منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 213 - لم أعد طفلة - بيني جوردان ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t175549.html)

زهرة منسية 05-05-12 09:51 PM

بتمنالك سهرة سعيدة وممتعة......
لا أنا بتمنالك كل لحظة فى حياتك تقضيها بسعادة والله يبارك فى عمرك ويبارك لك فى كل أحبائك
وما همل من كتررررر تكرار الشكر
بس أنتى ما تملى منى
مووووووووووووواه

كرم حسان 06-05-12 05:07 PM

حياتى الك ولكل الحضور
شو بدك احكيلك
يا زهرة بين الندى
يا اجمل شذى
الخ ........... الخ
انا مش شاطرة فى التعبير
بس يارب يارب تكملى الرواية بسرعة
حاكم انتى علمتينا ازاى نتشوق الك ولرواياتك الرائعة
تسلمى
مش هك وبس ونطلب منك
كتابة روايات اخرى على ذوقك الانيق

جمره لم تحترق 06-05-12 09:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3088693)
بتمنالك سهرة سعيدة وممتعة......
لا أنا بتمنالك كل لحظة فى حياتك تقضيها بسعادة والله يبارك فى عمرك ويبارك لك فى كل أحبائك
وما همل من كتررررر تكرار الشكر
بس أنتى ما تملى منى
مووووووووووووواه

فديتك مين يمل من ذوقك ؟! . .
ورب البيت العظيم ما في شيء من كلمات
الامتنان والشكر توفيك حقك يا الغلا . . ربي يسعدك ويحفظك
لمن تحبين . . وعشان عيونك اليوم اربعة فصول :lol:

http://img17.dreamies.de/img/790/b/uyf5yfelsk8.gif

جمره لم تحترق 06-05-12 09:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرم حسان (المشاركة 3089315)
حياتى الك ولكل الحضور
شو بدك احكيلك
يا زهرة بين الندى
يا اجمل شذى
الخ ........... الخ
انا مش شاطرة فى التعبير
بس يارب يارب تكملى الرواية بسرعة
حاكم انتى علمتينا ازاى نتشوق الك ولرواياتك الرائعة
تسلمى
مش هك وبس ونطلب منك
كتابة روايات اخرى على ذوقك الانيق

عبرتي ووفيتي يا ذوق . . يحفظك ربي
فرحتيني . . . وطلبك تم بإذن الله الحين أربعة فصول
وبكره أخر فصلين . . وقريب راح أنزل رواية كثير حلوه
وأحبها أكثر من هذه الرواية . . فقط كوني متابعة

http://img17.dreamies.de/img/790/b/uyf5yfelsk8.gif

جمره لم تحترق 06-05-12 09:14 PM

5 ـ امرأة لا طفلة !
 

5 ـ امرأة لا طفلة !
http://img21.dreamies.de/img/336/b/4tprxhto5fa.pnghttp://img21.dreamies.de/img/336/b/4tprxhto5fa.pnghttp://img21.dreamies.de/img/336/b/4tprxhto5fa.png

ـ لكن هذا ليس فندقاً !.
قالت روزي محتجة عندما صعد غارد بسيارتهما المستأجرة في
طريق خاص ثم أوقفها أمام مدخل قصر مهيب مبني بالحجر .
منذ أعلن غارد أنها ستذهب معه إلى بروكسل , أخذت روزي
تحتج وتجادل , ولكن من ون جدوى . ذات مرة انفجرت فيه
غاضبة :
ـ وما المفروض أن أقوم به أنا أثناء وجودك في الاجتماعات ؟
ـ لم يخطر ببالي قط أنك أنانية إلى هذا الحد !
حملقت فيه آنذاك بارتياب , وساورتها شكوك في دوافعه الخفية ,
وخيل إليها أنها تعلم جيداً ما هي . إنها ليست حمقاء . . . وكان
ردهـا :
ـ لست ذاهبة معك , يا غارد ! ولا أريد الذهاب ! .
ولكن , بطريقة أو بأخرى , لم تنفع كل احتجاجاتها . وها هي
ذي الآن هنا تنظر إليه بقنوط , ساخطة لقدرته على البقاء هادئاً في
حين كانت مشاعرها تضطرب اضطراباً شديداً .
لم تكن معتادة على أن لها زوج , وكرهت افتراض غارد بأنه هو
الذي يقرر ما يجب أو لا يجب عمله .
أجاب الآن بهدوء :
ـ لا , إنه ليس فندقاً . إنه بيت خاص . و (( المدام )) صاحبة القصر
هي سيدة فرنسية . وبدلاً من أن تبيع البيت بعد وفاة زوجها , قررت
أن تزيد دخلها بتأجير غرفه . ومثل أكثر الفرنسيات , هي ليست
طاهية ممتازة فحسب , وإنما مضيفة ممتاز وماهرة جداً في توفير
أسباب الراحة .
قطبت روزي جبينها . شيء ما في صوت غارد وهو يتكلم عن
صاحبة القصر ضايقها . ومن دون حاجة إلى مزيد من الوصف ,
تصورتها روزي على الفور إحدى تينك الفرنسيات الأنيقات دائمات
الشباب اللواتي تشعر , هي شخصياً , بالخوف منهن .
ـ لكن , قلت إن لديك عملاً في بروكسل , وهذا المكان يبعد
عنها أميالاً ! .
ـ ليس أكثر من ساعتين بقليل في السيارة . و هذا كل شيء !
وإقامتي هنا تعطيني عذراً لئلا أتورط في أحداث بروكسل السياسية .
فكرت في أنك ستحبين هذا المكان . كنت تقولين دائماً إنك تفضلين
الريف على المدينة .
ابتعدت روزي بنظراتها عنه . كان صحيحاً أنها تفضل الريف ,
وربما كانت ستستمتع بهذه الرحلة في أحوال عادية . لكنها , في
العادة , ما كانت لتأتي إلى هنا مع غارد , زوجة له .
في هذه الأثناء , كان غارد قد نزل من السيارة واستدار ليفتح لها
الباب . ورغم تفضيلها الكنزة والبنطلون عادة , إلا أنها كانت ترتدي
تنورة صوفية طويلة وصداراً مناسباً تحته قميص حريري بني اللون ,
وفوق كل ذلك سترة مناسبة أحضرتها معها تحسباً للبرد . كانت
ارتدت هذه الملابس لعلمها أنها تُظهرها نحيفة , ما جعلها مسرورة
عندما انفتح باب القصر وبرزت امرأة غارد الفرنسية .
كانت ترتدي السواد . . تنورة سوداء من الكريب اشتبهت روزي
في أنها من إحدى دور الأزياء , فوقها قميص بسيط من الساتان
ووشاح من الكشمير حول كتفيها . عقد اللآليء الذي كان يتألق حول
عنقها , والمؤلف من ثلاثة حبال , لا بد أنه حقيقي , وكذلك الخواتم
الماسية في أصابعها والقرطان في أذنيها . ولكن ليست أناقتها هي التي
أذهلت روزي , التي أخذت كارهة تصعد السلم خلف غارد , وإنما
عمرهـا .
منتديات ليلاس
لم تكن المرأة , كما توقعت روزي بين الخمسين والستين من
عمرها , وإنما أقرب إلى الأربعين . إنها أقرب إلى غارد في العمر
منها هي . أما لماذا شعرت بمثل هذا العداء نحو (( المدام )) فلم يكن
لديها جواب . وأما أنه شعور متبادل , فالأمر واضح !
التفتت (( المدام )) إلى غارد , متجاهلة روزي تماماً , لتقول له
ببرودة :
ـ آه , لم أدرك أنك ستحضر معك . . . صديقة !
قال غارد بحزم وهو يقدم روزي :
ـ روزي هي زوجتي .
أكانت صديقة أم زوجة , لم يشكل ذلك أي فرق بالنسبة إلى
(( المدام )) كان واضحاً أن وجود روزي لم يسرها .
ـ وضعتك في جناحك المعتاد .
أخبرت غارد بذلك وهي تقف بينهما بشكل جعلها تواجه غارد ,
مديرة ظهرها لروزي , ثم أخذت تتحدث إليه بلغتها الفرنسية .
لكن روزي تتحدث الفرنسية بطلاقة . كان لديها موهبة تعلم
اللغات , نمتها سنوات إقامتها في ألمانيا مع والدها . وفرنسيتها , في
الواقع , أكثر طلاقة من فرنسية غارد بكثير . كانت (( المدام )) تقول :
ـ وعلى كل حال , إذا كنت تفضل غرفة أخرى . . .
غرفة أخرى ! . . وخفق قلب روزي بضيق . كانت تفترض أن
إقامتها ستكون في فندق كبير , وفي غرفتين منفصلتين . كما
افترضت أن رغبة غارد في مشاركتها غرفة واحدة ستكون ضعيفة مثل
رغبتها هي .
قال غارد للمدام :
ـ لا ! جناحي المعتاد مناسب تماماً !
الردهة الواسعة , المعرضة لتيارات الهواء , جعلت روزي
مسرورة بتنورتها الطويلة .
كان منزلها (( مرج الملكة )) أكثر دفئاً بسقفه المنخفض والخشب
السميك الذي يغطي الجدران . لكن هذا المكان , بغرفة العالية
السقوف , وجدرانه الحجرية العارية , لا بد أنه يسكون كابوساً . . .
بالنسبة إلى الدفء . هكذا أخذت روزي تحدث نفسها , فيما كانت
المرأة تتقدمها صاعدة السلم الحجري .
كانت السجادة التي تغطيه , رغم أنها بالية تقريباً , مطرزة بما
افترضت روزي أنه شعار أسرة الزوج الراحل . وقفت تتفحصها عن
قرب , متسائلة عما إذا كانت ترجمتها صحيحة لما قرأته في ناحية
منها . ومفاده أن إحدى سيدات القصر كانت في وقت ما عشيقة
للملك وولدت منه طفلاً .
كانت (( المدام )) تصعد الدرج مع غارد , جنباً إلى جنب , معربة
بالفرنسية عن أسفها لأن وجود زوجته معه يعني أنهما لن يتناولا
العشاء بمفردهما . أجابها هو بالانكليزية بكياسة بالغة :
ـ مع الأسف ! لكنني واثق من أن روزي ستستمتع بتذوق طعامك
اللذيذ .
قوله هذا جعل روزي تحملق فيه . لم يكن ثمة حاجة لأن يتدرب
هنا على تمثيل دور الزوج المحب .
كادت تقول أن بإمكانهما , هو و المدام , أن يستمتعا بالجلوس
وحدهما قدر ما يشاءان من المرات , دون أي مانع من ناحيتها .
لكنها بدلاً من ذلك , قالت للمدام بابتسامة باردة ولغة فرنسية طليقة
بأنها , في الواقع , تتشوق إلى طعامها اللذيذ .
لم تقل المدام شيئاً , بل نظرت إليها بعينين ضيقتين , وزمت فهما
المصبوغ باللون القرمزي . ولم تعد تتحدث إلى غارد بالفرنسية , وهي
تقودهما خلال الممر ثم تقف أمام باب من الخشب الثقيل قائلة
لروزي بتكلف ودون قناعة :
ـ أنا واثقة من أن كل شيء سيكون حسب رغبتكما !.
وهذه المرة , جاء دور روزي لتكون شاردة الذهن غير متجاوبة .
عندما تركتهما المرأة , خطر في ذهنها أن العلاقة بينها و بين غارد
هي أعمق بكثير من تلك التي بين المضيفة والنزيل . لكن من الغريب
أنها لم تفصح عن شكوكها هذه , علماً أن تسرعها كان على الدوام
مدار مزاح في أسرتها . كانت تعلم , آسفة , أنها تميل إلى الكلام قبل
التفكير , ولكن بالنسبة إلى حياة غارد الشخصية , وخبرته مع النساء ,
لم يكن الإدلاء بتعليقات غير حذرة من شأنه أن يمنح غارد الفرصة
لتعييرها ببراءتها وجهلها .
منتديات ليلاس
لم تكن تشعر بمثل هذا الضيق مع الرجال الآخرين , وإنما
العكس تماماً . عندما تجاوزت غارد داخلة إلى غرفة الجلوس في
الجناح , شمت على الفور رائحة عطر المدام في الجو . أخذت
تتفحص ما يحيط بها بصمت . الأثاث المذهب , المرآة الضخمة
المذهبة فوق المدفأة , الأغطية المطرزة باليد , والستائر الحريرية
القديمة الطراز . كما أضفت زهريات تحتوي على زنابق بيضاء أناقة
على الغرفة .
أدركت روزي ذلك وهي تنظر إلى البساط (( الأوبيسون )) الذي
بهت لونه , مقطبة الجبين , شاعرة بالرهبة من هذا الجو القديم
المحيط بها .
ـ أنا عادة أستعمل غرفة النوم هذه .
سمعت غارد يقول هذا من خلفها وهو يفتح أحد البابين اللذين
يؤديان إلى خارج الغرفة .
ـ إن لها حمامها الخاص خلافاً للغرفة الأخرى . ولكن إذا كنت
تفضلين . . .
ما تفضله هو أن تكون الآن في بيتها وحدها , كما يعلم جيداً .
ـ هذا لا يهمني . ولكن أليس الأفضل لك أن تنام في الغرفة ذات
الحمام ؟ وبعد , أنا واثقة من أن المدام تتوقع أن تكون مستعداً
تماماً حين تنضم إليها لعشائكما المنفرد! .
ـ أتغارين ؟!
هذا اللوم الرقيق غير المتوقع , جعلها تصمت ذاهلة .
تغار . . . كيف يمكن أن تكون كذلك ؟ إن غارد لا يعني لها
شيئاً . المشاعر الوحيدة التي بينهما هي سخريته منها وبغضها العقيم
له . تغار . . . هذا مستحيل ! . . . إن غارد يعلم ذلك , فلماذا إذن
يرميها بالغيرة ؟
هزت رأسها غير قادرة على الإنكار . ولماذا تفعل وليس هناك ما
تنكره ؟ بدلاً من ذلك , أشاحت بوجهها عنه وهي تقول بغضب :
ـ لم أكن أريد القدوم إلى هنا , يا غارد .
ـ ربمــــــا هــــــذا صحيــح , ولكنك هــــنا الآن . أنت هنــا , وأثناء
وجودنا . .
عندما أخذت تبتعد عنه , توجه نحوها ساداً طريقها إلى باب غرفة
النوم .
ـ انظري إلي يا روزي . إنك لم تعودي طفلة لكي يُسمح لك
بالهرب من النقاش لإنقاذ ماء وجهك حين تعرفين أنك خاسرة .
فنظرت إليه بمرارة :
ـ النقاش ؟ وهل هناك من هو مسموح له بأن يناقشك , يا غارد ؟
إنك كُلي القدرة . . كلك رأي . . وكلك معرفة . استمر إذن . . ماذا
عن (( أثناء وجودنا هنا ))؟ يمكنني الجلوس كطفلة مطيعة بينما أنت
و المدام . . .
قال متجهماً :
ـ لا شيء بيني وبين الكونتيسة !
ـ ربما كلامك صحيح . لكنها تحب أن يكون ذلك .
استمر يقول متجاهلاً تعليقها :
ـ أكرر أن لا شيء بيننا . ولو كان هذا موجوداً . . .
فساعدته على إتمام كلامه , ساخرة :
ـ لكان ذلك ليس من شأني .
ـ ربما هذا صحيح . ولكنه ليس ما كنت أريد قوله . ما كنت أريد
قوله يا روزي هو أن عليك أن تحاولي وضع عداوتك لي جانباً ,
وتستخدمي المنطق والتعقل بدلاً من إطلاق مشاعرك . إن سبب
إصراري على إحضارك معي في هذه الرحلة هو أن نمنح نفسنا وقتاً
نعتاد فيه على وضعنا . . . الجديد . هل من التعقل إذن أن أفعل ذلك
ثم أحضرك إلى منزل عشيقتي ؟ ليس عليك أن تقلقي , يا عزيزتي ,
عندما ألح عليك بالمجيء معي في رحلة عمل , وإنما عندما أبداً
باصطناع المعاذير لئلا آخذك معي . . .
لأمر ما , كان يبتسم , وهذا ما أثار غضب روزي فصعد الدم إلى
وجهها . قال ساخراً وهو يلمس وجنتها بأنامل باردة :
ـ كثير من المشاعر المتوقدة وقليل من المنافذ لتصريفها !
أمرته قائلة بحرارة :
ـ كفى استعلاءً يا غارد ! أنا لست طفلة !
اختفت ابتسامته ليحل مكانها نظرة تقييم هادئة :
ـ لست طفلة ؟ ليت هذا صحيح !
http://img21.dreamies.de/img/336/b/4tprxhto5fa.pnghttp://img21.dreamies.de/img/336/b/4tprxhto5fa.pnghttp://img21.dreamies.de/img/336/b/4tprxhto5fa.png
ـ لا , شكراً , لا أريد مزيداً من الشراب !
رفضت روزي ذلك وهي تهز رأسها محاولة كبت تثاؤبها .
لم يبالغ غارد في مدح موهبة (( المدام )) في الطهي . لكن روزي لم
تستمتع حقاً بالطعام . فالطريقة التي تعمدت فيها المدام استبعادها من
الحديث , مقتصرة على غارد , جعلتها تشعر إزاءها بالتسلية أولاً , ثم
بالضيق بعد ذلك . وتوخياً للإنصاف , كان عليها أن تعترف بأن غارد
بذل وسعه لكي يوقف سلوك المدام السيء , محاولاً إدخال روزي في
الحديث , لكن روزي تعبت من هذه اللعبة وتمنت لو تعتذر ثم تهرب
إلى سريرها . قالت بهدوء :
ـ في الواقع , إذا لم يكن هناك مانع , أريد أن أذهب إلى النوم .
ثم وقفت قبل أن يتمكن غارد من قول شيء . حيت مضيفتها
بتكلف , مادحة الطعام . قال غارد بصوت هادئ غير متوقع :
ـ أظنني سآتي معك .
قالت باحتجاج :
ـ كلا , بل إبق هنا !
لكن غارد كان سبق وأمسك بمرفقها , مضيفاً شكره إلى شكرها ,
وهو يسير معها نحو الباب . عندما أصبحا في الردهة , قالت له بحدة :
ـ ما كان يتوجب عليك ذلك . كان يمكنك البقاء .
قال ساخراً :
ـ وأترك عروسي وحدها ؟
حملقت فيه مزمومة الشفتين وقالت غاضبة :
ـ لا حاجة للسخرية بهذا الشكل ! لست حمقاء على الإطلاق , يا
غارد ! أنا أعلم جيداً أنك . . .
عندما سكتت , قال بسرعة :
ـ أنني ماذا ؟
لكن روزي رفضت الجواب مكتفية بهزة من رأسها . ما الفائدة
من قول ما يعرفانه , هما الاثنان؟ أنها آخر امرأة كان غارد سيفكر في
الزواج بها , كما أنه آخر رجل كانت تريد الزواج به .
عادت تكرر اعتراضها السابق , وبانفعال هذه المرة :
ـ لا أدري لماذا أحضرتني إلى هنا ! ما المفروض أن أفعله بنفسي
حين تكون في بروكسل ؟ أطلب من المدام أن تعلمني الطهي ؟
ـ إنك لن تبقي هـنا , بل سترافقينني .
ـ مـاذا ؟!
ـ أظنك ستجدين السيد (( ديبوا )) على شيء من الأهمية . وحيث
أنه لا يتكلم الانكليزية , وفرنسيتي ضعيفة نوعاً ما , سأكون شاكراً
مساعدتك .
ماذا يعني غارد بقوله إنها ستجد السيد (( ديبوا )) مهماً ؟ إن عمل
غارد يتضمن تفاصيل معقدة جداً وبرامج على الكمبيوتر , وهو
موضوع لا تعرف عنه روزي إلا القليل , كما يعلم غارد جديداً . تابع
غارد يقول وكأنه يقرأ أفكارها :
ـ السيد ديبوا عالم خبير بالبيئة . وهو المتحدث باسم مجموعة
بالغة النفوذ في السوق الأوروبية المشتركة تطالب بمزيد من السيطرة
على فساد البيئة في الأرياف . وحيث أنني أعلم اهتمامك بهذا الأمـر ,
ستجدان الكثير لتتحدثا عنه .
ليس من عادة غارد أن يعطيها رأياً لا يتضمن نوعاً من السخرية ,
ما جعلها , لأول مرة , لا تعرف ماذا تقول .
ـ وطبعاً , وجودك معي سيوفر علي أجر مترجم .
نظرت إليه ساخطة . للمرة الأولى تخدع به فتظنه يعتبرها نداً
له . . . امرأة راشدة . تملكها حنق كاد يدفعها إلى رفض الذهاب
معه . لكن البقاء في القصر وحدها لم يكن شيئاً ساراً .
قال لها وهو يفتح باب جناحها :
ـ لدي بعض الملاحظات أريد قراءتها . إذا كنت تريدين استعمال
الحمام أولاً . . .
أدركت أن عليها أن تشكر لباقته هذه , لكنها بدلاً من ذلك ,
شعرت بالانزعاج والارتباك كطفل أرسل إلى النوم لئلا يزعج وجوده
الكبار . هل ادعاء غارد بأنه سيقوم ببعض الأعمال , ليس إلا عذراً
للعودة إلى الطابق السفلي لموافاة المدام ؟
لو كان غارد يريد البقاء مع المرأة الفرنسية , لما كان بحاجة إلى
الكذب ! هكذا فكرت روزي بغضب , إنه حر تماماً من هذه الناحية ,
أو هما الاثنان كذلك .
لماذا إذن شعرت بالضيق حين رأيت فم المدام القرمزي يهمس
شيئاً في أذن غارد ؟
منتديات ليلاس
سبب ذلك , كما أخذت روزي تفكر باستياء , ليس سلوك المدام
المريب , و إنما هو استياءها من طعامها الدسم في معدتها .
عندما وافقت بيتر على القيام بمحاولة إنقاذ المنزل , لم تدرك
بالضبط ما عليها أن تواجهه . فكرت في هذا باكتئاب وهي تخلع
ملابسها وتنزل في حوض الحمام الضخم . كان ضغط أحداث
الأسبوعين الأخيرين أكثر مما توقعت . . ومما تريد أن تعترف به .
مضت لحظة , أثناء تناولها فطور يوم الزفاف , نظرت فيما حولها
إلى الوجوه المألوفة . فشعرت فجأة , بلهفة قوية إلى أبيها وجدها
ليخففا عنها . وإذ ملأت الدموع عينيها وخنقتها , أكبت فوق صحنها ,
آملة ألا يكون أحد قد لاحظ ذلك . كان غارد مستغرقاً في حديث مع
زوجة إدوارد , أو هكذا ظنت , ما جعلها تشعر بمزيد من الخجل
عندما دس في يدها منديلاً كبيراً نظيفاً , قائلاً بهدوء :
ـ أنا أيضاً أفتقدهما , يا روزي ! إنه , على الأقل , شعور مشترك .
اغرورقت عيناها الآن بالدموع , على غير توقع منها . أخذت
تغالبها غاضبة . ماذا حدث لها هذه الأيام ؟ لم تكن قط من النوع
الذي يبكي بسهولة .
قد تكون المدام سخية بالنسبة للطعام , لكنها بخيلة بالنسبة للماء
الساخن . أخذت روزي تفكر في ذلك وهي تغتسل بسرعة وتقفز إلى
خارج الحوض , لتلف نفسها بمنشفة كبيرة بيضاء ثم تبدأ بتنشيف
جسمها بسرعة لتبدد بذلك ذكرياتها غير المرغوب فيها .
عندما ارتدت قميصها القطني بالصورة الكاريكاتورية المطبوعة
عليه من الأمام , نظرت في المرآة وعبست .
اعترفت بأن أحداً لن يصدق أنها عروس سعيدة إذا ما رأى
صورتها على هذا النحو .
عندما يتزوج غارد , أو إذا تزوج , لا يمكن أن يكون ذلك بفتاة أو
امرأة ترتدي ليلة عرسها قميصاً قطنياً وملابس داخلية عادية , التقطت
ملابسها التي كانت خلعتها , ثم توجهت إلى غرفتها منادية عندما
دخلتها :
ـ انتهيت من الحمام الآن , يا غارد ؟
سكوت ! أتراه سمعها ؟ قطبت جبينها وهي تعض باطن شفتها ,
ناقلة نظراتها بين باب غرفتها المغلق وبين السرير . . . آخر ما كانت
تريده هو أن يوقظها طرق غارد على بابها ليعرف أين هي .
تأوهت بصوت خافت ثم سارت إلى الباب تفتحه . كان غارد
جالساً إلى المكتب أمام النافذة , ورأسه فوق أوراق منشورة أمامه .
أخذت تراقبه لبضع ثوانٍ. كان شيئاً نادراً , بالنسبة إليها , أن تتمكن
من مراقبته دون أن يلحظها . يا له من رجل بالغ الوسامة ! اعترفت
لنفسها بذلك وقد خفق قلبها . رجل تتمنى معظم النساء الزواج منه .
لكنها ليست واحدة منهن . . عندما تتزوج . . .
ـ ماذا حدث , يا روزي ؟
ألقى بهذا السؤال الهادئ من دون أن يرفع رأسه أو ينظر إليها ,
موضحاً بذلك أنه لم يكن غافلاً عن وجودها . وأضاف متجهماً :
ـ إذا كنتِ ستخبرينني بأنك لا تستطيعين النوم من دون دميتك ,
إذن فأنا آسف . . .
أظلمت عيناها غضباً . إنها لم تنم مع دميتها منذ سنوات . حسناً ,
فقط أثناء الأسابيع الأخيرة , عندما حطمها فقدها لأبيها وجدها .
قالت له بكبرياء :
ـ جئت لأخبرك بأنني خرجت من الحمام .
ـ أتريدين فنجان قهوة قبل النوم ؟
فاجأها سؤاله . اتسعت عيناها قليلاً واحمر وجهها عندما وضع
من يده الأوراق التي يدرسها ثم التفت إليها . شعرت بأنها تحب
أن تتناول فنجان قهوة , لكنها كانت خجلى من كونها في قميص
النوم .
قالت بضيق :
ـ الأفضل . . . الأفضل أن أذهب لألقي علي رداء آخر . . .
أنا . . .
أجفلت عندما وقف , رافعاً حاجبيه الأسودين بسخرية وهو يتقدم
نحوها .
ـ هذه حشمة بالغة يا روزي ! لكنها غير ضرورية . أظن لدي ما
يكفي من السيطرة على مشاعري فلا أستسلم لإغراء منظرك بقميص
النوم . ثم إن قميصك هذا ليس شديد الإغراء , أليس كذلك ؟ إنه ليس
قميص عروس , بالضبط كما . . .
ـ أظنك عندما تذهب إلى سريرك ستلبس بيجاما حريرية .
دافعت روزي عن نفسها بهذا القول متذكرة رواية كان البطل فيها
يرتدي تلك الملابس . وتابعت تقول :
ـ ولكن لمعلوماتك الخاصة . . .
سكتت فجأة عندما أخذ غارد يضحك . لم تكن رأته يضحك من
قبل إلا نادراً . ولأمر ما , سبب ضحكه هذا , لها , طعنة مؤلمة في
صدرها .
سألته بارتياب :
ـ ما هذا , ولماذا تضحك ؟
قال يهز رأسه والمرح بادٍ في عينيه :
ـ لا يا روزي ! أنا لا أرتدي بيجاما حريرية . أنا , في الواقع لا
أرتدي شيئاً على الإطلاق .
قال جملته الأخيرة , وهو يحدق فيها بإمعان .
لم تستطع روزي منع وجهها من الاحمرار خجلاً وارتباكاً . ليس
فقط لما قاله , حتى ولا لضحكه هذا , وإنما للصورة المفزعة التي
تمثلته فيها عارياً .
غصت بريقها , وقد منعتها صدمة مشاعرها من ملاحظة كيف
تحول الهزل في عيني غارد إلى تفحص دقيق . قطب جبينه لما بدا
على وجهها من شحوب وألم .
سمعته يقول لها فجأة :
ـ اذهبي إلى سريرك , يا روزي ! لقد عانيت كثيراً من التوتر
والإجهاد , مؤخراً تصبحين على خير . . .
شعرت روزي بأن كل هذا كثير عليها , فقالت بصوت خنقته
الدموع :
ـ أنا لست طفلة , يا غارد . أنا امرأة . . راشدة , وقد حان
الوقت لأن تدرك هذه الحقيقة وتعاملني على أساسها .
غالبت بغضب دموعها التي كانت تحجب عنها الرؤية , وإذا بها
تسمع صوت غارد يقول محذراً :
ـ لا تغريني , يا روزي ! لا تغريني ! .
http://img21.dreamies.de/img/336/b/4tprxhto5fa.pnghttp://img21.dreamies.de/img/336/b/4tprxhto5fa.pnghttp://img21.dreamies.de/img/336/b/4tprxhto5fa.png
نهاية الفصل الخامس


الساعة الآن 02:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية