منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   وفي واحة قلوبهم...أشرق أمل.. (https://www.liilas.com/vb3/t175018.html)

همس الزوايا 12-04-12 12:18 PM

وفي واحة قلوبهم...أشرق أمل..
 
صباح الابتسامات التي تثلج صدوركم...وتعيد الأمل لقلوبكم..

صباحكم ذكرى أشياء جميلة...ترسم للمستقبل قصوراً شاهقة من حلم..

ها هي..

طفلتي الأولى..تزف إليكم...

تحمل بين دفاتها خواطر أيام عانقتني...

وقصص عشت أحداثها..أضحكتني..وأبكتني..

هي نبض واقع...بشيء من خيالي..

جمعت فيها مشاكل مجتمعي..

وأحلامي التي أريد أن أراها فيه...

وصغتها...

ثم قدمتها...

أربع سنين من عمري..

صاحبتني..

خجلة هي..تتشبث بجهازي...

وترجوني الانتظار..

أختها الكبرى..ما زالت حبيسة مستنداتي..

لكنني دفعتها إليكن أخيراً..

بين أمل بقبولها..وخوف من عدم تقبلها...

لكنني واثقة بأقلامكم وعقولكم...

أمهلوني أجزاء أبثها هنا...

وأخبروني عن أرائكم بصدق..

احتووها بلطفكم...

عانيت كثيراً..وأنا أزيد وأنقص...أحذف وأضيف..

لترقى لذائقتكم...

وقبل أن أترككم معها...

لا أنسى أن أوجه جزيل شكري...لمن صاحبتني رواياتهم طوال أيامي..

والتي كانت تدفعني لأمضي في الكتابة قدماً..

وربما اقتبست شيئاً من كتاباتهم أو أسلوبهم...

فدمجتها مع أفكاري وأهدافي..

لأصل إليكم...

الكاتبة..عاشقة أمها في أثيرتها...عندما عبروا حدود الظلام

الكاتبة..أنفاس قطر في أثيراتها الثلاث..بعد الغياب..بين اليوم والأمس..أسى الهجران

الكاتبة..ليتني غريبة في أثيراتها الثلاث..أحلام منسية..أعياد بلا فراحة..خطوات تغفو على عتبات الرحيل

والتي أوجه لها رجاء عميقاً بالعودة سريعاً مع باقي أجزاء الأخيرة...

الكاتبة..أقدار في أثيرتيها...مهلاً يا قدر..ملامح الحزن العتيق..

الكاتبة..طيف الأحباب في أثيرتها...نوح الحمام...

الكاتبة..حاولت أنسى في أثيرتها...خلني بأعطيك من عيني دموع...

كل الشكر لكن يا فاضلات..وهي منكن وإليكن...

ولكل آل ليلاس






..
..
..


الجزء الثاني

http://www.liilas.com/vb3/t175018-2.html

الجزء الثالث + الرابع + الخامس + السادس + السابع

http://www.liilas.com/vb3/t175018-3.html

الجزء الثامن + التاسع

http://www.liilas.com/vb3/t175018-4.html



..الجزء العاشر
http://www.liilas.com/vb3/t175018-4.html

..الجزء الحادي عشر
http://www.liilas.com/vb3/t175018-5.html
..

_الجزء الأول_


مدخل
....................

في شوارع طرقتها أيدي التغريب محاولة اقتحام تمسكها بدينها الحنيف

وامتدت أنيابها لتنهش ما استطاعت من أبناءها وتغرزها لتفتك بهم

في أرواحهم التائهة باحثين عن ما يروي ظمأها

ألقوا بها في غياهب العصيان

مدبرين ظهورهم لحبال الخلاص

لمن أمره بين كاف ونون

ليتراكم على أرواحهم ضباب كثيف من غياهب الظلمة

يغرقون ويغرقون...ويزداد الهلاك...

وتلهث أرواحهم....

هناك فقط يتوارد للألم والحزن أصناف لا متناهية

يجلس إليها إبليس وأعوانه






******************************


هي:"خلاص وقف هنا أنا لازم أرجع تلقى ماما خايفة علي دحين"

هو:"إيه مرة والله ما درت عنك لو رحتي عنها ساعة ساعتين ولا سنة سنتين"

هي:"وقف هنا خلاص وقف ترى والله أفتح الباب"

هو:"ههههه تفتحي الباب ياللا افتحيه يا فالحة إذا قدرتي"

ازدادت سرعة سيارته بصورة ملحوظة

هي:"خلاص تكفى الله يوفقك رجعني مهو لازم أشوف شي"

هو:"ليه حبيبتي ما تبغين تشوفين بيتنا؟؟"

هي:"لا لا خلاص مهو لازم, أشوفه بعد الزواج"

هو:"لا وش يضمني يعجبك"

هي بضعف وصوت متهدج:"راح يعجبني دامه ذوقك بس تكفى رجعني"

هو بسخرية:"هههه لا حبيبتي خلاص وصلنا خمس دقايق تشوفي البيت وبعدها نرجع".

توقف أمام شقته المزعومة ونزلا

وكان لا بد من بعد ذلك للعفاف أن ينتهك


""


كان جواب الطبيبة أشد من أن تتحمله انفجرت تبكي وتضرب بطنها بجنون وتصرخ:"ما أبغاه ما أبغاه"

مسكتها الطبيبة بشدة:"انتي انهبلتي اش بتسوين بعمرك"

صرخت:"أبغى أموت ما أبغاه ما أبغاه"

الطبيبة وهي تشد على يدها وكأنها بدأت تفهم وتتبين سبب هذا الثوران الهائج:"وين زوجك؟؟؟"

ارتفع صوت بكاءها:"قلت لك ما أبغاه سقطيه.....سقطيه"

رمت نفسها على بطنها بأقوى ما تملك وأخذت تشد عليها كأنما تريد أن تسقط هذا الكائن رفعتها

الطبيبة:"حرام عليك وش دخل الجنين تقتليه؟؟"

صرخت من جديد:"أحسن خليه يموت"

تمسكت الطبيبة بيدها أكثر وهي تشعر كأنها في إحدى المصارعات في مواجهة خصم عنيد:"إذا إنت ما تبغيه

غيرك يبغاه أبوه أقاربه جدانه عمانه"

خيل لها أن المقاومة ضعفت لكن نظرة المريضة أكدت لها بأن الأمر أكبر من مجرد وحم يمر بها:"بس هو ماله أبو

ما له أبو"

وعادت تصرخ من جديد:"إلا له أبو له أبو ونص لكن وينه؟؟ وينه الله يلـ××× الفـ×× الفـ××× الله يلـ×××"

نظرت الطبيبة إليها باستحقار شديد وهي تتأكد من صحة شكوكها الموجعة رجعت مكانها:"إنتو كذا دائماً

تستهويكم لحظة شهوة عابرة وعلى روس هذولا لمواليد المساكين ما أقول إلا الله يعينه هالمسكين إلي وده يكون

زيه زي أي طفل بأم وأب يرعونه و يدافعون عنه.....يفترض أبلغ عنك وأخلي ولي أمرك يتعامل معك لكن

معليش اطلعي برى واعرفي إن هذا الطفل اللي في بطنك أمانة في عنقك إن ضاع فأنت السبب اطلعي بسرعة في

غيرك أولى منك"

توسعت حدقتا عينها وهي تنظر للباب برعب..تخرج من هنا...تخرج بهذا الكائن..

نظرات الطبيبة الحاسمة مطعمة بالاحتقار أنبأتها أن عليها أن تخرج من هنا بسرعة قبل أن تقتلها

الفضيحة
.
.
.
.
.
.
.
ومن هنا كانت بداية روح معذبة حكم عليها أن تتجرع طعم الذل دون ذنب إلا لأنها

(أتت من غير انتظار)




************************************************



رفعت عيناها إلى الأعلى قبل أن تكتسحها لذعة الدمع فيهما مسحت دمعة نزلت منها قصرا دون

إراداتها:"استغفر الله يا رغد وش هالكلام...؟؟؟.....اللي مقدره لك ربي حيصير مهما حصل"

نظرت إلى حضنها وفي داخلها الكثير من الاستفهامات قبل أن تعود دموعها لتنهمر

صرخت:"خلاص رغد خلاص......بلاش ضعف إنتي كبيرة....كبيرة ما تهتمي لكلام الصغار"

لكن صرختها تلك لم تكن لتمنع دموعها بل اندفعت أخرى وكأنها تستحثها بصراخها ذاك

اخترق سكون دموعها صوت التنبيه في جهازها نظرت إليه بألم يخنق أنفاسها:"خلاص يا...استغفر

الله.....خلاص كل كلامها وصلتيه لي......رغد يالسخيفة وش يدريك إن كلامها صح..... "

أغلقت الجهاز بعنف تودع ألمها إياه وركضت إلى الحمام محاولة بث روح الحياة في أطرافها التي جمدتها

الكلمات التي وقعت على رأسها غسلت وجهها مرة واثنتان وثلاثة أطلقت نظرها قبل أن يصطدم بالمرآه

وانقبض قلبها بعينيها المتورمتين وأنفها الأحمر تنهدت وخرجت تجر قدميها جرا رفعت يدها بتهاو مزعج

الساعة 1:25

"يالله تأخر الوقت يا رغد"

أغلقت الإضاءة وألقت بنفسها على سريرها

"نامي يا رغد نامي انسي كلامهم كله خليك بسفرة بكرة...استمتعي وأفرحي لا تخربي على نفسك"

تقلبت يمنة ويسرة لكن النوم الذي فر منها أبى العودة....

"ياااا نووووووووم..."

أخيرا جرت نفسها بتثاقل لن يجديها استجداء النوم ليأتي...سيزيدها ذلك تفكيرا ووسوسة

تلحفت شرشف صلاتها وحملت مصحفها ليباغتها النوم ثانية

"الله أكبر....الله يخزيك يا إبليس...دحين جبت النوم...."

كبرت بثبات ودخلت في مناجاة طووويلة مع عالم السر وخبايا الألم.."وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"



(..رغد...18)


*************************





"مجود اترك عطري خلصته"

"وإذا قلت مني تاركه؟؟"

"مجود واللي يرحم والديك اترك عطري هو خلقة مكحكح حراااام عليك بكرة عندي عزيمة ومني فايق

أنزل السوق وأشتري عطر ثاني "

"هههههه طيب طيب آخر بخة"

عاد ينثر على ثوبه بسخاء من عطر أخيه:"هذي كلها بخة؟؟"

"ياخي بختي غير بختك كل واحد حر في بخته"

قام مجاهد من سريره وهو ينوي به شرا أدركه عبد المجيد من عينيه:"ههههه طيب...طيب خلاص"

أرجع عطر أخيه لمكانه قبل أن يسمع صوته يستدعيه:"تعال هنا أبغى أكلمك"

اتجه إليه وارتمى بطوله على سريره مستقصدا استفزازه هزلا:"نعم"

مجاهد:"لا يا خي ما كلفت على عمرك...قوم عن سريري قوم"

عبد المجيد:"والله ظهري انكسر تكفى عاد مجودي"

مجاهد:"وش كسره"

عبد المجيد:"تدري عاد الوالد الله يهديه لازم كل دقيقة يطل علي وها وين وصلت وش بقي لك ما يخلي

لك فترة راحة أبد"

مجاهد:"اللي أعرفه إن عندك بريك وش طوله ساعة إلا ربع على ما أعتقد"

عبد المجيد:"يا خي لازم معاه وقت راحة هنا وهناك ما يصير كذا"

مجاهد:"صدق إنك دلوووووووووووع"

عبد المجيد"إسكت إنت خليك في جامعتك خلص بالأول بعدين تعال تفلسف"

مجاهد:"والله ما أحد قالك تدرس صيفي وتذبح عمرك"

عبد المجيد:"ياخي عاد الزواج ومايسوى"

مجاهد"على طاري الزواج صدق خلصت من بيتك؟"

التف عبد المجيد حول نفسه مزحا:"تف تف ما شا الله حوالينا ولا علينا"

مجاهد:"ههههههه تف تف ولا يهمك"

عبد المجيد:"يععععععععع يا خي كل ذي سعابيلك"

مجاهد:"عسل يا خي والله عسسسسسسسسسسسل"

عبد المجيد:"إيه مررة"

اخترق سمعهم خطوات منسلة من غرفة والديهم وقطعا هي ليست خطوات أمهم الخافتة

قفز عبد المجيد محاولا استراق السمع قبل أن يفتح طرف الباب ويغلقه عائدا مهرولا لمجاهد:"أبوية...أبوية....راح

لغرفتي...يا ويلنا"

فتح مجاهد عينيه على اتساعها وهو يمسك ضحكته خشية أن تنفلت من بين شفتيه:"يا ويلنا...."

صمت متفكرا...."استغفر الله يا فالح كم مرة قلت لك لا تقول يا ويلي الويل واااااادي بجهنم"

عبد المجيد:"استغفر الله...استغفر الله"

سارع عبد المجيد إلى خزانة ثياب مجاهد جاذبا شرشفا خفيفا ووسادة وألقى نفسه على الأريكة التي اهتزت تحت

ثقله وتظاهر بالنوم بينما اندس مجاهد تحت غطائه

في اللحظة التي فتح فيها الباب ليطل وجهه المليء بتفاصيل الزمن وهو يوزع نظراته بين الاثنين مبتسما وجه

خطاه إلى سرير ابنه وتوقف يتأمله لوهلة وكأنه يعود إلى عشرين عاما مضت ابنه في الثانية من عمره لا يكف

عن دفع غطائة عنه انحنى بهدوء ليدثره بغطائه جيدا

وعاد أخرى لابنه الآخر وأكد على غطائه وعندما هم بالخروج ألقى نظرة متأمله لهما معا

"الله يحفظكم لبعض ويحفظكم لي"

وجذب الباب مغلقا إياه خلفه بهدوء يخشى على توأميه الانزعاج

وما أن أغلق الباب حتى اندفعت ضحكاتهم المكتومة من تحت أغطيتهم

عبد المجيد من بين ضحكه:"ههههههـ...يا حبـ..ـيلـ..ه..هههههههه"

مجاهد:"هههههـ...قطع...قلبي...والله ههههههه"

عبد المجيد بعد ما سيطر على نفسه:"والله حرام حسسني بالذنب"

مجاهد:"إيه والله جاي بحسن نية ويغطينا بعد ويدعو لنا حراااام علينا"

عبد المجيد:"أجل خلاص نام...وأنا بنام"

مجاهد وهو يتعدل على سريره ويغطي نفسه:"تصبح على خير"

عبد المجيد:"وإنت بخير"

بعد ثواني صمت حاول فيها كلاهما السيطرة على نفسيهما من تبادل الأحاديث

عبد المجيد:"صح ما قلت لك؟؟"

مجاهد:"إيش..؟"

عبد المجيد:"كلمني حسون...بيجي عبد المجيد الصغنون أخيرا"

كشر مجاهد باستغراب:"عبد المجيد الصغنون؟؟"

رفع حاجبا بضحكة:"هههه صدق عاد مرته حامل؟"

عبد المجيد:"بدري يا خوك...قدها في الشهر التاسع.."

"أماا.."

"والله العظيم أخوك هذا ما يعترف بأخوتنا أبد..."

مجاهد:"وإنت مسميه"

عبد المجيد:"ما يبغلها كلام أصـ...."

وانقطع كلامه عندما فتح باب الغرفة

ناصر:"والله قلبي مخبرني..."

انفجر الاثنان ضاحكين

ناصر:"هذا كبركم وأنا ألاحقكم عالنوم؟؟"

حمحم مجاهد وقال:"أبوية شوفة عينك هذا مجيد...جاي لغرفتي وما خلاني أنام"

شهق عبد المجيد:"يالكـ....-انتقل نظره لعين والده-....يالكورة انت ناديتني"

ضحك ناصر:"الله يصلحكم...الله يصلحكم...ياللا يا شباب بكرة جمعة وصلاة لازم نقوم بدري"

وقف عبد المجيد وهو يسير على أنفه من أعلاه إلى آخره بسبابته وهو يقول:"على هذا الخشم"

وتمدد على الأريكة وأعطاه ظهره وتغطى ابتسم ناصر:"لا تنسوا أذكار النوم وأنا أبوكم"

قال مجاهد وعبد المجيد بصوت واحد:"باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن

أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين...."

وارى ناصر ابتسامته وقال وهو يحاول اكساب نبرته شيئا من تهديد:"شوفوا لو رجعت مرة ثانية وشفتكم

صاحيين.."

عبد المجيد:"أفا أبوية تبغانا نصير مجانين أجل"

ناصر:"مجيــد"

عبد المجيد وهو يضحك:"سم...سم"

خرج ناصر وأغلق الباب خلفه

عبد المجيد:"مجاهد ارفع عالمكيف"

مجاهد:"وليش ما ترفعه أنت؟"

عبد المجيد:"الريموت أقرب لك"

مجاهد:"لا يا شيخ مكشوف مكشوووف...ماني قايم ضف وجهك أشوف"

عبد المجيد:"خخخخخ والله ما فحالي أقوم وبعدين أعيد الأذكار من الأول"

مجاهد:"أجل خلاص انثبر وناااام"

بعد لحظة صمت

عبد المجيد:"أفففف حررررر"

مجاهد:"ماني قايم لا تحاول"


(...حسان....28)
(...عبد المجيد..21)
(...مجاهد.....21)
والدهم...(..ناصر...53)



****************************************



صباح اليوم الثاني

أبو فيصل:"رغد رغد بقي شي ولا خلاص"

خرجت رغد ركضا وقد أنهت ارتداء عبآتها وفي يدها اليمنى نقابها وفي الأخرى حقيبة جهازها المحمول

رغد:"هلا أبوية لا خلاص ما بقي شي ها ننزل؟؟"

أبو فيصل وهو يرفع شنطته الرسمية:"إيه خلاص انزلوا ترى فيصل من أول تحت تلقيه انفجر"

رغد:"ههههه ياللا هذاني نازلة"

اختارت مكانها المفضل دائما خلف مقعد السايق بجلست ووجهت المكيف عليها

فتحت حقيبة جهازها على رواية كانت قد أعدتها لقضاء سفرتها هذه

هي كانت تعاني من انتهاء الطاقة من بطارية جهازها بسرعة وفكرت بحل نموذجي لهذه المشكلة

اشترت بطاريتين أخريتين وشحنتهم لتقوم بالتبديل عند انتهاء الأخرى وهكذا

بالطبع بعد هذا الحل النموذجي لم يتبقى أحد لم يسخر منها لكنها أصرت عليه أليس هذا شيء

يخصها إذن فلا يمكن لأحد التدخل مطلقا فآخر ما كانت تريده هو أن تثبت للآخرين أنها اخترعت هذا الحل

الغير الناجح



***************************




في الطائف

عبير وهي تنزل من الدرج:" أميييييي.......أميييييييي"

علي:"لا إله إلا الله"

عبير:"يا شين الحرش علويييي ممكن تترك لنا البيت شوي؟؟"

علي:"اللحين هذا دلعي علويييي؟؟"

عبير:"أكيد في غيرك يستحق هالدلع؟؟"

علي:" وليه أطلع؟؟"

عبير:"والله ما عرفنا لكم يالرجال نقول لكم اجلسوا مديتوا البوز و.."

علي:"الله أكبر وأنا إيش قلت اللحين خلاصة القول تراي مني طالع أنا في غرفتي فوووووق"

عبير:"زيين بس ليه تمطط هالفوووووق....أنا وش بغيت حسبي الله على شره نساني.....إيه

صح.....أمييييييييييييي......أمييييييييييي"

أم فهد وهي في المطبخ تشرف على الخادمة نور:"هلا عبير ها وش بغيتي؟؟"

عبير:"أمي ترى رغد اتصلت علي.."

أم فهد:"وش قالت لك؟؟"

عبير:"جايين بالطريق....هي وفيصل وتركي ومحمد"

أم فهد:"بس ما في أحد بيجي غيرهم؟؟

عبير:"اممم حسب استطلاعاتي ما شكله"

أم فهد:"هو بقي أحد ما قلتيه يالله عالذهانة بس"

عبير:"هههههههه أدري أدري أمي أتغشمر وياك"

أم فهد:"عبير إنتي وأتغشمر ذي طلعت برآسي نخل"

عبير:"وينها ما أشوفها؟؟ تنزل رطب؟؟"

أم فهد:"شوفي طلال قولي له يجيب معاه جوالين البرادات لا ينساها"

عبير وهي تخرج هاتفها المحمول:"حاضر"


والدة العائلة وأخت دلال الكبرى..(الجازي...47)
(علي...20)
(عبير....18)


*******************************



يقود سيارته بسرعة متوسطة وقد أغلق النوافذ وفتح التكييف على أعلى درجاته في الطريق السريع

وأخذ يدندن بصوت خفيض:"هواي البر وأهل البر وراعين الهنا كله هواي العود ودهن العود وشوفة

طيب الفالي...."

"اش عندك طربان يالأخو"

"والله ياخوك أحسني اليوم مبسوووط والنفسية مفتوحة يعني لو بخاطرك تطلبني شي فهذا أحسن وقت"

"اممممم ما عندي شي أطلبك"

"سيف من زمااان ما طلعنا نقنص خاطري بالقنص"

"والله يا عم مهو موسم قنص"

ينظر إليه بطرف عين:"اش طاري الأخلاق الحميدة...؟؟"

"هههههه وإنت عمي صدق"

"أدري....بس الفرق بينا إذا تذكر ثلاث شهور بس...بعدين مو من العوايد"

"والله طرالي أقولك عم عندك مانع"

"لا خذ راحتك"

"اش ناوي عليه الترم الجاي...؟؟"

"أفكر جديا آخذ لي بعثة أكمل ماجستير إعلام"

"ما أنصحك صراحة ياخي الإعلام أغلب القنوات طريقها خمل...وحيكون شغلك مقتصر على أشياء

بسيطة...خليك عالقانون أحسن"

يجيبه وقد حاول إكساب صوته الجدية:"والله ياخوك حتى لو كانت القنوات طريقها خمل بأصير مقدم

مني رايح للتمثيل"

"بس ما تضمن إش البرامج اللي يبغوك تقدمها...تخيل يجيبون لك برنامج-وهو ينعم صوته-حياة الممثلة

العاطفية...وتسألها..من هوا أول حب..؟؟...أول قبلة...."

"ههههههههه أبو الأكشن نتعلم ياخوك نحنا عندنا تقشف عاطفي"

"ميع يالخشن...والله إنك إنت أبو العواطف والرومنسية"

يطرف بعينه بميوعة:"ميين يشهد للعروسة...؟؟"

"اعععععععع لاعت كبودي"

"ههههههههه اسمع يا بو بحطك ترتاح ببيتكم...."

"ليش مو ببيتك..؟؟"

"أبو الحشرة ياخي ما أبغاااك"

"أقووول حول يابو....ما تبغاني أنا أبغاك وميت عليك....بعدين إنت ساكن لوحدك لا أنيس ولا

ونيس..."

"عاجبتني وحدتي لا تتدخل...بعدين في حال بغيت أنيس بأجيب من الجنس الناعم وحدة ترافق

وحدتي..وفوق هذا فطوم وأمول مو مالين عينك"

"أحمدوووه حول....مالي خلقك ترا"

"يااا هو مالك خلقي توكل على بيتكم"

"الليلة عندك عندك لا تحاول"

"أبو المغثة"

"مني مبطل"
.
.
.
.
.
توقف أمام منزله ليترجلا إليه:"حيا الله أبو ساعد.."

بطرف عينه:"تو تطرد فيني.."

"تبغى الحق....كنت بأجي أنام عندك الليلة...بس ياللا جات منك"

"داري أنفاسك قالت لي"

يلكمه على كتفه:"ارحمني يا عواطف"

"عواطف ولا منيرة"

"هههههاي ما تضحك"


(أحمد...28) عم سيف من جده
(سيف..28) ابن أخ دلال والجازي وأخواتهم من أمهن


*****************************



عبد المجيد يكلم مجاهد وهو في السيارة:"اسمع أنا بروح اللحين أتأكد من الحجز وأدفع العربون

للمطعم....أبيك لا هنت تروح على بيتي وتتأكد إنهم نظفوا المطبخ زين أمس انكسرت فيه مزهرية

أمممم وبعدها شوف الفرقة أكد عليهم الموعد"

مجاهد:"تم وقفني عند المدخل الرئيسي تركت سيارتي هناك"

عبد المجيد:"إن شاء الله....يا خي ليش حاس إني ناسي شي ما أدري؟؟"

مجاهد:" لا إن شاء الله ما نسيت شي....سيارتك وحطيتها عند رياض اممم ثوبك وغترتك..."

شهق عبد المجيد:"قايل والله قايل إني نسيت شي....ثوبي عند عمران ما وديته للمغسلة"

مجاهد:"زين تذكرناه بدري عادي قدامك يومين...على فكرة تراي كلمت خالد وقالي بيمشي في الموكب

وبيمسك شماله"

عبد المجيد:"الله يجزاه خير.....هذي هي سيارتك استعجل تكفى"

مجاهد وهو ينزل من السيارة:"أبشر"





************************************




في طريق الطايف

رغد:"فيصول.."

فيصل:"هلا..."

رغد:"امممم...حافظ دعاء السفر..؟؟"

فيصل:"إيوه...ليه منتي حافظته؟؟"

رغد:"شوف هو أنا حافظته...بس يوم ركزت في الكلام نسيته..فهمت؟؟"

فيصل:"ههههه ايه فهمت طيب رددي معي"

فيصل ورغد:"بسم الله الحمد الله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون

الحمد الله الحمد الله الحمد الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر..سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي

فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم

هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إنا نعوذ

بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل"

رغد:"دحين تطمنت..."

اكتفى فيصل بابتسامة خفيفة حين أخرجت رغد هاتفها:"خلينا نشوف بابا وماما قالوها ولا لأ"

رغد:"هلا بابي...ها كيفكم....قلتوا دعاء السفر بابي...تروك وحمودي قالوها؟؟....إيه الحمد الله تكفى

انتبهوا زيييييين على أنفسكم...."

أنهت مكالمتها لتتصل برقم آخر:"مامي....تكفين خليك مفتحة جنب تروك لا يجيه النوم ولا شي...مرة

انتبهوا الله يحفظكم يارب....الحمد الله..أفاا عليك معه رغود وينام؟.....هههه ياللا انتبهوا على

نفسكم...مع السلامة"

أعادت هاتفها لحقيبتها

فيصل:"أبغى أسألك ركبتي عندي عشان لا أنام؟"

رغد وضحكة تسللت لشفتيها:"لا هو ... قصدي عشان أونسك....وبعدين هناك زحمة"

فيصل:"هههه كثري منها زحمة...أبوية وتركي قدام....وأمي ومحمد ورى....يعني يا طويلة العمر 4

مقاعد فااااضية"

رغد:"هههه...تبغى الصدق....عندي تأزم نفسي من السفر....قلبي ينقبض ما أدري ليه...وهناك فيه

أربعة وإنته لوحدك..."

اكتفى فيصل مرة أخرى بابتسامة وركز على طريق السفر

بينما عادت رغد لتفتح جهازها المحمول وجلست تقرأ....



والد العائلة..(...سليم...46)
والدة العائلة..(..دلال...43)
(...فيصل..24)
(...تركي...19)
(...محمد..10)




*****************************



كانت تقفز الدرجات قفزا....توقفت عند باب المطبخ...جائعة هي ولم تأكل منذ غداء الأمس شيئا

فتحت الثلاجة وهي تعبس لتبحث عن أسرع ما يمكن طهوه والتهامه

نادتها أمها:"ليان وش تسوين؟؟"

ليان:"مممممم.....حوعانة"

أمها-فندا-:"ليه ما تغديتي؟؟"

أعادت إغلاق الثلاجة وتوجهت لخزانة الأطعمة:"لا"

فندا:"طيب يالجوعانة إذا خلصتي تكرمي ومري علي عندي لك شي"

سحبت كيسا صغيرا من الشعيرية سريعة التحضير:"إيش...؟؟"

فندا:"إذا خلصتي تعالي"

ليان رمت كيس الشعيرية وطلعت ورى أمها:"أميييي إيش؟؟"

فندا:"لا لا....روحي كلي بعدين تعالي"

ليان:"خلاص شبعت أصلاً ما كنت جوعانة بس كذا من الطفش بغيت آكل"

فندا:"إيه مرة"

ليان وهي تجلس إلى جوارها:"أميييي ياللا إش فيييه..؟؟..أصلا من يومين وأنا أشوفك تحوسين.."

فندا:"اممم...أبوك يبغاك.."

ليان:"أبووية..؟؟..ليه إش عنده..؟؟"

فندا:"تعالي هو بيقولك"

ليان:"الله يكفيني الشر دام عند أبوية وبغرفته..فهو بالتأكيد شيء خطير"

فندا مبتسمة:"خلينا من قرقرتك وامشي"

دخلت خلف أمها على والدها المتكئ في جلسته الأرضية العربية وفي يده كوب شاي وفي وجهه

سعادة لم تفتها

جلست:"سم أبوية...بغيتني؟؟"

عبد الإله:"إيه...تعالي.."

جلست إلى جواره:"سم..آمرني.."

ابتسم لها بلطف:"ما يامر عليك عدو..كيفك وكيف الدراسة معاك؟؟"

ليان باستغراب:"تمام"

عبد الإله:"وش عليك إختبار بكرة؟؟"

ليان:"مصطلح"

عبد الإله:"آهاا ذاكرتي؟؟"

ليان:"أكيد أبوية آخر يوم....يووووه...فكة"

عبد الإله:"ههههههههه طيب ليونتي.....ماشاء الله عروسة كل من شافك تمناك –أخذ نفس-

وجاك اليوم من يخطبك لولده وهو أكثر من كفو وأنا أرتضيه لك فإيش رايك؟"

ليان وقد احمرت وجنتاها بخجل عذب:"من هو...؟؟"

عبد الإله وهو يبتسم:"خالد ولد عمك عبد الرحمن"

ليان عبست علامة لعدم الاستيعاب:"إيه....؟؟"

عبد الإله:"خالد ولد عمك"

ليان:"إيوه"

عبد الإله:"خطبك"

رفعت ليان حواجبها بدهشة

عبد الإله:"وش رآيك"

لم تقل شيئا

عبد الإله:"تعرفين خالد منا وفينا وطبعه عارفينه على خلق ودين.....وإنتي خذي وقتك وفكري"

ليان:"سم أبوية إن شا الله"

وقفت لتغادر الغرفة وتدور في رأسها الأسئلة

خالد ابن عمها تعرفه منذ صغرهم

إنسان حنون ملتزم أخلاقه عاليه راكد وشخصيته مرغوبة

باختصار أي فتاة سيتقدم إليها ستوافق عليه

لكن يبقى مصير لا بد أن تترك لنفسها مجال التفكير فيه بتعقل

مصير لابد أن تستعين بأحد يدلها على الصحيح فيه

ولا أحد سوى ربها يستطيع فعل ذلك

كبرت ودخلت في صلاتها وبعد الركعتين ناجت ربها (للهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك

بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام

الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن في زواجي من خالد خير لي في ديني ومعاشي وعاجل أمري

وآجله ، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن في زواجي من خالد شر لي في

ديني ومعاشي وعاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم

رضني به)

سلمت بهدوء وهي تشعر بهدوء يجتاحها استخارت الله وهو يصرفها إلى الخير

والد العائلة وأخ سليم الأكبر..(عبد الإله...50)
والدة العائلة...(فندا...43)
(..ليان...19)

*************************************




في بيت الجدتين سعدة ومنى


في جناح البنات

ندى تجلس على الأرض أمام حقيبتها المفتوحة بينما كانت عبير تضع رأسها على حجر ندى بانسجام

تام ورغد تجلس أمامهم تعبث بخصل شعرها

ندى:"أقول يا عبير ما تلاحظي إنك زودتيها"

عبير وهي تتعمد إثقال رأسها:"أبد الله يسلمك"

غمزت لرغد وتقوم بسرعة ليصطدم رأس عبير بالأرض

عبير:"آيييييييييييي الله ياخذك يا الهبله كسرتي راسي"

ندى:"تستاهلين أقولك ما أحب أحد يحط راسه علي وما تسمعين الكلام..."

وقفت أمام التسريحة وهي ترسم عينها بكحل أخضر....على تنورتها الجنز الغامقة وبلوزتها الخضراء المزمومة من

تحت الصدر

ندى:"إلا أقول يا بنات محد فكر منكم ايش التخصص اللي بتدخل فيه تعرفون ما بقي شي على نهاية السنة

كلها ترم واحد"

رغد:"إلا والله طول وقتي أفكر....مرا أقول كذا ومرا أقول كذا بس شكله خلاص لغة عربية"

عبير:"أففف لغة عربية والله مرة ثقييييلة"

رغد:"والله كثير خوفوني منها حتى قبل فترة جاتنا أبلة عربي منتدبة وقامت تقولنا إنه مررا صعب تقول مرا

جانا دكتور وأعطانا 12 كتاب نحفظها وما فتحنا فمنا...هي ما تقولها تخويف بس عشان تقولنا قد

إيش إحنا مدلعين وخبرك تحفيظ...مدلعينا حبتين على الأدبي والعلمي...بس أخت وحدة من صاحباتي

دخلت عربي وهي دحين ماجستير تقولي العكس صح إنه صعب لكن إذا حبيتيها مافي أسهل منها "

عبير:"بس ماخفتي...؟"

رغد:"أكيد مرا مترددة بس من يوم أنا في البيضة وأنا ناوية أدخل لغة عربية"

ندى:"أي مجال..؟؟"

رغد:"ما أدري بس فخاطري أصير ناقدة أدبية.."

عبير:"قصدك بلاغة ونقد"

رغد:"إيوه.....وأنت يا ندو وش ناوية تدخلين؟"

ندى:"أفكر أدخل علم نفس"

عبير:"اقعد يا ولد ما تلعبين"

ندى:"بعذرك البيت متروس عيال وإنتي ما غير تلقطين من هنا وهنا ترااااي بنت مو ولد إيش اقعد ياولد؟"

عبير بتريقة:"قولي والله تو أعرف المهم إن سألتوني فراح أقولكم إني راح أدخل تربية خااصة"

رغد:"والله..؟"

عبير:"...إيه إن شاء الله"

عبست عبير بتفكير قبل أن تقول:"ليش ما تجي تدرسي عندنا نتونس مع بعض"

رغد:"هههه والله فكرة....خلاص وانتي رايحة مري علي في المدينة"

عبير:"اللحين اللي يشوفنا يقول ما شاء الله علينا اجتزنا القدرات"

رغد:"على قولك...والله حرام عليهم مررا مصعبين هذا غير السنة التحضيرية اللي بعد يعني ما توصلين تخصصك

إلا وانتي منتفة شعرك شعرة شعرة"

ندى:"بس تصدقون سمعت مرا في برنامج في المجد سووا لقاء مع واحد وسألوه عن السنة التحضيرية قال إنها في

مصلحة الطالب عشان لما يتقدم لوظيفة"

رغد:"ايه شفتها في برنامج منتدى الاستشارات"

ارتفع صوت جهاز ندى نظرت إليه ثم تنهدت:"الله يرحم حال المسلمين...أربعة وعشرين ساعة تجيني أخبار عن

سوريا وليبيا واليمن..والله شي يقطع القلب"

رغد:"إي والله صادقة يختي يا القذافي وتعاس الفار وعلي عبد الله صالح نشبة لصقة..الله ينتقم منهم"

ندى:"لا يا ماما خلاص خلصنا من القذافي مات وبرد قلب شعبه وعلي طرد عقبال الفار"

عبير:"مو تعاس الفار الله ياخذه نصيري شيعي وما أبرد عليه من قتل السنة"

ندى:"والله لو تشوفين المقاطع...شفتي الطفلة اليمنية الصغيرة اللي مات أبوها في المظاهرات قطعت

قلبي جلست أصيح صياح"

عبير:"إيه عتاب الله يرحم أبوها برحمته"

رغد:"طلعوا عليها أنشودة شفتوها"

فتحت هاتفها:"اسمعوا...مالك المجيدي منشدها"

"يا طفلة أبكت حروفي والقلم
وبكى لها قلبي ومزقه الألم
لما رأيت الدمع في أحداقها
تبكي أباها بالتوجع والندم
لو أن صخر لامسته دموعها
وأحس حرقتها تفتت وانقسم
أو عابد الأوثان أو أصنامه
سمعوا توجعها لحن له الصنم
يا قاتلا وأد طفولة هل ترى
قلب البراءة كيف يتم وانظلم
من أجل ماذا تقتلون ضياءها
ما ذنبها فيمن تنحى أو حكم
يا طفلتي كفي دموعك واسمعي
أباؤك الأحرار قد قطعوا القسم
أن لا يعودوا بعد دمعك والدماء
إلا وعهد الظلم ولى وانهزم
أو يهنؤوا عيش وأنتي حزينة
إلا وثغرك قد تهلل وابتسم"

تنهدت عبير بحرقة:"الله ينتقم منه"

ندى:"والله اللحين وش زين حسني مبارك وزين العابدين"

عبير:"والله إنهم زي بعض بس شي كان مخفي وشي ظهر انتي لو تشوفي بس كيف أساليب التعذيب اللي يسونها

للشعب"

ندى:"تبغي الحق والله إنهم رجال الله يتقبلهم في الشهداء وينصرهم"

ندى ورغد:"آميــن"

انفتح الباب على آخره وطلت تالا:"تراااااااا"

وزعت نظراتها بينهم:"وش بكم تقولوا مات لكم ميت"

عبير:"كنا نتكلم عن الأوضاع السياسية هذي الأيام"

قطبت حاجبيها:"الله يرحم حال المسلمين..-تبسمت وهي تفتح ذراعيها- تعالي يا بت يا رغد

وحشاني"

وسلمت عليها:"الحمد الله عالسلامة"

رغد:"الله يسلمك"

تالا وهي تضرب كتف رغد:"إيش دا يا بت مسوية رجيم ولا إيه؟؟"

رغد:"والله الله يبشرك بالجنة"

ندى وهي تسلم على تالا:"لا تكذبي عليها تراها صايرة برميل متحرك"

رغد:"ندى يالدب ما غيرك برميل....موية"

عبير:"هههههه على كذا ناخذها معنا في الكشتات...عشان إذا خلصت الموية.."

رغد:"هههههههههههههههه تخيليها واحنا نخرق في جسمها ونشرب.."

تالا:"ههههههه وتصير نوافير...خخخخخخخخخخخ"

عبير:"و...."

تخصرت ندى:"لا والله حليت لكم السالفة"

قالوا مع بعض:"أكيييييييد"

وعادوا للضحك مجددا فتحت ندى قبضتها وأشارت بها إليهم في وجوههم وخرجت...وهي تعبر الباب انتبهت

للمفتاح سحبته بسرعة وأغلقت عليهم الباب بالمفتاح...

ندى:"خليكم أحسن بأعلق المفتاح فوق الباب وانتظروا أحد يجي يسوي لكم إنقاذ"

تماسكوا وتوقفوا وتبادلوا نظرات السخرية اقتربت تالا وجلست تحرك في الباب تحاول فتحه

تالا:"والله سكرت الباب"

اقتربت عبير وهي تحاول أن تفتح الباب:"من جد سوتها الهبلا"

رغد:"مهي صاحية"

أخرجت هاتفها بسرعة واتصلت على ندى:"ندى....وتبن تعالي افتحي الباب"

انطلقت تالا تقول بسخط رافعة صوتها ليصل لمسامع ندى:"ندوة تعوذي من إبليبس تعالي افتحي الباب"

فتحت رغد مكبر الصزت"لا مني فاتحته...عقوبة لكم..."

عبير:"ندى يا دباا انتي البادية انتي قلتي لرغد برميل.."

ندى:"لا تحاولييييين.....أبغى أسمع اعتذار صريح من وحدة وحدة فيكم"

تالا:"ندى ياللي مني قايلة بيجي الغدا اللحين لازم ننزل نساعد خالاتي.."

ندى:"طيب اعتذروا وأفتح لكم الباب"

"لااا محنا معتذرين..."

"أجل انطقوا لين يفضى اللي براسي..."

وقطعت الخط

تالا وهي تجلس على السرير:"ما توقعتها لهدرجة نذذذذلة"

عبير وهي تضغط على أزارير هاتفها بسرعة:"أرسلت لها...يا برميل الموية المخرق وكله نواااافير"

رغد:"كخخخخ إيوووه أحسن"

استلقت تالا على السرير وسحبت اللحاف لتسدله على جسدها:"إذا أذن العصر صحوني"

جلست رغد أمام شنطتها وأخرجت جهازها المحمول:"عبير فيه نت هنا صح؟"

عبير وهي ترمي هاتفها على مكتبها:"إيه"

رغد:"زين تعالي خلينا نتفرج على برنامج لذة الصلاة للشيخ أحمد القطان مررا روعة ومؤثر"

عبير:"في أي حلقة وصلتي؟؟"

رغد:"الحلقة الثالثة"

عبير:"في برنامج ثاني عرض في المجد...برضوا يتكلم عن الصلاة"

رغد:"إيه تفرجت على جزء منه بس ناسية اسمه"

عبير:"دامك واصلة في الحلقة الثالثة أنا بأكمل الكتاب اللي معاي مرررا يجنن اسمه أول مرة أصلي وكان للصلاة

طعم آخر لخالد أبو شادي لو شفتي أمي بعد ما قرأتها صارت صلاتها ما شاء الله"

رغد:"أجل احجزيلي اياه بعدك...."

عبير:"إن شاء الله"

سمعوا صوت تالا:"يا بنات لو جلستوا توطوطوا كذا ماراح أنام أبد"

ضحكت الاثنتين ثم انشغلت كل واحدة على حده

(...ندى...18)
(..تالا.....22)

بنات خالة


************************************




دخل البيت بعد أن صلى العشاء وهو يلعب بمفتاح سيارته شعر بشيء يصطدم بقدمه حول نظره لتطالعه

عيناها الشقيتان

بمرح ابتسم لها وهو يجلس بمستواها:"مين حبيب خالوو؟؟"

رفعت جوري ذات الأربع أعوام رآسها ببراءة:"جوجو"

رفعها من الأرض وقبلها:"وين ماما؟؟؟"

هزت رأسها بحماس طفولي:"ماما..هاا لااااحت عند أمي...وقالت لها بتلوووح...مع بابا...للمتعم"

ضحك لطريقتها في تمديد الحروف قال لها بخفوت:"طيب وش رايك نروح للملاهي مع بعض؟؟

صرخت جوري:"إيـــــــــــــــــــــه"

وضع أصبعه على فمه:"أسسس"

لتسارع هي الأخرى وتضع يدها على فمها

خالد:"وين صندلك..؟؟"

جوري وهي تركض:"اللحين أذيبه"

جلس على الكنبة ينتظرها حيت ارتفع رنين هاتفه >مجاهد<

رد:"هلا والله"

"يا أخي ساعة لين ترد؟؟"

"ههههه يا خي وش فيك معصب"

"وينك إنت لي ساعة أنتظرك؟؟"

"ليه تنتظرني؟؟"

"خالد يا تبن وينك؟؟"

باستغراب:"لا والله صدق ليه تنتظرني؟؟"

"خالدوووووه اليوم زواج مجيد وش فيك إنت؟؟؟"

"أوووووووه والله نسيت اليوم كم؟؟"

"من جدك إنت...؟؟..اليوم 25"

"أهاا والله نسيت خلاص دقايق وأكون عندك"

"عجل يا خي"

"طيب طيب خلاص اللحين أجي"

قطع الخط وقام مسرعا إلى غرفته استحم

وارتدى ثوبه ورتب لحيته ونثر على نفسه من عطره بسخاء

نزل بسرعة ليذهب إلى صديقه رأى جوري واقفة عند الباب تنتظره

شعر بالحرج إن قال لها لن تذهب فستحمل البيت ببكاءها:"جوجو حبيبي بروح مشوار وأرجع خلاص

انتظريني"

هزت رآسها موافقة وجلست على الكنبة بينما سارع هو بالخروج


(..خالد عبد الرحمن...21) ابن أخ عبد الإله وسليم وصديق مقرب لعبد المجيد ومجاهد وخطيب ليان
(..جوري..3) ابنة اسراء أخت عبد الرحمن والمتزوجة من ابن عمها الوليد

*****************************


في ممر مستشفى الــ.........

تصرخ بقوة:"لااااااا......لااااااااااااااااا مو صحيح مو صحيح......أمي"

وتسقط على وجهها

"سريــــــــر بسرعة سرير"



*********************************



تثاءب وهو يظهر على ملامحه التململ بينما كان والده وأعمامه يتناقشون مع جده في اندماج

شديد...لم يعجبه المنحى الذي بدأ يأخذه حديثهم...فتكلم مقاطعا لهم...

"أبوية...إيش قلت عن مخطط الغربية...؟؟"

التفتت له الأنظار بشيء من ضيق بينما ارتسمت على شفتي جده ابتسامة جانبية وهو ينظر

لحفيده بإعجاب:"كلمت عبد الصمد يرسل الأوراق للمكتب اليوم عشان نتمم العقد"

"زين أجل بتمسكه أي فرع...؟؟"

"الفرع الرابع...بما أنهم أنهوا المشروع اللي قبل"

ناوشته ابتسامة ساخرة وهو يلمح الرفض في نظرات والده وأعمامه وأبناء أعمامه:"أكيد..ننتظر"

لم يبالي بهمهماتهم الساخطة ونظراتهم المتأففة فاستأذن جده وغادر وهو ينوي إثارة غيظهم أكثر

بينما شيعه جده بنظراته المتفاخرة تكلم نايف أكبر أبنائه ووالد مهند:"أبوية ما يصير اللي تسويه"

نظر إليه باستفسار حاد:"نعم...؟؟"

"مهما يكون..تصرفك هذا في تحيز وبيثير النفوس ضد بعضها"

نهض الأب معلنا نهاية الحوار الذي لم يبدأ أصلا:"لا صار واحد من الفروع بمثل جودة وإتقان الفرع

الرابع...فلهم علي مشروع مجمع الشرقية كامل"

تبعه بقية أبنائه وأبناء أبنائه لمكاتبهم وقد بدا في وجوه بعضهم تعكرا يخشى عواقبه


الأب}مشعل عبد العزيز......73{
}نايف.......52 { والد مهند توفيت زوجته وهو متزوج الآن من امرأة أخرى
لديه منها...براء 28....سهى 24....ريان22.....سحر 19
}متعب.....50{ لديه مشاري 26 وحسام 22 وبسّام 20
}مالك......48{ متوف لديه سلطان 23 ونورة 18
}غيث.......46{ لديه عيسى 29 وفتون 27
}راكان.......37{ غير متزوج
}العنود...... 23{ غير متزوجة
}خلود......22{ غير متزوجة
}مهند.......30{ ابن نايف يسكن مع جده منذ كان صغيرا بعد وفاة والدته بثلاثة أعوام




***************************************



في الدور الأول

الجازي:"ندى خلاص روحي فكي الباب لهم"

ندى:"خالة شوية بس شوية.."

حصة:"هههه حرام عليك بتطلعي عيونهم...ترى ها لو ضربوك ما راح نقولهم شي"

ندى:"طيب مهي مشكلة بس خليهم شوية مقلب مقلب عادي"

نزلت دلال وهي ترتدي عباءتها:"ياللا يا بنات فيصل عند الباب يادوب نلحق"

ندى:"هههههههههههه حلووووة يا خالة بنات"

دلال وهي تبتسم:"غصبن عن خشمك بنات"

ندى:"وأنا يا حرام أجلس وش أسوي بعمري البنات كلهم طلعوا يناموا وانتوا طالعين"

حصة:"أجل سيبيك من حركات النذالة وروحي طلعيهم"

ندى:"هههه لا أنا حلفت ما أطلعهم إلا الساعة ثلاثة ونص واللحين الساعة اثنين ونص بقيت ساعة"

قامت الجازي وسميرة وحصة

سميرة:"على فكرة جازي ما كلمك مصلح ولا موسى؟؟"

الجازي:"إلا كلمني مصلح ودى حرمته مع البنات عند أهلها وبعد المغرب بيجيبهم وموسى مايخرج من شغله

إلا بعد العشاء وبيجي إن شاء الله"

حصة:"الله يعين عالغثا بس"

الجازي:"استغفر الله ما تجوز الغيبة يا بنت"

سميرة:"وهي الصادقة ما تجي هنا إلا وتفتعل مشكلة من تحت الأرض وبناتها مو مقصرين معاها"

حصة:"وأمي متى بتجي؟"

الجازي:"بتجي اليوم بيجيبها سيف"

سمعوا صوت صراخ من الغرفة:"جاااازي.....جازي"

قامت جازي ودخلت الغرفة:"هلا أمي بغيت شي؟"

سعده:"وينها منى ما جت؟"

جازي:"بتجي بعد العشاء إن شاء الله؟"

سعده:"إيه أشوى...وإنتي وين سايرتن له؟"

جازي:"بروح مع البنات نجيب شوية أغراض ونرجع"

سعده:"وراكم ما علمتون أجي معكم...أبشتري من هذي الحلوان للبزران تجمعوا هنيتان ويتونسون..رفسة رفسة"

كتمت الجازي ضحكتها من طريقة خالتها في نداء خادمتها"رسفة"

دخلت الخادمة الإندنوسية الموكلة بسعده:"نأم ماما"

سعده:"هاتي عابيتي بأروح مع البنات"

دخلت سميرة:"هلا بأميمتي عساتس ارتحتي..."

سعده:"ايه ارتحت....رفسة"

سميرة:"وراك أمي تلبسين عبايتس؟"

سعده:"بروح معكم....بأشتري حلاوة وبطاطس للبزارين وشكلاطة للبنات"

ضحكت الجازي و سميرة:"هههههههههه الله يسعدك يا ميمتي نحنا نجبلك ارتاحي بس"

سعده:"لا ما تعرفون وش يحبون البزران والبنات أنا أعرف أتنقى لهم"

سحبت عكازها بعد ما ألبستها رسفة عبايتها واتكت عليه:"رفسة لا بارك الله في عدوينك وين الكرسي"

أجلستها رسفة على الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه ودفعتها للصالة

دلال وحصة:"وين يا ميمتي؟؟"

سعده:"بسم الله الرحمن الرحيم...وراكم تصارخون كأني صمخ ما أسمع...."

ضحكت الاثنتين

الجازي:"بتروح تشتري حلاوة وبطاطس للبزران وشكلاطة للبنات"

ابتسموا بمحبة وخاطر يراودهم على الرغم من أن صلتها بهم بعيدة فهي زوجة والدهم الأولى لكنها كانت أما لهم

بل ربما كانت أكثر قربا وملازمة لهم من أمهم

رن هاتف دلال:"هذا فيصل ياللا بنات"

خرجوا وسعده خلفهم تدفعها رسفة

العائلة كاملة
الأب محمد متوف تزوج أولاً سعدة لكنها لم تنجب فتزوج من منى المطلقة لتنجب له
(...مصلح......49{
(...موسى....48{
(...الجازي...47{ أم عبير
(...حصة....44{ أم تالا
(...دلال ....43{ سبق التعريف بعائلتها
(...سميرة....36{ أم ندى
ومن زوج منى الأول لديها
(..ساعد..53) والد سيف
(..حامد..51)



****************************

[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"]ها هنا توقفنا...ولنا عودة بإذن الله[/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"]سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر[/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"]اللهم انصر عبادك في سوريا وثبت أقدامهم وأرنا في الطاغية بشار[/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"]وأعوانه عجائب قدرتك...[/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"]إنك على كل شيء قدير[/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]

♫ معزوفة حنين ♫ 12-04-12 12:20 PM




حياك الله عزيزتي بين كتاب ليلاس ..

العنوان يجنن ..
ومقدمتك تبشر بخير كبير كبير ..
خصوصا من ذوقك في الروايات ..
أحس انو ماراح تقل روايتك روعة عن المبدعات اللي ذكرتيهم ..

تنقل للقسم الأنسب ..

ولي عودة بعد قراءة الجزء ..



بياض الصبح 12-04-12 02:29 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

مساء الخير و الرضا من الرحمن


يا هلا و مليون مرحبا ..همس منوره ليلاس

و حياج الله كاتبه متميزه مثل اللي ذكرتيهم يارب

اتمنى ان المولوده تلاقي تفاعل و تشيجيع ممن الكل

البدايه و المقمه اسلوب مذهل ..دايم كنت استوقف

عند ردودج عند الجيران اكيد وراها قلم مبدع .و فكر راقي

رد ترحيبي و لي عوده باذن الله بعد القراءه

..
..
..

♫ معزوفة حنين ♫ 12-04-12 07:02 PM




عبدالمجيد ومجاهد ..
توووحف هالاثنين هههههههههههههههههه ..
ذكروني فيني انا واخواني واحنا صغار خخخخخ كنا كثير نسوي يعننا نايمين ..
واذا طلع اللي طل علينا سواء امي ولا ابوي نضحك ونحس بالذنب هههههههههه ..
ابوهم شكله حنون مررررة حبيته =) ..

بس غريب عبدالمجيد بيتزوج !
مو بدري عليه ؟ تو عمره 21 بسسسسس !!!!!
وحتى خالد خطيب ليان ! صغير !!!!!
ولاهم عندهم كذا ؟

رغد خخخخخخخ حلها حلووو للبطاريات ..
بسوي مثلها >> فيس دومه يتوهق مع شحن الجوال في أسوأ المواقف ..

مين دلال ؟
ضليت أسأل في بالي مين دلال ! مين دلال ..
لحد ما جا مقطعها هههههههههههههه ..

الحفيد اللي الجد معجب فيه وفخور ..
اتوقعه مهند =) ..

الجدة سعدة حبيتها وحبيت رفسة هههههههههههههههههههههههههه ..

امممم يبقى شغلة اخيرة ..
مين هو وهي ؟؟

حبيت اسلوبك ..
عديني من متابعاتك على طول بعون الله ..
متى مواعيد تنزيلك ؟



وعـود 12-04-12 09:00 PM

حيالله هل السعوديه

بدايه جيده..ان شاء الله تكون لك بصمتك بعالم الروايات

من هو وهي ..!!؟؟


اكيد انهم من الاجيل الاول :) فيس بدأ توقعاته ..

بدون شك متابعه لك يالغاليه

وياليت نعرف متى تنزلين البارتات..

بانتظارك

..

همس الزوايا 12-04-12 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♫ معزوفة حنين ♫ (المشاركة 3066539)



حياك الله عزيزتي بين كتاب ليلاس ..

العنوان يجنن ..
ومقدمتك تبشر بخير كبير كبير ..
خصوصا من ذوقك في الروايات ..
أحس انو ماراح تقل روايتك روعة عن المبدعات اللي ذكرتيهم ..

تنقل للقسم الأنسب ..

ولي عودة بعد قراءة الجزء ..






هلاا فيك معزوفة...

سعيدة بثنائك وشكراً لتفاعلك واستبشارتك

لا حرمت تواجدك بين متصفحي



همس الزوايا 12-04-12 09:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بياض الصبح (المشاركة 3066617)
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

مساء الخير و الرضا من الرحمن


يا هلا و مليون مرحبا ..همس منوره ليلاس

و حياج الله كاتبه متميزه مثل اللي ذكرتيهم يارب

اتمنى ان المولوده تلاقي تفاعل و تشيجيع ممن الكل

البدايه و المقمه اسلوب مذهل ..دايم كنت استوقف

عند ردودج عند الجيران اكيد وراها قلم مبدع .و فكر راقي

رد ترحيبي و لي عوده باذن الله بعد القراءه

..
..
..




مساء النور والمغفرة..

هلا فيك أختي بياض الصبح

الله يحيك ويبقيك...

نأمل ذلك إن شاء الله...

أعجبتني الجيران...:Tgn04610:

جزاك الله خير..

سعيدة بتواجدك..




همس الزوايا 12-04-12 09:46 PM



الجزء الثاني...

............................

ليان:"هند والله صدق أتكلم أنا"

هند:"ليان عن الهبال صدق والله؟؟"

ليان:"وش أقول من الصباح بكيفك عساك لا صدقتيني"

هند:"هههههههه يا ختي أعصابك"

ليان:"إييه نسيت أقولك"

هند:"يا كثر الأشياء اللي تنسيها"

ليان:"انخطبت"

هند:"هههههههه انخبطت مين خبطك؟؟؟؟"

ليان:"وجع محد خبطني انخطبت يا مال اللي مني قايلة"

هند:"صدق ليانو؟؟"

ليان:"لا كذب يختي وش فيها فيوزك ضاربة اليوم"

هند:"لا أبد بس عشان صرت عمة"

ليان:"كذااااااابة ولدت شذى؟؟"

هند:"ايه"

ليان:"شف المفيزة ذي لي ساعة أكلمها وتو اللي تقولي بس ياللا مبرووووووك اش بتسموه"

هند:"الله يبارك فيك...والله في أحزاب في البيت مجاهد و عبد المجيد يبغون عبد المجيد وأبوية وحسان وأنا

نبغى فارس"

ليان:"ههههههه من الآن أقولك بيتسمى عبد المجيد"

هند:"هههه وإنت الصادقة دام اجتماع الاثنين فالموضوع منتتهي...صح مبروووك"

ليان:"ما بغيتي تصدقيني وجع"

هند:"ومين خبطك..أأ قصدي خطبك؟؟"

ليان:"إيه تعدلي ولد عمي خالد خطبني قبل يومين وأعطيتهم الموافقة اليوم"

هند:"خالد صاحب التوأم ؟؟"

ليان:"يب"

هند:"كذا يالدبة قدامك في الجامعة ولا قلتي لي"

ليان:"ما جات مناسبة"

هند:"يااااااي على كذا بتصيرين عندي أربعة وعشرين ساعة متى الملكة؟؟"

ليان:"لسى ما حددوا"

هند:"حددوا بسرعة الله يوفقك إن شا الله"

ليان:"وإياك"

هند:"ياللا ليان توصينا على شي؟؟"

ليان:"سلامتك باركي لشذى المولود الجديد"

هند:"الله يبارك فيك ياللا مع السلامة"

ليان:"مع السلامة"

أنهت ليان محادثتها مع هند ووقفت أمام التسريحة حررت شعرها ليتناثر على كتفيها بفوضوية عفست شعرها

ثم رفعته ولمته قرصت خدودها وقبلتها:"يا حبني لنفسي والله"

سحبت عطرها وعطرت نفسها بعشوائية ونزلت

وفي رأسها تتراوح الأفكار

(...هند...19) صديقة مقربة لليان وأخت حسان والتوأم مجاهد وعبد المجيد
(..شذى..25) زوجة حسان


**********************************





مجاهد وهو يرحب بخالد:"هلا والله خالدوه تو ما نورت القاعة والله"

خالد مازحا:"أدري"

مجاهد وهو يضربه على كتفه:"لا تصدق كل اللي يجاملوك إنت ووجهك"

خالد وهو يدعك يده:"أححححححححح يالمجرم بشويش"

مجاهد:"خكري.....ياي"

خالد:"ههههههههه مالخكري غيرك اللحين جاي عشان أنضرب وأنسب؟؟"

مجاهد وهو يضحك:"تفضل.....تفضل"

دخل خالد وسلم على الحضور كان المكان ممتلئ بالأصحاب والأقارب

توجه إلى عبد المجيد أخو مجاهد وسلم عليه بحرارة:"مبروووك يا خوي الله يتمم لك بالخير"

عبد المجيد:"الله يبارك فيك....عقبالك"

توقف طارق وعبد الله إلى جوار عبد المجيد طارق يستنشق رائحة عبد المجيد

عبد المجيد:"خيير يالأخو"

طارق:"اللله ريحة معرس"

ينظر عبد الله لطارق متسائلا قبل أن يقترب هو الآخر من عبد المجيد متشمما:"صدق..؟؟"

ثم ينظر لطارق:"مزكم إنت...؟؟"

طارق باستغراب:"لييييه...؟؟"

عبد الله:"ما أشم غير ريحة عرق بطت كبدي"

عبد المجيد وهو يحاول جاهدا المحافظة على ابتسامته:"عبد الله يالكـ.....انقلع عن جنبي"

أتى خالد وجلس على كنبه بينها وبين المعرس محل لجلوس اثنين كان يجلس فيها أبو عبد المجيد وجده

عبد المجيد:"ها يا خالد شد حيلك"

خالد:"شديته لين انقطع"

عبد المجيد:"خخخخخ....لا صدق والله اللحين مجاهد رافض يخطب لين تحددوا مع بعض"

خالد:"خلاص أبشر اللحين أقول له يخطب"

عبد المجيد:"خطبت إنت؟؟"

خالد:"إيه بس شكلي سويت فيه خيانة فلا تعلمه لا يتوطى ببطني"

عبد المجيد:"ههههههههه....خلاص بس عجل عليه خله يخطب"

خالد:"إيه اللحين..."

سمع صوت من خلفه:"وش تقولون لبعض؟؟"

خالد وهو يتنحنح:"أبد سلامتك....يسألني عن محل أثاث زوين فجالس أقوله"

مجاهد:"لا تصدقه ترانا أثثنا بيته وخلصنا"

نظر خالد إلى عبد المجيد الذي انفجر ضاحكا

خالد وهو يغمز له بعين:"كذا يا مجود تكذب علي؟؟"

عبد المجيد:"لا...لا والله بس كنت أفكر أجيب كنب للمدخل"

خالد:"أهاا...صح قلت لي"

مجاهد وهو يسحب يد خالد:"قم...قم أبيك بسالفة"

ليقوم خالد وهو يكتم ضحكته

خرجا مع بعضهما للساحة الخارجية للقاعة

(...طارق....20) ابن مساعد وأخ سيف
(...عبد الله..20) أخ زوجة عبد المجيد

***************************




مجاهد:"يعني؟؟"

خالد:"يعني توكل على ربك"

مجاهد:"طيب....ما نحدد الملكة مع بعض؟؟"

خالد:"إلا أكيد بس إنت شوف بنت الحلال"

مجاهد:"تبغى الصدق"

خالد:"إيه"

مجاهد:"في وحدة في بالي من زمان"

خالد وهو يغمز:"حركاات...من ورانا يعني؟؟"

مجاهد:"تقدر تقول"

خالد وهو يدفه:"طيب عجل عليها قبل لا تطير"

مجاهد بضحكة :"طيب عجل على اللي عندك قبل لا تطير"

خالد:"لا أنا حطيتها في القفص خلاص"

مجاهد:"قل قسم.....خطبتها؟؟؟"

خالد وهو يهز راسه علامة الموافقة:"ولا أبشرك جتني الموافقة اليوم"

مجاهد:"كذا ها وأنا رافض أتزوج لين تتكرم حضرتك وفي النهاية تخطب ولا تقول لي هييين"

خالد:"هههههههههه عاد السموحة منك أخطأنا"

مجاهد:"قوم...قوم"

خالد:"مجاااااااهد عاد حبيبي إنتا"

مجاهد:"خخخخخخ...........تراي مني زوجتك"

خالد:"داري بسم الله على زوجتي منك"

مجاهد:"هييييييييييييي أعطيتك وجه أكثر من اللازم"

خالد:"مشكور"

مجاهد:"وش قلت؟؟؟"

خالد:"خلاص إنت أخطب بعدين نحدد الملكة مع بعض"




******************



كان مشمرا عن أكمامه وهو يحمل أحد صواني العشاء...رغم العادة الآخذة بالانتشار في أن عشاء

المناسبات (بوفيه) لكن والد العريس أصر على الذبائح لأنها هي مقياس الكرم....شيء من العادات

القديمة المترسبة في أذهان الكبار....كان أحمد قد سبق بوضع صينية الأرز واللحم على طاولة العشاء

أحمد:"أبو ساعد ترا بعد العشى بأمشي دايركت"

سيف وهو يضع الصينية الأخيرة ويعيد وضع أكمامه:"ليه مستعجل...؟؟"

أحمد:"من أمس موااصل ومررهق وأدور على السرير...تخاوي...؟؟"

سيف:"أتعذر من عبد المجيد وأمشي معاك"

في تلك الأثناء ارتفع صوت والد العريس مرحبا ومهليا داعيا للعشاء

و أيضا في تلك الأثناء دخل شاب بدا في الثلاثينيات من عمره...وبدا جليا على وجهه نظرة كبر وتعال

غير معتاد...توقف يقلب نظره بين الحضور باحثا عن أحدهم...ثم خطف عدة خطوات تجاه والد

العريس الذي كان يقف إلى جوارهما

"السلام عليكم"

رحب به أبو حسان:"وعليكم السلاام ورحمة الله هلا والله الله يحيك"

سلم عليه حربيا قائلا بصوت رجولي باذخ:"الله يحييك.....ما قدر الوالد يجي"

رفع يده حاملا كيسا فخما وناوله له:"هذي هدية الوالد لعبد المجيد"

ورفع كيسا آخر يوازي الأول:"وهذي مني"

ثم ناوله ظرفان:"وهذي المواجيب...الله يتتم له بالخير"

أثناء ذلك كان أبو حسان يشكره ويكرر أن مجيئه هي الهدية وأنه لا داعي لكل هذه الكلفة قبل

أن يستأذنه ويغادر....رغم إصرار أبو حسان عليه لأن يبقى ليتعشى

همس أحمد في أذن سيف:"يقطع أبو الطاف...مهو شايفنا واقفين جنبه"

سيف:"خليك من الناس"

أحمد:"جد والله أجل من الأخلاق يتجاهلنا بهذا الشكل...؟؟"

اقترب منهم مجاهد:"شباب عشا"

ناداه أحمد:"مجاهد تعال...مين هذا اللي قبل شوية جالس يسلم عالوالد...؟؟"

قطب مجاهد:"ما أدري ما شفته...بس يمكنه مهند أبوية كان ينتظره"

أحمد:"ومين مهند هذا...؟؟"

مجاهد:"هذا الله يسلمك ابن صديق قديم للوالد واللحين بينهم بزنس وزي كذا"

أحمد:"ياخي مهند هذا إنسان وقح"

مجاهد:"ليه اش مسويلك...؟؟"

أحمد:"أبد واقف جنب الوالد ذوقيا يكمل الصف..ولا سلم ولا شي"

مجاهد:"شف الرجال مو وقح بس طبعه كذا فيه تعالي"

أحمد:"الحمد الله والشكر على إيه بس....؟؟"

مجاهد:"هاهاهاها...ما عرفته عشان تقول على إيش"

أحمد:"سبحان الله من أشوف الشخص أحكم عليه...وهذا ما بلعته أبد وإن كان جنتل وشكله هيبه

وما أدري ايش"

سيف:"أحمد ترا حسناتك راحت للرجال "

أحمد:"استغفر الله حرام والله تروح عليه"

سيف:"أجل لم فمك ولا تأكل في لحمه"



*********************




فتحت عيناها بتعب جلست عالسرير وهي تحاول أن تركز

رفعت يدها لترى الساعة في معصمها وشهقت بصدمة:"أب 12:30 ولا أحد صحاني"

سارعت للوضوء وعندما خرجت اندفع هواء التكييف البارد ليصطدم بوجهها شعرت بالنشاط يدب في عروقها

"جيد"

صلت فروضها

قلبت شعرها إلى الأمام ثم أعادته واستمرت في تقليبه تعبثا وفجأة توقفت تتأمل نفسها جلست على الكرسي

عيونها العسلية الفاتحة فمها خشمها شعرها المائل للأشهب:"مين تشبهي إنتي يا رغد؟؟؟؟"

استعرضت أهلها وقرائبها:"ولا أحد ولا أحد يا رغد"

حاولت أن تترك لنفسها بصيص أمل:"لا, لون عينك زي لون أعين العايلة كلهم"

تأففت في نفسها وهي تتذكر كلام رؤى يتمثل أمامها بكل ألم:"والله العظيم يوم رحت مع خالتي مركز

الأيتام شفت أسماء الأيتام اللي متربين في بيوت والله يا رغد ما أكذب عليك شفت إسمك بينهم"

لم تحس بغير دموعها تمشي على خدها مسحتها بعنف

"خلاص يا رغد ليش هالدموع بالله لو كنتي يتيمة ليه يخبوا عليك مثلاً.......-فجأة انفجرت تضحك بطريقة

هستيرية ودموعها تجري على خدها- ...أما عليك يا رغد أفكار وش الهبالة ذي تجيك وحدة على آخر عمرك

تقول إنت يتيمة وصدقتيها خخخخخ هبااااااااااااااااااالة"

وقفت أمام المرآة بثقة:"أنا مني يتيمة أنا رغد سليم عبد العزيز الــ.......هههههههههههههه"

"بسم الله اشفيك تضحكين زي الهبلة؟؟"

شهقت والتفت بسرعة لترى عبير وتالا جالسات فوق السرير وأعينهن مغلقة من النوم

رغد:"إنتوا هنا؟؟"

عبير وهي تتثاوب:"لا هناك...."

سكتن وهن يتبادلن النظرات وفجأة قفزن ركضن إلى الباب محاولين فتحه

شهقوا مع بعض:"الباب مقفل"

عبير وهي تصارخ:"تبن...تبن الساعة-تناظر في ساعتها- 1:5وما فتحت الباب"

تالا:"من الظهر....الله ياخـ...استغفر الله"

ركضت رغد إلى جوالها واتصلت بجوال ندى مرة واثنتان:"ما ترد ما ترد الدبا"

تالا وهي تدور في الغرفة بقهر:"وش أسوي فيها يا ناس وش أسوي قولوا لي؟؟"

رغد:"ألو...ماما وينكم انتوا دحين؟؟......-شهقت- في السوق؟؟....-ناظرت عبير وتالا في بعض- واحنا

محبوسين هنا تاركينا ولا كأننا موجودين....وين ندى التبن أعطيني إياها.....هاا هنا....ما ترد ما ترد....محد فتح

لنا من الظهر واحنا محبوسين حرام عليكم....عجلوا تكفون.."

أغلقت وقالت بقهر:"خالاتي وجدة سعده راحوا السوق والبنات نايمات والتبن ما أدري وينها؟؟"

هجمت عبير على الباب وبدأت تضربه بأقوى ما عندها:".....يا ناس يا عالم وين المفتاح؟؟"

سمعوا صوت ركض ثم صوت الشباب:"اش فيه....اللي جوا وش فيكم؟؟"

ثم جا صوت علي:"تكلمي وش فيك؟؟"

تراجعت إلى الخلف بفجعة والتفتت إلى رغد وتالا وهي تضع يدها على رأسها وأشارت بيدها"يا ويلنا"

رن هاتف عبير رفعته:"هلا علي....هاا هذي ندى قفلت علينا الباب من الظهر واحنا محبوسين...مااا

أدري.....-انفجرت بالبكاء- علي تكفى تصرف بنموت خوف....ايه رغد وتالا....مع السلامة"

التفتت عليهم وهي تبتسم وتغمز:"وش رايكم فيني؟؟"

شهقت الاثنتين بصدمة

تالا:"ما كنتي تصيحي؟؟"

دق الباب بقوة..."يا ولد صار شي؟؟"

على الفور وضعت رغد وتالا أيديهم على فمهما وهزوا رؤوسهم بلا

هدأت الأصوات في الخارج....جلسن على الأرض بملل..

رغد:"أفففف اشبهم راحوا؟؟"

تالا:"آآآه يا ندى واللي يحطك في يدي"

عبير:"تعالوا خلينا نتفق على مصيبة نسويها فيها التبن"

سحبت رغد نفسها وذهبت لتجفف شعرها بالاستشوار ورتبت شكلها وعبير وتالا قاموا ليقضوا ما فاتهم من

صلاة وعادوا ليجلسوا بجانب بعضهم البعض دقائق وتناهى إلى مسامعهم صوت صراخ خالتهم سميرة مقتربا من

الغرفة:"قالنا لك تفتحي الباب وقلتي ساعة.....من الظهر حسبي الله على شرك"

ليعقبه صوت ندى:"يا ناااس يااا عالم راحت علي نومة يعني مثلا بأتعنى أحبسهم"

وقفت تالا بغضب:"راحت عليك نومة...يا بنت الذين ءامنوا"

سمعوا صوت المفتاح في الباب وفور أن فتح الباب هجموا الثلاثة بأقوى ما عندهم واصطدموا بالتي فتحت الباب

وتعالت شهقة قوية صرخت دلال:"بناااااااات هذي سميرة"

تراجعوا بسرعة وهم يرون سميرة متكورة على بطنها رفعت راسها وأشارت على جهة ندى:"الحقوها قبل لا تشرد"

فتحت ندى عينيها بخوف وركضت بسرعة تنزل من الدرج وهم يركضون خلفها

ندى:"بنات مجانين والله مو قصدي"

تالا:"ولا حرف...ماسكينك ما سكينك يا بنت الإيه"

عبير:"13 ساعة واحنا محبوسين يالظالمة"

رغد تركض خلفهم وهي تصرخ خوفا من أن يدخل عليهم أحد من الشباب:"يا وللللللد طرررريق"

ركضت ندى ودخلت على غرفة سعده:"جداااااااااة –ونطت وراها- داخلة عالله ثم عليك"

قفزت سعده من نومها بفزع ومدت يديها وحمتها خلف ظهرها:"يالمهبل...تراكضون في الدرجااان وأصواتكم

لآخر الشارع ثلاثة-وهي تشير بيدها- ثلاثة على هذي الضعيفة؟؟"

كتمت ندى ضحكتها بقوة وهي ترى سعده المسكينة تهب من نومها والفزع بوجهها

تالا:"والله مهي ضعيفة"

عبير:"تخيلي تخيلي يا جدة من الساعة 1 الظهر إلى الساعة 2 ليل وهي حابستنا في غرفتي"

رغد:"تخيلي جدة ما أكلنااا شي من الصباااااااااااااح"

شهقت الجدة وهي تضرب يدها على صدرها وتنظر إلى ندى المختبئية خلفها:"آفاا وأنا سعدة"

شهقت ندى:"جداااااااة لا تصدقيهم كذاااابين"

سعده:"وتكذبين بعد يالظالمة....شوفة عيني الظهر وأنا طالعة....قومي قومي عني الله لا يبارك في عدوك"

ندى تمسكت بظهر سعده أكثر:"جدااااااة"

أرخت رغد رأسها وتظاهرت بالبكاء:"من الصبح ما أكلت شي...مادخل بطني لقمة"

كانت تعرف نقطة ضعف جدتها سعده"لا أحد يجوع والأكل مالي البيت"

وحينما شعرت سعده أنها وقعت بين موقفين متابينين دفعت ندى من خلفها وهي ساخطة:"اطلعوا كلكم لا

بارك الله في عدوينكم..اطلعوا من غرفتي رتبتها رفسة منى بتجي اللحين اطلعوا"

قفزت ندى من خلف جدتها تنوي الهرب ليصطدم قدمها بطرف السرير وتسقط على وجهها على الأرض

شهقوا كلهم بلا استثناء وهم يسمعون أنين ندى الخافت وركضوا إليها:"ندااااا...نداااا"

رفعوا راسها وقلبوها على ظهرها فجعوا وهم يرونها تضع يدها على ذقنها ودمعتين تسقط من عينيها

صرخوا مع بعض:"نداااااااا"

فتحت عينها وقفزت واقفة من بين أيديهم وأشارت إلى عبير:"علمتني هذي"

وهربت بسرعة ليسارعوا هم بلحاقها وسعده تصرخ:"حسبي الله عليهم من بنات فجعوني الله يفجع إبليسهم"




*******************************




بهدوء موجع استندت على تلك العصا الجافة كيديها تماما اعتمدت عليها بتعب تجره سنين عمرها الستين ونيفا

رفعت عبآتها فوق رأسها ما زالت رغم كبرها حريصة عليها كل الحرص ستعود الآن إلى بناتها...لا تدري أبدا

لم تشتاق إلى بناتها وفي ذات الوقت تتمنى ألا تخرج من بيت ولديها أبدا

تلفتت حولها ووقع نظرها على تلك الواقفة إلى جوارها منذ همت بالخروج برفقة حفيدها سيف

ابتسمت بوهن:"ياللا يا بنتي أشوفكم على خير"

أم سيف:"والله يا خالة ودي تتمي هنا عندنا"

أغمضت عينها وهي تزفر بهدوء:"والله لو الدنيا تمشي على الود....كان تميت عندكم....لكن البنات كلهم

مجتمعين في البيت...وسعده من الظهر وهي تدق عليه....ياللا يا بنتي وروحي قابلي ساعد توه راجع من شغله

وأكيد محتاجك جنبه"

مدت يدها الممتلئة بآثار سنينها لتحضن أم سيف لصدرها والأخرى بدورها تشد على ظهرها بلطف:"والله إنك

عندي مثل ساعد وحامد....الله يخليك لرجلك ولعيالك ويكتب لك الأجر"

دخل سيف بهدوء وخلفه أخوه فارس

صفر فارس بأعلى صوته:"يااااا هووووو....لأ لأ اش ده اش ده....ألبي الصغنن ما بيحتملش"

اكتفى سيف بابتسامة رزينة زينت محياه اعتاد على هذه الوداعيات كلما باركت أمه منى منزلهم وهم وقت

خروجها مد فارس يده على اتساعهما:"وأنا يا يماه مالي من هالحضن نصيب؟؟"

ابتسمت منى ومدت يدها:"آفاا والله يا فاارس والله لو المكان ما يوسعك مكانك بقلبي وسيع"

توجه فارس لها ليحتضنها وهو يقول كأنما يردد خلف شاعر:"وسيييع"

.
.
.
.
.
.

لم يخفى على عينيه التماعة الحزن في مقلتيها....رغم سنينها التي قضتها...تربيه وتجاريه فإنه الآن يراها كما

كما هي من ثلاثة وعشرون سنة...السند الذي يلجأ إليه في كل سنين عمره

حمحم سيف:"والله أمي ودي ما تتركينا أبد...بس وش نسوي"

ابتسمت منى:"وإنت يا سيف ما تبغى من حضن أميمتك نصيب؟؟ ولا خلاص استغينت"

ابتسم سيف وتوجه لها....مطلقا.... مطلقا أيتها الأم....مازلت ذاك الطفل الذي لا يستطيع الاستغناء عن

حضنك كلما أثلجه برد الشتاء....وأحرقت شمس الظروف فؤاده...من بين هذه اليدين نشأ...وسيظل فيهما ما

بقي في الحياة




****************************


في أحد أحياء المدينة الراقية



أغلق باب حجرته واتجه نحو الجناح الذي يتوسط المنزل...يشتاق لتلك الساكنة بضعف على مقعدها

بينما لا يكف لسانها عن التحرك لاهجاً بذكر الله..طرق الباب بخفة ودلف الحجرة...ما أن وقع نظرها عليه

حتى تهللت أساريرها وانطلقت كلمات الترحيب تحتفي به...:"يالله إنك تحييه...يا الله إنك تبقيه..

مرحبا ألف..."

تقدم منها وطبع قبلة على رأسها بينما أمطرته هي بالقبلات جلس بجوارها ليحتل جسده مكانا ضخما

ويتبدى جسمها الضئيل أكثر ضآلة...:"بشريني عنك يمه كيفتس وكيف صحتس...؟؟"

"بخير جعلتس من أهل الخير"

"ها يميمتي عساتس أخذت دواك"

"إيه وأنا أمتس أخذته الله يفكني منه"

"وكيف الضغط والسكر"

"الحمد الله بخير ونعمة من الله..بشرني منك كيف الشغل معتس..؟؟"

"الحمد الله دعواتس يالغالية"

"الله يوفقتس يا وليدي..."

صمتت وقد بدا في عينيها سؤال حائر يبحث عن إجابة تخشى طرحه وتريد أن تعرف

"آمريني يا ميمتي...بغيتي شي..؟؟"

"أبسألك يا وليدي...ما به علمن عن عيال عمك مالك...؟؟"

ما تزال تبحث عن سراب راحل...تتشبث بذكرى ابنها حتى بعد أن غادر عالم الأحياء

"إن شاء الله إنهم بخير"

"الله المستعان يا وليدي الله المستعان"

استأذنها وغادر لعالم أعماله...لعالمه الذي يجد نفسه فيه...وترك تلك الساكنة تحترق شوقا إلى شيء من

رائحة الفقيد الحبيب.....هم بمغادرة المنزل حين أتاه صوت جده من المجلس العربي:"مهند..."

دخل إليه وانحنى بقامته المديدة مقبلا رأس جده وأنفه ولحيته...كما اعتاد هو منذ صغره...

جلس إلى جواره:"سم أبوية بغيتني"

"شلون الشغل معك....؟؟"

"ماشي الحمد الله"

"متأكد إنك قادر على مشروع الغربية"

أدرك أن جده قد استمع لبعض لوم فتبسم بثقة:"أكيد يبه ما يبيلها كلام"

"أجل أنا بمر على العزبة عقب العصر...تخاوي"

"إن شاء الله..مين معنا به...؟؟"

"أبوك وعمانك وأولادهم"

قال وهو يقوم ليغادر:"توكلنا على الله"



******************************



الليلة مقمرة والهواء عليل

ينهي إحكام ربط إحدى حبال الخيمة للوتد ويرفع يده ملوحا للأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثالثة عشرة

إلى السابعة عشر عاما

"ياللا شباب همة همة"

يصرخون بحماس..."همة"...

يشير لزميليه أبو عبد الله و أبو سند

وترتفع أصواتهم ليشاركهم طلابهم بنشاط وهم يعملون على نصب الخيام ونقل أدوات التخييم من السيارات إلى

موقع التخييم

" إلى الله سرنا والجنان مرادنا
وكل إلى الله المهيمن يرجع
ضعي الكف في كفي إلى الله سيرنا
فليس لنا فيما سوى الله مطمع
نحث الخطى في حسبة ومحبة
إلى جنة فيها مصيف ومربع
إذا ما التهى اللاه بدنيا غرورة
فقلبك بالأخرى شغوف مولع
فما أنت إلا قدوة ومواعظ
توالى بها ذكر وتوب وأدمع
شغفنا بآيات النعيم كأننا
نرى ما أعد الله فيها ونسمع
نذكر بالحسنى وندعوا إلى الهدى
ونبذل في ذات الإله ونجمع
ونتلوا كتاب الله في مسمع الدنى
فتورق أغصان ويزهر بلقع
نعرض عن الدنيا ونبطئ عندها
ونسمع صوت المهتدين فنسرع
نداوي جنوح النفس بالزهد والرضا
ومن ذاق جوع القلب من أين يشبع..؟
وخضنا غمار الدين والعلم رفعة
وإن مطايا العلم تدني وترفع
نسير معا والله يحفظ سيرنا
وحفظك يا رحمن أقوى وأمنع
فرارا إلى الرحمن خوفا ورهبة
وما عنده للخلق أزكى وأرفع
إذا ما تفرقنا ففي الله نلتقي
لعل لنا في جنة الخلد مجمع
إلى الله سرنا وفي الله نلتقي"

نسمات صادقة تكتنف مشاعرهم...وهمم عالية تبارك مسيرهم...

يقترب طالب الآن مسرعا نحوه:"أستاذ راكان"

يجيبه مبتسما:"ها أبو القاسم ليكون نسي فريقكم الحطب"

يبتسم له الطالب:"لا أستاذ , فريق الصقور ما ينسون...جيت أسألك نشب الحطب دحين؟؟"

يمد يده ليمسك بكتف الطالب في الصف الثاني متوسط:"انتظروا لين ينزل فريق الأسود أشياء المطبخ

وبعدين شبوا الحطب....ما يحتاج أوصيكم تنتبهوا على أنفسكم ويكون أبو مطر معكم"

يهز رأسه وهو يرسم على وجهه علامات الجدية:"إن شاء الله"

قبل أن يركض باتجاه فريقه

يعود ليرفع أكوام الأغطية من صندوق السيارة الخلفي...هكذا اعتادوا ينادون طلابهم بالكنى...ليزيدوا من

إحساسهم بالرجولة والواجب الملقى على عاتقهم...كرجال صانعين للمستقبل

"أبو مشعل"

يلتفت لزميله أبو عبد الله:"سم"

"سم الله عدوك...لازم يناموا الشباب بدري عشان يقوموا الفجر خلينا ندق على أبو مهند يجيب العشا معه

ويصير الطبخ بكرة"

"بيزعلوا الشباب بس ياللا كلم أبو مهند وأنا بكلم الشباب"



************************************




تمططت بتكاسل وهي تنظر بطرف عينها لأختها التي كانت تقوم بإغلاق سحاب تنورتها

تتقن أختها إثارة أعصابهم وإخراجهم عن طورهم لتنسل من بين القضية كما تنسل الشعرة من العجين

- اللحين تدرين إن عماتي ما يرضون بهاللبس

بلا مبالاة راحت تتأكد من انضباط زينتها:"ويعني؟؟"

انقلبت على بطنها:"بتسوين مشكلة"

زمت شفتيها بسخرية حادة:"ويعني؟؟"

رفعت أمامة حاجبها:"عادي عندك تصير مشكلة"

بدأت الآن تتأمل أظفارها الطويلة والتي زينتها بلون زهري ندي أكمل جمال يديها الناعمتين:"شي جديد

يعني؟"

هزت أمامة رأسها نفيا:"لا مو جديد...إش ألبس؟"

نجاة:"امممم....لو تلبسي البنطلون الجنز والبلوزة الخضرا...مرررااا حلو عليك"

فتحت أمامة عينها باتساع:"لا عاد....تستهبلين انتي؟ البنطلون هذاك أضيق بنطلون عندي"

قامت نجاة بتأفف:"أففف منك رفعتي ضغطي خلاص روحي البسي اللي تبغي واطلعي من هنا والله لو يشوفك

فريد وانتي جالسة ما لبستي ليفجرك"

أمامة وهي توقف:"زين...بألبس التنورة السودا والبلوزة الخضرا اللي قلتي عنها"

نجاة:"طيب بس اطلعي بسرعة أبغى ألبس البلوزة"

نظرت أمامة ليدي أختها القابضة على تلك القطعة التي بلا أكمام وقصيرة جدا يكاد ظهرها يظهر إن انحنت

رفعت كتفيها بهدوء وخرجت بتباطئ تعلم أي ليلة ستكون هذه الليلة خاصة بعدما رأت بنطال أمها الـ(برومودا)

وقطعة الـ(بلوزا) الحمراء بدوائر التل الكبيرة على ظهرها ستكون الليلة حافلة...تساءلت لماذا على أمها أن تظهر

كل ذالك العداء والعناد مع عماتها...؟؟ وكذا أختها نجاة...؟؟ كذلك هي....لكن على الأقل هي تحاول

جاهدة أن لا تبدو كأمها وأختها

فكرت بأنه أو من الأفضل أن لا تذهب...لكنها سرعان ما تراجعت عن ذلك وهي تتخيل ذلك الاعتذار بين

يدي فريد....لن يدعها تكمل حتى....هه فلتسرع أجل

عائلة مصلح
(...هناء...43)زوجة مصلح
(...فريد...23)
(...نجاة...20)
(...أمامة..16)


***********************************




في جناح البنات

ندى منسدحة عالسرير:"آآآآآآه...تبنات....والله إنكم وحوش مو بنات....كسرتوا ظهري"

رغد وهي تمشط أطراف شعرها بيدها ووجها محمر من كثرة الركض:"لا يا شيخة اللي يسمعك يقول نطنطنا

على ظهرك"

ندى:"لا بس ظهري انكسر من كثر الضحك...بعدين تالا الله يجزاها خير ما قصرت"

التفت إلى تالا التي صدت بوجهها عنها وهي تعبس وابتسمت رغد:"لا تحاولي تالا إذا زعلت زعلها شيييين"

نظرت ندى لتالا وغمزت:"لا تلواي ما تزعل من ندوي....صاااااااح تلوه"

عبست تالا أكثر:"لا والله ضفي وش ذا الدلع؟؟"

ندى:"هذه طااازة من شركتي...شركة ندى للتدليعات المختلفة-ورفعت يدها بصورة استعراضية- بنتك اسمها

ثقيييل وتبغى له دلع أختك أمك عمتك خالتك جدتك....وإذا استعصت الحالة زوجتك...تجد لدينا أفضل

المسميات الحصرية لك ولوحدك...أنت فقط مع من تحب"

ورخت يدها بانحناءة بسيطة للأرض ضحكت رغد من قلبها وقامت تالا ضاربة ظهر ندى:"يا فالحة لا

تركعي....ربي يكرمك وتذلي نفسك"

رفعت ندى رأسها بسرعة وهي تمسك ظهرها:"آآآآآآآح...استغفر الله استغفر الله"

رفعت تالا حاجبها الأيمن:"أوووه آنسة ندى كسرتلك ظهرك؟؟"

ندى:"والله إنك دبابة متحركة...-مسكت يد تالا تنظر فيها متأملة- كل هذا يد حشى كأنها طابوقة"

تالا وهي تضم يدها:"بسم الله على يدي منك...تف تف...قولي غيرااانة أتقبل ذلك بصدر رحب"

وانقطع الحوار حين دخلت عبير:"ياللا تالا رغود....عشا"

تنحنحت ندى:"احم احم....لهالدرجة رشيقة ما تشوفينا..."

التفت عبير وخرجت كأنها لم ترها

تنهدت ندى:"بنات والله حرااام عليكم ما صارت آآآآسفين والله راحت علي نومة أمزح معاكم"

عبير:"إيه صح مشاعر المرهفة بنت الطبيب النفسي والأخصائية النفسية ما يصلح نجرحها"

عبست ندى:"زين عارفييين"

خرجت رغد وخلفها تالا دون أن ينظروا إليها رفعت حاجب"هين ازعلوا لين بكرة بالطقاق راضين راضين"




***********************************



في المدينة

وفي أحد الحواري القديمة والضيقة

بيت شعبي متهالك.....

انحنى ليضع الكرتون الصغير على الأرض ومناديا بأعلى صوته

"نورة...نورااااة"

خرجت من أحد الغرف تركض:"جاااية"

وقفت أمامه قبل أن تجلس أمام الكرتون:"واااو حبحب تسلم سلطان"

ابتسم بهدوء وهو يناولها كيسا من الصيدلية:"حطيه بالثلاجة يبرد...هذي أدوية أمي...صحيت؟"

أخذت الكيس من يده وهي تبتسم:"يب وأول ما قامت وهي تسأل عنك وأنا المسكينة اللي أدور حولها ما

ناظرت فيني"

ابتسم بحنو ومد يدها ليبعثر شعرها:"الله يكتب لك الأجر"

رفعت يديها:"آمين"

سلطان:"أبروح أغير وآخذ لي حمام وأسلم على أمي وأمشي"

نورة:"كويت ثوبك حطيته في الغرفة"

سلطان:"الله يجزاك الجنة"

مضى وانحنت هي ترفع حبة البطيخ متوسطة الحجم لتنقلها للثلاجة المتهالكة

ثم لتعود راكضة لغرفة والدتها جلست بهدوء بجانب فراشها:"أمي...هذا سلطان جا...-رفعت يدها- وجاب

دواك معاه"

ثم التفتت تبحث عن جالون الماء الصغير والكوب وهي ما زالت تثرثر:"واشترى كمان حبحب..حطيته بالثلاجة

عشان يبرد ويبرد علينا...عاد تصدقين اليوم في الأخبار يقولون درجة الحرارة عندنا بالصباح 50 درجة...فرن

متحرك....اممم ما أدري أفكر أكلم سلطان يصرف لنا مروحة نركبها في المطبخ....والله مع الطبخ أحسني أتحول

لمادة هلامية..."

صوت ضعيف مرهق:"نــ..ورة"

لفت بسرعة وهي تمسك يد أمها:"سم أمي"

بذات الضعف:"وينه..سـ..لطـ..ان"

نورة:"راح يتروش وبيجي يسلم عليك وبعدين بيرجع لشغله خبرك عاد..." وعادت تثرثر


...................


كان يجلس على طرف مفرشه وهو عاري الصدر منحنيا على فاتورتي الماء والكهرباء وبيده قلم

وعلى الأرض ورقة يجري فيها حساباته

الكثير من الأرقام والخطوط الشاطبة عليها

3000 ريال
1200 تقسيط للبنك
1800 ريال
70 + 5 فاتورة الماء وكهرباء
1725ريال
1000 إيجار
725 مصروف للمنزل

تنهد بألم...أتراها تكفي..؟؟

علاجات أمه....الطعام...بنزين السيارة....وطلبات نورة المدرسية...لشهر كامل

هل ستكفيه...؟؟

عاد يفكر بالعرض الذي قدمه له مديره هذا اليوم





*******************************************




نزلن الثلاثة ببرود خلف بعضهم

دخلوا الصالة التي كان جميع أهلها مجتمعين فيها

سمعت صوت صفير التفت لترى نسرين:"يا هو يا هو إيش القمال ده؟؟"

رغد وهي تآخذ مكانها بجانب عبير:"يسلموو"

تالا:"خالة دلال.."

دلال:"نعم..."

تالا:"رغد تشبه مين من عيالك؟؟؟"

شُدت كل حواس رغد تريد أن تسمع

دلال وهي تستعرض أبناءها في خيالها:"أممممممممم......رغد جاية شكل جديد ما تشبه أحد....حتى محمد

جاي شكل جديد ما أحد يشبهه.....هم فيصل ومها يشبهون بعض وفاطمة وتركي محمد ورغد في النص

أشكال جديدة"

تالا:"أهاا"

وابتدأ نقاش حول موضوع تشابه الأبناء

بينما استرخت رغد"إيه شفتي يالغبية مو إنت بس اللي ما تشبهي أحد حتى محمد ما يشبه أحد.... دحين إيش

يخليك تآخذي كلام رؤى مأخذ الجد؟؟..........يمكن عشان رؤى صادقة ولاعمرها كذبت.....ولا يمكن لأنو

ما بينك وبينها عداوة عشان تكذب عليك"

رغد:"ها"

عبير تخافتها:"وش بك لي ساعة أناديك"

تنهدت رغد:"وش بغيتي؟؟"

عبير:"لا رغد وش فيك؟؟"

رغد:"عبير واللي يرحم والديك مني فايقة أبددد بغيتي شي؟؟"

عبير وهي تقوم :"لا خلاص ما بغيت شي"

قامت عبير وتوجهت لغرفة جدتها سعده وقد بدى على وجهها الضيق تبعتها رغد بنظرها"ليتك يا عبير تدركين"

قالت خالتها حصة وهي تنزل هاتفها:"بنات هذا مصلح مكلم يقول خارجين من البيت"

تالا:"أففففف يا ليل ماااا أطولك"

حصة:"تالا ما تجوز الغيبة"

ندى:"فييه ناااس من اليوم الظهر جالسة تقول الله يعين عالغثا"

تالا:"هههههه كفشة أمي"

حصة ضاحكة وهي تضرب كتف ندى:"وفيه ناااس ما يعرفون حديث الرسول:من ستر على مسلم..."

ضحكت ندى بينما قامت إيمان تستدعي الخادمات ليرتبوا ما أحدثه الأطفال من فوضى وليحملوا صواني القهوة

وصحون الحلا إلى المجلس وقامت سارة تستدعي ابنتها ميار لتبدل لها ملابسها

دخلت سميرة الصالة دلال:"صح النوووم"

سميرة:"صح بدنك-وهي تتثاوب- لسى النوم في عروقي"

دلال:"يختي كنا نقول الوحدة يوم تصير أم يصير نومها خفيف وإنتي زي ما إنتي"

ضحكت سميرة:"كلمة الرجالة وحدة"

حصة:"زين يالرجالة ترى مصلح بالطريق"

سميرة:"إيه قالت لي ندى أمي وينها ما جات؟؟"

الجازي:"في الطريق"

بينما كان الجميع يتهيء لقدوم أخيهم وزوجته وابنتاه كانت هي تغرق في لجة من حيرة توجهت للمطبخ

رغد:"رسي...رسي"

أقبلت الخادمة من بين مجموعة الخادمات:"يس...رغد"

رغد:"في فيشار..؟؟"

رسي:"يس"

رغد:"طيب سوي وذوبي عليه زبدة"

رسي وهي تتوجه للخزانة:"أوكي"

خرجت من المطبخ وهي تخشى أن ترى أحدا نفسيتها لا تسمح لها أبدا بذلك خرجت إلى الفناء الخارجي

ليصطدم بها الجو الربيعي وشعرت بانتعاش جلست على العشب الأخضر ولمت رجليها عليها

وسندت دقنها على ركبها وضعت السماعات على إذنها وفتحت الأناشيد التي خزنتها في هاتفها وسرحت

بعقلها بعيدا....بعيدا...


(سارة...26) متزوجة من ابن خالتها الجازي فهد ولديها ميار
(...نسرين..22) ابنتا حصة

(إيمان...23) ابنة الجازي متزوجة من ابن خالتها حصة ياسر وهي حامل




********************************



"اسمع سلطان....أنا بصراحة عاجبني انضباطك وجهدك...وحاس إنه عندك مقدرة أكبر من هذي وطموحات

أكثر....قبل ودي أسألك ليش ما كملت بكالوريس؟؟"

تنهد:"والله يا طويل العمر الوالد توفي وأنا في المستوى الرابع...والوالدة مريضة اضطريت أوقف دراسة وأبدأ شغل

أقوم عليهم"

المدير:"وتخصصك وش كان؟؟"

سلطان:"هندسة معمارية"

المدير:"تخصصك جيد ومطلوب وأولها عندنا في الشركة....اسمعني سلطان....وفكر زين باللي أقوله...الحياة إذا

توقفنا فيها على وضع واحد...عمل واحد..ماراح نقدر نتطور فيها...أنت دحين غير متزوج...وإذا تزوجت راح

تزيد المصاريف...وإذا رزقك الله بالذرية الصالحة إن شاء الله بتزيد وتزيد...فأنا أقدم لك الآن عرض خذ وقتك

في التفكير فيه...ورد علي....ومصلحتك تهمني...أنا مستعد أتوسط لك في الجامعة تكمل بكالوريس هندسة

معمارية تدرس ليلي وتداوم عندي صباحي بنفس راتبك الحالي...بمقابل أول ثلاث سنين بعد تخرجك تعمل

معنا في الشركة بنفس رواتب المهندسين المتعارف عليها....وش رايك"

ابتسم سلطان:"هذا مو مقابل يا طويل العمر...هذي مساعدة إنسانية ولفتة أبوية منك والله إني أعتبرك في مقام

الوالد الله يرحمه برحمته ودامك قلت فأعطيني فرصة أشوف وضعي وإمكاناتي إذا ربي كتب لي توكلت على الله"

ابتسم المدير وطبطب على كف سلطان:"وإنت والله يا سلطان حسبة ولدي خذ وقتك وشاور الوالدة ورد لي

خبر ولا تنسى تستخير الله يهدي أمرك"



***********************************




ليان:"أمييييييي...تكلمي"

فندا وهي تضحك:"وش أقوووووول؟؟"

ليان:"يووووه أمي أحر ما عندي أبرد ما عندك؟؟"

فندا:"طيب ياللا وش أقول؟؟"

ليان:"يوم أبوية قاله عن الموافقة وش قال؟؟"

فندا:"قال لمين؟؟.....زوجك"

ليان:"أميي لا تقولي كذا تراي أبد مني مستصيغة"

فندا:"لا أقول...زوجك"

ليان وهي تقوم والدمعة بطرف عينها:"أحسن لا تقولي شي أصلاً ما أبغى أعرف"

فندا وهي تضحك:"ههههه ما تبغين...ههههههه....أقص يدي"

ترجع لتقبل يدها:"أمييييييي دامك عارفة ليه ما تقولين؟؟"

فندا:"طيب...خلاص راح أقول....-وهي تحاول السيطرة على ضحكتها-يقول أبوك بان في وجهه إنه هه"

ليان فرصعت عيونها:"صددددق؟؟؟ أصلاً أنا اللي ما أبيه يحمد ربه وافقت عليه"

فندا:"ههههههههههه صدقتي إنتي...لا والله قال لي الشرف يا عمي وإن شاء الله أكون قد العشم"

ليان وقد علت وجنتيها حمرة خجل مع اندفاع:"كذااابة قولي قسم"

ضربتها أمها على كتفها وبضحكة:"اللحين صرت كذابة يا قليلة الأدب -وهي تدفها-...قومي قومي عني"

ليان وهي ماسكة فمها:"أميي والله طلعت غلط..-وهي صاده عنها- مامي ليكون زعلتي..أعرفك ما أهون

عليك صح يا فدفد"

فندا وهي تبتسم:"وش فدفدته هذي؟؟"

ليان:"خلاص....فنودة....فنو....ولا أقول..أحسن أم في الوجود"

فندا وهي تضم ليان:"الله يوفقك يا بنتي ويسخره لك"

ليان وهي تقبل رأس أمها:"آمين"





وها هنا ينتهي الجزء الثاني..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر...

اللهم انصر عبادك الموحدين في سوريا..اللهم انصرهم نصراً مؤزراً

عاجلاً غير آجل...

وأرنا في بشار وأعوانه عجائب قدرتك...إنك سميع مجيب الدعاء

اللهم آمييين



صباالجنووب 13-04-12 11:14 PM

الله يسعدك ..........مررررررررررررررررررررررره ..حلووووووووووووووووه الروايه تسلم يدك بجد عجبتني النزعه الدينيه واضحه فيها ,اسأل الله ان يجعلها شااهد لك عند ربي................................

بصرررحه اناملخبطه في العوووائل مرررررررررررره كثيرررررررررررررررررررررر....اكيييد مع الاجزاء القاادمه توووضح .................بس ميين البنت اللي ف البارت الاول اللي كانت مع خطييبها ,,,,,,,,,وحملت ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

اتوووووووووووقع ام رغد .............................مدرري مجرردتووقع................؟؟؟؟؟؟؟؟؟


مالك وش قصة عيااله ...............؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



في انتظاارك الله يعطييك حتى يرضييييييييييييك

همس الزوايا 19-04-12 03:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صباالجنووب (المشاركة 3068349)
الله يسعدك ..........مررررررررررررررررررررررره ..حلووووووووووووووووه الروايه تسلم يدك بجد عجبتني النزعه الدينيه واضحه فيها ,اسأل الله ان يجعلها شااهد لك عند ربي................................

بصرررحه اناملخبطه في العوووائل مرررررررررررره كثيرررررررررررررررررررررر....اكيييد مع الاجزاء القاادمه توووضح .................بس ميين البنت اللي ف البارت الاول اللي كانت مع خطييبها ,,,,,,,,,وحملت ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

اتوووووووووووقع ام رغد .............................مدرري مجرردتووقع................؟؟؟؟؟؟؟؟؟


مالك وش قصة عيااله ...............؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



في انتظاارك الله يعطييك حتى يرضييييييييييييك




أهلاً بك يا غالية في روايتي...سعييدة جداً بثنائك

وبإخبارك لي بظهور النزعة الدينية...بإذن الله ستتوضع العلاقات

كل هذه التساؤلات سنجد الإجابة عليها مع الوقت بإذن الله..

لا تحرميني تواجدك الرائع


همس الزوايا 19-04-12 03:26 PM

مساء السعادة..تثلج قلوبكم...

مساء الأمل..يمطر أحلامكم...

مساء زاخر بالطاعة...ورضا الرحمن...

أعتذر عن تأخري في إنزال الجزء لبعض الظروف..

اليوم..قد يكون الجزء مختلفاً كما أشعر..

نتعرف أكثر على أبطالنا..ونتعمق..

إضافة للاختلاف في الأسلوب..

أترككم معها...


******************************


متكئة على المقعد الضيق وقدمها تتحرك بروتين بطيء

مندمجة كثيرا مع أحداث الرواية وفجأة قفزت جالسة:"وااااااااااااااو أخيرا أخيرا بوسة"

رفع سلطان نظره من كتابه إليها:"نورة وش ذا؟؟"

عادت لتضع يدها على فمها:"آسفة والله...بس مراا حماس"

ابتسم:"نوارة مهما كان الشيء جميل وممتع لازم نضبط أنفسنا عشان لا نصير في نظر الناس مجانين.."

ابتسمت نورة:"إن شاء الله"

سلطان:"هذا أولا ثانيا وش طاري بوسة؟؟؟"

نورة بارتباك:"ها...بوسة من قال؟؟"

سلطان:"وش قاعدة تقرأين؟"

نورة:"رواية عادية"

سلطان:"من وين جبتيها؟؟"

نورة:"آآ هو صاحبتي أعطتيني إياه"

سلطان:"وش اسم المؤلف؟؟"

نورة تنظر للكتاب:"مدري واحد أجنبي اسمه غريب"

سلطان:"وش اسم الرواية"

نورة:"امم..يعني تراها رواية عادية"

سلطان:"طيب ما قلت شي بس إش اسم الرواية؟؟"

نورة رفعت الرواية له ليقرأ الاسم قطب حواجبه وهو يرى الغلاف أغلق الكتاب الذي يقرأ وتوجه

ناحيتها وجلس إلى جوارها:"حبيبتي نورة تعرفي عن هذه المجموعة اللي في يدك شي؟"

نورة بحرج:"اممم لا"

سلطان:"طيب أنا بـقولك هذي المجموعة اللي معك من أسوأ ما كتب في عالم الرواية من الناحية

الأخلاقية وهي أول من سبب دخول الإعجاب بين البنات عندنا...يعني هذي الروايات جدا سيئة"

نورة باندفاع:"بس هي مرا حماس تحس أكشن"

سلطان:"ووين تلقي الأكشن فيها...يوم يعطي البطل بوسة للبطلة...ولا يوم يحضنها...أو يشيلها؟؟"

أرخت نورة عيونها وحمرة تعتلي خديها ليبتسم سلطان بحب ويضع ذراعه على كتفها ليحتويها

بحنو:"حبيتي هذي الروايات فساد...الصالح يغرق وسطها ويبدأ بدون إحساس يتمنى يكون في دور

البطلة أو مكانها هذا وهي حرام يعني كفار وعلاقتهم غير شرعية مجرد صداقة والشيطان يجري من ابن

آدم مجرى الدم...وعيال الحرام مليان...ولو جاها أحد يتحرش فيها...بتصد أول وثاني ..لكن إحساس

غريزي داخلها كأنثى بيشعرها بالإثارة وحب التجربة وإرواء رغبة ذاتية...بغض النظر عن كونها متخمة

عاطفيا...إحساس الأنثى بوجود رجل في هذا العالم معجب فيها يشبع فيها غرور الأنثى التواق لجمع

أكبر عدد من المعجبين....ويمكن تطيح..هذا غير إن هذي الرواية تبدأ تعطي للي يقرأ ألفة لهذه

التصرفات تقتل الفطرة السليمة التي تستهجن هذي التصرفات فتصير فالأخير تصرفات اعتيادية..متقبلة"

ارتعدت نورة وشعر سلطان بذلك ليشدد احتواؤه لها:"هذا غير إني إنسان مشغول ووقت جلوسي في

البيت ما يتعدى خمس ساعات في الليل أنامها وساعة أجيكم فيها الظهر....وأمي الله يشفيها ويعافيها

تعبانة..وإنتي جالسة لوحدك كل هذا يولد إحساس بالفراغ إلى الملل إلى حب التغيير وإضافة لون جديد

في حياتك...وهذي الروايات تثير فيك إحساس التغيير..."

احمر وجه نورة أكثر وشعرت بالدم يتدفق في وجهها:"لااا وش تقول مستحيل أسويها"

سلطان يبتسم:"وأنا أثق فيك بدرجة كبيرة...إنتي ربة البيت في الوضع الحالي لا تخيبي ظني فيك"

هزت رأسها موافقة

سلطان:"وأنا مستعد أجيب لك اللي تبغين تقرأين"

نورة:"لا سلطان ما يحتاج أنا أدرى بظروفنا وإذا احنا ما تكاتفنا ننظم حياتنا حتغرق سفينتنا ونغرق كلنا"

شد سلطان على كتفها وهو يبتسم:"فديت أختي اللي كبرت وتتكاتف مع أخوها"

ضحكت:"شفت كيف"

تنهد سلطان:"نورة أبي أستشيرك في شي"




***************************************



في مبنى الشركة

"سم..أرسلت الملفات كاملة للأستاذ خالد"

بتؤدة وهو يراجع الأوراق بين يديه:"زين أجل خلاص بدر تقدر تستأذن اللحين وموعدنا الأحد الجاي

بإذن الله"

بدر:"على خير...أستأذنك"

فواز:"لا تنسى وأنا عمك البطايق وصلها ليد أبوك"

بدر:"أبشر إن شاء الله توصل"

فواز:"إذنك معك"

بينما كان يغادر مكتب المدير ارتفع رنين هاتفه رفعه باستعجال:"سم أبوية....إيه خلاص اللحين

جاي... وأمي ونوف...أجل خلاص ثواني وأنا عندكم....سلام"

خرج من مبنى الشركة واتجه رأسا لسيارته اللكزس السوداء خمس دقائق وسيكون هناك أهله كلهم

مجتمعون..


(فواز...49..) أخ سليم وعبد الإله وعبد الرحمن

(بدر موسى...26) ابن موسى أخ الجازي وأخواتها يعمل في شركة أهله وعامل على رسالة الماجستير




***************************




مازالت تحدق في الفراغ....مازالت تغوص وتغوص بحثا عن إجابة لذاتها المعذبة"ربااااه رحماك بي"

بينما يداعب الهواء خصلات شعرها المتطايرة لم تعر انتباها لتلك الخطوات التي مضت تعبر الباحة

أمامها في طريقها إلى البوابة إلى أن وصل لمسمعها صوت الخطوات ذات الكعب العالي رفعت رأسها

بتؤدة قبل أن تعبس بشدة..."ما قصة هذه النجاة؟؟"

في عباءة الكتف والنقاب المتسع الذي يظهر عينيها الكحيلتين قامت ببرود يعاكس غيظها من الداخل

وهي ترى زوجة خالها وابنتيها في هذه الأشكال المتبرجة

اتجهت لخالها ومدت يدها مصافحة إياه:"هلا والله خالوو تو ما نور البيت والله"

مصلح:"هلا هلا والله بحبيبة خالها رغودة...كيفك أبوية؟؟ الحمد الله عالسلامة"

قبلت رأسه بأدب:"بخير الله يجعلك بخير...الله يسلمك ويخليك"

التفت لزوجته التي صافحتها ببرود مزعج:"كيفك رغد؟؟"

أجابتها وهي تصافح ابنتيها ببرود:"الحمد الله"

لم يخفى عليها نظرة خالها المتضايقة لكم رأفت لحاله هذه المرأة لا تكف عن كسر كلمته في ارتداء مالا

يحبذه أهله ولا يملك القدرة على منعها ولا على منع ابنتيها

جاءها صوته المبعثر:"في أحد داخل؟؟ أقدر أدخل أسلم على خالاتك؟؟"

تبسمت رغد له:"لا ما أعتقد فيه أحد دقيقة بس"

ركضت إلى الداخل في خفة لتعلم أهلها عن قدومه ثم عادت أخرى:"خالوو مافي أحد تفضل"

وبعد خطوتين قطعها خالها إلى الداخل ارتفع صوت غناء بألفاظ مبتذلة جعلت رغد تشهق بصدمة

بينما التفت خالها إلى ابنته نجاة بسرعة:"نجاة كم مرة قلت لك غيري هالنغمة؟؟"

بينما كانت تضع جهازها على الصامت قالت بنبرة لم تخلو من تضجر:"سوووري بابي نسيتها"

هز خالها رأسه بضيق وتابع خطواته إلى الداخل وتبعت رغد زوجته وابنتيه إلى الداخل وهي تدعو في

سرها أن يمضي اليوم على خير

وبعد أن أودعتهم إلى مجلس النساء لدى خالاتها وجدتها تراجعت لتعود إلى الفناء ثانية ليست في مزاج

لتستمع لعبارت الترحيب المداهنة والتي عادة ما تبطن بالكثير من المقاصد من طرف زوجة خالها

وتساءلت في داخلها

"أي حظ هذا الذي أوقع خالي فيه بنفسه"

استغفرت ربها بهدوء فما قدره الله سيكون خيرا إما نعمة أو ابتلاء

عادت لذات المكان التي كانت تجلس فيه سابقا

أحاطت قدميها بذراعيها وسندت رأسها لركبتها

"إلى أين ستسيرين يا رغد..؟؟..هؤلاء ليسوا أهلك...؟؟..ليست أمك وليس أباك ليسوا أخوانك

وأخواتك ليسوا كذلك...ليسوا كذلك أبدا..إلى أين ستذهب لمن ستلجأ..؟؟ أين تجد الجواب

لهذا السؤال..؟؟...هي ابنة شارع أو قمامة أو مسجد أو ...."

هزت رأسها بجنون ودموعها تتساقط نهرا

"لا...لا مو أنا"

أدخلت يديها بعنف في جذور شعرها وشدته بقسوة:"مو أنتي يا رغد...مو إنتي...لا"
.
.
.
.
.
.
.
.
نزل من السيارة على عجل هذا هو الاتصال الخامس من أبناء عمومته ضرب الباب الحديدي برأس

مفتاح السيارة ودخل

فتح عينيه محاولا استيعاب الصوت المسموع....لا شيء سوى صوت بكاء...وليس أي بكاء

انحنى أكثر ليستطيع إلقاء نظرة من خلف الشجر....اقترب بهدوء.."يااا ولد"
.
.
.
.
.
.
"يااا ولد" كان الصوت عاليا وعميقا وخشنا على أن يكون صوت امرأة

رفعت رأسها ليقع نظرها على ذاك الشاب ابن خالها (بدر) الواقف أمامها شهقت ودست رأسها بين

قدميها"وراااك"

ثم قفزت بسرعة لتدخل البيت وقفت عند المدخل

تفاجأت حين رأت عينيها امتلأت دموعا وخدها أغرق بها

مسحت وجهها بعنف:"والله ما أحد راح يخرب بشرتك إلا طريقتك الدفشة في مسح الدموع"

التفت بسرعة يوم أن رأت عبير تقف جوارها وهي تعدل هندامها

شتت نظرها ورسمت نظرة عجب على وجهها:"أنا من قال؟؟ كنت جالسة بالحوش وطار التراب بعيوني"

هزت عبير رأسها:"أهاا...تراي صدقتك"

رغد تطلق ضحكة مصطنعة كل الاصطناع:"ههههه زين أجل...ها بدأت حروب مرة خالك؟؟"

محاولة مجاراة حماسها الزائف:"لا بتبدا اللحين امشي بس نجلس"

رغد:"الله يعين ويهديها"

عبير:"آمين"



**********************************




نزل بفخامة من سيارته البانورما السوداء حاملا حقيبته السوداء الجلدية وخرج من موقف السيارة وهو

يتوجه بخطوات ثابتة نحو باب الفيلا السكنية الفاخرة

ألقى نظرة سريعة على منازل أعمامه التي ربضت بفخامة تحيط بمنزل جده الأكبر...ظهرت بسمة

ساخرة وهو يلقي نظرة سريعة نحو البيت الذي لم يُسكن منذ بُني...من أجل عمه الراحل مالك

فتح الباب بمفتاحه الخاص وتعدى صالة المنزل الفارهة بخطوت واسعة ثابتة متوجها لباب في الطرف

الآخر منها وفي كل خطوة يخطوها تتجلى شخصيته الواثقة بلا حدود في ظهره المستقيم وأكتافه العريضة

وأنفه الشامخ في علو...وعينه التي تعكس نظرة ساخرة متغطرسة

طرقه بطرف يده قبل أن يسمع الإذن بالدخول:"ادخل"

فتح الباب وأغلقه خلفه...امتد أمامه المكتب البالغ الفخامة وفي آخره انتصبت قامة الرجل الذي استمد

منه كبرياؤه وقسوته...من يظن أن هذا الرجل في العقد السابع من عمره...؟؟

اتجه نحوه طابعا قبلة على رأسه وعلى أنفه ولحيته:"مسا الخير أبوية"

"مسا النور"

رفع الحقيبة السوداء أمامه ويضعها على المكتب:"متأكد أبوية من ذي الخطوة؟؟"

هز جده رأسه:"هو مشترط ذا الشي وصفقة زي هذي ما راح أخسرها بسبة كم ألف"

"بس أبوية هذي مهي كم ألف...هذي ثمنمية ألف...مليون إلا ميتين...."

الجد:"خلاص يا ولد القضية إن شاء الله تنتهي قريب بيجي بعد نص ساعة يوقع عالعقد ويستلم المبلغ ويمشي"

"طيب ليه رفض تتحول لحسابه أو عن طريق شيك؟؟"

"يقول إنه محتاج هالمبلغ كاش في صفقة ثانية وفيه تحجير على حسابه ذي اليومين"

مهند وهو يفتح عينيه بغضب:"تحجير...أبوية صفقة زي هذي فيها ملايين تسويها مع واحد محجر

حسابه؟"

"خلاص يا ولد انتهينا من هذا الموضوع....كلمت راكان؟؟"

عبس:"....إيه كلمته"

"وينه فيه؟؟"

"بمكة ماسك مشروع مدري وش هو"

ابتسم جده ابتسامة لم تظهر على وجهه...لكن هو يعرف هذا المشروع يعرفه جيدا...يشعر بسعادة

غامرة وهو يرى أحد أبنائه يتجه في هذه الناحية بعد أن شبع عربدة وسكر...ويأس من اصلاحه....

رغم أن حفيده مهند يقف إلى جواره ويقوم بالكثير من الأعمال بدقة كبيرة كما الساعة...لكن

اهتمامات ذلك الابن الأكثر حبا إلى قلبه

"أجل حول له على حسابه ميتين وخمسين "

مهند بمهنية وهو يقف ليخرج:"إن شاء الله...شي ثاني؟؟"

أبو نايف بمهنية:"لا تنسى مشروع الشركة بالغربية"

مهند:"إن شاء الله"

غادر بخطواته الواثقة ذاتها وهو يفكر بسرعة بجدول أعماله ليوم الغد قبل أن يسمع صوت التكة الخافتة

أمامه رفع رأسه ليرى تلك الأسيوية وشعرها ينساب على كتفيها وتنحني بطريقة مقززة

عض على أسنانه بغيض...ليست المرة الأولى...ليست الأولى...

خرج صوته غاضبا ومرعبا في هدوء تام:"خلود"

التفتت إليه عمته التي تصغره بــ8 أعوام باحترام جلي:"سم مهند"

"الحقيني لغرفتي"

تبعته بينما ابتسمت الخادمة بقذارة وهي تعود لحجرتها باحثة عن حجابها وفي فكرها مخطط كبير تسعى

فيه إليه

فتح باب جناحه واتجه نحو غرفة الثياب بينما بقيت العنود في الصالة تنتظره تأخر كثيرا وبدأت تشعر

بالملل..خرج بعد ذلك وقد ابتل شعره..إذا فلقد أخذ حماما بينما تنتظره هي هنا...لم تستغرب ذلك

فلم تعد تجهل طباع ابن أخيها الأكبر...جلس بهيبته المعتادة أمامها:"كيفك يا خلود"

"الحمد الله بخير"

تلا ذلك دقائق صمت قلب فيها هاتفه بينما شعرت هي بالضيق فلم يستدعها بالطبع للسؤال عن

حالها أخيرا رفع رأسه وهو يقول بقسوة أخافتها:"اللحين الشغالة اللي تحت مسؤلية مين..؟؟"

"قصدك مرجانة...مسؤولية العنود"

"والست عنود شايفة شكلها وحركاتها حركات خدامة محترمة ولا ***** تستعرض في بار ليلي..؟؟"

"آآ...العنود هالأيام مشغولة تعرف اختبارات وآخر مستوى.."

"تهتم بموضوعها ما أشوفها بالشكل هذا مرة ثانية...تقدري تتفضلي"

غادرته وهي تشتم مرجانة والعنود ومهند في سرها...مادخلها بكل هذا...كان لزاما عليها أن تحذر العنود

لأ لا تقع في مصيدة غضبه.....




***********************************************



على بعد آلاف الكيلو مترات..وفي منطقة معزولة برياً..



دخلت لشقتها وتأكدت من إغلاق الباب خلفها جيدا وهي تكشف عن وجهها وتحرر شعرها من

حجابها نزعت حذائها لتضعه في خزانة الأحذية وتعلق عباءتها بجوار المدخل واتجهت لدورة المياه لتتوضئ

وتصلي العشاءاسترخت على الكنبة المنفردة وهي تقيم شقتها"اممم لازم أرتب غرفتي اليوم وأغسل الحمام

وأشوف الملف...الله يعين"

ارتفع صوت هاتفها لتبتسم وهي ترى اسم جود يتوسط هاتفها:"هلا جود.....هههه أتأمل أسمك على

الجوال وأبتسم.....ههه شفتي كيف....لا والله عندي خطط منزلية....ويمكن أشوف ملف العمل....

امممم ليش لأ..بس ها تجيني تساعديني...مو تكلفي علي وتخرجين....هههههه خلاص الله يحيك....

أنتظرك"

أغلقت من صديقتها واتجهت نحو المطبخ لتعد كأسي عصير وبعض الكعك الجاهز والفطائر

ارتفع رنين الجرس سارعت لاستقبال شريكة غربتها:"هلا والله وغلا بالجود"

جود وهي تكشف وجهها وشعرها وتعلق عباءتها:"هلا والله...-وهي تشمر عن أكتافها- ياللا عالمطبخ

ولا غرفة الغسيل"

مرام:"ههههه لسى بأخليك تشربين عصير بعدين نقلب البيت"

جود وهي تعيد أكمامها لوضعها:"ههههه ياللا أجل تراي جوعانة جهزي العشا"

مرام:"لا يا حلوة بنجهزه مع بعض مو لوحدي"

جود:"شكل هالزيارة بتطلع من خشمي"

مرام:"ههههه الله يحيك تفضلي"

وهي تجلس وترفع كأس العصير:"ها كيف أهلك؟؟"

مرام بسخرية:"قصدك أسامة...بخير الحمد الله"

جود:"وأمك وأبوك"

مرام:"جود لا تستهبلي انتي أكثر وحدة تعرفي"

جود:"تصدقي جلست أفكر الفترة الماضية...انتي ما قد جربتي تدقي عليهم وتسألي عنهم؟؟"

مرام:"لأنهم حيكونوا فاضيين ويجلسوا يسولفوا معاي لين الفجر"

جود:"هههه أما للفجر ترى جد أكلمك ليش ما تحاولي تكلميهم؟؟ مرام تراك بنعمة منتي حاسة فيها لو

عندي أهل والله ما أتركهم أساسا....-وبسخرية مريرة- ما عندي غير هالقطوة اللي جابتني جنب

الزبالة"

مرام:"جود لا تقولي كذا"

جود وعينها تغيم بالدموع:"جد دحين ليش أنا ما أتكلم زي كذا...ميااااو ميااااااااااو"

وفجأة نزلت تحبو على ركبها ويديها وتدور في المجلس وتقول وهي تضحك:"مياو ميااو"

مرام بتأثر:"جود"

قبل أن تتوقف وهي تعطي ظهرها لمرام في نفس وضعيتها وتلتفت إلى مرام وهي تضحك:"بنت القطوة

السودا"

شهقت مرام وهي ترى دموع جود تنزل بغزارة بينما تضحك توجهت نحوها وجلست أمامها ومسكت

يدها وقالت بحنو:"جود ما يصير اللي تسويه"

قبل أن تنهار جود في حضن مرام وتشهق بصوت مرتفع:"الله ينتقم منها الله ينتقم منها الله لا يسامحها

لا دنيا ولا آخرة.....الله لا يسامحها.....الله يعذب قلبها زي ما عذبت قلبي"

شهقت مرام وبدأت دموعها تتساقط وصرخت بألم:" لا تدعين عليها لا تدعين...منتي عارفة وش

ظروفها"

رفعت جود رأسها بألم:"وش ظروفها..!!...وش ظروفها يا مرام وش ظروفها اللي تخليها تروح للحرام

برجولها وبعد ما تفجر وتعربد ترجع ترمي اللي في بطنها في شارع ولا زبالة ولا مسجد...وش ظروفها؟؟

الله لا يسامحها...الله لا يسامحها"

كانت تحاول السيطرة على دموعها وهي تذكر نفسها بأن جرح صديقتها مازال نديا لم يجف وتكرر

بصوت منهار ضعيف:"لا تدعين....لا تدعين..."



(مرام...35) امرأة مغتربة تعمل في استراليا ابنة رجل أعمال
(أسامة...36) أخ مرام الوحيد يسكن في الإمارات حيث منزل العائلة وهو دكتور جامعي
(جود...30) زميلة سكن وغربة لمرام..



************************************************



اختلط صوت الرجل الوحيد مع النساء بشيء من اندماج

مصلح:"لا اللحين في الأوضاع الحالية حاجة انسحاب أمريكا من العراق كبيرة جدا لأن الاحتلال

ضرب اقتصاد أمريكا"

قالت ندى بسخط:"بعد إيه الله ياخذهم بعد ما دمروا الاقتصاد وقووا الروافض ورفعوا كلمتهم وخلوهم

يبيدوا مليون سني في السنة الأولى بس"

لتشاركها إيمان:"إي والله إنت بس لو تشوف عمايلهم تكره عمرك"

مصلح:"هو من ناحية تدمير العراق فهم دمروه بنسبة 80% ولين تقوم العراق مرة ثانية على رجلها

يبغالها وقت هذا غير عمليات التفجير المستمرة الوضع هناك اللهم رحمتك"

ارتفع صوت سعده:"الله ياخذهم هذولا الأمريكان والله إن قلبي كل ما شفت المناظر يرتهف ما يبغالهم

إلا بالبندق يفتت روسهم والله إنهم مهم قدنا ولا من سلومنا نحط روسنا ورا التلفزيون ونشوفهم يذبحون

في مسلمين منا وفينا"

تبسم مصلح لحماس خالته:"إدعي لهم أمي إدعي لهم"

سعده:"الله ينصرهم...الله ينصرهم"

رغد:"صح خالو صحيح بعد مقتل بن لادن بينسحبوا من أفغانستان...."

ليقطعها صوت نجاة المتغنج:"أفففف اللحين اش تستفيدي لو عرفتي..؟؟هذي إجازة لا تنكدوا علينا

بهذي الأخبار"

صرخت سعده بسخط:"وش بعد وش بتستفيد..هذي أخبار مسلمين...وين غيرتك على المسلمين والله

مهوب منك وإنتي ما غير ترتغدين فهالأسواق والسماعات بإذنك...ماتت غيرتك يا الدجاجة"

شدت أعصاب الموجودين وسعدة تسكب البنزين في الأرض

نجاة:"وأنا وش قلت عشان كل هالصراخ...أنا بس قلت لا تنكدوا علينا"

هناء:"منجد هي وش قالت؟؟"

تبسمت حصة بصبر:"نجاة حببيبتي من ناحية إنو إجازة فإنتي صادقة الواحد وده ينفه عن نفسه شوية

بعد ضغوط العمل بس ترا معرفتنا بهذي الأشياء ومتابعتنا لأحداث أمتنا شيء مهم عشان لا يتبلد

الإحساس عندنا وننشغل ونعطي لأعدائنا فرصة إنهم يتغللوا فينا أكثر"

أظهرت نجاة نظرة امتعاض على وجهها وتدخلت زوجة مصلح (هناء) وهي تفتح حقيبة يدها وتخرج

مجموعة كروت:"إيه صح هادي بطايق زواج أخوية أمي محرصة علي أعزمكم"

الجازي:"ما شاء الله تبارك الله مبارك ما سويتوا الله يتمم لكم على خير"

هناء:"آمين...بس ها ترا الزفة فيها أغاني مو تروحوا تقولوا ما قلنا"

دلال:"أوووه على كذا لازم نعتذر لأمك"

تدخلت نجاة مرة أخرى:"أووه عمة إش هالتعقيد شوية أغاني بس مو كل الزواج بس الزفة يعني طبيعي

والا تبغيها تنزف على إيه؟؟"

لتقول سعده ثانية:"وش كمان شوية أغاني...حرااااام...حراااام...تبين الله يسخط علينا...يا بنت إنتي

وش بعقلك.. علميني بعد ليش ما تصطلبي زي ما بنات عماتك الله ينور دربهم....والله هالفساد بسبة

الدش البلا في بيتكم- وهي تلتفت لمصلح وتلوح بعكازها بسخط- اسمع يا مصلح الآن الآن بعد ما

ترجعوا لبيتكم تنزل هالبلا من سطحكم خرب البنات حتى دم الحيا ساح من وجههم وإلا هذا لبس

يلبسنه ولا كنهم عند أزواجهم-تعود توجه حديثها لنجاة- قولي لي وش بقيتي لبعلك يشوفه غير العرا؟؟"

ارتفع حاجب هناء بسخط وهي تتحفز بينما راحت تنثر نجاة نظرات براءة حزينة

سارعت الجازي محاولة تدارك الموضوع:"لا أمي نجاة فيها إن شاء الله الخير"

لاحظت رغد تصلب ظهر خالها وأمها تجيب:"يا عمري يا نجاة الأغاني حرام كثيرها وقليلها نحرم أنفسنا

أغاني الآخرة عشان أغاني الدنيا ونتعرض للعذاب ويذاب الرصاص في أذانينا حق إيش حق خمسة أو

عشرة دقايق أسمع فيها"

قالت نجاة تبرر ما قالته توا:"والله يا عمة مرا شي يقهر يوم كل بنات خالاتي أهاليهم جايين إلا أنا

وأمامة ما كأن عندنا أهل كأننا مقطوعين من شجرة"

تبسمت الجازي بحنان:"يا قلبي إنتي والله إلا والله وراك أهل وعزوة"

والتفتت لهناء بذات الابتسامة:"ترا الأحد بنسوي جمعة في استراحة فكلمي أمك وأخواتك يحجزوا لنا

ذاك اليوم نجلس مع بعض من زمان عنهم والله"

لانت ملامح هناء قليلا:"إن شاء الله بأكلمهم بيجوا أهل أزواجكم؟؟"

ارتخت أعصاب الجميع وهم يرون خالتهم ترسوا بالوضع على شاطيء الهدوء قامت رغد تمد يدها لأمامة

وتقول بمرح:"ياللا بنوتات امشوا نجلس جلسة بناتية في الصالة"

قالت سميرة بمرح:"إيوه يا رغد يعني هنا جلسة عجايز"

ضحكت رغد:"يوووه محشووومين خاليتوو...لأ هو قصدي...خلاص خالة دوري لي ترقيعة"

ضحك المجلس ومصلح يرفع يده:"ياللا بنوتات لا تنسوا يوم الخميس الصباح بنخرج خرجة صباحية-

وهو يقلب نظره بين أخواته- ترا بس بناتية مع طويلتي العمر سعده ومنى"

ضحكت حصة:"لا والله سيد مصلح من مين أخذت الإذن؟؟"

حرك مصلح حاجبيه صعودا ونزولا:"من أمي سعده"

سعده:"ها وش بترمي علي من بلاويك يا مصلح"

ضحك مصلح بمرح:"على خرجة الفطور بكرة مع البنات"

سعده:"إيه صح...شوفوا يالبنات من الفجر بأجي أصحيكم-وهي تلتفت لبناتها- تراهم بيباتوا في

جناح البنات الليلة وكل وحدة تتكل لجناح رجلها"

سميرة تعلق بمرح:"انفذوا بجلودكم"

أكملت سعده موجهة كلامها لهناء:"إيه يا أم فريد ترا نجاة وأمامة بيناموا مع البنات...خليهم عندي

من زمان ما جلست معاهم"

شيء ما داعب خاطر نجاة تريدها تريد جلوسها رغم كل تصرفاتها وتعاملها شيء اهتز بفؤادها وهي ترى

بنات عماتها يقمن بمرح ويجذبن أمامة وهاتف يهمس بها...هؤلاء هم أهلك سندك عزوتك...قطع

تفكيرها يد امتدت لها ارتفع نظرها حين امتدت يد أخرى تقول بمرح:"أنا أدري نجو قلبو هالمفعوصة

يدها تقزز امسكي يدي"

قبل أن تدفعها عبير بسخط:"لا يا شيخة يدي مقززة ولا يدك تقولي رافعة أثقال"

رفرفت ندى برموشها:"وش قصدك..؟؟.. إنو نجاة دبية حرام عليك والله مو دبية"

فتحت عبير عينها:"ندى يالتبن لا تحرشين -وهي تلتفت لنجاة- طنشيك منها ترا اللي يشوفها يقول

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"

ندى تكمل وهي ترفع حاجبا محاولة إغاظة عبير:"(تبارك الله أحسن الخالقين)صدق الله العظيم"

وانفجر المجلس بالضحك ونجاة ترفع يدها لتضرب كتف ندى:"سيبيك من الحرش"



********************************************




الحر والاختناق هنا لا يطاق لو يستطعون فقط وضع مروحة تحرك الجو المختنق...

هكذا فكرت وهي تسمع صوت أخاها يستعجلها لتحضر الشاي قبل أن يغادر لدوامه وضعت الإبريق

الذي غلى ووضعته في صينية صغيرة مع فنجاني شاي وسارت به نحو أخاها

ماذا عن أمها..وضعها في انحدار...لم تستطع النوم بالأمس وأنينها يرتفع من فترة لأخرى...لم تعد

المسكنات الضعيفة تعطي مفعولها...والعلاج الكيمياوي الذي ترفضه...وهي تدري لم ترفضه؟؟...لا

تريد إثقال كاهل إبنها بمصروفات أكبر بينما هو بالكاد يسد احتياجاتهم...لطالما فكرت بذلك...لا

أحد يمكنه مد يده لانتشالهم من وضعهم...وأنفة أخيها تأبى أن يقبل يد تمتد بالمساعدة....رجل هو

يأبى الذل...الآن وهي تراه يشرب كوب الشاي على عجل راودها إحساس عميق بالرغبة في تقبيل

جبينه الذي يحملهم عليه...ودمعة امتنان عميقة تسكن عينيها...لم تجد مبررا لدفع هذا الرغبة جانبا...

تبعته وهو يتجه نحو مغسلة المجلس ليغسل يديه...التفت إليها مسرعا:"إيه...نورة.."

وهو يرى تلك الدموع المحتبسة في عينيها ليسألها بخوف:"نورة حبيبتي وش فيك؟؟"...

قلق أنت يا أخي لأجلي؟؟....قلق..

تقدمت تختصر مسافات الامتنان....والحب...والشكر...كل مشاعرها الممتدة داخلها بلا حدود...و

كلماته بالأمس ترن في أذنيها....ترفع قدميها وتمد يديها تجتذب رأسه وتودعه قبلتها المحملة بالكثير...

وتترك لدمعة واحدة فقط حرية السقوط وهي ترخي رأسها وابتسامة ذاك الكبير ترسم خطوطها على

وجهه وهو ينحني ويقبل رأسها:"نورة حبيبتي لا أوصيك على أمي خليك جنبها إذا صار شي ولا شي

دقي علي"..

لم يحتج تفسيرا لتلك القبلة وهو يختصر مسافات الكلام...لمخالطة الأحاسيس والاندماج الروحي...

هزت رأسها وهي تودعه للباب:"الله يحفظك"

ستتحمل الكثير من المشاق لتعود حاملا الحياة بين يديك....فليحفظك الله أيها الممتد في عروق تلك

القابعة بوهن تتلحف الألم في الداخل...






************************************************





توقف أمام منزل جدته منى مناصفة مع سعده

نزل وعاون جدته على النزول وقادها حتى أدخلها للمنزل:"أمي تقدري تناديلي عماتي أسلم عليهم؟؟"

منى:"إيه يا ولدي انتظر بالمجلس"

دخلت بخطواتها الثقيلة من آثار سنينها الستين التي تحملها:"السلام عليكم"

هبت الفتيات للسلام على جدتهن

رغد:"هلا والله تو ما نور البيت والله"

نسرين:"كذا يا جدة كذا...عشى بيت خالو ساعد أحلى من عشانا"

ندى:"أساسا جدة ما تحبنا كثر ما تحب روان ورزان"

أمامة:"إيه إيه أساسا جدة قربت تنسانا"

صوت حاد صارخ من طرف المجلس:"بس لا بارك الله فيكن من بنات..كذا ترحبوا بجدتكن... لام الله من

لامها في عيال ساعد...رزة وثقل مهوب انتوا المخبل الله لا يبلانا"

تهلل وجه منى:"يا هلا والله بوخيتي يا هلا"

كان سلاما مختلفا ذاك بين الجدتين سعده ومنى فرغم صلة قرابتهما إلا أن علاقتهما ببعضهما أقوى من

أي شيء آخر بعد استقرار المجلس بدقائق وخروج الخالات للسلام على سيف

ندى تهمس لعبير:"والله خوش ضرات"

عبير:"منجد"

دخلت دلال وسمعت ما يتهامسون به لتقول من بين أسنانها:"بس انتي وايها قال ضرات يا حلوات أمي

سعده غطت على أبوي من يوم تزوج أمي"

ندى:"أف جد خالة"

دلال:"إيه ولا كان شفتي كل وحدة رافعة عكازة على الثانية"

رغد:"هههه ما يحتاج شايفين"

كانت الآن سعده تصرخ:"اللحين تحطين هالحنة بيدينك وشيباتك وما تعلميني أحط معك"

منى بغضب:"والله كنت ببيت ساعد يوم حطيتها"

سعده:"هذا انتي ما تعرفين تحطين شي إلا ببيت ساعد...ما تسن عندتس عيال إلا ساعد وحامد

وهالبنات بنات العدم...والله فوق العدم...بنياتي الله لا يحرمني منهن"

منى:"سعدونه بناتي منيب مقصرتن معهن بشي هذاني بينهن وبين ساعد وحامد وما فيهن قصور"

سعده:"والله بذر بلا زارع ماله سنع....يا سويرة قومي سويلي حنتس الزوينة"

سارة تتماسك لكيلا تضحك وتقوم:"أبشري أمي بسعدتس"

بينما كانت تلك الصامتة تشعر بالتوتر يخترقها:"أتراهم أهلك يا رغد أتراهم أهلك..."

كادت أن تسقط دمعتها قبل أن تقوم مسرعة معتذرة بأنها تريد شرب الماء

صعدت واندست في أحد غرف البنات وأغلقت الباب خلفها وتركت لجسمها حرية التهاوي بإحباط

وأدمعها تنحدر بيأس موجع وشهقاتها تتردد بين صدرها إحساس مر يقتحم زخم أنفاسها يالله أي نصل

حاد غرز في داخلها وأوغل في اقتحامها تاركا صدرها يتضرج بالأسى...من هي؟؟... من تكون؟؟...

أي بطن يا ترى حواها لتسعة أشهر؟؟ هل كانت نذير شؤم لصاحبة البطن الذي حواها.؟؟ أو أنها...

كما ذاك الطفل الذي رأته ملقى أمام مسجد والذباب يرتع عليه..وقطط الشارع.....شهقة مدوية

انفلتت من صدرها وهي تضع كفيها على أذنيها تزيل أي تفكير أخرق يداهمها:"لا......لا"

وارتمت على بطنها وهي تتخيل جلوسها طفلة صغيرة لا تملك حولا ولا قوة في ظلام دامس وليل مرعب

"لييييييييييييييه.....لييييييييييييييييييييييييه"




******************************************




استلقى على سريره والكثير الكثير من المخططات تغزو عقله ليدور في دائرة محمومة عليه أن يشرف على العمال

في الغد ويوقع عقدي الشركة في المنطقة الشرقية و...قطع حبل أفكاره طرق خجول على باب غرفته...عبس

قليلا

وهو ينظر للساعة في يده الثانية ليلا...من سيظن أنه ساهد العينين ليطرق بابه؟؟...

قبل أن يعبس بشده ويخترق الصالة الملحقة بجناحه بخطوات سريعة أترى جدته أصيبت بمكروه؟؟

فتح الباب على مصرعيه وقد تقطبت ملامح وجهه في عبوس شديد أضافت لهيئته رهبة فوق رهبة قبل أن

تلتقط عيناه ذاك الجسم الصغير الواقف أمام بابه وقد أرخى رأسه بخجل تساءل وهو بذات العبوس

القلق:"خلود؟؟"

رفعت رأسها بخجل:"آآ...مهند..اممم...آسفة عالإزعاج بس في أحد عند الباب...من نص ساعة يدق...وأبوي

نايم"

عاد لغرفته بخطوات سريعة ليسحب ثوب البيت المعلق على المشجب ويرتديه على عجل ويقفز درجات المنزل

تتبعه خطى خلود الخجلة توقف أمام باب البيت لثوان معدودة قبل أن يسمع الطرق المنمق على بابه ليرفع

صوته:"مين؟؟"

وتسلل عبر الباب الخشبي صوت ناعم لامرأة:"لو سمحت أخوية أبغى واحد اسمه مهند"

رفع حاجبا وهو يفتح الباب ليرى امرأة ملتفة بالسواد الكامل وترفع يدها وتصرخ:"أوووه مهند"

وتندفع إليه...لوهلة شعر بالتصلب في جسده وتلك المرأة تتمسك بذراعه وتكاد تحتضنه قبل أن ينتفض

ويبعدها بقسوة عنه وجسده يهتز بصدمة وتقزز وألم جعلتها ترتطم بالباب وصرخة حادة أدرك صاحبتها على

إثرها:"آآآه مهند يالدب كسرت ظهري"

يفتح عينيه بصدمة:"العنود؟؟"

كانت الآن تطبطب على ظهرها:"الله ياخذ إبليسك يالعفش دحين لو جاتك حرمة تمسك يدك

بتكسر ظهرها كذا؟؟ صدق سعوديين ما يبين فيكم الرومنسية"

رفع حاجبا ساخرا قبل أن يصله الصوت الخافت للضحكات من خلفه:"لا بالله ست عنود وش هالحركات

الخايسة؟"

لتجيبه العنود وهي تمد يدها تنشد مساعدته:"والله أبد يا ولد أخوي هذي رواية قرأتها كاتبة فيها الكاتبة

الفاشلة إنه البطلة اندفعت للبطل بنفس الطريقة هذي وقام هو ضمها أنا ما صدقت وقلت لخلود لازم

نجرب وبما أن الحبيب راكان غير موجود فما عندنا غيرك هذا غير إن راكان مطوع وردة فعله معروفة....

آآخ يا ظهري قومني"

ابتسامة رسمها بصعوبة على وجهه:"والله بس أشوى حسبت..-وانفجرت صرخته مجلجلة- لا يا شيخة

إنتي وياها وش هالحركات المصخرة تطلعين برى البيت بأنصاف الليالي خاطر تجربين قصة في رواية؟؟؟

ليه الدنيا هياته؟؟"

عادت العنود لتجلس بفزع:"بسم الله الرحمن الرحيم"

رفع يدا محذرة وهو يكمل انفجار سخطه:"والله لولا إن أبويه نايم كان كسرت يدي على وجهك انتي وياها"

ضحكت عنود:"ههههه أخبرها علاقة خيزرانة قول قول عجرة تتكسر لكن يد لا والله ما سمعت يا ولد أخوية"

صرخ مجددا:"عنود الزفت"

لتضع يدها على فمها:"آسفين...آسفين ما تسوى علينا هالتجربة"

صرخ وهو يشير لهن:"قدامي ياللا على غرفكم"

ليصعدن أمامه بهدوء وعرق في قلبه ينبض بجنون





******************************************




قرر الجميع الخروج في نزهة بمرافقة خاليهما وزوجتيهما لكن التعب استبد بها فاعتذرت لتنام تكره أن تفوت أمثال

هذه الرحلات وبدأت تشعر بالندم لو ذهبت لاستطاعت التماس شيء من متعة لكن لعلها خيرة دخلت

لجناحهم المخصص للفتيات لاستراق غفوة من دقائق الليل الراحلة ...

اعتنقها نسيم الغرفة البارد بين الأجواء الربيعية...راحت تتمتم بانتعاش:"يالله الجنة"

عبست باستغراب هل هيء إليها أم أن هذا أنين خافت؟؟

اقتربت بهدوء من الجانب الأيسر لسرير رغد

لتراها متكورة على نفسها وأنين متقطع ينطلق منها

تجلس لجوارها بفزع وتهزها برقة:"رغد...رغد...بسم الله عليك"

لكن لا استجابة لنداءها ذلك سوى الأنين مدت يدها تربت على خدها قبل أن تلسعها حرارة خدها وشهقة

خافتة تنطلق منه:"بسم الله عليك رغوود رغد قلبي تسمعيني؟؟"

تأوه بسيط انطلق من رغد:"رغود قلبي وش تحسين فيه؟؟"

لتخرج الأحرف متقطعة من فمها المجهد وبحة مرة سكنت حلقها إثر الدموع التي لازمتها:"بـــــــــــــــ.....ــــــرد....اانة"

ربتت عبير على كتفها:"مسخنة...قومي قومي انسدحي عالسرير"

استندت على يد عبير ووهن يرهق خطواتها وهي تتمدد على سريرها وصوت عبير الذي يأتيها من غياهب البعد

"بروح أجيب لك بروفين ولا فيفادول"

هزأت رأسها بإرهاق قبل أن تعود في عالم أسود متعب منهك مؤلم تنتابه كوابيس لا تفارقها وهمس خافت لم

يصل لمسامع عبير الراحلة:"أبــــ...ــــغى....مــــــ...ـــــامـــــــ....ــــ ا"
.
.
.
.
.
أخيط واه من آمان تلتمسينه يا صغيرتي...؟؟





*****************************



دخل مجاهد البيت

يجر خطواته المثقلة وذاك الذي ينعتهم الجميع به (الظل) لا يجاوره ويتبادلا النكات معا والجد مرة أخرى

من هذه اللحظات ستفترق خطواتهم ليجاور كل منهم أنثى تشاركهم أنصافهم الأخرى...تنهيدة محرقة اندفعت

من جوفه...والصمت الذي يغرق البيت يؤكد له أن النساء لا يزلن في الخارج ووالده نائم بلا ريب قلب نظره في

المنزل كم هو مقدار الفقد الذي يلتحفه؟؟

يصعد الدرجات متجها للطابق الثاني ببطء وخطواتهم التي تشاركوها تمر أمام عينيه وتوقف أخيرا أمام الممر الممتد

أمامه لتحمله خطواته نحو غرفة ذاك النصف الآخر مقتحما الصمت الكئيب الذي أحاطها وكأنها تبكي رحيله

حاملا إحساسه بالفراغ ليجلس على أقرب ما صادفه من المقاعد وهو يقلب نظره في الصالة الصغيرة التي حوت

ذكرياتهم معا هذا ثوب البيت الخاص بعبد المجيد الذي كان يرتديه قبل أن يغادر المنزل لحفل زفافه

وهذا كوب الشاي الذي شربه وهو يخرج من جناحه (ليصحصح) كما يقول

قام بتأثر وفتح باب غرفته بهدوء لتقتحمه رائحة عطره أغلق الباب خلفه وهو يقلب نظره في أجزاء الغرفة التي

حرص عبد المجيد على ترتيبها قبل خروجه

"ما أبغى داستري تدعي علي يوم تشوف الغرفة محوسة"

كما يقول وتسريحته التي ترك عليها بقايا عطره الذي انكسر قبل خروجه بدقائق كما أخبره رفع قطعة من زجاجة

العطر متأملا إياها:"كثر منت عاطفي يا مجاهد"

لفت انتباهه ذاك الدفتر الجلدي الأسود الخاص بعبد المجيد الذي لا يفارقه كل ليلية خاطا فيه خواطره وشيئا من

محاولات شعرية يعرضها عليه مطلع الفجر القادم وأقدامه تدفعه نحوه وفضول طفيف يعلوه...ما عساه كتب في

آخر ليلة..؟؟...فتحه لتطالعه الورقة البيضاء التي تبدو جديدة لا كدفتر عبد المجيد وكلمات سطرت آخراها


"...هنا تنتهي أحرفي وتنطلق أحرفك أخي مجاهد.."
.
.
.
.
.
ونقطة

دفعت دمعة على خده





****************************************




يرقب والده الذي ألقى عليه الكلمات توا...

هل ما يقوله جد لا أثر للمزاح فيه؟؟

لم يلتقط نظرة عابثة من وجهه:"بعد بكرة؟؟"

هز والده رأسه موافقا:"إيه كلمت عمك وقال تم"

معترضا بصدمة:"بس أبوية ما كأنه بدري متى نجهز ومتى يمدى البنت تتجهز؟؟"

أبو خالد:"إذا على متى نجهز فإزهلها"

خالد:"لا أبوية مو كذا لو الود ودي اليوم قبل بكرة لكن برضوا لسى ما جهزنا ولا البنت جهزت وهذا غير متى

نعزم ؟؟؟"

قبل أن يتذكر مجاهد في حفل زفاف أخيه....كلا...هذا مستحيل كيف يتمم كل ذلك بكل هذه السرعة؟؟

ليهز رأسه نفيا:"لا أبوية والله صعبة عالأقل أجلوها أربعة خمسة أيام أرتب أموري أنا بنفسي"

أبو خالد:"ليه وش عندك؟؟"

خالد:"أبوية أجهز نفسيتي وثوبي لسى حتى القماش ما شريته وغير وجهي يباله لين يروح أثر المقشر"

ليقطب والده بغضب:"والله صرتوا زي الحريم ما فيه فرق بينكم"

تعلوه الآن نظرة امتعاض...هو يدرك أن هذا ليس من الرجولة في شيء لكنه مجرد تنظيف قبيل الزواج هذا لا

يجعله رخوا كما يظن والده كما أنه لم يمس لحيته بشيء فهي ما زالت كما عهدها والده بذات الطول لوهلة أتاه

هاجس ساخر من نفسه لم لا يقوم بعمل (بدكير ومنكير) لأظفار يده وقدمه كثيرا ما ينتابه السخط مما يفعل

وكأنه بالفعل امرأة وليس رجلا....طرد هذا الهاجس من رأسه ليركز مع والده:"أبوية الله يجزاك الجنة أدري تبغى

مصلحتي بس ياليت يالغالي تكلم عمي يأجلها ليوم الأربعاء الجاي"

عبس والده:"قبل الدوامات بيومين؟؟"

خالد:"معليه أبوية شوية بس"

قبل أن يرفع أبوه هاتفه المحمول بعدم اقتناع





*****************************************




عندما أخبرتها بذلك لم تكن لتصدق بل انفجرت ضاحكة وهي تخبر أمها أنها تملك روحا جيدة في المزاح

لكن وهي تراها الآن تأكد كلامها لم تملك أن تنفجر عينيها بالدموع:"أمييي وش بعد بكرة ما يمديني أقضي ولا

شي"

فندا:"عاد خلاص عمك طلب وأبوك تم له ما نكسر كلمة أبوك"

ليان:"وإن كان طلب ليش ما قاله أبوي ما في وقت؟؟؟"

فندا:"مهي مشكلة نقدر ننزل بكرة ونقضي"

ليان بسخط:"الهن ياخذ إبليسه وش يضره ينتظر....وش عليه مو هو ثوب وانتهينا مو أنا...أناني ما يفكر إلا

بنفسه...كذا أساسا كل الرجال ما يفكروا بغير أنفسهم...هـــذا كوم وتحليل الزواج كوم وش يضمنكم يمكن

نتطابق ويمكن لا"

فندا:"لا إن شا الله تتطابقوا ما عليك إنتي تفاءلي عمك يعرف واحد في المستشفى يطلع له النتايج بعد بكرة إن

شاء الله"

ليان وهي تطفح قهرا:"بكيفكم بس إذا لا قدر الله ما طلعت بأحسن طلة لا تزعلون"

فندا:"بتطلعين....بتطلعين....والله لو على قص رقبتي ما أطلعك إلا كاملة مكملة"

ليان:"نشوف"

قامت لتصعد غرفتها تختلي بنفسها قليلا وترى ما عليها فعله ولم تستطع منع شعور بغيض ينبض في الجانب

الأيسر من صدرها...ألم يكن بإمكانه مراعاة حاجيات العروسة....ثم موضوع التوافق لوحده يقض مضجعها...

هه...لو لم يتم التوافق...ماذا سيستفيد من هذه العجلة؟؟

انتهى تفكيرها بنداء والدها لتنزل الدرجات التي صعدتها ببرود:"سم؟؟"

أبو محمد:"سم الله عدوك...آفااا وش هالنبرة؟؟"

هزت رأسها نفيا محاولة استدراك نبرتها المتململة:"ولا شي"

كان صوته الحنون المهتم يكفيها لتعض شفتها السفلى بخجل:"ها يا بنتي يكفيك لبعد بكرة تقضين؟؟"

نظرت لأمها:"أمي تقول إيوه"

الآن تتكلم أمها وفي نبرتها شيء من غضب:"طيب ترا خالد اللي ما خليتي كلمة ما حطيتيها فيه أصر على أبوه

يأجلوها عشان يمداك تتقضين"

ببلاهة:"هاا..."

لينفجر والديها بالضحك وإحساس سيء جدا من ندم يكتنف قلبها ألم تكن ستستطع التحدث بنبرة أكثر

لطفاً..؟؟..احمر وجهها وهي تسمع تعليقات أخوها الأكبر محمد لتترك لقدميها حرية الهرب من الموقف

الذي وضعت نفسها فيه

**************************


وها هنا ينتهي الجزء الثالث..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر...

اللهم انصر عبادك الموحدين في سوريا..اللهم انصرهم نصراً مؤزراً

عاجلاً غير آجل...

وأرنا في بشار وأعوانه عجائب قدرتك...إنك سميع مجيب الدعاء

اللهم آمييين

همس الزوايا 26-04-12 03:58 PM




مساء الرضا..وتحقيق الأماني..

الجزء الرابع..إهداء لكل عزيزة على قلبي مرت من هنا..

وإن لم تترك بصمة في طفلتي..



الجزء الرابع




****************************




كان يجب إخبار عبد المجيد بمستجدات الموضوع ليسارع في الانتهاء من موضوعه

وها هو ذا خالد يفعله ما بوسعه لاستعجاله...

"مجيد قلت لك ملكتي بعد أربعة أيام روح بكرة واخطب البنت"

"يا خي لسى ما مهدت الموضوع مع أبوي"

"اليوم الفجر كلمه والعصر تكلموا أهل البنت والمغرب وانتوا عندهم"

"وحسبت مسألة سؤالهم عني قبل الموافقة قول عالأقل ثلاثة أيام غير إذا رضيوا تصير الملكة اليوم اللي بعده

ياخي أجل ملكتك ليومين قدام "

الآن وهو يتذكر كيف اتصل به محمد محذرا من سخط ليان لاستعجاله شعر بموقف زميله:"اسمع دام إنه في وحدة

في بالك من زمان فأكيد بينكم وبين أهلها معرفة فإن شاء الله ما يطولوا"

"ليه وظيفة هو..؟؟..هذا زواااج ارتباط ما راح يرمون بنتهم قبل لا يفصفصوا المحروس اللي جاييهم...إلا إذا

ساعدني أخو المحروسة "

الآن يضحك ساخرا:"هههههه أجل روح فطره بكرة على حسابك بمطعم محترم وخلي رجلك على رجله تضمن

الموافقة"

"على طاري مطعم من أول خاطري نفطر بالقرموشي وش رايك بس بكرة الفجر؟؟"

"لا يا شيخ ومتى بتكلم الوالد؟؟"

"ما عليك الساعة عشرة ولا تسعة بس جد خلاص صلي بكرة في مسجد حارتنا ونمشي مع بعض من هناك"

"خلاص تم بس عقب بنمر نشتري قماش"

"إيه وأشتري معك بالمرة"

"بالله تحس إنه يمدي؟؟"

"ليش لأ مو تقول إذا اتمصلحت مع أخو المحروسة بيمشي أموري...؟؟"

"هههه طيب يا أبو مصالح....على فكرة ما قلت لي كيف حال مجيد..؟؟"

"والله تمام كل يوم وهو ناط عندنا في البيت"

"الله يعين زوجته كل شوي ساحبة أغراضها وجاية..."

"ههه لا يحليلك ساحب على زوجته أم السحبة.."

"ليييييييييه كذا...؟؟"

"والله ما أدري بس تدري بعد عاجبني الوضع كذا"

"حرام عليك ما أقول هو أخوك بس كمان يعني متزوج وكذا مفروض إنت تحثه على جلوسه معها هي تبقى

بنت ناس وراح تطفش ولا تبغى تدمر حياة أخوك يعني..؟؟...طبعاً لا قدر الله"

"هههههه إن شا الله.."

"أفا كأنها تسليكة..؟؟"

"مو تسليكة تسليكة هه نص تسليكة"

" ضف أجل"




************************



مجلس مشعل بن عبد العزيز

ضحك بسخرية وهو يضرب كتف ابن عمه بمرح:"حساموه بعيده عنك وعن هياطك..."

حسام الآخر كان يضحك وهو يجيب ابن عمه بحماس:"هههههه والله لجيبها وقل حسام قال"

"أقول حسام إنت عارف من بيشارك..؟؟...بيشارك برق وثنغر...بتقدر على ذولي...؟؟"

"يخسون جنب براق حقي....بجيبها وبتشوف"

"أنا لو آخذ الثالث بعدهم فأبوس يدي وجه وقفى"

"مشكلة اللي طموحهم تحت الصفر"

"أقول يا بو الطموح..إنت عارف كم كيلو...؟؟"

"إيه 10 كيلو...."

"لو تبيع براق أحسن من موته"

"الخلا بس..مشكلتك يا ريان ما تعرف ترفع رقبتك شوي"

في تلك الأثناء اقترب مهند منهم:"ريان"

التفت أخاه من أبيه له باحترام:"سم...؟؟"

"الليلة مرني في المكتب"

"أبشر"

ألقى نظرة سريعة نحو حسام:"وشلون الدراسة....؟؟"

"ماشيين الله ييسر دعواتك آخر سنة ونفتك من هالدراسة"

"كراسيكم تنتظركم بالشركة..."

"يخي مدري كيف تتحملون هالمكاتب والله تجيب الضيقة"

"حلال أهلك...بعدين إنت دارس الجامعة كله علشان هالشركة"

"والله ما ارتاح منها غير مشاري...يوم إن الله فكه من هالشركة وصدعة الراس"

قاطعه ريان:"والله إيش له بالتعب والدوامات والغربلة لو إنه ماسك شغل أهله كان جاه الحلال وهو

مغمض"

مهند:"على كل (كل مسخر لما خلق له)...ريان عندي بالمكتب لا تنسى"

هز رأسه:"إن شاء الله أبشر"

ابتعد عنهم بينما لكز حسام ريان:"اش فيك تقول أكل لسانك القطو..؟؟"

"إيش قالوا لك رخمة ولا رخمة"

قال وهو يمدد ظهره ويمنع فمه عن التثاوب:"الاثنين وأنا أخوك..الاثنين"




***********************************



يتقلب على فراشه بإنزعاج...شيء ما قطع استرساله في نومه العميق....بالكاد أستطاع أن يفتح إحدى

عينيه متأففا....كانت شاشة هاتفه مضيئة...إذن هناك مزعج يتصل به تمنى أن يدق عنقه...سحب

هاتفه ليجيب دون أن ينظر بتضجر:"نعم...؟"

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة"

بدهشة:"سيف...؟؟...اشفيك...؟؟"

سيف:"ما فيني شي ليه...؟؟"

أحمد:"غريبة متصل في وقت زي كذا اش بغيت....؟؟"

سيف:"ليه توقعاتك الساعة اللحين كم...؟؟"

أحمد:"ثلاث الليل"

سيف:"ههههههه يا فالح أنا كم مرة قلت لك غير ستاير غرفتك...الساعة عشرة يا بابا"

شهق بصدمة:"أمااا عاد قل قسم"

سيف:"طالع في الطاقة..."

أحمد:"الغرفة ظلام ومني شايف شي...بس شوف والله لو كنت تمزح لأتوطى ببطنك"

"تم....سلم لي على عمه فاطمة..."

شهق مرة أخرى:"يااااا ويلي منها واعدها أوديها السوق هي والدلوعة بنتها..والله ما يفكني من زن

أملوووه شي"

سيف:"الله يقويها...ياللا أستأذنك بأودي الوالدة وأخواتي السوق..."

أحمد:"الله معك"

سيف:"وترى الساعة ثمنية...بس حبيت أصحيك عشان ما تهزأك عمة فاطمة"

أحمد:"يالــ....شف لأنك قدمت لي خدمة بأعديها هالمره"

سيف:"مناك بس مفروض تبوس راسي ويدي....بس ياللا عمي بأعفيك حق الاحترام"

أحمد:"رح بس..."

سيف:"ههههه مقبولة يا عم سلام"

أحمد:"سلام"



************************


يفرك عينه بتعب لم يستطع النوم والأفكار لا تغادره بعد حادثة الأمس وكلمات صديقه ترن في إذنه

وماذا لو كان شيخ مسن..؟؟....ألن يرعاها ويدللها...ويغرقها في عالم المال وإياه..؟؟

شعر بمقت شديد يرتفع في داخله...أهكذا يبحث عن المال راميا بسعادة أخته عرض الحائط...أم تراه يقول مالا

يفعل توقف قليلا وهو يستعد لدخول غرفة المدير ويعطيه رأيه بعرضه الذي طرحه مؤخرا طرق الباب بخفة قبل أن

يدلف لمكتب المدير الفسيح وهو يتهيأ لمغادرته:"السلام عليكم"

ابتسامة صغيرة ارتسمت على وجه مديره وهو يرحب به:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة تفضل سلطان"

مرر يده على شعر لحيته واتجه للمقعد الذي أشار له مديره بابتسامة:"زاد فضلك"

جلس ينظر له بانتظار ليفتتح موضوعه وهو يشعر بتوتره يتعاظم:"آآ...والله يا عم..جيتك في موضوع عرضك

الأخير إذا لسى عليه"

ابتسامة أبوية ترتسم على شفتيه وهو يراه يدعوه بـــــــ-عم-:"إيه لسى عليه وش رايك يا ولدي؟؟"

لفتة رائعة من هذا الكبير في احتوائه:"والله شاورت الأهل ولقت الفكرة قبول"

"يعني تتوكل على ربك؟؟"

هز رأسه:"أتوكل على الله"

ابتسم مديره وهو يقوم ويتجه له مربتا على كتفه:"الله يوفقك يا ولدي...."

رد له ابتسامته وتوتره يرحل:"الله يجزاك الجنة ومن بكرة إن شاء الله بأبدأ الدوام الصباحي"

ابتسامة ودودة علت وجه...أتراه يرى في هذا الشاب بديلا عن أبنائه الذين حرم منهم؟؟

الذين لم يكونوا يوما من صلبه في خيار إلهي شاءه على عباده (ويجعل من يشاء عقيما)




*******************************



استبد القلق بداخلها وهي ترى درجة حرارتها في ارتفاع وتهذي

لم توضع في موقع المسؤولية بهذا القدر مسبقا ما ستفعل هل توقظها لتستحم أم ماذا..؟؟؟

تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيما معناه أن الحمى جزء من نار جهنم أطفؤوا حراراتها

بالماء اتجهت لدورة المياه وتركت للماء البارد حرية أن يملأ حوض الاستحمام

اقتربت منها تهزها برفق:"رغد...رغد...رغوود"

الصوت المنهك يهمس بضعف:"ه..ــااه"

"رغوود حبيبتي قومي تروشي حرارتك مهي راضية تنخفض"

اتكأت بضعف على يدها وهي تسندها لدورة المياه:"اسمعي قلبي حطيت لك البشكير ورى الباب"

عادت ترتمي على السرير وهي ترفع هاتفها وتتصل ثانية بخالتها:"هلا خالة...دخلت تتروش...إن شاء الله

متى بترجعون؟؟.....أجل بأنتظرها لين تخرج وبننام....خلاص إن شاء الله..سلام"
.
.
.
.
.
.
الماء البارد أطفأ شيئا من لهيب جسدها والأفكار لا تزال ترهقها والكثير الكثير من الخيالات والتوقعات تنهدت

بعمق

خرجت وهي تلف شعرها بمنشفة تمنع اصطدام الهواء البارد بها وقع نظرها على عبير التي نامت بوضع مائل

والإرهاق بادٍ بانجلاء على ملامحها..ابتسمت بمحبة....أرهقت نفسها وهي تقف إلى جوارها..اقتربت منها بهدوء

وعدلت من وضعها قليلا ودفأتها بغطاءها...لمحة سريعة سقطت على ساعة الحائط لتخبرها أن وقت صلاة

الضحى حان بخشوع عميق ارتدت شرشف صلاتها ويممت شطرها المسجد الحرام ورفعت يديها "الله أكبر"
.
.
.
.
.
.
نعم الله أكبر الله أعظم وأقدر...الله وحده بيده أن يفرج كربها...

يالله ما أعظمك...حين تضيق بنا فوهة الزمن...ونشعر بأرواحنا تختنق تحت وطأة الآه...ويسربلنا الألم حتى

أخمصنا..دوما يالله تنتشلنا من ظلماء الحزن...لنور الفرج


إذا ما اعترى القلب ظلم الهموم
إذا ما طغى الروح ليل الوجود
وهاجت شجوني وعم الظلام
وأضنت بأرجاء قلبي السموم
هرعت إلى رب هذا الوجود
لأشكو جروحي ومر الهموم
وأبدأ صلاتي بصوت النحيب
فيذرف دمعي بحب كتوم
وأركع أحكي قدوم الضباب
على القلب والحزن حولي يحوم
أناجي فيسمع مناجاتي ربي
وأشدو فيهتز قلبي الرؤوم
فتشدو بروحي ترانيم وجد
وأشعر أني وطئت النجوم
وأسجد في مقلتي حنين إلى الله
والشوق يكوي الكلوم
فأدعو دعاء من القلب يحوي
خضوعا وعشقا فيجلي الغموم
فكم من دعاء أصاب المعالي
وكم من دعاء أزال التخوم
أخي مهما ضاقت عليك الليالي
صلاة من القلب تمحو الغيوم



*************************************



على مائدة الإفطار يرتشف كوب الشاي أمامه وحواجبه المقطبة أنبئت أهله عن مزاجيته السوداء هذا الصباح لم يبالي

وهو لا يرى العنود تشاركهم الإفطار إضافة إلى ذلك يجب أن يسارع إلى الشركة ليعقد الصفقتين...ناوش مسامعه

صوت جدته تطلب خلود:"خلود أمي روحي صحي العنود تفطر"

العنود ومزحتها السمجة بالأمس..ما زال يشعر بالرغبة في تحطيم أنفها..

فموقف الأمس سبب له...

قطع حبل أفكاره صوت جدته تسأله:"مهند أبوية الله لا يهينك ممكن تودي البنات السوق؟؟"

اشتد فكه:"وين عبد الحفيظ؟؟"

هنا تحدث جده:"عبد الحفيظ أرسلته يشوف المزرعة ويشرف على العمال هناك"

لم يكن يرغب بذلك على أية حال ولكنه لا يستطيع رفضها:"خلاص المغرب يكونوا جاهزين بعبيهم"

قال ذلك وهو يقف جاذبا شماغه الأحمر ومغادرا المنزل بسرعة...

في طربقه إلى مكتبه..يحاول جاهداً صرف فكره..إلى عمله..عمله فقط..أنفاسه تتسارع..

ربما لم يشعر..بأطراف أصابعه وهي تهتز على مقود السيارة..

خطى خطوات سريعة تجاه مكتبه وموظفوه يحيونه باحترام..هذا ما اعتاده..جلس بسرعة خلف مكتبه حين دخل

عليه سكرتيره يناوله الملفات:"الاجتماع يا طويل العمر أجلناه للساعة تسعة زي ما طلبت واتصل مندوب الشرقية

بيوصل هنا الساعة سبعة ونص....المجمع السكني بالغربية بيصبوا أساسياته اليوم"

اندمج بسرعة في عالمه الذي يألفه ويجد نفسه فيه كثيرا...العمل...والعمل فقط...لا مكان لأي عواطف

هنا..وهذا ما يريده...سيقضي يومه هنا وبعد صلاة المغرب سيقل عمتيه إلى المجمع التجاري ثم سيعود إلى المجمع

السكني ليرى تطور العمل هناك...ماذا عن مسألة سعودة الموظفين هنا....يملك الآن ما يقارب الخمسة عشر

موظفا أجنبيا في مواقع حساسة يكفي أن مهندس الشركة الأول بريطاني....لديه الآن ستين ملف لطلبات توظيف

من شباب سعودي متحمس ومع القرار الملكي الصادر منذ فترة وجيزة بسعودة الوظائف.....عليه أن يجد وقتا

لهذا..

الآن وهو يسمع صوت سكرتيره يرحب بالمندوب يجب أن يصفي ذهنه من كل ذلك...........



*******************************



تمطط بكسل وهو يرقب وجه زوجته المسترخية بهدوء إلى جواره تأمل وجهها بابتسامة أحب كثيرا أن يرى احمرار

وجنتيها خجلا كلما اقترب منها...مد سبابته وسار بها على خدها...واتسعت ابتسامته وهو يرى تقطيبة حاجبيها

هذه المخلوقة خجولة جدا...ورائعة جدا...

اقترب من أذنها هامسا:"صباح الخير يا عروسة"

قفزت من نوما بفزع ويدها على صدرها...قبل أن ترخي عينيها بخجل وتمد يديها لتمسد شعرها:"صباح النور"

ابتسم بحنو وهو يمد يده ليبعثر شعرها:"خليه كذا أحلى"

لتزداد وجنتيها احمرارا...وتغادر السرير وبسمة غزت وجهها....

يتكئ على ظهر السرير متأملا حركتها الخجلى وهي تخرج ثيابها من دولابها وتتجه لدورة المياه لتبدل ثيابها

تمدد باسترخاء وهو يخرج هاتفه المحمول ويتصل برقم ألف الاتصال به قبل أن يأتيه الصوت المرح من الجهة

الأخرى:"احم يالأخو شكلك غلطان هذا رقم مجاهد ناصر الـــ...."

ضحك بمرح:"أوووه..والله آسفين عالإزعاج...ياللا السلام عليكم"

ليأتيه صوته:"ياخي قلنا بيتزوج ويفكنا من حشرته شوي ترى ما أمداني أشتاق لك"

"ههههه بس أنا اشتقت لك"

"لا حول شكله الأخ لسى مغلط يالأخو تراااي مجاهد-وهو ينعم صوته-مو رنود"

"مجاهد يالتبن لا تجيب اسم مرتي على فمك"

"لييييه ترى لساني عسل ما راح يصير في اسمها شي لو قلته"

"كيفك يالدب كيف صباحك..؟؟"

"امممم حلو...مع أبو عبد الرحمن نفطر بالقرموشي"

"ههههه أهااا قول كذا من أول...تزبط أمورك"

"والله هو قايل لي تمصلح مع أخو المحروسة وهو يمشي الأوضاع تمام"

ظهر صوت خالد الآن:"بس شكله خبص وجلس يسلك أموره معاي"

ضحك بمرح:"هلا والله..هلا بخلّود كيفك..؟؟"

أتى صوت خالد رخيما منعما:"والله تمام كيفك مجودي إن شاء الله تمامو أنا دحين أفتر مع حبيبي مجاهد"

عاد مجاهد يقول:"يععععع...ما بقي غير هي..تخيل بس يصير هالهرم زوجتي"

ضحك عبد المجيد بسخرية:"لاااا..وش جاب منو لخالد"

"مجيد يالتبن لا تجيب اسم مرتي على فمك"

"لييييه ترى لساني عسل ما راح يصير في اسمها شي لو قلته"

"لا يا شيخ..."

الآن وهو يراها تخرج بفتنة البحري ذاك:"مجاهد أشوفك على خير سلم على أمي وأبوي"

"هههههههه شكل المعودة عندك...ياللا نعذرك بس بسألك وش لون جدار الغرفة"

عبس باستغراب وهو ينظر للجدار بلونه البيج..:"ليه..؟؟"

"بس كذا ولا أقولك وش لون السرير"

الآن وهو يدرك مقصد أخيه:"مجاهد أشووووفك على خير"

"ههههههههههههههههه مو شكله على خير"

أغلق الهاتف وهو يراها تقف أمام المرآة تسرح شعرها
.
.
.
.
.
.
.
.
.
تسمع صوته وهو يتحدث بهاتفه بصوته العميق وقلبها ينبض...ماذا عن صوت أخوها أنس أو عبد الله لم تفكر

يوما بتأمل صوتهما هل يملكان ذات الصوت العميق...؟؟..أم أن عبد المجيد هو الوحيد الذي يملك هذا الصوت

بهذا الرنين المتميز في داخلها...عبست بخفوت وهي تفتقد صوته نظرت عبر المرآة ليصطدم بصرها باللون الأسود

خلفها وتشهق بخفوت كان خلفها تماما وينحني الآن على شعرها..قريب...قريب جدا...ونبض قلبها الذي يهدر

بأذنها الآن...


مع طلوع الفجر تبدا في حياتي أغنيات
والسعادة تمتلكني مع شريكة الحياة
زوجتي يا نور عيني إنت في قلبي نبات
إنت أحلامي الجديدة وانتي أجمل ذكريات
لك محبة يا غناتي من عيوني واضحات
لك ترى قلبي هدية يا بعد كل البنات
يا سكون الليل إنتي جمعتي بعد الشتات
يا حنونة يا عظيمة يا دليل الوافيات


تخفي وجهها بخجل بينما تغوص يده بين خصلات شعرها بحب....وقلبها ينبض بجنون..

"البسي عباتك..نخرج نفطر.."

تشتت نظرها:"إن شاء الله.."

(..أنس..25)
(..عبد الله..23)
(..لطيفة...19)
أشقاء ريناد

****************************



كانت تنام بعمق الآن فوق مقعد الصالة الكبير تبتسم وهي تتأملها بحزن...كانت ليلة الماضية شديدة السوء

وهي تنهار بين يديها تنهدت أخرى وهي تتذكر سبب انفجارها.........

لا شيء يمكن أن يشفع لتلك العائلة المجنونة ما فعلته بها...كادت أن تودي بحياتها دفعة واحدة لكن الله ستر


..............................


في غرفتها تتصفح أوراق الكتاب بخفية وكلها خوف أن يراها أحد

تقرأ باندماج شديد حين فتح الباب على مصرعيه بطريقة مرعبة وصوت أجش يندفع من خلفها

"يا....-تطالها الكلمة البذيئة التي اعتادت على سماعها منذ طفولتها - وين ثوبي؟؟"

تقف برعب وهي تدفع الكتاب أسفل السرير وتقف وهي تتذكر أنها نست كيه"هااا"

يقترب الآن منها بخطوات مخيفة وهي تدرك ما سيقوم به تخفي وجهها بيديها الصغيرتين:"لا...حازم

تكفى...والله نسيته دحين بروح أكويه"

لكن يده الغليظة تندفع لتشد خصلات شعرها بعنف وتدفع برأسها للأعلى:"وش أسوي بآسف يالــ....يالــ..."

هزت رأسها رفضا وألم مبرح ينفجر برأسها:"وش كنتي تسوين يالـــ.... من الظهر وش تسوين؟؟...أكيد

تفجرين يمين ويسار تحسبين وراك دجاج...ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة"

قبل أن تشعر برأسها يصطدم بالحائط مرة واثنتين وثلاثة وسائل دافئ يسيل على وجهها وكلمة واحدة فقط تتردد

في عقلها المنهك

((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
.
.
.
حقا أخي...من هي النجاسة التي تقصد؟؟



***********************************



مجاهد:"أبوووية وين مجيد تأخر...؟؟."

ناصر:"وأنا وش يدريني بالله..؟؟"

مجاهد:"شوف كم بقي على العشا ساعة إلا ثلث بالضبط"

ناصر:"يا ولد إهجد ما يصير نروح وإنت كذا"

مجاهد:"وين حسون؟؟"

ناصر:"مسافر مع حرمته"

مجاهد:"بالله هذا وقت سفر..؟؟... أفففف ما أقول غير مالت على الأخوان"

رن هاتف ناصر المحمول:"هلا مجيد...وينك؟؟"

"ليه؟؟؟"

"أممممم يعني نمشي؟؟؟"

"طيب....ياللا مع السلامة"

موجها حديثه لمجاهد:"أخوك عبد المجيد يعتذر عن الروحة يقول ظروف وما أدري وشو؟؟"

مجاهد يخرج هاتفه:"يوه وش ظروف أروح لوحدي بالله؟؟؟"

ناصر:"ليكون ما مليت عينك بس؟؟؟"

مجاهد أنزل الهاتف من أذنه:"أفاا أبوية إنت الأساس..بس برضووا"

ناصر:"قوم...قوم...خلنا نصلي في مسجد حارتهم"

قام مجاهد وكل خلية في جسمه مضطربة





****************************************


تمام الساعة السابعة قبل صلاة العشاء

دخلت على أطراف أقدامها وهي ترى أمها تغط في سبات عميق ابتسمت لها في داخلها:"شفاك الله أمي"

ما زال سلطان في دوامه تذكرت بهدوء ذاك اليوم

سلطان:"نورة أبي أستشيرك في شي"

نورة:"تفضل"

حكى لها عن عرض مديره لتبتسم بسعادة:"طيب وين موضع التردد أقدم بس وتوكل على ربك"

تنهد سلطان:"دوامي في الشركة كسكرتير ينتهي عالساعة عشرة تماما...بس في الجامعة ما أضمن متى

أخلص هذا غير الدوام التعويضي في الشركة"

ابتسمت:"سلطان لا تشيل همنا إن شاء الله مهو صاير لنا إلا كل خير إنت توكل على الله وأقدم وقبل كل شي

استخير"

سلطان:"وأمي؟؟"

نورة:"أمي ماراح تقول لا والله يا سلطان هالشيء بيحدث نقلة كبيرة في حياتك وحياتنا بيفتح لنا أبواب المستقبل

توكل على الله ولا تحاتينا"

وهذا هو يومه الثالث في التعويض للشركة ليستمر دوامه للساعة الثانية عشر ليلا

تمددت إلى جوار أمها بهدوء وهي تدعوا في سرها لها ولسلطان وسرعان ما غلبها النوم لتغط فيه

فتحت عينيها..شيء ما أخبرها أن هناك ما هو غير صحيح يستوجب أن تستيقظ لتراه وكانت محقة رأت

شبحا أسودا يمر من أمام باب غرفتها وأمها

شعرت بالشلل لثوان قبل أن تفز مسرعة لتسحب مفتاح الغرفة من تحت مخدة والدتها وتسارع لإغلاق الباب في

اللحظة التي فطن فيها الزائر الغير مرحب به لوجودهما في الغرفة

وقدمه تعيق إغلاق الباب




*************************



كان العصر قد أذن

قضى مجاهد صلاته يدعو ربه ويستخيره وقد دنى الموعد

وهو الآن يرقب عمه يرحب بوالده:"يا حيا الله من جانا...كيفك يا أبو حسان إيش أخبارك؟؟"

ناصر:"الله يحيك والله الحمد الله كيفك إنت وكيف العيال كلهم؟؟"

عبد الرحمن:"والله الحمد الله كلهم بخير"

ناصر:"وين خالد ما أشوفه؟؟"

عبد الرحمن:"والله طالع مشوار بسيط ويرجع إن شاء الله"

ناصر وهو يطالع مجاهد:"أهاا"

قام ياسر بالضيافة اللازمة وخرج

عبد الرحمن:"والله هالساعة المباركة اللي تعرفنا فيها عليكم"

ناصر:"الله يبارك فيك....احم.. ومجاهد يذكركم دايم بالخير ويمدح خالد الله يكثر من أمثاله تربية يدك"

عبد الرحمن:"الله يجزاك خير....والله حتى خالد دايم يتكلم عن مجاهد ويوم قابلته شفت فيه كثير من اللي قاله

خالد فيه الله يحفظه لك"

استمرت المواضيع تطرح

مجاهد مرتبك

ناصر يحاول تذكر كيف خطب ريناد لعبد المجيد

أخيراً تكلم ناصر

ناصر:"والله يا أبو خالد من يوم شفتك ارتحت لك وخالد ومجاهد من يومهم وهم مع بعض–أخذ نفس-

وحنا طالبين قربك وشارينك وودنا نخطب بنتكم المصون لولدنا مجاهد"

سكت عبد الرحمن قليلا قبل أن ينتقي كلماته

"والله هذي الساعة المباركة ومجاهد شاب من خيرة الشباب وبالنسبة لي فشهادة خالد تكفيني لكن تعرف تبقى

كلمتنا ثانوية جنب كلمة البنت فياليت تعطونا وقت نكلم البنت ونسأل عن رأيها..."

ناصر:"خذ وقتك وخلي البنت تفكر زين"

عبد الرحمن:"إن شاء الله على خير...."

في هذه اللحظات دلف خالد للمنزل مرحبا بمجاهد ووالده

خالد:"السلام عليكم"

خطا عدة خطوات لأبو مجاهد وسلم عليه بحرارة:"هلا والله بعمي ناصر تو ما نور البيت والله أعذرني تأخرت

عليكم"

ناصر:"ما جا منك قصور"

خالد وهو يسلم على مجاهد:"هلا والله يا الدب وينك؟؟"

مجاهد بثقل:"الله يحيك موجود"

خالد:"سبحان الله وش هالأدب النازل عليك؟؟"

مجاهد بصوت أقربه لخالد:"من يومي مؤدب"

جلس خالد بعد أن ضيف مرة أخرى وعاد ليتبادل الأحاديث مع مجاهد

عبد الرحمن:"خالد"

خالد:"سم أبوية"

عبد الرحمن:"هذا خويك مجاهد جاي طالب القرب منك وخاطب أختك"

فتح خالد عينه على اتساعها ولف على مجاهد:"نعم..!!"

مجاهد بضحكة وقورة محرجة:"هههههه..."

صمت قليلا ثم شهق ليساسره:"هذي اللي في بالك من زمان..؟"

مجاهد:"هههههه....ما نسيت إيه"

خالد وهو يضربه على كتفه باستهبال:"يا قليل الأدب...مين سمح لك..؟؟..وبعدين فطور الصباح مو لوجه الله"

مجاهد:"والله عاد وش أسوي دخلت راسي..؟؟..أجل أخسر نفسي على إيه"

خالد:"شف بس..تراك خربت أبو الفطور اللحين"

كان ناصر الآن يطرح عبارات التوديع:"خلاص زي ما قلت ننتظر خبر منك"

عبد الرحمن وهو يقوم ويصافح ناصر:"خلاص بيننا تلفون"

تودعوا من بعض وخرج مجاهد وناصر
.
.
.
.
.
.
تمطط خالد في مكانه ونظر لأبوه:"وش قولك؟؟"

عبد الرحمن:"القول قولك مو قولي إنت أبخص به"

خالد:"أفا وش دعوى القول قولك....تبغى الحق مجود ما في زيه اثنين"

عبد الحمن:"يعني نتوكل على الله؟؟"

خالد:"بكلم منى وإن وافقت توكل على الله"

(..منى...20)
(..ياسر..19)

أشقاء خالد

***************************************



في طريقهما لإحدى المناطق الجبلية بالطائف

لا شيء سوى الصمت يعم الجو

تود حقا لو تقطع ذلك بشيء من الحديث...لتقترب أكثر إلى قلبه..إلى عالمه..وحياته...لكن ذلك صعب..

صعب جدا...لا تجرؤ مع كل تلك الهالة التي تحيط به...يجب أن تكوني أقوى..هذا ما هتفت بها لنفسها..

ما عساها تقول..؟؟...نعم هو لديه توأم كما هي...ولا شيء تحب الحديث عنه كالحديث عن لطيفة إذن لتحاول

"اممم...مجود"

"هلا"

"أأأ...إنت قلت لي إن هالجبل كنت تروحه دايم...لوحدك؟؟"

"إيه"

ورطة لم تحسب لذلك حسابا كانت تظن أن كل التواءم مثلها ولطيفة فأي مكان تذهب له ريناد ستكون لطيفة

معها بلا شك...صمتت...أليس يفترض به أن يتولى زمام الحديث بعد ذلك؟ لقد بذلت جهدا...وبتره

هو...رغم أنه قال الحقيقة....

"بس الغالب يكون معي مجاهد"

"أهاا توقعت..لأن أنا ولطيفة مستحيل يعجبنا مكان وما نروح له مع بعض"

لم يعلق وعاد الصمت الثقيل يخيم على السيارة مجددا...ضجرت من ذلك...إذا كان هو وتوأمه معتادان على

الصمت والتواصل بالتخاطر...فذلك لم يكن من سيمتها ولطيفة...كانتا تقلبان البيت رأسا على عقب...ضحكا

ولعبا..ونكاتاً حسنا هو يريد الصمت فليكن له ذلك...تخرج هاتفها وتحادث لطيفة عبر خدمة (البلاك بيري)....
.
.
.
.
.
يرى محاولاتها للحديث...يبتسم لذلك في سره...لكن ها هي الآن تنشغل بهاتفها...سيرى ذلك خلال دقيقة...

توقف الآن ورسم ابتسامة يدرك تأثيرها عليها.."وصلنا"
.
.
.
.
"وصلنا"

ترفع رأسها له وترى تلك الابتسامة التي توترها.."أأ...ما انتبهت...ياللا نازلة.."

تهم بالخروج قبل أن يمد يده لينزل نقابها..تتورد وجنتيها...وبذات الابتسامة"ما يحتاج تتغطين ما في أحد هنا"

ترد ابتسامته وتنزل صعدوا مرتفعا والعديد من الصخور...حمدت ربها أنها ارتدت حذاء رياضيا وبنطالا مريحا...

رغم أنها لم تريه نفسها أبدا وهي ترتدي بنطالا...وهي بالأساس لأول مرة ترتدي بنطال...كانت تلهت الآن..

وهو يواصل صعوده أمامها برشاقة ويبتعد في انحناءات...تنظر للأسفل برعب...قبل أن تتمسك بصخرة أمامها

وتصرخ بفزع:"مجيييييد"

يلتفت إليها قبل أن يعود مقتربا منها

"إش فيك..؟؟"

"بأطييييح"

يبتسم لها بخفة:"ما توقعتك خوافة..-يمد يده-...هاتي يدك"

تتمسك بكلتا يديها بالصخرة...وتهز رأسها نفيا:"ما أقدر"

يمد يده ليمسكها من ذراعيها ويرفعها بخفة لتكون مواجهة له كانت تنتفض بخوف قبل أن تتدحرج عدة حصيات

من تحت قدمها لتمد ذراعيها تلفهما على ذراعه متشبثة به وتغمض عينيها....تلمع عيناه الآن...:"خايفة؟؟"

تهز رأسها موافقة يمد يده ليدفن رأسها في صدره..والهواء يتلاعب بشعرها الذي سقط عنه طرحتها...يبعدها الآن

"رنو شوفي المنظر"

تبعد رأسها وقلبها ينبض بجنون..يحيط كتفيها بذراعه...:"هذا أجمل منظر ممكن تشوفيه هنا..."

كانت الشمس تميل نحو الغروب مشكلة غلالة تحيط بقمم الجبال الممتدة أمامها وقد غطتها الأعشاب الخضراء

بعد أن أمطرت مؤخرا...حقا منظر خلاب لا يمكن لها أن تنساه...أبدا أبدا



**************************************





(في هذا الحدث وما شابهه سيجتمع جميع أبطال قصتي من الشباب تقريبا)

في أحد الاستراحات حيث كان يجتمع فيها شباب عائلتي المحمدين وعائلة سيف وغيرهم ممن تربطهم

القرابة والزمالة

عمر:"طوييييرق هات الدلال"

طارق وهو يحمل الدلال:"يعني هي مذلة لأني أصغر واحد...؟؟"

فراس:"تحرطمت الشغالة"

ضحك من سمع فراس ممن حوله

وليد:"شباااااب مين عليهم العشا اليوم...؟؟"

أحمد:"طارق و عبد الله وعلي"

طلال وهو يجلس إلى جوارهم:"الله يقويكم يا رجالة الله الله بالطباخ الزين"

عبد الله:"والله هالقانون اللي استحدثوه مجحف....مفروض المتزوجين هم اللي يطبخوا مو في بيوتهم

يتدلعوا على حريمهم وفي الطلعات مرتاحين واحنا اللي كررف"

وليد:"أسمعك ترا...يوم إنا عزابية كرفنا كرف حمير وإنتوا لسى في اللفة"

طارق:"شف شف اللي يسمعه يقول أكبر مننا بعشرين سنة.....مهو ستة سنوات...والله كان يدنا

بيدهم"

مجاهد:"والله نجي منها مجيد –نظر لخالد- واحنا في الطريق إن شاء الله"

تبسم خالد:"محنا بعيدين عنه ترا"

وليد:"ترا حجزنا لكم بالصالون خلاص بكرة من العصر وإنتم مجهزين"

خالد:"بس شوفوا الساعة 12 بالكثير لازم أكون في البيت لازم أنام زين عشان أقوم مصحصح"

مجاهد:"إيه هييين"

فراس:"والله نصيحة مجرب من المغرب خلوكم في البيت لا تخرجوا منه"

طارق:"لييه العروسة مثلا...؟؟"

أحمد:"خلك منه"

عبد الله:"يالله يا كريم ما تجي السنة الجاية مثل هالوقت إلا وزوجتي معي"

طلال:"عزتي لمرتك المسكينة بأعطيها دورة قبل في التعامل مع الزوج ثقيل الطينة"

يرفع طارق مسندته ويرميها على طلال:"مناك بس هذا اللي ناقص تعطيها دورة"

ياسر:"لاحظوا إنه اعترض على سالفة الدورة ما اعترض على سالفة ثقالة الطينة"

أمين:"الاعتراف بالعيب فضيلة"

علي:"أذكرها الاعتراف بالذنب فضيلة"

أمين:"الأمثال تقلب لحال المخاطب حسب المناسبة"

عبد الله وهو ينظر لرامي:"فيه ناس ثانين بالطريق..."

طلال:"صدق رامي....أفااا ولد عمك وأنا آخر من يدري"

رامي بسخط وهو يرفع مسندته ويرميها على عبد الله:"الهرم عارف لأن الخبر بيده ما بعد صار شي"

عبد الله يتجنب المسند ويحرك حاجبيه صعودا ونزولا:"أهااا ومين أخذ موعد زيارة بعد أسبوعين...؟؟"

سيف:"عالبركة رامي الله يتمم لك بالخير"

رامي وهو يشيح عن عبد الله:"الله يبارك فيك عقبالك"

طارق:"لا هذا خلاص عنس ما أحد يطالع فيه"

أحمد:"طارق يالمطفوق احترم أخوك"

طارق وعبد الله:"تكلم المحامي"

أحمد:"يا مصخ البزارين"

عبد الله:"تراك أكبر مني بخمسة سنوات بس...مو عشان أخوية الكبير مو موجود تستقوي علي"

في تلك اللحظة دخل أنس بوقاره المعتاد ليرحب به عبد الله بحماس وهو يفسح له مكانا إلى جواره

"هلاااااااااا والله بأنس تو ما نورت الاستراحة اقرب اقرب يا أخوك"

جلس أنس إلى جوار عبد الله بابتسامة متزنة:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة"

رد الشباب المجتمعين السلام بينما اقترب منه عبد الله:"أنس شف أحمد بس يخاصمني"

سيف:"أقول شباب اش رايكم تروحوا تلعبوا كورة بينا كلام بزنس ما يعجبكم"

عبد الله:"طويرق كأنها تصريفة"

طارق:"إي والله صادق"

عبد الله:"نقوم بكرامتنا أجل..؟؟"

طارق:"مشينا"

فرغت الجلسة المنصوبة وسط الثيل المنتشر في ساحة الاستراحة سوى من الثلاثة سيف وأحمد وأنس

الذي كان يصغرهم بثلاث سنوات

سيف:"ها بشر....؟؟"

أنس:"خلاص كل شي تم حجزت التذاكر نهاية أول أسبوع في الداوم على سيرلنكا الساعة 5 العصر"

سيف:"الكتب والمصحاف المترجمة في شنطة السيارة"

أحمد:"رتبت حجز الفنادق على المدن"

في تلك اللحظات أتى وليد وجلس إلى جوارهم:"خلاص إن شاء الله ماشيين..؟؟"

أحمد:"الله يوفق دعواتك"

وليد:"الله يوفقكم"

وأخرج من جيبه ورقة طواها بعناية وناولها لسيف:"هذي تبرعات جمعوها الشباب"

سيف وهو يضعها في جيبه:"الله يكتب لكم الأجر"

وليد:"آمييين"

ثم وقف ليغادر:"أستأذنكم بروح أشرف عالشباب"

أنس:"إذنك معك"

بعد أن غادر وليد بدقائق أتى فراس:"السلام عليكم"

رد الجميع السلام قال وهو يجلس معهم:"أقول يا أخوان يوم دريوا الشباب بسفرتكم جمعوا شوية

تبرعات حولتها شيك لأنه صعب تأخذونها بأيديكم-وهو يخرج ورقة مطوية- الله يوفقكم إن شاء الله"

كتم كل من الثلاثة بسمة إعجاب عن الظهور استأذن فراس وغادر

أحمد:"الله يكتب فيهم البركة"

أنس وسيف:"آميـــــــــــــــــــن"

أطل وجه طارق من باب المجلس الداخلي:"ياللا شباب عشاااااااا ترا عبد المحسن ورامي بدؤوا يااكلواا"

أتى صوت محمد من وسط ملعب السلة:"شباااب عجلوا قضى العشا"



*******************************




نظر إلى ابن عمه وسخط متزايد يندفع في جوفه....بينما يتماسك لأ لا يفرغ حمم غضبه أمام جده

جلس متكتفا مواجها له وكأن ما يحدث لا يعينه..جاهد ليرسم ابتسامة ساخرة...

عيسى:"والله زي ما قلت لك يا أبوية رحت للمجمع التجاري اللي كان للفرع الرابع وشفت لسى في

تشطيبات ما خلصوا منها...بينما الفرع الثاني والخامس والسادس حاليا ما عندهم ذاك الشغل..كلها

مشاريع سكنية صغيرة..."

لم يستطع أن يخترق جدار الصمت في عيني جده فاكتفى بالتراخي في مقعده...ليثير غيضا أكبر في

نفس ابن عمه...أخيرا تكلم جده:"أنا يوم أعطي ما أرد...وكلمتي ما تتغير...والفروع الباقية بيجيها

الخير..."

اتسعت بسمته حتى كادت أن تظهر على شكل ضحكة ساخرة متشفية...واحتقن وجه ابن عمه..

يستحق ما جرى له...ألقى إلى نظراته الممتلئة حقدا نظرة لا مبالاة...حتى غادر...أتاه صوت جده

جامدا ثابتا:"وش هالكلام اللي يقوله ولد عمك...؟؟"

أدرك أن جده لم يكن ليترك ذلك يمشي بسهولة...تمنى أن يسحق ابن عمه بقبضته...لا بد من شيء

من تلاعب ليجتاز تحقيق جده:"أبوية كلها تشطيبات أخيرة وتنظيف الموقع...واحنا متى بنوقع العقد

على الأسبوع الجاي وقتها بأكون قاضي من المشروع"

لم يجبه جده...وتنفس هو الصعداء...يبدو أنه اجتاز ذلك بسلاسة...لم تدم فرحته كثيرا

"بيمشي هالمشروع..بس عقب بنبادل بين جدول الأعمال بين الفرع الرابع والسادس"

يربيه هذا الكبير جيدا...أدرك أن جدوله الممتلئ امتيازات لا يملكها غيره...سيكون الحل الأمثل

لألا يتلاعب به هذا الحفيد أخرى...تنهد ببطء:"اللي تامر به"



*****************************************



خارج حدود الدول العربية
استراليا


تثاءبت بملل وهي تعاود النظر لساعتها التي تشير للتاسعة والنصف صباحا تأخرت مرام كثيرا

رفعت هاتفها وقد بدأ الضجر يستحكم منها:"هلا مرام وينك؟؟....تراي طفشت ممكن أسوي فيك حركة

أسحب عليك وأمشي....بسرعة يا بنت الناس خلصيني....سلام"

بعدها بدقائق وصلت مرام:"أخيرا ما بغيتي السوبر ماركت كان بيسكر وانتي حتى وجهك ما شفناه"

مرام:"ههههه وش أسوي بزحمة الدرج"

جود:"قسم بالله"

مرام:"ههههه خلاص لا تعقديها أمشي ياللا"

كان تنقلهم في مركز التسوق مدروسا فهم يتنقون من الأطعمة ما خلا من مشتقات الخنزير وغيرها

ونظرا لإقامتهم الطويلة نوعا ما فهم يعرفون ما يريدون في تمام الساعة الحادية عشرة كن قد انتهين من شراء ما

يلزمهن وهن في طريقهن للعودة إلى المنزل

فـــــ جود تسكن عند مرام وقد التقتا اليوم بعد خروج كل واحدة منهن من عملها

وصلن للشقة رمت جود بنفسها على الكنبة:"آخخخ تكسرت ظهيراتي"

مرام:"يالعجيز ما أمدى...خلاص بطلت أخطبك لأسامة"

قفزت جود واقفة بطريقة تمثيلية وهي تضحك:"أفاا عليك تراي فرس ما أتعب...أقدر أرتب البيت بكبره لوحدي

بس...-وهي تسبل برموش عينها- بالله ما أنفع أصير أحلى عروسة؟؟"

مرام تغايظها:"لا بسم الله على العرايس"

ضحكت جود وهي تعاود النوم على الكنبة:"مرووومي تكفين رتبي الأغراض اليوم والمرة الجاية أنا"

مرام:"بدينا بدينا....قومي ياللا قدامي"

قامت جود تتسحب:"وأنا أقول أروح أسكن عنها يخفف الضغط الجسدي أثره يزيد"

مرام:"ههههههه لا تحاولي بتشتغلي بتشتغلي"

في هذه الأثناء رن هاتف مرام أجابت ببهجة:"هلا والله بهالصوت.....هههههه والله إني مشتاااقة لك

بس وش أسوي بعد مشاغل......ايه من زمااان نقلت عندي....ايه أكيد فرق بين يوم تكون لوحدك

ومعاك أحد خاصة جود تدخل الوناسة بحياتك غصب"

أطلت جود براسها:"ميااااو...ميااااو....مرام وين أحط البهارات مياااو ميااااو"

مرام:"ههههه....إي هذي هي...دقيقة بس –تبعد السماعة عن فمها- جنب الفرن-تعاود وضع

السماعة- تقول ميااو مياااو لأنها بنت القطوة السودا على قولها....مرا تقطع قلبي....والله حاولت....

بس مهما يكون ما راح يكون تفهمي لها بالمستوى المطلوب وأنا ما أعرف إحساسها.....الله يعين بس

ياللا أشوفك على خير انتبه لنفسك...مع السلامة"

"بوووووووو"

قفزت مرام:"بسم الله جود فجعتيني"

جود:"هههههههه....كأني سمعتك تغتابيني مع زين الحلايا أسامي"

مرام:"هههههه لا حشا وش أغتابك عنده"

جود:"إيوه كدا حاولي تحسني صورتي عنده عشان يطيح بين يداتي...قولي له أنا بنت القطوة البيضا لا تقولي

السودا"

مرام ترفع جوالها وتفتح عينها وهي ترى أسامة مازال على الخط لتبتسم بخبث:"جود قد وريتك صورة أسامة

أنا؟؟"

جود:"يب...آآآه يا قلب ابنة القطة العذراء....سقط صريعا رهن لإشارة يده"

مرام:"جود ما أتوقع أسامة يناسبك"

عبست جود باستنكار:"وين ألقاها هذي...روحي بس أنا وياه كأننا فولة وانأسمت اتنين"

لكن مرام ترفع الجوال وتشير لها على بقاء أسامة على الخط شهقت جود لكنها غمزت بخبث:"وريني صورته اللي

بجوالك"

عندها تظاهرت مرام أنها تشهق هي الأخرى:"أسامة إنت لسى على الخط؟؟"

أسامة:"هههههه إيه يا عليكم سواليف...إلا مرام كم عمر بنت القطوة الرمادية..؟؟"

مرام تتصنع البراءة:"اممم 30 أصغر مني بخمس سنين"

أسامة:"أهاا...وتكفين لا تتصنعي البراءة ما يليق فيك أبد"

مرام:"هههههه....زين كاشفني"

أسامة:"إيه....ياللا سلميلي على القطوة الرمادية اللي عندك"

مرام:"خخخخخ يوصل.....شكل الفيوز ضاربة...ياللا بس مناك"

تبتسم وهي ترقبها...حقا...لم تبكي..؟؟ لم تتألم...؟؟...وربها ثم هذه إلى جوارها


ألا يا جرح لا تكبر كفايه لا يشوفونك
تصبر واحبس الدمعة وداري القلب وأحزانه
ألا يا نفس جازيهم وبيعي من يبعونك
وارميهم ورى ظهرك لونك داخل انسانة
كبرت ومبدئي فكرة ترى ذولا يحبونك
كبرت ومنخدع فيهم وأنا أصلا بزنزانة
سجنت أحزاني المرة سباب إنه يودونك
شربت المر وأنا ساكت وأقول يالله إحسانه
بأقول لقلبي المجروح خلاص لا يهمونك
ولا تبكي على ناس صغيرة حيل هي شانه
مادام الله وفقني بصحبة خير يقدرونك
أأتعب ليش أنا شعري على ناس وتعبانة
ألا يا نفس مو انتي الوحيدة اللي يخونونك
أكيد إنه أحد قبلي يصارع مثلي أحزانه
ولكن للألم باقف وأقول يكفي حزونك
وأنا وإياك نتكاتف ونبني للفرح شانه



*************************************






وها هنا ينتهي الجزء الرابع..ولي عودة بإذن الله

كلمة لجميع الأخوات..سعيدة بعدد المشاهدات..

أتمنى من كل مار أن يسجل حضوره هنا..رأيه..انتقاده..وجهة نظره...

وشكراً

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر...

اللهم انصر عبادك الموحدين في سوريا..اللهم انصرهم نصراً مؤزراً

عاجلاً غير آجل...

وأرنا في بشار وأعوانه عجائب قدرتك...إنك سميع مجيب الدعاء

اللهم قيض لعبادك المؤمنين من يقودهم ويجمع شملهم ويرفع رايتهم..

اللهم آمييين




همس الزوايا 03-05-12 04:00 PM



عودة لكم أحبتي..المتابعين..والمتابعين بصمت...



الجزء الخامس...



*********************************


طرق الباب بمهنية


"ادخل"

دخل السكرتير:"يا طويل العمر فيه ملفات طلبات توظيف متأخر من عشرة شهور..."

تساءل ببرود:"من عشرة شهور وش مأخرها كل ذا الوقت؟؟"

السكرتير:"العفو هذي الملفات قدمت أيام عروض الشركة على وظايف وصار عندنا اكتفاء فطلب

الوالد الاحتفاظ بالملفات لوقت الحاجة و زي منت عارف حضرة الأستاذ حمد ناوي يقدم استقالته

قريب فما أدري أجيبها تطلع عليها"

مهند بحزم:"روح جيبها دحين أطلع عليها"

السكرتير:"عفواً فيه معاملة الشاليهات أقدمها"

مهند:"جيب الملفات بالأول بعدين جيب معاملة الشاليهات"

خرج السكرتير بينما انشغل مهند بجهازه المحمول ليرسل رسالة لجدته يعتذر عن إعادة عماته من السوق

دخل السكرتير حاملا الملفات بين يديه وضعه واستأذن نقل نظره للملف وتوقف أمام الاسم

"سلطان مالك مشعل عبد العزيز الـ...."

فتح الملف بتؤدة طلب توظيف كسكرتير مباشر أو كاتب أو حارس أمن

عقد جبينه باستنكار....أيطلب ابن عمه وظيفة كهذه...

ابتسم بسخرية...أي ابن عم...وهو لم يره منذ سنوات خلت....

لثوان عمل عقله السريع حمل هاتفه واتصل بأحدهم:"هلا تركي...تقدم لشركتكم طلب توظيف من

رجل باسم سلطان مالك الـ.....أنتظرك"

أغلق هاتفه وعاد يقلب الملف وهو يقطب حاجبيه باستنكار"لم يكمل بكالوريس حتى...لم...؟؟"

رن هاتفه وسارع بالرد:"ايه....توظف...صحيح مستواه التعليمي غير مقدم...خلاص مشكور.."

عاود التقطيب وهو يقلب أفكاره ثم يقوم بخطوات محسوبة ويغادر مكتبه:"يزيد رجاء أجل المواعيد لين

أرجع"

هز السكرتير رأسه باحترام

بينما أكمل طريقه هو راكبا سيارته ليفعل شيء ما





**********************************



في غرفة منى

قلب خالد المكان لم يكن يدع شيء في مكانه ويطرح الكثير من الأسئلة كما الأطفال

خالد:"طيب أبي أسألك إذا زعلت المرأة وش أحسن طريقة لمراضاتها....يعني احسبي حساب إني

زوجها؟؟"

منى:"اممممم.....تصدق سؤال محرج....إنته يوم تتزوج حتعرف أسلوبها في التعامل وراح تبتكر أساليب

لإرضائها"

قلب خالد صندوق ممتلئ بالأوراق على الأرض:"طيب لو....."

قامت منى"خلود....إزعااااج نعم وش تبي"

"أفاا...كذا يعني طرده؟؟"

"وش طردته أقول وش تبي تراك رجيتني"

"طيب خلاص مقبولة منك ومتى شفتي نفسك مفتوحة لأخوك حبيبك تعالي"

اتجه خارجا من غرفتها حين سمعها تقول:"أمممم جهز غرفتك الحوسة خمس دقايق وأنا عندك"

ابتسم ستأتي الآن وسيخبرها.......

"خالد"

التفت لوالده:"سم أبوية؟؟"

عبد الرحمن:"وش قالت أختك؟؟"

خالد ببسمة:"تو ما كلمتها"

عبد الرحمن:"أهاا..طيب أكلمها أنا"

خالد:"لا هي اللحين تجي غرفتي وأكلمها"

عبد الرحمن بجدية:"من غيركم حضور؟؟"

خالد بدهشة:"حضور إيه أبوية؟؟"

عبد الرحمن:"مؤتمر القمة؟؟"

خالد يكمل متظاهرا بالجدية وهو يعدد بأصابعه:"كوندليزا رايس..وأولمرت..وساركوزي...وهيلاري

كلينتون أممم...وأوباما بس مو أكيد .ووبس..."

عبد الرحمن وهو يضربه على ظهره:" عسى عازمهم في بيتي..؟؟"

خالد بعدم حيلة:"أبوية عاد وش أسوي وين أحطهم..؟؟"

عبد الرحمن:"برى...برى إنت ومؤتمرك الفاشل..تجمع كفار في بيتي.."

خالد باسترجاء:"عاد أبوية...خلاص أوعدك..المرة الجاية في بيت ليان ولا تزعل"

عبد الرحمن:"هههههههههههه"

خالد:"ههههههههههههههه"





**************************


يقلب هاتفه بملل قبل أن يزفر بضيق:"ماااااااالت على ذا الطارق...أبو السحبة يا شيخ"

أنس:"الغايب عذره معه ما تدري اش صار عليه..."

عبد الله وهو يلقي هاتفه جانبا:"يا خي اليوم عندي موعد بالأسنان وكنسلته خاطر هالروحة وآخرتها

متأخر"

في تلك اللحظة رن هاتفه:"أهووو أخيرا ما بغينا"

"هلا وينك..............................."

"جاييك...جاييك سلام"

أنس وهو يلتقط نبرة أخيه المتوترة:"اش فيه...؟؟"

عبد الله:"مسكوه الشرطة....واحد مقدم عليه بلاغ اعتداء"

أنس:"معقوول"

عبد الله وهو يرتدي ثوبه بسخط:"هذا ما غيره رائد...من زمان متحين له"

أنس:"ومين رائد هذا...؟؟"

عبد الله:"واحد كان معاه أيام الثنوي...وصارت بينهم ضرابة...خلاه طارق يلحس الأرض فيها

ومن يومها يلاحقه وماسك عليه"

أنس:"معقووولة شايلها بخاطره من ذاك اليوم..."

عبد الله:"طارق بلغ عليه في سالفة مخدرات وماله خارج من السجن غير أيام"

أنس:"أهااا...إذا اتعقد الوضع عطيني تلفون"

عبد الله وهو يغادر:"إن شاء الله سلااام"




****************************



في بيت من بيوت المدينة المنورة


رهف:"يمااه عاد وش الحل والله البنت قطعت قلبي"

أم رهف:"وش دخلك فيها إنتي؟؟"

رهف:"أمي أنا بدور المرشدة الطلابية في الفصل....كل اللي في الفصل أنا ملجأهم

مشكلة...فضيحة...مشورة ....واسطة حتى أمهاتهم أنا موثوقة عندهم"

أم رهف:"خليك من هذولا البنات والله راح يخربونك"

رهف:"حرام أخذل من لجأت لي"

أم رهف:"والله هي غلطت يوم ما لجأت لربها وهو أدرى بأمرها وبعدين خلاص قولي لهم الله يعنيكم الله

ييسر أمركم لا تدخلي بينهم..."

رهف:"ماما..أنا كم مرة فهمتك....تجي البنت عندي...أنا صار لي كذا وكذا وش أسوي أنا..؟؟..إيش

شعور البنت يوم أقول لها كذا..؟؟..أنا أكون آخر ملجأ لها ويمكن تفكر تنتحر أو شي"

أم رهف:"لا يا شيخة تنتحر مرة وحدة يا بنتي هذا اللي عندي قلته لك...والسلام"

رهف:"هذا جزاي جاية أستشيرك...؟؟"

أم رهف:"ما تسمعين الشور"

رهف:"أستشرك في شي ودخلتي إنتي بشي ثاني"

أم رهف:"................"

رهف:"الله يصبرني...ماما لا يكون زعلتي"

أم رهف:"لا أنتظرك تضربيني أحسن"

شهقت رهف:"ماما حرااام عليك وش أضربك...."

اقتربت منها وطبعت قبلة على رأسها:"ماما تكفين لا تزعلين...كله ولا زعلك"

أم رهف:"خلاص روحي شوفي مذاكراتك"

جلست أمامها:"لا ماما لين تقولين سامحتك"

أم رهف وطعم داخلها خاص يتصاعد:"خلاص يصير خير"

توقف رهف:"أكييييد"

أم رهف:"ايه بس خلاص روحي ذاكري"



**********************************



في أطهر بقاع الأرض

مكة المكرمة


انحنى ليضع الكرتون الأخير رفع وجهه وهو يمسح عرقه بمنديله ويشير لزميله بيده علامة انتهائه

غادرت الشاحنة محملة بشتى أنواع المساعدات الإنسانية أعاد أكمامه الملفوفة على ذراعيه إلى مكانها

وعاد إلى داخل المكتب رن هاتفه ابتسم وهو يجيب:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة هلا مهند"

"وعليكم السلام والرحمة هلا راكان كيف الشغل معك؟؟"

راكان:"والله الحمد الله ماشيين على قدم وساق وربك يوفق"

مهند:"ومتى بنشوف الأرباح على خير؟؟"

يبتسم راكان بسعادة:"عند أول نفس ناخذه"

"على القوة..."

راكان:"الله يقويك"

مهند:"أمي وأبوية وعنود وخلود يسلمون عليك"

راكان:"الله يسلمهم واحد واحد"

مهند:"نشوفك على خير"

راكان:"على خير سلم لي على أبوي وأمي والبنات"

مهند:"الله يسلمك يوصل"

أنهى راكان المكالمة وهو يرى صاحبه قادم:"ها أبو عبد الله مسرع ما خلصت"

أبو عبد الله وهو يشمر عن أكتافه وينحني إلى المغسلة ليغسل وجهه:"لا والله عطيت المهمة لأبو نايف

يكملها"

راكان:"عسى ما شر؟؟"

أبو عبد الله:"الأهل دقوا علي عبد الله ارتفعت حراراته"

راكان:"سلامات والله ما يشوف شر"

أبو عبد الله:"الله يسلمك..."

اقترب من راكان وضربه على كتفه:"وإنت متى ناوي تجيب لنا مشعل؟؟"

ابتسم راكان وفي داخله تنهيدة محرقة جاهد لكي لا تغادر داخله:"بعيد يا أبو عبد الله بعيد"

أبو عبد الله بمساندة:"العمر يمشي يا أبو مشعل واللي راح راح خلك في الجاي"

راكان وهو يستند على ذراعه والحزن يغزو وجهه:"مستحيل يا أبو عبد الله لين ألقى ولدي ولا بنتي"

أبو عبد الله:"وش يضمنك يكون حي....وش يضمنك أمه تكون ماتخلصت منه أو تخلص منها"

راكان:"لين أتأكد من ذاك الشي يصير خير"

وقف بحماس تمثيلي:"خلاص أبو عبد الله تقدر تطلع بأمسك مكانك وبأحاول أخلص الليلة من كل

الشحنات"

أبو عبد الله:"الله يجزاك الجنة أجل أعتمد عليك"

خرج أبو عبد الله وتهدلت أكتاف راكان وهو ينظر للعدم....تُراك ما زلت تنعمين بصدى الأنفاس في

صدرك..؟؟..ارتفع صوت هاتفه ثانية رفعه وهو يرسم بهجة في صوته أجبرها على الظهور من بين

آلامه:"هلا أسامة.... ها وصلت...زين خليه يجيبك عند المكتب....إيه اليوم بنجهز الشحنة الأخيرة

ومن بكرة نبدأ استقبال الزكوات خلاص أنتظرك أجل"



***************************************



بدأت تصرخ برعب وهي تدفع الباب بكل قوتها وذاك يمنعها من ذلك وهو يدفع الباب بكل عزم تدرك

كم الوضع خطر لن تستطيع الصمود أبدا أمام دفع كهذا تناهى لها صوت أمها وهي تردد بجزع

"لا إله إلا الله....لا إله إلا الله....لا حول لا قوة بالله....يارب سترك...يارب سترك"

كلا...كلا....ماذا يريد هذا...من يكون....دفعها ذهب أدراج الرياح والباب يفتح بكل قوة ويقف

أمام الباب ذلك الرجل ويقترب منها تراجعت بجزع كان تفكيرها محصورا بين شيئين فقط "أمها..وأمها"

كانت أمها تحاول الجلوس بضعف وذلك المعربد يحاصرها في زاوية الغرفة وهي تدفعه بفزع ويده

تعملان بعنف وتوجه لها الكثير من اللكمات وتمسك بجيب قميصها

بدأت تصرخ:"لا...لا...سلطان...سلطااااان.....أمي...يمااااه....سلطاا ااان"

اختفى إحساس الجذب و ابتعد من أمامها بينما تكومت على نفسها في الزواية وهي تنفجر في شهيق

مؤلم وهي ترى رجلين يتعاركان أمامها واللكمات تتوجه بعنف لمهاجمها من الرجل الآخر وصرخات

غاضبة تعلو:"الله ياخذك يالمـ.....يا.......يا الـ....."

وفجأة ارتفع صوت طلق ناري أتبعه ثان وثالث شهقت بعنف وهي تضع يدها على إذنها وتصرخ

"لا...لا..لااااااااااااا"

وصوت أمها يعلو قبل أن يتوجه للخفوت:"لا إله إلا الله....لا إله إلا الله"






************************************




دخل بسرعة يوزع نظره في غرفته التي كانت تشكو من عدم الترتيب تبسم بحنو وهو ينحني ليرفع حاسبه

المحمول من الأرض :"يوووووه منى وصرت زوجة صقيقي"

رتب سريره وجمع الدفاتر والأوراق ورتبها بنظام على المكتب وجمع ما انتثر فوقه وحشرها

في الدرج بفوضوية أغلق الدرج بقوة وأقفل عليه بالمفتاح فتح كل الإضاءة في الغرفة وجمع ما تبقى ورماه

داخل غرفة التبديل رتب الكنبتين التي وضعت تحت نافذة الغرفة الكبيرة أخرج عبوتي عصير مشكل من

ثلاجته تأمل المبخرة الكهربائية رفعها باحثا عن زر التشغيل:"وشلون تشتغل ذي؟؟؟"

أوصلها بالكهرباء وسكب كمية كبيرة من البخور داخل المبخرة تأمل الغرفة بإعجاب

وصفر بغرور:"يا بختك فيني يا ليان"

سمع ثلاث دقات متتالية على الباب تنحنح:"حياك...تفضلي"

فتحت منى الباب وضحكت:"ههههه أول مرة تكتب بالتاريخ-وهي ترفع جوالها-دقيقة خلني أصورها

وأرسلها للينو؟؟"

خالد:"إيه صوري....صوري....خاصة الجلسة هذي"

منى:"هههههههه ولا يهمك حتى سريرك بصوره"

خالد:"إي والله فكرة وأرسليلي الصور بنزلها عالجهاز في لعبة اللحين في المنتدى يطلبون من الأعضاء

يصورون غرفهم وينزلونها"

أشار لها إلى الكرسيين

"تفدلي...تفدلي من هوني..أعودي هون"

جلست منى بضحكة"وبعد كدا يعني؟؟"

بطريقة تمثيلية سحب دفتر صغير من الطاولة والقلم من جيبه:"شو بديك مدااااااام؟؟"

منى:"إحم أبغاك تجلس هوني-وهي تأشر عالكنبة اللي قدامها-"

خالد كشر باستغراب:"ماعنا هاي الخدمة..اعزرينا"

منى:"شو...ما عنكم هاي الخدمة....فندؤ فاااشل...

ضحكا بمرح قبل أن تقول لين بجدية:"خالد صدق وش بغيت؟؟"

خالد وهو يرمي الدفتر عالطاولة الصغيرة ويرجع القلم لجيبه:"...عاوزك في موضوع مهم"

منى:"شو هوا....؟؟"

خالد:"منى أختي الغالية والحبيبة والـ...إلخ"

منى:"اللي بعده....أكلم ليان وأفتح سبيكر..؟؟"

خالد وهو يفكر:"والله مهي شينة......بس مو حرام وأنا لسى ما ملكت عليها..؟؟"

منى:"يا حلو أخوية اللي ما يبغى يكسب ذنوب...الله يثبتك ويزيدك من فضله"

خالد:"آمين يارب وإياك؟؟"

منى:"ايه وش بغيت"

خالد:"إيه...إحم المهم...صديقي الحبيب...وأخي القريب الذي لم تلده أمي....مجاهد...شرفنا اليوم

طالباً يدك للزواج...إحم فماذا تقولين؟؟"





*************************************




لوهلة شعرت بأنها فقدت خدها...قبل أن تكتسحها لذعة الحرارة فيها

رفعت يدها لتتلمس موضع الألم وصوتها الحاد يخترق مسامعها:"أنا يوم أقولك نهائي ما تمسكي التلفون

ما تمسكينه"

دمعة تلسع مقلتيها:"بس ماما...أنا كنت غايبة..."

وبترت أحرفها أخرى كف آخر يهوي على خدها وصوت أجش يصرخ بها:"يا قليلة الأدب تراددي

أمك؟؟"

هذا ما كان ينقصها...أن يأتي أخوها مروان ليشارك والدتها عملية التربية...بأسلوب قاس...بعض

الشيء فقط..طعم الدم المميز في فمها أدركت على إثره أن خدها قد جرح

تنظر للتمثيلية الساخرة أمامها وأمها تدفع مروان بكلتا يديها:"خلاص مروان الله يرضى عليك...سامحها

عشاني"

نظرة مروان الحارة تخترقها:"شوفي يا كـــــ..... اللي تقلي أدبك عليها تدافع عنك...بس والله لو جاتني

تشتكي منك مرا ثانية ما يرضيني غير أسلخ جلدك بالعقال..مو عشنّها حرمة كبيرة ضعيفة تستقوي

عليها"

تشتكي...؟؟

هل احتاجت أمها يوما للشكوى أصلا....؟؟

ألا تكتسحها الآن حرارة مريرة وطئت خدها وجزء من صفحة عنقها...؟؟

بيد تلك الضعيفة...كما يقول....؟؟؟

أمها الآن تسحبه بعيدا:"خلاص...هي إن شاء الله ما تعيدها"

لن تعيدها...؟؟

أي شيء هو الذي لن تعيده...؟؟

مرضها الذي أجبرها على الغياب...؟؟

أم غيابها وحاجتها للاتصال على زميلتها لتخبرها بما أخذوا من دروس بالأمس...؟؟
.
.
.
.
.
صدقا أماه هل بيدي أن أغير مجرى القدر.. وأمنعه من إصابتي بالمرض...؟؟!!




**************************************




توالت الأحداث بصورة سريعة بعد ذلك...لا تذكر سوى وجه سلطان المرعوب مسرعا نحو أمها

ليحملها بين يديه ويسارع بالخروج

وسيارات رجال الشرطة والإسعاف التي حضرت لتحمل المصاب وتحمل الرجل الثائر الآخر وهي في

الزاوية ما زالت تشهق وتفتح عينيها بذهول ليخلو البيت إلا منها....وصورة مرعبة تحتل ذهنها...

أمها....أهي بخير...؟؟

ارتمت على فراشها تحتضن مخدتها تستنشق رائحتها...."رباه احفظها لي ربااااه..لا أقوى على بعدها"

لا تدري كم استغرقت من اللحظات تبكي حتى استغرقت في النوم




******************************************



سلطان يذرع ممر المستشفى جيئة وذهابا وقلبه يخفق بعنف قبل أن يتذكر الإنسانة الوحيدة التي تركها

في المنزل والتي كانت هدفا للحقير قبل قليل...شعر بتمزق عميق...أمه...أخته....لأول مرة يشعر

بالعجز...وبحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه...ارتمى على كراسي الانتظار...واتكئ على ذراعيه بألم

رآه يدخل بهيبته المعتادة....سطوة حضوره....يرى الإنسان الذي تخلى عنهم من اثنا عشر سنة مضت

وتركهم يواجهون العوز والحاجة والفقر...بينما يغرق هو في عالم المليار....لم يكن يملك الوقت الملائم

ليباعده...ليخبره بمقدار غضبه منه...أخته وحيدة في خطر هب واقفا:"تكفى يا أبوية طلبتك نورة

لوحدها بالبيت ما عندها أحد وما أقدر أترك الوالدة لين أتطمن عليها"
.
.
.
.
.
طرفت عينه ودهشة لم تتجاوز داخله......أما زال حفيده هذا ينتخي منه معروفا...؟؟...لوهلة شعر

بابنه مالك يقف أمامه...قبل 29 عاما....يخبره عن...

"وين بيتكم...؟؟"

بتوتر يدفع الكلمات من فيه ليصف له مكان المنزل....

غادره....وسؤال يتقلب برأسه....أترى تلك الطفلة....ما زالت طفلة...؟؟



************8***********************




سرعان ما حملت الهواتف المحمولة خبر عقد نكاح منى وتم تحديد موعده مع ملكة أخيها خالد

وقبل موعد الملكــــة بيومين

كان استنفار القوى والطاقات لأعلى مرتبة فالسيارات لم تكف عن التحرك طوال الليل

لجلب العديد من الأغراض من المجمعات التجارية...حذاء...لون مختلف يشابه لون الفستان من ظل

العين...

هدية للعريسين الجدد....وفستان الصغيرة تلك...وجلابية الخادمة تحتاج لتوسيع.....

وها هي دلال تحادث أحدهم على هاتفها النقال:"إيه فيصل ها أنزل...؟؟"

"طيب ياللا نازلة....نازلة"

التفتت إلى أخواتها اللواتي يرتدين حجابهن(الجازي-حصة-سميرة):"ياللا فيصل برى"

في تلك الأثناء جاءت رغد تركض مع عبير وندى:"مامااااا.....أمييييي......مامااااا"

دلال وهي تشعر بأعصابها المنهكة تفلت قليلا:"هااااه...وش تبغون؟؟"

رغد:"ماما فساتيننا عند المشغل ما جبناها لسى"

سميرة:"يوووه والله وهقة"

حصة:"خلاص أكلم محسن يروح يشوفها"

عبير:"يو خالة فشلة....أمي وين طلال؟؟"

الجازي:"طلال راح يشوف فستان مزنة وبعدها بيروح يشوف سلات الشكولاتة"

حصة ترفع هاتفها النقال:"ايه خلاص دقيت على محسن.....هلا محسن....اسمع فساتين البنات عند

المشغل بالله روح شوفها....إيه نفسه اللي فيه فستان تالا.....إيه يبون يقايسون وبعدها الله يجزاك خير

ودها المغسلة....إيه تكفى تكفل بالموضوع كله....الله يرضى عليك مع السلامة"

دلال:"هذا فيصل يدق ياللا"

خرجن الخالات تباعاً

عبير:"بتنقشي يا رغد"

رغد:"إيوه...بس اسوارة....وبأرسم قلب فيه حرفي على طرف يدي"

ندى:"ياللا أجل كلنا زي بعض....ترى أم آدم خلصت من البزارين خلنا نلحق عليها"




*****************************



وفي مكتب التحقيق :

يتكتف بملل بينما قدمه تسير بإيقاع رتيب للأمام والخلف ونظرة متغطرسة لم يحاول منعها من الظهور

والضابط الساخط أمامه يكاد ينفجر غيظا:"يا بن الــــ..... تكلم"

الآن هو الآخر يلوي فكه بغضب شديد قبل أن يقف بقامته العريضة:"ثمن كلامك..."

ليصرخ به مرة أخرى:"يعني وش بتسوي مثلا...؟؟...انثبر الله يقطع وجهك..."

يضرب المكتب بقسوة وبسمة ساخرة تعلو وجهه:"وش بأسوي؟؟...-ينحني مقتربا منه وذات البسمة

الساخرة على وجهه- أنقلك من هنا لمدينة ثانية مثلا...ولا أرفع قضية تعذيب جسدي...للنقيب مطر

مثلا"

لم تفته النظرة المهتزة التي غشت عينه قبل أن يدفعها:"جاوب على قد أسئلتي.."

حقا ما أغبى هذا المبتدئ حين يقف أمامه هنا:"دفاع عن النفس"

"بالتفاصيل"

"مقتحم بيتي...ومعتدي علي..."

"كيف بيتك وأثبتت التحقيقات أنك ما تنتمي لذاك البيت"

يقف الآن غاضبا:"إذا بيت عمي ما صار في حكم بيتي وما دافعت عن بنت عمي ما عاد للدم حاجة"

ربما شعر الضابط باليأس من الحديث معه ليستدعي بلهجة آمرة:"يا عسكري وده للتوقيف على ذمة

التحقيق"

بالكاد يسيطر على أعصابه...قليلا قليلا فقط يا مهند....قليلا من صبر



*************************************


ها هنا ينتهي الجزء الخامس..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله..والحمد الله..ولا إله إلا إلا الله...والله أكبر...

اللهم انصر عبادك الموحدين...في سوريا والأحواز واليمن

وجنيع بلاد المسلمين..وثبت أقدامهم..يا قوي يا عزيز

إنك على كل شيء قدير...

همس الزوايا 07-05-12 06:26 PM




مساء النور والخير والرضا...

نظراً لطلب بعض الأخوات الحبيبات بتقصير الأجزء...

فقد قمت كذلك مع إضافة جزء يوم الإثنين..

شاكرة لكل من أنارت وريقاتي..بمرور أو بصمة

دمتن بخير








الجزء السادس



*************************************


بينما يتحدث هو بإسهاب كانت هي تحلق في عوالم أخرى

"...سبحان الله...من يتخيل إن هذا زوجي...يااا ربيه أحسني مستحية....زوجك يا ذكية...عادي أساسا زينة المرأة

حشمتها...وش دخل حشمتها اللحين...اممم لا صح هو تاج المرأة شعرها....يوووه لا وش دخل الشعر في السالفة

...والله شعري حلو...و يا زينه بعد....وين رحت اللحين...؟؟...إيوووه صح....زينة المرأة حياؤها...وأنا أساسا...."

"ريناد معاية..؟؟"

الدم يتدفق لوجهها بكثافة:"إيه معك"

"طيب استعجلي اللحين بأروح القاعة..."

"ليه...؟؟"

أأ...خطأ فادح

ابتسامة الآن تعلو وجهه.."إيه معك...عشان ملكة مجاهد وخالد"

وجنتاها تحمر بشدة:"إيه نسييت..بس فستاني بالمغسلة.."

ابتسامة أخرى:"وأنا وش قاعد أقول من الصباح..؟؟...أقول بروح أجيب فستانك وبالمرة أمر بمجاهد

والساعة عشرة ونص تكوني مخلصة"

في محاولة يائسة لتعدي الأمر"طيب مين بيوديني المشغل..؟؟"

الآن يضرب يده على جبهته.."رينااد ما كنتي معااية نهائيا ما كنتي معاية...أقولك آخذك اللحين و أوصلك

المشغل...وأروح أشوف مجاهد وفستانك....بعدين أجي آخذك من المشغل وأرجعك البيت تلبسين..وعالقاعة

...مفهووم مدام...؟؟"

بخجل بالغ وعيناها لا تفارق الأرض:"إيوه"
.
.
.
.
.
.
ابتسامة تعلو وجهه وهو يرى خجلها البالغ يقترب ببطء أمام فتنته الصغيرة تلك...ينحني إليها...ويطبع

قبلة على جبينها المحمر...ثم يغادر



*************************************



في القاعة وأعداد الحضور الكبيرة...جميع الألوان ترى هنا...وجميع تصفيفات الشعر...وأشكال الزينة...والروائح الزكية

تتمايل الآن بدلال على المنصة...وأمامها ابنتي خالتها يشاركنها الرقص...وبنات عمها على الطاولة أمامها...يصفقن

لها بتشجيع حماسي....الكل هنا يخبر بمقدار السعادة والأنس والفرح...فلتتناسى شعورها الموجع لسويعات هنا..قبل أن

تختلي به مجددا...تنتهي الأنشودة...وتنزل رغد وكذا تالا وإيمان....تأتي عبير مسرعة ترفع طرف فستانها الزهري بحماس

"رغووود...يالخاينة رقصتي بدوني"

"هههههه وينك لي ساعة أدور عنك"

"إيوه إيوه تعذري....أففف كنت عند جدة سعدة استلمتني طلبات...كاس موية....فنجال قهوة...صحن شكولاتة..

روحي شوفي أم محمد وأم خالد...وهاتك طلبات...وأنا ما غير أراكض بكعبي يمين وشمال"

"هههههه ربي بلاك...أكيد مسوية معصية أمس.."

"استغفر الله يا كثر معاصينا...-تضم يدها بحب-....ومع كذا ما أتخيل نفسي أستغني عنها فديتها.."

"عبيييير"

تتنهد الآن وهي ترخي يديها بإحباط:"هي ما تعرف من بنات بناتها غيري اش معنى ما تناديكم؟؟"

"عبييييييييييير وصمخ"

تقوم وهي تئن من قدمها وترفع صوتها ليبلغ جدتها"حاااضر جدة.....-تعاود محادثتهن- شكلي بأبطل أحبها"

بينما تنفلت رغد وبقية الفتيات بالضحك



*************************************



تلتهم أعينها أسطر الرسالة والدموع تغشى عينيها...قبل أن تنقطع الرؤيا وتنفجر باكية

بانتحاب...سبحانك يالله

ما أعظمك...سبق عدلك...سبق عدلك...والآية تتردد في أذنها مجلجلة.."وأما اليتيم فلا تقهر".....

وذكرى أصابتها غشاوة تعود الآن تتزاحم في عقلها


..........................



"آآآآآآآآآآه مروان حرام عليك...آآآآآآه باااس مروان اترك شعري"

الآن يشد شعرها بقسوة أشد:"يا....وين الفلوس اللي في الدرج؟؟"

ألم مدمر يكتسح رأسها وهي تنفجر باكية:"والله ما أدري...والله ما دخلت غرفتك...والله ما أخذتها"

بغضب:"مين أخذها أجل فهميني..يالـــ....يالــــ...."

تتردد الكلمات في أذنها وقد بدأت تأخذ رنينا معتادا لديها...:"ماااااا أدري...مااا أدري...والله طول

اليوم وأنا في غرفتي...اسأل أمي إذا مو مصدقني"

ينطلق صارخا وتقع الكلمات بصدمة على رأسها ما أسرع ما يحور الكلمات كما يشاء لتنال نصيبا

أكثر من الضرب

"يالـــ....يالـــ.... تتهمي أمي إنها سرقتها"

واندفعت الضربات تنهال عليها من عقاله...وهي تصرخ من دونما منقذ
.
.
.
.
.
.
"أوووه مروان إنت قصدك عالفلوس اللي في درج المكتب...ترى حمودي لعب فيها فرفعتها عندي"
.
.
.
ألا يبدو ذلك مبكرا قليلا يا أماه...؟؟



......................................


شتاء عمرها الرابع عشر

ألم بشع يفجر بطنها....وهي لأول مرة...تصبح أنثى مكتملة...تتلوى في سريرها...وقد أغلقت الباب على نفسها

والدمع ينهمر من عينيها..ألم لا يطاق...مالذي يجب عليها أن تفعل بنفسها...أنين متوجع أفلت من فمها...رباااه

عونك...يطرق الباب وتدخل..تلك المسماة مجازا أمها.."جود اشبك؟؟"

ما بي أماه..؟؟

..."بطنييي....يعورنييي"

"ليه وش ماكله؟؟"

"ما أكلت شي"

"يمكن من الجوع"

ما لها لا تفهم؟؟

"أمييي أنا كبرت"

تنفتح عيني أمها على وسعها وقد داهمتها كما ظنت إحساس الأم المشفق:"مبروووك..."

تقترب منها وهي تسألها عن مكان ألمها ثم تحضر لها حبوبا مسكنة للألم...لحظات من حنان

تداهمها...سرعان ما

تتبخر..."اسمعي جود بعد ربع ساعة بيبدأ مفعول المسكن....الدورية عندنا اليوم...تقومي تغسلي

الدرج"

ماء..ورخام...وشتاء...أليس هذا قاس قليلا يا أماه....

........................

"جود.....تعالي شوفي برنامج خطير والله"
.
.
.
"جووود"
.
.
.
"هيييييييي جوووووود ما تسمعيني..."

شهقة اندفعت منها وهي تضم صديقتها لصدرها:"جوود بسم الله عليك يا قلبي ليه تصيحين؟؟"
.
.
.
لست أدري ما أقول يا صديقة..؟؟
هل هي عدالة السماء نزلت...؟؟
أم أنه سخط إلهي لما فعل بمن لا يملك حولا ولا قوة....؟؟



***************************************



توقف أمام باب المنزل متأملا الحي والشارع والمنزل والباب شقوق الزمن التي امتدت إليه والقدم

الذي يعلوه أخذ نفسا طويلا قبل أن يدخل المفتاح الذي أعطاه إياه حفيده

قبل قليل وقوفه في مكان كهذا كان مثيرا للريبة بكل هذا البذخ الظاهر عليه....من تكون حفيدته هذه

لم يرها منذ أن كانت بالخامسة من عمرها...أتراها تحمل ذات رنة الحياة في صوتها والتماعة

المشاكسة في عينيها أما زال يعلو رأسها فتنة الحرير السوداء تلك....تنهد ببطئ ودفع قدميه إلى الداخل

مجتازا الباحة الأمامية الواسعة كما هو حال المنازل الشعبية فتح الباب الآخر وهو يدير عينه في الداخل

محاولا تجاهل منظر المنزل بأثاثه الرث وهيئته القديمة التي أوحت بالوضع المتقشف الذي يعيشه ساكنيه

تقدم بضع خطوات قبل أن يفرقع صوته في صمت المنزل:"نورة...نوراااة"

لم يأته جوابا تقدم للباب الأول عن يمينه كان خاليا سوى من سرير حديدي وعليه فراش ظهر القدم

عليه وخزانة صغيرة محشورة في الزاوية لفته دفتر ملقى على السرير تقدم ليلتقط الدفتر ويتصفحه كان

هناك الكثير من الأرقام والعمليات الحسابية وكلمات مختصرة(علاج الوالدة, إيجار البيت,فاتورة

الكهرباء..)

توقف عند صفحة بدى فيها الخط منسق بانتظام بقلم حبر أسود سائل


" مساك الله بالخير أبوية
إش مسوي عساك بجنات النعيم...؟؟
سامحني أبوية عالقطوعة....
بس تدري اختبارات نهائية ومرض أمي..وسلطان
ما قلت لك يا أبوية...
سلطان رجال أبوية....
اليوم سمعته يكلم بالجوال...
كان معصب ويخاصم...
تدري بنتك قد إيش ملقوفة....
جلست أتسمع...الله لا يآخذني أبوية ادعيلي عند ربي
المهم إنه كان يقول...إنه مو محتاج فلوس
ولا يبغى مساعدة من أحد....
فرحت من كلامه لكن يوم سمعت الباقي
حسيت ودي أركض وأضمه وأبكى على صدره لين أقول بس
كبير صدره أبوية كبيـــــــر....يوسع عالم بكبره
كان يصرخ ويقول
قل لأبو سعيد لا يعودها ماله مرة عندي
أختي لساتها صغيرة ومني راميها على رجال قد جدها
هذي بنت مالك ما انضامت في حياته ما تنضام بعد موته
أحبه أبوية أحبه مــــــــــــــــــــــــــــرة
ادعيله أبوية ربي ييسر أمره ويرزقه اللي يبغى وأهم شي ما يحرمني
لا أنا ولا أمي منه....
ايه صح أمي اليوم ورتني صورتكم يوم إنكم بمصر...
هههههه تحفة أبوية والله إنك رزة وكشخة...."

شعور مؤلم تصاعد لجوفه وهو يرى تلك الحياة التي غرق فيها أبناء ابنه مالك

أغلق الدفتر وأعاده حيث كان...كان يكفيه ما قرأه ليعلم أي حياة يعيشون خرج عائدا ليبحث عن

نورة ,نورة الفتاة الربيعية ذو الثمانية عشر عاما

خطواته التي اتسمت بالهدوء منذ بلغ من المكانة ما بلغ تتجه للغرفة الأخرى..ذات المظهر المتقشف

الذي بدأت عيناه تعتاد عليه...ابتسامة غزت وجهه وهو يرى تلك الفتاة التي بدت تشبه إلى حد كبير

صورة لطفلة تحمل دمية بين يديها وتختبئ خلف والدها تسترق النظر إليه....وهو لا ينظر إليها...بينما

هو ينظر...أليس الجد أبا...؟؟...كما أن الجدة أما...؟؟

احتفظ بها عقله...لكن بملامح أكثر نضوجا...اثنا عشر سنة كانت أكثر من كافية..لتغير شيئا من

تلك الصورة ...تجلس مستندة إلى الجدار..وتبدو نائمة..تقطيبة عينيها أوحت إليه بضيقها من نومها

بهذا الشكل...توقف الآن..ماذا يفترض به أن يفعل..؟؟...أيوقظها؟؟...أم يعدل من وضعية نومها؟؟

...اقترب منها محاولا إراحة ظهرها على فراشها...قبل أن تنتفض قاعدة وشهقة تنفلت من فمها

إحساس مر داهمه بأنه لم يكن يدخل على ابنتيه ليوقظهما يوما... أو يعرف ما يشعرون به...ما

يخجلون منه...وما يرونه عاديا..كل ذلك فكر به بينما الفتاة أمامه تضع يدها على صدرها وتطفر

دموعها من عينيها بهلع بين...لم يكن ليتنازل من علوه لطمأنتها استند واقفا رغم سنينه السبعين إلا أن

أيا من علامات الشيخوخة لم تغزوه وبدا أكثر قسوة وهيبة
.
.
.
.
.
.
الشيء الوحيد الذي شعرت به هو الفزع وهي تراه بهذا الحضور الكاسح يقف إلى جوارها....

مالذي جاء به..؟؟....ومالذي يريده...؟؟

"قومي البسي عبايتك تروحين لأمك وسلطان"

قفزت واقفة وهي تهرول للخارج بحثا عن عباءتها....رغم أنها متأكدة أنها لديه بالداخل...لكنها أرادت

أن تبتعد عن نطاق هيبته وحضوره....كرهت بشدة دخوله عليها وبهذا الشكل...تمنت...تمنت بقوة...

أن تطرده خارجا....ذهبت لتغسل وجهها وتتشاغل عله يغادر الحجرة فترتدي حجابها وتلحق به.....

مالذي جرى لأمها...بل كيف وصل جدها إلى هنا...؟؟.....لماذا أتى..؟؟...هل من الممكن أن يكون

سلطان هو من بعثه...؟؟....من ذاك الذي هاجمها..؟؟....ولماذا..؟؟...وكيف أدرك أنها وحيدة...؟؟؟

"مطولة...؟؟"

قفزت تنظر خلفها...كان يقف أمام باب الحجرة يرقبها لتنتهي...

"لا خلاص...ألبس عبايتي بس"

"عجلي أنا بالسيارة برا"

"حاضر"




***************************************



الكثير من الإجراءات والتدخلات خرج طارق بعدها من السجن براءة بعد أن قضى فيه يومين ونيفا

عبد الله:"الحمد الله عالسلامة"

طارق:"الله يسلمك...والله ما أعديها له الــــ......"

عبد الله:" زي ما قلت إنت ...... ما يستاهل تضيع وقتك عليه"

طارق:"أجل أنا....أنا طارق ساعد سيف الــــــــ...... أتحرش بأطفال إيه...؟؟ حيوووان على غفلة مالي

غير غرايزي وشهواتي...؟؟...وفي مين في أطفال....؟؟؟....والله ما أسكتله...والله لأطلعها من عيونه

تلقاها فيه ورامها علي...والله ما أسكت"

عبد الله:"إنت عارف شلته كيف...ابعد عنه وادع ربك يجعل كيده في نحره"

ألقى نظرة سريعة على عبد الله:"مهي العوايد"

عبد الله:"والله ماله داعي نصعد الوضع –وباستبلاه- بعدين أنا أكبر منك مفروض أكون أعقل"

طارق:"عدااال يالكبير"

عبد الله:"ههههههه....ياللا بمناسبة البراءة بأعشيك على حسابي....ترا الليلة ملكة خالد ومجاهد"

طارق:"أدري قلتلي أمس"

عبد الله بذات نبرة اللعب:"أنااااا...؟؟...لا مغلط يالأخو شكله جاك جني متلبس بشكلي"

طارق:"أهااا وأنا أقول ريحة فمك طالعة أمس ليه"

عبد الله وهو يلكمه على كتفه:"أحسن من ريحة فمك..."

طارق وهو يدعي البراءة:"ليه مو الجن كفار وروايحهم شينة"

عبد الله:"طوييييييرق اعتدل والا والله مافي عشا"

طارق:"هههههههههه لا خلاص سكتنا"



****************************************



في استراليا




مرام:"وعد وش سالفتك إنتي الثانية؟؟"

وعد وهي تمسح دموعها:"تخيلي تخيلي يا مرام يقول لي في وجهي كذا أنا أحب آن ويسوي نفسه مهو

عارف إني أحبه..؟؟"

الدم يرتفع بوجهها الآن وهي تصرخ:"وعد إلى متى بتستمري على حركاتك هذي ما تستحين على وجهك؟؟

هذا إنسان حقير حقيييير مو بس حقير إلا قذر ونذل أصلا كل الرجال كذا كلهم وإنتي لسى تلاحقيه

يعني وش تنتظري متى بتتركيه لا صرت حامل وما تدري وين تودي وجهك من أهلك قسم بالله تخلف

مصخرة قلة أدب"

تحجرت الدموع بعينيها وهي تنظر لمرام بصدمة اعتادت سخطها مما تفعل لكن صراخها ذاك كان فوق المعتاد

بينما عادت مرام تنظر لأوراقها وهي تشعر أنها زادت في نسبة حدتها...تستغفر الآن بقلق..وهي تفكر في الأقدار

التي ساقتها...لتحيط بها...لقيطة...وأخرى تتبع الرجال...شيء يصف ما تحاول نسيانه:"وعد والله راح تندمين على

هذي الأشياء اللي قاعدة تسويها كلها كم أسبوع وراح أرجع لدبي وبعدها ما راح أكون حولك ما راح تسمعين صراخي

وتحذيري بس أقولها لك من الآخر الشباب ماهمهم غير اشباع رغباتهم القذرة وإذا إنتي مستعدة لهذا الشيء اختصري

لهم الطريق وروحي وإياهم لأحد الشقق المفروشة..وعربدي على كيفك"

شهقت وعد بصدمة:"مرام"

تضغط على القلم في يدها بقوة لا تود جرحها ولا القسوة عليها لكن لابد من إيقاف سذاجتها قبل أن

تغرق سفينتها سحبت أوراقها وألقتها في حقيبتها وثبتت نقابها وقامت لتغادر كل ما قالته توا أعاد لها

ذكرى لثمانية عشرسنة مضت رفعت يدها مودعة لوعد

وخطواتها تقودها نحو المكان الذي تجد فيه متنفسها


البحر



*****************************************



قام مفزوعا من نومه وصدره يرتفع وينخفض بسرعة

المرة المليون الذي يتكرر فيه هذا الحلم

غطى وجهه بكفيه وهو يستغفر رفع نظره للأعلى يبتهل

"يالله....يالله....يالله....رحماك بي....رحماك"

جلس أسامة من نومه:"راكان وش فيك......؟؟"

نظر إليه راكان ومازال في داخله ألم ألم عميق وهز رأسه ببطئ وهو يتأمله بصدمة

ذات الوجه الذي يطارده في نومه يتحور الآن في ملامح أسامة....

أسامة....أترى الأحلام التي تطارده...تعبث بعقله؟؟

"راكان فيك شي يا أخوك؟؟"

هز رأسه نفيا وعاد لينام وهو يقرأ أذكاره وتفكير عميق يقوده نحو أسامة




*************************************




في غرفتها الواسعة والكبيرة والهاتفها النقال على أذنها:"حبيبي ما أقدر..."

"كيف ما تقدرين كلها نص ساعة بالكثير وفي سوق عام ما أحد درى عننا..."

"ما أدري..."

"كيف ما تدري حبيبتي خايفة مني شاكة فيني ما في ثقة أبد...؟؟"

"لا نواف حبيبي المسألة مو كذا بس..."

"بس إيش قلت لك بس نص ساعة ربع ساعة إذا بغيتي تكفين حبيبتي لا تقطعي قلبي أكثر من كذا لا

تحرميني من حبي الوحيد ولا ما يهمك تجرحيني وتموتيني وتعذبيني خلاص أموت أنا.."

شهقت بخوف:"لا بسم الله عليك بعيد الشر عنك...؟

"طيب كيف...؟؟"

"خلاص حبيبي أوكِ ربع ساعة بس مو أكثر..."

"عشر دقايق ولا يهمك...."

مرت عليها الساعات بسرعة أكبر وانتقلت وهي معه في السيارة

"نواف حبيبي البيت مرة بعيد..."

"إيش أسوي حبيبتي ما لقيت غيره..."

كانت ضربات قلبها تزيد وهي تودع العمران خلفها

"نواف خلاص وقف هنا أنا لازم أرجع تلقى ماما خايفة علي دحين...."

هي أكثر من يدرك بعدم معرفة أمها عنها والمصيبة الأدهى أنه هو الآخر يدرك ذلك

"إيه مرة والله ما درت عنك لو رحتي عنها ساعة ساعتين ولا سنة سنتين..."

فجأة تغيرت لهجته...أسلوبه... كلامه

"نواف وقف هنا خلاص وقف ترى والله أفتح الباب..."

"ههههه تفتحي الباب ياللا افتحيه يا فالحة إذا قدرتي..."

زادت سرعته بشكل ملحوظ

"نواف تكفى الله يوفقك رجعني تكفى نواف..."

"ليه حبيبتي ما تبين تشوفي بيتنا..؟؟"

"لا... خلاص أشوفه بعد الزواج.."

"لا إيش يضمني يعجبك..؟؟"

بضعف وصوت متهدج:"راح يعجبني دامه ذوقك بس تكفى رجعني..."

"هههه لا حبيبتي خلاص وصلنا خمس دقايق تشوفي البيت وبعدها نرجع.."

خوفها وهي تنزل معاه دخولها للشقة

تسارعت بعدها الأحداث في رأسها حتى نقطة الصفر

وهي مرمية على الأرض تنزف والشقة خالية إلا منها

كانت دموعها تتساقط بشدة وصوت شهقاتها ترتفع

"أنا اللي جنيته على نفسي أنا السبب حسبي الله عليك يا نواف الله ينتقم منك الله ينتقم منك الله

يجازيك ضعف العذاب اللي عشته الله ينتقم منك.."

رجعت ذاكرتها أخرى يوم أن علمت بالفضيحة التي تسكن أحشاءها واتصالها به

"لا يا حبيبتي جاية تتبلين علي بولد الناس روحي دوري عن أبوه اللي لعبتي معاه..."

كل كلمة طعنتها في الصميم جرحتها في كرامتها

بعدها سافرت.....سافرت لاستراليا بحجة إكمال دراستها

تسعة أشهر وبعدها عادت للمملكة وهي تحمل في يدها مولودتها

تريد التخلص منها لفترة ثم ترجعها كيتيمة تربيها عندها

ورمتها رمتها أمام أحد مراكز الأيتام بعد أن أوصت في ورقة تركتها معها بتسميتها رزان نواف

وبعدها عادت مع أهلها للإمارات

هي حقيرة مجرمة حين رمتها لكن هي عادت تبحث عنها

انهارت بكت صرخت لكنها لم تجدها

جاءت أسرة أخرى كفلتها ورحلت

بكل بساطة أخذوا بنتها أخذوها وتركوا الطائف

هكذا رحلت من بين يديها

جلست على الأرض بلا شعور وانفجرت تبكي وهي تتأمل الصورة الوحيدة لها التي أخذتها لها وهي أمام

الميتم

وتتمتم بضعف:"وينك وينك اللحين كيف عايشة ووين؟؟ وش اسمك تعرفين إن أمك تتعذب هنا

أمك أنا أنا..."

ضمت هاتفها النقال

"رزان حبيبتي رزونة كيفك اللحين؟؟"

ضجيج البحر وأمواجه اختفى أمام شهقاتها وتنهيداتها

ومن ورائها مسحت جود دموعها وضمتها من ظهرها

"مرام مرام حبيبتي ما يصير تبكين كذا إنتي أقوى أقوى من الدموع أقوى من صعوبات هالزمان"

ارتمت في حضنها وتشبثت بها بألم

"جود والله مشتاقة لها مشتاااااااااقة وينها اللحين كيف عايشة تدري إني أدورها من 18 سنة ؟؟"

ضمتها نجود أكثر وهي تفقد السيطرة على دموعها

تحمل صديقتها في قلبها جرحا عميقا...لم تستطع بيان أحداثه...لكنها تبكي...وهي من مسحت لها

دمعتها ذات يوم...




*******************************




صباح يوم جديد يرسل أشعته تخترق طبقات الظلام...تحمل الأمل...وبسمة ترتسم على ثغر أحدهم

ودمعة....تخالط لحظات فراق و وداع.................ولقاء

كان يوما حافلا هو الأمس...الآن تسحب رجليها سحبا وهي تشعر كأنما عملاق يشدهما

للأرض...كم هو متعب

هذا الكعب..ماذا لو أخذت آخر أقل ارتفاعا...هكذا هي نهاية كل مناسبة...نظل فيها نرقص

ونضحك ونركض

قبل أن يأتي الصباح....فنكون كتل هلامية تبحث عن النوم...والنوم فقط...

في درج المنزل صاعدة إلى جناح الفتيات...لم تشعر سوى بقدمها تعكف بشكل مؤلم...وتسقط درجتين

للخلف تباً...أهذا وقته....تنزع حذاءها من قدميها بسخط...وتكمل ما تبقى من الدرج متجاهلة الألم

الذي اكتسح قدمها..

تريد الآن فقط أن ترى السرير...في الغرفة المظلمة...والباردة جدا بفعل جهاز التكييف...ستجد وقتا

كافيا فيما بعد لتتألم...تسحب قميصا فضفاضا باردا...وتتجه لتبدل فستانها الثقيل هذا.

"ههههه أما رغد وضعها مأساوي"

تلتفت الآن بسخط لابنة خالتها التي تبدو في مزاج يسمح لها بالسخرية:"ندى كلي حلاوة"

وتسارع للتبديل والاسترخاء على سريرها والاستغراق في نوم عميـــــــق
.
.
.
.
.
جميلة هي اللحظات التي تنسينا همومنا...وإن كانت ترهقنا وتتعبنا جسديا




*****************************


ها هنا ينتهي الجزء السادس..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله..والحمد الله..ولا إله إلا إلا الله...والله أكبر...

اللهم انصر عبادك الموحدين...في سوريا والأحواز واليمن

وجميع بلاد المسلمين..وثبت أقدامهم..يا قوي يا عزيز

إنك على كل شيء قدير...


همس الزوايا 10-05-12 08:47 PM




عذراً لتأخري في إنزال الجزء السابع لبعض الظروف...

ربما تضامناً مع هموسة وهذيان...^^

ها هو الجزء السابع..وسعيدة جداً بمن يتابعني بصمت..

والذي أرى اسمه ينير في آخر الصفحة عند كل جزء أضيفه..

لكن بالتأكيد..ما زلت أطمح للمزيد من التفاعل منكم يا أحبة..

دمتم بخير

هذا الجزء إهداء إلى صديقة الطفولة..والأخت التي لم تلدها أمي..

والرفيقة الصدوقة..والناصحة القريبة...

}...فتاة العلا...{ :smilies_041:





الجزء السابع

*****************************




يتثاءب ببطء ورائحة السجن النتنة تتسلل لأنفه...ألا يمكنهم توفير القليل من المنظفات هنا؟؟...ينظر لساعته مجددا

ألا يبدو أن جده تأخر في التصرف...؟؟...وكأنما سمعه جده يقول ذلك...فتحت الزنزانة وتقدم

الشرطي مناديا "مهند نايف الــــــ"

يقوم وهو يرفع أنفه مكسبا نظرته غرورا ألفه ويرافقه إلى الخارج..هناك يجد جده وذاك الضابط المبتدئ يقف بخنوع

إلى جوار النقيب...لن ينسى له تصرفه...سيهديه هدية الوداع...صافح النقيب بقوة وبعد تبادل التحيات المعتادة و

كلمات الشكر والاعتذار قال بصوت جهوري تعمد إكسابه شيئا من سخرية:"الله يبيض وجهك ما قصرت...بس يا

ليت تعلموا الضباط المبتدئين كيف يتعاملوا مع الناس تعامل أوادم مهو حيوانات وإنت بكرامة..."..

ابتسم النقيب

وهو يرى نظرات مهند المصوبة نحو الضابط إلى جواره:"أبشر..ما طلبت"

الآن يخرج وهو يوجه نظرة احتقار وتشفي متعمدة للضابط...توقف قليلا يعب من الهواء النقي شيئا يسيرا قبل أن

يلتفت لجده:"من زمان أبوية ما مرينا عالمزرعة شف لنا وقت نمرها"

تبسم جده بفخامة قاسية:"اش الطاري...؟؟"

ابتسم هو الآخر:"والله مع العفن اللي داخل حسيت إني أبي هوا نظييف أشمه"

"على طاري اللي داخل اش السالفة؟؟"

يحدث جده وخطواته السريعة القوية متجهة نحو السيارة:"ولا سالفة ناس حبينا نعلمهم مقامهم"

"ياا ولد"

توقف الآن أدرك أنه أثار غضبه التفت نحوه وقبل رأسه:"السموحة"

كما هي العادة اكتفى بالصمت مكملا خطاه نحو السيارة بينما يتوجه نحو الباب الخلفي للسيارة

لاشك بأن جده أحضر السائق وهو سيجلس في الخلف في اللحظة التي

فتح الباب ليقتحم المقعد الخلفي أتاه صوت جده محذرا وكتلة سوداء تجلس ملتصقة إلى الباب بذعر قبل

أن تفتحه وتغادر السيارة..نظر بدهشة قبل أن يغادر السيارة هو الآخر على وصول جده إليها

"حول قدام معنا بنت عمك..."

عبس الآن باستنكار:"بنت عمي؟؟"

"ايه بنت عمك مالك"

يرفع الآن حاجبا ببسمة ساخرة ويتجه لمقعد السائق...بينما تراقب عيناه تلك الكتلة السوداء التي

اتجهت للبوابة لتركب
.
.
.
.
.
"وجع...الله يا خذ إبليسك...بعد بعاااااد...رافع حاجب مسوي إنه إنه...روح بس مالت عليك وعلى أشكالك"

تركب السيارة والغضب يكاد يطفح منها...من يظن نفسه هذا المتغطرس الذي لا يسوى ريالا تخرجه من جيبها....

هناك ما هو أولى لتفكر به...أمها..ما تراها تفعل الآن؟؟..أتراها بخير..تزفر بتعب...رباااه كن إلى جوارها....

رائحة عطر رجالي اقتحمت السيارة لم تكن موجودة قبل دقيقة...سمعت صوته الرجولي يحادث جدها:"دفنوه؟؟"

"لا لسى بيكملوا الإجراءات بكرة ويدفنوه..ما بتمر أهله تعزي فيه"

"ياكلون......وياه ما بقي غير أعزي في الحثايل"

اشمئزت من اللفظة البذيئة التي انطلقت من فمه...لا يهمها بتاتا...هو ابن عم بالاسم فقط...لكن هذه الألفاظ

تؤذي مسمعها...سحقا لذلك....توقفت السيارة مدت بصرها لتصطدم بالقصر السكني العملاق والبذخ المحاط به...

نظرت للأمام تجاه جدها ما عساه يفعل هنا..؟؟

فتح الباب الجانبي وترجل منه ابن عمها محادثا جدها:"خلاص العصر بكون عندكم إن شاء الله"

"خذلك غفوة قبل العصر تصحصحك"

"بغير العفن اللي لابسه وأتروش وأنام...ياللا أبوية سلام"

أغلق الباب وغادر السيارة بينما تابع جدها طريقه للمشفى صامتا...هكذا أفضل...رباااه رجوتك ارحم أمي....



****************************




في المدينة


رهف:"أمي ترى زهقت ونفسي هنا"

أم رهف:"وش تبغين أسويلك؟؟"

رهف:"نبغى نطلع نسافر أي شي"

أم رهف:"عندك أبوك كلميه إذا وافق ما عندي مانع"

رهف:"لا يا أمي أبغاك تكلميه ما أحد يقنعه غيرك"

أم رهف:"إن شا الله يصير خير "

رهف:"مع إن شاء الله يصير خير انسي يا رهف تطلعين"

أم رهف وهي تضحك:"خلاص ابشري كم رهف عندي"

رهف وهي تنحني على رأس أمها وتقبله:"وحدة والله يعينك عليها"

تتجه الآن لغرفتها وتناديها أمها:"إيوه حاجتك ومشيتي.."

تلتفت بابتسامة:"لا والله بس أبغى أرسل لعمة جود رسالة"

تتنهد أمها الآن:"ما ردت عليك بشي يمكن ما عاد صار جوالها"

غمامة من حزن غشتها:"بأحاول لعل وعسى ما عندنا وسيلة اتصال غيرها"

"الله يصلح الأحوال كم كملت دحين؟؟"

"أربع سنين وثلاث أشهر"

"الله يسامحك يا أم مروان"

"الله لا يسامحها المجرمة ويطلع حق جود من عيونها هي وولدها"

تصرخ بها معاتبة:"رهف..جدتك وعمك...بعدين خلاص ربي أخذ بحقها منهم..ترى أبوك بيروح

العصر يزورهم لازم تمري عليهم مهما يكون من يوم صار لهم اللي صار ما عتبتي بيتهم"

"والله لولا إن قطيعة الرحم حرام..ما رفعت لهم تلفون ولا سألت"

تنهدت الأم واستمرت رهف في طريقها لحجرتها




************************************




صباح اليوم


في المستشفى


تأحذ الكلمات رنين مزعج في أذنه قبل أن تتوسع عيناه بصدمة

"إيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش..."

ربت على كتفه:"يبني محدش يعترض على أضاء ربه هي دلوأتي بأشد الحاجة لأوتك"

تراجع ببطء ومرر يده على لحيته مرة واثنتين وثلاثة وهو يستغفر ربه بألم ثم تنهد:"أبغى أشوفها"

أشر له يلحقه:"بس زي ما ألتلك خليك أوي أدامها"

فتح الباب له وتراجع ليسمح له بالدخول

توقف أمام الغرفة وهو يراها والشحوب يغطيها بجسمها الصغير وهي متمددة على السرير

تنهد بحرقة وسحب رجله ودخل لها وتوقف عند رأسها وهي ترفع نظرها له بإعياء وترسم بسمة

متهالكة على وجهها وبضعف شديد:"...سلطــ...ـان...وين..نــ..ــورة؟؟"

انحنى ليقبل رأسها:"الحمد الله على سلامتك يا أمي..نورة بخير جدي بيجيبها دحين"

رأى التقطيبة التي علت وجهها ليربت على كتفها وهو يغالب احتقان الدمع في عينه بأسوأ أوضاعها

تفكر بأبنائها كم هو كبير قلبك أيتها الأم كم هو كبير:"لا تخافين يا أمي عمي راكان مهو حولها"

أدرك قلق أمه على ابنتها وهو الآن يحمل ذات القلق بداخله...تمنى أن يسارع جده

بطمأنته...كان يرأى في عينيها تساؤل مرتجي والدمع يوشك على السقوط:"سوا...فيها...شي"

هز رأسه وهو يمسح على رأسها:"لا أمي....مهند لحق عليه قبل يسوي شي...ربك ستر"

تنهدت بألم:"ذبحه...مات؟؟"

هز رأسه:"ما عليه أمي دحين ارتاحي ويصير خير بعدين...."

أغمضت عينيها بألم:"...أبــ..ــغـــ..ـى...نورة...أبــ..ـــغـــ..ـى...أشــ. .ـوفها...قبـ..ـل....أمو....ت"

ربت على كتفها:"الله يحفظك أمي...ليش هالكلام..؟؟...بتشوفينها...وبتشوفين عيالها إن شاء الله

وتربينهم كمان"

نظرت إليه بعينين دامعة:"ما أظن...يا أمك....ما أظن"

في تلك اللحظة انفتح الباب واندفعت نورة تلقي نفسها على أمها تقبلها ودموعها

تتساقط:"أمي...أمي"

رفعت يدها بوهن تربت على كتفها وتتساقط دموعها هي الأخرى وسلطان يربت على ظهر أخته التي

تنتحب بوجع:"...لا تخليني أمي...لا تخليني.....ما أقدر أعيش بدونك....ما أقدر..."

بحنان الأم العظيم تهدج صوتها:"أمي...نورة....خلي بالك.....من سلطان....راعيه...احفظيه...ما

أوصيك على نفسك أمي.....ما أوصيك...."

ارتفع نحيبها بوجع:"أمي...لا تقولين كذا...لا تقولين....انتي بتعيشين لبعدي...كفاية أبوية...وربي

كفاية"

لم تسفر ملامحه المتصلبة عن أي إحساس...وكأن مواجع هذه الأسرة لا تعنيه ولا تهمه...غادر المشفى

وقد كسى ملامحه جمود مهيب





***********************************************




في مطار جدة الدولي

يرفع راكان يده بالتذاكر لصاحبه:"أسامة ياللا أعلنوا الرحلة"

يتبعه وهما يتناقشان في خطة العمل التي سيقومون بها في أحد المراكز الدعوية في دبي

أقلعت الرحلة في طريقها إلى المدينة...أصر راكان على توديع والديه وإخوته قبلا...ما أن أقلعت الطائرة حتى

أخرج راكان مطويات صغيرة وبدأ بتوزيعها على الركاب...كان البعض يلقي إليه بنظرات احتقار ويصد بوجهه عنه

والبعض الآخر يتقبل ذلك بابتسامة...وآخرون يعتذرون بلطف عن أخذها....أخيرا عاد لمقعده وأخرج كتابا يقرأ فيه

"صراحة ما شاء الله عليك شجاع"

بابتسامة يلتفت إلى أسامة القابع إلى جواره:"ليش؟؟"

"ما أدري يا خي أحسني ما أقدر أدور كذا وأوزع خاصة في مكان زي الطيارة"

"العكس الطيارة أفضل مكان وزيها القطارات وحملات النقل الجماعي الطريق طويل وياخذ وقت والناس ما عندهم

شي حتى لو ما قرأوها في البداية في الأخير راح يحسون بالملل ويطلعون عليها وإذا حرصت على اختيار مطويات

أسلوبها شيق بينجذب القارئ لها ولعلها تصادف في قلبه موقعا والرسول صلى الله عليه وسلم

يقول:"لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"

"صادق والله...بس يحتاج شوية شجاعة"

"إنت لو تتذكر الأجر اللي بيجيبك بيطير أبو الخوف"

"ههههه يبغالي أجرب"

هبطت الطائرة في مطار المدينة

توقف راكان وإلى جواره أسامة وخلفهم وقف الحمال يحمل حقائبهم أشار راكان للسائق الاندونيسي

الجنسيةالذي سارع إليه مرحبا وحملهم إلى المنزل...كان السائق يتكلم باسهاب بلهجته المكسرة يروي له

ما حدث في غيبته

"بأدين هادا بابا في روه سمسم مهناد أسان أم سلطان في مستشفى مرض سرطان...هادا بابا مهند فيه

سوي جنجان

كبير سوي قتل رجال يدخل بيت سلطان هوا ما فيه بيت سوي سرطة سزن هوا اليوم ظهر سوي خروج

روه نوم"

التفت راكان مرعوبا للسائق:"مهند قتل رجال"

أكمل السائق مبتهجا بمعلوماته:"إيووا سوي قتل بس هادا رجال ما في كويس سوي دخول بيت أم

سلطان سلطان ما فيه"

"وسلطان وينه..؟؟"

"سلطان هادا مافي مألوم يقول هوا في شقل"

"وأبوي وينه..؟؟"

"بابا كبير بابا مهناد سلطان أم سلطان أخت سلطان كلو في مستشفى سمسم أم سلطان تآبااان

واجيييد"

استغفر راكان بضيق توقفت السيارة أمام المنزل دل راكان أسامة على غرفته وخرج متوجها إلى المستشفى

ليرى الأوضاع هناك



**************************************



في المنزل تتكتف بملل وتنظر لأختها المستلقية على الأريكة أمامها وتلعب بهاتفها النقال

صرخت بضجر:"طفففففشش"

التفتت لها خلود:"إش نسوي برايك..؟؟"

"لااازم نطلع شي نسويه"

"مثل؟؟"

"المشكلة كلهم في المستشفى...اممم وش رايك نرسل السواق يبجيب لنا من بابل ولا كودو ولا باسكن

ولا البيك ولا امممم النابلسي ولا البشير ولا سمك من الردادي ولا الركن الشامي ولا شاورما العربي"

"ههههههههه ما خليتي مكان يختي"

"طفششش أبغى أي شي أي شي نسويه"

"قولي لريانة تسوي أصابع جبن مشتهيتها صراحة"

تنظر إليها بسخط الآن:"لا يا شيخة ما كلفتي على عمرك"

"والله منجد..ونطلب ورق عنب من النابلسي وشكولاتة من باتشي ونخليها جلسة قهوة"

"امممم مو بطالة...وش فيه مسلسلات تعرض الساعة 5 العصر"

"ما أدري نقلب ونشوف"

"طيب أنا بأكلم السواق وانتي كلمي ريانة تسوي القهوة وأصابع الجبن...خليها تسوي كمان باستري

جبن...وبأشوف بنات أخوانك إذا يقدروا يجون"

"طيب"

سارعت العنود للاتصال بالسائق وإخباره بإحضار الطلبات التي اختاروا وللاتصال ببيت أخوانها بينما

علا صوت التلفاز بأغنية تنشر الخنا والفسق والفجور وأهلها في غفلة عن هذا
.
.
.
.
.
.
ما أغبانا حين نستبدل الفاني بالباقي ونحرم أنفسنا لذة الاستماع لغناء الجنة بالاستماع لمزامير الشيطان

ونعرض أذاننا لحمم الرصاص الذائب تسكب فيها...ونمتع أنفسنا بالنظر للمسلسلات الهابطة التي تفسد

عقولنا وأفئدتنا الغضة...لنكون فيما بعد لقمة سائغة...لأيدي الخبث والدناءة




***********************************************



تفتح عينيها الآن وهي تشعر بالضياع أين هي وفي أي وقت ومالذي كانت تعمله..؟؟

استرجعت ذاكراتها أحداث الأمس تمددت لتترك لمفاصلها حرية التمدد وهي تمنع بيدها ثوباء كبيرة من

التحرر تقع عينها على الساعة قبل أن تجلس ساخطة لم لم يوقظها أحد تكره أن تنام كل هذه المدة

بينما الآخرون مستيقظون

وعندما همت بمغادرة سريرها شعرت بألم يمنعها من تحريك ساقها ولدهشتها كانت متورمة بشكل مرعب

جعل الدموع

تنهمر من عينيها تباعا بدأت تنادي بأعلى صوتها على بنات خالتها وأمها وخالاتها لكن أحدا لم

يستجب لنداءاتها

سمحت لنفسها أن تتجاهل ألمها قليلا وتتسحب لتغير ثيابها وتغسل وجهها وكانت تلك مهمة بالغة

الصعوبة وبالغة

الألم استمرت دموعها بالنزول رغما عنها سارعت للاتصال بوالدتها باكية:"ماماااا رجلي متورمة تعالي

تكفيين يألم"

"بسم الله عليك رغد إش فيك..؟؟"

"ما أدري قمت من النوم رجولي تألمني ومتورمة....ماماااا تكفين تعالي بسرعة"

"بسم الله عليك جالسة أطلع الدرج"

اللحظات التي أعقبت ذلك والتي أخبرتها أنها مصابة بكسر في قدمها

عادت إلى المنزل تسندها يد والدها الذي بدا عليه القلق البالغ وفيصل الذي كان يحمل عكازها إلى

جوارها, محمد الصغير وابتسامة مشجعة يرسمها على وجهه حتى مها وفاطمة جاءتا للاطمئنان عليها,

تركي الصامت الصارم وقد ارتسمت على ملامحه علامات الضيق مما جرى لها....شعور بالسعادة

اكتنفها...كلهم هنا.....لأجلها

"الحمد الله عالسلامة رغوود"

ابتسمت لفيصل :"الله يسلمك"

تركي بهدوءه المعتاد:"ما تشوفين شر إن شاء الله انتبهي لنفسك مرة ثانية"

"الشر ما يجيك, إن شاء الله توأمي"

بسمة ترتسم على وجهه لها

فاطمة:"أقلقتينا عليك يالدبا"

تطرف بعينها مازحة:"أختبر غلاتي"

مها:"لا إذا على غلاتك محد جا"

تعبس الآن باصطناع:"لا يا شيخة ترى النونو اللي طول تحت رحمتي فلا تحارشي أحسن لك"

تمسح مها على بطنها:"بسم الله عليه وأنا أقول اشبه تأخر أثره خايف من خالته المتوحشة"

"لا والله يحمد ربه عنده خالة مثلي"

تنظر لرجلها:"ودحين كيف أمشي؟؟"

رفع محمد عكازها:"بهذا...تبغين أعلمك كيف....."

اتكأ على العكاز وقام بالقفز لكن قدمه زلت فسقط أرضا ارتفعت الشهقات من أنحاء الغرفة قبل أن

يرفع محمد رأسه ضاحكا:"وهذا الشي غلط تسوينه...فهمتي؟؟"

سرت في الغرفة موجة ضحك مبتهجة وبسمة عذبة لا تفارق شفتيها


"هؤلاء أهلي...أهلي...أهلك يا رغد كفي تفكيرا"




**********************************************





في طريق خالد إلى المنزل بعد أن قضى العديد من الساعات مع مجاهد يختارون قطع الأثاث لمنزليهما

سمع رنة الرسائل في هاتفه النقال

جرت عينه على أسطر الرسالة

"لست أدري إن كنت قادرة على أن أخبرك بما يختلج دواخلي من أشياء...كل ما أعلمه هو أن

إحساس عذب يكتنفني منذ دخلت حياتي...ليان"

ابتسم وشعر في داخله أشياء كثيرة تضطرب في عصر اليوم حاول تكرارا الاتصال بها ولم تكن تجيب

وبعدها قام بإرسال رسالة لطيفة عاتبة عليها سارعت بعدها بإرسال رسالة تعتذر بأنها كانت تضع

الهاتف في وضع الصامت

واستمرت بينهم المراسيل

"لست بحاجة لأن تخبريني فبداخلي أنا الآخر تراجم لما تشعرين به.....أحبك لينو...خالد"

وشعر بانتعاش قوي يسري في عروقه وبدأت مساجلة نثرية بينهم الاثنين وفي كل حرف كانت مساحة

الحب في قلبيهما تكبر وتكبر





**********************************



في منزل جود ومرام

كانت تلملم آخر دموعها ووجه جود المصدوم ينظر لها بألم:"إنت....إنت يا مرام....مني

مصدقة....مني مصدقة قولي إنك تكذبين.....قولي مستحيل أصدق مستحيييييييييل......"

هذا ما كانت تخشاه إنسانة في حالة جود تنقم كل النقم على أوضاع من هم مثلها لم قالت لها ذلك

لم..؟؟

وقفت جود بألم والدموع تحتقن بعيونها:"إنتي...إنتي...فاجرة....زانية.....إنتي نجسة يا مرام نجسة"

انتفضت مرام وهي تسمع كل هذا التجريح ينصب فوق رأسها صرخت ودموعها تسيل بغضب:"إنت

قلتي بتتفهمين إنتي قلتي إنك بتحكمي بحيادية....ما راعيتي إني كنت بلا أم وسط مغريات وأموال

مرمية عند رجولي....وفراغ عاطفي كبير فيني....ما راعيتي إني انغصبت مهو برضاي...."

جود ودموعها تسيل وأنفها المحمر رفعت حاجبا بسخرية:"لا والله...وأنا قدامك مثال حي..نفس

ظروفك....بس بشكل أقسى...-صرخت- وحافظت على نفسي حافظت على شرفي ما رحت للحرام

برجولي ما رحت.... مارحت....."

مرام:"إنتي غير إنتي عشتي تجربة خوفتك تكررينها...إنتي حسيتي بالشي قبل فحذرتي توقعي فيه انتي كنتي

في حياة صعبة خوف من عقاب أما أنا لا لا"

جود:"...مالك عذر...مالك عذر....تركتي وراك بنت تتعذب...ما تدرين وين هي عايشة ....وين

أكلها وشربها....وين عرضها وشرفها؟؟.......-ثم قالت بسخرية مؤلمة- يمكنها من يد ليد....-ثم

صرخت بجنون هستيري- وإنتي السبب إنتي...إنتي....الله لا يسامحك....الله ينتقم منك..."

وضعت يدها على أذنيها وصرخت من وسط دموعها:"بس...بااااااااااااااااس ما أبغى أسمع ما أبغى- ثم

تابعت وهي تبكي بضعف- يكفي....يكفي حرام عليك....حسي فيني...حسي فيني....18 سنة

أتعذب....-رمت نفسها عالأرض- الله حسيبه...الله ينتقم منه الله ينتقم منه.....أبغى أشوفها بس

أبغى أعرف وش هي أحوالها ما أبي أكثر من كذا ما أبي بس تخفف الألم اللي فيني بس والله بس"

جود:"تو اللي تبغين تشوفيها تو وإنتي اللي رميتيها بيدينك لا بارك الله فيك من أم "

غطت وجهها وانفجرت تبكي وتبكي وتبكي



يا عين هلي دمع الأوجاع هليه
لا تدخرين دموع الأحزان يا عين
جرحا بروحي كل ما بان أخفيه
أخاف لا من بان سم الثعابين
أخاف جرح الروح الأيام تبديه
ثمن يصير الجرح بالروح جرحين
أخاف من شخص كثير المشاريه
حدة كلامه مثل روس السكاكين
الذنب من غيري وأنا مكتوي فيه
واللي دروا ماهم بالأسباب دارين
جرحي عطيب ولا لقى مين يداويه
مرت عليه أيام وشهور وسنين
إن خف جرحي جدد الناس سواقيه
حطم حشاي وخر وسط الشياهين
ما أنساه لا والله منيب ناسيه
لا والذي نزل تبارك وياسين
لبيه يادمع المظاليم لبيه
سيلك تحدر والمخاليق ممسين
مهي غريبه صافي الدمع ترخيه
عادة ولكن دمعك اليوم كاويه
قال العذاب اللي مخفيه مابيه
ما يجمع الهمين غير المجانين
إن زاد همك دمع عينك يطفيه
ولا تفجر وسط صدرك براكين
ياللي حشاه بزود الأحزان مشقيه
ترى المدامع طب جرح المساكين
قل للمدامع هلي الدمع هليه
لا تدخرين دموع الأحزان يا عين



بينما كانت الأخرى تسرع لغرفتها مغلقة الباب خلفها ونشيجها يتعالى




***********************************



يقف مشدوها وهو يرى ذاك القادم...لا يكاد يصدق عينيه...بلحيته الطويلة وثوبه القصير...وغترته
التي بلا عقال..

والنور الذي يعلو وجهه...أحقا هذا راكان.؟؟

راكان..الشاب العابث...المستهتر...اللا مبالي...الشاب الذي أقلق أهله وجيرانه على أعراضهم...الآن بهذه الهيئة

يمد يده وبوقار يلقي عليه تحية الإسلام كاملة...يصافحه ليرى القوة والدفء في كفه يبتسم له.."عالبركة

والله ما دريت"

يبادله ابتسامة:"الله يثبتنا عالحق...بشرنا عن الوالدة"

تعود أمارات القلق والضيق على وجهه:"دعواتكم....-يتهدج صوته-الله يختم لها بالشهادة"

يمد يده ليربت على كتفه ملقيا كلمات مواسية على مسامعه...
.
.
.
.
رغم كل الظروف كان متفاجئا مما يرى حقا "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو

أعلم بالمهتدين"





********************************


ها هنا ينتهي الجزء السابع..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر

اللهم انصر عبادك الموحدين في جميع بلدان العالم

وقيض لهم من يخافك فيهم...إنك على كل شيء قدير...


همس الزوايا 14-05-12 09:00 PM



مساؤكم..طاعة وتقرب للديّان...


الجزء الثامن


********************************



تمددت بارهاق على السرير وهي تسترق النظر لسرير أمها تخشى أن تحتاجها ولا تجدها تنهدت بحزن

وهي تتذكر كلام سلطان وهو يحادثها بجدية مؤلمة:"نورة الأوارم انتشرت في جسمها بكثرة فخليك جنبها

ولا تتركيها أبد وضعها ما يسمح الإرهاق"

وضعت رأسها على الوسادة وهي تسترجع الكثير من اللحظات المسروقة من رحم الماضي


......................

"أميييي...ما أبغى أحط حنة تكفيييين"

"أقول نورة لا يكثر شوفي شعرك مسكين وش صار كأنه عشب ميت"

"أمييييي تكفين والله أتعب وأنا أتروش والله تعب"

"خلاص أغسل لك شعرك بس تعالي"

"يالله.."

لتجلس وهي تقلب شفتيها بــــغضب طفولي

"آآه...أمي باااارد ....أمي لا ينزل ارفعيه.....أمي طاح طاااح"

.......................

سلطان:"اليوم صليت بالحرم وقابلت عمي نايف ومعاه أولاده براء وريان"

بينما كانت تلتهم علبة الأناناس بيدها:"قلعتهم"

أمها وسلطان في ذات الوقت:"لا عيييييب"

ابتسمت بمرح:"الله إش ذا التوافق...؟؟"

أمها:"اذكري الله...سلمت عليهم وأنا أمك"

أخذ نفسا عميقا:"إيه سلمت...يا حليله عمي نايف حبوب"

قالت باندفاع:"حبته قرادة قول آمين...ما نبغاهم ولا نبغى نشوف خششهم دام ذاك اللي يقاله أبو

أبوية طرده...فاحنا مستغنين عنهم"

"نوراااة..."

"بنت"


............................

"نورة قومي سوي شي عالغدا"

"أمي تكفين ما يحتاج"

"نورة قومي يا بنت هذا هو عمرك 14 حتى صينية حلى ما تعرفين تسوين"

"طيب وش أسوي...؟؟"

"عندك كتاب الطبخ سوي اللي تبين"

سألتها بنظرة مكر:"أي شي بكيفي؟؟!!"

نظرت إليها قبل أن تقول بزجر:"نورة لا تسوين سواة بني اسرائيل شددوا فشدد الله عليهم"

"هههههههه طيب طيب خلاص بأسوي لك حلى تاكلين يداتك بعده"

"ياللا وريني الشطارة"
.
.
.
.
كانت تفتح عينيها بصدمة:"نورة وش ذا؟؟"

ترفع رأسها بفخر:"هذا حلى نورة بنت حصة والأجر على الله"

"نورة منجدك ذا حلى ولا كيك ولا فطيرة...؟؟"

قالت بحماس"بالضبط هنا الشطارة-رفعت يدها للأعلى- الطباخة نورة بنت حصة ثلاثة بواحد"

هنا رأت الغضب مرتسما على وجهها:"نورة تستهبلين ولا إيه؟؟"

بدأت تحاول امتصاص غضبها تكلمت بحزن مصطنع:"أمي المظهر مو مهم مو هو راح يختبص بالبطن

المهم الطعم"

وكانت هنا الغلطة التي جعلت أمها تنفجر:"إنتي وش حاطة..؟؟"

"أمي حاطة شوية رز مطحون يعطي قرمشة وحاطة كريمة كرمل وحاطة دريم ويب وحاطة جلي بالتوت

وحاطة اممممم عجينة بف باستري بالجبن"

"بس بس..أنا أدري فيك ما سويتي كذا إلا عشان تخليني أبطل أطلبك"

"هههههه كاشفتني أمي"

تضربها على كتفها بخفة"وتعترفي كمان"

"هههههه أمي تعرفيني ما أحب أكذب عليك"


......................................



"أمي بكرة عندنا مجلس أمهات أبغاك تسوين لي شعري "

سلطان"متى موعده عشان أشوف متى أقدر أجيبها؟؟"

"من الساعة تسعة ونص للساعة 12"

سلطان"زين الساعة تسعة بيكون بريك بأستأذن وأوديك بس تكفين أمي تكوني جاهزة عشان لا

أتأخر"

"أبشر ياللا نورة تعالي أشوف تسريحة أسويها لشعرك"

"أمي بكرة فقرتي شعر عن الأم أبيك تدربيني"

"إن شاء الله روحي جيبيه دحين نخلي سلطان يساعدنا تراه خبرة"

سلطان"هههههه أمي مرا خبرة"

وقضت تلك الساعات تعلمها كيف تخرج المخارج وكيف تلون نبرة صوتها

وفي الصباح قضت وقتها تسرح لها شعرها وهي تكرر على مسمعها بعض الجمل الناصحة"انتبهي لا

ترتبكي لا تناظري في أحد معين وزعي نظرك بين الحضور....اقري على نفسك"


...................................


في كامل قوتها وشبابها وصحتها تتنقل في أرجاء البيت ترفع هذا وتضع ذاك:"نورة أمي شوفي غرفتك

رتبيها"

"أبشري أمي بس شوي"

وتعود وتنظم البيت وتنقل الملابس من الغسالة وتنشرها"ياللا نورة قومي شوفي غرفتك"

ترمي الكتاب من يدها على عجلة لتعود بعد دقائق:"خلاص أمي رتبت الغرفة"

"وغرفة سلطان؟؟"

"خلاص رتبتها"

"طيب دحين بيجي روحي شوفي العشا"

"أمي تكفين وصلت لمقطع حمااااااس شوي بس أخلص كلها ثلاثين صفحة"

"الله يهديك يا بنتي"

.......................................



توقفت الذكريات عند ذلك اليوم المشؤوم المشؤوم حد الموت

استغفرت ربها بندم:"عفوك يالله"

دخلت من المدرسة تركض لغرفة أمها لتخبرها عن اختبار الكيمياء الذي سهرت ليلها معها دخلت

الغرفة باندفاع:"أمي..." لتموت الحروف عند فمها وهي ترى أمها ساقطة أمامها على الأرض بوضع

مؤلم ارتمت عندها:"أمي...-هزتها برفق- أمي....أمي ردي علي تكفين أمي"

ركضت بجنون تبحث عن هاتف أمها المحمول لتتصل بسلطان وهي تبكي بجزع:"أمي ما ترد علي أمي ما

ترد علي سلطان تعال بسرعة..." وتنخرط في بكاء مرير

ودخول سلطان وشعره الكث اختلط وهو يركض لأمه:"وش فيها وش فيها؟؟"

لتهز رأسها بخوف:"ما أدري ما ترد علي ما ترد"

يجس نبضها بمرونة:"جيبي عبايتها بسرعة"

تركض بجنون لتحضر عباءة أمها وترمي بها عليها وسلطان يحملها بين يديه

في ممر المستشفى الكئيب مرت الساعات ببطء قبل أن يظهر الدكتور بوجه متجهم نحو أخوها

سلطان:"إنتوا ما جبتوها قبل كذا للمستشفى؟؟"

سلطان:"لا والله أول مرة تطيح بهالشكل"

الطبيب بوجه متجهم:"والله اسمع أخ سلطان الوالدة مشتبه بوجود سرطان في الدم عندها ونحتاج تحاليل

زيادة عشان نتأكد"

وقف أخوها يسترجع بصبر:"إنا لله وإنا إليه راجعون.....إنا لله وإنا إليه راجعون"

بينما صرخت هي بأعلى صوتها قبل أن تشعر بالظلام يلفها


.................................


الأيام التي تلت ذلك نتائج التحليل التي أثبتت إصابة أمها بهذا المرض وفي حالة متقدمة جدا

امرأة ناضجة في الأربعين لم يمض على وفاة زوجها سوى أربع سنين

تصاب بهذا المرض الشنيع....بل وإصابتها متقدمة

بكت في ذلك اليوم على صدر أمها حتى أغرقتها بدموعها وهي تمسح على شعرها بحنان:"خلاص أمي

ما يصير تبكين كذا.....أنا عشت اللي ربي كاتبه لي....ما أحد يعيش فوق اللي ربه كاتب له"

ومرت شهور تلك السنة ببطء وأمها تذوي وتذوي كوردة ذابلة أوشكت على الجفاف لم ترضى أن تعالج

بالكيميائي فنقلوها إلى البيت بناء على رغبتها.....لم تكن تمضي دقيقة إلا وهي تسدي لها نصيحة أو

معلومة تغير فكرة وتهدي لأخرى تريد أن تجمع كل مالديها من تجارب لتسديه لها دفعة واحدة تريد أن

تنفعها قبل أن ترحل لكن المرض الذي افترسها جعلها غير قادرة حتى على النطق بحرية....

فما كان منها سوى أن تشيعهم بنظراتها الحنونة المودعة كلما ذهبوا أو عادوا



************************************************



منزل مشعل بن عبد العزيز...المجلس الداخلي


رفعت كوب العصير بيدها اليمنى وباليسرى دفعت ابنة أخيها:"هييييه سحر بتكبي العصير"

هزت سحر كتفيها بلا مبالاة:"عادي خليه ينكب"

صرخت عنود وهي تتخصر:"خيييير يا ست تتميلغي"

ضحكت سحر:"هههههه أعوذ بالله منك إيش تتميلغي هذي...وبعدين ليش ما تصيري عمة حبيّبة

زي عميتو خلود...؟؟"

"هذي عميتو خلود مو عميتو عنود"

رمشت بعينيها ببراءة:"ليه يعني عميتو عنود إنت شريرة...؟"

"آخر شخص في العالم ممكن أصدق إنه بريء هو أنت سيدة سحر"

تبسمت الجدة وهي تلقي نظرها بين حفيداتها وابنتيها وهن يتمازحن بصخب محبب

بينما همست أم مشاري زوجة متعب لأم البراء:"ما شاء الله على سهى عيني عليها باردة الله يحميها ركاد

وعقل ونعومة"

تبسمت أم البراء وهي تلقي نظرة ودودة نحو ابنتها سهى:"الله يحميها يا رب"

في تلك الأثناء ارتفع صوت رجولي جعل الفتيات يتصنمن في أماكنهن:"يا ولد طريق"

وضعت سهى يدها على قلبها:"يمه لا تقولوا هذا صوت مهند أخوية"

قالت العنود باللهجة السودانية:"عليك نور هوا بزاتو"

نظرت سحر بسخرية إلى ابنة عمها فتون:"يا حرام فتون...كلنا محارم هنّود مابه أحدا إلا أنت"

"عادي..."

لاحظت سحر ذلك من طرف خفي...كانت فتون تزيد على رسم عينيها بينما أخرجت المرآة لتتأكد

من فتحة نقابها...قبل أن تتعطر...وتجلس واضعة قدما على قدم وتسترخي في مقعدها....

دخل مهند...تقدم نحو جدته مقبلا رأسها:"شلونك يالغالية....؟؟"

"بخير جعلك بخير...الحمد الله على سلامتك يا بوية"

"الله يسلمك"

قال دون أن يلتفت تجاه نساء أعمامه:"مساكم الله بالخير..."

تفاوتت الردود بينما سألت أم البراء مهند بحنو:"كيفك يا مهند عساك بخير...؟؟"

"بخير وفضل"

ثم تبعنها نساء أعمامه الأخريات قبل أن يأتيه ذاك الصوت الأنثوي الباذخ في أنثويته:"كيفك مهند..؟؟

الحمد الله عالسلامة"

"الله يسلمك"

لم يلقي اهتماما لها فقد كان يعرف نساء أعمامه من أصواتهن والصوت هذا بلا ريب هو صوت ابنة

عمه الوحيدة المتواجدة في هذا المكان....فتون...

"شلونها نورة يا وليدي"

تبسم لجدته مطمئنا:"أبشرك يمه بخير وصحة...الأم تعبت ونقلوها العناية ورافقت معها"

أتى صوتها منكسرا:"عساها سلمت....؟؟"

"لا يمه ما قربها الخسيس أصلا...ذبحته وهي مستورة مصونة"

"الحمد الله...فدوها الدم بنت مالك"

تأففت فتون في مكانها بغيظ وهي ترى الحديث يأخذ طريقا لم يعجبها سألتها العنود حين بلغها صوت

تأففها:"اشبك....؟؟"

"حررر"

نظرت العنود نحو مهند وقالت بمرح:"ها مهند منت ناوي تتوكل..الحريم ماتوا بحرهم"

نظر إليها بحدة فتراجعت ضاحكة:"مو أنا...ناس ثانية"

قام ليقبل رأس جدته ثانية ويخرج مستأذنا بانشغاله نزعت فتون حجابها وألقته جانبا وقد ظهر الحنق

على وجهها...قالت سحر ساخرة:"إشبك فتو...؟؟"

قالت بنرفزة:"ما لك دخل"

"بسم الله اللهم سكنهم مساكنهم..."

"ما راح أرد عقلي لعقلك..."

همست سحر:"وين هالكحل آنسة فتون يوم إنك معنا شهبه وشكلك يجيب العافية"

لكزتها سهى:"أي شهبه..بنت عمك هذي تطيح الطير من السماء بكحل ولا بغيره اسكتي بس"

هزت خلود رأسها:"منجد"

"اللحين لكم ساعة ساكتين وما لكم حس ويوم جا جمال البنت طلعت أصواتكم"

ضحكت العنود:"ههههه سحيّر اشتري العافية واسكتي"

رفعت رأسها وألقت نظرة إلى فتون التي كانت تصوب نحوها نظرات غاضبة..قامت بترقيق صوتها بغنج

"كيفك مهند...؟؟...الحمد الله عالسلامة"

جعلت العنود وخلود وسهى ينفجرن ضحكاً..بينما قلبت فتون عينها وصدت بوجهها ناحية جدتها...

تأففت سحر وهي تتكتف وتعيد شعرها القصير إلى الخلف وتنظر إلى التلفاز بصمت




*****************************************




في الاستراحة

كانوا يجلسون مجتمعين وقد عقدوا العزم على البقاء ليومين متتالين فيها

حين أتى طلال مسرعا وخلفه أحمد ويجلسون بينهم ويندفع طلال قائلا

"لا والله رمضان بدون دراسة أفضل يا خي ربنا رحمنا بهالإجازة...تحس برمضان صح"

أحمد:"بس والله يا أخي أيام الدراسة كان يضبط الناس اللحين مسافرين برا ولا رمضان ولا هم يحزنون"

رغم المفاجأة لكنهم أدركوا أن طلال وأحمد ارتكبا جرما ما لذا قررا مماشيتهما في لعبتهما

عبد المحسن:"عن نفسي أحمد ربي عالإجازة حتى لو جات طلبات أمي أكون نايم ومتنفخ نوم ومرتاح

مو راجع من الدوام ومرهق"

هاني:"والله يا خوك عندنا في العسكرية راحة من عوار الراس تداوم تداوم رمضان ولا غيره"

فهد:"إنت مشقي نفسك بهالشغل"

مجاهد:"يعني يقالنا نحنا اللي نشتغل بالشركات الخاصة جاتنا الإجازة ما فاز فيها غير الموظفين

الحكوميين"

محمد:"أقوول بس أبو الدلع....شركة أبوك متى ما بغيت أخذت إجازة والدوام دلع ومشي حالك والله

أنا مستااانس مع نظام الوالد الله يخليه خلص شغلك وكبر مخدتك"

في تلك الأثناء أتى طارق ليجلس وقد بدا هادئا على غير المعتاد جلس بهدوء إلى جوار سيف وساسره

في إذنه

طلال:"شباب تشمون ريحة شي...؟؟"

أحمد وهو يتظاهر بأنه يشم رائحة ما ويعبس:"ريحة إيش....إلا أشم"

فريد:"أفففف اش ذي الريحة شباب الحمامات قريبة"

سلمان:"الله يقطع شركم...اش هذي الريحة"

أثناء ذلك تغير لون وجه طارق وبدا مترددا وقلقا كانت هناك بالفعل رائحة منتنة تصدر من طارق

جعلت الأنوف تشمئز والأنظار تتوجه تلقائيا نحو طارق

"اشبكم تناظروني كذا"

ياسر:"لا ولا شي"

حين بدأ سيف هوا الآخر يشتم الرائحة شعر بشيء من حرج أن تصدر رائحة كهذه من أخيه

"شباب لعلها بيارات ولا شي"

كان وجه طارق حينها يمتقع وهو يغادرهم وما أن ابتعد عن نطاق سمعهم حتى انفجر طلال وأحمد

بالضحك كان الشباب ينظرون إليهم باستفسار ليقول أحمد من بين ضحكاته:"شفتوا البم أبو ريحة"

فريد:"إيه"

طلال:"فجرناها وسط شنطته"

بينما ضحك البعض كان البعض الآخر ينظرون لهم باستهجان

فراس:"واللحين كيف تبغونه يتصرف..؟؟"

وليد:"من وين يجيب لنفسه لبس...؟؟"

ياسر:"فيه مقالب أعقل شوية من إنكم توهقونه بدون ملابس"

فهد:"بعدين مفروض قبل ما تقدموا على شي فكرتوا شوية بعقولكم"

هاني:"مع احترامي لكم لكن حركتكم مالها داعي"

حسان:"يعني الواحد مهما بلغ فيه استنذاله يناظر شوية قدام"
.
.
.
.
سلمان:"ما لاحظتوا شي...؟؟"

نظروا إليه مستفسرين ليكمل:"كل اللي اعترضوا متزوجين....شكله الزواج يخلي الواحد ثقيل طينة"

لم يعلق أيا من المتزوجين بينما غرق الجميع في الصمت......

حسان:"والله يا خوك....الزواج يعقل ويخلي الواحد يحسب خطواته قبل لا يقدم عليها"

هاني:"يخليه يفكر بالأشياء المناسبة في الأوقات المناسبة والظروف المناسبة"

فهد:"ويفكر ألف مرة قبل لا يتصرف"

ياسر:"وما يخلي المزح يفسد المواضيع اللي ما تحتمل المزح"

وليد:"ويخليه يفكر بأغلاطه بعد ما يسويها ويدورلها على حلول مباشرة"

فراس:"عشان يعرف إذا كان الطرف الآخر يملك حل أمام تصرفه أو يحده على أقصاه"

لوهلة لم يستشعر الستة أنهم تكلموا بروتين مندمج قبل أن يقول عبد الله:"حكم زوجية"

وانفجر الجميع بالضحك

فهد:"أحمد وطلال مسؤلين توفرون لطارق الآن ثوب يلبسه....وتغسلوله ثيابه"

بدت الصدمة الجلية على وجهيهما و أحمد يقول باسترجاء:"ما يخالف ندبر له ثوب بس نغسل ثيابه"

طلال:"لاحق على غسيلها يوم يرجع البيت"

فهد:"والمسكينة اللي بتغسله ما عندها أحاسيس...؟؟...معليش شباب يا كثر المغاسل دبروا أنفسكم

غسلوها ودوها المغسلة...المهم ترجع لطارق نظيفة ومكوية"

طلال:"ما صارت على مقلب"

ولأول مرة تكلم سيف وقد بدا تعبير مبهم على وجهه:"جزاكم"

أحمد:"طلال شكل الأخو زعلان"

طلال:"إي والله شكله"

أحمد:"نراضيه...؟؟"

طلال:"مشينا"

أحمد وهو يقفز على سيف وخلفه طلال:"حب خشوووم"

سرت الضحكات على منظر أحمد وهو يمسك برأس سيف ويقبله قبلة قوية مشبعة بريقه....ويتبعه

طلال بأخرى...بينما كان سيف يناضل لإبعادهما عنه





**************************************




جلس مبتسما ينقل بصره بين أخواته الجالسات إلى اليمين منه وابن أخيه يطالع التلفاز مع والده

وأمه بيدها المسبحه تذكر الله باندماج شديد...

بينما كان يسرح مفكرا في وضع بيت أخيه رحمه الله الذي أقل ما يقال عنه مأساوي فبمرض الأم لم يتبقى

سوى سلطان والصغيرة نورة كيف سيتصرف مع عمله وليس له حل سوى إبقائها وحيدة في المنزل كان

ذلك الحل الوحيد والأسوأ فما حدث بالأمس كاف ليخبر بمقدار الخطر الذي يحيط بها وحيدة...من

دونما أن يشعر كان يعبس...قبل أن ينتبه لنظرات العنود وخلود المصوبة نحوه...ابتسم لهن بمحبة

"كيفك عنود؟؟"

"الحمد الله...بشرنا عنك"

"اللهم لك الحمد بنعمة...وإنتي خلود؟؟"

بخجل أجابته:"الحمد الله بخير"

لم يبد أن هذا قد راق لمهند الذي اندمج بين أوراقه والأب يتابع أخبار الأسهم على التلفاز بينما

تململت العنود في مكانها وأشارت لخلود ليصعدا للأعلى....تبسم راكان وهو يرى إشارة العنود بطرف

عينه:"على وين العزم؟؟"

تبتسم العنود محاولة التبرير:"لا بنروح نشوف مسلسل جا وقته دحين...لااا...أأ" وصمتت

كان وجهه قد تغير الآن وهو يشيح عنها ولم ينطق بكلمة بينما كانت خلود تضربها على كتفها

معاتبة...شعرت بالضيق...لم تقصد ذلك...كانت تبحث عن عذر لمغادرة تجمعهم...تنهدت

وصعدت تتبعها خلود...تكره ذلك في نفسها لا تستطيع الاعتذار مباشرة عن خطئها....أتراها

أغضبته..؟؟...يبدو ذلك جليا في ملامح وجهه..ماذا الآن هذا ما كان ينقصها...غضب راكان...ما بال

هذا اليوم يأبى أن ينتهي على ما يرام...

تعاتبها أختها"يا هبلا وش سويتي؟؟"

"مااا أدري عن هبالتي والله إني هبللللله...يا ربيه زعل مني زعل أففففف...أنا ما كان قصدييييي"

"دايم هبالتك تسوي مصايب"

" كني عطيتك وجه"
.
.
.
في الأسفل يوجه كلامه لمهند بذات النبرة المكللة بالوقار الذي يلازمه وإن كانت ملامحه توحي

بالغضب:"ما طلعت هالبلا من البيت"

يبتسم مهند رافعا يده باعتذرا:"آسف عمي وين تبغانا نشوف الأسهم والأخبار؟؟"

يخلل شعره بيده ويستغفر:"مهند أظننا تناقشنا فهالشي من قبل ما حنتناقش فيه مرة ثانية....بكرة الظهر

تجيب عامل يشيله"

يتكتف مهند:"أبو مشعل ما أخذت إذن الوالد"

يلتفت لوالده:"ها أبوية ما أظنك تبغى منكر يشيله بيتك ويشيلك وزر في حياتك"

يتحدث والده الآن:"لا...بس حاليا خله الأوضاع نار والأخبار لحدنا لين تهدى ثورة الأخبار ونشيله"

يتنهد بضيق...وهل أحد يملك حياته أبتي لدقيقة قادمة؟؟

التفت لوالده ناويا مفاتحته فيما أثقل تفكيره:"أبوية"

نظر إليه بصمت

"فيه موضوع لازم نتناقش فيه"

تابع وهو يرى والده ينصت له

"أسرة مالك....؟؟"

"اشبها....؟؟"

كان مهند يستمع الآن

"إنت عارف على حسب توقعات الأطباء أم سلطان ما راح تعيش أكثر من أسبوع كأقصى تقدير

وعلى كذا ما راح يبقى من العايلة غير سلطان وأخته واللي صار قبل يومين يأكد إنه مستحيل تجلس في

بيت لوحدها وسلطان رجال مشغول اليوم سمعت أن عنده دوامين ومضغوط وحالته حالة"

"اش الحل برأيك؟؟"

"يعني بما أنه إحنا أهلهم فنحنا مسؤلين فيهم واسمهم من اسمنا حتى لو عندهم أهل أمهم أهل أمهم مو

ملزومين فيهم"

لم يجب الأب وحذا مهند حذوه بينما انشدت الأم تسمع بتلهف قبل أن يلتفت والده نحو مهند:"جهز

الجناح الشرقي بالدور الثالث لولد وبنت عمك"

تكلم الآن مهند:"ليش جناح؟؟...نخلي غرفة سلطان معنا بالدور الأول وغرفة البنت في الدور الثاني مع

العنود وخلود"

صمت الوالد قليلا ثم قال:"يصيروا جنب بعض"

لفتة عاطفية نادرا ما يواجهها من جده:"كذا ما بيندمجوا مع الأسرة وبيصعب تأقلمهم لكن إشعارهم

بأنهم أسرة وحدة معنا بتسهل كثير"

لم يجب الوالد

راكان"على كل اقتراح مهند هو الأسلم..ونخلي مهمة اندماجهم في العائلة على يد العنود وخلود ومهند"

يبتسم مهند ساخرا:"وإنت طالع منها"

ينهض راكان الآن مبتسما:"إذا كنت موجود فأكيد بأكون في الدعم معك"

بذات الابتسامة:"أكيد...ما تقصر"





****************************************



تقلب نظرها بين ملابسها التي اشترتها قبل قليل..ينقصها الآن حقيبة فضية وصندل أحمر....إسراء

أخبرتها أنها ستتكفل بما خص من ثياب المنزل...تنظر لقائمة المشتريات أمامها...وتتنهد بتعب....بقي

الكثير...لكنها تمشي كما خططت..سرحت قليلا وهي تفكر في مجاهد لم يتصل بها أو حتى يراسلها

منذ يوم الملكة....ترى تلهف خالد لمحادثة ليان ومراسلتها...إذن ما السبب يا ترى...تتنهد أخرى ليس

عليها أن تشغل تفكيرها بذلك...ماذا عن الموعد الذي قالت أمها أنها ستأخذه لدى طبيبة الجلدية...

وماذا عن النادي الرياضي؟؟....هناك الكثير مما يجب عليها انجازه....تنتظرها

أيضا أختها الهنوف...لتحني لها شعرها...ومن ثم خلطات الزيت لإضافة اللمعة لمظهر شعرها..وخلطات

الوجه والجسم

رباااه كن بالعون...ومجاهد...ها قد عادت للتفكير به...حقا يقلقها عدم تواصله معها...أتراه أراد

بزواجه منها توطيد العلاقة مع أخيها...

"منى"

"هلا"

"اشبك بس سرحانة"

تهز رأسها نفيا قبل أن تقول:"إسراء اللحين أيام ملكتك وليد ما كان يراسلك ويكلمك؟؟"

"أوووه يا كثرها...نقفل من جهة ونتراسل من جهة"

"آهاا"

"مجاهد ما يراسلك ويكلمك؟؟"

هزت رأسها نفيا

تفتح أختها عيناها بصدمة:"نهائيا..."

"نهائيا"

"غريبة والله...قلتي لأمي؟؟"

"وش أقلها..أمي مجاهد ما يراسلني ولا يكلمني...بتقوله مثلا ليش ما تكلم وتراسل بنتي"

"وخالد"

"أشد وأبلى خالد زميلك ما يراسلني روح كلمه...أساسا دامه ما يبغى يكلمني مني رامية نفسي عليه كيفه"

تهز إسراء رأسها ويداهم عقلها الكثير من الوساوس




*****************************************



ها هنا ينتهي الجزء الثامن..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر

اللهم انصر عبادك الموحدين في جميع بلدان العالم

وقيض لهم من يخافك فيهم...إنك على كل شيء قدير...




همس الزوايا 17-05-12 06:32 AM




صباحكم...خير...

استعجلت بإنزال الجزء اليوم...

وجعلته أطول مما سبق...

اعتذاراً فقد أنقطع عن إنزال الأجزاء فترة الإختبارات..

وإن استطعت فسأحاول الاستمرار في إنزالها...

دمتم بود


الجزء التاسع


*****************************************




يجلس على حاسوبه متابعا الأخبار...بينما كانت تحوم حوله تحمل هذا وتضع ذاك...تدخل المطبخ....وتخرج

من غرفة النوم بدأب مستمر...تلمع وتنظف...أخيرا تقف عند رأسه

"مجود"

ينظر إليها ليراها تحمل كوبا من عصير يبدو باردا...يمد يده ليأخذه منها مبتسما..."شكرا"

ترد ابتسامته له ووجنتيها محمرة لكثرة ما تعمل...تجلس الآن إلى الكنبة أمامه و تتناول كوبها من العصير..لتشربه

باستمتاع وجهها المحمر من العمل..وشعرها المشعث بطريقة محببة...إضافة إلى ذاك الوردي الملتف حول عنقها..

حقا تبدو...مذهلة...يقترب منها...لتبعد كوبها عن فمها وتنظر إليه بعين لامعة متسائلة...اكتملت الفتنة

الآن....يدفع بوجهها..ليدفنها في صدره...ويطبع قبلة على جبينها...قبل أن يحررها ويعود إلى

حاسوبه...كأن لم يفعل شيئا...وهي تنتفض في مكانها...وأدمع تحرق جفنيها...ككل مرة...يتقن

بعثرتها..ويبتعد ليتركها تلملم شتاتها....أي إنسان هو..؟؟...ماذا يريد بالضبط؟؟؟...ركيزة واحدة تريد أن تعتمد

إليها في حياتها معه...تغادره إلى حجرتها...تلتجئ لسريرها...لتنام...ودمعة ملتصقة بهدبها.....
.
.
.
.
.
يدرك أي ألم أصابها جراء حركته تلك...لكنه لم يملكها...يتمنى حقا..لو يستطيع أن يكسر ذاك الحاجز..الذي

بني من تلقاء نفسه..الآن وهو يراها تغادر...وألم يطعن قلبه...لم يشأ أن يؤذيها...عاد محاولا التركيز فيما

يذاع...بينما فكره يبحر به بعيدا....أخيرا يغلق حاسوبه ويتجه نحو غرفة النوم...ليراها نائمة وقد أعطت له

ظهرها...الصغيرة البريئة تعبر بذلك عن سخطها مما فعل....يقف إلى رأسها قبل أن يلمح لمعة الدمعة في

عينها...يؤسفه ذلك...يعود متمددا إلى جوارها..ولا يملك أن يسحبها ليدفنها في حضنه...تدفعه بكفيها

الصغيرة...محاولة الابتعاد عنه...يرفع وجهها إليه هامسا لها "بسسس"

يبحر في عينيها بينما تستكين هي....لكنه رغما عنه...يحررها موليا إياها ظهره...ساحبا اللحاف ليغطي به

نفسه
.
.
.
.
.
هل فعل ذلك حقا...؟؟

هل فعل ذلك بها مجددا...؟؟

تندفع في عينيها الدموع قبل أن تدفع بقبضاتها على ظهره تضربه وهي تبكي بسخط

"لييييش.....لييييش تسوي كذا...إنت...إنت ما تخاف من الله....ما تخاف من الله تسوي فيني كذا"

لم يبد أي ردة فعل...حتى لم يلتفت إليها...تقوم حاملة مخدتها وغطاءها مغادرة الغرفة..وشهقاتها مستمرة

بالارتفاع
.
.
.
.
أرحلت..؟؟

أرحلت تلك الصغيرة...؟؟

صوتها المتوجع ما زال يرن في أذنه..."ما تخاف من الله...."..أكان لا يخاف الله فيها بالفعل؟؟

يتنهد بوجع

لو تدركين فقط..أني أعاني...ضعف ما تعانين...يا صغيرتي؟؟






**************************




خطواتها المتباطئة المتجهة للمطبخ...تخبرها أن لوعة الأسى بداخلها لم تخمد...توقفت أمام غلاية الماء..تنتظر

غليان الماء...شعور مر بكتنف فؤادها وهي تتذكر حقيقة صديقتها التي كانت كالأخت وأكثر....لمَ؟؟...لم فعلت

ذلك؟؟؟...لا تستطيع تصديق ذلك...مرام العفيفة...بهذا الانحطاط....أسوأ ما يمكن لمرء أن يدركه...لماذا...؟؟

منذ أخبرتها في ذاك اليوم لم تحادثها بل حتى لم تنظر إليها...بينما كانت مرام تقوم بأعمالها اليومية المعتادة...ثم تعود

مغلقة على نفسها في حجرتها...تكره المكوث هنا...لكنها لم تعثر إلى الآن على شقة مناسبة تؤجرها..وهذا ما أجبرها

على المكوث معها في ذات المكان....تشعر بالاشنئزاز مجرد تخيل مكوثها مع إنسانة بهذا المستوى الأخلاقي...لكن

أحقا...هل تشعر فعلا بالاشمئزاز؟؟...هل تشعر بالكره والمقت لمرام؟؟...أم أنه مجرد شعور اعتقدت وجوب وجوده

فتصنعت به؟؟....ألم تكن ردة فعلها مبالغ فيها قليلا...القصة مضى عليها 18 عاما...وهي تحمل من الألم ما يكفيها

أليست مرام هي من وقفت إلى جوارها في أسوأ لحظات حياتها؟؟....وأخرجتها من حالة الاكتئاب التي أصابتها بعد

معرفتها بحقيقتها؟؟....

وانسل فكرها ليعود لفترة مضت...فترة من أسوأ مراحل حياتها....هه مراحل حياتها وهل تملك سوى

مرحلتين في حياتها...مرحلتها الماضية..وهذه المرحلة التي تتجرع فيها مرارة المرحلة الماضية....شاشة هاتفها الرابض على

طاولة الطعام الصغيرة...دفعها لحمله...متجهة لصندوق المحفوظات...تتصفح الرسائل التي مضى على وصولها...أربعة

سنوات...فتحتها وجرت عينها على أسطرها ببرود مفتعل...بينما بركان من ألم اندلع في جوفها..."عمة تكفين ردي

علي طمني قلبي حرام والله حرام اللي تسوينه ردي تكفين"...."عمة حبيبتي إن كنتي ما تعتبريني بنت أخوك فأنا إلى

الآن أعتبرك عمتي....والله افتقدت وجودك جنبي...افتقدتك".....الرسائل التي تلت ذلك.."لست أدري إن

كانت رسائلي تصلك...لكنني سأظل أرسلها...عمتي الغالية جود...الآن أتم عامي الرابع عشر..عمتي تزوجت من

شخص آخر...وهي الآن حامل ومروان المتغطرس ذو البطن الكبيرة -علت بسمة وجهها- خطب هيفاء تلك الفتاة

صديقتك في الجامعة لكنها رفضته رفضا ذليلا...أسعدني من قلبي...وأشعرتني بالانتعاش وأنا أضحك من كبريائه

المكسور شامتة..أحببت هيفاء...كثيرا ما تسألني عنك...ولم أجد ما أقوله لها سوى أنني افتقدت أثرك...وربما هاتفك

النقال أغلقته منذ فنرة...لكي تنسي كل ما يذكرك بنا ولا ألومك....لكننا لم ننسك...وإلى هذه اللحظة أحتفظ

بصورك معي في جمعاتنا العائلية...التي تسلل فيها الابتسامة لوجنتيك...كم أشتاقها تلك الأيام...سأعود أخرى..

فارقبيني.."

وأخرى تخبرها برحلة قامت بها...وأخرى تحدثها عن تسوقها لحفل زفاف ابنة خالتها..وأخرى تخبرها عن بلوغها 15

وختمها للقرآن والحفلة التي أقامتها والدتها لها...وأخرى تخبرها عن بلوغها 16...وانتقالها للمرحلة الثانوية...وأخرى

تخبرها عن بلوغها السابعة عشرة...ودرجات التراكمي التي تحملها هما....وأخيرا بلوغها الثامنة عشرة..والحادث الذي

تعرضت له وكسر ساقها....وأخيرة وصلتها قبل أسبوعين...تخبرها فيها أن أم مروان...تعرضت لحرق

كبير..أدى لبتر إحدى ساقيها...وتشوه في نصف وجهها الأيسر

وحادث السيارة..التي أودى بقدرة مروان على الحركة والنطق...

بتردد رفعت هاتفها...هل حان لفراق أربع سنين وبعض أشهر أن ينتهي...تحن الآن إليها...إلى ابنة أخيها الذي

لم تلده أمها....فلتفعل ذلك...لمرة واحدة...الساعة الآن لديهم تشير للعاشرة مساء..فلتفعل ذلك...تضغط على زر

الاتصال...وتنتظر...الرنات تتوالى...شيء في داخلها أخبرها أنها لن تجيب...وشيء آخر في داخلها كان يبتهل مرتجيا

إجابتها على اتصالها....أوشك الاتصال على الانتهاء..عندما كانت تدفع يدها لتضغط على زر الانهاء انقطع صوت

الرنات...وأتاها الصوت الحبيب في داخلها بلهفة متسائلاً:"عمة جود؟؟"

تبتسم الآن تبتسم ودمعة تخترق جفنيها:"كيفك رهف..؟؟"

لم تجب....أترى الخط قطع..؟؟

تنظر للشاشة لترى الاتصال مستمر تعيد الهاتف لأذنها:"..رهف.."

"وينك؟؟"

صوت ابنة أخيها المغرق بالبكاء اخترقها قبل أن تكمل ببكاء هستيري:"وينك...ليه ما تردين علي ليش ما طمنتيني

عليك....لييييش....والله حراام...حرااام عليك....أشتقت لك....ليالي أفكر فيك....حرام والله حرام عليك يا عمة

......."

شهقاتها استمرت بالتدفق إليها لم تشعر بأدمعها التي تساقطت على وجهها بغزارة:"...رهووف...والله اشتقت لك..

والله...وحشتيني"

"طيب...ليـــــــه.....ليه ما رديتي علي؟؟"

"الظروف ما كانت تسمح لي..."

صمتتا...واستمرت الموجات الكهربائية تنقل شهقاتهما المتتالية.....وورقة خضراء أينعت
.
.
.
.
.
.
.

تقف أمام باب المطبخ وهي ترى الصديقة التي اعتبرتها أختها الوحيدة... تبكي...هاهي الآن تبتعد عنها في أول

مشاكلها...مشمئزة ربما...لكن أهذا كان مقدار الصداقة بينهما....هدم علاقة استمرت لأربع سنين....من أجل قصة

مضى عليها...18 سنة؟....ألم تكن تستحق شيئا من تضحية..؟؟...على كل امرأة ناضجة مثلها في 35 يجب أن لا

تهتم لمثل هذه التوافه....لا تحتاج لمن يقف إلى جوارها....قبل أن يغادرها...باحتقار...لكن أحقا..؟؟؟...أحقا لا

تهتم لقطيعة جود؟؟...لا يهم تتجه نحو خزانة الأطعمه..مستخرجة كيسا من الشاي الأخضر...تتحرك بآلية تقريبا

بينما كل حواسها منشدة بشكل كامل لشهقات رفيقتها...هذا لا يهمك يا مرام...لا تستحق شفقتك..إن كانت لم

تستطع الوقوف في حدث كهذا...فلا خير فيها...ولكنها تبكي...تبكييييي...وما شأنك أنت بذلك...احتدمت في

عقلها الأصوات...خطأ....لا يمكن أن تستمر بالتفكير...تحمل الآن كفتيرا الماء الحار..ناسية أنها لا تحمل واقيا في

يدها...تصلها حرارة الإبريق...لتشهق مفلتة إياه...وتتناثر الحمم...قبل أن تصرخ بألم...لم يطلها شيء من الماء

الساخن....لكنها أرادت...أرادت بصدق أن تبكي ملأ صوتها...ولا تدري لم...؟؟....كانت تلك الصديقة الآن

تهرول نحوها بقلق وتمسك بيدها تشدها لصنبور الماء:"بسم الله عليك...بسم الله عليك...انكب الشر"

كلتاهما تبكيان....كلتاهما تحملان أنوفاً محمرة...وعينان لامعتان...ودمعة ساقطة على طول خديهما..لكنهما

تلتفتان كل إلى جهة...معرضة عن الأخرى....




يا خلاني سقى الله مشاعرنا القديمة إلينا تعود وإلا فما للقرب قيمة
إذا يوم التقينا على العشرة قسينا فحال القلب يسلى إذا خله خصيمه
تذاكرنا المواقف ولا من قال آسف ولا حنت إلينا عوايدنا الكريمة
متى الأجواء تصفى متى المجروح يشفى أما للريح مرفا ترى الموجة سقيمة
تعالوا نعيش أجمل كفى نقسى ونزعل نعاود مثل أول على الفطرة السليمة




****************************



يلقي نظرة سريعة على ساعته....حسنا...إنه عز الظهيرة...والجو لا يطاق في هذا الوقت من السنة...الحر مُلهب

تتوقف سيارته أمام بوابة المنزل...يترجل منها وقد أخفى عينيه تحت نظارته الشمسية...يحث الخطى مسرعا...يريد

الحصول على حمام بارد...قبل أن يراجع الملف الأخير...ثم يلجأ لنوم بارد...يدير مفتاحه في البوابه...ويستقبله هواء

الصالة البارد...مجهد هو...لكن مهلا...هذه الحقيرة ثانية...هذه الـــــ......يتجاهلها ويصعد إلى غرفته رأسا.....

يزفر الغيظ من أنفه حمما وهو يقلب الملفات بين يديه محاولا التركيز فيما خط بداخلها أخيرا أغلق الملف وهو

يتكئ على ذراعيه ويخبئ وجهه في ضخامة يديه وأنفاسه تترد بين جنبات صدره الفسيح مد يده لينزع غترته من

على رأسه ويقذفها جانبا ويتبعها بـــــــ-الطاقية- ليتشعث شعره المتسربل بالسواد بفوضوية زادته وسامة أعاد رأسه

وأنفاسه تضيق به وتدور به عجلة الزمن أنفاس حارة تلهب عنقه ويد خبيثة تمتد لتنتهك حرمة طفولته تلك الأذرع

واليد المطبقة على بطنه...رفع رأسه بعنف ينفضه والكثير من القطرات تعتلي جبينه....وأنفاسه تضيق عليه تمتد يده

لتحرر رقبته من ضيق الثوب المنسدل على عضلات صدره النافرة...شيء من ألم راح يتسلل لعينيه....قبل أن يقفز

متجها لدورة المياة ناثرا الماء على وجهه مرة واثنتان وثلاثة وسخط في داخله يتزايد ويتزايد وتعود صور كثيرة لتتدافع

لذهنه المجهد قبل أن يكور قبضته ويضربها في الحائط الرخامي أمامه وصوته الأجش يطلق

صرخات غضبى وهو يتمنى فقط لو يجد ذاك المنحرف..لو يجده فقط...قبل أن يدفع قبضته للرخام

مجددا وقطرات حمراء تعلق به...ولا شيء يغزو إحساسه سوى القهر....وسخط عميق في داخله...

يخنقه




****************************************




مستلقية على الأريكة وقدمها المجبرة مسندة إلى ذراع الأريكة والأخرى مستقرة على الأرض تهزها برتابة إلى الأمام

والخلف....لا تشعر بقيمة النعمة إلا إذا فقدتها...تبتسم لعبير القادمة وخلفها ندى

"هلا والله بالعجيز"

تعبس بضيق:"عبير لا تتريقي عشان لا يبتليك الله"

"ههههههههه.....أمزح معك على طول زعلتي؟؟"

معللة تجيب:"سبحان الله الواحد يوم يمرض تصير نفسيته هنا" مشيرة إلى أنفها

"بسم الله منك هذا تحذير؟؟"

"تقدري تقولين"

تدفع ندى عبيرا منحيتها جانبا لتجلس إلى جوار رغد

"المهم اسمعي صحيح إن الفحص الطبي لخالد وليان لسى ما طلع؟؟"

"إيه هو أساسا كانوا معتمدين على واحد من معارف عمي عبد الرحمن بس سبحان الله صار عليه

حادث وما طلعت النتيجة وصار صعبة يأجلوا الملكة...والمأذون صاحب عمي فعقد لهم"

عبير:"بس كذا مو خطير خاصة إنهم قرايب؟؟"

رغد:"والله خطير بس الله يهديه خالد كان مرة متحمس ومستعجل...نقول إن شاء الله يطلع متطابق"

عبير:"إن شاء الله يارب"

ندى:"والله مشتهية كرسبي..."

عبير:"وش رايك بس ندو نروح نسوي لنا"

رغد وقد أدركت خطة عبير لإذائها:"إي والله فكرة...خلاص سووا وكثروا الكمية وتعالوا ناكل سوا"

عبير:"ها ها ها...لا يا شيخة أقلي لك معنا وانتي متستتة هنا...وأنا تتعرض بشرتي للزيت والحرارة..وتضل بشرتك

زي الأشطة...تؤ تؤ تؤ يا ماما....بس ممكن إذا ندو تنازلت وقَلَت لك"

تفتح ندى عينيها على اتساعهما:"لا يا شيخة...وبشرتي تروح في المشمش"

تعبس رغد:"يالخوانات...هذي نهاية عشرة 18 سنة...مالت عليكم من صديقات..بدل ما كل وحدة تقول من عيوني

وأبشري...وتتضاربوا من تقلي لي تقولوا كذا"

تهز عبير رأسها نفيا:"لا يا ماما نتضارب نحرسك في المناسبات والجمعات...لكن هذي فيها زيت وبشرة وجمال...

اعذريني ما أبغى أدمر مستقبلي"

الآن رغد تنادي خادمتهم "ريسي" طالبة منها أن تقوم بإعداد كمية لا بأس بها من الكرسبي

عبير:"يووه فديت بنت خالتي تبغى تحمي بشراتنا"

ندى:"منجد يا زينك يا عمري انتي"

رغد:"ضفي انتي وهيا والله ما أخليها تقلي لكم روحوا أقلوا لأنفسكم"

ندى تتقرب من رغد تلف إحدى خصل شعرها بأصبعها:"رغوود حبيبي تعرفين أمي وخالاتي ما راح

يرضون أقول للشغالة تقلي لنا...بس انتي رجولك مكسورة وعذرك معك"

رغد:"دحين يوم جت المصلحة روحي بس...وفكي شعري قطعتيه"

تزفر عبير بغيظ وندى تقوم ضاحكة:"امشي امشي بس...ما تنفع اللحين بعد ما خربناها معها"




*****************************



تنقل لها موجات الكهرباء صوته المفعم بالحنان....لكم تعشقه...نعم رغم أن ارتباطها به لم يتعدى الأيام

لكنه اقتحمها....اقتحم عالمها...شاركها لحظاتها...بادلها حبا....وكلمات عذبه...تحن إليه إذا مضت ساعة

....وتشتاق لكلماته تصب في أذنيها...حقا هي أسعد أنثى...مع هذا الرجل...تود إخباره بذلك لكن

خجلها يمنعها من إخباره....كثيرة هي مشاعرها التي تود إيصالها له...يكفيها نطق اسمه...بين شفتيها

ليان:"خالد"

خالد:"عيونه"

ليان:"........"

خالد:"ههههه خلاص آسفين ما نعيدها....على فكرة بكرة بتطلع نتايج الفحص"

ليان:"إيوه...يدي على قلبي كأنه اختبار"

خالد:"ليــــه"

ليان:"ما أدري بس مرة خايفة"

خالد وقد تغير صوته:"تبغين الحق...حتى أنا خايف"

لحظة صمت ثم تكلم خالد:"ليان أبغى أسألك سؤال"

ليان:"تفضل"

خالد:"لو لو لو لا سمح الله طلعت النتايج غير التطابق وش بتسوين؟؟"

سكتت ليان فترة:"إنت وش بتسوي؟؟"

خالد:"ليان أنا ما يهمني الأطفال أبدا"

ليان بصوت متهدج:"وأنا كمان"

خالد:"أعتبره وعد منك لينو....؟؟"

ليان:"أبي هالوعد منك قبل"

خالد:"أوعدك"

ليان:"وأنا كمان أوعدك"
.
.
.
.
.
كثيرة هي الوعود التي نقطعها على أنفسنا....والأماني التي نرسمها لمستقبلنا...والأحلام التي نعيش عليها في واقعنا

ولحظة وحيدة...تخبرنا أننا قد نكون عاجزين حتى عن تقبل أقدارنا...ومن شروط الإيمان....الإيمان بالقدر خيره وشره

هل سندرك ذلك إذا حل القضاء...؟؟؟




***************************************



صالة منزل متعب مشعل

يجلس حسام على جهازه وهو عاقد لحاجبيه...دخل مشاري المنزل وهو يلقي السلام بصوت مرتفع...

رد حسام السلام عليه...نظر إليه وابتسم بلطف:"بشر كيف الجامعة...؟؟"

"دسم الله يعين بس...أنا وش خلاني أطاوع الشيبان وأدخل هندسة ما أدري"

"خير وبركة توقف في حاجة أهلك"

"إيه يالشيخ وإنت ليش ما تدخل في حاجة أهلك...؟؟"

جلس مشاري مواجها له وهو يحافظ على ابتسامته الوقورة:"كله خير بعدين أنا مالي في التجارة وصدعة

الراس..."

"الطب بعد صدعة راس"

"العكس...يوم تنقذ الناس من الموت بإذن الله...وتفتح لهم باب الأمل..وتعيد البسمة لهم...إحساس

جميل"

في تلك الأثناء فُتح الباب ودخل بسّام مرتديا زي العسكرية وهو باد الإرهاق رفع يده محييا قبل أن

يرتمي على المقعد...

مشاري:"عساك عالقوة"

"الله يقويك"

"وين أمي..؟؟"

"ما أدري توي جاي"

حسام وهو يكمل عمله على حاسوبه:"راحت السوق...بترجع بعد شوية"

قام بسّام:"أجل أنا أستأذن ميت تعب بأتروش وأناااام....سلام"

"الله معك...لا تنسى صلاة العصر"

"إن شاء الله"

التفت حسام لمشاري:"وإنت يالطبيب ما تبغى تريح قبل العصر...؟؟"

"إلا والله..بس أنتظر أمي أسلم عليها قبل"

"يا بن الحلال أمي مطولة روح ريح ما بقي شي عالعصر"





************************************




ها هم الآن يهبطون في مطار جدة للمرة الثانية...استغرب راكان طلب أسامة للعودة وإقامة فريضة

العمرة للمرة الثانية على التوالي....على أي حال لم يجد مانعا في ذلك...فقد وهب عمره للطاعة..وكل

وقته رهن لها
.
.
.
.
.
.
.
يرفع إحرامه إلى ظهره ويبدأ بالهرولة بجوار أسامة وتدور في ذهنه قصة السيدة هاجر وهي تركض بين الجبلين لتعود بالماء

لولدها تبسم بهدوء"ربااااه أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سألت به أجبت أن ترد إلي ضالتي وتغفر لي جريرتي ولا

تحاسبني بما أنا أهله وحاسبني بما أنت أهله"

"راكان بنوقف نشرب زمزم بعد ما نخلص أبي أتضلع منه"

هز رأسه مبتسما:"أبشر"

الآن وهو يجلس متكئا إلى إحدى أعمدة الحرم وإلى جواره أسامة وفي يد كل منهما مصحفا يقرآن فيه بخشوع

صوته الرخيم ينبعث عذبا مطمئنا" الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20)"الزمر

أدمعه تنهمر بهدوء لتبلل لحيته التي زادته نورا على نور ويكرر بصوت خفيض:"اللهم اجعلنا ممن اتقاك"

ألقى نظرة سريعة على ساعته أزال أثر الدموع والتفت إلى أسامة:"أسامة لازم نكون في المركز

دحين نوزع الزكوات...نخلص قبل موعد رحلتنا"

أغلق أسامة مصحفه وقام مصاحبا راكان في سيارته:"اسمع أنا عندي ثوب هناك حطيته احتياطا فنبدل ثيابنا من المركز

مباشرة ما أبغى أبو سند يسبقني في التوزيع"

ابتسم أسامة بإعجاب:"أبشر يا بو مشعل على هناك"

ما أن وصلا المركز حتى أسرع راكان باستلام عمله مبادرا بنشاط أدهش أسامة بالرغم من أنهم لتوهم أنهوا عمرتهم في

حر مكة الشديد:"أبو إسماعيل عالمخزن الشاحنات وصلت"

توقف عند باب المخزن وشعور عميق يكتنفه وهو يرى العمل الدؤوب الذي يجري هناك الشباب الصغار بلحاهم

السوداء الكثة

وأصواتهم تردد في حداء مميز يثير في النفس أسمى معاني البذل

" إلى الله سرنا والجنان مرادنا
وكل إلى الله المهيمن يرجع
ضعي الكف في كفي إلى الله سيرنا
فليس لنا فيما سوى الله مطمع
نحث الخطى في حسبة ومحبة
إلى جنة فيها مصيف ومربع"

تمتد يده الآن وتحمل الصناديق والأكياس البلاستيكية ويشاركهم حداءهم وطاقة هائلة تتولد في داخله
.
.
.
.
.
.
حقا إلى الله سيرهم
.
.
.
.
.
.
.
مضت اللحظات بسرعة وهاهو ذا يخرج من دورة المياه بعد أن أستحم:"أسامة متى حجزت لنا؟؟"

أسامة وهو يخلل يده في شعره لينشفه:"الساعة خمسة العصر"

نظر للساعة التي تتوسط الصالة:"أجل خلنا ننام دحين يا دووب نقوم أربع"

أرتمى على سريره بإرهاق"ما اشتدت إلا فرجت.....رباااااه اعف عني واجمع ضالتي بي"

انطلقت دعواته ترتجي رحمة أرحم الراحمين وحاشاه أن يرد من رجاه

دخل أسامة عليه وعلى وجهه ابتسامة سعادة:"راكان أختي دقت بترجع أسبوعين وبعدين بترجع لاستراليا"

راكان بابتسامة يبادله فيها السعادة:"والله عالبركة الله يوصلها بالسلامة"

أسامة:"آمييين....لو تدري ياراكان هي أهلي أمي وأبوي وأختي وصديقي وكل شي"

راكان بابتسامة:"هي توأمك مو؟؟"

أسامة:"إيه"

راكان بضحكة:"أجل عمرها خمسة وثلاثين أصغر مني بسنتين ما أنفع أتزوجها بس"

أسامة:"يا حظ من بيضوي مرام"

توقف عقله لوهلة..."مرام....أقال مرام"

تنهد بيأس..."كلا أين الثرى من الثريا"

نهر نفسه بعنف....."أنت أسقطتها...لقد كانت أنثى طاهرة قبل أن تدنسها...."

انقطع حبل أفكاره على صوت أسامة وهو يخرج من الغرفة

زفر للمرة الألف..."وهل مثل نسبك يا أسامة يرفض؟؟..."








*************************





دخل بيته والضيقة تلتهم ملامحه صعد رأسا إلى غرفته ليجدها بانتظاره كما اعتاد منذ تزوجها

عبد الرحمن:"هدى"

هدى:"هلا عبد الرحمن متى جيت؟؟

عبد الرحمن:"تو دخلت...وين خالد؟؟"

هدى:"خرج مع ليان يشوفوا غرف النوم"

عبد الرحمن:"لا إله إلا الله"

هدى:"عبد الرحمن فيه شي صار؟؟"

جلس على السرير وهو يفتح أزارير ثوبه العلوية:"طلعت نتايج الفحص الطبي"

هدى بقلق:"بشر؟؟"

يهز رأسه بحزن:"ما تطابقوا"

شهقت هدى:"لا تقول"

عبد الرحمن:"الاختلاف وصار...اللحين كيف نوصل لخالد؟؟"

هدى وقد احتقنت دمعة في عينها:"يا قلبي يا ولدي....متعلق في البنت مرة"

عبد الرحمن:"هذا اللي شايفة.....وعلى أي حال هو رجال...مقدار صدمته حتكون ضعفها عند ليان"

هدى:"إنا لله وإنا إليه راجعون"

عبد الرحمن:"أهم شي نحاول نبعدهم عن بعض من بدري لا تتعلق قلوبهم ببعض أكثر"

رفع هاتفه النقال أصبح لزاما أن يتصل بخالد الآن ما دامت ليان برفقته



*************************************



ها هنا ينتهي الجزء التاسع..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر

اللهم انصر عبادك الموحدين في جميع بلدان العالم

وقيض لهم من يخافك فيهم...إنك على كل شيء قدير...






همس الزوايا 09-06-12 01:10 PM

[SIZE="4"][RIGHT]


الجزء العاشر

مساؤكم رضا

الجزء العاشر...بعد انقطاع شهر إلا أسبوع....

أضعه بين أيدكم آملة أن يكون في محل استحسانكم...



*************************************



في حجرتها تقلب أوراق ملف أعطي لها في عملها كي تراجعه....تشعر بحياتها جافة أكثر من أي وقت سبق

ورتيبة بشكل ممل....تتثاءب وهي ترفع كوب الـــ(كبتشينو) لترشف منه رشفه...الثلوج بدأت بالسقوط منذ أسبوعين

والتدفئة المركزية تكفيها عناء التدثر بالمزيد من الثياب...لكن الوضع مختلف في الخارج فهي بحاجة لارتداء معطف سميك

وطويل يصبح فيه شكلها مع النقاب...ملفت...وعلى أي حال فالولاية التي تسكنها مليئة بالعرب...الخليجيون

بشكل خاص....ماذا عن أسامة...لتكسر روتين وقتها وتتصل به....أحجمت عن ذلك وهي تنظر لساعة يدها

...الوقت الآن لديهم الثانية ليلا...ليس وقتا مناسبا...تعود لتنهي عملها...وتفكير يبدأ مداهما رأسها...

منذ فترة يداهمها هذا الهاجس....إنها بالخامسة والثلاثين....ربما الآن قضت فوق منتصف عمرها...إذا استبعدت اثنا

عشر سنة طفولة...فهذا يعني ثلاثة وعشرون عاما.... ماذا أنجزت في هذا العمر...؟؟....لم تقدم كثير من عمل....

سوى إسلام 20 امرأة على يدها خلال ثمانية عشر سنة هي مدة مكوثها في استراليا تتخلها رحلاتها إلى أهلها...

وإجازات الثلاثة أشهر...لا شيء يستحق أن تفخر به في حياتها... على كل لم يتبقى الكثير...وتعود للإمارات...ألم

يقل أسامة أن والدهما أخبره أنهم سيعودون قربيا...للسعودية....إلى الطائف...ذلك ينهكها...كلما تذكرت أنها

ستعود...إلى المكان الذي استنزف أبشع ذكرياتها....تطلق زفرة ملؤها الألم..كم تبقى على ذلك...ثلاثة أسابيع...نعم

ثلاثة أسابيع وسيتوجب عليها أن تعود....ماذا عن رزان؟؟...بتلقائية تتناول هاتفها وتفتح على صورتها....تبتسم لها

بحب...عيناها تنطق بالكثير من الشوق لهذه الصغيرة...الشابة الآن...حسنا حسنا...أنفها بالتأكيد يشبهها...وعيناها

اممم...تشبه عيني أمها...جدة رزان....لون شعرها....تقطب الآن...فهي تأخذ ذلك من لون شعر والدها...الحقير...

الــــ....يقطع سيل من السباب الذي أوشكت على كيله لذاك النواف...طرقات مترددة على الباب...استغراب داهمها..

ليس هناك أحد سوى جود....أمكروها أصابها...تقوم مسرعة لتفتح الباب...ترى جود الآن وهي تشتت نظرها

ما بها يا ترى؟؟

"نعم؟؟"

بدا على جود التوتر أليست هي رفيقتها لأربعة سنوات وتعرف سكناتها ونظراتها..؟؟

"أأ...اممم...ممكن تجين شوية"

تعبس الآن:"نعم؟؟"

ترفع نظرها لها الآن:"ممكن تجين شوية للصالون؟؟"

دهشة تصيبها تريدها أن تأتي للصالون...لم؟؟...لم تظهر ذلك على ملامح وجهها...تبقى غاضبة من تصرفها

وأيضا يجب أن تتصرف الآن كالأخت الكبيرة...أليست تكبرها بخمس سنين..؟؟

تتقدمها بخطوات بسيطة نحو الحجرة الأبعد في المنزل توقفت بصدمة وهي ترى البالونات والزينة التي

انتشرت بشكل أنيق في الصالون

وطاولة الطعام الصغيرة وتتوسطها كعكعة وبعض الأطعمة الأخرى...تلتفت إلى جود:"إش هذا..؟؟"

كانت الآن تنظر كطفلة خجلى ومضت تشرح ذلك بكلمات متقطعة:"اممم...اعتذار بسيط مني

لك...يعني...كم لنا ما تكلمنا مع بعض...أسبوع...بعدين...أنا كمان غلطت بحقك...ما كان يحق

لي أصرخ عليك...كمان يفترض يعني أشوفك دحين...مو أحكم على شي قديم...وأنا معك أربع

سنين....أأأ....يعني.."




".....أنا آسفة..."


.
.
.
.

هل قالت ذلك بشكل جيد..؟؟...لا تدري حقا...ترفع نظرها لمرام التي ظلت تنظر إليها دون ردة فعل

أتراها لم ترضى


"سامحتيني..؟؟"

تتأمل عيناها وهي ترجوها أن ترميها بنظرة رضى...ولدهشتها كانت عيناها تحتقن بالدمع

"مرام...والله آسفة...ما كان قصدي أجرحك أو أزعلك...والله إنو مو قصدي...بعدين انتي تعرفين

ظروفي..تعرفين كيف عشت وأكيد يعني بتتفهمي وضعي....مرام...أأ..."

انقطع حديثها وهي ترى مرام تحتضنها..لتنفجر هي باكية.."والله آسفة..آسفة"

"وأنا سامحتك..خلاص جود...خلاص حبيبتي حصل خير...حصل خير"

قبل أن تسحبها للصالون:"ما شاء الله عليك يالدبية متى أمداك تجهزين...؟؟"

تبتسم لها الآن وهي تمسح دمعها:"أمس العصر رحت وجهزت كل شي"

"يم يم لا تقولي منزلي"

تهز رأسها موافقة:"كل شي منزلي مئة بالمئة"

"يا عمري إنتي...ولا مسوية سوفلية...تسلمي والله"

"أهم شي ترضى عننا مرام"

"ومرام رضيت..."
.
.
.
.
.
تناديني
تناديني وأمضي يا صديقي
وارحل دون دربك يا رفيقي
وتآخذني الوعود إلى بعيد
وأسكن في السكوت وفيه ضيقي
تنادني
إخائك يملأ المعنى سلاما
لينشر بهجة الأمل انسجاما
ويروي الوعد بالصدق احتراما
يناغي النور ودا والتئاما
تنادني
أراك وينطفي حزن توارى
تآسي الهم في قلب الحيراى
وتبسم في انتظاراتي نهارا
لأروى في تآخينا المدارا
تنادني
ستجمعنا الموانئ في زماني
إخاء فيه في الدنيا الأماني
ونمضي للقاء ولا نعاني
لنحيا فيه أزهار التفاني




*************************************



دخل إلى صالة المنزل وجلس إلى حاسوبه وإلى جواره تجلس أخته الوحيدة روان تحادث أحدهم بهاتفها

كانت مندمجة في الحديث بينما كان ابنها الصغير معاذ يأتي ويذهب حولها....أغلقت هاتفها وهي

تلتفت إليه:"هلا والله وين كنت...؟؟"

سيف وهو يغلق شاشة حاسوبه:"هلا بك أكثر ....كنت مع أحمد بالسوق نتقضى"

روان:"خلاص عزمتوا...؟؟"

سيف:"الله يوفق"

روان:"تعرف إن أمي ناوية تكلم عمة حصة بداية أسبوع الدراسة"

سيف:"أمااا بدري...احنا رحلتنا يوم الخميس الساعة خمسة العصر"

روان:"يمكن يتيسر لك قبل لا تسافر وبعدها بكيفك روح وهما حيسألوا هنا"

سيف:"تهقين يعني بيسألون..؟؟"

روان:"وليه ما يسألون..؟؟"

سيف:"ولد أخوهم"

روان:"ولد أخوهم من أمهم....مو من زود الاحتكاك"

سيف:"ممكن يرفضوا...؟؟"

روان:"جائز...بس مو شرط يكون لشخصك....يمكن هي ما تبغى...يمكن ولد عمها محيرها"

سيف:"ماتوا اللي كذا"

روان:"ممكن مخطوبة وما نشروا الخبر"

سيف:"لا صراحة تحمسي الواحد"

روان:"نحط جميع الاحتمالات....على فكرة ثابت بيجي بعد شوي"

سيف وهو ينهض لحجرته ليبدل ثيابه:"الله يحييه النسيب..."
.
.
.
.
.
.
فتحت عينها ببطء...قبل أن تمنع ثوباء خفيفة من الظهور.....وتتمطط بنعومة على السرير......

جلست بعد أن تفتحت عيناها الواسعة وهي تنظر لساعة معصمها....شهقة خافتة صدرت منها...

لا بد أن أمها في السوق الآن.....قامت عن سريرها الفخم الذي أخذ امتدادا في غرفتها الواسعة....

ارتدت حذاءها المنزلي وهي تتجه نحو دورة المياه لتغتسل....حمامها البارد المعطر استغرق نصف الساعة

قبل أن تخرج لها بنطالا من الجنز...و(بلوزة) وردية اللون تصل لتحت خصرها بقليل...رطبت جسدها

المرتوي بكريم الجسم المعطر....تشغل الكثير من الوقت في الاهتمام بنفسها وبالعطور والتزين...فليس

لديها ما يشغلها سواها....جففت شعرها بهواء-الاستشوار- الساخن وتركته على طبيعته....وزينت

شفتاها بلون زهري ندي وختمت زينتها بخط كحل أزرق...نثرت من عطرها على جسدها بسخاء...

وارتدت صندلها الزاهي ذا الكعب المنخفض...ونزلت إلى الدور الأول....مشيتها كمن

تتمخطر في غرور كان البيت فارغا كما توقعت...اتجهت إلى المطبخ وأعطت أوامرها للخادمة لتعد لها

كوبا من الموكا وتحضر معه سلة الشكولاتة بينما تنتظرها هي في صالة المنزل......تفاصيل أنثوية باذخة

وجاذبية طاغية
.
.
.
.
.
.
.
هاتفه سعود على استعجال يسأله عن كتاب كان قد أخبره سابقا أنه يملكه....أخبره أنه يحتاجه سريعا

ليتأكد من بعض النقاط في بحثه...فكتاب كهذا نااادر جدا....ورثه أحمد عن والده رحمه الله......

اتصل بأخته فاطمة لتفسح المجال لدخوله مع صديقه أخبرته أن أمل نائمة ولن تقوم مبكرا وفي هذا

الوقت....لذا اتصل بسعود طالبا منه مرافقته إلى المنزل ليحضر له الكتاب....وما أن دخل حتى فوجئ

بابنة أخته فاطمة ترتدي بنطالا من الجنز و(بلوزة) بلون الزهر...وقد تناثرت خصل شعرها الكستنائي

على أكتافها لتزيدها نعومة وجمالا....تضع قدما على قدم وترتدي (صندلا) ناعما بذات لون (البلوزة)

وتحمل قطعة الشكولاتة بيد وبالأخرى تحمل كوبا تتصاعد الأبخرة منه وتطالع التلفاز...وتضحك بنعومة

رغم أن ما كانت تفعله اعتيادي جدااا...فهي حريصة على "شياكتها" حتى في المنزل وتملك نعومة

وجاذبية ورغم أنه لا دخل لها بما جرى....لكن رؤية صديقه لها بهكذا منظر فجر حكمة العقل

برأسه....وهو يصرخ بها منفعلاً

"أمل يالزفت انقلعي فوق فوووق"
.
.
.
.
.
.
.
كانت تمسك بيدها قطعة شيكولاتة وبيدها الأخرى كوب الموكا الساخن اهتزت يدها بصدمة ,لم يأتي

خالها من الخارج ليصرخ بها ويسبها ويطردها...؟؟

اهتزت دمعة في مقلتها وهي تقفز لتغادر الحجرة إلى حجرتها في الدور الثاني...وقد تناثرت أدمعها على

وجهها في شهيق خافت....لا أحد يقيم لها وزنا....لا أحد....لأنها يتيمة...يتيمة لا تملك أبا.....

ارتمت على سريرها الذي غادرته منذ ساعات فقط....لتذرف دموعها عليه بسخاء
.
.
.
.
.
.
لم يستغرق دخوله سوى ثانيتين....لكن تفاصيلها الأنثوية اخترقت عينه...لم يستطع أن يلوم أحمد

على صراخه عليها بهذا الشكل....فتنة كهذه لا يصح أن تطالها الأعين....رغم محاولته السقيمة في

اظهار الثبات....لكن شيء ما كان انفجر في نفسه...أخذ الكتاب من أحمد....شاكرا ومعتذار وأراد

فعلا أن يهرب من هنا بأسرع وقت...............قيل أن الرجل يملك قدرة على معرفة تفاصيل الشيء

من نظرة سريعة.....فكيف بشيء خاطف كهذا
.
.
.
.
.
جلس في الصالة يستغفر بهدوء......لم صرخ بها هكذا...أمل الهشة الحساسة....لابد أنها أغرقت

مخدتها الآن بدموعها....لم يكن يريد أن يفعل ذلك...لكنه رجل وأدرك أن نظرة سعود الخاطفة قد

أحاطت بالكثير...وأمل فتنة بحد ذاتها...شعر بالنار يشب بصدره...عاد يستغفر ليبعد الشيطان عن

طريقه....لابد أن يجد طريقة لمراضاتها....أمل وحيدة أخته...الفتاة المدللة حتى النخاع...المتحسسة من

يتمها....
.
.
.
.
.
رن هاتفه الملقى على الطاولة إلى جواره ألقى نظرة خاطفة قبل أن يكمل ارتداء (فنيلته) على عجل

ويسارع للإجابة عليه وضع الهاتف على مكبر الصوت ليكمل ارتداء ما تبقى من ثيابه ويسرح شعره

"هلا أحمد"

"هلا بك زود كيفك سيفان"

"بخير ونعمه اشفيه صوتك...؟؟"

تنهد بضيق:"ضااايق يا خوك"

"ليه اش صار"

"ياخي يا شين البنات وملغهم ودلعهم وتزينهم..وكل شي فيهم..حتى أشكالهم"

انفجر سيف ضاحكا:"هههههههه شف يا شين ملغهم ودلعهم وتزينهم ما يخالف لكن اش دخل

أشكالهم....خلقة ربي ترا استغفر"

"استغفر الله العظيم...اللهم لا تؤاخذني"

كرر سيف سؤاله ثانية:"ليه اش صار...؟؟"

"يا خي بنت عمتك هذي جاي معاي سعود ويوم دخلنا إلا هي بوجهنا متزينة ومتستتة فاطمة قالتلي

إنها نايمة...عاد أنا احتريت وهزأتها...وطلعت وتعرف زعلهااا شيييين الله لا يذوقك إياه يوم وأدري بها

حساسة....رفع صوته علي لأن ما عندي أب....وبتروح تزن على راس فاطمة ينقلوا بيت لوحدهم....

وبتجي فاطمة تعاتبني...وتزعل مني...ويمكن تبكي ليه ضيقت خاطر بنتها الدلوعة...وما أرحمها...ما

كأني خالها....والله ضاق صدري وأنا أتخيل التوابع....ويمكن يجيني استدعاء من القوات العلية ووقتها

جد أروح خرطي....تعرف بعد حساسية فاطمة ناحية بنتها....الله يصبرني بس"

لم يتمالك سيف ضحكته وهي تندفع مجلجلة قبل أن يصرخ أحمد بغيظ:"سيف يالهرم"

تماسك قبل أن يقول:"سامحني يا خوك ما قدرت أمسك نفسي حالتك مستعصية صراحة"

أحمد بغضب:"مو منك مني أنا الثوور اللي داق عليك وأشاورك..وفي الأخير هذا اللي قدرت عليه

–وهو يقلد صوت سيف بسخرية- حالتك مستعصية صراحة..."

وأغلق الخط....





*************************************



ينظر لهاتفه بحيرة....ماذا يفعل؟؟....أيتصل أم يرسل؟؟؟

ماذا إذا كان الوقت غير مناسب...هل ستستنكر ذلك....أتراها الآن غاضبة...لأنه لم يتصل بها...يتنهد

بسخط...يجب أن يتغلب على خجله...أليست الآن زوجته ومن حقه أن يحادثها..كما يشاء....لكن ذلك صعب

هل يبدأ برسالة...نعم الأسهل هو الرسالة...رسالة عادية..نعم...يسألها عن أحوالها...وبعد ذلك يفترض أن تكمل

هي..ألم يسمع الشباب دائما يقولون...افتح الباب...وبعدها لم يتوقف هاتفك عن الرنين نهارا وليلا...حسنا سيرسل

ذلك الآن نعم....أعاد نظره للرسالة المفتوحة أمام"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...كيفك منى؟؟...إن شاء الله بخير

هذا رقم جوالي مجاهد الـــــ....سجليه عندك"...ترتسم على وجهه ملامح ألا رضى....اممم رسالة رسمية كهذه وبكل هذا

التحجر....ستصاب بالإحباط...عندما ترى زميلاتها يتناقلن رسائل الغزل...وهي تأتيها رسالة بكل هذه الجدية..يمسح

ما كتبه محاولا صياغة رسالة أكثر لطفا....

لكن رنين هاتفه قطع عليه حبل أفكاره يقطب بتضجر...ليس هذا هو الوفت المثالي لتتصل...

"هلا والله"

"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة"

"إيه جاهز....خلاص نازل"

ينتظره أخاه بالأسفل ليذهب به إلى محل لبيع التحف المنزلية الفاخرة...والتي ستعجبه كما قال

حسنا ليأجل ذلك لوقت آخر......





**************************************



تثبت سماعة الهاتف بكتفها لتقوم بفتح كيس الشبس لأختها الصغيرة...قبل أن تعود مواصلة الاستماع لمحادثة صديقتها

كانت رؤى تتكلم بإسهاب:"والله يا رهف ما أكذب ما كان ودي أقول لرغد لكن تعرفين إن مها قالت لنا بالعربي

الفصيح إن أمها بتخطب رغد مو حلو تجي الصدمة في ذا الوقت تكون قبل أحسن"

رهف:"تبغين الحق يا رؤى عذرك واهي جدا وما كان له داعي تقولين لها أبد حتى لو طلع صحيح وش

بتستفيدين وبعدين لو بغيتي تعلمينها لمصلحتها تخلي المدرسة كلها تعرف وتروحي تعلمي فلانة وعلانة من

يوم رفضت تسمع وش كان الداعي تعلمي اللي حولها عشان يوصلها الكلام من غيرك المفروض تسكري

السالفة من لحظتها دامك ما لمستي تقبلها للموضوع والعكس من مثالك وضح إنك تبغين تصرفين مها عن

فكرة خطبتها..."

رؤى:"لا والله..."

تنهدت:"أنا فاهمة قصدك يا رؤى لكن في مثل هذه الأحوال ما راح تنفهم إلا كذا.."

رؤى:"وش أسوي دحين"

رهف:"زي ما فتحتي السالفة سكري عليها وادفنيها وإذا كان كلامك صحيح حيبلغ رغد وفي ذيك اللحظة بس

حتمتن لك لأنك هيأتيها نفسيا أما دحين فماله داعي أبد تعيدين فتح السالفة"

رؤى:"أففف ضاقت نفسي..."

رهف:"هذا وإنتي فاتحة السالفة طيب ما فكرتي إش شعور رغد وهي صاحبة السالفة كيف بتقضي

إجازتها القصيرة هذي؟؟"

رؤى:"رهف خلاص يرحم أمك...يا ربييي وش أسوي أبغى أصيح"

رهف:"عاد اللي راح ما يرجع بس زي ما قلتلك"

رؤى:"إن شاء الله"

رهف:"هيْ رؤى تامريني على شي عندي خط ثاني"

رؤى:"سلامتك"

رهف:" الله يسلمك"

أغلقت من رؤى لتجيب على الاتصال الآخر

"ألو السلام عليكم"

رهف:"مين...منى....هلا والله بهالصوت"

منى:"هلا والله...يختي لو إني طالبة الأميرة ساعة لين تردين ما صارت"

رهف:"هههههههه شفتي كيف يختي فيه اختراع اسمه جوال ارسلي رسالة....لو كولمي"

منى:"ضفي بس أجل أنا أرسل كولمي ها؟؟"

رهف:"هههه يجي منك...المهم من يوم اتصلتي شغالة تهزئ يختي وش عندك؟؟"

منى:"شغالة ولا خدامة؟؟ هههههاي أمممممم حزري فزري وش بغيت؟؟"

رهف:"أممممم أنا أقولك.....يوووه رهف شفتي فلانة الهبلا وش سوت؟؟.....صح علي"

منى:"هاااا....؟؟!!"

"أفففف يالدبا هههههه دوبي أفهم"

رهف:"هههههه بس بالله مو صح؟؟"

منى:"نوعا ما مو تماما"

رهف:"اخلصي علي وادخلي في الموضوع"

منى:"ههههههههههههه أكلتيني بقراطيسي.....اسمعي كلمتني خلود قبل شوي...."

رهف:"أووه....جاتك خلود....وش قالت هذي الثانية؟؟"

منى:"ليه في أولى؟؟"

رهف:"لا في ثالثة"

منى:"هههاااي تستظرفي؟؟"

رهف:"أنا أدري عنك هاتي سالفتك من الآخر"

كما كل مكالمة تفتح بين يديها...فهي الأخت الأخرى لكل من حولها...بتدفق شديد الحنو...وإن عاتبت.. وإن خاصمت...فهي تريد الأفضل لهن...هكذا هي وهكذا وجدت...وهكذا تقبلها مجتمعها الذي من حولها..بكثير من ترحيب لأنها ملجأ آمن دائم....




*********************************



في سيارة خالد:"ها ليونتي وش قلتي؟؟"

ليان:"ما أدري"

خالد:"وش فيك من يوم جيتي منتي على بعضك؟؟"

ليان:"هاا...خالد ما شفت نتايج الفحص؟؟"

تنهد خالد:"لا...ولا أبغى أشوفها"

ليان:"ليـــه"

خالد:"ما أدري يمكن أبغى أطول الوقت قدر المستطاع...وهو في الأخير بيجيني"

ليان:"يعني حاس باللي أحسه؟؟"

خالد:".....ايه"

ليان:"أحسني ضايقة"

مسك خالد يدها وشد عليها وابتسم:"ما عليك...بنعيش حياتنا"

ليان:"بس...كثير قالوا كذا...وما قدروا يكملوا"

خالد:"بس احنا غير..."

وغمز لها بطرف عينه

ابتسمت ليان وشدت على يده.....وكل واحد منهما يستمد القوة من الآخر

كلاهما يران نهاية وشيكة أنبأتهما بها دواخلهما...ولكن روح الحياة في البشر دفعتهم لإحساس وهمي

بالقوة والقدرة على الصمود

ارتفع صوت رنين هاتف خالد ألقى نظرة على المتصل قبل أن يأخذ نفسا عميقا ويغلق هاتفه

وبصوت مختلف عن الذي كان عليه محاولا إضافة نبرة البهجة له

خالد:"ليان...وش رايك نخلي هذي الليلة غير"

ليان:"حلو...بس شلون؟؟"

خالد:"ما عليك خليها علي"

مسك الدركسون بيديه الاثنتين وضغط على دواسة البنزين بأقوى ما لديه

شهقت ليان:"خالد شوي شوي..."

خالد:"ما عليك...تراي محترف....أعجبك أنا"

رن هاتف ليان نظرت إلى اسم المتصل وأعادت نظرها لخالد:"أبوية"

هز خالد رأسه بالنفي....انتهى الاتصال وأغلقت ليان هاتفها

"نمر مطعم نتعشى...وبعدبن يصير خير"

تهز رأسها موافقة وهي تتمنى أن تكون شكوكها وخالد في غير محلها




**********************************




كان يعرض الآن عليه تشكيلة مميزة من التحف أعجبته كثيرا اختار مجموعة منها كان عبد المجيد لا يكف عن

طرح أراؤه ونصائحه...والآن وقد ركب السيارة...تذكر كلام خالد

"اللحين انت من صباح الله مصدعني..لا تاخذ هذا بعد زواجي ندمت اني شربته تنظيفه صعب..وهذا

لا شكله في المحل حلو مع الإضاءة بس في البيت يطلع شين...لا خذلك بني غامق عشان الشكل

المتناسق..مسوي فيها أستاذ معرفة..وزوجتك المسكينة كل شوي راميها وناط عندي"

يصمت متذكرا ما حدث قبل أن يخرج مصاحبا مجاهد إلى السوق..أو بالأصح قبل أن يهرب..ليجد

شيئا يشغل به نفسه

"هيييييه يالأخو وينك سرحت"

"موجود, وبعدين بدال ما تشكرني على تضييع وقتي الثمين معك..تتفلسلف علي"

"شكلي رميت سهم في الظلام وأصاب موقعا"

بسخرية :"شكلي رميت سهم في الظلام وأصاب موقعا...لا تتفلسف تكفى"


"لا والله جد يا أخوك...وضعك مو مقبول..ما كأن مالكم على الزواج غير أسبوع...ما صارت"

حقا من يصدق أن ما جرى كان بعد زواجه بأسبوع واحد....هل هو لا يطاق لهذه الدرجة..؟؟

لماذا سخطت هكذا...

"بعدين ليه ما سافرتوا..؟؟"

"قلت خليه شوي إلين تخف أزمتك وإن شاء الله بتسحب هي المستوى الجاي وأباخذ إجازة من الشركة

وبنسافر"

"زين..الله يوفقكم"

"آمين....اسمع إيش رايك اللحين نمر على أمين عنده سجاد خطير"

"مو كأن الوقت متأخر"

"لا تو الساعة 11 وبعدين تعرف أمين ما يقصر"

دخلوا محل السجاد وجاءهم صاحب المحل مرحبا:"هلا هلا عبد المجيد...مجاهد...وينكم ما تزورون ولا

تسألون"




******************************



أخذ نفسا عميقا يعيد لصدره الهواء النقي قبل أن يلتفت لجده:"ها أبوية وش صار عليهم؟؟"

قال بملامح عصية عن التفسير:"أمهم بها الخبيث"

هز رأسه يخبره عن معرفته بذلك قبل أن يسأله ببرود:"ما تتعالج"

"حالتها متقدمة الدكتور يقول أسبوع بالكثير وبتودع"

ربما شعر بعرق في قلبه اهتز:"لا حول ولا قوة إلا بالله وكيف سلطان وأخته"

"سلطان يتصبر ولو إني أشوف الدمعة بعيونه بس نورة منهارة وإلى دحين مهي عارفة عن أسبوع أمها"

لمس مهند نبرة التعاطف لدى جده:"الله معهم"

لم يجبه...والعديد من الأفكار تدور في ذهنه




*********************************************




منزل غيث بن مشعل

تقلبت على سريرها وهي لا تتوقف عن التفكير...رغم بلوغها 27 وهي إلى الآن ترفض كل من تقدم لها

بدون سبب حتى أن أمها بدأت تلمح لها بأن الوقت يمضي وسيأتي الوقت الذي لن تجد فيه من يطرق

بابها....وهو...أيضا لم يتزوج وقد بلغ الثلاثين...تكذب إن قالت تحبه...لكن إنسانة مثلها..تستحق

أن تتزوج بشخص مثله...يملك العقل والشخصية والمكانة الرفيعة...يستحق جمالها الملفت...وشكلها

الجذاب....لكنه أطال...شخص كقوة شخصيته لن تناسبه أي أنثى...أنثى مثلها فقط تستطيع أن

تتفاهم معه...أي أخرى سيسحقها دون أن يبالي...عقبة أخرى تواجهها....أخوها الوحيد عيسى..

لا يطيقه ولا يحبه...بل إنه يكره بعمق ويحقد عليه...حتى لو فرضت أنه تقدم لها...فيمكن لعيسى أن

يرفضه دون أن تعلم....تأففت بسخط...ستصل إليه...ستجعله يخضع لجمالها..وستفخر حتما بتطويعه

نهضت من فورها نحو خزانة ثيابها اختارت ملابسها بعناية...بالغت في وضع المساحيق على وجهها...

ارتدت عبآتها بإهمال...تركت لبعض خصل شعرها حرية الظهور من تحت حجابها...ارتدت نظارتها

الشمسية....لم تغطي وجهها....وخرجت متجهة نحو منزل جدها الذي يتوسط منازل أعمامها...إن

كان من مكان يمكنها استطياد مهند فيه....فهو منزل جدها...لن تكون فتون إلم تديره إليها





***************************************************




عبد الرحمن:"جواله مسكر الله يكفينا الشر"

رن جواله:"إيه هذا عبد الإله"

عبد الرحمن:"هلا عبد الإله.......كمان هي جوالها مسكر؟؟....وش الحل اللحين....الله المستعان....

اسمع اللحين الساعة 11 بالكثير بالكثير بيرجعون 12 ووقتها يصير خير....هو أساسا ما في غيره...أهم

شي اللحين ادعي لهم بس بالصبر"

يغلق من أخيه قبل أن يستقبل سؤال زوجته

هدى:"كيف بتقوله؟؟"

عبد الرحمن:"....ما أدري"

دخلت اسراء وهي مستعجلة:"صحيح اللي سمعته؟؟"

هدى:"هلا إسراء متى جيتي..؟"

إسراء:" توه وليد حطني وراح عنده مشوار....اللحين صحيح ما تطابقوا؟؟"

هدى:"إيه...."

جلست دون أن تنزل عبآتها:"طيب وش بتسون؟؟"

هدى:"يعني وش بنسوي.."

إسراء:"بتفرقوهم؟؟"

لم يعجب هدى المصطلح الذي نطقت به ابنتها:"ما عندنا خيار غيره"

صمتت إسراء بوهن ودمعة حبيسة في مقلتيها ظلت تجاهدها بقسوة كيلا تسقط تدرك كم تعلق أخوها

بابنة عمها وكم

هو مقدار ترقبه للنتيجة...تدرك كم من الألم سيصحب روحه حين يعرف...تدرك كل هذا وربما أشد

"طيب ليش ما تخلوهم يكملوا حياتهم عااادي؟؟"

هدى:"شلون عادي ويتبلون بأطفال مرضى؟؟"

إسراء:"وإذا هم مايبغون أطفال؟؟"

هدى:"كلهم كذا يقولون في البداية بس مصيرهم يحنون في الأخير ويندمون"

إسراء في محاولة ثانية:"أمي لو تشوفينهم وهم مع بعضهم....والله يقطعون القلب"

هدى:"أدري بس عاد وش نسوي"

في محاولة أخرى:"طيب لو خالد قال ما أبي أطلقها"

هدى:"بيعند في الأول وفي الأخير بيرضى"

إسراء وقد استنفذت خططها لتلقي بورقتها الأخيرة:"بس مع احترامي لكم واحد واحد إنتوا اللي أصريتوا تعقدوا

قبل لا تطلع النتايج... يعني إنتوا تتحملوا المسؤولية كاملة....ولو قال خالد ما أبي أطلقها...مالكم أي حق

تجبروه على العكس"

عبد الرحمن:"شوفي يا بنتي الكلام اللي قلتيه صحيح...ويعلم الله إن قلبي ضايق ومهو مرتاح...بس زي ما

قالت أمك نضيع مستقبلهم على لحظة حب مصيرها تتعوض؟؟"
.
.
.
.
.
ولكن هل يتعوض الحب حقا...؟؟




********************************



دخل محمد البيت بحركة سريعة والقلق يلتهم وجهه:"أمي...أبوية...صحيح الكلام اللي وصلني؟؟"

عبد الإله ياخذ نفس:"إذا على ليان إيه صحيح"

محمد:"يعني كيف؟؟"

عبد الإله:"يعني...الله يعوض كل واحد بأخيَر من الثاني"

محمد:"طيب ليان درت؟؟"

عبد الإله:"دقينا عليها وجوالها مسكر"

محمد:"الله المستعان"

وقام ليغادر

فندا:"على وين؟؟"

محمد:"بروح غرفتي"

فندا وهي تنظر لهاتفها وبقلق:"ليش ما ترد؟؟"
.
.
.
.
.
.
.
.
للحظة يتناسيان ما يجري ليحلقا في عالم خاص بهما...يحلمون فقط...بالبقاء سويا...كما يريدان

خالد:"والآن مع مفاجأة خالد ومفاجأة رحلة الحلم"

ضحكت ليان:"ههههههه حلوة ليش ما تسميها رحلة الأحلام؟؟"

خالد وهو مبتسم:"وش فرقت؟؟"

ليان:"لا يعني...تعرف تل الأحلام"

خالد:"إيه ذاك اللي كله أرانب اللي ببسمة؟؟"

ليان:"إيه هو...تتابعه؟؟"

خالد:"مو أتابعه أتابعه...هذي جوري بنت اسراء....من يوم تجي على طول على بسمة"

ليان:"ههههه أشوى ما عندنا أطفال....أنا إما عالوثائقية أو على ماسة"

خالد:"إيه أكيد الوثائقية....بس وش تتابعين بالضبط؟؟"

ليان:"هههههه...مهو لازم تعرف"

خالد:"أفا هذا وأنا زوجك؟؟"

ليان:"أخاف تحاف"

خالد:"هههههه لا تقولين ملفات الجرائم"

ليان:"يب"

خالد:"والله مرتي السنعة ما تلعب....تحبين ذي الأشياء؟؟...عندي أفلام عن مثل هذي الجرايم...لو

تبين أرسلها لك"

ليان:"واااو...حماس...بس لا تقول فيها حريم"

خالد:"ليه يعني؟؟"

ليان ببسمة:"يا سلام....تناظر حريم؟؟"

خالد وسعادة تكتنفه:"كأن في ناس هنا تغار"

ليان:"...تعرف متى يغار الشخص على شخص آخر..؟؟"

خالد:"متى..؟؟"

ترتبك الآن:"هاا...ما أدري أسألك أنا"

خالد:"متأكدة بس تسألين...؟؟"


وحين لم يجد سوى الصمت ابتسم مجيباً:"اسمعي يا ليونتي الغيرة تكون لما شخص يحب شخص بعمق...فيشعر

بالضيق إذا رأى الطرف الآخر ينشغل بغيره عنه....هذي هي الغيرة...-وبعبث- تحسين فيها؟؟"

صمتت لفترة قبل أن تقول:"وطيب هذي الصفة تعتبر صفة مذمومة؟؟"

يرى اهتمامها بالموضوع فيشاركها:"شوفي إذا كانت بين الزوجين...وبحدود العقل...يعني لا تصل حد التملك...و

الاستبداد..فبالعكس....إذا الغيرة موجودة فهي قرينة للحب....وإذا لم توجد الغيرة....فالحب غير موجود...لكن إذا

فارقت محيط الحياة الزوجية...فهذا قلب في الفطرة السليمة...تجاوز لحدود المنطق...يفترض بصاحبه إنه يبتره"

يصل همسها لأذنه:"طيب أنا أغار عليك...بس أخاف يجي يوم تصير غيرتي مو من الفطرة السليمة"

يصمت...لم تنجده الكلمات...فقط يصمت...وأحرف كثيرة تخنقه...لكنها مبعثرة...ولا يملك أن يجمعها


توقف أمام باب المطعم...ونزلا...ليتأبط ذراعها..وتشد يدها بيده....
.
.
.
.
.
هل ستظل أيديهما متماسكة في درب واحد..؟؟




******************************


في داخله يقرر أن عليه أن يبادر بحل المشكلة قبل أن تأتي أخته ويحدث مالا يحمد عقباه

اتخذ عدة خطوات صاعدا إلى حجرتها...طرق الباب بخفة...قبل أن يفاجأ بها تفتح الباب واقفة خلفه

وقد احمرت عيناها وانتفخت...وأنفها وفمها.....يا إلهي أذلك كله لأنه صرخ بها محذرا...ما إن رأته

حتى انفجرت ثانية بالبكاء....مما أوقع أحمد في الحيرة....بدأ يربت على كتفها كما يفعل مع طفلة في

الخامسة:"خلاص...خلاص...استهدي بالله...أمل تسمعيني...قولي لا إله إلا الله"

لكنه لم يفلح إلا في زيادة بكائها تنهد بشيء من تضجر:"والله حبيبتي ما كان قصدي بس احتريت يوم

شافك خويي...أنا دقيت على فاطمة وقالتلي إنك نايمة فتفاجأت يوم شفتك قدامي...."

قالت بين شهقاتها:"طـــ...ـــيـــــ...ــب أنــــــــ..ــا ااا...اش ذ...ذنـــــــ...ــــبي..؟؟"

حقا ما ذنبها أن تستيقظ من النوم لتفاجئ بخالها ومعه شخص آخر يقتحمان المنزل...؟؟

كانت شهقاتها بدأت بالتخافت في حين أن أحمد كان يطلق عبارات التهدئة والاعتذار....فجأة

صمتت وهي ترفع نظرها إلى أحمد بضياع أشعره بالذنب:"أنـــــــــا....مالي أبو....ما لي أبو"

قبل أن تنخرط مجددا في البكاء...شعر بالذنب وهو يحتضنها ويترك لها الحرية في إفراغ دموعها على

صدره....ويربت على ظهرها بحنو:"وأنا....وأنا وييين رحت يا أمل"

"بعييييد....ومشغول"

أبعدها عن صدره ينظر لعينيها:"أفضي وقتي لك...آمريني بس"

أطرقت:"مشكور"

زمت شفتيها واحمر أنفها وعينها ليصرخ أحمد بمرح:"لااا تكفين بلاها هالدموع"

"اشفيكم"

تيبس ظهر أحمد عندما أتاه صوت أخته فاطمة شكر ربه ألف مرة أنه أنهى ذلك قبل ثانية...التفت إلى

فاطمة بمرح:"أبد نراضي حبيبة خالها أمل"

وقرر فجأة أن يطبق قاعدة (أفضل وسيلة للدفاع الهجوم)

"بعدين إنتي الله يهديك يا فاطمة تقوليلي البنت نايمة..وطلعت صاحية...ودخلت أنا وسعود ونشوفها

بالوجه....كيف تقولين ليه كلام منتي متأكدة منه...وين عقلك إنتي الله يصلحك...؟؟"

بدا أن فاطمة بوغتت على حين غرة:"والله على بالي بتكون نايمة...تعرف أمل عادة ما تقوم غير الساعة

ثنتين ثلاثة"

أحمد يكمل بذات اللوم والعتاب وقلبه يطير فرحا أنه استطاع إلجامها:"برضو ياليت مرة ثانية ما تقولي

كلام إلا وإنتي متأكدة منه مية بالمية....الحمد الله إنها جت على كذا بس"

هزت فاطمر رأسها برضا:"إن شاء الله"

قرر في تلك اللحظة أن ينسحب حتى لا تخرح لها مبررات من هنا أو هناك...فاستأذنهم وعاد إلى غرفته

وأغلق الباب على نفسه بعد أن حرّص على عدم إزعاجه أبدا أبدا......




**********************************



ها هنا ينتهي الجزء العاشر..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر

اللهم انصر عبادك الموحدين في جميع بلدان العالم

وقيض لهم من يخافك فيهم...

اللهم أتم النصر لعبادك في سوريا...اللهم اجعل فرحتنا برمضان فرحتين...

اللهم ارحم موتاهم...وفك أسراهم...واهزم عداهم...

وأجعل الدائرة لهم لا عليهم...إنك على كل شيء قدير...

ريـــم ~! 10-06-12 06:41 AM


,’

صبآح آلخخير والرضآ من الرحمآن

للأمآنةة للحين مَآقرأت الروآيةة بس انا رحت لموضوع الطلبآت وسألت عن روآية تقأرب اسلوب
عآشقة أمهآ وأقدآر

فَ دلتني معزومه مأقصرت عَ هآلروآيةة وقآلت انهآ تذكرهآ بأسلوب عآشقة ., فً ححبيت أقرأهآ

شفتهآ ب البدآية لمأ الجزء آلتآسع خخفت فككرتهآ مهيب كآملةه =(

بسس الحمدلله اليوم شفت جزء نآزل ., ععنوأنهآ يبعث الأمل مريح جدآ ...

بس حبيت أسألت لأهنتِي عن موعد نزول البآرتآت ., وأكيد لِي عودةة بأذن آلله
عَ التعليق لأوصلت لكم تو ببأول بأرت أنآ ^,^

وتسسلمين غغلآتِي

همس الزوايا 10-06-12 09:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريـــم ~! (المشاركة 3115783)

,’

صبآح آلخخير والرضآ من الرحمآن

للأمآنةة للحين مَآقرأت الروآيةة بس انا رحت لموضوع الطلبآت وسألت عن روآية تقأرب اسلوب
عآشقة أمهآ وأقدآر

فَ دلتني معزومه مأقصرت عَ هآلروآيةة وقآلت انهآ تذكرهآ بأسلوب عآشقة ., فً ححبيت أقرأهآ

شفتهآ ب البدآية لمأ الجزء آلتآسع خخفت فككرتهآ مهيب كآملةه =(

بسس الحمدلله اليوم شفت جزء نآزل ., ععنوأنهآ يبعث الأمل مريح جدآ ...

بس حبيت أسألت لأهنتِي عن موعد نزول البآرتآت ., وأكيد لِي عودةة بأذن آلله
عَ التعليق لأوصلت لكم تو ببأول بأرت أنآ ^,^

وتسسلمين غغلآتِي




هلا والله بالريم...نورتيني يا عسل...

صراحة شهادة أعتز فيها من معزوفة...

انقطعت الفترة الماضية عن إنزال الأجزاء لظروف الإختبارات...

والحمد الله ربي يسرها وعدت لإنزال الأجزاء...

حالياً سينزل جزء كل اثنين وخميس...

قد يتغير الموعد مستقبلاً...

بانتظارك...^^



همس الزوايا 20-06-12 11:08 AM





صباح النور يشرق ضوءه...

صباح الأمل يلقى شعاعه...

صباح النوم حتى تستلذ الأعين..

صباح الاستياقظ حين ترتوي الأجفن...

صباحكم أنتم يا أحبة...


أعتذر جداً جداً جداً...عن الانقطاع الذي كان فوق رغبتي...

وعدت لكم ببارت غني نوعاً ما بأحداثه....




الجزء الحادي عشر



**********************************


تمسك بعلبة المنديل الكرتوينة مصوبة إياها بتركيز قبل أن تقذفها لتصيب رأس ابنة خالتها التي صرخت

متوجعة بينما دخل الجميع في نوبة ضحك

"رغددددد...اش هذا؟؟"

"أحسن عشان مرة ثانية ما تستلميني تريقة"

تمسك رأسها بألم:"أحححح يا عليك دقة تصويب....هب عالشيطان"

تتثاوب الآن:"لا يا آنسة أنا محصنة ضد الأعين الحاسدة"

"لا تخليني أجرب"

"ههههه روحي بس اللي يسمعك يقول عينك حارة...يختي عينك باااااردة فيها قوالب ثلج"

تتدخل الآن تالا بمرح:"صح يا خالة مسافرين بكرة"

دلال:"إن شاء الله على خير"

سارة:"وين بتحطون هذي الرجل؟"

رغد:"بنسوي لها قص مؤقت ويوم نوصل نسوى لصق"

تالا:"ههههاي..ما تضحك"

عبير:"كاكاكا....خشمك خشمك رغد لحقي عليه"

رغد:"هاتيه هاتيه..هنا هنا –ثم تلتقط شي وهمي وتقوم بوضعه على أنفها- أشوى بغيت أنكتم"

سارة:"يا مصخكم انتي وياها...قوموا خلينا نسوي ذكرى وداعية..على فكرة مها وفطوم مهم جايين؟؟"

تدخل سميرة مستمعة لآخر حديثهم:"إلا توها مها كلمتني جاية ومعها فاطمة"

تقوم إيمان:"زين ياللا أجل عبير قولي للشغالات يجيبوا القهوة والحلى للصالة فوق بنجتمع هناك"

تقوم عبير:"طيب...صحي ندى النوامة هذي بيسافروا بعد المغرب بكرة"

تشهق سميرة:"هذي لسى نايمة...أنا أبغى أعرف طالعة على مين هالبنت؟؟"

تضحك عبير بمرح:"ما أذكر إنو عمي أحمد نوام"

ترفع سميرة حاجبا بمرح:"لا يا شيخة...إذا ما طلعت لأبوها تطلع لمين؟؟"

مزنة بمرح:"تطلع لعمتها"

تبتسم سميرة:"في هذي صدقت"

ضحك الجميع فالخالة سميرة لديها أخت زوج نوامة وهادئة ولا تحب المرح كثيرا بعكسها وكم شكت لهم

من الملل الذي تعانيه عندما تكون في زيارتها

تدخل مها وهي تصفق بمرح:"أنا جييييت"

وتدخل خلفها فاطمة تحمل العديد من الأكياس الثقيلة:"وأنا ابتلشت بهذي الأكياس"

تنزل غطاءها بتعب"وه يا ثقل الأكياس"

تنادي رغد الآن:"فطوووم جبتي ورق عنب"

ترمي فاطمة بنفسها للكنبة خلفها:"إيوه جبت –وحين رأت تحفز عبير وتالا للإمساك بالأكياس- لا

تقربوا جبت لكل وحدة برميل ورق عنب"

درة:"يععع أنا ما أدري كيف تحبون ورق العنب.."

نسرين:"استغفري ربك يا بنت ما يجوز تقولين كذا على النعمة"

تدخل إيمان عليهم بغضب:"إنتوا لسى ما طلعتوا..؟؟..قدامي ياللا...سارة ومها مهمتكم طلعوهم...

خالة سميرة تكفين اجمعي خالاتي فوق...بروح أشوف جدة منى وجدة سعده"

تبتسم سميرة:"يا ناس شوفوا شوفوا الناس العملية اللي تحب الوناسة..أبشري من عيوني"

تالا تنظر بمأساوية لرغد:"تؤ تؤ..ستبقين وحيدة هنا يا أخت العرب..أمر مؤسف"

رغد وهي تستوي واقفة على عكازها:"الله الغني عن شفقتك روحي بس"



************************



أمام حاسوبها تدور على المنتديات قبل أن يرتفع رنين هاتفها

"هلا نسرين....تمامو.....كيفكم انتو؟؟...دحين؟؟...-تنظر لساعتها- الساعة دحين 12 متأكدة

أجي دحين؟..ههههه لا والله ما أفوت علي جمعات زي كذا...خلاص بأكلم فريد إن وافق يجيبنا

عندكم...ماما مهي موجودة....خلاص خلاص جايتكم.....ههههه إن شاء الله"

تغلق من نسرين قبل أن تقوم متوجهة لخزانة ثيابها لتخرج لها ثيابا تليق بجمعة وداعية في منزل

جدتها....بينما تنادي أمامة بأعلى صوتها...تدخل أمامة بملل:"نعم آنسة نجاة وش تبغين؟؟"

"قومي تجهزي بنروح لبيت جدة"

"دحيين...؟؟!!"

"إيوه عمة سميرة وعمة دلال بيسافروا بكرة..وبيجتمعوا الجمعة الوداعية"

"ومين بيودينا؟؟"

"بأشوف فريد إذا ما رضي بأكلم السواق"

"ليه وين رايحين؟؟"

تضع يدها على صدرها:"بسم الله خوفتني فريد"

"وين رايحين؟؟"

نجاة"بنروح بيت جدة منى وسعده...-بترجي-...تودينا؟؟"

يبتسم الآن بسعادة...يتمنى لو تقترب أخواته من عماته أكثر من خالاته...ليس لأنه يكره خالاته

كلا...بل لأنه يريدهن..أكثر التزاما وتقربا لربهن

"خلاص ربع ساعة وألقاكم جاهزين"

تقفز أمامة بسعادة:"عشر دقايق واحنا تحت"

يسبقهم نزولا:"نشووف"

حسنا إنه مستعد لانتظارهم ساعة كاملة...فقط ليكونوا أقرب
.
.
.
.
صدق المولى حين قال:"ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة

كأنه ولي حميم"






******************************




يفتح عينيه مستنكرا مكانه...قبل أن يتذكر وصوله مع أسامة إلى الإمارات...يتمدد على سريره في منزل أسامة..الخالي

سوى منهما والخدم...يحزنه وضع أسامة كثيرا...لا أب ولا أم ولا إخوة...بلا أسرة...يضع يده على فمه مانعا إياه من

التثاؤب....يقوم من سريره ليتوضئ...تبقى على آذان الفجر ساعة إلا ربع...سيصلي فيها ركعات يتقرب بها إلى ربه

يدعوه...ويرجوه...ويبتهل إليه...ويذرف أدمعه...راجيا عفوه وغفرانه...هدايته وتوبته....يرتل آياته...يجد فيها نور

لقلبه...وبصيرته...ما ألطفك يا رب
.
.
.
رباه تباركت أغثني ياذا الإحسان والمن
غفرانك رحماك إلهي إن كنت عصيتك فارحمني
إني في بابك منكسر بالذنب مقر سامحني
فالروح تأن وكم تكوى من نفح التفريط المظني
غفرانك يا من ترعاني بالفضل الغامر والحاني
وأنا في لهوي كم هامت نفسي في وادي العصياني
إن جل الذنب فأنت أجل
والأوسع حلماً تتفضل
فلكم أسرفت وتسترني
بستار عطاياك المسبل
.
.
.
يصل لمسامعه صوت آذان الفجر...ينهي تسبيحه وذكره...قبل أن يقوم طاويا سجادته...ليغادر حجرته نحو

المسجد..خطوات تحفها السكينة....وهالة من ضياء تنير له دربه....ورضا يعم ذاته...لك الحمد يالله..لك الحمد

على ما تفضلت به من نعم على عبدك الفقير.....يبتسم لمرأى أقدام تجاوره نحو المسجد...طفل صغير لا يتجاوز

السادسة...وشيخ قد تعدى الستين....وشاب في زهرة عمره...جميع الأعمار هنا...ما الذي أيقظهم..؟؟ وقد غادورا

أسرتهم الوثيرة...والنوم الهانئ...لرضا ربهم...لإقامة فرض أمرهم به...سعادة تكتنفه..مازال في أمتك الخير يا رسول

الله...ما زال هناك من يرجو اللقاء بك في الفردوس الأعلى...أرباه لا تحرمهم لذة النظر لوجهك الكريم...إنك على

كل شيء قدير......خطا تتبعه بوقار...يلتفت ليرى أسامة...يبادله ابتسامة...قبل أن يقفز لذهنه حديث المصطفى

عليه أفضل الصلاة والتسليم"تبسمك في وجه أخيك صدقة"...ها هو يكسب أجر صدقة ببسمة يلقى بها مسلم

ما أعظمك أيها الدين....



************************************



"مرااااااااااااااااااااااااااام"

تجلس بفزع بعد أن كانت تسترخي متابعة برنامجا طبيا على قناة المجد..."بسم الله الرحمن الرحيم..جود وبعدين معك"

تضحك بمرح:"آســــــــــــــفة خيتو..بس لي ساعة أنادي وما سمعتيني"

"أبعرف إنتي عندك يا طخه يا اكسر مخه؟؟...يا إما بصوت واطي ما ينسمع أو صوت عالي يفقع الأذن"

تستمر بالضحك:"المهم يا حلوة العشا عليك اليوم وتراني جيعاااانة بشكل غير طبيعي...إضافة إلى أني مسوية رجيم

فسوي لي سلطة فواكه بكميات هائلة...أو سلطة خضار بنفس الكمية سالفة الذكر"

تتكتف مرام وهي ترفع حاجبا:"لا يا شيخة من متى التشرط في الوجبات؟؟"

جود وهي تجلس باسترخاء:"من اليوم يا قلبي...ياللا تكفين مرومتي والله مرة جيعانة وبعدين دوبي أنقص

ثلاثة كيلو ما أبغى أخربها"

مرام:"من السمنة اللي ذابحتك...روحي بس"

جود:"إيوه يا حبيبتي اش عليك وإنتي الجسم ملكان..ما تحسين بمشاعر الدبيات أمثالي"

مرام:"والله جد جود جسمك مو محتاج ذاك الرجيم"

جود:"حلوة جد جود...هذا إنتي قلتي ذاك الرجيم..مو هذا الرجيم..بعدين تراي تعقدت كل ما شريت


فستان طلع علي جنان من فوق...ومن تحت ما يدخل"

مرام:"والله إنك هبلا هذا ما يسمى بالجسم المزهرية أو الكمثرى...وهو جسم مرغوب بشدة في هذا

الزمن"

جود:"العبي علي بهالكلمتين...ما فيه شردة بتقطعين بتقطعين"

مرام وهي تقوم متأففة:"الله يصبرني"

جود وهي تسترخي وتقلب التردد على قناة صفا:"آمييين...روحي سوي شغلك وأنا أبغى أشوف

التخلف اللي عايشين فيه الشيعة هنا...الله يخزيهم"




*********************************



يدخل عليها في الغرفة الخاصة بأمه وهي ترتدي حجابها:"ياللا نورة جدي ينتظرك تحت"

تعبس الآن بغيض:"سلطان ما تقدر توديني؟؟"

سلطان بإرهاق:"نورة تناقشنا فهالشي خلاص ما أقدر أترك أمي لحالها وإنتي شايفة وضعها كيف....محد

بيروح معكم...بيوصلك البيت خذي ملابسك وبيرجعك هنا على طول...بعدين مفروض تستانسي

رجل الأعمال السعودي المشهور مشعل بن عبد العزيز الـــــ........يوديك شخصيا..ياللا بس لا تأخريه"

نورة بتأفف تتجه نحو سرير أمها وتقبل رأسها:"ياللا يالغالية بروح أجيب ملابسي وأرجع على طول...

انتبهي على نفسك...وإذا سلطان الدب ما أكلك...أنا بأكلك...-تقبلها ثانية- دعواتك يالغالية"

تشيعها أمها بابتسامة مجهدة وتغادرها نورة..بينما يجلس سلطان إلى مقعد إلى جوارها..فاتحا مصحفه

يتلو عليها آيات من الذكر الحكيم ويده تهمز يدها بلطف...استمر هكذا لأكثر من عشر دقائق قبل

أن يشعر بيدها تشد بضعف على يده..يهب واقفا..مقتربا منها..."بغيتي شي يالغالية؟؟"
.
.
.
.
يا قلب أمي لك مشى
بالعطف والطيب انتشى
في حضنها عمري نشى
ومن حبها قلبي يميل
أمي حياتي وجنتي
أنت عيوني وبسمتي
حبك شعاع بمهجتي
والشعر من حبك يسيل
القلب سعده من رضاك
والكون عطره من شذاك
كلي على بعضي فداك
إن غبت سموني القتيل
يا نبض قلبي والوجود
يا روح عمري يالودود
يا أغلى من كل الحشود
المدح في حقك قليل
أمي كلي فداك
أمي أنت ملاك
.
.
.
.
نظراتها الواهنة تخبره أنها تريد أن تقول شيئا...يقترب منها أكثر ليصغي...بينما تجاهد هي ليصله

صوتها...ظهرت حروفها...مقطعة...خافتة.."نــ...و...ر...ة – تلتقط أنفاسا وآهة تصدر من جوفها-

..أ..بـــ...ــغــــ....ى...أ...شــــ...و...فـــ...ـــــهـــ. ..ــــا..."

تلهث بتعب على المجهود الذي بذلته بينما يشد هو على يدها:"أبشري..بس هيا راحت تجيب ملابسها

وبترجع دحين"

تهز رأسها بوهن معترضة قبل أن تفتح فمها لتخرج المزيد من الحروف:"أ...بــــ....ـــغــ...ــــى....

أ...شــــ...و...فـــ...ـــــهـــ...ــــا...قــــــ....بـــــ ....ــــل....أ...مــــــــ......ـــــو.....ت"

يشد على يدها:"الله يحفظك يا أمي...إن شاء الله ربي يحيك حياة طيبة وبتجي نورة وتشوفيها..-وبعبرة

سدت مجرى حلقه- وبتشوفين عيالها وعيالي كمان"

تبتسم له بحنان ترفع يدها بوهن تمسح على خده"انــــــ..تــــ...بـــــــ...ــــه....عــــ...ــلــــ... ـــى...نــــ...و..ر...ة"

لا يملك دموعه الآن أن تسقط...أمه تودع آخر لحظاتها في الدنيا...تشمخ بنظرها للسماء...قبل أن

تنظق بالشهادة مقطعة...
.
.
.
.
.
وتترك لروحها حرية الرحيل.....

يجول بنظره على وجهها الساكن بهدوء..يمد يده ليغلق عينيها...لا يرى للممرضات اللواتي ملأن الغرفة

وجودا ...يضع رأسه على صدرها ويجهش بالبكاء...عاد كطفل الخامسة...ينتظر منها أن تحتويه بين

ذراعيها...أن تمسح دموعه بيديها ..أن تهدئة بكلماتها....تشيعه بدعواتها....تبسم في محياه..لكنها..

لم تفعل لم تفعل...."أمااه أرجوك أجيبيني... أرجوك..لا أقوى على دفع شقاء دنياي وحدي....لا

ترحلي...انظري إلي...ابنك الذي غدا شابا...سيحملك على ظهره... سيخدمك بعينيه...أماااه...ما

زالت هناك طفلة..تحتاج لوجودك...لنصحك...لدعواتك...أمااه...هل قررتي أن تتركيني أواجه

صعوبات الحياة دونك....أن أشق طريقي في مهالكها...لا ترافقني دعواتك المباركة....مهلا أمي...

مهلا أرجوك لا ترحلي...ابقي إلى جواري...اسندي ضعفي...أنيري دربي...لا تدعيني وحدي...لا

تدعيني وحدي.. وطفلة..لا تقوى على العيش بعدك"

أيد كثيرة تحاول رفعه...إبعاده عن أمه....يتشبث بها....دعوني...لم أشبع من حضنها بعد...

أصوات مختلطة...دعوات...وتصبير...وتثبيت...وتربيت...لا يدرك شيئا منها...كل ما يدركه هو أن

أمه لم تعد تجب عليه...لم تلف ذراعيها حوله...آهة ألم تندفع من جوفه...يد تشده لتحتضنه وصوت

أجش يبلغ مسامعه:"اصبر يا خوك...ادعي لها بالرحمة...الله يتقبلها بالجنان"
.
.
.
.
يا دمع أحرقت العيون
أمي عليه ما تهون
لكن إذا حل المنون
ما يوقفه قال وقيل
يا ناس من للي بعدها
يا ناس من هو يردها
تكفون قولوا وينها
عذبت قلبي بالرحيل
.
.
.
.
.
تسير مسرعة نحو حجرة أمها..قلقة عليها هي...وخطوات جدها تتبعها...لم قلبها يؤلمها...هل أمها

تتألم تسمع رنين هاتف جدها..ما بال الممر طال فجأة...حجرة أمها في القسم الآخر من هنا...ها هو

ذا..جدها يرفع صوته مناديا وخطواته تسرع خلفها...لكن لا...قلبها يخبرها أن تتوقف..وعقلها يحثها

على الاستمرار أمي تنتظرني هناك...يجب أن أسرع...تركض الآن فارة من جدها....ها هي تصل...

لكن مهلا...ما كل هذه الضوضاء..؟؟..لم كل هذه التجمهر...تهرول مخترقة صفوف الممرضات...

تمسكها إحداهن مانعة إياها من الدخول

...تدفعها بعنف..وهي تصرخ منادية أمها...تتوقف الآن في منتصف الغرفة...سرير أمها فارغ...سرير

متحرك عليه ملاءة بيضاء...سلطان أين سلطان؟؟...تقترب من السرير المتحرك...لا تقتربي...صوت

يصرخ في قلبها....لكن خطواتها الآن لم تعد ملكها...تمد يدها لترفع الملاءة...لترى ذاك الوجه الحبيب

وهالة من نور تحيطه...حروف متقطعة...انفلتت من فمها..."أمــ...ــي..."

يد تشدها للخلف...تتفلت منها...قبل أن تسمع صوته متدحرجا..خافتا...متوجعا...:"نورة"

تلتفت إليه..عيناه المحمرة.... تهمس له:"أسسسس.....أمي نايمة..ليش ما جلست جنبها...زي ما

قلت لك؟؟"

يقترب منها قبل أن يدفنها في حضنه:"نورة أمي عطتك عمرها"

تدفعه عنها:"ههههاااي...دمك خفيف تصدق..."

يشدها لحضنه ثانية:"نورة...ادعي لها بالرحمة..."

...ماتت....ماتت...صرخة تهز فؤادها...تنطلق مجلجلة....بألم...بوجع...بفقد...

وهي تنهار أرضا تنظر إليه ببهوت وتتردد الكلمة في عقلها بكل وحشية

"أميييييييييييييي......لااااااااا....لا تتركيني.....لا تخليني.....أمييييييييييي....لااا...لاااا تكفين لاا"

تحبو إلى ذراع السرير..تعتمد عليه لتقف...لترتمي في حضن أمها...."أميييييي....لا تموتي....سلطان

الدب...راح بس والله جيت..جيت..ما عاد أروح...تكفين قومي...والله والله ما أتركك...أمييييييييييي"

يسحبها سلطان من خلفها ليبعدها عن السرير سامحا للممرضات بأخذ أمها بعيدا:"لاااااا لا ياخذونها..

أمي..سلطان أخذوا أمي.....لااا...أمي ما ماتت...هي قالت لي أمس...تبغى تقولي شي...لا

تروح....أميييي"
.
.
.
.
.
يصل لمسامعه صرخاتها...اعتراضاتها...شعور بالشفقة يتفاقم في داخله...قبل دقيقة فقط كان سلطان

بمثل حالها قبل أن يصطحبه قسرا إلى دورة المياه ليغسل وجهه.....ها هو الآن يحتضن أخته...يلتفت

ليغادر الحجرة تاركا لهم حرية نثر أوجاعهم...وذكرى غائمة...شديدة البهوت..لطفل الثالثة ينظر إلى

الحشودالتي امتلأت في بيته ودمعة متشبثة بأطراف أهدابه...ممسكا بدميته...

ينفض رأسه يقترب من جده مناديا...بل ربما منبها:"أبوية.."

ينظر لجده الذي يقف بتصلب ولا تبدو على ملامحه سوى الجمود:"ماتت..؟؟"

يهز رأسه إيجابا....فيعطيه ظهره مغادرا:"أجل بروح أشوف إجراءات الدفن..."

يزفر بغيظ...أين يجب أن يذهب الآن..؟؟




**********************************



بيت العمة حياة (أخت ساعد وحامد من الأب)


يتصفح أحد أعداد مجلة نون بأريحية...وبيده الأخرى عبوة عصير يتقاطر الندى منها...يشربها باستمتاع

دخلت عليه أخته رزان وهي الأخرى تحمل بيدها مجلة حياة للفتيات...تدخل باندفاع وتجلس

وهي تقول:"أمين أبوية يبغاك"

"اش يبغى"

"مااا أدري قلي نادي أمين يجيني بالمكتب"

أغلق المجلة ووضعها جانبا ورشف رشفة طويلة من عبوته قبل أن يلقيها في سلة المهملات

"الله يستر...استدعاء من وزارة الخارجية والحكومة"

ضحكت ضحى بمرح:"روح يا بني دعواتي معك"

دخل على والده في مكتبه باحترام:"سم يبه...."

وضع والده الكتاب الذي كان يقرأة جانبا:"سم الله عدوك....الله يحيك تفضل اجلس"

أمين:"الله يحيك...أمرني الله يطولي بعمرك"

ابتسم والده بمحبة:"ما يامر عليك عدو....عندك شي هاليومين...؟؟"

أمين:"لا...بغيت شي...؟؟"

تنهد الوالد بابتسامة:"خاطري أنزل مكة....زمن عنها...تخاويني..؟؟"

ابتسم.....ومن ينبض في قلبه عرق مسلم لا يريد مكة...أفي هذا تشاور يا أبي...؟؟

"مشينا الليلة لو تبغى"

ابتسم والده بحبور:"كفو...بكرة الفجر نسري على خير"

أمين:"الجبل ولا السيل...؟؟"

"الجبل...أسرع...نجلس لنا يومين ونرجع"

"أمي وضحى...ما يروحون معنا..؟؟"

"أمك معذورة وصعبة تجلس لحالها"

أمين وهو يقف:"أهاا...خلاص أجل...بكرة الفجر نمشي"



***********************************



يجلس مقابلا لها....أزالت نقابها...يبتسم لها...لتبادله الابتسامة بخجل

"القمر اليوم مآخذ إجازة"

بدلال:"بس اليوم..؟؟"

يبتسم لها:"اليوم وكل يوم أشوفك فيه"

لا تجيب وتكتفي بالنظر للطاولة أمامها

يرفع قائمة الأطعمة..."ها ليونتي وش تبغين؟؟"

تبتسم بمحبة:"اطلب لي على ذوقك"

"أكيييد, مو ترجعي تقولي ما عجبني"

بصدق:"إذا ما عجبني ذوق خالد...مين بيعجبني ذوقه؟؟"

"الله يخليك لخالد"

تكتفي بالصمت

أتت الوجبة...كانت قطعة مكرونة بشمل...وإلى جوارها بعض المقبلات والحلى..

أكلا باستمتاع....هكذا الوجبات التي نقضيها إلى جوار أحبابنا..تملك طعما مميزا لا مثيل له....

يتبادلان الحديث تارة مرحا...وتارة أخرى...حبا...

ينهيان تناول طعامهما قبل أن تنهض

"ليونة...ممكن نآخذ صورة؟؟"

تعود لتجلس:"أكيييد"

يقترب ليجلس إلى جوارها قبل أن تلقتط الكاميرا صورة ثنائية لهم
.
.
.
.
في طريقهما للعودة...يفتح هاتفه وكذا تفعل هي...لتنهمر رسائل موجود عليهما كليهما....

يرن هاتفه...ليجيب بتردد:"هلا أبوية."

ظل صامتا لفترة ووجهه لا يبشر بخير وصوت عمها الساخط يصل لمسامعها....قبل أن يغلق:"إن شاء

الله"

يرسم بسمة جاهد على إظهاراها:"ليونتي"

"آمر"

"ما يامر عليك عدو...مستعدة للي بيجيك؟؟"

"هههه شكله عمي ما خلا ولا بقى"

"الله يهديه لو أنا قدامه كان ضربني"

"تدري بعد إحنا مو صاحين...أجل نخرج من العصر...إلى الساعة 12 ونص"

يتنهد:"بس برضوا شيء ما ينسى"

تتنهد هي الأخرى:"صح ما ينسى"

يكمل بمرح:"طيب صوت أبوي ما يبشر بخير...أتوقع استلم النتايج....مستعدة للنتيجة"

تأخذ نفسا عميقا"لا..."

صمت يعم السيارة في طريقها المستقيم قبل أن يتوقف جانبا لتنظر إليه مدهوشة:"ليش وقفت؟؟"

"عشان تستعدين للنتيجة"

"كيف بأستعد لها؟؟"

يمسك المقود بكلتا يديه:"ما أدري...بس يمكن..." يطلق زفرة

تضع يدها على كفه:"دامنا تواعدنا...فأنا مستعدة"

يبتسم لها ليتابع طريقه والصمت يحكي الكثير





******************************************




الآن...يجب أن يفعل ذلك الآن

تأخر بما يكفي...ولا بد أنها الآن غاضبة أو حتى حزينة...

ماذا يرسل..؟؟

قلب رسائل هاتفه...للأسف كلها رسائل شباب لا للكلمات الجميلة مكان بينها...يشعر بالإحباط...

هل يحاول أن يكتب..؟؟

لكنه لا يعرف....يتأفف بغيظ....هل يلجأ لأخته هند....لا ريب أن لديها رسائل مناسبة

لكن هند...ستجعل قصته حديث الساعة لأسبوع قادم....

إذن ما الحل..؟؟

هل يذهب خفية ويسرق رسالة من هاتفها دون أن تدري...ستكون نائمة بالتأكيد

ونومها ثقيل نوعا ما...لن تشعر به إن فعل....يقوم متجها لحجرة أخته الوحيدة...يفتح الباب

بحذر...يلقي نظرة

إلى سريرها ليتأكد بأنها نائمة.....حسنا...يبدو ذلك واضحا...والآن بقيت مهمة العثور على

هاتفها...أين يمكن أنها

تضعه...ليس فوق مكتبها...ولا داخل أدراجه...ولا فوق الكومدينو....ولا في درجه...إذن أين

هو...هل يمكن أنها

تضعه تحت مخدتها..؟؟...يمد يده بحذر ليبحث عن هاتفها تحت مخدتها يبحث ويبحث وأخيرا يحكم

قبضته عليه

ويسحبه بهدوء...ليغادر حجرتها على أطراف أصابعه....يتنفس الآن بهدوء وهو ينتقل للرسائل

يقرأ الكثير والعديد...وفي كل رسالة يجد عذرا يصده عنها....أخيرا اختار أحدها أرسلها لهاتفه ثم

أضاف رقم منى

وأرسلها...وهو يدعو في سره أن يكون قد أحسن في اختيار الرسالة...."يا سلام سراق يالأخو؟؟"

"بسم الله اش مصحيك انتي؟؟"

"أبد سلامتك...قلبت مكتبي وكمدينتي وفي الأخير سويت إعصار تحت مخدتي وما تبغاني أقوم...حشا

والله لو إني برميل نوم....بعدين تعال اش تبغى بجوالي؟؟"

"أبد كنت أبغى أدور رسالة"

تنظر له بخبث:"رسالة زي إيش تراي بالخدمة"

يقوم الآن عائدا لحجرته:"لا شكرا ما يحتاج تقدمين خدماتك خلصت"

"طيب قولي اش أرسلت"

"تراي حذفتها من الرسائل المرسلة..."
.
.
.
.
.
.
.
.
تجلس وإلى جوارها إسراء والخادمة يرتبن الثياب داخل الحقائب...حتى لا تتراكم في الحجرة....

كانتا مندمجتين في الحديث حين أعلن هاتف منى عن وصول رسالة...رفعت هاتفها بلا مبالاة...قبل أن

ترى اسم مجاهد يعلو الرسالة تلتهم عينها أسطر الرسالة بابتسامة

"سلام الله أبعثه..مع نسائم الليل تهدي لمسه
سلام لمن خافقي في شوق له..في يومه وأمسه
سلام خالص من فؤادي...لمنى الورد وهمسه

مجاهد"

تناول هاتفها لإسراء ونظرة فرح تطل من عينيها تقرأ إسراء قبل أن تشاركها فرحتها

"أجل خلاص نوقف هنا ياللا ماستا...بكرة فيه كمل"

"ليه؟؟"

"خلاص لازم نفضي الغرفة عشان تقدري تراسليه زين"

"اللحين أنا لازم أرد له الرسالة؟؟"

"اش رايك يعني أكيد لازم تردين له الرسالة"

"بس...أنا ما أعرف أرسل"

تناولها هاتفها:"تجوز الاستعانة بصديق"

تنظر لها ممتنة:"شكرا"

"لا شكر على واجب حبيبتي ياللا ليلة هنية"

"ليلة هنية"

تسارع للتفتيش عن رسالة مناسبة في هاتف إسراء وترسلها وهي ترجو أنها استطاعت توصيل رسالة تفهمه
.
.
.
.
.
.
يقفز قلبه بتوتر وهو يسارع بفتح الرسالة

"ليل أورق يا صاحبي بلمسه...
وأينع ثمره بهمسه...
وحلق طيره بأنسه...
فليس يومه كأمسه..."

يبتسم اختارت ذات السجع الذي اختاره

أراد الخروج من جو الرسائل المتكلف...هل يتصل..؟؟

خطوة جريئة سيقدم عليها....فليفعل
.
.
.
.
تفتح عينيها بصدمة..

(ما صدق على الله)

تضع الهاتف على الصامت...بينما تقوم بتسليك حبالها الصوتية...ثم ترد بخفوت
.
.
.
.
تبدأ الليالي هنا بالامتداد لتكون صبحا...
وينقلب الصبح هنا ليكون ليلا....




************************************



أصواتهم المبتهجة...ضحكاتهم ونكاتهم...سخرياتهم...ومزاحهم....فناجين قهوة تمتد فارغة...لتملأ

ثم تعود لأصحابها...أصناف الحلى..والخفائف...مواضيع تفتح وذكريات تسترجع...

"وخري عكازك مسوي زحمة"

ترفع عكازها لتضرب بها ظهر ابنة خالتها:"لا يا شيخة ضاقت الدنيا عليك إلا تحاشري عكازي

المسكين اللي مهو ماخذ غير سانتيين في الغرفة"

"لا والله ماخذ مكان استراتيجي"

تدخل مزنة وهي ترسم بسمة ماكرة وتخبئ يدها خلف ظهرها

تنظر تالا نحوها قبل أن تقترب من خالتها سميرة:"خالة شكل مزنة ناوية نية سيئة"

ظلت سميرة ترقب خطوات مزنة التي تقترب من نسرين المندمجة في نقاش ممتع لذكرى إحدى الرحلات

الماضية مع إيمان قبل أن تلقي في حضنها قطة محمد ابن خالتها دلال

تصرخ نسرين وتقفز من مكانها وتهرب لأقصى الغرفة وترتفع الصرخات....بينما القطة المرعوبة تهرب يمنة ويسرة في

محاولة للعثور على مخرج...وتتقاذفها جميع ما يطال اليد...علبة المناديل...خداديات..ومزنة تضحك بهستريا, يدخل

محمد الصغير مقطبا وساخطا ومسرعا أيضا:"يالمتوحشات..لا ترمون على توتي...مزنة يا دبة ليش أخذتي بستي؟؟"

يقترب من بسته قبل أن تقفز في حضنه تنشد الأمان...

تصرخ رغد المتشبثة بعكازها:"حمووود طلعها من هنا"

يحتضن قطته وهو يغادر الغرفة عابسا:"ومن قال إني بأخليها عندكم يالمتوحشات"

سعده تصرخ بغضب:"حسبي الله على إبليسك من بنت تروعي البنت يدخل فيها جني ولا بلى"

تضع نسرين يدها على قلبها وتهمس لرغد:"بسم الله علي"

تجلس إلى جوار تالا وهي تضع يدها على قلبها:"الله ياخذ إبليسها...ما أدري كيف عايشة يا رغد وسط بسس..."

"آآه لو تشوفي مآساتي بس"

نجاة:"والله لو يجيبوا لي بسة في البيت لأخرج وأترك البيت لها"

سارة وهي تحتضن ابنتها:"هههههه والله ميار من تشوف البسة تنفجر بكا وما تنومني الليل من صوت بسة"

تضحك إيمان:"ههههه الله يذكر جيلنا بالخير...يوم إننا نلاحق البسس ونربيها..مهو هالعبير تشوفها تشرد لآخر البيت"

ترفع عبير حاجبا:"لا والله"

فاطمة:"هههههه والله جيلنا ما كان فيه غيرك اللي يلاحق البسس ويربيها"

تدخل مها وهي تحمل حقيبتها وتلقيها جانبا:"ياللا بنوتات خلاص ملوا المسبح"

تقفز أمامة وهي تركض حاملة ثياب السباحة:"أنا أول وحدة"

قبل أن تقفز إيمان وتالا وعبير خلفها وسميرة تصرخ خلفهم:"إيمان شوية شوية ارحمي اللي في بطنك"

تزفر رغد بسخط وهي تنظر لقدمها:"دحين بالله وقتك تنكسر؟؟"

تضربها نسرين:"استغفرِ ريك يا بنت هذا اعتراض على قضا ربي"

تستغفر رغد بينما يقوم الجميع مغادرا إلى المسبح
.
.
.
.
.
"مهاااااااا...ارمي لي اللستك"

"مااماااااااا شوووفي مزنة بتوديني عند العميق"

"ريييم بعدي عنهم لا يصقعوا بطنك"

"ياللا بنات بأنط"

"ياللا نتسابق من هنا لهناك"

"عبيييييييييييييير....يا ويلك تقربي...خالة جازززي عبير بتغرقني"

"عبير سيبي بنت خالتك"

"جدددة سعدددده تعالي اسبحي معنا"

"هههههه يا ويلك منها"

"إيييش أنا أسبح على آخر عمري..."

"إييييماان خلاص يا أمي اطلعي مهو زين لك تسبحين"

"جدة منى شوية بس شوية"

"رغوود...ارمي لنا الكورة"
.
.
.
.
جميلة هي ساعات لقاءنا بأحبتنا....تسلوا حياتنا بهم ومعهم..........ولهم





*********************************



يتوقف أمام الباب وهو يهيئ نفسه للدخول...يدفع المفتاح في الباب...يأمل أن تكون لا زالت نائمة...جيد البيت

مظلم كما تركه....بخطا خافتة يقطعها لغرفة الجلوس..الحمد الله ما زالت نائمة...يزفر بألم...لم يشأ أن تصل الأمور

لهذا الحد..يمنع خطواته قسرا من الذهاب إليها...مواصلا طريقه نحو غرفة النوم...يتمدد على سريره ويسرح تفكيره

بعيدا...حقا...لم يفعل ذلك؟؟..لا يملك هو إجابة...آلاف الإجابات تتدافع لذهنه....يرتفع صوت الآذان...ها هو

الفجر أقبل...يرتدي ثوبه...ويغادر إلى المسجد....يريد الابتعاد...إلى أقصى مكان ممكن...يصلي تحية المسجد..ثم

سنة ما قبل الفجر..قبل أن يجلس قارئا ما تيسر له من القرآن..منتظرا إقامة الصلاة...والنوم يغزوه...يغدو النوم الآن

حلما لذيذا يتأرجح أمامه...تقام الصلاة....
.
.
.
.
ها هي الشمس أشرقت منذ ساعة...وهو يمنع نفسه من العودة...رغم سلطان النوم...لا يريد أن يعود..أو يريد

تأخير عودته قدر المستطاع...حتى يتأكد من نومها...لم يعد يطيق صبرا الآن...يحمل نفسه...ويتجه لمنزله...إن

كانت نامت فذاك ما يرجو...أما إن كانت ما زالت مستيقظة...فذاك ما يخشى...

يفتح الباب بهدوء...رجاء عدم إيقاظها...لكن سرعان ما تبخر أمله وهو يراها تركض نحو الباب...يستدير مغلقا

الباب...

"ليش تأخرت؟؟.."

يكتم زفرة ضيق..لقد كان يظن أن هذا السؤال لا يسأل إلا بعد ستة أشهر على الأقل من الزواج..أما ولم يمضي على

زواجه سوى الأسبوع...يبدو ذلك أبكر قليلا مرتين...

تتبعه نحو غرفة النوم...ينزل ثوبه...ويتجه نحو دورة المياه ليغسل أسنانه قبل أن ينام...لم تتبعه هذا مطمئن نوعا ما...

رجا أن تعود لتنام أو تتركه ليفعل ذلك...تعمد الإطالة...خرج...وللمرة الثانية تقف أمام الباب...يتكئ على إطار

الباب..وهو يراها تفرك يدها وترخي رأسها...حسنا ماذا تريد..؟؟...
.
.
.
.
.
.
الآن وهو ينظر إليها بهذه النظرة...تبخرت كل الكلمات التي خططت لأن تقولها له

"آآآ....مجيد..آسفة عاللي صار أمس...ما كان قصدي..."

لا يبدي ردة فعل أيا كانت...لم؟؟

ترفع رأسها لتنظر إليها
.
.
.
.
ذلك آخر ما توقع أن تقوله...لم تخطئ...هي فقط قامت بردة الفعل المتوقعة تجاه ما يفعل هو...أتعتذر؟؟

لا يملك بسمة ترتسم على وجهه وهو يرى توترها...وفركها ليديها...ترفع نظرها الآن...يخفي بسمته بسرعة

ويحولها لنظرة جامدة لتندفع هي

"والله ما كان قصدي...بس أنا ما أدري ليه...يعني أمس أعصابي كانت شوية فلتانة...عبد الله كلمني...يقول لطيفة

تعبت شوية...وإنتا ما كنت موجود...وما قدرت أروح أشوفها بدون ما أستأذنك...بعدين يوم جيت..صار

اللي صار..."

تبرر له...تبرر له موقفها بالأمس...كانت قلقة على توأمها...كما يقلق هو على مجاهد...يتجاوزها متوجها للسرير

بينما تتبعه هي..."سامحتني"

من تحت غطائه:"سكري اللمبات وراك"

"طيب سامحتني؟؟"

"أشوف"

يصله تنهيدتها خطواتها المبتعدة...ليكون الله في عونه
.
.
.
.
.
على الأقل هي حاولت...لترضيه...تغلق النور...وقبل أن تهم بالخروج يأتيها صوته منخفضا من تحت غطائه

"تجهزي يوم أقوم أوديك تشوفي لطيفة"

بسعادة:"والله؟؟...مرررة شكرا عبد المجيد.."

تغادر الآن وقد كسبت أملا...لقد رضي..وسيذهب بها لزيارة أختها...هذا ما ترجوه




*********************************



ها هنا ينتهي الجزء الحادي عشر..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر

اللهم انصر عبادك الموحدين في جميع بلدان العالم

وقيض لهم من يخافك فيهم...

اللهم أتم النصر لعبادك في سوريا...اللهم اجعل فرحتنا برمضان فرحتين...

اللهم ارحم موتاهم...وفك أسراهم...واهزم عداهم...

وأجعل الدائرة لهم لا عليهم...إنك على كل شيء قدير...



عذرا ياقلب 22-07-12 08:08 PM

تغلق لتاخير الكاتبه

قلوووب تنبض


الساعة الآن 03:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية