أتعرف إليهما...لا"
"حسن جداً...لقد وقع الأثنان بحب بعضهما بينما كانا يحاولان منع علاقة بين والد دارسى و والدة لوغان"
استطاع بكل تأكيد أن يجتذب اهتمامها
وسألت بفضول:"ماذا حدث للأب والأم؟"
أدرك متأخراً أن تلك المقارنة لم تكن فكرة جيدة!:"تزوجا قبل شهر من زواج لوغان ودارسى"
وأدرك على مضض أن هذا كأن آخر شئ تريد سابينا سماعه
لكن برايس أستطاع أن يرى أن أفكارها لا تزال مشوشة وهما يطلبان الطعام...إنها حقاً لا تلتزم بنظام غذائى خاص للحفاظ على رشاقة جسدها
قالت تعتذر حين رأته يراقبها متسامحاً ما إن تركهما الساقى:"على الأرجح أننى سأخذ شيئاً خفيفاً بالشوكولا كتحلية"
لم يكن برايس يتذمر بعد سنوات من العشاء مع نساء يخترن أطباقاً خفيفة . كان تغييراً مرحباً به أن يخرج مع امرأة تستمتع بالطعام
دعاها بحرارة:"تفضلى...أنت من الزبائن الذين يتمتع دانييل بأن يطهو لهم"
"وهل تعرف رئيس الطباخين هنا؟" وأخذت رشفة من شرلبها كشر برايس بخشونة بعد أن عرف أنه فعلها مجدداً :"هل تصدقين إذا قلت لك أن كبير الطباخين هنا (الشيف سايمون) وهو والد دارسى؟"
ضحكت سابينا بصوت أجش:"أصدق"
وأبتسمت:"أنه متزوج من الممثلة مارغريت فرايزر أليس كذلك؟"
"إنها خالتى ميغ....وهما سعيدان جداً معاً"
وضحت سابينل مرة أخرى وبدأت تسترخى :"قلت لك أنى أصدقك !أتساءل من هو صديق أمى؟"
واضح إنها بدأ ببطء تتقبل فكرة تورط أمها مع رجل.
سأل بخفة :"لما لا تسألينها عنه فى المرة القادمة حين تكلمينها ؟على الأرجح ستقدر لك هذا"
أعترفت دون ألتزام :"ربما...قل لى متى تنوى إقامة معرضك التالى؟"
وغيرت الموضوع فجأة واضح أنها قررت أنها قالت ما يكفى عن حياتها الخاصة لأمسية واحدة
حسن جداً ليس فى نظر برايس....مازال هناك عشرات الأشياء يريد معرفتها من سابينا سميث!حتى ولو تقبل أن بعضاً منها يجب أن ينتظر....
أضافت ببرود :"أخبرنى ريتشارد أنه حضر المعرض الذى أقمته منذ سنتين....وقال إن المعرض كان ناجحاً جداً"
ولم يشك برايس بأن ريتشارد قال هذا وعرف أن سابينا ذكرت ريتشارد فى الواع لتذكره....فى حال نسى....أن فى حياتها خطيباً.
كأنما يستطيع أن ينسى وتلك الحجرة الكريمة تلمع فى يدها .
لكن هذا لا يعنى أنه لن يجب أن ينسى كل شئ عن ريتشارد لاتم...

**********

زهرة منسية 13-06-12 03:26 PM

جرئ...وقح....لكن...!
 
[COLOR="rgb(105, 105, 105)"]

لم تكن هذه الأمسية تسير بشكل سئ . هذا ما قررته سابينا بارتياح داخلى...برايس ماكليستر إنسان يسهل الحديث معه.
قالت وقد وصلت الأطباق الأولى من الوجبة :"تبدو الأطباق شهية"
هز رأسه بتسامح :"لا شك عندى أن طعمها لذيذ كمنظرها...هل...؟أوهـ لا...!"وتأوه بنفاد صبر
نظرت سابينا إليه بفضول لتجد أنه ينظر إلى المدخل نحو شخصين دخلا لتوهما إلى المطعم.تعرفت سابينا إليهما بشكل غامض وعرفت أن المرأة هى كلوى فوكس مصممة الأزياء التى التقتها مرتين لكن لم يكن لديها فكرة عن هوية الرجل الذى يرافقها ولو أنه يبدو شبيهاً بـ برايس ...طويل جداً أسمر مع وسامة متعجرفة.
قال برايس بتوتنه أبن خالتى فيرغوس و زوجته كلوى"
عدم رضاء وصول الزوجين كان واضحاً على الأقل لـ سابينا وتمنت ألا يرى الزوجان عدم الرضى ذاك مع أنهما كانا يسيران نحوهما بعد أن شاهدا برايس
وقف برايس أدباً وحياهما بتوتر:"فيرغوس , كلوى" وتحرك ليقبل كلوى على خدها بخفة وأضاف بتردد ظاهر :"هل لى أن أقدم لكما سابينا؟"
"بكل تأكيد . لو أننى وأثق من أننا كنا سنعرفها دون أن تقدمها لنا."وصافح فيرفوس يد سابينا بحرارة قبل أن يستدير إلى أبن خالته:"أرجو ألا نكون قد قاطعناكما ؟"
والتقت عيناه البنيتان بلون الشوكلا بعينى برايس المتجمدتين الخضراوان
وجت سابينا أنها أحبت المحبة الممازحة التى أظهرها فيرغوس نحو أبن خالته . وهذا ما جعل برايس ماكليستر يبدو أقل عجرفة وثقة بالنفس ...
دعت الزوجين بنعومة :"هل تهتمان بالأنضمام إلينا؟"
أبقت أساريرها جامدة وهى ترى نظرة التحذير المتوترة الواضحة التى أرسلها برايس بحدة نحو أبن خالته سأرعت كلوى لترد عليها :"أنا واثقة من أنك وبرايس تفضلان أن تكونا لوحدكما "
لكن حاجبيها الأسودين أرتفعا فوق عينان زرقاوين متسائلتين وهى تنظر إلى برايس
ردت سابينا بنعومة :"بالطبع لا نفضل هذا...سيكون الأمر أكثر مرحاً لو كنا أربعة...لقد تلطف برايس بدعوتى للعشاء فى غياب خطيبى "
أرجع فيرغوس كرسياً لزوجته لتجلس قبل أن يجلس وهو يقول:"أوهـ...برايس معروف بلطفه"
قالت كلوى بخفة فيما الساقى يحضر مكانين على الطاولة :"أرجوكما...لا تدعا الطعام يبرد...بإمكانى وفيرغوس النظر إلى لائحة الطعام بينما تأكلان"
وبالرغم من أن برايس لم يتحدث وهما يتناولان الطعام فقد وجدت سابينا أنها تستمتع بوقتها . كان فيرغوس وكلوى محدثين لبقين ومرحين وحبهما لبعضهما واضح فى كل نظرة يتبادلانها . وحملقة برايس بهما طيلة الساعتين التاليتين لم تزعجهما أبداً
قالت كلوى والأربعة يشربون القهوة :"أعتقد أننا سنكون أقرباء من بعيد"
رأت سابينا نظرة الدهشة التى أطلقها برايس نحو زوجة أبن خالته وسألت مقطبة :"عفواً....؟"
أبتسمت كلوى :"أختى الكبرى متزوجة من أبن أخ خطيبك وأنا وأثقة من أنكما بعد أن تتزوجا ستربطنا علاقة عائلية...ولو أننى لن أستطيع فهمها فى حياتى ! " وضحكت
لم تستطيع سابينا كذلك أن تفهم . خاصة وانه لن يكون هناك زواج ! لكن ما صدمها أكثر كان أنها لم تفكر فى خطيبها أبداً طيلة الساعتين....
قالت تصرف النظر بغموض :"يبدو هذا معقداً"
واستدارت إلى برايس :"أنا آسفة لإنهاء الأمسية...لكن أعتقد أن الوقت حان لأعود إلى المنزل"
أشتد ضغطه على فمه ساخطاً .وأضح أن مشاركو الأمسية مع فيرغوس وكلوى لم تعجبه . لكنه كره أكثر فكرة إنهائها الأمسية
هذا سبب آخرلإنهائها!
لم تكن حكيمة فى خروجها معه هذا المساء .وعرفت أنه ليس رجلاً يسهل قضاء وقت معه.
قالت كلوى لـ سابينا بحرارة وهى تتحضر مع فيرغوس للمغادرة :"ربما ستتاح لنا فرصة العمل معاً فى وقت قريب"
ردت سابينا دون التزام:"ربما"
دفتر مواعيدها ممتلئ تماماً للستة أشهر القادمة...حمداً لله ! تعرف إنها كلما كانت علاقتها بهذه العائلة الديناميكية أقل كلما كان هذا أفضل لها.
أضافت كلوى بنعومة:"كنت آسفة جداً لأننا لم نعمل معاً فى العام الفائت لكن أعتقد أنك كنت مريضة حينذاك؟"
نظرت سابينا إلى المراة الأخرى بحدة....ماذا؟
أوضحت كلوى:"هاربر ماينو فى شهر تشرين الثانى.كنت أعرض مجموعة من فساتين السهرة نهاية ذلك الأسبوع"
حدقت سابينا إلى المرأة وأخذت تتذكر بوضوح ومتأخرة جداً ....إنها كانت مكلفة بإرتداء أثنين من تلك الفساتين فى ذلك العرض بالذات
تابعت كلوى باهتمام :"أرجو أن الأمر لم يكن خطيراً؟"
لم تكن سابينا تجيد الأحاديث الجانبية .ووجدت نفسها دون إجابة .
هذا كثير....أولاً الرسالة فى وقت مبكر اليوم والآن ما يذكرها بغيابها عن عرض الأزياء فى شهر تشرين الثانى الماضى ...المسألة فقط...
قطب برايس فى وجه المرأتين:"وما هو ما لم يكن خطيراً؟"
استدارت كلوى تبتسم له :"كنت أذكر سابينا أننا كنا سنعمل معاً السنة الماضية ولكنها لم تكن بصحة جيدة "
نظر برايس إلى بعينين ضيقتين :"وما كان خطبك؟"
جرئ....وقح, ولا جواب له!
تمتمت كلوى بمحبة :"حقاً برايس ....لا يمكنك المطالبة بمعرفة شئ عن مرض شخص بهذه الطريقة!"
زاد عبوسه :" ولم لا أستطيع؟...ذكرت أن سابينا كانت مريضة فى السنة الماضية وأريد أن أعرف مما كانت تشكو"
ورفع كتفيه كأنه لا يستطيع أن يرى ما المشكلة
نظرت كلوى إلى برايس موبخة .وأضح إنها ندمت على ذكر الموضوع وقالت بخفة :"حقاً برايس نحن النساء لدينا أسرارنا"
قالت سابينا ببرود :"لم يكن ذلك مهماً حقاً"
آخر ما تريده هو أن يظن برايس أن هناك شئ غامض حول غيابها عن العرض وقالت بصدق:"كنت أعانى من الأنفلونزا فقط"
والتفتت إلى الزوجين:"كان لقائى بكما أمر جميلاً"
فقد كانت تفضل إمضاء السهرة معهما أكثر بكثير من قضاء الأمسية بمفردها مع برايس
إنها تريد أن تخرج من هنا وتعود إلى المنزل حيث تشعر بالأمان بعيداً عن برايس ماكليستر
رد عليها فيرغوس بنعومة :"ربما نعيد الكرة فى وقت قريب؟"
"أشك فى هذا سيصل خطيبى من نيوروك غداً "
كانت ابتسامتها معتذرة بأدب :"وكما سبق وقلت لكما أشفق برايس على فدعانى للعشاء هذا المساء "
قال باريس وقد جلسا فى المقعد الخلفى لسيارة الأجرة فى طريقهما إلى المنزل التى تتشاركه وريتشارد :"لم يكن ما قلته صحيحاً...دعوتك للعشاء لم تكن لها علاقة بالشفقة...فقد أردت قضاء الأمسية معك"
فجأةوجدت سابينا أن جلوسها داخل سيارة الأجرة يثير خوفها وأختنقت أنفاسها فى حلقها .فقرب برايس منها على المقعد الجلدى وساقه تلامس ساقها بخفة وذراعه ممدوة بعفوية فوق المقعد خلف كتفيها لم تساعدها أبداً على التخفيف من الموقف
كان قريباً جداً منها .رجل قوى جداً جذاب إلى أقصى الحدود أستدارت نحوه وشعرت إنها ملزمة بقول شئ....أى شئ:"برايس...."
تمتم بخشونة :"سابينا!"
وأنحنى رأسه ليعانقها
لا يجب أن يحدث ! إنها مخطوبة لـ ريتشارد .ربما تكون الخطبة ترتيباً عملياً ....مجرد (تفاهم)!لكنها مدينة له بالإخلاص...بعرفان الجميل
****
مع استمرار التصاق برايس بها كان جسمها يتخدر وكأنها طير طار عالياً والريح تمر تحت جناحيه توقفت كل الأصوات ما عدا صوت منتديات ليلاس برايس .وبقى الأحساس بعناقه وحده المهملم تعد قادرة على الأبتعاد عنه حتى لو حاولت ...لكنها لم تحاول...كانت البهجة التى لم تعرف بوجودها تعربد فى جسمها . وتحركت ذراعيها حول كتفيه وهى تعانقه
"الحساب ثمانية جنيهات ونصف ,سيدى"
أحست سابينا بكوب من الماء البارد يرمى فوقها و صُدمت حين أدركت ما فعلت لتوها ...فبدلاً من أن تصد برايس بكل برودة ردت له عناقه بشوق مماثل!
تراجعت عنه وأتسعت عيناها الزرقاوان فى ظلمة السيارة
نظر إليها برايس وأرتسم على وجهه تعبير غير مفهوم .عيناه متباعدتان لا قعر لهما ...وحده الأحمرار الفاضح على قساوة خديه أظه أنهما ضاعا بين ذراعى بعضهما لبضع دقائق
استدار سائق السيارة الأجرة ليقول معتذراً لـ سابينا :"آسف للمقاطعة...لكننا نقف أمام المنزل منذ خمس دقائق "
أمام منزل ريتشارد .منزل خطيبها .المنزل الذى تتشاركه سابينا إياه . أخذت نفساً عميقاً مهدئاً وقالت للسائق بنعومة :"لا بأس فى هذا"
واستدارت لتفتح الباب :"لا....برايس....أرجوك لا تزعج نفسك بالنزول"
كان صوتها مضطرباً وهى تتكلم ولم تتمكن من النظر إليه
كان يمكن لها أن تكلم الباب لأن برايس لم يكن منتبهاً لها!
ما أن خرجت من السيارة حتى وقف إلى جانبها وقد خرج من الباب الآخر
"سابينا....."
منتديات ليلاس
قاطعته بحزم يفوق ما تشعر به :"أرجوك...لا تقل شئ برايس "
أرتفع رأسها بكبرياء فى الظلمة وهى تجبر نفسها على أن تلتقى نظرته الضيقة وأضافت :"لقد تمتعت كثيراً بلقاء فيرغوس وكلوى هذا المساء....وشكراً لك على العشاء"
كان صوتها مهذباً كثيراً
قاطعها بخشونة :"لا داعى لأن تقولى لى إن هذا لن يحدث مرة أخرى "
قالت بصوت فولاذى :"لا شئ مما جرى هذا المساء سيتكرر...ليلة سعيدة"
واستدارت على عقبيها لتسير مبتعدة وتتركه يعود إى سيارة الأجرة طالما تهرب من وجوده الغامر فن تهتم بما يفعل!
استدارت سابينا بضعف إلى الباب الأمامى المصنوع من خشب السنديان الصلب وما أن أصبحت داخل المنزل بأمان
ما الذى فعلته لتوها ؟ما الذى فعله كلاهما للتو؟
وكيف ستفسر لـ ريتشارد دون أن تقول له الحقيقة كاملة وتعرض أتفاقهما للخطر أنها لن تجلس بعد الآن أمام برايس ماكليستر ليرسمها!

****

[/COLOR]

زهرة منسية 13-06-12 03:32 PM


قطبت السيدة بوتر وهى تزيل طبق الطعام الذى لم يمسه برايس :"ألم يعجبك العشاء سيد برايس ؟"
رد برايس بحدة :"العشاء لا بأس به..لكنى ليست جائعا ًزهرة منسية"
كان أكثر غضباً من أن يجوع كان غاضباً من سابينا....من ريتشارد لاتم...ومن نفسه كان غاضباً جداً من نفسه
مرت ثلاثة أيام عى عشائه مع سابينا...ثلاثة أيام طويلة موحشة
غريب...فى الواقع كانت العزلة بالنسبة له شعوراً يرحب به يستمتع ويتلذذ به . لكن كل هذا تغير منذ ثلاثة أيام , منذ أن عانق سابينا
خالجة شعور رائع وهو يضمها بين ذراعيه , لقد ردت له العناق بحرارة مماثلة وهذا شئ لا يزال غير قادر على تحديده . شئ لا يريد أن يضع له أسماً . كل ما عرفه أنه الآن يدرك أن رفقة نفسه هى آخر ما يريد .
لأنه حين يكون وحيداً كل ما كان يستطيع التفكير به هو سابينا .
ماذا تفعل ؟مع من هى ؟هل فكرت به ولو لمرة خلال الأيام الثلاثة الماضية؟
اشتد ضغطه على فمه سخطاً وهو يعترف أنه حتى ولو فكرت به سابينا فلن يمون تفكيرها مادحاً له .كيف يمكنها هذا وقد أساء إلى الثقة التى وضعتها فيه بتخطيه الحدود بينهما؟
يا الله كم يكره نفسه....فكيف يتوقع منها ألا تكرهه؟
كانت لحظة جنون مطبق من جهته . حاجة بسيطة ليضمها بين ذراعيه ...والآن قد لا يرأها مرة أخرى وهو واثق أنها لن توافق على الجلوس ليرسمها .
ولأن ريتشارد لاتم لم يظهر بباب داره بدا أنها لم تقل لـ ريتشارد إن برايس عانقها
كيف ستشرح لـ ريتشارد لاتم نفورها الكامل لمجرد أن تكون فى الغرفة ذاتها مع برايس ؟ وربما لن تتمكن من هذا....ربما....
يا لسماء...عليه أن يخرج من هنا...أن يفعل شيئاً...أى شئ! وبقيت أفكاره تدور وتدور فى دوائر وتعود دائماً إلى النقطة ذاتها . يحتاج لرؤية سابينا ويعرف أنه غير قادر على هذا
دخلت السيدة بوتر الغرفة بعد أن قرعت الباب وقالت بحرارة:"الآنسة سميث هنا لتراك سيد برايس"
الآنسة سميث...؟سابينا! هنا لتراه...؟
قطبت السيدة بوتر بحيرة وسألت بارتياب :"هل أطلب منها الدخول؟"
"أجل! أعنى.....لا...أوهـ....يا للسماء" ومرر يده فى شعره الأسود الكثيف
أصبح شعره أشعث من جراء مرور أصابعه المهتاجة بأستمرار فيه طوال اليوم ولم يكن قد حلق ذقنه منذ يومين كذلك....وأدرك وهو ينظر إلى ملابسه أنه عاد ليرتديها هى ذاتها منذ الأمس . فى الواقع وكما قرر برايس وهو ينظر إلى نفسه بقرف أنه يبدو فى فوضى و دون ترتيب!
لكن مع وجود سابينا تنتظر فى الردهة بالكاد يستطيع الصعود إلى الطابق الأعلى ويستحم ويحلق ويغير ملابسه قبل دعوتها للدخول .
قال متثاقلاً :"أجل أرجوك....أطلبى منها الدخول هل هى وحدها سيدة بوتر ؟"
وقطب متسائلاً عما إذا كان ريتشارد لاتم معها
ردت سابينا ببرود على سؤاله:"وحدها تماماً"
بدت رائعة!
بدا برايس فى فوضى غير مرتبة بينما تبدة سابينا جميلة مشرقة ترتدى فستاناً ذهبياً لامعاً لونه كشعرها الطويل المنسدل شلالاً على ظهرها وفوق كتفيها . عيناها الزرقاوان مضيئتان شفتاها مدهونتان بالأحمر الشهى أظافرها ملونة بالأحمر ذاته ساقاها طويلتان ناعمتان فى صندل ذهبى . فى نظر برايس لم تبدُ يوماً أجمل
قال لمدبرة منزله بخشونة :"شكراً لك سيدة بوتر "
عرضت السيدة بوتر بخفة :"هل تريد أن آتيكما بشئ؟قهوة؟شاى؟أو عصير ربما؟"
ابتسمت سابينا للمرأة الأخرى :"هذا لطف شديد منك...لكننى لن أبقى طويلاً...لقد مررت للزيارة وأنا فى طريقى إلى مكان آخر"
كان برايس واثقاً من أن الجملة الأخيرة أضافتها ليسمعها هو....دون وجود حاجة لذكرها أبداً . لم يكن يتوقع حضور سابينا . وهو بالتأكيد لم يكن يريد خداغ نفسه بالظن أنها ترتدى هكذا لمجرد أن تأتى لتراه!
سألها ما إن أقفل الباب خلف السيدة بوتر:"ماذا تريدين؟"
نظرت إليه سابينا ببرود وقالت بهدوء :"أنت حقاً الرجل الأكثر فظاظة الذى عرفته"
رفع حاجبين ساخرين:"على الأقل أنا مثابر"
ردت دون اكتراث :"صحيح....لقد جئت...."
قاطعها بخشونة:"سبق وقلت هذا"
أكملت بصوت أجش :"لأننى عرفت أن ريتشارد ينوى الأتصال بك غدا ليكلفك باللوحة...وأريد أن تقول له أنك لن تستطيع رسمها"
نظر برايس إليها ساخراً:"ولم أفعل هذا ؟"زهرة منسية
بقيت نظرة سابينا ثابتة دون أن ترمش :"أنا واثقة أننى ليست مضطرة لإطلاعك على السبب"
لا....ليست مضطرة....ولا مجال للشرح . فبعد ثلاثة أيام من العذاب لن يستطيع تركها تفلت بسهولة . أضاف إلى هذا فإن قناع عدم الأكتراث المهذب الذى تُظهره يثيره كثيراً!
قال متحدياً :"أنت تشيرين إى أننا تعانقاً ذلك المساء؟"
لوّن احمرار غاضب خديها وردت بحدة :"أنت عانقتنى...."
تشدق بصوت كله ملل:"فى البادية فقط....وأذكر أنك أستجبت لى"
ورفع حاجبيه متحدياً
أخذت سابينا نفساً غاضباً :"أنت ليست سيد مهذباً!"
أوه....بلى....أنه سيد مهذب....فلو لحق بديهته غير المهذبة الآن لأنتهى به الأمر إلى عناقها من جديد...فد بدت رائعة حتى وهى غاضبة ! التوى فمه ساخراً :"واعتقد أن لاتم سيد مهذب؟"
تصلبت....ولمعت عيناها الزرقاوان ببرودة :"ماذا تقصد بالضبط من هذه الملاحظة؟"
هز برايس بكتفيه :"أفترض أن لاتم ينام فى أحدى غرف النوم فى ذلك المنزل الكبير الذى تتشاركانه وأنت تنامين كالعذراوات فى غرفة أخرى"
وإذا كان اعتقد من قبل أنها متباعدة باردة فقد أصبحت الآن(سيدة الثلج) كل إنش منها منعزل وراء حاجز جليدى عرف برايس أن لا آمل فى أختراقه
"لا أعتقد أن هذا أمر يخصك سيد ماكليستر"
ونطقت بأسمه بإزدراء مكملة :"جئت إلى هنا هذا المساء على أمل أن أتوسل طيبتك التى تبدو أنك تفتقر إليها...."
قاطعها مخنمناً :"لاتم لا يعرف شيئاً عن تلك الأمسية"
كان واثقاً أنه مصيب . لكنه يحتاج إلى أن يتأكد
أحمرت مجدداً :"ريتشارد يعرف أننى قابلتك ذلك المساء...."
قاطعها بخشونة :"لم أكن أعنى هذا....وتعرفين!"
"أخبرنى برايس...أل زالت قادراً على السير؟"
نظر إلى ساقيه ثم أجاب :"هذا واضح"
"إذن أعتقد أنك تستطيع أن تخمن أننى لم أخبر ريتشارد عن....تماديك فى هذا المساء"
ابتسم برايس دون مرح :"ما تعنين قوله حقاً أن زوج المستقبل مجرد قاطع طريق !"
نظرت إليه سابينا بإزدراء :"أنت...."
غير برايس الموضوع فجأة :"كيف حال أمك؟"
فقد أحس أن سابينا على وشك الذهاب ولم يردها أن تذهب .
مجيئها إلى هنا لم يكن متوقعاً . فبعد تلك الأمسية كان برايس متأكداً من أن سابينا سوف تحرص على ألا يراها وحدها مرة أخرى . ألا أنها جاءت وهذا دليل واضح على عدم رغبتها بأن يعرف ريتشارد لاتم شيئاً عن دعوة برايس على العشاء وعن أمسيتها التى ختماها بين ذراعى بعضهما كذلك!
هذا دليل على مدى حبها لـ ريتشارد....؟
بدت الآن مرتبكة للتغيير المفاجئ فى الموضوع
"أنا مل أتكلم مع أمى منذ أن تناولنا الغداء معاً ذلك اليوم"
وبخها بنعومة:"تؤجلين لحظة الشر؟هل هذا إنصاف بحق أمك؟على أية حال من القليل الذى أخبرتنى به أشك فى أنك كنت كريمة معها ذلك اليوم"
تمتم بصوت منخفض :"جبانة"
أتسعت عيناها سخطاً :"لا شأن لك فى هذا...لكننى كنت أنوى أن أكلم أمى على طريقتى....وفى الوقت الذى أختاره"
هز رأسه متجهماً :"وفى هذه الأثناء يمكنها الجلوس والغليان لوحدها!"
عبست سابينا:"أنت لا تعرف شيئاً عن أمى...."
"أعرف إنها تهتم بما يكفى لتقتطع وقتاً وتزعج نفسها بالمجئ إلى لندن لتخبرك عن عطلتها المقترحة إلى باريس مع رجل صديق....رغن إنها كانت تعرف تمام المعرفة رد فعلك
أصبحت عينا سابينا الآن بركتين زرقاوين تتألمان غيرمصدقتين . فقد كان يتعمد مهاجمتها وتحديها لكنه لم يستطيع منع نفسه
فمنذ أن وصلت كان أكثر ما يريده هو معانقتها مجدداً !
ابتلعت سابينا ريقها بقوة ونظرة إلى برايس بحيرة .بدا اليوم مختلفاً ولم يكن السبب أنه لم يحلق ذقنه منذ عدة أيام مما جعل فكه أكثر أسمراراً وأن شعره أشعث وملابسه غير مرتبة هذه أشياء من السهل تفسيرها لدى فنان من مستواه يضيع فى عمله
لا....كان الأمر شيئاً آخر...لكنها لم تعرف ما هو !
أخيراً تنفست بصوت أجش :"وكيف كانت ردة فعلى بالضبط؟"
هز كتفيه:"لا بأس بك لو عشت مع رجل كبير فى السن بما يكفى ليكون والدك .لكن فليكن الله بعون أمك لو حاولت أن تجد القليل من السعادة لنفسها فى سنواتها الأخيرة"
هزت رأسها تبتسم دون مرح غير مسرورة من ملاحظاته بلا سيما من الجزء المتعلق بكون ريتشارد مسناً بما يكفى ليكون والدها
"أشك فى أن أمى تعتبر أنها وصلت إلى ذلك العمر وهى لا تزال فى السادسة والستين!"
رد عن عمد :"بالضبط....ولو كنت مكانك لقلت لها حظاً سعيداً"
كان هناك الكثير من الردود على مثل هذه الملاحظة . فهو ليس فة موقف يسمح له بأن يقول كيف يمكن أن يشعر فى الظرف عينه ,خاصة أنه عاش آمناً مع أبوين طال زواجهما معاً.
لكن سابينا فهمت أخيراً ما يحاول برايس فعله....وهى لن تمنحه الرضى . لأنه وكالولد الصغير يجاول أن يفتعل قتالاً
هزت رأسها :"أنا لم أحضر إلى هنا لمناقشة أمر أمى معك برايس "
التوى فمه:"لا...لقد جئت إلى هنا لتطلبى منى أن أقول لخطيبك..حين يتصل بى !إننى لا أستطيع أن أرسمك"
وأستطاعت أن تعرف من النظرة التى على وجههأنه لن يفعل هذا!
قالت تعترف متنهدة :"وأضح أننى أضعت وقتى"
ونظرت إلى ساعة يدها الذهبية الرقيقة فى معصمها :"أنا حقاً لم يعد لدى وقت لمناقشة هذا معك الآن برايس ....."
رد ساخراً بقوة :"لا يجب أن تبقى ريتشارد منتظراً وأعتقد أن كليف يجلس فى الخارج فى السيارة ينتظرك كذلك"
ردت بنفاد صبر :"ريتشارد ليس معى هذا المساء . أنا أعمل "
كانت تحضر عشاء خيرياً مع عدة عارضات أخريات هذا المساء وريتشارد مسافر فى عمل مرة أخرى وسيغيب حتى الغد . لكن برايس كان على حق تماماً حول انتظار كليف لها فى الخارج . فهو سينتظرها أيضاً ليعيدها إلى المنزل بعد انتهاء الأمسية .
التقطت حقيبة اليد المسائية وقالت ببرود :"أنا آسفة لعدم تمكننا من التوصل إلى اتفاق مقبول فيما يخص اللوحة برايس . كنت آمل حقاً أن نبقى صديقين"
ضاقت عيناه :"والمعنى؟"
هزت كتفيها النحيلتين وردت ببطء :"لست متأكدة بعد"
راقبها برايس مفكراً :"لست واثقاً من أن هذا يعجبنى"
ابتسمت سابينا بإختصار :"لا أهتم أبداً لما تشعر به"
واستدارت لتذهب
قال بنعومة من خلفها :"هناك شئ أود أن أعرفه سابينا"
وبدا لـ سابينا أنه قريب جداً منها . دفءأنفاسه يلامس كتفيها وذكرها هذا بتلك الدقائق التى أمضتها بين ذراعيه منذ ثلاث أيام.
منتديات ليلاس
ذكّرها ؟لم تستطيع بعد أن تبعد الذكرى عن تفكيرها ولو للحظة!
أوه...لقد خرجت مع عدة رجال قبل أن تلتقى ريتشارد منذ سنة مضت.لكن ما من واحد منهم كان جدياً...وبكل تأكيد ما من واحد منهم سرّع نبضات قلبها وحول جسمها إلى سيل من نار .الان هى مخطوبة لـ ريتشارد...ومهما كان السبب!فهذا ليس الوقت المناسب لتتصرف كما تصرفت منذ ثلاثة أيام وخاصة مع برايس ماكليستر !
ولم تستدير لتواجه برايس وأخذت نفساً مهدئاً...لتقول ساخرة:"وما هو برايس ؟"
"أنا فضولى لأعرف ما كان مضمون تلك الرسالة التى تلقيتها فى البريد ذلك اليوم وتسببت لك بتكدير واضح...وأنا أشير إلى الرسالة فى المغلف الأخضر "
ولم يكن تأكيده على الرسالة ضرورياًغير ضرورى بالنسبة لـ سابينا على الأقل . فقد عرقت ما أن ذكر الرسالة ما يشير إليه بالضبط!
وجمدت وكأنما أنقلبت إلى حجر كل عضلة وعرق فى جسمها تسمر مكانه...وبدا أن أنفاسها علقت فى حلقها.....
"سابينا.....؟"
أدارها بلطف إليه . وتأوه بقلق بعد أن رأى ردة فعلها الجسدية الواضحة على سؤاله
"سابينا!"
أبتلعت ريقها بصعوبة وحاولت أن تتكلم . لكن لسانها علق بسقف حلقها .وكان نظرها ضبابياً كذلك.ولم يعد وجه برايس واضحاً لها .ولو إنها رأت فم برايس يتحرك وعرفت أنه يقول شيئاً لها إلا أن الصوت المتصاعد فى أذنيها منعها من سماعه
ثم لم تعد تعرف سوى الظلام
نهاية الفصل الرابع

زهرة منسية 13-06-12 03:36 PM

5 / عشاء مع الغرباء
 


5 – عشاء مع غرباء
****************

بدت سابينا صغيرة جداً وهى مغمضة العينين كان القلق البادى فى عينيها الزرقاوين العميقتين مخبئاً الآن خلف جفنين مغمضيتن والرموش السوداء الكثيفةعلى خديها جعلتها تبدو ضعيفة كطفلة صغيرة
كان برايس قد نجح فى التقاطها قبل أن تقع على السجادة ورفعها بين ذراعيه قبل أن يضعها بحرص على الصوفا وشعرها مبعثر على الوسادة خلفها . وبالرغم مما تدعى كانت خفيفة كالزغب .ومع متابعة برايس النظر إليها إلى نحول جسدها إلى تجويفى خديها العميقين وعنقها .كان متأكد من إنها فقدت من وزنها فى الأيام الماضية .هل هذا بسببه؟ أ لأنه عانقها ؟أم أن السبب هو الرسالة التى ذكرها لتوه؟
نظراً ارد فعلها على سؤاله فالرسالة على الأرجح تخمين أكثر دقة !
لكن ممن ممكن تكون؟ وما هو مضمون هذه الرسالة الذى جعل سابينا تتأثر هكذا رغم مضى عدة أيام؟
كان بإمكانه أن يسألها هذا.....لكنه يشك كثيراً بإنها سترد عليه!
منتديات ليلاس الثقافية
منتديات ليلاس
نظر إليها مجدداً وهو مقطب وقد بدأت تتحرك وترمش بجفنيها لتغمضهما مجدداً بعد أن رأته جالساً بجانبها ينظر إليها بإهتمام
وقال ساخراً :"هيا الآن....الأمر ليس سيئاً هكذا!"
ابتسمت مكشرة ثم أخذت تفتح عينيها ثانية....وأبتلعت ريقها بقسوة وبللت شفتين جافتين :"أيمكننى الحصول على كأس ماء؟"
كان صوتها منخفضاً ونظرها يتجنب نظره وحذّرها وهو يقف ليذهب إلى المطبخ :"لا تتحركى فى غيابى"
عندما عاد ومعه الماء كانت سابينا جالسة على الصوفا تملس شعرها المشعث فقال لها بحدة :"ألا تفعلين أبداً ما يقال لك؟"
وراقبها وهى تاخذ رشفة ماء وتضع الكأس على طاولة القهوة أمامها وتجيب :"نادراً...أنا آسفة لهذا لا أعرف ما حدث "
قال برايس بخشونة :"أنا أعرف....يبدو أنك لم تتناولى وجبة لائقة منذ أيام...لَمِ لم تأكلى؟"
وأستطاع ان يعرف من لةن خديها أن تخمينه صحيح
رفعت سابينا نظرها إليه متحدية :"لا أظن أن عادات تناولى الطعام من شأنك...."
قطعها بتجهم:"لقد أغمى عليك فى منزلى...لذا سأجعل من هذا شأنى!"
صاح بها حين لم تحاول الرد:"حسن جداً؟"
هزت رأسها مرة أخرى وهى تنظر إلى ساعتها :"علىّ حقاً أن أذهب...."
قال بنعومة:"لقد خرجت بعد إغماءك وطلبت من كليف إلغاء موعدك لهذا المساء"
شهقت سابينا وقد اتسعت عيناها غير مصدقة :"فعلت ماذا؟!"
"أنا واثق من أنكِ سمعتِ ما قلته.وقلت له كذلك إنك لن تحتاجى إليه بعد هذا المساء"
فتحت سابينا فمها لتتكلم ثم أقفلته قبل أن تعود وتفتحه ثم تقفله مرة أخرى
لو لم يكن الموقف خطيراً لوجد برايس المتعجرف ردة فعلها مسلية .
قال:"أين ريتشارد هذا المساء؟"
تمكنت من أن تقول مختنقة :"مـــســـافــر"

********

زهرة منسية 13-06-12 03:39 PM


وتمتم بإزدراء :"مرة أخرى؟ وماذا يظنك....لمجرد العرض يخرجك ليبدى الناس إعجابهم بك متى كان غير مسافر؟"
بدت سابينا متوترة:"انت سخيف....ريتشارد رجل مشغول جداً...."
قاطعها ساخطاً :"وأنا كذلك...لكننى بكل تأكيد لن أتركك لوحدك لتصلى إلى هذه الحالة "
حملقت به ساخطة:"أية حالة؟"
أوهـ ... إنها تبدو جميلة. وما من شك بهذا لكنها نحيلة جداً وعيناها مثل بركتين ضخمتين وتبرز تجاويف خديها الظلال تحت عينيها
هز برايس رأسه :"أنت متعبة كجواد مرهق"
سخرت:"شكراً جزيلاً لك!"
"لم أقصد المديح بهذا"
"ولم أفهمه كمديح"
"أنت...."
ظهرت السيدة بوتر فى الباب لتعلق :"العشاء جاهز سيد برايس "
وأضح إنها قرعت الباب لكن لم يسمعها أحد.وهذا ليس عجيباً فى الواقع... لأن براي سوسابينا كانا يصيحان فى وجه بعضهما
وجمدت سابينا وردت بصوت منخفض:"العشاء برايس؟"
ولم ينخدع برايس بنعومة صوتها...فهى لا شك غاضبة لعجرفته فى إلغاء خططها للمساء ولجرأته فى إعطاء التعليمات للسيدة بوتر لتقدم العشاء لهما معاً هنا .كبديل .وواضح أنه تمادى كثيراً
قال دونما أكتراث :"على كلانا أن يأكل سابينا"
ولسبب ما بدا أنه أستعاد شهيته!
لمعت عيناها بالغضب . لكن النظرة السريعة نحو السيدة بوتر منعتها من أن تقول له ما تريد أن تقوله حقاً أمام مدبرة منزله , والحمد لله!
كان برايس يعى تماماً أن تصرفاته السابقة كانت جد متعجرفة لكنه فى الوقت عينه كان قلقاً جداً على سابينا
أستدار نحو مدبرة منزله وأكد لها :"سندخل غرفة الطعام بعد دقائق سيدة بوتر"
استدارت سابينا نحوه ما أن أصبحا لوحدهما ووقفت زهرة منسية تحملق به باتهام :"كيف تجرؤ ؟ كيف تجرؤ؟"
هز كتفيه :"أعتقد أنك بحاجة إلى الطعام سابينا..."
ردت تقاطعه :"أنا لا أتكلم فقط عن الطعام برايس , كيف تجرؤ على إلغاء خططى للمساء ؟ كيف تجرؤ على أرسال كليف؟ عناق واحد لا يعطيك كل هذه الحقوق برايس "
بعد أيام من التوتر أحس برايس أنه بدأ يسترخى لأنه عرف الآن أن ذلك العناق عنى شيئاً لها....وإلا لما ذكرته!
وأستطاع أن يرى أن سابينا قد أدركت هذا بنفسها...ولو متاخرة!
ابتسم لها دون خجل :"أهـ سابينا....يا له من عناق!"
"أنت...أنا...أنت حقاً لا يمكن تشجيعك!"
هز كتفيه :"هذا جزء من سحرى"
نظرت إليه بسخرية لكن من دون غضب :"العجرفة ليست فضيلة برايس "
رد بخفة:"ولا تجويع النفس فضيلة , هل ندخل للعشاء؟"
ورفع حاجبين أسودين متحدياً لكنه انتظر . لقد استبد بما يكفى لأمسية واحدة !
أخيراً تنهدت وذكرته عن عمد :"حسناً جداً...لكن فقط لأنك صرفت سائقى وألغيت موعد عشائى لهذا المساء...وعلى شرط واحد...."
أجفل برايس:"وما هو؟"
أخذت نفساً متشنجاً :"لا مزيد من الأسئلة عن مراسلاتى الشخصية"
فقال موافقاً :"حسنا جداً"
لم تأخذ سابينا عمداً الذراع التى قدمها لها وهما يسيران إلى غرفة الطعام.
ولكن هذا لم يزعج برايس كثيراً فبعد أن وافقت على تناول العشاء معه سيتمتع برفقتها للساعتين التاليتين على الأقل...لإلم لا يجرب حظه؟
ربما أعتقد أنه ربح هذه الجولة....هذا ما أدركته سابينا وهو يجلسها إلى مائدة الطعام قبل أن يجلس قبالتها لكن الموافقة على تناول العشاء أسهل من استدعاء سيارة أجرة ثم إيجاد شئ تأكله حين تصل إلى المنزل
على الأقل هذا ما أقنعت نفسها به
أصبحت الآن تعى تماماً أنها لم تاكل شيئاً طوال يومها وأحست بارتجاف بسيط وخفة فى الرأس وكأنما أثبات لهذا أخذت معدتها تخور من الجوع عندما وضعت السيدة بوتر طبقاً من حساء الخضار أمامها
رفعت سابينا رأسها تبتسم شاكرة لمدبرة المنزل :"أرجو ألا أكون قد أزعجتك كثيراً"
أكدت لها المرأة الأخرى :"أبداً...سيكون من الرائع رؤية السيد برايس يأكل عشاءه لقد تجنب الطعام كثيراً فى الأيام القليلة الماضية"
أخذت سابينا تتناول الحساء على مهل غير قادرة على النظر إلى برايس ولو للحظة . وواجهت مشكلة إبقاء وجهها دون ابتسام...لم تكن الوحيدة التى لم تأكل جيداً مؤخراً.
تمتم برايس بعد ثوانى صمت عديدة :"حسناً....حسناً...أنا لم أكن أهتم بطهو السيدة بوتر فى الأيام الثلاثة الماضية كذلك"
وكشر ساخراً من نفسه عبست سابينا قليلاً لقد مرت ثلاثة أيام منذ تناولت العشاء معه منذ عانقها
حاولت أل اتفكر كثيراً بذلك العناق فى الأيام الثلاثة الأخيرة . عرفت أن عليها ألا تفكر فيه أبداً . لكنها كانت طوال الوقت تجد الذكرى تطل برأسها حين لا تتوقعها !
قالت دون تفكير :"أمر مؤسف....هذا حساء لذيذ"
ولم تكن راغبة فى الخوض فى أى نقاش حول ما حدث بينهما منذ ثلاثة أيام. إنها مخطوبة لـ ريتشارد ومدينة له بالكثير وما كان يجب أن تتعانق وبرايس . وكلما نسيت هذا الأمر بسرعة كلما كان أفضل!
"كنت أفكر..."
منتديات ليلاس
"أنا حقاً أود أن......"
تكلما معاً وصمتا معاً
ودعته سابينا:"أنت أولاً"
أصر برايس:"لا...أنت أولاً...بالرغم مما تظنين لم أنس بعد حسن الأخلاق تماماً"
هزت كتفيها:طكنت سأطلب منك أن تعيد النظر فى مسألة رسم لوحة لىّ"
رد دون تنازل:"لا"
حسناً جداً....هذه وقاحة
أنهما رفيقان غريبان وأدركت سابينا هذا بخشونة....أنها ترتدى ثياباً لتخرج فيها للسهرة وتلتقى بالناس وبرايس إضافة إلى أنه لم يحلق يبدو وكأنه نام فى ثيابه التى يرتديها
بدو أنه أحس بشئ من أفكارها إذ مرر يداً خشنة على شعر ذقنه وقال :"أستطيع الصعود إلى فوق لأحلق بعد أن ننهى الحساء....إذا كنت تفضلين؟"
فى الواقع كانت تفضل هذا لكن ليس للسبب الذى يظنه . الحقيقة أن برايس يبدو عملياً أكثر من أى وقت مضى بذقنه السوداء النامية على فكه المربع وجذاباً إلى أقصى الحدود
وما أربكها أكثر كان أن برايس بدأ مرة أخرى بالتقاط البعض من أفكارها وليس كلها
قالت ببرود :"أرجوك.لا تزعج نفسك بسببى برايس لا يهمنى أبداً إذا كنت ستحلق اليوم أم لا"
وأدركت مع أشتداد ضغط فمه أنه لم يكن يهتم بلهجتها
تراجعت إلى الوراء فى جلستها وقد أنهت الحساء وواجهته غير مهتمة وذكرته بخفة :طلم تقل لى بعد ما كنت ستقول قبل قليل "
بدا عبوس برايس وكأنه ما كان يحب متابعة الحديث ثم هز كتفيه بنفاد صبر:"أنا مسافر إلى أسكتلندا ليومين وأريدك أن تأتى معى"
نظرت سابينا إليه غير مصدقة .لا يمكن أن يكون قد دعاها لتوه للذهاب معه إلى أسكتلندا , هل يمكن؟
ألتوى فمه ساخراً وهو ينظر إلى تعبير ها المذهول وقال متشدقاً :"لم أكن أقترح أن نهرب معاً ليومين فأنا ذاهب إلى قصر جدى"
هذا التفسير لم يجعل الدعوة تبدو أكثر براءة فى نظر سابينا....على أية حال فهو لم يقل أن جده سيكون فى القصر!
ردت ساخرة :"وماذا تقترح بالضبط برايس؟"
صمت مع عودة السيدة بوتر لتأخذ الأطباق المستخدمة وانتظر إلى أن رحلت قبل أن يكمل :"اعرف بالضبط أين وكيف سأرسمك"
كررت بقلق إذ لم يعجبها ما سمعت :"كيف وأين...؟"
"أنا ليست رسام لوحات شخصية سابينا وقد قلت هذا لخطيبك منذ البداية"
ذكرته بتقطيبة حيرة :"لكنك أصرت لتوك على أن ترسمنى"
أكد لها بحماسة :"سأرسمك...كما تبدين لى وستكون مأساة ألا أرسمك لكن لا أنوى أن أرسم لوحة جامدة لك . لا...أريد أن أرسمك فى أحدى غرف قصر جدى تجلسين قرب نافذة مفتوحة وهذا الشعر الحريرى الذهبى يتطاير مع الريح...."
"أرتدى ثياباً شفافة ولا شئ غيرها...."
بدأت ترتجف بتوتر لمجرد التفكير بالجلوس أمام برايس وهى تبدو هكذا. وما كان يقترحه محض خيالى...عرفت سلفاً أن عليها إبقاء علاقتها بـ برايس ماكليستر على أساس ثابت وراسخ!
لأنها تخشى كثيراً أن تعلق فى هذا الخيال لو لم تفعل!
مــــنـــتــــــديــــــات ليــــــــــلاس


زهرة منسية 13-06-12 03:42 PM

*****
كان برايس قد بدأ يرى الرفض يتشكل على شفتى سابينا وهذا شئ لا يستطيع السماح به
لم يكن يعرف كيف أو متى طرأت الفكرة للمرة الأولى لكنه وجد فجأة ومنذ بضع دقائق الطريقة التى يريد أن يرسم سابينا بها...وأدرك أنها الطريقة الوحيدة التى يمكنه أن يرسمها بها!
كانت سابينا تحدق إليه دون ان تتفوه بكلمة لكنها هزت رأسها وقالت ساخرة :"لا أظن أن هذا ما فكر به ريتشارد حين أقترح أن ترسمنى"
ورد برايس بنفاد صبر:"كما أذكر لم يقترح شيئاً أبداً"
وتذكر جيداً عجرفة ريتشارد وأكمل ساخراً :"أنا فى الواقع لا يهمنى أبداً ما يفكر به لاتم وإذا لم تعجبه اللوحة حين أنهيها فسأحتفظ بها لنفسى"
وقد يحتفظ بها لنفسه على الأرجح على أية حال!
هزت سابينا رأسها ببطء :"أنا لا أستطيع المجئ إلى اسكتلندا معك برايس حقاً"
سأل بنفاد صبر :"ولم لا؟"
وأحس بحماس يدفعه بعد أن جاء الإلهام وأراد البد فى الرسم بأسرع وقت ممكن ورد عليها بجفاء :"جدى سيكون هناك...لذا فأن كرامتك ستكون آمنة"
رمشت سابينا وكررت بارتياب:"وهل سيكون جدك هناك؟"
ضحك برايس :"ما إن أقول أننى سأحضر عارضة الأزياء الجميلة سابينا معى فأنا واثق من أنه سيكون موجوداً . قد يكون جدى فى أوائل الثمانين لكنه لا يزال يحب النساء الجميلات!"
ابتسمت سابينا ابتسامة غامضة لأنه وصف جده هكذا وأستمرت فى إدعاءها بإنها غير مقتنعة
حاول برايس أن يقنعها بطريقة مختلفة:"أين تعيش أمك فى اسكتلندا؟"
عليه دفع سابينا للموافقة على فكرة الذهاب معاً إلى اسكتلندا
كررت بذهول:"أمى؟"
مازحها برايس :"حاولى أن تركزى على الحديث سابينا....أنا أقترح أن نذهب إلى اسكتلندا وأمك تعيش هناك أيضاً..."
وتعمد الكلام ببطء و وضوح :"إذا كان مكان سكنها قريباً من منزل جدى فيمكنك زيارتها ونحن هناك "
هزت سابينا رأسها بدا واضحاً أن هذا الحديث يجرى بسرعة لا تعجبها . كان برايس دائماً هكذا حين يأتيه الإلهام....ويجهل تماماً كيف سيرسم سابينا لكنه أستطاع أن يراها فى قصر جده الآن وعرف بالضبط كم ستبدو مناسبة هناك.
"لكنى لم...."
وأوقفت ما كانت ستقوله وعضت شفتها فقال لها :"لَمِ لا؟ لَمِ لا تزورى أمك فى اسكتلندا ؟كم قلت إنها عاشت هناك؟"
اعترفت على مضض:"خمس سنوات"
"إذن حان الوقت لتزوريها "
أحمر خداها سخطاً لتوبيخه الواضح
"اعتقد أن أية خطط أضعها لرؤية أمى..."
أنهى لها كلامها ساخراً :"من شأنك...وربما هو كذلك.لكن بما أننا ذاهبان إلى اسكتلندا على أى حال..."
احتجت سابينا :"لم أوافق بعد على الذهاب معك"
أكمل مقطباً :"ويجب أن تقابلى كلوى فى وقت مبكر من الأسبوع القادم.أنها...."
ردت سابينا بذهول:"كلوى؟تعنى كلوى فوكس؟"
"أريدها أن تصمم لك فستاناً وأعرف كيف يجب أن يبدو لذا فإن كلوى يمكنها رسم التصميم قبل أن تراك.ثم سيكون الأمر مسألة صنعه حسب قياساتك...هل أسرع الأمور بالنسبة لك؟"
وسخر منها وهى تبدو محبطة أكثر فأكثر مع مرور الدقائق
كررت سابينا ساخطة:"سريع جداً!أنت....."
وصمتت مع دخول السيدة بوتر لتقدم الطبق الرئيسى
قالت سابينا لمدبرة المنزل:"يبدو لذيذاً"
ابتسم برايس لمدبرة منزله "شكراً سيدة بوتر"
والتفت إلى سابينا وهو يضع كمية كبيرة من البطاطس المهروسة فى طبق إلى جانب الدجاج المقطع: "ماذا كنت تقولين؟"
"لا أعرف كيف هى مواعيدى للأسبوع القادم لكننى أشك كثيراً فى أن يكون لدى يومى فراغ أذهب فيهما إلى اسكتلندا حتى ولو أردت الذهاب"
خمن برايس بسهولة :"وانت لا تريدين الذهاب "
كررت بقوة :"لا أريد الذهاب"
تمتم مفكراً :"حسناً أنت تعملين جاهدة....لَمِ؟أنت فى القمة منذ سنوات للآن لذا لا يمكن بكل تأكيد أن يكون هذا بسبب المال..."
وصمت عابساً
تلك الرسالة التى تلقتها فى المغلف الأخضر ....هل يمكن أن يكون هناك من يبتزها ؟ولَمِ يبتزها...؟لم يستطيع برايس أن يتصور . لكن لعل هذا يرد على عدد من الأسئلة التى تزعجه منذ اليوم الذى تلقت فيه الرسالة....!
"سابينا...."
قالت بثقة:"المال ليس السبب برايس .أنا أحب أن أعمل....أن أبقى مشغولة...."وابتسمت بإشراق مزيف :"على أى حال لعارضات الأزياء حياة عملية قصيرة ولا يمكننى أن أتوقع البقاء فى القمة لمدة أطول"
كان هذا الحديث محاولة ناجحه لتغيير مسيرة النقاش هذا إذا كان برايس من الرجال الذين يسهل إلهاؤهم وهو لم يكن كذلك
قال:"محاولة جيدة سابينا والآن ما هو السبب الحقيقى؟"
لمعت عيناها بزرقة عميقة :"لقد قلت لك لتوى...كما قلت لك أننى لا أستطيع أن أغادر إلى اسكتلندا فى الأسبوع القادم فى مثل هذا الوقت القصير لدى التزامات عمل"
وأدرك برايس أن السبب هو لاتم . ما من شك فى أن ريتشارد لاتم لن يكون سعيداً لفكرة ذهاب سابينا معه لبضعة أيام . حتى ولو الهدف رسمها.
والطريقة الوحيدة للأتفاق هى أن يشمل برايس ريتشارد فى دعوته....وهذا ما لا يريده برايس أبداً
أراد أن تكون سابينا له لوحده كما أدرك ولو ليومين . يريد أن يعرفها بعيداً عن لندن وعن التزامات عملها وعن لاتم خصوصاً
أبتسم مكشراً:"ربما لو شرحت الموقف لخطيبك...."
"سيكون ريتشارد مسافراً فى أوستراليا طوال الأسبوع القادم وسأنضم إليه فى نهاية الأسبوع "
عرف برايس تماماً سبب هذا الدفاع ولم يتمكن من إخفاء ابتهاجه لسماع خبر سفر ريتشارد لاتم فى الأسبوع القادم
قال بغير صدق:"من المؤسف أنه لن يتمكن من الأنضمام إلينا لكن بالتااكيد ما من مشكلة لو أخرت الأنضمام إليه حتى يوم الأثنين"
تنهدت سابينا:"أنت عنيد كثيراً برايس"
لقد جاءت إلى هنا هذا المساء لسبب وحيد وهو إقناع برايس بأن يقول لـ ريتشارد لاتم إنه لا يستطيع أن يرسم لوحة لها...لأماذا؟هل أثر عليها العناق منذ ثلاثة أيام أكثر مما تريد أن تعترف؟
إذا كان الأمر كذلك فبالنسبة لـ برايس هذا سبب إضافى يدفعها للذهاب إلى اسكتلندا معه...قد تكون سابينا مخطوبة لـ ريتشارد لاتم لكنها لن تستطيع الزواج به إذا كانت نجذبة إلى برايس !
لقد جاءت إلى هنا هذا المساء وفى نيتها ألا ترى برايس مرة أخرى...وبدلاً من ذلك وجدت نفسها تناقش إمكانية قضاء نهاية أسبوع معه فى اسكتلندا!وهذا أمر مستحيل!
"أنا آسفة برايس ....لكن علىّ أن أذهب الآن"
ووضعت الشوكة والسكين فى طبقها قرب البيض المقلى الذى لم تمسه
"لــَمــِ ؟ "
لم تنخدع للحظة بلطف لهجته وعرفت من عينيه الخضراوين الضيقتين أن مزاجه بعيد جداً عن اللطف
"لأنى أريد الذهاب"
ودفعت كرسيها إلى الوراء لتقف
كشر وهو يقف بدوره :"قد تقدم السيدة بوتر استقالتها بعد هذا . فهذه هى المرة الثانية هذا المساء التى يعود فيها العشاء الذى حضرته دون أن يؤكل"
ابتسمت سابينا بخشونة :"أنا واثقة أنك أكثر من قادر على التعامل مع خيبة أمل السيدة بوتر "
فى الواقع كانت واثقة من أن برايس أكثر من قادر على التعامل مع معظم المواقف!
وسألت بصوت اجش:"هل أستطيع استخدام هاتفك لإستدعاء سيارة أجرة؟"
ولأن برايس ألغى كل خططها الأخرى لهذا المساء فقد أغرتها فكرة أن تنقع نفسها فى مغطس ساخن ثم تنام ليلة جيدة
"سأوصلك بنفسى..."
قاطعته بحزم:"لا....أعتقد أنك فعلت لى ما يكفى لأمسية واحدة!"
ولم يفت برايس فهم سخريتها واشتد ضغطه على فمه بغضب لهذا التهجم..حسناً جداً لم تستطيع منع نفسها إذ ليس هنام مهرب .فلقد ألغى خططها وهت تحتاج إلى الأبتعاد عنه لا لقضاء المزيد من الوقت فى السيارة الضيقة معه!
أخيراً قال بحدة:"عظيم...سأذهب للأتصال بسيارة أجرة لك الآن"
لم تكن قد طلبت هذا بالضبط لكن سابينا كانت تحس بتعب شديد يمنعها من الجدال معه مجدداً .إضافة إلى أن بضع دقائق تأخير بعيداً عن قوة برايس الغامرة ستعطيها فرصة لتحاول التخفيف من حدة توترها
لَمِ يصعب عليها أن تكو برفقة برايس؟ما سره يا ترى؟لا تظن إنها أرادت رداً على سؤالها...بل كانت واثقة إنها لا تريد أن تعرف الرد
عاد برايس ليقول لها :"ستكون السيارة هنا بعد دقائق وأنا جاد تماماً حول ذهابنا معاً إلى اسكتلندا فى الأسبوع القادم سابينا"
كانت تعرف أنه جاد .لكنها لا تريد الذهاب ولا ترى سبباً يدعوها لهذا!
ردت دون التوام:"سنرى"
وبقد ما تكره أن تعترف بذلك كانت تعرف أنها ستتحكم أكثر بالموقف ما أن تبتعد عن برايس
رد برايس بعناد:"سنرى بكل تأكيد"
لم يكن انتظار السيارة لبضع دقائق مريحاً لـ سابينا فلم يتبادلا إلا أطراف الحديث . كان كلاهما سيتنهد ارتياحاً حين يصل التاكسى
وأمام ذعرها سار برايس معها إلى الخارج وفتح لها الباب الخلفى .
ترددت سابينا قبل الدخول غير واثقة مما ستقوله ولم تكن قادرة على أن تشكره لأمسية مبهجة فالأمسية لم تكن هكذا!
نصحها برايس بجفاء:"لست مضطرة لقول شئ عناق يكفى"
أحست سابينا بداية بالدهشة ولم تقاوم ثم مع إطالة العناق وجدت أنها لا تستطيع الابتعاد حتى ولو أرادت...وأحست أن جسمها أصبح عاجز عن إطاعة أوامرها !
ابتعد برايس عنها قليلاً ويده تمسك بذقنها وهو ينظر إلى عينيها ويقول بصوت أجش:"سأتصل بك"
تحركت سابينا بسرعة وخداها يشتعلان قبل أن تدخل السيارة وتعطى السائق العنوان وهى غاضبة من نفسها ومن برايس معاً
ابقت نظرها ثابتاً إلى الأمام مع تحرك السيارة مبتعدة عن الرصيف رغم إنها تعى أن برايس يقف ويراقبها إلى أن أبتعدت بالسيارة
منتديات ليلاس
كيف يجرؤ على عناقها متى وأينما أراد؟وكأنه خطيبها بدلاً من ريتشارد....
يا إلهى....ريتشارد!
ماذا سيقول ريتشارد بحق السماء لو عرف أن برايس ماكليستر عانقها....مرتين لا مرة واحدة؟
حسناً جداً...لم تكن هى البادئة فى أى عناق مع برايس ....لكنها لم تحاول بالضبط أن تمنعه
لَمِ لم تفعل؟
كَان هذا أمراً لا تريد حقاً أن تبحث فيه كثيراً وبإمعان ! ربما ستتمكن من شرح ما حدث أول مرة لكن ما حدث لتوه غير مقبول بتاتاً...صحيح أنها لم تتسبب به لكن ما كان يجب أن يحدث.
لكنها لم تكن تنوى أبداً أن تقول لـ ريتشارد فعلاقتهما لم تكن حميمية وسيخلف هذا موقف كانت مصممة على تجنبه
لدهشتها كانت الأنوار مضاءة فى الطابق الرضى من المنزل حين وصلته وأزدادت راحتها حين دخلت لتجد ريتشارد بإنتظارها
ابتسمت له بحرارة وقالت:"لم أكن أتوقعك قبل الغد"
وقف ريتشارد لدخولها وقد ضاقت عيناه وهو ينظر إليها متأملاً وقال بقسوة:"هذا واضح"
على الفور وبإحساس ذنب أحست سابينا أن ريتشارد أكتشف إن برايس ماكليستر ومنذ أقل من خمسة عشر دقيقة عانقها....أكان هذا يبدو على وجهها ؟أم أن هناك شيئاً آخر يفضحها ؟
استدار ريتشارد ليأخذ فنجان شاى ويرشف منه جرعة قبل أن يتكلم:"لقد عاد كليف منذ أكثر من ساعة"
وأرتفع حاجباه الأشقران بتساؤل
وأجفلت لما فكر به ريتشارد حين قال له سائقه ما حدث
"ذهبت لرؤية برايس وأنا فى طريقى إلى حفلة هذا المساء ...
سأل ريتشارد بقسوة بعد أن توقفت:"أجل؟"
تنهدت:"أيمكننى ان أحصل أيضاً على فنجان شاى؟"
التوى فم ريتشارد ساخراً وسألها وهو يعطيها الفنجان :"هل ما ستقولينه لى سئ إلى هذه الدرجة؟"
نظرت إليه بحدة بعد أن أدفأها الشراب الساخن :"أنا لا أفهم...!"
"كلانا يعرف منذ البداية أن خطوبتنا هة أتفاق عمل صرف...وواضح أنك أمضيت لتوك الأمسية مع برايس ماكليستر...."
قاطعته بخفة:"بالكاد تكون الأمسية كلها ريتشارد...فالساعة الآن التاسعة والنصف...فى الواقع ذهبت لأرى برايس هذا المساء لأجل..."
قاطعها بنعومة:"لأجل ماذا...سابينا؟"
أنفجرت فيما عرفت أنه لهجة دفاعية:"لتدبير جلسة رسم أخرى"
لكنها لم تستطيع منع نفسها...ببساطة لم تكن مستعدة للرد على أسئلة ريتشارد بمثل هذه السرعة بعد عناق برايس لها لأنها تشعر أنها مذنبة ولو أنها لست البادية!
"لم لم تتصلى به؟"
ولم لا....حقاً؟هزت كتفيها :"كنت مارة من هناك"
عبس ريتشارد:"و....؟"
"ريتشارد أنت مبكر فى العودة إلى المنزل ليوم كامل....دعنا لا نضيع الأمسية بالتحدث عن برايس ماكليستر"
واحتضنت ذراعه بعد أن أحست بتوتره
رد عليها :"لكننى لا أعتبر هذه مضيعة للوقت....هل أمضيت أمسيات أخرى فى منزل ماكليستر بينما أنا مسافر؟
هزت رأسها مقطبة :"بالطبع لا...ريتشارد لم أكن أرغب فى أن أقول لك هذا...لأننى أعرف كيف تقلق..لكننى ذهبت إلى بيت ماكليستر لأرتب موعد آخر للرسم...وأنا....حسناً جداً...أغمى علىّ"
كرر بعبوس وهو يمسك ذراعيها لينظر إليها متفحصاً :"أغمى عليك؟ماذا حدث سابينا؟هل تلقيت المزيد من تلك الرسائل؟"
أكدت له فوراً:"لا....لا....نسيت أن أكل اليوم وهذا كل شئ "
رد مؤنباً:"أيتها الفتاة السخيفة....وأنا كنت جالس هنا منذ ساعة وتدور فى رأسى أفكار غريبة....هل تناولت شيئاً؟"
هزت رأسها :"لقد أصر برايس على إطعامى"
ولا داعى لأخبار ريتشارد لأنها بسبب موضوع حديثهما لم تتمكن من أكل شئ ما عدا صحن الحساء!
كانت تعرف منذ الباداية أن ريتشارد متملك لكن حب التملك هذا يجعله يحمى ما يعتبره ملكاً له . وفى الأشهر القليلة الماضية كان هذا ما تحتاج إليه بالضبط.
ابتسم لها ريتشارد ابتسامة دافئة :"جيد....أنا آسف إذا لم أرحب بك قبل بضع دقائق المسألة أنك جميلة جداً....وفريدة من نوعك....؟
وهز رأسه بخشونة :"كان علىّ أن لا أشك بك"
أبتلعت سابينا ريقها بقوة فهى تعرف أنه لم يكن مخطئاً فى شكه بها ...


جمره لم تحترق 14-06-12 01:48 AM

مرسي
 
مو مشكلة مصير الاعضاء ينتبهو للقسم بس اهم شيء
همتنا عاليا . . . يالله الحين جبت صديق ثاني يقول
لك بالتوفيق وشكراً على الفصول الي نزلتيها يا قمر
http://sl.glitter-graphics.net/pub/4/4255kjemm9xqov.gif

زهرة منسية 14-06-12 01:47 PM

وأنا بقول كدة برضه دلوقتى أجازات
المهم أن سلاسل أحلام ليلاس تزدهر و نقدر نقدمها بالشكل اللى يناسب منتديات ليلاس
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:
أهلين بيكى فى اى وقت وبكل أصدقائك
ويارب تكون الرواية عجبه صديقك ههههههه
وطبعاً علشان خاطر كل المستعجلين على الرواية :lol: هقدم فصلين من الرواية إنشالله يعجبوا كل الزوار

زهرة منسية 14-06-12 01:51 PM



6 / أغلى من الذهب
***************

منتديات ليلاس
بدا صوت جد برايس نافد الصبر عبر الهاتف :"ماذا تعنى بأنك ستأتى بفتاة إلى هنا؟"
رد برايس:"ما سمعته بالضبط يا جدى"
فكر برايس أنه من الصواب قبل متابعة المسألة مع سابينا أو ريتشارد لاتم أن يسأل جده إذا كان يمانع فى أن يأتى بضيفة معه إلى اسكتلندا نهاية الأسبوع القادم . لم يتوقع بالتأكيد ردة الفعل هذه على طلبه!
وإزداد جده سخطاً :"هذا ليس فندقاً يا ولد...أعرف انه لم يخطر فى بالكم أنتم الصبيان أن لدى حياتى الخاصة التى أعيشها هنا....أنا لا أجلس هنا فقط لأنتظر واحداً مكنم ليشرفنى بزيارة عشوائية!"
يا للسماء...لاشك أنه فاجأ جده فى يوم سئ !كان برايس عرف تماماً كم تشغل الأملاك فى اسكتلندا جده
كان من المسلى كذلك كيف لا يزال الجد يشير إلى لوغان وفيرغوس وبرايس بالصبيان وكلهم أصبحو فى سن السادسة والثلاثين مما لا يجعلهم (صبياناً) أبداً!
تابع الجد قبل أن يتمكن برايس من الرد :"إضافة إلى هذا...من الممكن أن يكون لدى ضيف فى نهاية الأسبوع القادم"
رد برايس بإهتمام :"ضيف جدى؟"
"لدى أصدقاء يا ولد"
"وهل هذا الصديق الذى تتكلم عنه ...أنثى؟"
وبقدر ما وجد برايس الفكرة غريبة إلا أن جده لا يزال وسيماً ولو أنه فى أوائل الثمانين وهو أرمل منذ بضع سنوات
صاح الجد:"لا تكن وقحاً معى يا ولد"
أدرك برايس غير مصدق :"إذن...نحن نتكلم عن صديق أنثى"
رد الجد:"نحن لا نتكلم عنها ابداً"
"إذن أنت ليس من النوع الذى يُخبر الناس عن ما يحصل معه جدى؟"
رد العجوز بحدة:"إحفظ لسانك يا صبى"
كان هذا تعقيداً لم يتوقعه برايس أبداً .عليه يعترف بهذا ولم يكن واثقاً كيف يتعامل مع المسألة الآن!
لفد نصح سابينا بأن تكون ناضجة فى علاقتها بأمها....وها هو الآن فى موقف مشابه مع جده ولا يعرف كيف يتعامل مع المسألة!
قال ببطء:"إذن....الرد هو لا....جدى؟"
رد العجوز دون إكتراث :"أنا لم أقل هذا...أنا أحاول فقط أن أشير إلى أن بيتى ليس فندقاً.مكان لتأتى إليه بالمرأة الحالية فى حياتك..."
"سابينا ليست المرأة الحالية فى حياتى"
وكان ممكن أن يضيف برايس كلمة(للأسف)وهو متأسف حقاً
"لقد قبلت تكليفاً لرسم لوحة لها....وهذا كل شئ!"
كانت راحة باله معذبة منذ ذلك الأسبوع حين رأى سابينا لأول مرة ولم يكن متأكداً من إن رسمها سيخرجها من تفكيره أم لا.
رد الجد بحدة:"سابينا؟هل تتكلم عن العارضة سابينا؟"
أكد بقلق:"إنها هى...والوحيدة.ولو أننى كنت أجهل أنك تتابع أخبار الأزياء يا جدى"
لم تكن صور رؤية صور سابينا أمراً صعباً فوجهها يزين الصفحات الأولى من المجلات منذ خم سنوات أو أكثر
قال العجوز ساخراً:"أنت لا تعرف كل شئ عنى برايس"
"هذا واضح"
وهو بالتأكيد لم يسمع كل شئ عن جده وعن امرأة تقيم معه من قبل ولا يعتقد أن لوغان أو فيرغوس سمعا شيئاً عن هذا . وإلا لكانا ذكرا هذا له بالتأكيد
سأل الجد مفكراً:"ومتى تفكر فى المجئ؟"
"ليس متأكداً أردت أن أثبت الموعد معك قبل أن أقدم على أية خطة نهائية"
أكد الجد بخفة:"أنا لا أمانع"
قطب رابيس قليلاً .لم يبدُ أن جده (لا يمانع) منذ بضع دقائق
"إذن سأتصل بك خلال الأسبوع لأؤكد الوقت إذا كنت موافقاً"
كان لديه موعد مع ريتشارد لاتم بعد أكثر من ساعة وسيعرف ما إذا كان سيتمكن من أخذ سابينا إلى اسكتلندا كان يفضل كثيراً لو يكون بمفرده مع سابينا لكن بما أن ريتشارد لاتم هو الذى سيكلفه بالرسم...
ولسوء الحظ ! هو خطيب سابينا فقد قبل برايس التكلم مع لاتم....
كان يأمل أن تكون سابينا موجودة .مر يومان منذ تركت منزله فجأة يومان طويلان جداً لم يفكر برايس فيهما بشئ عداها.وتعمد ترك الأمر ليومين قبل ترتيب لقاء مع ريتشارد لاتم فهو أولاً أراد إعطاء سابينا وقتاً تتجاوز فيه غضبها منه وثانياً لا يريد أن يبدو متلهفا!
وعلى الأرجح كان السبب الثانى هو الهم كما أعترف لنفسه.
وبدا له أنه يقضى الآن كل ساعات يقظته يفكر فى سابينا ويتذكر كيف أحس بها بين ذراعيه
لا يتذكر أنه تعلق بامرأة فى حياته هكذا من قبل...امراة لا يمكنه الحصول عليها أبداً!
رد جده:"عظيم...لكن تأكد من ان أعرف فى أى وقت ستصل"
دخلت مدبة المنزل إلى الغرفة بعد قرع الباب:"طلبت منى ان أخبرك حين تستيقظ النسة سابينا سيد لاتم"
هز مخدومها رأسه:"شكراً لك سيدة كلارك قولى لها إننى سأصعد لأراها بعد دقائق"
سأل برايس بقلق ما أن أصبحا لوحدهما :"هل سابينا مريضة؟"
الساعة الآن الثانية بعد الظهر بحق السماء!
لمع شئ لوقت قصير فى عينى ريتشارد جراء قلق برايس الواضح...هل هو توتر؟سخط ؟كراهية؟وأختفى ذلك البرق بسرعة ولم يعرف برايس ما هو .
من المؤكد أن ابتسامة ريتشارد الآن لم تكن لتصل إلى عمق عينيه الزرقاوين الجليديتين وقال بخفة :"لا شئ...سابينا....رقيقة .هل نقول متوترة قليلاً ؟أقل أزعاج ممكن أن يضعفها أكثر....حبى المسكين"
كان يبدو أن الرجل يختار كلماته بحرص.وفى الوقت ذاته أحس برايس أن ريتشارد يتعمد هذا تماماً...ولم يوافقه الرأى على أن سابينا رقيقة أو متوترة....صحيح إنها كانت تبدو هكذا احياناً وهو يتمنى لو تبتسم أكثر.لكن عدا هذا كانت تبدو له امرأة قادرة تماماً على التعامل مع أى موقف تختار الحياة أن ترميه فى دربهامنتديات ليلاس وعلى أى حال لقد رمته الحياة فى دربها ولم تجد مشكلة فى التعامل معه!
رد برايس:"أنا آسف لسماع هذا"
آمال ريتشارد لاتم رأسه قليلاً :"لقد ذكرت لى سابينا فكرتك بالذهاب إلى اسكتلندا....."
تصلب ريتشارد:"و.....؟"
هز ريتشارد كتفيه:"لا أرى سببا يدعو لعدم قبولنا دعوتك"
"قبولكما؟"
جلس برايس متوتراً على حافة مقعده....وجود ريتشارد لاتم معهما فى اسكتلندا كان آخر ما يريده !
"لقد قالت لى سابينا إنك لم تتمكن من هذا؟"
رد بلطف:"وهل فعلت هذا؟لقد غيرت خططى....وسنحب كلانا أن ننضم أليك فى اسكتلندا لنهاية الأسبوع"
هذا كثير على الأنطباع الأول الذى أعطاه الرجل بأنه لا يعرف سبب زيارة برايس إلى هنا اليوم!
نظر إلى الرجل نظرة ضيقة .ولم يخدعه للحظة سحر ريتشارد السطحى وأخلاقه المهذبة فقد كان فى كل جزء منه خطيراً
وسابينا مخطوبة لتتزوج منه!

زهرة منسية 14-06-12 01:53 PM


تمتمت كلوى برضى وهى تعدل الحزام تحت صدر سابينا قبل أن تقف لتعجب بعملها :"لـ برايس ذوق مرهف"
ولـ برايس أشياء كثيرة....وسابينا موافقة على هذا لكن رجلاً له ذوقه سيمون بعيداً عن قمة لائحتها وليس لأن الثوب الذى طلب من كلوى تصميمه لها لم يكن رائع الجمال بل لأنه جميل جداًزهرة منسية فـ برايس ليس فناناً فحسب بل مبدع
بالكاد أستطاعت أن تصدق حين أخبرها ريتشارد أن الرجلين دبرا أمر سفر الثلاثة إلى اسكتلندا فى نهاية هذا الأسبوع .كانت قد ظنت أنها بإخبار ريتشارد عن أقتراح برايس سيتصرف بسرعة وسلبية إلا أن ريتشارد قرر تأخير رحلته إلى أوستراليا كى يذهب معها ! وددون أفتعال مشكلة من الموقف كله واضطرت سابينا أن تقبل بالخطة
ولهذا السبب تجرى القياس مع كلوى فوكس فى اليوم الذى يسبق رحيلهم إلى اسكتلندا !
أحست منذ أول لقاء مع برايس ماكليستر أن قوة مدّ موجة قد أحاطت بها....ولم يكن هذا الإحساس يريحها أبداً!
شجعتها كلوى:"قولى إنه يعجبك"
وكان من المستحيل ألا تطرى كلوى على الثوب فالقماش كما اقترحت سابينا ساخرة قبل أيام كان بلون الذهب الشفاف وكانت سابينا واثقة من أنها لم ترتدى من قبل أى شئ بهذا الجمال
ضغطت على ذراع المرأة الأخرى مطمئنة :"أنه رائع...."
عبست كلوى بقلق:"هل تظنين أنه سيعجب برايس؟"
كتمت سابينا ردها اللاذع حول عدم اهتمامها ما إذا كان سيعجبه أم لا وهى تعى تماماً أن كلوى إضافة إلى أنها مصممة أزياء ناجحة فهى كذلك متزوجة من أبن خالته فيرغوس
قال برايس معلقاً من خلفهما :"سوف يحبه"
استدارت سابينا بحدة لسماعها صوته.وهرب اللون من خديها ثم عاد بسرعة للإعجاب الصريح فى نظرة برايس
إنه يبدى أعجابه بالثوب وليس بها شخصياً ووبخت نفسها بسرعة يجب أن تتذكر هذا
قالت كلوى بإرتياح ظاهر :"أنا مسرورة لأنه أعجبك"
طمأنها برايس وهو يخطو إلى غرفة القياس عند كلوى :"أنه مكتمل"
كان برايس يرتدى بنطلوناً عادياً وتى شيرت يبرز عضلات ذراعيه وصدره
أدركت كلوى وهى تنظر إليه بإعجاب :"لقد قصصت شعرك"
ولاحظت سابينا هذا فالشعر الطويل الأسود ذهب وتحول إلى شعر أقصر يكاد يكون مقصوصاً على طراز رومانى وقد نجحت قصة الشعر هذه فى جعله يظهر جذباً بشكل خشن أكثر مما مضى!
لم يبدُ برايس سعيداً بملاحظة كلوى .و رفع يداً مترددة إلى شعره الأسود وقال ساخراً :"أعتقدت أن الزى الهيبى أصبح طرازاً قديماً"
ضحكت كلوى بنعومة :"أنه يناسبك! سأذهب لأحضر القهوة لنا جميعاً " وغادرت الغرفة
كانت سابينا تعى تماماً أنها أصبحت لوحدها مع برايس . ولم تستطيع مقابلة نظراته التى أحست أنها متجهة غليها
قالت سابينا بصوت أجش:"سأذهب لأبدل ثيابى"
كانت لا تزال تجد صعوبة فى النظر إليه
أكد لها برايس :"هذا الثوب هو ثيابك.وسيدخل فى فاتورة لاتم التى سيسددها ثمناً للوحة"
هزت رأسها فجأة :"طبعاً....مع ذلك..."
وتحركت نحو الغرفة الصغيرة المربعة حيث خلعت ثوبها لتقيس الثوب وقد تخلت عنها رشاقة حركاتها الطبيعية كما يبدو وهى تصطدم بالكرسى فى طريقها على الداخل محاولة بجه تجنب السير قريباً من برايس الذى وقف ثابتاً فى مكانه
وتسللت أحدى يديه نحوها وهى تمر به واستدارت أصابعه بخفة حول أعلى ذراعها
"هل أنت أفضل حالاً الآن؟"
قطبت:"أفضل....؟"
ثم خلا جبينها من الخطوط وهى تدرك أنه يشير إلى واقع إنها كانت فى الفراش حين جاء لرؤية ريتشارد وأعتذرت دون اكتراث :"مجرد تلبّك بسيط فى المعدة "
لم يتركها برايس بل وقف قريباً منها وحرك دفء أنفاسه الشعر الناعم على صدغيها ...
وقال ببطء :"بدا أن لاتم كان يلمح إلى شئ آخر"
هزت رأسها :"ربما أسأت فهمه"
وأصبح تعبير وجهها فارغاً فى الواقع كانت قد تلقت رسالة أخرى مثيرة للاضطراب فى ذلك اليوم بالذات لكنها لم تكن تنوى إخباره بالمسألة ! ضاقت العينان الخضراوان فى حين تابع برايس النظر إليها متفحصاً وأخيراً تمتم :"لا....لا أعتقد هذا"
هزت سابينا كتفيها بغير اكتراث ثم ابتسمت بإشراق وتعمدت تغيير الموضوع:"إذن....سنسافر إلى اسكتلندا غداً؟"
"أجل هذا صحيح...ما الأمر...ألا يثق لاتم بك كى تكونى وحدك معى هناك ليومين؟"
نظرت إليه بسخرية:"لا أعتقد أنه أنا من لا يثق به"
ضحك برايس ضحكة مستهترة شيطانية بالكامل وتمتم برضى :"يمكنه أن يكون محقاً"
كانت واثقة من أنه محق .لكنها لا تستطيع الأدعاء بأنه لا ملامة تقع عليها فى المرات التى كانت فيها بين ذراعى برايس...إذ أنها بطريقة ما كانت تجد نفسها دائماً بين راعيه!
أدركت سابينا فجأة أن كلوى استغرقت وقتاً طويلاً لتحضير القهوة .
"ألم تتصلى بأمك بعد؟"
رفعت سابينا نظرها مقطبة لفجائية سؤال برايس :"أمى....؟"
تنهد بنفاد صبر :"سنذهب إلى اسكتلندا وأمك تعيش هناك أم أنك نسيت هذا؟"
"بالطبع لم أنسّ"
ونفضت عن ذراعها اليد التى تؤخرها :"لكن أمى وريتشارد...."
وصمتت مع تنهيدة انزعاج وهى تدرك ما كانت ستقول...وهذا ببساطة ليس شأن برايس ماكليستر !
كرر برايس مفكراً :"ألا توافق أمك على خطيبك الكبير المُسن؟"
كشرت سابينا فى وجهه بنفاد صبر وردت متوترة :"ريتشارد ليس مسناً وما من قانون ينص على ضرورة موافقة أمى على إختيارى لخطيبى . أو العكس بالعكس"
قال براي ساخراً :"ولاتم لا يحب أمك كذلك . حسناً جداً...أستطيع فهم مشاعر أمك تماماً فى هذه المسألة . على أى حال فالرجل يصغرها بعشر سنوات فقط!لكننى سأحتفظ بحكمى عما إذا كان على حق أم لا بموقفه من أمك"
كررت سابينا غير مصدقة :"ستحتفظ بحكمك...؟برايس...من غير المحتمل أن تقابل أمى .إضافة إلى أن هذا ليس من شأنك"
وافق ليلاس وهو يتراجع إلى الوراء ويضم ذراعيه إلى صدره :"أبداً. قولى لى...هل من شخص يحب خطيبك؟عداك بالطبع"
شهقت غير مصدقة:"برايس....لقد تماديت كثيراً..."
قاطعها بخشونة :"ليس بعيداً كما أحب أن أذهب صدقينى"
وصدقته سابينا هذه هى المشكلة فـ برايس قانون بحد ذاته . والله وحده يعلم كيف ستكون نهاية الأسبوع هذه!
ستسر كثيراً بأن تنتهى هذه اللوحة بسرعة ولا تعود مضطرة لرؤية برايس مجدداً
أين هى كلوى بحق السماء؟والسؤال الأهم هو أكانت كلوى تعلم بأن برايس سيزورها هنا اليوم؟
قال برايس ببطء:"ثمة أمر واحد آخر أود قوله عن نهاية الأسبوع هذه"
نظرت إليه بقلق :"نعم؟"
هز برايس كتفيه:"جدى فى الثمانين من عمره"
زاد توترها:"نعم؟"
"لا أقول هذا فى حكم مسبق على تصرفاتك الأخلاقية...أرجو أن تفهمى.
لا...لم تفهم سابينا....بعد.لكن كان لديها إحساس مؤكد أنها ستفهم بسرعة
دعته بصوت أجش:"هيا ...تابع"
تابع بخفة:"الأمر بسيط فى الواقع . كيف تعاشين مع لاتم وأنتما فى لندن من شأنك أنت.لكن حين تكونان فى اسكتلندا ...."
وصمت
صاحت:"برايس...هل لك أن تصل إلى لب الموضوع؟مهما كان.....؟"
قاطعها:"الموضوع سابينا...أن جدى المسن لديه بعض وجهات النظر القديمة الطراز وواقع أنك ولاتم تعيشان معاً فى لندن لا يعنى أن جدى قد يرغب فى تقبل ذلك الترتيب حين تكونان فى منزله ! لهذا سيخصص لكما غرفتين منفصلتين خلال إقامتكما فى اسكتلندا "
أحست سابينا باللون الأحمر المتصاعد فى وجنتيها يكاد يخنقها وابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تتكلم...
وقالت ببرودة :"لا مشكلة لدينا فى هذا"
أسود تعبير برايس :طلا أهتم أبداً برأى لاتم فى المسألة .فأنا أحاول أن أنقذك أنت من الحرج"
ردت ساخرة :"هذه مراعاة جيدة لمشاعرى برايس"
كانت واثقة من أن تصرفه هذا لا علاقة له باللطف...إذ يبدو أنه يقضى معظم وقته بإحراجها بطريقة أو بأخرى!
أضافت بخفة :"والآن...لو عذرتنى...يجب أن أخلع هذا الثوب "
وتحركت مبتعدة
منتديات ليلاس
ناداها برايس :"شئ واحد آخر سابينا...."
اجفلت واستدارتببطء وسألت:"نعم؟"
لمعت عيناه تسلية أو بشعور آخر لم تستطيع معرفته.ولم تستطيع زهرة منسية كذلك معرفة الكثير من نبرة صوته الجوفاء حين تكلم
"أنه قصر قديم جداً عمره قرون فقد قام جدى عبر السنين بتركيب الكثير من وسائل الراحة الحديثة بشكل خفى...."
قاطعته ساخرة ببطء:"أتعنى ان له الآن مجارى داخلية؟"
أكد لها برايس :"من بين أشياء أخرى لكننى كنت أشير فى الواقع إلى أن جدى لم ينجح كثيراً فى حل مشكلة الأبواب وخشب الأرض التى تصدر عنه صريراً"
الأبواب وخشب الأرض التى تصرّ....؟ وعبست سابينا...وأكتسى خداها بلون الغضب وهى تدرك بالضبط ما يلمح إليه برايس . انه يحذرها من أى تجول ليلى من قبل ريتشارد أو من قبلها إذ من المحتمل أن يسمعه من هم فى غرف النوم القريبة!
رمقته بنظرة فولاذية وردت بحدة :"أنا واثقة من أن ريتشارد وأنا قادران على التكيف لليلتين...."
واكملت تسأل ببرود :"هل هذا كل شئ...؟"
ولم تنتظر رده قبل أن تسير بتصميم إلى داخل الغرفة وتقفل الباب وراءها بحزم
كيف يجرؤ؟كيف يجرؤ؟
حكم اخلاقى على نمط حياتها...حقاً؟أنه لا يعرف شيئاً أبداً عنها أو عن (نمط حياتها)وهى تعيش فى لندن.
لا شئ على الأطلاق!
فلو أنه يعرف,لعرف أنها وريتشارد يشغلان غرفتى نوم منفصلتين

زهرة منسية 14-06-12 01:55 PM


7 - كـــالــــســـحـــــر
***************

منتديات ليلاس

تمنى برايس لو لم يقبل عرض ريتشارد لاتم بأن يسافر معه و مع ساينا فى سيارة واحدة .لأن قضاء الوقت مع سابينا برفقة خطيبها لم يكن تجربة مرضية بالنسبة لـ برايس على أى حال فالأثنان الآخران لا يبدو أنهما يشعران بمثل هذه الهواجس .فقد كانا يتحدثان معاً بكل سعادة فى مؤخرة سيلرة برايس كما لو أنه غير موجود أو أنه سائقهما !
قال بصوت أجش:"ارجو ألا أكون أقود السيارة بسرعة كبيرة تزعجكما؟"
ونظر عبر مرآة السائق ليجد سابينا تنظر إليه بحاجبين مرفوعين سخرية .وكأنها تعى تماماً كم يشعر بالسخط....وقحة!
قال ريتشارد لاتم دون اكتراث:"أبداً...كنا نقول لتونا إننا لم نكن نعرف كم البلاد جميلة هنا"
رد برايس:"إنها بلاد شهر العسل"
أعترف لاتم بخفة:"أمير واميرة ويلز يعتقدان هذا بالتأكيد"
لم يستطيع برايس مقاومة الرد بسخرية:"لكن أنظر ماذا حل بزواجهما"
ضحك ريتشارد بصوت منخفض:"أنا افكر بجزر الكارييب لشهر عسلنا"
فكر برايس متوتراً :ولسوف يفعل هذا.فكرة قضاء سابينا شهر عسل فى آى مكان مع ريتشارد لم تحسن مزاجه أبداً
ألقى برايس نظرة عأخرى فى المرآة الأمامية فارتفعت معنوايته قليلاً حين رأى سابينا تنظر إلى خطيبها بكثير من الدهشة مما جعل برايس يظن أنها المرة الأولى التى تسمع فيها عن شهر عسل فى جزر الكارييب أو فى أى مكان آخر.أدرك برايس ان هذا الحديث عن شهر العسل كان حتماً موجهاً إليه .
بعد أن فهم برايس فحوى الحديث أستقام فى مقعده. لقد تنبه عندما قرر لاتم تغيير خططه والسفر معهم إلى اسكتلندا إلى وجود شئ مريب إلا أن هذا التصريح الأخير أكد شكوكه ! ستكون الان كل حركة وكل كلمة سيقولها لسابينا تحت المراقبة!
قال بصوت أجش غير مرحب:"هذه أملاك جدى"
ودخل بالسيارة إلى طريق داخلية طويلة تقود إلى القصر
تمتمت سابينا بذهول بعد دقائق :"إنه جميل"
وعبرت السيارة بين قطيع غزلان وأصبح القصر الآن على مرمى النظر
كان برايس معتاداً على الإقامة فى قصر جده طيلة حياته فهو بيت ثان له . لكن هذا لم يكن يعنى انه لم يعد معجباً بجمال القصر الآسر بحجارته العتيقة وأبراجه الرومانسية الضخمة التى ترتفع نحو السماء الصافية
قال ريتشارد لاتم بعد دقائق وهم يخرجون من السيارة المتوقفة :"أعتقد أن خطيبتى تتخيل نفسها سيدة القصر"
وبدا العجب واضح على وجه سابينا وهى تتطلع حولها
نظر برايس إلى الرجل الآخر ببرودة ورد ببرودة أكبر:"أعتقد أن جدى (مخطوب) تقريباً"
واستدار ليبتسم إلى سابينا وسرورها الطفولى بما تراها حولها يسره أيضاً
وضع ريتشارد لاتم ذراعه حول كتفى سابينا بتملك خفيف :"إذا كنت تريدين قصراً...أستطيع أن أشترى لك واحداً"
بدا وكانه يدلل طفلة ويعدها بدراجة جديدة . لن تكون هذه نهاية أسبوع سهلة . كم سيكون من المرضى أكثر لو انه جاء بـ سابينا إلى هنا لوحدها . يشاركها هدوء البيت العالئلى ويجول بها فى المكان ويسير فى الأراضى معها ويُريها الساقية حيث تصطاد العائلة سمك السلمون.
قال برايس للرجل الآخر ساخراً:"هذا القصر ملك لعائلتى منذ قرون"
قالت سابينا بصوت أجش :"برايس على حق ريتشارد مثل هذا الجمال لا يمكن إلا أن يكون موروثاً....لا مشترى"
راقب برايس فم الرجل الآخر يشتد قليلاً.واضح أنه يعترض على الحديث...أو على الأقل على ما قالته سابينا عنه.
قال برايس بخفة وهو يقود الطريق صعوداً على الدرجات الحجرية نحو الباب الأمامى الضخم من خشب السنديان
"لست واثقتاً ما إذا كنا ورثناه فى الأصل .أعتقد أن أحد أسلافنا طالب به بعد أن شارك فى غزوة قُتل فيها المالك الأصلى!"
قال ريتشارد لاتم:"لطالما أحب الاسكوتلنديون الحروب...أليس كذلك؟"
أعتبر برايس ملاحظة ريتشارد تحمل معنى مزدوجاً...حسن جداًإذا كان الرجل الآخر يعتقد أنه على وشك أن يحاربه من أجل سابينا فهو مخطئ . فـ سابينا امرأة مستقلة عمرها خمس وعشرون سنة....ولست من ممتلكات الرجلين ليتقاتلا حولها وكأنها جائزة!
"نحن معرفون بأننا نكره الساكسون الإنكليز غير المرغوب بهم"
كان الجد هو الذى أطلق الرد الجاف وهو يقف أمام الباب المفتوح والنو ريتدفق إلى الخارج مرحباً من داخل القصر
ابتسم برايس وهو يتقدم كالعادة ليعانق أكبر قريب له
"جـــــدى!"
وبّخه الجد وهو يتراجع :"إذن....وصلت أخيراً أيها الولد . قد أقتنع بأن أسامحك لتأخير العشاء....."
ولمعت عيناه بإعجاب وهو يستدير نحو سابينا".....إذا قدمتنى إلى هذه السيدة الشابة الجميلة"
ومدت له يدها . بدت جميلة مثلما قال جد برايس لتوه فى فستان أسود ضيق وشعره يلمع كالذهب الصرف وهو يتطاير حول كتفيها ويصل إلى خصرها وأضافت:"أخشى أن أكون من يجب أن تلومعلى تأخرنا . لم أستطيع أن أقرر ما يجب أن أوضبه قبل أن أحضر لقضاء نهاية الأسبوع فى اسكتلندا"
أبفى الجد يد سابينا فى كفه ودسها بأمان داخل ذراعه وهو يستدير ليدخلها إلى داخل القصر وقال لها متودداً:"أنا واثق من أنك تبدين جميلة دائماً مهما ارتديت من ثياب"
نظر برايس إلى ريتشارد لاتم حدذراً لم يكن واثقاً أنه أعجب بنظرة السخرية التى بدت على وجهه وهو يراقب هيوغ يسير مبتعداً مع خطيبته وقال بخشونة:"ساعد فى إدخال الحقائب لاتم"
فتح صندوق السيارة وهو متاكد من أن ريتشارد ليس معتاداً على حمل حقيبته
كان جده يستخدم عدة خدم والقصر يدار بكل كفاءة لكن هذا لا يعنى أن بإمكان ريتشارد لاتم توقع وجود من يخدمه مهما كان معتداً على ذلك!توقف برايس فى باب غرفة الجلوس بعد لحظات بعد أن أوصل الحقائب إلى غرف النوم وسمع سابينا تضحك مع جده .كانت ضحكة صبيانية خشنة دون ارتباك أبداً
قال ريتشارد لاتم دون إنذار مسبق لتوقف برايس :"آسف....لَمِ التوقف ماكليستر؟"
سبب توقف برايس كان سماعه ويا للمفاجأة سابينا تضحك!
كان صوتاً رائعاً عميقاً وطبعياً فيه القليل من الخبث الممزوج بالمرح لو أطلقت له العنان كما هو الآن . وجنتاها محمرتان عيناها مشرقتان وهى تستمتع بحديثها مع جد برايس.
قال الجد بخفة:"حسناً جداً....لا تضيع الوقت بالوقوف بالباب يا ولد..كن مفيداً وقدم لضيفتنا الضيافة"
كان برايس معتاداً على معاملة جده له وكأنه لا يزال فى السادسة من العمر.لكنه راى أن سابينا تتمتع حقاً وان الأبتسامة لا تزال تلوح على فمها وعينيها وهى تنظر إليه .
أحس بان شيئاً من التوتر الذى عرفه فى طريقه إلى هنا بدأ يختفى وأحس فجأة وهو يرى مدى أرتياح سابينا مع جده أن نهاية الأسبوع هذه ستكون على ما يرام...مع وجود ريتشارد لاتم أو غيابه!
قال برايس بجفاء:"ماذا ترغبين أن تشربى سابينا؟لدينا القهوة والشاى أم أطلب لك العصير؟"
اختار الرجال القهوة أما سابينا فأختارت الشاى
سألت ريتشارد وهو يقطع الغرفى ليجلس إلى جانبها على الصوفا :"أليس هذا رائعاً؟"
ردت دون حماس:"رائع"
نظرت إليه زهرة منسية مقطبة....من المستحي ألا يحب هذا المكان أنه أجمل منزل رأته فى حياتها . الأثاث كله أثرى تزينه مجموعات من الدروع الحربية القديمة ,السيوف والخوذات الجدران الحجرية العتيقة
مازحت سابينا برايس الأسبوع الفائت حين أقترح المجئ إلى هنا ليرسمها لكنها الآن استطاعت أن ترى بالضبط لما وجد الفكرة مثيرة فقد كان القصر ساحراً وكأنه مأخوذ من قصة خيالية !
قال ريتشارد بينما برايس يعطيه فنجان القهوة:"المكان معزول هنا ولابد أن تأمين التدفئة اللازمة له ثروة"
ضاقت عينا هيوغ ماكدونالد
"العزلة تعنى ألا ننزعج من المتنزهين المزعجين .وإذا اضطررت إلى احتساب الكلفة فلن تستطيع العيش هنا"
أضافة ملاحظة ريتشارد العملية على الجو نزعاً من التوتر لم يكن يخيم قبل دقيقتين وأحست سابينا بهذا آسفة. كانت واثقة من أن ريتشارد لا ينوى الهانة لكنها فى الوق ذاته أدركت أن حديثه يحوى نوعاً من الإهانة
هز برايس رأسه بخفة وهو يجلس قبالتها :"ظننت أننا سنكون خمسة على العشاء هذا المساء يا جدى؟"
نظر هيوغ إليه نظرة فولاذية :"ستصل ضيفتى غداً"
قال برايس :"أتشوق للقائها"
نظرت سابينا إلى كل منهما وشعرت بإنها وريتشارد يجهلان موضوع الحديث.لكن لَمِ يعرفانه؟ فـ هيوغ وبرايس عائلة واحدة وعلاقتهما تم أبعد من هذا الأسبوع
أستدارت لتبتسم لـ هيوغ وهى تضع فنجان الشاى من يدها :"هل من الممكن أن أصعد إلى فوق لأنعش نفسى قليلاً قبل العشاء؟ أشعر أن الغبار يكسونى بسبب السفر"
قال الجد ساخراً أرايت برايس...كنت أقول لط منذ سنوات بأن تشترى لنفسك سيارة لائقة "
كان المزاح على ما يبدو أمراً دائماً بين الرجلين .فسيارة برايس المرسيدس السوداء من آخر طراز وهى قمة فى الفخامة
هز برايس رأسه ووقف :"سأعامل هذه الملاحظة بالازدراء الذى تستحقه"
واستدار إلى سابينا :"سأوصلك إلى فوق وأدلك على غرفتك"
وجب عليها أن تدرك أن برايس هو الذى سيأخذها إلى غرفتها فوق ...ووبخت نفسها وهى تقف لتلحق به...و وجب عليها أن تعرف...
لقد وعدت نفسها قبل مغادرة لندن أن تفعل ما بوسعها كيلا تكون مع برايس كثيراً وبعد دقائق من وصولها ها هى تجد نفسها لوحدها معه؟
قال ريتشارد بصوت ناعم :"لا تتأخرى سابينا...أنا واثق من أننا أخرنا السيد ماكدونالد عن عشائه بما يكفى هذا المساء"
قالت سابينا وهى تلحق بـ برايس إلى الردهة:"السيد ماكدونالد"
غريب...لم تجد سابينا أية صعوبة فى منادأة الرجل العجوز بـ هيوغ منذ البداية ألا أنه لم يعرض على ريتشارد الإلفة ذاتها وقررت أن هذا ربما كان سهواً .على أى حال كانت مع هيوغ طوال الوقت والرجلان كانا ينزلان الحقائب ليوصلاها إلى الطابق الأعلى وقد أنضم ريتشارد إليهما لتوه
حذرها برايس قائلاً :طحذارى من ضيق السلم"
جاء تحذيره فى وقته مما اضطر سابينا إلى التمسك بالحبل على الجدار والذى وضع بدلاً من الدرابزين وهما يعتليان السلم الضيق الملتوى
قالت بذهول:"بعد لندن يبدو هذا عالماً آخر"
استدار برايس وهو يقف على قمة السلم ينتظرها . ورد عليها بجفاء :"ستجدين التمديات الداخلية مرضية تماماً"
أحست سابينا بأحمرار خديها وهو يذكرها بسخريتها فى اليوم السابق
وقررت عدم التعليق.إلا أنها قررت أن تكون أكثر مرحاً فى المستقبل فى حديثها مع برايس....هذا إذا تمكن من أن تكون أكثر حرصاً مما هى عليه الآن!
منتديات ليلاس
لم تكن سابينا قد شاهدت من قبل منتديات ليلاس غرفة نوم دائرية غرفة مفروشة بفخامة وبألوان عاجية وذهبية دافئة كتلك التى أوصلها برايس إليها.
أثارت النوافذ الضيقة فضولها وأسرعت إلى كل واحدة منها تلقى نظرة كاملة إلى المنظر المحيط غابة من صوب وبحيرة من صوب آخر حدائق مسورة وقطعان غزلان ترعى امام القصر
قالت تتنفس بذهول:"لو كنت أعيش فى مكان كهذا فلن أرغب أبداً فى تركه"
فرد برايس بصوت أجش:"لو كنت تعيشين هنا فلن أتركه أنا"
اكتشفت سابينا وهى تستدير أنه قريب جداً منها وكادت تلامس صدره وجمدت وخفقت أنفاسها
وكأن الزمن توقف وهما ينظران إلى بعضهما فى ضوء الغروب . كان وجه برايس واضحاً تماماً لها بدت عيناه كزمردتين خضراوين لامعتين...وكلماته الحميمية تتأرجح بثقل بينهما
يجب أن توقف هذا ...يجب أن تكسر السحر...إلا أن هذا هو بالضبط ما تشعر به وكأنها مسحورة...بوجود برايس وبما يحيط بها
أخيراً تمتم بصوت خشن :"من الأفضل أن أنضم إلى الآخرين"
"أجل....."
لكنها لم تندهش حين لم يتحرك ليفعل ما قال ونبض عرق فى فكه وهو يتابع النظر إليها .وبدا أن الجو بينهما يزخر بأحاسيس غير محكية
قالت سابينا بصوت أجش:"عليك أن تنزل الان"
وتنهد:"أجل"
لكنه لم يفعل لم يتحرك مبتعداً ولامد يده ليلمسها بل وقف كما هو.
أخذ نفساً متحشرجاً :"سابينا....."
قاطعته بصوت منخفض :"أذهب برايس....أرجوك!"
ضغط على فمه بشدة وهز رأسه:"أجل"
خطا إلى الوراء ليضيف قبل أن يغادر غرفة النوم :"سأراك فى الطابق الأسفل بعد دقائق"
لم تتحرك سابينا...لم تستطيع أن تتحرك بل وقفت تضم يديها أمامها لتمنعهما من الأرتجاف...ما الذى يجرى لها؟
إنها مخطوبة وستتزوج ريتشارد وقد فعل لها الكثير لذا هى ممتنة له وتعرف أنها بأمان معه.مع ذلك أكتشفت لتوها ما قد يعرّض كل هذا للخطر
لقد وقعت فى حب برايس ماكليستر!

***

زهرة منسية 14-06-12 01:57 PM


قال برايس بصوت أجش وهو ينظرر إليها من فوق القماش الذى يعمل عليه :"حباً بالله سابينا...أسترخى لقد تناولت الطعام هذا الصباح ولن أبتلعك كحلوى بعد الفطور!"
كانا يعملان على اللوحة منذ نصف ساعة وسابينا تقف متصلبة قبالته ترتدى الثوب الذهبى الشفاف مستديرة قليلاً وهى تنظر بأسى إلى خارج النافذة .كانت طيلة الدقائق الثلاثين مضطربة جداً.
ردت بجفاء :طلا أعتقد أنك على وشك أن تفعل ...المسألة فقط...أننى أشعر بالبرد قليلاً"
البريد قليلاً!قد يصف برليس الأمر بأكثر من هذا .فمنذ أن أنضمت إلى الرجال الثلاثة قبل العشاء فى الأمسية السابقة برهن تصرف سابينا كله عن برودة وبقت هكذا نحوه على الأقل
ما كان يجب أن يطيل البقاء ليلة أمس بعد أن أوصلها إلى غرفة نومها....
لكنه لم يستطيع أن يجر نفسه بعيداً ...فقد بدات مناسبة جداً فى ذلك الموقع مكتملة تماماً
أمر واحد نتج عن برودتها الواضحة نحوه...فقد أصبح ريتشارد لاتم المتنعم بدفء اهتمام سابينا رفيقاً مبهجاً تماماً أثناء العشاء وأظهر الجانب المسترخى الفاتن منه والذى يفضل برايس ألا يراه فهذا على الأرجح هو الجانب الذى تحبه سابينا!
ومن المؤكد أن هذا لم ينجح فى تشجيع برايس على حب ريتشارد لاتم
كما شاهد جده يرمى الرجل الآخر بنظرات ضيقة خلال الأمسية أيضاً
لم يحب جده ريتشارد كذلك وهذا أبهجه قليلاً...ربما لم تكن كراهيته فى غير مكانها على أية حال!...تمنى برايس أن ينتهى العشاء والليلة كى يستطيع مجدداً أن يمون لوحده مع سابينا
لكن بوجود سابينا بهذا المزاج البارد المتباعد لم يكن الجو مرحاً البتة!
وقف بغتة وقال بنفاد صبر :"قلبك فى الواقع لا يميل إلى هذا أليس كذلك؟حتى من اجل لاتم"
أشاحت سابينا بوجهها:"لو أستطيع فقط أن أقفل النافذة..."
"لم لا؟"
وسار عبر الغرفة ليصفق النافذة ويقفلها بعنف مكتوم وأخذ نفساً عميقاً مهدئاً قبل أن يستدير إليها مدركاً أن توتره يتحول حاداً كتوترها...وسأل بلطف:"ما الأمر سابينا؟"
خطت خطوة إى الوراء :"أنا...أنت...لم...تشرح لى أن الغرفة التى تريد أن ترسمنى فيها هى غرفة نومك!"
وأحمر خدها بشدة ولم يعرف برايس أكان سبب الأحمرار غضباً أم إحراجاً
هذا هو الأمر إذن!هذا الصباح على الأقل...وهز برايس كتفيه
"هذه ليست مجرد غرفة نومى حين أكون هنا .إنها مرسمى كذلك!"
كان هذا واضحاً من القماش واللوحات المنتشرة فى الغرفة .ولو أن الأمر بدا غريباً قليلاً بوجود سريره فيها...ولم يفكر بهذا من قبل لأنه لم يُدخل امرأة من قبل إلى مرسمه ولأى سبب من الأسباب
التوى فمه سخرية:"لن يُعجب هذا لاتم...هه؟"
لمعت عينا سابينا بشرار أزرق قاتم بحزم :"لا يعجبنى أنا؟"
"ولم لم يعجبك؟"
تحركت عبر الغرفة لتحدق إلى الخارج النافذة التى تطل على البحيرة:"المكان الهادئ جداً هنا..."
نظر برايس إليها بعينين ضيقتين وقاد بعناد :"لم تردى على سؤالى...."
نظرت سابينا إلى الخلف نحوه وقد لان العبوس من بين حاجبيها
وقالت بنعومة:"لأننى لا أعتقد أن السؤال بحاجة إلى الرد"
أخذ نفساً حاداً :"سابينا..."
منتديات ليلاس
قالت بخفة :"إلى أين أخذ جدك ريتشارد هذا الصباح؟"
إلى أعلى الجبل وسيدفعه إلى الأسفل من هناك...ولن يهتم برايس!
ولو أنه لا يعتقد ولو للحظة واحدة أن جده قد يفعل شئ كهذا.
"أعتقد أنهما ذهبا فى نزهة فى السيارة حول القصر...لا تقلقى سابينا...أنا واثق من أنك سترين خطيبك قريباً"
هزت رأسها وأكدت له:"لست قلقة"
لم يكن هذا ما يقلقها على أى حال...وقطب برايس للفكرة .إنها مضطربة بسبب شئ آخر
قال بلطف:"سابينا إذا لم تقولى لى ما بك فكيف يمكننى أن أساعدك؟"
نظرت إليه نظرة غير المصدق :"لا أذكر أننى قلت أن هناك شيئاً ! ولا أذكر كذلك أننى طلبت منك المساعدة!"
رد بنفاد صبر :"لكن من الواضح أنك تتاجين إلى المساعدة . فلِمَ لا أساعدك انا؟"
هزت سابينا رأسها :"ليس لدى فكرة عما تتكلم برايس...ولو كان لدى أى قلق...فلدى خطيب,وأمى...يمكننى أن أتناقش معهما ما هو ضرورى "
وليس مع غريب سمح لنفسه بأن يعانقها مرتين...هذا ما كانت كلماتها توحى به بوضوح!
هز كتفيه :"لدى إنطباع أن لي مثل هذه العلاقة مع أمك...هل أتصلت بها على فكرة لتقولى لها إنك تقضين نهاية الأسبوع فى اسكتلندا؟"
ضغطت سابينا على فمها بشدة وبنفاد صبر لهذا التحول المفاجئ للحديث وصاحت:"أنت ملحاً جداً برايس"
رفع حاجبين أسودين بإصرار :"حسناً جداً؟"
ردت بتوتر:"لا...لم أتصل"
"ولم لم تفعلى؟"
هزت كتفيها :"اسكتلندا بلاد واسعة...."
"أين تعيش أمك؟"
والتوى فمه وهى تسمى قرية لا تبعد سوى خمسة اميال
"سابينا...."
تحركت بنفاد صبر :"هل يمكن ان تترك الأمر برايس؟"
وعادت إلى مكانها فى الغرفة تضيف:"أعتقدت اننا جئنا إلى هنا لترسمنى"
"أستطيع التصال بها بنفسى...لا يمكن أن يكون هناك الكثيرون بأسم سميث فى المنطقة"
نظرت إليه بغضب :"وبإمكانك كذلك أن تهتم بشؤونك الخاصة!"
رفع يديه وكانه يدافع عن نفسه:"أنا أحاول المساعدة فقط سابينا"
"لقد قلت لتوى إننى لا أحتاج إلى مساعدتك...."وأكملت بكراهية:"علاقتى مع امى شأنى الخاص برايس وليست شأنك"
رد بنعومة:"أو شأنى....كم هى الحالة...."
قاطعته رافعة يديها بقرف:"أوهـ....هذا لا جدوى منه!"
وتقدمت إلى الباب تقول بحدة:"أحتاج إلى هواء منعش يمكننا أن نكمل هذا فيما بعد"
كانت لهجة صوتها لا تتحمل المناقشة
كانت لهجة عرف برايس أن عليه ألا يعترض طريقها!
ماذا يقول القول المأثور :يجب الحذر من البحر الهادئ
لمعظم الوقت كانت سابينا تتمالك نفسها ببرودة وتبدو غير مضطربة لكنها أظهرت له فى هذه الدقائق الأخيرة أن هناك جانباً آخراً منها....لو تم استفزاز سابينا فستخرج إلى القتال!
من جهة أخرى ...قرر برايس أن هذا أمر أحبهيا لها من كارثة! ويا لها من فوضى! أخذت سابينا تتمتم بهذا لنفسها وهى تغير الثوب الذهبى لترتدى قميص زهرى اللون وبنطلون وهى تنوى الخروج لتتنشق بعض الهواء المنعش
استقامت بعد أن ارتدت حذاءها وتنفست بعمق ماذا ستفعل ؟ماذا يمكنها أن تفعل ؟
إنها مخطوبة لـ ريتشارد . رجل لم يُظهر لها سوى اللطف والأهتمام....وهى تحب برايس رجل....رجل ماذا؟رجل أظهر لها اللطف كذلفك والأهتمام....لكن على طريقته الخاصة .
لكن برايس أظهر لها شيئاً أخر قدم لها أكتشافاً لقدراتها الخاصة على الحب والتى إلى أن ألتقت به لم تكن تعرف بوجودها . كيف يمكن لهذا أن يحدث لها؟
فى شهر تشرين الثانى الماضى كانت متكدرة بعمق وثقتها بنفسها ممزقة بسبب ما حصل.كان ريتشارد يومها مجرد صديق تتناول العشاء معها بعض الأحيان...ورأى كربها الواضح فتقدم باقتراحه ولمصلحة مشتركة...أن تصبح سابينا تحت حماية ريتشارد...ولأن فكرة ظهوره مع عارضة أزياء شهيرة عالمياً كانت تفيده أصبح الأثنان مخطوبين زلم يلزم سابينا وقت طويل لتقرر أنها أعجبت بالفكرة.
لكنها لم تدرك بعد أن وصلت إلى ذلك التفاهم مع ريتشارد أنها قادرة على الحب بالطريقة التى تحب فيها برايس الآن.ولو فكرت للحظة إنها ينمت أن تشعر هكذا نحو رجل آخر لما قبلت عرض ريتشارد اللطيف
ودارت الأفكار ذاتها مرات ومرات فى رأس سابينا وهى مستلقية على السريسر فى الأمسية السابقة عاجزة عن النوم تتساءل عما ستفعل الآن .
وأدركت زهرة منسية شيئاً...يجب أن تخبر ريتشارد عن مشاعرها وعرفت أنها لن تستطيع المضى بالخطوبة وهى تحس بهذه المشاعر وأنها لن تشاركه منزله وتتشوق لرجل آخر

* * * *

زهرة منسية 14-06-12 01:59 PM


ولم يكن لديها فكرة كيف ستقول هذا لـ ريتشارد ! لو كانت تعرف حتى ولو خمنت جزئياً كيف ستغير نهاية الأسبوع هذه حياتها لهربت راكضة بأسرع ما تستطيع وإلى أبعد ما تستطيع فى الأتجاه الآخر
كان بقاءها وحدها فى غرفة نوم برايس...أو مرسمه مع مشاعرها التى أكتشفتها حديثاً نحوه عذاباً مكتملاً
وقفت متعبة حتى من رفقة نفسها الآن.من السهل جداً الجلوس والتفكير وحدها
ستذهب إلى تلك الحدائق التى تشاهدها من نافذة غرفة نومها....إلى أى مكان يبعدها عن برايس ! وربما حين تنتهى نزهة متكاسلة عبر الحدائق سيكون هيوغ وريتشارد قد عادا ومشاعرها لم تعد مشوشة هكذا . فهى تعرف أن ريتشارد لن يكون مسروراً مما ستقوله له
أوهـ...اللعنة على على برايس ماكليستر...كم تتمنى لو لم تلتقه!
"خارجه لتتمشى؟"
استدارت سابينا بحدة بعد وصولها إلى أسفل السلم لتجد نفسها أمام هيوغ يرد سؤال كانت سابينا على وشك أن تطرحه :"لقد أستعار ريتشارد السيارة للذهاب إلى القرية وشراء صحيفة"
ابتسمت له بتسامح :"يكره أن يفوته القسم الأقتصادى ولو ليوم واحد"
هز يوغ رأسه :"هذا ما قاله.إذا كنت خارجة لتتمشى فهل تحبين أن أرافقك؟"
ستحب رفقته....أى شئ لتتهرب من أفكارها المعذبة.لكن...قالت معتذرة:"انا واثقة من أننا أزعجنا روتينك اليومى بما يكفى ليوم واحد"
رد العجوز بغير اهتمام وهو يبتسم:"مطلقاً رجل فى مثل سنى لا يمانع ابداً فى أن تزعجه امرأة جميلة!"
ضحكت سابينا...
"فى هذه الحالة...."وشبكت ذراعها بذراعه:"سأحب أن ترافقينى فى نزهتى"
ما أن أصبحا فى الخارج حتى سألها هيوغ :"إلى أين تحبين أن تذهبى؟"
قالت دون أن تعترف دون الأحساس بالذنب:"اخاف المشى فى الحدائق المسورة منذ قرأت عن فتاة عادت إلى الحياة قرأت ذلك فى قصة وأنا لا أزال طفلة"
نظر هيوغ إليها وكان لا يبدو فى الثمانين من العمر وقال لها متآمراً:"اظننى قد قرأت الكتاب عينه "ثم أضاف بنبرة حزينة:"رغم أننا لم نعد نولى تلك الحدائق العناية اللازمة فقد كانت زوجتى هى من تهتم بها"
أيقنت سابينا أنه أرمل منذ سنوات وهمست بنعومة :"يا للأسف"
أجابها مفكراً:"نعم , فى الحقيقة يا سابينا أنا مسرور لقضائى هذا الوقت معك بمفردنا"ورمقها بنظرة ممازحة :"أخبرينى من وجهة نظرك كامرأة شابة أتعتقدين ان عائلتى ستوافق على ارتباطى مجدداً إذا أخبرتها أننى مغرم رغم سنى هذا؟"
فتحت سابينا عينيها مندهشة من مدى خصوصية السؤال:"أنا لست واثقة...أنا لا...أوهـ..."
ضحك هيوغ لدهشتها الواضحة وهز رأسه:"آسف...لم أقصد أن أصدمك"
أكدت له سابينا:"لم تصدمنى"
وأحست بالحرج لغباء ردة فعلها
"أردت فقط رأى شخص آخر قبل الخوض فى الموضوع مع عائلتى...توترت أعصاب سابينا وسبقت هيوغ إلى أول حديقة مسورة سحرت على الفور بغزارة الزهور البرية التى هاجمت بمنظرها وعطرها أنف سابينا وأحاسيسها
سأل هيوغ :"ما رأيك إذن؟"
شعت عيناها بهجة وهى تتطلع حولها:"إنها جميلة !كما تخيلتها تماماً..."
صحح لها هيوغ بجفاء :"كنت أشير إلى إلى حديثنا السابق"
والذى تجهل تماماً كيف ترد عليه ! فـ هيوغ وبالرغم من سنه لا يزال رجلاً جذاباً فلم لا يقع فى الحب ولو فى هذا العمر المتقدم؟
لكن من ناحية أخرى ونظراً لردة فعلها على تورط أمها رجل .تستطيع ان ترى كيف ستكون عائلة هيوغ اكثر من مندهشة لهذا الخبر
تمتم هيوغ ساخراً من نفسه:"أستطيع أن أرى الحيرة بوضوح فى عينيك"
ضحكت سابينا بعمق :"ابداً...لقد أوقعتنى فى نوع من الحيرة...وهذا كل شئ...أترى....لقد واجهت شيئاً لتوى....شيئاً مشابهاً فى حياتى وفيما يخص أمى الأرملة"
نظر هيوغ إليها بعينين ضيقتين :"و.....؟"
كشرت وأعترفت بأسف :"ولم تكن ردة فعلى جيدة كما أخشى"
هز هيوغ رأسه:"آهـ"
منتديات ليلاس
تنهدت ساتبينا :"حقاً....نصيحتى الوحيدة لك هى ألا تأخذ بعين العتبار الأعتبار ردة الفعل الأولى"
رفع حاجبين فضيين:"أتعنين أن ردة فعلك الأولى لم تكن جيدة فيما خص أمك؟"
ضحكت وهى تخجل من نفسها:"أعنى أن ردة فعلى كانت فظيعة "
على أية حال هل إيجاد أمها لشخص يشاركها حياتها الموحشة أمر فظيع؟
بدأ هيوغ يسأل ببطء وفضول:"أخبرينى سابينا...ما رأيك بحفيدى؟"
أتسعت عيناها بسبب اتخاذ حديثهما منحنى جاداً وسألت تؤخر الأعتراف:"أى واحد منهما؟"
"هل ألتقيت بـ لوغان & فيرغوس"
"فيرغوس فقط . التقينا...."وصمتت .ماذا سيظن هذا الرجل المسن لو قالت له إنها تناولت العشاء مع ماكلاود؟
"لقد رأيت لوغان...يشبهان بعضهما أليس كذلك؟"
هز هيوغ رأسه :"أنهما متشابهان كل واحد منهما ماكدونالد.ولقد تأكدت من هذا"
كان من الواضح أنه فخور بكل منهم ولأسباب وجيه...
أكمل هيوغ بإصرار:"لكنك لم تردى على سؤالى عن برايس سابينا؟"
تجنبت الرد ممازحة:"أعتقد أن برايس قد ورث جرأته من جده"
ضحك الرجل المسن بسرور :"لقد ربيته على الأيمان بأن الصدق هو دائماً أفضل السياسات حتى ولو أنتهى الأمرببعض العداوات وبالحديث عن الصدق سابينا..."
ناداهما ريتشارد من باب الحديقة المفتوح مقطاعاً ما كان سيقولة هيوغ:"مرحباً"
كانت سابينا أكثر من ممتنة للمقاطعة فهى لم تكن تعرف بما ستجيب على سؤال هيوغ لو أنه أصر على الأسئلة المتعلقة بمشاعرها نحو برايس !
معرتفها بحبها لـ برايس كانت لاتزال جديدة والموقف برمته قاس جداً على مشاعره المعذبة حتى أنها لا تريد التفكير فى الأمر الآن....ناهيك عن التكلم عن برايس !
ولو إنها لم تكن تشعر بإنها مستعدة بعد لأن تواجه ريتشارد فى هذه اللحظات
قال ريتشارد بجفاء:"أنظرا من قابلت فى الخاج"
وتنحى جانباً ليكشف عن شخص كان يقف خلفه فى باب الحديقة
وجدت سابينا نفسها تنظر إلى امها مقطبة...ومرتبكةتماماً أمام مفاجأة ظهورها هنا من بين كل الأماكن...لو أن برايس تجرأ على تنفيذ تهديده والأتصال بها...
قال هيوغ بصوت أجش:"جوان...."
ماذا...؟
أستدارت سابينا تنظر إليه فرأت هيوغ مرتبكاً لما آلت إليه الأمور وقد تورد خداها وظهر القلق فى عينيه الزرقاوين القاتمتين ثم أدركت سابينا الحقيقة.كان هيوغ يحدثها منذ قليل عن وقوعه فى الحب وقد أخبرتها أمها عندما زارتها فى لندن الأسبوع الفائت أمراً مماثلاً
هيوغ ماكدونالد...جد برايس هو الرجل الجديد فى حياة أمها!


زهرة منسية 14-06-12 02:02 PM

يالا كمان فصل علشان عيونكم
وكده يبقى فاضل فصلين من الرواية

زهرة منسية 14-06-12 02:05 PM


8 / الجحيم هو الحب
**************
منتديات ليلاس

"سابينا...أعتقد أنك تبالغين فى رد فعلك"
أستدارت بقسوة نحو برايس الذى يجلس إلى جانب سريرها يراقبها وهى ترمى الملابس بعشوائية داخل الحقيبة
"أعتقد أن أفضل شئ تفعله هو ألا تقول كلمة واحدة فى الموضوع"
وحملقا فيه بغضب كانت عيناها تلمعان بلون أزرق قاتم وجسمها كله متوتر بغضب مكبوت .كان قد وصل إلى الطابق الأسفل منذ دقائق فقط وفى الوقت المناسب ليرى سابينا وهى تدخل عبر الباب الأمامى وجناحى الغضب المعتادين يظهران على خديها الشاحبين
"ماذا هناك"
قال الجد بخشونة وهو يلحق بها :"دعها برايس"
"لكن"
"قلت دعها!"
ووقف الرجلان يراقبان سابيان قبل أن تختفى عند زاوية السلم
استدار برايس نحو جده:"ماذا يجرى بحق السماء"
قد لا ترتاح سابينا لوجوده لكنها أحبت جده على ما يبدو ليلة أمس
وسأل بلهجة إتهام :"ماذا فعلت لـ سابينا؟"
لمع شئ فى نظر الجد...إحساس أخفاه بسرعة ولو أن تعبيره بقى متجهماً:"لم أفعل لها شئ يا ولد...."
وقطب:"على الأقل...لا شئ متعمد لجرحها وتكديرها"
قال برايس بحدة:"يبدو أنك نجحت فى الأمرين"
وحار بين رغبته فى الجرى خلفها وحاجته ليقف هنا ويسمع ما سيقوله جده
رفع الجد يدين مدافعتين وهز رأسه :"بدا لى هذا تدبير سماوياً حين قلت لى لإنك ستأتى بـ سابينا إلى هنا...لكن لسوء الحظ وقبل أن يتاح لى الوقت لأشرح الموقف لها..."
قاطعه برايس ببرود :"مهلك قليلاً جدى...ما هو التدبير فى مجيئى بـ سابينا إلى هنا...؟"
وقطب قلقاً من سماع الرد.
قال صوت أنثوى هادئ من جهة الباب :"أعتقد أن من الأفضل أن أرد عن هذا بنفسى"
استدار برايس عابساً...ليرى امرأة صغيرة الجسم شقراء الشعر ربما فى الستين من عمرها وبالرغم من شعرها الذى يصل إلى كتفيها ووجهها الجميل وجسمها النحيل عرف برايس أنه لم يرها من قبل . مع ذلك....
راح ينظر إليها مدركاً أن هناك شيئاً مالوفاً فى عينيها الزرقاوين القاتمتين وفى خديها المرتفعتين....وبشرتها العاجية
كانت سابينا قالت إنها تشبه والدها مع ذلك فهذا دليل واضح على أن ما قالته ليس صحيحاً تماماً
أخذ برايس نفساً خشناً :"فهمت"
رفعت المرأة رأسها من جانب واحد :"هل فهمت؟"
هز برايس رأسه ببطء وأستدار إلى جده:"اعتقد هذا...لَمِ لم تقل لى؟"
أصبح الأمر الآن أكثر من واضح فوالدة سابينا هى(صديقة) جده ما من عجب أن سابينا تكدرت!
تحرك الجد ليضع ذراعاً واقية حول كتفى المرأة التى عرفها برايس كوالدة سابينا وقال بصوت أجش :"لم تستمتع جوان الأسبوع الماضى حين حاولت إخبار سابينا عن علاقتنا يبدو أنكم أنتم الشباب تعتقدون أن الوقوع فى الحب أشبه بلعبة!
تكلم ريتشارد لاتم ببرودة شديدة من خلفهم وسأل بكبرياء :"هل سابينا فوق؟"
رد برايس متجهماً :"أجل...إناه فى الطابق الأعلى "
هز ريتشارد لاتم رأسه بعجرفة :"سابينا وأنا سنغادر قريباً وسنحتاج إلى سيارة أجرة توصلنا إلى أقرب مطار"
قال برايس ببرودة مماثلة :"سأوصلكما"
نظر ريتشارد لاتم إليه بسخط:"لا أعتقد هذا"
واستدار إلى الجد :"لكن إذا سمحت أن تهتم بطلب سيارة أجرة...؟"
وهز رأسه بدون اكتراث ولحق بـ سابينا على السلم
أشتعل برايس غضباً فـ ريتشارد تصرف وكأن الجد عامل مأجور لديه ووجد نفسه يريد أن يلحق بالرجل الآخر ويلكمه على وجهه!
قالت جوان سميث بخشونة :"ريتشارد لاتم لا يحبنى...لقد كنت جرئية أكثر من اللازم حين أعطيت رأى بخطوبته من سابينا "
استدار برايس بهدوء :"فى هذه الحالة...لقد أحببتك كثيراً!"
ضحكت جوان ضحكة تشبه ضحكة سابينا كثيراً وأحس برايس بألم فى صدره لمجرد سماعه هذه الضحكة
سابينا...
بما تشعر الآن؟والأكثر دقة بم تفكر؟
قال للمسنين :"يجب أن أصعد إلى فوق وأتكلم مع سابينا"
قالت الأم بحزن:"ستضيع وقتك . فى الأشهر الأخيرة راقبت أبنتى الجميلة الواثقة من نفسها تنقلب إلى شخص آخر بالكاد أعرفه"
وهزت رأسها بأسف
نظر برايس إليها مقطباً...يرغب فى متابعة الموضوع لكن فى الوقت ذاته يعرف أن عليه التحدث إلى سابينا...الآن
قال برايس لـ جوان بحدة :"لا تنسى هذه الفكرة ولا تذهبى قبل أن أتحدث إليك مرة أخرى"
وأخذ يصعد السلم درجتين فى كل خطوة وهو يتكلم
أكد له جده بحزم :طجوان لن تذهب إلى أى مكان"
لم يكن برايس واثقاً ما إذا أحس بالارتياح أم خاب أمله حين دخل غرفة نوم سابينا بعد دقائق ليجدها لوحدها
ناداها مجدداً :"سابينا .أيزعجك حقاً أن جدى وأمك أصبحا...صديقين؟"
لم يكن لديه أى فكرة إلى أى مدى قد تصل تلك العلاقة بين العجوزين...حتى ولو كانا ينويان قضاء العطلة معاً فى باريسس
عاودت سابينا رمى الثياب فى الحقيبة :"قلت لك لا أريد التحدث فى المسالة!"
قال برايس متحدياً :"أهذه طريقتك عامة فى التعامل مع الأحداث ؟أتدفنين رأسك فى الرتاب وتتمنين لو يرحل الجميع؟"
نظرت إليه ورددت:"الآن"
أضاف :"تقول أمك أنك تغيرت منذ خطبت إلى لاتم"
أجابت سابينا بعصبية :"حقاً ! قلت لك إن أمى و ريتشارد لا يستلطفان بعضهما البعض"
كانت تلمّح إلى أن أمها تحكم مسبقاً على ريتشارد إلا أن برايس عجز عن نسب مثل هذا الأتهام للمرأة التى رآها لتوه واقفة فى أسفل السلم
كان لا يزال متعجباً من أن جده وأم سابينا قد التقيا وأغرما ببعضهما .
ففرص حصول مثل هذا الأمر شبه معدومة . لكن أكان الأمر أكثر غرابة من شعوره نحو سابينا ؟ أضف إلى ذلك فعندما علم برايس أن والدة سابينا هى المرأة الجديدة فى حياة جده , تلاشى شعوره السابق برفض هذه العلاقة. منتديات ليلاس
لكن لسوء الحظ لم يكن شعورسابينا مماثلاً . أيعود السبب فى رفضها إلى عدم ملاءمة جد برايس لأمها أو لأن هيوغ هو جد برايس؟
"امنحيها فرصة سابينا فكلاهما راشد
وقطع حديثه عندما نظرت سابينا إليع بعينيها الواسعتين:"ألا تفهم أننى عاجزة عن ذلك الآن"
تفرس برايس بها عن كثب أيرى دموعاً فى عينيها تتجمع على رموشها وتهدد بالسقوط؟
وقف بغته..ومد يده ليأخذها بين ذراعيه
"سابينا ! سيكون كل شئ على ما يرام وسترين "
وضم رأسها إلى كتفه
لن يكون الأمر على ما يرام مرة أخرى ! ما السبيل إلى ذلك وقد وقعت فى حب برايس بينما هى مخطوبة لـ ريتشارد وها هى الآن تجد أمها على علاقة بجد برايس؟ تلك العلاقة وحدها كفيلة بأن تجعل من المستححيل عليها أن تُبعد نفسها عن برايس...أو عن عائلته!
سألها برايس بصوت أجش قلق:"سابينا؟"
إنها تحب هذا الرجل...فماذا ستفعل
نظر برايس إليها متفحصاً هاتين الجوهرتين الخضراوين وأملت زهرة منسية إلا يرى ما فى قلبها!
أخيراً كرر بصوت أجش :"سابينا..."
وضمها أكثر إلى صدره قبل أن يخفض رأسه ويعانقها
وتحركت ذراعاها إلى أعلى حول كتفيه وهى ترد له عناقه.وأخذت الأحاسيس تتحرك مع تزايد السرور فيها
تقبل برايس الدعوة وتنهد تنهيدة منخفضة وإزداد عمق عناقه
تعلقت سابينا بكتفيه العريضين فراح جسنها ينحنى غريزياً ليلتصق بقساوة جسمه وأحست بساقيها تضعفان والمشاعر الحارة تكتسح جسمها كله وتأوهت بشوق:"برايس....؟"
تمتم قرب أذنها:"لا بأس فى هذا سابينا..."
واشتدت ذراعاه حولها بشكل مؤلم
"أنا...."
وصمتت بعد أن سمعت صوتاً آخر عرفته حتى فى حالتاه المشوشة
ولم يكن صادراً عنها ولا عن برايس
تراجعت بسرعة عن برايس تدفعه عنها وبالكاد تمكنت من تحرير نفسها من بين ذراعيه والابتعاد مع انفتاح باب الغرفة . أكتشفت وهى تنظر نحو الباب بحدة أن ريتشارد واقف هناك
خطيبها!
أحست بخديها يلتهبان بألم وهى تنظر مذنبة إلى الرجل الذى تضع خاتمه فى إصبعها...وتساءلت عما إذا عرف ريتشارد...عما إذا خمن يبدو عليها أو على برايس بأنهما ومنذ ثوانى كانا يتعانقان
استحالت معرفة شئ من مشاعر ريتشارد من تعبيره الجامد وهو ينظر إليهما . وعيناه الزرقاوان ضيقتان متأملتان دون أن تشير إلى أى اتهام
رفع حاجبيه الأشقرين وسأل :"ألا زلنا سنغادر؟"
منتديات ليلاس
هزت سابينا رأسها بسرعة :"أجل"
وتحركت لتقفل حقيبتها وأبقت طوال الوقت نظرها بعيداً عن برايس وهو يقف متوتراً على بُعد قدم منها ويداه مشدودتان إلى جانبيه...لو تجرأ ريتشارد على قول شئ...!
"فى هذه الظروف سيد ماكليستر أعتقد أنه من الأفضل ألا تستمر فى رسم اللوحة على أية حال
ردد برايس بخشونة :"ظرف؟"
هز ريتشارد كتفيه:"سابينا متكدرة تماماً....لصداقة أمها مع جدك"
التفت برايس نحوها :"هل هذا صحيح؟"
رفعت سابنا رأسها ببطء لتلتقى على مضض بنظرة برايس المتسائلة:"أنا...أنا لست واثقة كيف أشعر حول المسألة فى الوقت الحاضر"
كان ردها صادقاً...فهى بحاجة إلى وقت وفسحة لتتقبل الواقع قبل أن تعرف ما تشعر به
وأضافت بحزم :"لكننى أوافق ريتشارد على أنه من المستحسن أن نغادر الآن وأن ننسى كل ما تعلق بهذه اللوحة أيضاً"
رق فم برايس غضباً :"لماذا؟"
لأنها لا تجرؤ على أن تكون لوحدها فى غرفة معه! لأنها فى كل مرة تنظر فيها إليه تنفذ مشاعرها نحوه دون خجل دون تحفظ وبالكامل لأنها تحبه!
ولأن لا جدوى من رسم اللوحة وهى ستنهى خطوبتها من ريتشارد فمن الأفضل نسيان كل شئ عن اللوحة أيضاً
ثم أضافت:"كما تعلمان فأنا لم أرد يوماً أن أحصل على هذه اللوحة"
رد برايس :"نعم فأنت قمت بذلك إرضاء لخطيبك فحسب!"
ردت سابينا بنبرة متحدية:"هذا صحيح"
كانت نظرتها تتحدى برايس وهى تعرف أنه عاجز عن التصرف
زم برايس فمه إزدراء :"أنا واثق من أن هناك الكثيرمن السبل الأخرى التى تستطعين بها إرضاء لخطيبك"
ردت سابينا ببرودة دون ان تعجبها رنة صوت برايس أبداً:"وانا واثقة من هذا"
قال ريتشارد ببروة :طأرس للى فاتورة بقيمة الوقت والمواد التى أستخدمتها"
قست العينان الزمرديتان لتصبحا حجرين غاضبين من نور مضئ وقال برايس :"لن يكون هذا ضرورياً"
"لكننى أسدد دائماً ما على برايس "
صاح برايس :"قلت لك إنسى الأمر"
راقبت سابينا بقلق تبادل التهجمات بين الرجلين ونظرت إلى برياس الآن . كان من الصعب أن تصدق أنهما كانا هنا منذ دقائق فى أحضان بعضهما ضائعين فى عالم آخر...بعيداً عن كل كائن حى! وكل شئ آخر منسى وبدا برايس الآن متباعداً وبارداً...وهى...
لم تكن سابينا تعرف كيف تبدو...كانت تعرف فقط أن عليها الخروج من هنا بعيداً عن برايس . بعيداً عن السحر الذى ألقاه عليها فى هذا المكان وتعود إلى لندن حيث تعرف من هى وإلى أين هى متوجهة
سألها ريتشارد عن عمد:"أأنت مستعدة للمغادرة الآن سابينا؟"
وبدا واضحاً أنه ضجر من حديثه مع الرجل الآخر
"أنا مستعدة"
ومدت يدها لتنزل الحقيبة المقفلة إلى الأرض
"أنا واثق من أن برايس لن يكون عديم التهذيب بحيث يتركك تحملين حقيبتك على السلم أليس كذلك سيد ماكليستر؟"
والتقط ريتشارد حقيبته متح\ياً
قال برايس بحدة:"لا"
وأراح سابينا من حملها فوراً ولمست أصابعها الباردة كالثلج أصابعها لوقت قصير
"اعتقد أن جدى قد كلف مدير الأملاك بإيصالكما إلى مطار ابردين"
سبقت سابينا الرجلين إلى الأسفل متلهفة إلى أن تذهب . ربما ستتمكن من معرفة حقيقة مشاعرها نحو أيرس ما أن تبتعد عنه وقد تتمكن من معرفة ما إذا كان شعورها هذا حباً أو أنه شئ آخر
لكن لا شئ من هذا سيغير حقيقة أنها مضطرة إلى إنهاء خطوبتها من ريتشارد

* * * * *


زهرة منسية 14-06-12 02:07 PM


غضب برايس ابقاه صامتاً وهو يلحق بالأثنين على السلم شاعراً بالعجز نحو سابينا
كيف يمكنها أن تغادر مع ريتشارد لاتم بعد عناقهما ؟ ولقد استجابت له...إنه واثق تماماً من هذا
مع ذلك...ستغادر مع لاتم
كان جيف مدير الأملاك ينتظر فى السيارة
قال برايس بصوت خشن وسابينا تتحرك لتدخل النقعد الخلفى للسيارة:"مهما كانت مشاعرك الآن سابينا...أعتقد أن عليك على الأقل وداع أمك...وشكر جدى على ضيافته كذلك"
أحمر خداها من التوبيخ الواضح واستقامت قائلة:"طبعاً"
قال برايس لـ ريتشارد وهو يرافق سابينا عائدين إلى القصر :"يكفى أن تقوم سابينا بالواجب ما من داع لكليكما"
أكدت سابينا لـ ريتشارد ينظر إليها متسائلاً :"لا بأس فى هذا ريتشارد لن أغيب أكثر من بضع دقائق"
ضغطت على ذراعه تكمئنه أما برايس فكره كثيراً حركتها هذه فهو عاجز عن تحمل فكرة ملامسة سابينا للرجل حتى عرضاً فكيف...
هذا جحيم بحد ذاته ! الجحيم هو أن تعرف أن المرأة التى تحبها تعيش مع رجل آخر!
فهو يحب سابينا وقد عرف هذا فى وقت سابق حين لم يتمكن من تركها تغادر دون ضمها إليه للمرة الأخيرة
لم يعرف كيف ومتى حدث هذا...لا يعرف سوى أنه أحب كل شئ يتعلق بها : جمالها , تأثيرها , دفئها , بحة صوتها , طريقة حركتها...
وإخلاصها لرجل لا يستحق أبداً أن يُقبّل واحدة من قدميها الجميلتين!
كانت فكرة عدم رؤية سابينا مرة أخرى تسبب له أماً مبرحاً
لقد عرف أن الجحيم هو حب ما لايمكن الوصول إليه!
قال لـ سابينا بصوت أجش وهى تتردد فى الردهة :"سيكونان فى غرفة جلوس جدى الخاصة "
أجفلت للعدوانية فى صوته :"برايس أن...."
وبللت شفتيها :"....أنا أحتاج إلى القليل من الوقت كى...كى أتكيف مع....صداقة أمى وجدك"
وتطلعت إليه متوسلة :"كانت صدمة لى"
نظر إليها برايس ببرودة...يعرف أنه حتى هذه اللحظة لا يجرؤ على النظر إليها بطريقة أخرى...فلو أنه نظر بغير هذه الطريقة لما استطاع أن يمنع نفسه من أن يعترف لها بمشاعره نحوها . وهذا تعقيد آخر لا ترغب حتماً بسماعه فى ظل هذه الظروف !
هز رأسه...وذكرها بخشونة :"بدا لى أنك أحببت جدى بما يكفى قبل أن تعرفى بتورطه مع أمك"
ردت بارتباك:"لقد أحببته...ولا زلت"
خمن برايس أفكارها :"لكنه ليس والدك"
لمعت عينا سابينا وردت بحدة :"لا...ليس أبى...لكن...."
"هل فكرت يوماً كم شعرت أمك بالوحشة فى السنوات الخمس الأخيرة ؟ وكيف مرت تلك السنين عليها؟ من القليل الذى قلته لى عن والديك أستطيع أن أخمن أنهما تشاركا علاقة عاطفية ومساواة ثقافية . كانا رفيقى روح فى الحقيقة أظن أن أمك كانت تعيش حياة ناقصة خلال السنوات الأخيرة ولابد أنها شعرت وكأن يدها اليمنى قد بُترت . كان برايس يشعر بمرارة الأنفعال فما تراه يقول عن لافراق بعد ثلاثين سنة من العشرة أو ربنا أكثر , ما تراه سيشعر إذا فقد سابينا بعد مرور سينين على بقائها بجانبه
حذرها قائلاً:"كونى لطيفة معهما"
فقطبت حاجبيها وأجابت متحدية بلطف :"وإلا ماذا؟"
رد عليها ممازحاً "وإلا ستضطرين إلى مواجهتى"
وأبتسمت ابتسامة مضحكة وأجابت :"كم أنا خائفة"
خطا برايس خطوة إلى الوراء ليمنع نفسه من إمساكها وضمها على صدره ثم أكد لها متجهماً :"هذا ممكن "
واستدار يسير بقوة عبر الردهة نحو غرفة جلوس جده
كان العجوزان واقفين قرب بعضهما حين دخلت سابينا و برايس وإذا لم يكن برايس مخطئاً كان هناك أثر للدموع على وجه جوان
حذر برايس سابينا بصوت منخفض:"أنتبهى لنفسك"
رمشت عينيها ثم توجهت إلى هيوغ وجوان قائلة :"سنغادر و ريتشارد الآن . اردت فقط أن أودعكما"
شدت جوان على يد هيوغ مطمئنة ثم قالت لأبنتها :"أرجو ألا يكون وجودى هنا سبب رحيلك"
ردت سابينا مطمئنة :"بالطبع لا..على ريتشارد أن يعود إلى لندن على كل حال . لديه أمور يقوم بها قبل أن نسافر إلى أوسترواليا يوم الأثنين"
كان برايس قد نسى إنها مسافرة مع الرجل الآخر وأن الرحلة تأخرت بسبب مجيئها إلى هنا
هزت جوان رأسها ووقد اعتادت على نمط ححححياة أبنتها الدائم الترحال
"أتصلى بى حين تعودين...ألن تفعلى سابينا؟"
بدت سابينا مندهشة لكنها هزت رأسها موافقة وقالت تقترح :"ربما أنت و...هيوغ. قد تحبان تناول العشاء معنا حين نعود؟"
قبلت الأم الدعوة :"سيكون هذا محبباً...أنا واثقة أننا سنحب أن نأتى ...أليس كذلك هيوغ؟"
واستدارت نحوه للتأكيد
أكد لها هيوغ باختصار :"سنحب هذا وأنا آسف لأنكما مضطران للمغادرة فى وقت قصير سابينا . كنت أحب أن أتعرف إليك أفضل "
هزت سابينا كتفيها :"لا داعى للعجلة أليس كذلك؟"
قال هيوغ ساخراً :"هذا يتوقف عن نظرتك للمسألة كما أعتقد على أى حال لقد تجاوزت بكثير سنواتى الثلاثة عشر"
نظرت سابينا إليه مقطبة...واضح إنها لم تكن واثقة كيف تفهم ما قال لكن برايس كان يعرف بالضبط كيف يفهمه....دون اى جهد أبداً
منتديات ليلاس
فجده صحيح الجسم ولا سبب يمنعه من أن يعيش عشر سنوات بعد على الأقل . خاصة الآن وقد وجد شخصاً فى حياته فسوف يتعلق بالحياة أكثر
ختمت سابينا الحديث:"سأتصل بك حين أعود وسنرتب موعداً للعشاء"
وقالت بصوت أجش دون أن ترفع نظرها :"وداعاً برايس "
قال متجهماً:"سأرافقك إلى السيارة"
هزت رأسها :"لا داعى حقاً .أعرف الطريق و...ولقد ودعنا بعضنا"
لم يكن برايس سعيداً بهذا كان يود أن يقضى بضع دقائق بمفرده مع سابينا . لكنه أستطاع أن يرى من النظرة العتيدة فى عينيها ومن شحوب خديها إنها نالت كفايتها ليوم واحد.
هز رأسه :"فى هذه الحالة...أتمنى لك رحلة سعيدة"
ابتسمت بسرعة واستدارت لتخرج بسرعة من الغرفة .
أستدا برايس إلى جده وقال بصوت جاف :"والآن...أرجو ألا تمانع فى تقديمى رسيماً إلى جوان...؟وبهذه الطريقة لن تجدينى فجاً كثيراً حين أسألها ماذا حدث فى حياة سابينا منذ بضعة أشهر وغير حياتها
كان برايس مصمماً على الوصول إلى قلب ذلك الغموض . لذا أراد أن يعرف . أحتاج أن يعرف!

* * * * *

زهرة منسية 14-06-12 02:09 PM


قال ريتشارد بعد أن صعدت سابينا إلى السيارة إلى جانبه :"هل كل شئ على ما يرام؟"
"على ما يرام"
وأدارت رأسها لتلقى نظرة أخيرة على قصر هيوغ ماكدونالد
بدا جميلاً وهو يستحم بأشعة شمس شهر أيار . أنه ليلاس فاتن هادئ ساكن . لقد غادرت مع ريتشارد لأنها لم تستطيع أن ترى حلاً آخر . كانت مصدومة تماماً لأكتشافها أن هيوغ ماكدونالد هو الرجل الجديد فى حياة أمها . لكنها كانت مصدومة أكثر لردة فعلها على عناق برايس منذ دقائق
لم يكن لديها فكرة عما إذا خمن ريتشارد أنها كانت بين ذراعى برايس قبل ثوان من دخوله الغرفة . لكنها مضطرة إلى فسخ خطوبتهما وهذا وفقاً للظروف الحل الوحيد المنصف فى حق ريتشارد
قال وهو إلى جانبها :"كانت تلك مفاجأة...أليس كذلك؟"استدارت سابينا إليه ولم تفهم ماذا يقصد :"ما هى؟"
تمتم ريتشارد بسخرية :"أمك وماكدونالد...مع ذلك لو أرادت أن تجد لنفسها عشيقاً عجوزاً فقد وجدت واحداً ثرياً على الأقل !"
كانت سابينا تعى تماماً وجود موظف هيوغ ماكدونالد على بُعد قدم فى المقعد الأمامى من السيارة .وأدركت أنه يسمع دون شك حديثهما....
مع ذلك لم تستطيع ترك الملاحظة تمر دون دفاع...وقالت ساخطة قليلاً:"أنا واثقة من ان لا دخل لثراء هيوغ بمشاعر أمى نحوه "
رفع ريتشارد حاجبين مرتابين فوق عينين زرقاوين ساخرتين:"لا؟وأنا لست واثقاً جداً من هذا"
لكن سابينا كانت واثقة وتعرف أن أماه لم تهتم يوماً بالثراء المادى . والله يعلم أن سابينا عرضت مراراً على أمها جعل حياتها أكثر سهولة مالياً ,لكن الأم كانت تبتسم مدعية أن لديها ما يكفيها وهو منزلها الريفى الصغير فى اسكوتلندا ومجموعتها الواسعة من الكتب
إضافة إلى هذا لـ هيوغ الكثير والكثير يزكيه فهو لا يزال وسيماً بطريقة مميزة وحاد الذكاء وهذا ما ستكون امها ممتنة له . والأهم كان هيوغ فاتناً للغاية مثل حفيده تماماً!
لكن الحدة ظهرت بوضوح فى صوت ريتشارد حين تكلم عن امها
وأخذت نفساً عميقاً :"ريتشارد..."
قاطعها بحدة ينظر إلى السائق عمداً:"ليس هنا"
الآن اختار أن يتذكر وجود الرجل الآخر !أضاف ريتشارد بخشونة :"سنتكلم متى وصلنا إلى لندن"
أى حين يعودان إلى المنزل الذى تشاركه إياه . يجب أن يتغير هذا أيضاً
فى الواقع على كل شئ أن يتغير ما أن تشرح لـ ريتشارد أنها لم تستطيع الالتزام بإتفاقهما .
رغم أنها لم تكن تعتقد أن من الصواب إطلاع ريتشارد على حبها لـ برايس !
برايس....كم يتألم قلبها لمجرد التفكير فيه. ويزداد هذا مع إتساع الأميال بينهما...متى سترى برايس مرة أخرى؟ لقد أوضحت بصراحة مشاعرها نحو اللوحة كما فعل ريتشارد أيضاً . وهذا يعنى ويا للسخرية أن ما يربطهما الآن بـ برايس هو علاقة أمها بـ هيوغ . هل من تبرير منططقى لعدم إستجابتها حين حاولت الأم ان تخبرها عن الصداقة الجديدة فى حياتها!
وهذا شئ آخر يتوجب تصحيحه فى أقرب فرصة
لكن أولاً يجب أن تفسخ خطوبتها بـ ريتشارد
ولم تكن هذه فكرة مستساغة فقد أظهرت لها النظرة السريعة الجانبية التى القتها بإتجاهه أنه فى تلك اللحظات بدا متجهماً لا يمكن الأقتراب منه ولن يكون الحديث معه سهلاً أبداً
منتديات ليلاس
لكن لم يكن سهلاً ؟ لقد كان ريتشارد صادقاً معها منذ البداية حول ما يريده منها فى خطوبتهما وما سيعطيها فى المقابل . ولقد التزم بالصفقة ولم يتغير بل هى التى تغيرت...والأسوأ أنها وقعت فى حب رجل آخر ,مع إنها لن تقول هذا حرفياً لـ ريتشارد . يكفى إناه لم تعد قادرة على المضى قدماً فى الخطوبة دون أن تورط برايس
خاصة وأن برايس لا يبعرف إنها تحبه ! ولن يعرف أبداً . إضافة إلى هذا لو أصبحت علاقة أمها بـ هيوغ أكثر من دائمة فلسوف تصبح و برايس قريبين بطريقة ما . وفى هذه الحالة لا يجب أن يعرف برايس أبداً أنها كانت بلهاء بما يكفى لتقع فى حبه!
أعلن ريتشارد متجهماً حين وصلا المنزل :"أعتقد أننا سندخل غرفة الجلوس"
لم تكن الرحلة مرضية تماماً . ولم يحلُ لـ ريتشارد الحديث خلال الطيران أو فى السيارة إلى لندن من المطار
صب ريتشارد لها كأس ماء دون ان يتفوه بكلمة وقال وهو يوجه إليها عبر رموش ضيقة نظرة قاسية:"تستمدين من الماء الشجاعة سابينا؟"
أنه يعرف بعناقها هى برايس...إنها متأكدة من هذا فقد رأت نظرة الأتهام القاسى البادى على وجه ريتشارد...وهو أتهام تستحقه جيداً .
تابع ريتشارد بقسوة :"سوف أوفر عليك مشقة فسخ الخطوبة سابينا وسأفسخها بنفسى وأنا واثق من أننى أوضحت لك منذ البداية ما أريده منك وأننى لن أقبل بشئ غير مكتمل!"
شهقت سابينا لنظرة الازدراء التى رافقت إهانته المتوحشة لها...
وردت بصوت منخفض :"أنا لم أدع يوم الكمال ريتشارد"
ردد ساخراً:"لم تدّعى أبداً أنك كاملة ! لم تكونى مضطرة للإدعاء فأنا أعرف أنك كنت كاملة , ناجحة , جميلة , رابطة الجأش ببرودة , ولا تُمسين...وأكثر من أى شئ آخر لا تُمسين! لكن هذا لم يعد صحيحاً..اليس كذلك؟"
كانت تعرف أن ريتشارد سينزعج حين تفسخ الخطوبة...لكن لا شئ حضرها لمثل هذا الهجوم الأنتقامى . لقد راته غاضباًى من أشخاص آخرين فى الماضى لكنها كانت ترفض رؤية القسوة التى يتعامل بها مع من يخيبون أمله. حسناً جداً لقد خيبت أمله...ولن ينقذها شئ من لسانه الحاد!
هزت رأسها :"لا أعرف ماذا تعنى....؟"
قاطعها ريتشارد ببرود :"اعنى دخولى إلى غرفة النوم اليوم لأجدك محمرة الوجه مبللة بالعرق لأنك كنت بين ذراعى برايس ماكليستر !"
كررت سابينا:"محمرة و متعرقة..؟ ريتشارد أنت....؟"
"صادق إلى حد الفظاظة ؟ ربما هذا ما هو الأمر عليه بالضبط"
وهز رأسه بإشمئزاز :"ظننتك مختلفة سابينا . ظننت بعدما حصل لك أنك شخص مثالى بعيداً عن القذارة التى يربطها الناس بالحب...وانك تريدين من العلاقة تلك الأشياء التى تشاركناها فى الأشهر القليلة الأخيرة : الصداقة , الحديث الذكى , الإعجاب المتبادل , مع الحفاظ فى الوقت ذاته على الكمال الشخصى"
وهز رأسه مرة أخرى :"لكن فى نهاية هذا الأسبوع...أظهر لى تصرفك مع ماكليستر أنك مثل لأى امرأة أخرى !"
نظرت إليه سابينا محدقة عير مصدقة أبداً ما تسمع...لقد تشاركت هذا المنزل وريتشارد لعدة شهور وظنت أنها تعرفه . لكن الأشياء التى قالها بينت لها بوضوح أنها لا تعرفه!
وتابع بإزدراء :"مجرد أن أفكر أننى كنت فعلاً سأطلب منك أن نتزوج !"
كانت قد لاحظت تعليقه حول شهر العسل وهما مسافران إلى اسكتلندا وتذكرت عدة تعليقات لمح إليها برايس حول خطط ريتشارد للزواج منها. وظنت أنها ملاحظات تهدف إلى إعطاء دليل على أثبات الخطوبة...لكن من الواضح أنها كانت مخطئة
وبللت سابينا شفتيها :"لم يكن هذا أبداً جزءاً من أتفاقنا"
رمقها ريتشارد بنظرة مريرة
"لقد وضع تصرفك مع السيد ماكليستر نهاية لأتفاقنا سابينا...وفى هذه الظروف سوف أكون ممتناً لو أبعدت نفسك وممتلكاتك عن منزلى فى أسرع وقت ممكن
حدقت سابينا إليه...من حقه الشعور بالغضب...وتتقبل هذا . لكن ريتشارد هذا لم تره من قبل...وهو رجل لا ترغب أبداً بالتعرف إليه....


زهرة منسية 15-06-12 05:01 PM


9 - يُطارد قوس قزح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
منتديات ليلاس

تكلمت كلوى بصوت هادئ منخفض وهى تجلس بجانب برايس:"ستصبح هذه عادة مميزة"
لم ينجل عبوسه للملاحظة الممازحة فقد كان كل أهتمامه مركزاً على منصة العرض أمامه وهو ينتظر أن تنطفئ الأضواء ويبدأ عرض الأزياء
كان يحاول للأسابيع الثلاثة الأخيرة أن يرى سابينا أو على الأقل أن يكلمها . لكنه لم ينجح سوى فى تلقى صد مدبرة منزل ريتشارد لاتم وفى كل مرة كان يتصل كانت سابينا فى الخارج .
هكذا لجأ مرة أخرى إلى إقناع كلوى فى أن تدعه يرافقها إلى عروض الأزياء والتى يعرف أن سابينا ستشارك فيها كعارضة أولى .
أحس برايس طيلة هذه الأسابيع الثلاثة الماضية أنه كرجل فى الصحراء يكاد العطش يقتله...لكنه كان عطشاً لرؤية وسماع صوت سابينا!
قال لـ كلوى بجفاء :"لا تعتادى كثيراً على هذا...فعروض الأزياء لا تستهوينى"
نظرت كلوى إليه متفهمة:"أنا ليست حمقاء بالكامل برايس"
ضحك لزوجة أبن خالته :"لم يخطر ببالى لثانية واحدة انك حمقاء!"
كانت ستضجر أبن خالته فيرغوس منذ الأسبوع الأول لو أنها هكذا...
لكن بدلاً من هذا أزداد حب الأثنين لبعضهما البعض...
قالت كلوى ببراءة :"كانت مفاجأة لنا جميعاً حين أعلن هيوغ نيته الزواج مجدداً"
كان برايس على الأرجح الأقل دهشة من بين الجميع حين اتصل هيوغ بكل فرد من العائلة فى الأسبوع الماضى ليخبرهم بقراره...وهذا سبب إضافى يدفعه إلى التكلم مع سابينا أو على الأقل هذا ما أقنع به نفسه
وتابعت كلوى متحدثة:"ومن والدة سابينا من بين كل الناس"
اعترف دون اكتراث :"هذا ما فهمته"
كان يريد يائساً أن يعرف كيف تلقت سابينا الخبر
رفعت كلوى حاجبين أسودين :"قال لى فيرغوس إنك التقيت بـ جوان....؟"
أكد لها بحدة :"لوقت قصير "
ولم يكن لديه النية بأن يخبر أحداً من العائلة بنهاية الأسبوع السيئة.....!
"لا تقلقى كلوى..ستتاح لك فرصة التعرف إليها نهاية الأسبوع القادم فنحن مدعوون جميعاً إلى لقاء رسمى مع جدة المستقبل!
متى سيبدأ هذا العرض؟ أخذ يتساءل بنفاد صبر...كان مقرراً أن يبدأ فى الثامنة والنصف لكن الساعة تشارف على التاسعة الآن!
أكدت له كلوى :"لست قلقة برايس . أعرف هيوغ جيداً بما يكفى لأتقبل ذوقه البعيد عن الأخطاء . وأنا واثقة أن جوان جميلة....هل ستكون سابينا موجودة هناك؟أتظن هذا؟"
لو كانت كلوى تقصد أن تلهيه عن تركيزه العابس على منصة العرض بسؤالها المفاجئ فقد نجحت .
كان يتمنى بكل تأكيد أن تحضر وليس لأسباب أنانية فقد أحب جوان كثيراص خلال الأسابيع القليلة الماضية ولايريد أن تفعل سابينا أى شئ قد يؤلم أمها...وفى النهاية يؤلمها.
قال بصوت أجوف :"ليس لدى فكرة...هل تبدأ هذه العروض متأخرة عادة؟"
أكدت كلوى له دون اكتراث :"دائماً...لا تقلق برايس"
ومدت يدها تضغط على ذراعه مطمئنة:"عرفت من مصدر موثوق أن سابينا هنا بكل تأكيد"
دون شك بوجود الحارس الأمين كليف ! وهذا أمر مؤسف جداً...لأنه ينوى ان يرى سابينا هذا المساء كائناً من يكون معها ويحاول منعه
"أنا لا...."
وصمت مع إنطفاء الأنوار وأرتفعت الموسيقى التى يبدو أنها ترافق كل هذه المناسبات فجأة...وتمتم برايس بتوتر :"حان الوقت اخيراً!"
جل بأرتياح أكثر فى منتديات ليلاس مقعده يتحضر لرؤية سابينا لأول مرة منذ ثلاثة أسابيع . وخلال الساعة التى تلت تقدمت عارضة أثر أخرى على مهل فوق المنصة وجميعهن جميلات جداً...ألا أن سابينا لم تكن بينهن!
أكدت كلوى له مرة أخرى :"إنها هنا برايس "
عبس بشدة :"إذن أين هى بحق..."
وصمت...وتركزت الأنوار الكاشفة فجأة وسط المسرح وتوقفت الموسيقى مع بدء النصف النهائى الأول من العرض
سـابــيــنـــا!
جميلة,غامضة,مغرية.كانت تبدو رائعة فى فستان لامع بلون زرقة منتصف الليل . القماش يتمايل بإغواء حزل ثانيا جسمها المكتملة وهى تنزلق إلى وسط المنصة شعرها الأشقر مرتب فى طراز رائع...ظل العيون الائع الذى تضعه جعل عينيها كحليتان كالفستان . لم تكن تنظر يميناً ولا يساراً لكن بدا ان أبتسامتها مشرقة بقدر إشراق الفستان اللامع المغرى .
وذهل برايس بظهورها ولم ينضم إلى الحضور الذى صفق ترحيباً بها...فـ سابينا لم تبدُ يوماً رائعة الجمال هكذا
أو بعيدة هكذا لا يمكن الأقتراب منها!
أدرك مخدر الأحاسيس أن هذا هو عالمها...عالم هى الملكة فيه.أدرك فجأة انه يطارد الطرف المراوغ لقوس قزح
وشله أدراكه هذا حتى انه لم يدرك أن سابينا غادرت المنصة وعادت الأنوار الرئيسية لاستراحة قصيرة
يسألته كلوى بلطف وهى تعى أن برايس مذهول تماماً :"هل تريد الذهاب إلى ما وراء الكواليس الآن؟"
سألت مرة أخرى بعد ثوان حين لم تتلق رد:"برايس.....؟"
لملم نفسه بجهد وهز رأسه
"إلى هنا تنتمى سابينا"
هنا وإلى منزل ريتشارد لاتم كما يعرف برايس متألماً
هزت كلوى رأسها :"لست متاكدة من أننى أوافقك"
"معظم العارضات اللواتى أعرفهن حين لا يعملن يعشن حياة موحشة...معظمهن وبعد حصولهن على الشهرة والمال يتخلين عن أى شئ مقابل الحصول على الحب الحقيقى والزواج فى حياتهن
رد برايس بخشونة وهو يشعر بالضيق بين الجمع النتأنق
"سابينا تملك كل هذا"
بدت كلوى مفكرة:"أتعتقد هذا؟لطالما فكرت بعم دايفد ريتشارد كرجل بارد"
هز ريتشارد كتفيه:"إنه خيار سابينا...وليس خيارى"
كان يعرف ومن أجل جوان أن على سابينا حضور حفل العشاء الأسبوع القادم
أدهل برايس ولو لوقت قصير جمال سابينا ونجاحها ونسى سبب وجوده هنا الليلة...أوهـ...إنه يريد أن يرأها بنفسه....لكنه أقنع نفسه بأن القوى الدافعة وراء ظهوره هنا هذا المساء هو انتزاع وعد سابينا بأن تدعم أمها فى الأسبوع المقبل
لكن ما أن ألقى نظرة واحدة على سابينا حتى عرف أنه يخدع نفسه...
شعر أن حبه لها ازداد كثيراً إلى درجة انه لم يعد متأكداً من قدرته على عدم البوح بمشاعره نحوها حين يراها !
قال بصوت متثاقل :"ربما من الأفضل أن أغادر الآن"
"لا أظن"
وصمتت كلوى مع انضمام شخص ثالث لهما وحيت الفتاة الشابة :"مرحباً انى العرض يسير على ما يرام.أليس كذلك؟"
قالت الفتاة الشابة:"عليك أن تشاهدى الفوضى خلف الكواليس"
وأستدارت إلى برايس تبتسم له بوقاحة :"هل أنت السيد ماكليستر؟"
"هذا صحيح"
"إذن فهذا لك"
منتديات ليلاس
ودست مغلفاً فى يده.وضحكت قبل أن تسرع مبتعدجة
نظر برايس إلى المغلف بذهول...ماذا بحق....؟
سألت كلوى بفضول:"ألن تفتحه؟ آنى هى إحدى العاملات خلف الكواليس"
كان برايس قد خمن هذا وبما أنه يعرف شخصاً واحداً خلف الكواليس فهذه الرسالة من سابينا دون شك...ولو أنها لم تظهر أى دليل على معرفتها بالمشاهدين وهى على المسرح...آهـ كم أنت محترفة يا سابينا....
واضح أنها رأته يجلس هناك مع كلوى!
لكن لَم تكتب سابينا له؟لتحذره بعد أن راته وعرفت نواياه ألا يحرج نفسه فى محاولة رؤيتها هذا المساء بعد إنتهاء العرض ؟أم لشئ آخر؟
وكان خائفاً من أن يحصل على الرد!
شجعته كلوى بنفاد صبر :"أفتحه وأنظر إلى ما تقول"
نظر برايس إليها ساخراً"ألا تفترضين الكثير؟"
"أشك فى هذا...أسمع...ساعود بعد دقائق.سأذهب إلى غرفة السيدات وسأعطيك الوقت لقراءة الرسالة بسلام"
لم لم تكن كلوى متزوجة لوقع فى حبها فى تلك اللحظة لمجد إنها تركته لوحده إضافة طبعاً إلى أنه لم لم يكن مغرماً بـ سابينا!
كانت رسالة سابينا تقول:"لو أردت التحدث معى أظهر هذه الرسالة لأحد رجال الأمن فى نهاية العرض"
أدار برايس الورقة بين يديه ليتأكد من عدم وجود شئ آخر مكتوب عليها ولم يجد

* * * * *

زهرة منسية 15-06-12 05:03 PM


لم تكن سابينا متأكدة وهى تنظر إلى التعبير الذى لا يلين على وجه برايس أن هذه فكرة جيدة . فى الواقع كان الألم فى صدرها لمجرد رؤيته يقول لها إنها ليست فكرة جيدة!
لكنها فوجئت هذا المساء حين رأت برايس على مقاعد المتفرجين إلى جانب مصممة الأزياء و زوجة أبن خالته كلوى فوكس...كانت واثقة من أنه لم يحضر إلى هنا لمشاهدة العرض . مما يعنى أنه هنا ليراها . او على الأقل هذا ما ظنته . أما الان وهى تنظر إلى خشونة تعبيره فلم تعد واثقة!
وظهر شئ من هذا التردد على وجهها وهى تجلس وتدير ظهرها إلى المرآة لتزيل التبرج الثقيل الذى احتاجته للعرض.ونظرت إلى صورته فى المرآة :"ما كان رأيك بهذه الأمسية؟"
كشر ولم يحرك ساكناً ليتقدم أكثر فى الغرفة ثم هز كتفيه :"ليس لدى خبرة كثيرة فى مثل هذه الأشياء...لكن بدت لى الأمسية جيدة"
لم تستطيع سوى أن تبتسم لنبرته هذه وسألت:"كيف كان حالك برايس ؟"
كانت ترتدى ملابسها العادية : بنطلون ضيق وتى شيرت أحمر براق وشعرها المتجعد منفلت على ظهرها
"كيف كنت....؟"
وصمت ليأخذ نفساً مهدئاً
"أنا واثق من أنك لم تدعينى إلى هنا لتبادل التحيات"
تابعت سابينا بهدوء إزالة زينتها آملة أن لا يرى برايس أرتجاف يديها الفاضح لأنها تنظر إليه.وردت ساخرة :"أنا واثقة من أنك لم تات إلى هنا هذا المساء لتشاهد عرض الأزياء"
"أوهـ؟إذن, لَمِ أنت هنا؟"
هزت سابينا كتفيها :"لو خمنت فسأقول إنك أردت رؤيتى لتتأكد أننى سأكون فى حفل عشاء جدك نهاية الأسبوع القادم"
قال متحدياً :"وهل ستكونين هناك؟"
ابتلعت خيبة أملها وهى تدرك أنها كانت على صواب حول سبب وجود برايس هنا هذا المساء
كل شئ كان مجرد لعبة على أى حال
لمعت عيناها بالغضب وهى تنظر إلى إنعكاسه فى المرآة:طلا يعجبنى ظنك بأننى قادرة على إيلام أمى وعدم حضور هذا العشاء"
عقد حاجبين أسودين :"هل هذا يعنى انك ستأتين؟"
"هذا ليس من شأنك . لكن أجل سأكون هناك"
وتحدته:طهل هذا كل شئ؟"
غضبت كثيراً حتى باتت عاجزة عن الأعتراف بأنه لا يثق بها
لكن ماذا كانت تتوقع .ان يفتقد برايس إليها كما أفتقدته هى فى الأسابيع الثلاثة الأخيرة...؟وانه قد بقى هنا لمجرد سماع صوتها و رؤيتها كما تمنت؟
قال برايس بخشونة من خلفها :طلا...ليس هذا كل شئ!"
كان قريباً جداً خلفها وراحت ترتجف . أصبح الآن يقف قريباً منها بحيث تشعر بالحرارة تنبعث من جسمه .
نظر حوله بنفاد صبر كانت الغرفة فى فوضى كاملة ناتجة عن تغيير الملابس السريع...وسأل :"هل أنتهيت؟ام أنك ذاهبة إلى الحفلة التى لابد منها والتى تلى عادة هذه العروضات؟"
ذكرته بجفاء :طإنها حفلات أختار أنا ألا أحضرها"
هز رأسه :"اين هو كليف الحامى هذا المساء؟"
صدقاً...ليس لديها فكرة . لن تقول له هذا . بل قالت دون اكتراث :"هذه ليلة راحته"
"ولاتم؟"
"لا يزال فى أوستراليا"
حسبما تعرف
أمال رأسه ساخراً:"فى هذه الحالة ,هل يمكن أن نذهب ونتناول القهوة معاً فى مكان ما؟"
نظرت إليه بعينين ضيقتين :"وماذا عن كلوى؟"
هز كتفيه :"لقد غادرت"
هل يجب أن تشرب القهوة معه؟لقد تغيرت حياتها بشكل درامى خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ولو أن برايس لا يعرف هذا . ولا أحد يعرف ولا حتى أمها...فى الوقت الحاضر,أرادت سابينا أن تبقى الأمور هكذا
"أعرف ما حدث لك فى شهر تشرين الماضى سابينا"
قطعت الكلمات بالرغم من نعومة لفظها فى الجو كالسكين.واستدارت سابينا بحدة لترفع نظرها إليه .أجل...تستطيع أن ترى من العطف الذى فى عينيه الزمرديتين أنه يعرف
آخر شئ تريده من برايس كان شفقته...لا الآن....ولا أبداً!
هزت كتفيها دونما أكتراث :"وماذا فى هذا ؟أخبرتك امى إذاً؟"
دافع برايس :"هذا لأنى سألتها...فقط"
"وهذا ما يجعل الأمر مقبولاً...أليس كذلك؟"
ووقفت سابينا فجأة وتحركت بحدة بعيداً عنه
هز كتفيه:"أمك امرأة صادقة جداً وصريحة"
رفعت حاجبين متحدين :"وأنا لست هككذا؟"
"لم أقل هذا...."
قاطعته بنفاد صبر :"ما حدث ليس أمراً أريده أن يصبح معروفاً علناً "
وفى الواقع عانت زهرة منسية آلاماً كثيرة كى يبقى هذا الأمر طى الكتمان
رد برايس بخشونة:"وانا ليست من الناس!بعد بضعة أسابيع سنكون جميعاً جزءاً من عائلة واحدة"
واجهته متصلبة,وقالت ساخرة :"زواج أمى من جدك لا يجعلنا عائلة واحدة"
أشتد ضغطه على فمه :"لكن هذا يجرى حسب عرفى"
ردت بحرارة :"هذا شأن خاص بك"
لم تشأ أن تجمعها قرابة بهذا الرجل إنها تحبه وتتألم شوقاً لتكون معه طوال الوقت...بدت فكرة التقائهما بين حين وآخر فى أجتماع عائلى مؤلمة جداً وخاصة وأن برايس قد يصل يوماً إلى مثل هذه الأجتماعات برفقة المرأة التى ينوى الزواج مناه!
صاح برايس وقد نفد صبره:"اللعنة سابينا . لم آت إلى هنا هذا المساء لأدخل فى جدال معك فى هذا الجحر!"
هذا(الجحر) فخم لو قورن ببعض الظروف التى تعمل فيها بعض العارضات هذا المساء.لكنها تعرف ما كان يعنى برايس بقوله,لأنها غرفة دون هواء أو نوافذ
إبتسمت شبه أبتسامة :"وأين تنوى أن تدخل فى جدال معى,أذن؟"
هذا ما كانا يفعلانه بشكل محتم كلما التقيا!
لم يرد برايس على ابتسامتها وتلاعب عرق نابض على خط فكه....
وتابع كلامه بقسوة :طهل ستشربين القهوة معى أم لا؟"
"أنا...."
وأوقفت ردها الغاضب .لو قالت لا فالمرة القادمة التى سترى فيها فيها برايس ستكون اجتماع العائلة نهاية الأسبوع القادم...وأكملت بحزم : "أنا...سآتى معك"
منتديات ليلاس
وأكملت تبرجها الخفيف والتقطت سترتها استعداداً للمغادرة
تنهد برايس بنفاد صبر :"لَمِ لم تقولى هذا من البداية؟"
ومد يده لمسك ذراعها بخفة .وكأنه يتوقع منها أن تهرب إلى الجهة الأخرى ما أن يخرجا من الغرفة
ابتسمت سابينا ساخرة :"لا يمكن أن أسهل الأمر عليك برايس "
هز رأسه :"صدقينى . لم أجد يوماً أى شئ سهل وأنا معك"
نظرت إليه متفحصة , تتساءل ما يعنى بقوله بالضبط
"تعال إذن برايس...لدى سيارتى فى الخارج"
رفع حاجبين أسودين وهما يسيران نحو المخرج
"شئ جديد...أليس كذلك؟"
ليس تماماً...فأنا أقود منذ سنوات"
قال بنفاد صبر :"ليس هذا ما عنيته بالضبط"
كانت سابينا تعرف تماماً ما عناه . وتعرف أنه كان يشير إلى انها تقود السيارة بنفسها بدلاً من أن يقودها لها أشخاص آخرون
كان هذا أقل التغييرات التى حدثت فى حياتها فى الأسابيع الثلاثة الماضية

* * * * *

زهرة منسية 15-06-12 05:04 PM


تمتم برايس ببطء وهما يجلسان فى قاعة استقبال أحد فنادق لندن الفخمة وصينية القهوة التى طلباها موضوعة على الطاولة أمام سابينا :"هناك شئ مختلف فيك الليلة"
هل ما يراه فى نظرتها قلق وهى تتطلع أليه؟ أم أنه يتخيل؟كانت النظرة سريعة قبل أن تختفى وراء ابتسامة مهذبة بحيث لم يعد واثقاً...
قالت سابينا بغير إكتراث :"وهل هذا صحيح ؟"
أعطته فنجان القهوة قبل أن تجلس فى مقعدها لترتشف قهوتها وقالت:"أنا دائماً أشعر بحساسية زائدة بعد العرض...ربما هذا ما هو الأمر عليه؟"
قال معلقاً بخفة على السيارة المرسيدس التى كطانت تقودها :"سيارة رائعة"
"شكراً...أنا فى الواقع أستمتع بأن أقود فى لندن مرة أخرى"
لقد تغيرت وفكر برايس بهذا مقطباً وهو يسجل ابتسامتها السعيدة
ذلك الخوف الذى أحسه فيها منذ البداية لم يعد موجوداً على ما يبدو . ولو أنه الآن بالطبع يعرف سبب وجوده
مال إلى الأمام ليقول لها بصوت أجش :"لم تكن امك تبوح بسرك أثناء كلامها معى . إنها تعتقد وربما مخطئة اننا صديقان"
وكشر ساخراً
وهبط ستار فوق نظرة سابينا :"أنا لست أول شخص معروف يتلقى رسائل تهديد ومخابرات من مجهول لا يعجبه عملى ولن أكون الأخيرة"
لكن برايس لا يتراجع بسهولة فقد عرف من جوان أن هناك أكثر من هذا وقال:"لقد دخل الرجل غرفة ملابسك فى أحد العروض وهاجمك"
أحس برايس أنه يريد ارتكاب جريمة لتفكيره بأن شخص ما يحاول أذية سابينا. أحترق غضباً بعد كلامه مع جوان.ورغب لو يمسك بالرجل الذى هاجم سابينا و...أراد أن يلتقط سابينا ويلفها بعباءة واقية ويتأكد من ألا يحدث لها شئ كهذا مرة أخرى.
ما عدا ان ريتشارد لاتم سبق وفعل هذا .وأحس كذلك بالحاجة لأن يضرب ريتشارد لأنه مسموح له أن يحمى سابينا !
هزت سابينا كتفيها وهى لا تزال تتجنب نظرة برايس المباشرة وقالت بصراحة :"لقد وافق على الخضوع لعلاج نفسى نتيجة لعمله تلك الليلة . وهذا سبب عدم تحريك المسألة أكثر من هذا "
وكان السبب أيضاً فى بقاء الحادثة طى الكتمان . أوه استطاع برايس أن يرى الآن لما فضلت سابينا إبقاء الأمر هكذا.
مالت سابينا إلى الأمام :"أسمع برايس . لقد أنتهى كل هذا الان . و...."
قاطعها بخشونة:"وهل أنتهى؟ ماذا عن الرسائل التى مازالت تتلقينها؟"
كان يخاطر مخمناً أنها لا تزال تتلقى رسائل التهديد . لكن نظرة واحدة إلى وجهها المصدوم جعلته يعرف أنه محق . ويدرك أن المغلف الأخضر المدمر الذى وصل بالبريد وكانت ردة فعلها عليه غريبة يوم زارها هو رسالة تهديد
التوى فمه غضباً :"لا أعتقد أن العلاج النفسى كان ناجحاً...أليس كذلك؟"
تحركت عضلات عنقها النحيلة متشنجة وهى تبتلع ريقها بقسوة وأخذت نفساً خشناً :"برايس أنا أفضل حقاً ألا أناقش هذا"
وهزت رأسها بإضطراب
"أستطيع فهم السبب.لكن الرجل لم يتوقف...أليس كذلك؟واضح انه يأخذ وقته إلى ان تتاح له فرصة الوصول إليك مرة أخرى...أنه..."
قاطعته بخشونة:"ككفى! أنا...لقد توقفت الرسائل فأوقف هذا براس .أنا لم اتلقى رسالة منذ أسابيع"
قال بخبث:"إذا خمنت سأقول إنك تلقيت رسالة أخرى يوم زرتك وكنت مريضة فى السرير"
ارتفعت نظرة سابينا بسرعة إلى وجهه ثم أشاحتها
"أنت ماكر جداً برايس...كانت تلك آخر رسالة تلقيتها"
"منذ أربعة أسابيع...كم رسالة كنت تتلقين؟"
ابتلعت ريقها مرة أخرى :"كل أسبوعين"
قال بخشونة:"الوقت مبكر قليلاً لأفتراض عدم وجود المزيد منها . ألا تظنين ذلك؟"
وجعله الغضب الذى يشعر به نحو ذلك الرجل يبدو قاسياً
فتحت سابينا فمها لتقول شيئاً ثم فكرت مرة أخرى وهزت كتفيها
نظر برايس إليها متسائلاً :"سابينا...؟ما الذى لا ترغبين بقوله لى؟"
إزداد إقتناعه بمرور اللحظات أن هناك شئ تخفيه
أجبرت نفسها على إظها إبتسامة مشرقة :"يا للسماء...لابد ان هناك الكثير من الأشياء التى لا أخبرك إياها برايس...فنحن لا نعرف بعضنا جيداً بما يكفى لمشاركة الأسرار"
لا نعرف....! أخذ برايس نفساً حاداً إنه يعرف هذه المرأة جيداً بما يكفى ليعرف أنه يحبها وأنه لا يفكر بشئ سواها ليلاً نهاراً...فكم يحتاج أن يعرفها أكثر؟
رد بتوتر:"شكراً!"
ابتسمت له بخبث :"أهلاً بك"
عبس برايس مؤنباً :"واضح أنك كنت مشغولة فى الأسابيع الثلاثة الأخيرة"
كانت مشغولة بحيث كانت مسافرة أو غير موجودة فى كل مرة يتصل بها هاتفياً !
مرة أخرى أحس بقلق مفاجئ يعتريها ولم يكن ذلك الخوف القديم الذى أصبح يعرف أصبح يعرف سببه بل مجرد قلق...فلماذا؟
ردت دون التزام:"لقد قلت لك منذ أسابيع إن برنامج عملى مثقل بالمواعيد لستة أشهر قادمة"
"هذا صحيح...وأنا كذلك لم أكن عاطلاً عن العمل فى الأسابيع الثلاثة الماضية"
نظرت إليه بإهتمام مهذب :"أوه؟"
كره برايس النظرة فوراً .آخر ما يريده من سابينا هو تهذيبها معه!
قال دون مقدمات:"لقد أنهيت اللوحة"
منتديات ليلاس
رمشت بعينيها :"لوحتى؟"
أحنى رأسه ساخراً:"لا غيرها"
وأحمر خداها وبدا عليها الأرتباك:"لكن...أنا...أنا..لم انه الجلوس أمامك...أضف إلى هذا أننى...انك...لقد قال لك ريتشارد أنه لم يعد يريدها"
ضاقت عينا برايس غضباً :"هل هذه هى نظرتك إلى موهبتى الفنية حتى أنك تعتقدين أننى عاجز عن رسم موضوع لا يكون أمامى لساعات متواصلة؟"
تحركت بقلق :"لا...لكن...لِمَ تزعج نفسك ولم يعد لديك...زبون تبيعها له؟أعتقد أننى أستطيع..."
ونظرت إليه بإرتباك . فقاطعها بخشونة :"ليست للبيع!"
لقد جلس وانهى رسم سابينا من اجله وحده .من اجل كما عقله هكذا أحس فى بعض الأوقات . كان رسم صورتها على القماش وسيلته الوحيدة ليشعر على الأقل أنه قريب منها فى الأسابيع الثلاثة الماضية!
كانت صورة رائعة...سابينا مرسومة فى تلك الغرفة فى قصر جده...سابينا الجميلة يحيط بها الغموض الذى كان جزءاً منها
ما من طريقة تتيح لـ برايس بيع هذه اللوحة لأى شخص كان...وفى هذه الظروف كان من الأفضل أن لاتم غير رأيه حول رغبته بها...فسيواجه برايس مشكلة وهو يقول لـ ريتشارد إن اللوحة ليست للبيع!
هزت سابينا رأسها :"انا لا أفهم"
التوى فم برايس ساخراً :"ألا تفهمين؟"
وبدت اكثر حيرة :"لا...ماذا ستفعل بها؟"
رد ببطء :"لست متأكداً...قد أعرضها "
فكرة إخراج لوحة سابينا من ممتلكاته ولو للحظة حتى فى معرض له كانت شبه مستحيلة بالنسبة له.ربما سيعلقها فى غرفة نومه...إنها أقرب مكان يمكن ان يفكر بإيصال سابينا إليه!
أطرقت سابينا رأسها:"دعنى أعرف إذا قررت هذا , سأحب أن آتى لأراها"
رد بخشونة :"يمكنك النجئ إلى منزلى فى أى وقت لتريها"
ابتسمت سابينا ابتسامة متزمتة وهزت رأسها :"اعتقد أننى سأنتظر المعرض"
هز كتفيه وقال بخشونة:"أفعلى ما شئت"
وتغير الجو بينهما فى الدقائق الأخيرة وأدرك برايس هذا مقطباً . فقد فقدت سابينا معظم ذلك الحماس الذى لاحظه فيها وأراد إستعادته:"سابينا...."
وصمت وهو يراقب يدها التى رفعت فنجان القهوة إلى شفتبها وهو مصدوم بالكامل بعد ان لاحظ أن هناك شيئاً مختلفاً فى سابينا هذا المساء شيئاً كان يجب أن يلاحظه قبل الآن
كان إصبعها خالياً من الخاتم الماسى الضخم الذى يمثل ريتشارد لاتم بالنسبة لـ برايس وامتلاكه لها!
نظرت سابينا إلى برايس متسائلة مدركة أنه كان يحدق مشدوهاً إلى يدها....يدها الخالية.
كان هناك عدة اعذار يمكن ان تقولها له لتبرير غياب خاتم خطوبتها من يدها...إنها لا تضعه أبداً وهى تعرض الملابس ونسيت أن تعيده بعد العرض . أو أنه عند الصائغ ليصغره لأنها خسرت وزناً فى الأسابيع الثلاثة الماضية أو انها تستطيع أن تقول أنها نسيته هذا المساء . لكن ما من واحد من هذه الأعذار صادق.
أخيراً بدا أن برايس جمع شتات نفسه :"أين خاتمك؟"
نظرت سابينا إلى يدها...ماذا سيظن برايس لو قالت له إنها لم تضع الخاتم لأنها لم تعد مخطوبة ؟ الحقيقة أيتها البلهاء...أنها وريتشارد لم يعودا مخطوبين وأن برايس هو السبب!
جلست مستقيمة فى المقعد ونظرت مباشرة إلى برايس :"ليس لدى فكرة عما فعل ريتشارد به منذ أعدته إليه"
قطب بألم وسألها :"اعدت له خاتم الخطوبة؟"
ردت بإختصار :"أجل.لم أعتقد أنه من الصواب إبقاءه لأننا لم نعد مخطوبين"
سأل برايس ببطء:"ومتى أعدته له؟"
لو قالت منذ ثلاثة أسابيع حين عادت مع لاتم من اسكتلندا فلسوف يخمن برايس أن له دخل فى فسخ الخطوبة...أو ان ريتشارد عرف أنهما كانا بين ذراعى بعضهما ذلك اليوم أو...وهذا هو الأسوأ...أن سابينا فسخت الخطوبة بسبب إدراكها مشاعرها نحو برايس
والسبب الأخير قد يكون صحيحاً لكنها ليست مضطرة لأن تتخلى عن كل كرامتها وتفصح عن الحقيقة الكاملة !
مال برايس إلى الأمام وقال لها بخشونة :"كنت أتصل بالمنزل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لأتكلم معك وكانت مدبرة المنزل تقول لى أنك غير موجودة!"
ابتسمت سابينا بخشونة:"أعتقد أن هذا صحيح , تقنياً...فأنا مل أعش فى المنزل لعدة أسابيع...أنظر برايس...لقد تأخر الوقت كثيراً"
وأنحنت لتلتقط حقيبتها وتقول بحزم :"كانت أمسية طويلة...لذا لو عذرتنى...."
انفجر بقسوة وتجهم:"لا....لن أعذرك!لا يمكنك الوقوف هكذا والمغادرة بعد ان قلت لى إنك فسخت خطوبتك بـ لاتم!"
"بالطبع أستطيع . على أى حال لقد فسخنا الخطوبة بأتفاق مشترك...وليس الأمر قضية كبيرة برايس . فى الواقع لقد أستمتعت بالأسابيع الماضية من الحرية"
شئ ما تغير داخل سابينا ليلة إنهاء خطوبتها من ريتشارد...أجرت إعادة تقيم لثقتها القديمة بنفسها , إستقلالها . الخوف الذى عاشت تحت وكأته فى الأشهر الماضيةتوقف كله تلك الليلة ولسبب وجيه جداً
منتديات ليلاس
أشتد ضغطها على فمها :"أحب أن اعود كما كنت مرة أخرى برايس . ولقد أنتقلت إلى شقتى الخاصة أفعل ما أريد وأذهب حيث أريد"
وهزت كتفيها وأنهت كلامها :"يجب أن اعترف أننى نسيت كم ان هذا الأحساس جيد"

* * * * *

زهرة منسية 15-06-12 05:06 PM


ولقد نسيت . فبعد الهجوم عاشت زهرة منسية فى خوف من تكرار ما حدث مرة أخرى , وكانت مسرورة جداً لأن ريتشارد عرض حمايتها...لكنها لم تدرك الثمن الذى يتوقع منها أن تدفعه مقابل تلك الحماية
إلا أن الأسابيع الثلاثة الماضية التى وقفت فيها على قدميها بمفردها أكسبتها الثقة التى فقدتها بعد الهجوم . وصممت أن تفعل هذا ونجحت .
أختارت شقتها وفرشتها بالأثاث وانتقلت إليها حتى أنها عاودت بعضاً من حياتها الأجتماعية مع بعض العارضات الأخريات وقررت أنها ببساطة لا تستطيع العيش فى خوف دائم من تكرار الهجوم . وانها تريد أن تعيش حياة كاملة كتلك التى عرفتها من قبل.
وكانت تتطلع شوقاً لحضور حفل عشار خطوبة أمها رغم أنها كانت تشك بوجود برايس هناك. كانت مسرورة حقاً لأمها و لـ هيوغ
منتديات ليلاس
أتصلت بأمها لترتب موعد غداء معها منذ أسبوع وتكلمتا كعاً كما لم تفعلا من قبل . وعرفت سابينا أنها تقربت من أمها وستحافظ على هذا القرب وعرفت كذلك أن أمها لن تكرر ذلك الحديث أمام برايس...!
رد برايس ببطء :"فهمت إذن لا جدوى من طلبى أن تتناولى العشاء معى مساء الغد؟"
تنفست بعمق وبصوت منخفض . زاد التوتر بينهما فأحست انها قادرة على مد يدها ولمسه . وسألت بصوت أجش :"و لَمِ تريد أن تفعل هذا؟"
رد بسخرية:"لأن الوقت مبكر جداً لأطلب منك قضاء بقية حياتك معى!"
أتسعت عينا سابينا مصدومة وهى تنظر إليه غير مصدقة...هل قال برايس لتوه...؟هل حقاً....؟
هزت رأسها مدهوشة لا تستطيع الكلام...لا تجرؤ على الكلام , هل يقول لها برايس أنه يحبها؟
قال برايس بقسوة وقد رأى أنها تهز رأسها :"أفهم من هذا أن الرد(لا) لقضاء بقية حياتك معى...حسناً جداً....سأرضى بعشاء معاً كما سبق وطلبت منك!"
أنه يسير بسرعة كبيرة بالنسبة لها...كانت لا تزال تحاول تخطى صدمة كلامه الأخير ! فكيف ينتقل من العشاء إلى قضاء العمر معاً؟
قالت ببطء :"دعنا نعود بضعة خطوات إلى الوراء برايس ! أعرف أنك عبثت معى فى الشهرين الماضيين حتى أنك عانقتنى..."
قاطعها بحزم:"دعينى أصحح لك شيئاً قبل أن تتابعى سابينا . أنا لا أعبث أبداً ولن أعبث"
"لـــكـــــن....."
تابع وكأنها لم تقاطعه :"أما العناق...فقد كنت أمام خيارين الأول هو أن أعانقك والثانى هو أن أضعك على ركبتى وأضربك على قفاك...وفضلت الخيار الذى أعتبرته أكثر مرحاً!"
أبتلعت سابينا ريقها بقسوة والسعادة تضج فى داخلها وهى تصغى إليه .
وقطبت:"برايس , هل من الممكن أن نخرج من هنا إلى مكان أقل علانية نستطيع التكلم فيه؟"
نظر إليها لدقائق عدة قبل أن يجيب :"هل أحصل على موافقتك على تناول العشاء معى غداً أم لا؟"
لو كان مكا تفكر فيه وتأمله صحيحاً يمكنه الحصول على وعد بأكثر من هذا!
لكنها لم تقل شيئاً بل أطرقت برأسها وهى لا تزال مصدومة إلى حد أنها لا تجرؤ على تصديق ما يقوله برايس لها.
قال برايس بشراسة وهو يقف:"هذا جيد بما يكفى . حسناً جداً دعينا نذهب"
بخجل أخذت سابينا اليد التى مدها إليها ووقفت ببطء ووضعت يدها فى حضن يده الدافئة وهما يخرجان إلى عتمة الليل.


زهرة منسية 15-06-12 05:08 PM


الـفـصــل الأخـيـــر
10- ظلال تتهاوى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منتديات ليلاس

لم يشعر برايس من قبل بمثل هذا التوتر فى حياته وهو يصب لنفسه ولـ سابينا فنجانى قهوة . صحيح أن سابينا غادرت الفندق معه وقادتهما فى سيارتها إلى منزله . لكنه لا يزال غير متأكد من دوافعها . هل تريد أن ضعه عند حده بلطف بعيداص عن الفندق المزدحم ؟ أم أن هناك شيئاً أخر؟
قطع غرفة الجلوس إلى حيث تجلس سابينا فى مقعد وأعطاها فنجان القهوة قبل أن يرتشف قهوته . السائل الساخن لم يفعل شيئاً لتدفئته فقد أحس بأنه سجين ينتظر حكم بالأعدام
"سابينا..."
"برايس..."
وتكلما معاً وأبتسما بخشونة لبعضهما وهما يتوقفان عن الكلام معاً...
دعاها برايس:"أنت أولاً"
وبقى واقفاً يشعر بالتململ الشديد ولا يستطيع الجلوس . قد لا تكون سابينا مخطوبة إلى لاتم لكن هذا لا يعنى أن أمامه فرصة معها.
أخذت سابينا نفساً عميقاً قبل أن تتكلم ولم تكن قد شربت بعد فنجان قهوتها
"هناك اشياء يجب أن أقولها لك قبل...قبل..."
قبل تنفيذ الحكم؟ لم يكن برايس متأكداً بعد أسابيع من التوتر من قدرته على تحمل الآتى . من قبل كان مقتنعاً بأن سابينا مخطوبة إلى رجل آخر وان الإخلاص وحده لا حبها لـ ريتشارد لاتم هو ما منعها من الأستجابة إلى أهتمام برايس لها . لكن هذا العذر لم يعد موجوداً ومع ذلك ما من سبب يدعوه لأن يصدق أن سابينا قد تكون مهتمة به
قال بخشونة أكثر:"إذن قولى لى"
وكشر حين أجفلت للهجته الخشنة وتنهد :"أنا آسف...أخشى أننى لست صبوراً"
ابتسمت قليلاً :"ما كنت لأخمن!على أى حال وكما شرحت لم أعد مخطوبة لـ ريتشارد"
ونظرت إلى برايس مباشرة وعيناها الزرقاوان لا ترمشان:"وقد فسخت الخطوبة فى الواقع من ثلاثة أسابيع . لحظة عدنا من اسكتلندا "
شجعها برايس بصوت أجش:"تابعى"
وكان يخشى ان يتنفس كى لا يضيع اللحظة
تنهدت وأخذت رشفة من القهوة قل أن تتابع:"وكنت أنا من تطرق إلى الموضوع لكن...لكن ريتشارد كان قد وصل إلى قرار لم أعرف به. إنه رجل يذهب إلى أى مدى ...أى مدى"
أرتجفت وهى تكرر:"ليزيد ما يعتبره مجموعة مقتنياته الخاصة الفريدة من نوعها"
ورفعت نظرها إلى برايس وعيناها تلمعان بدموع لم تذرفها وقالت بصوت أجش :"لقد قلت منذ قليل أن الوقت لم يحن بعد لمعرفة ما إذا كانت تلك الرسائل الفظيعة قد توقفت . أنا أؤكد لك الآن إنها توقفت . لأن ريتشارد من كان يرسلها"
حدق بها برايس غير مصدق على أنه يفهم بالضبط ما كانت تقول...كيف يمكن لـ لاتم أن يكون مسؤولاً عن إرسال تلك الرسائل الفظيعة ؟ أولاً كان هناك رجل يرسل لها رسائل ويقوم باتصالات تهديد خلال شهر تشرين الثانى لكنه وضع تحت العناية الطبية بعد تهجمه على سابينا ثانياً من المفترض أن لاتم يحب سابينا ويعرف كم أن استلام الرسائل يزعجها .
أم أن هذا هو المقصود؟ وتساءل برايس بحدة .ألم يحذر أبن اخ لاتم برايس من التعامل معه وأن عمه جامع تحف شرس؟وأن سابينا بالرغم من أنها ليست شيئاً يباع ويشترى فمن المؤكد أنها لا تقدر بثمن!
ابتسمت سابينا دون مرح وهى ترى الحيرة الواضحة على وجه برايس
وقالت مرتجفة :"أمر يصعب تصديقه....أليس كذلك؟لازالت أجد صعوبة فى تصديق ذلك لا أعلم كيف وثقت بمثل هذا الرجل لكن كل هذا صحيح برايس...فـ ريتشارد وأنا كنا نتجادل ذلك اليوم حين عدنا من اسكتلندا وقال أشياء كانت...."
وابتلعت ريقها بقسوة:"كان غاضباً لأنه عرف...كان غاضباً وخلال ذلك الغضب قال لى إننى ما إن أوافق على الزواج منه حتى يوقف الرسائل بنفسه"
صاح:"لكن لماذا؟"
كشرت سابنا :"ألا يمكن أن تخمن؟"
وعرف فجأة :"ليبقيك معتمدة على حمايته! لابد أنك كنت ضعيفة جداً بعد الهجوم...سريعة التأثر بلطف لاتم الظاهر , واشك...."
قاطعته بثقل :"جداً...الحقيقة برايس أن ريتشارد وأنا لم نكن نحب بعضنا...لأقد عقدنا صفقة ريتشارد يحمنى وأنا...أنا...."
أنهى لها جملتها غير مصدق :"وأنت تصبحين غرضاً لا يقدر بثمن يضمه إلى مجموعته"
أعترفت بألم :"أجل . لقد نسينى الناس بعد الهجوم وأصبحت ضعيفة جداً"
صاح برايس بغضب وهو يفهم الحقيقة كلها:"وأراد إبقاءك هكذا"
ذلك النذل! كيف يمكنه هذا؟كيف يجرؤ أن يفعل هذا بـ سابينا ؟
أكدت سابينا بثقل :"بالضبط . لقد ذكرت أننى استلمت واحدة من تلك الرسائل فى اليوم الذى جئت فيه إلى المنزل وكنت مريضة؟كان ذلك لأن...ريتشارد جاء إلى المنزل باكراً من رحلة عمل وجئت أنا منزلك وأنتهى بى الأمر إلى البقاء للعشاء...و...ولقد عرف أين كنت"
خمن برايس بإزدراء:"كليف!"
تنهدت سابينا :"أجل.وكان الخطاب الذى تلقيته عقاباً لى لرؤيتك دون إذن ريتشارد . وقد تلقيت واحدة من هذه الرسائل فى كل مرة ظن فيها أننى أحتاج إلى ما يذكرنى أننى ملك له! فى الواقع هذا ما كانت الرسائل تقول(أنت لى)...."
وأبتلعت ريقها بقسوة
أشتدت قبضتا برايس إلى جانبيه :"سأقتله ! وسأستلذ كثيراً فى تقطيع أوصاله"
هزت سابينا رأسها :طلم يعد هذا يهم برايس"
تأوه بسخط :"لا يهم...!بل هو مهم لى...اللعنة! وكم أحب أن..."
قالت سابينا بصوت أجش:"لم يعد يهم حقاً برايس . لقد خطبت ريتشارد لأسباب خاطئة كأسبابه تماماً . كنت أحس أننى معرضة للخطر وضعيفة بعد ذلك الهجوم ومع أننى عرفت ريتشارد منذ عدة أشهر قبل ذلك ألا أننى لم أوافق على الزواج منه إلا بعد ذلك بكثير..."
وهزت رأسها لتكمل:"أما ريتشارد فقد أراد أن يمتلكنى كشئ يعتقد أنه فريد من نوعه...."
قاطعها بخشونة:"أنت فريدة!"
"ربما لكن بالرغم من أننى أعجبت بـ ريتشارد فأنا لم أحبه أبداً...." وأضافت بصوت منخفض ناعم بحيث لم يكن برايس متأكداً من أنه سمع شيئاً :"ليس بالطريقة التى أحبك فيها"
فى الواقع كان واثقاً من أنه لا يمكن أن يكون قد سمع بشكل صحيح.

* * * * *


زهرة منسية 15-06-12 05:10 PM


نظرت سابينا إلى برايس متعاطفة مع تعابير وجهه المصدوم الذى يشبه تعبير وجهها قبل وقت قصير . لكنها كانت قد سارت شوطاً بعيداً فى الأسابيع الثلاثة الماضية وعرفت أن عقدة فقدان ثقتها بنفسها قد شفيت طبيعياً مع الزمن...ولولا تلك الرسائل التى ظلت تردها لما تذكككرت الحادثة . المهم الآن أنها شُفيت
منتديات ليلاس
وبللت شفتيها وبدأت تقول بصوت منخفض :طريتشارد رجل...غريب هل لديك فكرة عما جعله يقرر أننى لم أعد مكتملة ؟"
وعبس برايس :"هل لهذا علاقة بى؟"
ضحكت سابينا ضحكة خشنة :"بل لهذا كل ما يتعلق بك . فقد تبين أن ريتشارد رجل يحب أن يُعجب بممتلكاته بالنظر فقط...أنا...هو..."
وصمتت وأحمر خداها :"ريتشارد يرتعد خوفاً من فكرة الحميمية مع شخص ما...أى شخص!"
وبدا برايس مذهولاً :"لكننى ظننت..."
"أعرف ما ظننت . بأتفاق مشترك كان لى غرفتى فى منزل ريتشارد وغرفتى الخاصة لو أقمنا فى فندق . ولهذا لم يزعجنا أن يكون لنا غرفتان منفصلتان فى منزل جدك . فهذا جزء من صفقتنا . وأعتقدت أنت أنه من باب الأحترام.لكن,ريتشارد يجد فكرة الحميمية الجسدية مقرفة"
وهذا الأكتشاف صدم سابينا منذ ثلاثة أسابيع
كانت مخطوبة لرجل لا يحب العلاقات الجسدية بين رجل وامرأة ويعتبرها مقرفة لكنه لا يتوانى عن أرسال رسائل مجهولة لها لكى يحافظ على إعتمادها عليه
هى لا تزال لا تصدق كم أنها محظوظة لأنها تمكن من الهرب!
هز برايس رأسه وقال بقؤف :طهذا رجل غريب الأطوار أكثر مما كنت أظن.رغم أن هذا لايغير شيئاً فى نيتى بالذهاب لرؤيته أريد أن أتأكد من انه لن يستطيع الأقتراب منك مرة أخرى"
هزت سابينا رأسها وقالت بثقة :"لن يقترب . لقد توصلت معه إلى تفاهم...آخر! سيبقى بعيداً عن حياتى وعن عائلتى وأصدقائى ولن أخبر الشرطة عن أنه هو الذى كان يرسل الرسائل المجهولة...وأعتقد أن هذا أتفاق منصف"
قال برايس بحدة:"ليس بالنسبة لى. عدم رؤيته لك مجدداً ليست عقوبة تكفى لما فعله بك"
كشرت بخشونة :"ريتشارد لا يريد رؤيتى مرة أخرى...لم يعد يعتبرنى فريدة من نوعى..هل تفهم؟"
ضاقت عينيى برايس :"ولَمِ لا؟"
"السبب الرئيسى هو أنه كان يعرف التجاذب بينى وبينك"
"هذا لأنى وجدت صعوبة فى أن أكون فى غرفة واحدة معك لست دقائق دون أن أرغب فى عناقك!"
ضحكت بصوت منخفض فهذا ما تشعر به نحوه تماماً !
"أننا هنا منذ ربع ساعة الآن"
ونظرت إليه بإغراء ونظرتها مليئة بالحب الذى تشعر به نحو هذا الرجل
نظر برايس إليها بحدة وأسترخى ببطء وهو يرى التعبير الخبيث على وجهها وتمتم بصوت أجش :"أهمال كبير منى "
وقطع الغرفة ليقف أمامها قائلاً:"أحبك سابينا وأريد أن أتزوجك"
قالت ببطء:"قبل أن أجيب على هذا أريد أن أثبت لك بضعة أمور"
"نــعـــم؟"
ابتسمت لإظهاره نفاد الصبر
"أريد أن أؤكد أن تصرفاتى الآن ليست بسبب أى خوف مما حدث منذ ستة أشهر . كان الأمر مزعجاً يومها لكنه أنتهى الآن وكان يمكن أن ينتهى منذ الأشهر لولا تصرف ريتشارد...هل تفهم ما أقوله برايس ؟"
"تصرفاتك الآن لا علاقة لها بأى خوف متبقى مما حدث منذ أشهر تملك بسبب ما حدث منذ أشهر"
"صحيح....إذن فردى على تصريحك السابق هو نعم"
وتحركت بثقة إلى ذراعيه ليستقر رأسها على قوة كتفيه الدافئتين نظر برايس إليها متسائلاً:"نعم أحبك...؟ أم نعم أريد الزواج منك؟"
"نعم احبك....ونعم...سأتزوجك "
لم تكن مترددة فى ردها ولمع الحب فى عينيها وهى ترفع نظرها إليه دون ان ترف عيناها
تأوهـ وأغمض عينيه لوقت قصير :"ليست واثقاً من أننى قادر على تصديق هذا"
ابتسمت له فقد صعُب عليها أيضاً أن تصدق ما يجرى ! لكنه كان أمراً حقيقياً فهى و برايس يحبان بعضهما وسوف يتزوجان
وتمتمت بصوت أجش:"أنا واثقة من أننا سنجد طريقة لإقناعك"
أطبقت ذراعا برايس عليها بتملك وهو يرفعها إلى أعلى ويضمها إليه . لكن سابينا لم تشك ولو للحظة فى أن هذا هو الحب والأهتمام اللذان يجب أن يكونا بين شخصين يحبان بعضهما ويريدان أن يكونا معاً لبقية حياتهما

* * * * *
* * *
*

زهرة منسية 15-06-12 05:19 PM

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13397733251.gif
تمت الرواية
أتمنى للجميع الأستمتاع بالرواية
&
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13397733252.gif
لكل من مر على الرواية ولكل من ضغط على أيقونة الشكر
وإلى لقاء إنشالله مع السلسلة الجديدة

جمره لم تحترق 16-06-12 07:55 PM

ويني أنا ما شكرتك وجبت اصحابي
http://sl.glitter-graphics.net/pub/2...zn5dnigcm9.gif
افاااااااااا . . . اعتذر لتأخري وتسلمي على
المجهود الجبار والسرعة في التنزيل . . والنهاية
التي اسدلتها بعطاء وحب . . . سلمت يمناك
وهكذا وبفضلك بعد الله تم الانتهاء من سلسلة رائعة
شكراً يا شذى الياسمين شكراً كثيراً
باقــة ورد لك
http://sl.glitter-graphics.net/pub/9...p3muabd52m.gif

Rehana 16-06-12 09:47 PM

ماشاء عليك .. زهوري .. فيس يحسدش
هههههههه.. بمزح
الله يعطيك العافية .. دائما متألقة في سرعة الكتابة والتنزيل .. فيس العجوز

http://img24.dreamies.de/img/31/b/nik3im5jghu.gif

katia.q 16-06-12 11:47 PM

تسلمين يا زهرتي الحلوة
الرواية جميييييييييلة كتييييييييييييير
والف شكر علي سرعة التنزيل
يعطيك العافية يا قمر

زهرة منسية 17-06-12 12:36 AM

شكراً ليكى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق (المشاركة 3121174)
ويني أنا ما شكرتك وجبت اصحابي
http://sl.glitter-graphics.net/pub/2...zn5dnigcm9.gif
أهلين بيكى وبأصدقائك نورتنى وشرفتونى

افاااااااااا . . . اعتذر لتأخري وتسلمي على
المجهود الجبار والسرعة في التنزيل . . والنهاية
التي اسدلتها بعطاء وحب . . . سلمت يمناك
وهكذا وبفضلك بعد الله تم الانتهاء من سلسلة رائعة
شكراً يا شذى الياسمين شكراً كثيراً
باقــة ورد لك
http://sl.glitter-graphics.net/pub/9...p3muabd52m.gif

ولا تأخير ولا حاجه
الله يسلمك حبيبتى من كل شر
كل الفضل يرجع بعد الله لنصائحكم وأرشداتكم كل الشكر
ريـــحــانـتــى

& أنتى حبيبتى
زووووووووز

والله دايمن تعباكم معايا كتير
الله لا يحرمنى مكنك يا الغوالى
مووووووواه

زهرة منسية 17-06-12 12:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3121283)
ماشاء عليك .. زهوري .. فيس يحسدش
هههههههه.. بمزح
الله يعطيك العافية .. دائما متألقة في سرعة الكتابة والتنزيل .. فيس العجوز

http://img24.dreamies.de/img/31/b/nik3im5jghu.gif


هههههههه أكيد أنا عرفة أنك بتمزحى
فاكرة أول مرة أكتب رواية من وجهنى
وأنا طلعت ولسه بطلع عين مين؟:lol:
الله يعافيكى أستاذتى

زهرة منسية 17-06-12 12:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة katia.q (المشاركة 3121346)
تسلمين يا زهرتي الحلوة
الرواية جميييييييييلة كتييييييييييييير
والف شكر علي سرعة التنزيل
يعطيك العافية يا قمر

وااااو كاتيوش أهلاً وسهلاً حبيبتى الترجمة وخداكى مننا بس دايمن متالقة ونجمة من نجوم الترجمة
شكراً على كلامك الجميل

مشكلتي قمر 02-08-12 08:41 AM




تسلم اناملك الذهبيه ابداع وتميز
انتي دوما مبدعه فى سماء ليلاس
:0041:

miss_shosho 03-09-12 12:01 PM

مرحباً زهرة


شكراً كتير علي الرواية الرائعة
السلسلة كلها كانت مميزة بشكل خفي وكل التقدير لك ولجمرة علي كتابة رواياتها



أتمني أن ينتبه الأعضاء لهذا القسم وإن شاء الله بالتوفيق

زهرة منسية 03-09-12 04:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشكلتي قمر (المشاركة 3155178)



تسلم اناملك الذهبيه ابداع وتميز
انتي دوما مبدعه فى سماء ليلاس
:0041:

مشكورة قمر على مرورك و كلامك الرقيق

زهرة منسية 03-09-12 05:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miss_shosho (المشاركة 3170738)
مرحباً زهرة
مرحبا مس شوشو
وأهلا وسهلا بيك عضوة جديدة بينتنا

شكراً كتير علي الرواية الرائعة
السلسلة كلها كانت مميزة بشكل خفي وكل التقدير لك ولجمرة علي كتابة رواياتها

شكرا ليكى حبيبتى مبسوطة كتير أنها عجبتك
كل الشكر لـ زوووووووز
(جمرة)
لأن السلسلة من أختيارها

أتمني أن ينتبه الأعضاء لهذا القسم وإن شاء الله بالتوفيق

وأنا كمان أتمنى أن العضوات ينتبهوا للقسم علشان يكون فى حافز للكاتبتا علشان تكتب و يزدهر القسم

نورت مس شوشو

حياة12 30-09-12 03:40 AM

ميرسى لاحلى زهرة على الرواية الراشعة دى :55:

حياة12 30-09-12 03:42 AM

احم احم اشسفة كان قصدى "رائعة" غلطة مطبعية
:D

حياة12 30-09-12 03:57 AM

بصى يا زهرة انا مش حعلق ع الغلطات اللى بالعبيط دى :D
كمان كتبت اسفة غلط !

حياة12 30-09-12 03:57 PM

ميرسى يا قمر على الرواية
اول مرة يكون البطل رسام :Welcome Pills4:
متشوقة انى اقراها)

زهرة منسية 05-10-12 11:05 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3185124)
ميرسى لاحلى زهرة على الرواية الراشعة دى :55:

أنتى الأروع حياة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3185126)
احم احم اشسفة كان قصدى "رائعة" غلطة مطبعية
:D

ههههههههه أنتا فهمت قصدك فى الغلطتين المطبعيتين

زهرة منسية 05-10-12 11:10 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3185130)
بصى يا زهرة انا مش حعلق ع الغلطات اللى بالعبيط دى :D
كمان كتبت اسفة غلط !

هههههههه قلتلك ولا يهمك
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3185382)
ميرسى يا قمر على الرواية
اول مرة يكون البطل رسام :Welcome Pills4:
متشوقة انى اقراها)

أمممممممممممممم ما هو أنتى لو كنتى قريتى الرواية كلها كنتى عرفتى قد أيه غلطاتى فى الرواية يا بنتى تعمل رواية تانية ههههههههههه
مشكورة حبيبتى على مرورك أسعدنى كتيررررر

فاطييمة 12-10-12 07:52 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
بسم الله الرحمان الرحيم ... تسلم ايديكي

ندى ندى 09-11-12 11:02 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
كتير كتير حلوه ورائعه ومميزه جدا جدا

foufastar 19-12-12 11:35 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiii

sabahloulou 10-01-13 01:22 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
الرواية جميييييييييلة كتييييييييييييير
والف شكر علي سرعة التنزيل
يعطيك العافية يا احلى زهرة

غرشوه 29-01-13 01:32 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
روايه حلوه سوووو نايس يسلموووو

yasmin kamal 23-04-13 10:52 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
القصة روعة مووووووووووووووووووووووووووووووت انا مش قادرة اعبرلك شكرا و ميت شكرا و الله مش قادره فعلا انا حبيتك حب هههههههههههههههههههه عشان طيتى القصة دى انتى عسل موووووووووت و الله العظيم
القصه روعه و جزاك الله خيا فعلا شكرررراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااا
بس النهاية جامدة مووووووووووووووووووووووت و لا وقت اما (قالت بخفة :"إلى أين أخذ جدك ريتشارد هذا الصباح؟"
إلى أعلى الجبل وسيدفعه إلى الأسفل من هناك...ولن يهتم برايس!) ههههههههههههههههههههههههههه ضحكت اوى كان نفسى اعمل زيه و الله ههههههههههههههههه

fairbeauty 27-04-13 10:15 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
جميلةةةةةةةةةةةة

Nonoucha 22-05-13 11:21 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
:0041::0041:

همسه قلب 28-05-13 04:13 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
يسلموووووووووووووو

زهرة سوداء 30-05-13 01:48 AM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
تسلم ايدك زهورة

اختيار جميل تمتع بها كثيرا الله لا يحرمنا وجودك العطر

رهام رهام رهام 18-01-14 08:28 AM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
روايه رائعه رائعه رائعه ...... شكراً علي مجهودكم

الليل الدامس 22-01-14 01:35 AM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل خالص

مسك مالك 12-09-14 10:17 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
تسلم زهوره على الاسلوب الراقي والمجهود ومنتظره كل اعمالها بوسه كبيره لها وللمنتدى

لست ملاكا 23-11-14 05:23 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
حلووووووووووووووووووه جدا يسلمو

ليالي حالكه 08-03-15 11:54 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
سﻻمات

الروايه رائعه طبعا في الحيقيقه لم استطع مقاومة السهر

لقرائتها مره اخري بالرغم من اني قراتها سابقا

بس دايما الكاتبه كارول روايتها متميزه

شكرا ع اختيارك والف شكر ع الترجمه

لبني سرالختم 14-03-15 12:15 AM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
جميله جدا وانتي مبدعه دائما شكررررررررررررررررررررررا علي ابداعك وروعة اختياراتك

رايجا 16-03-15 10:09 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
يسلموووووووووووووووووووووووو

فرحــــــــــة 13-07-16 09:38 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
غاليتى
زهرة منسية
سلسة جميلة متكاملة
سلمت يداكى على الاختيار الرائع
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بحفظ الرحمن
فيض ودى

eman esam 22-05-17 04:00 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
اتنمختاقبازطجتالب

ملك جاسم 30-05-17 10:01 AM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
:8_4_134::8_4_134:

Maha Sabry 28-09-18 11:49 AM

شكرا على المجهود الرائع والاسلوب الجميل

زهرة منسية 03-12-18 01:40 PM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليالي حالكه (المشاركة 3517037)
سﻻمات

الروايه رائعه طبعا في الحيقيقه لم استطع مقاومة السهر

لقرائتها مره اخري بالرغم من اني قراتها سابقا

بس دايما الكاتبه كارول روايتها متميزه

شكرا ع اختيارك والف شكر ع الترجمه

العفو غاليتى و سعيدة ان الاختيار نال اعجابك

وجب التنويه ان الرواية مكتوبة و لم يتم ترجمتها

القم هنا خاص بكتابة الروايات :)

paatee 18-12-19 04:07 AM

رد: 294 - لماذا تهربين؟ - سلسلة كارول مورتيمر (الجزء الثالث والأخير)
 
:55::55:يعطيكم العافيه ننتظر جديدكم

Last night 08-01-21 11:54 PM

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


الساعة الآن 05:58 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية