القاتل اللطيف
القاتل اللطيف
كيف يكون القتل لطيفاً ؟ عندما يكون القتل لا دم فيه ولا إزهاق لروحٍ أو حياة . ويكون أيضا بلا سلاح أبيضاً كان أو أحمر , إني أكتب هذه الكلمات وأنا مقتول بأمر من أحب وعلى يدها . هي التي جاءت وتوسلت لي لأسمح لها بكتابة يومياتها في كتاب الحب , داخل مكتبة العقل والقلب داخلي , لعل الكتب الأخرى يسمح لها أو يجوز فيها الخطاء ويجوز أيضاً تمزيق الصفحات التي لا نريد بقائها داخل هذا الكتاب أو ذاك , لكن كتاب العاطفة ذلك الكتاب المحفوظ على أعلى رف من رفوف الوجدان الإنساني كتاب يصعب فتحه وقراءته وكذلك الكتابة فيه . أما كتابي فلم أسمح لأحد أن يتناوله , فكان أبيض الصفحات , خاليا من الكتابات ... حتى جاءت هي ! جعلتني أنزل ها كتابي من على رفه , وأسمح لها بالكتابة فيه . ما الذي جعلني أفعل . قد يكون سحرها , جمالها , روحها , كلامها , علمها , ثقافتها , لا أدري ربما القدر . تعاطفت معها أو ( أحببتها ) . فأخذت تكتب في حياتي كل ما يروق لها حتى وإن لم يروق لي , فكان الصباح إبتسامتها , والمساء صوتها , الليل تضيئه عينيها , الصيف تبرده أنفاسها , الشتاء تدفئه ضمتها , صرت أعيش خلالها , وأرى بعينيها , وأتكلم بلسانها , صرت هي , وهي أنا . أو كنت أعتقد ذلك . كنت أغار من الهواء لأنه كان يلازمها أكثر مني , وأغار من الماء لأنه كان يمر فوق جسدها الناعم بسلاسة , أما يدي فلا . فكنت كالطفل يقرأ لها كل يوم عند النوم صفحة من صفحات ذلك الكتاب . لماذا ؟ حبيبتي إختفت ! لا أدري هل شعرت بالملل من كتاباتها , أم كان من المفترض أن أكتب في كتابها . لكنها إختفت , وإختفى كتابي وصفحاته . بحثت في مكتبتي فلم أجده , ومكانه السابق كان خالياً , عندها توقفت الحياة وشعرت بحدة الصفحات تقطع كل مكتبتي داخل قلبي , فأمسيت ميتاً وأنا حي ألفظ أسمها بأنفاسي الخيرة . لكن أين هي ؟ بعد أن تركت الأقدار تبحث عنها , والصدف تجمعني بها . وجدت حبيبتي . وجدتها تكتب في صفحات كتاب آخر من مكتبة آخر . لن أستطع استرجاعها , ولم أستطع تحذيره منها . لأني مقتول والمقتول لا يتكلم , أو أني أرته أن يشعر باللذة التي شعرت بها قبل أن تقتلني . أخذت ألملم أوراقي وكتبي لعل ما بقي لي من كتب قد تغنيني عن ذلك الكتاب . :( :( :( :( |
رائع جدا
بدنا كمان خواطر حلوة منك زي هيك تنورلنا فيها صفحات المنتدى عاشق المستحيل |
جرح محبرتك نزف فوق السطور
فبدد أنين الالم..... يحيى الفيروز.... راائع ماكتبت..... دمت بعذوبتك..... نونو |
الساعة الآن 03:35 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية