اقتباس:
تسلمى حبيبتى من كل شر وشكرا لك على تواجدك . اقتباس:
العفو حبيبتى وشكرا على مرورك الكريم . |
الفصل الثانى ( انا لا انسى ! ) ********* لايمكن للحياة ان تكون افضل . هذا ما خطر لجايك وهو يستند الى الخلف فى كرسيه المصنوع من الجلد الازرق المائل الى الرمادى والذى جمع بين الراحة والعملية . رفع رجليه على مكتبه ، وشبك يديه فوق صدره ، فيما شعر بالرضا يتملكه ويملا عقله وقلبه . لا ترضى ميل طبعا بجلسته هذه البعيدة كل البعد عن المهنية . سوف تدخل فى اى لحظة وتحدق فى كعبى حذائه ، رافضة القاء التحية عليه حتى يخفض قدميه ويضعهما على الارض ثم يجلس مستويا . لميل معاييرها الخاصة . يمكنها ان تنجح كمدرسة . او كمربية ... وهذه الافكار جعلت مخيلته تجمح نحو عالم من الاحلام السارة . منتديات ليلاس وانتقلت نظراته بكسل الى النافذة الكبيرة فى الطرف من مكتبه والتى تطل على مشهد رائع تطل على مشهد رائع لجسر مرفا سيدنى . لاحظ عددا من المتسلقين الذين يشقون طريقهم الى اعلى الجبل للاستمتاع بالمنظر . بدا له النهار مناسب لذلك ، فالسماء زرقاء صافية ، والشمس مشرقة . وخطر له ان عليه ان يقلدهم يوما ما ... وخطر فى باله لاحن الاغنية القديمة : ساتسلق الجبال . سيذكره لاحقا للباحثين فى الغرف الخلفية وسيطلب من مهندسى الصوت الاستماع اليه للاستفادة منه . لابد من وجود هذه الاغنية فى مكتبتهم الموسيقية . يمكنها ان يعملوا على جزء من اللحن للاجيال الاكبر سنا التى لا تستسيغ الموسيقى الغربية على هواتفها الخلوية . هذه الاغنية ماخوذة من اكثر الافلام الاستعراضية شعبية وهو لحن السعادة لرودجرز وهامرشتاين ، وهو الفيلم المفضل لدى المسنين . يجب على شركته ان تخترق هذا السوق وتنتشر فيه بشكل افضل ، اذ لم تستفد من القدرة الشرائية لهذه الشريحة . لكن المشكلة تكمن فى ان المسنين لا يستخدمون الانترنيت بقدر الاولاد ، علما ان الانترنيت هو مركز المبيعات . الا اذا تمكنت الشركة من الوصول اليهم عبر الاولاد ... عليه ان يطلب من العاملين على الكمبيوتر لديه ان يفكروا فى حل للمسالة . نعم ... يجب تسلق كل الجبال . كانت جولى اندروز ، التى لعبت دور الراهبة – المربية فى الفيلم ، تتراقص فى ذهنه عندما دق باب مكتبه ودخلت ميل . توقفت وحدقت فى حذائه على مكتبه ، كما كانت جولى اندروز لتفعل عندما لعبت دور مارى بويبيتز ، فرفعت انفها استهجانا واستنكارا لهذه الاساءة الى معايير التصرف الخاصة بها . منتديات ليلاس احترام ، احترام ، احترام ... راح يردد هذه الكلمات فى سره فيما هو يرفع قدميه ويؤرجحهما ببطء ليضعهما على الارض وهو يكشر فى وجهها . لعلها تتصرف كمربية لكنها لا تبدو بالتاكيد كراهبة ! فى الواقع ، تبخرت صورة جولى اندروز من راسه فيما احتلت الرؤية امامه الاولوية . وبعد ان تامل تمازج الالوان الجميل ، وعرض الانوثة الواضح ، علق قائلا : جميل جدا . لكن ما خطر له فعلا هو : مثير جدا . الا انه لم يعبر عما جال فى فكره لئلا تعتبر ميل كلامه تحرشا جنسيا . قالت متجاهلة تعليقه على لباسها : صباح الخير يا جايك . لعلها سجلت فى ذهنها انها تناسبت مع الصورة المطلوبة منها مجددا . السيدة كفاءة لا تفشل ابدا ، لكن جايك حضر لها تحديا من نوع اخر لهذا اليوم . |
علق بسرور : انه بالفعل يوم جميل يا ميل . خطرت لى بعض الافكار ، فهل دفتر ملاحظاتك معك ؟ كانت تحمله على صدرها وكانه درع ، لكن جايك بارع بقدرها فى تجاهل ما لا يرغب فى رؤيته . اجابت ، رافضة كالعادة ان تهزم : نعم . التصرف بادب درع واق ايضا . وود جايك لو يفجر ذاك الدرع ليصل الى الجزء الحساس والضعيف فى ميل روسى – اظهار داخل هذه المرأة . دعاها باستمتاع : اجلسى . لم يكن هناك فى المكتب سوى كرسى لشخص واحد من الجلد الازرق المائل الى الرمادى ، فاضطرت للجلوس على احداها . وبدلا من ان تسترخى فى الكرسى ، جلست على طرفها ووضعت ساقا فوق الاخرى كى تتمكن من اسناد دفتر ملاحظاتها الى ركبتها . -انا جاهزة . انه تحذير بان يتوقف عن النظر الى ساقيها وينتقل الى العمل . رفع جايك نظره اليها وابتسم ثم قال والمرح يتدفق مع كلماته : لابد انك جاهزة ومستعدة تنتظرين التحديات التى اعددتها لك لهذا اليوم . وابتسمت ابتسامة فى تكشيرة عريضة . اكرهه ! هذه الفكرة لم تفارق ذهن مرلينا . لن ياخذها جايك دافيلا على محمل الجد كشخص او كامرأة او حتى كانسان لديه مشاعر ينبغى احترامها . لم يكن يكترث لامرها ، بل يتسلى باللهو بها . من الجنون الصرف ان تجلس ههنا وقلبها يثب كالمجنون ومعدتها تعتصر لانه تاملها بتقدير ذكورى فيما غمازتيه تغمزان لها . هذه الابتسامة العريضة على وجهه اشارة الى انه وضع مخططا جهنميا . دفع كرسيه نحو الامام واسند ساعديه على الطاولة وانحنى الى الامام وعيناه تلتمعان ، فيما انتظرت هى كالبلهاء لتسمع افكاره النيرة ، لتعمل لاحقا كالمجنونة على انجاز التحديات التى وضعها . قالت فى سرها انها مجرد دمية يحركها على هواه . وما كانت لتشعر ان الوضع سئ الى هذا الحد لو لم يكن هو الهوى الوحيد فى حياتها لكنه كذلك . وعليها ان تتخلص من هذا الوضع ، فاحساسها بقيمتها الذاتية اشار عليها بانها الطريقة الوحيدة لتنجو بنفسها . لكنه حاليا يحتبسها فى هذه اللحظة ، وتكاد تكون مقطوعة الانفاس بانتظار ما يخبئه لها . قال : نحتاج الى اجتماع للخروج بافكار هذا الصباح . يجب ان تشارك فيه كافة الاقسام . اريد ان اطرح بعض الافكار للوصول الى سوق المسنين . شعرت بالارتياح لسماعه يتكلم فى شؤون العمل . وسالته : فى اى ساعة تود ان احدد الاجتماع ؟ وجاءها الرد على الفور : عند الحادية عشرة وخمسون دقيقة . بعد قهوة الصباح ، كى تكون ادمغتهم ناشطة وقبل الغداء كى يفكروا جيدا فى المواضيع التى ناقشناها . -حسنا ! وسجلت الموعد فى مفكرتها . -اصدرى هذه المذكرة حالا يا ميل . -سافعل . هل من شئ اخر قبل ان اعمل عليها ؟ تشدق وفى عينيه لمعان خطر : نعم ، نعم . ركزت على الحفاظ على ملامح وجهها جامدة فيما هى تنتظر ان يكمل حديثه . استند الى الخلف فى كرسيه ولوح بيده فيما قال : موعد عيد ميلاد جدى يقترب . |
وخطر لها ان عيد ميلادها هى ايضا اصبح قريبا . -سيبلغ الثمانين من عمره . وانا سابلغ الثلاثين . -اريد ان اعد له شيئا مميزا . وصمت فيما راح يراقبها كالصقر ، منتظرا ليرى الاتجاه الذى ستسلكه طريدته . بادلته النظر بصبر ، بعينين صافيتين ، خاليتين عن عمد من اى شعور او انفعال . لن تدعه يفقدها شهيتها هذا الصباح ! الا ان الانتظار طال ، فقالت اخيرا : هل تود ان اقدم لك اقتراحات ؟ ضحك : اشك فى ان تعرفى ما يسلى جدى يا ميل . عندما كنت صغيرا ، طلب منى ان اناديه فرقع بدلا من جدى لانه كان خبيرا فى فرقعة الفلين . تعطل دماغها الذى لطالما سيطرت عليه وفقدت قدرتها على الكلام بشكل سوى . -ربما لديك انت ايضا سبب وجيه كى تنادينى بميل بدلا من مرلينا . تشدق قائلا وهو يبتسم فى وجهها مجددا : ليتل وايين . -عفوا ؟ -فيلم ليتل وايين . بطله ميل غيبسون . -اتربط بينى وبين ممثل ... رجل ؟ ااذ ما سلمنا جدلا ان ميل غيبسون يبرع فى افلامه ، الا انه رجل ، فكيف يمكن لجايك دافيلا ان ينظر اليها كما يفعل اذا ما كان يعتبرها رجلا ؟ وتمنت مرلينا لو انها لم تفتح هذا الموضوع . لقد سئمت وحسب من ان يناديها بميل بدلا من ان يستخدم اسمها . هذه الشوكة مغروزة فى جنبها منذ بدات عملها فى الشركة ويبدو ان الحاجة الماسة الى اخراجها والتخلص منها تغلبت عليها . همست وهى تستعيد حذرها : لاباس ، انا اسفة لابتعادى عن موضوع عيد ميلاد جدك . ارجوك تابع . فقال بشكل استفزازى : صدقينى ... صورتك عندى لا علاقة لها ابدا بذكورية ميل غيبسون . -يسرنى ان اسمع هذا . الا انها لم تعد ترغب فى سماع المزيد عن هذا الموضوع اذ يبدو جليا انه يتسلى على حسابها وعدم الرد عليه هو اسلم الخيارات . لكنها لم تستطع ان تقاوم رغبتها فى توجيه ضربة اليه قبل اقفال الموضوع : كنت قد بدات اتساءل عن مدى انحراف نظرتك . لكنى اعتذر مجددا ، فتفكيرى فى غير محله . قلت انك تريد شيئا مميزا لجدك . ضايقها : الا ترغبين فى اشباع فضولك ؟ فقالت رافضة الخوض فى الموضوع : انا واثقة من انى لا ارغب فى ذلك . -لان الفضول مهلك وانت لا ترغبين فى المخاطرة ؟ وتراقصت عيناه بسخرية . استشاطت غيظا ، ورغبت فى مقابلة الاذى بالمثل : عندما كنت صغيرا يا جايك ، كان على احدهم ان يعلمك الا تعبث مع القطط ، فلها مخالب . وافقها الراى : انت محقة ، كان يجب ان احظى بمربية مثلك يا ميل . كنت لتحولينى من دون شك الى رجل مستقيم وممتاز . انه يعشق هذا الحوار ، ويبتهج به ابتهاجا شديدا . اطبقت فمها بشدة . لن تتفوه باى كلمة حتى يعود الى الحديث عن العمل . كانت شفتاه تتراقصان مرحا وغمازتاه تلمعان بشكل شيطانى . لم تستطع ان تمنع نفسها من ان تحملق فيه لكنها ابقت فمها مطبقا . اشار اليها باصبعه : هذا تماما ما اعنيه ... لما تذكريننى بميل غيبسون . الكثير من الطاقة المكبوتة التى تعلمين انها ستنفجر عند اشعال الفتيل . |
وراحت عيناه تتراقصان من الاثارة لفكرة فقدانها رباطة جاشها وتخليها عن هدوئها . تدفق الدم حارا فى عروق مرلينا اشبه بحمم بركانية تهدد بالانفجار لكنها لم تشأ ان ترضيه باعطائه ردا غاضبا ، فهذا يعنى انه سجل نقطة لصالحة . حافظت على وقارها بعبوس حتى استسلم اخيرا امام الحائط الذى رفعته للدفاع عن نفسها . منتديات ليلاس -حسنا ! لنعد الى جدى ... تنفست مرلينا الصعداء وهى لا تزال تحدق فيه . ان بايرون دافيلا مشهور بتعدد زيجاته ، وهو ينافس الملك هنرى الثامن فى عدد الزيجات ولعل جايك ورث عنه هذا الميل الى اللهو ، الا ان الفرق الوحيد هو ان جده اعتاد ان يتزوج النساء اللواتى يلهو معهن . قد يكون السبب هو فارق الاجيال ، فالمجتمع لم يكن يتقبل المغامرات العاطفية المؤقتة حينذاك . -... اريد تحضير قالب حلوى له . -قالب حلوى . كررت كلماته وهى تبعد نظرتها عن عينيه اللامعتين ثم دونت ماقاله فى دفتر ملاحظاتها . -قالب مميز جدا . ثمانية طوابق . طابق لكل عقد من عمره . سجلت مرلينا 8 طوابق . وخطر لها ان فى الامر مبالغة ، لكن ... انها ليست هنا لتفكر فى السبب ، بل لتنفذ او تموت ! -كما اريد ثمانين شمعة حول طرف الطبقات . اشارت : سيصعب عليه ان ينفخها كلها . فجاءها الرد اللطيف : ستتفاجئين كم ان جدى معافى وفى صحة جيدة . رمقته بنظرة ساخرة : هل تود فعلا ان تكبد رئتيه كل هذا العمل الشاق فى عيد ميلاده ؟ ابتسم : يسرنى ان تهتمى لامره يا ميل ، لكنى لا اريد شمعا حقيقيا . -شموع للزينة فقط ؟ لن تتم اضاءتها ؟ --للزينة ، نعم . للزينة وحسب . قلبت عينيها ثم كتبت للزينة فقط . قال جايك : لن تكون حقيقية ، شانها فى ذلك شان قالب الحلوى . لم يساعدها كلامه . شعرت مرلينا بعقلها يذوب . اشتدت قبضتها على الواقع المتين ، على قلمها ، ثم رفعت نظرها ببطء شديد عن دفتر ملاحظاتها الموضوع على ركبتيها ، وفى نيتها ان تحدق فى معذبها حتى يتصرف كما ينبغى لرب العمل ان يفعل . قالت بصوت رتيب : اشرح من فضلك . ضحك فاطلق العابا نارية فى راسها ... صواريخ وشموع ارتفعت وتفجرت . كرهته ، كرهته ، كرهته . لكن جل ما كرهته هو تاثيره العميق فيها . منتديات ليلاس كل خلية فى جسدها ادركت وجوده ، والفرح المترقرق فى ضحكته والحيوية التى تضيفها على وجهه الوسيم جدا . وخطر لها ان الشيطان يتملكها ، وعليها بطريقة ما ان تحذفه من وعيها وتتحرر منه كليا . تشدق ، بعد ان اتزن اخيرا بما يكفى كى يتكلم : اخشى ان الاتصال بمخبز قوالب الحلوى للمناسبات المميزة لن يجدى نفعا يا ميل . بقيت صامتة ، بانتظار التعليمات المناسبة . -عليك ان تبحثى وتستعلمى ، لكنى اظن ان فرق الدعم العاملة فى كواليس المسرح يمكن ان تؤمن ما اريده . قالب حلوى مزيف ، ليس حقيقيا ! واعادت تركيز ذهنها المشتت قبل ان تسال : ما هو العلو الذى تفكر فيه وكم يبلغ عرض الطابق السفلى برايك ؟ -اظن ان ستة اقدام تكفى كعلو . ويجب ان يكون الطابق العلوى واسعا بما يكفى كى تخرج منه امرأة . |
الساعة الآن 03:57 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية